آخر 10 مشاركات
نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (الكاتـب : الحكم لله - )           »          حب بطيء النسيان (64) للكاتبة: Stella Bagwell (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرافن (الكاتـب : حبة رمان - )           »          سجينته العذراء (152) للكاتبة Cathy Williams .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          589 - أكره أن أحبك - سارا وود - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          217 - سيد الصقر - جينيفر تايلور (تم تعديل الصفحات والروابط) (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-18, 08:57 PM   #4831

بوران شعبان
 
الصورة الرمزية بوران شعبان

? العضوٌ??? » 379117
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 553
?  نُقآطِيْ » بوران شعبان is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضووووووررر

بوران شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 08:58 PM   #4832

ابتهال نور اليقين

? العضوٌ??? » 404751
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,088
?  نُقآطِيْ » ابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 152 ( الأعضاء 77 والزوار 75)
‏ابتهال نور اليقين, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Hager Haleem, ‏sasomonem, ‏Sara 2016, ‏هبة الله 4, ‏نونني نوننا, ‏eng miroo, ‏alyaa elsaid, ‏chahinezb, ‏بوران شعبان, ‏kakouza, ‏Khaledya, ‏roro.rona, ‏رياح النصر, ‏shereen.kasem, ‏Better, ‏lara16, ‏jehan, ‏Malak_, ‏نرجس20, ‏ام دانه 2020, ‏Amaalxba, ‏KoToK, ‏نهى حسام, ‏hope 21, ‏matrixx_my, ‏درة الاحساء, ‏نولا ٢٠٠٠, ‏ام نينه, ‏sayowa, ‏ʏɷ ʏɷ, ‏ريلينا بيسكرافت, ‏deegoo, ‏Ebrahim khattab, ‏اوسمه 99, ‏الميزان, ‏dosha, ‏ايماime, ‏Abeer236, ‏ToOoOmy, ‏mlak993, ‏almoucha, ‏بنت سلطان, ‏نوراي, ‏Mervat ramadan, ‏rowdym, ‏ريملك, ‏ام رمانة, ‏شوشو 1234, ‏الوية احمد علي, ‏امبراطورية سين, ‏sha ima, ‏nour helal, ‏mnmhsth, ‏فرولاية شقية, ‏Roreetaa, ‏لولو73, ‏حنان3, ‏مون شدو1, ‏الروح الهائمه, ‏شوقا, ‏silver~light, ‏ليالي الخريف, ‏أ م ن ع ش ت, ‏ريمين, ‏مكاوية و الخطوة ملكية, ‏Ghada R, ‏Gigi.E Omar, ‏القمر المضئ, ‏pepoo2, ‏Rawand khaleel, ‏Bnboon, ‏زهرة الغردينيا, ‏sissiboss1982


ابتهال نور اليقين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 08:59 PM   #4833

بوران شعبان
 
الصورة الرمزية بوران شعبان

? العضوٌ??? » 379117
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 553
?  نُقآطِيْ » بوران شعبان is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 144 ( الأعضاء 72 والزوار 72)
‏بوران شعبان, ‏lina eltayeb, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏kakouza, ‏Khaledya, ‏roro.rona, ‏رياح النصر, ‏shereen.kasem, ‏Better, ‏lara16, ‏jehan, ‏Malak_, ‏نرجس20, ‏ام دانه 2020, ‏Amaalxba, ‏KoToK, ‏نهى حسام, ‏hope 21, ‏matrixx_my, ‏درة الاحساء, ‏نولا ٢٠٠٠, ‏ام نينه, ‏Hager Haleem, ‏sayowa, ‏ʏɷ ʏɷ, ‏ريلينا بيسكرافت, ‏deegoo, ‏Ebrahim khattab, ‏اوسمه 99, ‏الميزان, ‏dosha, ‏ايماime, ‏Abeer236, ‏ToOoOmy, ‏mlak993, ‏almoucha, ‏بنت سلطان, ‏نوراي, ‏Mervat ramadan, ‏rowdym, ‏ريملك, ‏ام رمانة, ‏شوشو 1234, ‏الوية احمد علي, ‏امبراطورية سين, ‏هبة الله 4, ‏sha ima, ‏nour helal, ‏mnmhsth, ‏chahinezb, ‏فرولاية شقية, ‏Roreetaa, ‏لولو73, ‏حنان3, ‏مون شدو1, ‏الروح الهائمه, ‏شوقا, ‏silver~light, ‏ليالي الخريف, ‏أ م ن ع ش ت, ‏ريمين, ‏مكاوية و الخطوة ملكية, ‏Ghada R, ‏Gigi.E Omar, ‏القمر المضئ, ‏pepoo2, ‏Rawand khaleel, ‏Bnboon, ‏زهرة الغردينيا, ‏sissiboss1982, ‏mero86


بوران شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:07 PM   #4834

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد للجميع
هذا الاسبوع كان مزدحم جدا عندي وخلال اليومين السابقين حاولت جهدي ان اكمل الفصل ...
الفصل كتبت فيه كثير وتقريبا لكل الشخصيات وطلع 60 صفحة واكثر يعني يعادل فصلين لكني بصراحة كنت اريد كتابة مشاهد اخرى لاقدمها كلها اليوم .. للاسف ما قدرت ...
طبعا انا اراجع الفصل عادة اكثر من مرة لان اكيد بتكون هناك اخطاء بالطباعة كثيرة واخطاء لغوية اسهو عنها واصححها بالمراجعة .. للاسف ما لحقت اراجع اي شي اليوم .. لذلك سامحوني ممكن تلاقوا اخطاء هنا وهناك سأعدلها لاحقا بالتنقيح والمراجعة


طولت عليكم .. اتمنى مجهودي المجنون بهذين اليومين لكتابة الفصل تحوز على رضاكم ...
اليكم الفصل الخامس عشر




الفصل الخامس عشر

متجهم المحيا وهو يعد الشاي بحركات آلية .. تدخل عليه بتول المطبخ الضيق تنظر اليه بملامح افتقدت جمودها المألوف فيها لترققها بعض مشاعر الدهشة والشفقة !

سألت بنبرة تقطر بما حمله وجهها من تعابير

" لماذا فعلت هذا يا خليل ؟! لم تكن مضطرا ابدا لقول ما قلت .. انت تسيء لنفسك ولسمعتك؟"

يصب الشاي في قدحين مُثلمين قديمين ثم يضع ملعقة سكر واحدة لبتول ويقدمه اليها بحركة من ذراعه وهو يقول بنبرة ساخرة جافة " وان اسأت لسمعتي... فماذا سيحدث ؟!"

تعقد بتول حاجبيها وتعبر عن افكارها بالقول " انت شاب في مقتبل العمر وستجد فتاة طيبة تتقدم لخطبتها لكن اذا ... علم احدهم بحكاية زواجك من .. فتاة ... كأشجان ... فتخسر فرصتك ..."

يتجرع من شايه المر وهو يرد بمزيد من الجفاف " لم يعد يهم يا بتول .. لم يعد هناك فتاة اتقدم لخطبتها ..."

فتعبس بتول ترد عليه بعجب " لماذا تقول هذا؟! انت ما زلت في ريعان الشباب والمستقبل كله امامك .. وهذه الكذبة التي ادعيتها قبل دقائق امام ام عدنان لن تمر بسلام وستؤثر على نظرة الناس اليك .. خاصة اذا استمريت بالقدوم الى هنا والتواجد معها "

يلتفت اليها ليمنحها ابتسامة فاضت بكل معاني الأسى والحرمان يرد بتهكم مُر كمرارة شايه " ان كانت كذبة سترحم انسانة وحيدة ضعيفة مريضة كأشجان من لسان عقربة كأم عدنان .. فانا ارحب بكل الاكاذيب .."

تحدق فيه بتول ثم تتساءل " انت لست على طبيعتك .. هل تعاني من مشكلة ؟"

يشيح بوجهه مطرقاً ليقول بصوت خافت ساخر.. مؤثر ..! " لا تبالي يا بتول .. انها الحياة فقط.. نعتاد الألم والخيبة والخسائر الدائمة ... ومن يدري قد اتزوج أشجان فهي اكثر من تشبهني ! كلنا نتشابه هنا .. نحن الراضون بقلة نصيبنا في هذه الحياة فلنتآزر قليلا حتى نقضي العمر لاخره ويتولانا الله برحمته ليقبضنا اليه .."

قرع على الباب جعل خليل يرفع رأسه بحدة وملامح الغضب تتجسد على محياه ليقول من بين اسنانه " اقسم بالله سألقن ام عدنان درساً لن تنساه .. الن تتركنا في حالنا ؟"

كان سيتجاوز بتول عندما اوقفته بحزم وهي تمسك ذراعه وتقول وقد عادت لوجهها تعابير الجمود

" اهدأ خليل .. لا نريد الفضائح معها واشجان نامت للتو منهكة ... دعني انا اتصرف معها بطريقتي هذه المرة .."

تهدر انفاسه وهو يستند بكفيه المتوترين على حافة الخزانة بينما تمضي بتول ناحية باب الشقة لتفتحه ..

لكن حالما سمع خليل صوت رجل تحرك عفوياً وبتحفز ظاناً للحظة انه ربما ابو عدنان.. لكن خطوتين فقط لتميز اذناه صوت الرجل وهو يسأل بتول بنبرة خشنة

" السلام عليكم .. ابحث عن .. خليل .. جارتكم قالت اني سأجده هنا .. بل لمحت .. ان هذا .. بيته ..."

تجمدت خطوات خليل وتحجرت عيناه وهما تحدقان بمن يقف على الباب ليهمس اسمه

" حذيفة ؟! "

تحرك رأس حذيفة مباشرة ليواجه نظرات خليل وفي لمح البصر انفجر غضب حذيفة وهو يزمجر قائلا " ماذا تفعل ... هنا ؟"

تحركت بتول عفوياً لتفسح الطريق لهذا الرجل الضخم الهائج فيتقدم حذيفة وسط الشقة الضيقة وصواعق الغضب تنطلق منه

" ماذا تفعل هنا يا مجنون ؟! رد علي قبل أن اهدّ المكان على اهله .."

سارعت بتول لتغلق الباب وهي تلمح ام عدنان تراقب من شق بابها الموارب ..

التزمت بتول الصمت بارتباك حقيقي وهي تحدق في وجه خليل الشاحب وملامحه المتجمدة امام غضب الزائر ...

امسك حذيفة بكتفي خليل يهزه بعنف وسخط هادرا فيه " ماذا تفعل هنا مع .. اشجان؟! ولماذا تلك المرأة تلمح انه بات بيتك منذ اليوم تحديدا ؟!"

سكن البرود الجليدي محيا خليل وهو يحدق في وجه حذيفة ويرد عليه بذاك البرود

" لم يكن يفترض ان تأتي هنا يا حذيفة .. "

اوشك حذيفة ان يفقد اخر ذرة من عقله عندما تدخلت بتول لتهدئ الوضع قائلة

" اخفضا صوتيكما رجاء .. اشجان نائمة .. وتلك الفضولية ام عدنان تتنصت .. لا نريد الفضائح بالله عليكما .."

لكن حذيفة كان الغضب يعميه فدفع خليل ليتقدم ناحية الغرفة الوحيدة في المكان وهو يقول بعنف " هذه الفتاة لن تتركك في حالك .. اقسم بالله سأجعلها تدفع الثمن لانها عادت لالاعيبها معك .."

في لمح البصر يقف خليل في طريقه يمنعه التقدم اكثر ليقول بنبرة قاطعة وعيناه تلمعان بالجدية والثورة " لن تخطو هناك يا حذيفة .. على جثتي ان ادعك تدخل اليها.."

اتسعت عينا حذيفة في صدمة من هول ما سمعه للتو وانحسر غضبه امام خوف شديد ان يكون خليل متورط حقاً مع اشجان ...

امسكه من كتفيه لكن دون ان يهزهما هذه المرة بل يسأله وعيناه في عينيه

" ان كنت لا تريدني ان ادخل اليها .. عليك ان تخبرني بنفسك .. تخبرني بكل شيء .."

