عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا - الصفحة 173

um soso · 13-08-17, 02:03 PM

سارة روزه · 13-08-17, 09:39 PM

تسجيل حضور وبأنتظار الفصل

قول يا رب · 13-08-17, 10:00 PM

هاى شباب انا جيت اهوه فين فصل النهارده الطوييييييييبل طويييييل لتصحيح اخطاء الفصل الملعون اللى تسبب فى حادثه لسمو البرنس عز

shams ali · 13-08-17, 10:06 PM

شيمو يا شيمو يا شيمو
عملتي ايه في عزوز 😟😟

Heba Atef · 13-08-17, 10:26 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 27 والزوار 8)
‏Heba Atef, ‏المثقفه, ‏SheRen 88, ‏sareta jwad, ‏sweet123, ‏قمر الزمان حياتي, ‏lost girl, ‏shams ali, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏Noors, ‏eng miroo, ‏اجمل غموض, ‏مشاعل 1991, ‏sem sema, ‏فاطمة تامى, ‏sona badr, ‏jojo123456, ‏سارة روزه, ‏جوري حسام, ‏Razanehab, ‏dr_rona1, ‏موجة هادئة, ‏Diego Sando, ‏rosetears, ‏calmtale, ‏ام بيجاد, ‏sinderala

Heba Atef · 13-08-17, 10:41 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 31 والزوار 7)
‏Heba Atef, ‏nona amien, ‏Razanehab, ‏sara osama, ‏sareta jwad, ‏Sea birde, ‏لك ربي, ‏ام بيجاد, ‏sem sema, ‏سيلاسادن, ‏nada alaa, ‏Meso antar, ‏♡~ غلا ~♡, ‏Noraa.Noor, ‏المثقفه, ‏SheRen 88, ‏sweet123, ‏قمر الزمان حياتي, ‏lost girl, ‏shams ali, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏Noors, ‏eng miroo, ‏مشاعل 1991, ‏فاطمة تامى, ‏sona badr, ‏jojo123456, ‏سارة روزه, ‏جوري حسام, ‏dr_rona1, ‏موجة هادئة

rontii · 13-08-17, 10:52 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 36 والزوار 7)
‏rontii, ‏nona amien, ‏زهرة الليلك4891, ‏ميدو اللهيبي, ‏الطاف ام ملك, ‏sareta jwad, ‏ليزا حفناوي, ‏قمر الزمان حياتي, ‏shams ali, ‏الغفار, ‏nada alaa, ‏Aliah sham, ‏dr_rona1, ‏Heba Atef, ‏Razanehab, ‏sara osama, ‏Sea birde, ‏لك ربي, ‏ام بيجاد, ‏sem sema, ‏سيلاسادن, ‏Meso antar, ‏♡~ غلا ~♡, ‏Noraa.Noor, ‏SheRen 88, ‏sweet123, ‏lost girl, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏Noors, ‏eng miroo, ‏مشاعل 1991, ‏فاطمة تامى, ‏sona badr, ‏jojo123456, ‏سارة روزه, ‏جوري حسام

shymaa abou bakr · 13-08-17, 10:56 PM

السلام عليكم يا بنووووتاااات
ميعادنا مع النصف الاول من الفصل الحادي والعشرين
انا عارفة انكم مش بتحبوا موضوع النص فصل ده
لكن والله بكرة تروق وتحلي بس ادعولي
هو اصلا نص فصل طويييييل
ياجماعة اودي وشي فين من الاشراف اللايكات والتعليقات بعافية كده
انا اتذكر ايام داويني ببلسم روح، المجيدة الفصل العشرين كان عندي 65 الف لايك ... فاكرة يارونتي!
النهاردة عيد ميلاد بنوتة زي القمر اقسم بالله مش بتنساني خالث خالث وهي عارفة هديتها
كل سنة وانتي طيبة يا نهي نونو

shymaa abou bakr · 13-08-17, 11:00 PM

الفصل الحادي والعشرون
هتفت الممرضة في حنق
( ممنوع استقبال مزيدا من الزوار يا سادة... من يريد الانتظار فالشارع واسع)
كان هذا اخر ما بإمكانها فعله بعد التدفق المستمر لسكان الخي للمستشفي بغرض الاطمئنان علي احفاد الحاج منصور
جلست بجوار زميلتها تتعجب مرهقة
( اذا كان المصاب سياسيا او حتي نائب بالبرلمان.. لم يكن ليحظي بهذه الاعداد الغفيرة من الزوار)
قالت زميلتها بحكمة
( لا المصابون في ذلك الحادث يملكون ماهو اهم من النفوذ... حب الناس)
اقترب الطبيب المناوب من بتول هامسا بتحرج
( دكتورة بتول... اعرف ان الظرف ليس مناسب ولكن الممرات ازدحمت بالزوار بشكل يثير ازعاج باقي المرضي ... ارجوك تصرفي)
قال الطبيب هذه الجملة دون ان يري الطابق الأرضي والاستقبال... بل تحدث فقط عن الردهة الطويلة التي تحتوي غرفة مياس وغرفة العمليات حيث يقبع عز منذ ساعتين
تحركت بتول بتخاذل غريب عن شخصها المتمرد تهمس لقيس بشئ في اذنه... ماجعله يتحرك سريعا لواحد من الرجال الذي ماثل منصور سنا قائلا بتحرج
( عفوا يا عمي حمدي...)
كان الحاج حمدي وغيره من كبار تجار المنطقة قد هرعوا للمستشفي مع سماع الخبر... بل لم يقتصر الامر علي كبار التجار.... حتي اصغر الباعة الجائلين اتي مسرعا وليس هناك لهم دافع سوي المحبة
لم يدعه الحاج حمدي يكمل بل اجابه بفهم
( اعرف ياولدي ماتريد قوله... سأجمع رجال الخي وننصرف ولكني سأترك ابني وسيارة مجهزة بالاسفل في حالة ما احتاجتم لاي شيء... ) ثم مد يده بظرف منتفخ لقيس الذي حاول الرفض الا ان الرجل العجوز لم يسمح وهو يقاطعه بصرامة
( والله لن ترد.... ومثلها الف مرة لن يوفي حقوق عائلتكم علينا)
بمجرد ان انصرف جميع الحيران ولم يتبق سوي العائلة...
عائلة ران عليها الصمت الباكي وثلاثة من أبنائها ملقون علي أسرة المرض ...
فبعدما سارع زين لأخيه غير شاعرا الا بفزعه علي عز ....شعر بدوار رهيب وظلم يلف وعيه خاصة وهو يري مياس تصرخ في الڤان
طمأن الأطباء العائلة علي زين الذي لم يصاب سوي بخبطة قوية في جانب رأسه وحتي مياس كانت صعوبة حالتها متوسطة مع الكثير من الكدمات وكسر مضاعف في الذراع
وحده عز الذي كانت اصابته بالغة الخطورة ... وقد اندفع جسده من الزجاج الامامي برأسه أولا... مماجعل جسده بثقله ينزل علي رقبته مسببا اضرارا بالغة
كل هذا ظهر في تشخيص مبدئي قبل ان يدخل عز مع لفيف من الأطباء لغرفة العمليات ... وحتي تلك اللحظة لم يسمع الجالسون بالخارج خبر يريح قلبهم
شهقة جميلة شقت الصمت الذي غرق فيه الرواق الطويل واغرق فيه الجالسون علي الجانبين
تطلع فيها الجميع فهمست بصوت مرتعش ووحال دموعها كحال الجميع
( لم اشكره يوما لخدمة فعلها لاجلي او لاجل ابنتي.... لم اقف امامه واخبره صراحة " شكرا يا عز لكل تعبك لاجلنا")
انحنت الرؤوس بوجع وكل يجري ماقالت علي نفسه حتي نطق منصور الذي أصابه الوهن وهو يهم واقفا
( صدقت...)
ثم اقترب من معاذ بخطوات ثقيلة
( خذ الفتيات للمنزل... لاداع لوجودهن هنا خاصة مع ملابسهن الملفتة)
رفضت رحيق التي لازالت بفستانها الوردي وان وضعت فوقه شالا اسودا الذهاب وكذلك فعلت هند
لذا صعدت جميلة مع هانيا وهوينا في المقعد الخلفي لسيارة صقر الذي لم يغادرهم للحظة بينما جلس معاذ في القعد المجاور له فاقدا القدرة علي القيادة يحتضن سچي النائمة
اما في سيارة شهاب فكانت دلال وغفران بعدما اصر نور واصلان علي البقاء.

صوت انتحابها المنهار وصل لمعاذ مؤلما وقد بدت جميلة اكثرهن تأثرا بالموقف
لقد تكاثرت عليها الضغوط في تلك الليلة كذئاب تتكاثر علي ضحية عليلة
فحتي ومن قبل خبر الحادث ... غرقت جميلة في بحر يأس بلا قاع وهي تري ان تأثيرها علي معاذ.... صفر
لن تنكر انها لايام منت نفسها ان يكون تأثره بها كرجل مفتاحا قد تحاول باستخدامه رأب الصدع بينهما
هل يجعلها تفكيرها هذا منحطة! لا بالعكس -هكذا اقنعت نفسها- اليست الجاذبية الجسدية سببا أساسيا في سعادة أي زواج
( نعم... ولكن حين تكون هناك عوامل اخري كالاحترام ... والا اصبح الامر مثيرا للاشمئزاز)
كانت تنهر نفسها خلال الأيام الماضية حين يأتيها ذلك الهاجس... ولكن الان تأكدت ان حتي الجاذبية الجسدية... من طرف واحد ككل شيء اخر
فهي تحترمه وتبجله كأفضل صورة للرجولة قد رأتها في حياتها
تري فيه الحنان والعطف الممزوج بالصرامة وقت الحاجة
هي.... هي تعشقه
اما هو فحتي الانجذاب الغريزي تجاهها أصابه التبلد.

مال صقر علي معاذ هامسا
( اسمع ... يبدو وكأن زوجتك بحاجة للعودة للمستشفي... ربما نعطيها حقنة مضادة للانهيار العصبي)
بالرغم من حزن الموقف الا ان معاذ لم يتمالك نفسه وهو يبتسم لصقر مستفهما
( لم اسمع في حياتي عما يعرف بحقنة مضادة للانهيار!)
رفع صقر كتفيه شارحا وعيناه تبحث في المرآة عن نظرة من زرقاء العينين التي لازالت تصر علي الخصام
( لا اعرف اري هذا في الأفلام...حين تكون الفتاة مصابة بانهيار يحقنونها شيئا ما)
لاحظ معاذ نظرات صديقه المضطربة فتخابث سائلا بصوت قصد ان اسمعه هوينا
(الا تملك واحدة من سجائرك ربما هدئتها قليلا)
رفعت هوينا عينيها بسعة تنتظر رده ليغوص قلبها وهي تراه ينحني لدرج السيارة المقابل لمعاذ يسحب منه شيئا
رفع صقر مابيده واضعا إياه علي جبهته ... لتري هوينا مصحفها بين يديه
( والله ... هذا قسم احاسب عليه.... سأحاول جاهدا ان تكون تلك السيجارة في الحفل اخر سجائري)
رفعت هوينا حاجبا بصرامة وهي تعلن بوضوح لايقبل الجدل
( احذف كلمة سأحاول..)
كاد صقر ان يقفز في كرسيه فرحا لانها تحدثه بعدما ظن ان معرفتها بأمر الحشيش سيجعلها تخاصمه للابد كما هددته ... لكنه تماسك حتي لا يبدو " خفيفا " امام اختها وجميلة... فهو لايهتم برأي معاذ لان الخير علي يقين انه " غرقااان لقمة رأسه"
كل مافعله ان ثبت عيناه في عينيها في المرآة ثم ضم أصابعه امام شفتيه كمن ينزع شيئاوهميا ويرميه من النافذة.
لو كانت الظروف اكثر لطفا لكانت انفجرت ضاحكة من حركته اللطيفة الا انه اكتفت بابتسامة وهي تزيح عيناها عن عيناه بتدلل
( ركز في الطريق الله يكرمك... يكفينا حادث واحد لليلة) كانت تلك هي هانيا التي نبهته بسخافة مفرطة جعلته يبتسم لها بالمرآة في سخافة اكبر.
وصل الجمع الصغير للبيت ... فنزل معاذ حاملا سچي النائمة وهو يشير لصقر ان لا ينزل لانه سيعود سريعا.
للحظة بقت هوينا مترددة هل تذهب معهم ام تبقي بجوار السيارة مستجيبة لنظرته الراجية.
حسمت امرها واستدارت عكس اتجاه الاخرين لتقف بجوار السيارة التي ركنها صقر داخل الحديقة
نزل صقر مسرعا ورغما عنه يسب نفسه لانانيته المفرطة وقد تراجع حادث عز لدائرة النسيان
وقف بجوارها مستندا علي السيارة يتأمل عبوسها الحزين يتمني لو كان بأمكانه فعل مايسري عنها .... وراجع كتلميذ مجتهد بعض المعلومات الضئيلة التي يعرفها عن النساء...حتي كاد ان يصاب بالهلع لجهله... طبعا كل هذه الانفعالات تحت ساتر سميك من اللامبالاة الظاهرة في وقفته المسترخية
لكن حين زادت تقطيبتها ... زفر بغضب من نفسه ومن ثقافة الرجل الشرقي التي لاتزيد عن ثقافة ضفدع فيما يخص المرآة
لذا سأل بصدق..
( كيف اسري عنك يا ام عيالي " يا ام اولادي") كانت تلك الكنية التي ينادي بها والده والدته دوما وكم كان يشرق وجهها الأسمر حينها.
قالها بعفوية صقر الصعيدي وهو يضيق عيناه بتقطيبة مخيفة... ظنا منه انه يسأل سؤالا عاديا
ولكن جهله بالنساء جعله غير واعيا ان السؤال في حد ذاته من بين شفتيه الحازمة وتقطيبته الجدية... كان تسرية فائقة الروعة
رفعت هوينا عيناها بذهول لما قال ووجهها يشتعل بخجل يزداد مع وجيب قلبها قبل ان تشهق شهقة صغيرة وتجري مبتعدة
تاركة خلفها صقر يتسأل بحيرة جاهلة
( ماذا قلت لتجري هكذا...! هل غضبت مني؟)
لكن نظرتها الأخيرة قبل دخول البيت بتلك الابتسامة الناعمة اخبرته انها بعيدة عن أي غضب. E

تلكأ قليلا هو يريح سچي فوق سريرها... وسبب تلكأه هو القلق العارم علي جميلة
فقد تحول الانتحاب الخفيف في السيارة ... لانين عال.. ليصمت كل الضجيج الان ولايبقي سوي ارتعاشة الجسد الملحوظة
( يا الهي...) تمتم معاذ لنفسه وهو يرتب لسچي خصلات شعرها بحنان وتركيزه كله منصب علي تلك المتمسكة بإطار الباب
( اعرفها كما اعرف نفسي ... بل اكاد ان اجزم ان نفسي هي الغريبة عني في تلك المعادلة
احفظ تفاصيلها التي لم تتغير مع سنوات الفراق... كأنها كانت بالأمس ترتعش في حضني حين فقدت ابيها)
اقترب منها متفحصا ولازال رأسها مطأطأ ... قال بلهجة أرادها عادية لامبالية
( جميلة مابك! تماسكي قليلا... انت الأكبر والانضج بين الفتيات هنا.... عليك تحمل قليل من المسئولية)
غبي ... سب نفسه وهو يعض شفتيه بندم علي لهجته التي خرجت اقسي قليلا مما أرادها
فعلا غبي... رددها حين رفعت وجهها فلاحظ شحوبه المائل لزرقة الاختناق
جري اليها يمسكها من ذراعيها وهو يلاحظ انها تتنفس بصعوبة شديدة
( جميلة... جميلة انت بخير ..... تنفسي ... فقط تنفسي... هيا)
لم تستجب .... بل زادت من رعبه وهي تغمض عينيها باسترخاء مخيف.
للحظة قد تقل عن الثانية اندفع جسده في رد فعل لاارادي برئ... حسنا ليس بريئا تماما
اندفع جسده يتذكر قبل عقله العلاج الذي نجح دوما في استيعاب تلك الحالة التي تداهمها عند الحزن
لف معاذ ذراعيه بحنان صارم حول جميلة يحتويها داخل فقعة جسده... كما كان يفعل بالماضي
ولكن شتان بين الماضي وتلك اللحظة
اغمض معاذ عيناه وهو يدرك( هذه لحظة تمحي كل اللحظات التي سبقتها في الماضي... لهذه اللحظة حلاوة خاصة... حلاوة الحلال)
شدها بذراعه لصدره اقرب وهو يشعر بأنفاسها تعود وان كانت مضطربة... ويده الأخرى تحرر شعرها من حجابها
كفه التي جرت علي شعرها في حنان بالغ مع همسة متكررة ( كل شيء سيكون علي مايرام ... اهدئي)
كلها عوامل جعلت جميلة ككائن من الهلام ... فاقد الوعي والادراك والقدرة علي الحركة... فاقدة لكل اشكال الحياة الا شكل واحد... قلب يهدر بإشتياق.
لكنها لن تهين نفسها اكثر... ليس للمرة الثانية في نفس الليلة علي الأقل
لاتبالي ان ينتقم منها ... فهي تستحق... ولكن الليلة هي مستهلكة تماما
لذا ابتعدت مرغمة وهي تسمع همسته الأخيرة ( ثلاثتهم سيكونون بخير)
تطلعت في عيناه برجاء جسور
( وماذا عن ثلاثتنا!) لم يحتاج للاستفسار عمن تقصد
هل ضعف وانهزم بالفعل! لا انه ليس انهزاما... ولكن ماقيمة الانتصار حين يكون العدو ضعيفا ... هشا... شهيا كحال جميلة في تلك اللحظة وقد بدأت الدماء تلون خديها ثانية
( لقد بدأنا للتو... هل تفكرين في التراجع؟)
هزت رأسها نافية ( ابدا)
اقترب ثانية كما كان منذ لحظات وهو يرسل لها بعينيه رسائل شوشتها ... ربما لانها لم تتمكن من تصديقهم قبل ان يهمس قريبا جدا منها
( جيد... فمن سيسمح لك بالانسحاب الان...!)
ولدهشتها انحني مقبلا إياها من جبينها كما فعل منذ سويعات حين دخل الغرفة بعد عقد القران ولكن شتان بين القبلتين
لم تتحدث خوفا من ان تتبدد لحظة السلام التي لاتعرف اهي قصيرة ام طويلة... بل راقبته يبتعد في خطوتين قبل ان يعود بتقطيبته الحبيبة ويعاود تقبيلها بنفس الصورة لثالث مرة
( تلك لسچي حتي لاازعج نومها)

( اتعرف يا يونس لما تعلق قلبي بذلك المزعج خصيصا) صوته الواهن جعل يونس يعتدل في جلسته في كافيتيريا المستشفى بجواره يعيره كل انتباه
اغنض منصور عينيه بوهن وهو يحكي
( حين تنشئ في بيت عائلة كبيتي... ان لم تكن طفلا ذي علة فلن يلتفت لك احد...
وكان عز منذ يومه الأول طفلا عاديا في مل شيء ... فلم يكن يوما محط اهتمام
حتي امه... خافت الله في ابن زوجها فكرست حياتها له... اما ابنها.. فهو ابنها ... اتفهمني؟)
هز يونس رأسه متفهما مايقصد منصور الذي استطرد
( اتعرف ما فعل هو حين فهم انه غير مرئي في بيتنا المزدحم! أصبحت مهمته ان يري الجميع
حين تعامت الاعين عنه... وضع هو الكل في عينه
حتي جده العجوز)
صمت منصور كما بدأ... فلم يرغب يونس في جره لحديث ما حتي لايرهقه
لذا امسك هاتفه يراسل مزعجته
( هل وصلتم للبيت بأمان؟)
اجابت هانيا بسرعة وقد نست ونسي خلافهما السابق
( نعم الحمدلله... كيف الحال عندك!)
(( طمئننا الأطباء علي زين ومياس... وان كانوا لازالوا يمنعون زيارتها... ولازالت الاخبار معدومة عن عز))
عرف حين صمتت انها حزينة فراسلها سريعا
( ماذا تفعلين انت الان؟)
(( سنبدأ في تنظيف المنزل والحديقة استعدادا لاستقبال تدفق الزائرين))
( لقد دخلت بتول للتو للطبيب غرفة العمليات واخبرها ان عز سيتعافي ان شاء الله ... ))
لم تستطع استكمال المكالمة بل هاتفته سريعا
( صحيح يونس! ألا تكذب علي؟ الاتخادعني لكي اطمئن!)
توقعت ان يكون صوته متحمسا فرحا الا ان رنة الحزن كانت اول ما وصلها
( صدقيني ... سيعيش)
سألت وقد نال منها حزنه فأصبحت اكثر توترا
( ما الذي تخفيه عني يونس؟)
جاء صمتا من ذلك النوع الذي تأكل كل لحظة منه بضع سنين من عمرك
( قال الطبيب ان هناك احتمالية... ان يصاب بعرج دائم... تخيلي شابا مندفعا بمرح للحياة كعز مصابا بعرج)
اندفع الدمع لعينيها وهي تري يونس شابا يستفيق في المشفي ليخبروه بفقدان ساقه... تماسكت وهي تقول بصوت واضح
( الحمدلله... الحمدلله كما قلتها حين سألتك عن ساقك يوما
الحمدلله انه ليس تحت التراب)
تنهد حبا لتلك المزعجة التي يبدو وكأنها تجيد تطبيب الجروح
( ولكن ستمر به لحظات يشعر معها باليأس الشديد والإحباط)
( حينها...) همست بعشق وصله عبر الاثير( سأرسله لك ... ليتعلم كيف يرضي بقضاء الله وكيف يصبح رجلا عظيما نادر الوجود لا يفكر سوي في الاخرين)صمت وصمتت بعدها قليلا
لكن كفتاة مغرمة تذكرت نظرات صقر لهوينا وحتي قلق معاذ علي هانيا... وعمتها التي اختفت مع شهاب منذ ساعات
فقالت بغيرة مترجية
( يونس.... ألا استحق كلمة طيبة في هذه الظروف)
ارتبك يونس وهو يواجه طلبها الصريح وفي رد فعل لا ارادي رفع عينيه للحاج منصور وإبراهيم اللذين وقفا علي بعد عدة خطوات منه
فقال بفم مغلق
( جدك ووالدك علي بعد خطوتين... توقفي عن ارباكي)
حنقت هانيا لرده وزاد عنادها
( لن انهي المكالمة يا يونس الا حين تقول لي جملة غزلية لطيفة لاتتضمن كلمة مزعجة او صغيرة)
رغما عنه ابتسم فداري فمه والهاتف بكفه الأخرى
( توقفي عن اجباري.... من ادعي اني اريد مغازالتك أصلا؟ ماذا قد اراه فيك يدفعني لمغازلتك؟)
لحظة صمت ثم جاء صوتها مختنقا وهي تهتف بطفولية
( وداعا يا يونس..(
انهت المكالمة كما أراد... فهو يعترف صراحة.. لازال غير قادرا علي مغازلتها خوفا من ان يفقد تعقله ويتخطي الحدود ولكن خوفه الأكبر منها ... يخشي ان يغازلها فتأتي وفي يدها المأذون لتعقد عليه
ولكن قلبه الحنون لم يدعه في سلام ... لذا راسلها وهو متوقع االعنف الذي تصبه الان علي من حولها
راسلها لان كلماتها عنه منذ قليل اجرت الامل في عروقه مجري الدم
راسلها لانه.... عاشقا لها
" يا مزعجة... ياصغيرة.... يا مزعجتي الصغيرة
يا صغيرتي المزعجة... دخلتي لحياتي بنيران غازية
تضييين فيها ممرات ودهاليز انطفئ فيها النور منذ سنين
اعمال الشغب التي حركت بها ركود نبضاتي... تستحقين عليها السجن الابدي
.... ولكن كيف اسجنك وانا فيكي اسير
كيف اروض جنونك... وانا لجنونك.. ع.. ا.. ش..ق"

ضغط نعمان الزر ليخرس المنبه المزعج وهو يشعر بصداع مريع يضرب رأسه بمجرد ان فتح عيناه
اعتدل في سريره مستندا علي مرفقيه ليواجه المرآة المقابلة ويحدث نفسه
( انا... عريس)
تذكر استسلامه بالأمس امامها... بعد ان لعبت ريدا وتلاعبت به لاسبوع كامل حتي اذعن
كل نظرة منها علي مدار الأيام السابقة
كل كلمة عابرة او مرتبة... كانت سلاح فتاك
في عقده الأربعين... نعم
سافر لعشرات البلاد العربية والأوروبية والاسيوية...نعم
الا انه لك يقابل يوما امرآة مثلها... امرأة تتلاعب بك بإخلاص غريب ... كأنها ام تكذب عليك لتتناول الدواء
لم يقابل يوما أمرأة مثلها... ترسل لك موجات الاغواء المهلكة... اما لغيرك فهي سد منيع بل ومكهرب كذلك
كل كلمة وجهتها له في ذلك الأسبوع كانت تحمل وعدا لن يصمد امامه أي ذكر
وعدا بأنه ولثلاثة اشهر سيعيش كشهريار... كل ليلة مغامرة غرمية شرعية تماما
( حسنا انا في عقدي الأربعين نعم... الا اني لم اكن يوما مع امرأة)
ابتسم وهو يقر بتلك الحقيقة التي لايصدقها عنه احد... الا انه لم يكن يوما ولن يكون ممن قد يقعون في الرذيلة لاجل متعة حرام
ولسنوات رفض منهج انتهجه امامه عدة أصدقاء في زواج سريع يشبع حاجته كرجل وينتهي كما بدأ
الا ان في زواجه من ريدا شيئا يختلف
علي عكس معظم الزيجات التي رأها من هذا النوع
هي التي تسعي خلفه بإلحاح .... رافضة أي مكسب مادي او عيني من وراء الزيجة
لن ينكر ان واحد من اهم أسباب قبوله للزواج رغبته العميقة في فهم تلك الغامضة
وعلي ذكرها ... رنين هاتفه اخرجه من أفكاره المتضاربة
( صباح الخير يا عريسي السيد نعمان)
صوتها وتدللها .. اعجبه
فأجاب بلهجة مبحوحة
( هل علينا الانتظار حتي المساء.. حتي نلغي كلمة سيد! ما رأيك في ان نعقد القران الان؟)
ضحكت ريدا بمرح حقيقي وسعادتها لاتقدر بثمن
( حالا سأتي لجناحك والمأذون في يدي ونبدأ الثلاثة اشهر من الان)
لازال دور المطارد بفتح الراء بدلا من ان يكون المطارد بكسرالراء يزعجه ... لذا أجاب بحنق مازح
( ليست كل القرارات بيدك ريدا... فلا تشعريني كمن يساق بلا إرادة)
صوتها اتي ناعما كوشاح من الحرير يلتف حول رقبته ... يدغدغه ويخيفه
( انا من اساق اليك بلا قدرة علي الفكاك... يقودني شوقي وهيامي بك)
وبالرغم من ان قولا كهذا يخدره لثوان الا انه يثير فيه الغيظ... هل تحبه ... ام تستغله لغرض ما!
اذا احبته فعلا.... فلما لا تطالب بأن تستمر الزيجة طول العمر كأي زوجة شغوف
واذا كانت تستغله لغرض ما.... فما هو ذلك الغرض اللعين؟
( هل انت في الفندق ... سآتي للقائك)
رنت ضحكتها عاليا ... فعرف برغم قصر مدة المعرفة بينهما انها في المنزل... حيث تعيش وحدها منذ وفاة والديها منذ سنوات... علي حد علمه
( سيدي... انا عروس رغم انف الجميع... لذا فأنا اليوم اقضيه في تدلل شديد... احتسي القهوة في شرفتي ثم الي صالون التجميل)
سأل في إشارة بعيدة للموضوع الوحيد الذي يثير تحفظها
( وحدك! لم تدع أحدا من عائلتك كما قررت سابقا)
صمت لثوان قبل ان يخرج صوتها حازما
( ليست لي عائلة... وحتي وان اعتبرت انت بضع أقارب لم ارهم منذ عمر عائلة... فأنا لا اراهم كذلك... )
غيرت لهجتها سريعا لتعود للمرح
( والان دعني لاعيش إحساس العروس كاملا ... ولنا في المساء موعد)

كان الوضع في المشفي اكثر هدوءا بعد ان غادر عز غرفة العمليات لغرفة العناية المركزة
لم يكن قد استفاق بعد... ولكن مع وعد بأن من يزوره سيغادر المستشفى سمح الطبيب لافراد العائلة الدخول فراداي للاطمئنان عليه
وقف زين يتأمل أخيه ووجهه المغطي بالضمادات... اكثر مايقلق الأطباء الان ان يستفيق ليكتشفوا ضرر دائم بلا علاج
لقد تضرر كثيرا وجسده ملئ بالعظام المهشمة... المسكين
اقترب زين من عز النائم هامسا
( اسف يا اخي... يبدو اني لااضيف لحياتك الا الوجع
سرقت امك وانت طفل ... وحين كبرت كنت دوما بجواري كأنك انت الانضج تحاول معالجة عقدي البغيضة)
" زين" همسة مياس لفتت انتباهه لوجودها في الغرفة... كانت جالسة علي كرسي متحرك ويبدو ان احدهم قد قادها للغرفة دون ان يلحظ زين وهو غارق في اساه علي أخيه
اقترب منها بسرعة ... وبصعوبة ركع امامها بلهفة
( تصورت اني سأفقدك... اصابني رعب لم اصب بمثله في حياتي)
مدت يدها بصعوبة وارهاق تتلمس ملامحه
( انا بخير حبيبي.. لن اتركك ابدا)
اغم عيناه وهو يعود لتلك اللحظة المشئومة
( اتعرفين في تلك اللحظة وانا افقد الوعي... دعوت الله وابتهلت ان لا افقدك او تفقديني قبل ان يكون لنا طفلا)
خائفة من ان تأمل في شيء غير حقيقي
( ماذا تعني زين! ارجوك لاترفع امالي بلا داع)
هز رأسه باسما وعيناه الزيتونتين تلمعان بمشاعر عميقة
( لاقطتي... ليس بلا داع... اريد منك طفلا مياس... لا اهتم ان كانت فتاة او صبي... سأرضي بقضاء الله في كل حال... حتي وان كانت مريضة سأحبها واقدم لها افضل حياة ممكنة)
كانت مياس تبكي بسعادة وزين يؤكد هامسا
( ماستي... هلا منحتيني السعادة الكاملة ووافقت علي حنل طفلي)
( آخ... ليس هنا ارجوكم... الضرب في الميت حرام) كان هذا هو صوت عز الواهن ... وان كانت رنة المرح فيه لازالت كعادتها في قوة شمس لاتغيب
خاصة وهو يستطرد بضعف
( لاتخبر هلال اني افقت... كم اتمني سماع ما عنده ليقوله لي وانا غائب عن الوعي... ابو كف رقيق)

سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك

التعليقات واللايكات بالله عليكم

Heba Atef · 13-08-17, 11:06 PM

شهقة جميلة شقت الصمت الذي غرق فيه الرواق الطويل واغرق فيه الجالسون علي الجانبين
تطلع فيها الجميع فهمست بصوت مرتعش ووحال دموعها كحال الجميع
( لم اشكره يوما لخدمة فعلها لاجلي او لاجل ابنتي.... لم اقف امامه واخبره صراحة " شكرا يا عز لكل تعبك لاجلنا")
انحنت الرؤوس بوجع وكل يجري ماقالت علي نفسه حتي نطق منصور الذي أصابه الوهن وهو يهم واقفا
( صدقت...)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: يا بناااات يلا اختاروا مشهد الخميس لميييييين ؟ وهل مشهد قادم قريبا ولا متقدم شوية؟؟؟
صقر	21	34.43%
يونس	5	8.20%
شهاب	7	11.48%
هلال	11	18.03%
معاذ	12	19.67%
بهاء💋	3	4.92%
نعمان	2	3.28%
المصوتون: 61. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري