آخر 10 مشاركات
فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          1026 - مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - د.ن (الكاتـب : pink moon - )           »          عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          433 - وداعا يا ملاكي - ديانا هاملتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جعلتك إنساناً- قلوب أحلام زائرة - للكاتبة الواعدة( دينا عادل*) مكــتمـلة &الروابط * (الكاتـب : دينا عادل* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-18, 09:02 PM   #5481

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضووووووووور

Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:09 PM   #5482

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 211 ( الأعضاء 93 والزوار 118)
‏ضحى حماد, ‏BTM, ‏doaa eladawy, ‏وغدا نلتقي, ‏siham safi 22, ‏كادىياسين, ‏هيون القحطاني, ‏سمية احمد, ‏مشاعل 1991, ‏لولا عصام, ‏Bookreader, ‏نجاح جنا, ‏Lamiaa farh, ‏hadelosh, ‏Diego Sando, ‏sofia_83, ‏الورد زنبق, ‏mnmhsth, ‏اسماء كامل, ‏زهرة مغتربة, ‏nouhailanouha, ‏Jinan_awad, ‏seham26, ‏بوران شعبان, ‏تالا الاموره, ‏xoo, ‏طوطه, ‏maekl, ‏Ghadaelgammal, ‏Alexandra Ness, ‏adorer, ‏بسنت محمد, ‏rowdym, ‏فرح العباسي, ‏lolo75, ‏نونني نوننا, ‏Gogo01, ‏karima seghiri, ‏حياة،, ‏بناتي حياتي, ‏Dina Maged, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏ورد الزنبق, ‏ايه عصام, ‏هبو الاسمر, ‏memorp, ‏هـايـدي, ‏العمق الدافئ, ‏wiamrima, ‏sayowa, ‏الاوهام, ‏aa elkordi, ‏تى تى بك, ‏Lara swif, ‏hadush, ‏hope 21, ‏Jooodah, ‏زهرورة, ‏Noor Alzahraa, ‏mahash111, ‏ندا عادل, ‏hatoon_, ‏توزنلبرهخع, ‏Totooولا أحلا, ‏Shadwa.Dy, ‏fofoo92, ‏Nina hanaDi, ‏bassma rg, ‏AyOyaT, ‏الروح الهائمه, ‏elhamh, ‏نيورو, ‏Hend Hussein, ‏mero86, ‏اعوام الرحيل, ‏سيدرا ابراهيم, ‏dorra24, ‏رناتي كوم, ‏رؤى الرؤى, ‏ريامي, ‏وردة فلسطينية, ‏فاطمة موسى, ‏Fofa shine, ‏هاجر دا, ‏sa.ze, ‏SidSid, ‏emu atta, ‏ولاء حنون, ‏امانى منجى, ‏هبة النورى


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:12 PM   #5483

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضوررر في الانتظار يارب خليل عقدته تتفك بقي

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:14 PM   #5484

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الوروووود
تسجيل حضوووور


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:14 PM   #5485

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد ... اسفة تأخرت عليكم ربع ساعة بس ما لحقت حتى اكمل التنقيح للفصل باكمله ... وقلت انزله احسن وبعدها انقحه واعدله .. فعذرا اذا فيه اخطاء من اي نوع ....
طبعا الكل اصبح عارف انشغالي بعرس بنت اخي الي حيكون بعد عشرة ايام ان شاء الله .. ومع هذا انا اكتب لكم دائما حتى تظلوا متواصلين مع الاحداث والشخصيات ...

وهذا الي قدرت اكتبه هذا الاسبوع لكم ... اتمنى يعجبكم وتتحفوني بتعليقاتكم


اليكم الفصل الثامن عشر


الفصل الثامن عشر

" لا تتصلي مرة اخرى غيداء .. هل تسمعين ؟!"
كان ينهت انفعالا بينما ترد عليه غيداء بنبرة لاهثة منفعلة لكن بشكل مختلف عن انفعاله " يا ليت كان بيدي يا رعد .. لكن لا شيء ابدا يستطيع ايقاف ما اشعره نحوك .."
كل كلمة منها كانت تثير فيه موجة غثيان ... الغثيان من نفسه وليس منها !
يشعر انه ما زال قابعاً هناك معها بين اربعة جدران من الذنب العظيم الذي يسجنه ..
كان يقاوم بضراوة وشراسة وهو يقول لها بصوت خافت محتدم المشاعر
" كل ما تفعلينه يزيد من احساسي بالقرف اكثر .. انت مريضة ومكانك المصح .."
ثم اغلق الخط بل اطفأه وهو يستدير بحركة عنيفة حادة .. تحرك عائدا لمكتبه بخطوات ثقيلة وفكر تائه في الماضي ..
لم يلمح حتى الظل المختبئ قرب باب الحمام.. ولم يكن يشعر بأي بشر من حوله ..
تحركت رقية اخيرا لتغادر الحمام بعد ان سمعت صوت الباب يغلق بعنف ..
كانت تائهة هي الاخرى وعقلها يستعيد الجملتين اللتين قالهما رعد مرارا وتكرارا ..
واسم غيداء يطرق مسامع العقل بقوة ..
غيداء .. غيداء .. غيداء ..
الافكار تأخذها بتمايل يشبه تمايل خطواتها البطيئة ... تحاول التركيز اكثر في الجملتين ... حاولت ان تتجاهل تلك العصرة الانثوية الغيورة في القلب وان تستمع للعقل لتحكم بشكل صحيح ..
من الواضح ان هناك علاقة من نوع ما بينه وبين غيداء .. والمؤكد انه يعرفها جيدا ليكلمها بهذه الطريقة ويتوتر من اتصالها بشكل لم تره فيه سابقا ...
لا يعقل انه عرفها بهذا الشكل في الوطن ولم يمض شهر على عودته ...
اذن هل غيداء فتاة عربية كان يعرفها في كندا ؟ هل كان يحبها مثلا وخانته ؟
ام انها ربما فتاة كانت تلاحقه بشكل مرضي كما وصفها بنفسه وهو يخبرها ان مكانك المصح ؟!
ثم تاخذها الافكار اكثر وتتخيل ان غيداء هذه كانت مهووسة وتسبب له المشاكل هناك وتهدده.. كما يحدث في الافلام الاجنبية .. وربما هي من تسببت بخسارة عمله وتركه كندا وعودته للوطن ...
لكن لماذا يتوتر بهذا الشكل منها ؟
وهل هناك فتاة مهما كانت تستطيع فعل هذا بشخصية قوية كرعد ؟
تشعر بوجود امر خاطئ في تخيلاتها رغم اعتقادها الراسخ ان تفسيرها صحيح ...
وماذا عنها هي رقية العطار ؟! كيف يراها ؟ ستموت لتعرف كيف يراها رعد ...
تتمنى لو تجد الاجابات لكل الاسئلة في رأسها .. تتمنى لو تزيح هذه الغشاوة التي تكبل عقلها وتمنع عنه الفهم ..
تشعر انها تسير بطريق خاطئ او ربما .. مُحير..
من تسأل ؟ من .....؟!
وجدت نفسها وسط مكتب يحيى فتفاجأت كيف قادتها قدماها الى هنا بينما ترى زوج اختها يجلس مبتسما خلف مكتبه وكأنه بانتظارها...
سألها بابتسامته الجذابة المألوفة " هل تبحثين عن وظيفة عندنا يا جميلة ؟"
خطت رقية بابتسامة واسعة غير ثابتة تشق فمها وهي تستعيد واجهتها الواثقة بصعوبة ... وهذا أقلقه عليها .. انها لا تبدو بخير ..
دوما راقب باعجاب حذر متحفظ عبر السنوات الاخيرة كيف تبلورت قدرتها على الانتقال بسلاسة من حالة لاخرى وان تخفي مشاعرها وتسيطر عليها باحكام لتخدع من حولها او توهمهم بشيء مخالف لحقيقة ما تفكر به وتشعره ...
تجلس على الكرسي قبالة مكتبه وهي ترد على سؤاله متصنعة الشقاوة لتداري على حالتها " لااا ... انا طموحي اكبر بكثير.. ربما عميدة الجامعة بأكملها ..."
يضحك يحيى بخفة ثم يسأل بنظرة ذكية
" اذن لماذا انت هنا ؟"
تغيرت نظرتها وهي تحدق فيه .. لقد استعادت سيطرتها بجدية هذه المرة لتسأله الف سؤال صامت خلف السؤال الذي نطقه لسانها
" ماذا اعجبك في حبيبة ؟"
يعترف لم يخطر بباله قط انها ستسأل هذا السؤال .. ولا يعرف الى ماذا تريد ان تصل من خلال طرحه .. لكنه ماشاها فيرد بنبرة عابثة " تقصدين اول مرة التقيتُ بها ؟ مؤكد... جمالها .. وااااو.. صارووووخ"
كان واضحا ليحيى ان رقية تحاول الظهور بمظهر اللامبالاة لكنها فشلت تماما وبدت محبطة رغم الابتسامة العالقة بفمها .. يتجاهل يحيى ما يراه فيها بينما يضيف وهو يهز كتفيه مدافعا عن نفسه بفكاهة
" لن اكون رجلا طبيعيا ان لم اتاثر بها .."
فتسأل او تتساءل بجرأة " ألم تتغير نظرتك للنساء بعد ان عشت لسنوات طويلة في بلاد الغرب ؟ اظن رؤية الشاب الغربي للشابة تتعدى الاعجاب الخارجي بحسنها وجمالها .."
يمعن فيها النظر لكنها ما زال يمازحها باسلوبه " اسف لتخييب ظنك .. "
هذه المرة أفلتت منها لمحة غيرة وبعض فقدان السيطرة وهي تقول باندفاع غير مألوف منها

