آخر 10 مشاركات
سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل]رواية قل متى ستحبني؟!!/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-18, 08:52 PM   #6831

در ة

? العضوٌ??? » 431165
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 48
?  نُقآطِيْ » در ة is on a distinguished road
افتراضي


منتظرييين الفصل كاري 😍💙

در ة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 08:56 PM   #6832

الشفاه الغليظة

? العضوٌ??? » 403196
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 188
?  نُقآطِيْ » الشفاه الغليظة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الشفاه الغليظة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 08:58 PM   #6833

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

يا غوالي اليكم الفصل الرابع والعشرون ... هو طويل جدا (59 صفحة) لكن كنت اتمنى اضافة مشهد لجوري ومهند لكن لا الوقت ولا الكومبيوتر اسعفوني ... انا بكتب بشق النفس والله ومع كل انشغالاتي كومبيوتري فيه مشكلة ثقيل جدا وبيجمد كثير ويطفى على غفلة وضاع مني مرة كتابة خمس صفحات رجعت كتبتهم من جديد ... اتمنى تكونون مستمتعين معي مثل ما انا مستمتعة بالكتابة ومتابعتكم الحلوة ...




" تنويه هام : لا احلل لاي موقع او جروب نقل فصولي واتمنى من اي قارئة تشوف فصولي يتم نقلها لموقع اخر ان تخبرهم ان هذا غير محلل لهم وارفضه بشكل قاطع "



الفصل الرابع والعشرون

وقبل ان يتهور عبد الرحمن معه كان رعد يقول وبنبرة جادة للغاية موجهاً كلامه لرضا " يا حاج رضا .. انا اطلب منك يد رقية للزواج.."

صمت بليغ تبع كلام رعد .. صمت تام وصدمة لحظية تمر على ملامح وجوههم جميعا ورعد عيناه لا تطرفان وهو ينظر ناحية رضا بجمود...

لكن عبد الرحمن غلبه الانفعال الغاضب وهو يهتاج تماما ليمسك بمقدمة قميص رعد في عنف هادر وهو يصرخ فيه " أتظن هذه مزحة ! أتظنها مزحة وانت تقولها هكذا ؟!"

احنى رضا رأسه وكأنه يكظم انفعاله فيلتزم الصمت بينما ينظر رعد في عيني عبد الرحمن الغاضبتين وهو يرد عليه بثبات تام

" لا .. ليست مزحة يا صديقي ..."

قلب رقية ينخلع من مكانه في توجع وعيناها لا تفارقان هيئة رضا .. تشعر بشعور مؤلم انها خذلته ... ولا تعرف لماذا كل هذا الألم .. وكأنها ...وكأنها ... خذلت... اباها ...!

دوماً رأته في صورة ابيها .. دوماً جعلته ذاك البديل السري الذي لم تخبر به احدا ...

لم تكن تريد الاعتراف امام احد بأهمية رضا لديها ... كانت تحب هذا الاحساس الداخلي وتشعر ان رضا هو امتداد ليونس العطار...

تتقبض يداها في عجز وصدرها ينتفض تنتظر ان يقول رضا اي كلمة .. ان يعبر بأي شيء...

وبعدما قاله رعد أتاهم جميعا صوت رضا اخيرا وهو ما زال مطرقاً في رزانة وهدوء " وهل طلب الزواج بشكل جدي يكون هكذا يا ابن الاصول ؟"

لا تعرف رقية كيف نطقت دون شعورها وهي تقول بصوت خافت " الامر ليس كما تظن يا رضا ..."

يهدر عبد الرحمن وهو ما زال يمسك بخناق رعد الساكن في هدوء وجمود

" لن اسامحك ابدا لاستهتارك هذا .."

العجيب ان رعد لم يتأثر من كلام عبد الرحمن بل نقل نظراته لرضا ثم الى رقية التي اقتربت خطوة فتلمع عينا رعد بنظرة نارية يوجهها اليها ...

رفع رضا كفه ليأمر عبد الرحمن بهدوء عجيب ونبرة تفرض الطاعة " توقف عبد الرحمن .. اريد سماع رقية.."

امتثل عبد الرحمن لامر اخيه الاكبر بينما يتشنج جسده في انفعال ثائر مكبوت ..

تبتلع رقية ريقها وهو تنظر مباشرة لعيني رضا لتقول بتلكؤ (طفلة) " الامر يا رضا .. الامر ان ... "

اغمضت عينيها وهي تستحضر صورة ابيها عندما كان يغضب منها .. كانت ترتبك هكذا ليس خوفاً منه .. لكن خوفاً ان يخاصمها ... خصامه كان صعباً عليها للغاية..

اختارت كذبة .. لم يكن امامها الا كذبة لتنقذ هذا الموقف .. تحني رأسها قليلا وتمسك بيدها على بطنها تقاوم الألم ثم تفرض على نفسها الهدوء تدريجيا لتمسك زمام امرها وتستعيد ثقتها بذاتها ...

كان عليها ان تصدق كذبتها لتقنع بها رضا..

قالت اخيرا وهي تتلطف بالقول " عفواً .. معدتي ما زالت ليست بخير .."

ثم صمتت لحظة لتضيف " انا ورعد كنا نتناقش .. واحتد النقاش قليلا دون ان نشعر .. لقد امسك يدي بعفوية اثناء .. انفعاله.. "

كانت تقنع نفسها انها ليست كذبة .. فهذا فعلا ما حصل مع اهمال التفاصيل ...

فيسألها رضا بشكل مباشر " ولماذا احتد النقاش هكذا؟"

اصبحت رقية اكثر ثقة بما تقوله لترفع وجهها الى رضا تكمل ما بدأته بهدوء اعصاب

" رعد يريد الزواج مني .. لكن هو على خلاف مع عمه .. وانا .. اصررت عليه ان يتصالح معه قبل أن يأتي اليك و... يخطبني.. لكنه يقول .. ان الصلح غير.. وارد .."

التفتت ناحية رعد تلقائيا وكأنها تحذره من تكذيبها .. لحظة غير عادية التقت عيناها بعينيه ... عيناه تشعان في توهج لم تره فيهما من قبل.. لم تفهم ماذا يعني هذا .. فجأة توردت وهي تستوعب ما يحصل وما قيل ...

عقدت حاجبيها وهي تحني تعاني ما بين تورد مصدره قلبها الذي اخذ يخفق كأنه طائر مرفرف وبين كرامتها كانثى التي لا تتقبل ان يخطبها رعد بهذه الطريقة وكأنها مسرحية سخيفة هزلية ..

لم تكن تريد الامر بهذه الطريقة ابدا..

لماذا كل شيء يخص رعد يفلت منها باستمرار..؟! كلما تماسكت لتواجه ما يحصل معهما وبينهما يحدث أمر ما يجعلها تفقد السيطرة ...

قال رضا بنبرة غامضة مبهمة " فهمت ... الآن اذهبي الى غرفة حبيبة يا رقية .. سنلحق بكم خلال فترة وجيزة .."

لم تعرف لماذا رحبت بهذا الابتعاد .. ك انت تحتاج الاختلاء بنفسها .. انسحبت وهي تتمتم بكلمة " حاضر.." وتسير برشاقتها المعهودة مبتعدة عن الرجال الثلاث ..

قال رضا بعدها وهو ينظر الى رعد

" اليوم لن نتكلم في شيء .. تعال الي في الغد للمحل الكبير لنتكلم حسب الاصول.."

ثم اخذ يتلاعب بخاتمه وهو يضيف متسائلا

" هل أديت واجبك بزيارة حبيبة ويحيى ومباركة المولود الجديد ؟"

فيرد رعد " لا .. ليس بعد ياحاج.."

يهز رضا رأسه قليلا ثم يتحرك وهو يقول

" اذن صاحبنا حتى الغرفة لتسلم على الجميع وتبارك ثم توكل على الله وغادر الى مشاغلك الاخرى .."

بتجاهل تام يتحرك عبد الرحمن متجهم الوجه لا يطيق النظر لرعد وهو بهذا الانفعال المكبوت ..

فيلحق برضا تاركاً رعد بمفرده وسط الممر ..

يتكئ رعد بكفه على زجاج غرفة المواليد ويناظرهم بوجهه المرهق .. لكن عيناه لا تزالان تشعان بما لم تفهمه رقية ..

يتمتم رعد وهو ينظر لاؤلئك الرضع الصغار

" ذنب جديد اقترفه .. ذنب وانا اقحم رقية في عالمي القبيح .. " ثم تجيش بصدره ثورات غيرة حارقة فتقسو نظراته مضيفاً " قبيح ام لا .. هذا لا يهم .. لن اترك رقية تفلت مني .. لرجل .. آخر .." يربت باصابعه على الزجاج في حركة عفوية وكأنه يطبطب على اؤلئك الصغار ثم يتحرك وهو يرتدي باحكام قناع اللامبالاة ويتلاعب ثغره بابتسامة الساحر ...






يتبع .....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:05 PM   #6834

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في نفس الوقت .. بيت عبد السلام العبيدي



يقف عبد السلام خلف باب غرفة النوم المغلقة وهو يتوسل الرضا والصفح عن ذنوب لم يرتكبها ! يتوسل بذل وتذلل .. يتوسل ولا ترد عليه غيداء بحرف .. يكرر توسلاته ومناجاته لها ان ترضى عنه لكنها لا ترد ..

" افتحي الباب حبيبتي .. افتحي الباب لي .. اسف لاي شيء فعلته واغضبك مني وانا لا اعلم .. غيداء .. يا قطعة من قلبي .. افتحي الباب .. انا اشقت اليك .. قتلني الشوق .. الا ترحمين ..الا ترأفين .. منذ الامس وانت غاضبة تصرخين وتحطمين الاغراض من حولك وانا لا افهم ..... غيداء .. ماذا فعلت ؟ هل وميض اخبرك بشيء ازعجك مني ؟..... ربما لم اشتري لك مجوهرات منذ فترة اليس كذلك؟ ام ربما تفضلين شيئا آخر .. اطلبي وتدللي .. فقط افتحي الباب .. قلبي يوجعني ولم أعد احتمل .."

كل هذا لم يحرك في غيداء شعره .. بل العكس يمدها بطاقات سوداء اكثر واكثر ..

تجلس على السرير بقميص نوم حرير اسود يكشف عن ساقيها السمراوين وهي تضمانها لصدرها .. شعرها منثور في همجية شيطانية بعد ان عربدت وحطمت ..

اظافرها المطلية بالاحمر تنغرز في ساقيها حتى أدمت بشرتها هناك وهي تتذكر تلك الفتاة تغلق ازرار قميص رعد !







جناح عبد الرحمن ورباب .. بعد ساعة

دخلا بصمت كما ساد الصمت طوال رحلة العودة من المستشفى الى البيت ..

رباب تراقبه بدهشة لا تخلو من التوجس ..

قبل ساعة عندما دخلت اختها رقية الى غرفة حبيبة في المستشفى بدت غير طبيعية مع ابتسامة باهتة لا تحمل ايا من روح رقية اللامعة ...

ثم تبعه دخول عبد الرحمن ورضا ... عبد الرحمن بوجه متجهم لا يفصح عن الكثير ورضا بهدوء اكثر من المعتاد ..

لكن انشغل الجميع بالمباركة خاصة مع دخول رعد المرح ...

لكن مهلا .. حتى رعد لم يكن طبيعيا .. وعبد الرحمن بدا وكأنه يتجاهل صديقه !

لم يطل رعد البقاء اكثر من عشر دقائق لينسحب بعدها بابتسامته الخاصة ..

حتى عبد الرحمن لم يطق البقاء اكثر وقال يريد العودة للبيت لانه مرهق .. فغادرا سريعا وسط بعض الدهشة ...

" عبد الرحمن .. ماذا جرى اليوم في المستشفى ؟"

كان هذا سؤال مباشر صريح من رباب اوقف عبد الرحمن عن فتح باب غرفة النوم ليتلكأ لحظات قبل ان يستدير نحوها وبمنتهى ضبط النفس رد عليها

" ما حصل ان رعد طلب يد رقية للزواج.."

فغرت رباب فمها للحظات ما بين صدمة ودهشة بينما يهز عبد الرحمن رأسه مؤكدا " نعم .. ببساطة طلبها من رضا هناك في المستشفى قرب شباك غرفة المواليد الجدد .."

استوعبت رباب المفاجأة لتتقدم من زوجها وتسأل " وماذا قال رضا ؟"

فيرد عبد الرحمن وهي يزم شفتيه " قال ان الوقت غير مناسب الآن .. وطلب منه الحضور الى محل الصائغ الكبير في الغد.."

شعرت رباب كيف يكبت انفعاله .. سألته وهي تقف قبالته " لم تكن تعرف برغبته هذه .. اليس كذلك ؟"

تجهم وجهه وهو يقول من بين اسنانه " لم يخبرني بأي شيء .. رغم شعوري بوجود امر غريب يحصل بينهما .."

لم تفهم سبب غضبه الذي تراه مشتعلا في نظرات عينيه فسألته بهدوء حذر " ما الذي يغضبك لهذه الدرجة ؟! وماذا ان طلبها رعد للزواج في المستشفى .. ام هل يزعجك انه يطلب اختي رقية تحديدا .."

زفر بعنف وهو يقول " ما ان تقولي (اختي رقية) حتى اشعر بالسيوف مُشهرة في وجهي .."

تعقد حاجبيها وهي تصر عليه " اجبني يا عبد الرحمن .. انت غاضب .. واريد ان اعرف سبب غضبك هذا .."

عندها هتف عبد الرحمن منفجراً " بماذا اجيب يا رباب .. نعم انا غاضب .. غاضب لاني رأيته يمسك يد رقية في المستشفى وهما متقاربين جدا من بعضهما .. ولم أكن وحدي.. بل كان رضا معي ايضا ورآهما مثلي .."

اتسعت عينا رباب بينما عبد الرحمن يواصل انفجاره وهو يتحرك متجاوزا اياها ويدور في الصالة الصغيرة على غير هدى " لا اعرف ان كنت غاضبا لانه صديقي وشعرت وكأنه يتعدى على حرمتي وقد وثقت به .. ام غاضب لانه لم يصارحني قبل ان يتقرب منها بهذا الشكل .."

حاولت رباب ان تستوعب ما قاله زوجها بينما تناديه لتحاول امتصاص انفعاله

" عبد الرحمن.."

لكنه ما يزال يدور وحميته ثائرة في داخله وطبعه يحكمه فيردد معبراً عن كل هذا بالقول وكأنه يخبر نفسه في ذات الوقت

" رقية قالت انهما كانا منفعلين في نقاش حاد بسبب عمه والصلح بينهما .. لكني لا اصدق.. اشعر انهما يخفيان امرا آخر .."

اقتربت وهي تمسك بذراعه قائلة بصوت خافت " اهدأ قليلا .. دعنا نتكلم بعقلانية "

ينظر في عينيها وهو ما زال يعافر ليلجم ثورته ليقول لها بعاطفة ثائرة مختلفة " انا اعرفك منذ طفولتنا واحببتك منذ مراهقتي ومع هذا لم احاول الاقتراب منك قبل ان اوضح نيتي لاسيا ورضا .. وحتى بعد رفضك لي كنت امنع نفسي عنك رغم احساسي انك لي وفتاتي وحدي .."

ترققت ملامح رباب وهي تتفهم طبعه وافكاره بينما تحاول ان تبسط الامور بالقول " لكنه طلبها واوضح حسن نيته يا عبد الرحمن .. انت منزعج لانه لم يخبرك قبلها اليس كذلك؟ تكلم معي ربما سترتاح .."

يزفر بعنف مرة اخرى ثم تطفو في عينيه نظرة خيبة أمل لكنه يؤثر تأجيل الكلام قائلا " رباب .. انا لست بمزاج جيد الآن .. دعينا نترك الموضوع حتى اهدأ .. اشعر ان الغضب والانفعال يشوش علي ولا افكر بطريقة سليمة .."

تركته بحدس الزوجة الوليد عندها .. شعرت انه يحتاج ان يكون مع نفسه قليلا ..

تمتمت " كما تشاء .."

مال برأسه عفوياً ليلثم جبينها بدفء قبل ان يتحرك مبتعدا ناحية الغرفة وهو يوصيها بالقول " لا تخبري احدا من اهلك او اهلي .. ولا تكلمي رقية ان لم تكلمك هي .. دعي رضا يتكلم معه اولا ويعلن الامر بنفسه في الوقت الذي يحدده.."

ردت وهي تسرح بافكارها " نعم .. لا تقلق.."

راقبت زوجها وهو يغيب عن ناظريها ويدخل الغرفة بينما تسرح رباب في تفكير داخلي ...

تعترف انها الآن في داخلها تشعر بالراحة وحتى السعادة رغم المفاجأة التي حصلت دون مقدمات... والتوجس من طريقة حصوله...

لكنها مرتاحة الآن ان الامر وصل الى رضا ..

تشعر بالاطمئنان فقط لاجل هذا .. ان كان لاختها نصيب مع رعد ام لم يكن ...

عقدت رباب حاجبيها وهي تفكر برقية عندما دخلت الغرفة في المستشفى ..

بدت مشغولة البال بشكل مختلف عن المتوقع .. ترا هل عبد الرحمن محق في حدسه ؟ هل هناك امر يخفيانه هما الاثنان عن الجميع ؟






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:07 PM   #6835

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباح اليوم التالي .. الجامعة



تسير رقية بين أروقة القسم الخالية تقريبا من الطلبة الا من بعض الطلاب من الخريجين مثلها لكنهم جاؤوا لاستكمال اوراق التخرج او الحصول على بيانات التأييد من اجل التحضير والبحث عن وظائف يبتدؤون بها حياتهم العملية...تنظر اليهم وتسلم على هذا وذاك وترى في عيون البعض نظرة حسد لانها (ضمنت) التعيين كمعيدة...

شعرت بانقباض في قلبها .. لا تدري لم تشعر انها على وشك فقد اول درجة في سلم (حلم حياتها) ..

رغم ان الدكتور سامان منحها فرصة الاجازة لما بعد العيد الا انها أتت اليوم لانها كانت متأكدة انه سيتصل بها هاتفيا ليتفق معها حول الترتيب رسميا وبشكل صريح لحضوره مع والدته كي يخطبها .. او حتى ليحصل التعارف على الاقل بين الجانبين ...

كان يجب ان تراه وجهاً لوجه لتقدر ما ستفعله معه بشكل صحيح .. لا تعرف كيف ستحلها بالضبط خاصة بعد ما حصل البارحة ..

توقفت عن السير واغمضت عينيها للحظات وصداع رأسها يشتد مع مغص معدتها فترفع يدها لتدلك صدغها وهي تهمس لنفسها في تشجيع " كل الامور ستكون بخير .. سأجد طريقة لحل مشكلة سامان ثم ...."

قاطع افكارها صوت رجولي جذاب تميزه جدا منذ اولى مراحل الجامعة وهي طالبة تستمع اليه في المحاضرات يشرح المادة العلمية بذكاء حاد " هل يجب ان اوبخك لأنك لم تسمعي الكلام وحضرت الى الجامعة وانت لست بخير هكذا ام يجب ان أكون انانيا واشعر بكل هذه السعادة لرؤيتك .. "

رفعت وجهها لتراه امامها تماما وتكاد لا تصدق ما تراه ..

عينا الدكتور سامان تشعان بعاطفة رجل ناضج لا تقبل الشك .. عدا كلامه الغزلي شبه الصريح هذا ... ماذا ستفعل ؟!

أخذ رأسها ينبض بالألم وهي تبتلع ريقها وتحاول مقاومة مخاوفها للخسارة والتركيز لايجاد الكلمات المناسبة معه فلا تفلح الا برسم ابتسامة ركيكة وتبعثر الكلمات والحروف منها " دكتور .. انا .. انا ..."

ابتسامته اتسعت وهو يسأل بصوت رخيم حلو

" تبدين عاجزة عن ايجاد الكلمات .. هل سيسهل عليك الامر ان سألت عن رجل العائلة الذي سأتصل به ؟ عم .. خال .. زوج اخت ... "

قلبها الآن من اخذ ينبض بقوة .. انها تشعر بالهلع ! أخذت تشتم رعد لانه جعلها بهذه الحالة غير المعهودة منها .. منذ البارحة وهي تتخبط في ألف فكرة وفكرة ..

اما الدكتور سامان فكان غارقاً في صور احلامه الشخصية فلم يكن يدرك ان ما تمر به رقية الآن ليس خجل وارتباك عروس وانما تشتت فتاة طموحة لا تريد ان تخسر ...

اضاف برقة " مع ان الحاجّة ام سامان متلهفة لتتصل بنفسها بوالدتك لتتفق معها على زيارة تعارف ثاني ايام العيد .. وانا أكثر تلهفاً منها لهذه الزيارة .."

دون شعورها هتفت رقية " لا .. لا يمكن ان تحصل هذه الزيارة .." ارتفع حاجبا سامان قليلا في دهشة .. ورغم انه بدأ يلتقط بعض الاشارات غير الواضحة الا ان مشاعره ورغبته فيها شوشت على تلك الاشارات اكثر ..

ثم يخطر بباله خاطرا فيتساءل بابتسامة تفهم " لماذا ؟ هل الوقت غير مناسب بولادة اختك .. ربما والدتك منشغلة معها اليس كذلك ؟ بالمناسبة ماذا انجبت ؟"

ردت رقية عفوياً وهي تشعر بالحصار يشتد من حولها والاستنفارات تقرع بقوة داخلها لتدارك القادم " انجبت .. يونس ..."

تتسع ابتسامة سامان قائلا بلطف " اسمته على اسم والدك ؟ مبارك لها ولكم .."

تحاول رقية من جديد وهي ترفع يدها لتمسد على جبينها قائلة بتعب حقيقي وحيرة واضحة " يا دكتور الامر ليس هكذا .. ليس بسبب اختي .. اعني .. اريد أن اقول ..."

فيسأل سامان بجدية " ماذا هناك يا رقية .. اخبريني .."

تنظر في عينيه وتستعيد للحظة كل ما تعرفه عنه .. نعم هو لطيف وناعم بجاذبية خاصة .. لكن معروف عنه بالقسوة احيانا عندما يحتاج الموقف لصرامة .. معروف عنه انه يطحن خصومه ولا يغفر لمن يسيء اليه..

أخذت اذناها تطنان وهي تبتلع ريقها لتقول بمهادنة " فقط انا ... غير مستعدة ..."

تتقبض يدها الى جانبها تحاول رفض الصوت الذي بداخلها وهو يهتف بها ان المهادنة هنا خاطئة وخطرة ..

اما الدكتور سامان فيبتلع الطعم ليتساءل في تأكيد لما فهمه من جملتها " تريدين وقتاً للتفكير ؟ "

تتشنج اصابعها اكثر وهي تشد بقبضتها بينما تعض شفتها السفلى وهي تنظر لعينيه الدافئتين وتتخيل فيهما القسوة والانتقام فتهمس بما تشعر انها ستندم عليه لاحقا لكنها لا تجد حاليا مفراً منه " نعـ...ـععم...."

تفيض عينا سامان بالرقة والعذوبة وهو يرد عليها بصوت أجش " لا بأس .. لا ترتبكي هكذا .. خذي وقتك واعطني ردك بعد العيد.. اتفقنا ؟ "

لم تعد تعرف كيف تتصرف ..

الامر اصبح وكأنها تغرق اكثر واكثر في الرمال المتحركة ..

تشتم رعد مرة جديدة في سرها وهي تلقي باللوم عليه لكل هذا التشتت وعدم التركيز .. لو كانت بحالتها العادية لوجدت منفذا لهذه الورطة دون ان تخسر دعم الدكتور سامان ودون ان تثير غضبه ..

لكنها لا تستسلم .. تستحث عقلها على ايجاد طريقة او خطة ما مرضية وتحفظ كرامة الدكتور سامان .. فتهتدي لفكرة خاطفة ..

قررت ان تطلب مدة اطول للتفكير .. هذا سيكون جيدا .. وسيثبت انها منذ البداية كانت مترددة بقبوله ..

شعرت بالثقة بهذه الخطة .. اجل .. اجل .. سترفضه بعد شهر .. ستبلغه انها فكرت كثيرا لكن الفارق العمري بينهما كبير ..

او ربما ستخبره ان عائلتها هي من ترفض هذه الفكرة .. او .. ربما ستخترع سببا آخر لا يزعجه ولا يمس كبرياؤه كرجل ..

ستفكر بأي سبب مقنع لاحقاً ... المهم الآن ان تباشر بالخطوة الاولى .. انها تحتاج لمزيد من الوقت .. فتعبر عن فكرتها الاخيرة بالكلمات قائلة " قد احتاج لوقت .. أطول .. "

يعقد حاجبيه قليلا ببعض الجدية وهو يتساءل " وقت أطول ؟! كم من الوقت ؟"

وقبل ان تفتح فمها لتقترح شهرا مثلا تهدم كل شيء في ثانية وصوت رعد ياتيهما معاً واضحاً ساخراً محملا بامواج الغضب المكبوت

" في الواقع هي لا تحتاج لأي وقت .."

بحركة حادة التفتت اليه رقية وهي تهمس ببعض الحدة " رعد ! "

عينا رعد حدجتاها بنظرة مظلمة من شدة الغضب داخله لكنه يبتسم برقة مغيظة وهو يحول نظراته للدكتور سامان الذي يحدق في الاثنين ببعض الصدمة لينهي رعد صدمته ويهدم معه ربما حلم رقية لتكون (معيدة) وهو يقول بتلك الابتسامة " اعرفك بنفسي .. انا رعد العبيدي .. خطيبها .."

لم يمد رعد كفه للمصافحة حتى بينما تتسع عينا سامان بشكل رهيب وهو يلتفت لوجه رقية الممتقع يبحث عن اجابة وهو يتمتم " خطيبها ؟!"

يقف رعد جوار رقية وبشكل يوحي بحميمية بينهما بينما (يفسر) للدكتور المصدوم قائلا " في الواقع نحن مرتبطان منذ مدة لكن لم تصبح الامور رسمية وبمعرفة الاهل الا خلال الايام القليلة الماضية .. "

ثم يلمس رعد مرفقها قليلا في حركة ناعمة وهو يضيف بنفس النبرة المستفزة الرائقة "خطيبتي كانت محرجة من اخبارك بكل هذا .. كما اظنها تفاجأت من طلبك ولم تتوقعه .. "

ابعدت رقية مرفقها عن تلك الملامسة المستفزة لتهتف فيه " توقف رعد ..."

لكن سامان تلبسه الجمود والبرود وهو يسأل بنبرة حادة " هل كلامه صحيح يا رقية ؟"

تشعر رقية بالهلع يسيطر عليها فتحاول تدارك سوء ما يحصل وهي تبرر بطريقة مرتبكة غير مقنعة " دكتور سامان .. دعني اشرح لك الامر .. ليس هناك خطبة رسمية و.. و.. كانت تحصل مشاكل .. عائلتي لم تعرف و.."

رفع سامان كفه بأناقة ليوقف سيل كلماتها المرتبكة ثم قال بنبرة تشع ثقة وخطورة

" اتمنى ان تحلي كل مشاكلك .. قريبا .."

ثم تبسم في وجهيهما بنفس البرود والجمود قائلا " استأذنكما .."

استدار سامان ليسير في الرواق ويدخل الى احد الافرع الجانبية حيث غرفته الخاصة كرئيس للقسم ..

لم تحتمل رقية ما يحصل .. اوشكت الدموع ان تتجمع في عينيها قهرا واختناقا ولم تشعر الا وهي تترك رعد لتسير بخطوات واسعة عبر الرواق حتى اخره وتخرج للساحة العامة الخالية وهي تشعر بالغضب العارم ..

اوقفتها يد رعد وهي تمسك مرفقها بخشونة هذه المرة فتنفضها عنها بخشونة اكبر وهي تصرخ فيه

" كيف تفعل هذا ؟! كيف تفعلها ..؟ "

رغم رده الساخر لكن غضبه يوازي غضبها بل يتجاوزه بمراحل " كنت تستطيعين الانكار يا دمية .. لماذا لم تفعلي ؟! آآه لو فعلتِ .. لكنت استمتعت أكثر بتحطيم كذباتك امام دكتورك الجذاب .."

الغيرة تمزق فيه إربا ويكاد ان يلف اصابعه حول عنقها ليخنقها لكنه يقاوم بعنف ليضيف بصوت أجش ساخر " احب ان احييك بهذه المناسبة (اللطيفة) على قدراتك المذهلة بالكذب وسرعة البديهة لابتكارها .."

تأخذ رقية نفسا عميقا لتهدأ .. لتسيطر من جديد .. تنظر في عينيه وتقول بجدية وبعض من احساس الانثى فيها يتسرب لنبرة صوتها

" رعد انت لم تعد بوعيك .. ان كنت تظن ان ما حصل بالامس هو خطبة اقبلها وارتضيها لنفسي فأنت مخطئ .. "

يبتسم بقسوة وهو يرد عليها ساخرا مرة اخرى

" هل تفتقدين للمغازلة والملاحقة ؟ امممم اظنك كنت تمنين النفس بهذا من (عريس المستقبل) .."

تشتعل زرقة عينيها فتقول بتحد وصراحة

" نعم .. ولن اتزوج الا رجلا ذائبا في غرامي .."

هو ايضا يشتعل .. يشتعل من اخمص قدميه حتى فروة شعر رأسه ..

يشتعل غيرة واحتياجا وتملكا لهذه القصيرة امامه .. يقترب منها وهو يهمس بخفوت

" كالدكتور سامان ؟"

ترد عليه بنفس الاشتعال والصراحة وحتى الوقاحة " نعم .. كالدكتور سامان .. هذا حقي ولن اتنازل عنه .."

صدرهما معاَ يعلو ويهبط وكأنهما في نزال عاصف وشمس الصباح الحارة تضرب فوق رأسيهما دون ان يباليا بها ..

يرد عليها يستفزها او حتى يؤلمها " خسارة .. طار من يدك ..."

لكنها اقوى مما يفعله فترد له الضربة بأقوى منها قائلة بشموخ انثوي رهيب " لاني من الاصل لم اهتم انه في يدي .. انه غير مناسب لي .. وهذا لا يمنع اني لن اتنازل عن حقي فيمن سيصبح زوجي... "

وسط ما يحدث بينهما كان رعد يطفو في احساس اقوى من اي شيء .. هذه الانثى امامه هي له .. يقسم بالله هي له .. فلتصرخ بما تشاء وتعترض كما تشاء .. لكنها له ..

هذا الاحساس يخيفه ! يخيفه وهو يستسلم له.. وكأنه يواجه تسونامي فيفتح ذراعيه مستقبلا اياه ليبتلعه ويغرق فيه .. مخيف لكن مذهل .. منعش .. يُشعره بالتحرر !

بدأ يشعر بالغضب من رغبته المجنونة هذه لتبتلعه تسونامي رقية العطار ... فيعكسه في كلماته وهو يعري مشاعرها نحوه " كم انت جريئة وقحة ... وماذا ان كنت انت تذوبين غراماً باحدهم ولا يعطيكِ حقك المزعوم؟! همممم ... ماذا ستفعلين..؟"

تشمخ اكثر وهي تقول بنبرة انتقامية حراقة لذيذة " تلميحاتك باتت منتهى السماجة .. يحق لعبد الرحمن ان يغضب منك حتى اوشك ان يضربك .. ليته فعل ... بل ليتني املك قوة الرجال لافعلها بنفسي ..."

لا يعرف كيف لكنه انفجر ضاحكاً ..

يضحك ورقية تراقبه وهي تكز اسنانها غيظاً منه .. وكلاهما لا يعرف ان سامان يراقبهما من شباك غرفته .. قد لا يسمع صوتهما لكنه يرى وقفتهما معاً وتلك الكيمياء العالية بينهما.. لغة الجسد تفشي الاسرار ... ابتعد سامان عن الشباك وعيناه تقدحان شررا .. لقد تلاعبت به رقية .. وليس سامان من يتلاعب به احد ...!

اما وسط الساحة ما زال رعد يضحك منها ثم يرفع سبابته نحوها موبخاً اياه بطريقة مستفزة قائلا " انت تتلاعبين بالنار بافعالك الرعناء هذه ... كم مرة قلت لك هذا يا دمية ؟ "

هتفت وهي تضرب بقدمها الارض

" لم أعد اطيق رؤيتك .. انا عائدة للبيت .."

يضحك بخفة وهو يراها تستدير لتبتعد عنه فيلحق بخطواتها وهو يقول باستفزاز جديد

" وانا ذاهب لرضا .. لدي موعد معه لنتكلم واشرح له سبب عدم رغبتي بمصالحة عمي .. وبالتالي انا وحيد جدااااا.. وليس لي للاسف اهل يقفون معي وقت زواجي .."

ترفع رقية رأسها للسماء وهي تتمتم بخوف مفاجئ وكأنها ادركت للتو مصيبة قادمة

" رباااه .. لن يثبتني كمعيدة !"

خطواته اوسع من خطواتها ليتجاوزها هامسا بلذة رضا وتشف واخذ بالثأر " تستحقين .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:09 PM   #6836

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

حي الشيخ



يسير حذيفة من درب ضيق قذر الى درب اضيق واشد قذارة .. يمر بالناس يبحث عن وجه يرتاح اليه ليستدرجه بالكلام ويعرف المعلومات التي يحتاج لمعرفتها ..

مر وقت ليس بالقليل قبل أن يجذب نظره اخيرا رجل ستيني ابيض الشعر.. يقف على ناصية الدرب الضيق يبيع بعض الاغراض البيتية الرخيصة المستعملة .. عينه اليسرى مصابة ومشوهة وفاقدة البصر بشكل اكيد.. ملابسه مهترئة ذابلة وكأن مرت عليها خطوب السنين لكنها نظيفة ومعتنى بإعادة رتقها واصلاح خياطتها لتذكرك انها كانت زاهية يوماً تحمل بريق الاحترام والوقار...

لم يكن امام حذيفة مزيدا من الوقت ..

عليه ان يعرف ما حصل هنا قبل ان يقابل تحسين ويتحمل مسؤوليته هو وزوجته...

اقترب حذيفة من ذاك العجوز الذي كان ينشُّ الذباب عن وجهه وهو يستغفر الله مكلما نفسه " استغفر الله العظيم .. الا تكفينا رائحة النفايات التي سممت اجواء الحي بأكمله وسممت ابداننا لنتحمل الذباب والحشرات والفئران ايضا .. حسبنا الله ونعم الوكيل.."

ألقى حذيفة السلام فتنبه له الرجل ليرد السلام متبسما ومستبشرا خيرا بزبون ..

لم يخذله حذيفة فأخذ يقلب بحاجياته والتقط بعض القطع واختار منها قطعتين ثم اخذ يفاصل بالثمن ليدفعه للعجوز ..

وبينما يخرج المال من جيبه سأل حذيفة بنبرة طبيعية " سمعت ان لديكم فتوة في الحي .. هل هذا صحيح ؟ اظن اسمه تحسين .. هل صحيح يأخذ منك المال لقاء الحماية ؟ "

نظر اليه العجوز للحظات .. نظرات جوفاء تحمل معانٍ مختلطة من الاستسلام والعجز والغضب ... ثم قال اخيرا " انت اول غريب عن الحي يسأل عن تحسين منذ اختفائه العجيب قبيل شهر .. "

ثم يطلق نفساً قصيرا ساخرا وهو يضيف

" لن استغرب ان اخذت لفة في الحي وسألتهم نفس السؤال ستجد كلام الاساطير يحكى عنه ! ستجد من يمجّده ويترحّم على ايامه .. ومن يصفه بالشجاعة والقوة والبطولة وانه كان يدافع عنهم بحمية !.. وستجد ايضا من يبرر عنفه وشراسته لاجل المصلحة العامة .. وقليل من ستجده مثلي .. يصفه كما حقيقته المجردة .. مجرد رجل مجرم أرهب الناس وأكل مالهم ظلما ودون وجه حق .. اعتدى وآذى وسفك الدماء واشاع الفحش والفساد والعنف .."

يبدي حذيفة بعض الحيرة وهو يسلم المال للعجوز وينظر اليه بنظرة تقييم جديد.. وكأن العجوز ادرك ما يدور بخلد حذيفة فيتبسم بسمة شقاء ويقول " انت تستغرب كلاما كهذا يصدر من عجوز مثلي .. رجل بائس في حي مدقع بالفقر منسي مهمش سكانه من الجهلاء المسحوقين روحا وفكرا.. لكني رجل متعلم .. الحياة لعبت لعبتها معي لانتهي بالعيش في هذا الحي الخرب منذ اربع سنوات.. واشهد حال الناس الغريب فيه.. وصدقني تحسين اكثر ما شهدته غرابة هنا على الاطلاق .. "

يرفع العجوز اصبعه لعينه المصابة قائلا

" هل تعلم من اصاب عيني هكذا ؟"

فيرد حذيفة مخمناً " تحسين ؟"

فيهز العجوز رأسه نفياً وهو يقول " لا .. ليس تحسين .. بل فتى مراهق وجد في عنف وجبروت تحسين مثلا يحتذى به .. فاصبح يرهب الاطفال الصغار ويأخذ منهم المال وعندما حاولت التدخل ونصحه شق عيني بسكين صغير يحمله معه على الدوام .."

يعقد حذيفة حاجبيه وهو يسأل بخشونة

" هلا اخبرتني ماذا حصل لتحسين بالضبط؟ اقصد .. كيف اختفى من شهر ؟ "

فيرد العجوز ببعض الحيرة الساخرة " لا اتوقع ان احدا يعرف الحقيقة ويرد عليك .. كل ما نعرفه في حي الشيخ ان تحسين اختفى مع زوجته حسناء في اولى ليالي شهر رمضان ولم يجدوا الا اثار دماء في بيتهما.. زوجته المسكينة التي تزوجها منذ اشهر غصبا وكرهاً .. كلنا عرفنا انه زواج غصب وكلنا سمعنا صوت صراخها ليلة زواجهما .. وكلنا صمتنا ! الا لعنة الله على الجبن والخوف الذي يذل الرجال .."

كان عقل حذيفة يعمل سريعا ليجمع الامور مع بعض بينما يواصل الرجل فضفضته قائلا

" بعضهم يقول هو قتلها في احدى نوبات جنونه ثم أخذ جثتها وهرب بها .. وبعضهم يقول هي من قتلته بسكين المطبخ ونفدت بجلدها منه والبعض الاخر يقول قتلوه جماعة علوان وقطعوا جثته تقطيعا انتقاميا ليرموها في النهر بعد ان قتلوا صاحبه وذراعه الايمن فالح ... لكن جثة تحسين لم تظهر ابدا .. ولا جثة زوجته .. اما جثة فالح فوجدوها مرمية في زريبة نفايات فدفنوه فيها.. والحق يقال هو افضل مكان ينتمي اليه ذاك الضبع القذر.."

قال العجوز جملته الاخيرة بكره وقرف شديد.. بينما يسأل حذيفة " لكن ألم تأتي الشرطة ؟ ألم تحقق ؟"

يضحك العجوز بصوت متحشرج ثم يقول لحذيفة " اضحكتني يا رجل .. اي شرطة .. نحن في حي الشيخ .. "

ثم يسرح العجوز ليثرثر بالقول " بعد اختفاء تحسين بات كاسطورة ! اسطورة يتمناها الآن سكان حي الشيخ كي تعود بعد ان كانوا يتمنون موته !! تخيل ؟! الكل كان يدعوا عليه بالموت في سرهم لكن الآن ... الآن لا ينقص الا ان يجعلونه وليا من اولياء الله الصالحين ويبنون له صرحا عظيما يزورونه فيه .. فحسبنا الله ونعم الوكيل في الجهل وفي ذاكرة البشر التي تنسى التاريخ من أوله.. تاريخا انجب حاضرا اسوأ ..! "

بدهشة يتساءل حذيفة " لكن لماذا ؟ لماذا نسوا كل ما فعله معهم ؟!"

فيرد العجوز بمزيد من القهر " لان باختفاء تحسين انفتحت ابواب جحيم مختلف .. ذهب ظالم جبار فأخذ مكانه حفنة ظلمة تأكل بعضها بعضا كوحوش البرية وكل يريد نهش الفقراء لنفسه فقط ..."

يتنهد وهو يضيف بمزيد من القهر

" لهذا نسي سكان حي الشيخ كل شيء فعله تحسين .. نسوا انه بجبروته العنيف حولهم لخانعين خائفين يرتجفون منه اذا سار في دربهم صدفة.. كيف اجبرهم ان يتبعوا قانونه الظالم ويتركوا قانون الله في خلقه .. وبعد كل هذا تجدهم بعد غيابه يدافعون عنه ويقولون كانت له هيبته فمنحنا هيبتنا ولم يكن احد ليتجرأ علينا من الفتوات والرعاع الاخرين ! اي زمن أغبر هذا الذي نعيشه ام انها ببساطة طبيعة الانسان منذ الازل .. ؟! يمجد الجبّارين والطغاة الظالمين وينسى جبروت الخالق وغضبه الحارق اذا تفشى الظلم على أرضه فانه يقلب عاليها سافلها فيمحو الظالم ومعه من ارتضوا ظلمه ! "

ثم يرفع العجوز رأسه للسماء ويدعو بحرقة قلب " اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين .."

تركه حذيفة وهو عابس ...

يمضي في سبيله مغادرا حي الشيخ بطغاتهم الجدد وصوت العجوز ما زال يصله وهو يكرر نفس الدعاء ..

لم يكن هذا العجوز يعلم ان طاغيهم القديم تحسين قد كسر الله جبروته بالفعل..







محل الصائغ الكبير



يلمح رضا اثناء مروره تلك الزبونة التي تبتسم لعقيل بإغواء مبطن وتحاول مشاغلته وهو يرد على طلباتها ليريها هذا الخاتم او تلك الاسورة ..

يشير برأسه لاحد عماله المخضرمين ان يأخذ مكان ابن اخيه ثم ينادي رضا بصوته الرجولي الهادئ " عقيل .. تعال بني احتاجك في مكتبي .. ودع رفعت يلبي طلبات الزبونة.."

بدا عقيل وكأنه يتنفس الصعداء لتخلصه من تلك المرأة ..

بينما المرأة مطّت شفتيها بغير رضا وهي تناظر انسحاب عقيل بضيق ..

لحق عقيل بعمه الى غرفته الخاصة كمكتب وبينما رضا يلتف حول مكتبه ليجلس على كرسيه قال للشاب المراهق

" تلك الزبونة تحضر لثالث مرة الى المحل خلال اسبوع واحد اليس كذلك ؟"

يرد عقيل ببعض الدهشة " اجل عماه .. لكن كيف عرفت ؟"

يرد رضا متبسما وهو يستقر على كرسيا

" اي زبونة تكثر من الحضور بهذه الطريقة ولا تشتري اي حاجة فمؤكد غايتها ليست الشراء .."

يرتبك عقيل قليلا ويتورد بعض الشيء في خجل امام عمه الاكبر ليضيف رضا بترقق لا يخلو من الحزم " حاجتها اما سرقة المصوغات وانت تعرضها عليها او .. سرقتك انت شخصيا يا فتى .. فما رأيك ؟"

احمر عقيل بشدة والتمع في عينيه الانفعال والحرج ثم اخذ يدافع عنه نفسه بالقول

" انا لم اشجعها اقسم بالله عماه .. كنت احاول جهدي ان أكون مؤدبا معها واتحاشى الاحتكاك بها .. لكنها تترك الجميع في المحل وتصر ان تتعامل معي "

يحتوي رضا هذا الانفعال ليراضيه بالقول

" لن تكون تربية بيت الصائغ اذا شجعت امرأة من عينتها على التمادي معك .. انا انبهك فقط بنيّ كي تأخذ حذرك .."

يهز عقيل رأسه ثم يحنيه قليلا متململا في وقفته امام عمه يشعر بالضيق من هذا الموقف.. يعترف لنفسه فقط انه للحظة عابرة اعجبته مشاغلة المرأة له رغم عدم اعجابه بها شخصيا ..

شعر بالسخف من غروره الذكوري التافه..

وكأن رضا يستمع اليه فيخفف عنه بالقول

" النساء يصبحن ماكرات احيانا ويعرفن كيف يرضين غرور اي رجل.. "

يرفع عقيل وجهه لعمه بينما يضيف رضا

" زبائننا هنا معظمهم مع النساء من مختلف الاعمار والاشكال .. وبضاعتنا غالية وتزغلل العيون وتثير المطامع .. لكن بالتدريب تعرف كيف تصون نفسك .. كيف تغض بصرك عن نظرة الحرام التي تفتح ابواب الشيطان.. "

يهز عقيل رأسه باستيعاب عندما قطع صوت خلوتهما " السلام عليكم .."

جاء صوت رعد من عند الباب فيلتفت اليه عقيل ويرد السلام مع عمه ثم يشير رضا لعقيل كي يعود لعمله..

بخروج عقيل يقترب رعد ليصافح رضا الذي وقف لاجله كي يسلم عليه .. ثم دعاه رضا للجلوس ..

دقائق شعرها رعد عصيبة للغاية بينما رضا يستأذن ليرد على مكالمة هاتفية ..

كان ينظر لرضا ويشعر بهيبته المؤثرة تمسه وتشعره حتى بالذنب دون سبب واضح .. لكنه عزم الامر ولن يتراجع .. ليلة الامس كانت واحدة من الليالي الطويلة والشاقة للغاية .. ليلة لم ينم فيها الا قليلا .. واول ما فعله في الصباح ان ذهب للجامعة تدفعه غيرة مجنونة لا يفكر في مدى أبعادها بل يتركها تتسع داخله وتقوده الى هناك كي ينهي موضوع الدكتور سامان بنفسه ..وقد حقق بغيته ..

لم يكن يعلم ان مشاعره المستنفرة المحتدمة هذه تشتعل في نظراته الشاردة .. نظرات التقطها رضا وهو ينهي المكالمة ..

قال رضا اخيرا ليلفت انتباه رعد الشارد " اذن انت تريد رقية زوجة لك .."

التفت رعد برأسه لينظر الى رضا ولم يتردد لحظة وهو يؤكد " نعم .. "

عندها اعتدل رضا في جلسته ليقول بهدوء

" بما اننا ثبتنا موقفك اذن نتكلم بشكل مفصل .. اريد ان اعرف عنك كل شيء .."

جف ريق رعد فجأة ! ولولا انه صائم لطلب شرب دلو ماء ... ليضيف رضا بما خفف عنه قليلا " مؤكد لا اطلب معرفة امورا خاصة وشخصية لا تهمنا في شيء .. لكن .. انت تعرف ما اعنيه .. يجب ان نعرف انت من اي بيت وما هي ظروفك العائلية والمعاشية .."

استعاد رعد هدوءه وبدا العزم على وجهه فيقول " اسمي الكامل رعد عبد الناصر العبيدي .. والدي توفي باكرا بسبب مرض السكري .. كنت في السادسة عشرة .. ثم لحقت به امي بعد.. عام واحد.. بسكتة قلبية مفاجئة.."

يتمتم رضا بالترحم لوالديه بينما يطرق رعد وذاك الوجع القديم يبزغ في قلبه وملامح وجه امه الساكنة سكون الموت !

ولما تذكر المزيد تشبث بذاك العزم حتى يرتبط برقية .. أضاف وهو يتنحنح كي يجلي حنجرته " لي اخ يكبرني بست سنوات .. عصام .. كان متزوجا عندما توفي ابي .. ثم هاجر بعد وفاة امي .. هو مستقر مع عائلته في استراليا والعلاقات بيننا فاترة للغاية .."

يساله رضا بتلطف " وماذا عن اقاربك ؟ اعمامك واخوالك ... هل لك احد هنا في العاصمة او في محافظة اخرى ؟ "

يرد رعد وهو يهز رأسه نفياً " ليس لي الا عم واحد .. هو الاخ الاكبر لوالدي .. ولا اعرف احدا اخر من اقاربي .. خاصة بعد سفري لكندا وغيابي لعشر سنوات .."

فيسأل رضا بصبر " اسم عمك عبد السلام اليس كذلك ؟ اليس هو من سكنت معه بعد وفاة والديك ؟ اذكر عبد الرحمن ذكر هذا مرة امامي .."

بضع حبات عرق تجمعت فوق جبين رعد..

يتذكر اياما غابرة من مراهقته البعيدة الحاضرة دوماً في وجدانه ..

قال اخيرا ليرد على رضا بصعوبة " نعم .. اسمه عبد السلام .. له مصانع مناديل ورقية مشهورة .. و.. عشت معه عامين بعد وفاة .. امي ورحيل اخي .. ثم ... تزوج من .. فتاة .. ورحلت انا مهاجرا في يوم .. زواجه .."

لم يكن عصيا على رضا ليفهم ان علاقته بعمه سيئة للغاية .. ثم تلك الاشارة المتلكئة ان عمه تزوج بـ(فتاة) ليست مبشرة خاصة وان سفر رعد كانت في نفس اليوم..

فضل رضا الابتعاد عن هذه الخصوصيات وعدم احراج رعد اكثر لينقل الحوار الى جهة اخرى هي المهمة من وجهة نظره

" ما فهمته منك انت ورقية البارحة وايضا من تلميحات سابقة لعبد الرحمن ان علاقتك بعمك غير جيدة .. لا اريد التدخل ولا حشر نفسي لا سمح الله .. لكن على الاقل اعطني سببا واحداً لهذه القطيعة .."

رغم ان رعد حضر نفسه تماما لهذا السؤال الا انه لم يتصور صعوبة الرد عليه في الواقع ..

تحامل على نفسه وعلى تلك المعركة الدائر رحاها في اعماقه ليرد على سؤال رضا بشرح مفصل

" وا... والدي كان شريكا لعمي في المعمل .. لكنه شريك دون اوراق رسمية .. ثم بعد هجرة اخي.. انا ايضا .. هاجرت.. واعترف انه كان يرسل الي المال .. لكن كله من الارباح.. لم يرسل لي نصيبي في حق ابي بالمعمل .. وفي السنوات الاخيرة بات ما يرسله لا شيء .. ثم عندما عدت .. لم ارتح لبقائي في بيته و.. حصلت .. بعض المشاكل .. ثم غادرت كما تعلم وسكنت عندكم.. وعندما توعك عمي ذهبت اليه في المستشفى .. كنت حقا اريد الاطمئنان عليه .. لكنه غضب مني فجأة وقال اني اريد ان اخذ المال منه .. او اريد ان ارثه .. ثم طردني وطلب ان لا اريه وجهي مرة اخرى.."

لا يصدق رعد انه قال كل ما قاله ..

لا يصدق انه فعلها حقا ليعطي هذه التفاصيل دون ان يأتي على ذكر غيداء ..

ورغم الحقيقة المنقوصة شعر بالارتياح ..

لا يعلم كيف شعر بكل هذا الارتياح وهو ينظر لملامح وجه رضا الصائغ المستمعة ..

لقد كان يستمع اليه بمنتهى الاهتمام .. وشعر رعد بارتياح مضاعف لانه لم يكذب فيما قاله لهذا الرجل المميز سخي الروح كريم النفس والاصل..

ربما اخفى عنه سر بلائه وابتلائه .. لكنه لم يكذب عليه في حرف واحد حول عمه...

شعر فجأة بالاسترخاء والثقة .. بل والعزيمة لاقناع رضا بزواجه من رقية ..

قال رعد بهذا الشعور الايجابي الثائر في روحه

" انا جمعت بعض المال من غربتي في كندا .. مجرد مبلغ بسيط .. واعمل طبعا مع رباب في دار الازياء كما تعرف .. كما احمل الجنسية الكندية بالطبع .. استطيع العودة الى كندا واخذ رقية معي ان لم تتيسر الامور هنا.."

يبتلع ريقه وهو يرى شبح ابتسامة لرضا ليضيف " لكني اريد البقاء هنا .. ابحث عن سكن منذ فترة لاستقر فيه .. وسيكون مؤكد لي ولرقية عندما نتزوج .."

يطرق رضا بنظراته وهو يقول " هذا التفاصيل سنتناقش بها لاحقا .. عندما نتكلم مع صاحبة الشأن .. ووالدة صاحبة الشأن .."

عندها قال رعد بنوع من التلهف " هل يجب أن اكلم الخالة ابتهال اليوم ؟ اقصد ماذا يفترض أن افعل كخطوة تالية ؟ انا لست جيدا بهذه الامور .. وظروفي مختلفة .."

يتبسم رضا وهو يرفع عينيه لرعد قائلا

" خالتك ابتهال مع حبيبة .. وستظل معها ليومين تراعيها مع المولود الجديد .. وانا من سيكلمها في الوقت المناسب .... ربما غدا او بعد غد .. ويفعل الله خيراً.."

تتقبض يد رعد فيخفيها بعيدا عن انظار رضا ويسأل بتوتر " لكن .. هل انت موافق ؟ اقصد.. اريد أن اعرف رأيك انت .."

للحظات طوال حدق فيه رضا صامتا .. ربما يستطيع ان يتغاضى عن شكليات الخطبة المتعارف عليها .. كيوم الشربت او حضور عائلته وبعض اقاربه.. يمكنه تقدير ظروف رعد الخاصة .. ويتقبله كانسان عرفوه خلال الشهرين الماضيين وكسب محبتهم وثقتهم ..

لكن فراسته تخبره ان رعد يخفي امرا .. ربما امر يخصه وحده .. لا يعلم بالضبط ...

قال رضا اخيرا " انا لا مانع عندي يا رعد .. لقد عرفناك واحببناك ويكفي انك كنت خير صاحب لعبد الرحمن في غربته.. وانا اثق بحكم اخي الاصغر وهو يثق بك في المقابل .. لكن ... الشأن لصاحبته وامها.."

شع وجه رعد راحة .. راحة خالصة رقراقة ..

احساس غير مألوف.. جديد.. منعش ..

احساس انه بات يرى انعكاس صورته في عينيه ...!

استرخت قبضته وقلبه أخذ يقرع كالطبول..

انه مقدم على الزواج حقاً .. لقد فعلها وخطا هذه الخطوة ..

تجيش المشاعر وقلبه يرعد رعدا في صدره..








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:11 PM   #6837

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار .. غرفة رقية ..



تتحرك رقية بانفعال ذهابا وايابا وبين الفينة والاخرى تعض سبابتها اليمنى من شدة الغيظ ..

صوت رسالة نصية وصلت لهاتفها جعلتها تنظر للجهاز المرمي على سريرها بحقد ! انها تعلم الرسالة ممن وصلتها .. حدسها يخبرها بهذا ..

تتحرك ناحية السرير وتنحني لتلتقط الجهاز ثم تحدق في الشاشة تقرأ الرسالة فيتفاقم غيظها وحقدها عليه لترمي الهاتف بعنف على سريرها من جديد وهي تطلق صوتا مغتاظا جهوريا وتشد بذراعيها الى الجانبين وكفاها يتقبضان ...

دخلت عليها شذرة بملامح مجفلة وهي تسأل بقلق " ماذا حصل ؟! لماذا تصرخين هكذا ؟!"

لكن رقية لا تجيبها بل تعود لحركة (الذهاب والاياب) وكلمات رسالته ترن في اذنيها .. وكأنها تسمعها بصوته الساخر المستفز ..

( كم كنت أود رؤية وجهك وانا ابلغك بالخبر.. الحاج رضا وافق على زواجنا وتفهم ظروفي .. سيفاتح حماتي المستقبلية وربما ليلة العيد نحتفل بالخطبة ما رأيك ؟..خسارة اننا لا نستطيع دعوة الدكتور سامان الى عرسنا .. تخيلي منذ اللحظة انت خطيبتي .. يا خسارتك يا رعد في كبيرة الانف قصيرة القامة.. لكن ماذا نفعل ؟! للضرورة احكام .. سلام يا قطة.. اراك في الجوار .. وانت تتلصصين وتسترقين السمع كما عهدتك ..)

" رقية ماذا بك ؟!"

التفتت رقية الى شذرة فتصرخ بها " دعيني بمفردي ... انا على وشك ارتكاب جريمة قتل ! فليذهب كل الرجال الى الجحيم.."

لا تعرف شذرة لماذا لم تنزعج من صراخها .. بل اوشكت ان تفلت منها ضحكة وهي تنظر لملامح رقية التي تهدد بالاجرام وتدعو على الرجال بالويل والوعيد..

تقدمت شذرة لتجلس على حافة السرير وتطرف عينها ناحية الهاتف الملقى هناك وعفوياً تلمح رسالة مع.. رعد ...

وقبل ان تقرأ الفحوى كانت رقية تخطفه من امامها وهي تصرخ من جديد " لا تقرأي خصوصياتي ..."

تنهدت شذرة وبدت رائقة المزاج وهي تتراجع للخلف بجذعها لتستند بكفيها على السرير ثم تصدم رقية بالقول " هل اخبرك بسر ؟"

اخذت رقية تحدق فيها وكأنها مجنونة بينما تهز شذرة رأسها وتقول مؤكدة بتعابير حلوة

" اجل سر .. لا يعرفه احد غيري .. ربما الحاج رضا يعرفه .. لست متأكدة .."

عقدت رقية حاجبيها وهي تتقدم لتجلس جوارها ثم زفرت بحدة وقالت بفظاظة

" هاتي ما عندك .."

تتسع ابتسامة شذرة وهي تقول بخفوت

" خليل ... يريد الزواج بي .. "

رمقتها رقية بنظرة جانبية ثم قالت ساخرة وهي ترمي بنفسها مستلقية على ظهرها

" صحي النووووووم ... منذ الازل وهو هائم .."

أخذت رقية تحدق بالسقف وشذرة ترد عليها

" ربما .. لكن رسميا لم يفعلها قبل الآن.. ولم يلمح لي ابدا .."

تهمس رقية وهي تدير وجهها جانبا من السقف الى بيتها الخشبي " ايتها المغفلة .. قالها عشرات المرات بعينيه .. "

استلقت شذرة جوارها على السرير وسألتها باهتمام " ماذا بينك وبين رعد ؟"

تزم رقية شفتيها وعيناها لا تحيدان بعيدا عن البيت الصغير .. تفكر بهذا الغبي الذي لا يفهم ! او هو يفهم ولا يريد الاعتراف بالفهم ..

لماذا الامر معقد لهذه الدرجة ؟! الا يكفي تلك العقربة الفاتنة غيداء تطارده ؟!

قالت رقية اخيرا بصوت متحشرج

" سأخسر .. حلمي .. لن اصبح معيدة.."

بدهشة سألت شذرة " لماذا ؟! اليس الدكتور سامان وعدك وثبتك ؟"

اغمضت رقية عينيها تحارب دموعها وهي تشعر بالارهاق وكأنها تقاتل على اكثر من جبهة ..

همست والغيظ يتأجج داخلها من جديد " انا ايضا لدي سر اخبرك عنه ورضا يشاركني به.. هذا الابله الغبي رعد .. طلبني للزواج.."

شهقت شذرة بفرح وهبة معتدلة بجلستها وهي تبارك لها بعفوية " مبارك .. مبارك يا رقية.. رعد شاب رائع "

ما زالت رقية تغمض عينيها وتأبى فتحهما لتواجه فرحة شذرة ..لانها ببساطة ليست سعيدة .. ولا تشعر انها هائمة او محلقة كما حلمت دوماً ان تشعر ..

في الواقع هي تتألم .. !

تتألم وتتساءل لماذا لا تعيش قصة حب كاخواتها البنات ..؟

بل تشعر بالغيرة منهن ومن شذرة معهن ...

كلهن حظين بملاحقة ازواجهن لهن .. كلهن حظين بملاحقة وصبر وتمنٍ ...

كلهن حظين بارضاء احلامهن .. الا ... هي !

حظها الاغبر اوقع قلبها في هذا الغبي ..

غبي القلب والاحساس والتفكير ..

أطلقت تنهيدة عميقة بينما تترك التفكير المجهد .. ستستعيد قواها وترتب امورها.. من جديد.. انها لا تعرف الانهزام ابداً ..







السوق الكبير وسط العاصمة



يحدق خليل في الهاتف بعد ان اغلقه للتو مع أشجان .. يشعر بالغرابة منها .. لا تبدو عصبية ولا نزقة ولا متشكية باسلوبها الجاف الخشن .. بل بدت بمنتهى الرقة والاستكانة وهي تكلمه عن يومها ...

كانت المرة الاولى التي تكلمه عن يومها بهذه الطريقة منذ انتقالها لعهدة ورعاية حذيفة وبتول ...

ثم تفاجأ بسؤالها العفوي عن ام عادل ! لماذا تسأل عن تلك المرأة الفضولية التي لا كلام لها الا في اعراض الناس والشائعات ؟!

وقد كانت تكره اشجان واشجان ترد الكراهية لها اضعافاً !

يشعر بالارتياب ولا يعلم ماذا يدور في رأس أشجان .. ولم يقتنع بتبريرها انها ارادت السؤال عن تلك المرأة لانها غفرت لها اذيتها ..

لم يكن يوماً طبع اشجان التسامح والغفران ..

ثم ما الذي تغير بين ليلة وضحاها ؟

لاسابيع وهي ترفض مكالمته الا نادرا في محاولات للضغط عليه كي يعود لزيارتها ويكسر عهده مع حذيفة .. واذا كلمته فانها تصرخ وتبكي وتشتمه وتتوسله .. كلها في وقت واحد !

ناداه زبون فانشعل خليل عن هذه الافكار..





على الطرف الاخر في الحي الصناعي تبتسم أشجان في رضا ماكر ! ثم وضعت هاتفها تحت وسادتها وهي تشعر بالحقد يغذي رضاها !

" ما الذي تحاولين فعله يا اشجان ؟"

التفتت اشجان ناحية باب غرفتها الصغيرة لتنظر بلا مبالاة الى بتول وترد عليها بصلف

" هل تتجسسين علي يا امرأة ؟! اظنني سأطلب من حذيفة استبدالك باخرى .."

لم تتغير تعابير بتول الجامدة قيد أنملة بل ردت عليها قائلة " ما تفعلينه لن يجدي .. مهما كان ما تخططين له فأنت تتعبين نفسك .. ارضي بقدرك يا اشجان .. الرضا يجعلنا أقل ألما..."

فتنظر اليها اشجان نظرة حادة ثائرة وهي تصرخ بها " وهل انت أقل ألما لفقدانك عائلتك ؟! تكذبين ان قلت لا .. انت هنا معي تتحملين كل ما أفعله لانه يشعرك بالراحة .. تريدين تعذيب نفسك لانك لم تموتي معهم .. بل حية تتنفسين وهم رحلوا يسكنون القبور.."

كانت كلماتها كالسهام المسمومة وقد اصابت الهدف .. الألم طفح وشع من بتول اشعاعا.. وللحظة كرهت اشجان نفسها أكثر مما تكرهها من الاصل .. هي تكره نفسها وتكره جسدها وتكره روحها وتكره كل نفس آثمة لوثتها جسدا وروحا ..

تكره ما تفعله ببتول وتكره ما تفعله بخليل وتكره عض يد حذيفة التي امتدت لها لتنتشلها لاكثر من مرة في حياتها ..

الكره يأكل من جسدها .. انها تشعر بهذا .. كما المرض يأكل منها ..

جاء صوت بتول خافتاً في جمود " ساذهب لاتسوق حتى اعد طعام الافطار.."

ثم استدارت تاركة أشجان بمفردها تحدق في الجدران من حولها فتشعرها اقرب لجدران قبر..

لكنها لا تيأس .. بل تتجدد داخلها العزيمة وتتقلص اصابها بتشبث على شرشف السرير وهي تهمس لنفسها " خليل سيعود الي .."








يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-10-18 الساعة 10:25 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:13 PM   #6838

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في جانب آخر من الحي الصناعي ..



مستندا على كتف زوجته وهي تدخل به للقسم الارضي من احدى البيوت المتراصة جنب بعض ..

البيوت قديمة ومن عهد قديم والدروب الضيقة تحتاج لنظافة وتعمير لكن مؤكد هي افضل عشرات المرات من حي الشيخ ..

حتى الناس هنا وجوههم أكثر راحة وألفة ..

ينظر تحسين فيما حوله والعرق يتصبب من جبينه بينما يحاول تقليل حمل جسده الثقيل عن حسناء وهو يشعر بالغضب لعجزه هذا..

وكأنه بات خرقة بالية تحملها حسناء على كاهلها وتنقلها من زريبة لزريبة !

ليت فالح قتله ... ليته اراحه من حياة كهذه!

" ما رأيك تحسين .. البيت جيد والناس هنا يبدون طيبين .."

يناظر زوجته التي لم يظهر من وجهها الا تلك العين الكحيلة فيزفر وهو يحرك وجهه ناحية الباب حيث يقف ذاك الضخم شبيه رضا الصائغ واخيه ...

حذيفة الصائغ .. منذ ان رآه وشعر انه مختلف للغاية عن رضا .. رجل لا يُعرف سره ولا مكنون سريرته ..

نظراته لم تُرح تحسين .. نظراته فيها شر من نوع ما .. ترى هل يعلم انه هو من شق بطن اخيه ؟ الهذا يناظره بشر هكذا ؟

قال حذيفة اخيرا بصوت بارد لا حياة فيه

" المكان فيه ثلاجة صغيرة وبعض الطعام .. الشاي والسكر والرز في احدى خزانات المطبخ.. قطع الاثاث القليلة المتواجدة هي ما استطعت التحصل عليه لاجلكم من مزاد قريب للاثاث المستعمل .."

ردت حسناء بامتنان وهي تسير بزوجها حتى اجلسته على الاريكة القريبة وهي تنهت

" ادامكم الله وادام عزكم وسخاء اخلاقكم وجودكم.."

هتف تحسين بحدة " كفاك يا امرأة .. رأسي يؤلمني ولا اطيق ثرثرتك .."

تتمتم حسناء باسترضاء " حاضر .. حاضر .. لا بد انك تعبت من الطريق .."

يكز تحسين على اسنانه وعيناه ترعدان بروح الفتوة الشقي !

بهدوء وضع حذيفة جانبا كيس الملابس الذي حمله عن حسناء وهم في طريقهم الى البيت وهو يقول لها " هذا كيسك يا حسناء.."

هتف تحسين بانفعال أهوج

" نادها ام تحسين.."

لم يبال حذيفة بانفعاله قط بينما يقول قبل ان يغادر " ابو جعفر قال ان لديكما المال لتصرفا .. وبعد العيد ان شاء الله سآتي لاخذك يا تحسين الى معمل قريب يحتاجون فيه لايدي الحدادين ..."

لم ينطق تحسين بكلمة لكن عينا حذيفة واجهت عيناه في احتدام صامت ..

التمعت عينا تحسين وهو يدرك الامر ..

هذا الرجل بتلك الاثار على وجهه وضخامته العضلية وملابسه البسيطة الاقرب لملابس العمال .. مؤكد يعلم انه من حاول قتل رضا .. او على الاقل .. يشك ..

يرفع حذيفة يده في سلام وشبح ابتسامة داعب ثغره .. وكأنه اوصل الرسالة ..

غادر حذيفة الصائغ وحسناء تشيعه بالدعوات والشكر والامتنان " سلمت يا ابا سعاد .. اطال الله بعمرك وبارك بزوجتك واولادك .. عيدكم مبارك .. ادام الله افراحكم.."

كانت تغلق الباب عندما صرخ تحسين

" كفاك تملقاً لهم .. اكره ال الصائغ .. اكرههم جميعا .."

تنهدت حسناء وهي تخلع عن رأسها العباءة لتبحث عن اي مسمار مثبت في الحائط حتى وجدت واحدا فتعلق العباءة عليه ثم تعود لزوجها الثائر الغاضب لتجلس على الارض قبالته وتضع يدها على ركبة ساقه السليمة متحاشية تماما المقطوعة لتسأله بصبر

" ما رايك بالحي ؟ انه افضل من حي الشيخ بكثير اليس كذلك ؟"

لكنه بدلا من ان يرد على سؤالها طرح سؤالا مفاجئا وهو يحدق في عينيها الكحيلتين بكحل رباني " هل تشمئزين من ملامسة.. ساقي المقطوعة ؟"

ارتبكت وهي ترد عليه بصدق " لا .. اقسم بالله لا .. لكن .. لا اريد اثارة ضيقك .. واخاف أن .."

هتف مقاطعا اياها بعنف

" كل شيء معي خوف .. خوف .. خوف ...متى ستكفين عن خوفك مني ؟!"

اخذت تربت على ركبته تحاول تهدئته لكن ثورته اشتعلت واخذ يلقي الكلام بين الشتائم

" انا عاجز .. انا عالة عليك .. انا (....) ... ومع هذا تخافين مني .. "

تقف على قدميها تحاول امساك جسده الذي يختض من فرط الانفعال .. تحاول ان تسيطر على ثورته فتلامس كتفيه بيديها وتقول له بصوت صبور رقيق

" لا تقل هذا تحسين .. انت ستعمل وتكسب رزقنا بنفسك .. توكل على الله .. "

لم تشعر تحسين الا وذراعاه القويتان تلتفان حول جسدها ويشدها اليه في عناق ساحق وهو يضع رأسه على اعلى بطنها هاتفا " قد احتمل ان لا اقربك ابدا يا حسنااا .. لكن لا احتمل ان اشمأزت نفسك من ساقي .. او من عجزي .."

كان قلبها ينبض بعنف وهو يشدها بهذه الطريقة ويلثم بفمه بطنها وكأنه يتوسلها بصمت ...

كانت المرة الاولى التي لا تخافه حقاً .. تشعره بات اضعف من ان تخافه ...

رفعت يدها ببطء لتمر بها فوق شعره الاجعد وتقول " عندما تكسب رزقك الحلال ستعرف انك لست عاجزا ابدا .."

رفع وجهه اليها ينظر اليها بذاك التوسل الانساني فيقول بحشرجة

" لم يعد لي غيرك حسناء .."

فترد عليه بفطرتها السليمة البسيطة " بل لنا الله دائما يا تحسين .. عندما تعرف ربك جيدا ستفهم هذا..."

عاد ليحتضنها بصمت واستكانت له وما زالت يدها تمر فوق شعره ...








يتبع ...

ru'a, OOomniaOO, Elbayaa and 3 others like this.

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:15 PM   #6839

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد يوم وليلة .. ليلة العيد ..



يلاحقه سعدون حتى بوابة المرآب وهو يعبس ويتساءل " لماذا لا تقول لي ما يحصل معك يا ولد ؟! تتقلب حالك بشكل عجيب منذ اسبوعين واكثر .. انت لا تنام جيدا على الاطلاق .. والبارحة تحديدا عندما دخلت عليك غرفتك رأيتك بأم عيني تخبئ شيئا ما تحت الغطاء !"

يبتسم رعد وهو يطرق بنظراته للارض ..

بينما يرد على العم سعدون بفكاهة " تقصد عندما شننت غارة على غرفتي ودخلت بمدافعك الرشاشة على حين غرة !"

يشير سعدون بيده على صدره قائلا باستنكار وتظلم كمن يدفع عن نفسه تهمة عظمى

" انا شننت غارة عليك ؟! انا احمل مدافع رشاشة ؟! "

يفتح رعد البوابة ويسير متجاوزا عتبتها وسعدون في اثره ليقف على الرصيف وهو يغيظه بالقول " وماذا تسمي توبيخك المستمر لي .. اليس مدافع رشاشة ؟ انظر هنا لجبيني .. هذا اثر طلقة .."

كان يشير لجبينه وهو يضحك .. لكن سعدون يعبس ليقول بصرامة وتشكك

" حتى ضحكتك وتصرفاتك معي ليست على طبيعتها .. ستخبرني ما يحصل معك .. وستخبرني ما الذي خبأته تحت غطاء البارحة؟ ان كنت تتعاطى المخدرات فاقسم بالله سأمدك على ظهرك واضربك بالـ(فلقة)!"

ينفجر رعد ضاحكاً بينما عيناه ترتفعان عفوياً الى شباك بيت الجيران وخيال رقية يتراقص هناك يغيظه ويثير شوقه للوقحة ولسانها الطويل .. انها غاضبة منه لانه افسد تعيينها كمعيدة ..

فليفسده ! تبا لها ولدكتورها ذاك ..

ان يفسد حلمها افضل من ان يخرج عن طوره ويفعل امرا متهورا معها..

" رعد .. الا أكلمك يا ولد ؟! لن اتركك تذهب للسوق اذا لم تخبرني ماذا أخفيت عني نظري بالامس ؟"

تنهد وهو يرفع يده يمررها فوق رأسه في عجز..

لا يعرف حقيقة لماذا فعل هذا بالامس امام العم سعدون ؟! ولماذا لا يخبره الان ان كل ما كان يفعله ليلة الامس هو... قراءة القران !

هل يخجل من قولها ؟! ام يخجل الافصاح عنها.. لقد كانت المرة الاولى التي يفتح بها القران الذي اهدته له الحاجة سوسو .. والمرة الاولى التي يقرأ فيها منذ بداية شهر رمضان ..

لا يعلم ما الذي خطر له ليفتح القران ..يشعر وكأنه ما زال متأثرا بصوت خليل وهو يقرأ القران وقيام الليل متعبدا فاراد التجربة بنفسه علّه يصل لاحساسه .. ام ربما كان مشتاقا للحاجة سوسو التي تخاصمه فيأنس الى هديتها اليه .. وكأنه يصلها بهذه الطريقة ..

يشعر انه بات يركز بالاشياء من حوله على نحو عجيب .. يركز في الروابط والعلاقات وما يجمع الناس ببعض ويجعلهم حقيقيين .. من لحم ودم .. حواره مع رضا فتح امامه ابواب الذاكرة .. يعتصر ذاكرته يبحث عن اقارب له كانوا يزورون بيت امه وابيه عندما كان طفلا ومراهقا .. يحاول تذكر اسماء اصدقاء ابيه ورفيقات امه .. يجاهد ليتذكر وجوه الجيران في الحي الذي كان فيه بيتهم القديم الذي باعوه ..

لقد تذكر بعض الاسماء .. تذكر بعض الوجوه .. وكلما تذكر اكثر كلما زادت لهفته وشوقه ..

اللعنة .. كله بسبب تلك الوقحة المعلّقة في شباك غرفتها وتدعي الخصام عليه ..

لم يشعر الا بضربة على كتفه وصوت العم سعدون الحانق " رد علي عندما أكلمك والا اقسم بالله لن اعايدك ولن أكلمك .."

فجأة قال رعد وهو يتوسل " هلا تذهب معي لصلاة العيد ؟! مضت سنوات طويلة لم اذهب.."

يترقق عبوس العجوز لكنه يتشدد فيه مرة اخرى .. يعاود الترقق وهو يشعر بالضعف امام هذا الولد المستفز الذي ابتلي به ..

يتأفف وهو يدخل الدار ويقول " حسن حسن .. سآخذك للصلاة .. ولد متعب ومراوغ .."

يهلل رعد بصوت جهوري لاغاظته قائلا

" نستطيع ان نذهب بعدها لشراء الكاهي والقيمر لفطور العيد .."

يهتف به سعدون بتوبيخ " كفاك صراخاً حسبي الله عليك فضحتني وسط الحي .."

يضحك رعد ويتحرك ليسير بخطواته على الرصيف بمحاذاة سياج بيت العطار واطراف انامله تمر فوق ذاك السور في شوق حلو..

وكلما اقترب من البوابة تعبق رائحة الكليجة (فطائر التمر) بوضوح اكبر ..

يلتفت برأسه ناحية بوابة البيت المشرعة ليلمح وجه شذرة الضاحك مع رباب عبر شباك المطبخ وتتعالى اصوات ضحكاتهن الانثوية فتصل مسامعه وتجعله يبتسم هامسا لنفسه بمشاكسة " هل تحتجن لمشاركة عابر سبيل يا فتيات ؟"

" عابر السبيل يحتاج لكمة على فمه ليتعلم غض البصر.."

يلتفت رعد الى الجهة المقابلة لبيت العطار وتتوقف خطواته وهو يناظر وقفة عبد الرحمن وهو يتكتف عند بوابة بيت الصائغ

ظل الاثنان يحدقان لبعض ليتقدم نحوه عبد الرحمن وهو يدعي البرود قائلا " الخالة ابتهال تسأل عنك .. طلبت مني ان احضرك معي الى .. بيتها ..."

التزم رعد الصمت بينما يصل اليه عبد الرحمن فيقول اخيرا بصوت أجش

" انا آسف .."

نظرة عبد الرحمن تخترق روح رعد وهو يسأله

" ولماذا تأسف ؟ هل فعلت شيئا اخر من وراء ظهري ؟! "

يقاوم رعد هذه النظرة بينما يرد عليه مفسراً اعتذاره " آسف لاني لم اخبرك عن رقية .."

بدا عبد الرحمن اقل رغبة منه لهذا الحديث الآن .. انه يعرف صديقه .. لا ينسى بسهولة من يخذله .. وهو قد خذله بطريقة ما ..

قال عبد الرحمن " لا اريد ان اتكلم بهذا الان.. انها ليلة العيد والخالة ابتهال أصرت ان آتي بك في الحال .."

امسكه عبد الرحمن من ذراعه يحاول دفعه باتجاه بوابة العطار لكن رعد يوقفه ويلح بالقول " اريدك ان تسامحني يا عبد الرحمن.. لم استطع اخبارك لاني .. كنت مشوشا ..."

لم يرد عبد الرحمن بشيء وهو يقول " هيا ..."

لكن رعد سأل " هل رضا اخبر.. الخالة ؟"

رد عبد الرحمن ساخرا متفكهاً " لن تتلقى دعوة كهذه وبهذا الاصرار من الخالة ابتهال ان لم يكن اخبرها ..." ثم يضيف ببعض الفخر " فتيات العطار ماهرات بصنع الكليجة.. لن تجد اطيب منها في اي بيت يصنعها الليلة.." همس رعد بحنين للماضي وكأنه يسترجع الذاكرة " الرائحة مذهلة .."

فيتبسم عبد الرحمن وهو يدفعه عبر البوابة ويقول " انها تنطلق من كل بيوت الحي ..."

حالما عبرت قدما رعد بوابة العطار تفجرت نبضات قلبه وهو ينظر عبر شباك المطبخ ليرى رقية وهي تلعق اصابعها بجاذبية كأنها حقاً.. قطة...




يتبع ...



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-18, 09:19 PM   #6840

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


بيت العطار قبل دقائق ...


تنظر ابتهال للفتيات وقلبها قبل لسانها يصلي على النبي .. ضحكاتهن بالدنيا وما فيها.. اسيا تطحن الجوز مع السكر وتضيف له القرفة لتصنع حشوة للكليجة ..
رباب وشذرة يفصلان النوى من حبات التمر الحار المطبوخ في القدر فتتأوهان ضاحكتين من لسع اصابعهما اما حبيبة فتجلس على كرسي مائل مبطن مريح اشتراه لها يحيى وهي ترضع صغيرها يونس وتبتسم في جذل..
اصوات احفادخا يلعبون في الحديقة الخلفية.. تتنهد ابتهال وعيناها تناظران بالتعلق لاصغر الاحفاد ..ذاك الرضيع الذي اخذ قلبها باسمه .. آآه يا قلب ومن فراق من تحب ...
آآه يا يونس .. صغيرتك رقية ستكون عروسا قريبا جدا ...
ينشرح قلب ابتهال للكلمة .. (عروس) ...
صباح اليوم عندما زارها رضا ليخبرها عن رغبة رعد بالزواج من رقية وانهما ميالان لبعض لم تصدق ابتهال فرحتها مما جعل رضا يطلب رقية ليسألها رأيها صريحا ونهائيا وحالما نطقت صغيرتها (نعم موافقة) وهربت من امام رضا حتى أخذت ابتهال تزغرد وتبكي في نفس الوقت ..
فهذه اخر العنقود واخر القوارير ...
فرحتها برقية ورعد لا توصف .. هذا الشاب دخل قلبها منذ رأته وتمنته ابنا ليونس ...
خطوات هابطة على الدرج جعلت رباب تعلق ساخرة " ها قد نزلت العروس اخيرا ... يبدو ان نقش الحناء على قدميها كان يمنعها .."
تتبسم ابتهال وهي تغمز لشذرة وتقول
" من يدري ربما تلحقها شذرة سريعا.."
تحمر شذرة خجلا وتطرق برأسها وهي تتذكر الرسالة التي وصلتها قبل دقائق من خليل
( عيدك سعيد يا عيدي..)
تعض طارف شفتها بخجل مضاعف بينما تظهر على عتبة باب المطبخ رقية وهي بمنامة بيتية قطنية ..
تشهق ابتهال ثم تعبس وتوبخ ابنتها قائلة
" ما هذا رقية ؟! لماذا لم تغيري ملابسك حتى الآن ؟! ألم اخبرك ان خطيبك سيحضر مع عبد الرحمن ؟ سيدخلان في اي لحظة ..اذهبي وغيري ملابسك في الحال .."
تدعي رقية النسيان وهي تقول " كنت انظف غرفتي امي ونسيت كل شيء ... ثم اني مرهقة للغاية اليوم وقد عانينا كلنا من الاشغال الشاقة تحت مسمى (تنظيف العيد) ولا افهم ما معنى الجملة وكأننا لا ننظف الا في الاعياد ...!"
تتأفف ابتهال وهي تحاول امتصاص نقمتها من التنظيف " يا بنت كفاك شكوى .. منذ الصباح وانت لا تكفين عن هذه الشكوى .. شذرة ساعدتني اكثر منك ومع هذا لا تفتح فمها وها هي تساعد في عمل الكليجة معنا.. فاذهبي هداك الله وبدلي ثيابك .."
بتعنت غريب ترفض رقية وهي تشد رباط شعرها أكثر
" لن اصعد ولن اغير ملابسي.. لا اهتم كيف يراني رعد .. "
تنظر اليها ابتهال بدهشة فتعبر عن دهشتها بالقول " وكأنك لست رقية التي اعرفها ! ماذا جرى لك ولحبك للتزين والتبرج والاهتمام بمظهرك ؟! خطيبك اولى بكل هذا الاهتمام الآن .."
فتشاكسها حبيبة بالقول " وربما هي تريده ان يراها على الطبيعة امي لتمنحه فرصة تغيير رأيه والتراجع.."
تنفجر اخواتها ضاحكات بينما تبدي رقية لا مبالاة فلا ترد على مشاكستهن بل تتقدم ناحية قدر التمر وتمد يدها لتأخذ منه تتحمل لسع حرارته فتتأوه وهي تضعه في فمها بتلذذ ..
تنهرها رباب قائلة " لا تأكلي التمر من القدر.. لن يكفينا للعجين .. كونك عروسا لا يمنحك استثناءات وافضلية.."
رفعت رقية عينيها للسقف ثم تهز رأسها وتبدأ بلعق اثار التمر الحار الملتصق على اصابعها وهي تتساءل وكأنها تكلم نفسها
" متى سينتهي الكلام عن العروس ؟!"
تشاكسها رباب وهي تقول بضحكة رنانة
" اووووووه .. العروس مزاجها سيييييء .. ربما لأن العريس تأخر .."
يفتح عبد الرحمن باب المطبخ في نفس اللحظة وهو يقول بابتسامة هادئة بشوش
" العريس حضر ..."
لترفع اسيا الغطاء عن العجين المُدثر للاختمار وتقول بابتسامة واسعة " والعجين حضر ..."
تزغرد ابتهال بفرح وهي تحتضن رعد بعفوية وتصفّر حبيبة حتى أجفل صغيرها باكيا وسط غناء شذرة ورباب للعروس وضحكات اسيا وهي تلامس بطنها المنتفخ...
كل الضوضاء المبتهجة ترتفع فوقها رقية شامخة المحيا تبدي لا مبالاة لـ(عريسها) ...
يقترب رعد من رقية يقاوم تلك الانفجارات في قلبه بابتسامة واسعة مستفزة على فمه !
متجاهلا الشرارات في زرقة عينيها يمنحها نظرات متمعنة بغير رضا وهو يراها بمنامة قطنية قديمة ! يقسم بالله انها منامتها منذ المراهقة وقد تعمدت ارتداءها امامه الان كما تعمدت ان تربط شعرها بشكل سخيف وان تلبس خفين أكثر قدما من منامتها .. لتبدو قصيرة للغاية .. مستفزة للغاية .. غاضبة للغاية .. لذيذة للغاية.. ليته يقبلها للغااااااااااية ...
ترفع حاجبيها قليلا وكأنها تسأله بتحد صامت بينهما " ان كان يعجبك ! "
تسارع الخالة ابتهال للتبرير " رقية كانت تنظف غرفتها .. ولم تنتبه للوقت.. طوال النهار كانت تساعدني في البيت .. و.."
تضحك رباب وهي تقاطع امها قائلة
" اماه .. لا ترتبكي هكذا .. اعترفي للعريس ان ابنتك تأتيها حالات مزاجية عصيبة تجعلها تبدو بهذه الهيئة التي عليها الآن .."
توبخها امها قائلة " اسكتي انت .."
ثم تلتفت لعبد الرحمن وتأمره بالقول
" قل لزوجتك ان تبتلع كلماتها .."
يضحك عبد الرحمن بينما رعد يقول لرقية يستفزها بشكل مبطن " ألن تعلمينني كيف اصنع الكليجة يا عروس.."
تنفجر الفتيات ضاحكات بينما تهز رقية كتفيها بلا مبالاة باردة ...
في الساعة التالية كانت ابتهال تعمل مع اسيا لصنع كليجة الجوز والسكر على منضدة المطبخ بينما اخذت حبيبة صغيرها والى غرفة امها كي ينام ويبدو انها نامت معه اما الباقون فتجمعوا لصنع كليجة التمر جالسين على الارض حول طبلية بيضاء ذات قوائم اربعة قصيرة.. طبلية قديمة الطراز عمرها من عمر زواج ابتهال كانت هدية لها من احدى قريباتها يوم عرسها ...
عبد الرحمن منشغل يتعلم وهو عابس في تركيز وكأنه يخترع الذرة ! ورباب تضحك لمحاولاته الفاشلة بينما هو يعترف بغيظ
" لم أكن اتصور ان الامر صعباً هكذا ! رؤية امي وخلود وهما تعدانها بسلاسة ويسر توحي ان العملية سهلة للغاية.."
يجلس رعد متربعا جوار رقية وبين الفينة والاخرى كان يفسد الكليجات التي تعدها وهي لا تبالي به بل تعيد ترتيبها ووضعها في صينية الفرن تحضيرا للشواء وليثير غيظ رقية ويستفزها يمتدح شذرة بشكل مبالغ فيه حتى كتم الـ آه عندما نغزته رقية بالسكين في ساقه من تحت الطبلية ...
استسلم عبد الرحمن اخيرا ليقف على قدميه ورباب تعايره بانجازاته الفاشلة .. تقف شذرة هي الاخرى استجابة لطلب الخالة ابتهال ان تضع احدى الصواني الجاهزة في الفرن ..
اما رباب فتراقب باستمتاع ودهشة ما يحصل بين الثنائي جوارها .. رعد ورقية ..
هناك امر ما بينهما .. انها تعرف اختها جيدا.. كل الرقة غاااااضبة .. وعواصف ستهب على رعد قريبا فتقتلعه من جذوره ...
وقفت رباب وهي تقول " سأحضر مزيدا من البيض لندهن به الكليجات .."
كانت رقية ستقف لتقول انا من سيحضرها لك عندما امسكتها اصابع رعد متشبثا بمنامتها وهو يسأل بصوت خافت
" هل ما زلت غاضبة مني ؟ "
فترد بنظرة نارية حارقة " نعم ..."
ينظر في عينيها ويبتسم ابتسامة تفيض حرارة وجاذبية ليرد عليها بهمس مغيظ
" هذا افضل .. الغضب يجدد الدماء في عروقك .."
يضحك بينما هي تعقد حاجبيها دون ان ترد عليه بل تمعن النظر فيه لتهمس بجملة واحدة
" ان كنت تظن انك ستتزوجني حقا بهذه الطريقة فأنت تحلم ! بل تعيش كابوسا مع رقية العطار .."
قبل ان يرد عادت رباب وهي تتنحنح وتقول بخفوت ضاحك " متى سينتهي هذا الشجار الخفي بينكما ؟! لا اصدق انكما مخطوبان للتو .."
تحاول رقية فك تشبث اصابعه عن منامتها فيغافلها ويتشبث بيدها هذه المرة ..
بشق الانفس صمدت امام رعشة اشبه بصدمة مرت في كل جسدها.. صوت رباب وهي تنادي عبد الرحمن المتهرب من المساعدة ورد عبد الرحمن متحججا بحاجته لبعض الشاي ليذهب ويعده .. اسيا وهي تكلم امها عن حركة الطفل في بطنها وشذرة وهي عند الفرن تسأل ان كانت درجة الحرارة مناسبة .. كل هذا جاء لرقية ضبابيا للغاية بينما رعد يمرر ابهامه داخل راحة يدها قائلا بخفوت " سعيد ان اشاركك كوابيسك وتشاركيني كوابيسي .."
أجفلت رقية وامها تناديها ليفلتها رعد اخيرا وهي تقف على قدميها فتهرع لامها هاربة ورعد يكاذ يذوب في حرارة تدب في روحه قبل جسده ...
امسك كرة صغيرة من العجين وأخذ يفردها ببطء وعبد الرحمن يسأله إن كان يريد قهوة او شاي فيرد عفويا بالانجليزية دون ان يركز
" anything thank you ..."
يضحكون منه بينما يدخل يحيى ملقيا السلام وهو يسأل " هل فاتني الكثير ؟!"
فترد رباب بابتسامة عريضة " فاتك الاهم ! عروس بمنامة قديمة وعريس يتكلم الانجليزية وهو يصنع الكليجة .."
عينا يحيى تنتقلان بخبث بين رقية ورعد ليقول بمشاكسة " لم أشهد خطبة أكثر تميزا من هذه "

انتهى الفصل قراءة ممتعة يا حلوين أريد تعليقات تفصيلية تمحيصية على هذا الفصل الطويييييييييييييل



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.