آخر 10 مشاركات
الطابق 13 - نوفيلا [حصرياً]للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز*الخاتمة*مميزةو مكتملة+الروابط* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          عروس سيئة السمعة (74) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 1 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          309- حب في عرض البحر - ليندا هوجز - مــ.د...(عدد جديد)** (الكاتـب : Dalyia - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-18, 08:54 PM   #5341

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


الفصل السابع عشر

بيت الصائغ .. غرفة عبد الرحمن ورباب



تنظر بعبوس من شق بسيط في جانب الستارة المغلقة تراقب ملامح اختها رقية التي كانت بدورها تنظر ناحية رعد المبتعد الى اخر الشارع ..

تركز رباب في وجه رقية بتلك التعابير التي كست ملامحها .. تعابير لم ترها رباب يوماً !

الامر بات يقلقها .. يقلقها ويغضبها في الوقت ذاته .. داخلها يتصارع بين الحالتين ...

قلق تلقائي على اختها الصغرى التي دأبت على محاولة حمايتها منذ طفولتها .. وغضب مألوف لتصرفات رقية الحمقاء التي لا يقف بوجهها شيء ..

" على من تتلصصين يا قرفة وتتركينني غافلا مستسلما لقيلولة ظهيرة طويلة ؟"

التفتت لزوجها بذعر داخلي سرعان ما سيطرت عليه وهي تبتسم له وتقول بارتباك خفيف

" الحق .. علي .. لاني أردتك ان ترتاح من نهار طويل حار قضيته في الجامعة يا حضرة الاستاذ .. عبد الرحمن .."

كان نصف عار ببنطال قطني بيتي وهو يقترب منها مبتسما فيحاوط خصرها بذراعه الايسر بينما يمد الذراع الايمن ليزيح باصابعه الستار قليلا ويحول عينيه من وجه رباب الى الشباك لينظر الى ما كانت تنظر هي اليه ...

كان قلب رباب يخفق توتراً وهي تحدق في وجه عبد الرحمن الهادئ بابتسامته الناعسة ثم تحرك رأسها لتتتبع نظراته الى حيث كانت تقف اختها قرب سور بيت العطار لكن رقية اللحظة كانت تنحسب بخطواتها لتمر عبر الحديقة الى باب المطبخ وهي مطرقة النظرات ساهمة على نحو واضح ..

على الاقل واضح لرباب التي تعرف اختها جيدا..

أرخى عبد الرحمن يده عن الستار ليعود مغلقاً ويعيد الظلمة الخفيفة الى غرفة نومهما ..

ما زالت ذراعه تحاوط خصرها فينظر في عينيها القلقتين بشفافية ثم يقول بابتسامة صغيرة " ما زلت تقلقين عليها وتتابعينها ..! هل حدث شيء محدد ام هو قلقك المعتاد يا قرفة ؟!"

ردت رباب بحمائية تلقائية " قد لا تصدق هذا لكن رقية في داخلها طفلة صغيرة .. مهما ادعت انها جريئة ومسيطرة وقوية .."

يرفع يده الحرة ليلامس خدها وتذوب عيناه حلاوة وهو يهمس لها " اظنني بدأت اشعر بالغيرة من حبك لاختك .. ألن ننال من حب قلبك نصيباً ؟"

تضحك بتعثر الخجل بينما ينحني عبد الرحمن لفمها ثم تتنهد داخلها بارتياح انه لم ير وقفة اختها مع رعد ..

انها تعرف لو رآه يقف مع شذرة فلن يهتم .. لكن مع رقية فالامر مختلف.. ورباب تعرف و... تعترف في عمقها ان الامر مختلف حقا ...

همساته الدافئة تأخذها بعيدا عن قلقها ومخاوفها وهو يقول " لقد حجزت كل شيء .. تذاكر السفر والفندق .. رحلتنا ستبدأ ربما اول ايام عيد الفطر او اليوم الثاني .. "

تتعلق بكتفيه وهو ينحني ليحملها الى السرير بينما ترفرف برموشها كرفرفة قلبها ..

وجهه ما زال يحمل اثار النعاس والارهاق من يوم عمل صيفي منهك لكن عينيه ذائبتان بعاطفة شقية مشتاقة ..

وكأنه لم يكتفي بعينيه لتهمسها شفتاه

" اشتقت اليك يا حلوة ..."







الملحق



تعقد خلود حاجبيها بتعبير امومي بحت وهي تحدث اخاها عبر الهاتف وتوبخه " اين انت يا فتى ؟! هل تبخرت في حر الصيف المشتعل هذا ؟! "

تمدد خليل على سريره والهاتف ما زال على اذنه يخفي تنهيدة حارقة في صدره اشد من لهيب حر هذا الصيف بينما يعجز عن ارضاء اخته المعاتبة ...

ولها الحق ان توبخه وتعتب عليه وهو لم يزرها منذ قرابة الاسبوعين ...

قال بصوت أجش يحاول ان يراضيها " انا اعلم بتقصيري معك .. لكن .. العمل اصبح مضاعفاً علي .. اسألي حذيفة ان لم تصدقي.."

لم يكن كاذبا .. فمنذ ايام وهو غارق في العمل داخل المحل والسوق ، يحاول تغيير الامور بما يتناسب مع الوضع الجديد وقد اصبح (شريكا) ..

عليه ان يزيد الانتاج وينظم الحسابات بشكل مختلف حتى يستطيع ان يدفع نصف الايجار ويوفي باتفاقه مع حذيفة..

ليأتيه الكلام الصاعق المباشر من خلود حاشراً اياه في الزاوية " هذا الكلام لا يعنيني .. ستأتي اليوم لتتعشى معنا.. وهذا أمر! "

لم يشعر الا بحركة جذعه وهو يستقيم بانفعال بينما قلبه ينبض بعنف مخيف وهو يهمس بنبرة حادة رغما عنه " لن آتي .. ابدا"

كان صدره يعلو ويهبط وعيناه ترسلان النيران..

نيران لم يطفئها حتى صوت اخته المصدوم وهي تهمس بنبرة لاح فيها الهلع

" لن تاتي ابدا ؟! ماذا ..يعني هذا؟!"

يغمض خليل عينيه يحاول بكل طاقته السيطرة على ثورة الألم ونيرانها التي تجتاحه اجتياحا بينما تضيف اخته بانفعال شديد عقب الصدمة " رد عليّ خليل .. لماذا لن تاتي ابدا ؟ ماذا يعني هذا ؟! ماذا هناك ؟! كنت اعرف انك لست بخير لكني لا اعرف السبب.. الآن ستقول لي ماذا يحصل معك ..؟"

لم يعلم ما يقوله لها .. لم يعلم كيف يشرح لها وجيعة قلبه .. كيف يفهمها انه لن يصل لذاك الحي ابدا .. انه .. لا يستطيع أن يصل !

تدخل حذيفة لانقاذه وربما أنقذ خلود ايضا من الحيرة والقلق والانفعال وهو يجر الهاتف منها عنوة قائلا لها باسلوبه الساخر " اعتقيه لوجه الله .. منذ ساعة وانت لا تكفين عن توبيخه .. مؤكد لن يستطيع الحضور ابدا في هذه الفترة .. ألم اخبرك عن مسؤولياته الجديدة؟ انه مرهق كالجحيم ويحتاج ان يستريح في بيته بقية اليوم.. فكفي عن لعب دور الدجاجة التي تركض خلف صيصانها .."

وبينما يصل خليل صوت اخته المعترض يسمع حذيفة يقول له محييا " مرحباً يا شريك .."

هدأ خليل قليلا وانحسرت ثورته من جديد بينما خلود تهتف في زوجها

" اعطني الهاتف يا حذيفة .. هل كفرت لاني اريد ان أرى اخي.. انه ولدي ولي حق عليه .. "

يبتلع خليل ريقه بتأثر لجملتها الانفعالية العفوية بينما يقول حذيفة باسلوبه الساخر

" حضري لي الشاي وبعدها سآخذك لولدك الذي يبدو انك لم تفطميه حتى اللحظة.."

هتفت بسعادة " حقا ؟!"

فيرد زوجها " حقا .. اذهبي وحضري الشاي والا سأعود متراجعاً عن كلامي .."

تبتعد خلود مهرولة وهي ترد بحماسة اطفال

" حااالا .. الشاي سيكون جاهزا في الحال.."

يد خليل تعتصر الهاتف والسؤال يفلت من لسانه دون ارادته " هل انعقدت خطبتها ؟ "

رباااه .. بضع كلمات احرفها تقتله وكل حرف كخنجر !

جسده ينتفض من شدة الألم و... الغيرة...

جاء رد حذيفة صارماً خشناً " هذا ليس من شأنك .. ركز بحياتك فقط .. احكيلي الآن .. ماذا فعلت بالمحل اليوم ؟ "

أخذ نفساً عميقا ثم ابتدأ الشرح ..

في البداية كان كلامه مشوشا عن المحل وجسده متشنج بالكامل من شدة ألمه ..

لكن شيئا فشيئا تراخى مع حذيفة واندمج معه في التفاصيل عن التغييرات والترتيبات التي انتهى منها هذا اليوم ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 08:55 PM   #5342

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مستشفى خاص



بقميص حريري فاخر وبنطال اسود يشد قامتها المذهلة وشعر مرسل على الكتفين ليحيط بوجهها الفاحش بانوثة مخيفة ..

يقترب رعد منها في ممر طويل تقف هي في اخره ... تنتظره .. وعلى شفتيها المكتنزتين ابتسامة واسعة راضية وعينيها لا تخفيان اشتهائها له ..

كلما اقترب فاح عطرها الثمين ولفها بغمامة الاغواء ... كل شيء فيها كان منبع الاغواء ومستوطنه ...

نظراتها اليه وكأنهما ذراعان طويلان تمتدان اليه عبر المسافات .. تطوقانه وتشدانه بتملك !

لا يعلم كيف خطر في رأسه هذا الخاطر الذي يجعله يرغب بالتقيؤ .... وقف امامها بوجه لا تعابير فيه عدا البرود الهادئ ليسألها دون ان يلقي التحية " موظفة الاستقبال قالت لي ان عمي سيخرج بعد قليل من غرفة الانعاش .. ولن استطيع مكالمة الطبيب الآن حتى اسأل عن حالة عمي لان لديه مرورا على المرضى .."

التمعت الخواتم في اصابعها الطويلة الرشيقة وهي ترفعها لتلامس صدره بخفة هامسة بصوت يقطر عاطفة فجّة " تغيرت كثيراً يا رعد .. اصبحت رجوليا للغاية .. "

بذل جهدا خياليا حتى لا يظهر انفعاله ثم بنفس البرود واللامبالاة رفع يده ببطء ليزيح اناملها بينما يحدق وسط عينيها ويقول

" سأنتظر في غرفة الانتظار ..."

تحرك ليتجاوزها متوجهاً بخطوات ثابتة نحو غرفة الانتظار لكنها لم تتركه ... كانت خطواتها خلفه .. خطوة بخطوة ...

لسوء الحظ كانت غرفة الانتظار فارغة فشعر بالاختناق وعطر غيداء ينتشر بشكل اقرب للوباء !