" في هذا انت تشبه رعد ايضا .. قد تكون الغربة غيرت فيكما الكثير من الطباع الخارجية والتصرفات وحتى الذوق .. لكن في الانجذاب التلقائي للنساء الجميلات لم يتغير فيكما شيء .."
يلتقط بداية الخيط ليفتح حوارا اعمق يدور حول رعد تحديدا فيسأل بفضول وهو يشجعها ضمنياً لتمضي قدماً
" ايضا ؟! ماذا تقصدين بـ(ايضا) ؟"
بدت اكثر من مهتمة لتجري هذا الحوار حتى اخره فتسأل وكأنها تطلب موافقة
" هل نتكلم بصراحة ونتناقش بحرية ؟"
فيرد باهتمام " اجل .. بالطبع .."
عندها ردت رقية بجرأة وغرور وعيناها تلمعان كقطة تتربص بغنيمة صغيرة " اراه يشبهك في الكثير .. نفس الانفتاح .. نفس المرونة .. نفس اسلوب التفكير .. حتى اهدافه في الحياة وكيف يحققها يشبهك فيه .. وكل هذا مصدره واحد .. "
يضيق يحيى عينيه قليلا وهو يرد " هل تظنين رعد يشبهني لاننا قضينا سنينا في بلاد الغرب؟"
فترد بثقة عالية " مؤكد ... هل تنكر ان كلاكما تحبان الفتاة الجريئة بينما شبابنا هنا يفضلون الفتاة المتحفظة الصعبة المنال..؟ "
للحظات صمت يحيى بينما يشعر انه يواجه معضلة ! قال لها بتأن وهو يسترخي متراجعاً في كرسيه " لكنك مخطئة.."
تتساءل بتشكك " ماذا تقصد...؟"
بهدوء بالغ وتركيز رد يحيى " رعد مختلف عني كثيرا في شخصيته ورؤيته للحياة .."
ثم صمت للحظة ينتظرها تستوعب الجملة جيدا قبل ان يضيف " كما ان من الخطأ الشائع عندنا كعرب او شرقيين هو تعميم النظرة على حياة الغرب .. الناس في امريكا مثلا مختلفون عن كندا .. مختلفون عن اوربا.. بل ان الاوربيون انفسهم مختلفون فيما بينهم .. الفرنسيون ليس كالانجليز وليسوا كالاسبان .. كل بلد له طبيعة ناسه وخصوصية مجتمعه والعادات السائدة فيه، مع بعض التشابه طبعا في نقاط معينة.. كما من الخطأ اعتبار كل من عاش في امريكا سيصبح بعقلية واحدة موحدة .. "
كانت رقية تستمع اليه وهي تشعر انها ينقصها الكثير .. وهو شعور لم تحبه !
عاد اسم غيداء يرن في رأسها كأجراس الخطر وربما الذعر وشعرت بحاجة ماسة ان تعرف المزيد عن رعد ...
كانت مشوشة وهي تسأل بهذا التشوش
" لكن .. الا ترى حقاً ان رعد مثلك ؟ تعجبه الفتيات الجريئات كـ .. حبيبة ؟"
كان وجه يحيى غامض التعابير وهو يرد بنفس الهدوء " لا اعلم عن رأي رعد في النساء.. لم أصل معه لهذه النقطة من المعرفة.. لكني اعلم عن يقين ان حكمك على اختك حبيبة مشوش بعض الشيء .."
تتساءل رقية بدهشة " ماذا تقصد بمشوش ؟"
فيرد يحيى " حبيبة ليست جريئة التصرف.. هذه ستكون نظرة سطحية لها وكثيرون ربما فهموا شخصيتها بشكل خاطئ .."
تزداد فضولا ولهفة لتعرف فتسأل بإلحاح " اذن كيف ترى حبيبة ؟ اعني كيف رأيتها من البداية لتحبها وتطلبها للزواج .."
فيبتسم ثم يقول بفخر تلقائي " حبيبة جريئة الفكر برية الروح تتنفس الانطلاق طبيعية دون تزويق وتفعل ما هي مؤمنة به وهذا اعجبني للغاية ووجدته مميزاً فيها .."

بدت كطفلة صغيرة مبهورة وهي تحدق فيه بينما تتمتم بغيرة محببة " انا .. احسد حبيبة لانها حظيت بك .."

يضحك يحيى قليلا قبل ان يقول " يوماً ما ستحظين بمن يعرفك جيدا هكذا .."

تطرق بعينيها ويدها تتلاعب بحافة المكتب بينما يضيف يحيى باسلوبه الناعم الجاد

" من المهم يا رقية ان نعرف شريك العمر بشكل صحيح دون تصنع سرعان ما ينكشف بعد الزواج .. الشريك لا يعني الحب فقط وانما يعني شراكة في الحياة باسرها .. ان نقف جوار بعض ونحن نمر بالازمات معاً ونتشارك الافراح معاً ايضا.. ان ندافع عن بعض ونحمي بعض ... "

رفعت رأسها تحدق فيه بنظرة لامعة متأثرة بينما تتمتم بغصة رقيقة " والداي كانا .. هكذا ... دوماً رأيتهما بعين الكمال ... وسأظل اراهما هكذا حتى اخر عمري .. الحاج يونس وقارورته الاجمل ... حكاية لن تتكرر ولن يأتي مثلها ابدا .."

