آخر 10 مشاركات
منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-18, 08:58 PM   #6151

Mena walid

? العضوٌ??? » 386254
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » Mena walid is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضووووووووووووووووور 💃💃💃

Mena walid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 08:59 PM   #6152

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الحادي والعشرون



" وقفت ببابك يا ابا جعفر واستحلفك بالله لا تردني خائبا.."

ترددت الكلمات كصدى للماضي في اعماق رضا فأخذت منه ما أخذت ... ثم أخذه الهوى ولوعة الحرمان ليحمله الى ذكرى قبل قرابة العشر سنوات .. ذكرى حمامتين ذهبيتين حملتا قلبه لاميرة البنات وسلطانة الحمام ...

ترققت عيناه كما رقّ قلبه لهذا الشاب فقير المال غني القلب والرجولة..

لكن العقل يسابقه فيكتم تلك الرقة.. يطرق رضا برأسه في تفكير واصابع يده اليسرى تلاعب خاتم بنصره الايمن ...

الفتى العاشق يتقدم منه وكله يهفو للرضا والقبول " زوجني شذرة يا ابا جعفر واقسم بالله.. اقسم بالله ...ثم اقسم بالله ثالثة .. سأحملها بين كفيّ هاتين كحجر كريم مُصان احاوطه بروحي طيلة حياتي ..لن أكون من ظهر والدي ان لم أدللها واكرمها .."

ما زال رضا على صمته وتلك الحركة بخاتمه كأنه يقلب الافكار في رأسه يمينا وشمالا ..

يقترب منه خليل ورعشة تتراقص عليها نبراته " استحلفك بالله .. قل لي (حاجتك مقضية) .."

اخيرا رفع رضا رأسه ليقول لخليل بحكمة

" حاجتك لا تنقضي بقلة الصبر والتسرع يا خليل .. الفتاة حتى اللحظة لم تنفصل رسمياً عن خطبة رجل آخر .. وانت خير من يعرف الاصول .."

ألم مبرح يكسو ملامح خليل لكنه يبتلع ريقه وهو يردد بتشبث كتشبث غريق بقشة

" انا سأصبر .. أصبر للوقت الذي تشاء..لكن اريد كلمة منك انها ستكون لي .."

تميل نظرات رضا للحنو والدعّة ليرد عليه

" الكلمة لها ... وليست لي .. ولا حتى الخالة ابتهال .. "

يلهث بالقلق وهو يناديه " يا ابا جعفر .."

لكن رضا يقطع عليه ما سيقوله ليضيف بتأن وتركيز " وشذرة لا يصح ان تعطي كلمتها حول خطبة جديدة الآن وهي ما زالت امام الناس (مخطوبة).. هذا سيسيء لسمعتها ان حصل بتعجل هكذا ... إنه عرفنا وتقاليدنا يا ابن الاكرمين .. ام هل الهوى انساك ؟!"

تتقبض يدا خليل ويكاد العجز واليأس يقتله وهو يقف هكذا امام رضا الصائغ .. كل كلمة قالها ابو جعفر صحيحة .. وهو المتهور الغبي يأتيه هكذا وبكل بساطة يطلب شذرة للزواج في نفس اليوم الذي فسخت خطبتها فيه... هذا خطأ .. خطأ !

يغمض عينيه قليلا والحريق ما زال يتأجج في صدره وتبثه انفاسه ..

رباااه .. كيف يكون هواها وطلبه لتكون حليلته خطأ ؟! كيف وهو الصح الوحيد الذي يرتجيه قلبه وروحه ووجدانه وكل احلامه ...

جاءته كلمات ابي جعفر مواسية متفهمة وهو يقول له " لا تبتأس ويغزوك اليأس .. كل ما اطلبه منك الصبر ..لكنه صبر دون وعود .. هل تفهمني يا خليل .. دون وعود بالقبول .."

فيرفع خليل عيناه لوجه رضا ليطلب هذه المرة ما لا حجة تعترضه " لكني سأطلب وعداً يا حاج رضا .. اطلب وعدك عندما تهدأ الامور ويحين الوقت المناسب فإن لي اسبقية الطلب لخطبتها.. انت تستطيع ان تضمن لي هذا .."

تبسم رضا وهو يرد عليه

" يفعل الله ما فيه الخير .. ولك هذا الوعد لانه في مقدوري ان اعطيه لك .."

يهز خليل رأسه وذاك الوعد الذي اعطاه اياه ابو جعفر للتو قد أشعل في روحه شمعة .. مجرد شمعة خجول لكن نارها تحرق القلب شوقاً وتثور الروح لهفة ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:01 PM   #6153

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار.. غرفة رقية



عيناها لامعتان ودموع تداعب جفنيها .. لكنها دموع من نوع خاص .. دموع أبية تحتمي بدرع الشموخ فلا تظهر نفسها لاحد

(قولي لي انك لن تبكي حالما أرحل !)

صوت رعد ما زال في اذنيها .. يتردد باستمرار مع تلك الجملة .. تبتسم رقية في خفاء ماكر مع نفسها وتتراقص خفقات القلب في بهجة لتزيد دموعها شموخاً وصلادة ...

طوت رقية القميص الذي في يدها بعناية ووضعته في الخزانة وهي تواصل لعبة التغافل عن مراقبة رباب لها بتدقيق ..

مذ دخلت رباب قبل قليل واستلقائها على سرير رقية باسترخاء وهي تراقبها في صمت .. تنتظر منها بداية حوار لا تفضله رقية حاليا..

التقطت رقية قميصاً آخر لتعيد طيّه بعناية ثم اعادته لمكانه .. واستمرت بهذا المنوال ما بين ما تخفيه وبين ما تتغافل عنه حتى قررت اختها ان تسألها مباشرة

" ألن تخبريني بما حصل ؟"

تبسمت رقية وهي تولي اختها ظهرها ..

رباب هي رباب .. تريد تحديد الامور وفق مسميات وخطوط واضحة ...

ردت رقية بسخرية وهي تواصل عملها الرتيب باعادة ترتيب الملابس في خزانتها قائلة

" لماذا لا تسألين صاحبة الشأن ؟"

ليأتيها رد رباب مع تنهيدة " انها تقرأ القران وتريد الانفراد بنفسها .. لا تريد الكلام مع احد .."

بقعة ضئيلة .. شديدة الضآلة .. داخلها .. تتوجع ! بقعة لم تستطع محوها لكن على الاقل حجمتها لتكون بتلك الضآلة ..

كل كلمة قالتها لها شذرة اليوم تجمعت في تلك البقعة فتجعلها بقعة نابضة بالألم ..

تتغاضى رقية عن تلك البقعة ثم ترسم ابتسامة الخبث وتلتفت لاختها المستلقية على السرير فتتخصر وهي تقول بمزيد من السخرية القاسية " لكن قبل ساعتين فقط كان لديها اللسان لتخبر امي عن قرارها القاطع بفض خطبتها من عريس الهنا ! وقبلها اتصلت برضا لتبلغه نفس القرار رامية خلف ظهرها كل الحياء والخجل الممرضين بالنسبة لي .."

هتفت بها رباب في نبرة توبيخ " رقية !"

ترقص رقية حاجبيها وهي ترد بشقاوة

" يا عيون رقية .."

تحدجها رباب بنظرة حانقة فتضحك رقية وهي تغلق باب الخزانة ثم تتحرك نحو السرير وبحركة مباغتة تنحني وتمد يديها لتسحب الغطاء المطوي من تحت ساقي اختها فتجفلها .. تضحك رقية وهي تقول ببراءة مصطنعة " اسفة .. يجب ان انفض الغطاء في الشمس .."

تحركت رقية ناحية الشباك لتفتحه بينما رباب تواصل الحاحها وهي توبخ رقية ضمنيا

" كفاك تلاعبا وافهميني بما حصل .. ماذا فعل مصعب بالضبط ..؟ وكيف صادف وجود رعد ليتدخل بالموضوع ؟"

فتحت رقية الشباك وفردت الغطاء وقبل ان تبدأ بنفضه ردت على اختها " لا اعرف كيف تصادف وجود رعد.. يفترض انت من تعرفين متى يغادر الموظفون دار الازياء لا انا ..! لكنه والحق يقال قد قام بالواجب مع مكسور الرجولة ذاك.."

فتسأل رباب بتحفز " ماذا تقصدين ؟"

عينا رقية تلقائيا تتركز على الشارع وكأن ذكر اسمه استدعاه !

رأته يكنس حافة الشارع من جهة الرصيف وواضح انه يحاول تسليك مسار فتحة الشارع للمجاري من بقايا اوراق الشجر وبعض الازبال ..

قالت بصوت أجش ضاحك والقلب يطير محلقا بخفقاته " خلع رداء التحضر الثقييييييييل .."

ودون شعورها اخذت تنفض الغطاء بعنف مبالغ فيه لتجذب انتباهه فتنجح في فعلها ليرفع رأسه ويلتفت اليها يناظرها مباشرة ..

عيناه في تواصل حي مع عينيها .. صدرها يعلو ويهبط وقد نسيت وجود اختها تماما لبضع لحظات من الزمن حتى ايقظتها من هنيهة الاغفاءة تلك وهي تقول لها بتذمر

" رقية انا صائمة وعطشانة للغاية .. فرجاء ردي بشكل مباشر وواضح .."

فجأة ابتسم رعد لها وشعت عيناه بنظرة قتلتها لهفة للمزيد ليعود الى عمله في تنظيف الشارع بينما تسارع رقية لتفترش الغطاء على حافة الشباك المفتوح تاركة اياه هناك بينما تبتعد تلقائيا وهي تشعر باقتراب رباب منها فتقول لها بوقاحتها المألوفة وهي تلتفت نحوها توقفها عن الاقتراب اكثر من الشباك

" وانا ايضا صائمة .. صحيح انت كنت في العمل وانا اليوم لم اذهب للجامعة لكن صدقيني بعد مواجهة ذاك المختل المعقد فاحتاج لبئر من الماء "

تلبست الجدية ملامح رباب وهي تقف بمواجهة اختها الاقصر قامة وسط الغرفة وتسألها بصوت خافت متأثر " هل اهانها ؟"

اشتعلت عينا رقية بالغضب وهي تتذكر تلك الصفعة التي نالتها شذرة اليوم لتقول بشراسة انتقامية " وانا رددت له الاهانة اضعافها ورعد ردها ايضا بطريقته .. العين بالعين اختاه .."

ثم عادت تلك البقعة الضئيلة تنبض بالوجع وهي تتذكر ما حصل بعدها .. لم تدرك ان نظرات عينيها تغيرت تماما لتقلق رباب وهي تسألها باهتمام حقيقي " ما بك رقية ؟"

استعادت رقية سيطرتها دون مجهود يذكر لترد على اختها بابتسامة منتقاة بعناية

" لماذا لا تذهبين الى الطابق السفلي وتحضرين الجلسة المغلقة بين امي واسيا ؟"

تعقد رباب حاجبيها وهي تواصل التحديق في وجه اختها الصغرى " اريد أن افهم .."

هذه المرة ابتسامتها كانت حقيقة وهي تداعب شفتيها بارتعاش عاطفة ترج قلبها لتهمس بشقاوة انثى عاشقة " Curiosity killed the cat (الفضول قتل القطة) "

هذه المرة كانت رباب تطالعها باهتمام من نوع مختلف فتبدي الدهشة وهي تعلق قائلة " اول مرة اسمعك تقولين هذا المثل ! كما انك لا تستخدمين اللغة الانجليزية بتعابيرك .."

تأففت رقية وهي تتحرك ناحية منضدة الزينة لتعيد ترتيبها وهي تتذمر بالقول المتلاعب " يال هذا التشكك في كل صغيرة وكبيرة .. هل ستفتشين الآن ادراجي لاني قلت مثلا بالانجليزية ؟! "

جلست رقية على الكرسي الصغير المنجد امام منضدة زينتها لتبدأ بالترتيب باصابعها الرشيقة وعيناها ضمنياً تطالعان اصابعها تلك بقلة رضا .. كانت تتمنى لو أن اصابعها اكثر طولا .. كاصابع حبيبة وشذرة ...

والاثنتان لا تجيدان الاعتناء بما حباهما الله به .. ! فهمست رقية دون وعيها بغيظ طفولي

" يعطي الجوز لمن لا اسنان له ! "

تجفل قليلا وهي تشعر براحتيّ كفيّ اختها تلامس كتفيها فتناظرها عبر المرآة ثم تمنحها ابتسامة اكثر شقاوة وهي تقول

" هذه المرة المثل عربي تماما ومحلي للغاية .. منذ اجداد جدودنا .. فلا داعي للهلع اختي .."

فتقول رباب بحب خالص وحمائية عفوية

" انا اخاف عليك بل كلنا نفعل .."

فتتصرف رقية ببعض الطفولية وهي ترد عليها بنزق " كوني صغرى القوارير لا يمنحكن الحق للتدقيق في كل كلمة وحرف انطقه .."

تبتسم رباب وكأنها تكلم طفلة فتقول لها بتوبيخ رقيق " يجب ان تكوني ممتنة لاننا نحبك بهذا القدر ونراقب كل سكناتك وخلجاتك حتى ننقذك من نفسك عند الضرورة ايتها المجنونة الشقية .."

دون ان تدرك رباب فقد لامست بكلماتها الاخيرة اعماق رقية في موضع مختلف تماما .. بينما كانت كلمات شذرة تواصل رنينها في اذنيها لتأخذ حيزا آخر ..

(لا ام ولا اب ولا اخوة ... لا احد .. لا احد ...)

ثم تنتزعها الغيرة النارية على حين غرّة وكلمات اخرى من شذرة تنغزها

(هل تعلمين ان رعد الوحيد الذي شعر بحالتي دون ان يكون له غاية ؟!)

يأتيها صوت رباب مداعباً هذه المرة وهي تتساءل " ألن تخبريني ماذا خلف هذه العيون التي تبرق كالقطط ..؟"

تحدق رقية في عينيها عبر المرآة فتراهما كيف تبرقان حقاً بالغيرة ثم ترفع نظراتها لعيني اختها وتتساءل ببريق أشد وشقاوة حلوة

" هل ترينني قطة ؟!"

تضحك رباب وهي تحني رأسها قليلا لتقبل رأس اختها من الاعلى وهي تقول لها بتوبيخ رقيق محبب " واجمل قطة .. لكن عندما تعقلين فقط .."

ترفع رقية حاجباً واحدا وهي تقول بوقاحة

" احببت الشق الاول من جملتك فقط .."

تتنهد رباب وهي تشد على كتفي اختها قائلة بصراحة " انت مُتعبة .."

فتبتسم رقية بتمرد وغرور قائلة " شكرا .."

لتضيف رباب " ومحتالة و مراوغة و ..."

تقاطعها رقية وهي تضيف بفخر مغيظ

" ولساني طويل ومغرورة و لا اشعر بمعاناة الاخرين .."

لكن مع اخر وصف تغيرت قليلا تعابير رقية لتلمح رباب هذا التغير فتقول لها متسائلة

" لماذا اشعر ان شذرة وجهت لك اخر صفة .."

تهز رقية كتفيها بلا مبالاة وتبرم شفتيها بحركة حلوة فترسم ردة فعل نموذجية لفتاة مغرورة لا تهتم حقا ...!

ثم تلون ببراعة نبرة صوتها بالغرور والوقاحة وهي ترد على اختها قائلة " لا اهتم بما تظنه بي .. في الواقع بدأن اعتقد ان تأثيري جيد عليها .. ولا تستغربي مستقبلا ان ترينها تقلدني حتى في مشيتي الرشيقة بدلا من مشيتها المرتبكة تلك وكأنها تخشى التعثر بحجر صغير في طريق واسع معبد بالاسفلت الناعم .."

فجأة سألتها رباب " هل يعجبك رعد ؟"

تأففت رقية وهي تبعد كفي اختها عن كتفيها لتقف على قدميها وتتمتم متذمرة

" ها قد عدنا لنفس الموضوع ..."

لكن رباب لا تكف عن محاصرتها وهي تصر بالقول " اخبريني اذن مرة اخرى .."

عندها قررت رقية ان تواجه الامر باسلوب مختلف .. نظرت لاختها وهي تقول بجرأة لكن بنبرة مازحة مُحيرة ومراوغة " نعم يعجبني وقد افكر جديا ان اتزوجه .."

تضيق رباب عينيها قليلا وهي تشعر بالغيظ لانها لا تستطيع فهم رقية الان لتقول بعدها

" رقية كفاك مزاحا وقحا.. انا اسألك بجدية .."

فترد رقية بظاهر جدي لكنه يحمل بين طياته التلاعب والمكر " انه ليس مزاحا اختي .. بل عزيمة واصرار .. ما اريده .. امد يدي واخطفه خطفاً .. رغما عن ارادته اخطفه.."

ومع اخر كلمات منها حركت يدها لتقبضها بحركة سريعة وكأنها تختطف شيئا في راحة كفها وهي تضيف " ثم اكبله بعشق يجعله لا يعرف رأسه من قدميه .."

بدت رباب مفزوعة من اسلوب اختها بالوصف لتنفجر رقية ضاحكة فتغضب عليها رباب وهي توبخها قائلة " مغرورة وقحة .."

تتخصر رقية بدلع وتتمايل بكتفيها قليلا وكأنها تتراقص قائلة " اعلم هذا.. وافتخر.."

لكن رباب تتقدم منها لتقف قبالتها وهي ترفع سبابته وكأنها توجه اتهاما او تثبت حقيقة وهي تقول " اذن ... هو يعجبك "

تميل رقية برأسها وتوشك ان تعض باسنانها سبابة اختها لتسحبها رباب قبل ان تتمكن من فعلها فتضحك رقية من جديد وهي تقول

" لا ادري لماذا تحشرين انفك في هذا الموضوع ؟"

فتواجهها رباب بعبوس قائلة بمزيد من الالحاح " ولماذا تراوغين ولا تعطيني ردا صريحاً فتريحين نفسك وتريحينني .."

