عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا

[هبة الله 4]

هو الفصل بينزل الساعه كم ياجماعه

[mayna123]

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 53 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 28 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 25 ‏)
mayna123 , ﺍﻟﺸﻴﻤﺎﺀﻋﻤﺮ , rosetears , ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺒﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ , najla1982 , eng miroo , sweet123 , marokina , emonaa , Esraaahmed , Ishtar Star , ﺭﺍﻧﻴﺎ ﻣﺤﻔﻮﻅ , aa elkordi , Diego Sando , gomiho , karima seghiri , ﺇﺳﺮﺍﺀ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ , Toka tarek , Booo7 , ﺍﻣﻢ ﺣﻮﺭ , yawaw , totamohamed , ﻫﺒﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ , Heba Atef , ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ , omnia zaki2 , rabidi , ﺍﻡ ﺑﻴﺠﺎﺩ

[mayna123]

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 53 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 29 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 24 ‏)
mayna123 , ghadeermt , ﺍﻟﺸﻴﻤﺎﺀﻋﻤﺮ , rosetears , ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺒﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ,
najla1982 , eng miroo , sweet123 , marokina , emonaa , Esraaahmed ,
Ishtar Star , ﺭﺍﻧﻴﺎ ﻣﺤﻔﻮﻅ , aa elkordi , Diego Sando , gomiho , karima seghiri , ﺇﺳﺮﺍﺀ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ , Toka tarek , Booo7 , ﺍﻣﻢ ﺣﻮﺭ , yawaw ,
totamohamed , ﻫﺒﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ , Heba Atef , ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ , omnia zaki2 ,
rabidi , ﺍﻡ ﺑﻴﺠﺎﺩ

[زهرة الغردينيا]

مساء الخير
تسجيل حضور

[Rinalka78]

مسالورد تسجيل حضور

[mayna123]

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 65 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 38 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 27 ‏)
mayna123 , ﺍﻭﻳﻜﻮ , ﺩﻭﺩﻱ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻲ , Hadooshtash , ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﺣﺒﻰ , ﻧﻮﺭﺍﻟﻠﻪ , Aliah sham , Rinalka78 , aa elkordi , ouertaniradhia , ﺣﺮﻭﻑ ﺿﺎﺋﻌﺔ , emytroy2 ,
ﺷﺎﻛﺮﺓ , ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﻋﻨﻴﺪﺓ ,+ lasha , ﺍﻟﺸﻴﻤﺎﺀﻋﻤﺮ , ﻣﺸﺎﻋﻞ 1991 , ﺍﻡ ﺍﻟﻴﺎﺱ 84 , ﺷﻮﻗﺎ ,
ghadeermt , rosetears , ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺒﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ , najla1982 , eng miroo , sweet123 ,
emonaa , Esraaahmed , Ishtar Star , ﺭﺍﻧﻴﺎ ﻣﺤﻔﻮﻅ , Diego Sando , gomiho ,
karima seghiri , Toka tarek , Booo7 , ﺍﻣﻢ ﺣﻮﺭ , yawaw , totamohamed , ﻫﺒﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﻮﺩ

[Hager Haleem]

تسجيل حضووووووووووووووووووور

[mayna123]

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 73 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 45 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 28 ‏)
mayna123 , shymaa abou bakr , ﺷﻮﻗﺎ , ﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻻﻃﻠﺲ , ﺑﺸﺮﻱ ﻛﻤﺎﻝ ,
totamohamed , amana 98 , ﺍﻡ ﺍﻟﻴﺎﺱ 84 , eng miroo , ﺍﻟﺸﻴﻤﺎﺀﻋﻤﺮ , aa elkordi , ﺩﺍﻧﺔ 2008 , ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺯﻗﻲ , rabidi , ﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﻋﻨﻴﺪﺓ ,+ sira sira , ﺷﺮﻭﺍﻱ ﺣﻠﻢ , métallurgier , ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ 4 , Sea birde , ﺇﺳﺮﺍﺀ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ , ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺒﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ , ﺟﻮﺭﻱ ﺣﺴﺎﻡ , REEM HASSAN , ﺩﻭﺩﻱ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻲ , ﺍﻭﻳﻜﻮ , Hadooshtash , ﺳﻠﺴﺒﻴﻞ ﺣﺒﻰ , ﻧﻮﺭﺍﻟﻠﻪ , Rinalka78 , ouertaniradhia ,
ﺣﺮﻭﻑ ﺿﺎﺋﻌﺔ , emytroy2 , ﺷﺎﻛﺮﺓ , lasha , ghadeermt , najla1982 , sweet123 ,
emonaa , Esraaahmed , Ishtar Star , ﺭﺍﻧﻴﺎ ﻣﺤﻔﻮﻅ , Diego Sando , gomiho ,
karima s

