آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-18, 09:05 PM   #6551

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


مطعم مطل على النهر وسط العاصمة ...



تشرب جوري من فنجان القهوة بينما فضلت عفراء الشاي المحليّ بعد وجبة افطار شهية ضمت مشاوي مشكلة تشاركتها مع جوري..

سألتها جوري ببهجة صادقة " هل اعجبك الافطار ؟ احب هذا المطعم جدا .. عائلي وحميمي والطعام شهي .."

تهز عفراء رأسها وهي ترد " نعم .. الطعام كان ممتازا واحببت الاجواء .. ربما سأحضر اولادي اليه في الغد قبل نهاية رمضان .."

نادت جوري النادل لتدفع الحساب رافضة بشكل قاطع ان تتشارك معها عفراء بالدفع...

وبعد أن اتمت الدفع طلبت الشاي هذه المرة لها ولعفراء وجلستا مسترخيتين تحدقان في صفحة ماء النهر.. والاجواء كانت ساحرة ونسمات باردة مصدرها مزارع وبساتين قريبة ..

سألتها عفراء بشكل مباشر صريح ومفاجئ

" لماذا دعوتني اليوم للافطار يا جوري ؟"

بدت جوري متفاجئة حقا وللحظة توهجت عيناها بالادارك قبل ان تراوغ بالقول وهي تسأل باعتذار " اسفة .. هل ضايقتك وفرضت عليك نفسي ودعوتي ؟"

تبتسم عفراء بتسامح وهي ترد " انت تعرفين الاجابة .. انا محظوظة لاني تعرفت بك يوماً.. احتجت انسانة قوية مثلك تلهمني .."

تضحك جوري ويدها تلامس خصلات شعرها على كتفها لتقول بصدق وهي ترفع حاجبيها قليلا " الواقع انت هي الملهمة .. لا تعرفين كم ملهمة..."

ردت عفراء بامتنان حقيقي " شكرا ..."

لكنها لم تنس اول الكلام وأصل الحوار لتضيف " لكنك حتى اللحظة لم تخبريني بالسبب ؟ واياك ان تراوغيني بالكلام عن فرصتنا كنساء لاستغلال ازواجنا حتى يرعووا الاطفال نيابة عنا ونستمتع نحن بوقتنا .."

صمتت جوري وهي تنظر الى عفراء التي اضافت المزيد قائلة بفطنة " لا ظروفك الزوجية ولا ظروفي تطابق هذه المواصفات .."

لكن جوري لم تتنازل عن المراوغة لترد عليها بالقول وهي تبتسم " اذن دعينا ندّعي اننا نعيش حياة زوجية طبيعية واننا نكسر القواعد ونترك الازواج والاطفال ليرعووا انفسهم بانفسهم .."

تنهدت عفراء قليلا قبل ان تسألها سؤالا مختلفا " لماذا انا وليس سناء ؟ انها اقرب اليك مني وهي صديقتك منذ زمن طويل بينما انا .."

تقاطعها جوري وقد قررت الافصاح قائلة

" لانك متزوجة وستفهمينني اما هي فلا تستطيع مهما شرحت .. لانها لم تجرب معنى ان تكون زوجة ولها بيتها الخاص .."

صمتت عفراء واشفقت على جوري بعض الشيء وقد خمنت او تأكدت الآن من سبب اختيارها لهذه الدعوة ...

بدت جوري مختلفة الآن وقد خلعت رداء المرأة الرائقة المزاج لتبدو مجرد امرأة في حيرة وربما في أزمة عاطفية وانسانية !

قالت وهي تعاود النظر للنهر الجاري قائلة بخفوت رقيق لا يخلو من مواجهة النفس " انا .. اضعف .. واعيش تناقضا رهيبا بين رفضي لهذا الضعف و.. رغبتي بالاستسلام له .."

فتعلق عفراء بالقول " تقصدين زوجك وليس ضعفك .."

فترد جوري في اعتراف شجاع

" بت اقاوم النسيان يا عفراء .. وهو يدفعني دون ان اشعر لانسى .. لكني اقاوم كي لا انسى ما فعله بي .. "

فتسألها عفراء ببعض الحيرة " ولماذا لا تنسين يا جوري .. النسيان نعمة .."

تلتفت اليها جوري وهي تقول بانفعال انثى

" ارجوك عفراء .. انت اكثر من تعرف معنى ان تشعر المرأة انها مهانة في انوثتها .. "

زمّت جوري شفتيها وشعرت بالذنب لتلك الجملة التي قالتها فتمتمت " انا اسفة ..."

لكن عفراء كانت متقبلة تماما للحقائق فردت عليها بالقول الهادئ " لا تقلقي حبيبتي.. انت قلت الواقع لا اكثر .. نعم زوجي اهان انوثتي مرارا .. بل اهان كياني كله كانسانة .. حتى لو لم يكن يقصد .."

فهتفت جوري في تأييد " بالضبط ! .. حتى لو لم يكن يقصد .."

عندها واجهتها عفراء بالقول " لكن زوجك اعترف ويسعى للاصلاح بجدية .. وسعيه حثيث ليصحح الامور حسبما ارى .."

صمتت للحظة قبل ان تضيف " ربما لا احكم بشكل جيد فأنت لم تذكري التفاصيل لكني اشعر بك .. اشعر بالتغيير الذي يفعله ويؤثر فيك ويرضيكِ .."

تهز جوري رأسها وهي تنظر الى عفراء وترد بصدق

" نعم لا انكر .. لكن ما زلت في داخلي لا انسى .. حالما افارقه يعاودني نفس الألم.. فاغضب منه واغضب من ضعفي معه.. ليس بيدي اقسم بالله ليس بيدي .. اشعر وكأني اخون نفسي اذا سمحت لها بالنسيان.."

تسألها عفراء " جوري .. لماذا انت مستمرة معه حتى اللحظة ؟"

فترد جوري ببعض الارتباك " لا اعلم ..."

لكن عفراء لا تمنحها فرصة الركون لذاك التشوش لتخبرها بما تحتاج سماعه

" بل تعلمين .. انت امرأة جبارة ... وتعلم ما تريده .. انت تحبينه وتشعرين انه ملكك .. بكل ما فيه من عيوب .. تشعرينه رجلك .. خاصة وهو يمنحك الذي سعيت اليه كثيرا.. كرامتك فقط من باتت تعارض هذا التملك.. اما الباقي فـ ....."

قاطعتها جوري متنهدة برقة وهي تتذكر افعال مهند معها " انت لا تساعدين .."

فترد عليها عفراء باسمة " انت من سيساعد نفسه يا جوري .. امنحي نفسك وامنحيه فرصة حقيقية .."

تعقد جوري حاجبيها وهي تتساءل برفض ضمني " هل تريدينني ان اعود للعيش معه ؟! ان نعود زوجين طبيعيين ؟! هذا مستحيل يا عفراء .. لا تطلبي ان امنحه هذا .. على الاقل الان انا ما زلت لست مستعدة للقبول به .. "

عندها ترد عفراء بعقلانية " ارى هذا واضحا .. اقصد عدم استعدادك .. اذن لا تثقلي على نفسك واستمتعي بتدليله لك .. عيشي قصة حب معه دون ان تفكري بالعواقب .. دعي الامور تاخذ مجراها بشكل عفوي .."

للحظة شعرت عفراء بالغيرة !

غيرة من جوري ومن محاولات زوجها العاطفية ليعيدها اليه ..

لكن عفراء تجاوزت تلك الغيرة خلال لحظات في تدريب عودت نفسها عليه .. منذ زمن قررت انها ستكون ايجابية في كل شعور ينتابها .. وستقاوم اي سلبية تجعلها تشعر أنها اقل او ادنى ..

قالت جوري وقد بدت اشد حيرة وخجلا من حيرتها تلك " يريدني .. اقصد يريدنا انا وقطر الندى ان نبيت عنده ليلة العيد .."

حاولت عفراء ان تساعدها بالتفهم متسائلة

" هل تظنين سيحاول ... اعني .. مغازلتك والضغط عليك ؟ "

فتبدو جوري انثوية للغاية وهي تقول بنبرة فيها حنق حلو من زوجها " مع مهند توقعي كل شيء .. انه صبياني في جانب مهم منه .."

تضحك عفراء فجأة وقد شعرت ان الامر ممتعا فكاهيا وهي تقول " لا بأس .. انت قادرة على ايقافه حسبما أرى .. كما قلت لك .. دعي الامور تمضي بعفوية .. لا تخططي .. "

ثم وقفت عفراء على قدميها وهي تنظر الى ساعة يدها وتقول " اسفة .. يجب ان اعود .. تأخرت على الاولاد.."

لملمت المرأتان حاجياتهما وبينما تغادران سألتها جوري باهتمام " كيف هو زوجك ؟"

تهز عفراء كتفيها دون شعور خاص وهي تقول

" على حاله .. مع بعض العصبية الزائدة.. الامر بالنسبة له بات اقرب للعجز .. انه عاجز عن التفاعل كرجل .."

لكنها لا تعطي جوري فرصة للتعاطف معها وهي تضيف بابتسامة رضا وقناعة وعزم " لا تقلقي علي .. انا عرفت طريقي وسأصل راحة نفسي الكاملة يوماً .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:06 PM   #6552

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار




بدت الخالة ابتهال مرهقة وقد زادت عليها الآم المفاصل بينما تحمل قدح شراب الاعشاب بلونه الاصفر المخضر تريد ان تصعد به الدرجات لكن تسبقها شذرة الخطوات وهي تأخذ القدح منها وتقول " دعيني اخذه اليها بنفسي خالتي .."

بدت الخالة مترددة بينما تبتسم لها شذرة قائلة بمحبة " انها بخير لا تقلقي .. سأعتني بها .. اعدك ..."

تنظر اليها ابتهال بحبور وتتعلق عيناها بابتسامة شذرة تحديدا فتقول

" شكرا حبيبتي .. ابتسامتك اليوم حلوة للغاية .. جعل الله ايامك كلها فرح .."

تتورد شذرة وتهرب من عيني الخالة ابتهال التي اضافت " طمئنيني عنها اذا نامت .. انا ساذهب لاصلي واقرأ القران..."

تهز شذرة رأسها وهي ترد " نعم خالتي .. تقبل الله منك .."

تحمل شذرة القدح الساخن وترتقي درجات السلم وهي تشعر وكأنها تطير ...

اليوم لن تنساه ابدا طوال حياتها .. مهما سيحصل لها في المستقبل لن تنسى صوت خليل عبر الهاتف وهو يطلبها بهذا الالحاح الرجولي..

الآن عرفت فقط جواب كل الاسئلة ..

كل الاحلام .. كل ضيق صدر شعرت به وهي تقبل بخطبة مصعب ...

الآن علمت لماذا لا تنسى عينيه ولا جملة عابرة من فمه .. الآن علمت انها كانت حتى تغار من فتاة مجهولة ظنته متعلق بها ..

كل الطرق التي نسلكها في الحياة اشبه بصعود درجات سلم ! كهذا السلم بالضبط .. قد نظنها طرقا ملتوية او مستقيمة .. وربما معبدة او غير معبدة .. لكنها في الواقع هي مجرد درجة في سلم حياتنا .. يجب ان نخطوها بثقة وعزم حتى نرتقيها للدرجة التالية دون ان نتعثر ونقع متقهقرين للخلف ...

ينبض قلبها وتخجل ان تعترف انها تشتاق أن .. تراه .. وجها لوجه ... ثم يقتلها الخجل اكثر وتتراجع لا تريد ان تراه لانها لا تعرف ما يجب ان تفعله او تقوله ...

والاعجب من كل هذا انها لم تعد تفكر ماذا سيحصل بعد او كيف سيحصل او حتى متى موعد (الاوان).. كل ما تفكر به ان ما حصل اليوم يلغي اهمية ما قبله وما بعده .. هكذا ببساطة .. دون تعقيد ودون تفحيص وتمحيص..

وصلت لاخر السلم فتسير في الممر حتى غرفة رقية فتأخذ نفسا عميقا قبل ان تطلقه بهدوء وهي تستعيد واجهة طبيعية تتخفى بها عن عيني رقية الثاقبتي النظرة ..

طرقت الباب بضع طرقات قبل ان تفتحه وتدخل متسائلة بنبرة دافئة

" كيف تشعرين الآن يا رقية .."

لم ترد عليها رقية وهي مستلقية على سريرها بوضع جانبي توليها ظهرها ومتكورة بجسدها بعض الشيء وكأنها تحتضن معدتها ..

شعرت شذرة ببعض القلق وهي تقترب من السرير لتجلس على حافته جوارها بينما تلامس ذراعها قائلة " اشربي هذا .. سيريحك.. الخالة ابتهال صنعته لاجلك .."

همست رقية بصوت مبحوح " لا اريد ... لم أعد احتمل شربه أكثر ..."

عندها وضعت شذرة القدح جانبا ثم قالت لرقية بطيب خاطر ونبرة اهتمام حقيقي

" دعيني اقرأ عليك دعاء كانت تقرؤه لي امي كلما اوجعتني بطني .. كنت ارتاح على الفور واستكين تحت لمسات يدها .."

دون ان ترد رقية بكلمة استدارت لتنقلب بجسدها على الجانب الاخر تفتح عينيها الذابلتين وتحدق في شذرة قائلة بشقاوة

" دعينا نجرب طريقتك ..."

للحظات ظلت شذرة تنظر في وجه رقية ولا تفهمها حقاً .. او ربما لا تفهم طريقتها لكن مؤكد تفهم ان رقية ليست على طبيعتها .. وجهها شاحب بشكل يحزن القلب دون تفسير.. رعشة واضحة في صوتها الساخر فترققه بشكل يثير الشجن ..تعترف انها بارعة في الاخفاء لكن لكل انسان طاقة تنضب ..

حتى رقية العطار طاقتها تنضب ...

نحت شذرة جانبا كل افكارها لتركز في الدعاء وهي تلامس بطن رقية .. شعرتها في البداية متشنجة للغاية على عكس ما يظهره وجهها لكن شيئا فشيئا تراخت ...

ومع تراخيها شردت شذرة من جديد واحساس الفرح الغامر يعاودها .. قلبها يخفق بقوة وتكاد تشعر بالوهج يشع من خديها ...

" اتمنى فقط ان اعرف سر هذه الابتسامة الهائمة اليوم.."

اخرجها صوت رقية الساخر من حالتها تلك لتنظر اليها ببعض الارتباك وهي تتورد ..

تضحك رقية وان كانت ضحكتها عجيبة لا تصل القلب بينما تنغاظ شذرة وهي تسحب يدها وتقول لها بتلميح واضح " لماذا لا تنشغلين بسر تعب معدتك ؟! "

لا تبالي رقية بذاك التلميح بينما تحرك كفها لتضعه بين خدها والوسادة ثم تقول لها بنفس تلك الابتسامة العجيبة " تضربين تحت الحزام يا ابنة العم ..."

ثم تواصل مشاكسة شذرة بالقول " اممممم .. هل تكلم اخيرا ؟"

هذه المرة احمرت شذرة وارتبكت للغاية وهي تتساءل " تكلم ؟! من تقصدين تكلم ؟! "

تحرك رقية حاجبيها صعودا ونزولا وابتسامتها المشاكسة تتسع بينما ترد عليها بالقول " الهائم العاشق صاحب العيون الواسعة الفتاكة النظرات .. من يجعل عينيك تلمعان بهذا اللون الفاتن يا ابنة المحظوظة .."

هتفت شذرة بحنق شديد وهي تقف على قدميها بخجل " رقية ! "

تتنهد رقية وهي ترفع نظراتها لشذرة قائلة بحسرة وشيء اخر لم تفهمه شذرة تماما

" لماذا عيناي لا تتحولان الى هذه الزرقة البنفسجية مثلك ؟! ربما علي الانتظار حتى يقع قلبي... في الهوى .."

احراج شذرة يتفاقم وهي تهتف برقية تريد ايقافها " رقية كفى .."

لكن رقية لا تتوقف بل تواصل مشاكستها وكأنها طاقة تريد تفريغها فيها " اراهن انه لا ينام الليل ويعد النجوم ويسمع اغاني كاظم الساهر او ربما يفضل... ام كلثوم.. "

لم تعرف شذرة بم ترد ولا تريد الانسحاب وكأنها تسمح لرقية بأن تنتصر عليها ..

كانت تشعر وكأنهما مجرد فتاتين صغيرتين تشاكس احداهما الاخرى ..

ورغم هذا لم تتنازل شذرة لتريح رقية وتمنحها نصراً طفوليا كهذا ..

تضيف رقية المزيد قائلة " هل اتصل عبر الهاتف ام أتاك الى دار الازياء ؟ اظنه اتصل فمثله يراعي كثيرا الاصول ولن يتجرأ على كسرها خاصة مع واحدة من بنات العطار .."

سيطرت شذرة على كل انفعالها لتبتسم باغاظة في وجه رقية الشاحب وترد عليها

" انا لا اعرف عمن تتكلمين .."

ترققت نظرات رقية على نحو غير مسبوق لتقول بحشرجة " محاولة انكار تستحق الاعجاب والثناء .."

ثم تمد يدها الاخرى لتمسك بيد شذرة قائلة " عودي واجلسي واقرئي الدعاء من جديد.. كنت بدأت اشعر بالراحة للتو .."

ببساطة طاوعتها شذرة لتعاود الجلوس وتميل لرقية قائلة بنبرة عكست قلقها

" لقد اتيتك من الاساس لاني قلقة عليك .."

تبتلع رقية ريقها وهي تهمس بخفوت

" انا بخير.. معدتي ستتحسن .."

تهز شذرة رأسها لتصارحها بالقول " لا اتكلم عن معدتك .. هل تظنينني لا اشعر انك تعانين من امر ما ؟! الخالة ابتهال حائرة في امرك .. والحمد لله لم ترك بأي حال عدتِ قرابة وقت الافطار ..."

تكابر رقية رغم تأثرها الشديد فتقول بابتسامة فخورة " لا تقلقي .. رقية العطار مصنوعة من الفولاذ .. انا سوبر ويمن .."

تتنهد شذرة وهي تهمس وكأنها تكلم نفسها بصوت مسموع " لا فائدة منك ..."

فترد رقية ضاحكة وقلبها يشع بالألم

" لا .. لا فائدة .. الجميع غسل يديه مني..."

اخذت شذرة تنظر اليها في حيرة بينما تضيف رقية بنبرة ساخرة ممازحة وهي تغمض عينيها " سأتعطف عليك وأتفضل واسمح لك بالبقاء معي .. لكن لا تطمعي بكرمي الحاتمي كثيرا .. "

تمتمت شذرة في هدوء " حاضر ...وساقرأ عليك الدعاء من جديد حتى تنامي.."

لم ترد رقية هذه المرة وبينما تسمع همسات صوت شذرة وهي تردد الدعاء كان داخلها يموج في الوجع ...

ترتعش كطفلة صغيرة وتلك الصور البشعة القاتمة المرعبة تعاود القفز في مخيلتها ..

حتى اللحظة لا تعرف اي قوة امتلكتها لتدافع عن رعد بتلك الطريقة ..

ثم اطلق قلبها صرخة وجع جديد وارتعشت اكثر وهي تتذكر كلماته الاخيرة لها ..

لقد عادت للبيت وهي تشعر انها تريد الصراخ والبكاء لكن لم تستسلم لتلك النزوة !

لقد ظلت طوال الوقت تستعيد المشاهد .. تستعيد الاحداث والحوارات .. بكل بشاعتها..

كانت تواجه وترفض الانهيار .. تحلل بينما معدتها تتلوى في وجع يضاهي وجع القلب.. وعقلها منهك من التفكير ...

اغمضت جفنيها بقوة وجسدها ينكمش وهي تتذكر تلك اللحظة الرهيبة التي تشممها فيها رعد وهو في حالته المخيفة تلك ..

حارث فعل معها ما هو اشد واوقع وقد حاول خنقها وازهاق روحها لكنها لم تخف منه كما خافت من رعد اليوم ..

تألمت ... تألمت كثيرا حين ذكر في تلميح مباشر بيتها الخشبي وقلوبها السرية ..

شعرت انه يخون سرها الذي شاركها به ..

خنقتها الغصة لكنها صمدت .. ليس مهما ما قاله ذاك الغبي وهو يحاول اخافتها.. المهم انها ستتجاوز ما حصل وستنقذه رغماً عن ارادته

شيئا فشيئا تراخت .. لتغفو على صوت شذرة ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:10 PM   #6553

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ .. الملحق.. المطبخ



بصوت منفعل يتكلم حذيفة عبر الهاتف

" اللعنة ... ماذا جرى لها ؟!"

ترد بتول بنبرة صوتها الجامدة المألوفة

" انها تصرخ بهستيريا يا ابا سعاد .. تبكي وتتألم وتطلب ان يحضر اليها خليل .."

يطبق حذيفة فكيه في غضب ناري يحاول السيطرة عليه .. اشجان لا تكف عن افعالها .. لقد فعلتها مرتين من قبل لكن يبدو انها الليلة اسوأ .. حتى المرض الشديد لا يضعف تشبثها بخليل.. هذا الاحمق جعلها تتعلق به دون ان يشعر او يقصد ..

زفر بقوة وعيناه تتطلعان الى ساعة الحائط التي تشير للعاشرة فيقول " انا قادم اليكما.. سأحل المسألة لا تقلقي .. في أمان الله "

اغلق الخط مع بتول وحالما التفت رآى خلود تقف عند باب المطبخ تتساءل في ارتباك

" مع من تتكلم ؟! "

لم يكن ينقصه الا هذه النظرة الضائعة في عينيها ... ! انها حزينة وهو كالغبي لا يعرف كيف يمحو حزنها هذا الا بالصبر ..

لكنه اللحظة لم يشعر انه في افضل حالاته خاصة وهو يرى لمحة شك امرأة في تلك العينين فيقترب منها وهو يقول بلؤم ساخر

" أكلم زوجتي الثانية التي ستنجب الولد .."

تبرطم شفتيها في شبه بكاء وتستدير بجسدها لتغادر المطبخ عندما تقدم حذيفة ليمسكها من ذراعها بخشونة ويعيدها الى مواجهته ثم يرفع كلتي كفيه الى رأسها يضغط باصابعه هناك وهو يقول بهمس خشن

" اتمنى ان اهشم هذا الرأس الفارغ .. "

تتمتم بضعف وهي تنظر للاعلى نحو عينيه

" انا لم اقصد.. اقسم بالله لم اقصد..."

فتزيد حنقه عليها وهو يضغط اكثر ويقول

" وانا اقصد ! لكني امسك يدي عن فعلها .."

هذه المرة تدحر حنقه بالقول المختصر المؤثر " انا اسفة .. سامحني .."

يتنهد وهو يبعد اصابعه عن رأسها ليقول بصوت خشن " حضري لي بعض الشاي قبل ان اخرج كي اسامحك بضمير مرتاح.."

تهز رأسها وهي تتحرك بثوبها المنزلي المرقط..

كان ثوباً بسيطا للغالية من النوعية التي تعجب خلود دوماً وتعجبه هو ايضا .. يكفي ان تظهر ذاك الخصر النحيل ...

احضرت له الشاي لتضعه على المنضدة التي يقف عندها وحالما بدأ يرتشف منه قالت بعفوية " رباب ... حامل .."

اوشك ان يغص بالشاي وهو يتساءل بدهشة

" كيف علمت ؟! لقد رأيت عبد الرحمن قبل قليل ولم يخبرني بشيء !"

رفعت تلك العينين البريئتين اليه لتقول ويدها تتلاعب بجانب ثوبها في اضطراب حلو

" هما لا يعرفان .. لكن انا اعرف .. حلمت ليلة الامس ان والدك الصائغ اهداها ديكاً ابيضا بعرف ذهبي مذهل ... اللهم صل على النبي .. انها حامل بولد .. ولد مميز ..."

يهز رأسه ثم يضحك قليلا ويقول " حسبي الله ونعم الوكيل .. امرأة مخبولة مهبولة .. هل اصبحت تعقدين اللقاءات مع الحاج عقيل الصائغ الذي لم تلتقيه يوما؟! ويوزع الدجاج في المنام ايضا ؟! ما الذي بقي لم تحشري انفك فيه بعد ؟! "

لكنها لا تبالي بسخريته بل تبتسم بحالمية وهي تصف ما حصل بالحلم " كان ديكاً .. وطلب مني ايصاله الى رباب قال انه ليس لي.."

ثم ترمش بعينيها بشكل اوجعه وهي تضيف برضا حزين " انا ... لن انجب ابدا .."

يضع كوب الشاي جانبا وهو يتجاهل جملتها الاخيرة ويلجأ لاسلوبه الساخر حتى يشغلها بعيدا فيقول " ولم يجد الحاج الا هبلائي لتكون المرسال .. ألم يوصيك بي لترحمي حالي وهو يسلمك الديك العجيب ؟! "

تضم شفتيها في حركة شعور بالذنب ثم تتساءل بتلك البراءة التي تقتله

" وماذا فعلت لك انا ؟! "

يزفر بعنف وهو يرفع كفيه هذه المرة ليحاوط وجهها ينظر بغرام تلقائي لتلكما الشفتين ويهمس بخشونة " يا ربي على هذي الشفاه كيف خُلقت لهبلاء العقل مثلك.."

يقبلهما ببعض الخشونة فتثير شوق رجولته لكنها تبتعد عنه في اللحظة التالية وهي تهمس بحرج " سوسو ما زالت مستيقظة .."

يعبس بشدة وهو ينظر اليها بتأنيب وانفاسه تلهث قرب فمها ثم يدفعها فجأة ويميل بجذعه وهو يمد يده ليضربها على مؤخرتها وهو يقول مؤنبا " كله بسببك يا قليلة الحياء .. ما هذا الثوب الفاضح الذي ترتدينه اليوم؟! اليس هناك اي احترام للشهر الفضيل ..؟! "

ثم يلتفت يكتم ضحكته وهو يلتقط كوبه من جديد بينما خلود تدافع عن نفسها بالقول

" فاضح ؟! انه محتشم جدا ؟ انظر .. يغطي جسمي بالكامل .."

ينظر اليها بطارف عينه وهو يرتشف الشاي وتمر نظراته مدققة بحرارة فوق خصرها ومفاتنها لينهي الشاي ويضع الكوب الفارغ في يدها ثم يقول بعبوس " عندما أعود سأرى مدى احتشامه بنفسي .. الآن انا ذهني مشغول ووقتي ضيق و.. سوسو ما زالت مستيقظة.."

يتحرك ليغادر المطبخ وهي تلحق به وتسأله

" الن تخبرني الى اين تذهب ومع من كنت تتكلم ؟"

يرد بغموض يخفي عنها دون ان يثير قلقها

" امرأة مريضة مسكينة اساعدها بالرعاية الصحية لكن مزاجها سيء .. ربما تحتاج الى طبيب الليلة .. لا تقلقي اذا تأخرت قليلا.. "

فترد وهما يصلان باب الملحق " عافاها الله وعافى كل مريض وقدرك ربي على فعل الخير يا حذيفة يا ابن سعاد..."

ينفجر حذيفة ضاحكاً لكلماتها الاخيرة وبينما يفتح الباب تعرض عليه بطيب خاطر

" هل تريدني ان اتي معك ؟ ربما تحتاج لامرأة تساعدها في شيء .."

يرد وعيناه تضحكان لوجهها النحيل بتعابيره المحببة " لا .. لا داعي .. هناك امرأة طيبة تعيش معها وتساعد .."

ثم يرميها بنظرة مؤنبة مصطنعة وهو يضيف

" ابقي هنا بثوبك المحتشم هذا لا تخلعيه .. لا تظني اني سانسى قلة حيائك .."








يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:10 PM   #6554

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

شقة خليل




بينما يفتح خليل باب الشقة يتكلم رعد عبر الهاتف وصوته يعكس الجهد الكبير الذي يبذله ليبدو طبيعيا .. وهو ما لم يكن صحيحا على الاطلاق ..

انتظره خليل عند الباب المفتوح حتى ينهي المكالمة بينما يسمعه يقول " يا عم سعدون انا متعب للغاية .. غدا سأخبرك بالسبب .."

ثم يخفض صوته مع شبح ابتسامة حزينة على شفتيه وهو يقول " قلت لك انه صديق .. لا تقلق علي .. ولماذا سأكذب عليك..؟! "

ثم تتسع ابتسامته بمزيد من الشجن ويبدو بشكل عجيب انه اكثر حزناً وهو يرد

" سأتسحّر .. أعدك.. لدي منبه بهاتفي النقال .."

ثم يتنهد باجهاد قائلا " يا عم قلت لك غدا سأخبرك .. لا تجعلني أندم لاني فكرت بك واتصلت حتى لا تقلق لاني لن أعود الليلة.."

ثم يضيف اخيرا بتنهيدة راحة " تصبح على خير .. لا تنس دواءك .."

انهى رعد المكالمة وهو يرفع نظراته الى خليل في احساس بالحرج الشديد.. وكأنه أدرك للتو فقط انه فرض نفسه على خليل دون معرفة حقيقية بينهما ..

شعر بمزيد من الانهاك وهو يمرر اصابعه في شعره ويوشك ان يعتذر ويغادر عندما بادر خليل ليقول " تفضل رعد .. انا اسف .. الشقة صغيرة .."

لم يستطع ان يرفض .. كان اشد انهاكا واستنزافا واحتياجاً من ان يرفض ..

تقدم ليدخل عبر الباب الضيق فيدخل شقة صغيرة للغاية لكنها نظيفة ومعتنى بها جيدا..

وقف وسط الصالة الصغيرة وهو يتمتم

" اريد فقط ان .. انام ... لن ازعجك .."

يغلق خليل الباب وهو يشير ناحية احدى الابواب الثلاثة قائلا

" تفضل.. اشعر بالحرية والراحة لفعل كل ما تريد .. غرفة النوم من هناك .. والحمام هو الباب المجاور .. اما المطبخ فذاك الباب في الزاوية .."

يشعر رعد بالتشوش الشديد وهو يتساءل

" لكن اين ستنام انت ان كانت غرفة نوم واحدة ؟! انا سأنام في الصالة .. على هذه الاريكة .. "

فيرد خليل مبتسما بطيبة ووجه منير " لكني لن انام الليلة .. وافضل الصالة لاني سأحييها حتى الصباح .. انها ليالي اواخر رمضان .. تقبل الله اعمالنا جميعا .."

أطرق رعد في خذلان سكن قلبه .. وكأنه مخذول من نفسه ويشعر بصغرها ...

مخذول ان يتعبّد ويبحث عن انقاذ حقيقي..

فيخفف عنه خليل وكأنه يشعر به دون ان يفهم اسبابه " لا بأس انت متعب للغاية وتستطيع التعويض ليلة الغد ان شاء الله.. اذهب ونم.. وسأوقظك وقت السحور ثم نذهب الى صلاة الفجر في المسجد القريب "

يهز رعد رأسه وهو يتحرك شبه مترنح من شدة الاستنزاف والانهاك ليدخل الغرفة ودون ان يضيء الانوار يتقدم بحدسه ويرمي بنفسه على ما ميزته عيناه انه سرير .. وحالما سقط رأسه على الوسادة غفا من فوره ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:12 PM   #6555

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

شقة اشجان ...



كانت اشجان ما زالت تصرخ وبتول تستغفر في يأس من حالتها بينما يقف حذيفة ساكناً متكتفاً ينظر اليها باشفاق لا يظهره ..

كان باردا خشناً قاسيا من الخارج لكنه في داخله يظل انسانا ويتأثر بكتلة الاسى المكومة على السرير امامه .. وجهها يزداد شحوباً وتبدو اكثر مرضا بينما العروض في جبينها برزت من شدة التشنجات التي تعانيها ..

لقد عرفها تماما منذ سنوات .. عندما طردها من المعمل لم يكن بسبب خليل فقط .. بل لانه عرف ان لا فائدة .. وباتت خطراً شيطانيا على كل من حولها ...

ورغم هذا كيف لا يشفق وهو يراها في حالة اقرب للموت البطيء .. خائفة مرتعبة تتشبث بخليل لانه منحها شعورا بانسانيتها حتى وهي لا تتنازل عن قذراتها ووساخة افعالها ..

قال اخيرا عندما صمتت وهي تلهث بعد طول صراخ " ما تفعلينه لن يجدي نفعاً .. لا تظني الصراخ سيجعلنا نحقق لك رغبتك .."

ثم تقدم منها ليقول بنبرة ارادها قاسية زاجرة

" كما لا تظني اننا سنصبر عليك الى ما لانهاية .. سيأتي يوم تغادرك بتول بعد ان تفقد طاقتها لتحملك وينساك خليل وهو يتزوج من فتاة ليكوّن عائلته واتركك انا لكلاب الشارع تنهش ما تبقى منك .. "

بدت مرعوبة .. مرعوبة للغاية وعيناها تجحظان وسط وجهها النحيل المجهد من المرض .. لتهمس بهلعها ذاك

" خليل يتزوج ..و... ينساني ؟ "

عم الصمت التام وحذيفة يقف جوار سريرها فينظر اليها ويقول بهدوء " اسمعيني جيدا يا اشجان .. تقبلي ما نمنحه لك .. لانك توشكين على خسارته بالكامل .. انت تعرفينني جيدا ليس لدي الصبر والجأ للبتر سريعاً .."

ما زالت بتلك النظرة الهلعة وهي تحدق في وجه حذيفة الذي اضاف المزيد

" انت تخدعين نفسك ان صدقتِ اوهامك بأن تحتفظي بخليل .. مهما بلغت شفقته عليك فلن تكوني فتاته ..ولا امرأته .. وواجهي الامر يا اشجان .. ان كنت تظنين اني ابعدته عنك لاني خفت ان تغويه فأنت مخطئة .. انا أبعدته حتى لا يخسر سمعته كما خسر كل ماله لاجلك .."

تتجمع الدموع في عينيها فبدت اكثر ضعفاً وضآلة فتهمس " انت تسرق مني حتى الحلم يا حذيفة .. هل صعب لهذه الدرجة ان تجعلني اعيش كذبة ...؟! "

تسيل الدموع على خديها وهي ترخي جفنيها وتميل برأسها جانبا بعيدا عنه ..

تهز بتول رأسها يمينا وشمالا وهي تناظرها باشفاق اكبر ثم تنظر ناحية حذيفة وتزم شفتيها بحركة يأس ..

رد عليها حذيفة وهو ما زال على هدوئه القاسي " ليس لك الحق بحلم كهذا ! ليس لك الحق ان تطالبي به .. الامر منتهي يا اشجان .. "

تسيل دموعها مدرارا بينما جملة واحدة من كلامه ظلت تتردد في رأسها وتفتك بقلبها

(ينساك خليل وهو يتزوج من فتاة ليكوّن عائلته)

لم تعد تسمع ما يقال من حولها فقد غرقت في بؤس وشقاء مظلم.. أظلم به قلبها وروحها ...








يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:13 PM   #6556

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ .. شقة رضا واسيا ..



على سجادة الصلاة يقرأ رضا القرآن عندما شعر بآسيا تدخل الغرفة ورائحة الشاي بالهيل تسبقها..

انهى القراءة وهو يلتفت اليها ويمد يده ليأخذ منها الصينية ويضعها على الارض ثم يسندها لتجلس جواره...

رآها متعبة وبطنها كبرت كثيرا فمد يده يلامس خدها بظاهر كفه يسألها

" هل نام الولدان ؟"

تغمض عينيها وتأنس بلمسته وهي ترد

" نعم .. وجعفر وقّت المنبه على السحور .. "

يسألها بقلق " هل انت بخير ؟ تبدين اليوم متعبة اكثر من المعتاد .."

فترد عليه " نعم .. ربما لاني صائمة بهذا الحمل الثقيل .. خلود حضرت طعام الافطار وحملته بنفسها الى هنا .. جازاها الله خيرا ورزقها بالذرية الصالحة .."

تمتم بالدعاء وهو يرخي يده الى حجره

" امين يا رب .."

فتحت عينيها وقد بدا فيها كلاما تريد البوح به .. وللحظة انتابه القلق انها ربما ..علمت ...! لكنها سرعان ما فندت مخاوفه وهي تثرثر بالقول

" رضا .. اظنني حاملا بانثى .. لا اعلم لماذا اشعرها انثى رغم ان الطبيبة قالت لم تستطع ان تكتشف ابدا ..."

يبتسم لها ويقول " اذن اسمها عندي .."

فاجأته وهي تناديه بلهفة رقيقة " رضا .."

يرد بصوت أجش وعيناه تغرق في نداء عينيها

" يا روحه..."

تميل اليه تطلبه بصوت خافت مضطرب

" اريد .. حضنك .. "

تغرق في صدره وتتنهد براحة وهي تتنشق عطره وهو يحاوطها بكلتي ذراعيه ثم تهمس له وكأنها تبثه ضعفها الذي تخبؤه عن الكل الا ايّاه " اشعر ببعض الخوف .. "

كفاه تمران على جسدها تضمانها اكثر في دفء رجولته وهو يسأل بحنان الدنيا كلها

" الخوف ؟! أتخافين وانت في حضن رضا ؟"

ترفع فمها لتقبل كتفه ثم لحيته لتصارحه

" لا حرمني الله حضنك.. لكن هي وساوس الشيطان وخوف من الولادة .. ربما لأن حبيبة ستجري العملية القيصرية غدا باذن الله .."

يمرر اصابعه في شعرها الذي بات طويلا غزيرا في الحمل ليتساءل شاغلا اياها عن خوفها

" ما الذي جعل الحاج يونس يختار لك اسم اسيا ؟ انه اسم غير مشهور ولا متداول عندنا.."

ترد بابتسامة وهي تستكين برأسها على صدره وترفع وجهها اليه " تيمناً باسم السيدة اسيا .. امرأة الفرعون .."

يلامس خدها ثم ذقنها ويقول بصوت أجش

" جعل الله لك مقاماً في الجنة كمقامها.."

تبتسم وكأن الدنيا باسرها تبتسم له ثم تغمر وجهها في صدره مرة اخرى...

ظل يلامس خدها في شرود واعتقد انها غفت فلم يطاوعه قلبه ليوقظها ..

شردت افكاره لما حصل قبيل ظهر اليوم..

كان يعلم حتى قبل ان يلمح طارف عباءتها ..

كان يعلم انها هي ... حسناء ...

ثارت حميته ونخوته وهو يرى حالها المزري ثم انكماشها التام عندما ألقى السلام وهو يدخل محل صياغة ابي محمود فاستدارت في إجفالة تهتف باسمه " سيدي ابا جعفر..."

بدا ابو محمود محتارا بينما احنى رضا رأسه وهو يقول بهدوئه وهيبته " كيف حالك اختاه .. تبدين متعبة .."

اجهشت حسناء بالبكاء وهي تتخفى بالكامل بسواد عباءتها وظلت تختض بذاك البكاء وابو محمود يلتزم الصمت كحال رضا ..

بدا بعض الزبائن يدخلون فاشار ابو محمود لرضا ان يدخلا الغرفة المجاورة وقد ظنها من اقاربه او معارفه ...

ما زال رضا شاردا بما حصل ... وبكاء حسناء يرن في اذنيه وهي تصف اهوال ما تعرضت له...

ورغم هذه الاهوال الا انه ايقن بالفطرة ان هذه المرأة البسيطة لن تترك زوجها ابدا ..

ففي وسط كلامها اخذت تقول وكأنها محتارة تائهة " انه زوجي .. وسأبقى معه دائما .. رغم اني لا اعرف لماذا ابتلاني الله برجل مثله .."

ليرد عليها بيقين " ربما لان الله يحبك ويحبه ايضا .. اراده جهادا لك في الدنيا حتى تصلحي حاله.."

فتشكو من ضعفها قائلة " انه حمل ثقيل يا سيدي .. ثقيل جدا .. أعني يا الله عليه .."

ليهون عليها رضا بالقول " لكل منا في هذه الدنيا حمله .. ولا يكلف الله نفساً الا وسعها.."

تمسح وجهها تحت العباءة وهي تقول بخفوت حائر " لكني تائهة سيدي .. تحسين بات شبه عاجز .. لم يعد بقوة الفتوة الذي كان .."

رد عليها رضا بقناعة " الله لم يسلب منه قوته بل سلبه مصدر جبروته فقط... لترممي انت انسانيته .."

رفعت رأسها لتبرز عينها من شق العباءة وهي تتساءل بقلة ادراك وفهم " لم أفهم يا سيدي ابا جعفر .. اعذر جهلي .."

أطرق وهو يشرح بصبر " كلنا جهلاء اختاه .. قصدت فقط ان الله سبحانه كان رؤوفا به فأخذ منه ما جعله متجبرا على الناس لسنوات لكنه لم يحرمه القوة ليعمل حاله كحال باقي الرجال ..."

صمتت حسناء وهي تغرق بافكارها عن حال زوجها وكيف ستكون ايامهما القادمة..

قال رضا اخيرا وهي يخرج محفظته " خذي هذا المبلغ مني .. انه هدية العيد .. فرج الله هموم عبيده .. واعطني عنوانكما .. غدا صباحاً سأكون عندكما باذنه تعالى .."

مد يده بالمال فاستحت ان تأخذه واطرقت وهي تشعر بهوان نفسها امامه ..

وضع المال على المنضدة الصغيرة جوارها ثم أخرج هاتفه واضاف " سأسجل العنوان في هاتفي .. "

لم تمنحه العنوان بل ردت بشعور عظيم بالذنب " والله اني لاستحي منك بعد كل ما حصل بسببي بجهلي وقلة عقلي .. كيف اطمع بالمزيد وقد اغرقتني بكرمك ؟ "

يرد رضا وهو يرأف ويتفهم حالها " توكلي على الله.. واعطني العنوان .. سأكلم زوجك بنفسي وكل الامور ستحل ان شاء الله .."

فوصفت له العنوان ثم غادرت بعد أن ألح عليها رضا لتأخذ المال معها ...

" ما بك يا رضا القلب .. هناك ما يشغلك .. شارد مني الليلة وانا .. احتاجك .."

صوت اسيا اعاده لحاضره وهو على سجادة الصلاة ومعشوقته تستلقي في حضنه تطلب الدلال والاهتمام ... يميل برأسه اليها والدفء يشع من عينيه الى عينيها والغزل من شفتيه يحمحم فوق شفتيها " يا حظك من هذه الدنيا يا رضا ! .. اقسم بربي اني لا أحب على قلبي من أن أشرد من نفسي الى .. نفسك .. "

وهو يتغزل ويدلل... كفه تمر ببطء فوق بطنها وقلبه يدعو لها ان تلد بالف خير وان لا تعرف عن حسناء شيئا يعكر روحها الشفافة ولا يلمس قلبها ولو بخدش صغير ..






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:15 PM   #6557

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم التالي .. الاطراف الغربية من العاصمة..



كان الوضع اسوأ بكثير مما ظنه رضا .. البيت الطيني كانت حالته مزرية والاسوأ من البيت هو صاحب البيت ..

ينظر الى تحسين وقد بدا متعنتا.. شرساً .. منهكاً... شامخاً ... ! لا يهتم باظهار وقفته على ساق واحدة .. بل وكأنه يتحداه ان يستخف به او يستهين بقوته ...

سأل تحسين بنبرة وقحة " ماذا تريد منا ؟"

تهتف حسناء التي تقف بعباءتها جواره

" تحسين ! "

يلتفت اليها صارخا فيها " اغلقي فمك .. "

لكن حسناء لا يوقفها صراخه لتعتذر لرضا في خزي " انا اسفة سيدي ابا جعفر.."

كان رضا حذرا للغاية كي لا ينظر ناحية حسناء على الاطلاق .. فهذا الرجل الوحشي التعابير رغم جهله الا انه فطن .. وغيور جدا على امرأته .. وما فعله به سابقا يخبره انه يعلم او يشعر بما حصل بينه وبين حسناء عندما لجأت اليه تطلب الستر باسمه ...

استعان رضا بالله في سره بينما يرد على حسناء وعينه في عيني تحسين قائلا

" لا بأس اختاه .. "

كان وجه تحسين ينضح بالكره ! كره موجه له .. لم يكن كره انسان لانسان .. بل كره رجل لرجل .. كره لما هو عليه ..

قال تحسين من بين اسنانه في نبرة اكثر شراسة وتهديدا " كلمني انا .. ان كنت تظن ان ساقي المبتورة ستمنعني فانت مخطئ .. والسكين التي اخطأت مقتلك بمزاجي سابقا لن تخطئك بمزاجي ايضا اليوم .."

شهقت حسناء وهي تسأل بهلع " اي سكين ؟!"

لم يرد عليها اي من الرجلين بينما يقول رضا بهدوء وطول بال " وماذا بعد السكين ؟ هل ستكفل بموتي حياة كريمة لاهل بيتك .."

وكأن رضا اوجعه في نقطة ضعفه ليصرخ تحسين " ماذا تريد ؟! اخبرني بما أتيت لاجله وغادر ..."

قال رضا صابرا عليه " انت حداد اليس كذلك ؟ ان ساعدتك بايجاد عمل ومكان افضل للعيش مع زوجك فهل ستراه تجاوزا مني لا ترتضيه ؟"

شعت عينا تحسين بذاك الكره .. كره وغيظ وحنق متفجر .. ليعبر عن مشاعره تلك في نبرة صوته وبين حروف كلماته " لماذا تفعل هذا ؟ ماذا ستجني ؟!"

أحنى رضا رأسه متمتما بالحوقلة " لا حول ولا قوة الا بالله ..."

ثم أخذ يتلاعب بخاتمه وهو يقول بصوت رجولي أجش " مالك ومال ما سأجنيه .. انه بيني وبين ربي .. "

ولم يمنحه الفرصة ليبعده عن هدفه فاضاف رضا وهو يرفع رأسه اليه قائلا بنبرة هادئة عملية " اخي لديه معمل للاسلاك الكهربائية في المنطقة الصناعية .. يستطيع ان يساعدك لايجاد عمل عنده او في معمل آخر .."

فيشير تحسين لساقه المبتورة وهو يقول هازئا او ربما مقاوماً ليد المساعدة التي يمدها رضا

" بعاهتي هذه ؟!"

يرفع رضا حاجبيه قليلا وكأنه يبدي دهشة ثم يقول " منذ لحظات كنت تريد ان تقتلني وتزهق روحي بسكين وانت بعاهتك هذه كما اسميتها .. والآن لا تستطيع ان تعمل بها؟! "

ثم ينظر في عينيه نظرة رجل لرجل فيرتعد شيء في قلب تحسين من تلك النظرة بينما يضيف رضا " اليس لديك ذراعين وعينين ؟ اليس في جسدك قوة الرجال .. "

تجيش انفاس تحسين وهو يصر على المقاومة ولا يعلم لماذا يصر ؟! وكأنه بين الجنة والنار ويرتعد اي الخيارين يختار ! فيقول بصوت خافت حاد " الا تخاف ان اورطك واورط اخاك بالمشاكل ؟"

رفع رضا كفه ليشير بسبابته للاعلى وهو يقول بثقة كاملة " انا اتوكل على الله في كل ما افعل .. ومن توكل عليه ما خاب ابدا ولا ظل .."

صدر تحسين يعلو ويهبط بينما تأتيه همسات حسناء دون ان تشعر هي فيسمع دعواتها لله ان يهديه !

كان الامر كالطوفان الذي يدفعه دفعاً ليختار ... لكنه حتى آخر لحظة يقاوم او يعتقد انه يقاوم وهو يقول بنظرة حادة

" لي شرط واحد .."

هتفت حسناء ولم تعد تستطيع الصمت

" اتشترط عليه وهو يمد لنا يد النجدة والانقاذ ؟! اتق الله يا تحسين ..."

التفت برأسه اليها صارخا فيها " قلت لك اغلقي فمك ..."

سأله رضا بتأن " ما شرطك ؟"

عاد برأسه لرضا وهو يقول بعنفوان " ان لا تظهر في حياتنا.. انا وزوجتي سننتقل الى المكان الذي ستساعدنا لنقيم فيه وسأتعامل مع اخيك فقط في العمل .. لن اتعامل معك ولا اريدك ان تزورنا ولا ان ترينا وجهك..."

تلطم حسناء على خدها من تحت العباءة وهي تولول معتذرة بخزي لا يوصف " يا سواد وجهك يا حسناء .. السماح والعفو منك سيدي ابا جعفر .."

لكن رضا لم يبدِ ضيقا بل قال بسماحة نفس " اتفقنا ... وقبل ان اغادركما سأعطيك عنوان معمل اخي حذيفة .. او تستطيع مناداته بابي سعاد .. وانا سأوصيه بكما خيرا ولن يقصر معكما في شيء .. "

اخرج من جيبه ورقة كان قد كتبها صباحا بعد ان كلم حذيفة واتفق معه .. وها هي الورقة تصل لمقصدها وعسى نيته وفعله يصلان لمقصدهما ايضا ..

سلم الورقة ليد تحسين الذي اخذها وداخله يهتز انفعالا رغما عن ارادته ثم يرفع رضا كفه قريبا من رأسه في سلام وتحية وهو يقول بابتسامة انارت وجهه بالطيبة "استودعكما الله وعيدكما مبارك.."

ثم يتمم سلامه وهو يهبط بكفه لصدره كما هو مألوف بين الرجال .. استدار مغادرا مؤذنا بالرحيل عن حياتهما.. فلم يعد هناك ما يفعله اكثر مما فعله ..تاركاً خلفه نفساً ضالة بين الجنة والنار...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:16 PM   #6558

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجامعة




تنزل من الطابق الثاني للقسم مستندة على درابزين حديدي عندما رأته في انتظارها في اخر السلم ...

تشعر بالارتباك الشديد وقد حاولت جهدها تجنب رؤيته في اول يوم تعود فيه للجامعة بعد ايام اجازة مرضية ان صح التعبير ..

ربما هي رسميا معيدة في القسم لكن حتى اللحظة لم يبدأ تعيينها بشكل مثبت وحقيقي...

تنظر في عينيه وتقرأ فيهما الكثير الذي لم يعد يخفيه .. وهي لم تعد قادرة على مراوغته.. ابتلعت ريقها بصعوبة ورسمت ابتسامة لطيفة مجاملة بينما يقول لها بابتسامة غاية في الرجولة والجمال

" الحمد لله على السلامة .. اشتقنا .."

تحشرج صوتها رغما عنها وهي تقول بنفس الابتسامة " شكرا دكتور .."

يناظرها بدقة ... يمر بنظراته على ملامحها بأريحية جعلتها تبعد نظراتها عنه في مزيد من الارتباك لتسمعه يقول بجذل " تبدين متعبة للغاية .. او ربما مشغولة البال ..."

لم تعرف بم ترد .. لكن تفكيرها قادها لتقول بسرعة بديهة وهي تعيد نظراتها اليه

" نعم مشغولة قليلا في الواقع .. اختي حبيبة يفترض ان تجري عملية قيصرية اليوم لتلد طفلها.. وانا قلقة عليها وانتظر مكالمة من احدى اخواتي لتخبرني في اي ساعة ستكون العملية..."

هذه المرة ابدى اهتماما وتفاعلا حقيقيا وهو يقول بجدية " اذن خذي باقي اليوم اجازة واذهبي لاختك .. بل خذي اجازة حتى العيد كي ترتاحي فيها في بيتك.."

كانت على وشك ان تتنفس الصعداء لهذه الاجازة التي تحتاجها بشدة كي تعيد ترتيب الامور المبعثرة عندما ابتسم وجهه بشكل مختلف كما الابتسامة التي استقبلها بها وهي تنزل الدرجات ليقول بصوت أجش

" بيت يونس العطار .. حي (...) محلة(...) زقاق (....) رقم دار (......) "

شعرت بالخطر يحدق بها من كل جانب بينما تتمتم " انت تعرف... عنواني ؟!"

يرفع حاجبا واحدا وهو يقول بنوع من الثقة والغرور وكلمات مبطنة بأكثر من معنى

" انا رئيس القسم ومسؤول التنظيم في عمادة الجامعة ... و..اشياء اخرى لا تعلمينها .. مؤكد كل العناوين بمتناول يدي .."

تتغاضى عن تلك المعاني بينما تركز في معنى محدد يشعل صافرة الانذار عندها فتقول بنوع من التساؤل " لكنك تحفظه ..."

ابتسامة قضيرة مرتعشة منه وهو يرد بنبرة دافئة للغاية " مؤكد .. لاني سأزوره مع الحاجة ام سامان عصرا في ثاني ايام العيد .."

لم يعد الامر يتقبل اي مراوغة .. لم يعد الامر يحتمل امساك العصا من المنتصف ..

هي الان تشعر بشعور الفئران التي تمقتها عندما يتم قفصها في الفخ ...

همست وهي تحاول امساك الحبال التي تفلت من بين اصابع تحكمها " دكتور سامان ..."

رن هاتفها النقال بأغنية شعبية راقصة لينفجر سامان ضاحكا وهو يقول

" ردي على الهاتف .. لا بد انها اختك .."

شعرت بالعجز بينما تخرج الهاتف من الحقيبة لتقول وهي تعرف من المتصل من الرنة التي اختارتها لها " نعم هذه اختي رباب .. "

فتحت الخط ليأتيها صوت رباب يخبرها بقلق عفوي ان حبيبة ستدخل العمليات الآن ...

ردت رقية وقد شغلها القلق فجأة على حبيبة .. كانت المرة الاولى التي تنجب احدى اخواتها بعملية قيصرية " حقا .. الآن ؟! انا ... انا قادمة في الحال .."

اغلقت الخط وهي تتحرك معتذرة من الدكتور سامان الذي بدا متفهما جدا فيهون عليها ويقول " لا تقلقي رقية .. خيرا ان شاء الله ... طمئنيني عندما تلد اختك بالسلامة.."

تهز رأسها وهي تواصل خطواتها المتسارعة بينما عينا سامان تلاحقان تلك الخطوات الرشيقة بفرح لم يشعره منذ سنوات ..

وكأنه عاد شاب عشريني مرة اخرى ...




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:16 PM   #6559

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مستشفى خاص للولادة ..

بعد الافطار ...



يقفن بنات العطار وامهن يراقبن المولود الجديد عبر الشباك في الغرفة الخاصة بالمواليد...

تهمس اسيا بتأثر وهي تلامس باصابعها زجاج الشباك الفاصل " ما شاء الله .. انظروا اليه .."

لتهمس رباب بتحشرج وتأثر أكبر " يونس ..."

انهارت الام بنشيج البكاء وهي ترفع طارف حجابها الابيض تغمر فيه وجهها الباكي ..

حاوطتها اسيا بذراعها تشدها اليها في حنان وهي تقول بخفوت

" امي لا تبكي بالله عليك .. حبيبة ستحزن ان علمت ببكائك لانها اختارت له اسم ابينا.. كانت تريدها مفاجأة لكن لتسعدكن باختيار هذا الاسم.."

لم تستطع ابتهال تمالك نفسها وهي تقول من بين شهقات البكاء " ليس بيدي يا اسيا .. لقد.. اشتقت انا انادي اسمه .. لا اتخيل اني سأناديه من جديد في صورة حفيده .."

تحاوطها رباب ايضا بذراعها وهي تقول بخنقة بكاء مكتوم " وانا .. اشتقت اليه امي .. اشتقت كثيرا .. "

فقط رقية من تظل على وقفتها تنظر للصغير وداخلها يتفاعل باحساس مختلف عنهن...

لم تكن تريد ان يأخذ اي انسان اخر اسم ابيها.. ولا حتى طفلها هي شخصياً ...

لا تعرف لماذا .. لكنها لن تطيق ان يتردد النداء بهذا الاسم في بيت العطار دون ان يكون والدها معني بالاجابة ...

ان يذكرن هي واخواتها وامها اسم (يونس) في كلام لا يخص والدهن ... والد القوارير ...

" رقية .. سنعود الى غرفة حبيبة .. ألن تأتي؟"

لم تلتفت لرباب وهي تطرح السؤال بل تهز رقية رأسها بـ(لا) بينما عيناها لا تحيدان الصغير ... فتهمس اسيا لرباب قائلة

" دعيها .. تريد البقاء مع الصغير .."

يتحركن واسيا تطلب من رباب " اتصلي بشذرة واسأليها عن الاطفال.. اتمنى لم يتعبوها .. خاصة الشقية سكينة .."

فترد رباب " سأتصل بعبد الرحمن ايضا .. لقد تأخر ... قال سيحضر رضا معه .."

تسمع رقية ثرثرات اختيها وهما تبتعدان مع امهن دون تركيز حقيقي...

ثم هدأ الممر لتظل وحدها فيه تواجه اختلاجات كثيرة تتنازع داخلها وتجعل معدتها تتقلص بتأثر من جديد ..

بشكل تلقائي رفعت كفها لتحاوط بطنها تحاول تحمل موجة المغص هذه حين اجفلت بعنف على صوت ساخر من خلفها " لا اصدق انك تفكرين بطفل ينمو في احشائك .. هل الغيرة تصل بك لهذا الحد ؟! "

تستدير بكليتها لتلتصق بظهرها في الزجاج خلفها بينما تحدق في وجه رعد ...

في لحظة استعادت ذاكرتها تعابير وجهه المخيفة بالامس .. في لحظة انتاب قلبها امواج وامواج من الضعف والألم والوجع والصدمة و... شعور الخيانة .. خيانة تغضبها.. لن تنسى ما قاله لها ابدا ..

اتسعت عيناها في جمود كامل عندما اقترب منها جدا .. حتى انه وضع كفه على الزجاج جوارها بالضبط .. تماما كما حاصرها بالامس لكن اليوم لم يجرؤ على ... شمّها ...

تأوهت بارتجاف خائف وهي تتذكر تلك الملامسة العابرة من أنفه لبشرتها ...

لكنه لم ينظر اليها .. وجهه عن قرب شاحب بشكل كبير .. بل يبدو نحيلا فجأة ..

قال وهو يحدق في الاطفال حديثي الولادة وما زال على اقترابه شبه الحميمي منها " هل تخافين الآن مني ؟! هذا جيد .. جيد جدا يا دمية .. يجب ان تخافي هكذا ..."

حاولت التحرك لكنها قال بخفوت قاس

" قفي مكانك لاكلمك .."

ردت بنفس الخفوت " هل.... تأمرني ؟"

عندها فقط التفت برأسه اليها ينظر لوجهها عن قرب شديد ... نظراته فيها برود .. فيها تحد .. فيها اشياء كثيرة لا تستوعبها ..

قال بابتسامة ساخرة " يكفي أن اطلب .. وانت ستستجيبين طواعيا ... اليست هكذا لعبتنا؟"

كان حوارا عجيبا بينهما بعد ما حصل بالامس .. حوار ينطق بكل الحواس وهما يحدقان ببعض.. عاجزان عن الابتعاد عن بعض .. عاجزان عن الافصاح لبعض .. لكنهما يستكينان لبعض في اعتراف يفوق قدرتهما عن انكاره ..

همست بانفعال وكأنها تريد أن تثير فيه روح المقاومة .. روح الحياة ...

" لماذا تتخيل نفسك محطم قلوب العذارى ! "

فيرد بمزيد من البرود القاسي " انا لا احطم قلوبهن .. بل احطم مقاومتهن .. لقد عرفت الكثيرات حتى اسموني دراكولا النساء ! خسيس انا اليس كذلك ؟ "

كانت تعلم انه يجري معها حوارا مختلفا عما تعنيه هذه الكلمات القاسية وربما الجارحة.. انه يحتاجها .. يحتاجها بقوة ... يحتاجها ويحذرها منه بنفس القوة ! فهل هي قادرة على انقاذه .. ؟!

يسالها فجأة " ما اسم المولود ؟ "

همست باختناق " يونس ... على اسم ابي.."

تهبط نظراته في استخفاف ظاهري الى فمها ليركز على شفتها السفلى المتدلية الجذابة فيقول بجرأة ووقاحة لا تغتفر " لك شفة سفلى مغرية خاصة وانت تنطقين حرف (الواو) في اسم ابيك ..وسأحتفظ بباقي الوصف لنفسي.."

لم تشعر الا ويدها ترتفع للاعلى لتصفعه لكنه يمسكها من معصمها قبل ان تفعل قال بقسوة رغم نعومة الكلمات

" يد صغيرة كهذه لا يفترض ان تستخدم للصفع .. لو كنا ببلد اخر وثقافة اخرى لكنت هوّنت عليك غضبك الانثوي الحلو هذا بقبلة على نبض القلب في معصمك .."

عيناها تشعان بالقوة ... بالشموخ .. بالتحدي وهي تواجهه بجموح قوتها تلك " ماذا تحاول ان تثبت بهذه المسرحية ؟! انك حقير سافل؟ وهل تحاول اثبات هذا لي ام لنفسك ؟"

يرد وهو ما يزال يمسك معصمها يتلمسه بشوق دون شعوره " لا اعلم .."

ما زالت تحدق في عينيه تثير زوابع مقاومته بضراوة وهي تتحداه مجددا بالقول "بل تعلم.."

عيناه في عينيها واصابعه تلتف بالكامل حول معصمها في تشبث عجيب ... لم تكن تشعر رقية بهذا التشبث وهي منشغلة بما هو اهم بكثير ...

قالت وهي تشعر بالثبات اليوم وكل الامور اتضحت امامها " انت تتصرف هكذا لاني رأيتك بالامس ... معها .. رأيت ما تعتبره ذنبك المخزي .. وبدلا من ان تنفيه تريد تأكيده باسلوبك معي اليوم .. بوقفتك هذه قريبا مني .. بوقاحتك وجرأتك معي .. تريدني ان اراك قبيحا بشعا .."

كانت المرة الاولى التي يتناقش فيها مع بشريّ حول غيداء ... كانت المرة الاولى التي يشعر ببعض الراحة وكأنه شارك احدهم ذاك الحمل الثقيل ... تمتم وهو يستسلم لما تفعله به وما تثيره فيه " ربما ..."

هتفت به وهي تحاول تخليص معصمها

" انت غبي !"

لم يفلت معصمها .. ولن يفلته ...

كان يريد ان يبقى هكذا معها .. لم يعد يحتمل الوحدة .. لم يعد يحتمل مزيدا من السنوات تضيع من عمره وهو سجين ذنبه ..

غامت عيناه وهو يقول بفكاهة ساخرة " قلتها لي مرارا من قبل واوشكت ان اصدقها..."

تنهدت بانفعال وهي تنادي اسمه " رعد ..."

قاطعها ونظراته تنتقل للاطفال الصغار في اسرتهم الصغيرة المتراصة جنب بعض .. وعاد ابهامه ليلامس نبض قلبها في المعصم فيضخ الدم في نبض قلبه هو !

قال بحشرجة وابتسامة جذابة " ماذا تشعرين ناحية هذا الطفل الطاهر من اي ذنوب .. طفل صفحته بيضاء للغاية .. لكن تنتظره الذنوب على باب الرشد والبلوغ ليحملها على كاهله لاخر العمر..."

عادت لتهاجمه وهي تسأله بشكل مباشر صريح " هل كنت تحبها وتخلت عنك ؟ تزوجت عمك لاجل مصلحتها .. اليس كذلك؟ اليس هذا ما حصل .."

يعقد حاجبيه الحادين فيبدو كتمثال رخامي... كانت تشعر بحدس شفاف انه يتذكر قبحاً شديدا حصل بينه وبين غيداء..

هناك المزيد مما لا تعرفه ...

يختار ان يتجاهل الرد المباشر وهو يتكلم بثرثرة " طوال ليلة الامس اسمع صوت خليل وهو يقرأ القرآن .. طوال الليل الكلمات في اذني رغم غفوتي الكاملة واستغراقي في نوم عميق خال من الاحلام .. وسؤال يدور مع كل كلمة.. كيف نطلب الغفران من رب العالمين ونحن لا نستطيع الغفران لبعضنا ولا حتى لانفسنا ..؟! "

بدهشة قالت رقية " خليل ؟! كنت مع خليل؟! تقصد اخا خلود ؟! "

يهز رأسه بـ(نعم) وهو ما زال يحدق في الاطفال ثم يقول " غادرت بعد صلاة الفجر تاركا اياه ينام على الاريكة .. مضى زمن لم ألتق بنموذج لشاب كخليل .. يعطي دون سؤال ..."

عاودها المغص الشديد فتحني رأسها قليلا متأوهة بخفوت وهي ترفع يدها الحرة لتحاوط بطنها وتضغط عليها عفوياً ..

يتنبه لها منذ ان تأوهت فيستدير بوجهه اليها ويسألها بدهشة " لماذا تمسكين بطنك هكذا ؟! "

ترفع عينيها اليه لترد بغيظ " لان معدتي تؤلمني يا غبي .. منذ اسبوع وانا في اجازة في البيت اعاني وافطرت يومين بسببها .. لم اذهب للجامعة الا اليوم ..."

ما ان ذكرت الجامعة حتى شعر وكأنها صفعته ! صفعة ايقظته من غفوة ..

ايقظت فيه شعورا بدائيا للغاية لم تستطع الحضارة تهذيبه ...

سألها بعينين تموجان بالعنف الغيور واصابعه تشد بقسوة على معصمها " من سامان هذا .. من يكون بالنسبة لك.. "

هتفت به " لا دخل لك .."

تغلي كل دمائه بغيرة رهيبة لم يشعرها في حياته فيهتف بها في المقابل " ردي علي .. ماذا يكون لك ؟ "

هي ايضا كانت في حالة غير طبيعية .. كل شيء حولها ليس عاديا .. منذ رأته .. منذ عرفته وكل شيء في حياتها اختلف ... رمت في وجهه التحدي ودماؤها تغلي كدمائه

" طلبني للزواج .. وسيأتي الى بيتنا في اليوم الثاني للعيد مع والدته ليخطبني .. هل ارتحت الآن ؟ آآآه .... "

تتأوه من الألم وهو يضغط بقسوة اشد ليقول بهمس مشتعل " انت تختارين فتح ابواب الجحيم كلها يا رقية ..."

" رعد ! ..."

كان هذا صوت عبد الرحمن المذهول وهو يتقدم من اول الممر نحوهما يحدق فيهما وعيناه لا تحيدان بعيدا عن اصابع رعد المتشبثة بمعصم رقية ..

لم ينطق رعد بكلمة وهو يحدق بصديقه ليكتشف انه لم يكن بمفرده ..

بل كان معه اخاه الاكبر رضا المتأخر عنه ببضع خطوات...

سمع همس رقية الوجل " عبد الرحمن .. يا الهي ... و... رضا.."

هتف عبد الرحمن بعينين غاضبتين وهو يكاد يصل اليهما " اترك يدها ..."

لكن رعد لم يفعل .. او... لم يشعر انه قادر ان يفعل .. لكن حالما التقت عيناه بعيني رضا أفلت يد رقية طواعياً .. أفلتها ليواجه رضا الذي يراه الآن بملامح الرجال الشداد ...

وقبل ان يتهور عبد الرحمن معه كان رعد يقول وبنبرة جادة للغاية موجهاً كلامه لرضا " يا حاج رضا .. انا اطلب منك يد رقية للزواج.."










انتهى الفصل الثالث والعشرون ...
احم .. ولا حقول شي ... حنتظركم انتوا تقولوا

ru'a, OOomniaOO, Elbayaa and 8 others like this.

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-09-18, 09:35 PM   #6560

angeleyes1216195

? العضوٌ??? » 378854
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » angeleyes1216195 is on a distinguished road
افتراضي

جميل جدا جدل رائع احسنتي
Amira94 likes this.

angeleyes1216195 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.