آخر 10 مشاركات
119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: يا بناااات يلا اختاروا مشهد الخميس لميييييين ؟ وهل مشهد قادم قريبا ولا متقدم شوية؟؟؟
صقر 21 34.43%
يونس 5 8.20%
شهاب 7 11.48%
هلال 11 18.03%
معاذ 12 19.67%
بهاء💋 3 4.92%
نعمان 2 3.28%
المصوتون: 61. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree73Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-17, 10:59 PM   #241

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
ونعم التربيه ........ ونعم الشلة .....
بس اقول ايه ... اذا كانوا صغار عملوا عصابه وخطفوا غفران واتوا بها فوق السطوح لشهاب ..................... يبقى حتعجب لو قعدوا يحششوا ,,,,,,,,,,,,
يله محدش بياكلها بالساهل
:7r_001::7r_001::7r_001:

هههههههههههههه ع رايك


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 11:01 PM   #242

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم يا بنوتاات

هاينزل دلوقتي ان شاء الله الفصل التاني من رواية
" عانق اشواك ازهاري"
ملحوظة مهمة اني بما اني الام لكل الابطال 😎😎😎😎
غيرنا اسم صخر لصقر لتكرار الاسم ف رواية اخري
لاتنسونا بتعليقات حلوة كده وقمر زيكم


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 11:06 PM   #243

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

- لن تصدقي ما حدث بالأمس!
= ماذا؟ هيا أخبريني بسرعة.
- لقد نفذت هانيا تهديدها فعلًا... وحضرت الحفل بلا حجاب وقد قصت شعرها قصيرًا جدًا... لا أدري ما قد تكون ردة فعل أبي وحسن إذا ما عرفا.
= ماذا فعلت رقية؟
منهارة... ولكن جدي منصور أصر أنّ هانيا تحتاج لوقت وفرصة... وألا يتدخل هو.
قطبت غفران جبينها بقلق... وخوفها على ابنة أخيها يأكل قلبها.
هانيا... صغيرتها المتهورة، على ماذا تنوي المزعجة الجميلة؟!
وفي ثوان تلاشى تقطيبها وهي تعض شفتيها بحياء... وعينيها تغيم بحنين وهي تطبع الأحرف لهوينا على هاتفها...
= هل رأيته بالأمس؟ هل جاء شهاب؟
توترت هوينا على الجانب الآخر، بالرغم من المسافات التي تفصلهما عن بعض، ولكن هل ستستطيع الكذب، هل تخبرها ببساطة عن لهفته حين دخل الحفل يبحث بعينيه عن غفران بين البنات؟ هل تخبرها عن هذا الأسى الذي أجاد إخفائه بابتسامته البلاستيكية؟ لا لن تخبرها... لذا طبعت بسرعة
- نعم حضر... يبدو كما هو... تعرفين أني لن أدقق النظر لرجل.
لم تتلق الرد لوقت...
كانت هوينا تعرف جيدًا ما تمر به عمتها على الجانب الآخر. رأتها عدد لا يحصى من المرات وهي في تلك الحالة، حالة من الحنين الموجوع... حنين مجرد من الحنان... حنين قاسي يذبح ببطء شديد... وإلا لما استمر كل تلك السنين.
= حضر حسن... أحادثك ثانية هوينا.
وقبل أن تصلها كلمة التوديع من هوينا كانت تغلق الهاتف كله لتضعه على الطاولة بهدوء. ونفس الابتسامة البلاستيكية التي كانت منذ سويعات على فم شهاب، مرسومة على شفتي غفران، تواجه بها حسن المقترب منها محملًا بالأكياس الورقية لمطعم قريب.
وضع حسن الأكياس على الطاولة الخشبية الصغيرة في ردهة الشقة الصغيرة، التي يستعملها ووالده كمكتب لإدارة أعمالهم المختصة في أدوات الحفر، التي يعتبر إبراهيم ومن بعده حسن من أشهر السائقين في تلك المهنة.
(لا يعني أني جررتك معي في يوم إجازة لمساعدتي أنا وأبي في كل أعمالنا المتعلقة، ألا نكافئك بوجبة محترمة.)
ابتسمت لحسن بحب جارف وهي مدركة لكل ما يحاول فعله. بداية من إصراره على اصطحابها للعمل حتى لا تبقى وحيدة... مرورًا بكل مزحاته التي توقن أنه يبذل مجهودًا خارقًا حتى يعبر عنها... فحسن أبعد ما يكون عن المازح.
تعرف أنه يكره وحدتها... وبقاءها كل هذا الوقت وحيدة في المنزل بلا اختيه وأمه.
(هيا لن أدعك تفلتين من إلحاحي إلا حين تنهين كل طعامك)، كان يفرغ الطعام من الأكياس بعد أن جثى على ركبتيه أمامها لا تفصله عنها سوى الطاولة.
كان حسن لا يزال في محاولاته لرسم ابتسامة على شفتيها، ابتسامة حقيقية. يتحدث بحماس غريب عنه... يحرك يديه ويمزح و... فجأة خرج الأمر عن سيطرته لتفلت منه علبة تحوي صلصة حمراء ملطخة عباءتها السوداء.
كان حسن خجلًا، وهو يحاول تنظيف العباءة، بينما هي ولأول مرة منذ زمن تضحك ضحكة حقيقية على حركاته المحرجة.
(غفران توقفي عن الضحك وساعديني في تلك الورطة... إذا خرج أبي ورأى هذا المشهد فلن يكون سعيدًا أبدًا)
كانت لا تزال مستغرقة في الضحك، بينما يمسك هو بمنديل ورقي يمسح الصلصة عن ذراع العباءة؛
(السلام عليكم ورحمة الله... هل جئت في وقت غير مناسب)
صوتًا ذي سطوة... من تلك الأصوات التي تجعلك دون سبب، خجلًا من تصرفاتك الصبيانية.
توقفت غفران عن الضحك وهي تضع عينيها في الطعام أمامها بعد أن استرقت النظر لصاحب الصوت... كان رجلًا في جلباب أسود وغترة بيضاء... بدا لها -خاصة مع ذقنه التي يخالط شيبها السواد- في الأربعينيات.
(أهلًا سيد نعمان... لا تقل هذا أرجوك المكان مكانك.)
صمته لثوان مع صوت حسن الممتعض بالرغم من مجاملته، جعلها ترفع عينيها التي بدت لذلك الناظر واسعة جدًا... واسعة كبئر من العسل الأسود الرائق...
صدمت غفران من نظرات ذلك النعمان الغريبة، ما بين غضب و... إعجاب... لذا سارعت بخفض عينيها ثانية...
تتشاغل بطعامها بينما صوت حسن يتردد في أذنيها واضح النبرة... شيئًا من الغيرة والحمية... شيئًا من التبرير... وكثير من الحمائية... صوت رجل يكره أن يُنظر لمن يخصونه نظرة خاطئة: (كنت كما ترى أتناول طعام الغداء مع... عمتي.)

