آخر 10 مشاركات
41 - شفاه لا تعتذر - سوزان نابير (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          عـن ألـف وجـه للـوجـع (2) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          مرايا الخريف -ج3 سلسلة زهور الجبل- للكاتبة المبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          بسحر عينيه تاهت افكاري و على ألحانه ذاب قلبي *مميزة&مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-18, 03:31 PM   #7291

mody90zyoya

? العضوٌ??? » 431564
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » mody90zyoya is on a distinguished road
افتراضي


الف سلامة عليكي كاتبتنا الرااائعة
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك وكل مريض
اللهم آمين


mody90zyoya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 05:12 PM   #7292

Nujoood

? العضوٌ??? » 406508
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 208
?  نُقآطِيْ » Nujoood is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
مساء الورد ... اسفة تأخرت عليكم ربع ساعة بس ما لحقت حتى اكمل التنقيح للفصل باكمله ... وقلت انزله احسن وبعدها انقحه واعدله .. فعذرا اذا فيه اخطاء من اي نوع ....
طبعا الكل اصبح عارف انشغالي بعرس بنت اخي الي حيكون بعد عشرة ايام ان شاء الله .. ومع هذا انا اكتب لكم دائما حتى تظلوا متواصلين مع الاحداث والشخصيات ...

وهذا الي قدرت اكتبه هذا الاسبوع لكم ... اتمنى يعجبكم وتتحفوني بتعليقاتكم


اليكم الفصل الثامن عشر


الفصل الثامن عشر

" لا تتصلي مرة اخرى غيداء .. هل تسمعين ؟!"
كان ينهت انفعالا بينما ترد عليه غيداء بنبرة لاهثة منفعلة لكن بشكل مختلف عن انفعاله " يا ليت كان بيدي يا رعد .. لكن لا شيء ابدا يستطيع ايقاف ما اشعره نحوك .."
كل كلمة منها كانت تثير فيه موجة غثيان ... الغثيان من نفسه وليس منها !
يشعر انه ما زال قابعاً هناك معها بين اربعة جدران من الذنب العظيم الذي يسجنه ..
كان يقاوم بضراوة وشراسة وهو يقول لها بصوت خافت محتدم المشاعر
" كل ما تفعلينه يزيد من احساسي بالقرف اكثر .. انت مريضة ومكانك المصح .."
ثم اغلق الخط بل اطفأه وهو يستدير بحركة عنيفة حادة .. تحرك عائدا لمكتبه بخطوات ثقيلة وفكر تائه في الماضي ..
لم يلمح حتى الظل المختبئ قرب باب الحمام.. ولم يكن يشعر بأي بشر من حوله ..
تحركت رقية اخيرا لتغادر الحمام بعد ان سمعت صوت الباب يغلق بعنف ..
كانت تائهة هي الاخرى وعقلها يستعيد الجملتين اللتين قالهما رعد مرارا وتكرارا ..
واسم غيداء يطرق مسامع العقل بقوة ..
غيداء .. غيداء .. غيداء ..
الافكار تأخذها بتمايل يشبه تمايل خطواتها البطيئة ... تحاول التركيز اكثر في الجملتين ... حاولت ان تتجاهل تلك العصرة الانثوية الغيورة في القلب وان تستمع للعقل لتحكم بشكل صحيح ..