[shymaa abou bakr]

بعتذر يا بنوتات ع التأخير وبعتذر علي الاخطاء الاملائية

حالا الفصل هاينزل اهوووه

[shymaa abou bakr]

الفصل السابع والعشرين

" سأذهب اليه جدي… لن اتحمل فكرة كونه يتعذب الان وهو يظنني اكرهه"
صوتها القاطع لم تدع له فرصة للرفض… ولكن سأل مؤكدا
" ألا تريدين معرفة ما عرفته عنه حين ارسلت يونس لبلدته"
سمعها تتنفس بعمق قبل ان تعلنها بقوة
" اعذرني جدي… لكني لا اهتم بأي شئ الان الا ان اخفف عنه معاناته …. ارجو ان لا تراني وقحة"
ابتسم لصوتها الخجل علي الجانب الاخر من الهاتف قبل ان ينهي المكالمة
" اراك عاشقة يا ابنة ابراهيم… انتظريني مع معاذ حتي آتي لكما"
انهي المكالمة وهم بالخروج الا انه لم يستطع ببساطة ان يتركها نائمة… فقد تصاعد قلقه عليها لاوجه… لاول مرة منذ زواجهما لاتستيقظ لصلاة الفجر او تحضير اففطاره
لايهتم لذلك… كل مايهمه ان تكون بخير
لذا اقترب ليجلس علي طرف السرير… يتحسس وجهها ورقبتها وبداخله ذلك الخوف الذي يأتي كرفيق للتقدم في العمر
الخوف ان تستيقظ في صباح يوم ما لتجد رفيق العمر … يعانق الموت بدلا من ان يعانقك
تنفس بإرتياح وهزيمة تفتح عينيها هامسة مابين النوم واليقظة
( منصور… هل حانت صلاة الفجر بالفعل!)
ابتسم لها منصور بحنان وهو يتلمس ملامحها التي لم تتغير في نظره عن ملامح فتاة في التاسعة عشر تجرأت علي " طلب يده " للزواج
( لقد اوشك المؤذن علي اعلان صلاة الظهر يا كسولة… هيا حتي تصلين الصبح)
انتفضت بفزع هاتفة
( يا الهي … اعذرني يا ابو قاسم يبدو ان العجز قد اصابني بكثرة النوم)
قطب وهو يشوح يديه بغضب مصطنع
( اي عجز هذا وقد اضطررت لانهاء حفل الامس بسبب الشباب التي لاتتوقف عن مغازلتك)
ضحكت هزيمة بحبور وهو يطعن الهواء بعصاه بشر
( لقد كدت ان ارتكب جريمة حين اتي احدهم يطلب الزواج منك… مني ظنا اني ابيك)
قهقهت هزيمة ووجهها يحمر … فبالرغم من يقينها ان مايقوله مزحة الا ان كلماته كانت علي روحها كبلسم
" جدييييااااااييييااااي" نداء صارخ علي طريقة طرزان افزع كلا العجوزين وجعل هزيمة تنطق بالبسملة
" جدييييياااااييييييااااي" تحرك منصور ليفتح الباب وهو يسب عز الذي يظن نفسه في غابة ما
فتح منصور الباب فوجد عز علي كرسيه المتحرك يلف حول نفسه بسرعة … يلعب
حين رأي جده حانقا… غمز عز لجده مشاغبا وهو يقول
( امي والسيدات ينتظرن جدتي وقد قلقلن عليها لتأخرها… فطلبن مني ان اتي اليك مطالبا بالافراج عنها وانهاء جلسة الغرام)
لولا سرعته في الابتعاد لكانت عصا جده قد اصابته بالارتجاج وهو يهتف به غاضبا
( الايام دول يا عز…. ييوم آت لا محالة)