اصابعها التي كانت تتلاعب بحافة المكتب قبل قليل اصبحت ترتعش في مكانها وعينا يحيى تمعنان النظر في تعابير وجهها ثم تنتقلان لتلك الاصابع المرتعشة فيقول

" رحم الله والدك .. كنت اتمنى معرفته عن قرب .. شخصية استثنائية حقاً وقد ترك اثره فيكن بشكل كبير.."

ابتلعت غصتها وتشبثت اصابعها المرتعشة بحافة المكتب لتوقف ارتعاشها بينما تعافر من اجل استعادة تماسكها قائلة بنبرة مرتعشة فيها الكثير من الشقاوة العابثة التي تتخفى خلفها " انت متهاون كثيرا يا حضرة المدير .. الا يفترض ان تحاسب رباب العطار على تأخرها هذا ؟"

فيأتيها الرد من عند الباب " رباب العطار هنا يا كل الرقة .. لم اظنك ستظلين بانتظاري كل هذا الوقت !"

وقفت رقية على قدميها بارادة صلبة لتظهر قوية ثابتة وهي تلوح ليحيى تودعه بتلك النظرة الشقية اللامعة بينما تتقدم من اختها وتسحبها من يدها لتخرج بها مغادرة مكتب يحيى وهي تقول بتدلل " كنت بانتظارك لاقيس الفستان الجديد.. شعرت بالملل لوحدي هنا لآتي اخيرا واتطفل على يحيى.."

لكن نظرة من رباب اليها وعلمت ان رقية الان ابعد ما يكون عن .. الملل ..

يراقب يحيى رحيل الاختين ويركز على رقية بالذات وتلك النظرة العازمة في عينيها ..

يستعيد كلامها الاخير عن حكاية والديها..

اثار استغرابه الشديد انها لم تلمح حتى لزواج والدها باخرى بل تجاهلتها وهي تصف المثالية العاطفية في حكاية والديها..

لقد كانت تعاني وهي تتجاهل هذا الجزء ..

هل تعيش رقية صراعاً كهذا منذ طفولتها ؟

صراع بين حقيقة تؤذيها وتركت اثرا مؤلما عميقا فيها وبين تجاهل تام لتلك الحقيقة فترفضها بتبجح سافر وتقاتلها بضراوة !

يعقد يحيى حاجبيه وهو يعيد التفكير من جديد بكل ما يخص رقية ..







يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:19 PM   #5486

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مكتب رعد ..(مكتب حبيبة سابقا)



يرتشف من قهوته وهو يرخي جفنيه يحاول ممارسة الاسترخاء العقلي حتى يستعيد هدوءه ويعود للتركيز في عمله ..

كان مبتهجا في الصباح ويعمل بحماسة وخطط تسويق جديدة لدار الازياء امتلأ بها رأسه وقد أخذ يخربش بنشاط على الاوراق مدوناً الخطوط العريضة لها ..

كل شيء كان رائعا بعد ليلة نام فيها نوماً هانئا وكأن لم يحصل معه شيئا بالامس .. وكأن عقله اقصى تماما ذهابه للمستشفى وكل القذارات التي علقت به هناك كانت قد تلاشت .. تلاشت حالما رشته رقية بالماء وكأنها غسلتها عنه تماما لتنتابه حالة صفاء مذهلة ...

انحني قليلا للامام ويده تمتد ليمسك بالقلم.. ظل للحظات طوال ينقل نظراته بين القلم والورق وصوت غيداء لا يكف عن محاصرته .. تتوتر يده كما يتوتر جسده ..

عندما اتصلت به قبل قليل كان الاتصال من هاتف عمه كما فعلتها معه بالامس ..

ورغم شكه انها قد تكون المتصلة الا انه لم يستطع عدم الرد .. بل جفت الدماء في عروقه وهو يتخيل ان عمه فارق الحياة ...

لم يتردد وهو يفتح الخط ليأتيه صوتها وهي تهمس له بحرارة عاطفية ودون اي مقدمات

( قضيت الليل احلم بك... معي ...)

للحظة انخرس لسانه وتشنج جسده بالكامل لتضيف هي الوقود على النار بهمسها الفاجر

( هل تعلم ان رائحة جسد عبد السلام تشبه رائحة جسدك ؟! اظنها الوراثة .. عجيبة رائحة الاجساد كم تثير المخيلة الجامحة.. لم اعاشره يوماً الا وتخيلته انت ..! برائحتك الخاصة الحميمية عندما كان يأخذنا الهوى بعيدا عن العالم أجمع..)

انكسر القلم في يد رعد وهو يسحق اسنانه ويهمس لنفسه بتعنيف قاس للذات

" لم يكن كافيا ان اخبرها ان لا تتصل مرة اخرى .. ولن يمنعها قولي لها انها مريضة وتحتاج مصح .. كل هذا ليس كافياً لاوقفها وابعدها عني .."

لم يعد يحتمل البقاء هنا مع نفسه اكثر من هذا .. التقط هاتفه وليفتحه ويتصل بعبد الرحمن ...







مكتب رباب




كانت رقية تنظر لصورتها في المرآة وهي ترتدي الفستان الذي ما زال في مرحلة التفصيل والدبابيس مثبتة فيه ..

في الواقع هي كانت تنقل نظراتها بين صورتها المنعكسة وبين وجه اختها رباب الصامتة وهي تنحني للارض وتثبت لها مزيدا من الدبابيس ...

السكون الذي حظيت به بصمت اختها رباب اعادها لتوازنها الكامل ثم اخذت تعود تدريجيا لروحها الاصلية واهدافها ... وبكل سلاسة تزيح من نفسها اي شيء يجعلها.. اضعف.. وتركز فقط على ما يجعلها اقوى ويشحذ همتها لتحقيق اي هدف تريده ...

وهدفها الآن يدور حول رعد .. يرتجف قلبها فرحاً عاطفيا انثويا وهي تعترف انها .. تحبه ..

اجل تحبه .. وتريده .. وسيكون لها ..

اخذت انفاسها تتسارع في استجابة حلوة لذيذة كأنها عادت بقلب رقية المراهقة وهي تنظر للفستان الاحمر الذي سترتديه في حفل عقد قران شذرة ومصعب وهذه المرة مؤكد سيكون رعد موجودا وسيراها فيه ... لكن .. ترا .. هل سيعجبه ؟

انه خبيث وتكاد لا تعرف متى يقول الحقيقة ومتى يشاكس ليغيظها بكذباته ..

لكن كل هذا يجب ان يتغير .. وستعمل على تغييره..

كلام يحيى افادها كثيرا .. عليها ان تعرف رعد بعمق قبل ان تعرف اسراره ..

اذا عرفته جيدا ستكون قريبة جدا منه وعندها هو بنفسه من سيخبرها بأدق اسراره ..

ولن يشعر كيف ستتسلل ببطء حتى تحتله بالكامل .. انتشت بالفكرة ... ثم فجأة توجعت وهي تطلق الـ آآآآه وتنظر لاختها بحنق قائلة " لقد شككتني بالدبوس ! هل فعلتها عن عمد ؟!"