عاد شهاب من صلاة العصر لوكالة الأقمشة التي كانت يومًا مجرد محل صغير... لتتضاعف الآن بفضل الله ثم اجتهاده وأبيه لتصبح (وكالة الحاج أصلان وأولاده للأقمشة)
دخل الوكالة مسَلّمًا، ليتجه من فوره بين البائعين... يطمئن لكل ما يدور... كان شهاب يهتم بأدق التفاصيل حتى طريقة نظر البائع للشاريات...
(السلام عليكم يا شهاب)
التفت شهاب للصوت الخفيض لتتسع ابتسامته محييا: (أهلا يا هالة، كيف حالك يا ابنة خالتي، وكيف خالتي صفاء؟)
هزت الفتاة رأسها والارتباك مع الخجل يجعلان فمها غير قادر على سرعة الكلمات، لتلحقها جنية صغيرة بصوت رفيع: (إذا كانت الخالة صفاء تشغل تفكيرك، لماذا لا تزورنا مع خالتي دلال يا شهاب؟)
ضحك شهاب وهو يتطلع في ابنة خالته الأصغر سنا *نرچس*
(شهاب هكذا بلا ألقاب... والله لو كنت تزوجت لكنت أنجبت من في سنك.)
رقصّت نرچس حاجبيها وهي تقول بمزاح، بينما أختها الأكبر سنًا هالة تجذبها لتتأدب: (ربما لم تتزوج لأنك في انتظاري... لا تقلق كلها سنة وأنهي دراستي الثانوية وحينها تستطيع طلب يدي.)
تمتمت هالة معتذرة ومبررة وهي تجذب ذراع أختها لتبتعد عن *ابن زوج خالتها* المستغرق في الضحك باستمتاع.
(لماذا فعلت كل هذا؟ لقد أحرجتني جدًا.)
كانت هالة تهمس من بين أنفاسها موبخة أختها التي كانت تناظرها بقوة: (لماذا أحرجتك؟ أليس هذا أفضل من أن أكون فتاة في العشرين من عمري، وأنكمش أمام الرجل الذي أريده مثلك!)
خبطتها هالة بقوة على ذراعها لتسكتها قبل أن تدفعها بغضب: (هيا يا غبية ننهي ما أتينا من أجله، قبل أن تطلبي يد شهاب بنفسك.)
ضحكت نرچس بغرور وهي تشير للبيت الكبير الشامخ في نهاية الحي: (أنا... لا! أنا لا أقبل بأقل من رجل من رجال عائلة منصور.)
كان شهاب لازال مستغرقًا في الضحك من تلك الصغيرة المنتفخة ثقة وغرور بعباءتها السوداء التي ترتديها في الحي...
عباءة سوداء... طرقت بمطرقة فولاذية ذاكرته المرهقة لتتراقص أمامه عباءة أخرى.
تقلصت ابتسامته لتصبح مجرد شبحًا باهتًا وهو يجلس على كرسيه هامسًا لنفسه: (آه... كم أنا بحاجة لطيفك الآن غفران يعنفني لنظرات الإعجاب التي أتلقاها من هذه وتلك.)
عادت له ذكرى أول مرة يراها بعباءتها السوداء.
كان حينها في السابعة عشر... مر على سفرها سبع سنوات عجاف... ظن فيها فيمن ظنوا أنه نسي تلك الفتاة الصغيرة ذات العيون الفنجانية السوداء.
كان يبرر له عقله الربيعي حينها: (انشغالك بها، انشغال بذكرى جميلة... وليس له معنى. لم ترها مذ كانت في الثامنة طفلة صغيرة... انساها.)
ولكن عقله لم ينس وقلبه ظل متحجرًا في تلك اللحظة ويدها الطفلة في يده يقبل باطنها معلنا: (أنت خطيبتي... دميتي.)
لازال يذكر ذلك النهار البعيد جدًا... كان نهارًا صيفيًا، وقد عاد لتوه مع أبيه وأخويه من المحل للغداء... فكما عودهما والده على العمل كل صيف، جعلت أمهم دلال الغداء وجبة عائلية مقدسة لا يجرؤ أي منهم على تفويتها.
جلست العائلة حول المائدة لقول دلال بصوتها الذي اكتسب على رجال العائلة سلطانًا لا يملكه سواها: (حبي...)
ندائها قابله تقطيبة موبخة من أبيه وهو يميل عليها هامسًا: (قلنا لا تدلليني أمام الأولاد.)
كتم شهاب ابتسامته وهو يسمع أمه تصر: (لا بل سأقولها بأعلى صوت... يجب أن يتعلم أولادك أن الزواج محبة ومودة... ثم إنهم لا ينزعجون منها... أليس كذلك!)
كان سؤال دلال موجه للأولاد، ليسارع شهاب مجيبًا: (لا يا أمي لا تزعجنا أبدًا!)
زفر بهاء بنزق وهو يعلن: (تحدث عن نفسك... أما أنا فتلك المشاعر تثير قرفي!)
خبطه شهاب على رأسه ثم عاد لاستكمال طعامه وهو يسمع أمه تستطرد: (لقد عادت رقية وأولادها وأخت زوجها في إجازة...)
لم يسمع شهاب باقي ما قالته أمه... أذنه تطن وكلمة *أخت زوجها* هي كل ما يسيطر على تفكيره.
لا يعرف هل انتهى الغداء، أم كان هو من جرى تاركًا إياه... حتى وصل لحيث بيت الحاج منصور.
وبالرغم من كل ترقبه لما قد يسمع عن *دميته*... لم يتمالك نفسه من الانفجار ضاحكًا وهو يرى معاذ صديقه ذي الستة عشر عامًا يخرج من باب البيت الكبير... حاملًا على كتفيه الصغيرة المدللة ذات الستة أعوام؛ جميلة .
اقترب منه معاذ محييًا بحرج، ليقاطعه شهاب مستهزأ: (ما هذا يا أحمق... لماذا تحمل تلك المزعجة بهذا الشكل!)
رفع معاذ عينيه لجميلته وهو يعلل: (ترتدي ملابس جديدة وخافت أن يطالها الغبار حتى تصل للبقالية)
لم يوبخه معاذ كعادته، وإنما اقترب هامسًا: (هل ما سمعته صحيح؟ هل عادت غفران مع أختك؟)
تطلع فيه معاذ مدهوشًا: (هل لازلت تذكرها بالرغم من مرور سنوات؟)
تلجلج شهاب محرجًا، لكنه حسم الامر بقوة: (لم أنسها لأتذكرها... أريد أن أراها يا معاذ... أريد أن أتخطى تلك الفتاة)
هز معاذ رأسه متفهما ليعلن بلهجة متواطئة: (إذًا الأمر يحتاج لإحدى خطط *هبش*... عليك أن تتخطاها فعلًا.)
كم مرة سمع تلك الجملة من معاذ... من أخويه... من أبويه... منها هي شخصًا... إلا أن النسيان آبى دومًا أن يؤذيه فيها... النسيان آبى أن ينساها.


وقف أمام بيت الحاج منصور يطرق الباب بخفة وهو يلاحظ شمس المغيب تضفي على القلب سكينة وراحة. يتمنى داخله ألا تطول الجلسة عله يلحق صلاة المغرب بالمسجد الكبير.
فتحت *الحاجة ام زين* كما يناديها الباب لترحب به بحبور تقوده لغرفة الحديقة... ابتسم لها وهي تمطره بالتحيات لأمه واخته ووجهها الهادئ يبث في روحه طمأنينة كعادتها...
(سأرسل لك فنجانًا من القهوة مع إحدى الفتيات. وأنت اجلس هنا وتمتع بالمشهد حتى يحضر عمي)
كانت محقة؛ فالمشهد من تلك الغرفة متعة خالصة... كانت الغرفة -كما عرف من قبل- فكرتها هي وتنفيذ قاسم.
غرفة أرضية تطل على حديقتهم الساحرة... وقد استُبدل الجدار فيها بزجاج ملون بألوان شاحبة.
وقف يونس أمام الجدار الزجاجي يمعن النظر في الأزهار والنباتات التي لا يعرف عنها الكثير.
اعتدل في وقفته وهو يدقق النظر في ذلك الشخص الواقف هناك... لتصيبه الدهشة وهو يدرك أن ذلك الشخص ذي الشعر القصير والملابس الرياضية ما هو سوى... فتاة.
أراد أن يغض البصر ويبتعد عن الجدار الكاشف حتي لا يجرح خلوة الفتاة التي لم يرها من قبل... ولكن شيئا سمره في مكانه.
كانت فجأة قد أغمضت عينيها وهي تحرك أصابعها كمن يعزف على بيانو...
كانت تفتح فمها الواسع وتغلقه بتناغم، فتوقع أنها تهمهم بالرغم من أن الصوت لم يصله، ليصله فجأة قبس من شرار متمثل في صوتها...
(خاصمتك بيني وبين روحي
وصالحتك
وخاصمتك تاني
وأقول ابعد يصعب على روحي
تطاوعني ليزيد حرماني)
كانت تغني وابتسامة أوسع من فمها مرسومة في نشوة، نشوة وصلته لتجعله يغمض عينيه ويبتسم هو الآخر.
صوتها... وآه من صوتها... عذبًا ولكنه بري... قويًا ولكنه حنون.
لم يعد يونس في تلك الغرفة... لقد حمله الهواء مع أثير صوتها...
ليطير...
ليحلق...
ليقع على جذور رقبته وهو يتنبه أنها صمتت. فيفتح عينيه بذهول...
كانت تقف أمامه لا يفصل بينهما سوي ذلك الزجاج الذي أثبت أنه ليس فعالًا جدًا.
تقف أمامه مباشرة بشعرها القصير وقامتها التي تقل عن قامته بقليل... وملامح تائهة.
ملامح بدت لثوان في عذوبة الصوت وبريته... لتنقلب بسرعة لملامح ساخرة، وهي تبتعد خطوتين للوراء وتنحني بطريقة مسرحية تحي جمهورها الأحادي الحضور... ثم تمعن في السخرية وهي ترمي بقبلتين في الهواء قبل أن تلتف مبتعدة.
خرج من غرابة الموقف على دخول منصور وقاسم... مرحبين وعاتبين، لعدم حضوره الحفل.
(كيف الامور بالدار يا يونس؟ هل ينقصهم شيء؟ أخبرني)
الدار... بيتًا كاملًا اشتراه الحاج منصور منذ عدة سنوات... خصص دوره الأرضي الواسع كدار لكبار السن المشردين في شوارع الأحياء الفقيرة... أما الأدوار الأخرى فإحداها مركزًا لدروس التقوية للطلبة المعدمين... والأدوار الأخرى لازالت تحت التجهيز لتصبح عيادات.
منذ أكثر من سنة ويونس هو المسئول عن الدار، ومن قبلها بسنة وهو يعمل مع الحاج منصور في النجارة.
أجاب يونس بثقة: (بفضل الله لا شيء ينقصهم على الاطلاق... ولكن معي الآن أوراق حالة جديد أتمني أن نضمها إلينا... سيدة في الستين مصابة بالألزهايمر... تنام تحت إحدى الكباري.)
عادت هانيا ضاحكة لغرفتها التي تتشاركها مع هوينا، ولازالت ملامح الرجل وهي ترمي له قبلاتها تسليها جدا...
كانت هوينا تقرأ كتابًا في العقيدة وهي مستريحة على سريرها.
رفعت عينيها تتطلع في هانيا بحزن بينما الأخرى لا تتخلى عن سخريتها.
لا يمكن ان يصدق الناظر أن تلك الهادئة القصيرة ذات البحور الزرقاء في عينيها... توأم لتلك المشتعلة الطباع ذات النظرات العسلية الحادة... التي تحمل تمردًا مخيفًا.
(لماذا تلك الضحكات المخيفة الآن يا هانيا... ماذا فعلت؟)
أجابت هانيا مقلدة طريقة أختها العاقلة في الحديث: (لا تهتمي يا آنسة مهذبة بما أفعله بجنوني)
وقبل أن تحاول هوينا فتح حوار ما مع أختها علها ترتاح وتهدأ... كانت تخرج من الغرفة ثانية.
رفعت هوينا يديها للسماء متضرعة: (يا إلهي لقد رأينا من مصائب الدهر الكثير... ولكن لا راد لقضائك... اللهم هون القادم)

