12-01-17, 03:23 PM | #321 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
هلا ياسمين تسلمي حبيبتي... مو مشكلة عيني المهم منوراني دووووووم قلبي يا الله شو حلو تحليلك لهدى فعلا كأنثى هي بحاجة للخظات المسروقة هي بحاجة للجنون و الجموح هي بحاجة لمراعاة حاجاتها المدفونة... قرأت الانثى المتعطشة بداخلها بسهولة و تخاف منها بكل قواها العقلية !! علاء بحاجة لان يفهم نفسه قبلها و هي كذلك بحاجة لهذه الفسحة لكن كلاهما يحاول أن يرى الاخر كما يريد أن يراه لا كما هو و هنا تكمن المشكلة علاء قد يكون عاشق و قد يكون مهتم و قد يكون اي شيء الا المحامي بزواج مرسوم بدقة لكنه لا يريد أن يكون إلا الاخير و هنا مشكلته!! عجبني فعلا تحليلك للأم و رؤيتك لسبب وقوفها مع محسن خصوصا انها لامته اكثر من مرة قبل ذلك على تعامله مع لبنى و هي بذلك لا تقف الا مع احترام الكبير و ربما لو لبنى كما اشرت لم تنفجر بصراخ و بطريقة غير مهذبة مع رجل بمقام والدها لكانت الام وقفت بصفها حتى انت يا ياسمين تقولي اغيد ورا المعاملة السيئة حرام الرجل جيد جدا ليفعل ذلك ربما يفعلها لو تخدم مخططه لكنها حركة غير مفيدة خصوصا انه المدير مغلول منها من قبل سيظهر الليلة اغيد و ينور الرواية بمواجهة محسوبة مع لبنى انت متفائلة جدااااااااااااااااااا بعودة مهاب انصحك تفكري تاني مهاب موتور من لين و حامل عليها اكثر من الكل انا ايضا مع فرصة اخرى لها لكن تذكري لين تاخذ كل ما تظن انها تستحقه فلم لم تقفز على فرصة اخرى؟؟ جد استمتعت بردك ياسمين و جد و انا بقراه لاقيت تحليل ممتع و راقي نورتيني قلبي | ||||||||||
12-01-17, 03:43 PM | #322 | |||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
و اروح اجيب ردك الرائع الحجم العائلي و اللي بحبه و احطه هون و جد بقولك دايما منوراني و طمنيني على اختباراتك شو عملتي فيها اقتباس:
هلا ايناس ربي يعينك قلبي و يوفقك بامتحاناتك و تحصلي على كل التقدير قلبي لا ترتجي ارجوك و لا تصدقي الاشاعات المغرضة دي عن اغيد لا لا لا لا اغيد مش كدة خالص... صدقيني... الاثارة يا ستي بتيجي انه المخطط يمشي تماما دي عقلية اغيد لكن لا تخافي على لبنى هتخرب شوية من التوازن بتاعه انت آمري ايناس و انا القن كل الابطال دروس الحياة كدة :* تسندها و لا تقهرها حبيت هذا السطر و اليوم هتشوفي باذن الكريم سطر مماثل اله ايون كله من الشوز و اغيد مش عارفة ليه و المدير النحس تنسهوش محسن نشأته الريفية و رؤياه للين و ما حدث لزياد يجعله قلق متوجس ينتظر المصيبة... يس لبنى مش قليلة و اللي يدوس على طرفها توريه العين الحمرا بنت جدعة سلام عقدة بالمنزل كله و ستضح ابعادها قريبا اما ميار فهي الاخت الصغرى دايما عسلاية و شريرة ان شا الله اليوم يتضح كيف ستتعامل او تعاملت مع غضبة محسن بطريقة جيدة جدا (حسنا غير من نفسك من اجل نفسك ثم من اجل ابنك ومن اجلها !! لن تتغير حياتك قبل ان تتغير علاء ! ولو بتغير بسيط ! ) دا هو المطلوب الكون لا يتغير لاجلنا بل نحن نتطوع معه في خلطة ملائمة للجميع!! (لا تدعي انك بذلت ما في وسعك وكل جهدك من اجل ان تنجحي علاقتك وبيتك ولكنه هو من وقف بالطريق !! انت لم تكوني الافضل ، ولم تقدمي كل ما لديك ، لانك تخافين خسران او هجران او فقد ،، تخافين ان تشعري بالنبذ ،، ولكن انت دخلت علاقه ووقفت بمنتصف الطربق فيجب اما ان تواصلي بنجاح وقوه ، او تنسحبين ، ولا اعتقد انه قد يسمح لك بالخيار الثاني !) روعة الجملة