آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: إن كنت مكان نورس و كان عليك الاختيار بين عامر و كاسر فمن ستختارين ؟ | |||
| كاسر |     | 44 | 30.99% |
| عامر |    | 98 | 69.01% |
| المصوتون: 142. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-09-17, 10:00 PM
| #1303 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة 
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة للجميع حان الآن موعدنا مع فصل جديد سأقول بتنزيل الفصل 16 الآن قبل موعده الذي من المفترض أن يكون بعض ساعة فصل طويل 5 آلاف كلمة بالضبط بالنسبة للفصل 17 فما زال ينقصني بعد المشاهد بحلول منتصف الليل سأقوم بتنزيله إن كنتن ستنتظرن | |||||||||
|  |
|
29-09-17, 10:17 PM
| #1304 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| الفصل السادس عشر مستشفى النورس الخاص .. المرآب كانت تمشي بسرعة رغم تعثرها لمرة أو اثنتين ، أرادت الابتعاد فحسب ، تنزوي في ركن ما لوحدها و تبكي حتى تخرج روحها توقفت مكانها و استدارت تنظر بغضب للذي خلفها :- توقف عن اللحاق بي ، أريد الإنفراد لم تهتم إن كان استجاب لها بل جذبت هاتفها تضغط رقم الشرطة و ما أن قربته إلى أذنها حتى انتزعه عامر من يدها ينهي الاتصال حاولت استرجاع جوالها و حينما لم تقدر لكمت كتف المقابل لها و رددت بقهر : - سحقا لك ، دعني أؤدب تلك الحقيرة . و مجددا لا تقابلها سوى نظراته المتعاطفة ، لم تكن شفقة بل اهتماما صادقا كان يبثها دعمه و حنانه من مجرد مقلتين هتفت بعينين محمرتين من منعها للدموع :- سحقا لكل الرجال ، كلكم سواء ، من أي طينة صنعتم لتكونوا عديمي الضمير .. تبا لكم .. تبا!! ركلت إطار عجلة إحدى السيارات ثم تراجعت للخلف متأوهة لتتعثر و تسقط جالسة أرضا و كأن كل لحظة تنقلب ضدها ألا تكفي حربها لنفسها ليحاربها الناس ؟ باتت كالصائم عشية الإفطار يترقب الهلال بلهفة يبغي فجرا جديدا ، أملا جديدا كل ما حولها يضغط عليها فلم تجد بدا من الانفجار أخذت تتحدث باكية : - لقد اتهمني ، تبا له و لها ، يظنني مجرمة أو مجنونة لأسممها .. هل أبدو لك كمن يمكن أن تفعل ذلك ؟ رمقها عامر بحنان و قد انحنى على ركبة واحدة بينما هي تتابع بعبرة :- لم يحاول حتى أن يستمع إلي بل اتهمني ، بئس حب كهذا يهينني ، بئس المرأة أنا رفعت عينيها الغارقتين بالدموع لتناظرانه كأنهما بقايا خيوط نور من أفل و سألت بحزن : - هل سينتهي هذا الألم يوما ؟ هز رأسه نفيا ، قد جرب مرارة العشق ، حارب رجلا حيا ثم حارب ذكراه و لم ينجح و بعد مرور سنوات و الألم هو نفسه قال بينما يمد لها منديل سترته لتمسح دموعها و لسانه يردد :- كل شيء يبدأ ثم يبلغ منتهاه إلا ألم العشق فإنه إن بدأ لن ينتهي إلا بنهايتك أحاط ذراعها بأصابعه يساعدها على الوقوف و للحظات ظل يتأمل وجهها ، ما يعجبه فيها هو روحها المقاتلة ، رغم طاقتها المستنزفة إلا أنها تقاتل لتكون أقوى و أثبت بعد دقائق من