آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          276 - قلب فوق البركان - بيني جوردآن (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          10 - تعالي إلى الأدغال - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          صفقة مع الشيطان (145) للكاتبة: Lynne Graham (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          599 - قيود امرأة - باتي ستندارد ( تحت سقف واحد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-18, 08:56 PM   #6321

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


عصراً .. الحديقة الخلفية ...



يشفق حذيفة على صدمة الفتى الذي التزم الصمت عبر الهاتف وهو يوصل اليه بتأن طلب رضا .. لم يخبره حتى اللحظة بتفاصيل ما حصل اليوم ولن يخبره الا اذا اضطر .. هو نفسه لا يعرف كل التفاصيل فرضا بدا بحال غاضب نادر منه يكبته بشق الانفس والكلمات تخرج من فمه مقتضبة مختصرة..

اخيرا اخرجه صوت خليل القلق من شروده مع حال اخيه الاكبر " لماذا.. لا آتي ؟! هل بدر مني ما يسيء لا سمح الله ؟! "

يحاول حذيفة ان يخفف عنه باسلوبه الممازح

" اساءة بالغة .. يكفي ان اختك تهملني بسببك .. ثم انك البارحة كنت عندنا .. فهل ستلازمنا طيلة ايام الاسبوع؟!"

يهلع قلب العاشق وتساوره المخاوف والظنون فيتساءل " هل .. شذرة قالت اني .. ازعجتها؟ّ "

تنهد حذيفة وهو يرد عليه موبخاً " اي شذرة يا خليل ؟! هل رأيتني أكلمها يوماً ؟ وقبل ان توجع رأسي سأخبرك انها لم تكلم اختك بشيء.. الامر ليس من شذرة .."

عندها أتى سؤال خليل محتارا " اذن من ؟! هل الحاج رضا من طلب ؟ "

يتأفف هذه المرة ليرد عليه مفصحا عن السبب " نعم خليل .. هذا الامر من ابي جعفر .."

يرتبك خليل وهو يتساءل بقلق متزايد

" لكن لماذا ؟ هل اسأت التصرف بشيء البارحة؟ لقد رأيتها صدفة فقط عند باب بيتكم.. اقسم بالله صدفة .."

يبتسم حذيفة عفويا وهو يقول مشاكساً

" اذن رأيتها صدفة يا ولد ! ماذا فعلت ايها المتهور المجنون ..؟"

يضحك حذيفة بلؤم بينما يوبخه خليل بغيظ " كف يا حذيفة .. اخبرني بالله عليك .. لماذا يطلب الحاج رضا هذا الآن؟"

تخفت ضحكات حذيفة ليرد عليه

" حصل امر مزعج ظهر اليوم في بيت العطار... يتعلق بشذرة .."

بلهفة يتساءل خليل " ماذا حصل ؟! هل هي بخير ؟ "

يشاكسه حذيفة باسلوبه وهو يرد على لهفته بالقول الساخر " انها بخير لا تقلق عليها هكذا .. ستنتهي بمستشفى المجانين قريبا يا اخو الهبلاء .."

يزداد قلق خليل وافكار سيئة تراوده فيتساءل " ماذا جرى ؟ هل هناك .. محاولة صلح من...."

قاطعه حذيفة قائلا ببعض العنف " لكنت كسرت ساقه بيدي هاتين ان فكر فقط ان يصل الحي هنا .."

يرتاب خليل من هذه الاجابة فيسأل ببعض الحدة

" تكسر ساقه ؟! ماذا يحصل عندكم بالضبط يا حذيفة ؟ .. لم يتبق برأسي عقل ! هل تعرض لشذرة في مكان ما ؟"

فرد حذيفة مصارحا اياه " هو لم يتعرض لها بهذه الطريقة .. الموضوع وما فيه ان تقدم لشذرة عريس جديد اليوم .."

اشتعلت النيران بخليل واخذ يصرخ عبر الهاتف بانفاس تزأر في صدره " عريس جديد؟! لكن الحاج رضا قال ما زال الوقت مبكرا لموضوع كهذا .. قال انه سيضر بسمعتها ... قال لي ان اصبر .. "

حاول حذيفة امتصاص ثورته وهو يبتعد لاخر الحديقة قائلا بنبرة حازمة

" اهدأ خليل .. هذا الموضوع يحتاج منك لضبط نفس لاجل شذرة وسمعتها... انه ليس عريس بالطريقة التي تتصورها .. مجرد رجل عجوز متصاب له زوجة واولاد ولديه المال ليظن بامكانه شراء فتاة صغيرة كزوجة ثانية .. " صمت للحظة ثم اضاف " وخالها عديم النخوة والرجولة يسعى لاجله ليستفيد من ماله بشكل مؤكد... لكن رضا تصرف معهم وطردهم شر طرده .."

يهدأ خليل قليلا مع اخر جملة لكنه يتساءل بعجب " لا افهم كيف تجرأ خالها ليفكر انها يمكن ان ترضى ؟! غريب امره ! ما الذي ينقص شذرة لتتزوج هكذا زيجة خاصة وهي للتو فسخت خطبتها ؟! "

صمت حذيفة ولم يرد لكن خليل لم يترك الامر عند هذا الحد ليقول هذه المرة بنبرة شك أكيد " اشعر ان هناك امرا تخفيه عني يا حذيفة .."

يرد عليه حذيفة بحذر " اريدك ان تعدني الهدوء لان ما سأقوله لن يعجبك .. لا نريد تهورا يؤذي الفتاة اكثر مما اؤذيت .."

رد خليل بكلمة واحدة " اسمعك ..."

عندها شرح حذيفة موضحا بكلمات انتقاها بعناية حتى لا يثير غضب خليل من جديد

" خالها يقول ان كلاما وصلهم في البلدة يسيء الى .. سمعة شذرة .. عن اسباب فسخ مصعب للخطبة.."

هتف خليل مذهولا منفعلا يشتعل غضباً

" اي كلام ؟! قبحهم الله ... ثم ان شذرة من انهت الخطبة وليس هو ..! "

يرد حذيفة بأمر واقع لا مرد له ولا أمل في تغييره " انت تعلم اقاويل الناس يا خليل .. مجتمعنا صغير حتى في العاصمة .. قد يكون ذاك الاحمق من يشنع عليها وقد تكون مجرد اقاويل حاكها الابله خالها كي يضغط عليها لترضى بالعريس الذي احضره .."

بنبرة وعيد غاضب قال خليل " ان كان ذاك الحقير قد شنع حقا ببعض الكلام عنها .. سأقتله .."

يزجره حذيفة بالقول الصارم

" ان كنت تريد تحطيم سمعة الفتاة فاظهر في الصورة الآن مع عضلاتك هذه ..."

اخذ خليل يشتم بعنف بينما يتركه حذيفة لينفس عن غضبه وعجزه فيضيف اخيرا

" نحن لا نعرف حقيقة الامر يا خليل .. ربما مصعب لم يفعلها وان كنت اميل لتصديق الامر لانه لم يعجبني منذ رؤيته في (يوم الشربت).. لكني رجحت الامر لكوني رافضا للزيجة لاجلك انت .."

يلكم خليل الحائط جواره بينما يضيف حذيفة " الحاج رضا سيتصرف .. قال لا نريد ان نثير جلبة حول الفتاة ونسيء لسمعتها .. دع الامور تهدأ من نفسها .."

يرخي خليل رأسه للحائط ويغمض عينيه هامسا برجاء حار " هل استطيع ان .. اكلمها على الاقل ؟"

يتنهد حذيفة ينطق اسمه بنبرة عتب

" خليل .. هذا لاجلها ... "

يعاود لكم الحائط وهو يتذكرها بملابس الحداد قبل سنوات .. في لقائهما الاول .. صغيرة .... خائفة .. حزينة ... وحيدة !

يحاول بصوت متحشرج " انها بمفردها يا حذيفة ... تحتاج لمن .. يحتوي وحدتها.."

لكن كلام الواقع غلب وحذيفة يذكره به

" حتى وان كانت بمفردها .. اقترابك منها الان سيجعل الناس يقولون انك سبب فسخ الخطبة وما يحاك من اقاويل حقيقي بل وسيؤلونه بشكل ابشع.. هل فهمتني ؟ "

يلامس باصابعه الحائط قائلا بهمس عاجز

" نعم .. فهمت .."






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 08:59 PM   #6322

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ايام ... مكتب مهند.. قبيل المغرب



يستغل رعد انشغال مهند مع زوجته وابنته وهو يقف معهما عند الباب ليأخذ ركنا من المكتب ويرد على مكالمة عبد الرحمن الذي ما ان فتح الخط معه حتى عاجله بسؤال ساخر محملا بالعتب الضمني

" اين انت رعد ؟! بدأت اعتقد انك لم تعد تسكن الحي ذاته الذي اسكنه ! "

عينا رعد عفوياً تلتقطان نظرات مهند لزوجته.. هذه ثالث مرة يلتقي بها رعد.. ولا يعلم ما هذه العلاقة التي تربطهما .. لقد فهم ان مهند يعيش بمفرده هنا بينما زوجته وابنته تعيشان في بيت عائلتها ! وقد برر مهند هذا بسبب مرض ابيها ومراعاتها له .. لكن رعد ليس غبيا حتى لا يعرف ان هناك امورا اخرى تحصل...

يرد على عبد الرحمن بالقول الخافت " انا اقضي بعض الوقت مع صديقي مهند .. في الواقع هو صديق اخي عصام لا صديقي انا .."

فيأتيه رد عبد الرحمن واضحا بالدهشة

" مهند ؟! لم تخبرني عنه من قبل .."

عينا رعد ترمقان يد مهند التي تتعلق باصابع زوجته في حركة خفية بينهما وهو يودعها مع صغيرتهما الشقية قطر الندى وقد أتت جوري لاخذها من ابيها حالما انهت عملها ...

وهذا يحصل كل يوم تقريبا كما فهم من مهند .. يعترف رعد ان غرابة حكاية مهند شغلت عقله هذه الايام وألهته عن رقـ... اغمض عينيه بقوة رافضا حتى النطق باسمها ..

ان يتذكر اي شيء فيعني له ألما وغضبا ماحقا لكل سكينة نفسه .. حتى اللحظة هو عاجز عن التعامل مع ما يعتريه ..

يكفي انه ينام الليل في بيت جوار بيتها ينتظر بزوغ الفجر ليغادر ولا يعود الا مساء ...

قست دواخله وهو يرد ببرود على صديقه

" التقيته صدفة .. هل لديك مانع ؟!"

للحظة صمت عبد الرحمن وقد استشعر ذاك البرود منه ثم يفاجؤه بالقول

" امي تسأل عنك .. "

همس في سره .. اللعنة يا ابن الصائغ .. انت تعرف اين تضرب ! بتأثر حقيقي واحساس لا يوصف بالشوق والذنب معاً قال " كيف هي الحاجة سوسو ؟ اشتقت لها .."

يرد عليه عبد الرحمن

" هي بخير .. يتعبها السكري قليلا لكنها بخير .. تقول انك لا ترد على الواتس اب ايضا ولم تعد ترسل لها الصور ..."

يتصلب مرة اخرى وهو يرد على عبد الرحمن بالقول البارد الغامض " انا لا افتح ايا من وسائل التواصل على الانترنت.. حتى اني اغلقت حساب الفيسبوك تماما .."

هذه المرة لم يراوغ عبد الرحمن وهو يسأله بشكل صريح مباشر " ألن تخبرني ؟!"

لم يكن رعد بحاجة ان يسأل عما يعنيه صديقه ليرد على سؤاله بكلمة واحدة هي كل ما يستطيع قوله " لا ...."

تنهد عبد الرحمن ببعض الراحة ليعبر عن راحته تلك بالقول الصادق " شكرا لانك كنت صريحا على الاقل لتخبرني ان امرا عظيما يحصل معك .."

يبتسم رعد بدفء خاص لا يشعره الا مع عبد الرحمن .. هذه الفصاحة باللسان التي يملكها عبد الرحمن وهي مما اكتسبه من اخيه الاكبر رضا .. هذه الفصاحة المؤثرة دوما تذهله .. وتجعله يشعر حتى بالغيرة .. رد عليه اخيرا بامتنان ورجاء ضمني بالتفهم

" وشكرا لانك ستكتفي بهذا وتتركني في حالي .. احتاج لبعض الاسترخاء لان الايام القادمة ستكون مليئة بالعمل .. وان لم تصدقني اسأل ربابتك .. "

يسايره عبد الرحمن بمشاكسته فيقول

" سأسألها .. لم أعد اثق بك .. لكن هي لن تكذب حتى لو ارادت .. هذه فائدة ان تتزوج من امرأة كالقطار طريقها مستقيم وثابت وواضح ..."

يضحك الاثنان معاً وان كانت ضحكات لم تصل القلب ولم تمس الروح .. الاثنان كانا يلعبان الادوار مع بعض .. احدهما يسند ويستفسر والاخر متعب ومشتت ولا يريد حتى التفكير ..

قال رعد اخيرا وداخله يعتم بحزن مألوف

" عبد الرحمن .."

يرد عبد الرحمن ببساطة " نعم .."

فيبتلع رعد ريقه وهو يقول بجدية " اريدك ان تتركني هذه الفترة .. احتاج فقط للابتعاد وعدم التفكير .."

صمت عبدالرحمن للحظتين قبل ان يرد بهدوء

" كما تشاء .."

فاضاف رعد ببعض التوتر الخفي " وحتى اكون عادلا معك .. انا افكر بالعودة الى كندا .."

فينغزه عبد الرحمن بالقول الساخر " العودة ؟! لكن العودة تكون عادة للوطن يا صديقي.. يفترض ان تقول الذهاب لا العودة .."

يعترف رعد ان تفاجأ من رد عبد الرحمن ..

كان يظنه سيصدم من فكرة العودة الى كندا .. ثم تاه رعد بين كلمة (العودة) و(الذهاب) ... ايهما تعنيانه اكثر ؟!

ليقول معبرا عن افكاره "لم أعد أميز الفرق !"

ذهن عبد الرحمن صافٍ تماما ليدرك ان صديقه يمر بمرحلة صعبة جدا فلا يضغط عليه اكثر بل يسأله ببساطة " متى ستقرر موعد ايّا من المعنيين .. سواء العودة او الذهاب؟!"

عينان زرقاوان تعذبانه فيمحوهما من جديد بقسوة وتتقلص اصابعه حول هاتفه وهو يرد على سؤال عبد الرحمن بالقول " حتى عيد الفطر .. سأرى ما ستؤول اليه اموري ..."

ودّع عبد الرحمن واستدار ليرى مهند جالسا على كرسيه خلف مكتبه ينظر ناحيته ببعض الفضول ليقول له " ان كنت تريد دعوة صديقك عبد الرحمن للافطار معنا فلا امانع.."

يرد رعد وهو يتقدم نحوه قائلا ببشاشة

" لا .. هذا المجنون ما زال عريساً جديدا ملتصقا بعروسه .."

يضحك مهند ويغمزه قائلا " وانت هل ستلتصق قريبا ام نجد لك لاصقا مؤقتا ؟"

يجلس رعد على كرسي قريب .. ابتسامته الساخرة تملأ وجهه وقلبه ينتفض !

يقاوم في جنون هذه الانتفاضة بينما يرد على مهند بما يلائم ابتسامته قائلا " لاصق مؤقت مع حلزونة حلوة لا تتكلم كثيرا ستفي بالغرض..."

ينفجر مهند ضاحكا بينما يرخي رعد رأسه للخلف مبتسما ومغمضا عينيه تهاجمه كوابيس الصحو والمنام ...






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:00 PM   #6323

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اواخر رمضان .. صباحاً.. دار العطار للازياء ..



تساعد شذرة في بعض اعمال الخياطة وسط خلية النحل التي تنجز الطلبات ...

كان افضل شيء فعلته عندما قررت الالتحاق بالدار لتساعد رباب في عطلة الصيف ..

افضل من البقاء في البيت دون اي انجاز حقيقي... ابتسمت في فرح ورضا داخلي ..

الشعور بالقوة يدحر اي شعور بالوحدة ..

لاول مرة تجرب ان تتخذ من وحدتها منبعاً لقوتها الشخصية .. ربما هي تأخرت في ادراك هذا .. لكنها فخورة بنفسها وما حققته من توازن يمنحها هذا الرضا ...

احدى الفتيات نبهتها ان هاتفها يرن فابتسمت شاكرة وهي تضع جانباً القماش الذي كانت تطرزه ثم تقف وتتحرك ناحية الخزانة الجانبية حيث تضع هاتفها هناك وحالما رأت اسم المتصل شعرت بالدوار وهمسة في قلبها الخافق يخجلها الاعتراف بها (اخيرا اتصل)...

بوجه متورد تتعثر وهي تأخذ الهاتف لتغادر الغرفة وتتجه ناحية الحمام كي تتدارى هناك وهي تفتح الخط وتقول بصوت لاهث

" عفوا.. تأخرت بالرد ..."

صوته جاء مشحوناً " السلام عليكم .."

فترد بانبهار وهي تكاد لا تعرف ما تتوقعه

" و..عليكم السلام.. ورحمة الله .."

تنظر لوجهها المحمر في المرآة فتخجل من حالتها ثم يصدمها خليل بالقول العاطفي الهادر " لم أعد اطيق صبراً .. لم أعد استطيع احتمال الصمت والانتظار .. فهلا عن جرأتي صفحتِ وعفوتِ وبحالي ترأفتِ.. "

رفعت يدها لفمها وهي تهمس اسمه وانفاسها تتسارع بجنون " خليلـ... ! "

فيرد بصوت فاض بالعذاب .. فاض بالعشق .. فاض بالرجولة وهو يصارحها بكل ما اختزنه في قلبه " نعم خليل المُبتلى ! انا يا بنت الاجاويد اريدك بالحلال .. مذ وقعت عيناي عليك بأول نظرة تمنيتك ثم غضضت البصر وقلت آمين .."

ما زالت يدها على فمها .. ترتجف كلها ولا تدرك انها ترتجف .. ما سمعته وكأنها سمعته قبلا في حياة اخرى وكانت تنتظره ان يحصل في حياتها هذه ... ما سمعته.. اشتاقته... وانتظرته ... حتى وهي لا تعرف انها تشتاقه وتنتظره ..!

الدوار يشتد وتكاد تتمايل وهو يبثها المزيد والمزيد بصوته الأجش " هذا العذاب بكلمة منك يُفنى وكلمة أخرى تحيينه كلظى الجحيم ... فهل ستُفنين عذابي ام تحيين ؟ "

تكاد تضحك فتضغط بيدها على فمها لتمنع تلك الضحكة .. لكن عينيها تتلألآن بكل الضحكات وصوته الرجولي الذي لا يعرف الصبر يتسلل الى شرايينها في دفق يحييها حتى ذابت تماما واستسلمت

" ان قلتِ (نعم) فهذا عهد بيني وبينك وانا ابن رجال وحق عزة جلال الله لن أُجهر بمطلبي قبل الاوان .. وان قلتِ (لا) فابتلائي عظيم وليكن في عوني الرحمن..."

ثم الصمت .. ولا شيء يغزل من الصمت لحناً الا انفاس الهوى ...

وكعزف يبتدئ منفرداً ثم تتناغم معه الآت موسيقية أخر فيأتي صوته الخافت مُلحاً

" شذرة .. ردي علي .. أم تراني جننت ولم أعد افقه ما أفعل.."

هذه المرة كانت ضحكات ودموع وهي ترد بحشرجة مختنقة وخجل انثوي ذاب في طلبه

" ليس ... قبل الاوان ...."

ثم أغلقت الخط سريعا وخليل يحدق كالابله في الحائط قبالته ولا يصدق ما قالته !

هل جُن ؟! ام إنه جن فعلا ؟!






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:01 PM   #6324

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عصراً ... محل الصائغ الكبير



الزحام شديد هذا اليوم مع اقتراب عيد الفطر.. الناس يروجون الاسواق ما بين تبضع واستعداد للعيد وما بين طلب لمزيد من الرزق..

يلملم رضا مفاتيحه وحافظته وبعض اغراضه استعدادا للمغادرة .. عليه ان يمر الى الفرع الثاني لمصوغات الصائغ قبل ان يعود للبيت..

رن هاتفه الارضي قبل ان يترك مكتبه فعاد اليه ليرد " السلام عليكم .."

يأتيه صوت مألوف لابي محمود وهو صائغ يعرفه في الجهة الاخرى من سوق الذهب قائلا

" وعليكم السلام يا حاج رضا .. اعتذر لا اريد ان اطيل الامر حتى لا اثير ريبتها .."

يعقد رضا حاجبيه قليلا وهو يتساءل بدهشة

" تثير ريبتها ؟! من تقصد يا ابا محمود ؟"

فيرد الرجل قائلا بصوت خافت " لدي هنا امرأة اظنها سارقة تريد بيعي قرطين من صياغة محلك .. ختمك عليهما .. كما اني اعرف صياغتك جيدا دون حاجة لختم .. هذين القرطين لم يخرجا الا من بين اصابعك .."

يرد رضا بحسن نية " لا حول ولا قوة الا بالله.. لماذا تظنها سارقة ؟! ربما القرطان ملكها "

لكن ابا محمود يصدمه بالقول " انها فقيرة جدا يا حاج رضا .. اقرب لمتشردة معدمة.. عباءتها قديمة متربة ممزقة كما انها لا تملك اي ايصال بالقرطين .."

تجمد رضا ثم تساءل وهو يكاد لا يصدق حدسه " هل قلت .. ترتدي عباءة ؟!"

ليرد الرجل مؤكدا كلامه " اجل يا ابا جعفر.. العباءة السوداء التقليدية لنسائنا لكنها تبالغ باخفاء نفسها وهذا ما يثير ارتيابي اكثر فيها .. العباءة تغطيها تماما من فوقها الى تحتها .. ولا يظهر منها الا عين واحدة فقط ..!"




يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:03 PM   #6325

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قبل اذان المغرب بساعتين ...بيت العطار..



تراقب يدي امها الماهرتين وهما تعدان طعام الافطار بينما ينتابها المغص مرة جديدة في معدتها الخالية ...

مرت عليها ايام صعبة ومعاناة مع معدتها جعلتها تفطر ليومين وهي طريحة الفراش ...

ورغم تعبها هذا الا انها ممتنة له !

منذ اسبوع وهي في اجازة مرضية أعفتها من الذهاب للجامعة ورؤية الدكتور سامان ...

ترتعش النظرة في عينيها وهي تعيد من جديد تذكر كل تفاصيل ذاك اليوم المريع في الجامعة .. ورعد الذي تبخر تماما بعدها ولولا انها تسمع بذهابه وايابه من هنا وهناك لقالت انه هاجر من جديد ..

تتلوى معدتها بمغص أشد فتغمض عينيها وهي تشد باصابعها على حافة المنضدة التي تعمل عليها امها .. فتناظرها امها بقلق وتتساءل

" هل تؤلمك معدتك من جديد حبيبتي ؟ قلت لك افطري اليوم ايضا لكنك عنيدة لا تطيعين النصيحة.. "

تتحامل رقية على نفسها وهي ترفع نظراتها لامها تغمزها بدلال طفولي وتقول " احب ان اراك تقلقين علي .. كما كنت طفلة صغيرة وادّعي المرض حتى تأخذينني لانام بينك وبين ابي .. "

ثم تترقق نظرات رقية وهي تضيف بهمس

" سريركما كان الجنة بالنسبة لي .. عطر ابي مختلط بعطرك .."

بقوة جبارة لم تنهمر دموع رقية بينما تشعر بقبلة امها على جبينها وهي تقول لها بحنان

" كم انت حلوة وعاطفية يا كل الرقة .. تتذكرين امورا عن والدك على الدوام .. كان يقول لي (يا ابتهال هذه الصغيرة تجعلني اشعر وكأنها طفلتي الاولى ! وكأني لم احظ بابنة قبلها ).. كان لا يطيق ان يراك تمرضين ويخاف عليك جدا .. "

خنقتها الغصة وشعرت بالوجع يزداد في قلبها.. ليت والدها حياً .. لكانت اخبرته عم تعانيه الآن ولا تعرف كيف تصلحه .. لكانت أخبرته ان كل حيلها السحرية بهتت وعجزت عن الوصول لقلب من وقع قلبها في هواه وغرامه...

أضافت امها بحزم عفوي وهي تعود لتقطيع اللحم على اللوح الخشبي

" لا تنسي بعد الافطار إشربي الاعشاب التي اعدتها لك اسيا.. "

تحني رقية رأسها قليلا لتسيطر على انفعالها ولا تكشفه لامها بينما ترد عليها بالقول

" لا تقلقي امي .. انا افضل بكثيراليوم.. ولن انسى شرب الاعشاب لانها تريحني جدا .."

اخواتها منشغلات عنها .. رباب في زحمة طلبات ملابس العيد وحبيبة التي توشك على الولادة واسيا التي دخلت في شهرها السابع ومنشغلة بولديها وعائلتها ورغم هذا تراعيهن وتهتم ان تتفقدهن دوماً ..

نظرات اسيا اليها تذكرها بنظرات والدهن العطار ..

كانت تحكي وتتساءل دون ان تنطق لكن رقية لم تستطع البوح ...

سألت رقية فجأة " اين شذرة ؟ هل ما زالت تقضي يومها في دار الازياء ؟ "

الغيرة العنيفة تتلاعب بقلبها بينما امها ترد عليها " نعم .. انا سعيدة انها تشغل وقتها بمساعدة رباب هذه الايام .. افضل من جلوسها في البيت.. خاصة بعد ما حصل من خالها عديم الرجولة والنخوة .. "

الغيرة والقهر تأكلان من قلب رقية أكلا .. شذرة تراه كل يوم وهي هنا قابعة تعاني روحاً وجسدا ولا تلمحه ابدا ..

عاودها المغص فترفع كفها لتلامس بطنها وهي تحاول الاسترخاء ...

دوماً معدتها كانت حساسة ومن شدة قهرها المكبوت ذاك عانت من ايام عصيبة وحالات تقيؤ منهكة ..

تواصل امها ثرثرتها عن شذرة بحنق هذه المرة

" كنت اريد الاتصال بوالدة مصعب لاعرفّها مقام ابنها الخسيس لكن رضا منعني وقال ان لا نثير جلبة حول الموضوع لانه سيسيء الى سمعة شذرة .. وقد ينكرون ان ولدهم قال اي كلام من هذا القبيل.. وقد يكون خال شذرة فعلا ادعى الامر ليضغط على المسكينة كي ترضى بالعريس .."

قالت رقية مدعية الملل بينما يدها تشد على بطنها بتوتر " دعينا من منقوص الرجولة ذاك لا اطيق الكلام عنه ..."

أخذت نفساً قبل ان تضيف بتساؤل يبدو طبيعيا في ظاهره لكنها ستموت لتصل اليه

" اخبريني امي .. هل ستتأخر رباب اليوم ايضا؟ منذ اسبوع و .. كلهم... لا يعودون الا قرابة الافطار .. بل .. نكاد لا نراهم .."

فردت الام وهي تركز في عملها " لديها طلبات كثيرة للعيد .. ما شاء الله لا قوة الا بالله .. لكنها قالت انها ربما اليوم ستعود بوقت أبكر اذا أنهت العمل كما خططت.."

تتنهد الام وهي تضيف " الحمل اصبح ثقيلا عليها هي ورعد .. وجهها مرهق لا يعجبني .. أما يحيى فمنذ يومين يتركهم ويعود الى بيته باكرا قرابة الظهر قلقا على حبيبة وكي يعتني بسكينة .. لم يتبق الا يوم واحد للموعد الذي حدده الطبيب لها .. ربي ييسر لها الولادة .."

ثم تلتفت لرقية وتقول بقلق " انا قلقة على حبيبة .. لا اعلم لماذا لم تسافر لتلد في امريكا كما كانت تخطط .. افضل من هنا.."

تحاول رقية طمأنتها بالقول " لا باس امي الطبيب الذي تراجع عنده ممتاز وقد اوصى به طبيبها الامريكي .."

المغص يشتد وعينا والدتها تقلقان عليها الآن فتسألها " حبيبتي يا كل الرقة .. منذ توعك معدتك واراك ذابلة ووجهك شاحب .."

فتتشاغل رقية وهي تدعي تنظيف الخضار قائلة " انت تعرفين اني اتأثر بمعدتي كثيرا .. ومؤكد الصيام ايضا يجعلني شاحبة اكثر .. لا تقلقي علي... ستتحسن الامور .. كل الامور ستتحسن .."

كانت تقول كلماتها الاخيرة وعيناها تشردان وعقلها يواسي قلبها بأن لا يياس .. اجل .. عقلها لن يخذلها ابدا .. وستجد طريقة لترى رعد وتكلمه .. يجب ان تشرح له .. يجب ان يفهم كما يجب هي ايضا ان تفهم ما يجري..

هذه المرة كان قلبها من ينكمش متألما فتبحث عن طمأنة تهدئه فتقول لامها همساً

" تكلمي امي .. احب سماع صوتك .. اخبريني عن الحي وماذا يحصل فيه هذه الايام .."

تبدأ الام بالثرثرة عن ام فلانة وعن ام فلان ..

حكاوي متفرقة وربما مبهجة لكن رقية لا تهتم بفحواها .. فقط تسمع صوت امها فتسترخي قليلا وتسكن مطمئنة اليه..

فجأة قالت الام " آآآآآ .... أتانا سعدون قبل ساعتين .."

مطّت رقية شفتيها وهي تقول

" ماذا يريد هذا الحشريّ ؟"

تبدي امها تعاطفاً غير مسبوق مع ذاك العجوز قائلة " اقسم بالله بات يثير شفقتي هذا العجوز .. انه متعلق كثيرا برعد .. يقلق عليه لانه يجهد نفسه بشكل جنوني في العمل حتى انه يفطر هناك بمفرده منذ عشرة ايام ولا يعود الا قرابة السحور .."

ترتجف يدا رقية وتهمس باختناق "وماذا.....ايضا؟..."

ترد ابتهال وهي تأخذ اللحم لتضعه في القدر على النار " جاء ليسأل عن عنوان دار الازياء .."

فتعلق رقية بسخرية تداري على حالتها المختنقة " لماذا ؟ هل سيعيش دور (الام الملتصقة) بولدها الوحيد ؟!"

فتلتفت اليها ابتهال لتوبخها بالقول " لا تكوني قاسية هكذا يا رقية .. لقد اتصلت به زوجة عم رعد تطلب العنوان لامر طارئ .."

تجمدت يدا رقية اللتان كانتا تقطعان اوراق النعناع بينما امها تقلب باللحم داخل القدر على النار وهي تضيف " ربما عمه بحالة سيئة مرة اخرى .. مسكين هذا الشاب .. لا بد انه قلق للغاية عليه .. رغم اني لا افهم لماذا لا يسكن رعد معه في بيته ؟! "

كل حواس رقية اعلنت الاستنفار الكامل وهي تسأل بعقل متنبه" لكن لماذا لا تتصل برعد مباشرة وتطلب العنوان ؟! "

ترد الام بنبرة عادية " لا اعلم بنيتي .. ربما هاتفه المحمول فيه مشكلة فاتصلت على الهاتف الارضي لبيت سعدون .."

تعقد رقية حاجبيها والاسئلة تضج اكثر في رأسها لتبدي بعضها امام امها قائلة " الهاتف الارضي ؟...ولماذا لم تتصل بالهاتف الارضي لدار العطار ؟ لماذا طلبت العنوان ؟.."

تلتفت الام لابنتها وهي تقول ببعض الاستغراب " ما بك يا رقية ؟! لماذا تبدين كمحقق مزعج ..؟! "

ترسم رقية ابتسامة مصطنعة بينما ترد

" مجرد تساؤلات امي .. للثرثرة ليس اكثر .. "

تعود الام لطبخها بينما رقية تتقلب على نار والافكار تتدفق في رأسها بشكل مخيف ..

تبتلع ريقها وتسأل وهي تتصنع الكلام العفوي مع امها " بالمناسبة امي .. هل تعرفين اسم عم رعد او اسم زوجته ؟ "

تهز الام كتفيها وهي ترد دون ان تلتفت " لا اعرف .. رعد لم يذكره امامي.."

ثم تلتفت بعدها فجأة لتقول بابتسامة طيبة

" لكن زوجته ذكرت اسمها لسعدون .. اظنه قال ان اسمها بيداء .. او .. غيداء .. لست متأكدة .."

لم تشعر رقية بنفسها الا وهي تقف على قدميها متسعة العينين جامدة الملامح ...

قلقت الام فتتساءل وهي تقترب منها " ما بك رقية ؟! هل انت بخير ؟! الدماء اختفت من وجهك بغتة ..!"

تلاشى الجمود في لحظة لتبرق عيناها بشدة وهي تتحرك على عجل وتقول " مجرد أمر مهم تذكرته للتو اماه .. يجب ان اذهب حالا.. اريد رؤية... ر..باب .."

تلاحق الام خطوات ابنتها وهي تغادر المطبخ على عجل متجهة للدرج لتتساءل بحيرة

" لكن .. اتصلي بها .. ماذا جرى لك ؟! "

تصعد رقية درجتين ثم تقف وتستدير لامها قائلة بابتسامة مطمئنة رسمتها بعناية

" لا .. انا اريد الذهاب اليها بنفسي.. الى دار الازياء .. هناك حاجة لي عندها موجودة هناك .. انت تعلمين حبيبتي ان ملابس العيد خاصتي يجب ان اراها بنفسي .."

ثم ترمي لامها قبلة هوائية وتستدير مرة اخرى فتتبخر تعابير الشقاوة والابتسام في رمشة عين وتكتسحها تعابير الخوف الرهيب بينما تسمع امها تلاحقها بكلماتها " لكن يا ابنتي ربما ستجدينها قد غادرت .. لقد قالت انها ستخرج باكرا اليوم.."

كذبت على امها وهي تسارع تسلق الدرجات قائلة بلهاث " لا تقلقي امي .. سأتدبر امري .. مؤكد سأتصل بها وانا اغير ملابسي ... وسوف اعود معها للبيت قبل وقت الافطار .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:04 PM   #6326

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

دار العطار للازياء .. بعد نصف ساعة ...



هدأ دار الازياء بعد خروج الجميع .. اقترب وقت الافطار والعاصمة تصبح هادئة للغاية .. شوارعها خالية تقريبا والكل يلجأ الى بيته وسط عائلته ليشاركهم الافطار .. الا هو .. يلجأ لـ ..وحدته .. !

وسط الصمت المطبق يحدق رعد في تلك الرسمة المثبته على اللوح .. رسمة الساحر ..

هل هو ساحر حقاً ؟ لم يحتج الرد منه لتفكير طويل ليأتي ايجابا ...

نعم .. هو كذلك .. انه ساحر ..

يسحر عيون المشاهدين حتى ينظرون في الاتجاه الخاطئ ولا يكتشفون حيلته لخداعم.. يخدعهم ليظهر البهجة التي يأنسون بها فينجذبون اليه ولا يرون ما يخفيه من ظلام ووحدة...

العيد اقترب وهو يشعر بالوحدة منذ الآن ..

لا يريد الاحتفال مع احد .. ربما سيسافر الى كندا في العيد .. على الاقل هو أدى دوره مع رباب ويحيى ولم يخذلهم في العمل ..

صوت الباب يفتح جعله يخرج من شروده ويعبس قليلا وهو يسمع طرقعة حذاء انثى..

جحظت عيناه وقلبه يخفق بجنون وهو يتخيلها رقية قادمة اليه ...

لا يعرف اي جنون هذا وهو يتمناها ان تكون هي بعد كل هذا الوقت الذي مر وهو يقاطعها تماما كما يقاطع الجميع ...

يدفع كرسيه ليقف على قدميه وهو يتأهب لرؤيتها .. يرفع يده يمرر اصابعه بارتباك في شعره وما زال قلبه يخفق بذاك الجنون ...

عيناه على باب مكتبه ينتظرها تصل اليه .. يشعر انه سيفقد اعصابها ويصرخ فيها ..

اشتعلت عيناه كالجحيم وهو يتذكرها في اخر مرة .. كيف تقف امام ذاك الدكتور تتغندر بنظراتها وتبتسم له في ارضاء واضح ..

فتح فمه وكأنه مستعد للصراخ عنددما أطلت هيئة اخرى تماما !

للحظة تصور انه جُن ! للحظة اعتقد انه فقد عقله تماما كما حصل في ذاك المشهد بالجامعة فاختلطت الصور ما بين رقية وغيداء...

اجل ... مؤكد هو جن .. لان من يراها الان بعينيه لم تكن رقية .. بل ... غيداء ...

غيداء بعينيها المجهدتين رغبة وابتسامتها الحسية وشعرها الطويل المسدل في دلال على الكتفين .. اصابعها الطويلة تتلاعب بياقة قميصها الحريري المغوي ثم تنسدل تلك الاصابع مرتشعة في مرور بطيء فوق انحناءة جسدها حتى تنورتها السوداء القصيرة .. جسدها هو ذاته الاغواء .. اغواء لكل شيطانين الجن والانس ..

عيناه دون شعوره تركزتا على فمها الشهي المطلي باحمر شفاه جبار باستفزازه ثم ترتفع نظراته دون ارادة الى عينيها الفاجرتين في دعوة ذائبة للالتحام بمجون !

اخذ يهز رأسه بعنف وصوت طرقعة الكعبين تعود من جديد لتدمرا اعصابه وهي تواصل الاقتراب منه...

حتى اللحظة لم يكن يفقه هل هي حقيقة ام خيال ؟! هل هي غيداء ام رقية ام محض تهيؤات عقل مريض ...

لكن صوتها انهى الجدل داخله وهي تقول له بنبرة تتفجر برغبة حسية اجهدتها

" دخت كثيرا حتى وصلت اليك .. "

يستند بكلتي يديه على حافة مكتبه وهو يناظرها بحقد اختلط بغريزته التي تتحرك نحوها في المقابل بشكل مألوف يمقته ... جسده يخونه ويذكره بماض قذر وتلك الاحاسيس العجيبة التي لم ينسها معها..

لماذا لا ينساها ؟ لماذا ؟!

تمتم بشراسة " ماذا تفعلين هنا ؟! "

وقفت بميوعة امامه مباشرة لا يفصلهما الا المكتب الخشبي ..

اخذت تتطلع يمينا وشمالا وهي تقول بارتعاش يفضحها دون ان تهتم بمداراة فضيحتها

" اليست هذه دار لازياء الاناث ؟ عندي طلب فستان مستعجل للعيد ..."

ثم اعادت نظراتها اليه تبدي كل الاشتهاء نحوه دون رادع بينما تضيف " لقد انتظرت الدار يفرغ تماما قبل ان ادخل .. صدقني صبرت كثيرا وفوق طاقتي حتى تأكدت من خلو الدار .. فلا اريد غيرك .... من يختار لي الفستان .."

كانت كلماتها تثيره بشكل بشع فحرك ذراعه بعنف وهو يمده مشيراً للباب خلفها قائلا " غادري قبل ان احملك بنفسي وارميك خارجاً .."

تميل اليه بجذعها بشكل مباغت تخنقها رغبتها فيه وهي تعبر بهمس صريح

" تعال والمسني .. اتوق لتفعلها .."

تتقبض يداه وهو يسألها بمزيد من العنف

" ماذا تريدين غيداء ؟ ماذا تريدين مني بمجيئك الى هنا ؟! "

تتمايل ثم تتحرك لتبتعد عن المكتب قائلة بنوع من التوبيخ الرقيق " اخبرتك ! اريد منك فستانا للعيد .."

تجمد بالكامل وهو يراها تلامس ازرار قميصها لتفعل ما حطمه .. تفتح الازرار امام عينيه وهي تتحرك ببطء لتلتف حول المكتب هامسة باحتراق وكأنها ما عادت تطيق مقاومته " اختر لي التصميم على ذوقك و...."

كان الامر وكأنه دخل الجحيم .. هي تجره من يده لتدخله عنوة لهذا الجحيم ...

مخدرا وهي تقف امامه دون قميصها فقط تلك القطعة من الدانتيل الاسود التي تغطي مفاتنها دون ان تغطي اغواءها الفاحش ..

لا يعرف متى وكيف امسكت بكفيه لتمررهما فوق جسدها الذي ارتج بعنف النشوى فتهمس له بانفاس تقطعت اثارة " انا جاهزة ... خذ لي... المقاساااات ..."

لا يعرف ما يحصل له وهو هكذا مجمد .. مخدر .. لا حول له ولا قوة .. تلامسه وتجعله يلمسها .. لكن لا شعور على الاطلاق !

شعر بشفتيها عند رقبته تهمس له بالمزيد

" اريد الفستان هدية منك للعيد .."

تتمادى وهو لا يستجيب بأي ردة فعل تهمس هامسة بعنف الشهوة " .. وانا .. كللللللللي .. هدية العيد اليك ..."

كان الامر مريعا .. مريعا له .. بطيء ..مخيف ! وكأنه انفصل عما يحصل ويراقبه من بعيد بتدقيق ليفهمه..

تفتح غيداء ازرار قميصه وقد بدأت تفقد السيطرة هامسة بنبرة خافتة وحشية

" لم أعد بقادرة حتى على تخيلك بدلا من عبد السلام .. اصبحت اقرف منه ومن ادمانه علي .. فلماذا اتحمله ولماذا ابحث عن التخيل وانت هنا .. لحم ودم امامي .. وانا اشتاقك رعد .. منذ عشر سنوات اشتاقك .. لحما ودما وروحا وقلبا .. تذكر كيف كنا .. تذكر غرامنا وعشقنا المجنون اللاهث .."

كانت قد فتحت قميصه كله لتلتصق بصدره العاري وهي تضيف بصوت شيطاني

" سيموت .. سيموت قريبا يا رعد .. لا تدّعي امامي .. اعرف ان هناك جزء منك يتمنى له الموت كي تتحرر .. هذا الذنب الذي يسممك ويقتلك منذ سنوات سيتلاشى بموته .."

الاثنان لم يكونا يشعران بمن تقف متخفية عند الباب .. رقية تقف هناك ترتجف من قمة رأسها حتى اخمص قدميها ...

تعض جانب يدها حتى لا تطلق صرخة تخنقها...

كان الامر قذرا للغاية .. مرعباً للغاية ..

لقد رأتها تدخل الدار وانتظرت لدقيقة قبل ان تخلع فردتيّ حذائها وتدخل خلفها دون ان تصدر صوتاً ..

لا تعلم كيف عرفتها .. كيف ميزت انها هي غيداء .. رباااه .. غيداء.. زوجة عمه !

غيداء التي تغويه الان ببشاعة تثير التقزز ..

لم تمر في حياتها كلها بابشع من هذا ..

لقد سمعت كل شيء .. فهمت كل شيء ..

فجأة جاء صوت رعد محملا بتهديد جنوني حقيقي " انا... انا ... من سيقتلك .."

كاد قلب رقية يخرج من صدرها وهي تقرر التدخل فوراً لتتحرك من مخبئها وتلبس حذاءها ثم تظهر نفسها عند الباب لترى بأم عينها منظرا لن تنساه ..

ان تسمع وتتخيل غير ان ترى بعينيها ...

وجه رعد المخيف وتعابير لا توصف ترسم ملامحه .. تلك الماجنة شبه العارية تلتصق بصدره واصابع رعد تلتف حول رقبتها في رغبة مخيفة ان يقتلها حقاً ..

لم يتنبه اليها الاثنان حتى اللحظة بينما رعد ينظر نظراته المخيفة الشيطانية الى وجه غيداء المغري المستسلم وهي تهمس له وتلامس اصابعه التي تخنق رقبتها

" آآآه .. اخيرا لمستني ... اضغط اكثر .. سأعلمك اين تضع اصابعك بالضبط لنحصل على اثارة اكبر ..."

لم تدخر رقية ذرة قوة لم تستحضرها اللحظة.. وكأن كل قوة السنين التي اعتنت ان تبنيها في داخلها قد أتت اليوم على خيول جامحة لتمتطيها وتواجه هذا الموقف الجلل..

صوتها خرج باردا مسيطرا ساخرا خبيثا وهي تتكتف وتقول " يبدو على حد فهمي المتواضع ان هناك سوء تفاهم كبير هنا .."

كانت غيداء اول من ابتعد تنظر بشراسة وردة فعل بدائية غريزية بدائية نحو هذه المقاطعة بينما رعد بقميصه المحلول يحدق فيها ويبدو وكأنه لم يستوعب وجودها حتى همس اسمها " رقية ..."

اما غيداء فاستعادت توازنها لتخرج من دائرة الغريزة وسارعت لتلتقط قميصها وتزرره من جديد بينما تتقدم رقية بكامل ادائها الرائع لتقول بابتسامة خلابة وغمزة حلوة شقية

" مرحبا حبيبي .. اشتقت لانجدك من هذه المواقف .. ظننتك آمنا في رمضان والناس صيام .."

ثم التفتت يمينا لغيداء التي ما زالت تزرر قميصها فتقول لها بملل " هلا اكملتِ ارتداء قميصك من فضلك لتغادري قبل ان نقفل الابواب .. امي تنتظرنا على الافطار .."

توحشت عينا غيداء وهي تسأل رعد

" من هذه ؟"

ترتدي رقية قناع طفلة حزينة وتمط شفتيها للامام ثم تضع سبابتها على شفتها السفلى تحديدا قائلة " لم احب منك كلمة (هذه) ! شعرت فيها بعض الاجحاف لحقي .."

بدأت غيداء تفقد سيطرتها على اعصابها والغيرة تستبد بها لتصرخ في رعد " من هذه يا رعد ؟! من هذه ؟"

تحركت رقية لتدفع غيداء قليلا وهي تتجاوزها وتقف جوار رعد وبقوة اعصاب رهيبة مدت يديها لتعيد تزرير قميصه وهي تتحامل على نفسها كي لا تفقد ثباتها والدور الذي تلعبه فتواصل اسلوبها المتلاعب اللامبالي المستفز " انا ؟اممممم .. حبيبته .. خطيبته .. وابنة حماته المستقبلية التي تنتظره على الافطار كما اخبرتك آنفا .. والاهم من كل هذا انا صديقته وبئر اسراره .. النظيف منها و... القذر ... "

عيناها في عيني رعد .. لاول مرة تقترب من عينيه وتنظر اليهما بهذا التمعن ... عيناه فيهما استنجاد .. استنجاد قديم .. يصرخ ولا يسمعه احد .. فارت الدماء في عروقها وارتعشت شفتاها وهي ترى شحوبه وجفاف شفتيه..

لم يكن بقادرا على النطق .. كان هناك قابعا في تلك الظلمة التي يستنجد فيها ..

لم تفكر مرتين قبل ان تكمل قائلة بكل قوة العشق التي تملكها ولم تعطي مفاتحها لاحد قبله ولا بعده " انها اقذر مما اخبرتني عنها .. هي واخوها وميض يتنافسان ليصلا المركز الاول .."

رأت صدمته في عينيه لتنعكس تلك الصدمة في صوت غيداء من خلفها وهي تهمس

" اخبرتها عني .. وعن... اخي ؟!"

اخذت رقية تربت على كتف رعد وكأنها ترتب القميص جيدا قبل ان تلتفت اليها قائلة باشمئزاز ساخر بارد " اظن الحوار طال كثيرا .. ومعدتي ليست على ما يرام منذ يومين .. وحرام ان تدفعينني لاتقيأ الان واخسر صيام يوم كامل بعد عناء وتحمل .."

ثم تأبطت ذراع رعد وهي تقول ببشاشة

" هيا رعد .. امي بانتظارنا .."

لتعيد نظراتها الى غيداء المذهولة العاجزة عن التصرف فتقول لها رقية " هل سنحتاج المقشة لاخراجك حتى نقفل الباب قبل مغادرتنا ؟ ام ربما علينا الاتصال بالعم عبد السلام ؟! "

بدت غيداء مرتبكة النظرات وهي تتراجع للخلف .. عقلها يجري حسابات اخرى .. لا يمكن ان تسمح بوصول شيء الى عبد السلام .. لا يمكن ان تخسر الان ..

تمتمت بحقد وهي تتراجع اكثر " هذا الامر لم ينتهي .. ولن ينتهي يا رعد .."

ثم تحركت غيداء لتبتعد وهي ترتجف انفعالا وغضبا بينما رقية ترميها باخر كلمات

" قميصك تجعد .. لاتنسي ان تكويه .."

حالما اختفى صوت الكعبين انهارت رقية ..

تركت ذراع رعد تماما واوشكت ان تترنح وهي تستند على المكتب وتهمس لنفسها

" اشعر اني سأتقيأ فعلا ..."

ترفع يدها لفمها تقاوم موجة تقيؤ بينما رعد على جموده جوارها ...

التفتت اليها تصرخ فيه دون شعورها

" لماذا تسمح لها بفعل هذا بك ؟!"

عيناه الجامدتان في عينيها فيسألها بصوت خرج غريباً على مسامعها " وماذا تعرفين عما فعلته بي ؟! "

كان صدرها يعلو ويهبط بعنف وهي ترد عليه بكل الذي تشعره ولا تعرف كيف

" استطيع ان اراه في عينيك ومن لغة جسدك.. قد لا اعرف تفاصيله لكني ارى اثاره القبيحة توجعك وتضعفك .."

كان داخله يختض وهي تواصل انفجارها لاجله " لا تدع هذه السافلة القذرة تتحكم بك .. لا تدعها تبتزك بالماضي .. لا تدعها رعد .. انت اقوى منها .. مهما كان ما حصل بينكما في الماضي انت اقوى منها .. هذه مجرد حشرة يائسة تريد الالتصاق بك وامتصاصك .."

يردد وكأنه يخبرها بأمر مهم !

" انها زوجة ... عمي .."

كادت ان تبكي لحالته .. رباااه .. هل يعلم احد بما يعانيه ؟! تعثر صوتها بحشرجة بكاء مكتوم وهي تقول له لتواجهه حتى يستيقظ من غفوة الألم التي يعيشها

" هل تظن اني لا اعرف ! انت من تحتاج ان تعرف ..."

بدا باردا ساخرا وهو يتساءل

" اعرف ماذا ؟! تقصدين ان اذكر نفسي بهذه (المعرفة) ؟.."

تقترب منه حتى كادت تلامسه تصرخ فيه من كل قلبها الذي تعلق به دون غيره " تحتاج ان تعرف انك اقوى منها .. انها مجرد ماض وسخ .. كل البشر لديهم ماض ولست انت وحدك .. اقسم بالله ان لم تفعل شيئا معها لتردعها عما تفعله معك فأنا من سيتصرف وافضحها امام عمك المغفل .."

فجأة أظلمت نظراته بشكل خطير جعلها ترتد للخلف بحدس تلقائي فيقترب منها وهو يقول بقسوة " انت هي المغفلة .. لانك لا تعرفين مع من تتعاملين .. ولا اقصد غيداء فحسب .. بل حتى انا .."

تواصل التراجع حتى ارتطم ظهرها بالحائط وهو يتقدم حتى حاصرها هناك ...

ارادت الهروب لكنه حاصرها بجسده وواضعاً كفيه على الحائط من جانبيها .. ثم ترتعش خوفاً وهو يميل بوجهه ويتشمم بأنفه خدها ورقبتها هامساً بنبرة أشد خطورة

" استطيع ان آكلك ها هنا .. واقرقش عظامك الرقيقة هذه .. صدقيني استطيع ان املك خسة كهذه ... "

كانت تقاوم خوفها منه .. انه ليس بحالة طبيعية .. لكنها تقاوم الخوف لاجلها ولاجله هو ايضا ...

تبتلع ريقها بصعوبة وهي تنظر في عينيه وتقول له بشجاعة

" ربما تستطيع فعل كل هذا .. لكني على الاقل لا اخافك ولا اخاف اي شيء .. بل اجابهه بعنف وشراسة .. اقاتله حتى الموت فاما قاتلا او .... مقتولا .. "

اهتاج عنف في تلكما العينين فيضرب بكفيه على الحائط هادرا كوحش

" هل تظنين انك تؤثرين بي الآن ؟! لا .. لا يا رقية العطار .. اذهبي وتلاعبي مع دكتورك العظيم لتحصلي على المزيد من الفوائد وتحققين كل المطامح والمطامع .. لكن معي انا.. لا تتلاعبي .."