للحظات ظلت رقية تحدق في اختها بثبات قبل ان ترد عليها اخيرا بابتسامة خاصة " ربما لاني لا اريد ان اعطي ردا يا قرفة .. هل فكرت بهذا الاحتمال ؟! لماذا تتصرفين وكأنك تحققين بقضية مصيرية .. هوني الامور على نفسك اختي .."

فتحت رباب فمها لترد عندما اوقفتها رقية بالقول وهي تتجه ناحية الباب " هيا .. دعينا نرى ما آلت اليه الامور بعد الاجتماع المغلق في الاسفل.."

تحركت رقية ناحية الدرج ورباب تتبع خطواتها لتسألها رباب بنبرة مختلفة "بالمناسبة .. هل تعرفين شيئا عن عم رعد ؟ ألم يخبرك بشيء مثلا ؟"

تبتسم رقية وهي تلتفت لاختها على الدرج قائلة بشقاوتها المعهودة " ولماذا يخبرني انا ؟! يفترض ان يخبر صديقه الصدوق .. عبد الرحمن .."

ثم تلوح بسبابتها كما فعلت معها رباب قبل قليل وكأنها توبخها بالقول " هذا سؤال اختباري يا قرفة لا احبه منك .."

تدفعها رباب قليلا لتواصلا النزول على الدرج وهي تهمس لها " لماذا تتصورين هذا ؟! انا فقط قلقة عليه كقلق عبد الرحمن .. يظنه ليس بخير منذ وعكة عمه.. "

شيء في عقل رقية أضاء ..

تلك الحلقة الناقصة التي تجهلها حول رعد ربما ستجدها في علاقته بعمه .. لن تنس ابدا هيئة رعد في اليوم الذي اتصل به ..

يجب ان تسعى لتعرف المزيد عن حياة رعد واسرته عسى ان تجد ضالتها.. وليس امامها الا عبد الرحمن ورباب ...

تعبس للحظة وقلبها ينقبض وهي تتذكر حوار رعد مع ذاك الرجل الكريه وميض ..

بعزيمة تجاوزت رقية ذاك الانقباض في قلبها لتناور مع رباب وهي تدعي الدهشة من كلام اختها قائلة " ولماذا تقلقان ؟! عمه بخير وخرج من المستشفى كما أظن .. كما ان لا بد لديه زوجة تعتني به .. انه متزوج اليس كذلك ؟"

فترد رباب بعفوية وهما تكادان تصلان نهاية الدرج " عبد الرحمن اخبرني ان زوجة العم فتاة شابة من عمر رعد .. ويبدو ان رعد لا يحبها ولم يكن سعيدا بزواج عمه منها .. اظنها تزوجته طامعة لان عمه ثري .."

فتلتفت رقية لاختها عند نهاية الدرج لتحثها بفضول " حقا ؟! وكيف هذا اخبريني .."

عبست رباب وهي تقول بغير رضا عن نفسها اولا " كفى رقية.. سخافة مني اني اخبرتك بهذا .. انت تحبين الثرثرة والكلام التافه .."

تنسحب رقية بذكاء لتضحك وهي تسير مع اختها ناحية غرفة المعيشة ثم تغيظها بالقول " تركنا لك الجدية يا قرفة .. تكفي ان تصيب جيلا باكمله بالكآبة .."

هتفت بها رباب " وقحة ...!"

فتضحك رقية من قلبها بينما عيناها تبحثان في غرفة المعيشة عن امها واختها الكبرى فلا تراهما ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:02 PM   #6154

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

غرفة ابتهال...



أنهت ابتهال المكالمة وهي تبدو مهمومة متضايقة لابعد حد .. فتسألها كبرى بناتها برفق " ماذا قالت لك اماه ؟"

تنهدت ابتهال وتهز رأسها بأسف حقيقي ثم ردت على اسيا بالقول " مسكينة والدة مصعب .. انا اشعر بها .. لا تريد ان تُظهر ابنها هو المخطئ وبنفس الوقت مُحرجة مما حصل وتجاوزه بالكلام على ابنتنا..."

عندها قالت اسيا بعبوس طفيف " اشعر ان الامر ليس تجاوز كلام عادي فحسب .. صمت شذرة واعتكافها في غرفتها بعد ان ابلغتنا بشكل قاطع بقرارها يجعلني اشعر انه اذاها كثيراً .."

شوحت ابتهال بيدها وهي تقول " فليذهب لحاله .. لم تكن مرتاحة معه منذ مدة وابلغتني عن بعض تصرفاته معها .. لم تعجبني .. لكني حثثتها على الصبر .. وفي الواقع يا ابنتي لم اردها ان تفسخ الخطبة سريعا واردتها ان تنتظر حتى عيد الفطر لتكون أكيدة.."

فقالت اسيا بهدوء " قدر الله وما شاء فعل .. من الجيد انك اخبرت والدة مصعب ان الموضوع انتهى ولا نصيب بين الاثنين .."

هزت ابتهال راسها موافقة ثم سألت بنظرة تفكير " اين ابو جعفر ؟"

لامست اسيا بطنها وهي تشعر بجنينها يتلاعب في بطنها بينما ترد على سؤال امها قائلة

" انه قادم في الطريق .. "

التزمت امها الصمت الثقيل فسألتها اسيا

" ما بك امي ؟"

ردت الام وهي تطلع ابنتها على مخاوفها " انا قلقة من مصعب.. انه شاب شكوك للغاية .. ويتخيل امورا غير صحيحة بل غير عقلانية .. اخشى ان يسيء لسمعتنا ولسمعة شذرة وان يتكلم امام الناس باوهامه وتخيلاته.."

حاولت اسيا طمانتها بالقول

" فليكفِنا الله شره .. "

لتتمتم الام " امين يا رب .."

طرقات على الباب قبل ان تفتح لتطل رقية بوجهها الضاحك وهي تقول " انا أتيت .. لم استطع سماع كلمة من خلف الباب خاصة والمشرفة التربوية توبخني طيلة الوقت .."

دفعة من رباب لرقية جعلتها تتقدم للامام داخل غرفة امهن التي اخذت تضحك بحبور وقد نسيت هم شذرة للحظات ..

وبينما رقية تشاكس برباب واسيا تضحك والام تدافع عنها كالعادة وهي تحتضنها لصدرها ...

وسط هذا الدفء التقليدي الذي لم تفكر به رقية يوماً الا كلحظات عادية لا تقف عندها كثيرا ...لكن اليوم .. ترى كل مشهد بشكل مختلف وشعور كريه داخلها ماذا كانت ستفعل لو اختفين جميعا من حياتها ؟! امها واخواتها البنات ... لا .. انه ليس شعور كريه .. بل مخيف.. مرعب..ينعصر قلبها وهي تتمرغ بحضن امها تشمها بعمق ولسانها دون شعورها يحمد الله على هذه النعمة ..

ثم ينعصر قلبها اكثر بشعور مختلف ..

شعور بالذنب نحو شذرة .. لكنها تعرف انه سيظل شعورا عابرا سرعان ما ستتجاوزه ..

الشعور بالذنب ضعف والضعف لم يكن يوماً من شيمها .. ولن يكون ابدا ..




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:03 PM   #6155

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت سعدون القاضي



يتثاءب رعد وهو يخرج من المخزن الصغير الملحق بالمطبخ وقد وضع للتو هناك المكنسة التي استخدمها في الشارع ..

يقترب من حوض غسل الصحون ليفتح الحنفية ويغسل وجهه ببعض الماء كي يخفف عن نفسه عطش الصيام ..

ابتسم وهو يشعر بخطوات العم سعدون تتسحب خلفه في عادة لن يتركها .. دوماً يحب ان يدخل الاماكن دون شعور الاخرين بوجوده .. دوماً تغلبه طبيعته الفضولية كيف يكتشف امورا خفية قد تحدث ...

استدار نحوه ببطء فيمثل دور (المجفل) ويعتب على العم سعدون بالقول " يا عم أخفتني ! لم اشعر بدخولك للمطبخ على الاطلاق .. ظننتك نائما في غرفتك او ربما .. تقرأ القران عند .. الشباك .. ألم تكن تقف في الشباك قبل ساعة ام اني تخيلت الامر ؟ "

يراقب باستمتاع تحولات تعابيره من (الفخر) لانه استطاع اجفاله ومباغتته الى (الغيظ) لانه ينغزه مجددا بوقفته المعهودة في شباك غرفته لمراقبة الشارع ..

واخيرا ينتقل العم سعدون الى التجاهل والجدية بعبوس رجال التحقيق البوليسي الاشداء وهو يسأل رعد " نعم وقفت بالشباك .. كنت انتظرك تنتهي من عملك حتى تخبرني بتفاصيل الشجار الذي حصل ظهرا .."

فيحرك رعد حاجبيه بمزيد من الاستمتاع وهو ينغزه مرة اخرى " ألم تسمع التفاصيل ؟! أكاد اجزم انك تعرف تفاصيل اكثر مما اعرف .. لم احضر الا في نهاية الشجار .."

بخيلاء وادعاء الاهمية يرد سعدون

" نعم .. اعرف ..."

كان رعد واثقا مئة بالمئة انه لا يعرف شيئا!

لقد بات يعرف العم سعدون جيدا .. انه يرى بعينيه دون ان يسمع باذنيه .. يرى ويراقب ويضع التصورات الخيالية من رأسه ...