الدبوس الذي شكتها به رباب ما زال في يدها وهي ترفع رأسها لاختها تناظرها بعينين متفحصتين ثم تقول ساخرة " قل ربما تحتاجين ان تفيقي قليلا قبل ان يغمى عليك من كثرة التنهد ..! "

تلاقت النظرات بين الاختين للحظات طوال قبل ان تضيف رباب بجدية " اظننا يجب ان نتكلم رقية .. حديث مهم من اخت لاخت .."

لم ترتبك رقية حتى ! بل ردت بمراوغة وهي تبتسم ابتسامة شقية مغيظة

" فليعن الله عبد الرحمن على جديتك المفرطة يا قرفة..!"

ثم تنغزها (بدبوسها الخاص) وهي تثير حفيظة اختها الخجول وحياءها المبالغ فيه مضيفة بسؤال مشاكس جريء " بالمناسبة .. نظراً لجهود عبد الرحمن العاطفية الحثيثة منذ ليلة عرسكما الا يوجد صائغ جديد قادم في الطريق ..؟ "

تتأوه رقية متوجعة بقوة اكبر وتضحك في ذات الوقت وقد نغزتها رباب بالدبوس مرة اخرى ثم وقفت على قدميها وهي تعبس بوجه متورد توبخها بحنق " قليلة الادب .. وستظلين دوماً معدومة الحياء ..."

تضحك رقية من قلبها بينما ترفع رباب الدبوس بتهديد لشكة ثالثة عندما سمعا طرقا على الباب وصوت رعد يقول

" هل يمكنني الدخول يا فتيات ؟"

تلقائيا سارعت رقية لتمنحه الاذن قبل ان ترفض رباب وهي تستعد بوقفة حلوة بفستانها الاحمر وقلبها النابض المتلهف " ادخلللللل .."

دخل ...واخذ قلبها كله بدخوله ..

بدا مشعث الشعر قليلا وعيناه لامعتان بشيء غريب مخلوط مع بعض الشقاوة .. حاجباه الحادان كانا ملفتين بطريقة جذابة للغاية ..

وكأنها لم تره قبل قليل فقط !

يخطفها خطفاً هذا الساحر الدجال ..

تتسع ابتسامته كثيرا وعيناه تمران بتدقيق ذكوري عفوي على فستانها الاحمر فيقول بنفس العفوية مع بعض الجرأة " لو كان هذا الفستان الخلاب مكتملا لقلت احضري به دعوتي .."

تضحك رقية بارتعاش لم تستطع السيطرة عليه بينما كلها يزغرد في فرح عارم لتدخل اختها على خط الحوار وهي تتساءل بعبوس وجدية " اي دعوة يا رعد ؟!"

فيرد غامزا وهو ينقل نظراته لرباب

" قررت ان اخذكم الى مطعم مشهور مطل على النهر، يقدم افضل سمك مسكوف عراقي في العاصمة ..."

تعترف رقية ان المفاجأة اخرستها للحظة بينما رباب تنظر اليه وكأنه يقول دعابة عجيبة !

ليلوح رعد بيده وهو يحثهما بالقول " هيا لماذا تنظران الي وكأنني مجنون ! يحيى خرج بالفعل ليحضر حبيبة وسكينة من البيت وعبد الرحمن قادم في طريقه الينا .."

تهتف رقية وهي تخرج من حالة الخرس

" خمس دقائق وسنكون جاهزتين .."

تعاوده نفس الابتسامة وهو ينظر للثوب ويقول " خسارة انه ليس بجاهز ..! "

ثم يغادر مغلقا الباب خلفه وهو يتحرك بحيوية ...

سارعت رقية لتتحرك حتى تغير الثوب لكن رباب امسكتها من ذراعها وهي تسألها بجدية

" الى ماذا تريدين الوصول رقية ؟"

ترمش رقية وهي تدعي عدم الفهم متسائلة ببراءة " ماذا تقصدين ؟!"

فترد رباب باسلوبها الصريح المباشر

" اقصد رعد .. "

كانت رقية مستعدة تماما لهذا ولذلك اتقنت بالكامل ردة فعلها وهي تضحك بخفة ثم تميل لتقبل وجنة اختها وتقول بحلاوة

" كالعادة تبالغين بحمايتي.. متى ستعترفين اني مختلفة عنك .. ؟ وتتقبلين اسلوبي في التعامل مع الاخرين.."

فتسأل رباب بنفس الصراحة والجدية

" هل تقولين ان رعد مجرد واحد من هؤلاء (الاخرين) ؟"

فتهز رقية كتفيها وهي تتحرك ناحية العازل الخاص لتغيير الملابس وتتمتم بنبرة خفيفة حلوة " بالطبع ! "

تخلع فستانها الاحمر ثم تمد رأسها بشقاوة من خلف حافة العازل مضيفة " لكني اعترف انه شخصية مختلفة عمن عرفتهم .. ينفع كصديق ممتع .."

تتقدم رباب خطوة لتقول بحزم " ليس لدينا في اعرافنا ما يسمى بـ (صديق ممتع) "

تتأفف رقية وهي تواصل لعب نفس الدور فتقول " رباب ... قلت لك لا تبالغي .. انا لم أعد طفلة او مراهقة .. انا الان معيدة في الجامعة واتعامل مع الكثير من الرجال .. عليك تغيير نظرتك الي .."

ثم تخرج من خلف العازل وهي ترتدي ملابسها الاولى التي حضرت بها الى الدار وبينما تحني رأسها وتحرك قدمها لتضعها في حذائها تتمتم رباب بنبرة ذات معنى متشكك واضح

" اتمنى هذا رقية .. اتمناه لاجلك .."

تضع رقية قدمها الاخرى برشاقة في فردة حذائها الثانية ثم تستقيم فوق كعبها العالي شامخة وتقول بابتسامة واسعة جدا

" وانا كل ما اتمناه حاليا .. ان يكون السمك المسكوف على مستوى ما قاله رعد .."

تتحرك ناحية المرآة وترتب شعرها وتجدد تبرجها بعناية بينما تلتزم رباب الصمت وهي تراقبها بشرود ...

وعندما أكملت رقية ما تفعله اخرجت عطرا من حقيبتها ورشت رشتين قبل ان تتقدم اختها وتقول " هيا يا رباب .. وكفاك جدية وعبوساً .. ستحظين بالتجاعيد باكرا ان استمريت على هذا المنوال .."

ثم تضحك رقية وخطواتها المتلهفة تكاد تفضحها ... تكاد ...فقط !






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:20 PM   #5487

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت عائلة جوري



نظر الاب لابنته وهي تبتسم له وتمد له الملعقة ببعض الحساء لتطعمه ..

لم يفتح فمه بل ظل ينظر اليها فتساءلت ببعض الدهشة " ألم يعجبك الحساء ابي ؟ ظننته المفضل لديك ..."

قال لها وتعب المرض الطويل يرسم محياه العجوز " ما لا يعجبني هو حالك يا جوري.."

توترت لكنها اخفت توترها بعناية لتسأل

" لماذا ابي ؟ هل ازعجتك بشيء ؟"

عيناه الواهنتان تعاتبانها بينما يرد

" هل تكذبين على شيبتي ؟! ام تستغلين اني طريح الفراش ولا اعلم بما يدور في بيتي ..؟"

تعيد الملعقة في الصحن ثم تضع الصحن جانبا بينما تقول بتأثر لابيها " لا عشت ولا كنت !"

فاستعاد الاب واجهته القديمة القوية التأثير ليسألها " ماذا يحصل بالضبط بينك وبين زوجك ؟ وهل صحيح ما اخبرني به بشار انك تريدين .. الطلاق ؟!"

لم تعرف بم تجيب جوري .. لم يكن والدها في حالة تسمح بالنقاشات .. وهي من الاساس لا تريد مناقشة احد حتى والدها ..

تريدهم ان يتركوها فقط ولا يضغطوا عليها..

استاءت في داخلها من اخيها بشار وتصرفه باخبار والدهما ..

وكان والدها يقرأ افكارها ليقول بحنان " لا تعتبي على اخيك .. هو اخبرني قلقا عليك.. وانا لست اعمى يا جوري كي لا ارى تعابير الهم والحزن على وجه امك وهي تحاول جهدها اخفاءها عني او ان اغفل عن تعابير وجهك انت يا ابنتي بهذا التخبط الذي اراه جليا امامي .. كما اني مؤكد .. لم افقد عقلي بعد لاقتنع ان سبب بقائك هنا هو لاجل مراعاتي مع والدتك .."

نظرت في عيني والدها بشجاعة تعودها منها لتصارحه بالقول

" نعم لدي مشاكل مع مهند واريد الطلاق منه.. لكني اخذت بنصيحة امي واعطي نفسي الفرصة لاقيم الامور من جديد .."

اشفقت عليه وهي ترى الهم يثقل محياه المتعب من المرض متمتما " فكري في ابنتك صغيرتي .. ضعيها في حساباتك دائما.. كلما فكرت ان الطريق مسدود مع زوجك فربما طفلتكما الصغيرة هي المفتاح .."

اوجع قلبها وهي تراه يضعف هكذا ولا يحتمل فكرة (طلاقها) .. لا يحتمل ان تعيش حفيدته من فراق امها عن ابيها ..

لا تستطيع لومه .. ولا لوم امها ولا اخويها عمر وبشار ...

على الاقل هم يدعمونها ويقفون معها..

لو قارنتهم مع كل قضية تصادفها في مكتب سناء فيكفيها فخرا ان عائلتها رغم رفضهم للطلاق الا انهم معها دائما وكل بطريقته..

تذكرت عفراء .. تلك المرأة الصلبة التي تعافر بمفردها تماما .. والكل يقف بوجهها والكل يخبئ نفسه من اسبابها المنطقية للطلاق ويأبون حتى مناقشتها معها ..

رغم هذا فعفراء لا تنهزم وتسعى بكل اصرار كي تجد حياة تحفظ لها ادميتها التي تهان باهانة احتياجاتها كانثى ...

جاء صوت والدها وقد طال صمتها معه

" مهند يحبك يا ابنتي .. ان اخطأ بحقك حاولي ان تجدي له اي مزايا لتجعليها في الميزان وانت تعيدين تقييم الامور .."

ابتسمت لابيها ثم انحنت لتلثم كفه وهي تعده بالقول " ساحاول ... لاجل ابنتي ولاجلك انت وامي .. ساحاول .."

ثم رفعت رأسها لتنظر اليه برجاء خاص مذكرة اياه بـ (جوري الصغيرة) عندما كان تحنن قلبه ليرضى عن امر مهم لها يرفضه هو

" لكن بالله عليك يا ابي لا تضغط علي .. وثق اني ساختار الصحيح وما يناسب حياتي وحياة ابنتي .."

يهز الاب رأسه ويرخي اجفانه وقلب جوري توجع للهم الذي لم يفارقه ..

دخول هادئ لامها وهي تناديها بهمس

" جوري .. تعالي .. "

كانت تشير لها برأسها في نفس الوقت فاستغربت جوري قليلا بينما تغادر جوار ابيها ثم تترك غرفته لاحقة بخطوات امها نحو .. غرفة الضيوف ..

وقبل ان تدخل همست لها امها بحزم " زوجك هنا .. كوني لطيفة معه .. لا يبدو على ما يرام .."

نظرت لامها نظرة دلالة يأسها من استمرار محاولاتها الدؤوب لتذكيرها انه (زوجها)..

قالت بهدوء لوالدتها " هلا تركتني معه بمفردي رجاء .."

تتحرك الام وهي تقول " انا سأذهب لابنتك .. انها تلعب بالماء في حوض الاستحمام .."

تأخذ جوري نفساً عميقاً وهي تحدق بالباب المغلق .. مضت الايام السابقة رتيبة جدا ..

تقضي النهار ما بين مراعاة والدها وابنتها وعملها في المحاسبة الذي تنجزه في البيت وما بعد العصر تذهب لمكتب سناء لتدخل عالما ضجيجه عال للغاية .. وكأنه صرخات نساء من كل نوع وشكل ومستوى اجتماعي ومادي..

حتى النساء المتجنيات على ازواجهن يصرخن !

يصرخن طمعاً في قشور الحياة وهن يظنن ان تلك القشور ستحميهن وتكون سندهن في المستقبل ...

ووسط يومها الطويل تلتقي مهند مرتين كالمعتاد .. عندما تعطيه ابنتهما وعندما تعود لاخذها بعد انتهاء عملها في مكتب سناء...

لكنه في الايام الاخيرة بدا متعباً للغاية ولم يعد يكلمها حتى .. ليس عن عمد منه ولكنه بدا مشغولا جدا بعمله ومتوترا بشكل واضح مع صديقه مجد ...

اما احساسها الشخصي به فهو احساس المراقبة والتحليل ..

فبعد ان خفت احساسها بالاشمئزاز مما اخبرها عنه اتخذت موقعاً نائيا في زاوية غير مرئية تراقب زوجها وتفكر و... تقارن ..

قلبها .. يخفق احيانا في شوق عذب اليه !

لكنه شوق اعتادت وجوده دون ان تضعف امامه..

شدت عزيمتها وعفويا نظرت لجلبابها الازرق وتذكرت انه .. يحبه !

فتحت الباب وهي تستعد لرؤيته باعصاب باردة فتلقي التحية وهي تثرثر بشكل طبيعي

" مرحبا مهند .. هل حضرت لتأخذ قطر الندى بنفسك اليوم ؟"

عيناها تطرفان لساعة الحائط دون ان تنظر نحوه وهي تضيف " لكن الوقت باكر جدا ! ما زلنا في الظهيرة .."

وبنفس الهدوء حولت عينيها من الساعة اليه... اتسعت عيناها قليلا بدهشة قلقة وهي ترى حالته المزرية !

بدا واضحاً انه منهك في جلسته على الاريكة .. وشعره مشعث وملابسه مدعكة .. ومن احمرار عينيه والظلال السوداء تحتهما تجزم انه لم ينم جيدا ليلة الامس ..

كان يجلس باسترخاء المتعبين وكانه يكاد ينام على الاريكة الانيقة بينما يرفع كفه ملوحاً لها بصوت خافت متعب

" احتاج .. مساعدتك .. "

تقترب بخطوات واسعة ودون ان تفكر حتى تجلس جواره فتتنبه للاوراق الموضوعة على الطاولة امامه وجوارها فنجان قهوة لم يشرب منه الكثير .. تسأله بقلق مضاعف

" ماذا هناك ؟! تبدو منهكاً للغاية ..."

عيناه ذابلتان ثم داعبت ثغره ابتسامة صبيانية محببة وهو يطلب بتدلل شقي

" اريد فنجان قهوة من يديك اولا .. امك لا تجيد عمل القهوة للاسف .. فسارعي لاسعافي قبل أن يسقط رأسي في اية لحظة وانام في حجرك !"

بعين متفحصة ترى شحوب وجهه بوضوح فتقف على قدميها وتقول بتلقائية ونبرة جادة حازمة " انت تحتاج لبعض الطعام مع القهوة .. والا ستصاب بتسارع في نبضات القلب كما يحدث لك احيانا عندما تنسى ان تأكل .."

تتحرك في نفس الوقت بينما تسمع همسه الخافت الناعس وكأنه يهذر في نومه

" احب جلبابك هذا .. دوما احببته ..."

تغمض عينيها وتخرس نبضات قلبها المستجيبة .. توجعها تلك الاستجابة ..

ثم تمضي بهدوء لتغادر غرفة الضيوف ...



بعد عشر دقائق عادت اليه بشطائر بسيطة وبعض الفاكهة التي يحبها وفنجان قهوة برائحة مميزة عطرة ..

توقعت ان تراه نائما على نفسه لكنها تفاجأت به قد فرد الاوراق على الطاولة ويحملق فيها بعبوس وكأنه في معضلة غير قابلة للحل..

رفع رأسه حالما دخلت ودون ان ينظر للصينية العامرة التي احضرتها اليه قال لها بجدية

" الحسابات المالية غير منضبطة على الاطلاق .. انا ومجد فشلنا تماما .. والافدح معاملة الضرائب تحتاج بعض الامور التي لم نستطع توفيرها ..."

تقدمت اليه ووضعت الصينية على طاولة صغيرة وجرتها لتكون جواره وأمرته بنبرة امومية " اشرب قهوتك وكل بعض الشطائر والفاكهة ريثما اطلع على الاوراق .."



مضت ساعة.. وربما اكثر .. دون ان ينتبها حتى لمرور الوقت ..

نقاش واقتراحات وترتيب اوراق وكتابة ملاحظات ..

الاثنان حتى لم يشعرا بدخول والدة جوري ثم انسحابها السريع دون ان ان تقول كلمة ...

كانت في داخلها كأي أم .. تريد ابنتها سعيدة مع زوجها .. تريد ان لا توصم بلقب (مطلقة) ...

رغم انهاك مهند واستنزاف قواه تقريبا الا انه بدا مرتاحا والامور تأخذ نصابها بعد ان ساعدته جوري فيها ...

رن هاتفه فكانت مكالمة من مجد ليبشره مبتهجاً ان الامور ستكون بخير ..

اغلق الخط وهو يلملم الاوراق ويرتبها على عجل ثم يقول " مجد يحتاجني في الحال .. جاءه زبون يسأل عن عقـار في حي معين ليس لمجد فكرة عنه .. يجب ان اذهب في الحال.."

تراقبه جوري بصمت .. تراقب ذراعيه نزولا لكفيه اللتين تلملمان الاوراق ..

ودون شعورها تعقد حاجبيها وهي تفكر بكل ما اقترفته هاتين اليدين من ... مصائب !

بغتة شعرت براس مهند يميل اليها وقبل ان تدرك ما يفعل كانت تلكما الكفان تحاوطان وجهها و... قبل... ان تعترض كانت شفتاه تأسران شفتيها في قبلة خاطفة حارة جدا وحميمية جدا ... جدا ...جداااا...

ثم ابتعد وهو يهمس بصوت عميق أجش

" انت منقذتي يا سومرية ..."

وفي اللحظة التالية كان يحمل الاوراق ويهرول مغادرا وهو يقول انه سيكون بانتظارها لتلحق به بعد ساعة حين تحضر قطر الندى اليه في المكتب ...

ظلت تحدق في اثره الغائب دون ان يغيب اثر شفتيه عن شفتيها ...





يتبع ..



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-07-18 الساعة 09:43 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:21 PM   #5488

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في السوق الكبير للعاصمة

يتحرك خليل بهمة وهو ينقل الصناديق داخل المحل بينما يحشر هاتفه النقال بين خده وكتفه ويكلم بتول وهو عابس قائلا

" كيف لا تريد الذهاب للجلسة ؟! هذا سيؤذيها .."

يأتيه صوت بتول بجموده المألوف

" انا انقل لك ما تقوله هي لي .. لكني اظنها شخصيا تضغط عليك .."

يتنهد خليل وهو يضع الصندوق ارضا ثم يعتدل بجسده فيأخذ بعض المناديل الورقية ويمسح عرق وجهه ثم يقول

" كنت اتوقع امرا كهذا .. لكن اخاف ان تكون جادة في اصرارها على الرفض .. لا اعلم كيف يجب ان اتصرف .. هل اكسر بالاتفاق بيني وبين حذيفة ؟!"

عندها نبض صوت بتول بالحياة بعيدا عن جمودها ذاك لتقول له زاجرة بقوة " اياك يا خليل .. اياك ان تستسلم لهذا الضغط منها .."

يصب لنفسه بعض الماء البارد ثم يروي ظمأه قبل ان يقول باحباط " ان لم تذهب فلن يكون امامي خيار اخر .. انا فعلت كل هذا كي تحظى بعلاج لا استطيع توفيره لها.."

عندها قالت بتول بنبرة مختلفة تفيض شجنا وانسانية " وانا فعلت هذا لاجلك انت بني .."

تفاجأ خليل وتأثر في نفس الوقت عندما نادته (بني) ... ربما تكبره بتول قرابة العشرين عاما لكنه لم ينظر اليها يوماً انها كأم .. حتى انه لا يناديها بـ (خالة) بل باسمها المجرد ...

صمت للحظو ثم سألها بدهشة " ماذا تقصدين بتول ؟ هل ضغط عليك حذيفة كي تفعليها لاجل ابعادي عن اشجان ؟"

فردت بتول " بل انا من اقترحت عليه بنفسي .. لا اريدك ان تضيع حياتك كما ضاعت حياتي .. لا اريدك ان تصاب بالجمود مثلي .. يجب ان تشق طريقك وتنسى احزانك وتتجاوز خساراتك التي لا اعرف عنها شيئا لكني .. اشعرها ..."

سرحت عينا خليل للشارع يراقب الرجل العجوز الذي يدفع عربة خشبية للتحميل والعرق يتصبب منه والفقر المدقع ينهك سنيّ عمره..

تعابير وجه العجوز الكالحة اشعرته بالحزن..

يستطيع ان يتخيله يكدح في هذا العمل منذ صباه كي يكسب لقمة العيش ..

ربما كان العجوز في شبابه متفائلا بالمستقبل ولديه امال وطموحات ليحققها .. لكن تمر السنون وهو يدفع العربة ذاتها ...

تصلبت ملامح خليل الوسيمة بالعزم واقسم في داخله انه سيقهر فقره ولن يستسلم لظلم هذا الزمن الصعب ...

اقسم ان يحول كل هذا الغضب الى طاقة لا تنضب يصرفها في العمل ليل نهار ...

وكل خسارة في حياته يقسم بالله ثلاثا انه سينحت في الصخر كي يعوضها..

أتاه صوت بتول اقرب للتوبيخ منها للمديح

" انت شاب حنون وطيب لدرجة مخيفة احيانا لانك تتهور بسبب طيبتك هذه ..والاسوأ انك تملك رجولة وانسانية يستغلها امثال اشجان .."

قال خليل بهدوء " اشجان ضحية يا بتول .. "

فترد بتول بقناعة " هي ضحية نفسها قبل ان تكون ضحية المجتمع يا خليل .. نفسها آثمة قبل جسدها الذي باعته رخيصا ومرارا .. يكفي ما تحاول فعله معك دون اعتبار لسمعتك ومستقبلك .. انها لا تهتم ان جرتك للتهلكة معها .. "

فرد خليل ببساطة " هي لا تقصد جري للتهلكة .. هي فقط لا تحتمل ان تكون وحدها فيها ..."

تتنهد بتول وهي تتمتم " ألم اقل لك ؟! انت مخيف بطيبتك .. فعل ابو سعاد خيرا بك عندما منعك عنها .."

يتبسم خليل معلقاً على كلامها " ابو سعاد يفعل دوماً الخير بي .. لولاه لما رأيتني (خليل) الذي ترينه اليوم وتوبخينه على طيبته .."

فردت بتول " جازاه الله الف خير .. "

يسأل خليل وهو يعود للموضوع الاساسي لمكالمة بتول " الآن ماذا سنفعل بخصوص أشجان ؟"

ردت بتول وهي تعود لنبرة الجمود " الجلسة غدا .. ان كلمتك فلا ترد عليها .. انا ساخبرها انك مشغول جدا ولا ترد على مكالمة احد .."

فقال خليل ببعض الاستغراب " اليس الافضل ان اكلمها لتهدأ قليلا وربما اقنعها .."

لكن بتول اصرت بالقول " ثق بي يا خليل .. أشجان ليست هذا النوع من النساء .. ان منحتها اكثر فلن تفهمه كانسانية منك بل ضعف تريد استغلاله .. انا كلمتك لاحذرك من ان تستطيع التأثير فيك .."

قال خليل متنهدا بعجز " انها لم ترد على مكالماتي البارحة .. "

فتؤكد له بتول " لانها تضغط عليك وتثير قلقك عليها وتجعلك تنتظر مكالمتها .. ان كنت تريد صالحها وحماية نفسك في ذات الوقت فالتزم باتفاقك مع ابي سعاد .. "

يهز خليل رأسها متمتما " نعم .."

بينما تضيف بتول اخيرا " باذن الله الامور ستسير على خير .. "

بينما يغلق خليل الهاتف مع بتول فجأة لمح في الشارع فتاة هيفاء بشعر يميل للشقرة ..

خفق قلبه بعنف وخرج كالغبي من المحل يلاحق تلك الفتاة ، بل وبكل غباء الشوق ناداها دون ان يشعر ... " شذرة ...."

لا ترد عليه ... فيحث الخطى حتى كاد يهرول بين زحام المارة لكنه لم يتوقف .. كان يشق الطريق شقاً حتى يصل اليها ونبض القلب يرتفع في ضجيج صاخب يصم اذنيه ..

يلهث وهو يصل اليها اخيرا مناديا " شذرة .."

التفتت الفتاة بوجهها اللطيف الابيض وعينيها البنيتين تناظرانه بدهشة وبعض الارتياب ثم تتورد قليلا متأثرة بوسامته فتبتسم ترد عليه " عفوا .. انا لست شذرة .."

يبتلع الغصة الحرّاقة ويتحمل وجيعة قلب مشتاق بجنون ولا يعرف النسيان..

اشتاق للسمرة الدافئة والعيون الشذرية وعبق الحياء وشجن النظرة وابتسامة الخجل ..

اشتاق للجمال الرباني وحُسن ما بعده حُسن..

يطرق بنظراته وهو يلوح للفتاة المجهولة معتذرا ويعود لمحله وهو يقسم قسماً جديدا انه سيفعل المستحيل لينسى ...

ان لم ينسَ فكل جهوده ستضيع سدى ..

مهما بلغ شوقه .. حتى وان فاق الشوق الألم .. فيجب ان يتعلم الاحتمال ..

وليتهم الكل يعلمون ..!
ليتهم يعلمون ان احتمال الألم أخف وطأة من احتمال الشوق لرؤية وجه المحبوب..







محل راقٍ للاثاث وسط العاصمة






تحدق في .. لا شيء ... عيناها سارحتان في نقطة غير مرئية قد تكون خزانة ملابس او سرير مزدوج او ... اي شيء ...

لا تشعر بما حولها الا كاصوات مختلطة أقرب لضجيج خافت بعيد..

فجأة اجفلت ويد حانية تمسك ذراعها بتنبيه وصوت (حماتها) يناديها " شذرة ... شذرة .."

نظرت لحماتها القصيرة القامة فتبتسم عفوياً لوجهها المحبب وهي ترد عليها " نعم خالتي .."

وقبل ان ترد حماتها تسمع .. صوته .. هو من سيكون زوجها خلال اقل من اربعة اشهر

" امي تناديك منذ فترة وانت تسرحين بعيدا "

التفتت اليه قليلا فتراه بوقفته المتراخية او.. يريدها هو ان تبدو متراخية ..

طويلا نحيلا ... غير هذا ليس فيه ما يميزه عن شباب العاصمة ..

لم تكن تعرف انه يبذل جهدا كبيرا ليبدو بهذا التراخي بينما داخله يغلي كمرجل !

لا تعلم انها مع كل نظرة شرود فإن عقله يفسرها بألف سبب وسبب ...

كما لا تعلم .. انه دوما يراقبها ويراقب كل نظرة تتوجه اليها من قبل اي رجل ...

الشك .. نعم هو مريض بالشك .. ولم يكن سهلا ابدا ان يجد فتاة كشذرة .. تحمل جمالا خاصا وحشمة وحياء وبراءة ...

لكن مع هذا الشك يتأجج فيه مشتعلا.. والف خيال وخيال هم وقود دائم لذاك الاشتعال الذي يجيد حجبه عن الجميع ...

خيالات لا تأتي من العدم ..

كصاحب المحل مثلا الذي لم يكف عن الابتسام .. قد تكون ابتسامة مجاملة لأي زبون لكن مصعب يراها ابتسامة اعجاب بخطيبته .. وربما هي تشجعه !

ولم لا .. الم تبتسم في المقابل ؟ ألم تنظر اليه بعينيها الجميلتين ومؤكد اعجبته ؟

اما هي فمؤكد يرضيها اعجاب الرجال بها حالها كحال اي انثى ...

تشتعل نيران الشك ومزيد من الخيالات تتراقص بتحدٍ في رأسه ..

بل ربما تعرف صاحب المحل من قبل .. من يدري ؟ ربما كانت على علاقة سرية به ...

" كنت افكر بالالوان .. لم استطع الرسو على لون محدد .. هل لون الخشب الطبيعي احلى ام اللون الداكن ..."

همدت النيران دون ان تنطفئ جمراتها بينما يعود مصعب للواقع بعيدا عن تلك الخيالات ليبتسم لخطيبته وهو يتقدم منها قائلا

" اظن اللون الداكن احلى .."

لكن امه تتدخل وتقول " بني .. دعها تختار ولتأخذ وقتها كما تشاء .. هذه ستكون غرفة نومها ويجب ان تحبها وتحب كل شيء فيها .."