عاود الميل بوجهه ناحية رقبتها يشمها باستفزاز شرس ولهاث انفاسه المتسارعة يلامس بشرتها هناك وبنبرة اوجعت قلب رقية وجيعة همس ساخرا بشراسة

" قلبك ليسا عصياً علي كما تتبجحين.. فعودي الى بيت الدمى الذي اليه تنتمين وارسمي القلوب الحمراء على الجدران كلما تحنين لحكاية غرام .. ابقي آمنة خلف تلك الجدران مع رسوماتك الطفولية والعابك الصغيرة الماكرة .. واياك الخروج والمجازفة باللعب معي .. انه اشبه باللعب مع أعواد الثقاب يا دمية .. اخرها الاشتعال وختامها الاحتراق ...!"








وانتهى الفصل بالاحتراااااااااااااااااا ااق

استرها يا رب
انتظر تعليقاتكم بفااااااااارغ الصبر
اقروا الفصل بتمعن لان محتاج تعيشوا مشاعر الابطال بشكل عميييييق


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:08 PM   #6327

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Bravo

العيد قال لي يجب ان يكون الحذاء اصفر



العيد سيخاصمني ان لم اشتريه



هههههه من منا لم فعل ذلك


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:12 PM   #6328

ضحى حماد

نجم روايتي ومشرفة سابقة

 
الصورة الرمزية ضحى حماد

? العضوٌ??? » 269097
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,300
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond reputeضحى حماد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

تسجيل حضور ست الكل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 544 ( الأعضاء 235 والزوار 309)
‏ضحى حماد, ‏زهوري الحلوة, ‏SidSid, ‏حياة..., ‏هوس الماضي, ‏ام احمدوايادواسر, ‏Marwa07, ‏sanahdb, ‏الفريده, ‏سها, ‏اسماء رحمه, ‏أمل رياض, ‏fatma ahmad, ‏جرحي العاري, ‏Lam16, ‏ام بيجاد, ‏جوجو جومانا, ‏Reemkoko, ‏omniy, ‏Gouda, ‏leria255, ‏bella vida, ‏*ماريان*, ‏عفة عفيف, ‏Gorgie!, ‏نهولتى, ‏شجن المشاعر, ‏ذات جديده, ‏jes, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Electron, ‏كاسيندرا, ‏Dodomohamed2, ‏Rbarebo, ‏وفاء خطاب, ‏يوما ما, ‏saja malik, ‏حبيبي روحي انت, ‏Ghada R, ‏مها هشام., ‏عزة عامر, ‏أ م ن ع ش ت, ‏Jamilass, ‏الشيماءعمر, ‏sa.ze, ‏Menna A Abo Zied, ‏سومة111, ‏modyblue, ‏Retage Ahmed, ‏شام كريم, ‏dr.marwaalsokkary, ‏Fatmaahmed, ‏gentle dona, ‏Gogo01, ‏wiamrima, ‏Mrs.hamdallah+, ‏اميرة دعبول, ‏نغم الورود, ‏نور ضياء, ‏منيتي رضاك, ‏angela11, ‏حياتي في رواياتي, ‏menatallah_2000, ‏abrar mohamed, ‏رزان عبدالواحد, ‏بيبوبن, ‏هدير خلف, ‏sareta jwad, ‏Roro2005, ‏ندى احمد90, ‏رتوجججة, ‏Mena walid, ‏beetto, ‏Hager Haleem, ‏soma gli, ‏غرام البحر, ‏Alzeer78, ‏رفد2, ‏Safa syr, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏ياسمين نور, ‏سما اليمن, ‏إسراء خالد, ‏غرام العيون, ‏وفيقة2003, ‏Diego Sando, ‏hedoq, ‏صاحبة أحساس, ‏dorra24, ‏Maya2014, ‏كلي جنون, ‏خمسية, ‏بسنت محمد, ‏لبنى أحمد, ‏dm992, ‏Sayko, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Immortal love, ‏بنفسجه, ‏sarascara, ‏koka 88, ‏ابتسام عبدالله, ‏olfak, ‏خفوق انفاس, ‏AdamDado, ‏هبو الاسمر, ‏نور 1998, ‏yawaw, ‏Marwa Ramadan, ‏ميعاد احمد, ‏zaki fata, ‏deegoo, ‏Hagora Ahmed, ‏Agadeer, ‏basmah smile, ‏bar000r, ‏zainabeisa, ‏Alaakhmh, ‏اهات الانتظار, ‏eng miroo, ‏نهاد على, ‏نادية المشري, ‏ورد الزنبق, ‏عشق الهوى, ‏فخر الإمارات, ‏temoony, ‏ياسمين على احمد, ‏زالاتان, ‏وهيبة1, ‏Totooولا أحلا, ‏امونتى المسكرة, ‏أسماء شاكوش, ‏Quranlover2009, ‏زهره الحقول, ‏himaa, ‏آية على, ‏الاوهام, ‏غيداء هلال, ‏smsma20, ‏مجد بانا, ‏Niveen gad, ‏ايسل عبده, ‏فديت الشامة, ‏marwaadel, ‏سرى النجود, ‏alyaa elsaid, ‏Dalia bassam, ‏rihab91+, ‏المشتاقة الي الجنان, ‏Haiaty, ‏رانيا اسامة, ‏Nadoooosh, ‏وسام عبد السميع, ‏ToOoOmy, ‏احمد عطيه, ‏sara alaa, ‏قمر الزمان حياتي, ‏كياكيا, ‏monica g, ‏ورد الحياة, ‏منى يونس, ‏Is93, ‏Shimo debo, ‏ميمو٧٧, ‏من هم, ‏رضاالله, ‏شوشو 1234, ‏Roro adam, ‏مهيف ..., ‏noof11, ‏سماح الطيبة, ‏مريم المقدسيه, ‏مريم@, ‏endesha, ‏نرجس20, ‏سنديان, ‏Fahdah_, ‏الغفار, ‏طوطه, ‏سمسمونة, ‏ام معتوق, ‏دموع ال, ‏الجميله2, ‏ام رمانة, ‏ام زياد محمود, ‏Roowidaa, ‏سحرمجدي, ‏اسرار٢, ‏فاطمه السيد, ‏sosoangle, ‏Dada ahmed, ‏انسيآب..!, ‏Oya_a, ‏browen eye, ‏مالي عزا من دونك, ‏تمر هندي, ‏شكرإن, ‏نهولة, ‏dekaelanteka, ‏Um Ghaeth, ‏shadow fax, ‏الدانه1988, ‏تررانيم, ‏Hend Hussein, ‏intissar2, ‏نزف جروحي, ‏@Rawnd@, ‏forbescaroline, ‏Lulu99, ‏❤Asma, ‏lovely miro, ‏RAYS.., ‏plalk, ‏métallurgier, ‏كترين, ‏KoToK, ‏روجيدا, ‏ناديه احمد, ‏بيسان 32, ‏hebaa, ‏hadush, ‏bassma rg, ‏c-moon, ‏Anin elrouh, ‏Nasri Arwa, ‏Soosom, ‏sweet123, ‏ahmed@haneen, ‏إدارية, ‏rashid07


ضحى حماد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:25 PM   #6329

AdamDado

? العضوٌ??? » 401658
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 161
?  نُقآطِيْ » AdamDado is on a distinguished road
افتراضي

الله ياكاري والله مافيش كلام يتقال عن جمال وروعه الفصل تسلم ايدك يا حبيبتي

AdamDado غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 09:40 PM   #6330

warda baghdadia
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية warda baghdadia

? العضوٌ??? » 874
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,424
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » warda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond reputewarda baghdadia has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة الفصل
بس نهايته تقهر
كم فصل باقي وتخلص الرواية
بعد ما اتحمل هذي المشاجرات


warda baghdadia غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.