جلس على احد الكراسي واخرج هاتفه ينشغل به او .. يتشاغل به .. انامله دون ادراك منه اخذت تطبع اسم رقية العطار ليبحث عنه حتى وجده ... لم ير الا الصور التي استخدمتها كصورة شخصية للحساب فيتطلع اليها باسترخاء عجيب وانتعاش كقرصات بهجة ...

عيناها الزرقاوان اللامعتان بالشقاوة والذكاء والتحدي وبعض الجرأة .. شفتها السفلى المميزة المتدلية قليلا بابتسامة مرسومة بعناية .. حتى أنفها الكبير مميز ويناسب فضوليتها الوقحة ...

شعر بغيداء وهي تغلق باب الغرفة خلفها ثم تتقدم نحوه فيضغط باصبعه ليخرج تلقائيا من صفحة حساب رقية ثم يقلب في صفحات اخرى في الفيسبوك دون اكتراث بمن اصبحت تقف امامه تخيم فوقه وهو محني الرأس يحدق في هاتفه ..

فجأة انحنت غيداء لتجلس القرفصاء امامه ودون مقدمات تضع كفيها على ركبتيه ثم تداعبهما بحنكة امرأة تعرف الكثير عن اثارة الرجال لينقل رعد نظراته من شاشة هاتفه الى عينيها دون ان يتخلى عن واجهة البرود لكنه في داخله كان يعاني أشد المعاناة من تلك الملامسة الفاجرة..

قالت له بصوت يفوح بالرغبة والعواطف

" كل هذا البرود في عينيك يخفي الكثير من الشغف .."

كان في صراع مهول مع غرائزه .. وكأنه عاد ذاك المراهق الشغوف حقاً .. لكن المؤكد هو انه لم يعد ضعيفاً مستسلما لها ولخبثها وتلاعبها بعواطفه الساذجة وتشويشها له حتى يتوه بين غريزة جسد وعاطفة قلب و احتياج يتيم للحنان ..

هو لم يعد ذاك المراهق حتى وهو يحمل ندبته في روحه حتى اللحظة وربما ستظل معه هذه الندبة لاخر عمره ..

نظراته اصطبغت بالسخرية وهو يحولها من عينيها الى اناملها الخبيرة ثم يعود لعينيها قائلا بكلمات لاذعة تفوح بالتحقير " هل تريدين ان تثبتي الامر لنفسك يا غيداء ؟ اني ما زلت (شغوفاً) بك ؟"

برقت عيناها وبدت وكأنها مستعدة لكشف الاوراق كلها بل كانت تنتظر مكاشفة كهذه فتسأله بجرأة

" ان لم تكن حقاً... فلماذا عدت اذن...؟ "

التزم الصمت للحظة وهو يفكر بسؤالها ..

نعم .. لماذا عاد ؟!

عندما خسر عمله في كندا كان يستطيع ببساطة البحث عن عمل آخر لكنه قرر بغتة العودة للوطن ..

داخله كان يريد العودة بعد غربة واغتراب... والامر ليس له علاقة بالغربة حقا .. الامر كان له كل العلاقة بذنوبه العالقة في الوطن.. لقد كان يشعر وكأنه في المنفى .. يهرب من تلك الذنوب .. كما يهرب من وحدته ...

الذنوب العظام تجعلك عالق حتى بالزمن ..

سنوات عشر مرت وهو يشعر ان العمر لا يمضي !

عاد لينظر في عيني غيداء المنتظرتين في تلهف وهّاج فيطيل التفكير وكأنه يواجه نفسه بصدق ...

مؤكد لم يخطر بباله وقتها ان غيداء باتت مهووسة به لهذه الدرجة لكنه خاطر باحتمال انها ربما ستحاول معه ..

ورغم هذا قرر ان يواجه الامر وذهب لبيت عمه منذ ان وطأت قدماه أرض الوطن .. لهذا لم يخبر عبد الرحمن بموعد وصوله .. كان يريد ان يذهب بنفسه هناك دون ان يجد اي عذرا للتهرب من المواجهة ..

عمّه لم يكن ليهتم حقا اين سيعيش عند عودته ومع من .. لكن رعد اراد المواجهة .. مواجهتها .. ومواجهة نفسه معها .. لم يخطط للبقاء لاكثر من اسبوع او اثنين .. بضعة ايام تخيلها كافية ليثبت لنفسه وليثبت لها انه تجاوز الماضي ولم يعد يهتم ...

لكن ما إن رآها لاول مرة وعمه يستقبله في بيته يوم عودته حتى قرر في نفس اللحظة انه يجب ان يغادر ... كان فيها شيء يجعله يشعر وكأنه عاد (رعد) الذي كان ...

فجأة قست عيناه ليبعد يدها باشمئزاز واضح مستعيدا كل تركيزه قائلا بنبرة خطرة

" غباء منك ان لا تدركي مع من تتحدثين الآن .. انت تنكشين في نقطة تائهة في بحر مجهول أملا ان تثيري منها الزوابع فيه !

(رعد) الذي عرفته يوماً وخدعته باسم الحب والعشق هو تلك النقطة في (رعد) اليوم.."

ثم وقف على قدميه ليتحرك ويتجاوزها مضيفاً ببرود قاتل " ساذهب لأرى الطبيب .. ولن اترك تفصيلة في حالة عمي الصحية دون أن استفسر عنها .. "

ما زالت على جلستها وهي تستدير برأسها لتتبع خطواته المغادرة ...

عيناها تلمعان بالخبث وشفتاها تبتسمان بإجرام !







بعد نصف ساعة كان رعد يسير في رواق المستشفى نحو غرفة عمه وهو شاحب الوجه !

الطبيب كان واضحاً للغاية وهو يشرح حالة عمه .. الحبوب الزرقاء تلك ستقتله ان استمر في اخذها بهذه الطريقة المفرطة...

الآن فهم ما تفعله غيداء ويتكهن بخطتها.. انها تقتل عمه بالشهوة وتحكم سيطرتها عليه باثارة غرائزه بشكل يفوق قدرته على التحمل وهي تدفعه لتناول تلك الحبوب ليجاريها ...

طرق باب الغرفة بخفة وفتحها عفوياً دون أن ينتظر الاذن وهو يستعيد رباطة جأشه ويرسم ابتسامة لطيفة على وجهه ..

لكن تجمدت تلك الابتسامة حالما رآى المنظر امامه ...

غيداء شبه ممددة على السرير الابيض جوار عمه الذي خرج قبل قليل فقط من غرفة الانعاش ويدها تحت الغطاء الابيض تلامس صدره وهي تنظر الى وجهه المرهق نظرات رهيبة شيطانية ..

اما عمه فكان غارقاً مستسلما لتلك الاثارة !

بحركة حادة عنيفة أدار رعد رأسه جانبا وهو يتنحنح قائلا بحشرجة

" مرحبا عمي .. الحمد لله على السلامة .."

اعطاه رعد كل الوقت ليستعيد نفسه قليلا بينما يرد عليه عمه بحرج " مرحباً .. بني .."

ثم يتضاحك العم مضيفاً " غيداء كانت تلامس قلبي لتتأكد انه بخير .."

أعاد رعد نظراته نحوهما ليرى غيداء لم تكلف نفسها عناء النهوض من جانب عمه بل تتمادى وهي تحرك ساقها فوق ساق زوجها وتنظر لرعد بتحدٍ ثم تسأل

" هل طمأنك الطبيب؟"

يقترب رعد وعيناه على عمه ثم يقف جوار السرير من الجانب البعيد عن غيداء لينحني ويقبل رأس عمه قائلا بابتسامة " ستكون بألف خير عماه اذا .. التزمت بالتعليمات .."

تلتف ذراع غيداء حول جسد العم وتقول بنبرة اهتمام مصطنع " سأراعيه ليل نهار حتى اعيده شاباً عشرينيا من جديد .."

شعر رعد بالغضب والخوف يغذيان بعض في داخله ! الغضب مما تفعله غيداء والخوف مما قد يحصل فعلا ان استمرت في فعلها ...

حاول ان يتدارك الامور عسى ان يستطيع ايقافها " عماه .. احتاج ان اتكلم معك على انفراد.."

لكن غيداء قررت ان تلعب لعبتها فتتشبث بجسد زوجها وتقول متصنعة اللهفة

" ابدا لن اتركه .. لن افارقه لحظة .. ان كان الطبيب قال لك شيئا فيجب ان اعرف .."

ثم ترفع يدها ودون حياء تحاوط وجه زوجها وتنظر في عينيه لتقول بهمس انثى غاوية مغوية " انا وانت واحد .. اليس كذلك حبيبي .. ؟ لن تبعدني عنك ابدا .. انا حبيبتك وصغيرتك .."

كان رعد يشعر بالاختناق مما يجري ..

لقد كان يراقب بعجز جريمة قتل كاملة !

وما زاد الطين بلة رد عمه عبد السلام وهو يقول بضعف المرض

" انت كل شيء لي في هذه الدنيا .. لن افارقك ولو حملوني على نقالة اسعاف ..."

تبتسم غيداء برضا كامل وهي ترفع نظراتها لرعد .. نظرات انتصار وتهديد في الوقت ذاته..

غيداء بيدها كل شيء وهو ليس بيده اي شيء.. ماذا يقول لعمه الآن ؟

عمه اصبح رهن مشيئة غيداء .. لا يصدق الا كلامها ولا يرى الا عبر عينيها ولا يتنفس الهواء الا بالقدر الذي تمنحه اياه ..

حاول رعد من جديد وهو يتخذ اسلوبا مباشرا وموضوعيا عسى ان يفيق عمه من غفلته فيقول " عماه .. الطبيب قال ان تلك الحبوب التي تأخذها .. خطر على حياتك .."

للحظة بدا العم مرتبكاً ليتحول ارتباكه الى انزعاج وهو يرد ببعض الفظاظة على ابن اخيه

" هذا الطبيب قليل الخبرة .. انا اعرف ما افعله فلست طفلا ليوجهني ! كما ليس له الحق ان يكلمك بخصوصياتي .."

عندها افتعلت غيداء حركة انثوية مكشوفة وهي تدعي الخجل والحزن بينما تميل بوجهها لتحشره في كتف زوجها وتهمس

" يا الهي يا عبد السلام .. هذا الطبيب يتهمني اني اؤذيك !"

فيرد عليها عبد السلام وهو يربت على خدها

" فليذهب الى الجحيم .. انه غبي أبله .."

يحدق رعد في الاثنين كالمصعوق !

لقد فات الاوان .. فات ....

وكأن عمه يسمع افكاره فيضيف " حتى وان كنت سأموت بسببها فلا يهمني .. لانني سأموت سعيدا .."

فتطلق غيداء اصوات النواح الرقيق وهي تمثل دورها بإجادة " لا تقل هذا ابدا .. انت بألف خير .. سأموت إن حصل لك مكروه .. لا احد يحبك كما احبك انا .."

لم يحتمل رعد ليهدر فيها " ان كنت تحبينه حقاً يجب ان تمنعيه من هذه الحبوب .."

عندها أخذت غيداء تبالغ بالنواح وتقول بهستيرية متقنة الاداء " هل رأيت يا عبد السلام ؟! حتى ابن اخيك يتهمني أني اؤذيك ..! وهو يعلم جيدا كم احبك .. وكم تحملت واخفيت عنك كثيرا من الامور التي .. قد تزعجك وربما تغضبك جدا .. لاني .. احبك واخاف عليك .."

كان التهديد المبطن الموجه اليه واضحا ..

لقد لعبت غيداء لعبتها ..

الآن... حتى وان اخبر عمه بكل الماضي القذر فهو لن يصدق اي كلمة منه ..

انفعل العم واحتقن وجهه قليلا وهو يدافع بضراوة عن (زوجته) ضد ابن اخيه قائلا

" كيف تؤذي غيداء هكذا ؟! وانا الذي شعرت بالذنب لاني تركتك بمفردك دون عون مني واردت رؤيتك اليوم حتى اطمئن عن احوالك .. "

حاول رعد ان يهدئه " عمي لا تنفعل هكذا .. انا لم اقصد .."

لكن العم اشتد انفعاله وهو يقول بقسوة

" اخرج من هنا .. انت لم تأتي اليوم الا لتتأكد اني حي .. انت تريدني ان أظل حياً لتستفيد من وجودي .. مؤكد تنتظر ان اعطيك مزيدا من المال او اكتبك في وصيتي وانت توهم نفسك انه مال ابيك !"

اتسعت عينا رعد وتجمدت نظراته ...

لم يطالب يوماً عمه بحق ابيه المغتصب بل لم يذكره امامه حتى .. لكن ان ينكر عمه هذا الحق بهذا الشكل المعلن بل ويتهمه بالطمع فيه كان أمرا فوق احتماله ..

يجب ان يغادر هذا المكان قبل ان تتداعى الامور اكثر وتتحول لمزيد من القذارة ..

انه يشعر بالقرف ... بالقرف من كل شيء ..

بشق الانفس يكتم انفعاله ثم يرد ببرود

" ساغادر عمي .. لكني لم احضر هنا الا بناء على مكالمة من غيداء تخبرني انك تريد مني الحضور .."

فهتف به عمه وهو يشدد من احتضان زوجته

" وانا كنت مخطئا باستدعائك .. غيداء وحدها من تخاف علي حقا ... ظننتك مختلفا يا ابن اخي .. لكنك كأخيك عصام طامع بي .. الكل يطمع بالمال الذي املكه .. لكني لن أسمح بأن تأخذوا دينارا واحدا مني.. ارحل ولا تريني وجهك مرة اخرى .."

حدق فيه رعد طويلاً ..

يؤلمه شبه بوالده يراه فيه .. شبه بالملامح والصوت ...

لكن والده رحل .. كما رحلت امه .. وعمه الذي عرفه في طفولته حنوناً لطيفاً رحل ايضا..!

ودّعه بعينيه بينما نظرات غيداء الضاحكة تلاحقانه وهو يستدير متمتما بالسلام ..

تحمله ريح الوداع ليفارق من جديد ..

كلهم راحلون .. واحدا تلو الآخر ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 08:57 PM   #5343

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قرابة المغيب ...



الشعور بالألم مُسكر !

هذا ما اكتشفه رعد وهو يكاد يترنح على الرصيف بعد ان ترجل من سيارة الاجرة على الشارع العام فينقد السائق اجرته ويمضي سائرا في طريقه ليدخل الحي ..

كان يستطيع ان يطلب من السائق ايصاله حتى باب بيت العم سعدون لكنه أراد ان يكمل الطريق مشياً على قدميه بين اناس اصبح يألفهم.. لعل وجوههم الطيبة تجعله يفيق من سكرة الألم ...

غروب الصيف طويل .. يجعلك تشعر بالتلذذ.. خاصة حين تسير بين اشجار النخيل المتفرقات في حي دافئ هادئ كهذا الحي ...

الناس هنا يلقون السلام في الذهاب والاياب ..

والنساء يمسكن بايدي اطفالهن الصغار وهن تتحاكين ويتضاحكن وسط الطريق ثم تمضي كل في شأنها وقد اسدل المغيب ستاره..

حتى الصبية يعودون الى بيوتهم متسخين من لعبة كرة قدم حماسية قضوا فيها العصر بأكلمه ...

كان رعد يوشك ان يصل عندما باتت الشوارع هادئة خالية فشعر برغبة ان يدق الجرس على اي بيت دون تحديد .. فقط اراد ان يشعر بالناس من حوله !

ثم ... تتعثر خطوته وهو يرى رقية تقف في باب بيتهم ترش الماء من الخرطوم ...

تأوه خرج من صدره وتتسارع خطواته وهو يشعر انه سيجد معها متنفساً ...

قلبها يقرع في صدرها بقوة وهي تدعي انها لم تره وهو يدخل شارعهم الفرعي ...

لقد كانت بانتظاره والقلق يتآكلها عليه..

العصر قضته في الحديقة رغم ان الجو لم يكن مناسبا .. وامها استغربتها لكنها ادعت ضيقاً من الجلوس داخل اربعة جدران !

اتصلت بها رباب وقد بدت اختها وكأنها تريد مكالمتها بأمر ما لكنها ادعت الصداع لتتهرب منها ..

وزاد الطين بلّة حضور خطيب شذرة قبل قليل فاوشكت ان تصرخ رقية غيظاً ..

لم تكن تحتمل وجود احد ولا الكلام مع احد وهي تنتظر عودة .. رعد ...

شعرت به اخيرا يقف بخطواته قريبا وهو يقول باسلوبه المستفز

" هل تقفين بباب البيت هكذا.. قلقا علي ؟"

ردت بتوبيخ وقح دون ان تنظر نحوه

" اظنك سهوت عن خرطوم الماء في يدي.. انا اشطف ارضية المرآب .. "

فيدعي المفاجأة وهو يقول باستدراك " آآآه .. صحيح .. كيف سهوت عن الماء الذي اغرق الشارع بأكمله .. اذن دعيني اعيد الجملة بشكل صحيح ..."

ثم يتنحنح ويقول بنبرة شقية مشاكسة

" هل تشطفين ارضية المرآب هكذا .. قلقا علي ؟"

حاولت رقية جهدها ان تكتم ضحكتها لكن لم تستطع .. افلتت منها وضحكت من قلبها ضحكة رنانة ..

واخيرا قررت النظر اليه وعندما فعلت ذبلت ضحكتها قليلا وهبط قلبها منها وهي تنظر لحالته !

رغم ابتسامته المشاكسة التي تألفها بل وتحبها الا ان وجهه كان يحمل تعابير مرهقة.. بل منهكة بشكل غريب وعميق ... عيناه غائرتان فيهما نداء يمس القلب لم تستطع ان تفسره ..

كان في حال غريبة غير مألوفة منه ...

شعرته يريد منها شيئا لكن .. لا تعرف ما هو !

لا تعرف كيف خرج السؤال على لسانها وباهتمام جدي " هل عمك بخير ؟"

رأت انعكاس صدمة وشيء اخر مبهم في عينيه .. وكأنها قساوة او ربما ألم !

لكن ابتسامته كما هي وهو يرد عليها بنبرة متسائلة " ومن قال انه ليس بخير ؟"

فتهز كتفيها وتقول ببساطة " لا اعرف .. فقط خمنت ... عندما اتصل بك بدوت مستعجلا للذهاب اليه .."

هذه المرة القساوة شعت من عينيه وهو يقول باقتضاب ومزيدا من الغموض

" تخمينك صحيح .. هو ليس بخير .."

ثم ينظر في عينيها بشكل غريب وكأنه يخصها بسر خطير فيضيف بخفوت ونبرة مؤثرة " وانا ... لست بخير .. ايتها الخلطة السحرية.. اليس هذا لقب ابيك لك ؟ ترى هل لديك خلطة لتجعلني اتحسن قليلا ؟ "

قلبها يقرع بعنف في صدرها وهي تحدق فيه باضطراب شديد ..

تريد ان تعرف ما هذا الذي يجعله بهذه الحال ؟

انه يطلب مساعدتها حقاً دون ان يشعر ..

وكأنه مغيب ولا يدرك ماذا يطلب ومن من يطلبه بالضبط ؟

طال ذاك الصمت العجيب .. صمت لا يقطعه الا صوت الماء الجاري من الخرطوم وبعض اصوات الحشرات ... ثم فجأة علا صوت الصلاة من المسجد القريب ليخرجهما معاً من صمتهما ذاك ...

ابتعد رعد خطوة للخلف باتجاه بيت الصائغ المقابل ويحني رأسه قليلا وهو يتمتم بشقاوة

" اظنني سأذهب للحاجة سوسو.. فيبدو انك تبخلين بخلطتك علي .."

تبتلع رقية ريقها بصعوبة وهي تطيل بقاءه لحظات اخر بالسؤال " الحاجة سوسو ؟! تقصد الخالة سعاد .. وماذا ستفعل لك ؟"

يرفع وجهه اليها قائلا بغمزة اكثر شقاوة وعبثاً

" ألا تعرفين ؟! ان لها سحرها ايضا علي .. ستقرأ بعض الايات القرانية وتنفخ علي وكل شيء بعدها سيصبح بخير .."

لم تعد تستطيع قول المزيد وهي مشوشة وتائهة بحالة رعد التي لا تفهمها ..

يخطو خطوة مبتعدة اخرى لكنه يتوقف ويضيف بمشاكسة مستعيدا اسلوبه معها

" صورتك على الفيسبوك لم تعجبني .. شعرك منكوش بالهواء واظنك كنت تنظرين ناحية انفك الكبير بدلا من الكاميرا لانك تبدين فيها حولاء حقاً! "

بينما يصدمها تعليقه يرفع يده لجانب رأسه بتحية وابتسامة عريضة تشق فمه ثم يستدير موليا اياها ظهره ليعبر باتجاه بيت الصائغ ..

في لحظة واحدة نقلها من قمة التشوش لاجله والقلق عليه والتساؤل عما يخفيه ويعاني منه الى قمة الحنق الانثوي والغضب الانتقامي الحوائي ... تتجاوز صدمتها في لحظة .. وتكز اسنانها وهي تناديه " رعد ..."

فيقف ويستدير اليها من جديد وعلى وجهه نفس الابتسامة بل ازدادت خبثاً ومشاكسة وقبل ان يقول شيئا كانت ترفع الخرطوم في يداها وبضغطة من اصبعها على فتحة الخرطوم لتزيد تدفق الماء وتوجهه مباشرة اليه ..

شهقة مفاجأة منه ثم استسلم وهي تغسله بالماء من فوق الى تحت حتى بردت نار الانتقام..

أخفضت الخرطوم اخيرا عندما اكتفت فيفتح رعد عينيه المبللتين ببطء ثم ينظر لهيئتها الفخورة بالجينز والبلوزة الصفراء وشعرها القصير المرفوع كذيل حصان ..

وكأنه يرى تفاصيلها للتو .. لقد جعلته يفيق! هذه القطة المنتقمة منحته ما اراد ..

ثم تبتسم ابتسامة تشفٍ حلوة جدا قبل ان تأخذ خرطوم الانتقام معها وتدخل البيت وهي تقول برضا كامل " انهيت عملي هنا.. حمام الهنا يا ظريف.."







الحي الصناعي .. شقة خليل



يقف حذيفة في احدى زوايا الشقة الضيقة وهو يبتسم بفكاهة بينما يناظر زوجته الهبلاء تعانق اخاها للمرة الرابعة خلال عشر دقائق وتدللـه وكأنه ابنها المفضل ....