( عسولي…) هل يحلم حلما بهذه اللذه ام ان الايام عادت للوراء بالفعل
(عسووووولي..) انتفض ابراهيم واقفا من غفوته علي الاريكة وهو يتأكد ان نداء رقية ليس حلما
فمنذ ايام زواجهما الاولي وبعد ان اتت والدته وغفران ليقيما معهما … لم يسمعها تناديه مدللة بصوت مسموع
سارع للمطبخ حيث مصدر النداء…. ليقف مشدوها وقد سقط فكه من المفاجأة حرفيا
جلست رقية فوق طاولة المطبخ كما كانت تفعل في شبابها تهز ساقيها بنعومة … ولدهشته كانت ترتدي غلالة نوم هكذا في وضح النهار وخارج غرفتهم … شيئا لم تفعله منذ زمن بعيد حدا لازدحام البيت الدائم
تلفت ابراهيم حوله كالمجنون ليأتي صوتها مغناجا ناعما
( لاتقلق … لا احد في البيت سوانا… انا وانت وحدنا)
هرع اليها يحملها بين ذراعيه وهو يهتف بحماس ( والمطبخ ثالثنا)
بعد وقت وقف ابراهيم يقلي الفلافل في الزيت بينما وقفت رقية جواره في غلالة اخري بلون عينيها فزادتها تألقا
اخذت نفسا عميقا وقررت البدء بخطتها البسيطة جدا
( عسولي..) همهم مستجيبا دون ان يحيد عما يفعله لتستكمل ( مارأيك لو عدنا لبيتنا هناك … وحدنا كشهر عسل متأخر بعض الشئ)
ألتفت اليها مستعجبا من طلبها
( عجيب… دوما تطالبين بالنزول لمصر اول مرة تطلبين الرحيل)
لفت ذراعيها حول رقبته بتدلل وهي تهمس عند خده
( عسولي… لاول مرة سنكون وحيدين تماما كأيام زواجنا الاول… لذا انا اريد انتهاز الفرصة قبل عودتنا لزفاف غفران وهانيا)
استطردت تشرح
( بالتأكيد لن تترك هوينا اختها وعمتها في تلك الايام… كما انك كما تري حسن منذ اصابة عز ورحيل هلال يتحمل مسئولية العمل مع خالي ولن يتركه هو الاخر في الوقت الحالي نهائيا)
اعجبه ماقيل ووافق هواه الذي لايشبع من فأرته ابدا… فوافق بلاتفكير
( حمدلله ارتاح قلبي علي الصامدة والشقية… تبقت التقية) ضحكت رقية للاسماء التي طالما اطلقها علي الفتيات الثلاث ثم التقطت الخط وهي تراها فرصة سانحة
تنهدت بآسي مبالغ وهي تقول
( اتدري! لقد تمنيت شخصا بعينه لهوينا… شاب رائع ومن عائلة عريقة… ابن اصول صحيح… ومستقبله اكثر من مبشر بالخير… اما اخلاقه فاللهم بارك )
جذبت رقية انتباهه بوصفها المنبهر لذلك الشاب الذي يتمناه اي اب لابنته
( من هذا الشاب! وهل هو مرتبط لذلك ترين انه لم يعد يصلح لهوينا)
صمتت لثانية واحدة لتشوقه للاجابة قبل ان تهمس كمن يهمس بسر عظيم
( صقر الصعيدي… تعرفه طبعا. لكن المسكين لن يجرؤ علي طلب يد هوينا بالرغم من رغبته الواضحة لذلك… لانه كان مسجونا)
وقبل ان يعترض ابراهيم اويغضب لانها تفكر بشخص رد سجون لابنته سارعت تحكي
( سُجن في قضية تشاجر تقريبا او عاهة لا اتذكر… لانه ضرب شخصا عديم الشرف اراد الاعتداء علي اخته… وحين سألته الشرطة رفض شرح اسبابه حتي لا يعيب في المسكينة او يشوه سمعتها)
كانت عينا ابراهيم تتسعان مع وصفها لصقر الذي ابهره وجعله مع نهاية كلماتها يهتف تماما بما ارادت هي وخالها
( والله شخصا بهذا الشرف وهذا الايثار… لايستحق اقل من ابنتي كزوجة)