يميل العم سعدون فجأة ناحية رعد ليسره بالقول الخافت وعيناه تلمعان اثارة " هذا الملعون يشك ان شذرة على علاقة برجل آخر وتقابله في السر..."

اكتست الجدية ملامح رعد واخذ ينظر للعم سعدون بنظرة خاصة مؤنبة جعلت العم سعدون يتراجع سريعاً وهو يقول بارتباك " انا قلت هو من يشك .. الفتاة لا غبار عليها .. يكفي انها من بيت .. العطار .. "

ثم تغلبه طبيعته ليضيف برعونة " مع اني من النوع لا اصدق بكل وجه بريء اراه .. سبق وان حصل موقف في حديقة بيت العطار وانا حاولت أن ...."

لم يمهله رعد أكثر ليقطع عليها استرساله قائلا بنوع من الفكاهة " يا عم سعدون لا تنس ان تسجل عندك بأن لديك يوم تقضيه للصيام بعد انتهاء رمضان.."

عبس العم سعدون وهو يتساءل بحيرة " يوم اقضيه ؟! لكني لم افطر ولا يوم واحد .."

فيناظره رعد بتوبيخ ضمني قائلا بصوت خافت " لقد افطرت تواً وخسرت صيامك وانت تخوض في سيرة الناس .. "

بهت العم سعدون ليشهق مدافعاً عن نفسه " انا اخوض في سيرة الناس ؟! معاذ الله .. واخوض في سيرة بنات العطار ؟! هذا مستحيل افعله .. لا تقل هذا عني بالله عليك فقد يصل مسامع ال الصائغ وتحصل مشكلة بيننا من جديد .. كل ما اردته .. اقصد كنت اقول وقائع فحسب وغايتي ان ..."

يقاطعه رعد مرة اخرى ليحول الموضوع قائلا بتفكه وهو يلامس ذقنه بيده " ما رأيك ان نشوي دجاجا على الفحم لفطور اليوم ؟ اعرف خلطة صلصة متبلة ستعجبك .. ننقع الدجاج بال vinegar و Ketchup مع بهارات الدجاج وبعض البصل .. ها ؟ هل تعجبك ؟"

والعم سعدون حقاً كالاطفال من السهل الهاؤهم بموضوع اخر ليستجيب سريعاً للـ(الهاء) قائلا بعبوس حائر " (كيجب) وفهمناها .. لكن ما هو الـ .. الـ (فيناجر)... هذا ؟! لا تقل لي انه نوع من الخمر؟! "

يضحك رعد من قلبه ثم يقول " وهل سأضيف الخمر الى طعام الفطور في رمضان؟! انه الخل يا عم .. الخللللللللل .."

يزداد عبوس العم سعدون ويبدو ناقما على رعد بينما هو ناقم من جهله ليقول بتوبيخ

" حسبي الله عليك .. ولماذا لا تقول (خل) وتريحنا بدلا من ترديدك لكلمات انجليزية غريبة .."

عندها أخذ رعد يبتزه عاطفيا فيدعي الحزن والشكوى قائلا " انت توبخني على الدوام وهذا ليس عدلا منك .. يوما ما سأجمع اغراضي وارحل في منتصف الليل دون ان تشعر بي .."

لم يتخيل رعد ان العم سعدون سيتأثر بكذبته عن الرحيل هكذا ! تفاجأ بملامح وجه العجوز الهلعة وتراجعه السريع وهو يبتلع ريقه قائلا باسلوب مراضاة وتدليل " اين ترحل يا فتى ؟! كل هذا لاجل كلمتين قلتها لك في ساعة غضب وانا صائم .. ! اذهب وخذ حمامك ونم قليلا وارتاح .. انا من سيطبخ الفطور اليوم واوقظك قبل الاذان .."

للحظة تجمد رعد بالدهشة والتأثر .. لكنه تمالك نفسه ليرسم ابتسامته بعناية وهو يرد على العم قائلا بتحذير مبهج " اياك ان تفعل.. سأخذ حمامي ثم أعود لاقطّع الدجاجة وانقعها بالصلصة المتبلة وعندما اصحو سأشوي القطع بنفسي على الفحم .."

يتحرك رعد ليغادر المطبخ وهو يعاود التثاؤب بينما العم سعدون يلحق به كالام التي تدلل اطفالها حد الافساد وهو يقول له بطاعة

" كما تشاء .. كما تشاء .. المهم لا تجهد نفسك في شيء.. "






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:04 PM   #6156

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ساعة ورغم تعبه الشديد الا انه لم يستطع النوم ..

يتقلب في السرير والهاتف جواره على المنضدة الجانبية للسرير .. استقر اخيرا على بطنه ووجهه جانبا يحدق في ذاك الجهاز الصغير المستفز الذي يؤجج فيه رغبة مجنونة ملحة انه يريد ان يكلمها ..

يده امتدت نحو الهاتف وعيناه تلتمعان تلقائيا.. وحالما لمسه باصابعه انتابته رعشة فرح لا يشعرها الا وهو يشاكسها ..

انقلب ليستلقي على ظهره وبكل ذاك الفرح المنعش الذي استسلم له دون مقاومة ارسل لها طلب صداقة جديد على الفيسبوك ثم اخذ يراسلها برسائل متعاقبة .. ومع كل رسالة كان يشعر بلذة سريان الدم في جسده ..

( ألو .. الووو ... معك هنا رسالة مهيضة الجناح تناديك في المهملات..)

يزداد مشاكسة وحيوية وهو يكتب دون انقطاع اي شيء يخطر بباله دون ان يفكر فيه ملياً ... مع رقية العطار يستمتع بالمجهول وغير المتوقع وحتى المتطرف من الافعال والاقوال..

( طلب صداقة بريء من شاب طيب القلب قليل الحظ .. و... لله يا محسنين .. )

( ذرة غبار دخلت عيني وانت تنفضين غطاءك اليوم في وجهي .. عليك تعويضي عن هذا الاحمرار الرهيب وتقبلي الطلب ..)

( هل بكيتِ اليوم ؟! لا اظن .. انت اقوى بكثير من هذا .. نعود لموضوعنا الاصلي .. متى ستقبلين الطلب ؟)

( كيف حال الباربي الفاتنة الآن؟ قولي لها العرسان ستصطف منذ صباح الغد واولهم جارها الشاب طيب القلب قليل الحظ .. ملاحظة هامة اياك ان تعملي لي (block) في لحظة تهور ..)

( لقد طار النوم من عيني .. سأذهب للحاجة سوسو اقضي معها بعض الوقت حتى اقتراب موعد الفطور وعندما أعود اريد طلبي موقعاً بالقبول ..)

( انا تعبت من الذهاب والاياب .. وما زالت عيناي محمرتين وقلبي محطم مع دموع الباربي الفاتنة والحاجة سوسو نائمة وانت لم تقبلي الطلب .. )

( ساذهب لاحضر عدة الشواء .. عندي وصفة صلصة متبلة للدجاج ستعجبك .. لكني لن اخبرك عنها حتى تقبلي الطلب )

( ايتها الخلطة السحرية انا استنفدت سحري .. كوني عادلة واقبلي الطلب ..)

اخيرا انخطف قلبه وطلب الصداقة يتم قبوله ثم كلمة مختصرة جدا منها ( قبلت ..)

تتسارع انفاسه وهو يحدق بتلك الكلمة المقتضبة فيشعرها كبيرة .. كبيرة جدا..

ابتسامته شعت بسعادة فائرة فيكتب اخر جملة مستفزة منه ( وانا غيرت رأيي ............... لحظة لحظة .. لا تتهوري .. كنت امزح فقط .. شكرا يا دمية..)

ليأتيه الرد ( غبي )

فينفجر ضاحكا وهو يفرد ذراعيه الاثنين جانبيا ويغمض عينيه في استرخاء حتى غفى..









على الجهة الاخرى رمت رقية هاتفها ببعض العنف على السرير جوارها .. واخذت تردد بمزيد من الغيظ والحنق " غبي غبي غبي !"

تعبس وهي تتكتف وتتمنى لو تجد طريقة لتثأر منه هذا الـ ... الـ.... فجأة أخذت رقية تضحك ثم تراخت ذراعاها المتكتفتان بينما تزحف بجسدها حتى تستلقي تماما ويدها تمسك بالهاتف من جديد وتعاود فتح المحادثة على الفيسبوك تقرأ رسائله وهي تغرق بالضحك ..

ووسط الضحكات عيناها تعلقان بجملة واحدة من بين ما كتب (هل بكيتِ اليوم ؟! لا اظن .. انت اقوى بكثير من هذا)

ينشرح صدرها ويخفق قلبها بالرضا ... انه يفكر بها رغم أنفه .. يفلت منه القلق وسط كل المشاكسة التي يحدثها كضوضاء تلهي عن حقيقة ما يريده ...

والحقيقة انه كان قلقا .. قلقا انها ربما بكت بسبب هجوم شذرة السخيف عليها ..

تمتمت رقية بوقاحة ونبرة صوتها ترتعش

" اخيرا جاءتنا المتباكية شذرة بفائدة هي وعريس الهنا (سابقا) ! "

ورغم وقاحة وحتى قساوة ما قاله لسانها الا انها في الواقع تشعر بالضيم لان ذاك الحقير تجرأ وصفع شذرة .. وكم ودت رقية لو ترد اليه صفعته بنفسها فحتى ضرب رعد له لم يشفِ غليلها ...

وبينما تتراخى اجفان رقية في نعاس تسلل لجسدها كانت تثبت برأسها تلك المعلومة عن زوجة عم رعد ... الشابة الطامعة !






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:05 PM   #6157

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قبل الافطار بنصف ساعة



تغرز ابتهال حبات اللوز بلطف فوق صفحة صحون حلاوة طحين القمح المتراصة امامها على الطاولة بينما تنادي " يا بنات .. من ستأخذ صحون الحلاوة الى بيت الصائغ ؟"

من عند باب المطبخ برزت شذرة وهي تخلع حجاب الصلاة عن رأسها وتقول بهدوء

" انا خالتي .. "

تطلعت اليها ابتهال وشعرت ببعض الراحة لان الفتاة نزلت من غرفتها اخيرا لتقول لها بحنو وتبرير رقيق " انا كنت انادي على رقية لكني معتادة على المناداة باسم (البنات) .. انت متعبة حبيبتي .. دعي رقية تحملها "

بملامح رابطة الجأش ثابتة التعبير قالت شذرة بتأكيد " لا بأس انا بخير.. بل بالف خير.."

ثم أضافت بنفس الهدوء وهي تضع حجاب الصلاة جانبا وتتقدم من الخالة ابتهال وسط المطبخ " كما اني اريد ان اطمئن على خلود.. فقد بدت منفعلة للغاية عصراً عندما اتصلت بي تستفهم بعد ان وصلها الخبر عمّا حصل .."

تنظر شذرة للخالة ابتهال وكم ودت ان تجد الجرأة لتطلب منها (احتضان أم) لكنها مجرد امنيات متدارية خلف الرضا بالمكتوب ..

ترحمت شذرة لامها وهي تبتلع غصة حزن بينما تعود الخالة لما تفعله مع الحلاوة ووضع مزيد من حبات اللوز وهي ترد تعقيباً على شذرة بالقول " نعم ... كانت عند اسيا عندما اتصل ابو جعفر يعلمها .. اذهبي اليها يا ابنتي لكن لا تتكلما كثيرا بالموضوع .. ارميه وراء ظهرك.. ابو جعفر كلّم والد مصعب امامي واتفق معه على اللقاء غدا في محله الكبير ليسلمه كل الهدايا ومصوغات الذهب.. اما مصعب هذا فليذهب لحاله وعوضك الله بنصيب افضل .."

تهز شذرة رأسها وكم ودت لو تخبر الخالة ابتهال انها رمته حقاً وراء ظهرها وحتى الثأر لكرامتها فليست مهتمة .. بل تشعر بالراحة التامة وقد انزاح عن كاهلها حمل ثقيل ..

تحركت الخالة ابتهال نحو احدى خزانات المطبخ واخرجت صينية فضية واسعة تكفي لعدة اطباق بينما تقول لشذرة

" سأضع لك ثلاثة اطباق الى بيت الصائغ .. هل تستطيعين حملها ؟"

التفتت ابتهال نحو شذرة تستفهم بنظراتها ايضا اذا كانت تستطيع فحدقت شذرة في عينيها الطيبتين وارتضت منها ما تعطيه لها كما ارتضت نصيبها من اليتم ونبذ اقرب الاقربين لها ..

مضى زمن تشعره طويلا للغاية منذ شعرت بهذا الرضا .. ولا تعلم هل هو بسبب ما حصل مع مصعب اليوم وما تبعه من انفجارها برقية او بسبب كل التجارب التي مرت فيها العام المنصرم ... في كل الاحوال هي تشعر بالسكينة .. وحاليا هذا جل مبتغاها ..

ردت على الخالة ابتهال بابتسامة رقيقة صافية

" نعم .. مؤكد .. استطيع حمل كل شيء .."







بعد دقائق كانت شذرة تخرج عبر بوابة بيت العطار المفتوحة وهي تشعر وكأنها طفلة تكتم ضحكتها بينما توازن الصحون البيضاوية الثلاث لتحافظ على استقرارها فوق الصينية..

الامر كان مسليا لها بشكل عجيب وغريب حتى انها عبرت الشارع بخطوات متأنية دون ان تنظر يمينا ولا شمالا ..

كانت فقط تشعر بالاستمتاع الى درجة الضحك .. احساس لا يوصف هذا الذي ينتابها اللحظة دون ان تفهمه..

وجدت بوابة بيت الصائغ مغلقة فشعرت ببعض الاحباط وهي تنظر للصحون وتتمتم

" اففف .. كيف سأقرع الجرس الآن ؟! .."

صوت خشن أجش قادم من احلام داعب مسامعها وجعل كل مشاعرها تتأهب بتلقائية

" رمضان كريم .. أنا سأرن لك الجرس.."

ثم يد رجولية امتدت من خلفها لتتجاوز كتفها وتلامس باصابع مرتعشة على زر الجرس بينما تهمس شذرة اسمه " خليل ...."

التفتت ببطء اليه ووجهها يشع حرارة وانفاسها تخرج من رئتيها كزغاريد الفرح ثم لا تعلم ما حصل ! انهار داخلها شيء وهي تنظر لعينيه مباشرة ولسانها يتمتم " الله ... أكرم .."

لحظات طالت او قصرت وهي تنظر الى وجهه كله ملأ عينيها وكأنها تراه لاول مرة !

ما اوسمه ! وما اجمل هذا الذي يطفح من رجولته ولا تعرف تفسير جماله بكلمات محددة توفيه حقه ...

ثم شعرت بالخجل الشديد من تحديقها به واستغفرت الله وهي تحني رأسها للارض تهمس بقلب نابض بالحياء " كيف... حالك ؟"

يهمس خليل في سره وكله ينتفض لرؤيتها

( صفي لي حالكِ انتِ لاعرف حالي ..)

لا يصدق ما يفعله الآن .. لا يصدق انه لاول مرة يراوغ حتى يطيل وقوفه معها .. لقد ادّعي قرع الجرس لكن اصابعه لم تفعل الا ملامسة الزر دون ان تضغطه ..

لا بد انه جن .. فقد عقله .. فقد توازنه .. كما فقد .. قلبه ..

يشعر انه طير حر .. حر ليحلق ويأخذها معه ولولا رجولة تمنعه لكان فعلها ..

عيناه تلهفتا لتنظر الى بنصر يدها اليمنى حتى يصدق من جديد انها باتت حرة ..

يتجاهل عن عمد اي شك صغير او تخوف محتمل انها ربما ستتصالح مع خطيبها ...

المهم الان انها حرة .. وهو طلبها رسميا حتى وان لم تكن تعرف بمطلبه ...

اطلق نفس السعادة وقلبه يسيح ذائبا كهذه الحلاوة التي تحملها بين كفيها ...

الشوق ينهكه ولا يعلم اي نوع من الاشتياق هذا فيشتاقها ولا يرتوي حتى وهي امامه..

يشعر انه صائم صيام الدهر محروماً جائعا عطشا...

سألها وهو يغض بصره عن خديها المتوردين

" هل هذه حلاوة طحين القمح ؟"

تمتمت " نعم .."

سيموت ليعرف لماذا خداها متوردان هكذا ؟!

هل هي الشمس شاكست الخدين ام ربما حرارة المطبخ وهي تعد هذه الحلاوة ؟

سألها بأمل رقيق " هل اعددتها بنفسك ؟ وهل كل الصحون لبيت الصائغ ؟ "

فردت وهي ما زالت تتحاشى النظر اليه " خالتي ابتهال من أعدتها .. وكلها لبيت الصائغ .."

الامر كان خارج نطاق سيطرته فتخرج الكلمات من فمه منفلتة بغزل سريّ

" سلمت اليدان اللتان صنعتاها واليدان اللتان تحملانها من بيت العطار الى بيت الصائغ .. سلمتا الف مرة .."

ترفع وجهها اليه وبدت عيناها متسعتين كبحيرتين من زهر البنفسج ..

انه يتصرف بتهور وغباء .. لكن هذا اقصى ما يستطيع كتمانه .. يبتسم لذاك الوجه الاسمر ويغالب قرع نبضات القلب المدوية ثم يحرك يده الاخرى بالعلبتين اللتين يحملهما على راحة كفه قائلا " وانا احضرت علبتين من زنود الست التي تحبها خلود .. خذي علبة لبيت العطار وبلغي الخالة ابتهال مني السلام واعطني هذه الصينية احملها عنك .."

حاولت الممانعة وهي تقول بحرج

" لكن سيكون حملا ثقيلا عليك.."

لا يمنحها فرصة الرفض اكثر فيقول بابتسامة عذبة " فداك كل شيء .. "

ثم يأخذ منها الصينية بسلاسة بيده الحرة وهي تهمس بعجز " شكرا ...."

تشعر بالذنب والارتباك وهي تراه يحمل الصينية الثقيلة بكف واحدة بينما يحمل علبتي حلويات بكفه الاخر فيقول لها " خذي علبة .."

تحاول الاعتراض " لكن .."

فيقاطعها بحزم رقيق " انا مصر ... لن تكون الا .. لبيت العطار .."

تغرق بالخجل فتسحب العلبة العليا لتخفف عنه بينما تتمتم سلاما سريعا وهي تنسحب بخطوات متعثرة الى بيت العطار تاركة اياه بمفرده اما بوابة بيت الصائغ يطالعها وهو يهمس بحرارة " يا ارض احرسي من تسير فوقك متعثرة بالخجل والحياء .. اه لو تعلمين كم انت محظوظة بتلك الخطوات ليتها فقط تخطوها فوق قلبي.."

تنهد بحسرة عاشق وهي تختفي خلف بوابة بيت العطار ثم يستدير بجسده فيبتسم ضاحك الوجه والعينين وهو يحدق بالجرس ثم ينظر لاحماله يمينا وشمالا فيتمتم لنفسه ساخرا " من سيدق الجرس الآن ايها المهبول .. هذا جزاء الخداع يا اخو الهبلاء .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:06 PM   #6158

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

غرفة رقية ..



يرتفع حاجبا رقية بدهشة شقية وهي تراقب من شباك غرفتها خليل يقف حائرا لا يعرف كيف يدق جرس بيت الصائغ ..

تمتمت وهي تتنهد مدعية التأثر الرومانسي

" لا اصدق انك لم تنتظر حتى الغد ! "

ثم تتسع ابتسامتها بمزيد من العبث لتهمس ساخرة " أظنني سأضع لك قلبا في بيتي قريبا جدا يا خليل مع تلك الغبية البطيئة التصرف ابنة عمي .. "

ورغم السخرية والعبث والشقاوة الا ان قلبها ينبض بسعادة مراهقة وهي تقرأ قصة حب .. بل وتحسد شذرة على ما تحظى به من خليل..

كما كانت مراهقة وتحسد بطلات الروايات وتحلم بمن سيمنحها هذا الشعور ...

تطرف عينا رقية يمينا ناحية الدخان المتصاعد من حديقة بيت العم سعدون ورائحة الشواء تصلها وتثير جوعها اكثر لتهمس هذه المرة بتنهيدة عميقة حقيقية تفوح بالغيظ العاطفي والحنق الانثوي

" ليت الدخان يعمي بصرك عسى ان ترى ببصيرة قلبك .. ايها الغبي متى تنظر الي ولو لمرة واحدة كما ينظر خليل الى شذرة .. ؟!"

ثم تتنهد مرة اخرى مضيفة بهمس محبط

" متى ستستسلم وتشعر وتعترف أني اؤثر بك وأليق بك جدا.. فقط لو اعرف ماذا يدور في رأسك وماذا يمنعك عني ..."

كانت ستستدير لتبتعد عن شباك غرفتها عندما اوقفتها فكرة عجيبة مباغتة ...

عيناها متسعتان تنظران ناحية بيت سعدون القاضي بينما تعود لذاك الحوار المنقوص بين رعد ووميض ...

عقلها يستعيده ببطء يمعن التركيز والتدقيق في الكلمات بينما يخفق قلبها بعنف مخيف وكلمات رباب اليوم عن رعد تتشابك وسط ذاك الحوار المحفوظ في رأسها ...

كان الامر مخيفا للغاية فتقاومه وهي تهمس بتكذيب لافكارها الحمقاء " كفى رقية .. لقد شطحتِ بعيدا جدا، لا يعقل ان غيداء تلك التي تلاحقه هي نفسها زوجة... عمه.. ما هذا التخريف ؟! اي شيطان زرع في رأسك هذا الجنون ؟!"

الامر كان بشعاً للغاية .. قبيحاً مقززاً كي تتقبله حتى كمجرد احتمال ..

وبرفض تام ازاحته من رأسها وهي تعاود توبيخ نفسها على حماقة ما ربطته للتو .. فتذهب ناحية بيتها الخشبي لتجلس قبالته تفتح ضلفتيه تنظر لتلك القلوب تبحث فيها عن إلهاء حلو يبعدها عن تلك البشاعة التي لوثت افكارها ...

الملحق .. بعد الافطار بساعة ..

يعد الشاي بنفسه والابتسامة لا تفارق محياه .. يراقبه حذيفة باستمتاع وهو يقف متكتفاً ..

اقترب منه يسأله بهمس ساخر " ألن تخبرني بما قلته لرضا عصر اليوم ايها المتهور ؟ "

للحظة يصاب خليل ببعض الارتباك وهو ينظر نحو باب المطبخ خشية ظهور اخته فجأة وتسمع هذا الكلام ثم يرد على حذيفة بهمس خافت " اخفض صوتك ولا تتدخل انت.. انه امر بيني وبين الحاج رضا .."

يدفعه حذيفة في كتفه ممازحاً بخشونة ثم يقول ضاحكاً " عجبا عجبا .. بركاتك يا حاج رضا .. اصبحت لا تريد تدخلا مني الان يا اخو الهبلاء.."

تدخل خلود بوجه عابس وهو تتذمر بالقول النزق " ماذا بها الهبلاء الآن؟ "

يرفع خليل حاجبيه قليلا وهو ينظر لوجه اخته العابس ثم يحول نظراته لحذيفة ويسأله " هل ضايقتها اليوم في شيء ؟"

فيرفع حذيفة كفه علامة (البراءة من التهمة) وهو يقول مستفزا اياها ضمنيا " هذه حالها منذ اسبوع واكثر .. ليتك تستطيع انطاقها انت ومعرفة السبب العظيم لكل هذا العبوس.. ريقي جف وهي تأبى اخباري وقد اصبحت بارعة جدا بالتهرب والمراوغة .."

ينجح باستفزازها فترد عليه وهي تكاد تتقافز غيظا على قدميها هادرة " ليس بي شيء وتوقف عن الكلام عني بحضوري وكأني غير موجودة .."

يعبس بخشونة مدعياً الحنق وهو يرد عليها بالقول " لسانك الطويل هذا سأقصه بسكين المطبخ ثم اقطعه وأطعمه للقطط السائبة التي تؤينهم في الحديقة في الخفاء .. ام ربما سأكتفي باخبار امي عن تلك القطط التي تعرفين جيدا انها لا تحبها .."

تزمجر خلود بصوت حانق بينما يغيظها حذيفة اكثر وهو يمد يده لاحدى الادارج ويستخرج السكين الكبير مهددا اياها بنفس العبوس ...

يتواجه الاثنان بالنظرات ما بين ادعاء الغضب العابس من حذيفة حاملا السكين والحنق الشديد من خلود وهي تتخصر وتنطنط بقامتها النحيلة من شدة الغيظ فبدوا لخليل كمشهد فكاهي لا يمكن ان يصمد امامه فينفجر ضاحكاً مما جعل خلود تصب جام حنقها وغيظها فيه وهي تلتفت اليه وتزمجر

" توقف عن الضحك الآن والا اقسم بالله سأرمي كل زنود الست التي احضرتها لي الى سلة المهملات .."

فجأة سألها حذيفة بجدية وهو يضع السكين جانبا " ألن تخبريننا بما تشعرين به وتكتمينه ؟ قولي شيئا يا بنت الحلال ؟! "

هتفت بعنف وقد فقدت السيطرة " انا جننت .. وسأقطع ملابسي وشعري امامكما .. انا .. انا..."

تقطعت كلماتها وتجمعت الدموع في عينيها وهي تنقل نظراتها بين الاثنين .. بين زوجها واخيها .. بين رجلها وابن عمرها ..

كان خليل اول من خرج من صمت اللحظة المشحونة ليتجاوز حيرته ويمد ذراعه فيحتضن اخته التي اخذت تجهش على صدره بالبكاء.. اما حذيفة فظل ينظر اليها موجوعا بوجعها الذي لن ينتهي .. انها لا تعرف انه يعرف .. هذه الهبلاء حتى اللحظة لا تعرف ان زوجها بسهولة شديدة سيعرف متى لا تصلي ولا تصوم ولا يستطيع ان يقربها ..









بيت العطار .. غرفة المعيشة ..



رقية مستلقية على الاريكة ورأسها يتوسد حجر امها .. جهاز التحكم عن بعد في يدها وتعاند مع امها لتصر على القناة التي تعرض مسلسل (عادل إمام) بينما امها تريد التفرج على مسلسل (يحيى الفخراني) ...

تطرف عينا رقية ناحية شذرة التي تجلس كعادتها على الكرسي في صمت بائس مغيظ لكن على الاقل اليوم تنتابها لمحات شرود تجعلها تبتسم بسرية ..

من يصدق انها تبتسم بحالمية هكذا بعد كل ما حصل لها اليوم ؟!

ترى هل (زنود الست) شافت خدها المصفوع ؟

تتفاعل في داخل رقية رغبة شقية لمشاكسة شذرة فتمد ذراعها لتصل للطاولة الصغيرة وتأخذ قطعة زنود الست فتضعها في فمها بتلذذ وهي تقول بتشدق " امممم .. زنود الست هذه غارقة في الحلاوة .. حلاوتها تكفي لنسيان يوم بغيض طويل "

ثم تضحك من قلبها وهي تدعي الضحك على مشهد كوميدي لعادل امام في المسلسل ثم تطرف عيناها مرة اخرى لشذرة التي ترد نظرتها الساخرة المشاكسة بنظرة متحدية لا مبالية ..

تقف شذرة على قدميها وهي تقترب من الطاولة وتقول بابتسامة

" عند اذنك خالتي .. سأذهب لاقرأ قران واصلي ... هل لي بقطعة زنود الست ؟"

تسارع الخالة ابتهال بعفوية لتضع لها في صحن صغير بعض القطع وهي تقول لها بدفء

" تقبل الله بنيتي .. خذي هذا الصحن .. سأضع لك اكثر من قطعة .. سلمت يدا خليل على ما أحضر لنا اليوم .. "

تضحك رقية مرة اخرى وهي تدعي الاندماج بالمسلسل واحداثه ..

لم تعرها شذرة اي اهتمام وهي تأخذ الصحن من الخالة ابتهال وتغادر غرفة المعيشة باسمة شامخة ...

حالما اختفى صوت خطوات شذرة وهي تصعد الدرج سألت ابتهال بصوت خافت " اخبريني يا كل الرقة.. هل شهدتِ كل ما حصل بين شذرة ومصعب ؟"

تأففت رقية وهي ترد " ألم ننتهي من هذه السيرة التي تسد الشهية .."

ثم مدت يدها لتأخذ قطعة جديدة تقضم منها بينما امها تلح بالسؤال " اخبريني صغيرتي ولا تخفي عني.. هل قال كلاما مسيئا لها .."

استعادت رقية في لحظة ذاك المشهد الذي شهدته وكف الحقير مصعب يهوي فوق خد شذرة ... اخذت تكز على اسنانها وتحاول السيطرة على غضبها بينما ترد بنبرة معتدلة على امها " امي .. دعينا نطوي صفحة هذا المعقد نفسيا الى الابد .. انه حقير وسافل .."

تنهدت ابتهال وهي تقول بنبرة الشعور ببعض الذنب " ظننتها تبالغ عندما اشتكت لي منه.. ظننتها لم تعتد طباعه .."

تفاجأت رقية فترفع رأسها قليلا عن حجر امها لتسألها بدهشة حقيقية " هل فعلت حقا ؟! هل اشتكت لك منه ؟ متى ؟! "

ردت ابتهال بضيق وانزعاج " نعم .. منذ بداية رمضان .. اخبرتني انها ليست مرتاحة معه وانه يشك بها وبتصرفاتها على الدوام .. حتى مع حارس المدرسة العجوز .."

تمتمت رقية باشمئزاز غاضب " مريض حقير.."

شوحت ابتهال بيدها وهي تقوم من جلستها على الاريكة قائلة " ذهب لحاله .. فليسامحه الله اذا كان اذاها كثيراً وليسامحني لاني لم آخذ كلامها بجدية كفاية .. سأقوم لاقرأ القران انا الاخرى .."

غادرت ابتهال غرفة الجلوس لتعاود رقية الاستلقاء على الاريكة متوسدة هذه المرة احدى الوسادات المربعة الصغيرة ..

عيناها تحدقان بالتلفاز بينما ذهنها مشغول بعيدا ..

نسيت كل ما يخص شذرة لتفكر في حالها هي.. لا تعرف لم تشعر ان وضعها مع رعد لن يتغير.. سيظل بين شد وجذب ونقار ومشاكسة .. هناك شيء ما يقف بينهما وهي عاجزة عن رؤيته .. ما هو ؟!!







تفتح شذرة القرآن وترتل الايات الكريمة فتدمع عيناها طواعياً ..

توقفت للحظة ثم همست بقلب خاشع " الف حمد وشكر يا الله انك خلصتني منه .."

ثم عادت لتقرأ وقلبها ممتلأ بالسكينة مع نسمات رقة عذبة .. لقاؤها اليوم بخليل بعد اسابيع لم تره فيها كان نفحة ربانية .. نفحة جعلتها تشعر وكأنها تتنفس الصعداء لانها وصلت بعد عناء.. ان الله معها ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:06 PM   #6159

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ايام ..الخميس ظهرا .. الجامعة ..



تغادر رقية من بوابة القسم وهي تضع هاتفها بحقيبتها عندما اوقفتها هيئة رجل قطع عليها الطريق فجأة ..

رفعت رأسها لترى امامها المفاجأة فتهتف بعفوية وفرح " دكتور سامان .. اخيرا عدت .. حمدا لله على السلامة .. أنار القسم بعودتك.. "

كان يبدو جذابا على نحو مختلف .. بقميصه الاسود الذي ابرز لون بشرته وشعره الفاتح .. عيناه بدتا متعبتين لكن ضاحكتين بفرح غامض كابتسامته فيرد عليها بصوت رجولي

" النور بمن فيه ... وصلت قبل ساعتين فقط فقلت يجب أن امر بالقسم والقي السلام خاصة ونحن نهاية الاسبوع .. رمضان كريم "

كل كلمة نطقها كان فيها ذبذبات تمس انوثتها مباشرة .. الامر يفلت من يدها وتحتاج لبعض التركيز حتى تستعيد السيطرة وتضع حدودا لما يحصل .. قالت بابتسامة منمقة

" الله أكرم .."

ثم تنبهت انه يحمل بيده علبة خشبية دائرية مزينة بالشرائط فيرد على تساؤلاتها الصامتة بالقول " هذه حلوى منّ السّما * .. احضرتها لك كما طلبتِ..."

كان قلبها يقرع بتأثر وهي تحدق بالعلبة المنقوش عليها باللغة الكردية.. لم يكن تأثرا بسبب الدكتور سامان بل بسبب الذكريات الحلوة فتتمتم بخفوت رقيق

" الله.. اعشقها .. ابي كان يحضرها لنا كثيرا من صديق له في الشمال .."

فيرد بصوت أجش خافت " يسعدني ان تعشقي شيئا من الشمال .."

رفعت عيناها اليه فصدمها بتلك النظرة الرجولية الدقيقة التي يخصها بها ثم يصدمها أكثر بالقول " عندي مفاجأة خاصة لك .. لكن يجب ان تنتظري حتى العيد .."

تحدق في عينيه وتشعر بالخطر يحاوطها ..

تريد ان تمسك العصا من المنتصف لكنها لا تعرف اين المنتصف بالضبط ..

بغباء تسأله " ولماذا حتى العيد ؟"

فيمنحها ابتسامة خلابة وعيناه تشعان وهو يرد بنبرة حلوة معاتبة ضمنياً " كله بسبب الحاجة ام سامان.."

تبتلع ريقها وهي تشعر بمزيد من الخطر يداهمها " لم أفهم .."

يتحرك الدكتور سامان ليتجاوزها وهو يلوح لها بيده ويقول " في العيد يا حضرة المعيدة.. في العيييد .. علي الذهاب لمكتبي الان ومراجعة بعض الاوراق الهامة .. اراك الاسبوع المقبل .."

كان يبتعد وهو يشوح بسبابته في جاذبية طبيعية وبدا حقا لامع العينين على نحو غامض مثير أقلقها..

لكنها حافظت على ابتسامتها الودودة الشقية له تلوح له بيدها في انوثة وعقلها يحاول وضع تفسير لما قالها وعناه في آخر كلامه ...

العلبة الخشبية الانيقة لحلوى (من السما) في يدها عندما استدارت ليصدمها رؤية رعد على بعد بضعة امتار .. يقف هناك مراقباً..

كان ينظر اليها بطريقة لم تحبها ..

نفور وقسوة تطفحان من عينيه .. ملامحه كلها تغيرت عما عهدته وتعودته منه وبدا لوهلة مخيفاً للغاية ..

تمتمت بابتسامة غير ثابتة وهي تتقدم نحوه وتحاول السيطرة على الموقف المنفلت برمته

" مرحبا رعد .. ماذا تفعل هنا ؟ "

كان لا يبعد عنها الآن الا بمتر واحد لتقرر ان تقف مكانها ولا تتقدم اكثر فيضع يدا في جيب بنطاله ويقول بنبرة باردة للغاية

" جئت للقاء عبد الرحمن وتهت قليلا .."

كان قلبها يخفق بعنف واحساس خانق تشعره كحجر عالق في حنجرتها حتى تكاد تعجز عن النطق ..

لا تستوعب سبب حالته العجيبة هذه لكنها تناضل دون يأس حتى تفهم ...

صباحاً ألتقت به وهي تخرج من بوابة البيت وظل يشاكسها بمرحه الساحر حول ابنة عمها الفاتنة ويطلب منها ان توصل لها رسالة من معجب سري يود التقدم لخطبتها ..

كانت تعرف انه يتعمد مشاكستها بشذرة ويثير غيرتها مستمتعا بذاك السجال والنقار الدائم بينهما .. أما الآن فيبدو بوجه لم تره فيه خلال الشهرين الماضيين اللذين عرفته فيهما...

رفعت يدها لتشير بها ببعض الارتعاش الذي خانها بينما تهذر بالقول " قسم العلوم في الاتجاه الـ...."