ملخصة حالة هدى بالتفصيل الاثنين يتحاشون الحقيقة الموجعةبوضوحها و مش عارفةامتى هيشوفوها وصفك للين جد رائع فعلا لين بحاجة لبذل الجهد لاجل نفسها و توبتها و عودتها عدا ذلك لا فائدة (لين انت اسقيتيهم مرارا وكنتِ تشربينه قبلهم ولكن حان الوقت ان تضيفي ماء لكي يزيل اثر المرار وتضعي بدلا منه مذاقا حلوا لذيذا .. اثبتِ انك تغيرتِ كفاكِ استسلاما وجبنا وضعف ! ) هذه هي لين تتذوق السم قبل الجميع رائعة هذه الجملة عزيزتي انا ايضا اشتغلت بالفكرة التي تتحدث عن الاعضاء المبتورة او التي تبنتها اجساد جديدة و لذلك انا اعيش دوما مع جابر بنفس الدوامة لدرجة ان ابطالي يسكونني مثل عضو جديد!!!!!!!! اي بموووووووووووت انا بالتعليق الحجم العائلي بالذات لو كان بهذا العمق و التحليل قال اطردك قال لا تعتذري حبيبتي عارفة الدراسة و قرفها و نكدها و الامتحانات ربي يعينك و ان شا الله تكوني خلصتي منوراني دوم عينيي بردود حجم عائلي :* | |||||||||||
12-01-17, 04:00 PM | #323 | |||||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
الله على الاقتباس الجميل اي و الله علاء عيونه مغلقة باتساع على قولة الفلم اقتباس:
حبيته المقطع جدا و انا بكتبه و سعيده انه اعجبك كمان حبيبتي اقتباس:
هههههههههههههههههههههههه حبيت راحة الجسم من راحة القدمين انا هاشتري الها بوت سبورت و خلاص دا اريح شي بس المشكلة المدير بينق على طولها حسبي الله عليه بس حبييييييييييييت كل الاقتباسات على فكرة انا اقتباس:
ليه انت كمان بتقولي على اغيد انه السبب مش عارفة ليه حكمتوا عليه انه زلمة شرير هيك صدقوني اغيد رجال محترم خالص لين بحاجة لأن تغفر لنفسها قبل الجميع لذلك هي راضية و ساكنة و هذه ستكون لين اخرى قبل ان تستعيد جلدها الاصلي جد سعيدة باقتباساتك المذهلة اشعرتيني بمتعة ة بسمة واسعة و انا اراها دايما منوراني قلبي | |||||||||||||
12-01-17, 04:03 PM | #324 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
الله رووووووووووووعة جد حبيت دي تنطبق عالجميع بس ما بعرف ليه حسيته خاص بعلاء و اوعدك اصممها ان شا الله قريب جد تسلم ايدك قلبي | ||||||||||
12-01-17, 04:05 PM | #325 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
كل عام و انتم بكل الخير و يا رب يكون عام الكم مو عليكم تحققوا فيه كل احلامكم و ترتقوا دائما للافضل و منوريني دوووووووووووووووووووم | ||||||||||
12-01-17, 09:20 PM | #330 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل السادس (6) بقوة و صبر يحسد عليهما ظل ثابتا في جلسته بينما نهاوند تقترب بمشيتها المائعة منه و من زياد الذي يشاركه الجلسة... الثوب الذي يكاد يتمزق على جسدها الانثوي الفائر بفجاجة؛ لم يثره، بل أشعره بالإحراج، و النفور؛ أن هذه الآفة تعمل في بيته! كما توقع ما أن استدارت حتى سمع صفير قصير خافت من زياد و عينه –رغماً عنه- على المفاتن الواضحة جدا في ثياب العمل التي تكاد تتمزق! "هل تريد أن تخبرني أن زوجتك فعلاً من عينت هذه القنبلة هنا؟!" لم يرد و هو يرتشف من الكارثة التي أحضرتها القنبلة ، بينما زياد يكمل بلهجة متعجبة ساخرة... "و كلما أردت أنت أن تطردها تجد زوجتك المحبة لك، ترفض بحجة أنها لم تقصر بواجباتها..." اللهجة الآن باتت ساخرة تماما و هو يعلم أن زياد يحدق بهدى التي اتخذت مجلسا قريبا لهم لتجلس مع دعد ليتحادثا بعض الأحاديث النسوية... كم أراد وقتها أن ينفجر ضاحكا و هو يرى ملامح