تجلس جواره على الاريكة وتربت على كتفه وتلامس لحيته الداكنة ثم تنظر اليه بفخر يمس القلب وتقول " اللهم صل على النبي .. وجهك اليوم منير يضاهي جمال البدر هذه الليلة .. انت البدر في أبهى اكتماله .."

يغيظها حذيفة بالقول الساخر " نحن في اواخر شعبان .. لقد ولى البدر وانتهى... "

يضحك خليل بينما لا تبالي خلود بمشاكسة زوجها بل تحيط اخاها الصغير بكل اهتمامها وهي تسأله بعتب الامومة

" لماذا تغيب عني كثيرا يا قرة عيني.. انا اشتاقك واشعر بالحزن اذا مرت ايام طويلة دون ان اراك .. انك حتى توقفت عن الحضور للمدرسة لانجاز عملك هناك .."

تلاشت ابتسامة خليل وتجمد محياه وهو ينقل نظراته الى حذيفة بينما يرد على اخته بتوتر

" انا مشغول جدا ببناء مستقبلي .. ولا وقت لدي للمدرسة .. سأطلب من كهربائي اخر ان يتمم العمل هناك .."

ينقل حذيفة نظراته بين خليل وخلود وهو يتوجس من زوجته ان تفتح موضوع خطبة شذرة من جديد امام خليل ..

يسارع ليدخل في الحوار وهو يتحرك من وقفته مظهرا تململا وهو يقول ساخرا

" هذه الشقة لا تتسع لاكثر من نفرين .. اول شيء ستفعله عندما تتحسن ظروفك ان تنتقل لشقة افضل .."

يطرق خليل قليلا وهو يتمتم " باذن الله..."

لكن خلود تجدها فرصة لتفتح موضوعاً يهمها كـ(أم) فتقول بحماسة

" ولن تنتقل لشقة جديدة اوسع الا وعروسك في يدك .. "

يرفع خليل رأسه بحدة بينما تضيف خلود ضاحكة بشقاوة وهي تميل برأسها لكتف اخيها في مداعبة ومناغشة

" اعترف يا فتى .. هذه الفتاة زاهرة تتبادل معها الاعجاب اليس كذلك ؟ "

تصطك اسنان خليل من شدة التوتر ويكاد يصرخ وجعاً وقهرا ليتدخل حذيفة من جديد حتى يمنع انفجاره قائلا لزوجته بنبرة ساخرة موبخة " اي زاهرة يا امرأة ؟! انها طالبة مدرسة مراهقة.. ثم ان اخاك ليس مستعدا للزواج الآن .. فلا تشغليه بأمور ثانوية الآن واحاديث النساء عن الخطبة والزواج ودعيه يركز في عمله .."

لكن خلود تعبس لتقول بإصرار " وهل قلت ان يذهب اليها الان ويطلبها ؟! انا كنت اسأله واجس نبضه عن الفتاة .. ثم من قال انها طالبة مدرسة مراهقة ؟ ربما تبدو اصغر من سنها لكنها في التاسعة عشرة وسوف تنهي دراستها في المعهد بعد عام واحد .."

هبّ خليل ليقف على قدميه قائلا بنبرة حادة

" زوجك معه حق يا اختي .. انا لست مستعدا للزواج الآن وما دمت غير مستعد فلن اورط بنات الناس معي .. لذا انا لا افكر لا بزاهرة ولا .... بغيرها .. "

تتنهد خلود وهي تقف على قدميها وتجاوز وقفة اخيها لتقول له ببعض الحزن

" كمّلك رب العباد وجمّلك بعقلك .. سيرزقك من اوسع الابواب ومع الرزق ستأتي العروس والزوجة الصالحة والبين والبنات .."

يغير حذيفة الموضوع وهو يقول بفكاهة

" اريد بعض المثلجات من العم حسون على ناصية الشارع .. هيا خذنا اليه .."

تبتهج خلود كطفلة فتتقدمهما ليغادروا الشقة سوية وبينما خليل يغلق الباب تهبط خلود درجات السلم قبلهما ثم يعلو صوتها المبتهج وهي تسلم على ام زاهرة بترحاب خاص فيلتفت خليل تخنقه لهفة ألم فيسأل زوج اخته بخفوت " هل .. تمت الخطبة؟"

ينظر اليه حذيفة للحظات بوجه لا تعابير فيه ثم يرد بهدوء " انت لا تترك هذا السؤال وتعذب نفسك فيه ! حسن .. نعم .. تمت .. والزواج سيكون في عيد الاضحى .."

يقع المفتاح من يد خليل ويمتقع وجهه وقلبه يتمزق إربا إربا ثم يشيح بوجهه جانبا وكأنه لا يطيق ان يشهد احدهم هذا الوجع الرهيب الذي يعانيه ...

ينحني حذيفة ليلتقط المفتاح من الارض ثم يعتدل ليقول لخليل بحزم ووعد " سترى ان حياتك كلها ستتغير للافضل .. فقط اهتم بعملك يا خليل .. بناء مصدر رزق يصنع الرجال الاشداء الذين لا يقعون ابدا حتى وهم يتمرغون في الألم .. "

ثم مد حذيفة يده ليمسك كف خليل ويضع في راحة يده المفتاح مضيفاً بنبرة ساخرة

" هيا لننزل قبل ان تجد اختك قد خطبت لك الطفلة المراهقة زاهرة .."

يتحرك حذيفة لينزل اولى الدرجات يتبعه خليل وهو مطرق ثم فجاة يقول خليل بخفوت

" هي ليست مراهقة .."

تتوقف خطوات حذيفة ويلتفت لخليل قائلا ببساطة " مراهقة ام لا ... هذا ليس مهما لك حاليا .. "

فيردد خليل بشرود وعيناه الجميلتان تشعان بذكرى عيني شذرة

" نعم .. ليس مهما .. على الاطلاق .."






يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 08:58 PM   #5344

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار ... غرفة الضيوف



تدخل الخالة ابتهال الى غرفة الضيوف وهي تحمل صينية العصير وبعض الحلويات التي اعدتها لاستقبال خطيب شذرة وهو يزورهم بمفرده للمرة الاولى ...

سارعت شذرة لتقف وتتجه نحو خالتها فتأخذ منها الصينية وتقول " عفوا خالتي .. انا سأحملها بنفسي .."

تبتسم الخالة في وجهها ثم تقول وهي تنظر ناحية مصعب " انا سأذهب لاصلي المغرب واعود لاشارككما الجلسة .. رقية ايضا ستغير ملابسها وتنضم اليكما حالا.. كانت تشطف ارضية المرآب .. "

تتسع ابتسامتها وهي تضيف وكأنها توضح امرا هاماً امام (الخطيب) " الفتيات في العادة يغسلنها وقت العصر لكن الجو حار جدا اليوم فانتظرت رقية حتى مغيب الشمس .."

يكتفي مصعب بابتسامة مجاملة هادئة ثم غادرت الخالة ابتهال لاداء صلاتها بينما تتحرك شذرة ناحية مصعب وهي تحمل الصينية الفضية بحوافها المزخرفة ...

قدمت له فأخذ كأس عصير وهو يتطلع طويلا لوجه شذرة بافتتان بينما ترخي شذرة اجفانها في خفر عفوي ...

وضعت الصينية امامه على المنضدة البيضاوية الخشبية ثم تحركت لتجلس على الاريكة القريبة من الاريكة التي يجلس عليها مصعب..

ارتشف مصعب رشفة من العصير وهو يمعن النظر في تفاصيل فستان خطيبته المحتشم ليرفع عينيه نحو وجهها المطرق في خجل وارتباك فيسأل بنبرة طبيعية

" هل تشطفين ارضية المرآب احيانا ؟"

رفعت وجهها ببعض الدهشة لسؤاله غير المتوقع ثم ترتخي قليلا لابتسامته اللطيفة .. ظنته يتساءل ان كانت تجيد اعمال البيت وتشارك فيها فترد بنفس لطف ابتسامته "نعم.. مؤكد .. نحن نتساعد كلنا في امور البيت .. "

ثم تبتسم وتضيف بثرثرة بشوشة " الخالة ابتهال تحب ان تشطف المرآب يوميا بل اننا في الصيف نفعلها مرتين في اليوم.. مرة في الصباح الباكر واخرى عصرا او قبيل المغرب.. وهي غالبا من تنظفه صباحا بنفسها وتترك لنا وقت العصر نتناوب فيه ..."

يتطلع لوجهها بنظرة غريبة مركزة وفيها معنى اخر لم تفهمه شذرة بينما يسأل

" وهل تكونين بمفردك عصراً ؟ اقصد الا يكون احد معك يعينك ؟"

السؤال كان عادياً لكنها شعرت ان فيه معنى اخر يقصده .. رغم غرابة شعورها نحوه الا انها ردت بشكل طبيعي عفوي " الامر لا يحتاج لمساعدة يا مصعب .. اما انا او رقية ... لكن مؤخرا اصبح رعد يساعد خالتي ابتهال صباحا لاننا نغادر باكراً لشؤون العمل والدراسة ..."

شيء ما تغير في نظرته لتبدو حادة بعض الشيء وهو يسأل " من رعد ؟"

رمشت شذرة وقلبها ينقبض من تلك النظرة .. رغم ان ابتسامته الصغيرة ما زالت موجودة لكنها شعرت انه تضايق او غضب لسبب ما !

ردت شذرة بحذر تلقائي من مجهول لم تستطع تحديد معالمه " انه صديق عبد الرحمن ويسكن في البيت المجاور مع العم سعدون .. يسكن معه بالايجار .."

هذه المرة نظرته احتدت بوضوح لا يقبل الشك وهو يسأل باقل الكلمات

" وكيف تعرفينه ؟"

شعرت بالاختناق والغضب في ذات الوقت ..

لا تعلم لماذا اغضبتها اسئلته ...؟ لماذا شعرت ان فيها معانٍ غير مريحة ...

تعقد حاجبيها وهي تسأله دون ان ترد على سؤاله

" ماذا هناك يا مصعب ؟! اسئلتك غريبة .."

تتغير نظرته في لحظة وتتسع ابتسامته لتملأ وجهه فيبدو بشوشا لطيفا وهو يرد عليها

" لماذا ؟ انا اثرثر معك فقط .. لاتعرف على كل من تعرفينهم .. "

ثم يضيف بنفس الواجهة البشوشة

" بالمناسبة هل خليل يأتي الى هنا ؟اليست خلود تسكن في بيت الصائغ المقابل لكم "

ينخطف قلبها خطفة مع اسم (خليل) لكنها تركن للجليد فتحكم مشاعرها بقبضتها وترد عليه وهي تنظر اليه في عينيه وبتدقيق خاص تحاول قراءته " اراه نادرا هنا في الحي.."

أقصت اي تفكير بخليل وركزت تماماً بمصعب .. كان الامر شديد الصعوبة عليها لكنه لم يكن مستحيلا ان بذلت مجهودا حقيقيا ...

وبذاك التركيز اخذت تمعن النظر في مصعب .. كانت تعجز عن فهم خطيبها لكن حدس خفي غير محدد الملامح لا يريحها حوله ... فقط لو تضع يدها على الخلل في الصورة لتفهم اين المشكلة معه ..