حالما خرج من غرفته بعد ان بدل بذلته المجعدة بتيشرت اخضر وبنطالا من الچينز زيتي اللون… حتي تفاجئ بمنصور يجلس في الصالون بارتياح مستندا علي عصاه وهوينا تجلس جواره مطأطأة الرأس في حياء
ارتبك صقر داخليا وهو يعترف لنفسه بسطوة ذلك الرجل الحكيم… ولكنه اقترب منه بابتسامة واسعة مرحبا
( نورت بيتك يا عماه…)
ابتسم له منصور بوقاره المعتاد مهاجما
( لقد اربكت حفلنا بالامس… ولاجلك انهيناه سريعا)
لم يجد صقر ما يرد به علي منصور فأنبرت هوينا مدافعة
( الخطأ كله خطئي حدي لاني دعوت شخصا لا اعرفه للحفل)
( هوينا..) ناداها صقر بعتب محبب ( هل عدت للدفاع عني! ألم نتفق…)
قاطعته بهدوئها المعتاد
( سأدافع عنك دوما صقر فأعتاد علي هذا)
( لانحتاج لمن يدافع عنه انسة هوينا..) قال منصور هو يجول بعينيه بينهما( صقر لم يكن يوما موضع اتهام…)
ثم حول عينيه بين صقر ومعاذ الصامت ليشرح
( حكي لي معاذ الحكاية كلها منذ زمن… ولكني احتاج ان اسمعها منك … وهوينا من حقها كذلك ان تسمع وتقيس الامور كلها علي نفسها)
قبل ان تقاطع هوينا او ترفض رفع صقر كفا يمسد بها ذقنه النامية وكفا اخري تمنعها من الرفض
" الحكاية… حكاية احمق ادخل خسيسا لبيته واستئمنه علي عرضه… فكان اول من انتهكه
رماح… اسم رجل… لايليق بطفل او مراهق… تماما كصقر
رماح… ابن اصول… تربية العائلات الكريمة العريقة … تماما كصقر
اتعرف عماه كيف نكمل انا وبهاء بعضنا… كيف اكون صوت العقل حين يكون هو الاندفاعي المجنون
او كيف يككون هو من يردعني في لحظات عنفي
لا… لم اكن ورماح هكذا… بل كنا متشابهين تماما… كنا الجنون وكنا الاندفاع.. كنا كشخص واحد … حتي كلماتنا كنا سويا ننطقها … فنضحك ببال خال…
اتقول تؤام! لا … فالتؤام يختلفا في الطباع… ونحن لم نختلف في شئ
ولهذا لم ألحظ… لم اري بغبائي نظراته الراغبة لها … كنت اظنه يراها كما اراها انا… اختي وعرضي
لكنه رأها بعيني شاب … شهوة رجل… ولم يري فيها ابنة السادسة عشر البريئة
غواها بكلمات الغرام التي اجادها… وكيف لا وقد دخل الجامعة واختلط بعائلة والدته المتمدنة…
هل تقولين يا حشيشتي انه احبها ربما! ابدا … مستحيل .
اذا احب الصعيدي لا يختلي بحبيبته ليلا في اسطبل الخيول كلقطاء بلا اصل
لايفضحها كما فضح رماح فؤادة…
بل يحميها بين عظامه … يزرعه في دمه فلا يهدر من روحها شئ الا مع اهدار دمه
ولكنه لم يفعل …. بل دمرها ودمرني ودمر عائلتي باكملها… )
( يومها استدعيت لمكتب الضابط المسئول في الكلية الحربية… دخلت منشرح الصدر لاني كنت بانتظار مكافأة
ويالسخرية القدر علي تلك المكافأة التي انتظرتني…
ثلاثة من اعمامي الستة في انتظاري ووجوم الوجوه … يرعبني
اكاد اجزم ان عمي الاصغر كان يرتجف بينما الاكبر سنا يشد علي ذراعي بعنف وهو يهتف بأعين لازلت اتذكر شراستهما
" ستقتلها ام اقتلها انا…. لقد وضعت رأسنا في الوحل" وحكي لي بكلمات مقتضبة كيف رأها اثنان ممن يعملون كأجراء في ارضنا معه في اسطبل الخيول متعانقان في الظلام وشفتيه…….
يا الهي … ذبحوني يا عما بما قالوه وذبحني الصديق بالخيانة… اما هي فلم استطع ولو للحظة رؤيتها مذنبة
لا ابدا ليست مذنبة… مجرد طفلة كانت بحق الله
ليلتها كان في قلبي نار… لا… بل كنت انا النار ذاتها… وانا ادرك ان علي انقاذ الطفلة من بين براثن تقاليد لن ترحم برائتها)