للحظة كان العناد والثورة يتأججان في عيني خليل لكن مع نظرة حذيفة القلقة عليه تراخت ثورته ليقول بصوت منخفض " تعال لنجلس بعيدا .. سأخبرك بكل شيء .."

بينما انسحبت بتول وهي تتمتم انها ستجلس في غرفة اشجان ..

بعد لحظات من جلوسهما ابتدأ خليل الكلام وعقله يأخذه الى ذاك المساء المظلم عندما وجد أشجان في طريقه .. صدفة ..

" قبل قرابة السنة كنت مارا في احد قطاعات الحي الصناعية النائية عندما سمعت أنينا يرتفع وينخفض .. تتبعت الصوت حتى وصلت لاحدى الاراضي الخربة وجدار متهدم حيث يرمي السكان هناك ازبالهم .. وهناك وجدتها .. ملقاة فوق اكداس القمامة تتلوى من الألم .. في البداية لم أعرف انها اشجان وسط تلك الظلمة وملامحها المتشنجة وصوتها المبحوح لم اميزها .. لكنها عرفتني.. تشبثت بذراعي تتوسلني وهي تبكي من شدة الألم المبرح ان لا اتركها تموت هنا بين الازبال وحيدة كأنها كلب أجرب ! "

ملامح حذيفة لا تتغير فقط ينظر بتمعن الى خليل يراقب كل خلجاته ليتأكد من صدقه،

لاتهمه حكاية اشجان فهي متوقعة بالنسبة اليه .. حالها كحال كل من تسلك هذا الدرب القذر .. الان كل ما يهمه ان يعرف مدى تورط خليل معها .. ولاجل خليل يجب ان يلجم غضبه حتى يقدر ابعاد الخطر الذي اوقع نفسه فيه لينقذه بالقوة ان لزم الامر ..

يتابع خليل بتأثر حقيقي وغضب ضمني

" كان قد اخذها رجلان حقيران لاجل متعتهما وعندما نالاه منها بالعنف ضرباها ورمياها هناك وتركاها تئن ألما ..."

زفر بقوة ثم اضاف " اخذتها للمستشفى وهناك علمت ان كليتيها بحال سيئة وتحتاج لعلاج عاجل .."

سؤال خرج بهدوء من فم حذيفة

" لماذا لم تخبرني ...؟"

فالتفت اليه خليل قائلا " لانك كنت ستوقفني عن فعل الصحيح .."

يطبق حذيفة فكيه بقوة يقاوم طبعه الغاضب ثم يجبر نفسه على الهدوء مرة اخرى ليقول بسخرية حادة " وهل انفاقك مدخراتك على اشجان فعل .. صحيح ؟!"

فيرد خليل بتهكم ومرارة " من يسمعك يظن اني كنت املك الملايين! ثم ماذا كنت تريدني ان أفعل ؟! ارميها انا الاخر لاقرب قمامة ؟!"

يعقد حذيفة حاجبيه وهو يباغته بالسؤال

" ماذا قصدت تلك الجارة عن كون هذا المكان بات بيتك منذ اليوم ..؟! "

يتهرب خليل من نظرات حذيفة وهو يرد بلا اكتراث ظاهري

" لا تهتم مجرد ثرثرة امرأة مزعجة .."

يفزع حذيفة في داخله وافكار مرعبة تتوارد على ذهنه ليسأله بنبرة لها سطوتها على خليل وقد رباه مذ كان مراهقاً غراً لا يعرف شيئا عن الاعيب النساء " انظر في عيني يا خليل .. اخبرني ماذا يحصل ؟ والا اقسم بالله العلي العظيم سأذهب بنفسي لتلك المرأة في الشقة المجاورة واسألها عما كانت تعنيه .."

توتر خليل وهو ما يزال غير قادر على مواجهة حذيفة بعينيه ليقولها دفعة واحدة وبشكل صادم " اخبرتها اني تزوجت أشجان هذا الصباح .."

هبّ حذيفة على قدميه هادرا بصوت عال من هول الخبر عليه " يا رب السموات !! "

امسكه خليل من ذراعه ليجره حتى يجلس من جديد وقد شعر بالذنب الشديد من افزاعه بهذا الشكل ليطمأنه بالقول " لم أفعل لا تهلع هكذا .. اقسم بالله لم أفعل .. اهدأ حذيفة .. ستصاب بذبحة صدرية ..."

يعاود حذيفة الجلوس ويكاد يجن من برود الفتى ليسأله مستعينا بكل ما لديه من صبر وسيطرة " اذن .. هل كذبت عليها ؟"

فيرد خليل متنهداً " نعم ... وقبل ان تسألني لماذا فسأجيبك لاحمي اشجان من لسانها الطويل .. منذ فترة وهي تلمح تلميحات قذرة رغم علمها اني وبتول نساعد اشجان لوجه الله.. ورغم علمها حتى بتفاصيل مرض اشجان الا انها لا تتوقف عن رمي الكلام القذر كلما مررنا بها .."

لم يعد حذيفة يطيق البقاء هنا لحظة واحدة.. خلال لحظة كان قد عزم على انقاذ الموقف برمته مهما كلفه .. وقف على قدميه قائلا بنبرة خشنة

" قم معي يا خليل .. اريد مغادرة هذا المكان.. هناك موضوع هام اريد ان أكلمك عنه منذ يومين ولم استطع الوصول اليك .. لقد اتيتك اليوم خصيصا لاجل هذا وعندما رأيتك صدفة بسيارة الاجرة ومعك امرأتين تتبعتك الى هنا والحمد لله اني فعلت لارى اي مصيبة بل مصائب توقع نفسك بها .. "

لم يستجب خليل مباشرة بل قال " لا توجد اي مصائب يا حذيفة .. لا تكبر الامور .. كما اني لااستطيع ترك اشجان الآن .. اليوم كانت اول جلسة لغسيل الكلى .."

أشار برأسه ناحية غرفة اشجان وهو يشد خليل عنوة من ذراعه ليقف " تلك المرأة بتول ستبقى معها .."

يعانده خليل ويأبى الوقوف ويبرر رفضه بالقول " لن تستطيع بتول البقاء لفترة طويلة .. لديها امور اخرى تفعلها .."

يشده حذيفة بعنف اكبر وهو يكز على اسنانه قائلا بتهديد حقيقي وقد فاض كيله

" خليل .. قم معي الآن حالا والا سأرتكب جناية ..."

سكنت ملامح خليل ثم أخذ يرتسم على محياه الوسيم كل صور البؤس والحرمان بل والرضا بكل هذا الحرمان الموعود به منذ ولادته ليقول اخيرا كمن يتقبل قدره

" حسن حذيفة .. سآتي معك .. لكن اعلم لن تغير شيئا على الاطلاق .."

يقف خليل على قدميه مستجيبا لالحاح حذيفة الذي قال له بعزم رجل يحمي ولده قائلا " لن أكون ابن والدي ان لم استطع انتشالك من ضياعك هذا ... مرة اخرى .. هل تذكر يا خليل ؟ كنتَ في المرة الاولى مجرد مراهق في السادسة عشرة وسأفعلها اليوم وانت تقارب السادسة والعشرين .. "

تحرك خليل بصحبة حذيفة ناحية باب الشقة وهو يقول له " انا سأغادر معك لاني لا اريد ان تشعر اشجان بوجودك او ان تراك .. انها ما زالت تهابك حتى اللحظة ولا اريدها ان تتحمل المزيد .. يكفيها ما هي فيه "

لا يعرف حذيفة هل يلكم الفتى في وجهه ام يأخذه في حضنه !

فهذا الغبي العاطفي يملك قلباً كقلب اخته الهبلاء .. بل كقلب ابي جعفر.. !

وسط المحن والآلآم يفكر بمن حوله قبل ان يفكر بنفسه ..

انها قلوب كالدرر النادرة في زمن أغبر لم يعد يعترف بوجودها ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:13 PM   #4835

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجامعة

تنظر لللوحة المذهبة الموجودة الى جانب الباب (رئيس القسم) وتتنهد في سرها وتلمع عيناها كالنجوم وهي تتخيل في يوم ما ربما بعد عشر سنوات او اكثر ستحتل هذه الغرفة...

طموحها ليس له سقف .. حتى لو قالوا عنها مغرورة فهي لا تهتم ... بل ستظل تسعى وتعافر حتى تصل لتحقيق احلامها ...

تأخذ نفسا عميقا وترسم ابتسامة مشرقة واثقة ثم ترفع يدها الانيقة وتطرق برقة على الباب ..

تسمع صوت الدكتور سامان الرجولي الجذاب وهو يقول بنبرة من اعتاد الكلمة " ادخل ..."

فتحت الباب وأطلت باطلالتها المميزة الحمراء هذا الصباح واشراقتها الخاصة وهي تقول باللغة الكردية " صباح الخير .."

تشدها ابتسامة واسعة تشق فمه ويتراجع في كرسيه للخلف ليبدو في قمة الجاذبية والهيلمان وهو يرد تحيتها بلغته الكردية الام

" صباح .. الورد .."

تعترف انه رجل مميز للغاية .. ولربما كانت ستتأثر به بشكل مختلف لو كان جانبها الرومانسي طاغٍ اكثر .. لكنها الان وقد بلغت الثانية والعشرين فإنها وصلت لهذا الاستقرار في مشاعرها بعد سنوات من تدريب النفس وتعلم السيطرة على تأثرها ناحية الذكور وتحجيمه حتى لا يمس قلبها على الاطلاق ...

فجأة شردت من المكان وصاحبه ..

خُطفت على حين غرة لوهلة من الزمن ..

وهلة التمعت فيها عيناها بشكل مختلف دون ان تدري وشعت الزرقة منهما والدكتور سامان يراقب بانبهار يحرك .. قلبه ...

اما هي فقلبها يخفق .. يخفق .. وكأنه يضحك .. اجل .. خفقاته كضحكات سعادة فتشعر وكأن جسدها كروحها منتشيان محلقان في حلم رومانسي يجمعها بـ.. رعد ..

تتلاشى (الوهلة) على صوت الدكتور سامان وهو يناديها بصوت أجش

" رقية العطار .. لمن تبتسمين هكذا ؟!"

توردت وشعرت ببعض الحرج فحاولت مداراته وعيناها تبحثان بذكاء عن اي شيء يلهمها الكلام..

جاءها الانقاذ وهي تلمح صحنا صغيرا على سطح مكتب الدكتور سامان وقطعة كيك شهي توسطته وشكة الى جانبه ، فتسأل ببشاشة

" هل فاتني شيء ؟ لماذا هذا الكيك ؟"

يمعن فيها النظر للحظات مخفياً تفاعل قلبه معها ثم قال بابتسامة حلوة " عيد ميلادي ..."

تقدمت اكثر وهي تعتذر بصدق قائلة

" كل عام وانت بخير يا دكتور .. اسفة جدا لم اعلم ابدا .. ألهذا كنت متغيباً طوال الصباح عن القسم ..؟ "

يميل برأسه قليلا ثم يرمي بجملة واحدة

" ثمانية وثلاثون عاما .. "

تعابير وجهه جعلته يبدو شابا للغاية .. وتخيلت رقية كيف كان حقا ايام شبابه في العشرينات .. لقد قيل عنه دوماً انه كان محط اعجاب الفتيات .. ولا يزال يتمتع بهذه القدرة والتأثير فيهن وقد بلغ الثامنة والثلاثين..

قبل ان تعلق بشيء من المجاملة أضاف بنبرة عملية لا تخلو من اللطف والدماثة " رئاسة الجامعة اليوم فاجأوني بحفل بسيط في مكتب العميد .. "

للحظة اخذ عقل رقية يعمل ويفكر بكل الاشاعات في الجامعة عن ترشيح الدكتور سامان ليكون نائب العميد ربما خلال عام واحد.. متخطيا الكثير ممن يفوقونه عمرا وخبرة كالدكتور محسن الصائغ مثلا ...

ابتسمت له وهي تفكر بكل مصالحها التي ترتبط به حاليا لتقول " عمر طويل وشباب دائم .. انت تستحق واكثر يا دكتور .. الجامعة باسرها تقدر جهودك الاستثنائية .."

فجأة أخذ الدكتور سامان يضحك ثم اشار لها لتجلس قبالته وهو يدفع الصحن نحوها ويقول غامزا من بين ضحكاته " اقسم بالله انك انت هي الفتاة الاستثنائية .. دوما كنت سريعة البديهة وتجيدين قراءة ما حولك .."

للحظة شعرت رقية بالدهشة من انتباهه الملفت حولها لكنها تبادله الضحك بخفة وتجلس بثقة لتلتقط بأريحية الشوكة وتبدأ بتذوق الكيك تتلذذ بها وهي تشعر انها تخطو في الطريق الصحيح ..






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:14 PM   #4836

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الحي الصناعي



على قهوة شعبية فقيرة الحال حالها كحال كل شيء في هذا الحي القديم لمن هم دون الطبقة المتوسطة بل اقرب للفقيرة والمعدمة وغالبيتهم من العمال واصحاب الحرف ... يجلس حذيفة على احد الارائك الخشبية شبه المتهالكة وجواره يجلس خليل متجهم المحيا.. ساهم الافكار .. كفاه مجموعان سوية فوق ركبتيه يتلاعب باصابعه في تراخٍ حزين وسكون ظاهري تام ..

احد صبيان المقهى يقترب منهما في حيوية طبيعية فيضع قدحي الشاي امامهما على الطاولة الخشبية بينما يرد بصوته العالي على طلب آخر قادم من زاوية اخرى في المقهى ..

سأله حذيفة وهو يلتقط شايه قائلا

" منذ متى بدأت اشجان بغسيل الكلى ؟"

رد خليل واصابعه ما زالت في عزفها الخافت الحزين " اليوم كانت الجلسة الاولى .. كل العلاجات السابقة لم تأتي بنتيجة ايجابية.."

يكتم حذيفة انفعاله وهو يفكر بكل تلك الاشهر وخليل على تواصل معها بينما هو كالغبي لا يعلم شيئا مما يحصل من وراء ظهره..

تحامل على غضبه فالوقت الآن يحتاج منه للهدوء والصرامة في ذات الوقت ... يحتاج للكيّ السريع الحارق ليُنهيه...

سأل حذيفة بسخرية خفيفة " العلاجات والادوية شيء وهذه الجلسات شيء اخر .. اخبرني كيف ستدفع ثمن جلسات باهظة كهذه وانت مفلس تماماً..؟"

رد خليل ببساطة مغيظة " سأستدين..."

ضحكة قصيرة خشنة من حذيفة تبعها صوته المتهكم وهو يهز رأسه باستخفاف يمينا ويسارا " ما شاء الله ! ما شاء الله .. اذن ستترك عملك ومصدر رزقك لتتفرغ لاستدانة المال من هنا وهناك لاعالتها والصرف على علاجها وجلساتها المكلفة .. وبعد كل هذا الخراب لن تجني ما يكفلها لاكثر من جلستين من هذا النوع .."

استثار انفعال خليل اخيرا ليلتفت اليه بوجهه ويرد عليه بحدة " بدلا من هذه السخرية يا حذيفة تستطيع ان تقدم المساعدة .. اعلم انك ضدها ولم تنس لها ما فعلته في الماضي.. لكنها الآن مريضة .. هل تسمعني .. مريضة للغاية وقد تموت .. لذلك لا تسخر وحاول ان تقدم شيئا من المال لها واعتبرها صدقة لوجه الله.. "

تأجج غضب عنيف في عيني حذيفة ليطبق فكيه يحاول ان يلجمه ثم قال بصوت خافت خطير " لست ذاك الرجل الذي يسخر من مرض اي انسان يا من ربيتك وكبرتك حتى غدوت رجلا لتناطحني بكلام كالطوب الآجر وكأنك لم تعرفني يوماً..."

انخلع قلب حذيفة في لحظة وتلك التعابير الحزينة الثائرة تكسو ملامح خليل لتذكره بخليل المراهق .. فيتمتم خليل معتذرا

" اسف حذيفة .. لم اقصد .. انا فقط .. "

يتنهد خليل قبل ان يطرق مضيفاً " انا فقط لم أعد اعرف من انا ! ... ما فائدة اي شيء فعلته في حياتي ؟! "

يتقطع قلب حذيفة عليه لكنه يزم شفتيه بعنف يكبت ضعفه تجاهه ثم يقول بنبرة مسيطرة ثابتة " سنتكلم بك لاحقا .. الآن دعنا ننتهي من موضوع اشجان لنتفرغ لك..."

صمت للحظة قبل ان يضيف بنفس النبرة

" انا مستعد للتكفل بعلاجها وتوفير العناية لها سواء باستخدام بتول او اي امرأة غيرها ادفع لها أجرا ... لكن.. كل هذا الذي أعدك بتقديمه لن يحدث الا بشرط واحد .. ان تختفي انت من الصورة ... تختفي تماماً "

يرتفع وجه خليل بحركة حادة هاتفاً بثورة

" لا تلوي ذراعي يا حذيفة.. انها تحتاج لانسان يهتم بها حقا وليس المال وحسب .. انها تخاف الموت وحيدة او مع غرباء .. الا تفهم ..؟! "

بنفس السيطرة والصرامة وحتى القسوة قال حذيفة " هذا هو شرطي .. تنسى تماما الذهاب اليها من جديد ولن أكون رجلا ان لم اتكفل بها ... وانا عند كلمتي وانت تعرفني ..."

يحدق فيه خليل وهو يشعر بحذيفة قد حصره في الزاوية حقاً .. اخذت انفاسه تتسارع بثورة انفعال ورفض هامسا بتوسل خشن

" لا تفعل هذا يا حذيفة.. ارجوك .."

لكن حذيفة يقسو اكثر فهو يعرف ان عليه سحب خليل بالقوة مما هو فيه ليهدر بجدية وعيناه تضجان بالوعيد الصريح " بل سأفعل .. ولن اكتفي بهذا وحسب بل اقسم بالله ان رفضت عرضي .. سأخبر اختك بكل شيء ... ولك ان تتخيل ما يمكن ان تفعله خلود باشجان .. قليل ان لم تجرها من شعرها في الشارع وسط هذا الحي لتكنسه بها طولا وعرضا ... وسأقف متفرجاً وامنع اي انسان مهما كان ان يوقف خلود عما تفعله .."

يشعر خليل بالضغط يشتد عليه فيعاود الرجاء خوفاً على اخته من خيبة مريرة ستحطم قلبها لاجله " لا تفعل هذا حذيفة .. ارجوك.. لاجل خلود وليس لاجلي .. انها لن تفهم ولن تحتمل ان تعرف امرا كهذا .."

رد عليه حذيفة وهو يواصل حصره في نفس الزاوية " اذن تعترف انك تشعر بالخزي لارتباطك بأي صلة مع ... مومس..؟ مجرد مومس تبيع جسدها مقابل المال حتى دب المرض بذاك الجسد ..."

دافع خليل بانفعال وعيناه تبرقان بالثورة

" من السهل ان تقول هذا .. انت لا تعرف معنى الجوع والضياع والعوز الذي يقهر الرجال و يُضعف النساء الوحيدات حتى ... حتى .. يرخصن انفسهن .. هل تظن ان المومس فقط من تبيع جسدها مقابل المال يا حذيفة ؟ "

رآى حذيفة في عيني خليل جرح قديم حاضر.. جرح خليل من أمه لم يندمل .. انه يؤلمه واشجان بطريقة ما تنكش في ذاك الألم الذي يسكنه ...

لكن الوقت الآن ليس وقت ضعف .. مستقبل خليل على المحك .. ببرود جليدي رد على كلام خليل بالقول الساخر القاسي

" نعم لم اعرف الجوع والعوز .. لاني املك المال.... اليس كذلك ؟ "

تتقبض يدا خليل وهو يبادل حذيفة النظرات الغاضبة وفجأة يبتسم حذيفة بنوع من الاستخفاف وكأنه يحاور طفلا ! فيتراخى خليل مطلقاً نفساً طويلا يخرج به حمم انفعاله ثم يتمتم " وانت تستغل هذه النقطة لصالحك يا ابا سعاد .. وهذا ليس عدلا .."

يعاود حذيفة شرب الشاي بينما يوصي صبي المقهى على (ارجيلة) ثم يعود بانتباهه لخليل قائلا بنفس الاستخفاف الرقيق

" الحياة ليست عادلة .. و...نعم... انا استغل قدرتي .. وعليك فعل المثل والبحث عن وسيلة ليكون المال بيدك انت وتكسب القدرة لتتصرف كما أفعل انا الآن .."

بتهكم يتساءل خليل " وكيف سيحصل هذا؟ بمنحة مالية تشملني بها كما ستشمل اشجان؟ مؤكد... انت تعرف الاجابة !"

يجهز الصبي الارجيلة لحذيفة فيأخذ بضع انفاس ثم يطلقها في الهواء ويقول ببساطة

" ليس منحة .. بل فرصة عمل..."

كان حذيفة بمنتهى التركيز والحذر معه بينما يدعي الهدوء والتراخي .. اما خليل فأخذ ينظر اليه بحيرة متسائلا " لكني اعمل لديك بالفعل .. انا لا افهم ما ترمي اليه .."

فقال حذيفة وهو يسحب نفساً آخر

" انت قلتها .. تعمل عندي .. لكني سامنحك فرصة كي تعمل لدى .. نفسك "

يعقد خليل حاجبيه ويقول بنزق " لا افهم .. كفى ألغازا لاني في مزاج سيء حقاً .."

عندها قال حذيفة وهو يتراجع بظهره للخلف

" سأفهمك... لكن بعد ان نتفق على موضوع اشجان .. اخبرني ماذا قلت عن عرضي ؟ كلمتك امام كلمتي يا خليل ... وفكر جيدا بردك لان عنادك ورفضك يعني انك تحرمها فرصة علاج لن تستطيع توفيرها لها ... بالاضافة طبعا اني سأخبر اختك بكل شيء لتتصرف معك ومعها على طريقتها .. وسأكون بظهرها .. اقسم بالله سأفعل .."

يزم خليل شفتيه فيحثه حذيفة اكثر بالقول

" فكر جيدا .. انا افعل هذا لاجلك وانت تريده لاجل اشجان .. ولاجل ان لا تعرف خلود وتكبر المشكلة ونفقد جميعاً السيطرة عليها .. لكني لن أبالي ساعتها .. سأقلب عاليها سافلها حتى اسحبك عنوة وتخسر اشجان كل شيء .."

التزم خليل الصمت التام وهو يغرق بافكاره يقلب الامر في رأسه بينما حذيفة يطلق نفسا جديدا .. ليقول خليل خاضعاً لضغط حذيفة

" انا موافق .. لكن على الاقل يجب ان اكلمها على الهاتف واطمئن عليها بنفسي .."

رد خليل اثلج صدر حذيفة وأطفأ النار التي اشتعلت فيه وهو يرى خليل بصحبتها ..

ليقول ببعض الارتياح " لك هذا ... وانا سأنقلها لمكان اخر بعيدا عن تلك الجارة ام عدنان عسى ان تنساكما تلك الخبيثة وتنسى الحماقة التي تفوهت بها عن كذبة زواجك باشجان.."

ثم يضع حذيفة خرطوم الارجيلة جانبا ويمد كفه مصافحا لتأكيد العهد بينهما على ما اتفقا عليه حاثا اياه بالقول " اعطني كلمتك خليل .. كلمة رجل .. "

فمد خليل كفه ببعض التردد قائلا " لك هذا حذيفة .. لن اتصل بها الا عبر الهاتف ..."

اكتفى حذيفة باظهار رضاه ثم قال بجدية وهو يفتح معه الموضوع الاهم " جيد .. الان دعنا نتكلم بالعمل .. فأنا منذ يومين اركض وراءك ابحث عنك هنا وهناك لاتناقش معك وحضرتك مشغول مع ..."

يقاطعه خليل متذمرا " هات ما عندك يا حذيفة يجب ان أعود للمحل .. وكف بالله عليك عن ذكر المسكينة بالسوء .. الله غفور رحيم .."

بتركيز تام أخذ حذيفة يطرح تفاصيل الفكرة التي اقترحها عليه رضا قبل يومين .. دون ان يذكر اسم رضا امام خليل .. فخليل يحتاج لمعاملة خاصة ومراعاة لكرامته وعزة نفسه.. وعندما انتهى كان خليل في حالة ذهول ومفاجأة وعدم استيعاب ليردد " لا افهم..."

زفر حذيفة بنزق ثم قال " ما الذي لا تفهمه؟! حسن سأعيد باختصار .. لديك خياران .. اما أن تاخذ نصف المحل فيكون لك نصف الربح مما تبيعه من الاسلاك الكهربائية او حتى اذا احببت ادخال بضاعة اخرى كما عرضت علي سابقا لتطوير المحل سنتناصف الربح وفي المقابل عليك دفع نصف الايجار... اما الخيار الثاني هو ان تدفع الايجار كاملا فيكون المحل لك بكل ما فيه وليس لي اي علاقة بأي بضاعة اخرى .. انا فقط ابيعك بضاعة المعمل بالآجل لتكون وكيلا لمنتوجي مع تحميل ربح بسيط لي .. فاعطيك البضاعة على ان تسدد لي ثمنها عندما تبيعها كلها .. ولن يكون لي اي علاقة بأي بضاعة اخرى تدخلها للمحل لانه سيكون لك بالكامل.. هل فهمت الآن ام اعيد لثالث مرة ...؟ "

بدا خليل الآن متأثرا للغاية وهو يستوعب بالكامل ما يحاول حذيفة فعله لاجله .. تمتم وهو مشوش من المفاجأة

" لا اعلم بما اجيبك .."

حثه حذيفة قائلا بحماسة " اقتنص الفرصة يا خليل .. انا امنحك فرصة ليكون لك عمل خاص من كدك وتعبك .. عمل سيغير حياتك ان اجتهدت حقاً فيه .. "

حاد خليل بوجهه بعيدا يخفي احساسا مختلفا .. احساسا يحاربه منذ ايام ويحاول وأده ...

يشعر به حذيفة فيمد يده ويربت فوق ذراع خليل قائلا " الحياة لم تنتهي بخسارة .. شذرة يا خليل .. اعلم جيدا ما تعنيه خسارتها لكنك رجل صلب منذ صغرك فاياك ان تنزلق لهوة اليأس من الحياة .. بل لن اسمح لك بهذا .. وسيأتي يوم تدرك فيه كم كنت مغفلا باعتقادك انك خسرت فرصتك بالسعادة .. عندما تجد فتاة رائعة ترتبط بها وتحبها وتحبك.."

ثم يصمت حذيفة للحظة ليضيف ببعض الحرج الرجولي لانه يتكلم عن نفسه قائلا

" انا تزوجت اختك واصدقك القول لم يخطر ببالي قط اني .. سأجد معها سكني وهدوء نفسي وسعادة ابنتي.. وجدت معها كل شيء حتى صعب علي ان اصفه بالكامل لك.. وانت يا خليل كنت السبب لاقابل خلود واتزوجها فتعلم ان القدر له طرقه ليوصلنا الى ما نظنه مستحيل الحصول ويسبب الاسباب .. "

ما زال خليل شديد التوتر وهو لا يواجه حذيفة بنظراته فيلح عليه حذيفة

" اخبرني الآن .. اي الخيارين ؟"

يلتفت اليه خليل اخيرا ليرد بصوت أجش مختنق " انت تحاصرني من جديد .. لا اعرف ما اقول .. لكني لن آخذ المحل يا حذيفة .. ابدا لن افعلها .. انه محلك انت ..."

فلم يمنحه حذيفة الفرصة ليرفض فسارع للقول بنبرة الامر الواقع منهياً الاتفاق

" اذن اخترت الاول .. هذا جيد ...توكلنا على الله ... مرحبا بك يا شريكي .. النصف بالنصف في المحل .. "

يطرق خليل قائلا " اشعر بالذنب نحو اشجان .. وكأني تخليت عنها .. وكأني .. بعتها ! "

يتوتر حذيفة هذه المرة وقد عادت دفة الحوار لاشجان .. فيقول حذيفة بتأن وحذر

" هذا غير صحيح .. الامران ليسا متعلقين ببعض .. كما انك اخترت الافضل لها ولك.. خليل .. لا تورط نفسك اكثر من هذا معها.. سيكون جنونا وانتحارا .. خاصة وانها لم تستغل فرصها المتكررة للتوبة .."

يرفع خليل رأسه وهو يحكي له " صاحب المعمل الذي ارسلتها اليه قبل سنوات هل تذكره ؟ لقد اخبرتني انك من اعطيتها عنوانه لتشتغل عنده .. ذهبت اليه واستقبلها جيدا .."

توقف خليل قليلا ليحثه حذيفة كي يكمل حتى ينهي موضوع اشجان " ثم ؟"

أكمل خليل بتعاطف تام " الرجل مات بعد عام واحد .. وورثته هدموا المعمل وباعوا الارض .. ثم احد العمال هناك اقنعها ان تأتي معه لمعمل آخر .. لكنه في الواقع كان يخدعها و ..."

بتوقع ساخر اكمل حذيفة القصة " واخذ منها وبمزاجها ما تبيعه دوماً بالرخيص.. انه داء يا خليل .. الا تفهم .. داء فيها لن تبرأ منه حتى اخر يوم في حياتها.."

ما زال الفتى يدافع عنها بتأثر قائلا بقلق

" كيف تريدني ان اسلمها لك وانت تحاكمها هكذا .."

خشي حذيفة ان ينهار اتفاقه مع خليل قبل ان يبدأ فقال منهياً الامر وموقفاً النقاش

" اشجان ستكون في عهدتي انا منذ اللحظة .. لقد اتفقنا واعطينا بعض كلمة رجل .. اخرج انت من الموضوع ودعني اتولاه .."

يحاول خليل ان يحنن قلب حذيفة عليها شارحاً " انها لا تحتاج للمال فقط .. انها تحتاج لمن يعاملها كانسانة ويرحم ضعفها.. "

يحاول حذيفة الابتعاد عن اي نقطة تثير تعاطف خليل ليسأل بنبرة عملية

" لا تقلق ... اخبرني الآن ..تلك المرأة بتول .. هل تعاملها جيدا ؟"

فيرد خليل " نعم .. لكن بتول ... "

يقاطعه حذيفة وهو يشير لصبي المقهى كي يدفع الحساب " لا تتدخل انت في التفاصيل .. دعني انا اتصرف .. وثق بي .."






يتبع ....



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 26-06-18 الساعة 09:30 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:15 PM   #4837

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

دار العطار للازياء



بثورة انثوية معتنى بها جيدا دخلت رقية ككتلة حمراء رشيقة الى مكتب اختها (حبيبة) تتشكى وهي تستعد لتعابير المفاجأة جيدا " حبيبة ! اين اختفت رباب .. اريد ان أرى فستاني و.. ........ رعد ؟! "

أدت الدور بإتقان وهي تمنح رعد نظرات الدهشة بينما تحملق فيه وهو يجلس باسترخاء لذيذ مشاغب على كرسي اختها وخلف مكتبها فيرد عليها بنبرة مشاكسة

" مرتان نلتقي في يوم واحد ! هذا كثيييير.."

ترفع حاجبيها وتتبختر في مشيتها الرشيقة وهي ترد له مشاكسته قائلة " بل كارثة ! "

يتراجع رأسه للخلف في قهقهة مستمتعة بينما تعاني رقية الامرين وهي تلعن قلبها المتأثر في جنون متزايد لكنها تنجح بانتقاء نبرة صوت لا مبالية وهي تسأل بينما تطوف بنظراتها في ارجاء المكتب وكأنها تعاين تفاصيله باهتمام " ماذا تفعل في مكتب اختي..؟"

يواصل المشاغبة وهو يلف بالكرسي الجلدي الدوار لفة واحدة حول نفسه ثم يقول

" احاول تجربة كرسيها ان كان على مقاسي لاني ساشغله منذ بداية الاسبوع القادم وحتى عودتها بعد ولادة الطفل ..."

تحاول استفزازه وهي ترمقه بنظرة تقيمية متدنية وكأنها غير مقتنعة به في هذا الكرسي فتفشل تماما في استفزازه وهو يجرها لمنطقة اخرى يفاجئها فيها وهو يخرج من حيث لا تدري ورقة كبيرة مما تستخدمه حبيبة للرسم ليفردها امام نظراتها ويفاجئها بنسخة من صورة الساحر التي تحتفظ بها .. لكنها نسخة اكبر وأشد ابهارا وتأثيرا وتفاصيلا ... فتتورد رغما عنها وتنسرق انفاسها وهي تتطلع لصورة رعد بينما (الاصل) يقول بصوت خافت يمتلأ بالحيوية والغموض

" كما اني اتفرج حاليا على.... هذا ..."

لم تستطع ازاحة عينيها عن الصورة وهي تشعر بالغيرة لان هذه النسخة اجمل واكثر تميزا من التي سرقتها ..

يلاعبها ويستفزها وهو يخفي ارتعاشة صوته عنها قائلا بخفوت " خيال حبيبة خصب حولي.. اليس كذلك ؟ الآن عرفت من اوحي لك بفكرة (الدجال) .. لكن (الساحر) او (الحاوي) تروقني اكثر .."

عينا رقية تنتقلان من (النسخة) للـ (الاصل) فتحدق في عينيه وترى فيهما ذاك الغموض والحيوية الساحرة .. تشعر بغيظ رهيب وقلبها يطرق بجنون في صدرها .. رباااه تريد قلبه !

تريد قلب هذا الساحر .. لم ترد في حياتها شيئا بهذه القوة والرغبة ...

رغبتها المجنونة لامتلاك قلبه العصي عليها جعلتها تغضب وافلت الغضب بين طيات نبرات صوتها وهي ترد عليه بوقاحة

" في الواقع انا اقترحت (المهرج) ..."

يعض شفته السفلى وكأنه يكتم ضحكته لكنه في الواقع كان يكتم مشاعر تتقافز في صدره ككرات نارية صغيرة تلسعه ..

لكنه بارع للغاية وهي لا تعلم مدى براعته في اخفاء اي شيء فتظنه يحاول كتم ضحكته حقاً بينما يواصل ذاك الاستفزاز الذي باتت تمقته وهي يقول لها

" امممم ألهذا رميت بالصورة الاولى الاصلية الى سلة المهملات ؟ لانها رسمت ساحرا بدل المهرج ؟ "

تعقد حاجبيها وهي تشعر بالخيانة ! خيانة من اختها حبيبة التي لم تغلق فمها واخبرت هذا الـ .. الـ ... يقاطع افكارها وهو يقول بكلمات مترققة بشكل مسرحي مغيظ " لا تعبسي هكذا .. انا وحبيبة بتنا صديقين مقربين ولا نخبئ اسرارنا عن بعض .. واول سر كشفته لها انها فاتنة كابنة عمها شذرية العينين ... الواقع ان هذا السر كان يثقل كاهلي ولساني ... من الجيد اني بُحت به وارتحت .."

جف ريقه وهي يراقب امواج الغيرة التي تقاذفتها زرقة عينيها .. امواج اغرقته !

ووسط لهاثه يصارع لينجو من هذا الغرق اللذيذ كانت تقذفه بالمزيد وهي تقول له بشراسة ووقاحة " انا رميت الرسمة بعد ان مزقتها .. ربما صديقتك حبيبة لم تخبرك بهذه التفصيلة حفاظا على مشاعرك المرهفة .. بصراحة لم أر الرسمة ذات اهمية او قيمة .. فحبيبة تشخبط طوال الوقت اي فكرة تأتي في رأسها مهما كانت .. عجيبة ومتطرفة .. "

تتسع عيناه وهو يحدق فيها حاجبا بشق الانفس كل الغرق الذي بدأ يستسلم اليه ..

دوماً تعجبه غيرة البنات من بعضهن تجعلهن يبدون في قمة الانوثة ..

لكن غيرة رقية العطار ملكوت اخر وكأنها كوكب مشع يدور حول نفسه ...