صدمها وهو يسألها السؤال التالي " وعندما ترينه هل تقفين معه وتثرثرين كما تفعلين بالمدرسة ؟"

بردة فعل تلقائية تهب واقفة على قدميها بحركة حادة لتقول بنبرة صوت ارتفعت قليلا عن المستوى الطبيعي قائلة

" انا لا اقف مع احد واثرثر يا مصعب .. وخليل شاب محترم لم اكمله الا بضع مرات وحوارنا لا يتعدَ حدود الادب والاصول والجيرة .."

ببطء يقف مصعب على قدميه هو الآخر لينظر اليها بضع لحظات ثم جاء صوته فيه لمحة من صرامة وقساوة وهو يقول بصوت خفيض

" اجلسي شذرة .. واخفضي صوتك لو سمحت.. لا اظن الامر جميلا ان سمعتنا الخالة ابتهال نتشاجر في اول زيارة لي هنا كخطيب لك.."

تواجهه بالقول الغاضب " الا ترى ان كلامك فيه تلميحات غير مناسبة يا مصعب ؟ بل تكاد تكون جارحة !"

يرد بنبرة رقيقة فيها خيط برود " اطلاقا .. كلامي طبيعي للغاية .. انت من تتوترين وتنفعلين عندما اسألك عن علاقاتك بالرجال من حولك .."

وكأنه صبّ الزيت على النار فتغلي بالغضب وهي تردد بصدمة " علاقاتي بالرجال ؟!"

يبتسم احدى ابتساماته التي تستفزها وتكرهها ثم يرد ببساطة وبرود اكبر

" شذرة .. انت تضخمين معاني ما اقول .."

نقرات على باب غرفة الضيوف المفتوحة ليلتفت الاثنان ويريا رقية بكامل اناقتها تقف هناك وعلى وجهها ابتسامة متكلفة عن عمد وقصد بينما عيناها تفيضان سخرية وهي تحدق في مصعب تحديدا وتقول

" هل فاتني ... معنى مضخم... هنا ؟!"

يستعيد مصعب واجهته اللطيفة الدمثة وهي يقول ببشاشة متجاهلا السؤال

" مرحبا رقية .."

تتقدم رقية بثقة ورشاقة وهي تقول بنبرة فيها حلاوة جريئة مبطنة بالكثير من المعاني التي تنغز مصعب نغز الاشواك

" مرحباً مصعب ... اسفة للتطفل عليكما وفرض وجودي بينكما .. لكن امي شديدة الحرص على التقاليد والاعراف ولا تحب ان تجلسا بمفرديكما لفترة طويلة حتى ولو كان بوجودنا قريبين و الباب مفتوح... "

كان يشير بيده لتجلس لكنها كانت قد جلست بالفعل " مؤكد .. تفضلي ..."

وضعت ساقا فوق ساق ثم ابتسمت في وجهه ابتسامة واسعة باردة قائلة " شكرا ..."

ثم نقلت نظراتها لشذرة واضافت

" تعالي يا ابنة عمي واجلسي جواري .."

لاول مرة تشعر شذرة براحة كبيرة لوجود رقية معها ... رقية تحديدا دون غيرها ..

تحركت شذرة قليلا لتجلس جوار رقية بينما مصعب يجلس على الاريكة الاخرى حيث كان يجلس منذ البداية وعلى وجهه ابتسامة ثم قال " يوم الخميس تدعوكم والدتي جميعا للعشاء في بيتنا .."

كم ودت رقية ان تقف على قدميها وتصفعه مباشرة على فمه حتى تمحو هذه الابتسامة ..

لكن البرود الذي ردت به شذرة كان صفعة اوقع " خالتي ابتهال هي من ستقرر فربما يوم الخميس لن يناسبنا ..."







بيت سعدون القاضي






يقف رعد بملابسة المبللة وسط غرفة المعيشة بعد ان جره العم سعدون الى هناك ليتفحصه تحت انارة الغرفة الوهاجة ...

بعبوس التركيز وكأنه يحقق في جريمة قتل يمسك سعدو ن ذقن رعد بثبات .. يحركه يميناً وشمالا وهو يمعن النظر فيه ثم يرفع اصابعه ليحاول فتح جفنيه اكثر فيعترض رعد وهو يحاول التملص والابتعاد للخلف " ستفقأ عيني يا عم.."

فيزجره سعدون بصرامة المحققين وهو يمسكه من مقدمة قميصه قائلا

" اياك ان تتحرك .. ! إثبت موقع قدميك وافتح فمك وقل (آآآآآ) ..."

باستمتاع خاص يستجيب رعد للأمر ويقول بصوت عال " آآآآآآآآآآآآآآآآ"

يهز سعدون رأسه بعزم وكأنه لم يقتنع ليميل بأنفه (الفخور) نحو قميص رعد الذي يستسلم ضاحكاً وهو يقول باعتراض واهن مشاكس

" يا عم سعدون اقسم بالله لم اشرب الكحول ولم اتعاطَ المخدرات .. منذ ربع ساعة وانت توقفني وسط البيت لتتفحصني وتختبرني وهذه ثالث مرة تتشمم رائحتي ..! "

زجره سعدون مرة اخرى وهو يبتعد قليلا رافعاً اصبعين في وجه رعد

" اخرس يا ولد ورد علي .. كم عدد اصابعي "

يرد رعد بمشاكسة " ستة .."

يهتف سعدون بحنق وهو يقرب اصبعيه من عيني رعد " حسبي الله ... هل هذه ستة ؟! "

يميل رعد برأسه وهو يحدق في الاصبعين ثم يقول باجفان نصف مغلقة وكأنه سينام واقفاً

" ربما... ثمانية ... ؟ لم اعد اذكر .. "

ثم لم يحتمل رعد لينفجر ضاحكاً مقهقها ويثير حنق العجوز الذي امسكه من ذراعه هادرا فيه بنبرة صرامة طفولية مضحكة

" الآن ستخبرني بكل شيء .. تغيب طيلة اليوم وتعود للبيت بملابس مبللة حتى يتقاطر منها الماء .. اين كنت ؟ ولماذا بللت نفسك ؟"

يكاد رعد يغيب عن الوعي حقاً هذه المرة وهو يعود لتلك اللحظة المنعشة ورقية ترشه بالماء لتجلي روحه السكرى بالألم ثم يفتح عينيه ليراها .. ويال جمال رؤيتها ...!

فجأة تأوه رعد وصفعة تلطم خده والعم سعدون يصرخ به " هل سيغمى عليك يا فتى؟! انا عجوز ولن اقوى على حمل بغل مثلك .."

يتمتم رعد ضاحكاً وهو يفرك خده

" اظنني يجب ان اعتاد كنية (البغل) وهي تصاحب الصفعات .."

فيعاود سعدون تحقيقه " اترك المزاح ورد علي حالا .. اين كنت ؟"

فيحرك رعد حاجبيه بطريقة مغيظة وهو يرد السؤال بسؤال " وهل سألتك ماذا كنت تفعل بغرفتي عندما دخلت البيت قبل قليل ؟"

يكتسي الحرج وجه العجوز لكنه يقاوم احراجه وهو يدعي مزيدا من الحنق والصرامة

" لا تغير الموضوع يا ولد .. انت قليل التهذيب والتربية وتحتاج لاعادة تأهيل .."

يرمش رعد بينما يميل برأسه ناحية العجوز ويغيظه اكثر وهو يسأله بصوت خافت

" هل وجدت ما تبحث عنه ؟ اي دليل على تورط سياسي او مالي ؟ اظنك لم تفعل حتى اللحظة .. ولذلك انت غاضب وتصب جام غضبك واحباطك فوق رأسي .."

يتأفف سعدون وهو يرواغ محاولا التهرب من جديد " من يتلاعب الآن ؟!"

يتنهد رعد وهو يشعر بالاسترخاء وحاجة شديدة لوقفة طويلة تحت رشاش الماء في الحمام وهو يغني بأعلى صوته ... فيقول وهو يتحرك مغادرا غرفة المعيشة

" في الواقع انه انا ... انا من يتلاعب يا عم .."

يلاحقه العجوز يسألحه بإلحاح " اذن اخبرني اين كنت ؟! ولماذا لم تكن ترد على اتصالاتي .. ؟ عملك ينتهي وقت العصر كأقصى تقدير .. "

بنصف استدارة يلتفت اليه رعد وهو يرفع سبابته في وجهه وكأنه يرميه بتهمة قائلا

" لو انك تقوم بواجبك في الحي كما يفترض وتراقب عن كثب كل ما يحصل في الشارع كما كنت تفعل في السابق لعرفت اني عدت من عملي في وقتي المعتاد قرابة العصر وكنت على وشك الدخول للبيت عندما جاءني اتصال واضطررت للعودة للشارع العام واخذ سيارة اجرة .."

ثم يعاود رعد المسير والعجوز ما زال خلفه يلح اكثر ليعرف " ماذا حصل؟ اخبرني من اتصل؟"

غامت عينا رعد فيلتزم الصمت للحظات حتى وصل باب الغرفة فيفتحه وهو يلتفت للعم سعدون قائلا بهدوء " لا تقلق يا عم .. كان شخصا ما اعرفه منذ طفولتي قرر أن يرحل ... فذهبت كي... اودعه ...!"

بعد ساعة يخرج رعد من الحمام بملابس قطنية خفيفة مريحة وهو ما يزال يغني والعم سعدون يصرخ فيه من المطبخ

" توقف عن هذا الغناء النشاز الذي صدعت به رأسي منذ دخولك الحمام .. هل تظن نفسك سعدون جابر ام ياس خضر ؟! .."

يضحك رعد وهو يسير في الممر متجهاً الى غرفته وهو يجفف شعره بالمنشفة بينما يرد على العجوز قائلا بنبرة مغيظة رقيقة " تهزأ مني يا عم ؟! أهذا جزائي لاني ارفه عنك ببعض الغناء ؟! حتى اني ارتديت ملابسي في الحمام حتى لا تغضب من خروجي شبه عار وتتهمني بقلة الحياء ... لكنك لا تقدر جهودي الحثيثة لارضائك.."

يتمتم العجوز بكلمات متذمرة غير مفهومة بينما يدخل رعد للغرفة ويرمي منشفته على الكرسي في طريقه ثم يكمل خطواته الى السرير ويرمي نفسه قرب هاتفه المحمول الملقى هناك ...

يتمدد على ظهره مسترخياً ثم يفتح صفحة الفيسبوك عبر التطبيق الخاص بالهاتف وابتسامة صغيرة منتعشة على فمه ..

عاد ليبحث عن اسم (رقية العطار) وحالما فتح صفحتها انفجر ضاحكاً بعلو صوته ..

يأتيه صوت سعدون مدعياً الغضب " اقسم بالله ضغطي ارتفع بسبب افعالك ..! انا ذاهب لانام باكرا اليوم قبل ان اصاب بأزمة قلبية.."

بينما يسمع رعد صوت خطوات العم سعدون الغاضبة على السلم وهو يتسلق الدرجات للطابق الثاني يحدق بعينين لامعتين ونظرات مبتهجة في صورة رقية الجديدة التي حدثتها على الفيسبوك قبل نصف ساعة فقط ...

قلبه يضحك كضحكات فمه ..

هذه الفتاة بدأت تخيفه مما تثيره فيه من بهجة لم يجربها ولم يعتدها من احد قبلها ...

لقد اختارت صورة لـ(فتاة مجهولة) مجنونة التعابير بطريقة فكاهية .. شعرها منكوش في كل اتجاه وعيناها حولاء بشكل متعمد وتخرج لسانها كله خارج فمها في حركة اغاظة طفولية ...

يعض شفته السفلى ثم وبكل خبث يرسل لها طلب اضافة كصديق ..

انتظر للحظات فقط عندما جاءه طلب الرفض !

ليعاود الاضافة فيحصل على رفض من جديد..

فيضحك ببهجة ويستمر بما يفعل .. يرسل الطلب ويتلقى الرفض ...

ويمضي الوقت وعيناه تتراخيان إرهاقا من نهاره الطويل لكنه يواصل اللعبة حتى غفا تماما ووقع الهاتف على صدره .. موضع قلبه .. فيرتج الهاتف وكأنه يتناغم مع خفقات ذاك القلب ويؤنس ... وحدته ..

احلام كثيرة تداخلت في رأسه وكأنه يفتح بابا ليطل على باب جديد..

لكن الدمية بعينيها الزرقاوين كانت موجودة دائما وترش على وجهه الماء وهي تضحك كأنثى عابثة شقية ..

يضحك في نومه وهو ينقلب على جانبه ليتدحرج الهاتف من صدره الى السرير ...

يدخل العجوز سعدون الغرفة وينظر اليه بعبوس متمتما بتذمر حانق " هل يجب ان اراقب هذا الولد طوال الوقت حتى في نومه وهو يضحك كالاهبل هكذا؟! انه حتى لا يطفئ الانارة قبل ان ينام ! منذ الغد عليه ان يقتصد باستخدام الكهرباء والا عليه ان يدفع الفاتورة كاملة ..."

وبهذا العبوس الجدي يتقدم العجوز الوحيد نحو رعد النائم والابتسامة تلوح على فمه ثم يرفع سعدون طارف الغطاء ليغطيه قبل ان يستدير عائدا من حيث اتى مطفئا الانارة ..

يغادر وهو يعقد حاجبيه ويمط شفتيه للامام مدعيا عدم الرضا لكنه حالما يصل غرفته في الطابق الثاني ويتمدد في سريره ينام قرير العين مبتسماً كطفل سعيد ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 08:59 PM   #5345

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في اليوم التالي .. حي الشيخ



خرج من الحمام يتوجه ناحية الاريكة حيث قميصه الملقى هناك وهو يكاد لا يقوى على الثبات !

صدره العاري يرتفع وينخفض بانفاس متسارعة في ضعف جسدي لم يختبره قبلا ...

يتمتم في سره وهو يشتم فالح " هذا اللعين لا يكف عن وسوسته وإلحاحه لاجرب المزيد من حبوبه القذرة .."

يلتقط قميصه النظيف حيث تضعه له حسناء ليلبسه وقبل أن يزرره يعبس قليلا للصداع المؤلم الذي بات ملازما له طوال النهار ..

يشعر بحسناء تتحرك من جلستها على حافة السرير فيلتفت اليها ليتفاجأ وهو يراها ترتدي عباءتها السوداء ثم تقف بثبات بوجهها الجميل الشاحب لتقول بعزم رغم خفوت صوتها الذي يثير فيه الشجن " انا جاهزة .."

تجيش كل المشاعر محتدمة في صدره وهو يحدق فيها ويكاد لا يصدق انها تكلمه بعد ايام طويلة من عذاب صمتها ...

الايام مرت بينهما ميتة ! .. يقضي النهارات متسكعاً هائما على وجهه يتشاجر مع كل من يصادفهم في جنون ثائر لا تفسير له جعل اهل الحي بأكمله يتجنبوه وكأن فيه جرب او مرض معد خطير.. او وكأنهم يرونه وحشاً ! مجرد وحش ثائر يهيم في الطرقات باحثاً عن فريسة ينهشها ... حتى الاطفال باتوا يهربون من امامه كلما رأوه ...

ووسط تسكعاته هذه يمر على البيت فيستكين الوحش في جوفه بينما يده ترتعش وفي رحاها تستقر التمرات ..

فيرى حسناءه دوماً تجلس عند الشباك المغلق تهيم بفكرها وروحها في عالم اخر بعيدة عنه وعن الحي بأكمله ...

يضع التمر على السرير ويتمتم لها ان (تعالي وكلي) ثم يغادر هارباً منها عائدا الى الشارع.. عائدا لوحشه الجائع للعنف .. فيبطش بطشاً في الناس حتى تغيب الشمس وتأخذه قدماه وروحه المنهكة الى بيت حمدية او الى بيوت مثيلاتها يفرغ فيهن رغبة جسده ..

اجل لقد عاد اليهن .. يعاشرهن وصرخات حسناء تصم اذنيه .. (اخبرني يا ربي لماذا ابتليتني هكذا بما لا اطيق ؟ هل هو عقاب ام ماذا يا رب ؟!! يا رب .. يا رب .. يا رب .. انا الطاهرة العفيفة يا رب .. لماذا يا رب ..)

دوماً صرخاتها هذه كانت تعلو فوق لهاث جسده مع لهاث جسد غانية يعاشرها ..

لكنه لا يتوقف.. ليكرر كل ليلة فعل المثل ! وكلما عاشر احداهن يشعر أن حسناء تتلاشى منه ... فيتلاشى هو معها ولا يبقى الا الوحش المتربص به ..

ثم مع اذان الفجر بصوت المؤذن الحزين يخرج من بيوت الغواني مترنحاً من السكر والضياع وشعور القرف من نفسه ليجد دوماً فالح في طريقه وكأنه بانتظاره ! فيدس فالح كيس حبوب جديد في جيب قميصه ثم يبتسم ويرحل يبتلعه الظلام وكأنه اتى من جحر الشيطان أدى المهمة وعاد اليه ..

وحالما يأخذ الحبة يتوه عن كل شيء ..

يتوه عن حسناء وعن الوحش وعن صور الفقر وبطش الذل وقهر الضعف .. يتوه وقدماه تأخذناه الى فرشة نظيفة يألفها لينام عليها ولا يستيقظ الا قرابة الظهيرة وعندها فقط يدرك انه على فرشة حسناء ..

عاد لينظر الى وجهها الشاحب الذابل وهو يسأل معقباً على جملتها " جاهزة لاي شيء ؟"

يشتد العزم على ملامحها وهي تتقدم نحوه في شجاعة فيطلق خلخال قدمها اصواته المألوفة حتى وقفت قبالته تحدق فيه .. لكنها ظلت صامتة للحظات والخلخال ما زال يرن ....

رنين الخلخال كأنه رنين أصفاد وقيود !

لقد اصبح يكره رنته ... يمقتها...!

بل يود لو يقطع الخلخال تقطيعا !

لا يعلم ماذا جرى له معها ... لا يعلم لماذا لم يعد حتى يستطيع اخذ رغبته منها ... انه يرغبها طوال الوقت لكنه لم يعد يستطيع...

فيفرغ تلك الرغبة في حمدية وغيرها...

جاء صوتها اخيرا ببعض الرعشة

" انا جاهزة للخروج للعمل .. "

نظر ليدها التي ما زال الجرح فيها لم يندمل ليقول بتوتر وهو يلتهمها بنظرات الشوق

" لكن يدك ما زالت ..."

تقاطعه وهي تصرخ بتلك الرعشة في صوتها

" يدي بخير .. دعني اخرج للعمل ..."

يختض جسده وهو يحدق في عينيها فيرى الجحيم الذي يعيشه منعكسها في نظراتها..

انها تحترق معه ومع هذا تبحث عن قوة لتخرج وتنجو ! اما هو فقابع هناك يتحمل أتون النيران ولا يجرؤ ان يفارقها ....

يده ارتفعت دون شعوره لجيب قميصه يبحث عما يخدره فيكتسح الألم والقهر محياها الفاتن المنهك وهي تقول بيأس متجدد

" هل ستدمن هذه الحبوب الآن يا تحسين؟"

يصدم من تخمينها بينما يده تهبط الى جانب جسده ويتمتم بمراوغة خانقة " اية حبوب ؟! انا لم أكن ....."

تلاشت باقي الكلمات من فمه وهو يراها تدس يدها في صدر جلبابها لتخرج من هناك كيس صغير شفاف وبضعة حبوب مجموعة فيه لتقول بمزيد من القهر " هذه .. ألست تبحث عنها ؟ وجدتها في قميصك عندما كنت اغسله .."

ينظر للحبوب في يدها ولأول مرة يشعر انه يريد ان يغير صورته امامها فيحاول الكذب استرضاء لها " انها ... مجرد دواء اخذته من الصيدلية.. كان لدي .. صداع .."

تخنقها الغصة وهي ترد عليه ويدها تعتصر كيس الحبوب عصرا

" قد أكون قليلة الذكاء .. لكني اميز ما يحصل من حولي .. هذه الحبوب كنت اراها مع الصبية المراهقون في السوق .. يتعاطونها ليغيبوا عن العالم واوجاعه.."

لم يعد يحتمل فيمد كفيه ليزيح عباءتها ويمسكها من كتفيها يهزها صارخا " وانا الوجع يفتك بي فتكا وانت لا تشعرين .."

وبحركة عنيفة حادة يميل برأسه ليقبل رقبتها بنهم ويشد جسدها في احتياج يفوق حاجة جسد بينما تحاول دفعه ومقاومته بشراسة " اتركني تحسين .. اتركني .."

لكنه لا يتركها بل يشدها بعنف اكبر ويكاد يتوسلها بالقول " الا تريدينني ان أكف عن اخذ الحبوب ؟! اذن عامليني كبشر.. لا تشعرينني وكأنني حيوان .. مرة واحدة .. فقط مرة يا حُسنااا ... واحدة فقط .."

تتلوى بين ذراعيه ونفسها تعافه وتعاف خشونته الوحشية وفظاظة روحه .. كيف يريدها ان تتعامل معه كانسان وهو لا يعاملها كانسانة ..؟!

تتشبث بقشة وهي تتوسله بالمقابل " اريد ان اعمل يا تحسين .. اريد كسب رزقي .. دعني اخرج للعمل من جديد .."

كان يجرها للسرير حتى اوقعها هناك ووقع بجانبها محتضنا اياها ويجر يدها عنوة لصدره العاري يريدها ان تلامسه وهو يهذر كالمحموم " ان كنت تريدين الخروج للعمل اذن ارضي بي.. عامليني كزوج حقيقي .."

فجأة وسط هذا الصراع العجيب قرع شديد على الباب وصوت احد صبية تحسين يناديه من خلف ذاك الباب بهلع واضح

" تحسين .. تحسين .."

يرفع تحسين رأسه وبانفاس ثائرة يهدر صارخاً بعنف اسود " ماذا تريد يا ابن الـ(...) .."

فيأتيه صوت الصبي محملا بالهلع والخوف

" عراك في السوق يا تحسين .. دخلاء للحي ومعهم سكاكين.. وربما اسلحة اخرى .."

في لحظة هب تحسين مبتعدا عن حسناء ليركض ناحية الباب صارخا " يا اولاد الـ(..) سأريهم كيف يتجرؤون على منطقتي .."

يفتح الباب بقميصه المفتوح دون ان يهتم بشيء ويلتفت نحو حسناء المرتجفة في السرير ويأمرها بوحشية مخيفة وكأن الشيطان تلبسه " لا تخرجي من هنا ابدا ولا تفتحي الباب لاحد غيري .."

