آخر 10 مشاركات
الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          036 - قلب من ذهب - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          نبض فيض القلوب (الكاتـب : شروق منصور - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          عندما يُخطئ حبيبان!! (21) -رواية شرقية- بقلم: yaraa_charm *مميزة & كاملة* (الكاتـب : yaraa_charm - )           »          437 - الطريق الى الذهب - د.م (الكاتـب : Gege86 - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          240 - مبادئ الحب العشرة - داي لوكلير ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-19, 04:36 PM   #1

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب .... عابد (1) .. سلسلة حرير عشقك عذبنى * مكتملة *




رواية بالمحراب .... عابد














الفصل الأول

مارا بسيارته المرتفعة حتى وصل الى بوابة شركته ككل يوم لا جديد يذكر حتى الان .. الا انه لاحظ فتاة واقفة بجوار البواية بمحازاة السور ..... اثارت فضوله فشركته بعيدة عن المساكن الى حد كبير و لا توجد مرافق بالقرب منها ... اذا ماذا تفعل هى عند البوابة ، ركن بالسياراة بمكانها المحدد و هبط منها بجهة افراد الامن يسألهم عنها
: انها تابعة لشركة التوزيع و واقفة هنا تنتظر مجئ رفيقيها .
حسنا هاقد علم ما يريد و لم يبعث ذلك به الفضول فانطلق على قدميه يجوب شركته و يتابع موظفيه .
*****
التمنى
هو أكثر ما قد يطيح فيه عقلك
بتمنى الكثير تحصل على القليل ربما منا من يسمعها أو يستخلصها من معاناة اخر أمامه و لكن مهما حدث و مهما نبهك غيرك يبقى هذا الشئ خارج عن يدك بل إنه يكاد أن يفتك بعقلك الصغير لا حول له و لا قوة به
لذلك فإنه يجب عليك العمل طبق النصيحة
" ابدا ابدا لا ترفع سقف التمنى فانه عند سقوطه لن يجد غيرك لاستقباله "
يجلس قاصد و قد أرسل تمنيه الى السماء العليا إن صح التعبير
قاصد طبيب جراح جيد السمعة البالغ من العمر الواحد و الثلاثين يجلس برفقة والده و والدته منتظرا متاهبا و كأنه على جمر يتمنى من تملكته بطرفة عين و اى عين و هى نفسها عين عين الطبيبة حديثة التخرج تذكر اول مرة رآها كان فى غرفة العمليات يجرى احدى عملياته و أقتحمت هى الغرفة بجرأة محببة تسال إن كان بإمكانها متابعة تفاصيل الجراحة عن قرب و بكل سهولة و سلاسة رفض، بل اخبرها بأن لا تجرؤ على المرور من أمام هذه الغرفة و بالاخص عند تواجده بها لمدة أسبوع من تلك اللحظة و هى بكل بلاهة ظلت تنتظره ..... ربما تنتظر ان يبلغها انها مزحة لا أكثر او ان يعتذر عن مزاحه الفظ ...... لكنه ناظرها بشئ من الشفقة على غبائها و كأنها ذات اعاقة عقلية لم تفهم حديثه
" اخرجى من نفس الباب قبل حدوث مكروه لا سمح الله "
" و لماذا اخرج اننى اريد التابعة "
أخرجها بنفاذ صبر " قلت اخرجى من الباب خلفك و لا غيره حتى هيا "
ظلت واقفة أمامه تحسد نفسها على الثبات حتى و إن كان ظاهريا فقط
" انه من حقى أن اشا "
قاطعها صارخا و لكنه لم يدرك ذلك و لا هى فقد انشغل بصوت جهاز النبض ينبأ عن احتمالية فقدان حياة المريض الواقع فى الصراع بينهما.. فما كان منها إلا الانسحاب .
لم يدرك بعدها بأنه كان يتابعها مرارا و لكن سرا حتى أنه كان يعد الايام لترافقه الى غرفة العمليات و ارجع ذلك إلى فقط الشعور بالذنب و الرغبة الجامحة فى التعرف عليها أكثر و بعد ما يقرب الثلاث اسابيع كان ادرك بقوة تساوى اليقين أنه ابدا ليس شعور بالذنب أو غيره بل اعجاب سيتحول الى عشق إن كان لم يتحول بالفعل .
رجع من ذكرياته بظهور حوريته الرقيقة فهو وصفها الدائم فى قلبه بينه و بين نفسه... هى بالفعل اشبه بحورية بياضها يشبه الثلج و الحمرة الساكنة دائما وجنتيها و أنفها الدقيق ثغرها المكتنز و عيناها الرمادية تارة و الزيتونية تارة اخرى و رموشها الكثيفة التى تظلل عينيها ما ان تفقد اعصابها فتصكها بصك الأميرة الغافية.... تخطو الآن أمامه بكل ثقة ليزداد صخب قلبه نبضاتاته غير الرحيمة بحال صاحبها خطت ليقفز من مكانه صوبها ممسكا بصينية المشروبات ناسيا من حوله من والديه و أسرتها المتمثلة فى والديها و أخيها .
************************************************** *********************************************
******

تستيقظ من النوم بغرفة عمتها على زقزقة العصافير أمام النافذة تطالب بفطورها بشهية يبدو انها مفتوحة و بقوة ،نهضت من فراشها بتكاسل الى حد ما لتأتيهم بطعامهم الصغير مثلهم خرجت من الغرفة من دون ان تفتح لهم النافذة فهى ان فعلت دون طعام لن يتوانو عن الدخول و البحث بانفسهم ، أخذت تبحث عن الطعام فى المطبخ لتفتح الخزائن و تغلقها بقوة دالة عن نفاذ صبرها ليقطعها عن بحثها صوت مرتفع يكاد يسمع عابرين الطريق
-: أخمن... تبحثين عن الطعام يا عنبر.
يقولها بشئ من الفكاهة اليائسة و لا تعلم كيف يجمعهما دائما فابن عمتها لا يتوارى ابدا عن الامل و الابتسامة امام الجميع مع علم الجميع ايضا بكذبهما و بحزنه المستتر عن الاعين دائما بالنسبة له فقط ... فالجميع يعلم و يصمت ايضا و يتعامل كأنه لا شئ على الاطلاق و هو يبدى راحته الظاهرية لذلك .
-: دائما ما كنت متأكدة من ذكائك الخارق و الذى لا أشك بأن ابنك قد ورثه خالصا منك متخلى عن حكمة والدته و صبرها .
-: أجل ... حكمة والدته.... فلولا حكمة والدته تلك ما كنا هنا الان .
-: لا تلقى اخطائك على شماعة الاخرين يا سالم .
صمتت لشعورها بتألمه الذى سيزيد الآن باكمالها الحقيقة له فى وجهه ...زهى دائما كانت حريصة على عدم فعل ذلك نظرا لخلقه و اسلوبه اللطيف دائما معها و لذلك تحدثت مغايرة دفة الحديث
-: بالعودة للطعام انى ابحث عنه بالفعل و لكنه لعصافير النافذة النشيطة ليس لى .
-: اه نعم بالتأكيد نست خالتى إطعامهم .. هنيئا لك يا فاعل الخير .
-: حسنا يبدو انك ستأخذنى تسليتك الان .
ضحك بقوة
-: لا ليس الان و لكن بعد الساعة تقريبا .
نظرت اليه مستفهمة ليصرف وجهه عنها و يتحرك عابثا باغراض المطبخ مخافة ان تعرف مقصده فهو يكن لها كل الحب كابنة خال جيدة فهو منذ وفاة والدته طفلا و هو يشعر بخالته فى مقام والدته الحقيقية و هو ما جعله دونا عن بقية اولاد خالته قريبا من اولاد اعمامه اكثر و لكن يبقى ذلك القرب بشروط والده .
************
بعد النصف ساعة كانت تجلس برفقة سالم و بنتى عمها على سفرة الطعام يتناولون الفطور المتأخر بغياب عمها و زوجته و حتى عمتها نظرا لتاخره عن الموعد المعقول فالساعة تتعدى الحادية عشر الان
-: سالم اترك البيض الان انها ثالث بيضة لك و انا لم احظى بواحدة حتى الان .... لقد نفذو
كان ذلك صوت نورة ابنة عمها الصغيرة فعمرها لا يتخطى العشرة اعوام .
تحدث و هو يلوك الطعام فى فمه
-: لا أحد منعك من الاحتفاظ بواحدة منذ البداية .
و أكمل طعامه و كأن شيئا لم يكن فلم تجد غير الصراخ فيه و بقوة
-: اليس لديك بيت ام ليس لديكم بيض !
- : تأدبى يا نورة و الا عاقبتك .
كان ذلك صوت العمة القادمة من بِاب المنزل غالبا كانت لدى ابراج الحمام او كانت تقضى لاحدهم خدمة ما
-: اتركيها يا خالتى الادب لا يشترى أما بالنسبة للعقاب فسأخذ رغيفها الابيض ذلك لأكل به العسل القادم من حجرتها الحصينة.
: تأدب انت الآن يا ولد و الا عاقبتك .... لا تسفزها .... العسل الشئ الوحيد الئى تملكه و لا يحق لأحد العبث به
: أجل هذا ما قاله راشد عندما أحضره لى
اتبعته بخروج لسانها لتستفزه و لكن قاطع حديثهم صراخ اخيها الصغير
-: اذهبى يا فرحة لترى اخاكى لقد استيقظ , صراخه سيملئ الشوراع .
امتثلت فرحة لامر خالتها تاركة الفطور على مضض
اكملو الفطورمع تبادل اطراف الحديث بوجود طرائف سالم و ملاعبة الصغير تارة و تعليمات العمة تارة ليقطعهم دخول نورة الاهوج مع ترديد عبارتها التى اخترقت قلب عنبر
: آتى راشد .... اتى راشد .
***
راشد الابن الاكبر من يراه قد يظنه اب لاخوته الصغار و ليس اخا فقط .... فالمحبة بينه و بينهم ظاهرة و لكن فارق السن كان العلامة و الاشارة الاكثر قوة ووضوح لينالو تعجب من حولهم كونه شقيقهم ..... فأمه لم يكتب لها الفرحة باولاد من بعده فقد مات اثنان احدهما جنين و الاخر طفل لبضع شهور مما أدى الى شعورها بان ابنها جاء ليمنع ظهور الاطفال من بعده اصابها اليأس و الحزن فكانت تقسو على الجميع بما فيهم ابنها الوحيد و لم يستطع احد ردها بسبب وجود العمة و تعاطفا معها و شفقة عليها حتى ظهرت بوادر حملها بعد عشرة سنوات من انجابها لراشد ..... اطاح بها اليأس حتى فكرت بقتل جنينها و لكن زوجها و العمة منعاها من ذلك و كانت على جمر موقد طوال فترة الحمل حتى اتى طفل انثى فايقنت بان لن يكون لها ابناء ذكور سواه مما جعلها تهمله اكثر و تزيد من توبيخها له على اتفه الاسباب و بعد ما يقارب التسع سنوات كانت قد فقدت الامل و لكنه تجدد بحملها و هو ما استاء منه الجميع ما عادا العمة و الاختان و كان استياء راشد هو الاكبر ..... فهو كان على اعتاب التخرج و ان كان الحمل ذكر فذلك سيؤخره عن احلامه و مستقبله بدخوله الخدمة العسكرية و لكنها ظلت تتورع و تدعى ربها بانجابها ذكر بل احست بكل البشائر و العلامات على انه صبى و لكنها خرجت انثى انزوت الام عنهم تبكى يأسها و عدم قدرتها فهى عند انجابها لاول اطفالها ذكر تفائلت بانجابها خمسة ذكور اخرى و لكن القدر عاندها بشدة كانت تشعر بشماتة الاخرين بها فانزوت تاركة طفلتها لا تحملها سوى لرضاعتها لا اكثر و بالرغم من تفرغها نظرا لكونها ربة منزل على عكس العمة فقد تركت تربية رضيعتها للعمة و كانت العمة خير ام لها فبعد فقدان العمة لرضيعها اثر اهمال من زوجها مما نتج عن طلاقها .... فأعلنت عدم نيتها للزواج مرة اخرى و احبت هى اى طفل تقع عينيها عليه مما جعلها تهتم بكل ابناء اشقائها وشقيقتها .
حاولت اقناع زوجها بضرورة حملها و لكنه دائما ما اخبرها انه مكتف باولاده الثلاث و راض بهم , و عندما أتم راشد التسعة و العشرين عاما زاد جنونا لنفاذ الوقت فالسنوات جرت منها تزوجت صغيرة لا تتعدى الخمسة عشر لتحظى فقط بثلاث ابناء اثنان منهم اناث ، لم تثمر محاولات اقناع زوجها بفكرة الانجاب مما اضطرها للحمل دون الرجوع اليهم لتفاجئهم بعد اربع اشهر من بلوغ راشد التاسعة و العشرين بحملها بالشهر الثانى فاسفر ذلك عن شجار شديد كاد ان يصل الى الطلاق و لكن بتدخل راشد و العمة سكن الامر .
طوال اشهر الحمل كانت عندما تتلاقى عينيها و عيني ابنها كانت تناظره بتحدى كبير ليردها نظرات تسال عن سبب لكل ذلك يسال عن فعلته التى جعلت ام تناظر ابنها بتحد كذلك ... فعلة لم يفعل منها شئ البتة و اخيرا يتبقى على بلوغه الثلاثين شهرين لا اكثر كم سالها عن نوعية الجنين ان كانت سالت الطبيب و لم تجيبه و لم تسال هى طبيبها خوفا من معرفة راشد بعد ذلك و لكنه لن يترك الامر لظروف يتبقى على ولادتها ايام قليلة تعد على الكف الواحد و قبل ولادتها بيوم تفاجئت بسفره خارج الدولة لدولة اخرى منتظرا ولادتها بعيدا .
بعد عودته و دفعه الغرامة عاد كل شئ الى اصله ظاهريا فقط على الاقل فظلت الام تعامله بود متكلف لا يلاحظه احد سوى العمة فالاب منشغل بمناظرة الاراضى و امور المزرعة و الاخوات كل فى عالمها بينما العمة وحدها من تخترق حيوات الاخرين دون انذار او استئذان و لكن الام رضخت ظاهريا ايضا فبعد ان اصبح راضد ذو نفوذ ليست بالعملاقة و لكن تبقى نفوذ و باستثمار نقود قد استعارها الاف من ابيه قبل العشر سنوات لتصبح ملايين الان كان لابد من الرضوخ له و اظهار الحب و المودة الغائبة من سنوات .
***
حسنا هاهى تستمع للحوار الدائر فى الخارج بعد ولوجها للغرفة مرتبكة بعد ان رحبت بابن عمها فقط ب " اهلا و سهلا " حتى انها لم تناديه باسمه فكوفها كان أكبر من ان تطيل الحديث أكثر .... هى لم تتوقع مجيئه الان فاصرار عمتها ان تاتى بالرغم من دراستها و امتحانات منتصف العام المقبلة على الابواب و مع مجيئها منذ يومين توقعت ان يكون هنا بالفعل او ان ياتى بنفس اليوم و لكنه لم يأتى حتى البارحة فظنت ان العمة فقط تريد رؤياها لا أكثر و أبعدت الفكرة عن رأسها بمجيئه من الاساس و لكن عند سماع عبارة نورة و مع رؤيته امام عينيها يلقى عليها التحية مادا يده لها لم تستطع سوى القاء تلك ال " أهلا و سهلا " و هروبها من امامه و هاهى الان تستمع الى حديثه مع اخواته و مع سالم و العمة .
: اين أمى ؟
: عند امها فقد مرضت و ذهبت هى و خالتك لترياها الن تسأل عن والدك !
: بالتاكيد يعلم انه بالمزرعة يا خالتى .
ناول عمرو الصغير لفرحة لتضعه بفراشه مجاوبا عمته
: اهذا ظنك يا عمة لقد ذهبت لرؤيته فور عودتى .
: حسنا كنت فقط اتأكد من تربيتى .... هيا يا نورة نحضر الطعام لاخيكى فهو بالتأكيد جائع .
فور انصراف العمة التفت راشد الى سالم غاضبا
: لماذا تفاجئت عنبر!..... لم تخبروها ؟
: لا .
: لم , الم اوصيك يا سالم .. ها قد تفاجئت و احتمت فى الغرفة ما كنت اعلم انه سيحدث .
: حسنا شعرت ان للمفاجئة وقع افضل .
: من انت لتشعر , ها انا قطعت كل تلك المسافة لاراها و ستبقى هى فى غرفتها ليلتان على الاقل و انا مغادرصباح الغد اخبرنى ماذا سافعل ؟
: لا تضعها برأسى يكفى ما انا فيه , كانت فكرة العمة .
انتفض راشد واقفا متأففا
: حسنا اخبرها اننى ذاهب الان ساذهب الى ابى اتناول الفطور لديه و ساتى معه ليلا .
وتحرك خطوتان و عاد مرة اخرى ليهمس بغضب مكبوت
: اخبرها الا تحاول محادثتى .
و ذهب تاركا سالم وسط ضحاته غير قادرا على التوقف .... لا يعلمان باذناى عنبر اللتان كادتا ان تخترق الباب مستمعة لكل حديثه مع سالم باستثناء اخر همسة القاها قبل ذهابه و قد علمت ما عليها فعله جيدا .


*******

جالسة بجواره كعادتهما بضفيرتها المجدولة على جانب وجهها تنظر اليه تارة و الى التلفاز امامهما تارة اخرى التردد يحتل نصف عقلها و النصف الاخر يمكتلكه الفضول دون منازع
: القى ما بجعبتك هيا يا فيروز..... ماذا تريدين ان تقولى ؟
صمتت تنظر اليه لبعض ثوان و هو يتابع التلفاز بنصف عقل فمنذ تناولهما الغذاء سويا و هى هكذا يشعر بشئ عالق فى حلقها تود قذفه بوجهه و لكن لا يعلم ما الذى يوقفها و رغم ذلك هاهو ينتظرها رغم تشوقه ليعلم و بما انها احتاجت لكل ذلك الوقت فهو بالتأكيد أمر جلل .
: كنت ... كنت أود ... كنت أود أن أعلم ....
انتفض من على الاريكة فاقدا اعصابه متحدثا بعصبية نادرا ما تظهر و لكن لكل امورها هى تصبح العصبية سيدة الموقف
: حسنا لن تعطفى على بكلمة كل دقيقة ، القى ما فى حلقك .... الان .
وقفت تحدق بالأرضية تبتلع ريقها بكل ما تستطيع من قوة
: على شرط أخبرنى الحقيقة رجائا ،انت تعلم من أين جئت صحيح ... على الاقل تعرف اهلى جيدا ؟.
خرج صوته بكل قوة مسمعا بقية البناية على الأغلب موسعا عينيه على اخرهما
: اخرسى .
اهتزت كل ذرة فى جسدها و هى تنتفض مشيرة بكلتا يديها بكل جنون
: لن أخرس يا فارس ليس ككل مرة ... الان ستخبرنى بكل شئ ... لا بل بالحقيقة كاملة .... لن تكذب على ثانية .... لن أكن مثل الهرة ككل مرة فاننى لن أكتفى بحديثك سابحث و ابحث بكل ما لدى لم أعد تلك الصغيرة الطاعة العمياء .
ظل ينظر لها محدقا مضيقا ما بين حاجبيه محركا رأسه بالإيجاب مما جعلها تهدأ ظنا لحصولها على ما تريد و انتظرته عدة ثوانى ليبدأ الحديث و لكنه تركها ذاهبا لغرفته صافعا الباب خلفه بقوة اجفلتها مما جعلها تهتز و تصرخ بكل قوتها آملة فى رجوعه .... هتفت بكلمات كثر لم يعى منهن شئ سوى صرختها الاخيرة و لكنها لم تكن من انهيار نفسى بل من الم جسدى حاد و عقب ادراكه كان امامها على الارضية يحاول تخفيف المها اسفل معدتها و عند فشله حملها غير عابئ بنسيانه حجابها و خروجها بمنامتها المكونة من سروال واصل لمشطها و تيشرت قطنى حامل لرسمة قطة حمد ربه انه كان كامل الاكمام و الا كانت الفضيح ان تكون اكبر قليلا مما هى عليه .

عند وصوله الى مشفى البلدة حيث صديقه متخصص الباطنة وضعها على سرير الكشف ليبدأ ماهر بكشفه و عند الانتهاء اخبره بكونها الزائدة الدودية و لا بد من استأصالها و لكن يمكنهم الانتظار بضعة ساعات اخذ ماهر من يده الى خارج الغرفة وأخبره بالمشجارة و انه غير مستريح لأمرها فاقترح ماهر ان يتحدث اليها الان بهدوء حتى ينسيها الجراحة فماهر صديق فارس منذ الدراسة و منها أصبح صديق فيروز و كاتم اسرارها
و بعد حوالى النصف ساعة كان جالسا اما مكتب صديقه متحرقا غير قادر على الجلوس الساكن
: ما الأمر ؟؟!
: حسنا ... أيمن عليك التفهم و ال
: ماهر اسألك ما الأمر ؟
انتظر لثوانى و بدأ يضرب المكتب بقبضته بخفة بدأت تزداد مع الوقت مما جعل ماهر يسرع بالقاء كلمة
: سحر.
كلمة .... كلمة كان لها القدرة على انتقاض فارس جاعلا كرسيه يسقط ارضا باحثا عن الاستقرار تاركا ماهر ينظر فى اثره المغادر بسرعة الفهد غاضبا بزمجرة اسد تاركا اياه خائفا حتى من ان يتبعه ليترك المسكينة تتلقى كل هذا .... حسنا هى كانت السبب فى كل ذلك اذن فلتتحمل .
*****
بعد أكثر من ساعة ونصف من العمل شغلته تلك الفتاة لدى البوابة ، و ابتسم لا يعلم لماذا ، هاتف مساعدته يسألها عن امور بالعمل و بنهاية حديث القى بسؤال بطريقة تبدو عابرة
:هبة .. بالمناسبة هل أتى مندوبين شركة التوزيع ؟
: ليس بعد سيدى .
: حسنا هاتفيهم لترى سبب ذلك و أعلميهم ان ذلك ليس بشير جيد .
نهض من كرسيه جهة النافذة منتظرا فتح البوابة ليتأكد من انصرافها من عدمه ..إلا ان على عكس ظنه وجدها بمكانها مازالت ، أخرج رأسه وتحدث بأصى درجة علو بصوته
: يا أنستى .... أنستى
التفتت اليه و هاله احمرار وجهها الخطير و المثير بنفس الوقت
: ارى أن رفقائك قد خذلوكى على ما يبدو !
تلأففت مرجعة وجهها الى الجهة المعاكسة له
: هل هذا من حسن السلوك .... أن تديرى وجهك و أحدهم يحدثك ...... لا أظن شركنك ستكون مسرورة بسوء معاملتك لرئيس مجلس الادارة .
ابتلعت ريقها بعينين نضطربين لا تعلم متذا يجب عليها ان تفعل .... وهو يراقبها متسليا منتظرا ... و انتصر بالنهاية لتدير وجهها عائدا اليه
: لقد تعطلت بهم السيارة و انا بانتظارهم على أمل قبول اعتذارنا من قبل رئيس مجلس الادارة
: اذا تظنين رئيس مجلس الادارة رجل حسنا وطيب ... يقبل بعذر عن اأخير اكثر من ساعة ونصف
: لا أظنه ستذمر من انتظاره بمكتبه يتناول فطوره مع قهوته يحيط به هواء مكيف بعيدا عن أشعة الشمس
: معك حق أظنه سيقبل باعتذار عن انتظاره بمكتبه .... لكن ما لن يقبل به أبدا هو انتظار شريكتهم لهم بالطريق تحت أشعة الشمس الحارقة لساعة ونصف .
اتسعت عيناها من جرأته و تدخله الفج ... ما له بها
: ظننت التزامنا بدخولنا كمجموعة سيحسن من شكلنا
: اجل و لكن تأخيرهم له تأثير اكبر ... أفسد ما سعيتى لأجله ...... هيا اذهبى الى السكرتارية و انتظرى بها .... لا أظنهم يعضو و لكنى غير متأكد من احتمالية افتراس افراد الأمن لك
اتبعها برفع كفه كتحية لأفراد الأمن .. و أثناء ذلك كانت هى فى صراع لا تعلم ما يتوجب عليها فعله .... تريد أن تصر على قرارها و لكنها تخشى أن يكون ذا منصب مهم و يؤثر على صفقتهم .... و مع زيادة الصراع بعقلها و شدة ضيقها أخرجت صرخة التقطها بصعوبة متفاجئا ليضيق عينيه
: احم .... لا شئ فقط اظنها حشرة طائرة ...... سأصعد الان .
: جيد ... لكن لم نتعرف بعد
اخذت نفسا عميقا ثم تحدثت بقوة
: أريج
ابتسم لانتصاره و حصوله على كل ما يريد و تحدث بثقة بالغة
: عابد .... رئيس مجلس الادارة
******
عائدا من المزرعة وحيد بعد ان قرر والده المبيت بالمزرعة .. محبطا من تخطيطه ليوم قد باء بالفشل .... لم يجد الا ان يعبر عما بداخله بترتيل احدى الاغانى الحزية و المحبطة راكلا حصى الأرض بقوة كلاعب جولف مستخدما قدمه بدلا من العصى ...... و عند اقترابه من المنزل توقف الترتيل و الاحباط ... توقف الزمن و كل شئ عندما وجدها جالسة على درجات البوابة شاردة فى البعيد .... و كم كانت آية فى الحسن .... عنبر و هى عنبر عطر تتشممه فيحتلك و لا يغادرك الا هالك لا محال .... ظل واقفا أمامه يجهل ما عليه فعله يخشى ان يتحدث فيفزعها فتهرب الى ملجئها مرة اخرى ظل بمكانه يبعده عنها مترين لا أكثرمسافة ضئيلة بالنسبة له هى تلك المسافة بين بلدتين بقارتين مختلفتين تنهد بقوة من شدة ما يهيج بداخله فشعرت به و شتم نفسه بابشع الالفاظ سرا ها قد أضاع فرصته بيده الا انها عكس ما توقع التفتت و ابتسمت له على استحياء متحدثة برقة و براءة .
: راشد ..... لقد تأخرت و أين عمى ؟
: عمك لدى زرعه قرر ان رفقة الزرع افضل من رفقة ابن غائب منذ شهر .
ابتسمت مجددا و هنا شتمها هو بسره الا تستطيع ان توفر ابتساماتها لوقت لاحق يكون قد جهز نفسه .... صدقا يشعر بقلبه سيتوقف
: لا تقسو عليه ... انت تعلم كم يحبك و يفضلك دوما .. حتى على نفسه .
: اتركينا من ذلك الآن .... اخبرتنى اننى تأخرت هل كنتى تنتظرينى
ترقبها متأملا يقسم ان اخبرته انها تنتظره سيخطفها الان و لن يرجعها حتى لوالدها ... وقفت مترددة متلعثمة فى كلماتها
:لا
هذا ال لا ارتدت كرصاصة بقلبه و ظهر الاحباط على وجهه فتحدثت فى سرعة
: اقصد ضجرت من المكوث بالمنزل .... ففضللت المكوث هنا بالهواء الطلق .... حتى تأتى .
قالتها على استحياء فكانة كرفرفة طائر ددغت قلبه المسكين ...... ظلا على صمتهما تنظر لقدميها و تفرك اصابعها ببعضهم و يراقبها هو بكل صبر و تمهل
: و ه قد أتيت ..... فماذا تقترحين ؟
تجولت بعينيها بعيدا عنه تحاول السيطرة على كسوفها
: افكر فى التول بالطرق ..... فانها هادئة و الآن و قد حان الليل اظها اهدى
اقترب منها لتبقى بينهما خطوة فاصلة
: اذا .... هل تمانعين فى رفقة ؟
ابتسمت و واتتها الجرئة لتنظر الى وجهه
: على الرحب و السعة .


مواعيد التنزيل الاحد والأربعاء الساعة التاسعة


روابط الفصول

الفصل الأول.... اعلاه
الفصل الثاني .... بالأسفل
الفصل الثالث .... بالأسفل

الفصول 4، 5، 6، 7 نفس الصفحة
الفصل الثامن والتاسع نفس الصفحة
الفصول العاشر والحادي عشر والثاني عشر نفس الصفحة
الفصول 13، 14، 15، 16 نفس الصفحة
الفصول 17، 18، 19 نفس الصفحة
الفصول 20، 21، 22، 23 نفس الصفحة
الفصول 24، 25، 26، 27 نفس الصفحة
الفصول 28، 29، 30، 31، 32 نفس الصفحة
الفصول 33، 34، 35، 36، 37 نفس الصفحة
الفصول 38، 39، 40، 41، 42 نفس الصفحة
الفصول 43، 44، 45، 46، 47 نفس الصفحة
الفصول 48، 49، الخاتمة نفس الصفحة







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-08-20 الساعة 12:55 AM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-19, 07:39 AM   #2

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تلخبطت بالشخصيات شوي بس الي قرأته جميل جدا منتظرة الفصول لا تتأخري 😘😍

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-19, 06:54 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


ارجو منك ترقيم المشاركات من اجل تنسيق وترتيب الروابط


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 28-08-19 الساعة 07:19 PM
قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 28-08-19, 07:42 PM   #4

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي بخصوص رواية بالمحراب عابد

الفصل الثانى
الفصل الثانى
ما تنسوش تقولو رأيكو ....... قراءة ممتعة باذن الله: elk:
************************************************** *************************************************
فتح باب غرفتها بالمشفى بقوة بعينيين يتفجر بهما الغضب ... ليجدها غافية تقريبا من اثر المسكنات كانت كوردة ذابلة متعبة هى الآن بكل المقاييس و هو يعلم ذلك .... مجهدة نفسيا و عضويا الا ان كل ذلك لم يشفع لها عنده ذهب ليمسك بالمقعد المجاور للفراش يرفعه عن الأرض و يسقطه مرة آخرى لتستيقظ مفزوعة ناظرة له بهلع يفوق اى مرة سابقة هالتها عينيه الحمراء ووجهه الاحمر .... ابتلعت ريقها فى هدوء و لم تتحدث ... كان ينتظر ان تتحدث و لكنها اثرت الصمت اذا ليمسك هو بدفة الحديث ... أسند كفه على ظهر المقعد و الاخرى بخصره و تحدث بصوت مرتفع يهز ارجاء الغرفة
: أخبرينى هل يوجد بيننا وسيط .... هل بيننا وسيط ؟
ابتلعت ريقها و لم تقوى على الحديث مرتعبة لا تعلم فيما أخطأت ألأنها طالبت بمعرفة حقيقة نسبها .... زاده صمتها ضجرا ليضرب المقعد بيده فيسقط للخلف و يجول هو بالغرفة متحدثا كالمجنون
: أخبرنى ماهر أن كل ما دار اليوم بفعل سحر و لكنى لم أتركه يكمل حديثه فقد جئت أبدأه معك ..... كم من مرة أخبرتك لا تخبأين عنى شئ يا فيروز ... لا تخافى ... رغم ثقتى بماهر وقربه منا أخبرتك مرارا لا تتخذيه وسيطا بيننا .
و أتبع حديثه بضرب قبضته بالحائط عدة مرات حتى خافت عليه و أوجعها قلبها
: و الأدهى الادهى و المضحك .. أنك استمعتى لسحر .... سحر !.... سحر المجنونة تلك .... و جئتينى تلفى و تدورى و أنا كالأهبل أسألك ماذا هناك .... لقد طعنتينى يا فيروز .
تحدثت لأول مرة منذ دخوله الغرفة بصوت مبحوح و متحشرج اثر البكاء
: لقد أخبرتنى هى بما لم تخبرنى انت به يوما .
التفت اليها متفاجئا هل تتحدث هى الآن و ترميه بتهمة التستر و الكذب أم خدعته اذناه
: بماذا أخبرتك الصدًيقة ؟
اخذت تنظر الى اصابعها متحيرة من صحة مواجهته بماضى مؤلم .
: تحدثى .
افزعتها صرخته لتتحدث من فورها بكلمات تشوبها شهقات
:انك جئت بى... رضيعة ... ذات ليلة وانت شاب فى بداية حياتك متزوج حديثا من المرأة .... التى تحب و أصررت أن تبقينى بينكما و رغم الشجارات بينكما و تهديدها بمغادرتك.... ظللت متمسك بى حتى أنك ضحيت ... ضحيت بابنك من أجلى و انفصلت عنها بعد ستة اشهر من الزواج و..... واجهتك امك و خيرتك بينها و بينى و ايضا اخترتنى ... و هذا يدل
أشار بيده لتصمت و تحدث بسخرية بيًنة
: دعينى أكمل أنا فقد حفظت تلك العبارات ....هذا يدل عن أنك ابنتى من اخرى ذلك كان تخمين سحر فاتت أمى لتستجوبنى بشك خاص بها لربما تكونى شقيقتى من والدى ..... او على اقل تقديراعلم اهلك الحقيقين .
لم تستطع ان تستمع أكثر.... رفعت كفيها تغطى بهما وجهها مجهشة فى البكاء .... لم يشعرها فارس يوما باليتم كان أب و اخ ... لم تشعر يوما بما شعرت اليوم شعرت بالوحدة بضياع الهوية و الضعف ... لا تعلم كيف تسير ... فى من تثق ؟..... أشفق عليها يعلم انه لربما ضغط عليها و لكن ان أشفق هو عليها من يشفق عليه هو المسكين الا يستحق ان يشفق هو على حاله ..... اتجه الى المقعد يمسك به .. يعدل من وضعه ليجلس عليه تاركا اياها تفرغ شحنات غضبها و المها ببكائها الهادئ و كم يؤلم قلبه ان يتركها تبكى ..... تركها عدة دقائق و كأنه يمهد لحديث هادئ آتى .
: استمعى الى يا فيروز .. فأنا .... فأنا لن أكرره مجددا ... وجدتك صغيرة لا حول لكى و لا قوة شعرت بضعف يغزونى من خلالك... لم استطع تركك .. حاولت .. و لم أستطع وجدت ورقة مطوية بها اسم ماجد مقصود لا غير شعرت ان هكذا سيصبح اسمك حتى انى ظننتك انتى ماجد اولا و لكننى أدركت أنك فتاة .... شعرت ان ربى سيبتلينى ان تركتك .... بعد ان احتويتك و هذا ما كنت احاول افهامه لسحر الا أنها كما تعلمين مجنونة منذ الصغر .
ضحكت رغم بكائها و مسحت دموعها و هى ترتعش ... فابتسم مرتاحا و أكمل بألم
:لم أضحى بابنى لم اكن أعلم أنها حبلى من الاساس .... عدت من العمل باكرا قلقا عليكى من أن تؤذيكى فقد أصرت ذلك اليوم على ذهابك للملجأ .. عدت لأجدها تحملك هابطة الدرج لم أدرى بنفسسى اختطفتك من يدها أخذت تشدك منى و تضرب كتفى حتى انزلقت قدماها فسقطت ....سارعت بأخذها الى المشفى كانت تهذى بانها حامل و كانت تريد أن تخبركى بعد ان تودعك الملجأ كمسن لى يومها أصر والدها على طلاقها ......لم أعترض لن أبقيها رغم رغبتها ... على كل لم تكن يوما سحر المرأة التى أحب..
خانتها عيناه مطلقة سراح دمعتين ليتدارك نفسه واقفا بجانب فراشها مكملا حديثه
: أما أمى فقد جن جنونها ما إن علمت ما حدث اتهمتنى بالجنون و وسوست لها سحر انكى شقيقتى فواجهتنى و نفيت كل ذلك ... لم تصدقنى وخيرتنى إما أن أتركك او ستترك هى البلدة و تسكن مع شقيقتى ...... و لثالث مرة لم أستطع تركك و لا أعلم السبب و لكن لا أحد يصدقنى .
أمال وجهه الى وجهها فأصبح لا يبعد بينهما سوى انشات قليلة و تحدث برقة
: فهل تكونى أنتى أول من تصدقينى رجاء .
اومأت برأسها بسكون فمد إصبعه يزيل اخر دمعاتها الليلة مقبلا جبهتها بتمهل مؤلم لقلبه المسكين .
************************************************** ******************************************
واقفا شاردا بنافذة مكتبه بمشفى عائلته العريقة المشفى الذى ضحى والده من أجلها بكل غالى وثمين ناظرا الى طرقات و المبانى لكنه لا يبصر سوى وجهها و أيام لم يظن وقتها أنها كانت أحلى أيامه رغم مرور سنوات الى أنه لازال واقفا هناك بين مشاهد و ذكريات مر بها معها يعيدها كل يوم لا يملها يوما يتمنى ان يذهب اليها و لكنه يعلم ان هذا ليس الوقت المناسب سيتركها حتى تعلم و تفهم و تعود اليه كم ينتظر ذلك اليوم بكل صبر .
دخل شقيقه المكتب متنهدا من حالة الشرود تلك الى متى سيظل فى تلك الحالة كم بغض النساء بسبب ما الت اليه الأمور مع أخيه
: هل سأقاطعك عن الهام ما .... يا شاهر.!
تأفف ملتفتا الى شقيقه متجها الى مقعد المكتب جالسا بهدوء هو طبعه
: ماذا هناك يا سامر ؟
: جئت اطالعك على قائمة اسعار الادوات الطبية الجديدة ... أرسلتها عدة شركات .... ناظرها لترى من تؤيد .... لا أعلم لم لا تلتزم مع شركة واحدة تغيرهم كأحذيتك .
أمسك الاوراق من أخيه و ألقى نظرة سريعة
: ان التزمت مع احداهم جعلتنى ملك يدها و لن أصبح هدفها بعدها لن يكون لى الأفضل فى أى شئ .
: اراء رغم ذلك .
ناظره باستياء خفى ... حتى إن أشرقت الشمس فى المساء سيظل أخيه كما هو منتقدا لأى شئ و معترض .
: هل من شئ آخر يا سامر؟
: لا شئ .... آه نعم لقد تذكرت سنغلق ثلاثة غرف للعلميات للتعقيم و التجهيز و نجرى باقى الجراحات تبعا لجدول المواعيد .
: لا بأس و لكن ألن تترك واحدة للطوارئ ؟
: لا .. ان كل جراحة بمعاد و قد بدأنا منذ ساعة و ان جاءتنا حالات الطوارئ سننسقها مع الجدول ... كما اننا بالعاشرة مساءا الان ... لا تقلق .
أومأ له موافقا شاردا رغم انفه بها ثانية و قد فهم سامر ذلك فانصرف متأففا خارجا من الغرفة حزينا على شقيقه الوحيد .
************************************************** *****************************************
بعد ان اطمئن على حالتها النفسية كان لابد ان يطمئن على حالتها الجسمانية ، كان متجها صوب غرفة ماهر و لكنه استمع لحديث اشعل النيران بعقله يحثه على الانتقام و اخذ ثأر قديم ... اندفع الى الغرفة يفتح الباب دون استأذان متحدثا باقصى ما يملك من رزانة و صبر
:هلا يفهمنى أحد ماذا يجرى هنا ؟!
لم يجيبه شئ سوى نظرات قلق و الم من ماهر و اخرى تحمل تشفى و كره من قبل سامر .
: الا يسمعنى أحد ام أن لا شئ ليحكى بالأساس .
بدأ التردد يصيب ماهر الا ان سامر ظل ثابتا لم تهتز قوة نظراته بل ازدادت شراسة مما أودع الشك بقلب فارس و كان على شفا شجار حاد قريب ... وكأن ماهر شعر بذلك لينطلق لسانه قبل أن يلجمه ثانية
: سامر يخبرنى أنه لا مكان لأجراء الجراحة لفيروز .
: يمكننا الانتظار ساعتيين اضافيتيين .. اليس كذلك .
قالها فارس بأمل كبير متطلعا الى ماهر ليطلق سامر سيطرته
: و لا حتى ليومين اضافيين .
: لم أحدثك .... أحدث الطبيب المسئول
: بعيدا عن انى طبيب جراح و إنى نائب مدير المشفى .... فحتى ان تطلبت حالتها الجراحة الان او بعد سنوات لن تكون هنا
: يا سامر لا تصعب الامر اقرب مشفى من هنا بالبلدة المجاورة تتطلب ثلاث ساعات اخرى فكيف .....
قاطعه فارس متحدثا بلين و الم
: لا تكثر الحديث يا ماهر .... لقد ألقى سامر قراره و لنا قرارنا نحن ايضا .
و مع اخر كلماته كان أمامه مباشرة ليلكمه فى وجهه و لم يكن سامر قد تدبر امره بعد ليفاجأ بلكمة اخرى اخلت توازنه ليسقط ارضا مرتطما بالحائط خلفه ...ليبثق الكلمات مع بعض من دماء .
: و الله سأدفعك ثمن ذلك ... هل تظننى سأسامحك يوما يا فارس .
أمال عليه ليمسك بتلابيب بدلته رافعا اياه ليواجهه
: من يسامح من هل مُسح عقلك أم اصابك الجنون !
دفعه سامر الى الخلف متحدثا بقهر
: لقد ظل مكانه لم يتحرك لم يمضى مع زمنه تقهقر فى كل شئ العمل و انتم مضيتم و تركتوه تركته و انصرفت و لا زال هو كاره لكل شئ .... لقد خسرنا و كسبتم.
لم يشعر احد منهم بانصراف ماهر من بداية الشجار الا عندما قاطعهم صوت شاهر عند باب الغرفة متحدثا بكل ثقة و ثبات
: الجميع خسر يا سامر .... الجميع خسر .... و لكن قريبا سيربح الجميع مرة اخرى .
اتجه صوب اخيه و هندم له قميصه و أخبره ان ينتظره بالمكتب فانصرف مستاءا ثم اتجه الى أيمن و مد يده يصافحه
: اسف لقد تأخر ترحابى بك و لكن اعذرنى لم أكن أعلم بوجودك بالمشفى ... كيف حالك ؟... حالكم جميعا .
: بحال جيد ... شكرا لك ... كيف حالك؟ .
اظهر ابتسامة دبلوماسية و تحدث بثبات على قدر استطاعته
: ان كان ما ذكره سامر منذ قليل يوصف بالجيد .... فأنا بحال جيد .
و صمتا لا يجدا حديثا يقال حتى أتى ماهر ، فتحدث اليه شاهر
: سأذهب الآن يا ماهر لن أوصيكك على صديقك ... و بالنسبة للجراحة فستفتح غرفة عمليات خلال نص ساعة على الأكثر .... كن جاهزا .
انصرف عنهم تاركا ايمن غارقا فى افكاره .... ماذا يريد شاهر منه ... و ماذا ينتوى ان يفعل مع الجميع
************************************************** ************************************
منتظر فى سيارته منذ أكثر من ساعتين .... مرت عليه دفعات كلية الهندسة جميعا بالاجماع و اين هى لا يعلم ... هل تكون متغيبة اليوم ! ... عند هذه النقطه شعر بجسده ملتهب اثر سخونته ايكون اتى كل تلك المسافة لأجل لا شئ ... لماذا دوما يعانده الحظ لماذا ... اخذ يضرب المقود بقبضته غير شاعر بنظرات من حوله متسألين عن هوية ذلك المجنون و من بين تلك النظرات كانت هى تنظر اليه بذهول ماذا اتى به الى هنا ؟.... لم يكن بينهم وعد باللقاء !...حسنا لقد ظهر اعجابها به فى ابتسامتها البلهاء لكن هل ذلك ما كان ينتظره ليبدأ بالركوض فى مبتغاه ... هل هى مبتغاه ... ام كما اخبرتهما امها دوما لا يريد سوى أن يحظى باحداكن ليرينا انه يوازيكن و امه ند لى و لا فرق ... ليخبركم أن ترفع والدكم عن مصافحة ابيه دوما و تجنبه له الظاهر للعيان ما هو الا قشرة لا اساس لها ...... ماذا يريد لا تعلم ؟ تبا لذلك القلب فبمجرد أن رأته شعرت بقلبها سيتوقف يجمل فكرة بعينيها أنه اتى اليها ... قطع المسافة ليراها ... تحدى قانون ابويهما لأجلها .
اعتذرت لصديقاتها و تحركت صوبه تعد الخطوات بتمهل ... ترتب حديث يخفى مفاجأتها و فرحتها الا انها كالعادة مع اول كلمة نطقتها ظهر بها كل شئ .
: راشد ! ؟
طالعها من زجاج النافذة غير مصدقا لرؤيتها
: ظنننك متغيبة! ..... انتظرك منذ ساعتين .
امالت برأسها ارضا تخفى احمرار وجهها ... و اصابه القلق هل استائت من قدومه .
: و لم آتيت ؟
هاهى تخبره انه غير مرحب به ، و لكنه لن ينصرف بتلك السهولة
: سأخبرك .... و لكن هلا ركبتى بالسياراة اولا ؟
ظهر القلق و التوتر على وجهها
: تعلم ... لا يمكننى ... لا اريد مضابقة أبى .
: لن اطيل .... و لن يعلم والدك .... رجاء .
هاهو قلبها الغبى يلبى نداءه دون استشارة عقلها ابدا لتجد نفسها تسارع لتفتح الباب المجاور له و تسكن بجواره ليسكن قلبه و يطمئن .
************************************************** ******
بعد أن وافقته و ركبت معه السيارة و هى غير متزنة غير مستريحة بالمرة ان علم والدها سيصاب بخيبة أمل بها أما بالنسبة لوالدتها فستقتلها حية ..... دار بالسيارة أكثر وقت ممكن يريد ان تشاركه انفاسه بكل ثانية و لكن كان لابد من التوقف و أخيرا أوقف السيارة أمام احدى مطاعم البلدة الشهيرة ... التفت اليها ليجدها مطلعة الى النافذة و هو يعلم انها بعالم اخر تفكر بابيها لطالما سمع من العمة و سالم عن مدى قوة العلاقة بينهما و لكنه لا يعلم الى اى مدى .... أحيانا كان يشعر بالغيرة عندما تحكى عمته عن مواقف بينها و والدها ... و اخرها بأخر زيارة لها بالمزرعة عندما عاد هو و هى من التجول ليلا .... لم يتحدثا سوى القليل يومها و لكن كان بالنسبة له أكثر من كافى ليسعد لشهر مقبل ... و عندما عادا أخذت العمة تتحدث اليهما و شاركتهم نورا الحديث و أخذت العمة تحكى ذات يوم و عنبر لم تتعدى العشر سنوات ذهبت برفقة العمة الى عمل والدها لتجده يناقش أمرا مع زميلة اخرى متزوجة تقريبا فاندفعت صوبها و أمام الجميع تحدثت اليها بصوت أكثر من مسموع
: يا خالتى هلا ابتعدتى عن والدى رجاء .
: يا طفلتى نحن نعمل .... ما أجملها طفلتك يا كارم .
: أظن بإمكانك العمل دون الالتصاق به اليس كذلك .
لحظتها كادت الغيرة ان تنهشه يتخيلها شرسة تدافع عن حقها فيه هو الا انها بالنسبة اليه احلام سيسعى لتحقيقها بكل قوة ، قاطعه من شروده تنهيدة و طرق باصبعها الصغير على زجاج النافذة تنبهه بشروده ....فشروده ذلك أصابها بالتوتر فكان و كأنه شاردا بها .
: الن تخبرنى سبب مجيئك ؟
: بالطبع و لكن أظن باستطاعتنا تناول العصير على الاقل .
: بالطبع لا .... يا راشد هل تريدنى أن اذهب بصحبتك الى إحدى المطاعم لنجلس متضاحكين ... فيرانا أبى أو أمى .... أو عين .
هل يخبرها أحد الا تناديه باسمه ثانية تكاد سيطرته على نفسه تنهار
: لا أظن شقيقتك سترداد المطاعم الرومانسية ..... ليست طبيعتها .
: ليست طبيعتها و لكن خطيبها يحب تلك الاشياء و يدعونا اليها دوما
أخرج صوتا غاضبا شعرت به رغم محاولته كتمانه
: هل ترتادين المطاعم الرومانسية برفقة خطيب أختك يا عنبر .
أشعرتها نبرته و سؤاله بفرحة دغدغت قلبها و لكن يبقى كل ذلك ممنوع
: لا تشوه الحقائق ..... ارتاد المطاعم برفقة شقيقتى و خطيبها .
: و لما لا ترتاديها معى ..... و لو لمرة .... هل شقيقتك أقرب اليك منى ؟
ذهلت من حديثه لم يكن بينهما سوى نظرات عشق منه تتهرب منها دوما و نظرات حب تطلقها فى غفلة منه .... بالإضافة الى ذلك التجوال الوحيد
: هل جننت .... من أقرب لمن ..... إنها شقيقتى !
اتبعت اخر جزء بارتفاع فى الصوت عله يفهم
: هل تعلم شقيقتك امنية الصحافة خاصتك وطريقة سعيك .... هل تعلم عن رسائلك لجريدة ال**** ....هل تدعمك و تسنى على مقالات تنشريها بصفحتك.... عن تجولك أمام محل الدمى كل يوم ..... مشاكل مشروعك الدراسى الاخير ...... لونك المفضل .... هدية دمية الطفل .
كان فى كل عبارة يطلقها و كأنها لهب يحرقه فترتد سخونته عليه .... هو من يرسل لها رسائل دعم دوما ليحفزها على استكمل طريقها هو ارسل لها لعبة دمية الطفل و متلعقاته كانت تلك اللعبة الوحيدة التى تجذبها و هى الوحيدة التى لم تشتريها يوما لتفاجأ فى كل عيد ميلاد بهدية دمية و لكن الاخيرة كانت هى ما ارادتها يوما ... كان هو باختصار كان هو الملم بكل تفاصيلها دوما .
: كيف علمت ذلك ؟!
تنهد باحثا بعقله عن بداية اهتمامه ..... و لكنه لا يتذكر متى بالتحديد ربما من أول مرة رأها او ربما من بداية استماعه كلام العمة عنها او لعلها تكون منذ ان عرف بوجودها بالدنيا من الاساس .
: أحفظك يا عنبر ككف يدى ....منذ متى ... أقسم لك لا أعلم و لكنى أجبرت نفسى على الانتظار حتى تكونى مستعدة .
تحدثت بعد صدمتها فكان صوتها مهزوزا .... ربما اصابتها الفرحة ..... كانت تظن دوما ان لا امرأة ستحظى بحب من تحبه و كم كان ذلك يرعبها أن يكون راشد يحب امرأة اخرى و بالأخص ان تكون تلك المرأة هى.... عين .
: و هل أنا مستعدة ؟
: أجل ...... رأيت حبى بعينيكى .
انتفضت مرتطمة بزجاج النافذة خلفها متحدثة حديث متقطع
: لم ... أنا ... كيف ... هل .. راشد .. كنت .
امال عليها ممسكا بكفه ظهر مقعدها و الاخرى على زجاج نافذتها متحدثا بهدوء حانيا .... فكم اراحه توترها ذلك و أكد له ان احساسه كان صادقا و اخيرا اطمئن بحصوله على قلبها .
: لا تقولى راشد ثانية .. ارجوكى اتفقنا ... لأجلك .
اومأت برأسها بخفة ليبتسم اليها بحنان تاركا ظهر مقعدها و واضعا كفه على قلبه متحدثا بألم .
: هذا القلب انهكه العشق و خذلان من حوله و اختارك لتكونى دوائه فهلا تعطفت و طمئنتيه و لو بكلمة .
كم ألمها المه هى تعلم من يقصد بالخذلان جيدا ... بالتأكيد هى أمه و كم كان ذلك يبعث بقلبها الالم لأجله دوما و لكن ماذا بيدها لتفعل ... ان كان انهك العشق قلبه فقد فعلت كلماته و عاطفته بها الافاعيل لا تقوى حتى على رفع اصبعها و يطلب منها ان تطمئنه !
: راشد ...
ضرب بكفه على الزجاج متنهدا .
: لا تنطقى اسمى مجددا يا عنبر.... رجاءا ...
: تحدثت بخفوت لا يكاد يسمع و هى مخفية رأسها لأسفل
: كنت أقصد ... طلبت .. أعنى
: تمهلى ... تمهلى .
: قصدت أن اطمئنك فنطقتُ بر..
: راشد .... هل يعنى ذلك ما قد فهمته .
اومأت برأسها بحركة لا ترى .
: تحدثى يا عنبر .. بالله عليكى ... قلبى سيتوقف .
: أجل ... اكتفى بها و الا سأناديك باسمك و لتتحمل العواقب .
: العواقب ستريحنى يا مسكى المفضل ... أظنك وحدك ستكونى المتضررة .
اتبعها بضحكة عالية متراجعا لمقعده متلهفا ليوم عرس كبير سيسعى ان يكون باقرب ما يمكن ... القى عليها نظرة ليجدها كحبة طماطم تكاد تنفجر من الخجل متحاشية النظر اليه .
و كانت هناك عينان تراقبهما يتشاجر بها الحقد و الكره و الاذية على من سيتسيد تلك الشخصية المريضة بتلك اللحظة و لكن على الارجح لم يتنازل اى منهم عن مكانه .
#يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-09-19 الساعة 06:22 PM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-19, 07:50 PM   #5

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي

اذا حد بيقدر يساعدنى عايزة اضيف صور للرواية لكن مش عارفة اضيف ازاى صور بالجروب

علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-19, 01:31 AM   #6

Ola sultan

? العضوٌ??? » 439009
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » Ola sultan is on a distinguished road
افتراضي

عشان اللخبطة 🙈😂
الرواية بتدور حول اربع مسارات 👌
عابد و اريج .. راشد و عنبر ... قاصد و عين .... فارس و فيروز
و اللى مع الوقت الاحداث بتربط بينهم و بيأثرو على بعض بماضى و حاضر و مستقبل 😉


Ola sultan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-19, 10:06 PM   #7

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب عابد الفصل الثالث

الفصل الثالث👌 .... يا رب يعجبكم 🙈.... قراءة ممتعة باذن الله🌸😍
*************************
جالسة تجاور شقيقتها عين تحاول ايجاد مهرب من عزومة الليلة ، اولا هى تعلم انه سيضايق راشد ذهابها برفقتهم و لكن لم يكن ذلك اولى اسباب هروبها و لكن لماذا تصر عين على خروجها معهما كل مرة .....
: عين !
انتبهت لها عين فقط بتحريك وجهها منصرفة عن متابعة كتابها الطبى
: لن استطيع الخروج معكى الليلة .
: لا بأس .... سأهاتف قاصد لأخبره بتأجيل الموعد .
و عادت تكمل ما اوقفته ، تنهدت عنبر مستاءة
: و لماذا يجب أن اكون معكم كل مرة ؟
: لانى لا احب الخروج معه وحدنا .
وقت امام شقيقتها لتحصل على جواب ينهى هذه المهزله
: و لماذا وافقتى عليه بالأساس .
لم تعطى شقيقتها أدنى اهتمام فقط القت بجملة عابرة
: اظن هذا الأمر بينى و بينه !
: و لكن قاصد لا يستحق منك ذلك .
: و لم يضربه احد على ما فات لتشفقين عليه هكذتدا .... كما أن الاتى سيكون باختياره ...... و أكرر لا دخل لكى به ..
: اذا من الآن لا تتدخلينى بينكما ثانية .
: ماذا تقصدين ؟
قاطعهما رنين جرس المنزل لتهتف امهما بالداخل أن ترى احداهما الطارق ، اتجهت عنبر ناحية الباب متضجرة من تلك التمانية المفرطة .. لتفتح الباب و ترى سهلة شقيقة سالم امامها كم هى زيارة غريبة .... سهلة بالصباح اليس مبكرا كان المفروض أن تكون بالجامعة الان و هى وحدها دون سالم ..... اذا مئة بالمئة هى زيارة غريبة .
تقدمت سهلة الى هنبر تقبلها بحرارة متجهة الى عين دون أن تجد بوادر ترحيب بالمرة ...أتت والدتهما ترحب بها بصدق و مودة ... فرغم كل شئ لسالم مودة خاصة بقلب كل افراد العائلة .
: اهلا بك يا سهلة .... أنرت البيت بوجودك .... زيارة عزيزة يا غالية
: فليعزز الله مقامك يا زوجة خالى لقد جئت اليكم اليوم لأنكم اعز الأقارب الى و كم اشعر بعين و عنبر اختين لى لم تلدهم امى .
تأففت عين بصوت عالى و اتجهت الى الأريكة تكمل قراءة الكتاب و كان شئ لم يكن فاضطرت عنبر الى الرد عليها
: و انتى لنا اخت بالطبع مثل سالم .
: أكرمك الله حبيبتى و لأجل ذلك جئت اليوم اليكم .... لأجد اخت ترافقنى فى شراء فستان خطبتى .
تحدثت والدتهما لائمة
: هكذا يا سهلة دون أن تخبرى أحد و متى كنتم ستخبرونا
: ه أنا ذا يا زوجة عمى جئت اليكم فور أن علمت بالأمر ... و كيف لم نكن لنخبركم فالعريس هو راشد و انتم اقرباء من الجهتين هل كنا لنتجاهلكم .
اصابت الدهشة الجميع ... فلم يظهر على راشد يوم أن سهلة بتفكيره من الأساس .... فالظاهر للعيان انه كان يسعى الى بنات عمه و بالأخص كانت الكفة لترجح عين و لكن أن تكون سهلة ... كان الأمر اهمية لتغلق عين الكتاب و تتأمل سهلة كم اشعر بها كاذبة متلاعبة منذ متى يتشاركون تلك الاشياء .... تذكر انها كانت تعبر بجانب سهلة بالطريق و لا تتنازل لتلقى اليها التحية .. الم يظهر ذلك لها انها لا مكانة لها عندها ....اما عنبر فشعرت أن احد قبض على قلبها و هرب تشعر بالفارغ يملؤها و كأنها تشاهد عرضا مسرحيا .....لم يمر سوى بضعة أيام لا تعد على كف اليد الواحدة و كم كان يرسل اليها الرسائل و يحاول مكالمتها فقط ليخبرها عن مدى حبه .... تبا لقد أخبرنى انه يحفظها ككف يده ... انه لا يعلم متى أصبح يهتم بها من قدم المدة و لكنه رغم كل ذلك لم يخبرها بها صريحة ... هل كان يتلاعب بها .
: و الآن من سيصحبنى الى المتاجر ؟
تحدثت عنبر ببحة متألمة
: اعذرونى .... لدي محاضرة مهنة اليوم ..... ربما وقت اخر .
: عذرك معك يا عزيزتى ..... فدراستك هى الشئ الوحيد الصادق .... لا تأمنى لغيرها
تنطقت عيناها بما تخبئه ... و رغم أن عنبر لم ترى وجهها و لكنها شعرت بكل ما تريد ..... سهلة تعلم بما بينها و بين راشد و لم تأتى الا لتشمت بها .
: لا مشكلة يا سهلة سترافقك عين الى حيث تريدى .
: ربما لو كنتى أخبرتنى باكرا كان من الممكن أن اوفر لكى موعد ..
: عين .
: نعم يا أمى .... يجب أن انصرف الآن فلدى موعد مع قاصد .
انصرفت عنها لتظل ناظرة الى ظهرها .... هل انتصرت ام انتصرا الآن .. لا تعلم ....ما تعلمه انها قد حصلت على ما تريد و كفى .
********************$*********************
جالسا على مكتبه يناظر الفتاة القابعة امامه لم يتحدث اليها سوى بكلمتي الترحيب و من بعدها انشغل فى مكالمة جاءته و قبل أن يجيب قطع الاتصال و ها هو يعاود محاولاته و يزيد من استفزازها .
: اظن الوقت هو لعبتك ... و كما تعلم هو لعبتى و سلاحى ايضا ..... لذا أن كنت لا تجد الوقت لتحادثنى فدعنى ادخر وقتى و جهدى
انتبه اليها و قد كان نساها صدقا فقد جائته مكالمة من عنبر و قبل أن يجيب قطع الاتصال و هو مشغول عليها فهى اول مرة تبادر بمهاتفته و لكن ماذا بها لما لا تجيب ... اتكون أخطأت و هاتفته ..... حسنا ليولى اهتمامه الى تلك الأنسة ليحكم أن كانت ستصلح أن تكون مديرة مكتبه ام يكمل البحث ..... قرر اكمال المقابل معها و اكمال محاولاته للتواصل مع عنبر ..
: حسنا يا سيدة ..
: هند .
: اه اجل .... هل عملتى مسبقا ... اعنى هل لديك خبرة بالادارة .
: أجل عملت كمحاسبة بمشفى شاهر درويش .... ثم بالبورصة ... و اخيرا هنا ... أن شاء الله .
: كثير على عمرك .
: لا أظن ذلك ..... العمر ليس له علاقة ... كل الامور تتمحور حول الفرص و اظننى استغليت فرصى جيدا .
اراح مرفقيه على سطح مكتبه و تحدث بسلاسة
: تحاولين ابهارى ..... و لن انكر .... تمكنتى من ذلك ...
: ارى هذه ايضا فرصة ... و لا اظن أن..
قاطع رنين هاتفه المحادثة لم يتمكن من الاعتذار عن المقاطعة حتى من شدة لهفته
: عنبر .... هل تسمعينى ....... اجيبينى ...... هل من سوء يحدث معك ..
اضجر من مكانه هائجا فى انحاء مكتبه
: لم لا تصدرى صوتا ... يا عنبر بالله عليكى اكاد اجن
و لم يكن يكذب فعقله كان على حافة الانصهار ... لا يصله سوى انين بكاء و لا حديث يكاد يجن
: عنبر .... هل من احد اذاكى .
: ... انت .
اردته لترتاح رأسه على زجاج النافذة متنهدا .... ها قد اطمئن انها بخير ... ليتطرق اذا لما بعده
: من ؟
: لقد قلت .... انت .
قالتها بصرخة و كأنه خرير الذبح .... و لكن لم يذبح بقدره الآن ..... لقد عرف بيت القصيد الآن لقد تذكر أمرها لذا أطلق اسمها بتقرير غاضب
: سهلة .
على للهاتف ازداد البكاء و التألم و بمكتبه ازدادت الحيرة ... تسأل ماذا هناك لقد كان يهتف باسم امرأة و يهتف الآن باسم اخرى ! .... فزاد فصولها .
: اين انتى الآن .
لم يجيبه سوى الصمت .
: أين انتى ...
هنا حيث سهلة تخبرنى انها ستذهب لشراء فستان الخطبة .
: بالله عليكي ..... هل تصدقينها
: و ماذا أصدق انها هنا تخبرنى بخطبتك و انت تخبرنى بحبك ... فماذا أصدق يا راشد .
كان صوت يتعالى مع تتابع كلماتها لتكون اخر كلمة أشبه بصرخة ... و فتح الباب ليصيبها الفزع على صوت أمها تسألها
: مع من تتحدثين يا عنبر ..
كان الغضب بعينى والدتها كبير يشى بما سمعت فلم تجد بد من الركوض باتجاه باب المنزل و قد كانت ابدلت ثيابها بالفعل تركض بالطريق على غير هدى .... و لم تتذكر ذلك الهاتف الا عندما سمعت هتاف متعالى فرفعته لأذنها تصرخ لتجابه صرخاته
: لا تصرخ ..
اطمئن فسماعه لصوت والدتها اصابه بالرعب و صوت خطواتها الىاكضة هيئة له كصوت ضربات او صفعات مزقت قلبه الا أن سمع صرختها به فلم يتدارك نفسه بتحدث و صوت ضحكتها تقاطعه
حسنا يا مسكى .... لا تغضى ...
: لا تضحك .
: اذا فاسمعينى ... اذهبى الى الهنة هى فى العمل قريبة منك الآن .
عارضته من باب المعارضون .. حتى هذه اللحظة لا تدرك ما يحدث فقط صوته يرشدها
: لن اذهب و تتركنى .
: و هل تظنينى سأفعلها ..... اذهبى اليها و أنا سأهاتفها و سآتى اليك فورا ..
و الثانى مرة رأته يغلق للهاتف ليطلب رقما آخر متحدثا بشدة رغم رقته فى المكالمة السابقة .
: مصيبة يا سالم ....
ثم اتبع حديثه خارجا من الغرفة فنادته فاضية بصوت مرتفع
: الا ترى انك زدت من اهانتك لى .؟!
ناظرها و كأنها لم تكن موجودة فهو قد نساها حقا
: اسف ... لا تقلقى لقد تم تعينك و لكن عندى أمورا اهم الآن ...
ذهب و تركها تتأمل غرفة مكتبه بولع و هيبة .... هذا هو راشد الدبيرى من تهز له رجال ... صحيح انه صغير بالعمر و قد أذيع انه من بنى نفسه بنفسه و لك يكن ذلك منذ فترة كبيرة الا انها كانت تظنه اشد و ابأس من ذلك ... فبمجرد مكالمة من تلك المرأءة انقلب حاله مئة و ثمانون درجة .... اذا ماذا سيفعل مع ما تنتويه .... المسكين لا يعلم أن ما تطمح اليه هو ذلك الكرسى منذ البدايه و لن تتوانى عن الظفر به ابد ..... لقد تعبت و اهينت و خسرت الكثير لتحقق احلامها و بكل مرة يكن الفشل حليفها ..... الا انها لن تخسر هذه المرة .
**********************
جالسة برفقة زوجة عمها منذ الساعة تقريبا ... و لكنها لا تحادثها مطلقا منذ ان دخلت غرفة عنبر و خرجت تلك الفتاة تركض دون أن تسمع لمناداة والدتها و هى تعلم ان هناك سرا .... ناظرتها متأملة أن تشى تلك السيدة بما حدث الا انها بعثتها بنظرة اتهام واضحة و اقتحمت غرفة عين الاخرى و لم يصلها من حديثهما سوى صرخة من عين كادت أن تصمها فى مكانها هنا " ليس لى شأن بامورها " و من بعدها غادرت كشقيقتها راكضة .... و هى الآن تتحرق لتعلم ما حدث ... الا أن السيدة صامتة منتظرة
بدد صوت رنين هاتفها لتتأفف ناظرة لأسم المتصل
: اهلا يا سالم ..هل
قاطعتهم صرخته و افزعتها
: أين انتى يا سهلة .
كان تقرير اكثر منه سؤال و هى تعلم
: اقوم باحدى الزيارات العائلية .
: لا اظنك اخبرتنى مسبقا .
: و هل لابد من اذن .
: أجل عندما تقتحمين منازل الخلق ...تدعى بعض الشائعات لتؤذينى بها الناس .... فلابد أن تستشيرى اخاكى فيما تفعلين ....لقد اهنتى نفسك يا حمقاء .
لم تجيبه فد كان غضبها و حقدها لهب يحرقها لم تجيبه ستفقد اعصابها امام زوجة عمها و هى لا تريد لختطتها أن تفشل ... الا أن مكالمة سالم تعلمتها بان المحروسة قد هاتفته او هاتفت راشد لتشكوها و لكنها لن تنهزم وحدها لن تكون من تبكى وحدها الليلة ...الجمتها صرخته الاخيرة فلم تستطيع اجابته و قد اغلق المكالمة بوجهها .
: ساعة و أجدك أمامى ..هل سمعتى و لا ترتكبى المزيد من الاخطاء .
اخفضت الهاتف ناظرة لزوجة عمها بتجيب سؤال لم يطرح بعد
: يريد سالم عودتى باكرا فلدينا امور عدة لنرتبها .
أومأت زوجة خالها بعقل شارد فما همعا بها او بسالم الآن ... لقد سمعتها ..سمعت عنبر تهاتف راشد هى أكيدة من انها سمعت اسمه ...و هى الآن تتلدى بنار الانتظار حتى تأتى ابنتها لتتأكد مما سمعت فوالله أن كان كذلك فستريها النجوم بعز الظهيرة ...تحركت ترافق سهلة حتى باب المنزل و كانت الآخرى تستاهل الحيرة هل تلقى بكل كروتها مرة واحدة ام تتأنى ... عقلها يجبرها على التروى و لكن ماذا أن لم تتاح لها الفرصة مرة اخرى او اصبح كرتها محروق بنهاية اللعبة عند البوابه كانت قد حسمت أمرها لتقابل خالها عائد من العمل ... رحب بها كما هى عادته الطيبة و بعد عدة عبارات و وعود بزيارة مقبلة زيفت تذكرها امرا لتلتفت اليه هو و زوجته و تتحدث ببراءة كاذبة
: يا خالى ... كنت قد اردت اخبار عنبر الا أن الفرصة لم تتاح الى .... اخبرها انه من غير اللائق أن ترافق راشد و ترتاد سيارته وحدها أكثر من مرة فالمرء لا يملك سوى سمعته .
كذبت بتعداد المرات فهى كانت مرة وحيدة الا انها تراها كذبات حرب لن تحاسب عليها حتى و أن كانت ستسقط عنبر ضحية ... فللحرب ضحايا ايضا
***************************************
جالسا بمكتبه كأسد ينتظر لينعم بوليمته ....حتى هاتفته مديرة مكتبه تخبره أن رئيس شركة التوزيع معه الآن على الهاتف
: اهلا بك سيد عابد .... لم أصدق عندما اخبرونى إنك تود محادثتى .
: لا عليك سبد منتصر .... تعلم مكانتك لدي .
: أخبرنى هل اعجبك عرض مندوبين شركتى .
: أجل و ه أنا احدثك لأجل ذلك .
: عظيم .... اذا اتفقنا .
: ليس بعد ..... هناك شروط اود اضافتها.
: يا الهى ... سيد عابد أن تعلم عرضنا كان أقصى ما يمكننا تقديمه .
: بلى ... هناك المزيد .
بهت منتصر مكانه يخشى أن يضغط عليه أكثر فينال الصفقة باقل من ذلك .
: سنضيف بندا يخص توثيق العلاقات فيما بيننا.
: و ما هو ؟!
تحدث عابد بمنتهى الثقة
: تبادل بعض الموظفين .
: كيف .... اى بند ذلك .
: سترسل احد موظفي كمندوب يظل مرافقا الينا حتى تتم الصفقة بكل جوانبها و بعدها يكن له حق البقاء لدينا أن اراد .... و سنرسل اليك اخر مكانه و ايضا سيكون له حق البقاء ان اراد .
: لا يمكن اعذرنى ... فكل موظفينى لا استطيع أن أفرط بهم فهم.
قاطعه عابد بنبرة ارسلت اليه بعض التردد
: اسمعنى جيدا سيد منتصر .... تعلم أنى أن اردت سأحصل على ما اريد .... كما انك تعلم اكثر من جيد أن عرضك ليس الأفضل على كل حال .
لازم الصمت كلاهما عدة لحظات ليتحدث منتصر بثقة مهزوزة يحاول الحفاظ على ماء وجهه
: حسنا و لكن الاختيار
: الاختيار سيكون لى .... و لا اظن أن بشركة عابد حكيم من هو اقل من الممتاز .
: و من سيكون ذلك الموظف ؟
: اريج ضاهر .
بهت منتصر من ذلك الاختيار ...هو يعلم جدارة اريج جيدا و لكن أن يطالب عابد بها هكذا صراحة فهو الغريب ... فمن المعروف عنه التشدد و عدم تأثره بالنساء مطلقا .
: كما تريد ... و لكن سيبقى لها حرية الاختيار .
قالها منتصر و هو متاكد انه سيكون الاختيار برغبتها و ستختار شركة عابد بالنهاية فهى فرصة غالية ... الا أن عابد لا يريد أن يظهر اهتمامه بها فستصبح فى ظنها .... صدفة لاأكثر .
انهى الاتصال مرتاحا كما كان قبله بالضبط متذكرا لقائه معها قبل أن يأتى رفقائها ... كان جالسا على طاولة الاجتماعات و هى قابعة على يمينه تتحدث بخفوت مرجعة خصلتها خلف اذنها كل دقيقة و قد علم انها حركة ملازمة لها
: لا أظن أن من اللائق التحدث بالعمل فى غياب احد اطرافه
تنهدت مبعدة للملفات من امامها اذا فيما سنتحدث ؟!
: عن شركتى و عن شركتك .... و لربما عنكى.
جحظت عينيها قليلا لا تعلم فيما سنتحدث عن نفسها باجتماع عمل غير رسمى كهذا الذى تجالسه فيه
: كمثال ما معنى اسمك ؟
اعادت نفس تلك الحركة الغبية نرجعة خصلاتها خلف اذنها و لا يعلم لم لا تتركهم فهم سبعاودو السقوط مرة اخرى
: تعنى الرياح ... الرياح الطيبة و هناك أقاويل انها اتية من الاغواء و السرقة
اتكأ بمرفقيه الى الطاولة مائلا الى الامام متحدثا بنبرة هادئة لا تفارقه
: اذا هل هذا يعنى انك ستغو.. اقصد ستسرقينى ..
سعلت متوترة من نيته المستترة فهى لم تغفل عن تلميحه فى تلك الكلمة
: ربما..
: ربما ... و لكن احذرى فاظن اننى من سيقوم بذلك ....
: ربما ... لا احد يعلم من سيفعلها سيد عابد .... فلننتظر .
ابتسم لتجاوبها معه و هو يواعد نفسه بمغامرة لن تكن سهلة اطلاقا .... مهنئا نفسه على اختياره و صحة قراره .
******************************************
جالسا معها منذ ما يقرب الساعة و لا شئ .... لا تتحدث سوى ببعض الكلمات الضئيلة اجابة لأسلته ... ماذا بها هى الآن
: هل نطلب الغذاء اذا ام ننتظر لوقت أخر .
: اطلبه ... لا بأس .
: ماذا بك هل انتى على ما يرام ؟
تفاجئت من سؤاله
: أجل .. و لم تسأل .
: لأنك لا تتحدثى سوى بكلمات قليلة ... على عكس العادى .
: لا أظن ذلك .... هى عادى و لكن ربما وجود عين الدائم هو ما اوحى لك ذلك .
تنهد متالما من الفكرة ... لا يعلم سر مرافقة عين بكل مرة يلتقيها
: ربما .... اذا اين هى لم لم تأتى بها .... كالعادة ؟!
: هل انت مستاءة من رفقتها يا قاصد ؟
اتسعت عيناها دليل على الصدمة
: معاذ الله ... من قال ذلك ؟
: كنت أسألك لعلك تكون قد اظهرت لها بعض الضجر .... فهى اعتذرت بشدة عن الخروج معنا البوم !
هل هكذا اذا هو المدان الآن .... لم يرد أن يخبرها أن احد رآهم ذات مرة و ظن أن عنبر هى خطيبته من شدة حديثهما سويا بينما هى تظل صامتة الا انه اثر السلامة الآن .
: لا لا أظن .... ربما هناك امرا أخر ؟
: هل تلقيها بجعبتى اذا ؟
كان يريد أن تخبره أن نعم ... لقد اردت ان نتحدث سويا دون عازلا .... او كان اكثر تفائلا لتشعر أن الغيرة اصابت قلبها حتى ... اخذ يتلاعب بماصة العصير ناظرا الى الكأس
: ربما تمنيت ذلك .
: لا تطمح الى البعيد يا قاصد .... علاقتنا ليست قوية الى ذلك الحد
كاد أن يجن ليست قوية الى ذلك الحد .... خطبتهم منذ شهر تقريبا يتقابلا اكثر من ثلاث مرات يوميا غير اللقاء العابر يوميا بالمشفى ... و ماذا تخبره الآن ...تنهد مبقيا خيبته داخله ليتحدث مغايرا الموضوع .
: متى سنسافر لنرى الشقق النقترحة ... أن الوقت يداهمنا ؟
تحدثت متفهمة
: و لك نسافر سنسكن هنا بالبلدة .
: كيف ذلك ... عملى بالمشفى هناك و انتى كذلك تدربين بها ... و لم ارد أن اخبرك كم هو شاقا على زيارتك كل مرة متنقلا من هناك الى هنا .
: و لم تتنقل اذا !
كانت اللامبالاة صريحة بكلماتها .... اى غيرة يطالب بها و هى تخبره أن زيارته لا فاىدة منها
: و ذلك ما كنت اريد سؤالك عنه .... و لم تتنقل انتى .. لم لا تمثلى على تدريبك بها ؟
: ارتأيت أن تلك المشفى افضل ... و اخر حديث بذلك الموضوع يا قاصد ... لن انتقل من هذه المدينة .... سأسكن هنا بجوار اهلى .
: لم أعلم انى سأمر بتنازلات من بداية العلاقة !
تحدث بغضب مكتوم لا يفهم سر تمسكها بتلك المدينة فمن قراءته لشخصيتها ليس بشخص يتأثر بالآخرين .... لم يعد يفهمها .... هل تعلم مقدار حبها بقلبه فتستغل ذلك ام هى تلك طبيعتها .... لا يعلم و لكنها اجابته فى سرها عن سؤال القاه اليها " و أن اردت ان تستمر فلن تكون تلك اول التنازلات يا قاصد "
***********************************
جالسة امام العمة بمكتبها بمحل عملها منذ ساعتين أو أكثر تسمع و لا تسمع .... ماذا ! ... تخبرها عمتها بضرورة الاسراع و التخلص من تلك الأزمة .. تخبرها أن مستقبلها مع راشد فقط .... لن تعود حياتها كالسابق بعد الآن ... التيه مسيطر عليها حتى سمعت صوته
: عنبر ...
اتجه صوبها راكعا على ركبتيه أمامها
: كدت أموت قلقا
: حمد لله على سلامتك بنى
نهض و كأنه تذكرها للتو اتجه ناحيتها مقبلا جبهتها
: سلمك الله يا عمة ..... هل أخبرتها .
أومأت عمته برأسها و نهضت عنبر منتفضة و كأنها فأر فى حارة قطط
: انا لن أفعل ما تقولون ..... لن أفعل لوالدى ذلك
التفت اليها راشد الا انه لم يتحدث فقط نظراته أخبرتها بما يريد و تحدثت عمتها بهدوء يلازمها
: يا بنتى تأكدى أن والدك الآن قد على بالتأكيد بأمر راشد و لن يوافق ابدا على ارتباطك به ... هذا هو الحل صدقينى .
: أن اتزوج دون علمه .... ماذا دهاكى يا عمتى .
تحرك نحوها فارتعشت تتوقع ردة فعله الا انه تحدث بصوت يكابد غضب و قلق سينفجر قريبا
: لن أكون سالم جديد يا عنبر .
نظرت بعينيها الي عينيه بقوة
: و انا لن اتزوج دون اهلى ... يا راشد
شد على اسنان يكاد يسحقها و اخذ يلتفت حوله يبحث عن حل قريب ..حاولت عمته أن تقنعها
: يا حبيبتى كيف يتم...
: انتظرى يا عمة ... لم أكمل كلامى ....
تأملته تنتظر قوله
: سنعقد قراننا ... و لن يغير شئ سأذهب الى ابيكى أطالب بقربه و اتضرع و اتذلل .... لن يعلم بزواجنا سوانا و العمة ....فقط سيبقى ضمانا لا أكثر .... فما قولك .
************************************
جالسا برفقة زوجته غير قادر على الاستماع الى المزيد من كلماتها .... تخبره أن صغيرته مدللة قلبه ... على علاقة بابن أخيه من قاطعه منذ سنوات مضت ... تخبره أن حديث سهلة صحيح ... لقد سمعتها تحدثه و عندما واجهتها هربت ... كان ليصدق ذلك الحديث عن عين اما عنبر فهى مدللته لن تفعل به ذلك .... قاطع شروده صوت مفتاح الباب يتبعه صوت المقبض يفتح و تظهر على منه ها هى ستكذب كل ما كان و سيصدقها ... اتجهت والدتها نحوها اولا تصفعها بقوة دفعتها الى الخلف لتتلقاها ذراعى عمتها و من خلفهما ظهر هو .... رأه ... اذا هو حديث صحيح ... و اى بجاحة تلك التى يتحلو بها جميعا ... لحظة هل شقيقته تتوسطهم ام تخدعه عيناه ... اتجه صوبها يمسك بذراعها المحتضنة لابنته يشد عليها حتى كاد يدميها ....
:ماذا تفعلين معهما الان ؟
تلكأت بحديثها لا تعلم ماذا تقول
: يا أخى احلفلك ... أن ابن اخيك لا يريد سوى الحلال ... و ما فعل من شئ يشيمك ..لقد كنت شاهدة على كل شئ .
: انتى انتى من تفعل بى ذلك ..... لا استبعد انك من دبرتى لذلك ... كما فعلت مع سالم .
: سامحك الله ... يا أخى
كل ذلك و هو صامت خارجيا فقط اما داخليا فهو على فوهة بركان يكاد أن ينفجر باى لحظة ... عيناه لا تفرقنا مرتعشة و مرتعبة بين ذراعى عمته مازالت ... يتأسف لها بكل ما يملك لما هى به الآن و لكنه خارجا عن ارادته ..
: كفى ... لم أعد أطيق كل ذلك ..
قالها والدها مختطفا ايها من حضن شقيقته مطلقا صيحاته بوجهيهما
: لا اريد لشئ يربط بيننا مرة اخرى .... كانت التانية يا اختى ... حسيتك مختلفة عن ابيه
اصابتها كرصاصة بقلبها هل تستحق ذلك أن تنقطع علاقتها بشقيقها لانها لم تريد لقلبين صغيرين أن يتألما يذوقا الفراق .... هل هكذا سيكون جزاءها .... ناظرتهما زوجته بنظرات أشبه باسهمترشقها بأعينهما تتوعدهما ... اتجهت لابنتها تمسك بخصلاتها بين اصابعها تحاول انتزاعها من والدها الا انه لم يتركها
: لن تنال حتى خصلاتها يا ابن مودة .... من الآن و صاعدا لا حق و لادخل لك بها .
اخيرا تحدث لتنطلق كلماته دون أن يحاول منعها
:لى كل الحق .
التفتت له عمته تمنع بنظراتها مظسكة بذراعه و انتبهو له جميعا حتى هى .... رغم المها المعكوس بعينيه ترى المه بهما مضاعفا تسأله التعقل ... الا انه لم يعى سوى لعينيها وحدها ... اصابه المها بمقتل لن يتركها تستقبل الغضب وحدها .... لأكثر من مرة كاد أن يتحرك ليلتقطها من بين ايديهم الا انه كان يتراجع خوفا من أن يصيبها المزيد و لكنه يرى أن لا مزيد قادم اكثر مما كان .
: هى زوجتى .... لقد عقدنا قراننا للتو .
التفت اليها والده صافعا اياه بقوة اذهلت الجميع لترتمى بحضن والدتها و للحظة ضمتها و ظهر الفزع بعينيها ... ناظرها والدها بنظرة خذلان لن تنساها ثم انصرف عنهم معطيا ظهره للجميع
: اغربو عن منزلى لا اريدكم جميعا .... و هى اولكم .
اتجه راشد نحوها ممسكا بذراعها شادا اياها لخارج المنزل منطالبا عمته بملاحقته ... تتركا والدتها فى صدمة غير قادرة على إستيعابها ... هل أخذو عنبر ...جرت الى زوجها تصرخ
: هل تركتهم يأخذوها ويلك ... ماذا فعلت ؟!
اولى نظراته بعيدا عنها
: و ماذا تريدين ان افعل ..... انها زوجته .
: من ادراك انه صادق !
: رغم كل شئ ...هو صادق ... لم أسمع عنه سوى الصدق .... ثم انهن لم تكذباه .
اخذت تلطم علىوجهها و هى تعدد
: لقد ضاعت الفتاة يا أمين .
صمت و نفسه تجيبها ضاعت منذ ان سمحت له بالولوج اليها رغما عنى .
**************************
بعد أن اوصل عمته الى المزرعة انصرف مسرعا قبل أن تلتقطته احد العيون متخذا طريقه الى مسكنه بالمدينة الاخرى باسرع ما يستطيع .. ملتفتا اليها كل دقيقة متأملا اياها ... هى بجابنبه لا يصدق ما حدث البوم لقد هددته سهلة انها ستفضحها و من ثم لن يستطيع أن يحصل عليها يوما ... فسايرها و كان ينتوى أن يماطلها حتى يحادث عمه و يقنعه ... و لكن ما أن اخبرته عنبر عن زيارتها و الشر الذى اطلقته بها حتى علم انها نفذت تلك المساومة دون انتظارها فكان لابد أن يسبقها بخطوة ... عاد ليتأملها هى حزينة فقد خسرت اهلها و لكنه هو الطريق الصحيح هو كتأكد من ذلك.... و تلك الخلافات لابد أن تنتهى يوما هو كتأكد و لكن وقتها ستكون هى بجواره و هو بجوارها لا يفرق بينهما ابدا ابدا ...عاد يلتفت اليها مجددا ليجدها ناظرة اليه .. أجفل من نظراتها .... فألقت بسؤال اربكه و خافمن جوابه
: لم أخبرتهم اننا تزوجنا.؟!
ابتلع ريقه بصعوبة يخشى أن تخطئه فهمه
: لم أكن لأنقذك بغير ذلك .... و كنت سأخسرك دون ذلك .
لم يبدو عليها اى ردة فعل الا انها اجابته بتقرير
: الأهم اننا اصبحنا الآن ... اليس كذلك !
: دوما سنصبح ما تريدين .... و كما اريد ...معا دوما .
اخذت عيناهما تتحدث تخبره بخوفها و ترددها و يطمئنها بأمان قادم و محو لأى ذرة ندم .
*************************************
تجاوره واقفا امام المو ينهى اخر صنف لعشاء اليوم ... فرح لعودتها لطبيعتها كما كانا ...دوى رنين جرس الشقة لتتركه راكضة ظلتقطة حجابها تلفه كيفما اتفق لتفتح الباب بالتأكيد هو ماهر .... فقد اتفقا ثلاثتهما على العشاء سويا اليوم ... رحب بها ليداعب رأسها ... لتمسك بذراعه يرافقها حتى طاولة الطعام ليلحق بهما فارس واضعا اخر الاطباق على الطاولة مرحبا بماهر بقوة ...
اثناء تناول الطعام تجاذبو اطراف حديث عدة من بينها كان تحذير ماهر الدائم لفيروز بأكل ما يناسبها نظرا لحاجة الزائدة
: لا تقلق يا ماهر لا انفك احذرها .
: اخرك أن تهدئ من اعصابها بنوم على الشيزلونج و سماع موسيقى هادئة .
انطلقت ضحكات فيروز متلألأ لتملى الفرحة قلب فارس كم يحبها تضحك بلا توقف كم يحبها مرتاحة .
: الآن تتخذونى مزحة !
: يا عزيزى هل تختلط التخصصات بعقلك دوما ... هل اتدخل بعملك كطبيب نفسى من قبل لتتدخل بعملى .
اجابته فيروز مسرعة
: لا يا ماهر انك دوما ما تحترم الاخرين .
: اه اصبحت انا سئ السمعة الآن
رفعت حاجبيها مبتسة ... غامزة لماهر الضاحك حتى الموت
: حسنا حسابنا لاحقا يا قطعة المجوهرات .
وضعت كفها على فمها و ادعت البراءة المطلقة
تحدث ماهر مستفهما
: بالمناسبة يا فيروز .. بعد ظهور النتيجة هل ستلتحقين بكلية الطب ؟
تحدث فارس ملتقطا كأس الماء
: أجل فتلك امنيتها منذ سنين .
: هل كانت امنيتى وحدى .!
: امنيتنا سويا دوما ستكون امانينا سويا ... اليس كذلك !
ابتسم اليها مطمىن لتقابله نظراتها القلقة
: لا أعلم ... اقصد اتمنى ذلك .. .. اقصد
ضيق ما بين عينيه مخفضا راسه بجهتها منتبها لكل حرف تنطق به و لم يكن وحده فماهر ايضا اصابه القلق
: اقصد أن هناك رغبة لدى من الممكن أن تؤثر على دخول الكلية الآن .... لكنى اعدك اننى لن اتنازل عنها ايضا
ضم اصابعه حتى ابيضت مفاصله متأكده من أن القادم غير سار على الاطلاق .
*************************************************
كان شاردا يفكر فى حالهما معا هل اخطأ ام أصاب و حتى أن كان قد أخطأ فكله فداء لها فلم يكن يستطيع أن يخسرها و كان ذلك ليكون اثم لن يستطيع التكفير عنه عمره كله ، و لكن ماذا الان تجار على حقها ام ماذا
و اثناء شروده كان لفتح باب غرفته الساكنة هى بها الان مفاجئة له قطعت شروده و فقد اتزانه مما جعله يسقط من على الاريكة ليصطدم جبهة راسه بحافة الطاولة مما نتج عنه جرح بسيط برأسه ، أتت اليه مرتعبة من أن يكون قد تأذى فأسندته الى أن سكن مرة اخرى الى الاريكة و هى الى جانبه تفحص جرحه بدقة و يتأملها هو بدقة اعلى لتقطع شروده الثانى هذه الليلة بعبارتها
: لابد من تطهيره و تضميده حتى الصباح لا اظنه خطير باذن الله ، اين صندوق الاسعافات
استغرق بضع ثوانى يحاول فهم حديثها المهم نوعا ما ليجيبها ببحة لا تخطئها بحة لها وحدها
: ما اهميته الان ألم تقولى انه ليس خطير ، هيا تعالى اجلسى بجانبى فقط
: و لو لم يكن ، يجب تطهيره حتى ، انا ذاهبة لاتى به
: الى اين ، اخبرينى فقط وجهتك
: الى المرحاض بالتاكيد يوضع به أن كان لديك عقل
: اذا يا حكيمة زمانك ، نحى اى عقل معى هو بغرفة النوم تحت السرير
ارتدت خطوة للخلف فهى بالفعل كانت قد دخلت المرحاض فالتفتت اليه مندهشة
: ألم تشاهد تلفاز ألم تسال اين يجب أن يوضع
أجابها بمنتهى الهدوء و المنطقية
: وجوب وضعه بمكان يناسبنى لا مكان يناسب المعهود لدى الناس
صمتت لا تريد خوضه فى حديثا هو منتظره و انصرفت لتاتى به بعد دقيقة على الاكثر ، جلست بجانبه و كلاهما باخر الاريكة و بدات بتطهير الجرح ليقاطعها هو بوضع راسه على كتفها مما جعلها تبدو كمخطئة لذنب كبير و جعل كلاماتها تخرج بطيئة متباعدة
: انا ... لم انهى الامر بعد ..... هكذا من ... الممكن أن يسوء الامر بعد .... بعد الان
مد ذراعه يحاوط خصرها يقربها له اكثر يتحدث بصوت منخفض هامس
: اتعلمين ما هو الاسوء يا عنبر
صمتت تحاول تنظيم تنفسها و شهقاتها
: أن تكونين زوجتى فى منزلى بين يدى و لا استطيع حتى أن احتضنك بحرية تعبر لكى عما يحترق بداخلى .....
افلتت منها شهقة بغير ادراك فهى لا تعى الان سوى كلماته فقط و تحاول تداركها
: انتى عنبر يخترقنى فيسكننى و يهدأ و اتنفسه فاحترق
لم تستطع سوى أن تعبر عن سكونها الظاهر و احتراقها بالداخل سوى بدمعة تلتها اخرى لتسقط كلاهما على وجهه ليتفهم انها لربما استائت من ذلك القرب الشديد لينزع رأسه عنها و يحيط وجهها بكفيه
:ماذا يبكيكى الان ، اسف أن كنت اذيتك دون قصد لا تبكى
تحدثت بصعوبة بالغة نتيجة بكائها و دقات قلبها المتسارعة
: أخشى ....أخشى أن .....
و صمتت تكمل بكائها ليحثها برأسه و لسانه
: لا لا تخشين شيئا .. فانا دوما بجانبك و ربى معكى قبلى
استكانت للحظات لتطلق جملتها مرة واحدة هذه المرة
: أخشى أن لا اهبك ما تنتظره او ينتهى حبك لي يوما ما تصبح نادم على ما جرى غير متحمل لى بعدها
ما كان منه الا أن ابتسم يخبرها بحنكة عاشق و طهر عابد بمحراب عشقها
: كيف للمرء أن يشيب على غير ما شاب عليه ، انتى كنت مبتغاى منذ صغرى يا عمرى انتى و غيرك اقسم لا يملئ عينى و لا يهدأ قلبى و يرتاح لغيرك او بدونك
و صمت ليستعد لاطلاق العبارة الاتية
: و الله يا عنبر لو خيروني بينك و بين الموت لاخترته مطمئنا و الله لا حياة لى بدونك ابدا
ما كان منها الا أن استكانت فى حضنه تشد على ظهره و تبكى كما لم تبكى يوم ، فما حدث معها اليوم كان منتهى القسوة و الحنان فى الوقت ذاته و بالتاكيد تحتاج لمتسع من الوقت لتتفهم ذلك كله و كان لها ما تحتاج فغفت بعمق كبير مطمئن و عندما شعر بذلك ابتسم و اطمئن ، و حملها بين يديه بكل هدوء ليريحها على سريره بين غطائه و وسادته و يغلق الباب ذاهبا للاريكة اللعينة بصالة منزله مسافرا هو الاخر فى غفوة قد طال انتظارها .
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-09-19 الساعة 06:23 PM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-19, 11:09 AM   #8

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

بداية موفقة ومشوقة
كل التوفيق لك عزيزتي


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-19, 01:52 PM   #9

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فارس وفيروز مشكلتهم عويصه جدا فرق العمر والنسب المجهول لفيروز كيف هيأثر على علاقتهم
عابد ي عابد هذا خطييير جايبها لعنده لعرين الاسد 😁😁😁
راشد وعنبر قصة حب حاربت الجميع وتزوجوا فماذا ينتظرهم وخاصة راشد مع الحيزبون هند
عين ويش قصتها وسرها في معاملتها مع قصي اكيد في سبب بس يا ترى ايش ...
في الفصل الثالث توضحت لي الشخصيات شكرا لك تسلم يدينك ي جميلة ومنتظرتك ❤
متى موعد تنزيل الفصول ؟؟


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-19, 04:41 PM   #10

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي

حبايبى شكرا جدا لدعمكم
و شكرا لتحليلك الجميل يا ريم
باذن الله موعد التنزيل هيكون الحد و الاربع الساعة تسعة
و حسبو من اللى جاى


علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.