أسبل اهدابه بغموض كامل فيقف على قدميه ويستدير يخفي عنها تسارع انفاسه بينما يتصرف بعفوية وهو يتحرك نحو اللوح الكبير الخاص الذي تعلق عليه حبيبة رسوماتها ليعلق بنفسه لوحته ويثبتها بالدبابيس ثم يقول بجذل ردا على ثورتها الوقحة الشرسة

" عن نفسي سأعلق (الفكرة) هنا .. "

ابتسامة مرتعشة تتراقص على شفتيه وهو يفكر " فتاة شقية وقحة غيوووورة .."

تتغلب رقية على غيرتها الطفولية وتستعيد ثباتها وهي تراجع مع نفسها ما قررته حيال رعد بعد تفكير طويل طوال ليلة الامس وحتى صباح اليوم في الجامعة قضته تفكر وتخطط وتتدرب ايضا .. لقد درسته جيدا .. ما دامت تريد قلبه فعليها ان تتبع الخطوات الصحيحة لايقاعه ..

وخلاصة ما توصلت اليه انه مختلف عن شباب الوطن فقد اندمج مع المجتمع الغربي الذي عاش فيه منذ سن مبكر .. انه اشبه بشخصية يحيى وبنفس الظروف .. ويحيى اعجبته جرأة حبيبة وان اختلفت عن جرأتها هي ...

المهم ان رعد ويحيى متشابهان من هذه الناحية .. مؤكد نوعية الفتيات اللواتي بات يعجب بهن رعد تتسمن بالوقاحة والجرأة لاختلافهن عن فتيات الوطن المحافظات وربما يراهن مملات ايضا .. لقد اعتاد ذاك النوع الجريء الذي يعبر عن افكاره ومشاعره دون حرج او قيود اجتماعية بالية ... بل انه معجب بها بشكل خاص ويستفزها لانه راها مختلفة..

تزداد ثقة رقية بنفسها .. هذا المحتال لن يخدعها وهو يستفزها بكلامه حول شذرة ويثير غيرتها عن عمد .. كما ان شذرة انزاحت فعلياً من الطريق وعليها ان لا تفكر فيها وتستهلك طاقتها في مشاعر سلبية ستشتتها ..

تتحرك بنفس الرشاقة وترسم كل حركة ولفتة منها بدقة لتتكئ بجسدها على حافة المكتب وهي تتساءل بنبرة انثوية حلوة

" اذن قررت العمل حقا في دار الازياء .. ؟! "

يلتفت ولكنه لا ينظر نحوها بينما يعود لكرسيه ليجلس عليه مبالغاً باظهار راحته بالجلوس ثم يرفع نظراته الخبيثة اليها قائلا " دار ازياء للـ....اناث.. لو سمحت .. ارجو التركيز على هذه النقطة الجوهرية .. تخيلي .. كل انواع الانااااااث يحضرن كل يوم وما علي سوى ارضاؤهن .. كيف تريدين مني الرفض ؟! سأكون الذكر الاكثر حمقاً وجنونا على وجه الكرة الارضية .."

عيناها قدحتا كعيني قطة ! بل هي كلها قطة ... بمكرها وبمخالبها التي لا تتوان عن استخدامها بشراسة وبتلصصها على الاخرين وخبثها الانثوي وهي تتبعهم ... حتى غيرتها هي غيرة قطط حاقدة لا تؤتمن...

لكنها مؤكد اول قطة تهاب الفئران ..!!

تسأله بحلاوة غير مبالية بكلامه عن الاناث

" لماذا تبتسم هكذا ؟"

القطة تريد اللعب .. حسن ... يرد اللعبة لها وهو يقول بجرأة

" لا اظنك ستحبين مشاركتي اياك بافكاري في هذه اللحظات.. خاصة وهي تدور حول .. انثى التقيتها اليوم... لو كنتِ شابا لاخبرتك بكل التفاصيل الشيقة .."

فيأتي دورها لترد في تلك اللعبة بينهما قائلة " انت تستمتع بوقاحتك وجرأتك ..."

فيرفع حاجبيه قليلا وبابتسامة جذلى يتساءل

" الا تفعلين انت ؟!"

تأخذ راحتها لتجلس على حافة المكتب بينما تقول ببساطة حملت كل معاني الجرأة

" في الواقع .. نعم استمتع .. خاصة مع امثالك .."

كان التحدي بينهما يتصاعد وما زالت هي تلهث لتكون بمستوى لعبه المحترف فيسألها بسلاسة وكأنه يلاعب هاوية

" امثالي ؟! وكيف هم امثالي ؟"

يتأرجح في كرسيه بينما ترد عليه وعيناها في عينيه " شاب لعوب .. صديقاته الفتيات افسدنه حتى يكاد ينفجر غرورا وزهوا كديك البراري.."

ينفجر ضاحكاً ثم يميل للامام بجذعه يسألها بصوت منخفض كأنه يفشي لها سراً

" وكيف تعلمين ان كان لي دجاجات .. اقصد صديقات ؟ "

كان صوته الخافت ضاحكاً متسلياً بينما تتمادى رقية في جرأتها في الكلام قائلة

" لاني قابلت كثيرا من امثالك .."

شيء ما تغير في محياه وهو يعتدل بجلسته .. حاجباه الحادان اعطته غموضا ونظرات عينيه الجدية ملونة بالعبث ليلقي سؤاله الذي لم تتوقعه منه هذه اللحظة " وهل حارث..منهم ؟"

تصلب محياها للحظة لكنها كانت سريعة للغاية لتستعيد السيطرة وتسأله بابتسامة واثقة " هل يهمك ان تعرف عن حارث ؟"

كانت تحاول حصره في زاوية الغيرة لكنه تغلب عليها من جديد وهو يدفع الحوار لجهة اخرى قائلا

" الفضول يقتلني لاعرف كيف وصلتِ بكعب حذائك الى جبهته .."

كانت تكلم نفسها ( هيا رقية .. لا تتوقفي الآن .. انه مهتم .. لكان انهى الحوار منذ البداية لو لم يكن مهتما.. جاريه في هذا وستصلين للاعمق )

قالت دون تفكير " حاول خنقي ..."

تضييق بسيط في عينيه هو الاشارة الوحيدة التي حصلت عليها منه كدليل اهتمام وبينما تقاوم حتى لاتطرق بوجهها وان تواجهه بشجاعة وتستغل الامر بنفس الوقت لتوضح ما حصل باسلوب يحسب لها وليس عليها فتقول وقد قطعت اشواطاً في جرأتها الصريحة معه

" اراد موتي لاني رفضت الزواج منه بالسر وقررت ان اتزوج غيره ... وهكذا .. انتهى المشهد بكعب حذائي على جبهته.."

أرخى رعد جفنيه ولا يعلم شعوره بالضبط حيال ما قالته .. فقال بصوت منخفض

" ألم اقل انك تستمتعين بجرأتك .."

ثم يعاود النظر لوجهها ويشعر بنوع عجيب من الغضب كلما فكر اي غباء جعلها تقع بهذا الموقف مع شاب كحارث هذا ...؟

وبدلا من ان ينهي الحوار وجد نفسه يضيف

" لكنك خلف هذه الوقاحة والجرأة تملكين الكثير من القلوب .."

تمتمت بخفة " ها قد عدنا .."

ينظر في عينيها مباشرة وهي تبتسم في وجهه ابتسامة ..كاذبة ! انها متوجسة مما يمكن ان يكشفه من اسرار قلوبها .. هذه القلوب لها اهمية بالغة في خارطة رقية العطار ...

توجسها لم يجعله يتوقف فيكشف ما عرفه قبل ساعة واحدة فقط عبر بضع اسئلة عفوية لرباب " الثاني بتاريخ (...) يسبق زواج رضا واختك الكبرى اسيا بفترة بسيطة للغاية .. ربما هو تاريخ تقدمه لخطبتها اليس كذلك ؟"

لا تعطه اي انطباع .. فقط تكتفي بالصمت والابتسامة كقناع تتشبث به حتى لا تظهر توترها وربما خوفها من حل ألغاز القلوب ...

يكمل وهو يلوح بيده لما حوله قائلا

" الثالث لحبيبة ويحيى .. كان الاسهل اعترف بهذا ... حبيبة عفوية للغاية وبما اننا صديقان الآن فمعلومة كهذه سهل السؤال عنها .."

اخيرا تحركت رقية من جلستها على حافة المكتب وهي تقول له بتهكم

" من الجيد انك تبحث عن تواريخ الزواجات في العائلة .. احذر والا اعتقدتك تمتهن دور (الخاطبة) ..."

لم يبال بتهكمها فيكمل بابتسامة واسعة

" وقلب اخر لزواج عبد الرحمن ورباب ... وهذا لم احتاج لسؤال أحد .. فأنا اعرف تاريخ زواج صديقي الذي فاتني .. "

تحني رأسها وتمسد قليلا على تنورتها دون ان ترد بشيء ورعد يواصل نغزها حول القلوب قائلا " اعترف كان الامر بسيطا مع هذه القلوب حالما علمت ان القلب الاكبر لوالديك .. كان سهل التكهن ان باقي التواريخ لاخواتك البنات .."

اعتدلت برأسها لتوجه له ابتسامة تشع بالتحدي قائلة " انت سريع فعلا .. و ... حظا وااااافرا مع البقية ... "

استدارت لتغادر فيناديها " رقية ..."

التفتت اليه " اممممم.."

هذه المرة شرارة غريبة تولدت غفل عنها الاثنان معاً .. شرارة كالـ (رعد) فيسألها

" ايّهُم.... قلبك انت ؟ "

تطايرت الشرارة وكأنها لم تحصل لتقول رقية بثبات ووعد وهي تعاود الاستدارة لتغادر

" هذا ما لن تراه ابدا ولن تعرفه ..."

ثم مضت بخطواتها الرشيقة وكعب حذائها الاحمر يطلق ترانيم الخطر !







خطوتان خطتهما خارج مكتب رعد عندما جاءها صوت اختها رباب من الممر المجاور يحمل الدهشة ومعانٍ كثيرة اخرى

" ماذا كنت تفعلين هنا يا رقية ؟ ظننتك غادرتِ .."

تجاهلت رقية بدهاء كل تلك المعاني التي ترسلها اختها لتبتسم في وجه رباب العابس المتشكك وترد عليها ببراءة

" اردت ان اكلم حبيبة .."

فيزداد عبوس رباب وهي ترد عليها بجفاف

" لكني اخبرتك قبل قليل في مكتب يحيى انها خرجت لبعض شؤون الدار ولن تعود هذا اليوم الى هنا.."

لوحت رقية بيدها في تدلل وقالت ضاحكة

" نسيت ..."

ثم غادرت تاركة اختها رباب تغلي من الغضب وتنظر لمكتب حبيبة الذي يشغله رعد حاليا..




يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 26-06-18 الساعة 09:35 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:17 PM   #4838

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت محسن الصائغ



يقف عقيل قبالته والده في المطبخ وقد بات يتجاوزه طولا ليحاول اقناعه من جديد قائلا بحماسة " اقسم لك يا ابي .. سأنهي دراستي وادخل الجامعة كما ترغب انت وامي .. لكن دعني اختار مهنة اجدادي .. انا احب صياغة الذهب وعمي رضا قال اني املك موهبة جدي عقيل رحمه الله .."

يعبس محسن قليلا وهو يرد على ابنه البكر

" بنيّ دخولك الجامعة لا يجب ان يكون لاجلي ولاجل امك .. بل لاجلك انت .. الشهادة سلاح بيدك .."

يهز عقيل رأسه مؤيدا كلام ابيه ومصارحا اياه في نفس الوقت " وانا اقسم لك اني مقتنع بكلامك لكني لا اميل الا لهذه الحرفة .. فدعني ارافق عمي رضا ليعلمني كل اصولها واسرارها .. "

صمت محسن وهو يشعر في داخله بالحزن .. ليس لاجله ولكن لاجل رحاب التي كانت تتمنى ان يصبح ولدها استاذا جامعيا مرموقا على نهج والديه ...

لكن الفتى له ميول عمه الاكبر واجداده كما يرى هو نفسه وما دام رضا قال عنه موهوب فمؤكد نظرته تغلب في هذا المضمار...

قال اخيرا وهو ينفض غبار ذاك الحزن ليتلبس الحزم الابوي وهو يقول كلمته الاخيرة " لا بأس يا عقيل .. اذهب مع عمك لكن فقط في العطل .. السنة الدراسية القادمة هي مصيرية ويجب ان تتحصل على معدل جيد لتقبلك جامعة العاصمة في تخصص له قيمته .."

شعر عقيل بالاحباط فحاول من جديد

" لكن ابي اريد الذهاب كل يوم .. ارجوك ولن .."

لكن الاب قاطع استسرال ولده بالرجاء ليشدد على قراره بالقول " انتهينا يا عقيل .. قلت لك فقط ايام العطل .. "

متبرماً بعض الشيء تمتم عقيل بنعم بينما يستأذن ليخرج ويلحق باصحابه في الحي ..

خرج عقيل والاب يتابع خروجه عبر شباك المطبخ ليأتيه صوت ولده سامي قائلا

" لا تحزن ابي .. لكنه حقاً موهوب بل مهووس بصياغة الذهب .."

التفت محسن مبتسما لولده الثاني ليسأله

" وانت بماذا مهتم ؟"

فيتورد خداه قليلا ثم يقول يقول ببعض الحرج " حتى الآن لم أقرر .. لكني سأخبرك حالما استقر على رأي .. على كل حال ما زال الوقت مبكرا علي .."

تسرح عينا محسن وتميل ابتسامته للشجن وهو يتذكر والده عندما سأله يوما اي جامعة سيختار .. صوت والده ما زال في اذنيه وكأنه سمعه البارحة فقط !

تمتم محسن في سره " كل السنون تمضي سريعاً ولا شيء (مبكر) على الاطلاق .."









اغلق عقيل بوابة بيتهم وهو منشرح الصدر .. وحالما تحرك خطوتين لاحقه صوت متلهف..

" عقيل .. عقيل .. انتظر ..."

تطاير كل انشراحه وتوتر جسده بالكامل بينما يجبر نفسه على الالتفات فتستقبل عيناه الكتلة الشقراء القادمة نحوه كعاصفة ...

يشعر بالحرارة تشع من وجهه وهو يتذكر اخر مرة رآها فيها عندما .. احتضنته !

يعبس تلقائيا وهو يرد عليها بخشونة " نعم ..."

فتتهلل امامه وشعرها الطويل الذهبي يتطاير وهي تضحك كالشمس المشرقة

" لقد انهيت امتحاناتي .."

يبتلع ريقه وعيناه تجوبان الشارع حرجاً من أن يراها احد المارة وهي تكاد تتقافز هكذا ..

تمتم على عجل " مبارك لك ..."

حاول الانسحاب لكنها سارعت لتقول بفرح

" أديتها بافضل وجه و .. ماما .. فخورة بي .."

تلك العثرة في صوتها وهي تقول (ماما) جعلته يستكين تلقائيا ويتسمر مكانه لينسى كل رغبة لديه كي ينسحب من التواجد معها ... ليجد نفسه يبتسم لعينيها الزجاجتين هامسا بدفء " جيد ..."

تتسع عيناها وتبرق تلك الزرقة الشفافة الغريبة وهي تقول له باهتمام حقيقي

" شروق ستبدأ امتحاناتها قبيل رمضان .. سأدعو لها ان تؤديها على افضل وجه .. "

وجد نفسه يتراجع نصف خطوة دون ان يشعر بينما لسانه يجد له الاعذار قائلا

" يجب ان ارحل .. اصدقائي بانتظاري "

يسارع للانسحاب لكنها تلاحقه وتناديه

" عقيل .."

يلتفت اليها ليرد على ندائها بحنق لا يعرف مصدره " نعععم ..."

ترمش وتبدو متوترة ثم تطلب على استحياء

" هلا تشتري لي شيئا من السوق .. انا لم اعد اذهب هناك ابدا .. "

سألها وهو يتمنى لو يخرج من البيت من الاصل

" ماذا تريدين ؟"

اصابعها تتلاعب بخصل شعرها وقد كانت هذه حركتها منذ الصغر عندما تشعر بالخجل لتقول اخيرا بصوت منخفض

" اريد مثلجات بطعم المانجو .. "

يقسم بالله سيجرها من شعرها .. انها تثير غيظه الى ابعد حد ودون حتى وجود سبب .. !

يتمتم من بين اسنانه بـ(حاضر) ويعاود محاولة الالتفات والهروب لتعاود مناداته " عقيل .."

هتف بها " ماذا ايضا ؟!"

لا تتأثر بمزاجه الغاضب السخيف فقط تنظر اليه ببراءة عينين لم ير لهما مثيلا لتسأله بطفولية " هل انت راض عني ؟"

تدلى فمه ولم يعد يستوعب معنى السؤال !

فتعاود السؤال بإلحاح " هل انت راض ؟ لم أعد أذهب للسوق لاجلك .."

ما زال كالغبي فاغر الفم يحدق في هذه الطفلة العجيبة التي هبطت عليهم من عالم اخر كما يبدو ..

لم يصحُ الا على حركة لمارة في الشارع جعلته يغلق فمه ثم يقول اول كلام خطر بباله " سعاد .. ادخلي والعبي مع منة وتوقفي عن الثرثرة .."

كان هو الوحيد من العائلة الذي يناديها بـ (سعاد) بدلا من (سوسو) لكن ان يقول لها (ادخلي والعبي مع منة) كان حقا اغبى اكلام يمكن ان يقوله !

لتصدمه وهي تتقبل كلامه ببشاشة الاطفال الذين لم تعد تنتمي اليهم بكل تأكيد هاتفة بفرح جديد " حاااضر ..اذن انت راض.."

ثم هرولت لتدخل بيت عمها محسن بينما عقيل يضرب كفاً بكف وهو يتمتم

" طفلة هبلاء ... اقسم بالله ! "






يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 26-06-18 الساعة 10:06 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:18 PM   #4839

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مكتب مهند ..



كان مرهقا للغاية وصغيرته تدخل للمكتب مهرولة نحو صديقها (مجد) الذي يستقبلها بحفاوة بينما تقف جوري مكانها عند الباب نائية بنظراتها .. نائية باحساسها .. نائية بكل شيء بعيدا عنه ...

قالت جملتها اليومية الباردة

" بإذن الله لن اتأخر .. اراكم لاحقا .."

وفي كل يوم يلتزم الصمت ثابتاً في مكانه ويكتفي بتوديعها بجملة باهتة لكن اليوم يقترب وهو يضع يديه في جيبيه ليقف جوارها ثم يسألها بخفوت " الى متى هذا الصمت يا جوري ؟"

تطرق بنظراتها للارض وهي ترد عليه متهربة

" ارجوك لقد تأخرت على عملي .."

تتحرك خطوة خارج باب المكتب فيلحق بها ويمسك ذراعها ليوقفها عفوياً فيتفاجئ من ابتعادها بحركة حادة وهي تنفض يده عن ذراعها ..

وكأنها صفعته للمرة الثانية !

تتجمد ملامحه ثم يسألها بشجاعة " هل تشعرين بالاشمئزاز مني يا جوري ؟ مما اخبرتك به عن افعالي الماضية ؟"

ما زالت لا تنظر في وجهه بينما ترد بانهاك يعكس انهاكه " نحتاج للصمت بيننا يا مهند.. صمت تام.. الامر تعدى الاشمئزاز .. انا اشعر اني لم اعرفك .. انك غريب عني ..."

كلامها يخيفه .. يخيفه اكثر من رغبتها السابقة بالطلاق .. على الاقل وقتها كان يعلم انها تحبه لكنها الان .. مشاعرها في صمت ! الصمت الذي قالته للتو شمل حتى مشاعرها نحوه ..

يتمرد على كل هذا ليقول بعناد

" بل عرفتني واحببتني .."

تبتعد عنه وهي تقول بخفوت " ربما ما تقوله صحيح .. لكني احتاج لخلوة مع نفسي .. زواجنا بات يشعرني اني اعيش كارثة رهيبة كزوبعة تبتلع حياتي باكملها.. دعني انجو بنفسي على الاقل كما تحاول انت النجاة بنفسك.. ثم بعدها نرى اين ستكون طرقنا.. ربما ليس مقدر لنا ان تلتقي تلك الطرق .. "

هذا ما كان يخشاه .. منذ ليال وهو لا ينام .. لكنه رغم هذا راض لانه اعترف بذنوبه امامها هي تحديدا ..

سألها تعقيبا على كلامها المؤلم

" رغم كل الحب ؟!"

فترد وهي تتباعد اكثر ناحية المصعد

" رغم كل شيء ..."









بعد ساعة في مكتب سناء للمحاماة



في هذا المكان تنسى كل همومها التي تجعل النوم عليها مستحيلا في الليل ..

هنا تشعر انها تضع تلك الهموم عند عتبة الباب قبل ان تتخطاها وبعدها تنغمس بالاستماع لهموم الناس .. بل الاصح لهموم النساء ...

في العادة تعمل داخل غرفة مكتب سناء لكن احيانا يحدث تطلب منها المغادرة اذا كانت تفاصيل القضية التي تتكلم فيها مع الزبون او الزبونة تتطلب الخلوة .. وهذا ما حدث الآن فغادرت جوري لتجلس في زاوية في غرفة الانتظار وتستغرق في عملها على الحاسوب دون ان تزعج الزبائن حتى بنظرات فضولية منها .. لم يكن ابدا من طبعها الفضول على عكس طباع النساء عادة...

" لماذا حضرتِ معي امي ؟! "

صوت حانق لانثى ارتفع فجأة اخرج جوري من استغراقها فترفع نظراتها عن شاشة الحاسوب لترمق المرأة الجميلة الشابة بحجابها وملبسها الانيق ..

لقد لاحظتها بشكل عابر عندما دخلت الغرفة وهي تلقي تحية خافتة قبل ان تنزوي بعيدا لتركز في العمل .. الآن تنظر اليها بتدقيق عفوي وقد بدت منفعلة للغاية .. شابة تقدر عمرها منتصف او اواخر العشرينات تجلس على احدى الارائك الجلديه وجوارها تجلس امرأة مسنة هي والدتها بكل تأكيد وقد اشفقت جوري على الام من تعابير الحرج التي اكتست وجهها بسبب جملة ابنتها الموجهة اليها لترد عليها بصوت منخفض لكن وصل مسامع جوري " اخفضي صوتك "

حاولت جوري ان تعود لتركيزها على الشاشة بينما تبتسم لفتاة مراهقة على الجهة المقابلة تجلس مع امها ايضا وقد اشفقت عليها جوري وهي ترى اثار كدمات واضحة على وجهها فلا بد انه زوج امها او ربما حتى والدها من يضربها هكذا .. لا بد ان امها هنا لتطلب الطلاق ... مجرد تفسير لحظي مر بذهنها ...

لكن جذب نظر جوري شيء غريب في والدة المراهقة ! تبدو منعزلة عن ابنتها تتجاهلها بنظراتها التي توجهها في اتجاه اخر وكأنها تشعر بالخزي منها ! شعرت جوري بالنفور فجأة وخنقها شعور كريه نحو الام وهي تحدق في الفتاة الصغيرة وانكماشها المؤلم على نفسها..

كانت قد نسيت للحظة المرأة الشابة المنفعلة وهي تحدق ببؤس في تلك المراهقة حتى عاد صوت المرأة يعلو بثورة انفجرت لتصدم الجميع بمن فيهم جوري بكلماتها

" لن اخفضه بعد الآن .. لن اتحمل ان يعاشرني زوجي مرة اخرى وكأني بهيمة ولست امرأة .."

ارتد رأس جوري وهي تعود بنظراتها المصدومة نحو المرأة وامها المسنة .. الام المسكينة شهقت صدمة من كلمات ابنتها الفجة وفي اللحظة التالية كانت تلتفت اليها بكل جسدها وتصفع ابنتها على وجهها وهي تصرخ فيها " اخرسي .. وقحة قليلة الادب عديمة التربية والحياء .."

لامست الشابة خدها المصفوع بيدها اليمنى والتمع خاتم الزواج مع التماعة القهر في عينيها .. عيناها كانتا رهيبتين بنظرات حمّلت الام كل الذنب لتتهمها صراحة

" اصفعيني امي... اصفعيني واشتميني ان كان هذا يريحك ويخفف عنك .. وهل لديك قوة الا في قهري انا !؟ "

لتنقل الشابة نظراتها ما بين امها وبين ام تلك المراهقة ثم تشير لهما باتهام صريح مبتدئة بأمها " انت جزء من كل هذا .. انتم كلكم جزء من هذا .. تلعبون دور النعامات باسم (العيب) ورهاب وصمة الطلاق !"

فجأة والدة المراهقة تأمر ابنتها ان تغلق اذنيها لتضيف الشابة بتهكم مرير وغضب متفاقم

" لماذا اذنيها فقط ؟! عليك أن تغمضي عينيها ايضا ... ان تعميهما وتطفئي نورهما حتى لا ترى وجه زوجها وهو يستعد لتحويلها الى كيس ملاكمة في نزال جديد لرجولته الضعيفة .. وكل ما ستفعلينه ان تأتي بها الى هنا في كل مرة يضربها فيها لترضي ضميرك انك (حاولتِ) تطليقها منه .. "

عندها وقفت والدة الشابة على قدميها وقد بدت عجوزا من ثقل الهم الذي تحمله لتردد

" انت لا تطاقين .. لن ابق معك ولن اشاركك في هذا العبث .."

تضحك الشابة ضحكة تهكمية وهي تراقب امها تغادر بينما تقول لها بحزن موجع

" اهربي امي .. اهربي من البقاء .. انت من الاساس لم تكوني بقادرة على تقبل الحقيقة المُرّة ..."

غادرت المرأة المسنة وهي تستغفر الله في عجز عن فعل شيء اخر بينما جوري تنقل نظراتها بصدمة لتحدق في وجه الفتاة المراهقة من جديد .. ثم تهبط نظراتها لتعلق عيناها على يد الفتاة لتتنبه للمرة الاولى ان الصغيرة تلبس خاتم زواج !









المقهى القريب من المكتب ..

مرت ساعتان ....





دخلت جوري ذاك المقهى وهي تشعر بالاستنزاف .. كانت مرهقة نفسيا من احداث اليوم والقضايا المختلفة التي اطلعت عليها .. ومؤكد أكثر ما أثر بها هي تلك المراهقة التي تتعرض للضرب ...

لا تصدق ان اي أم مهما كانت لا تسع لتحمي ابنتها من عنف تتعرض له بهذا الشكل ..

من الاساس كيف تزوجها وهي بهذا العمر الصغير ؟!

وبينما تدور بعينيها لتبحث عن طاولة منزوية بعيدا عن باقي الزبائن رأت تلك الشابة تجلس وحيدة هناك تحدق في الفراغ وعيناها تسكبان الدموع في صمت ...

ورغم هذا تبدو في قمة القوة والكبرياء بشموخ ذقنها ونظرة عينيها التي توحي بالصمود رغم الانهاك ..

تذكرت جوري كلماتها الصادمة لامها ولا تعرف كيف أخذتها قدماها لتقترب من تلك الشابة وتقف جوار المقعد الذي تجلس عليه وتسألها دون مقدمات " هل انت بخير ؟"

ارتفع وجه الشابة الى جوري ثم رفعت يدها لتمسح وجهها بشكل عفوي وهي ترد على جوري " انت كنت في مكتب المحامية سناء اليس كذلك ؟ هل تعملين هناك ؟ لم أرك سابقاً .."

لا تعرف جوري لماذا اقحمت نفسها في عزلة هذه المرأة .. فردت وهي تشعر ببعض الحرج

" نعم .. انا جديدة في المكتب .. اسفة لفرض نفسي .."

ابتسمت المرأة قليلا فبدت اكثر جمالا لتشير للكرسي المجاور وتطلب منها بنبرة إلحاح

" ارجوكِ اجلسي .. ان كان وقتك يسمح طبعا ولا تمانعين صحبتي.. انا اسمي عفراء .."

فترد لها جوري الابتسامة وتجلس بالفعل

" وانا جوري .. تشرفنا .."

تطلبان القهوة لتبدأ عفراء بالسؤال

" هل انت متزوجة ؟"

فترد جوري بابتسامة فخورة

" نعم ولدي طفلة .. قطر الندى .."

نظرة حلوة للغاية شعت من عيني عفراء وهي تقول " حفظها الله لك .. الاطفال نعمة .."

ارادت جوري ان تبدو عفوية لتسألها في المقابل لكنها ترددت حرجاً لتبادر عفراء للقول بأريحية عجيبة " سؤال تتحرجين من طرحه وسأرد عليه .. اجل .. لدي قضية طلاق وزوجي رافض .."

لا تعلم جوري ما الذي جمعها مع عفراء .. فيها شيء يجعلها تشعر بالالفة وكأنها تعرفها ..

وربما اريحية عفراء واسلوبها المباشر في التعبير يجعلانها ترفع الحواجز ..

وجدت جوري نفسها ترد بنوع من الفكاهة السوداء " وانا ايضا رافض ! "

سألتها عفراء باهتمام

" منذ متى وانت متزوجة ؟"

التمعت عينا جوري وهي تتذكر ليلة عرسها الرائعة .. كانت سعيدة للغاية وقلبها يخفق وهي تزف للرجل الذي تعلقت به منذ اول لقاء.. تتمتم بالرد وهي ما زالت سارحة بتلك الليلة

" منذ ثلاثة اعوام .."

وبينما النادل يضع قهوتهما اخذت جوري تتذكر تفاصيل كثيرة لتلك الليلة بعد ان انفردا في غرفة الفندق .. ملامسته لخدها المحمر وتلك القبلات الاولى الدافئة ..

لمساته لفستان الزفاف وكأنه يخبرها بشوقه!

كان متأنيا للغاية مراعيا على نحو رقيق .. شغوفا حارا في نفس الوقت.. يمنحها كل الوقت لتتقبله ...

لم يكن يحبها لكنه راعاها .. لم يكن بمشاعره تماما معها لكنه حاول ان يسعدها...

تعبس جوري قليلا وهي تفكر بدهشة ان مهند ليس انانيا في العلاقة .. ربما كان يسعده كرجل ان يراها تستجيب ! وربما هو اسلوبه لا اكثر .. وربما .....

قاطعت افكارها جملة من عفراء

" حقا انت شجاعة لترفعي القضية باكرا هكذا .. انا لم استطع فعلها الا بعد مضي كل هذه السنوات.."

رمشت جوري وكأن احدهم جرها عنوة من حلم جميل ! بينما تضيف عفراء وهي تسرح بزواجها هي الاخرى

" منذ اثني عشر عاما تزوجته .. زواج تقليدي.. طبيب شاب ومتدين ومن عائلة محترمة ماذا تريد الفتاة اكثر من هذا لتقول نعم ..؟! "

ثم نظرت لجوري بجمود .. كل شيء فيها كان جامد بارد لدرجة ان جوري شعرت بالقشعريرة على طول جسدها لتكمل عفراء حكايتها بصوت متهكم جليدي " ليلة الزفاف كانت .. كيف اصفها بدقة ؟! اممممممممم ... اغتصاب هادئ !"

أخفت جوري صدمتها من التعبير بينما عفراء تزداد برودة وهي تواصل الوصف الرهيب " لا ملامسة ولا قبلة ولا حتى كلمة ! فقط حاول ان يكون الامر اقل ايلاما ... اعترف له انه حاول بنزاهة ! هل تتخيلين ؟! طبيب ويقرأ كتب الفقه ولا يعرف كيف يعاشر زوجته بالتحبب والملاطفة ...! "

لم تعرف جوري بما ترد بينما عفراء تبدو كمن لم يصدق انها وجدت مستمعة حيادية لا تنهرها ولا توبخها ولا تصف ما تقوله بمجرد (تفاهات نساء مدللة) فتتدفق الكلمات من فمها وما زال الجمود المخيف يتلبسها " لكن الامر تكرر .. اصبحتُ مجرد بهيمة عندما تفور غريزته الحيوانية يأتي الى جسدي حتى يفرغها .. و ... بالحلال !"

ارتجفت يد عفراء وهي تمدها للفنجان وبدت فجأة وكأنها متعبة !

اخذت عفراء رشفة واحدة من القهوة وجوري تكتفي بالصمت وقد شعرت بحاجتها ان تتكلم دون ان يوقفها احد ...

الفنجان ما زال في يدها بينما يأتي صوتها هذه المرة فائضا بالنفور " بعد عامين من الفشل في اقناعه لتغيير اسلوبه يئست وطلبت الطلاق .. اصبحت لا اطيق المعاشرة واشمئز منها .. الكل وقف ضدي واولهم امي .."

ثم وضعت فنجانها مكانه لتلتفت نحو جوري وتقول بتعاطف مفاجئ " امي ليست سيئة .. على العكس هي الام الافضل لاطفالها .. لقد عانت الترمل باكرا وربتنا اني واخوتي بمفردها ولهذا لديها رعب من فكرة ان اقضي حياتي بمفردي مع اطفالي .."

أخيرا تجرأت جوري على السؤال

" كم طفلا لديك ؟"

ردت عفراء بابتسامة انارت وجهها لتجعله في اجمل صورة " خمسة ..."

لم تستطع جوري منع ملامح الدهشة لتقول عفراء بضحكة عجيبة " تستغربين اليس كذلك ؟"

ثم انحسرت ضحكتها لتعود لحكايتها البائسة " عندما طلبت الطلاق اول مرة بعد عامين ووقف الجميع ضدي واقنعوني بالصبر والمحاولة .. كان لدي طفل واحد .. وافقت على الرجوع دون انجاب المزيد ومر عام اخر من الفشل واصبح زوجي يتهمني بمخالفة شرع الله لاني ارفض ان امنحه حقوقه وارفض انجاب المزيد .."

ثم أطرقت وكأنها تشعر بالخجل مما ستقوله

" في تلك الفترة بتّ مرهقة وجائعة للحب .. ولاني اخاف الله احتجت ان اجد الحب عن طريق مختلف .. قررت ان انجب الاطفال .. الكثير منهم ..."

تلتمع عيناها وهي ترفعهما لجوري مضيفة بصوت مؤثر " تحملت العلاقة الجسدية الباردة مع زوجي فقط لانجبهم .. وقد اكرمني الله باطفالي قرة عين لي .. اغدقت عليهم عواطفي كلها واستطعت بهم ان املأ جزءا كبيرا من الفراغ الهائل في داخلي .."

ثم تبتسم بحزن وتكمل " اصبحت امرأة اكثر ايجابية .. العب الرياضة اهتم ببيتي واطفالي وعملي .. اعتني بنفسي جيدا .. انا في السادسة والثلاثين الآن لكن كل من يراني يعتقدني في الخامسة والعشرين لا اكثر .. "

تفاجأت جوري لانها حقا ظنتها في العشرينات.. لا تصدق انها تجاوزت منتصف الثلاثينات وقد انجبت خمسة اطفال !

بدت عفراء مشوشة وهي تقول " لسنوات اخر اقنعت نفسي اني وجدت حياتي اخيرا .. خاصة وأن زوجي هو أب حنون للغاية .."

ثم مستنزفة ..... " لكن ...لكن .. تعبت ! ببساطة تعبت من أن اكون ايجابية .. تعبت من الادعاء .. تعبت من الكذب على نفسي وانا اعاشر زوجي واخلق افكارا رومانسية برأسي كي ارضي نفسي .. تعبت من شعور الذنب وانا .. انا ..."

تقطعت كلماتها من شدة الانهاك وانفاسها متسارعة فتخفف عنها جوري بالقول الصادق المتأثر "انا اسفة لما تعانين .. ارجوك اهدئي.. اشربي قهوتك وهدئي من روعك .."

وقد كانت عفراء حقا شديدة الايجابية .. تمالكت نفسها خلال اقل من نصف دقيقة ثم أخذت ترتشف باقي قهوتها باسترخاء حقيقي..

بعد لحظات صمت واسترخاء للمرأتين نظرت عفراء لساعة يدها وهي تقول " لقد تأخرت .. شكرا لانك استمعت لثرثرتي السخيفة .. لا بد انك تقولين اي امرأة مجنونة التقيت بها.."

لم تشعر جوري بمرور الوقت وهي تنظر بساعتها هي الاخرى .. وبينما تغادران المقهى سألت جوري " عفراء ... كيف عرفتِ ان الفتاة المراهقة يضربها زوجها ؟"

باشمئزاز من نوع آخر ردت عفراء " انها زبونة دائمة في مكتب المحامية .. وليس صعبا ان اعرف القصة المكررة .. تلك الام تستحق السجن اكثر من زوج الفتاة ..."






يتبع ....



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 26-06-18 الساعة 10:39 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 09:20 PM   #4840

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قرابة المغرب ...

احد جوامع العاصمة المشهورة



يجلس تحسين عند بوابة الجامع المفتوحة للمصلين دون ان يفكر قطعاً بالدخول ..

فهذا ليس مكانه يقبل به والدعوة للصلاة لا تشمله... هو العاصي .. وكل ذنب اذنبه عصيان لرب خالقه...

يكتفي ان يستريح قليلا وهو يراقب جموع الناس التي بدأت تتوافد لاداء الصلاة ..

لا يعلم من الاساس ما الذي أتى به هنا تحديدا.. كان قد تعب وهو يجوب الحي القريب من الجامع لساعات طوال ..

يجوب الشوارع الداخلية وعيناه على الارصفة تبحثان عن ... التمر !

لكنه لم يجد اليوم الا بضع تمرات ...

حدق بالتمرات الثلاث في كفه وهو يتذكر قبل ثلاثة ايام عندما جمع التمر لاول مرة وملأ كفيه !

كانت المرة الاولى التي يفعلها كما كانت المرة الاولى التي يجوب فيها شوارع هذا الحي على هذا النحو ... حي سكني يقع على الجهة الاخرى من حي الشيخ ، بيوته صغيرة متكدسة متراصة وكأنها تسند بعضها بعضا من شدة انهاكها ..

الناس فيه ما بين فقير الى مستور الحال ... لكنه الحي عامر باشجار النخيل التي ترمي لهم بالتمر..

وعلى عكس حي الشيخ الاشد فقراً وفوضى وغوغائية فإن الشرطة تتواجد هنا ولهذا أصر عليه فالح ان يأتي معه كحماية وهو (يلتقط رزقه) من البيوت الغافلة هناك .. فيسرق ماكنة صغيرة من هنا .. اداة كهربائية من هناك .. واي شيء خفيف الحمل فيه قيمة ..

وبينما فالح يقفز فوق سياج احد تلك البيوت جذب نظر تحسين التمر الملقى بكرم على الرصيف فيتذكر انه يوماً رأى حسناء تلتقط تمرة من الارض لتأكلها ودون شعوره وجد نفسه يجمع التمر بحماس وكأنه يجمع كنزاً!

حتى انه نسي فالح تماما وبعد أن ملأ كفيه تركه وغادر الحي بمفرده عائدا لحي الشيخ..

عائدا لـ .. حُسنااا ...

لا زال يذكر اول تمرة وضعها في فمها ...

كانت اضعف من ان تمسكها باصابعها ففعل هو نيابة عنها واطعمها بنفسه ... دمعات هطلت من عينيها وهي تبتلع التمرة الاولى متمتمة بالحمد لله ...

كانت كنبتة ذابلة ضعيفة هزيلة يسقيها للمرة الاولى فتتشرب الحلال كأنه ماء زلال طيب تنتعش منه وتسترد بعض قوتها على استحياء ...

مبهورا بدمعاتها تلك ومبهورا بهذا الاصرار العجيب منها ان تفضل الموت على أكل الحرام...

وظل هكذا كل يوم يفعلها .. يجوب هذا الحي الفقير الكريم ! يجمع التمر المتساقط على الارصفة .. يجمعه ويعود به الى حسناء فيطعم فمها الجاف الذي صام عن الطعام ولم تعد تأكل الا هذا التمرات ...

وفي كل مرة تحرص ان تتأكد منه بتمتمتة مرتجفة من شدة ضعف جسدها انه جمع التمرات من الارض ولم يقطفها من شجرة احدهم ...

لقد قررت الصوم عن الحرام بشكل تام

منذ اصابة يدها وهي لا تفعل شيئا الا البقاء في السرير لا تغادره الا لاجل شرب الماء والصلاة ...

في اول يوم احضر لها الطعام والدواء لاجل الجرح فرفضت كل شيء .. اثار الزوابع غضباً وهياجاً حتى تأخذ دواءها على الاقل لكنها أبت لا تعير زوابعه اي اهمية بل تكتفي أن تغلق عينيها وهي تهمس " حسبي الله ونعم الوكيل .. انجدني يا رب.."

كانت تقتله بدعواتها تلك وتجعله كالمجنون يرفس كل شيء حوله ويكسر ويرمي حتى الطعام الذي احضره ارضا وهي لا تفعل شيئا الا تلك الهمسات وهي مستلقية بعجز على السرير النحاسي ...

وفي الليل ينام جوارها يحلم بالكوابيس ليصحو هلعاً يقترب منها اكثر ليتأكد فقط انها تتنفس وما زالت حية ...

عاد لينظر للتمرات الثلاث .. حصيلته لهذا اليوم .. يبدو ان كرم النخيل في ذاك الحي نضب ...

بدأ يرتفع اذان المغرب بصوت رخيم يغلب عليه شجن التوسل .. وكان تحسين سيقف على قدميه مغادرا عندما جذب نظره امرأة خمسينية ترتدي حجابا ابيضا وملابس فضفاضة تحمل كيسا كبيرا تجول به قريبا من المسجد وبين الفينة والاخرى تخرج من الكيس حصصا مغلفة من الطعام وتوزعها بشكل عشوائي على المارة وهي تبتسم لوجوههم ..

شيء ما دفعه ليبقى مكانه وقلبه ينتفض بانتظارها وكأن معها الفرج !

ولم يطل انتظاره كثيرا حتى وصلت اليه فتخرج من كيسها العامر وتعطيه حصة وهي تبتسم بوجهه في بشر قائلة " هذا ثواب لوالدي ... اقرأ الفاتحة لروح فلان ابن فلان رحم الله والديك .. وبالهناء والعافية لك .."

تسلمه صحن الطعام المغلف بكيس شفاف تراصت فيه قطع حلويات محلية (الجُرك والزلابية) وبعض المأكولات المالحة الجافة (الكبب والبورك) ...

ظل يحدق بهذا الرزق الذي اتاه من حيث لا يعلم ولم يبحث ولم يتوقع !

فتظن المرأة الطيبة ان تحديقه ذاك لانه يرى الطعام قليلا في الصحن ولن يكفيه فتخرج له صحناً آخر وهي تهمس له بصوت رحوم " وهذا الصحن لاهل بيتك .. رزقك الله برزقهم .."

ثم تتركه وتمضي مبتعدة لتوزع باقي ما تحمله على المارة .. اما تحسين ودون ان يفكر كانت قدماه تعدوان عدواً .. تأخذناه بفرح لم يشعره منذ سنوات طوال عائدا لـ حُسنا بالصحنين...







حي الشيخ



متخفيا يراقب بغل متفاقم عودة تحسين بخطوات متلهفة تعميه عن رؤية ما حوله وهو يحمل بيده صحنيّ طعام !

يكز فالح على اسنانه وهو يتذكر كيف تركه قبل ايام عندما كان يسرق احد البيوت العفنة فامسكه صاحب البيت واوسعه ضرباً ثم أفلت منه ليهرب باعجوبة .. او ربما الرجل اكتفى بضربه وتركه بمزاجه لحال سبيله ..

تمتم فالح بحقد " حسابك يثقل يوماً بعد يوم يا تحسين .. لكنك بدأت تدفع الثمن دون ان تدري .."

ربّت فالح على كيس الحبوب المخدرة في جيبه وابتسامة قبيحة تزيد ملامحه تنفيراً..

تحسين بدأ يأخذ من هذه الحبوب كتجربة بعد إلحاح فالح عليه مستغلا حالة اليأس والقنوط التي يعيشها بعدما حصل في السوق مع ... (ام تحسين) ... يكاد يرى يأسه يتآكله من الداخل وتجعله في حال شقاء ..

قبل بضع ليال كانت الحبة الاولى التي جعلته يشعر بالتوهان عما حوله وهدأت من حالة غضبه وهياجه ... وسيأخذ ربما الليلة حبته الثانية ثم .. الثالثة... والرابعة ... حتى ينسى الحسناء وينسى نفسه حتى ....

وعندها ... سيحصل كل ما يريده و.. أكثر..







في شقة حسناء..



ينظر اليها وهي تأكل من الصحن بنفسها نصف مضطجعة على السرير بينما يجلس هو على الاريكة قبالتها عيناه لا تنزاحان عنها وهو يمج من سيجارته ..

اليوم وجهها عاد منيراً .. ابيضا .. فاتنا ..

ترتجف السيجارة في يده وكل مشاعره كرجل تتحرك بقوة .. لقد اشتاقها .. اشتاق رائحتها .. اشتاق نظافتها روحاً وجسداً ...

يقف .. يقترب .. خطوة تجذب خطوة ..

وكلما اقترب يشعر بتوترها يزداد واللقمة تتباطأ قبل ان تصل فمها ...

يرمي السيجارة ارضا ويدعسها بقدمه دون اكتراث بنظافة المكان ثم يميل ليجلس جوارها على السرير وهي تنكمش تلقائيا ..

ومع اول لمسة من اصابعه الخشنة وهي تتخلل ضفائر شعرها سقطت يدها التي تحمل اللقمة فوق الصحن في قنوط وقهر ..

يهمس بخشونة " هل شبعتِ يا حُسنا ...؟ "

تتمتم " الحمد... لله ..."

شفتاه تسعيان فوق خدها بظمأ بحثاً عن ارتواء يضنيه.. وكأنه يريد أن يرتشف من رحيق عفتها .. رحيق يحرق آثامه ...

كفه تتحرك بعنف فوق جسدها دون ارادة منه حتى اوجعها فتتأوه تتوسله التوقف لكنه لم يفعل بل ازداد عنفاً خارجاً عن ارادته فتزداد هي وجعاً وفاضت اوجاع الجسد والروح لتصرخ برفض مباغت اشد عنفاً من عنفه معها

" توقف .. ابتعد عني .. توقف .. لا اطيق ما تفعله .. لا اطيق .."

وكأنه أفعى لدغته وجعلته يرتد مبتعدا عنها يلهث بجنون وهو يحدق في وجهها المشمئز المحيا .. اشمئزاز وغضب ونفور .. كلها موجهة له ولم تعد تبالي ان تخفيهم عنه ...

انفجرت صراخاً به " لقد كرهت نفسي .. كرهت جسدي .. كرهت رائحتي بسببك .. لماذا ابتليت هذا الابتلاء ؟! فقط لو اعرف وافهم .. "

ثم تزداد هستيرية وهي تحدق في السقف وترفع كفيها عالياً تهتف بعلو صوتها موجهة الكلام لرب السموات والارض

" اخبرني يا ربي لماذا ابتليتني هكذا بما لا اطيق ؟ هل هو عقاب ام ماذا يا رب ؟!! يا رب .. يا رب .. يا رب .. انا الطاهرة العفيفة يا رب .. لماذا يا رب ... "

ظلت تهتف وتصرخ هكذا حتى كادت ان تفقد الوعي وتحسين يحدق فيها بعينين جاحظتين لاترمشان ...

لم تكن تشعر بوجوده فكل حواسها تصرخ تستنجد وتطلب الفهم لماذا ابتليت .. به ... هو تحسين بلاؤها الاعظم ...

تحرك مفزوعا مُزلزلا ليترك السرير وحسناء ما زالت في نداءاتها التي زلزلته ...

يغادر بخطوات واسعة وهو يصم اذنيه دون ان يشعر .. وما زالت عيناه جاحظتان وكأن الموت يلاحقه ... لا ... بل الموت هو .. هو نفسه الموت ... !






انتهى الفصل الخامس عشر
اتمنى تعجبكم احداث الفصل وتسعدوني بتعليقات مميزة كما عودتموني ..
دعواتكم بتيسير الحال
الف شكر لكم للمتابعة والتفاعل

قراءة ممتعة اتمناها لكم


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.