( توقف ارجوك…)
هرعت هوينا لحيث يجلس صقر يتعذب… يتعذب كمن في خصره غرز سيف مسموم يسري سمه مع كل حرف ينطقه ببطء وكأن السم نفسه يستعذب عذاب الصقر.
( توقف ارجوك…)
هرعت اليه تركع امامه … تقبض علي كفيها امام وجهها المغرق في دمعه … تمنع نفسها من احتضانه… تمنع نفسها من تقبيل قمة رأسه المحني تواسيه وتعتذر… تعتذر لانها لم تكن هناك بجواره في تلك اللحظات
( توقف ارجوك…) توسلت باخلاص ( لا يهمني… ولا اريد ان اسمع… كل ما يهمني الان ان اكون حلالك لأواسيك وانسيك كل ماكان)





( لا اصدق اننا عدنا لوكر الشقاوة بعد كل تلك السنوات… وبسببك يا حضرة الضابط)
هتف قيس مازحا وهو يخطو داخل شقة علاء القديمة التي جددها لتكون مقر سكنه وبناته طوال تواجده في البلاد
( ضابط سابق ياقيس لاتنس ذلك) اكد بهاء وعيناه تتسلط علي تمريته ( لاجل مهيرة تركنا الداخلية والجيش وحتي حرس الحدود)
خبط علاء علي كتف بهاء بعزم مازح
( هل اشم رائحة معاكسة في الاجواء… كابتن بهاء هذا لايصح)
جلس الرجال الثلاثة ومعهم مهيرة ونغم وكلا من بهاء وقيس يتبادلان النظرات حتي يبدأ قيس في الحديث كما اتفقا
( لا اصدق ان بناتك يتزوجن وانا لازلت في انتظار طفلي الاول…. هذا يجعلك عجوزا جدا)
قاطعته العفريتة الصغيرة نغم
( عماه… كيف تعارفتما انت وابي!)
نظرة نادمة لازالت تنير عيني علاء كلما ذكر البداية المشئومة علاقته بقييس لكن الاخير خبطه علي ركبته بابتسامةمحبة
( يمكنك القول صغيرتي ان حياة كلينا اخذت منحي اخر بتعارفنا )
استطرد علاء مؤكدا
(بالفعل.. قيس كان بدايتي لاكتشف ان المنتهي…. توبة)
لم يعد بهاء بمقدوره البقاء ساكنا مستكينا وسط كل هذه المجاملاتولازالت قضيته قيد النظر لذا هتف حانقا
( ما احلي جلسة الاخوة والمحبة تلك… لكني مضطر لمقاطعتها اسفا….. بالتاكيد اخبرتك مهيرة اني سإسافر لوالدتي الليلة مع اخواي… وجئت الان مع قيس لنقرأ الفاتحة قبل السفر)
رفع علاءحاجبيه مندهشا وهو يتطلع في مهيرةالصامتة
( اعذرني يا بهاء… لكن الامر ليس بيدي كليا وقد اخبرتك من البداية لايمكنني البت في الامر دون موافقة والدها االراجي….سيغضب ولن تنالا مباركته ابدا)
انتقل بهاء لكرسي اقرب بحماس
( اعرف… ومهيرة عندي ليست اقل من ان اقطع البلاد مسافرا لاطلبها للزواج… ولكن التوقيت صعب ولا استطيع السفر دون ان أتاكد انها لي… سأجن هناك فأنت لا تعرفني)
ضحك علاء وقيس علي عنفوان عاطفة بهاء بينما علاء يؤكد
( والله اعرف… فأبنتي اخبرتني كثيرا عن جنونك)
ضحك بسخرية لاتخفي فيها لمحة الحب وهو يتطلع في تلك الصامتة ببعض الغضب
( وابنتك بسم الله ماشاء الله آية من آيات العقل)
بدا انها تنتوي احدي ثوراتها وهي تهب واقفة علي قدميها لتجابهه ولكنه نظر اليها مشيرا بعدم الحديث وهو يسارع مطالبا
( استأذنك علاءفي ان اذهب مع مهيرة لنشتري لوالدتي هدية اعطيها لها بأسم عروس المستقبل)