صعد درجات السلم بإنهاك وقدميه يهددان بالخذلان
(لا اتمني سوى وجبة من وجبات دلال... وسريري)
ما إن فتح الباب أمامه حتى انطلقت عاصفة من التقبيل والعناق مع قليل من الصراخ: (ولدي... حبيبي أعادك الله لي سالمًا يا قرة عيني)
احتضن بهاء أمه بذراعيه بقوة أودع فيها كل افتقاده لها... لحنانها الذي كان ولازال سر قوته.
أفلتته أخيرًا ليدخل ويحيي جدته ونور بينما دلال تهتف عليه: (اجلس يا ولدي، ارتاح حتى أُعد الطعام)
جلس بهاء أمام نور الذي سأله بحماس عن آخر مهماته.
بهاء الضابط المتميز في سلاح المهام الخاصة والذي أثبت جدارة لا غبار عليها في سنوات قليلة والسبب ان...* قلبه ميت*
كان بهاء يحكي لنور بحماس وغرور كعادته عن تلك العصابة الدولية التي كان *هو* من ألقى القبض عليها وقاتل شرورهم... ونور يجلس أمامه مبتسما منفعلًا كما كان دومًا أمام بهاء...
دخلت دلال المطبخ بحال وخرجت بآخر...
كان بهاء لازال يحكي حين شعر فجأة بطبق من الارز يلقى أمامه بغيظ... وتكرر الحال مع باقي الاطباق.
رفع بهاء حاجبيه مستفسرًا لنور الذي رفع بدوره كتفيه بلا فهم.
فتح نور فمه ليسأل ولكنها لم تدع له الفرصة وهي تنفجر في كليهما
(أنتم... أنتم أولاد عاقيين لا تهتمون بي ولا بالحزن الذي يدمرني)
اندفع بهاء هاتفًا: (وماذا فعلت أنا يا حاجة لقد حضرت لتوي...)
أسرعت أمه إليه تخبطه بكفها الصغير علي كتفه الغليظ وهي تردد بصراخ: (حاجة... حاجة يا قليل الادب.)
وقف ثم انطلق مبتعدًا عن مرمى أمه ليقترب من جدته أم أصلان المستريحة على أريكتها لتراقب الصخب بابتسامة رضا
(جدتي... توسطي لي عند تلك الجميلة لتتوقف عن ضربي)
خرج صوت جدته خافتًا ولكن حازمًا وهي تأمر دلال التي لازالت تحاول الوصول لبهاء
(دلال... بدلا من كل هذا... اجلسي بتعقل واحكي لولديك ما ينغص قلبك... واطلبي المساعدة)
تهاوت دلال على كرسي طاولة الطعام تنهدت وهي تضع وجهها بين كفيها... تبكي.
تغيرت ملامح الرجلين وهما يقتربا منها بسرعة... فكان بهاء أول من وصل ليجثو أمامها هامسًا وهو يحتضن وجهها: (لا يا دلال إلا دمعاتك... أخبريني يا أمي من أحزنك... هل هو أبي!)
شيئًا من الماضي تراءى أمامه... جعل الغضب بداخله يغلي ليقول بفحيح: (هل يظن أن ليس لك رجال... والله لن أكون بهاء إذا سمحت بهذا... سآخذك من هنا.)
إذا كان لشهاب خط أحمر اسمه غفران... فلبهاء نقطة ضعف وحيدة كبيرة اسمها... دلال.
لذا رفعت دلال عينيها الدامعتين لوجهه المتوتر ليكون دورها بأن احتوت وجهه بين كفيها لتهمس بحب: (توقف عن هزرك هذا... ليس أبوك من احزنني... إنه شهاب.)
أمال بهاء رأسه مستفسرًا لتستطرد بغصة: (لقد حضرنا بالأمس زفاف طفلين كان يحملهما على كتفيه... قلب أمه.)
تحولت ملامح بهاء لتشبه أصلان كثيرًا وهو يهمس من بين أسنانه وعيناه على نور: (وما المطلوب مني؟)
أجابت بلهفة وهي تعلنها لكليهما: (لا اعرف... كل ما أعرفه أني لم أربيكما ضابطًا وطبيبًا لتقفا عاجزين أمام وجع أخيكم بهذا الشكل.)
ضحك بهاء باستفزاز ليسأل
(هل مطلوب من الضابط أسر شهابك المهذب وأن أدخل له في الزنزانة فتاة...* لتتزوجه* كما في فيلم الكرنك.)
لم يقف ليرى ردة فعل أمه التي يعرفها... لذا جرى مسرعًا وهو يضحك حتى صعد للشقة التي يقيم فيها مع أخويه ولازال صوت أمه يصله بالصراخ الحانق.
(احضر فورًا أمام مقر الشركة... لا تصعد إلا حين أصل.)
حك شهاب ذقنه وهو يحاول فهم أي معلومة من تلك الرسالة الغامضة من الرجل الأكثر غموضا "صقر".
ركن سيارته ووقف ينتظر السيد بلدوزر وكله غيظ
(لماذا لم يذكر السبب ببساطة أو يرد على مكالماتي، هذا الغليظ الذي هبط علينا من السماء.)
ابتسم شهاب بحنين لذكرى أيام أجمل كثيرًا من تلك التي يعيشها الآن... أيام كان أقسى ما يقاسيه فيها... غربة حبيبة، على أمل اللقاء السنوي.
حينها حقق بهاء حلمه الأوحد والتحق بالكلية الحربية... ذهب إليها فتًا نحيلًا بلا شيء سوى حقيبته. ليعود منها شابًا ضخمًا بصديق عمر اسمه يشبه طبعه * صقر*
صقر ابن إحدى عوائل الصعيد الكبيرة... كان الوجه الآخر الهادئ الرزين لبهاء المتهور...
معا كانا كما أكد كل أساتذتهم في المدرسة *ضابطين متفردين*
ميز شهاب سيارة صخر التي تعبر كثيرًا عن شخصيته... ليست سيارة عادية كسيارته وإنما سيارة دفع رباعي... سوداء خالية من أي رفاهيات شكلية... من يراها يشعر بكراهية مالكها للمظاهر... لكن الفاهم في مجال السيارات يعرف أنها واحدة من أقوى وأسرع السيارات.
عاودته -وهو يراه يترجل من السيارة- تلك الغصة التي لا يشعر بها إلا تجاه صقر. تجاه ذلك الذي شهد لحظة تحوله من شاب يتمني نشر السلام... لرجل لا يرى من الدنيا سوى اللون الأسود.
قطب شهاب وهو يرى من يصحب صخر ليميزه متفاجئًا وينزل ليلقاه هاتفًا بحنق: (هل أصبح صقر يعرف بعودتك قبلي يا حضرة الضابط!)
ضحك بهاء وهو يحتضن شهاب بالإجبار... حضن رجولي من ذاك الذي يتضمن العديد من الخبطات الموجعة على الظهر: (أووه لا تغار يا شهاب يا حياتي... صدقني أحبكما بنفس المقدار... سأبيت ليلة عندك وليلة عنده.)
طريقته الساخرة وهو يحادث شهاب كأنه زوجته الغيور جعلت الاخير يلكمه في كتفه... ليشتبكا في قتال *مازح* غافلين عن المتجهم بجوارهم.
ليقاطعهم بصوته العنيف: (حين تنتهيا من لطافتكما الزائدة عن الحد... هيا لنصعد للمكتب... معاذ بالأعلى.)
ثم استطرد وهو يتطلع في نافذة الدور العاشر المضيئة بنظرات غريبة: (يحتاجنا الآن أكثر من أي وقت مضى)
لم يدع للأخوين فرصة كي يستفسرا وإنما ابتعد مسرعًا لمدخل البرج.
مط معاذ ذراعيه للأمام باغيًا الراحة... لم يدر أن ساعات مرت على انحنائه فوق أوراق العمل إلا حين شعر بتيبس عظامه.
(شركة الأصدقاء للاستيراد والتصدير... لم تكوني يومًا حلمًا أو تحقيقًا للذات... العمل هنا مجرد مسكن موضعي... مخدر مشروع)
طرقات في حد ذاتها وقحة قاطعت أفكاره قبل أن يدخل الثلاثة رجال، بين ترقب شهاب وصخب اعتاده بهاء عله يرفه عن أصدقائه... وصمت مخيف من صقر.
لم تطل سلامات ومجاملات لاوجود لها بينهم من الأساس... قبل أن يعم صمت متوتر والنظرات كلها تنجذب لصقر الذي بدا مشدود الملامح.
ليس رجل لف ودوران أو مقدمات من أي نوع لذا بنظرات ثابتة في عيني معاذ صرح: (سامر صرف نظر عن إعادة جميلة لعصمته... ولكن ما عرفته أنه سيعود للبلاد في خلال ساعات لبدء محاولة استرجاع ابنته لتعيش معه.)
صمت صخر لثوان وهو يري على وجه صديقه رغبة متوحشة في تهشيم وجهه لمجرد أن جرى على لسانه اسمها المحرم منذ سنوات.
لم يدع له فرصة لاستدراك الموقف فأستطرد: (ولأنني أعرف أنك لازلت تحمل خطة بين طيات عقلك ل... لقريبتك. رأيت أن أخبرك لتأخذ أولي خطواتك.)
صمت لف المكان... صمت مهلك لأعصاب أصدقاء يأكلهم وحش القلق على صديق مطرق الرأس لا ينبس بكلمة.
كان أول من قطعه، أكبرهم شهاب الذي سأل بصوت حان على صديقه الاقرب: (معاذ... فيم تفكر؟ تكلم يا رجل... افصح)
انتفض معاذ واقفا... يتطلع في شهاب ولا يراه... يرى غيامة بلون سنوات نبذ وتحقير... يرى لمسات من لا يملك لمن استحلت... لمسات ملوثة بموافقة الجميع...
جرح متقيح من سنوات يحاول إغلاقه دون علاج... اغلاقه ظاهريا فقط... يريد لوجعه أن يستمر...
والليلة انفتح الجرح ويبدو أنه لن ينغلق.
(سأبحث لنفسي عن المخرج... سأجد الدواء)
لم يتمتم سوى بتلك الجملة البائسة قبل أن يجذب مفاتيحه بعنف ليخرج مسرعًا غير مبالي بصحبته.
هتف شهاب دافعًا بصقر في اتجاه الباب
(لا تتركه صقر، اتبعه ولا تتركه لشياطين الانتقام)
انطلق صقر في أعقاب معاذ تحت دعوات شهاب ونظرات بهاء المشتعلة وهو يهمس بغلأتمنى أن يقتلها ويرتاح من عذابه)
رفع شهاب عينيه لوجه أخيه بدهشة مستنكرة: (هل جننت يا بهاء؟ هل تتمنى لشخص كل هذا الأذى بغير حق؟ في النهاية هي لم تذنب لقد تزوجت على سنة الله ورسوله)
وقف بهاء ثم انحنى بسخرية جارحة لأخيه: (أوه آسف أني جرحت أفكار سمو الملاك الطاهرة... ولكني تعبت من معاشرة السلبيين.)
مر زمن وصقر يراقب معاذ وهو يقود السيارة في صمت أشبه بالموت... حتى كاد صقر أن يجزم أن صديقه توقف عن التنفس في اللحظة التي لحقه فيها ليركب بجواره السيارة قبل انطلاقه.
قبضته المستميتة حد القسوة على عجلة القيادة كانت كل ما يخبره أن صديقه لازال بين الأحياء.
توقفت السيارة بشكل مفاجئ ودون أن يلتفت قال معاذ بصوت قاس: (انزل يا صقر... انزل من السيارة وابتعد عنها قليلًا)
أجابه صقر بصوته العنيف: (إذا كنت تعتقد أني سأتركك لثانية... فأعد التفكير)
التفت معاذ لصقر... ليرى صقر في عينيي معاذ شيئًا حتى هو لم يفهمه. أشبه بالجنون مع لمحات من الشر... أو ربما هو سواد يقاوم ألا يطفق فيطغى على كل شيء غيره قبل أن يعيد بنبرة منهكة
(انزل يا صقر من السيارة الان... سأهاتفها... ومهما كان لازالت دمي وعرضي ... لازالت تعيش تحت سقف واحد مع اخواتي وأمي... لن أجرح تلك القيمة الأخيرة بأن اسمعك ما سأقول لها)
لم ينتظر صخر مزيدًا من التبرير قبل أن ينزل تاركا معاذ وحده.
فتح هاتفه وضغط الأرقام التي توصل لها منذ فترة... لم يحتاج حينها لتسجيلها فكل رقم فيها ذكره بشيء عنها لم ينساه.
رقم خمسة... عدد المرات التي كاد أن يقتل فيها نفسه يائسًا من الحياة بدونها.
رقم ثلاثة... عدد الحوادث التي تحطمت فيها عظامه وهو يقود تائها في ذكراها.
رقم صفر... يمثل ببساطة مقدار الرحمة التي يشعر بها تجاهها في تلك اللحظة.
قلبه السقيم ارتعد بجوفه وهو يسمع صوتها أخيرًا يهمس: (مرحبًا...)
بغل سنوات من النفي هتف بجملته التي لم يحييها يوما بسواها
(يا مرحبا *بأجمل مرحبا* من أجمل جميلة)
كلمات تبدو كإطراء ولكن اللهجة التي قيلت بها جعلت جميلة تشعر بالقذارة وهي تهمس بتقطع: (معاذ!!)
التقطت هوينا الجالسة على السرير تلقن القرآن الكريم لسچى ابنة جميلة الهمسة والشحوب فاقتربت تشد على ذراع الأخيرة.
ولم تحتاج للاقتراب أكثر لتسمع هدير وحشي من الجانب الآخر
(نعم معاذ الذي لم يهاتفك اليوم سوي للشماتة. لشهور وأنا أخطط للانتقام منك... بكل الطرق التي قد تشفي غليلي لكن الان... لم أعد أحتاج)
ضحكته المخيفة أثارت رجفة قوية في جسد جميلة التي أصبحت في شحوب الموتى
(لم أعد أحتاج للانتقام... فالقدر في غضون ساعات سيتكفل بذلك... أما أنا فسأبدأ حياتي الآن جميلة... سأرميك كخرقة بالية خلف ظهري... أتركك لتنتهي ببطء شديد. وأنا... أنا سأعيش.)


ضحكاته السعيدة وإشراقة وجهه وهو يلف بين الجالسين في الصالون بوعاء كريستالي معبأ بشيكولاتة لذيذة...غمازاته المسنمرة لأمه واحضانه المطمئنة لامها ...كل تلك التفاصيل كانت تثير غيظها بشكل يفوق الخيال...شكل جعل الماسة الطيبة تفكر جديا بمزج العصير الذي يشربه زوجها بتمهل مغيظ ببعض السم ليصبح * العصير الاخير*
( مابك يا مياسة...يبدو عليكي قليلا من الشحوب؟) صوت خالتها رقية والتي حضرت مع اغلب افراد العائلة للمباركة للعروسين قاطع افكارها الاجرامية لتجيب مياس بحرج
( لم انم جيدا فقط خالتي....واستيقظت باكرا جدا)
كان بداخلها يغلي لنظرات زوجها الموحية بأسباب رومانسية لعدم النوم...حتي تحول وجهها للارجواني.
حمدت الله و الانظار تتحول بعيدا عنها للعراك الدائر في نهاية الغرفة بين عز وهلال ...ورحيق تقف في المنتصف مزهوة.
( توقف عن حشو حقيبتها بالشيكولاتة....الشيكولاتة علي اهل العريس ونحن من تكلفنا ثروة لنشتريها)
كان عز يهتف بهذه الكلمات وهو يحاول جاهدا الوصول لحقيبة رحيق...في يد هلال.
والاخير يرد عليه مغيظا
( نحن اقرب للعريس منك يافاشل....)
ثم التفت لمن تقف خلفه تحتمي به ...من اخيها...
حاول جاهدا ان يبدو مازحا...وان لا ترتعش انفاسه وهو يهتف بها محمسا
( حيكا...ها هي حقيبتك..خذي كل الشيكولاتة التي تحبين...واذا اعترض احد لن اتواني عن اخذ اختي معي....هيا)
التقطت رحيق حقيبتها من يد هلال...وبحركة طفولية مدت لسانها لعز قبل ان تنطلق للمطبخ بنشاط
( اخ عليك يا ابو قلب وردي انت....اكثر شاعرية من دبدوب زهري ) كانت كلمات عز الساخرة والهامسة تصله ولكنه لم يبال ولم يلتف اليه....بل ظل يراقب نظرات النصرعلي وجه رحيقه....دوما ترتسم تلك النظرات حين يتغلب في معاركه الواهية علي مصدر الازعاج عز.
( متي اتغلب عليكي وعلي جدك...حيكا) لم يصرح بهاولكن تمناها قريبة.
انفض الجمع الصغير بتوصيات لاتنتهي من الامين لكل طرف علي حدا....واالكل يفسر صمت العروس واستغراقها في التفكير بالخجل.
ما ان سمعت صوت اغلاق الباب حتي همت بالانطلاق لغرفتها ...صداع مزعج ينهش افكارها القليلة ...ولاتريد اي مواجهة مع مصدر الصداع .
( حبيبتي...ماستي..) اغمضت عينيها بألم وكأن يد زين التي حطت في هذه اللحظة علي كتفها تمنعها من الدخول ....سيف بتار...وهل اشد بترا من سيف الغدر.
( لقد اخبرت ابي وعمي بأننا سنذهب لعدة ايام لمدينة*...* السياحية لنقضي شهر العسل)
شعرت ببراكين غيظ تتفجر بداخلها لتلتفت اليه بقوة تتطلع فيه كمجنون...
( هل تنوي الاستمرار بتلك التمثيلية البلهاء)
تطلع فيها بهدوء قبل ان يرد بصوت ثابت
( زيجتنا لم تكن للحظة تمثيلية ...وانا لن اقبل بالتقليل من اهم قيمة في حياتي)
خبطت مياس كفيها بعنف وهي تهدر ( اي قيمة تلك؟....لا اري سوي الخداع المر)
( لم اخدعك مياس ولو للحظة....عليكي ان تعرفي وتعترفي بهذا)
قال زين كلماته بنفس الهدوء ليلتف مبتعدا ...ولكنها لم تسمح له وهي تجذبه من كم قميصه لتواجهه
( لم تخدعني؟ وماذا تسمي اخفائك قرار عدم الانجاب لبعد....)
صمتت بخجل من ان تكمل جملتها ...ليرد هو ببرود وعينيه التي طالما دفئت قلبها ترسل فيه موجات من الصقيع
( قرار الانجاب ليس له علاقة بزواجنا وحبنا ....لا تخلطي الاوراق)
وفي غمضة عين كان يشدها اليه بقوة ليبرهن علي جملته الاخيرة بقبلة مسيطرة
قبل ان يهمس وعينيه بلمعة الجنون تخيف عينيها
( هل ظننت ان صفعة امي انهت كل افكاري...؟ اراحت كل كوابيسي؟
لازال الطريق امامك طويل يا ابنة خالي)

للحظات بدت بلا نهاية استمرا في حرب نظرات ...حرب فيها عينيي الجاني متلئ شجنا يجعل عيني المجني عليها ترق في عشق مجروح.
كانت اول من همس بنبرة اشبه بنغمة حزينة
( حسنا زين....سأعطيك الفرصة لتستوعب جديد الاحداث...تستوعب انت وافكارك الغريبة انك لم تعد وحيدا في ارض افكارك القاحلة ...اني معك هناك احاول بكل ما احمله لك بخب ان ازرعها خضارا....وحتي تستوعب هذا ....اعدك ان لا احمل منك طفلا ..الا حين تترجاني لافعل)




انتهي تنزيل الفصل
سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك

noor elhuda and Nadamohammed like this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 05-02-17 الساعة 11:27 PM
shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 11:18 PM   #244

كاتبة مبتدئة

نجم روايتي شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار ومدققةبقسم قصرالكتابةالخياليةوبطلة اتقابلنا فين ؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاتبة مبتدئة

? العضوٌ??? » 184395
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,334
?  نُقآطِيْ » كاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond reputeكاتبة مبتدئة has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 11 والزوار 3)
‏كاتبة مبتدئة, ‏عبيركك, ‏shymaa abou bakr, ‏ام وزوجه, ‏nona amien, ‏ALAA, ‏نورالكون15, ‏bila korn, ‏لهفة مشاعر, ‏جوري حسام, ‏ام بيجاد


كاتبة مبتدئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 11:40 PM   #245

رورو نونو

? العضوٌ??? » 368681
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 188
?  نُقآطِيْ » رورو نونو is on a distinguished road
افتراضي

مبرووووووك الجزء التانى وبالتوفيق

رورو نونو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 11:54 PM   #246

مملكة الاوهام

? العضوٌ??? » 380569
?  التسِجيلٌ » Aug 2016
? مشَارَ?اتْي » 399
?  نُقآطِيْ » مملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond reputeمملكة الاوهام has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير احلى ثنائى حيكا وهلال هلال دمه زى العسل
جميلة ومعاذ ايه سبب جواز جميلة من سامر رغم حبها لمعاذ
زين عايز قلمين مش بس واحد لازم يفوق ويعرف ان حياتهم مشاركة فى كل شىء وان مافيش قرارات منفردة
ايه ياترى سبب تمرد هانيا


مملكة الاوهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 12:00 AM   #247

وعد ومكتوب

? العضوٌ??? » 358750
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » وعد ومكتوب is on a distinguished road
افتراضي

الفصل جميييييييييل يا شيما ..كالعادة الهث لاتابع الاحداث. ..هلال حبيته 😍😍😍😍😍عز سكرررررر سكر حيكا بطتي الجميلة ...زين وجنانه هينكد على البنية. ..شهاب وعز والبلدوزر يا ترى مين ....صخر صح
ابدعتي يا قلبي 😘😘😘😘😘😘


وعد ومكتوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 12:01 AM   #248

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي

ماتفكري ياشريره تحرمي شهاب من غفران ولاقي لنعمان مزه بعيده عن غفران مش يحبو بعضهم سنين ويجى الاخ نعمان يدخل بينهم اما معاذ فمبين ان جريمه جميله كبيره وقرار زواجها من سامر حطمه والان معرفته ان سامر سياخذ ابنتها اسعده واعتبره انتقامه بس هل هو حاقد لهل الدرجه عليها وهل بالفعل قرر ان يعيش حياته مياسه عجبتني وهي بتتخدى زين واضح انها قررت تنتقم من قراره المنفرد بعدم الانجاب واكيد جينات سهر وعدى حتخليها تذله لزين وتجبره انه يطلع من جنانه بعدم الانجاب صقر وشهاب ومعاذ وبهاء صداقه مميزه وشراكه موثقه ماعارفه من ستختاري لصقر وبهاء بعتقد مهيره وهوينا لان هانيا المجنونه حطت يونس بعقلها وبدات بالتنمر عليه بس شو هي مشكلتها وليه تتبع اسلوب التمرد وشكلها ماهو سببه وماهو هدفها او ماتحاول اثباته مازالت الثتائيات غير معروفه وفيه غموض لاننا مازلنا بالبدايه بس واضح ان الاحداث القادمه حتكون قويه مشكوره شيماء بارت جميل وبانتظار القادم

عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 12:02 AM   #249

sara_soso702
 
الصورة الرمزية sara_soso702

? العضوٌ??? » 325067
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 375
?  نُقآطِيْ » sara_soso702 is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل ومشوق اكيد

sara_soso702 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-17, 12:03 AM   #250

حنان الرزقي

? العضوٌ??? » 315226
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 754
?  نُقآطِيْ » حنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل مميز يطرح كالعادة الكثير من الاسئلة هل جميلة تركت معاذ وتزوجت رجلا اخر لانه ثري وهذا مايجعل معاذ ناقما ان كان كذلك فانا لااتعاطف معها بالعكس يجب ان تعاقب
شخصية شهاب تشعرني بالحزن لكن لماذا بلغ هذه السن ولم يخطب غفران ام تراه فعل ورفض ابراهيم طلبه
صخر شخص غامض يخبئ الكثير ربما هناك ثار بما انه صعيدي
بانتظارك السلام عليكم


حنان الرزقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.