ثم خرج صافقا الباب خلفه ليترك حسناء تلطم وتبكي .. الى متى ستظل تدور في رحى هذا القهر والظلم.. الى متى ستظل حبيسة هذا الوحش الذي يسيطر عليه ...؟!

ولاول مرة تتساءل حسناء...كيف يمكنها ان تنقذ تحسين لتنقذ نفسها معها ؟ الامر لم يعد في الرزق الحلال فقط .. بل في هذا العنف والجبروت الذي يجره جرا للحرام ويسجنه فيه ويسجنها هي معه ..

تدير وجهها للشباك وترفع نظراتها نحو السماء وتدعو بحرقة قلب مظلوم خائف يستجير برب الاكوان " ربي اني اتوسلك ان تفتح لي بابا للفرج .. وان تمدني بالقوة وانا أمتك الضعيفة الذليلة.. دلني على الطريق يا رب .. خذ بيدي لانجو .."

ثم انهارت على ركبتيها حتى الارض لتسجد وهي تبكي وتتضرع لتقتل اليأس في قلبها ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:01 PM   #5346

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجامعة



تسير بين أروقة القسم تبحث عن الدكتور سامان دون ان تصل اليه .. وكلما التقت باحدهم تسأل عنه يشير لها باتجاه مختلف..

كانت تشعر بالقلق مما سمعته وتحتاج لتأكيد ودعم محدد منه ..

صوت تنبيه من هاتفها جعلها تبتسم بارتعاش عاطفي دون ان تشعر وللحظة يتوه فكرها مع نبضات قلبها المتسارعة ..

تفتح الهاتف فترى طلب اضافة جديد فتتسارع نبضاتها اكثر وهي ترفضه من جديد ..

لقد قضيا ليلة الامس بهذه اللعبة على الفيسبوك..

ثم نامت والهاتف قربها على الوسادة لتستيقظ باكرا فتجد طلبا جديدا منه ...

حسابه على الفيسبوك ليس نشيطاً تماما.. واضحكها كثيرا انه استخدم لصورته الشخصية صورة (الساحر) الكاريكتيرية التي رسمتها له حبيبة ..

تعترف شعرت بالغيظ لان حسابه لا يكشف شيئا عنه ايضا ...

وبينما هي تحدق في الهاتف وتسير للامام ارتطمت باحدهم فجأة جعلها تشهق بعفوية بينما تكتشف ان من ارتطمت به لم يكن الا الدكتور سامان وقد بدا اليوم بإناقة خاصة ملفتة للغاية بقميص ازرق يلائمه جدا واظهره اكثر شبابا وجاذبية ..

كان يبتسم بعينيه قبل شفتيه وهو ينظر اليها ويقول ممازحاً

" محظوظ من يجعلك تضحكين هكذا .."

بلباقة تخفي الهاتف في حقيبتها لتوجه كل اهتمامها له قائلة بابتسامة رسمتها بشكل خاص " مرحباً دكتور .. كنت ابحث عنك طوال النهار .."

تلتمع عيناه وهو يرد عليها " نعم .. قيل لي انك تبحثين عني .."

القلق وبعض التوتر يعاودها تلقائيا وهي تقول له " كنت اريد التأكد مما سمعته اليوم .. هل حقا ستأخذ اجازة وتغيب لفترة عن القسم؟"

يضحك الدكتور سامان بخفة بينما يعلق بغموض " الاخبار تنتقل سريعاً هنا ..."

يزداد قلقها بينما تؤكد بخيبة امل واضحة

" اذن الموضوع صحيح ؟"

فيرد الدكتور سامان وهو ينظر اليها بطريقة مختلفة غامضة " نعم .. سأكون مع الحاجة حتى منتصف رمضان.."

يرتفع حاجباها قليلا وهي تتساءل بعفوية

" الحاجة ؟"

فيميل قليلا برأسه ولاول مرة يظهر لها تعابير صبيانية محببة قائلا " الحاجة ام سامان .."

اربكها قليلا وهي تشعر بحميمية تصرفاته معها ولو كانت في وضع اخر لانسحبت لكنها ركزت على هدفها فتواصل حوارها معه بدبلوماسية " اذن انت ذاهب للشمال ؟!"

يستعيد الدكتور سامان هيئته المألوفة فيرد بنوع من الذكاء ليقربها منه وهو يخصها بمعلومات شخصية " نعم ... الى كردستان .. بالمناسبة الحاجة ليست كردية بل تركمانية.. في الواقع نصف عربية .. نصف تركمانية .. تزوجت ابي وانتقلت معه الى اقصى الشمال في مدينته.."

المعلومات كانت تتسجل في ذهنها بسلاسة دون ان تفطن لاسلوبه في الوصول ليحتل جزءا من اهتماماتها وبشكل شخصي بحت ..

كان سعيدا وهو يراها تهتم بهذه المعلومات حتى ولو كانت تهتم لاسباب مختلف عما يريده ..

قالت اخيرا بمجاملة حلوة لتفتح بابا اخر للكلام " القسم لن يكون كما هو بدونك "

يمعن فيها النظر للحظات ثم يقول بخفة

" سأدعي اني (سعيد) وانا اوهم نفسي بوجود نبرة الافتقاد في صوتك .."

لكن رقية تواصل ما تفعله لتقول بابتسامة واسعة (مقنعة) " لكنها الحقيقة .."

ينفجر سامان ضاحكاً على حين غرة فتتفاجأ من ردة فعله قليلا ثم يفسر لها بعينين ضاحكتين ذكيتين

" قد اوهم نفسي باشياء لكن عقلي في جوهره لا يعرف الوهم .. انت قلقة على تعيينك يا رقية العطار .. لكن لا تقلقي .. انا ادعمك واوصيتهم عليك في غيابي .."

لم تضيع الفرصة لتتعجل بالقول القلق

" لكن دكتور سامان .. انت تعرف ان كيف تجري الامور .. التنافس قوي للغاية .. "

ما زالت عيناه ضاحكتين راضيتين ثم يقول بنبرة آمرة رقيقة " اعطني هاتفك .."

تفاجأت للحظة فيحثها باسلوب الاستاذ المقنع

" هيا يا حضرة المعيدة .. علي انجاز امورا اخرى قبل سفري ..."

تستجيب رقية فتخرج الهاتف من جديد وتفتحه له وتسلمه اياه فيأخذه سامان وبكل اريحية يبدأ بتسجيل رقما وهو يقول

" هذا رقم هاتفي التقال .. اذا حصل اي شيء بخصوص هذا الموضوع اتصلي بي فورا وانا سأتصرف.."

يسلمها الهاتف فتقول له بامتنان وارتياح حقيقيين " شكرا لك يا دكتور ..كنت حقاً شديدة القلق .."

يبتسم لها ثم يسأل " هل احضر لك شيئا من الشمال ..؟ "

فترد ببعض التملق " اريد بعض الحلوى المشهورة عندكم .. دوماً احببتها عندما كان يحصرها ابي في بعض سفرياته الى هناك.."

فيهز سامان رأسه قائلا بنبرة خاصة " لك الحلوى وربما معها ... مفاجأة اخرى.."

وقبل ان تسأل عن (المفاجأة) كان يتحرك بحيوية ويلوح لها وابتسامته الخلابة تملأ وجهه...

لم تهتم رقية كثيرا بكلامه عن المفاجأة .. كل ما يهمها الآن ان لا شيء سيقف في طريق تعيينها .. لقد ضمنته تماما ولن تزيحها اي فتاة اخرى معها (واسطة) تدعمها ...









دار العطار للازياء ... بعد ساعتين...

تتدلل في مشيتها وتتلكأ في خطواتها .. كل شيء من الخارج محسوب بالورقة والقلم .. لكن من الداخل هي ... تضيييييييع..
تشتم قلبها الذي يقرع كالطبل وسيفضحها امام رعد ان لم تحكم سيطرتها على نبضاته المحمومة ولهفته المجنونة..
انها تعلم عن يقين ان رعد يراقبها عن بعد باستمتاع عبر باب مكتبه المفتوح بينما يدّعي الانشغال .. الخبيث اللئيم لم يأتي حتى ليسلم عليها ... انه يعاملها كحالة ممتعة يشاكسها كلما راق له ..
لكن .. ماذا عن قلبه ؟! الا ينبض متسارعا لاجلها ولو قليلا ؟ ألم تستطع ان تطئ خطوة واحدة فيه ؟
تبتلع تنهيدتها وهي تفكر ان لحسن الحظ رباب غير موجودة الان لانها خرجت للسوق لابتياع بعض المواد الخاصة بالتفصيل والخياطة ... بل ان غيابها كان عذرا رائعا حتى تتململ هنا مدعية انتظارها ..
لكن رقية تشعر بالغيظ وهي تفكر انها عاجلا ام آجلا ستعاني امام رباب حتى لا تكشف ما يحصل معها ... وقد بدأت رباب بالفعل تشك فيها وتحوم حولها بحثاً عن اجابات لاسئلة واضحة في عينيها ونبرة صوتها معها ..
تحدق رقية بتصميم معلق على الحائط مرسوم بعناية بيد خبيرة وممهور بتوقيع (حبيبة العطار) ... كان تصميماً رائعا لاحدى اثواب رباب المميزة ...
تحاول ان تشغل نفسها بتدقيق النظر في تفاصيل الرسم لكنها تخدع نفسها فبالها يسرح منها بعيدا وهي تصبر وتنتظر متى سيأتي ليكلمها ...
طفلة رومانسية داخلها تتقافز في تحفز وبهجة وشوق .. تنتظر اي بادرة منه ..
اللعنة لماذا لا يبادر ؟! لا يعقل ان تظل هي من تتقدم منه وترسم وتخطط .. ام ربما تحتاج لمزيد من الجرأة معه ؟
تعقد حاجبيها لتسرح في امر اخر يثير فضولها ويحرك مشاعرها نحوه بشكل مختلف ..
بالامس وبعد تلك المكالمة من عمه ثم غيابه وعودته وقت المغرب لم يكن طبيعيا ابدا .. لقد باتت تخمن بل تجزم ان هناك سر في حياة رعد .. كل هذا الاخفاء لحياته الخاصة يثير التساؤلات العديدة ...
" لقد كسرتِ قلبي.."
وقع قلبها منها وهي تسمع جملته قريبا جدا منها.. كيف لم تسمع خطواته ؟!
كيف يتقدم نحوها دون ان تسمع وقع الخطوات بل يفاجئها دوماً وهو يظهر من العدم ليسرق مزيدا من خفقات قلبها الغبي !
استجمعت كل ذرة تماسك لديها ورسمت الابتسامة تنير وجهها ثم تستدير اليه وتقول بنبرة ساخرة اتقنتها وهي ترد على جملته بتحدٍ " كسرتُ قلبك ؟! لماذا ؟ ألانني غسلت لك ثيابك مع الحمام المجاني الذي نلته مني بالامس ؟ في الواقع اظنك مديناً لي بالمال لقاء خدمة مميزة كهذه... "
نطقت بالكلمتين الاولى والثانية (كسرتُ قلبك) وهي تتمنى لو غيرت الاولى فقط لتكون (ملكتُ قلبك) ...
تنظر اليه بلهفة مفضوحة وهي يغرق بالضحك .. يضحك من قلبه الذي تطمع بامتلاكه .. بل تعد نفسها بامتلاكه ...
اما هو .... فـ لاهٍ عنها تماما ! يتركها عالقة بين نارين .. نار الغرام التي تلتهم قلبها ونار الغيظ التي تلتهم طبعها الذي يسعى للسيطرة..
ترتبك رقية وتشعر بالخوف فجأة ...
انها مشوشة بعاطفتها نحوه التي تتزايد باضطراد دون سيطرتها ! لاول مرة تناضل بهذه القوة لتستعيد تركيزها ...
هل ستقع في هذا الفخ القديم الازل حالها كحال اي فتاة ضعيفة تسيرها العاطفة بخطوات حمقاء ؟! هل ستتصرف بغباء العاطفة المُضللة فلا تجيد التصرف معه لتملك قلبه كما يجب ان يحصل؟!
تشعر بحرارة الارتباك العاطفي تشع من وجهها رغما عنها فتسارع لتطرق برأسها تتصنع النظر باهتمام لاظافرها المشذبة بعناية بينما تسمعه يرد عليها بنبرة خافتة مشاكسة
" بل كسرتِ قلبي لانك ما زلتِ ترفضين طلب الاضافة كصديق منذ البارحة.. لماذا انت حقودة هكذا ؟ ألن تسامحيني لمزحتي البريئة حول صورتك الشخصية .."
لا تزال غير قادرة على مواجهته فتركز اكثر في اظافرها المطلية وكأنها تنظر اليها باهتمام خاص وفخر بجمالها واناقتها باللون السماوي بينما ترد بنبرة موبخة انثوية اجادتها للغاية
" بل مزحة .. خبيثة .. لئيمة .."
يضحك مرة اخرى فتشعر بانفاسها تنحبس في صدرها وتعاني اشد المعاناة ..
تشتم نفسها وتشتمه هو ايضا في سرها ...
بل تكاد تصرخ في وجهه بالشتائم وربما تصفعه دون ان تشعر ...
غريزة الحماية لديها جعلت قدماها تتحركان طواعياً لتهربا بها بعيدا عسى ان تنقذاها !
يمنعها الهرب وهو يسد طريقها قائلا بصوت أجش رقيق ضاحك " حسنٌ .. انا اعترف .. مزحتي الصغيرة كانت خبيثة لئيمة .. هلا سامحتني ؟ "
تبتلع ريقها وللمرة الاولى تتمنى لو أن رباب تعود اللحظة وتنقذها من ضعفها هذا الذي بدأت تستلذ بحلاوته !
كانت مشاعرها في قمة التوهج الحار وقلبها ينبض فرحاً وسعادة لاقترابه وخوفاً وإثارة من هذا الاقتراب ..
لكن فجأة ... يسكب فوق حمم مشاعرها دلو ماء بارد مثلج وهو يقول معاتباً بخبث
" هيا رقية .. لا يعقل ان اختيّك حبيبة ورباب قبلتا اضافتي كصديق وانت ترفضين.."
ينعصر قلبها ويتوجع ...
هل هكذا ينظر اليها ؟! انها بالنسبة اليه كاختيها حبيبة ورباب ! لا شيء اكثر ؟!
رفعت وجهها اليه تناظره بعينيها الزرقاوين وتسأله باحباط انثوي لذيذ " هل.. اضفتهما ؟"
لم تكن تعرف انه يشاكسها هكذا لانها تتلاعب به حقاً وتؤثر بشكل مخيف.. تتلاعب باوتاره .. وترا وتر .. بل تلامس اوتارا خفية لم يكتشف وجودها حتى لامستها هي.. وكلما اكتشفت فيه المزيد يشاكسها لتكتشف اكثر واكثر ...
قلبه يتضخم داخل صدره في سعادة عجيبة فيتمادى بالمشاكسة وهو يرد على سؤالها
" نعم .. مؤكد .. ولم يتبق الا شذرة .. هل تظنين أن خطيبها سيمانع ؟"
تشع عيناها غضباً وهي ترد بوقاحة
" سيقطع رقبتك .."
تتسارع انفاسه وهي منشغلة بل غارقة بغضبها الانثوي الغيور فيعقد حاجبيه الحادين وكأنه يستهجن الفعل بينما يبتسم باستفزاز قائلا
" يا حافظ ! اذن اسلم على رقبتي واتنازل عن طلب الصداقة .. رغم ان الفاتنة ابنة عمك تستحق .."
تزمجر رقية بصوت غاضب قبل ان تقول بحقد طفولي " ليته يقطعها ..!"
ثم تتحرك بعنف ناحية الممر حيث مكتب يحيى بينما يهمس لها رعد بخفوت ضاحك
" حقوووودة ..."
بدلا من ان تذهب لمكتب يحيى تعرج للحمام لتهدأ قليلا هناك .. لن ينقصها ان يكتشف يحيى ما يحصل مع مشاعرها اللعينة ..
لقد فقدت السيطرة كلياً والغيرة تتآكل في قلبها ...
لم تكن تعرف ان يحيى كان يراقب بالفعل وفي الخفاء ما يحصل دون ان يتدخل .. بل رآى اكثر مما رآه رعد فيها ..لقد رآى لهفتها وشعر بمحاولاتها السيطرة على مشاعرها واشفق على نبض قلبها المتسارع المفضوح ويعجب كيف ان رعد لا يتنبه لما يحصل معها ...
يجلس يحيى على كرسيه وحدسه يخبره ان رقية ستأتي اليه ..
وبينما هو بانتظارها كان يرتب افكاره ..
تلك الفتاة تحتاج .. معاملة حذرة خاصة..

خلال دقائق كانت رقية تغادر الحمام وقد استعادت واجهة مسيطرة رغم الغيرة التي ما زالت تغلي في قلبها وبينما تتجه يسارا عيناها حادتا رغما عنها ناحية اليمين حيث تركت رعد ..
وجدته ما يزال هناك واقفاً وظهره اليها بينما يضع هاتفه على اذنه..
شيء ما في لغة جسده جعلها تتوقف..
لقد كان يرتجف انفعالا !
تلقائيا اخذت اذناها تحاولان استراق السمع لكلماته الخافتة وهي لا تجرؤ على ان تخطو نحوه بكعب حذائها العالي حتى لا تصدر صوتاً ويشعر بوجودها ..
وهكذا ظلت مسمرة مكانها عسى ان تسمع شيئا حتى اوشكت على اليأس .. ثم فجأة ارتفع صوته قليلا وهو يقول بتوتر رهيب
" لا تتصلي مرة اخرى غيداء .. هل تسمعين ؟!"







انتهى الفصل السابع عشر


قراءة ممتعة


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:04 PM   #5347

نوف بنت ابوها

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 145815
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,721
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » نوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond reputeنوف بنت ابوها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
افتراضي

يعطييييج العافيه كاتبتنا العزيييزه لتنزيل الفصل

نوف بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:19 PM   #5348

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

يسعد مساااااكي
تسجيييييييل حضوووووووور

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 312 ( الأعضاء 155 والزوار 157)
‏ضحى حماد, ‏رضا عوض, ‏dorra24, ‏عماد فايز, ‏KamarKlzaman, ‏Cecilia, ‏الغفار, ‏ايتن اسامة, ‏red rose 2014, ‏soumia.sweet, ‏sara hedar, ‏nada1213, ‏محمدطه, ‏ايمان حمادة, ‏kouki kouki, ‏sareta jwad, ‏بنفسجه, ‏ام مامون, ‏chahinezb, ‏Nada Abd Reda, ‏remokoko, ‏Gogo01, ‏حليب فانيلا, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏كنزة ملك, ‏ام اسماء2, ‏rontii, ‏ورد الزنبق, ‏نوف بنت ابوها, ‏أسماء شاكوش, ‏روح القلوب, ‏angel96, ‏ام سعد الغامدي, ‏sara-khawla, ‏نصرة علي, ‏yousra 05, ‏Roro2005, ‏مروة لجين, ‏مروة ميروو, ‏Shadwa.Dy, ‏مسره الجوريه, ‏اشرقت هاني, ‏المنتقبه الحسناء, ‏endesha, ‏بيون نانا, ‏mnmhsth, ‏سرابالحكايا, ‏hope galem, ‏canad, ‏pasnt., ‏om joury, ‏"ياسمين", ‏جود الفرح, ‏نورا شيحه, ‏lee teuk, ‏نجاح جنا, ‏نور القراءة, ‏deegoo, ‏nanash, ‏Alia ms, ‏سيادهـ, ‏لولا عصام, ‏عزتي في كبريائي, ‏KoToK, ‏سمية احمد, ‏الكاتبة الزرقاء, ‏مريم المقدسيه, ‏Better, ‏Ghada R, ‏mayna123, ‏سراج اليل, ‏Rawand khaleel, ‏wiamrima, ‏المثقفة الصغيرة, ‏naira yehya, ‏Diego Sando, ‏ألين ♡, ‏حب الدنيا, ‏غرام البحر, ‏الوية احمد علي, ‏nadia1996, ‏آية يوسف, ‏سومة111, ‏أسمهان الأمين, ‏mesfa, ‏بوران شعبان, ‏Noor Alzahraa, ‏wispers, ‏Alzeer78, ‏majda sarito, ‏جيسكان, ‏اسماء رحمه, ‏sweet123, ‏Reem's, ‏الروح الهائمه, ‏رانيا محفوظ, ‏حروف السكر, ‏kagomi, ‏Totooولا أحلا, ‏سهام هاني, ‏SOL@RA, ‏monica g, ‏رسوو1435, ‏الجميله2, ‏Malak25, ‏Ghadaelgammal, ‏بايولوجية, ‏sira sira, ‏jadayal, ‏Crazy of u, ‏aa elkordi, ‏angela11, ‏زرقاءاليمام, ‏نملة مهسترة, ‏توزنلبرهخع, ‏AyOyaT, ‏نهى حسام, ‏منى ال علي., ‏بيلسآن, ‏Bnboon, ‏نطنيش !, ‏ولاء حنون, ‏r_501, ‏emy ahmad, ‏ننوباشاب, ‏amoula90, ‏نهال نونو, ‏zeina kh, ‏إسراء فضل الله, ‏ميهاف, ‏hatoon_, ‏eng miroo, ‏حبيبي روحي انت, ‏zozonabeel1, ‏جواهر الخليج, ‏لووولاه, ‏Dodomohamed2, ‏aseralroo7, ‏ALana, ‏لاار, ‏هبة الله 4, ‏E2read, ‏jeke, ‏شوقا, ‏بسنت ١٩٩٦, ‏beauty anastasia, ‏عطر الوردة, ‏rowdym, ‏Emanshalaby, ‏Hager Haleem, ‏رغيدا, ‏more sweet, ‏ام سليم المراعبه

Elbayaa likes this.

ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:21 PM   #5349

إسراء فضل الله

? العضوٌ??? » 385465
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 384
?  نُقآطِيْ » إسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير تسجيل حضور
ومبروك زواج بنت أخيك بالرفا والبنين


إسراء فضل الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-18, 09:33 PM   #5350

إسراء فضل الله

? العضوٌ??? » 385465
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 384
?  نُقآطِيْ » إسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond reputeإسراء فضل الله has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور مساء الخير
ألف مبروك زواج بنت أخيك بالرفأ و البنين


إسراء فضل الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.