عقدت مهيرة ذراعيها امام صدرها وهي تحول وجهها كاملا لتطلع للطريق من نافذة السيارة متجاهلة السائق الذي حاول جاهدا شد انتباهها قبل ان يهتف بنزق
( تمريتي… لم تتبق سوي سويعات علي سفري… هل سنقضيهم في خصام!)… ثم مال عليها قدر ماسمحت له عجلة القيادة ليهمس متواقحا
( اشتقت لطعم التمر)
انتفضت مهيرة في جلستها لتصرخ بغضب
( هل ستجلب لي تهمة… اي تمر! من يسمعك يقول..)
تلجلجت بخجل فأستكمل هو ببراءة
( ماذا سيقول! سيقول اني شاب طبيعي احب التمر….) ثم شهق واضعا يده علي فمه بمرح كما تفعل دلال
( لا اصدق نيتك يا مهيرة… وعموما لن انكر اني متشوق لتذوق ذلك التمر اكثر من اي نوع اخر..)
صحبت كلماته الاخيرة حركة متسللة من اصابعه تتجه لها… فسارعت مهيرة تضربه علي تلك الاصابع
( مهما حاولت يا بهاء… لن انسي ان صديقك الاقرب قاتل وانت تتعايش مع الامر بمنتهي الطبيعية)
قطب بهاء متعجبا
( لا اصدق يا مهيرة… هل تظنين اني قد اتعايش مع قاتل بلا ادني مشكلة)
هزت رأسها مؤكدة
( انا لا اظن… بل متأكدة… انت من هؤلاء الذين اذا احبوا سيتقبلون من يحبون ويؤازرونه في كل شئ ينصرونه ظالما او مظلوما)
لم يرد بهاءوهو يفكر ان تمريته تقرأ ككتاب مفتوح… ولم يؤكد او ينفي … بل رفع هاتفه يطلب رقما محفوظا علي ذاكرة هاتفه تحت اسم " falcon” وهي تعني صقر بالانجليزية
فتحت مهيرة فاهها مصدومة مع الكلمات التي سمعتها
( مرحبا كيف حالك…. نعم كلنا بخير… حان وقت عودتك يا فؤادة… لن تستقيم حياته الا بوجودك… حسنا راسليني لكي نرتب الامور سويا)
انهي الاتصال بتقطيبة وتفكير عميق حتي كادت مهيرة تجزم انه نسيها تماما فصرخت بصوتا افزعه
( وقعتك معي بيضاء يا بهاء… تهاتف اخري في وجودي… ؟؟؟؟؟؟)
لم يرد عليها وهي تكاد تلمس سقف السيارة غضبا … بل تطلع امامه لبرهة قبل ان يقولها همسا… كما لو كان خائفا ممن قد يلتقط الكلمات
( تلك هي صاحبة الحكاية… كنت اناديها فؤاد لاغيظها فتناظرني القول.. " انا فتاة بألف رجل" … ولكن كعادة الفتيات لم يتطلب اسقاطها سوي رصاصة واحدة من رجل)
"لازلت اذكر ذلك اليوم كما لو كان الامس القريب… اجلس في حجرتي المشتركة معه في انتظار عودته بجائزة جديدة او مكافأة
لكن صقر عاد يومها مكسور الجناح … اضعف من الهواء الذي يضرب صدره
كاد عند دخوله للغرفةان ينهار مغشيا عليه… لولا يداي التي لحقته… لكان سقط
وبالرغم من غرقه في معاناته الا انني اقسم لك لم يفكر في سفك دم الصغيرة ولو للحظة…
يمامة صغيرة كانت ترفرف حول جمعتنا بسعادة وبراءة … ولكن الخسيس يري حتي في اليمام لحما صائغا
يا ألهي كم فكرت انا وانا الغريب عنها في قتله… فما بالك بصقر المكتوي بالنار"
كانت مهيرة ترتعد وهي تجمع من بين كلماته المبعثرة القصة التي بدت لها بشعة وهي تسأل مرتجفة
( اين هي الان اذن ! اين كانت كل تلك السنوات طالما لم يقتلها؟)
صوت وصول رسالة علي هاتفيهما في نفس الوقت قاطع استكمال المأساة
" التجمع في بيتنا علي الغداء اياك والتأخر" جاءتها من هاتف جميلة وجاءته من هاتف معاذ.






