آخر 10 مشاركات
بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          17- غدا يعود الماضي - فيوليت وينسبير (الكاتـب : فرح - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-17, 06:31 PM   #1

منى لطفي

كاتبة , و قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منى لطفي

? العضوٌ??? » 320377
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond reputeمنى لطفي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
Rewitysmile9 وأشرقت الشمس ليلاً-نوفيلا زائرة-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)*مكتملة & الروابط*




السلام عليكم آل روايتي الكرام، ورجعنا بحكاية جديدة من حكاوي شهرزاد،
وموعدنا مع رواية بعتبرها شكل جديد لكتابتي
بشكر أيمي حبيبة قلبي أنها أتاحت لي عرض روايتي على أروقة هذا الصرح الادبي العملاق.. روايتي... وبشكر أم توفي ... فنانة فعلا ام توفي ربنا يحميكي يارب، وأناملك الماسية..
بترككم مع الغلاف مع تمنياتي بقراءة ممتعة ولا تحرموني من أرائكم وتوقعاتكم..







الكتابة والتدقيق :منى لطفي
التصميم للغلاف والفواصل :ام توفي
التصميم للقالب الداخلي:ام توفي
التعبئة: Just Faith
تنزيل الفصول: سمية سيمو



النوفيلا مكتملة



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




قراءة ممتعة للجميع

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه






التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 29-03-18 الساعة 11:24 AM
منى لطفي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-03-17, 08:01 PM   #2

yasmeenoo

? العضوٌ??? » 393871
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 427
?  نُقآطِيْ » yasmeenoo is on a distinguished road
افتراضي

موفقة منى
مع اطيب تمنياتى الطيبة لكى


yasmeenoo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 11:18 AM   #3

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الملخص:
ترى هل من الممكن أن تشرق الشمس ليلا؟...
روجين.. فتاة جمالها ملائكي وفي غاية البساطة من وسط أقل من العادي ..
و.. زياد.. رجل أعمال شاب يمتلك جاذبية مهلكة ومن وسط فوق العادي...
وتشاء الأقدار أن يتقابلا.. أو بمعنى أدق.. يتصادماااااااااا... لينتج عن هذا الصدام... إشراق الشمس.... ليلا!!!!!!!!!
****************************
فتحت عينيها على صوت آت من بعيد، أنصتت قليلا لتنتبه الى انه صوت بائع الخضار أسفل الxxxx حيث تسكن، التفتت لتطالع الوقت في محمولها العتيق الموضوع على الجارور الصغير بجوار فراشها الخشبي الفردي لتزفر بيأس وتعود وترمي برأسها إلى الوسادة خلفها ثانية وهي تتمتم في سرها:
- لا أكاد أصدق.. هل أتى نهار يوم جديد بهذه السرعة؟..
حاولت أن تنفض عنها خمولها ونهضت من الفراش ثم تناولت منشفتها القطنية الصفراء الكالح لونها قبل ان تتوجه الى الحمام الصغير الوحيد الموجود في شقتهما الصغيرة - حيث تقطن مع جدتها لأمها - والمكونة من غرفتي نوم وصالة صغيرة تحتوي على أريكتين من الخشب مكسوتين بقماش مطبوع بورود كبيرة، تتوسط الصالة طاولة خشبية ذات أربع كراسي من الخشب أيضا، وفي زاوية منها مطبخ يكاد يتسع لفردين يحوي الطباّخ وبراد لا يتعدى طوله طولها هي شخصيا، وخزانة خشبية تشمل جميع أواني المطبخ القليلة العدد...
بعد أن أنهت اغتسالها ذهبت لإعداد طعام الإفطار واستغلت الوقت أثناء سلق البيض للفطور بغسل الأطباق القليلة التي في الحوض من عشاء ليلة أمس، ثم أنهت تحضير الفطور واتجهت عائدة الى غرفتها حيث قامت بترتيب فراشها وفتحت النافذة الوحيدة بها لتسمح لأشعة الشمس بالدخول لتنقية هواء الغرفة، واتجهت الى غرفة جدتها لتوقظها لتناول طعام الإفطار والدواء...
طرقتين على الباب ثم دخلت وهي تبتسم ابتسامة كبيرة أنارت وجهها الفاتن, اتجهت الى سيدة مسنة تجلس فوق فراشها وبيدها مسبحة تسبح على خرزاتها الكهرمانية اللون، مالت على رأسها تقبله وهي تهتف بحبور:
- صباح الخير جدتي العزيزة، هيا لقد جهزت طعام الإفطار كي تتناولي دوائك في موعده كما أمر الطبيب آخر مرة.. وذلك بعد أن تسبب إخلالك في مواعيد تناوله بإصابتك بوعكة صحية...
تبرمت جدتها وقالت:
- روجين يا بنتي ألا تريْن أنك تبالغين في قلقك؟.. أنا الحمد لله بخير وصحة جيدة.
روجين وهي تعاونها على النهوض:
- بخير وصحة جيدة لالتزامك بتعليمات الطبيب، أرجوكِ جدتي لا تتهاوني في مواعيد تناول الطعام والدواء فالطبيب في زيارتنا الأخيرة له شدد على ذلك، أنا ليس لي في هذه الدنيا إلا أنتِ.. أنا لا أذكر أبي أو أمي أنتِ بالنسبة لي جميع أهلي، أنتِ الأب والأم والأخت التي لم أحظى بها، من أجلي اعتني بنفسك جدتي، عديني أرجوكِ..
نظرت اليها جدتها ودمعت عيناها وهي تجيبها بينما قرّبتها اليها لتحتوي كتفيها بذراعها الضعيف فيما أسندت روجين رأسها الى صدر جدتها:
- أعدك حبيبتي وحفيدتي الغالية، والآن هيّا كي لا تتأخري أنتِ الأخرى على عملك فاليوم كما سبق وأخبرتني مليء بالعمل...
تناولا طعام الإفطار واهتمت روجين بإعطاء جدتها الدواء ثم اتجهت من فورها لتبديل ثيابها الى بنطال من الجينز الأزرق اللون ومن الأعلى قميص رجالي أبيض اللون يصل الى منتصف فخذيها وتناولت حقيبة قماشية ارتدتها بشكل عكسي، قبلت جدتها التي صاحت بها أن تنتبه الى نفسها، عرجت روجين على جارتهما أم محمود لتوكّلها أمر الاهتمام بجدتها كما كل يوم، فجارتهما تلك سيدة خمسينية العمر تعيش بمفردها بعد زواج أخوتها جميعهم ولم يشأ القدر أن تتزوج فقد انشغلت بتربية أشقائها الصغار مع والدتها بعد وفاة عائلهم الوحيد وهو الأب، وبعد أن كبر الصغار وانشغل كل منهم بحياته كان قطار الزواج قد فاتها كما يقولون، وبعدها بعدة سنوات توفت الأم لتعيش الأخت الكبيرة لوحدها لا يسأل عليها أخ أو أخت إلا لماما تكاد لا تتعد أصابع اليد الواحدة في خلال العام كله...
خرجت الى الشارع متجهة الى محطة ركوب الحافلات وهي تلقي التحية أو تردّها على من تقابله في طريقها، فعائلة روجين تقطن في هذا الحي المتوسط منذ قديم الأزل، وجميع أهالي الحي يعدّون روجين بمثابة ابنة أو شقيقة لهم...
قفزت الى الحافلة تدفع نفسها بين الجموع حتى لا تقع خارجا فهي قد نجحت في الصعود اليها بأعجوبة ولكنه التدريب كما سبق وأجابت سؤال زميلتها في العمل عن كيفية استطاعتها الركوب الى الحافلة بسهولة، لتهز كتفيها وقتها مجيبة بكلمة واحدة:
- التدريب!!..
وصلت الى المنطقة حيث يوجد مكان عملها ولكن كي تصله يتوجب عليها أخذ وسيلة مواصلات أخرى، وبما أن وسيلة المواصلات الوحيدة المتوفرة الآن هي سيارة الأجرة والتي سيطلب سائقها مبلغا لا يستهان به فقد قررت كما كل يوم استقلال وسيلة المواصلات الأكثر شعبية و... رُخصاً!!، لتهم بالسير مستقلة.. قدميْها!!..
وصلت عملها بعد سير متواصل لمدة نصف ساعة، حيّت فردي الأمن على البوابة الخارجية لحراسة هذا الفندق الشهير ذو الخمس نجوم "بريق السحاب" حيث تعمل في خدمة الغرف..
أغلقت باب خزانة الثياب في الغرفة المخصصة لطاقم عاملين خدمة الغرف لتبديل الثياب، نظرت الى نفسها في المرآة المعلقة على الحائط تسوي من هندامها، طالعتها صورتها فشردت في ملامحها الفاتنة بعينيها الواسعتين اللتان تسبحان في لون عشبي جذاب، يشرف عليهما حاجبان دقيقان ثم أنف صغير شامخ فذقن مستدير يطل عليه ثغر بلون ثمار الفراولة الطازجة بشفتين ممتلئتين، يغطي هذا الرأس الفاتن شعر باللون الأحمر الناري تجمعه على هيئة كعكة دائرية كي لا يعيقها بطوله الذي يتعدى خصرها، نزلت بعينيها الى جسدها المعتدل الطول حيث خصرها الدقيق فأردافها المكتنزة لذا غالبا ما تكون ثيابها أوسع من مقاسها الأصلي بنمرة على الأقل فهي لا تحب نظرات المارة وهي تتسلط عليها أثناء سيرها، تنفست عميقا ووقفت تخاطب صورتها المنعكسة أمامها قائلة بابتسامة واسعة بلهاء أظهرت صفي اللؤلؤ في فمها:
- يوم جديد.. يوم سعيد روجين!!..
أنهت روجين الفترة الصباحية من عملها وهي تعمل كالنحلة فالفندق على قدم وساق ونسبة الإشغالات فيه مائة بالمائة وكيف لا والليلة الاحتفال بالعام الميلادي الجديد، ومع المفاجآت التي يقيمها الفندق لنزلائه الكرام كل عام يكون الإقبال عليه شديدا، كان عملها هنا فرصة من السماء لا تعوض، وكانت قد حصلت عليه عن طريق أستاذ لها حيث تدرس في معهد السياحة والفنادق العالي حيث التحقت به بعد أن أنهت دراستها الثانوية الفندقية، فقد آثرت الالتحاق بتلك الثانوية بدلا من الثانوي العام على الرغم من مجموعها المرتفع في الشهادة المتوسطة ولكنها تعلم مدى قلة مواردهما المالية فهي تعتمد هي وجدتها على معاش والدها ومعاش جدتها من التأمينات الاجتماعية، وهي الآن سعيدة باختيارها ذاك فها هي تعمل وهي لا تزال طالبة وما أن تنهي دراستها حتى يكون عملها موجودا بالفعل ولن تحتاج الدخول الى الدائرة المغلقة من البحث عن عمل والذي لن يكون الا بوجود الواسطة كأي شيء آخر...
زفرت بتعب وهي تتجه الى زميلتها في مقهى الفندق عندما لفت نظرها صوت جلبة واضحة، نظرت باتجاه الصوت لتفاجأ برجل يبدو عليه مظاهر الثراء بقوة يتأبط ذراع إمرأة أقل ما يقال عنها فاتنة.. كانت تتغنج عليه فيما يضحك هو وهو يتطلع الى رفيقته بنظرة جعلت روجين تجعد وجهها اشمئزازا فنظرته ذكرتها بالثعلب الماكر الذي يوشك على اصطياد فريسته!..
جلست على إحدى الكراسي الدائرية الموضوعة أمام البار، وعينيها لا تزالان مسلطتان على مشهد الثنائي الذي لفت أنظار الجميع، حيث الرجل لا يبعد يديه عن مرافقته الحسناء والتي تتمايل بشعرها الأشقر - والذي أقسمت روجين في داخلها أنه ليس بلونه الطبيعي – على كتفه العريض والذي يكاد يُمزّق القميص الذي يغطي جذعه العلوي من شدة عضلاته...
أشاحت بعينيها بعيدا عنهما في حين امتعض وجهها بوضوح من منظرهما المقزز ولكنها وفي لحظة التفاتتها بعيدا بتعبير وجه مستهجن أسرت عينيها نظرة سوداء عميقة شلّت أطرافها وكأنها أضحت بلا إرادة فهي لم تستطع فك أسر عينيها من قضبان نظراته الفولاذية!!, بعد وقت لا تدري هي أهو ثواني أم دقائق كان هو من قطع لحظة التواصل البصري بينهما تلك إذ ارتسمت ابتسامة سخرية على فمه الشهواني المغطى بلحية خفيفة وكأنه لم يحلق ذقنه منذ أيام ورفع كأسه وكأنه يحييها قبل أن يعيد انتباهه الى رفيقته الحسناء تاركا إياها تفغر فاها دهشة من.. صفاقته!!..
أفاقت من شرودها على صوت زميلتها هند وهي تضع أمامها كأسا من عصير الرمان الذي تحبه روجين قائلة:
- هاااي جين.. أين ذهبت؟..
أجابتها روجين بابتسامة صغيرة:
- ولا لأي مكان، ها أنا ذا أقبع أمامك أحتسي شرابي المفضل قبل أن أعود للانخراط في ذات الدائرة مجدداً..
هند بفضول:
- ألم تنتهي من ترتيب الغرف بعد؟
تنهدت روجين بعمق وأجابت:
- بلى، ولكن يبق لي طابق أجنحة الشخصيات الهامة، آثرت تركه للأخير لأنه يأخذ مني وقتا طويلا جدا، فلا بد لكل جزئية فيه أن تصبح لامعة براقة كالألماس، وأنا أراهن أن أصحاب هذه الأجنحة لا يمكثون فيها سوى سويعات النوم فقط..
ابتسمت هند عندما لاحظت النظرات المسترقة التي ترنو بها روجين الى الطاولة خلفها فقالت:
- أرى أن طاولة السيد زياد قد أثارت انتباهك؟!..
حاولت روجين اخفاء فضولها وأجابت وهي تعتدل مولية هذا الـ.. زياد وطاولته ظهرها وهي ترفع كتفيها بلامبالاة ظاهرة وكأن الأمر لا يعنيها وهي تجيب:
- ليس تماما.. ولكني مندهشة من جرأته الزائدة مع رفيقته بل وصمت مدير المكان عن هذا وأنت تعلمين أن مثل هذه السلوكيات مرفوضة هنا تماماً!!..
مالت هند على الحاجز الرخامي الذي يفصلها عن روجين وهي تهمس لها قائلة وكأنها تسرُّ إليها بسرٍّ خطير:
- بالطبع مدير الفندق ذاته لا يستطيع الاعتراض!.. ومن ذا الذي يقدر على الوقوف في وجه.. زياد المنياوي؟!..
قطبت روجين قائلة باستخفاف وهي ترفع كأسها لترتشف منه:
- ومن يكون زياد المنياوي؟..
- أنا هو!!..
سعلت روجين بشرابها حتى كادت تختنق فيما حدقت هند ببلاهة في وجه الرجل الواقف خلف روجين يسلط عيناه الناعستين عليها, أغمضت روجين عينيها وهي تدعو الله أن يكون هذا الصوت من مخيلتها واستدارت ببطء وكأنها تخشى ما ستراه أمامها!, فتحت عينيها بوجل تدريجيا حتى توضحت الصورة أمامها لتفاجأ برجل ضخم يكاد يسد الفراغ أمامها يضع إبهاميه في طرفي حزامه العريض لتنفتح سترته الكتانية الرمادية اللون مظهرة قميصه الزهري والذي أهمل غلق أزراره العلوية حتى منتصف صدره ليظهر شعرا أسودا غزيرا يكسوه مماثل لشعر رأسه المجعد الذي يلمع كجناح غراب فيما يطالعها بابتسامة ساخرة أضاءت عينيه السوداويتين بينما وجه الأسمر المتفكه ظهرت غمازته العميقة في وسط وجنته اليمنى دليلا على ابتسامته العريضة!..
كانت هند أول من خرق الصمت حين تنحنحت لتجلي حنجرتها ثم قالت باحترام واضح:
- أية خدمة أستطيع تقديمها لك سيدي؟..
زياد ولا تزال نظراته السوداء تحدق بروجين التي اعتمدت البرود:
- شكرا لك، ولكني أريدها هي....
مشيرا بسبابته اليمنى الى روجين التي شحب وجهها ثم عاد واكتسى باللون الأحمر خجلا وحنقا من المعنى المبطن لعبارته، رفع حاجبه الأيمن بخبث وقد لاحظ امتقاع وجهها فيما حاولت هند تمالك نفسها فهي لا ناقة لها ولا جمل فيما يدور حولها، أردف بمكر وابتسامة شيطانية تتراقص في ليل عينيه البهيم:
- أريد احتساء كأسا من عصير الفواكه المختلطة ولكن.. من صنعك أنتِ..
تمالكت روجين نفسها ووقفت أمامه فهي لم يعجبها جلوسها أمامه وهي مجبرة على رفع رأسها الى الأعلى لتراه، فلم ترد أن يكون مشرفا عليه فتشعر بأنها قزم أمامه، ولكنها ما أن وقفت حتى علمت أنها بالفعل قزما أمامه فلم تكد رأسها تصل حدود كتفيه!..
نظرت اليه روجين ببرود وتحدثت بثقة بالنفس جعلت عيناه تلمعان بإعجاب لم تنتبه إليه فسرعان ما غابت تلك النظرة واستبدلها بأخرى ساخرة، أجابته ببرود ساخر:
- أعتذر منك سيدي ولكنني لست موظفة بالمقهى كي أقوم على خدمتك، لذا ستجد نفسك مضطرا وللأسف بالقبول بخدمة هند أو أي من النادلات المنتشرات في المكان!..
لم تدع له الفرصة للتعقيب وبدلا من ذلك نظرت الى هند وقالت وهي تهم بالانصراف:
- أراكِ في الاستراحة هند... طاب يومك.., وبانحناءة ساخرة طفيفة أردفت لذلك الواقف أمامها كالطود:
- أستمحيك عذرا سيدي...
وانصرفت من أمامه بخطى واثقة وهي تهنأ نفسها على تماسكها لأعصابها لآخر لحظة وان لم يخلو قلبها من بغض لنوعية هذا السيد من الرجال الذين يعتقدون أنفسهم أنهم هبة من الله للنساء على الأرض!!..
أنهت روجين تنظيف طابق الشخصيات الهامة ولم يتبق لها سوى جناح واحد، دفعت بالعربة التي تحمل المفارش النظيفة وأدوات التنظيف الأخرى أمامها حتى وصلت إلى الجناح فلم تر علامة عدم الإزعاج معلقة على مقبض الباب من الخارج فعلمت أن هذا الجناح فارغ فتنفست الصعداء ودفعت الباب بالبطاقة الممغنطة التي تحملها لفتح سائر الغرف أو ما يطلق عليه إسم "ماستر- كي"..
كانت تنزع الشراشف من فوق الفراش لتغييرها حينما استرعى انتباهها صوتا وكأنه آت من مكان قريب، وجلت روجين بادئ الأمر ولكنها استجمعت شجاعتها وسارت متتبعة اتجاه الصوت لتصل الى الطابق العلوي من الجناح الملكي، صعدت ببطء وقد امتصت السجادة الوثيرة التي تغطي الأرضية الخشبية المصقولة صوت خطواتها، اقتربت من الغرفة حيث كان الصوت أوضح ليطرق سمعها كلمة جعلتها تتسمر في مكانها:
- اقتلوه!...، أسرعت بكتم شهقتها براحتها والتصقت بالحائط خلفها ثم انسحبت بخفة وبطء حتى وصلت الى باب الغرفة المشقوق فرأت رجلا يقف موليا ظهره إليها يتحدث بصوت واثق في هاتفه الخلوي قائلا:
- نعم، لا عليك.. الصفقة ستكون من نصيبك، لا دخل لك بما سوف أفعله فأنا الساعد الأيمن لزياد المنياوي وأنا من يخبرك أنه لن يدخل المزاد!..
فغرت روجين فاها واسعا لدى سماعها باسم زياد المنياوي وأصاخت السمع جيدا لباقي المحادثة:
- أنا سأتكفل بعدم حضور زياد وأن اضطررت لـ.. خطفه، بل... قتله إن لزم الأمر!، فأنت تتحدث عن عمولة بالملايين، ربحك من الصفقة لن يقل عن عشرة ملايين جنيه وأنا أريد فقط مليوني ونصف المليون عمولة لي وأعتقد أن هذا في غاية الإنصاف فبدوني لن تستطيع الاقتراب من الصفقة وسترسو على زياد بكل تأكيد...
استمع قليلا الرجل الى الطرف الآخر قبل أن يستدير ليظهر نصف وجهه لروجين التي قطبت محاولة التذكر أين سبق لها وأن شاهدته, انتبهت الى أنه قد أنهى المحادثة، استعدت للانصراف قبل أن يلمحها ولكن حانت منها التفاتة أخيرة الى الرجل عندما سمعت صوتا أنثويا يتغنج عليه ولكنها لم تكن حاضرة للمفاجأة التي رأتها، فقد كان هناك بين ذراعي ذلك الرجل تلك المرأة التي تبدو قد خرجت من مجلة للجمال والموضة والتي كانت برفقة زياد المنياوي في مقهى الفندق منذ ساعتين!، كانت تبادل الرجل العناق بشدة حتى أن وجه روجين قد ساده اللون الأحمر خجلا وحنقا، سمعتها وهي تتمتم بصوت ذو بحة مثيرة:
- هل تستطيع فعلا منع زياد من حضور المزاد؟..
الرجل وهو يحيطها بذراعيه وابتسامة حسيّة تعتلي شفتيه:
- بالتأكيد، وهنا يأتي دورك سيدة الحُسن والجمال!... فزياد لم يعد يستطيع الابتعاد عنك قيد أنملة وأكاد أجزم أنه قد غدا كالخاتم حول أصبعك!..
ابتسمت المرأة وأجابت:
- بالفعل يا منير، وإن كان في البداية بدا لي صعب المنال بحق ولكن ليست شهيرة من يصعب عليها شيئا، عامة اطمئن سيكون معي كما أخبرتك قبل بداية حفل الفندق للاحتفال بالعام الجديد فقد دعاني لتناول العشاء معه، وأنا سأحاول استدراجه للخروج من الفندق ولحظتها تكون أنت ورجالك جاهزون لأخذه لأي مكان لمدة يومين اثنين فقط حتى ينتهي المزاد وتكون الصفقة من نصيب حسّان الشامي وبعد ذلك....
وسكتت تاركة عبارتها معلقة ليقربها المدعو منير والذي تذكرته روجين فقد رأته في المرتين اللتين شاهدت فيهما مخدومه حيث كان ملاصقا له على الدوام، قال منير بصوت أجش فيما يمرر فمه على عنقها الأبيض:
- وبعد ذلك أطير أنا وأنتِ الى البعيد حيث لا يعلم عنا أي إنسان ونبدأ حياة جديدة تكوني فيها أنتِ السيدة شهيرة هانم وأنا... السيّد منير بيك!..
لتعلو ضحكاتها المثيرة فيكتمها منير بفمه في قبلة شغوفة أثارت غثيان روجين!..
كانت روجين تقف في غرفة تبديل الثياب الخاصة بخدمة الغرف وهي لا تعرف ما الذي يجب عليه فعله الآن بعدما عرفته؟!... هل تخبر زياد المنياوي بفحوى الحديث الذي سمعته كاملا؟... ولكن هل يا ترى إن أخبرته سيصدقها؟... أم سيكذبها ويلصق بها تهمة التلصص وبالطبع تلك الحية وذاك العقرب سيكذبانها؟!.. ولكن لا يهم ستخبره وليكن ما يكون فهي لن تستطيع تحمّل تأنيب ضميرها أن أفلحا هذان الثعلبان في مخططهما الشيطاني الخبيث...
اعترضت روجين طريق زياد والذي كان يسير في الرواق متجها الى المصعد للذهاب الى جناحه، وقف أمامها ناظرا إليها بسخرية وهو يتمتم ببرود فهو لم ينس بعد انصرافها من أمامه بمنتهى الوقاحة بعد أن ألقت كلماتها في وجهه ببرود لم يسبق له اختباره من أحد قبلا:
- ماذا الآن.. هل نسيت كلمة من كلماتك السفيهة تريدين إلقائها في وجهي؟..
عضت على لسانها مانعة نفسها بصعوبة من التفوه برد يحجّم ذلك المتباهي المغرور، وبدلا من ذلك قالت بهدوء قدر ما استطاعت:
- لا سيدي.. ولكن هناك أمر هام أريد إخبارك به...
أشاح بيده باستهانة وهو يكمل سيره قائلا:
- لا وقت لدي لترهاتك، انصرفي لعملك فأعتقد أن مديرك لن يعجبه وقوفك هكذا في معرض الطريق أمام نزلاء الفندق...
هرولت خلفه وهي تهتف برجاء:
- أرجوك سيدي بضعة دقائق لن تضرك بالتأكيد..
توقف فجأة حتى كادت تصطدم بظهره فأصدرت شهقة خفيفة، لينظر اليها من فوق كتفه قائلا ببرود مهين:
- أتريدين نقودا؟..
فغرت فاها ذاهلة وهي تتمتم:
- ما.. ماذا؟... كرر سؤاله ثانية فشحب وجهها لذهولها من تفكيره الأحمق ليعود ويطغى الاحمرار عليه غضبا وحنقا منه لتهتف بقوة:
- لن أندهش من تفكيرك الذي لا يشغله سوى النقود ثم النقود فالنقود.. أوَ تعلم شيئاً؟.. أنا بالفعل آسفة على ضياع وقتك الثمين أكثر من هذا.. فالوقت لديكم محسوب بالنقود حسب علمي؟.. طاب يومك سيدي..
وانصرفت من أمامه مسرعة لتفاجأ بقبضة قوية على معصمها جعلتها تشهق ألما ووجلاً وهي تسمع صوتا غاضبا يهتف بها حانقا:
- إياك وتركي والانصراف بهذه الطريقة الوقحة مجددا!!!!... والآن سيري أمامي لأرى ما هو هذا الأمر الجلل الذي تريدين التحدث معي بشأنه...
سمّرت روجين قدميها في الأرض وأبت التزحزح خطوة واحدة قائلة بعناد شديد:
- لن أتحرك خطوة واحدة معك.. كما لا يوجد أي أمر، لقد صرفت النظر عن الموضوع برمّته فأنا أظن أنه حان الوقت لتجابه أمورك المخفيّة بمفردك حتى وإن كانت في منتهى الخطورة!..
وقف ناظرا إليها بنصف عين وهو يشدد على قبضته قائلا بغيظ مكبوت:
- والآن.. ما الذي يجب عليَّ فهمِه من ملاحظتك الرعناء تلك؟...
نظرت ببرود الى يده التي تقبض على معصمها بشدة آلمتها ثم رفعت عينيها ليتيه في زمردتيها شاردا لثوان أفاق بعدها على الجليد المتساقط من فمها وهي تقول:
- ولو أنه من الواجب علي بعد ظنك الوقح بي وبأن اهتمامي منصب على نقودك الثمينة أن أتركك إلى مصيرك المظلم ولكن ولأنه لا يزال لدي ضميرا أشك أنك تملك مثله فسأخبرك... هناك مؤامرة تُحاك ضدك!!...
نظر اليها ذاهلًا وقد خفف قبضته بدون وعي منه فأفلتت معصمها فيما سمعها وهي تكمل بينما تفرك موضع قبضته التي آلمتها:
- نعم.. لا تندهش كثيرا فالصدفة وحدها ما جعلتني أعلم بخيوط هذه المؤامرة بل ومدبِّريها أيضا!..
ظل ساكناً للحظات انفجر بعدها في ضحكة ساخرة بينما تقف أمامه تراقبه في ذهول وحيرة, وما أن هدأت ضحكته حتى نظر إليها متسائلا في هدوء:
- اممم.. مؤامرة تُحاك ضدي وأنتِ الوحيدة التي شاء القدر أنت تعلمي عنها!، وبالطبع ستخبريني أن أطراف هذ المؤامرة هم أقرب الناس إليّ أليس كذلك؟..
هتفت بابتسامة وقد نسيت غضبها منه:
- بالفعل!... فمدبريها همـ....
ليقاطعها بهتاف صارم:
- أنتِ!!...، سكتت لوهلة غير مدركة لما سمعته ثم تساءلت بتقطيبة خفيفة:
- ماذا تقول؟...، كرر على سمعها كلمته ثانية مردفاً:
- أقول أنتِ ومن المؤكد معك شركاء آخرون هم المخططون لتلك المؤامرة والتي تكمن في تضليلي من أن هناك مؤامرة تُحاك ضدي في الخفاء وأنك أنتِ من سيكشف النقاب عنها وأصدقك وأمنحك مكافأة لصدقك وسرعة بديهتك.. أسلوب ساذج للحصول على المال لا يقنع غرًّا صغيرا فما بالك برجل محنكٍّ مثلي؟!..
سكنت تماما تطالعه بخواء تام لثوان قبل أن تجيبه بجمود ثلجي:
- نعم.. بالفعل، هذا هو ما حدث تحديدا، أكرر أسفي على وقتك الذي أهدرته بلا طائل في الاستماع إلي.. اتمنى لك وقتا طيبا سيدي...
وانصرفت بخطوات قوية واثقة وهي ترفع رأسها إلى الأعلى وقد كسا وجهها جمودا تاما لم يخرقه سوى لمعة شفافة تغطي زمردتيها الفاتنتيْن..
وقفت في ركن منزو تلوم نفسها للمرة المائة بعد الألف لوقوفها ذاك، لقد أثبت هذا الـ.. زياد مرة بعد مرة أنه لا يستحق أن تشغل نفسها به، ولكنه ضميرها!.. ذلك الغبي الذي ما انفك ينهرها على حشرها لأنفها في أمور ذلك الصفيق ثانية ولكنها لم تستطع إلا أن تهتم خاصة بعد تلك المكالمة الهاتفية التي سمعتها عندما كانت تتجاذب أطراف الحديث مع نهلة موظفة الاستقبال حيث طلب منها ذلك الـ زياد حجز مائدة في المطعم الرئيسي لديهم للعشاء كما طلب استعدادات خاصة لذلك العشاء لتفاجأ بعد ذلك وعند عودتها لعملها بطلبه من خدمة الغرف بإرسال عاملة لتزيين الجناح بشكل رومانسي علمت حينها أن تلك الأفعى قد بدأت في تنفيذ تلك الخطة الشيطانية وهي الآن تقف في ركن منزو بالطابق حيث جناحه الشخصي متحينة للحظة رؤيته خارجا بصحبة تلك الحية الرقطاء لتفاجأ بما جعلها تكاد تصرخ هلعا فمن خرج من الجناح برفقة زياد لم يكن تلك الغانية بل ذاك الـ منير حيث كان يرفعه من ذراع وأحد الرجال من الذراع الآخر وهو يقول لحارس زياد الشخصي:
- لا عليك لا بد أن الرئيس قد أثقل في الشراب، فقط أخرجه معي من الباب الخلفي للفندق حتى نتجنب الصحفيين الموجودون بالأسفل وأنا سأتكفل بالباقي..
سبقتهم روجين من باب الطوارئ ركضا إلى الأسفل، وصلت في نفس الوقت الذي انصرف فيه الحارس بأمر من منير لتظهر شهيرة وتساعد منير في وضع زياد داخل السيارة حيث أرقداه فوق المقعد الخلفي، تطلعت روجين حولها يمينا ويسارا فلم ترى أي شخص فسارت بخفة حتى وصلت قريبا من السيارة فخفضت نفسها الى الأسفل حيث زحفت على ركبتيها بينما كانا هما يستقلان المقاعد الأمامية للسيارة أخرجت مِفكًّا معدنيًّا شكرت حسن حظها الذي دفعها لتناوله معها تحسبا للظروف، وضعت المِفكّ أسفل قفل حقيبة السيارة وبضغطة خفيفة فتحتها لترمي بنفسها بداخلها وهي تغلق الباب خلفها بحرص واضعة المِفك أسفل قفل الباب حتى تستطيع الخروج ثانية...
تنفست عميقا منتظرة الخطوة التي بعدها وهي تصلي صلاة شكر لله الذي ألهمها بمصارحة مدير الأمن بالفندق بما سمعته ليأخذ احتياطاته معطيا لها جهاز تتبع ليبقى معها وهي تهم باللحاق بزياد عندما فوجئت بمنير والحارس يخرجان به من جناحه..
وقفت السيارة بعد مسافة قاربت الساعة لتسمع صوت فتح وإغلاق أبواب وما إن ساد الصمت ثانية حتى فتحت حقيبة السيارة وخرجت وهي تمسد بنطالها الأسود القماشي من التراب الذي علق به بينما قميصها الناصع البياض قد امتلأ بلطخات سوداء فيما تهدّل شعرها من تسريحته ليحيط بوجهها المتحفز فغدت مختلفة كلية عن عاملة خجمة الغرف المرتبة النظيفة....
سارت بخفة الفهد حتى وصلت الى بناء أشبه بمخزن حاولت النظر من شقوق ببابه الخشبي لترى زياد وقد أجلسوه مربوط اليدين والقدمين الى كرسي خشبي متهالك بينما سمعت منير يقول لشهيرة:
- هيّا بنا لنرتاح قليلا فلن يفيق قبل ساعة على الأقل...
ما أن غادرا حتى أخذت تبحث عن منفذ للدخول إليه وكادت تصيح فرحا حينما رأت نافذة خشبية متهالكة في الجانب الأيسر من البناء, سريعا ضربتها بمرفقها ففُتحت على مصراعيها, انتظرت قليلا تحبس أنفاسها علّها تسمع شيئا لتطمئن حينما ساد السكون بعد ذلك فقفزت بالداخل ثم قامت بإعادة النافذة الى ما كانت عليه قدر الإمكان حتى لا تثير الشكوك حولها...
اقتربت منه وكان رأسه يسقط فوق صدره فمدت يدها ترفع وجهه إليها لتراه مغمضا العينين فشردت في تأمله ملامحه الرجولية الوسيمة قبل أن تنتبه إلى أنها تسابق الوقت في إنقاذه فسريعا حلّت وثاقه ثم هبطت على قدميها لتحل رباط قدميه عندما فاجئها بأن جذبها من شعرها الى الأعلى وهو يقول بشراسة:
- ها أنتِ ذا أيتها الثعلبة الماكرة!!...
فقدت النطق للحظات من شدة المفاجأة فيما نهض واقفا يجذبها معه إلى الأعلى لتجيبه بعد ذلك وهي تحاول فك خصلاتها من بين أصابعه المطبقة عليه وبقوة:
- دعني أيها الأحمق، أنها أنا من ستنقذك من بين أيديهم القذرة..
دنا بوجهه منها وهو يقول بابتسامة صفراء:
- أوَ تظنين أنني أبله إلى هذا الحد؟.. أنا أعلم جيدا خطتكم الدنيئة، فأنت تأتيني ركضا لتبلغيني بوجود مؤامرة عليّ كي أكافئك وعندما تفشلين في ذلك تنتقلوا إلى خطوتكم الغبية الفاشلة الثانية ألا وهي اختطافي فعلا ومساومتي على فدية لتركي وتأتي أنت في دور المنقذ الشجاع كي تنقذيني مما أنا فيه وأيضا أمنحك مكافأة مجزية هذه المرة، ولكن فاتكم أنني لست بصبي ساذج فأنا.. زياد.. زياد المنياوي!
صوت تصفيق عال قطع خطبته تبعه دخول منير وشهيرة اللذان وقفا يتطلعان إليهما بسخرية لينظر اليهما زياد بشراسة فيما تحدث منير باستهزاء:
- أخطأت أيها الرئيس، فتلك العلقة التي تمسك بها لا دخل لها بما نفعله، كل ما هناك أن فضولها الغبي أو سوء حظها هو الذي أوقعها في هذا المأزق معك، أما الخطة فاسمح لي أن أخبرك أنها من تفكيري وتخطيطي وتنفيذي بالكامل، وإن ساعدتني جميلتي....
وأشار الى شهيرة لتتقدم اليه فيتناول يدها مقبلا ظاهرها متابعا بمكر:
- شهيرة...
أفلت زياد شعر روجين ففركت الأخيرة رأسها بقوة وهي تطالعه بحقد متمتمة بصوت مسموع:
- بل قل ضميري الغبي هو الذي أوقعني معكم، حسبي الله ونعم الوكيل..
نظر اليها زياد شذرا قبل أن يوجه حديثه الى منير وهو يقف أمامه قائلا:
- ماذا تريد يا منير تماما؟.. وما السبب لما قمت به؟..
حرك منير كتفيه بلا مبالاة وأجاب ببرود:
- لا أريد شيئا لا تستطيع الاستغناء عنه، الصفقة الخاصة بوزارة الصناعة.. تنازل عنه!..
هتف زياد بعنف:
- ماذا؟.. هل جننت؟!!!!..
منير ببرود:
- لا تفقد أعصابك واستمع إليّ جيدا.. إن لم تتركها بموافقتك فستتنازل عنها رغما عنك، ستظل هنا بضيافتنا الى أن ينتهي المزاد وترسو على.. حسان الشامي!.
هتف زياد بدهشة:
- من؟.. حسان الشامي!...
أومأ منير مكررا بهدوء:
- نعم حسن الشامي، سأمهلك ساعة واحدة حتى تستطيع اللحاق بالاحتفال بالعام الجديد، إما ذاك أو أنك ستقضي هذه الليلة هنا أنت و.... تلك الفضولية الوقحة...
وانصرف مع شهيرة التي اقتربت من زياد ورفعت وجهها إليه تهمس له وهي تمط شفتيها القرمزيتين أمامها:
- لا تغضب مني بيبي... فكل فرد منّا يجب عليه أن يسعى خلف مصلحته، وأنا إن آجلا أو عاجلا كنت ستمل منّي وتتركني بعد طاقم ألماسي كهدية وداع كعادتك دائماً، أما منير فأنا شريكته كما سأنال مبلغا محترما من المال يغنيني عن تملق الرجال الأغنياء أمثالك بل وتحمل تقلباتهم المزاجية....
بعد انصرافهما جلس زياد فوق الكرسي الخشبي حيث كان مربوطا بينما راقبته روجين قليلا قبل أن تتجه إليه وهي تسأله بنفاذ صبر واضح:
- ماذا ستفعل؟..، لم يجيبها فكررت بنبرة أعلى بينما نهض واقفا محاولا الابتعاد عنها فيما هي تسير خلفه لاحقة به متابعة بإلحاح كاد يُفقده صوابه:
- يجب عليك إعلامي بما تنتويه فأنا مصيري أصبح مرتبط بمصيرك في ذلك الأمر البائس، لن أتركك حتى تخبرني بما قررته ولا بد لنا من أن نناقشه سوية فليس مصيرك وحدك بل أنه.....
كان يحاول عدم الصراخ بها ولكن ثرثرتها طالت واستفزازها له لم يعد يستطيع السكوت عليه ليصرخ بقوة:
- كفى!!!!!!!!!
فسكتت فجأة بينما تابع وهو يحدجها باستنكار:
- ولا كلمة بعد ذلك!، ما أنت؟... محطة إذاعية متنقلة!!...
زفر بعد ذلك بضيق واضح فيما تبرمت هي من صراخه عليها ناظرة إليه بطرف عينها بينما يبدو الامتعاض جليًّا على تقاسيم وجهها الفاتن، اقترب منها وقد اعترف في داخله بأنه قد أفرغ شحنة غضبه بها ولكنها تستفز الحديد، قال بصوت خشن:
- لا تقلقي سأجد حلّاً قبل مرور الساعة....، نظرت إليه مقطبة وهي تتساءل بريبة:
- هل ستترك له تلك الصفقة الرعناء التي هي السبب لما نحن فيه؟..
تنفس باختناق واضح قبل أن يجيبها بحنق من بين أسنانه المطبقة:
- ما أنا فيه نتيجة لجشع وغدر وخيانة أقرب الناس إليّ، ولكن ما أنتِ فيه نتيجة فضولك وغبائك المنقطع النظير!..
نظرت اليه في صمت قليلا قبل أن تجيبه ببرود:
- أتعلم أنك محق؟.. كان من الواجب عليّ تركك حتى تتعفن في الجحيم ولكن ضميري الغبي لم يسمح لي بذلك، ولا أظن أنك تملك أدنى فكرة عمّا يدعى ضمير بل قد لا تعلم حتى ما هي أحرفه!!...
اقترب منها حتى أضحى وجهه على بعد إنشات قليلة من وجهها ومال عليها زافرا أنفاسا ساخنة صفعت بشرتها القشدية وهو يزمجر هامسا:
- أنا مندهش من عملك في مكان أولى متطلباته اللباقة والأدب بينما أنتِ في غاية قلة الذوق وانعدام الأدب!..
شهقت عاليا ونظرت في عينيه صائحة بنزق:
- أنت تسبّني!، لم أر في حياتي من هو في مثل وقاحتك تلك!.. ولكن طبعا فأنت قد ولدت وفي فمك ملعقة من الذهب الخالص فكيف لا تغتر بنفسك وتنظر إلى من هو أقل منك باحتقار؟!
سلط نظراته على زمردتيها فغرقت في فحم عينيه المشتعل فيما همس بصوت خشن:
- ومن قال لك يا سليطة اللسان أنني من عائلة غنية؟.. بل أنا الابن الوحيد لرجل عصامي بنا ثروته من القاع وبساعده فقط، وكنت أجول الطرقات في حيّنا الشعبي ألعب مع أصدقائي هناك وأنا في طفولتي وحتى سنون مراهقتي، لست وحدك ابنة عابدين أيتها الآنسة فأنا ابن حي شعبي في منطقة وسط البلد...
همست بذهول:
- كيف عرفت منطقة سكني؟...
أسدل أهدابه كي يخفي عينيه وقال بابتسامة غريبة:
- كل من يثير انتباهي أعلم عنه كلما مرّ به منذ أن وُلد إلى لحظة وقوفه أمامي، فأنا أعلم عنك كل شيء يا... تركية الاسم.. مصرية المولد والمنشأ!..
أجابت ببراءة سلبت لبّه وجعلته يطالعها بنظرات لم تفقه لمعانيها متناسية الشق الأول من جوابه:
- أنها أمي من كانت تهوى كل ما غريب، وقرأت هذا الاسم في مجلة اعتادت استعارتها من عم صبحي صاحب كشك الجرائد المجاور لبيتنا فأعجبها وكانت وقتها حبلى فأخبرت أبي أنها أن أنجبت بنتا فستسميها روجين...
سألها بابتسامة:
- وما معنى روجين يا.. روجين؟..
نظرت اليه وأجابت وهي تتيه في سرمدي عينيه:
- شمس الحياة....
كرر المعنى بصوت لا يكاد يسمع ولم يستطع مقاومة نظراتها البريئة المتسائلة ليميل عليها مقتنصا شفتيها في قبلة جعلتها تقف بلا مقاومة أول الأمر للمفاجأة وما أن انتبهت حتى أخذت تركل بقدميها وتضربه بيديها ليبتعد عنها حتى إذا شعرت أنه لا طائل من وراء ذلك رفعت ركبتها وبكامل عزمها ضربته في منطقة حساسة فتركها من فوره لاعنا مطلقا شتيمة بذيئة احمرت لها خجلا وهي تسرع بالابتعاد عنه حتى إذا وقفت على مسافة آمنة بعيدا عنه هتفت بغيظ وبصوت مسموع:
- حقًّا.. تربية أزقة!..
حاول الاعتدال واقفا وهو يهتف بها بغضب:
- أنتِ.. بما تهذين؟...
انتصبت أمامه واقفة بشموخ وأعادت على مسامعه ما سبق لها وأن قالته:
- أقول أن ألفاظك وكلماتك ألفاظ أزقة بالفعل!، أراهن أن حيّك حيث سكنت كان حارة ميمون بيك القرد؟!!..
ما أن هم برفع يده حتى سمع صوت بابا يفتح دخل بعدها منير وهو يقول مبتسما بسماجة:
- ما هو قرارك أيها الرئيس هل.....
ولم يتثنى له تكملة سؤاله حتى انطلقت قذيفة من يد زياد تضربه وبقوة في وجهه ليحدث بعدها تشابك بالأيدي فوقفت روجين تتابع بقلق واضح نتيجة العراك ودخلت شهيرة ورجلين من الخارج على أصوات عراكهما, هتفت روجين قائلة:
- احترس زياد....
ليهتف بها:
- لا تخش شيئا ألم أخبرك من أنا؟..
بينما يكيل لمنير اللكمات فيما يركل بقدميه إحدى الرجلين ليقع أرضا ويضرب بمقدمة حذائه الآخر في وجهه فيتكوّم هو الآخر فوق رفيقه، حدقت فيه روجين بانشداه بينما تعالت صوت صافرات الإنذار وما هي إلا لحظات حتى امتلأ المكان بسيارات الشرطة والتي اقتحمت المكان مهددة شهيرة ومنير ورجاله بالاستسلام، اقتربت روجين من زياد الذي كان يمسح بضع قطرات من الدماء سالت بجانب فمه وما أن وقفت أمامه حتى قال لها بابتسامة أضاءت وجهه الوسيم:
- ألم أخبرك أنني لست تربية قصور الباشوات؟!.
أومأت روجين بالإيجاب وهي ترد باقتناع تام:
- نعم.. صدقت، ابن شوارع بالفعل!...., ليفغر هو فاه دهشةً وهو يتساءل بذهول:
- ماذا قلت؟....، أولته ظهرها وهي تسير مبتعدة عنه ثم وقفت لتنظر اليه من فوق كتفها متابعة:
- عراكك معه هو من وشى بك، لم أقل شيئا من عندي!...
ما ان هم باللحاق بها حتى أوقفه الشرطي طالبا منه التوجه معه الى المخفر لاستكمال إجراءات التحقيق في حين اتجهت روجين الى الشرطي تستأذنه في الذهاب لعملها فتركها مع وعد لحضورها في الصباح للإدلاء بأقوالها..
وهناك في المخفر علم زياد بأن روجين هي السبب في حضور الشرطة في اللحظة المناسبة، وبعد أن انتهى من الإدلاء بأقواله توجه سريعا الى الفندق حيث استقل سيارة أجرة، هبط منها مسرعا واتجه الى الاستقبال يسأل عن عاملة بخدمة الغرف تدعى روجين بينما يطالعه نزلاء الفندق بتساؤل يريدون معرفة ماذا حدث وقد تنامت لهم الأخبار بخبر اختطافه، طلب منه موظف الاستقبال الانتظار لعدة دقائق، هاتف خلالها قسم خدمة الغرف وبعد أن تبادل مع الطرف الآخر بضعة كلمات أنهى المكالمة لينظر الى زياد الواقف يطالعه بريبة وهو يقول بأسف واضح:
- عذر ا سيد زياد، ولكن روجين تشاجرت مع رئيسها المباشر وتم طردها من العمل وقد انصرفت منذ دقائق بسيطة!!...
****************************
صوت رنينا عاليا جعل جدتها تناديها لتفتح الباب وهي تتمتم باستغراب عمن يكون الطارق وقد قاربت الساعة الحادية عشر ليلا، لتفتح روجين الباب ووجهها يعلوه البرود الذي غاب في لحظة ما أن وقعت عيناها على الزائر الغير منتظر والذي اقترب منها ومال عليها هامسا بابتسامة صرعتها:
- هل تسمح لي روجيْني بالدخول؟..
تعالى صوت الجدة يسألها عن هوية الطارق، أفسحت له روجين بينما أجابت بصوت عال:
- لحظة جدتي...
ثم جذبته من ذراعه لتغلق الباب فلا ينقصها أن يراه أحد الجيران الآن, تكلمت من بين أسنانها المطبقة غيظا:
- ماذا تريد الآن؟، لما جئت من الأساس؟..
رفع يديه محيطا وجهها بينما يلامس بإبهاميه وجنتيها المزهرتين وهو يهمس أمام شفتيها:
- لديك شيئا يخصني أتيت لاسترداده!...
قطبت هامسة بريبة وحنق:
- ماذا؟، أي شيء هذا؟، ما هذا الهراء الذي تقوله؟..
نفى بجدية بهزة بسيطة من رأسه قائلا:
- أنه ليس بهراء أبدا، أنتِ سلبتِ مني قلبي وأنا لا أستطيع أن أحيا بدونه، فجئت لاسترداده و.... استرجاعك...
همت بمعارضته عندما سارع بوضع أصابعه على شفتيها وهمس:
- أرجوكِ حبيبتي لا تجادليني، ليس الآن.. في هذه الحقيبة الكبيرة هناك مفاجأة.. أريدك أن تقبليها!..
حانت منها نظرة الى الحقيبة الكرتونية التي كان يمسكها وما أن دخل حتى سارع بوضعها جانبا، وكأن لفظ التحبب الذي نطق به واعترافه بسلبها قلبه قد أخرساها, فتناولت الحقيبة في صمت واتجهت الى غرفتها، فيما تبعها بعينيه الى أن أغلقت الباب خلفها..
كان يجلس الى الجدة تروي عليه نوادر روجين وهي صغيرة حينما سمع صوت حفيفا يقترب فرفع عيناه ليفاجأ بحورية من الخيال تقف أمامه، نهض من مكانه مصعوقا واقترب حتى دنا منها ليمد يده رافعا رأسها إليه وهو يهمس متمتما بذهول من جمالها الصاعق:
- رباه.. ما هذا الجمال وهذه الفتنة؟!..
تخضب وجهها احمرارا وأسدلت عينيها الى الأسفل فأردف بابتسامة عاشق:
- هل تسمح أميرتي بمرافقتي للاحتفال بالعام الجديد؟..
نظرت الى جدتها في تساؤل فأشارت الأخيرة برأسها موافقة وابتسامة تعتلي وجهها، سارت معه كالمنومة، لا تدري كيف رافقته الى الأسفل ولا ماذا كان جوابه على الأستاذ حمدي الرجل الستينيّ الساكن في الطابق الأول حينما رآها وهي تتأبط ذراعه، كانت وكأنها تعيش في حلم جميل لا تريد الاستيقاظ منه...
وصلا الى الفندق حيث كانت تعمل قبل أن يصرفها رئيسها المباشر بصلف وغرور متعللا بأنها قد تركت العمل بغير إذن منه، تأبطت ذراعه فيما تطالعها الأعين بانبهار متسائلة عن هويتها والتي ما أن عرفوا أنها ذاتها عاملة خدمة الغرف حتى تباينت ردود الفعل ما بين فرحٍ لها وحانقٍ عليها و... حاقدٍ له!!..
جلسا الى طاولة معدة لشخصين في ركن قصيّ عليها شمعة ذات رائحة عطرة، همس لها بينما تتراقص ملامحها بين لهب الشمعة:
- لا أريد منك سوى الاستماع إليّ فقط، أنا أعلم أنك ترينني فاسقاً، زير نساء ولكن كل ذلك قد اختلف وتحديدا من أكثر من اثنتي عشر ساعة حينما دلفت الى المقهى حيث كنت أجلس شمسا أضاءت المكان من حولي فلم أستطع سوى الانبهار بنورها الساطع..
ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت ويه تسدل أهدابها حياءا:
- ولكن ما تقوله يصعب تصديقه فقد مرّت أوقات كثيرة شعرت حينها أنك تريد خنقي!..
ابتسم وأجاب وهو يمد يديه يعتصر يديها بين راحتيه:
- خنقك حبًّا.. شمس حياتي!!..
ثم رفع يديها مقبلا باطن راحتيهما بالتبادل قبل أن يطالعها مجددا وهو يردف بحب:
- لكم تمنيت أن يكون عامي الجديد مختلفا كلية عن كل أعوامي السابقة، لهذا أردت الاحتفال سويّةً، فالليلة سأودع أيامي السابقة الخالية منك وسأستقبل عاما جديدا معك ومنذ لحظته الأولى...
لتنطفئ الأنوار وتتعالى دقات الساعة معلنة الثانية عشر بعد منتصف الليل وينطلق صوت في الميكروفون يهنأ الموجودون بالعام الجديد داعيا لهم بمرح الى تبادل قبلة منتصف الليل احتفالا بقدومه..
نهض وأوقفها على قدميها وعلى ضوء لهب الشمعة المتراقص أمامه أحاط خصرها بذراعه وهمس لها وهو يميل على فمها:
- أتسمحين؟...
وقبل أن تجيب كان قد اختطف ثغرها المكتنز في قبلة رقيقة تحولت الى أخرى متطلبة، وبعد دقائق تركها وهو يتنفس بصعوبة يطالعها بنيران تتراقص بين فحم عينيه المشتعل فيما بريق زمردتيها كان أبلغ دليل بتأثرها بعناقه القوي، تمتم بصوت متحشرج لشدة انفعالاته:
- تزوجيني حبيبتي، أضيئي حياتي كلها، فأنت شمسي التي أشرقت عند منتصف الليل!
ليصدر عنها ابتسامة خجل كانت أبلغ تعبير عن موافقتها فأطلق صيحة فرح وعندها عادت الأنوار مجددا بينما تعالى الصخب من حولهما فيما حملها رافعا خصرها بين ذراعيه حتى أصبح وجهها على مستوى وجهه وقال بفرح يتفجر من خلايا وجهه:
- لقد وعدت جدتك أنني سأنتزع موافقتك، ولم أترك أحدا ممن قابلتهم في شارعك أو جيرانك إلا وأبلغته أنني زوجك المستقبلي..
همست بدلال:
- وكأنك كنت واثقا من موافقتي؟..
هز برأسه يمينا ويسارا قبل أن يجيب وجميع خلجاته تشي بعشقه السرمدي:
- لا.. ولكني كنت واثقاً من أمر واحد فقط.. وهو أنني لن أقبل أن تعود حياتي إلى الظلام بعد أن أنرتها بنورك.. فأنتِ.. شمس حياتي!!..
همست بكلمة واحدة وعينيان تبرقان بشدة:
- أحبك!!..
ليلتقط شفتيها في قبلة عميقة ويغيبا بعدها في عناق طويل تمنيا معه أن يدوم إلى الأبد...
- تمت بحمد الله -


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 11:49 AM   #4

noof11
alkap ~
 
الصورة الرمزية noof11

? العضوٌ??? » 308652
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,052
?  مُ?إني » ف قلوووب المحبين
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » noof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond reputenoof11 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسسلموو ع الروايه الجميله

noof11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 11:57 AM   #5

حلم رومنسي

? العضوٌ??? » 14591
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,153
?  نُقآطِيْ » حلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سأكمل القراءة بعد التحميل .


حلم رومنسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 01:52 PM   #6

costat

? العضوٌ??? » 208235
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,323
?  نُقآطِيْ » costat is on a distinguished road
افتراضي

مع اطيب تمنياتى الطيبة لكى

costat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 03:41 PM   #7

جومان جاك

? العضوٌ??? » 318159
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 785
?  نُقآطِيْ » جومان جاك is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

جومان جاك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 04:18 PM   #8

دارين حسان

? العضوٌ??? » 317876
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,087
?  نُقآطِيْ » دارين حسان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دارين حسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 06:36 PM   #9

بساط

? العضوٌ??? » 3043
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,131
?  نُقآطِيْ » بساط is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بساط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-18, 06:50 PM   #10

بيبو عصامةموسى

? العضوٌ??? » 331884
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,033
?  نُقآطِيْ » بيبو عصامةموسى is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بيبو عصامةموسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.