تتورد شذرة عفوياً وهي تزيح نظراتها في خجل فيرضيه مصعب هذا بل ويسعى ليحصل على المزيد فيقول ببعض الوقاحة والشقاوة " انها غرفة نومنا انا وهي .. الا يحق لي ابداء الرأي وانا ساشاركها فيها ليل نهار ؟!"

اتسعت عيناه بنظرة متوهجة وهو يرى توهج وجهها بالحمرة وتوتر جسدها في ارتباك واضطراب انثوي بحت ...

نهرته امه " تأدب يا ولد .. الا تخجل من هذا الكلام .."

ما زالت عيناه مثبتتين على شذرة التي تتهرب النظر نحوه ونحو امه ليقول بمزيد من الجرأة

" ربما سعيت لهذا ..."

فتضحك امه بطيبة ثم تميل لعروس ابنها تقبلها على خديها ثم ترفع يدا حانية لوجهها تربت على خدها الاحمر وتقول " لا ألومك .. انها تزداد جمالا بحمرة خديها هذين .. بسم الله ما شاء الله على هذا الجمال الطبيعي المنير ..."

تتعثر كلمات شذرة بالخجل واحساس بالضيق تخفيه عنهما قائلة " يجب ان .. نعود .. خالتي ابتهال تنتظرنا .. على الغداء ..."

تضحك الام من جديد بينما شذرة تخطو امامهما تبدو للعيان وكأنها عروس خجلة لكنها كانت تعاني من شعور ضيق متزايد..

فكرة وحيدة ظلت تسيطر عليها وتخنقها..

كيف ... كيف ستتشارك مع رجل غريب غرفة نوم واحدة ؟!

لا ... ليست هذه الفكرة بالضبط ..

أصرت شذرة ان تجلس حماتها في المقعد الامامي جوار ابنها ودون ان تترك مجالا للاعتراض جلست في المقعد الخلفي ..

وبينما ينطلق مصعب بالسيارة التقت عيناها بعينيه في المرآة الامامية ... وعندها عاودتها نفس الفكرة لكن بوضوح اكبر ...

كيف ستتشارك مصعب تحديدا غرفة نوم واحدة ؟!

كيف ستنظر في عينيه وتطمئن ..

عيناه .. ماذا تقول فيهما؟!

ساعة تربكانها وتحيرانها.. و .. ساعة تغضبانها على نحو مجهول ... وساعة .. تسببان لها الاختناق بشعور غامض يوصله اليها كما حصل قبل قليل في محل الاثاث ..

عقدت حاجبيها وهي تفكر بعقلانية هذه المرة .. ستنتظر اسبوعا او اسبوعين وبعدها سترى احساسها ان كان سيتغير ...

فجأة سألها مصعب " بالمناسبة شذرة .. هل تعرفين صاحب محل الاثاث ؟"

استغربت شذرة سؤاله وهي تنظر لعينيه في المرآة فتراهما طبيعتين للغاية فترد عليه

" لم أره من قبل .. هذه المرة الاولى التي ازور فيها محل كهذا .."

يبتسم لها ابتسامته التي لا تحبها فيستفزها لتسأل " لماذا اعتقدتني اعرفه ؟! "

فيرد ببساطة " دون سبب .. فقط شعرت به من نظراته انه ربما يعرفك .."

كان الامر كريهاً للغاية ! الاحساس الذي يعطيه لها تكرهه ... ردت شذرة ببرود شديد

" لو كنت اعرفه لكنت اخبرتكم من البداية يا مصعب .. ولم ساخفي الامر ؟! "

ثم ادارت وجهها جانبا في تجاهل تام بينما تسمع حماتها تبدأ بثرثرة حلوة عن الاسواق وكان واضحاً انها تحاول تغيير الاجواء بعد التوتر الذي اشاعه ابنها باسئلته الغريبة ..




يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-07-18 الساعة 09:55 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:23 PM   #5489

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

المطعم ...



على انغام اغنية حاتم العراقي (شعلومه) التي تصدح في ارجاء المطعم يغني رعد ويتمايل بكتفيه يمينا وشمالا وهو يسير بين موائد الزبائن الذين يراقبونه بضحكات رنانة ..

يضع سبابة يده اليمنى على جبينه بينما يحمل فوق راحة كفه الايسر صحن المخلل وهو يتجه للمائدة حيث ينتظره رفاقه وهو ما زال يتمايل ويغني..

من جلستها جوار يحيى تراقبه رقية بقلب ينتفض تأثرا وهو يتحرك نحوهم ويثير احساسا عارماً بالحياة لكل من حوله ...

المجنون الساحر !

لقد فرض تأثيره حتى على اصحاب المطعم انفسهم وشارك بإعداد وشيّ السمك المسكوف بل واستولى على وظيفة النادل فيقوم هو بنفسه باحضار الطعام والمقبلات لمائدتهم...

تبتلع ريقها وتغزو قلبها الغيرة وهي ترى بضع فتيات وقحات يجلسن بمفردهن ويضحكن له وهن يشوحن بايديهن مع نغمات الاغنية الشعبية فيغمز لهن ثم ينحني بطريقة مسرحية لكل رواد المطعم حالما انتهت الاغنية ..

وما إن وصل قبالتها حتى اتسعت ابتسامة خاصة مشاكسة يوجهها لها ثم يدير وجهه لحبيبة ورباب الضاحكتين وهو يقول " هل لدينا ما يكفي من الرغيف الساخن ام اسرق المزيد ؟"

ينفجر الجميع ضاحكين بينما يهز عبد الرحمن رأسه ضاحكا وهو يقول بتوبيخ

" اجلس وكفاك فضائح لنا .."

تحاول رقية التخفيف من تأثيره الرهيب على قلبها فتلتفتت ليحيى تدعي سؤاله عن امر ما..

يراقبها رعد من طرف خفي وهو يجلس على كرسي قبالتها .. ولاول مرة يشعر بالضيق من وجود يحيى وهو منشغلة معه هكذا !

من زاوية اخرى من المطعم يراقب حارث وجه رقية ... ابتسامة صغيرة شامتة تشق فمه وهو يلتقط نظراتها المفضوحة لذاك الشاب الذي لم يعرها اي اهتمام خاص ...

تسأله زوجته وابنة عمه بعبوس " ما الذي يجعلك تبتسم هكذا كالاهبل ؟!"

يكشر في وجهها ويقول بتهديد مبطن

" امسكي لسانك والا تعرفين ان يدي طويلة عندما اغضب .. دعينا لمرة واحدة نخرج دون مشاكل ينتهي بغضبك في بيت اهلك .."

تنكمش زوجته بضعف بينما تتمتم بكلمات حانقة غير مسموعة ..

لم يهمه حارث من امرها شيء ...

ما يهمه الان فقط .. انه سعيد الى درجة لا توصف وهو يرى رقية العطار .. تقع !








انتهى الفصل الثامن عشر ... قراءة ممتعة



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-07-18 الساعة 09:58 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-07-18, 09:57 PM   #5490

سحر الصباح

? العضوٌ??? » 305988
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 288
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سحر الصباح is on a distinguished road
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
افتراضي

مساء الخيير اعجبني فصل كثيرا جدا واحب اشووف شذره تنتبه اكثر على شخصية خطيبها مريضه

سحر الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.