ربما كان التجمع اكبر وألطف من حفل زفافهم نفسه… لا ليس ربما … بل بكل تأكيد
تجمعت عائلة منصور وكل من يقربها كما هو حال شهاب او بهاء او يونس في بيت معاذ
الكل يتحدث ويمزح بمرح وسعادة… اما حقيقية كما حال هانيا او يونس او مصطنعه كما حال صاحبي الدار
اكذوبة تلك الزيجة والسعادة التي ترتسم علي الشفتين في ابتسامة من جميلة او معاذ… كانت صعبة التصديق… الا ان الجميع تقبلها صاغرا
ولكنها جميلة… يائسة حانقة ولم تعد تتحمل ابتسامته الباردة المهذبة التي تخبرها ان الطريق طويل
لذا كانت سارحة في ضحكاته الخالصة لابنتها قبل ان تلتقط بنظرها توجه حماتها كريمة واخت زوجها سهر للمطبخ
وفجأة تبلورت في عقلها الخطة الجهنمية…. ستجبره علي تقبلها اجبارا
" عمتي… ما رأيك في ان تبيتي معنا الليلة وغدا… وسأجعل امي تترك سچي )
" عمتي… ارجوك ان توافقي" احتضنت جميلة بكفها كفي كريمة وهي ترجوها
ولكن كريمة بدت غارقة في ترددها وهي تهمس رافضة
( يا بنيتي لا يليق ابدا ان ابيت معكم في يوم الصباحية… والله لا يصح)
تطلعت جميلة بيأس لكريمة وسهر بجوارها فهتفت الاخيرة بحماس
( امي بل يجب بالفعل ان تبيتي معهم… انت وسچي… ) ثم همست في اذن امها بصوت وصل لجميلة جليا
( ألاترين انهما لازالا في فترة.. تعارف!)
غمزت لامها بوقاحة … فألتقتطها كريمة وهزت رأسها بأسي مؤيدة
( نعم لاحظت… بل واعتقد ان كل الموجودين قد لاحظ ذلك… لكن فيما قد يفيد وجودي! )
ضحكت سهر بميوعة وهي تلاعب حاجبيها لجميلة
( سيفيد أيم افادة… سيجعلهما في غرفة واحدة… )
وكان لجميلة بالفعل ما ارادت