دعد المتلهفة على الجلوس مع علاء –الذي لا تطيقه- المدخن، لكنها استجابت للطف و حزم و تهذيب زوجة صاحبه... "للأمانة يا صديقي زوجتك هذه كنز و يجب ان تحافظ عليها... " أكمل و هو يسترخي في مقعده لأخر مدى... "فقط ينبغي أن تستفسر منها بدقة عن معنى (واجباتها) تلك!" يدير بين يديه كأس العصير الطويل بطبقاته الأربع، و الذي يعلم أن زوجته قد أعدته بناء على طلبه لأن زياد يحبه... الآن هو يعبث بالماصة... ينقلها من طبقة لأخرى... لم يجب أن يشرب الطبقات بالترتيب؟! "علاء... صديقي... يجب أن تفهم شيئين عن النساء..." بربكم لم يستمع لهذه الخطبة التي سيلقيها على مسامعه عن خبرته المذهلة في الزواج! "الشيء الأول هو............" "لقد عاد مهاب!" فوجئ بنفسه يقاطع مرح صديقه و كأنه يستكثر عليه هذا المرح البريء... و فورا شعر بالندم و ملامح زياد المسترخية انقبضت مرة واحدة... الموضوع المحرم بحياته ها هو يتهادى أمامه... يسخر منه و من قوته و رجولته... لم لا يموت الشرير؟؟ لم لا تموتين لين؟؟ لم لا تحررينا من وجودك الماص للراحة... حتى و أنت في مكان بعيد، تمتصين الراحة من جسدي... "و ماذا تريد مني أن أفعل؟؟" أخيرا استطاع أن يخرج صوته خشنا محتقرا لتأثره باسم من كانت اخته... "هل أذهب لأزوره و أهنئه على السلامة... أم........." أغلق عينيه بحلم و علاء يكره نفسه أكثر و أكثر... "لقد انتهت من حياتي... و هو أيضا انتهى... لم يعد يهمني و لا هي أيضاً..." "أعلم زياد..."أخيرا تحدث بهدوء... "و أعلم كم تكره هذه القصة... لكنني فقط لم أردك أن تكون بمركز الجاهل... رغم كل شيء... ربيبتها هي أخت زوجتك!" يمرر يده على شعره بتوتر و هو يتمنى لو يطلب منه أن يسكت، لكن لِم يسكته و هو صادق بكل ما يقول... لم يسكته و هو كلما استراح من ذكراها تقفز بكل فجاجة في منتصف الحدث! تنهد باستسلام لما هو كائن و هو يحاول أن يكون متفائل... "ربما مجيء هذا الحقير يجعلها تترك لمى و تحضرها دعد هنا، و ننتهي منهما معاً..." يمكنك أن تكون متفائل أو أحمق أو منافق... أو شيطان أخرس.. فعلا نهاوند و السخرية عليه أهون من هذا الموضوع! على الجانب الآخر، كانت دعد كما هو معتاد تحاول أن تتنفس من فمها فيخرج صوتها غريباً بعض الشيء... تبا لرائحة العطور كم هي مزعجة! هدى كانت مضيافة أكثر من اللازم... تذكرها دوما بأصولها العريقة... جلستها أنيقة بلا تكلف... كل تصرفاتها محسوبة بدقة حتى أنها تظن أن هذه هي عفويتها... نعم هذه الفتاة هي النسخة الأنثوية من صديق زوجها النحس علاء... و الذي لا تفهم حتى الآن ما الذي يجعلهما أصدقاء... فلا يوجد أي نوع من انواع التوافق بينهما! ابتسمت بداخلها و هي تتذكر حاجبيها اللذان ارتفعا باستغراب عندما سألتها لم علاء لا يدخن، لتخبرها بهدوء أنه يقلل منه حاليا، و هو بكل الأحوال لا يدخن في الدار... رغم كل شيء هي لن تتحسر على الفراغ! تعود تستمع لكلام هدى الذكي عن أشياء مهمة و مفيدة للحياة... كلام مثقف يختلف عن ما تسمعه من النساء اللواتي يعدن كل شيء يسمعنه و يرددنه دون فهم... تجد متعة في النقاش معها، لكنها ليست الراحة التي تجعلك تتبسط مع صديق. هذه المرأة خبيرة –كما زوجها- في جعل نفسها نجمة بعيدة عن الجميع، و هذا يحدث بتلقائية دون تخطيط!! يأت الطفل الصغير المسمى يزن و يجلس بحضنها بغية اطالة السهر، لتحتضنه متحررة من بعض المظاهر، و بسمة خاصة ترتسم على شفتيها... التنفس من الفم يعطيك الفرصة لترى جيدا دون ان تستمع... فالطنين في أذنها بات يزعجها... تميل ناحية الطفل تبتسم له بمحبة و هي تسأله عن رياض الأطفال و كيف يلعب و ما إلى ذلك من الأسئلة المكررة المحفوظة للأطفال... و كما هو معتاد تنطلق الأم تعدد مزايا طفلها و كأنها نسيت أن دعد هي أيضا أم لطفل يقاربه بالعمر، و حامل بطفل آخر، و ربع أخت لطفلة أخرى! أخيرا تملص الفتى من حضن أمه الخانق لتسكت تماما و هي تراه يركض ناحية والده بغيرة من عمر ابن زياد الذي يجلس على ركبتي أبيه... التفتت هدى تحدق بهما و هما يتحدثان بجدية و كل منهما مركز مع الآخر... رغما عنها شعرت ببعض الحسد... فهي لم تمتلك أبدا صديقة مخلصة تأتمنها على حياتها كما أخبرها يوما عن زياد... لم تمتلك صديقة تحدثها و تفهم فورا ما تريد أن تقول... فقط زمالة و صداقة قديمة انتهت ما أن توفي والدها، و من بعده الكل كان يتحاشاها كطاعون. حتى عندما عادت مع تقديم عمها الدعم الكامل لها هي و أمها، لم تهتم بأي علاقة بشرية... خصوصا بعد فسخ خطوبتها القصيرة، لتعلم أن البشر لا يهتمون للبشر إلا لمصلحة... علاء و زياد... ربما ما جمعهم هو......... "هل يمكنني أن أسألك سؤلا؟؟" فوجئت دعد بالسؤال بينما عيني هدى مازالت مركزة هنالك... هزت رأسها بإيجاب و هي تريح يدها على بطنها محافظة على التنفس من فمها، كيف يمكن أن تطلب من علاء أن يدخن لأجلها؟! "هل تتوقعين أن يسامح زوجك أخته؟؟" للحظات نسيت أن تتنفس من فمها، لتشعر بغثيان مفاجئ سريع، لكنها عادت تحاول أن تعب الهواء بفمها كالماء قبل أن تعيد السؤال مصدومة... "زياد و.......... و لين؟!" تريد أن يتصالح الين و اليانغ... السماء، تسقط لتصافح الأرض... الجبال تخر لتصافح الوديان... المحيطات تفور لتصالح الأنهار! ببساطة هو صلح يتم بعد فوات الأوان... و بعد الكثير و الكثير من الدمار! صلحهما سيتم في عزاء، أو مقبرة، أو بأحسن الأحوال، في ثلاجة الموتى! هزت رأسها تبعد الأفكار الشاعرية منه و هي تسأل كأي أنثى بدل الاجابة... "هدى... لا أدري لم يهمك هذا الأمر؟؟..." ثم تنهدت قبل أن تكمل، مع صمت الأخرى... "زياد لا يتحدث عنها... يحاول أن يتخيل أنها لم تكن موجودة من الأصل... يتجاهل أن أمه أنجبت بعده أخت له!" مطت شفتيها بهدوء دون جواب... و عقلها يدور في دوامات خانقة مثيرة للغثيان... هل هي لين؟؟ و إن عادت؟؟ هل سيدفئ... هل سيشعر... هل سيتبسط و يكون انسان! (- و هل تعرف أنت نظرات العشق؟! - نعم أعرفها يا هدى... أعرفها جيدا!) هذه الجملة أعادتها هي لصقيعه بينما هو يحاول ليلا مرة أخرى أن يستثيرها... تعرفها لمن و لأجل من؟؟... يا ربي لم تتوقع أن تتوجع من هذه الـ نعم! لم تتوقع أن تتجمد عواطف شوقها المتأججة له بالأمس، مع هذه الـ نعم... لكنها بشر... رغما عنها بشر.. كلمته طعنتها... أوجعتها... لمن تعرفها... فقط خبرني لمن منحتها! حادت عينيها إليه تدقق بكل تفاصيله... حركات يديه... ينحني بتلقائية ليحمل يزن، و هو لا يتوقف عن الكلام مع زياد... تقلصت ملامحها مرة واحدة، و هي تدرك أنه في هذه اللحظة لا يبدو... مع زياد لا يبدو... يكون طبيعيا... يكون تلقائيا... يضحك، يبتسم، يتصرف تصرفات غير مدروسة منذ مائة قرن... ما الذي يحمله هذا النحس أكثر منها؟؟... لم لا يتبسط معها... لم لا ينفتح معها مثله... وسواس أمين نفث في أذنها، أنها هي أيضا لا تتبسط معه... لا ترتاح معه... لا تنفتح معه... تنهدت و هي تخشى أن تسأل دعد أكثر... هي لا تعرف عن الأمر إلا الشائعات المعتادة... الفتاة أحبت رجلا لم يوافق عليه أخاها، و رفضت صديق أخيها و تزوجت الأول بالسر، و فرت معه... فقط! سمعت كثيرا أنها حبه الأول و الأخير... أن قلبه انفطر لأجلها، فأوكل لأمه مهمة ايجاد العروس الملائمة لكي تمنحه استقرار الزواج و البيت و الأسرة، ثم فاجأ الجميع بارتباطه بهدى التي كانت خارج حسابات الأم. أما هي فبكل سذاجة دخلت المعركة متوقعة أن خوض الأجساد في أي شيء بانفصال الأرواح يعني حماية... لكن الأرواح تدخل بكل أريحية شفافة للمعارك دون استشارة أحد! "فقط كنت أسأل..." أجابت أخيرا على ما قالته ضيفتها... "لقد سمعت أن زوجها عاد مؤخرا للبلاد... ربما يهتم زوجك بأن يتواصل معها!" و قبل أن تمنحها الفرصة لتسأل أكثر، ألقت نظرة أخيرة على زوجها، و هي يرفع حاجبيه باندهاش شديد، على ما يقوله زياد، قبل أن يبتسم ابتسامة ذكورية واضح أنها خبيثة، ثم استأذنت من ضيفتها بملامح تبدو هادئة لتتأكد من أن العشاء قد جهز... دخلت المطبخ تتأمل نهاوند التي تترك ميعوتها كلها في الخارج... تتأكد من أن حرارة الفرن لن تحرق العشاء لكنها لن تجعله ناضج أكثر من اللازم، و بنفس الوقت لا يبرد! دون كلام بدأتا تحضرا الأطباق... لمستها اللا إرادية الأنيقة و هي توزع الطعام في الأطباق... شبه بسمة ارتسمت على شفتيها و هي تتأمل السينابون السابح في الكراميل اللامع، و فوقه المكسرات المحمصة... لا تدري لم أعدته للمرة الثانية... هل هو المديح الحماسي الذي حصلت عليه من أسرتها، و المختلف تماما عن مديح علاء المحفوظ المكرر... شبه البسمة توسعت لبسمة و هي تتذكر وعدها لابن عمها المرح، ثم ببساطة رفعت خمس قطع بلا تزيين... و بتردد أضافت السادسة... و وضعت في وعاء آخر بغطاء محكم كمية جيدة من الكراميل المائع و أضافت في وعاء صغير المكسرات المحمصة... و بهدوء طلبت من نهاوند أن ترسلها لبيت عمها... لقد ركزت على أن ترسل لبيت عمها... و هي تعلم أن كلمة (بيت) ستستبدل بـ (ابن)! و بينما تفكر بما تخطط له الخادمة المفتونة بلا أي موراة بزوجها أكلمت هي تحضير المائدة و نقل الأطباق مع الخادمة المؤقتة التي جاءت لتساعد اليوم... و عندما جلس الجميع على المائدة ابتسمت بفخر من منظرها و الذي يليق بمتعهد خاص... التباين بين ألوان الأطباق و المفرش الأحمر و الأبيض و محارم المائدة المطبقة بدقة و الشوك و السكاكين المرصوصة بأناقة مع بعض الورود الطازجة الفواحة و شموع على شمعدانات أنيقة توزعت بعشوائية منظمة... الطهو فن و اتقان و شعور و تمازج قبل أن يكون مصدر للغذاء! العشاء كان هادئ، خصوصا مع تكفل نهاوند –التي عادت- بالأطفال... فقط همسات ناعمة بين الزوجين الآخرين... يناولها طبق شرائح الليمون، و يحذرها من الافراط في تناول المخللات و الفلفل الحار، و يبعد الملح عن متناول يدها و هي تهز رأسها بحسرة، كل ذلك بعدما أبعد اللحم المشوي و رائحته التي لا تطيقها لآخر المائدة... لا تدري أن شوكتها ثابتة في نصف الطريق لفمها و هي تراقب التصرفات المتناغمة و التلقائية بين الزوجين... دون أن تطلب يقرب ما تحب و يبعد ما لا تطيق... بلا خجل أو مراعاة لها و لزوجها يضع في فمها قطعة من شيء ما تحبه، و هي ترفع عينيها تنظر إليه بافتتان... عيناها عليهم و ذكرى حملها الكئيب تتصاعد... كان علاء من المحظورات في حملها... كانت لا تطيق تواجده حولها بل لا تطيق أن يتنفس ذات الهواء لدرجة انها رفضت النوم معه في مكان واحد، لتجده يحل المشكلة بأن يسافر و يتركها وحدها! كم كانت فترة كئيبة... ضغط و سكري منخفضان... تحاليل دمها كانت مرعبة و المعادن ليست بأفضل! آلام مستمرة في كل جسدها... ظهرها يكاد ينشطر لنصفين مع أقل حركة! باختصار كانت أشبه بميت خرج من قبره فرارا دون استئذان، حتى لا يعيدوه له! و أخيرا قررت الطبيبة لها أن تأخذ اجازة من الشهر السادس حتى ولادتها بسبب ضعف صحتها... هل كان هذا مؤشر على ضعفها ام ضعف روحها؟! هل كان مؤشر على برودة هذ الحياة؟ لو كان يحبها... لو كانت تحبه... لو كانا زوجين طبيعيين... هل كانت ستشعر بهذه الوحدة و البرودة في هذه الفترة، بل هل كان سيستسلم و يسافر في أول شهور حملها تاركا إياها بلا اتفاق وحدها برعاية من عمها و زوجته... فعليا لم يكن لها إلا عمها و زوجته في هذه الفترة لكم تحبهما... لكم تخجل منهما... لم لم تنال والدين مثلهما؟ لم والدها المميز كان لعبة في يد أمها؟ نعم أمها كانت كساحرة تعبث به كدمية سحرية قبل أن تلقيها في النيران، لتبتلعه... "هدى... هدى..." هزت رأسها بشرود و هي تنتبه لعلاء... نظرت لملامحه الوسيمة بطريقة معاكسة لجموح و بربرية صديقه، يحدق بها بتحذير ناقلا عينه بين الشوكة و شفتيها، فهزت رأسها دون كلام، ثم أكملت الشوكة طريقها لفمها... تمضغ بلا اهتمام و برتابة طعاما فقد مذاقه في فمها، بينما مائدتها باتت -بعينها- بنفس قبح مائدة التحنيط عند الفراعنة! *** "آنسة لبنى..." توقفت و هي ترفع رأسها لأعلى بطلب من الرب أن يصبرها على ما ابتلاها به... ثم رسمت أبشع ابتسامة على شفتيها و هي تلتفت لمدير القسم الحقير... هذا الحقير جعلها تغيب يومين عن عملها، تنفيذا لقسم محسن، و تعاون أمها معه، و رفع سلام يدها عنها... و أخيراً و بعدما وقفت بيأس و درامية على شباك منزلهم و هي تقسم ان تلقي نفسها منه إن استمر محسن بحبسها و تعقيد حياتها، عادت للعمل! هنأت نفسها على جودة الأداء... الوقوف على النافذة كان عرض جيد... و قد ادى الغرض... لكم تتمنى لو تجد نافذة ما هنا لكي تهدد الكلية إن هذا لم يكف الكائن عن التصيد في الماء القذر مثله فسوف تلقي نفسها... لكنها لا تستبعد أن تجد الجميع ينتظر منها بلا مبالاة أن تلقي نفسها ليكملوا ما كانوا يفعلونه! "هل فهمت؟؟" هزت رأسها أنها لم تفهم أي شيء لكن ذلك على ما يبدو أدى نتيجة عكسية، لتجد الرجل يشير لها أن تتقدمه ناحية المختبر الذي هي مسؤولة عنه... تحلت بالصبر و هي تذكر الله و تتمنى أن لا تخرج صاعق كهربائي و تصعق هذا الرجل... أو تترك سلك معرى أمامه ليمسكه بكلتا يديه... يا للمتعة التي ستعيشها و هي تراه ينتفض كـ بينك بانثر و هيكله العظمي يومض و يطفئ! المهم أنها دخلت للمختبر العتيق و هي تفكر ما الكارثة التي ابتكرها لأجلها اليوم... لكنها تجمدت لثوان عند العتبة و هي ترى الكثير و الكثير من الحلل السوداء، و كأنها في فيلم رجال في الاسود... ابتلعت ريقها و هي تذكر الله للمرة الألف قبل أن تخط للداخل، و بطرف عينها لمحت عميد الكلية متواجد... "ها هي المهندسة المسؤولة عن المختبر أيها السادة..." خرج صوت الرئيس متملقا بعض الشيء لشخص ما بينما هي شعرت بتوتر شديد أنها مركز الاهتمام في المكان... تقدمت بوجل و هي تحاول أن تقوي نفسها... هذا المختبر تحفظ اجهزته العتيقة من أصغر مقاومة لأحدث رقاقة الكترونية... لذلك هي في مركز صدارة قوتها... "المهندسة هنا من أفضل مهندسات القسم... ستجدون المختبر منظم بطريقة احترافية كما تتوقعون أيها السادة..." الفخر امتزج مع القوة لتنصب قامتها، و هي تحاول أن تنظر في وجوه محدثيها كما أخذت في ورشة البرمجة اللغوية العصوية... "مرحبا مهندسة......... ؟؟" شعرت بشعور مألوف مع الصوت الذي سمعته، لكنها نحت ذلك و هي تقول بهدوء واضعة يدها في جيب ثوبها بدلالة أنها لا تصافح الرجال... "لبنى... المهندسة لبنى مصطفى" شبه غمازة ظهرت على خده مع ابتسامته الواسعة و هو بالمقابل لم يمد يده... فقط نظرة مبهمة خلف نظارته الطبية دققت بها لثوان، قبل أن يدير عينيه في المختبر و هو يسأل بشكل مباشر عن بعض الأمور الفنية بخبرة و يقين.. في الحقيقة هي لا تفهم من هو هذا الشخص و لا ما يفعله هنا، و لا لم هي مجبرة أن تجيب على أسئلته، عن نظرتها في تطوير المختبر خصوصا بعدما ارسلت تقرير أنيق للعمادة محددة الخلل الواضح في قدم بعض الأجهزة البسيطة و عدم توفر الكثير من الأجهزة الحديثة... و الذي كانت متأكدة وقتها أنه ألقي في أقرب سلة قمامة! "لغة الآلة مهمة سيدي... و أيضا أساسية لأي مهندس الكترونيات، لكننا أيضا بالحاجة لأن نتدرج بشكل عملي لنرى التأثير الكامل للبرمجة على الأداة... عندها فقط يمكن أن يتكامل المختبر..." رفع حاجبا معجب بكلماتها الجادة و صوتها يأخذ نبرة جهورية قوية، بينما تصف بالتفصيل التقني بعض النقص الواضح، و قد استنتجت أنها أمام مانح ما تكفل بأن يعيد ترميم مختبرات الجامعة، و لما كانت هي المهندسة الوحيدة التي وصلت هنا بعقلها، فلم يكن يلائم أن يشرح له أي شيء أحد سواها! "مهندسة لبنى..." التفتت إليه من شرودها البسيط في تفكيرها المنطقي، و هي تهز رأسها بتركيز... عينها بعينه و هي تحدق به بشكل مباشر، و الذكرى تقوى... قبل أربعة أشهر... حفل و جلسة قصيرة انتهت مبكرا و قد أوقف محسن عقابه لها بأن الجامعة قد فعلت عنه! بسمة بسيطة تتخلل قناع الجدية الذي ترتديه و هي تهمس بصوت منخفض... "حفل أنتوني بانديراس!" "عفوا؟؟" هزت رأسها بشرود و هي تفكر كم أن الدنيا صغيرة، ثم عادت لعمليتها و هي ترد على بعض أسئلته بمعرفتها بتخصصها الذي تعشق و الذي لا تتوقف عن المتابعة لآخر تطوراته... العميد ينتفخ بفخر أن سيد عالمي مثل هذا يجد من يفهم عليه بما لا يفهمه هو شخصيا... "المهندسة لبنى فخر للقسم كله... حتى أن مشروع تخرجها بدبي في مسابقة للمتميزين أمثالها..." احمرت بشرتها بخجل رغما عنها، و هي تفكر، أين كان هذا الفخر عندما تعامل بصلف مع شكواها من مدير القسم... بل رده الذي جعلها تبكي لنصف ساعة في الحمام! "لقد حصلت على فرصة لم يحلم أحد مثلك ان ينالها... لذلك تجرعي بعض المرار من أجل ان تحافظي عليها!" هذا كان جوابه على شكواها من مدير القسم و أمام عينيها ألقى بالملف الذي تضمن خروقات تعامله معها في سلة النفايات و هو يطلب منها أن تفكر قبل أن تتطاول كثيرا بقامتها! شعور بالانسحاق لازمها و هي تكره كل شيء... الظلم يتناوب في تغير ممثليه عليها... و لو حاولت أن تتنفس فهي مجرمة، لأن الحياة سلعة فقط لمن يملك ثمنها! "مهندسة لبنى... " التفتت مرة أخرى للسيد السعيد الذي بكل تأكيد لا يتعامل أحد معه بصلف أو فوقية... بل ربما هو الصلف المتفوق! "هل هي عادة عندك؟؟" سأل بهدوء بارد، و قد شعر ببعض الامتعاض من شرودها... "ما هي؟؟" و قبل أن يجيب، أضاء وجهها كله مع كتلة فوضوية تدخل للمختبر بلا استئذان... "اعتذر حقا، لكن كنت مع أحد الطلبة نجري تجربة لمشروع تخرجه و قد سرقني الـ ............" "دكتور يوسف... لقد كنا ننتظرك..." تحدث العميد بفخر و كأنه يخرج الجوكر من مخبئه، و بذلك كان يخبره أن جامعته تحتوي الكثير من العقول لكن ينقصها التمويل! يمسك بحافظة أوراقه بينما حقيبته تتدلى على كتفه و نظارته تهدد بالسقوط على أنفه الأحمر، أما حلته فكانت بحاجة لحلة أخرى بعدما امتلأت بآثار الطبشور و بعض الأسلاك الصغيرة التصقت بحذائه و نهاية سرواله، و ما صعب المنظر هو الحرق الواضح بسرواله -رغم أنه بسيط- من مادة ما! "سيد أغيد المفتي... لقد كنت حقا أتطلع للقاؤك..." يهز يد أغيد بقوة جعلت أحد حرسه الشخصي يتحرك خطوة، قبل أن يشير له أغيد أنه لا قلق من هذا المختل العبقري... ثم نظر للبنى بنظرة لا تقلقي أنا هنا لأحيمك من هؤلاء المفترسين... "أرى أنك قابلت نابغة الجامعة المهندسة لبنى... للأمانة كأستاذ جامعي لم أر بمثل قوة عقلها... هذه الفتاة كنز للجامعة!" "نعم... هذا جيد!" رد أغيد أخيرا و هو يجد في داخله خجلا أن يمسح يده –التي استردها أخيرا- من عرق السيد العبقري... رغما عنه و عن ما يشعر به، هو يحترم العقول! أما الرجل الطويل جدا، فقد هز رأسه –للفتاة المحمرة الوجنتين ببسمتها الحمقاء الساذجة- أن لا تقلقي مرة أخرى... "لبنـ.... مهندسة لبنى، لم لا تتفقدي النتائج الأخيرة لتجربة قياس التأثير المغناطيسي الناتج عن البطاريات التي تعمل بالطاقة الشمسية، و تقارنيه بمثيلتها التي تعمل على الطاقة الكيميائية و الطاقة الحركية، و دوني مدى قدرتنا على الاستفادة منه في اعادة شحن البطارية نفسها!" "لكن..." "لا تقلقوا أيها السادة... أنا أعرف المختبر مثل المهندسة و سأكون تحت أمركم للساعة المقبلة..." "دكتور يوسف..." أخيرا قرر السيد أن يتدخل بصلفه... "لا أظن أن تجربة القياس تلك مهمة جدا، أو عاجلة لدرجة أن الجامعة قد تغامر في حصولي على معلومات مغلوطة أو منقوصة... و الآن مهندسة..." أدار ظهره للأستاذ الذي يعلوه بالطول بشكل واضح، لكنه تقزم بشكل مهين... "أريد أن نكمل حديثنا، و رجاء بلا أي شرود فوقتي فعلا ثمين!" تنفسها يتصاعد و كأنها أم تريد حماية وليدها، من هذا الذي أهان الأستاذ الحساس... تعلم أنه صعد بكدة و كفاحه، لا مثل هذا المتحذلق الذي كانت ثروة والده محفز قوي... "ماذا قلنا؟؟" حاجب مرفوع ينتظر، لتضم شفتيها بغضب قبل أن يخرج صوتها بأخشن درجة ممكنة... "هل يمكنني بالضبط أيها السيد أن أعرف ما تريد؟؟" "أريد جردا كاملا للمختبر... و عندما أقول كاملا أنا أعنيها... أريد وصف تفصيلي للتجارب التي تقام هنا، و مدى ملائمتها للمنهاج العالمي... أنا لن أدعم مختبر يقوم بتجارب تدعم منهاج يخدم القرن الماضي... أريد وصف تفصيلي أيضا للرؤيا المستقبلية للمختبر خلال لنقول عام... هي مدة طويلة في ظل التقدم التكنلوجي الهائل، لكن هذا سيكون أمر مبدئي... و أريد ذلك خلال أسبوع على الأقل!" كانت بالبدء عاقدة حاجبيها بضيق... ثم رقم احدى عشر بدأ بالتلاشي و حواجبها ترتفع لأعلى حتى أنها دخلت تحت حجابها و هي لا تكاد تتحدث... اما هو فقد ابتسم نصف ابتسامة... نعم مهندستي العزيزة... ذوقي بعضا من الغباء المقذع الذي رأيته قبل قليل... و ليكمل الصدمة... "و بما أنك فخر هذه الجامعة، فأظن أنني أريد هذه التقارير عن مختبرات الجامعة الخمس المختلفة في هذا التخصص... أظن أنه عمل ليس بصعب!" و بدقة أضاف لمسته النهائية... "هذه بطاقة فرع المؤسسة هنا... يمكنك التواصل بشكل مباشر مع سكرتيرتي..." و بهدوء التفت إليها و هو ينظر إلى ملامحها التي بدأت تحمر كما الأحمق الذي يعطيه ظهره... "و الآن... هل يمكنك أن تكملي من حيث توقفنا!" *** | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|