من الواضح ان هناك علاقة من نوع ما بينه وبين غيداء .. والمؤكد انه يعرفها جيدا ليكلمها بهذه الطريقة ويتوتر من اتصالها بشكل لم تره فيه سابقا ...
لا يعقل انه عرفها بهذا الشكل في الوطن ولم يمض شهر على عودته ...
اذن هل غيداء فتاة عربية كان يعرفها في كندا ؟ هل كان يحبها مثلا وخانته ؟
ام انها ربما فتاة كانت تلاحقه بشكل مرضي كما وصفها بنفسه وهو يخبرها ان مكانك المصح ؟!
ثم تاخذها الافكار اكثر وتتخيل ان غيداء هذه كانت مهووسة وتسبب له المشاكل هناك وتهدده.. كما يحدث في الافلام الاجنبية .. وربما هي من تسببت بخسارة عمله وتركه كندا وعودته للوطن ...
لكن لماذا يتوتر بهذا الشكل منها ؟
وهل هناك فتاة مهما كانت تستطيع فعل هذا بشخصية قوية كرعد ؟
تشعر بوجود امر خاطئ في تخيلاتها رغم اعتقادها الراسخ ان تفسيرها صحيح ...
وماذا عنها هي رقية العطار ؟! كيف يراها ؟ ستموت لتعرف كيف يراها رعد ...
تتمنى لو تجد الاجابات لكل الاسئلة في رأسها .. تتمنى لو تزيح هذه الغشاوة التي تكبل عقلها وتمنع عنه الفهم ..
تشعر انها تسير بطريق خاطئ او ربما .. مُحير..
من تسأل ؟ من .....؟!
وجدت نفسها وسط مكتب يحيى فتفاجأت كيف قادتها قدماها الى هنا بينما ترى زوج اختها يجلس مبتسما خلف مكتبه وكأنه بانتظارها...
سألها بابتسامته الجذابة المألوفة " هل تبحثين عن وظيفة عندنا يا جميلة ؟"
خطت رقية بابتسامة واسعة غير ثابتة تشق فمها وهي تستعيد واجهتها الواثقة بصعوبة ... وهذا أقلقه عليها .. انها لا تبدو بخير ..
دوما راقب باعجاب حذر متحفظ عبر السنوات الاخيرة كيف تبلورت قدرتها على الانتقال بسلاسة من حالة لاخرى وان تخفي مشاعرها وتسيطر عليها باحكام لتخدع من حولها او توهمهم بشيء مخالف لحقيقة ما تفكر به وتشعره ...
تجلس على الكرسي قبالة مكتبه وهي ترد على سؤاله متصنعة الشقاوة لتداري على حالتها " لااا ... انا طموحي اكبر بكثير.. ربما عميدة الجامعة بأكملها ..."
يضحك يحيى بخفة ثم يسأل بنظرة ذكية
" اذن لماذا انت هنا ؟"
تغيرت نظرتها وهي تحدق فيه .. لقد استعادت سيطرتها بجدية هذه المرة لتسأله الف سؤال صامت خلف السؤال الذي نطقه لسانها
" ماذا اعجبك في حبيبة ؟"
يعترف لم يخطر بباله قط انها ستسأل هذا السؤال .. ولا يعرف الى ماذا تريد ان تصل من خلال طرحه .. لكنه ماشاها فيرد بنبرة عابثة " تقصدين اول مرة التقيتُ بها ؟ مؤكد... جمالها .. وااااو.. صارووووخ"
كان واضحا ليحيى ان رقية تحاول الظهور بمظهر اللامبالاة لكنها فشلت تماما وبدت محبطة رغم الابتسامة العالقة بفمها .. يتجاهل يحيى ما يراه فيها بينما يضيف وهو يهز كتفيه مدافعا عن نفسه بفكاهة
" لن اكون رجلا طبيعيا ان لم اتاثر بها .."
فتسأل او تتساءل بجرأة " ألم تتغير نظرتك للنساء بعد ان عشت لسنوات طويلة في بلاد الغرب ؟ اظن رؤية الشاب الغربي للشابة تتعدى الاعجاب الخارجي بحسنها وجمالها .."
يمعن فيها النظر لكنها ما زال يمازحها باسلوبه " اسف لتخييب ظنك .. "
هذه المرة أفلتت منها لمحة غيرة وبعض فقدان السيطرة وهي تقول باندفاع غير مألوف منها

" في هذا انت تشبه رعد ايضا .. قد تكون الغربة غيرت فيكما الكثير من الطباع الخارجية والتصرفات وحتى الذوق .. لكن في الانجذاب التلقائي للنساء الجميلات لم يتغير فيكما شيء .."
يلتقط بداية الخيط ليفتح حوارا اعمق يدور حول رعد تحديدا فيسأل بفضول وهو يشجعها ضمنياً لتمضي قدماً
" ايضا ؟! ماذا تقصدين بـ(ايضا) ؟"
بدت اكثر من مهتمة لتجري هذا الحوار حتى اخره فتسأل وكأنها تطلب موافقة
" هل نتكلم بصراحة ونتناقش بحرية ؟"
فيرد باهتمام " اجل .. بالطبع .."
عندها ردت رقية بجرأة وغرور وعيناها تلمعان كقطة تتربص بغنيمة صغيرة " اراه يشبهك في الكثير .. نفس الانفتاح .. نفس المرونة .. نفس اسلوب التفكير .. حتى اهدافه في الحياة وكيف يحققها يشبهك فيه .. وكل هذا مصدره واحد .. "
يضيق يحيى عينيه قليلا وهو يرد " هل تظنين رعد يشبهني لاننا قضينا سنينا في بلاد الغرب؟"
فترد بثقة عالية " مؤكد ... هل تنكر ان كلاكما تحبان الفتاة الجريئة بينما شبابنا هنا يفضلون الفتاة المتحفظة الصعبة المنال..؟ "
للحظات صمت يحيى بينما يشعر انه يواجه معضلة ! قال لها بتأن وهو يسترخي متراجعاً في كرسيه " لكنك مخطئة.."
تتساءل بتشكك " ماذا تقصد...؟"
بهدوء بالغ وتركيز رد يحيى " رعد مختلف عني كثيرا في شخصيته ورؤيته للحياة .."
ثم صمت للحظة ينتظرها تستوعب الجملة جيدا قبل ان يضيف " كما ان من الخطأ الشائع عندنا كعرب او شرقيين هو تعميم النظرة على حياة الغرب .. الناس في امريكا مثلا مختلفون عن كندا .. مختلفون عن اوربا.. بل ان الاوربيون انفسهم مختلفون فيما بينهم .. الفرنسيون ليس كالانجليز وليسوا كالاسبان .. كل بلد له طبيعة ناسه وخصوصية مجتمعه والعادات السائدة فيه، مع بعض التشابه طبعا في نقاط معينة.. كما من الخطأ اعتبار كل من عاش في امريكا سيصبح بعقلية واحدة موحدة .. "
كانت رقية تستمع اليه وهي تشعر انها ينقصها الكثير .. وهو شعور لم تحبه !
عاد اسم غيداء يرن في رأسها كأجراس الخطر وربما الذعر وشعرت بحاجة ماسة ان تعرف المزيد عن رعد ...
كانت مشوشة وهي تسأل بهذا التشوش
" لكن .. الا ترى حقاً ان رعد مثلك ؟ تعجبه الفتيات الجريئات كـ .. حبيبة ؟"
كان وجه يحيى غامض التعابير وهو يرد بنفس الهدوء " لا اعلم عن رأي رعد في النساء.. لم أصل معه لهذه النقطة من المعرفة.. لكني اعلم عن يقين ان حكمك على اختك حبيبة مشوش بعض الشيء .."
تتساءل رقية بدهشة " ماذا تقصد بمشوش ؟"
فيرد يحيى " حبيبة ليست جريئة التصرف.. هذه ستكون نظرة سطحية لها وكثيرون ربما فهموا شخصيتها بشكل خاطئ .."
تزداد فضولا ولهفة لتعرف فتسأل بإلحاح " اذن كيف ترى حبيبة ؟ اعني كيف رأيتها من البداية لتحبها وتطلبها للزواج .."
فيبتسم ثم يقول بفخر تلقائي " حبيبة جريئة الفكر برية الروح تتنفس الانطلاق طبيعية دون تزويق وتفعل ما هي مؤمنة به وهذا اعجبني للغاية ووجدته مميزاً فيها .."

بدت كطفلة صغيرة مبهورة وهي تحدق فيه بينما تتمتم بغيرة محببة " انا .. احسد حبيبة لانها حظيت بك .."

يضحك يحيى قليلا قبل ان يقول " يوماً ما ستحظين بمن يعرفك جيدا هكذا .."

تطرق بعينيها ويدها تتلاعب بحافة المكتب بينما يضيف يحيى باسلوبه الناعم الجاد

" من المهم يا رقية ان نعرف شريك العمر بشكل صحيح دون تصنع سرعان ما ينكشف بعد الزواج .. الشريك لا يعني الحب فقط وانما يعني شراكة في الحياة باسرها .. ان نقف جوار بعض ونحن نمر بالازمات معاً ونتشارك الافراح معاً ايضا.. ان ندافع عن بعض ونحمي بعض ... "

رفعت رأسها تحدق فيه بنظرة لامعة متأثرة بينما تتمتم بغصة رقيقة " والداي كانا .. هكذا ... دوماً رأيتهما بعين الكمال ... وسأظل اراهما هكذا حتى اخر عمري .. الحاج يونس وقارورته الاجمل ... حكاية لن تتكرر ولن يأتي مثلها ابدا .."

اصابعها التي كانت تتلاعب بحافة المكتب قبل قليل اصبحت ترتعش في مكانها وعينا يحيى تمعنان النظر في تعابير وجهها ثم تنتقلان لتلك الاصابع المرتعشة فيقول

" رحم الله والدك .. كنت اتمنى معرفته عن قرب .. شخصية استثنائية حقاً وقد ترك اثره فيكن بشكل كبير.."

ابتلعت غصتها وتشبثت اصابعها المرتعشة بحافة المكتب لتوقف ارتعاشها بينما تعافر من اجل استعادة تماسكها قائلة بنبرة مرتعشة فيها الكثير من الشقاوة العابثة التي تتخفى خلفها " انت متهاون كثيرا يا حضرة المدير .. الا يفترض ان تحاسب رباب العطار على تأخرها هذا ؟"

فيأتيها الرد من عند الباب " رباب العطار هنا يا كل الرقة .. لم اظنك ستظلين بانتظاري كل هذا الوقت !"

وقفت رقية على قدميها بارادة صلبة لتظهر قوية ثابتة وهي تلوح ليحيى تودعه بتلك النظرة الشقية اللامعة بينما تتقدم من اختها وتسحبها من يدها لتخرج بها مغادرة مكتب يحيى وهي تقول بتدلل " كنت بانتظارك لاقيس الفستان الجديد.. شعرت بالملل لوحدي هنا لآتي اخيرا واتطفل على يحيى.."

لكن نظرة من رباب اليها وعلمت ان رقية الان ابعد ما يكون عن .. الملل ..

يراقب يحيى رحيل الاختين ويركز على رقية بالذات وتلك النظرة العازمة في عينيها ..

يستعيد كلامها الاخير عن حكاية والديها..

اثار استغرابه الشديد انها لم تلمح حتى لزواج والدها باخرى بل تجاهلتها وهي تصف المثالية العاطفية في حكاية والديها..

لقد كانت تعاني وهي تتجاهل هذا الجزء ..

هل تعيش رقية صراعاً كهذا منذ طفولتها ؟

صراع بين حقيقة تؤذيها وتركت اثرا مؤلما عميقا فيها وبين تجاهل تام لتلك الحقيقة فترفضها بتبجح سافر وتقاتلها بضراوة !

يعقد يحيى حاجبيه وهو يعيد التفكير من جديد بكل ما يخص رقية ..







يتبع ...
اتمنى الاقي شخص حكيم بحياتي نفس اسر ورضا ويحيى امممم وماهر كمان ومييين كمااان هههههههههههه كذا ختمت عالابطال بسسس جددد احب الشخصيات اللي نفس كذا 😍😍😍 آسفة لاني ما كنت متابعة منتظمة ..
وبس والله هههههههههه تعليقي مطنش الحقيرة غيداء لاني مررررة كارهتها وسادة نفسي الحيوانة الزفت اووووف


Nujoood غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 05:34 PM   #7293

Nujoood

? العضوٌ??? » 406508
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 208
?  نُقآطِيْ » Nujoood is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
في السوق الكبير للعاصمة

يتحرك خليل بهمة وهو ينقل الصناديق داخل المحل بينما يحشر هاتفه النقال بين خده وكتفه ويكلم بتول وهو عابس قائلا

" كيف لا تريد الذهاب للجلسة ؟! هذا سيؤذيها .."

يأتيه صوت بتول بجموده المألوف

" انا انقل لك ما تقوله هي لي .. لكني اظنها شخصيا تضغط عليك .."

يتنهد خليل وهو يضع الصندوق ارضا ثم يعتدل بجسده فيأخذ بعض المناديل الورقية ويمسح عرق وجهه ثم يقول

" كنت اتوقع امرا كهذا .. لكن اخاف ان تكون جادة في اصرارها على الرفض .. لا اعلم كيف يجب ان اتصرف .. هل اكسر بالاتفاق بيني وبين حذيفة ؟!"

عندها نبض صوت بتول بالحياة بعيدا عن جمودها ذاك لتقول له زاجرة بقوة " اياك يا خليل .. اياك ان تستسلم لهذا الضغط منها .."

يصب لنفسه بعض الماء البارد ثم يروي ظمأه قبل ان يقول باحباط " ان لم تذهب فلن يكون امامي خيار اخر .. انا فعلت كل هذا كي تحظى بعلاج لا استطيع توفيره لها.."

عندها قالت بتول بنبرة مختلفة تفيض شجنا وانسانية " وانا فعلت هذا لاجلك انت بني .."

تفاجأ خليل وتأثر في نفس الوقت عندما نادته (بني) ... ربما تكبره بتول قرابة العشرين عاما لكنه لم ينظر اليها يوماً انها كأم .. حتى انه لا يناديها بـ (خالة) بل باسمها المجرد ...

صمت للحظو ثم سألها بدهشة " ماذا تقصدين بتول ؟ هل ضغط عليك حذيفة كي تفعليها لاجل ابعادي عن اشجان ؟"

فردت بتول " بل انا من اقترحت عليه بنفسي .. لا اريدك ان تضيع حياتك كما ضاعت حياتي .. لا اريدك ان تصاب بالجمود مثلي .. يجب ان تشق طريقك وتنسى احزانك وتتجاوز خساراتك التي لا اعرف عنها شيئا لكني .. اشعرها ..."

سرحت عينا خليل للشارع يراقب الرجل العجوز الذي يدفع عربة خشبية للتحميل والعرق يتصبب منه والفقر المدقع ينهك سنيّ عمره..

تعابير وجه العجوز الكالحة اشعرته بالحزن..

يستطيع ان يتخيله يكدح في هذا العمل منذ صباه كي يكسب لقمة العيش ..

ربما كان العجوز في شبابه متفائلا بالمستقبل ولديه امال وطموحات ليحققها .. لكن تمر السنون وهو يدفع العربة ذاتها ...

تصلبت ملامح خليل الوسيمة بالعزم واقسم في داخله انه سيقهر فقره ولن يستسلم لظلم هذا الزمن الصعب ...

اقسم ان يحول كل هذا الغضب الى طاقة لا تنضب يصرفها في العمل ليل نهار ...

وكل خسارة في حياته يقسم بالله ثلاثا انه سينحت في الصخر كي يعوضها..

أتاه صوت بتول اقرب للتوبيخ منها للمديح

" انت شاب حنون وطيب لدرجة مخيفة احيانا لانك تتهور بسبب طيبتك هذه ..والاسوأ انك تملك رجولة وانسانية يستغلها امثال اشجان .."

قال خليل بهدوء " اشجان ضحية يا بتول .. "

فترد بتول بقناعة " هي ضحية نفسها قبل ان تكون ضحية المجتمع يا خليل .. نفسها آثمة قبل جسدها الذي باعته رخيصا ومرارا .. يكفي ما تحاول فعله معك دون اعتبار لسمعتك ومستقبلك .. انها لا تهتم ان جرتك للتهلكة معها .. "

فرد خليل ببساطة " هي لا تقصد جري للتهلكة .. هي فقط لا تحتمل ان تكون وحدها فيها ..."

تتنهد بتول وهي تتمتم " ألم اقل لك ؟! انت مخيف بطيبتك .. فعل ابو سعاد خيرا بك عندما منعك عنها .."

يتبسم خليل معلقاً على كلامها " ابو سعاد يفعل دوماً الخير بي .. لولاه لما رأيتني (خليل) الذي ترينه اليوم وتوبخينه على طيبته .."

فردت بتول " جازاه الله الف خير .. "

يسأل خليل وهو يعود للموضوع الاساسي لمكالمة بتول " الآن ماذا سنفعل بخصوص أشجان ؟"

ردت بتول وهي تعود لنبرة الجمود " الجلسة غدا .. ان كلمتك فلا ترد عليها .. انا ساخبرها انك مشغول جدا ولا ترد على مكالمة احد .."

فقال خليل ببعض الاستغراب " اليس الافضل ان اكلمها لتهدأ قليلا وربما اقنعها .."

لكن بتول اصرت بالقول " ثق بي يا خليل .. أشجان ليست هذا النوع من النساء .. ان منحتها اكثر فلن تفهمه كانسانية منك بل ضعف تريد استغلاله .. انا كلمتك لاحذرك من ان تستطيع التأثير فيك .."

قال خليل متنهدا بعجز " انها لم ترد على مكالماتي البارحة .. "

فتؤكد له بتول " لانها تضغط عليك وتثير قلقك عليها وتجعلك تنتظر مكالمتها .. ان كنت تريد صالحها وحماية نفسك في ذات الوقت فالتزم باتفاقك مع ابي سعاد .. "

يهز خليل رأسها متمتما " نعم .."

بينما تضيف بتول اخيرا " باذن الله الامور ستسير على خير .. "

بينما يغلق خليل الهاتف مع بتول فجأة لمح في الشارع فتاة هيفاء بشعر يميل للشقرة ..

خفق قلبه بعنف وخرج كالغبي من المحل يلاحق تلك الفتاة ، بل وبكل غباء الشوق ناداها دون ان يشعر ... " شذرة ...."

لا ترد عليه ... فيحث الخطى حتى كاد يهرول بين زحام المارة لكنه لم يتوقف .. كان يشق الطريق شقاً حتى يصل اليها ونبض القلب يرتفع في ضجيج صاخب يصم اذنيه ..

يلهث وهو يصل اليها اخيرا مناديا " شذرة .."

التفتت الفتاة بوجهها اللطيف الابيض وعينيها البنيتين تناظرانه بدهشة وبعض الارتياب ثم تتورد قليلا متأثرة بوسامته فتبتسم ترد عليه " عفوا .. انا لست شذرة .."

يبتلع الغصة الحرّاقة ويتحمل وجيعة قلب مشتاق بجنون ولا يعرف النسيان..

اشتاق للسمرة الدافئة والعيون الشذرية وعبق الحياء وشجن النظرة وابتسامة الخجل ..

اشتاق للجمال الرباني وحُسن ما بعده حُسن..

يطرق بنظراته وهو يلوح للفتاة المجهولة معتذرا ويعود لمحله وهو يقسم قسماً جديدا انه سيفعل المستحيل لينسى ...

ان لم ينسَ فكل جهوده ستضيع سدى ..

مهما بلغ شوقه .. حتى وان فاق الشوق الألم .. فيجب ان يتعلم الاحتمال ..

وليتهم الكل يعلمون ..!
ليتهم يعلمون ان احتمال الألم أخف وطأة من احتمال الشوق لرؤية وجه المحبوب..







محل راقٍ للاثاث وسط العاصمة






تحدق في .. لا شيء ... عيناها سارحتان في نقطة غير مرئية قد تكون خزانة ملابس او سرير مزدوج او ... اي شيء ...

لا تشعر بما حولها الا كاصوات مختلطة أقرب لضجيج خافت بعيد..

فجأة اجفلت ويد حانية تمسك ذراعها بتنبيه وصوت (حماتها) يناديها " شذرة ... شذرة .."

نظرت لحماتها القصيرة القامة فتبتسم عفوياً لوجهها المحبب وهي ترد عليها " نعم خالتي .."

وقبل ان ترد حماتها تسمع .. صوته .. هو من سيكون زوجها خلال اقل من اربعة اشهر

" امي تناديك منذ فترة وانت تسرحين بعيدا "

التفتت اليه قليلا فتراه بوقفته المتراخية او.. يريدها هو ان تبدو متراخية ..

طويلا نحيلا ... غير هذا ليس فيه ما يميزه عن شباب العاصمة ..

لم تكن تعرف انه يبذل جهدا كبيرا ليبدو بهذا التراخي بينما داخله يغلي كمرجل !

لا تعلم انها مع كل نظرة شرود فإن عقله يفسرها بألف سبب وسبب ...

كما لا تعلم .. انه دوما يراقبها ويراقب كل نظرة تتوجه اليها من قبل اي رجل ...

الشك .. نعم هو مريض بالشك .. ولم يكن سهلا ابدا ان يجد فتاة كشذرة .. تحمل جمالا خاصا وحشمة وحياء وبراءة ...

لكن مع هذا الشك يتأجج فيه مشتعلا.. والف خيال وخيال هم وقود دائم لذاك الاشتعال الذي يجيد حجبه عن الجميع ...

خيالات لا تأتي من العدم ..

كصاحب المحل مثلا الذي لم يكف عن الابتسام .. قد تكون ابتسامة مجاملة لأي زبون لكن مصعب يراها ابتسامة اعجاب بخطيبته .. وربما هي تشجعه !

ولم لا .. الم تبتسم في المقابل ؟ ألم تنظر اليه بعينيها الجميلتين ومؤكد اعجبته ؟

اما هي فمؤكد يرضيها اعجاب الرجال بها حالها كحال اي انثى ...

تشتعل نيران الشك ومزيد من الخيالات تتراقص بتحدٍ في رأسه ..

بل ربما تعرف صاحب المحل من قبل .. من يدري ؟ ربما كانت على علاقة سرية به ...

" كنت افكر بالالوان .. لم استطع الرسو على لون محدد .. هل لون الخشب الطبيعي احلى ام اللون الداكن ..."

همدت النيران دون ان تنطفئ جمراتها بينما يعود مصعب للواقع بعيدا عن تلك الخيالات ليبتسم لخطيبته وهو يتقدم منها قائلا

" اظن اللون الداكن احلى .."

لكن امه تتدخل وتقول " بني .. دعها تختار ولتأخذ وقتها كما تشاء .. هذه ستكون غرفة نومها ويجب ان تحبها وتحب كل شيء فيها .."

تتورد شذرة عفوياً وهي تزيح نظراتها في خجل فيرضيه مصعب هذا بل ويسعى ليحصل على المزيد فيقول ببعض الوقاحة والشقاوة " انها غرفة نومنا انا وهي .. الا يحق لي ابداء الرأي وانا ساشاركها فيها ليل نهار ؟!"

اتسعت عيناه بنظرة متوهجة وهو يرى توهج وجهها بالحمرة وتوتر جسدها في ارتباك واضطراب انثوي بحت ...

نهرته امه " تأدب يا ولد .. الا تخجل من هذا الكلام .."

ما زالت عيناه مثبتتين على شذرة التي تتهرب النظر نحوه ونحو امه ليقول بمزيد من الجرأة

" ربما سعيت لهذا ..."

فتضحك امه بطيبة ثم تميل لعروس ابنها تقبلها على خديها ثم ترفع يدا حانية لوجهها تربت على خدها الاحمر وتقول " لا ألومك .. انها تزداد جمالا بحمرة خديها هذين .. بسم الله ما شاء الله على هذا الجمال الطبيعي المنير ..."

تتعثر كلمات شذرة بالخجل واحساس بالضيق تخفيه عنهما قائلة " يجب ان .. نعود .. خالتي ابتهال تنتظرنا .. على الغداء ..."

تضحك الام من جديد بينما شذرة تخطو امامهما تبدو للعيان وكأنها عروس خجلة لكنها كانت تعاني من شعور ضيق متزايد..

فكرة وحيدة ظلت تسيطر عليها وتخنقها..

كيف ... كيف ستتشارك مع رجل غريب غرفة نوم واحدة ؟!

لا ... ليست هذه الفكرة بالضبط ..

أصرت شذرة ان تجلس حماتها في المقعد الامامي جوار ابنها ودون ان تترك مجالا للاعتراض جلست في المقعد الخلفي ..

وبينما ينطلق مصعب بالسيارة التقت عيناها بعينيه في المرآة الامامية ... وعندها عاودتها نفس الفكرة لكن بوضوح اكبر ...

كيف ستتشارك مصعب تحديدا غرفة نوم واحدة ؟!

كيف ستنظر في عينيه وتطمئن ..

عيناه .. ماذا تقول فيهما؟!

ساعة تربكانها وتحيرانها.. و .. ساعة تغضبانها على نحو مجهول ... وساعة .. تسببان لها الاختناق بشعور غامض يوصله اليها كما حصل قبل قليل في محل الاثاث ..

عقدت حاجبيها وهي تفكر بعقلانية هذه المرة .. ستنتظر اسبوعا او اسبوعين وبعدها سترى احساسها ان كان سيتغير ...

فجأة سألها مصعب " بالمناسبة شذرة .. هل تعرفين صاحب محل الاثاث ؟"

استغربت شذرة سؤاله وهي تنظر لعينيه في المرآة فتراهما طبيعتين للغاية فترد عليه

" لم أره من قبل .. هذه المرة الاولى التي ازور فيها محل كهذا .."

يبتسم لها ابتسامته التي لا تحبها فيستفزها لتسأل " لماذا اعتقدتني اعرفه ؟! "

فيرد ببساطة " دون سبب .. فقط شعرت به من نظراته انه ربما يعرفك .."

كان الامر كريهاً للغاية ! الاحساس الذي يعطيه لها تكرهه ... ردت شذرة ببرود شديد

" لو كنت اعرفه لكنت اخبرتكم من البداية يا مصعب .. ولم ساخفي الامر ؟! "

ثم ادارت وجهها جانبا في تجاهل تام بينما تسمع حماتها تبدأ بثرثرة حلوة عن الاسواق وكان واضحاً انها تحاول تغيير الاجواء بعد التوتر الذي اشاعه ابنها باسئلته الغريبة ..




يتبع ...
يالله المقطع الخاص بخليل وكلامه مع نفسه اثر فيني تأثير كلي وخصوصا انه هالفترة بالنسبة لي حاسمة زي امور الجامعة والبحث والسعي هالكلام حفظته عندي عشان كل ما اطفش ارجع اقراه واتحمس .. الحياة ما تنتظر احد يمكن سنوات عمرك تمشي ويخطفها الوقت وانت لسة حزين على موقف حصل لمليون شخص من قبلك وماشيين .. بس والله ههههههههه مرررة احب الروايات اللي يكون فيها اهداف واراء للروائيين .. احيانا اهلي يشوفوني اضيع وقت لكن الروايات حياة اقدر اتعرف على شخص من كتاباته على اراؤه وطريقة افكاره هوقف الرواية الحين واكملها بعد يومين بعد ما اخلص الاختبار ههههههههه يلا الى اللقاء


Nujoood غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 05:56 PM   #7294

نورو1998

? العضوٌ??? » 430788
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 131
?  نُقآطِيْ » نورو1998 is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله

نورو1998 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 06:11 PM   #7295

نورو1998

? العضوٌ??? » 430788
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 131
?  نُقآطِيْ » نورو1998 is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله

نورو1998 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 06:45 PM   #7296

yaraash
 
الصورة الرمزية yaraash

? العضوٌ??? » 381443
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » yaraash is on a distinguished road
افتراضي

الف سلامة عليكى حبيبتى ربنا يشفيكى و يشفى كل مريض

yaraash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 06:58 PM   #7297

om ammar

? العضوٌ??? » 414328
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » om ammar is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار البارت الجديد

om ammar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 07:15 PM   #7298

ابتهال نور اليقين

? العضوٌ??? » 404751
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,088
?  نُقآطِيْ » ابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond reputeابتهال نور اليقين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف لاباس عليك طهور ان شاء الله شفاك المولى جل في علاه شفاءا غير اجل

ابتهال نور اليقين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 07:57 PM   #7299

لولولول

? العضوٌ??? » 345595
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 402
?  نُقآطِيْ » لولولول is on a distinguished road
افتراضي

في اللنتظااااار

لولولول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 08:03 PM   #7300

لست الملاذ أنا الغرق#

? العضوٌ??? » 431566
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » لست الملاذ أنا الغرق# is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست الملاذ أنا الغرق# غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.