موجة حارة لفحت معاذ وهو يدخل لغرفة النوم بعد ان تأكد ان والدته وسچي مرتاحتان…ربما استغرق وقتا اكثر من اللازم وهو يحاول ان يتجنب تلك اللحظة
لحظة دخوله بقدميه للفخ الناعم… الهش… اللذيييييييذ
( ما هذه النار يا الهي ارحمنا) قالها وهو يحرك كفيه امامه استجلابا للهواء بلا فائدة
( لا ادري… ولم اجد ريموت المكيف رغم بحثي في كل مكان) قالتها جميلة ببراءة شديدة
تتنافي مع كونها هي من اخفت الريموت بعد ان تركت المدفاءة تعمل لفترة لتزيد من حرارة الغرفة
( سأبحث عنه في باقي البيت) خرج معاذ من الغرفة هربا ولو لبرهة من المواجهة … مع جميلته.
بعد بحث طويل عاد للغرفة ليجدها غارقة في الظلمة الا من ضوء مصباح جانبي ضعيف

لم تكن نائمة كما تمني… بل جلست جميلة علي كرسي جانبي تعبث بهاتفها… وقد تخففت من ملابسها وارتدت قميصا قطنيا… يشبه جو الغرفة حرارة
لاحظت نظراته المتفحصة فسارعت تشرح ببراءة
( تعرف اني لا اطيق الحر… اعذرني)
زفر حانقا وهو يشعر ان كل عوامل الاشتعال مسلطة عليه
( لاتهتمي)
قرر افتراش الارض بعيدا عن السرير حيث ستنام … فسارعت تسأل بأمل
( لاتترك سريرك لاجلي معاذ… ارجوك)
رجائها اتي في وقته تماما … فلم يستطع المقاومة
لملم فرشته وعاد يتمدد علي السرير بعدم ارتياح حتي شعر بها تتمدد بجواره
( جميلة… لن يحدث ما تظنين انه سيردم الفجوة ...بيننا.... انا اؤكد... وبشدة)
ابتلعت الاهانة وهي تلف وجهها بعيدا عنه للحظات تتمالك نفسها قبل ان تعود وتنظر اليه بأمل قائلة
( لنجرب… )
زفر بحنق … للعجب ليس منها … وانما من" كله "المشتاق… فلم تعد المسألة جسدا يحتاج للوصل المتلهف
بل وكأنه روحه اصبحت فجأة في حد ذاتها كيانا ملموسا يحتاج لتلامس مطمئن من يدي جميلة يعيد لها هدوءا تفتقده
ولاها ظهره بلا ادني رد… يدعو الله ان تنتهي تلك الليلة بلا تنازلا لعينا من جانبه
لا يدري كم استغرقه الوقت في مصارعة الذات تلك الا انه فجأة شعر بانتظام انفاسها الحارة تضرب رقبته من الخلف… ولسبب ما كان متأكدا انه اصبح اخيرا حرا في تأملها… كما كان صباحا
كانت المسافة بين رأسيهما المرتاحين علي نفس السرير اقل من االستة سنتيمترات… كانا بهذا القرب حتي كاد ان يعد مسامات وجهها الضئيلة
لم يكن يوما منها بهذا القرب… لا لم يكن
حتي في مرات تقاربهما الماضية… كان تقاربا مسروقا … فيه لمسة من السرعة التي تفقدك لذة مايجب التمهل فيه
كما هو حاله الان… يتمهل
يتمهل وهو يعد رموشها الكثيفة بإجحاف لباقي البشر
يتمهل وهو يستنشق انفاسا تطلقها من بين شفتين فارق بينهما استرخاء النوم
يتمهل ونظراته تجبره علي ان يتجول بحرية اكثر وهو يقاوم
( توقف يا احمق عن الادعاء…) هتف هاتف داخله ولازالت عيناه تتمهل
( توقف يا جبان عن تأخير خطوة لابد وانها ستأتي والا … فلنقل علي عقلك السلام)
وفجأة توقف التمهل… توقف التشرب علي مهل … وحانت لحظة تمرد
تمرد من معاذ علي … معاذ
وفجأة وجد نفسه يلغي مسافة الستة سنتيمترات … بقبلة جاءت غاضبة ربما… ثائرة.. ولكن شغوفة
فتحت عينيها جميلة تتطلع في ملامحه القريبة جدا بدهشة … خاصة وهو يردد كلمتها بصوت جعل سنوات الشوق تحيلها لهلام
( لنجرب…)






انتهي الفصل
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك