آخر 10 مشاركات
مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-16, 12:04 AM   #1

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي خريفية بعبق الشتاء *مميزة*











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عضوات المنتدى الكرام أتمنى تتقبلونى كاتبة مبتدئة بينكم وتحيطونى بالتشجيع والدعم

سأقوم بتنزيل روايتى الأولى "خريفية بعبق الشتاء" أتمنى تعجبكم

سأنزل اليوم ملخص داخلى وأول فصلين منها..ولمدة أسبوع سأداوم على تنزيل فصلين يوميا حتى نصل للفصل 13 ويبدأ التنزيل بعدها اسبوعيا حتى إنتهاء الرواية
دمتم بخير












تصميم الغلاف الرسمي : كاردينيا73
تصميم قالب الصفحات الداخلية : حلا
تصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز : كاردينيا73
تصميم البنر الاعلاني : Omima Hisham







روابط الفصول

المقدمة .... المشاركة التاليه
الفصل الأول والثاني .... بنفس الصفحة
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع والعاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر ج1
الفصل الثاني عشر ج2
الفصل الثالث عشر ج1
الفصل الثالث عشر ج2
الفصل الثالث عشر ج3
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر ج 1
الفصل الخامس عشر ج 2





بعد انتهاء الرواية ان شاء الله







التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 11-01-17 الساعة 09:13 AM
omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 12:06 AM   #2

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

ها هى تهرب من جديد من أى صحبة بإجفال فرسة تهرب من مصدر نارى.
اتجهت الى الشرفة الخارجية تتابع حركة الغيوم بعينيها وكأنها ترجوها..ولكن ترجوها بماذا؟ بغروبها..أم هطول أمطارها؟! فالتعبير على وجهها كالأحاجى تحار فى فهمه ولكن لاتستطيع منع نفسك من التأثر به ..وكحاله معها دائما يجد نفسه متأثرا منساقا وراء تأثره بها.
فها هو يخالف كل مبادئه وطباعه الرزينة ووصل إلى جوارها بأقدام تتحرك بإرادتها الخاصة.
قال بصوت هادئ:أظنها ستمطر.
ما أن أنهى جملته حتى أجابته السماء بالموافقة وانهمر المطر غزيرا.
تنفس بعمق متلذذا برائحة التراب المندى بماء المطر ..وقال بصوت عميق دافئ:يا الله كم أحب الشتاء ببرودته وأمطاره
ظلت على جمودها ولم تجيبه ولو بإلتفاته تقر بوجوده.
إستاء من برودها وإنعدام لباقتها فأصر على فرض نفسه عليها بعناد شديد..فوجه إليها سؤالا مباشرا وبنبرة قوية:و ماذا عنك؟
ردت عليه بعد لحظات بإقتضاب بعد أن ظنها ستتجاهله هذه المرة ايضا:أنا لا أحب الشتاء.
تأفف داخل معبرا.عن غيظه من تلك الفتاة التى تبرز أسوأ ما فيه وسألها بسخرية:هل لى أن أعرف لماذا أنسة سهيلة؟..هذا إن تكرمتى علىّبالطبع!
تجاهلت سخريته وأجابته بهدوء:انه فصل عقيم..كئيب..يثير البكاء وما حاجة الناس إلى البكاء؟!..إنه لا يحل شيئا.
رد عليها بهدوء وقد عاد لرزانته:ماديا لا..إنه لا يحل شيئا..ولكنه قد ينجح فى شفاء الكثير من جوانب الروح.
_شفاء الروح يأتى بالزهد عن مصدر الألم وليس البكاء عليه.
_وإن لم تستطيعى البعد عنه؟
آجابته بصوت خفيض وهى تشرد ببصرها بعيدا:عندها يمكنك توديع روحك..لانها ستتحطم مع كل خيبة امل ويزداد الألم أضعاف وحينها يمكنك البكاء كما تشاء.
_اذا فأنت تدعمين الإستسلام والهروب؟
_صدقنى المواجهة لن تفيدك بشيئ عندما يكون للقدر رأيا مخالف.
شرد فى كلامها قليلا يحلله عله يصل إلى ما ورائه:إذا بما إنك تكرهين الشتاء. .فأى فصل بالسنة جدير بإعجابك؟
نظرت له بطرف عينيها لتتأكد من كونه لا يسخر منها..فوجدته يتأملها بتركيز عميق كأنه يستشف إجابتها قبل النطق بها.
وترها تمعنه بها هلى هذا النحو..فإبتلعت ريقها وأجابته بهدوء مفتعل:الخريف...ربما لإنه يذكرنى دائما بكون الإنسان كأوراق الشجر..مهما علا نجمه قد ينتهى فى لحظة كورقة زابلة على قارعة الطريق!
ذهل عاصم من إجابتها وسألها بإستنكار:ألهذا حبينه؟!بهذا المنطق المتشائم تحبينه ؟!إذا ماذا تكرهين به؟
سألته ببرود:لماذا تستنكر قولى بهذه الشدة؟ألا إنه واقعى؟
اجابها بإنفعال طفيف:أى واقعية تتحدثين عنها..أنا لا أرى سوى إعتناق لليأس والسلبية والجمود وعدم السعى لتحقيق الذات وتحقيق الأمال و......
قاطعته بثورة هائجة:الأمال..الأمال. .إنها الفخ الذى نوقع به أنفسنا..نرسم أملا ونسعى لتحقيقه وما أن نضع أقدامنا على بداية الطريق إليه حتى ينتزع منا. .فنغضب ونثور .. ثم نتألم بصمت. .وفى النهاية نتجاوز الصدمو ونغرق فى أم جديد!
تابعت بسخرية:الآمال ها! ...أنا أكره الآمال سيد عاصم.
كان ينظر إليها مصدوما من ثورتها تلك..فملكة الجليد قد ثارت عليه قبل لحظات..صمت قليلا يريد ان يصل إلى الأسباب وراء ثورتها تلك.
رد عليها بعد برهة بهدوء شديد:الإنسان يحيا بالأمل سهيلة!
ردت عليه بضعف يشهده منها لأول مرة:ويموت بالخذلان!
_ الضعيف فقط من يموت من الخذلان بدلا من الخروج منه بمزيد من الإصرار على السعى مت جديد.
صاحت به:وماذا تعرف أنت عن الخذلان لتحكم بذلك.
رد عليها بصياح مماثل وقد عيل صبره من أفكارها:كفاك شفقة على الذات..إنظرى حولك فلست الوحيدة من خذلها القدر..انظرى إلى إخوتك... أليسوا معك بنفس.المركب؟! ولكنهم لم يغرقوا بالشفقة على أنفسهم مثلك..بل سايروا قدرهم سعوا لتحقيق ذاتهم من جديد..أما أنت فلا تتوقفين عن إستجداء الشفقة من الجميع بإنعزالك والبعد عنهم.
صرخت به بجنون من فقد عقله:كيف تقول ذلك؟! انا لا أستجدى شفقة او إهتمام أحد..بل كل ما أريده أن تدعونى لحالى ولا يتدخل أحد بحياتى كما تفعل الأن.
حدق بها وصدره يعلو ويهبط بانفعال والتقط عدة انفاس يهدأ بها ثورته الداخلية..وأجابها هدوء مصطنع:أتعلمين شيئا؟ أظن أن الشتاء يليق بك أكثر..فأنت تشبهينه ببرودك وروحك المعتمة باليأس ونحيبك الصامت..صدقينى فإمرأة بجمودك لا تلائم عواصف الخريف.
ثم رحل وتركها خلفه مصدومة فاغرة الفاه من إهانته لها..



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 05-08-16 الساعة 12:45 AM
omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 12:07 AM   #3

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول
وقفت سهيلة أمام نافذة غرفتها العريضة تتابع بشرود حركة الغيوم المنتشرة بالأفق منظرة بيوم مطير اخر وربما يكون الأسوا بين سابقيه ..
تجهمت أساريرها لتتماشى مع إنقباضها الداخلى مما ينتظرها فى يومها هذا.. إنفلت منها تأففا داخليا فاضت به روحها المشبعة باليأس رغما عنها .. يا الله مابال هذا الفصل الذى لايعرف سوى النواح, ياالله كم أمقت هذا الفصل ببرودته وكأبته التى تدعو الى الانغلاق والبكاء وهذا بالتحديد ما أحاول الهروب منه اليوم ..
ابتعدت عن النافذة بوجه جامد الملامح والتقطت شالا تلفه حول جسدها الرقيق البنية رغم طوله المميز من يراها يظنها مصابة بالهزال يساهم فى هذا الظن شحوبها الدائم الذى يبرزه شعرها الحالك السواد كلون عينيها النجلاوتين برموشهما السوداء الكثيفة وحاجبيها السميكين بأناقة فطرية, اما أنفها فصغير يعلوه القليل من النمش والذى زاده جاذبية وجمال وشفتيها رفيعتان رقيقتان فى تكويرهما .
اتجهت الى السرير العريض بالغرفة وسحبت الاغطية برفق عن وجه الصغيرة النائمة ذات الست سنوات .
- هيا ياسمينا إستيقظى .
اصدرت ياسمينا همهمات معترضة واخذت تندس تحت الغطاء مرة أخرى هربا من برودة الجو .
ابتسمت سهيلة بحنان لطالما خصت ياسمينا به
- هيا ياسمينا .
ردت ياسمسنا بتبرم طفولى : لما على النهوض باكرا اليوم أمى, هذا ظلم انه يوم الجمعة ولا مدرسة لدى دعينى أنام ارجوك .
ملست سهيلة على شعرها :كفاكِ تبرما , غدا نامى قدر ماشئت .
همهمت ياسمينا بالموافقة وهى تستسلم لسطان النوم بطواعية .x
ابتسمت سهيلة وقالت بصوت مرتفع: حسنا سأذهب لإحضار زينة ربما تريد المساعدة هنا .
استمرت الصغيرة على همهماتها الموافقة ثم مالبثت أن قفزت واقفة على السرير تصرخ باعتراض: كلا أمى كلا, لقد استيقظت تماما
ضحكت سهيلة بمرح نادرثم امرتها بحزم:هيا الى الحمام يا صغيرة ولا تنسى أن تفرشى اسنانك .
تبرمت ياسمينا وهى تفرك عينيها متجه الى الحمام .
ذهبت سهيلة فى إثرها متجهة الى الغرفة بأخر الرواق وقفت أمامها قليلا تتنفس بعمق وتشجع نفسها على الثبات ثم فتحت الباب بخفة متجهه الى السرير الكبير بمنتصفها منادية بهدوء: سارة ..ليلى هيا استيقظا .x
جاءها صوت سارة بنبرته الشجية الخافتة :انا مستيقظة سهيلة لم أستطع النوم بعد صلاة الفجر .
خنقت سهيلة تنهيدة كادت تفلت منها وأمرتها بثبات: اذا فلتقومى بإيقاظ شقيقتك وإلحقا بى .
خرجت من الغرفة دون انتظار رد واتجهت الى الاخرى المواجهة لها ولم تكد تمد يدها الى مقبض الباب حتى فوجئت به يفتح بقوة ليصطدم بها جسد اختها زينه بعنف ألقاها ارضا .
تنفست سهيلة بغضب من اندفاع اختها الدائم ساعدتها زينة على الوقوف معتذرة: اسفة سهيلة لم أراكِ .
سألتها سهيلة بحنق:وهل تنظرين امامك ابدا .
اجابتها زينة بلامبالاة وهى تثبت قبعتها الصوفية على رأسهاx
-يكفى ان ينظر الأخرون أمامهم, فالاصطدام يحتاج الى شخصين
حدجتها شقيقتها بإستنكار وتبرمت بغيظ:اذا اصبحت أنا المخطئة التى لم تنظر امامها
ردت زينة بإبتسامة ملتوية لعوب: بل كلانا ولكن انتى من يتذمر هنا
تنهدت سهيلة بيأس من اختها وعادت لجديتها:كفانا تلاكعا زينة , هيا بنا فالكثير ينتظرنا .
أومأت زينة بإيجاز واتبعتها الى الدرج الداخلى الذى يؤدى الى الطابق الارضى ومنه الى المطبخ لإحضار الفطور .
**************
بعد عشر دقائق اجتمع الاخوة الخمسة حول مائدة مستديرة وكل منهما يجتهد فى التظاهر بتناول الطعام ,تأملتهم سهيلة بوجه لايشف عن كثير .
نظرت الى سارة بثيابها الفضفاضة التى تكللهم بحجابها الانيق عند خروجها, سارة هادئة لينة الطباع متسامحة متصالحة دائما مع نفسها ومع الجميع فهى أشبه براهب الكنيسة الذى يسارع اليه الناس للإعتراف بخطياهم ويتلمسون لديه السكينة وصفاء الروح .
هذه هى سارة ذات الإثنين وعشرين ربيعا والمتخرجة حديثا من كلية الطب البيطرى والتى إلتحقت بها ليس عن رغبة وانما لفائدتها التى ستعود على المزرعة ولكن سارة الراضية دائما ترفض الإقرار بذلك
سارة ذات وجه دائرى جذاب بملامحه الهادئة من عينيها اللوزيتين بلونهما العسلى الغامق والمظللتين بأهداب كثيفة ووجنتيها . المستديرتين بنعومة وانفها الصغير وثغرها الرقيق الوردى كثغر الاطفال إلى شعرها المسترسل طويلا حتى نهاية خصرها بلون الكراميل, وهذا اكتر مايميزها عن توأمها المتماثل زينة التى تخلصت من كل مايمت لأنوثة بصلة بعد ماألت اليه الامور من سبع سنوات حيث جسدت دورالرجل الذى يفتقده المنزل فقامت بقص شعرها الى قصة صبيانية مشعثة واتخذت من القمصان الفضفاضة والسراويل زياً دائما لها لا تستبدلها بشئ واصبحت الاعمال الشاقة منفسا لإحباطها زينة مهندسة زراعية جادة فى عملها فهى مثال حى لمقولة "حب ماتعمل حتى تعمل ماتحب"فزينة التى كانت تقيم الدنيا وتقعدها من أجل أظفرها المكسور هى من تقوم الان بإصلاح المكينات وتصر على مشاركة العمال بالحرث وزراعة الارض ولاتكتفى بإصدار الاوامرفقط فأصبحت الأرض طفلتها المدللة التى تهتم بكل امورها الكبيرة والصغيرة وهذا ما زاد من صلابة بنيتها ونحول وجهها وهذا ايضا مايميزها عن سارة .
أما ليلى فقصة أخرى (ليلى لورين) كما تنعتها زينة عادة فهى تشبه صوفيا لورين الى حد كبير ببشرتها الحنطية وعينيها التى ترتفع زاويتهما بإغواء فطرى ولونهما الذى يتدرج من العسلى إلى الأخضر وعظمتى وجنتيها المرتفعتين وأنفها الكلاسيكى وفمها العريض الممتلئ بإغراء وذقنها الصغيرة المستديرة بنعومة مهلكة أما شعرها فهو حالك السواد شديد الكثافة والطول غالبا مايكون مسترسلا بفوضى غجرية جذابة فليلى التى بالكاد تجاوزت التاسعة عشر عاما تمثل رمزا صارخا للإغراء بجسدها الذى يصرخ بشرقيته البحتة من امتلاء مستدير لمفاتنها والتواء قاهر فى خصرها الرشيق الى وركيها المستديرين برشاقة .
ليلى طالبة فى عامها الثانى بكلية الإعلام وهذه المرة عن رغبة فليلى المنطلقة دائما لا تفكر فى الغد كثيرا وتقتنص ما تستطيع الحصول عليه ببساطة ودون تعقيد .
لاحظت سهيلة شرود سهيلة فنادتها برفق تبغضه سهيلة عندما يكون موجه اليها فتصلبت وأجابتها بجمود: نعم سارة .
قالت سارة بجنان:سيكون كل شئ على مايرام انا اشعر بذلك .
بلعت سهيلة ريقها واجابتها بثبات: بإذن الله سنكون على مايرام, أنا لن أسمح بغير ذلك . دعونا ننتهى من هذا الفطور فلدينا الكثير لننجزه
- والمقصود بالكثير هنا ..؟ تسألت زينه بنبرة مرتابة لكرهها لكل ما يمت للأعمال المنزلية بصلة.
أجابتها سهيلة بصوت حازم لامجال للنقاش معه: ليلى ستذهبين إلى الجريدة التى تتدرب بها لتنشر إعلان جديد لإيجاد منزل وليكن أقل تطلبا من سابقيه ليلى .
أومأت لها ليلى وعلقت: سأرى ما أستطيع فعله بهذا الشأن .
اكملت سهيلة ناظرة بجدية إلى زينة :اما أنت وسارة فستقومون بجمع المتعلقات الشخصية من أرجاء المنزل دون نسيان أى شئ .
حينها صاحت الصغيرة ياسمينا بإبتهاج طفولى : هل سنأخذ البيانو الكبير معنا .
تصلبت الفتيات فى مقاعدهن بعد القنبلة التى ألقتها ياسمينا ببراءة سنها ولم يسمع سوى خليط انفاسهم احدهما تتنفس بصوت عالى ثائر اما توأمها فأنفاسها متحشرجة بنشيج مكتوم وأخرى تتنفس بحذر شديد أما كبيرتهم فنسيت أن تتنفس .
أجابتها سارة عندما لاحظت شحوب سهيلة : كلا ياصغيرتى ولكننا سنأخذ البيانو الصغير خاصتك, هيا إبتهجى .
استأذنت سهيلة متحججة بإنهاء بعض الحسابات العالقة قبل تسليمها للمالك الجديد .
*****************
بعد الظهر ..
وقفت سهيلة وإخواتها من حولها فى زاوية قاصية يتابعون أحداث المزاد الذى سيسلب منهم كل ماتبقى لهم بالحياة بتعابير متفاوتة لجئت سهيلة الى الجمود كعادتها لتخفى تمزق روحها من جديد وجديد اما زينة فاتخذت من السباب الغاضب ستارا لقهرها وقلة حيلتها.. وليلى كانت تتابع احداث المزاد بحسرة يتخللها الكثير من الفضول فهى وان كانت عاجزة عن ايقاف مايحدث فلتستفد منه هكذا اخبرها حدسها الصحفى اما وجه سارة فكان كفيلا بالتعبير عما يدور فى نفوسهم جميعا بما يعتليه من شحوب وانكماش والتماع مقلتيها بعبرات ساكنة .
اخذت سهيلة تنقل نظراتها بحسرة بين مايدور أمامها وتتذكر كيف أفضت بهم الأمور إلى هذه النقطة .
كانت البداية فى ذلك اليوم الذى إبتدأ شتويا دافئا فى داخل البيت وخارجه لينتهى بمشاركة السماء لهم فى النحيب على والدهم الذى ذهب الى بارئه فى حادث سير .
ومنذ ذلك اليوم اجتهدت الحياة فى تعريفهم على جانبها المظلم فتحولت من طالبة متفوقة انتهت لتوها من ثانويتها العامة بمجموع يؤهلها الالتحاق بكلية الطب البشرى كما تمنت إلى فتاة طرية العود بالكاد تجاوزت السابعة عشر يتثبث بطرف فستانها أم منكوبة فى شهور حملها الأولى وثلاث مراهقات أكبرهم فى الخامسة عشر
ومزرعة مساحتها تتجاوز العشرين فدان لتدبر امرها وامر العاملين بها .
بدأت أيامهن منذ ذلك الحين تتسم بالوجوم والكأبة واختفت البسمة من الوجوه واستمرت الصدمة تعتريهن لأسابيع حتى وجهت لهم الحياة ضربتها الثانية فبعد شهر من وفاة والدهم حتى بدا الدائنون بطرق أبوابهم يطالبون بمالهم وهكذا علموا مقدار الديون التى ترزخ المزرعة تحت ثقلها وحرص والدهم على عدم معرفتهم بها حتى لايهدد استقرارهم ولكن الى متى كان سيخفى الأمر عنهم ؟ هذا ما لن يعلم أحد إجابته .
بالطبع خبر كهذا كاد يجهز على والدتهم التى لم تلتقط انفاسها بعد من صدمتها الاولى بوفاة شريك عمرها وحبيبها لتتفاجئ بهذا الكم من الديون الذى يهدد بضياع مأواهم وتشريدهم , فجاء قرارها الذى يحمل فى ذيله الصدمة الثالثة .x
والقرار هو .... اللجوء إلى عم الفتيات .
والسؤال هنا ..... أى عم؟! .
والإجابة متاهة جديدة .
صلاح الهاشمى الابن الاكبر لأحمد الهاشمى اكبر رجال الاعمال بالقاهرة وهنا تغيرت الحقائق مرة أخرى فبعد ان كان والدهم الابن الأوحد لزوجين متوسطى الحال لا أقارب لهم سافر بعد وفاتهم الى الخارج لإكمال تعليمه بما تحصل عليه من ميراث صغير بالإضافة الى عمله فى فنادق لندن أصبح الاخ الاصغر لصلاح الهاشمى الذى قام بخداع والدهم وغدر به ذلك الرجل الذى يلين الصخر امام قسوته..
نفرت منه سهيلة من اللحظة الاولى التى وقعت فيها عينيها عليه وذلك عندما اصرت على والدتها فى الذهاب معها .
- من أنتما؟ سألهما بفظاظة ما ان دلف إلى مكتبه حيث كانتا بإنتظاره..اما قسمات وجهه المتجهمة كانت تشير إلى إنزعاجه من هذه الزيارة الغير مرغوب بها.
سمعت أمها تبتلع ريقها بخشونة قبل ان تشرع فى إجابته بحروف متلعثمة: انا آسيا زوجة اخيك عبد الرحمن وهذه ابنته سهيلة
اخذته الدهشة للحظة ولكنه سرعان ما سيطر على قساماته لتعود إلى جمودها المبهم من جديد..
-ولماذا انتم هنا, وأين زوجك؟ .
تطوعت سهيلة بإجابته هذه المرة بإقتضاب بعد ان تحشرج صوت أمها من الغصة التى إحتكمت حلقها :لقد توفى من شهر .x
شردت نظراته لبرهة توالت فيها الكثير من المشاعر المتفاوتة التى لونت ملامحه ما بين زهول ..صدمة ..وشعور بالرهبة غافله و سيطر على نظراته الشاخصة إليهما . . ولكنه ما لبث ان ابتلع ريقه بصعوبة فى محاولة منه لإستعادة رباطة جأشه واعاد سؤاله عما تريد بصوت لم يستطع التخلص من حشرجته. .
اخبرته أسيا بصوت ضعيف متخاذل وهى تثبت أنظارها على سهيلة تستمد منها القوة :مساعدتنا... فقد توفى زوجى تاركنا غارقين بالديون حتى اذنينا .
رد بإستهزاء :ديون! وماذا اتوفع غير هذا من أخى الفاشل .
إستنفرت الأم من افتراءه الظالم وصاحت بشراسة: إنه ليس كذلك وانت خير العالمين بذلك بعد ما فعلته به .
إحتدت نظراته ونبرة صوته: وماذا تعرفين انت عن ذلك؟ .
قابلت حدته بحدة اكبر:كل شئ, أعلم أنك خدعت والدكما بشأنه عندما وقع صريع المرض وطلب منك مراسلة عبدالرحمن مطالب اياه بالعودة ليراه قبل موته ولكنك كذبت عليه واخبرته برفض عبدالرحمن العودة لرؤيته متعللا بإنشغاله بحياته بلندن, وإدعيت إنه ترك دراسته وتزوج بعجوز متصابية ينهب أموالها, واقنعت والدكما بأنه لايستحق اسمه وماله حتى كتب لك كل شركاته واملاكه, وعندما علم . زوجى بمرض والده عاد مسرعا وولكن الأوان كان قد فات فوالده قد توفى قبلها بأيام وانت اصبحت مستوليا على كل شئ وقمت بطرده .
صفق بإستهزاء وقال بسخرية:حسنا حسنا, لقد لخصت كل ماحدث بشكل جيد ولكنى أتسائل مادمت تعلمين كل هذا,فلماذا تتوقعين مساعدتى لكما؟ .
ردت بصوت مهزوز من سخريته:لقد أملت أنك تغيرت ولو قليلا ويؤنبك ضميرك عما فعلته من قبل وقد تساعدنا علَّك تنال مسامحة اخيك بتربته .
اجابها ببرود:لا سيدتى لم تحزرى , انا لم اتغير البتة وبالطبع لا أطلب مسامحة أحد..ولاشأن لى معك وإبنتك فليتولاكما الله برحمته.
هذه المرة جاء صوت سهيلة بإنفعال مصدوم:يا إلهى اى بشر أنت,كيف تفعل هذا بأخيك؟وكيف تتجرأ على ذكر الله الأن بعد كل مافعلته إن الله برئ من أمثالك,أتعرف شيئا أنا ايضا أتسائل عما نفعله هنا ,هيا بنا أمى .
وهكذا فى يوم واحد دخل صلاح الهاشمى حياتهم ليخرج منها وكأن شيئا لم يكن .
وعند عودتهما للمنزل أخبرتهن امهن الحقيقة كاملة, فبعد أن طرد صلاح الهاشمى والدهم عاد مجددا إلى لندن يستكمل ما بدأه هناك حيث لم يعد امامه سوى عام واحد لإنهاء دراسته للطب البشرى وبعد تخرجه عمل بإحدى مستشفيات لندن حيث تعرف هناك على والدتهن زميلته اللبنانية الملتحقة بقسم التمريض والتى شغفت به من اللحظة الأولى كما حدث معه, ثم تزوجا واستمرا بالعيش هناك ميسورين الحال,انجبا سهيلة بعد عامين واتبعها التوأم بعامين اخرين وبعد ثلاث سنوات من ذلك جاءت ليلى .
قضوا بالغربة قرابة العشرين عاما إدخرا فيه مبلغا ليس باليسير حتى جاء قرر والدهن انه إكتفى من الغربة والطب!وتمت العودة وسهيلة بعمر الثالثة عشر..اشترى والدهن هذه المزرعة ليحقق شغفه القديم بالزراعة الذى رفضه والده قديما واصر على إمتهانه للطب .
غافلت سهيلة إبتسامة وهى تتذكر أيامهن الأولى السعيدة بالمزرعة والتى كانت تبدا بإستيقاظهن مبكرا للمشاركة بجمع الياسمين بناءا على إصرار والدتهن والتى كانت تعشق هذه الأزهار بشكل خاص..وكثيرا ما كانوا يشاركن فى أعمال المزرعة فى أوقات فراغهن فسهيلة وسارة كانوا يدسون أنوفهن فى كل مايخص الأرض والمحاصيل وزينة كانت مهوسة بالماشية .. حتى إنها كانت تصر أحيانا على حلب الأبقار رغم عدم إجادتها لذلك, اما ليلى فدائما ما كانوا يجدونها تهرول وراء الماعز والخرفان هنا وهناك وكثيرا ما كانت تأخذهم للمرعى .
وأمهم كانت شغوفة بحديقتها الخاصة المزدهرة بكافة انواع الأزهار من الورد البلدى والنرجس والبنفسج وبالطبع لم تخلو من الياسمين
اما والدهم فتفرغ لإدارة المزرعة والحسابات الخاصة بها .
وتذكرت أيضا مشاغبتها الدائمة مع زينة التى كانت تطير بصواب والدتهم, فزينة دائما ما كانت تحب الإستئثار بالأشياء خاصة تلك الأريكة الوثيرة امام التلفاز لأريحتها وترفض مشاركة الأخرين لها لذا من يريد الحصول على الاريكة فعليه مسابقة زينة إليها وتذكرت محاولات زينة فى التشويش عليها اثناء تدريبها على البيانو الذى أصر والدهم على شراؤه لها عندما لاحظ ولعها بالموسيقى الكلاسيكية كما شجعها على احترافها العزف عليه فألحقها بمعهد موسيقى ليلى حتى لا يتعارض مع دراستها, ذلك البيانو الذى تكاد تجزم بأن روح والدها مازلت تحوم حوله لذلك لم تستطع التخلى عنه حتى فى اكثر اوقاتهم ضيقا بينما تخلت سارة عن مجموعتها الثمينة من لوحات رسمت بريشة الكثير من المشاهير فسارة تعشق الرسم وتبرع فيه ولوحاتها تملئ ارجاء البيت وكذلك زينة التى تعشق التصوير و التى كانت بالكاد تفارق كاميرتها ولا تستطيع رؤية الحائط بغرفتها من كثرة الصور الملتصقة به عندما ضاقت بهم الامور لم تترد فى التخلى عن كاميرتها الثمينة ولكن سهيلة لم تستطع تحذوا حذوهم هذه المرة فروحها متعلقة بهذا البيانو وما نفع الجسد إن فارقته الروح .
اااااااااااااه من تلك الأيام العصيبة التى عاشوها منذ سبع سنوات فبعد رفض صلاح الهاشمى مساعدتهم تم الحجز على المزرعة لعدم تمكنهم من سداد الديون وأعلن عن يوم المزاد العلنى لبيع المزرعة ويحصل كل ذى حق على حقه ,ولكن هذا لم يحدث عندما تدخل العم سليمان ذلك الرجل الطيب جارهم الذى أبى أن يقف معقود اليدين أمام هذه المرأة المكلومة وبناتها اليتامى وتركهم يتخبطون بمفردهم فى هذه الدوامة فسدد ماعليهم من ديون ليمنحهم المزيد من الوقت لتدبير امورهم . .
حلت سهيلة محل والدهم بالمنزل والمزرعة وأصبح التعليم بالنسبة إليها ترف يمكن الإستغناء عنه , فتخلت عن دراستها وإنشغلت بأمور المزرعة بدلا من والدتها التى تدهورت صحتها من فيض المصائب التى صبت عليهن وأتى الحمل ليجهز على ماتبقى منها فأصبحت ضعيفة ملازمة للفراش اغلب الوقت لاتقوى على الأعمال الشاقة كان يكفيها ما تقوم به من اعمال منزلية ولكن هذا أيضا حرمت منه سهيلة واخواتها بوفاة والدتهم التى لم تستطع الصمود طويلا امام عناء الولادة فى ذا السن الكبير ومع حالتها الصحية المتاخرة .
عندها مات شئ بسهيلة لن يعود مرة اخرى وكأن روحها فارقتها مع روح أمها اصبحت جسد متماسك لم يعد يضنيه شئ وروح جوفاء لا تشعر بشئ لا يعنيها مما يحدث حولها سوى النجاة بإخواتها مهما كانت الوسيلة .
اصبحت العمود الصلب الذى يرتكز إليه الجميع حتى الطفلة الصغير ياسمينا لم تفارقها منذ ولادتها ولم تبخل عليها بشئ حتى لفظة أمى التى تناديها بها .
وعلى الرغم من صغر سن سهيلة إلا إنها تمكنت من النهوض بأحوال المزرعة واستطاعت تحقيق ارباح فى اول سنة لها بإدارتها وفى السنة التالية اصبح بمقدورها البدء فى تسديد ديونهم للسيد سليمان حتى استطاعت خلال ست سنوات تسديد مايفوق ثلث المبلغ ولم يعترض السيد سليمان على طول مدة سداد الدين وامهلهما مايشاءون من وقت ولكن القدر أبى ان يمهلهم المزيد فقد توفى السيد سليمان منذ ثلاث شهور ومازالت سهيلة مدينة له بأكثر من نصف الدين ظنت سهيلة انها ستستمر على نفس المنوال فى سداد الدين مع الورثة بعد وفاة السيد سليمان ولكنها كانت مخطئة فى ذلك , فالورثة لم يكن يعنيهم من هذا الدين سوى نقودهم وألحوا فى طلبها وهذا ما أدى بهم الى الموقف الذى يقفون به الأن .
- أنسة سهيلة, افاقت من شرودها على صوت محاميها السيد احمد
- نعم سيد احمد .
- هذا السيد رافت محامى السيد عاصم المالك الجديد للمزرعه انستى
ابتلعت غصة ارتفعت بحلقها عندما سمعت نعته لذلك العاصم بالمالك الجديد وردت بصوت باهت: مبارك سيد رأفت .
- شكرا لك انسة سهيلة, موكلى يعتذر عن عدم تمكنه من الحضور لإنشغاله ببعض الاعمال ويعلن عن موافقته على المدة التى تطلبينها لإخلاء المزرعة .
- شكرا له سيد رأفت .
- العفو عن اذنك انستى .
أومأت لهم ثم أعلنت لأخواتها عن رغبتها فى النوم, وفرت هاربة الى ظلمة غرفتها التى لا تقارن بظلمة روحها فى هذه اللحظة .
****************
فى الجانب الآخر فى إحدى أكبر الشركات الهندسية بالقاهرة كان يقف ظلا طويلا داكن الملامح حاد التعبير يدس كفيه فى جيوب بنطال بذلته الانيقة يتطلع إلى حركة المرور أسفله ويزفر بنفاذ صبر من حين لأخر ثم لم يلبث ان اخرج سجائره واشعل واحدة ينفس فيها غضبه فلم تزده إلا إشتعالا سحقها بعنف وهو يتمتم بحنق:ما الذى أخر هذا العجوز هكذا؟ كان على الذهاب بنفسى ,تبا لذلك الاجتماع الذى لم استطع التخلص منه ,اوووف .
اخذ يقطع مكتبه جيئا وذهابا حتى سمره صوت هاتفه التقطه سريعا مجيبا بنفاذ صبر: مرحبا سيد رأفت , ما ألاخبار؟ .
- لقد تم كل شئ كما اردت سيد عاصم و المزرعة الان ملك لك
زفر بإرتياح وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيه: شكرا لك سيد رأفت
- العفو سيدى, مبارك لك .
- شكرا سيد رأفت , عمت مساءا .
اغلق هاتفه وعلت شفتيه ابتسامة شرسة والتمعت عينيه ببريق وحشى كليث عثر على فريسته اخيرا وهذه المرة اقسم انها لن تفلت منه ولو أزهقت روحه فى السعى خلفها .x
تمتم بنشوة: اخيرا حوريتى سنلتقى من جديد .

نهاية الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 05-08-16 الساعة 12:45 AM
omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 12:08 AM   #4

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى
بعد المزاد بيومين , دق عاصم الجرس ببيت المزرعة بتحفز لا يخلو من التوتر .
فتحت له فتاة صغيرة تطلق ضحكات من بين لهاثها وتكاد الشقاوة أن تقفز من عينيها كانت بالكاد تصل لركبتيه, صعدت بعينيها من ساقيه إلى جزعه حتى وصلت إلى وجهه بعيون متسعة برهبة احتلت معظم وجهها الدائرى الصغيرفبدت أشبه بالشخصيات الكرتونية .
هتفت بإنبهار طفولى: ياإلهى أنت طويل للغاية ...بل أنت تفوق عمار طولا
رد عليها بمرح وهو ينحنى بركبتيه لمستواها : ومن يكون عمار هذا؟ .
ردت بثرثرة طفولية: إنه ابن .......... .
قاطعهم صوت أنثوى غاضب لاهث : ياسمينا,لما لا تستمعين إلى أوامرى أنا قلت لايوجد لعب بالخارج,أقسم إنى لن أفوتها لك هذه المرة .
ارتفع رأسه بحدة لمصدر الصوت وما أن رأها حتى تعالت ضربات قلبه بإيقاع يكاد يسببه له ألم جسدى,إرتفع بجزعه ببطء غارقا فى تأملاته تلك الغافلة عنه بأختها الصغيرة .
جرت عيناه عليها بتفحص لاهف,تأمل شحوب بشرتها البالغ,نعم هو يتذكر انها فاتحة البشرة ولكنها لم تكن شاحبة أبدا, نظر إلى عينيها التى أختفى بريقهما المحبب واعتمتا بالظلال..ونفر بقوة من تلك الكعكة الضخمة التى تغتال حرية شعرها وحيويته.. وإبتئس من نحول جسدها الدال على مقدار ما عنته .
نعم لقد تغيرت كثيرا ولكن لم يتغير تأثيرها عليه وعلى حواسه, ففى حضرتها يجد نفسه متأهبا مثارا..تلتقط أذنه كل ما يجود به ثغرها..حتى أنفاسها بإمكانه إحصائها ..يستنشق بجشع كل مايصله من أريجها ..عيونه تلاحق سكناتها قبل حركاتها...
أخرجه صوتها بنبرته الجامدة من شروده: من أنت , وماذا تريد؟
تنحنح ومد يد برسمية يقدم نفسه: عاصم الحداد ,المالك الجديد .
قست نظراتها دون إرادة منها فرغم كل شئ هو آتٍ ليسلبها بيتها ومزرعتها ..جرت عيناها عليه بتجهم من رأسه لأخمص قدميه,تأملت ملامحه الخشنة والتى من الواضح إنه لايسعى لتلطيفها خاصة بتلك الطريقة التى يعقد فيها حاجبيه السميكين وتلك النظرة الحادة النافذة من بؤبؤيه,ليأتى أنفه المعكوف وفمه الصارم الشفاه ليقضيا على أى أمل بلين ذلك الفم ولو قليلا, نظرت إلى ذقنه الحليقة تماما وكأنه إعترف أخيرا بخشونته المفرطة فلم يرد أن يزيد الطين بلة بإطلاق لحية, لفت إنتباهها ذلك الشق الطولى بذقنه والذى اضف إليه جاذبية وقدر ضئيل من الليونة .x
لاتنكر أن خشونته ليست بالفظة ,إنما تلك الخشونة التى تعظم من شعور أى أنثى بنعومتها ورهافتها, خشونة بدائية حسية تثير حفيظة أى أنثى لتفر من لديها عقل وتنجو بكيانها فمن مثله لا يرضى إلا بخضوع تام .
نهرت نفسها على تفكيرها الغريب ذاك وتجاهلت جسده القوى الشامخ أمامها فهى لن تتغابى مجددا وتعلق فى شباكه مرة أخرى.
تجاهلت يده المدودة وسألته ببرود:كيف أخدمك سيد عاصم؟
رفع أحد حاجبيه بإستفزاز ثم وجه يده الممدودة إلى الصغيرة متجاهلا قلة ذوق أختها الكبيرة وكرهيتها الواضحة له .
- مرحبا ياسمينا, سعيدا برؤيتك .
وقفت على أصابع قدميها لتصل ليده الممدودة وقالت بإنبهار: انت تعرف إسمى .
- نعم لقد أخبرتنى العصفورة به .x
عبست بضيق: العصافير لاتتحدث .
رد بمرح وهو يلقى سهيلة بنظرة جانبية: عصفورتى أنا تتحدث
- لم تقل لى كيف أخدمك سيد عاصم؟ قاطعها صوت سهيلة بعصبية طفيفة أعادت إنتباهه إليها فرد بجدية: أريد الحديث معك أنسة سهيلة
إستغربت معرفته لها ولكنها لم تعطى أهمية للأمر ووجهت كلامها للصغيرة: إذهبى إلى سارة بالمطبخ صغيرتى .
عارضت ياسمينا بإستعطاف: ولكنى أريد اللعب بالخارج أمى ,أرجوك .
أمى؟! خرجت منه بنبرة خافتة مبحوحة, إلتقطتها سهيلة فنظرت له ببرود لتصدم بالبريق اللاهب بحدقيه وتلك الإبتسامة الكسولة على شفتيه , كشرت برد فعلى عفوى من تجاوزاته وأجبرت نفسها على تجاهله وعادت بإنتباهها إلى ياسمينا: إذهبى الأن إلى سارة, وسنرى موضوع اللعب بالخارج لاحقا .
- أرجوك, أ........... .
قاطعتها بصرامة: كفى ياسمينا, إذهبى الأن, تبرمت ياسمينا مغادرة.
نظرت إلى ذلك الذى لا يبذل أى جهد يذكر ليخفى إستمتاعه بما يراه, ثم قالت بتجهم: تفضل بالدخول سيد عاصم .
ابتسم بتهذيب بعيدا عن طريقة تمعنه بها: من بعدك أنستى .
استدارت تتقدمه بجسد متصلب يعلن عن رفضه لما يحدث, قادته إلى الصالون مشيرة إليه بالجلوس: تفضل بالجلوس .
استمر على تهذيبه المغيظ : أيضا من بعدك أنسة سهيلة ..
تنهدت داخليا موصية ذاتها بالصبر حتى تعرف الغرض الذى أتى به إلى هنا
بعد جلوسهم بادرته بسؤالها: أليس مجيئك مبكرا بعض الشئ سيد عاصم, لقد مر يومان فقط على المزاد والمدة الممنوحة لنا قبل إخلاء المنزل هى اسبوعان؟ .
تأملها برهة ثم رد عليها بجدية مماثلة: لم أذكر أن مجيئى له علاقة بإخلاء المنزل أنسة سهيلة .
رفعت أحد حاجبيها بإستغراب وسألته بحدة طفيفة : وهل بيننا أمور تستدعى زيارتك سيد عاصم؟ .
رد بصبر:مهلك أنسة سهيلة ولا داعى لهذه العدائية فأنا لم أتِ فى شر .
سألته بضيق: ولما أنت هنا سيد عاصم؟ .
ابتسم لها إبتسامة جذابة أربكتها: لدى عرض لك وأتمنى قبوله
نظرت له بتفحص لبرهه وردت بجدية : أنا أستمع .
تكلم برزانة: فى الواقع أنسة سهيلة , أنا أردت الحصول على تلك المزرعة من أجل والدى وليس لمكاسب مادية, فوالدى أصيب من فترة بذبحة صدرية, والطبيب نصح بالإبتعاد عن جو المدينة بجوها الملوث واللجوء إلى الريف حيث الحياة الطبيعية والهواء النقى قمت بشراء هذه المزرعة ولكنى لا أستطيع أن أترك شركاتى وأعمالى بالقاهرة لأتفرغ لإدارتها ,وهنا يأتى عرضى.
صمت قليلا يفكر كيف يصيغ طلبه دون أن يثير حفيظتها: أنا أعرض عليكى العمل بالمزرعة انسة سهيلة .
هبت ثائرة بغضب لم تستطع إحتوائه: ماذا؟! أعمل لديك! أجيرة بمزرعة كنت أملكها, هل جننت يا هذا؟ .
أثارت حفيظته هذه المرة فأمرها بنبرة صارمة يستعملها مع أخته الصغيرة:إجلسى أنسة سهيلة ولا داعى لإستخدام ألفاظ مهينة لإنى لن أكون متسامحا فى المرة القادمة .
أجابته بغيظ: لن يوجد مرة أخرى يا سيد, لأنك ستغادر من فورك
أمرها بحدة: إصمتى أنستى قليلا,وإسمعى عرضى كاملا
أجابته ثائرة:إذهب أنت وعرضك إلى الج...... .
قاطعها صارخا بها: إصمتى .
نظرت له بزهول فارغة الفاه, من يظن نفسه ذلك الرجل ليتجرأ ويصرخ بها هكذا ؟!ومن هو ليأمرها؟!! .
بينما إستغل هو دهشتها وأكمل عرضه بصوت إستعاد هدوءه:أنسة سهيلة انا لا أطلب منك العمل كاجيرة لدى , بل مديرة للمزرعة كما كنت دائما وبالطبع العرض لأختيك أيضا , ولك مطلق الحرية فى التصرف بما هو فى صالح المزرعة, وأنا لن أتى سوى يوم بأخر الأسبوع للإطمئنان على والدىَّ وشئون المزرعة , فكما ترين لن يتدخل أحد فى عملك .
فكرت فى كلامه عدة لحظات ثم سألته ببرود: ألا ترى أنك غير منطقى سيد عاصم؟ كيف تثق بإدارتى للمزرعة وقد خسرتها لتوى تحت أعباء الديون .
رد بإبتسامة هادئة: أنا لست أبلها لألقى بمالى لأيا كان أنسة سهيلة , لقد إطلعت على حسابات المزرعة والجدير بالماحظة بها أن إنتاجها زاد أضعاف منذ توليكِ مع إخوتك إدارتها منذ خمس سنوات , ولكن للأسف حجم الديون كان يفوق حجم المكاسب بالكثير وهذا ما أدى إلى تلك النهاية البائسة .
ظلت صامتة فأكمل : وهكذا فأنا أعرض عليك إدارة المزرعة فى مقابل نسبة من الأرباح فلتكن أربعين بالمئة وكما ترين الأمر أصبح شراكة وليس صاحب عمل ومأجور .
عقدت حاجبيها بريبة: ألا ترى أن هذه النسبة كبيرة على إدارة المزرعة سيد عاصم .
أجاب بهدوء: لا ,أنا أرى ذلك عادلا أنسة سهيلة , فالمجهود كله لك ما أنا إلا مالك للمزرعة فقط بالإضافة أنى عندما إشتريت المزرعة لم أفكر بالعائد المادى منها , لذلك أرى أنى الجانب المستفيد هنا.
قاطع الصمت بينهم طرقات الباب ثم فتحه بواسطة سارة فى ذيلها ياسمينا التى لم تستطع التغلب على فضولها .
قدمت سارة العصير لعاصم وإنضمت لجوار سهيلة فى صمت متوجس من جو الغرفة المشحون بالتوتر .
واتجهت ياسمينا لتجلس بحجر سهيلة التى مدت يدها لتملس على شعرها بشرود تفكر بالعرض وأبعاده .
تابع عاصم الحركة الرتيبة لأصابع سهيلة بنظرة شغوفة مالبثت أن شملت سهيلة بأكملها عندما بدأت الحديث إليه بهدوء .
ولكن هناك مشكلة سيد عاصم لا أظن أنك فكرت بها.
ابتسم داخليا متوقعا ما ستنطق به ورد عليها بتأنى خادع: أنيرينى أنسة سهيلة .
أجابته بتشفى وكأنها تسجل عليه نقطة: السكن سيد عاصم , فنحن مازلنا نبحث عن منزل لنا والذى بالطبع لن يكون قريبا من هنا لعدم وجود منزل خال بالمنطقة , فكيف لنا بالعمل فى المزرعة بهذه الحالة؟ .
ابتسم إبتسامته الواسعه التى تثير حنفها: لا تقلقى أنسة سهيلة فالمنزل موجود بالفعل, فلن يفوتنى أمر هام كهذا .
سألته بسخرية : وأين يكون هذا المنزل الموجود بالفعل؟
اتسعت بإتسامته أكثر من سخريتها الواضحة فكشرت وهى تتبرم بخفوت "تبا لتلك الإبتسامة الا حدود لإتساعها" .
- الملحق بهذا البيت أنسة سهيلة, أظن إنه يناسبكم فهو مكون من غرفتى نوم وصالة واسعة وبالطبع مطبخ وحمام .
تجهم وجهها واكتسحتها المرارة بقوة لما آل بهم الحال من قاطنى المنزل الكبير إلى دعوتهم للإقامة بالملحق البسيط الذى سبق وإستخدمه الكثير من الأجراء الذين عملوا لديهم.
إستطاع عاصم قراءة ما يجيش بصدرها من إنفعالات فأثر الذهاب وتركها تقرر أمرها بهدوء وروية .
تنحنح ليخرجها من شرودها : المعذرة أنسة سهيلة ولكنى مضطر للمغادرة الأن , خذى ماشئت من وقت حتى تقررى أمرك, مد يده لها ببطاقة التعريف الخاصة به: تفضلى بها رقم هاتفى , اتصلى بى متى قررت .
إلتقطتها منه بفكر مشغول ولم تعقب بشئ فودعها وخرج تصحبه سارة التى جلست تتابع بصمت منذ دخولها .
إتجه الى سيارته بخطوات ثابتة والإبتسامة تعلو ثغره لا إراديا فهو منتشى برؤيتها رغم ما طرأ عليها من تغير خراجيا وداخليا, فهى أكثر هدوءا ورزانة وأقل حيوية وبها الكثير والكثير من البرود والتباعد ومع كل هذا فهى تجذبه بشدة وتحرك رجولته وعنفوانه, فمن قبل عندما قابلها من سبع سنوات أسرت روحه بأنوثتها الوليدة وببشاشتها العفوية وانطلاقها الخجول واليوم تجتاحه بضعفها الذى تجاهد فى محوه وليس إخفاءه فقط عن الأعين, يا إلهى ماأحلاها فى دور المسئول الذى فرض عليها .
وصل إلى سيارته وفتح بابها ولكن هوى نفسه دفعه ليلقى نظرة اخيرة إل حصنها قبل مغادرته, فإنفجرت شفتيه بإبتسامة واسعة عندما وجدها تراقبه من خلف النافذة بالصالون بتركيز عميق.
اشار لها بتحية صامته وركب سيارته وإنطلق بها بصخب لا يقل عن صخبه الداخلى .
أما سهيلة فبعد ان تركها افاقت من شرودها على حركة ياسمينا المغادرة للغرفة لتجد نفسها وحيدة بالغرفة ,عقدت حاجبيها بضيق وإتجهت إلى النافذة ورأته يتجه إلى سيارته بخطوات كسولة مختالة أثارت فى نفسها شعور غريب بالألفة تجاهه, ثم مالبثت أن شهقت بخفوت عندما وقع بصره عليها وسبت بخفوت عندما علت شفتيه تلك الإبتسامة التى بدأت فى كرهها بالفعل وارتفعت يده بتحية لها, جزت على أسنانها بغيظ وأغلقت الستائر بعنف .
*****************
فى المساء
اجتمعت سهيلة وإخواتها لتناول العشاء فأخبرتهم عن عرض عاصم لهم .
فكانت ليلى أول المعلقين: هذا عرض رائع..إنها فرصة لا يجب التفريط بها .
وافقتها سارة بهدوء:وأنا أيضا أظنها فرصة مناسبة لنا .
اومأت لهم سهيلة ونظرت إلى زينة التى تقلب الطعام فى صحنها بشرود فعرفت إنها تحاول أن تصل إلى ما وراء ذلك العرض
- ماذا عنك زينة؟ .
أجابتها بتمهل: لا أعرف سهيلة , ولكنى أرى أن العرض كريم بدرجة تدعو إلى الشك .
- أنا أيضا أظن ذلك, ولكن انظرى إلى الجانب الأخر فليس لدينا ما يطمع به فكل ما كنا نملكه هو المزرعة والتى هى ملكه الأن.
- وهذا ما يحيرنى ! ثم ماذا إن تخلى عن خدمتنا فجأة ؟
- لا تقلقى سأصر على كتابة عقود لنا جميعا قبل أى شئ أخر.
- جيد أنا موافقة فى حالى موافقتك .
عقبت ليلى بحنق: يا إلهى ما كل هذا التعقيد,لما لا تنظرون للأمر ببساطة عرض جيد ويناسبنا بل إننا فى أمس الحاجة إليه, فلما لانسارع بالموافقة قبل أن يطير منا .
سخرت زينة منها:لا دخل لك بتعقيدنا أنسة لورين ,يكفينا حماقتك وتزيد .
ردت ليلى بثقة: إنه ليس حماقة بل حسن تقدير للأمور .
ابتسمت زينة بتهكم : وكأننا لا نعرف كيف تجدين تقدير الأمور
كشرت ليلى وجهها:معقدة .
زينة بإستفزاز: حمقاء .
و هكذا إنتهى الجدال بينهم كما ينتهى دائما .
******************
على طاولة عشاء أخرى فى إحدى فيلات القاهرة حيث إجتمعت أسرة عاصم لتناول العشاء .
يترأس الطاولة والده السيد مختار الحداد الذى تجاوز الستين من عمره ولكنه مازال يحتفظ بقدر من وسامته السمراء والتى أورثها لإبنه عاصم ,كان السيد مختار رئيس مجلس الأدارة لشركات الحداد قبل تقاعده والذى وافق عليه على مضض نتيجة إلحاح أسرته خاصة بعد مرضه المفاجئ ليتولى عاصم المنصب عن جدارة .
على يساره يجلس عاصم البالغ من العمر ثلاثة وثلاثون عاما يتميز بالهدوء والرزانة والحكمة بتصرفه والقدرة على التحكم برباطة جأشه والتى يقابلهم عصبيته وحدة طباعه التى قد تصل للوحشية فى تلك اللحظات النادرة التى تفلت فيها سيطرته على أعصابه ويسمح لما أمامه بإستفزازه فهو لا يتهاون فى حقه وحق من يخصه .
يجاوره أخيه أمير الذى يبلغ التاسع والعشرين من عمره لم يأخذ من والده سوى سواد شعره وعينيه, فهو ذو بشرة فاتحة يزينها دائما بلحية خفيفة تتناقض بسوادها مع بياض بشرته فتعطيه لمسه خشنة مثيرة, بنيته الجسدية لا تختلف كثيرا عن عاصم الفارع الطول والعريض الكتفين والقوى الجزع, ولكن شتان بين الشخصيتين فأمير أبعد مايكون عن الهدوء والرزانة ولا تستطيع وصفه بالرعونة والطيش, إنه ببساطة ثائر, جامح, يرفض القيود ويثور ضدها فهو عنيف عندما يكبله شئ ما,ومنتزعا لما يعجبه, وناقما على مالا يعجبه لا يستطيع إحتواء فرحته عندما يسعدده شئ ولا يتحكم فى غضبه عندما يضايقه شئ, متحرر من أى تقاليد بالية ولا يتعب نفسه بمجاملة أحد .
يعشق عمله كعاصم ويتقنه,ولايتخلى عن عبثه وأيضا يتقنهx
لا يضن على نفسه بمصاحبة الفتيات ولكنه مهما إنغمس معهن يضع لذاته حدود فى أى علاقة لا يتجاوزها.
يتولى رئاسة إحدى فروع الشركة بمحافظة الأسكندرية بينما عاصم يتولى إدارة الفرع الرئيسى بالقاهرة وهناك فرع أخر للشركة بدبى يتولى إدارته عمهم حسين الحداد وإنضم إليه مؤخرا إبنه قاسم المتخرج حديثا من كلية الهندسة .
أما على يمين والده فتجلس أمه ,رقية الحداد إبنة عم والده ومحبوبته منذ الصغر, لم تتغير ملامحها رغم تقدمها بالعمر فمازالت بيضاء البشرة , زرقاء العينين ,أنيقة الملامح والثياب التى تكللها بالحجاب مع لمسة أرستقراطية خادعة فطبيعتها أبسط مايكون , يكفيها وجود زوجها وأولادها حولها حتى يشرق يومها .
بجوارها تجلس إبنتها رؤية أخر العنقود فى المرحلة الأخيرة بالثانوية العامة تشبه أمها فى بياضها وعيونها الزرقاء ووجهها المستدير وشعرها العسلى الجذاب ولكنها تختلف عن والدتها فى الأناقة ,فهى عشوائية الثياب وقد تصل عشوائيتها تلك الى حد البهرجة , ملامحها تفيض بالشقاوة والدهاء وإن يصفها البعض بالجنون .
تنحنح عاصم ليخبر والده عن أمر المزرعة .
- إحم,إحم أبى أريد إخبارك بشئ هام .
- ما الامر؟سأل والده بقلق فقلما يصف عاصم شئ بالهام
- لقد إشتريت مؤخرا مزرعة فى منطقة ريفي.......
قاطعه صوت والده الحانق:لا تقل لى أنك فعلتها برغم من نهى لك مرارا,لما لاتستمع إلى ما أطلبه دون إعتراض؟ ألم يكفيك إقصائى عن الشركة ليطمئن قلبك والأن تريد ان تنفينى ايضا الى الريف!
رد عاصم بحنية: كل مافى الأمر إنى أخاف عليك, فالأزمة الصحية الاخيرة لم تكن بالأمر الهين , ثم إن المزرعة ليست بعيدة إنها قريبة جدا , وستعجبك صدقنى .
تدخلت امه بحنان:عاصم لديه حق للقلق مختار إن وعكتك الأخيرة كادت أن تميتنى قلقا, فكيف تطلب منا عدم الإستماع لنصائح الطبيب, ثم ألا يكفيك أن أكون معك .
تزمر والده:كيف تقولين ذلك عزيزتى,ولكنى أرفض أن يقودونى أولادك كعجوز خرف لايستط......... .
سارع عاصم وأمير بنفس واحد: معاذ الله ياأبى , قطع لسان من يقول ذلك .
أكمل أمير ملطفا الجو: كل ما فى الأمر إننا نريدك بخير حال, أدام الله فى عمرك يا أبى .
أضاف عاصم برجاء:هيا أبى , أنا متأكد أن جو المزرعة سيعجبك, ثم إن أمى ورؤية سيذهبان معك, كما إنك معتاد على قلة رؤيتى أنا وأمير ,كما أننا سنأتى لرؤيتك بنهاية كل أسبوع .
صرخت رؤية بإعتراض: ماذا؟ّ!كيف سأذهب معهم؟وماذا عن دراستى وأصدقائى؟ .
قال عاصم بصرامة:سوف تلتحقين بالمدرسة الموجودة بالمنطقة هناك, فتقبلى الأمر بدون جدال .
ردت بغضب:بهذه البساطة, تقومون بنقلى إلى .x
مجتمع غريب لا أعرف أحد فيه والمطلوب منى تقبل الأمر ببساطة
هدئها أمير بمنطقه:إهدئى رؤية , الامر لا يستدعى كل هذه الدراما, أولا المزرعة قريبة من هنا وليست بأخر العالم وعندما تريدين رؤية أصدقائك سيصطحبك أحدنا إليهم,وثانيا أنت بالثانوية العامة بمعنى أن إهتمامك الأول لدراستك وليس للمصادقة والزمالة, كما أن الهدوء هناك سيعينك على المذاكرة بشكل أفضل, والأمر كله عام واحد وتلتحقين بالجامعة بالقاهرة وتختلطين بما شئت من أصدقاء .
أضاف عاصم بإقناع : كما إنك ستجدين هناك الكثير من الفتيات الرائعات أنا أضمن لك ذلك .
صمتت رؤية تقلب حديثهم بعقلها حتى قررت فى نهاية الأمر إنها لن تخسر شيئا فلتعتبرها مغامرة جديدة .
عاد عاصم بإنتباه لوالده: ماذا قلت أبى؟ .
تأفف والده من إلحاحه: وهل تركت لى خيار .
- الخيار دائما لك أبى ولكن لا يسعنا إلا القلق عليك والسعى على راحتك .
- ومتى ستسعى على راحتك أنت,متى ستتزوج لقد بلغت الثالثة والثالثين وأنا بعمرك كان لدى أنت وأخيك فمتى سأراى أحفادى؟
لمعت عيونه وإبتسم بغموض: أعدك سيكون قريبا, فقط إدع لى.
إلتقط والده بريق عينيه فعرف إنه يخطط لشئ ما, والذى بالطبع لن يبوح به, فدعى له بالتوفيق دون سؤال: وفقك الله بنى .
**************
بعد عدة أيام (قبل إنتهاء المهلة بيومين) .
تنهدت سهيلة وهى تغلق سماعة الهاتف وقد انتهت لتوها من محادثتها مع أخر شركة قد تقدمت للعمل بها ,وكان الرد كالمعتاد حصلت عليها أخرى من ذوات الشهادات العليا .
الكل يبحث عن المؤهلات حتى فى أبسط الوظائف كعاملة إستقبال
سخرت من نفسها " ولما يرضون بمن إكتفت بتعليمها المتوسطعندما يحصلون على صاحبة المؤهل العالى" .
تأففت بضيق لا تعرف موجه لمن! لتلك الشركة,أم لنفسها, أم لذلك العاصم الذى ألقى إليها بعرضه الأشبه بهدية مغلفة بفخامة ولا تعرف ماتخفى بداخلها, وكأمراة نالت من مفاجئات الزمن الكثير فهى تخشى فتحها .
تأففت من جديد بعصبية" لما لا أخذ الأمور ببساطة كما أشارت ليلى ,عرض جيد وأنا فى حاجة إليه نقطة وإنتهى الأمر, لما أشعر بأنى سأوافق على شئ أكبر من العقد! أكبر منى! .
"أوووف ماذا الأن ؟ ركزى سهيلة ,ليس لديك خيار أخر لقد تبقى على المهلة يومان وحتى الأن لم تجدِ منزل أو عمل ,لا مفر من الموافقة وإلا لن تجدى سوى الشارع مأوى لكِ ولأخوتك,هزت رأسها رافضة الفكرة وإتجهت إلى الهاتف بثقة نابعة من خوفها على إخواتها .
- مرحبا هل يمكننى التحدث إلى السيد عاصم؟ .
- من أخبره؟ردت سكرتيرته .
- سهيلة عبدالرحمن .
- لحظة من فضلك .
- مرحبا أنسة سهيلة ,أتاها صوته بنبرة خشنة اجشة
- مرحبا سيد عاصم , صمتت قليلا ثم إستدرجت بهدوء: لقد إتصلت لأخبرك بموافقتى على العمل بالمزرعة .
إزدادت خشونة صوته:جيد,متى أستطيع رؤيتك لتوقيع العقود
- لا داعى لإزعاجك سيد عاصم , أخبرنى بعنوان المحامى الخاص بك وسننهى الأمر معه .
رد بنبرة قاطعة:كلا ,أنسة سهيلة أنا احب إنهاء الأمور"تلكأ قليلا ليكمل بتشديد على الحروف" الخاصة بى بنفسى .
توجست من نبرته وقالت بتردد:حسنا لك هذا, ولكن كنت أريد الإستفسار عن شئ .
- تفضلى أنا أسمعك .
- ماذا عن العمال؟ أقصد من سيقوم بتوظيفهم؟ .
- كما ذكرت من قبل أنسة سهيلة ,كل ماله علاقة بالمزرعة يعود إليك .
- إنه مالك سيد عاصم قبل كل شئ .
أجابها ببساطة:أنا أثق بك أنسة سهيلة .
سألته بإستغراب حقيقى: من أين لك هذه الثقة سيد عاصم,أنت لا تعرفنى بالمرة,ألا تخشى أن أكون حقودة أؤدى بالمزرعة إلى الإفلاس؟! او عديمة الضمير أختلس أموالك؟! .
رد بثقة: لا أظن ذلك, فأنت لن تفعلى ذلك بمزرعة مازلت تعتبرينها ملكا لك .
قالت بجفاء: وهل تلومنى على ذلك .
رد بلا تردد: بل يسعدنى تفكيرك ذلك, ومن يعلم قد تكونين أقرب للحقيقة مما تظنين! .
- لا أفهمك .
- أعرف ذلك .
سألت بنرفزة: أليس لديك شيئا أخر لتضيفه؟ .
رد بسماجة: الأن لا .
زفرت بنفاذ صبر:حسنا سيد عاصم كما تشاء, وداعا .
رد ببحة: إلى اللقاء .
أنهى إتصاله بإبتسامة جذلة فهو لن يسمح لاى شئ وإن كان نفورها الواضح من تعكير لحظات سعادته الخاصة .
ما أعجب تأثيرها عليه فهى تملؤه بالحيوية والعنفوان , معها يشعر بأنه حى بما فى الكلمة من معنى فهى تضفى رونقا جديدا لكل شئ حتى التنفس الرتيب,فأصبح يستنشق بعمق ويزفر بتلذذ .
إبتسم من أفكارهونهض من مجلسه متجها إلى النافذة ليشرد عما فى لقاؤه القديم بها .
كان قد وصل لتوه إلى أحدى الحفلات الخيرية التى تصر أمه على حضورها فقد عرض يومها على أمه أن يمر عليها لإصطحابها إلى المنزل .
دخل إلى صالة الحفل الواسعة والتى يسودها الهدوء بطريقة أثارت إستغرابه و لكن سرعان ما إنقطع هذا الصمت بألحان كلاسيكية عذبة تصدر من بيانو تتصدره أجمل ما رأى من جنس حواء, كانت هى.....حوريته!حورية تطوف بين السحاب تذوب مع موسيقاها بإبتسامة متلذذة كأنها تتذوق ما تصنعه أصابعها الرقيقة من ألحان وكأنها قطعة من شيكولاتة تذوب بفمها فتصدر عنها أهات النشوة فلا تعرف من أين تصدر النغمات من البيانو أم صاحبته! .
كانت تعزف مغمضة العينين وأهدابها تعانق إستدارة وجنتيها الموشحتين بلون وردى يعكس دفئهما الشهى, وثغرها منفرج عن إبتسامة وردية حالمة تتسع أحيانا لتظهر بريق أسنانها وتملئ ذقنها الناعمة بالغمازات الصغيرةالتى تزيد من فتنتها التى تتكلل بشعر فى سمرة الليل ونعومة الحرير يصل إلى خصرها ويبرز بسواده الحالك بشرتها البيضاء المخملية .
كانت ترتدى فستانا بلون الفانيليا يكشف عن نحرها العاجى وكتفيها بإستدارتهم الناعمة, ويصل إلى ماتحت ركبتيها ليكشف عن ساقين طويلتين رشيقتين بنعومة فستانها المصنوع من الساتان .
فاق من تأمله على صوت التصفيق الذى علا من الحاضرين إعجابا بعزفها الناعم ,أما حوريته فكانت تضحك بإبتهاج يقفز من عينيها جعلها كقطعة حلوى زاخرة بالألوان تشتهيها الروح قبل اللسان.
إنحنت للحضور بشكر صامت ثم اتجهت بمرح لتلقى بنفسها فى حضن رجل فى عقده الخامس عرف فيما بعد إنه والدها, خلاياه جميعها إستنفرت تطالب بضمها إليه أقرب إلى روحه المطالبة بها.
إنتفض على يد ضغطت على ساعده , ونظر بحدة إلى أمه التى أخرجته من شروده:مابك؟! عاصم لما تقف هكذا؟ .
ابتلع ريقه عله يرطب حلقه الجاف ثم إستعاد بعضا من رباطة جأشه
رد بهدوء:كنت أبحث عنك .
- جيد إنك وصلت , هيا بنا فأنا سأموت من الإرهاق
-حسنا, هيا بنا , تقدمته أمه بالخروج فإلتفت مرة أخرى إلى مكان الحورية فلم يجدها, جال بنظره فى القاعة بأكملها فلم يجد لها أثر,تنهد بضيق وإتبع أمه .
فى السيارة لم يستطع إمساك لسانه عن سؤال أمه عن تلك الحورية, فأخبرته إنها إحدى الطالبات المتفوقات بمعهد موسيقى ما والذى أراد المساهمة فى الحفل الخيرى .
- أمم , عزفها كان رائعا ,قالها بنبرة عفوية قدر المستطاع
- أه,نعم رائعا جدا,خلبت قلوب الجميع بعزفها ورقتها لدرجة أغرتنى بمحاولة إلحاق رؤية بذلك المعهد .
وافقها بحماس : فكرة جيدة, سأصطحبها إلى هذا المعهد بالغد.
وهذا ما كان, حيث توجه مصطحبا رؤية إلى مدير المعهد وتناقشوا فى أمر إلتحاقها به وإنتهت المقابلة بإصطحاب المدير لهم إلى قاعة التدريب حيث يوجد المدرب الذى سيعهده بتدريب رؤية.
ما أن وصلوا إلى القاعة حتى وجدوها خالية تماما إلا من تلك الحورية المغمضة العينين والغافلة عما حولها .
أخرج صوت المدير كلاهما من عالمه لخاص مناديا عليها بصوت قوى:سهيلة .
لم تسمعه فكرر نداءه بصوت أعلى: سهيلة .
انتفضت بخفة وتوقفت عن عزفها والتفت بأنظارها إليهم فقفزت واقفة بإبتسامة معتذرة:المعذرة سيادة المدير, لم أنتبه إليكم.
رد بتسامح: أستطيع أن أرى ذلك بوضوح, فقد كنت تحلقين كالعادة
إبتسمت بخجل دافئ وكررت:أنا أسفة حقا .
- لا عليك, أين السيد وليد .
لقد أتاه إتصالا هاما, سيعود بعد قليل .
إقتربت سهيلة منهم مرحبة بإبتسامتها البشوش: مرحبا .
أومأ لها المدير ورحبت بها رؤية بصوت طفولى,أما هو فكان غارقا فى تفاصيلها حتى صوتها لم يستطع إنتزاعه من تأمله .
إلتفت إليه المدير مقترحا: حسنا سيد عاصم لننتظره بمكتبى .
رد عاصم بصوت ثخين:أنا أفضل إنتظاره هنا, تفضل أنت سيدى سنجول بالقاعة حتى يأتى .
تردد المدير قليلا ثم طلب من سهيلة الواقفة بصمت مرافقتهم حتى مجئ المدرب وإنصرف عائدا إلى مكتبه .
نظرت سهيلة إلى الكيان الطويل أمامها منتظرة بدأه للحديث فلم تستطع التحكم فى حركتها التلقائية المجفلة إلى الخلف ما أن قابلت الخطر المتجسد فى ملامحه وعينيه الشاخصة إليها والتى لم تستطع تحديده بأعوامها الستة عشر, إتسعت عينيها برهبة من أنظاره الموجهة إليها وعينيه اللتين تقومان بمسح كل إنش منها بتدقيق لحوح,كان يتأملها بطريقة غريبة ليست بالفظة وبالطبع لم تك بريئة,كانت نظرة مهتمة, محتوية, شغوفة وكأنه يريد أن يشمل جميع تفاصيلها بنظرة واحدة .
إرتبكت من نظراته تلك فجاء صوتها متلعثما:مرحبا أنا ....أنا...
- حورية! نطقها بنبرة خافتة أجشة .
إتسعت عينيها ورمشت عدة مرات بإرتباك ولم تستطع أن تحدد هل نطق بهذه الكلمة حقا, أم أنها تتخيل ذلك؟! .
نظرت إلى رؤية تجاهلت وجود ذلك الداكن , ابتلعت ريقها وقالت بتلقائية مصطنعة: مرحبا أنا سهيلة, وانت؟ .
- مرحبا,أنا رؤية .
- أتحبين العزف على البيانو رؤية؟ .
- لا أعلم لم أجربه بعد .
سألتها بإستغراب: كيف ذلك؟! ألست صاحبة فكرة الإنضمام للمعهد؟!
- كلا إنه عاصم .
- ومن يكون عاصم هذا؟ .x
- أنا .
أتتها بنبرة ثخينة مخنوقة من الساكن بجانبها ,إحمرت من جديد ولم تجرؤ على النظر إليه وظل نظرها معلقا برؤية .x
فأضافة بخشونة ذات بحة:لقد رأيتك بالأمس وانت تعزفين بالحفل الخيرى ببراعة فتمنيت لرؤية بالمثل, لقد أبهرتى الجميع بالأمس أما أنا.......... فقد سلبتِ أنفاسى .
إرتعشت من الحميمية بصوته وأرادت الفرار من مجال هيمنته الذكورية , ولكن ماباليد حيلة فهو مصر على توجيه االحديث إليها بطريقة مباشرة تستوجب معها الرد .
إلتفتت إلي بتوتر لتشكره بإيجاز فسمرها العقيق الذائب بعينيه ولم تستطع الإشاحة عن مجال نظراته التى تأبى إطلاق سراحها,كانت كالمنومة مغنطيسيا فى حالة من التوهان , شفتيها تتحرك دون أن تنبس بحرف, عينيها مثبته عليه بنظرات مرتبكة خائفة, يديها ترتعشان بل كلها يرتعش وهو....... لا يرحمها .
-حورية! .
شهقت بخفوت وتعلقت نظراتها بشفتيه تنظر إليهم بتوهان لا تستطيع تحديد إن كان همس بهذه الكلمة هذه المرة أم إنها تتوهم مرة أخرى
- مرحبا, إنتفضت بقوة على الصوت القوى للمدرب وحررت نظراتها منه وثبتتها على المدرب بإصرار دون أن تنبث بحرف واحد .
سألها المدرب بإستغراب: ما بك سهيلة؟! .
- أنا.......... إنه ....... بالإذن .
تركتهم خلفها يناظرها كل منهم بتعبير مختلف وفرت بجلدها
لم يرها بعد ذلك مرة اخرى, حاولها رؤيتها لكنه لم يفلح , ثم علم بأمر إنقطاعها عن المعهد, حاول استخلاص المعلومات عنها من المعهد فلم يفلح سوى بمعرفة إسمها "سهيلة عبد الرحمن الهاشمى" وسنها "ست عشر عام" .x
شك أنها تقرب لصلاح الهاشمى رجل الأعمال المشهور فعلم من تحرياته التى أجراها أنه كان لصلاح الهاشمى أخا يدعى عبدالرحمن بالفعل سافر إلى لندن منذ قرابة الثلاثون عاما ولكنه لم يعد حتى الأن
شك فى صحة هذه التحريات , ولكن ماذا ستفيده إن كانت التحريات صحيحة أم خاطئة فلم يستطع معرفة طريق إليها .
ظل طيفها يحوم حوله لسنين يحول بينه وبين غيرها من إناث,فلم يلتفت لإغواء النساء من حوله حتى يئس من ظهورها مرة أخرى فى حياته وتوقف عن البحث عنها منذ سنتين تقريبا,وبدأ يهتم بصحبة غيرها من النساء اللاهفات عليه ولكنه سئم من مقارنتهم بها لتفوز هى دائما .x
حتى فكر لما لا يستقر وينهى الأمر فواحدة كغيرها لا إختلاف بينهم , على الأقل فيما يخص تأثره بهم , حتى تلك الواحدة لم يهتم بإختيارها بنفسه وترك الأمر لأمه , فرجحت له إبنة أختها "شهد" ولما لا؟ إنها مناسبة جدا له مثقفة, لبقة,شقراء إن كان يبحث عن الجمال, والأهم من ذلك من دمه, حداد مثله .
فأخبر أمه إنه سيسعى إليها عن قرب قبل إتخاذ أى خطوة رسمية قد تسبب مشاكل بالعائلة فى حالة عدم توافقهم, ولكنه لم يكد يبدأ معها حتى رأى ذلك الإعلان بالصحيفة "مزاد علنى لمزرعة بإحدى المناطق الريفية القريبة من القاهرة والمالك:المرحوم عبد الرحمن الهاشمى وبناته من بعده!", وعندما تحرى عن الأمر تيقن إنها هى حوريته,فلم يجد طريقة للوصول إليها سوى إمتلاك مزرعتهاx
وهى من بعدها! .
نهاية الفصل .
أتمنى قراءة ممتعة للجميع .x



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 05-08-16 الساعة 12:44 AM
omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 12:44 AM   #5

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

الف الف مبروووك عزيزتي
اهلا بك بيننا وان شاء الله تجدين مايرضيك
بالتوفيق

وارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين القسم
https://www.rewity.com/forum/t285382.html
كما ارجو منك الاطلاع على موضوع تعدد العضويات فهو مهم جدا
https://www.rewity.com/forum/t291277.html


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 05-08-16, 12:54 AM   #6

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
الف الف مبروووك عزيزتي
اهلا بك بيننا وان شاء الله تجدين مايرضيك
بالتوفيق

وارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين القسم
https://www.rewity.com/forum/t285382.html
كما ارجو منك الاطلاع على موضوع تعدد العضويات فهو مهم جدا
https://www.rewity.com/forum/t291277.html
الله يبارك فيكى
مريت عليهم بالفعل قبل اما أفتتح الرواية😊😊شكرا ليكى
تسل


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 12:59 AM   #7

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مبروك الرواية و بالتوفيق يارب
قريت المقدمة و ليا عوده بكرة بالتعليق بعد قراءة الفصلين ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 05-08-16, 01:03 AM   #8

omnia saeed
 
الصورة الرمزية omnia saeed

? العضوٌ??? » 342002
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » omnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond reputeomnia saeed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مبروك الرواية و بالتوفيق يارب
قريت المقدمة و ليا عوده بكرة بالتعليق بعد قراءة الفصلين ان شاء الله
الله يبارك فيكى..اتمنى تكون عجبتك..مستنية رأيك بالفصلين بإذن الله


omnia saeed غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 07:00 AM   #9

afnann

? العضوٌ??? » 358543
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » afnann is on a distinguished road
افتراضي

موفقه حبيبتي بروايتك

afnann غير متواجد حالياً  
قديم 05-08-16, 02:09 PM   #10

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

الف مبروك الرواية و بالتوفيق ان شاء الله
قريت المقدمة و الفصلين
اسلوب جميل و احداث مشوقة
5 بنات في اعمار مختلفة و فجأة بيلاقو نفسهم مسؤلين عن ديون و عن نغسهم
عاصم و حب من اول نظرة لفتاه بعمر 16 سنه
بصراحة عندي لخبطة من اعمارهم دلوقتي
يعني المزاد حصل بعد وفاة العم سليمان وقتها كانت اعمارهم
ياسمين 6 سنوات و سارة و زينة 22 سنه و ليلي19 و سهيلة مش عارفة
عاصم 33 سنه و اخوه 29 سنه صح كده الاعمار و ﻻ حصل عندي لخبطة
بصراحة الفصل دسم و غني بالاحداث
راي شخصي لو مش هياثر علي ترتيب الاحداث خلي فصل واحد يوميا عشان متظلميش الاحداث و كل فصل ياخد حقة بالتعليق
لكن لو انتي هتنزلي فصلين لغاية معينه بترتيب الاحداث يبقي طبعا انتي عارفة احسن مني
بانتارك بفصل انهاردة ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.