لكنه قاطعها بنبرة عنيفة حادة مخيفة

" هل هذا... الدكتور سامان ؟"

اتسعت عينا رقية قليلا وهي ترد بتلكؤ

" نـ..نعم ..."

ما تراه في عينيه لم يكن غيرة على الاطلاق.. كان شيئا مختلفا مهولا مظلما طغى على اي غيرة قد يكون يشعرها نحوها ..

النفور رسم حدود فمه وهو يسأل باستخفاف مبطن مهين " رئيس القسم اليس كذلك ؟ وهل اهدى علبة حلويات مماثلة للجميع هنا كما فعل معك ؟!اممم .. مما رأيته .. لا اظن "

ابتلعت ريقها بصعوبة تحاول ان تكون رابطة الجأش وهي تلقي بالسؤال المباشر

" ماذا تقصد بكلامك هذا؟ "

هذه المرة رأت في عينيه .... كراهية !

كراهية ربما لها او ربما لحالة يراها فيها ثم يقول بقسوة ساخرة جارحة وهو يتراجع للخلف " لا شيء ... لا شيء يتغير يا بنات حواء.. على مر الزمن والعصور نفس الحكاية تتكرر .. "

تتقدم نصف خطوة متعثرة وهي تشعر بقلبها يئن متوجعاً من مجهول فتسأله "اي حكاية؟!"

لكنه يستدير بكل جسده يوليها ظهره وهو يبتعد بخطوات ثابتة عنها ..

نادته " رعد ! ....."

لكنه لم يكن يسمع .. ليس لانه ابتعد بخطواته فحسب بل ابتعد بروحه عنها ...





كان داخله ثائرا بجنون .. كل الماضي تجسد في لوحة رسمتها رقية امامه بريشتها ..

كل اغواء من غيداء بالجسد والابتسامة والكلمة كانت رقية الآن ترسمها بعناية فتريه كيف اوقعت غيداء بعمه في حبائلها بينما هو كالابله موجود ولا يرى الا بعين العشق العمياء .. !

رقية رسمت اللوحة للماضي البعيد لكن بدلا من ان يبرز وجه غيداء كان وجه رقية مطلا من تلك اللوحة يسخر منه ..

تجيش ثورته في صدره وتتداخل الوجوه في مخيلته المهتاجة بجنون لتندمج ابتسامة غيداء الغاوية مع ابتسامة رقية المتلاعبة...

ومع الثورة يأتي الألم .. ألم مذاقه كالعلقم ..

اخرج هاتفه من جيبه وضغط باصابع مرتعشة انفعالا على زر الاتصال وبينما يقف وسط الساحة أتاه الرد " مرحبا ..."

فيرد رعد وهو يشد باصابعه حول الهاتف

" مرحبا مهند ... "

ودون ان يمهل مهند الكلام سأله بنبضات قلبه التي تدوي في رأسه وليس صدره فحسب

" هل وجدت لي ...سكنا ...مناسبا .."

يأتيه رد مهند مثيرا فيه جنون الثورة أكثر

" للاسف لا .. حتى اللحظة لم.."

دون شعوره هتف بحدة

" لكني اريد سكنا الآن .. الآن .."

ساد بعض الصمت فاغمض رعد عينيه ولهاث انفاسه يصل مهند بوضوح فيسأله بهدوء

" ماذا يحصل معك يا رعد ؟ هل انت في مشكلة ؟ اخبرني لاساعدك .."

يرد رعد بصوت خافت أجش " احتاج الانتقال باقرب وقت يا مهند .. الامر عاجل .."

فيعرض عليه مهند دعوة صادقة " تعال لنفطر سوية اليوم ونتكلم ..."

جسد رعد يختض وقد أخذ يتعرق بشدة فيرفض الدعوة قائلا " لا اظنها فكرة جيدة.. اسف لاني احتددت عليك.. لست بمزاج... جيد.. اظنه تأثير .. الصيام .."

فجأة قال مهند " لحظة من فضلك .."

وبينما رعد يقاوم ما يحصل له يأتيه صوت مهند مكتوما بعض الشيء وهو يتساءل باهتمام بالغ وقلق واضح

" ماذا هناك جوري؟! انت ترتجفين ! "

اوشك رعد ان يغلق الخط عندما سبقه مهند بالقول والاعتذار على عجل " رعد سأكلمك لاحقا.. اسف لدي امر طارئ مع زوجتي .."

فودعه رعد واغلق الخط ثم اطفأ الهاتف تماما وهو يتحرك بخطواته الى مكان مظلل خلف احدى المباني ..يحتاج الى خلوة .. خلوة بعيدا عن كل البشر..لا يريد ان يراه احد على الاطلاق وهذا الجحيم المظلم يبتلعه ...






يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 28-08-18 الساعة 09:22 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-18, 09:07 PM   #6160

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مكتب مهند




ادخلها مهند الى غرفة نومه بينما يترك ابنته مع صديقه مجد ..

كان جسدها يرتعش بل يختض وهو يلف ذراعه حولها باحكام ويسير بها حتى اجلسها على حافة السرير وجلس بقربها ..

يضمها لصدره وهو يسألها بقلق شديد

" اخبريني حبيبتي ماذا حصل ؟ هل اهلك بخير ؟ والدك بخير ؟"

كان يسأل وداخله يحمد الله الف مرة انها أتت مع ابنته وكلتاهما بخير .. يضمها اليه اكثر واكثر وهي تتشبث به كالغريقة ..

لا يصدق انهيارها هذا .. اي سبب عظيم يجعلها بهكذا حالة ؟!

يميل بفمه ليهمس بين طيات شعرها

" جوري .. حبيبتي ردي علي .."

عندها اخذت تجهش بالبكاء وتهتف بحرقة

" لم أصدق عندما اخبرتني سناء عبر الهاتف وهي تبكي في المستشفى .. رباااه لا يعقل .. لم تكن الفتاة الا في السادسة عشرة ! "

يسألها بصبر وهو يمسح بكفيه على خديها ويزيح خصل شعرها عن وجهها " اي فتاة حبيبتي .. هل هي هل هي احدى قريبات سناء او .. موكلاتها؟"

تهز رأسها بعنف عاطفي وترفع وجهها الباكي اليه تخنقها العبرات وتمزقها الافكار وهي تهمس باسترسال موجع " موكلة عندها .. يا الهي .. لقد ماتت يا مهند .. الفتاة ماتت من نزيف داخلي وكسور لا تحصى .. لقد حطم زوجها جسدها الصغير الفتي حرفياً .. رحماك يا رب .. لن انسى وجهها حتى مماتي ... اي ام تلك الام التي تدفع ابنتها لتعود مرارا وتكرار الى وحش ينهش جسد صغيرتها ...! يغتال طفولتها.. يغتال انثوتها.. يغتال روحها البريئة الفتية! "

تشهق وشفتاها ترتعشان بالبكاء .. وجهها شاحب للغاية وبشكل اقلقه عليها ..

يمسد على خدها وهو يستوعب الصورة البشعة التي تصفها ..

فجأة اخذت تشد قميصه باصابعها تطالبه بقلب أم مرتعب " قل لي انك لن تسمح لاي رجل ان يفعل هذا بابنتنا .. "

يميل ليلثم جبينها ثم يقول جادا وهو يعنيها

" سأقتل ايا كان يلمس شعرة من ابنتي .."

وكأنه اعطاها مخدرا بوعده الجدي ذاك..

شعرها تذوب في ضعف انثوي نادر منها ..

مجرد انثى تتشبث برجلها بحثا عن طمأنينة..

أخذ يمسد على شعرها وهي بين احضانه .. يسود صمت دافئ يمنحهما ألفة ..

هي احتاجت هذا منه وهو اعطاها بكرم..

مر وقت طويل قبل ان يتكلم مهند باسلوبه الصبياني العابث " انا سأستغل الفرصة واقدم لك دعوة افطار لم احظى بمثلها منك .."

ترد عليه بهمس مرهق " لكنك حصلت على وجبة سحور .. ام هل تنكر ؟ "

يضحك بصوته الجذاب ثم يقول بمزيد من العبث " انت التي طلبتِ ..اذن لك وجبة افطار و.. ليلة تنامين فيها في حضني .. هل سنكون متعادلين الآن ؟ "

تنهدت وهي ترد عليه " انا طلبت ؟! انت لا تكف عن استغلال الفرص .."

يميل بفمه لشفتيها ودون حتى ان يمهد بكلمة كان يقبل تلكما الشفتين وجوري تستجيب طواعيا ثم ابتعد عنها لاهثا وهو يهمس بخفوت " افعلها لاجلك .. لا اريدك ان تبقي بمفردك وانت بهذه الحالة .. ابقي الليلة وسرير الغرفة الاخرى يكفيكِ انت وقطر الندى .. سنقضي وقتا ممتعا طوال اليوم وندور في الاسواق القريبة بعد الافطار ونشتري الحلويات ... ثم نتسحر سوية حبيبتي.."

اطلقت جوري تنهيدة عميقة وهي تهز رأسها بالموافقة بينما تتجمع الدموع في عينيها مرة اخرى وهي تتذكر الفتاة المسكينة لتغمر وجهها في صدر مهند وتستكين هناك بضعف...






يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302-617.html...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 28-08-18 الساعة 09:23 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.