الصمت استعادت نورس بعضها من هدوئها الخارجي و حينئذ قال عامر : - الانسحاب أحيانا هو قمة الذكاء ، ليست كل المعارك تتطلب المحاربة حتى آخر رمق قالت بشجن امتزج بحسرة مريرة :- المعارك التي يدخل فيها القلب لا يمكن الانسحاب منها رد و قد حاز على كامل انتباهها :- الحب في معاركه لا ينصر أحدا من المتحابين فكيف إذا دخل طرف ثالث حينها ستكون كارثة ، لا تدخلي حربا تعلمين أنها خاسرة ، ستتعبين ثم ستندمين ، إن كنت غير واثقة من النتيجة فاختصري العذاب و ابتعدي دوما كان تعريف الحب بسيطا : هو قمة السعادة في أتم الشقاء الوجع في الحب له لذته الخاصة لأنه كالليل مهما طال و مهما وارى آلاما خلف الدجى سينسلخ منه النهار معلنا عن فجر باسم سألت ببعض الحيرة :- تتكلم كأنك تشكو من الحب ، ألم تنسى رغم كل هذه السنوات ؟ ألا تظن بأنك بحاجة لفرصة ثانية ؟ ابتسامة صغيرة حزينة حملت كل مشاعره القاهرة و قال :- ما زلت أشكو من نصب الحب حتى كرهت حاء الحروف و باءها صمت للحظات وجيزة ثم تابع :- أنا لا أريدك أن تكرري ما عشته ، لقد حاربت و ظننت أن الحب يكفي لكن لم يحصل .. يا نورس هل ستتحملين العيش تحت هذه الظروف لسنوات أخرى ؟ ، و حينها ستكونين بأطفالك و الأخرى كذلك ، هل هذا ما تريدينه حقا ؟ عبست فأكمل :ـ ابتعدي قبل أن تتحولي إلى امرأة تخشى رؤية انعكاس وجهها في المرآة ، كيانها ضعيف و روحها مشوهة ، حبكما مهما كان قويا سيهتز و يضعف فالأفضل أن تحتفظي به كذكرى كانت جميلة خير من أن يتحول إلى كره و الأسوأ إلى ندم قاطع حديثهما القلبي رنين هاتفها ، مده نحوها فكان شاهين المتصل ردت بعد محاولات منها لمحو نبرة البكاء من صوتها : - نعم أخي :- نونو لقد وجدنا ليليان إنها في مستشفى (...) ، أرسلان يحتاجك بقربه و أنا عليّ المغادرة لبعض الوقت -: حسنا ، لكن هل هي بخير ؟ رد شقيقها بأسف :- لا ، لقد تأذت كثيرا .. لا تتأخري يا صغيرتي . رفعت نظراتها إلى عامر و قالت :- يجب عليّ المغادرة ، نلتقي غدا ما رأيك ؟ سأدعوك للغداء أجاب مبتسما :- كان بودي لكن سأعود إلى بريطانيا هذه الليلة بدت متفاجئة ، ثم سرعان ما تلافت دهشتها لتتحول إلى العبوس و قالت :- كنت أود لو تبقى أكثر ، أنا حتى لم أعرفك على أشقائي .. هل ستعود ؟ أومأ قائلا :- بالتأكيد ، رقمي عندك ، إن احتجت أي نوع من المساعدة اتصلي بي فقط ودعته بكلمات مقتضبة قبل أن تنطلق نحو المستشفى الحكومي حيث تقبع زوجة شقيقها * * أحد المستشفيات الحكومية ظل يجوب الرواق بتوتر ملحوظ ، و التردد الممتزج بخوفه ينخر عظامه و يمنعه من دخول الغرفة حيث تقبع زوجته منذ ساعة تقريبا خرجت من غرفة العمليات و قد فقدت الجنين لكم الجدار بقبضته يفرغ فيه كل غضبه ، رغم معرفته بموضوع الحمل منذ ساعات فقط يبقى يتألم لفكرة عدم قدرته على حماية شيء يخصه تقلصت ملامح وجهه بغضب يتمنى لو يقتل شقيقها ذاك ، كاد يفعلها لولا الرجال الذين تدخلوا يوقفونه و لو لم يمت ذاك الإرهابي لكان قتله دون اكتراث :- أرسلان ! .. أخي .. التفت برأسه ينظر إلى نورس التي تقترب منه ، أخيرا أحدهم سيكون بجانبه استقرت بين ذراعيه تحتضنه بقوة مماثلة لقوة احتضانه لها ابتعدت عنه قليلا تسأل بخفوت :- كيف حالها ؟ لاحظت الحزن الذي غلف تقاسيمه الرجولية فانقبضت أحشائها بألم ما أن تحركت شفتاه : - لقد ضربها ، وصلت متأخرا .. كانت حامل و ..و أجهضت لاحظ أرسلان اتساع عيني توأمته و قد ملأتهما الدموع إلى جانب شحوب وجهها بشكل مخيف ، لقد فهم ما يدور برأسها من أفكار فأعادها إلى صدره قائلا : - لا تلومي نفسك عزيزتي ، قدر الله و لا اعتراض عليه همست ببكاء :-أنا آسفة أخي ، لو أنني انتبهت لما نجح الوغد في اختطافي ، لقد كان في المرآب و خدرني بمنديل ثم .. طبع قبلة عميقة على جبينها و كلماته انسابت تسكتها و تطمئنها : - يكفي هذا ، قلت ليس ذنبك جميلتي . بعد لحظات من الصمت قالت :- لماذا لا نأخذها إلى مستشفى النورس ، و ستكون بجانبها هناك ؟ راقت له الفكرة فأومأ لها موافقا و بينما هي تسحب هاتفها تجري اتصالاتها كان عقله يسترجع ما حدث حينما دخل أبو العباس مجال رؤيته و حيان .. كاد يقفز من السيارة نحوه لكنه صبر و قاوم الرغبة الشديدة في التوجه إلى زوجته خاصة و مصدر رعبها سيكون معها تحت سقف واحد أجرى حيّان اتصالا بالخط الأخضر للدرك الوطني ثم بمقر عمله اضطرا لعدم التدخل حتى يأتي فريق العمليات و ظل هو يشتعل غضبا ربع ساعة فقط و وصلت الفرقة و حينها لم يستطع التحكم في ساقيه فركض يصعد العمارة نحو الشقة و حيان خلفه ليته فقط وصل إليها مبكرا .. لقد خذلها و سيترجاها كي تسامحه يتبع ... | |||||||||
|
| |
|
29-09-17, 10:18 PM
| #1305 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| بعد ساعتين دخلت نورس مكتبها و خلفها توأمها الذي جلس على الأريكة بإعياء انحنت أرضا تفك رباط حذاءه و تنزعه إضافة إلى الجوارب ثم نزعت عنه سترته طبعت قبلة على جبينه و سألت :- هل أجلب لك شيئا لتأكله ؟ :- لا ، أريد أن أنام قليلا حتى تستيقظ ليليان . اتجهت إلى الخزانة الصغيرة تسحب الغطاء الخفيف الذي تحتفظ به ثم جلست على طرف الأريكة و قالت :- ضع رأسك هنا . أراح رأسه على حجرها حيث أشارت فألقت بالغطاء على جسده تدثره بينما أصابعها الطويلة انطلقت تمسح على شعره بحنان مضت فترة معتبرة منذ آخر مرة كانا فيها متقاربين هكذا ، يستمدان القوة من بعضهما البعض سألت :- تكلم يا أرسلان ، ما الذي يؤلمك ؟ بعد تنهيدة صغيرة أفلتت منه قال :- أخشى أن تستيقظ و أرى الخيبة تظلل عينيها ، كلما تزورني صورتها و هي متكومة على الأرض تثور جراحي، أنا أعشق تلك المرأة بل أتنفسها مع كل نفس تابع بحزن :- أنا أعرف بأنني أخطأت و خاطرت بها ، لم أتصرف كأي رجل يخشى على زوجته . ابتسامة حزينة وجدت سبيلها إلى ثغرها و همست :- ليت كل الرجال مثلك ، تحاول حماية من تحب حتى من نفسك ، نعم العاشق أنت يا أخي . بقيا يتحدثان لدقائق أخرى حتى خطفهما النوم و هما على حالهما ذاك في وقت لاحق استيقظت نورس على هزة خفيفة لذراعها ، فتحت عينيها ليقابلها وجه شاهين المبتسم بحنان همس لها قائلا :- انهضي بهدوء و تعالي معي . تولى شقيقها إمساك رأس أرسلان بينما هي بخطوات غير ثابتة أخرجت الوسادة التي تحتفظ بها لتمدها نحو شاهين حينما وقفا خارج مكتبها لم تكترث بالمارة و اقتربت تسند رأسها على صدر شقيقها و كعادتها أخذت تتشممه علقت :- أظنني سأحتفظ بأحد قمصانك معي فرائحتك جميلة . ضحك بخفوت دون أن يعلق فرفعت نظراتها إلى وجهه و تابعت :- كل يوم تزداد جمالا ، أنت وسيم . ضرب جبينها بإصبعه و قال :- نونو ما بكِ هذه الفترة ؟ ، تتغزلين بي و بجمالي و رائحتي و شعري ... اقتربت منه تبتسم بخجل و قد قررت الإفصاح عن السر فهمست : - أنت ستصبح خالا .. قريبا . لوهلة ظل متجمد الملامح قبل أن تشع عيناه بحنان امتزج بفرحة إن وزعت على الناس جميعا لكفتهم ابتسامة كبيرة زينت وجهه ليهتف بسعادة : - تقصدين .. يعني أنتِ .. يا رب السماوات ! سارعت ذراعاه تضمانها إليه بشدة و شفتاه لا تتوقفان عن تقبيل رأسها ، كلاهما لم يهتما بنظرات الناس ، كانت سعيدة لسعادته رغم الحزن الذي بدأ يجد طريقه إليها ، فرحة شاهين كانت أكبر من فرحة كاسر حتى و هذا أزعجها .. جدا بعد فترة قليلة كانا في مكتب رزان ، هي تتناول الشطيرة التي جلبها شقيقها بينما اكتفى هو بالتحديق بها بحنان نظراته دوما كانت صولجانا لظلمة روحها كانت ظلا يظللها من مخاوفها أما صدره فكان وطنا كاملا بل جنة وسعت من المحبة و الحنان كل شيء :- هل نتكلم بجدية الآن يا صغيرة ؟ حينما أومأت قال :- ما الذي يحصل معك و كاسر ؟ ، قد اتصل بي يقول بأنك ترفضين الرد على رسائله و اتصالاته ، و لا يعلم أين أنتِ .. اخبريني ما بكما ؟ وضعت الشطيرة جانبا ثم مسحت فمها و أجابت :- ببساطة أنا اكتفيت منه و جنون عائلته ، لقد تحملت يا شاهين ، من اجل طفلي فقط و هو في كل مرة يؤذيني أكثر من التي مضت . لاحظت انقباض فكه بطريقة تشي بانفعاله رغم صمته ، كانت تحتاج الحديث و إخراج مكنونات صدرها كي ترتاح :- زوجته أجهضت و اتهمتني أنا بذلك و والدته لم تتوقف عن تكرار جمل قذرةو اتهامات على مسمع الناس و هو لم يحرك ساكنا ، والدته في إحدى المرات قالت بالحرف الواحد " والدتك لم تعلمك كيف تكونين سيدة بيت " و عندما منحتها ردا مستفزا اشتكتني له و هو أتى إلي يطالبني باحترامها و التحمل ..و اليوم زوجته المختلة عقليا سممت نفسها بسم الفئران و وضعته في العصير الذي أعددته أنا و اتهمتني و كاسر كذلك شك بي و طالبني بالاعتذار لها كي لا ترفع علي دعوة قضائية . اشتعال نظرات شقيقها أعلمها بأنه وصل لقمة غضبه و سخطه فاحتدت نبرته و هو يسأل :- و هل تركك حاملا تتحملين اهانات أمه و لم يهتم طوال تلك للمدة ؟ ردت نافية :- في الحقيقة هو لم يعلم بأنني حامل إلا منذ أيام عندما أخبرته . حينما لاحظت تجمد ملامحه لفترة أدركت فداحة ما قالته خاصة و شاهين يتمتم :- تعنين أنه ؟ .. حسابه سيكون معي أنا .. أعطني هاتفك . أخرجت الهاتف من سترتها و منحته إياه فابتسم حينما فتحه لتندثر ذرات غضبه و يستبدلها الحنان الدافق :- تضعين صورتي كخلفية ؟ هزت رأسها مبتسمة :- نعم ، أحب النظر إلى صورتك كثيرا .. الطفل سيشبهك بالتأكيد . رد شاهين و شعور بالدفء يدغدغ قلبه :- أريدها فتاة ، نونو صغيرة أربيها و تكوني صمام قلبي . اقتربت منه حتى ضمت نفسها إليه ثم أغمضت عينيها و قبلاته على رأسها تمنحها أمانها المرتجى بقيت تتشمم رائحته باستمتاع بينما هو يجري اتصالا لحظات و سمعت بوضوح صوت كاسر يقول بلهفة :- نونو ، حبيبتي دعينا نتحدث ... سـ.. قاطعه شاهين بأن قال بجمود :- هذا أنا ، غدا أنتظر زيارتك إلى منزلي فأمامنا حديث طويل كان التوتر واضحا على نبرة صوت الرجل الآخر فقال :- حسنا ، هلا منحت الهاتف لنورس ، أريد محادثتها . قال شاهين :- منذ الآن كلامك معي أنا ، قبل أن نحل أمورنا لا حديث لك معها .. تصبح على خير لم ينتظر سماع أي رد من صديقه بل أنهى الاتصال على الفور ليخفض نظراته إلى نورس التي بدأت تغفو على صدره فقال بحنان :- دعيني أوصلك إلى المنزل لكي ترتاحي و أنا سأقضي الليلة هنا . تمتمت بنعاس :- دعني أنام قليلا ثم نذهب * * * اليوم الموالي منزل كاسر إبراهيم قبل أن يدخل الغرفة أوقفته يد والدته تمسك بذراعه قائلة :- حلفتك بالله بني أن لا تطلقها ، لا تفعلها ، نفسيتها ليست جيدة و ستتدمر .. من أجلي أنا فقط ، من أجل رضاي عليك رد كاسر بغضب :- أولا اتهمت نورس بقتل الجنين ثم سممت نفسها ، ما الذي تريدين أن أفعله .. أنا سئمت و تعبت من هذه المعيشة . كانت فاطمة تشعر بالخوف الشديد ، إن كاسر طلق ابنة شقيقتها و الأخيرة نطقت بما تكتمه فابنها سيكرهها حتما يكفي أنه غاضب منها بسبب ما يحدث في هذا المنزل و يلومها و إن صامتا عن عدم الاستقرار الذي أصاب علاقته بزوجته الثانية :- عدني بأنك لن تطلقها ، ابتعد عنها لكن اتركها على ذمتك .. عدني بني ..رجاءا أمام رجائها لم يستطع إلا أن يومئ لها ثم دخل غرفة مليكة التي ما أن رأته حتى سارعت نحوه تحتضنه بقوة هاتفة بخوف :- سامحني حبيبي ، فعلت ذلك من أجلنا ، من أجل حبنا و عائلتنا ، لا تغضب مني أبعد ذراعيها عنه بغضب واضح تعكسه نظراته لا يصدق أنه بغباء منه نسف كل ما حاول بناءه مع نورس زلزال هز أعمدة حبهما بسبب عدم ثقته بها و سيدفع ثمنه غاليا خاصة و شاهين قد دخل الصورة هدر بانفعال :- أي جنون هذا دفعك لتسممي نفسك لتتهمي نورس؟ ، ثم تريدين تقديم شكوى ضدها .. ما الذي دهاكِ بحق الله !! ردت و قد غطى الكره ملامحها :- تلك ملأت رأسك ضدي أليس كذلك؟ ، تكيد المؤامرات كي تفرقنا و أنت بالتأكيد تهتم بها و تهملني رمقها كاسر باستغراب قبل أن يقول :- لا أحد غيرك هنا يكيد المؤامرات ، بأي منطق تفكرين ؟ تقولين بأنني أهملك ؟ ، لأسابيع و أنا لا أفارقك و أهملها هي اقتربت منه تمسك وجهه بين راحتيه و تهمس بانفعال :- أنا أحبك و لن أسمح لها بأخذك مني ، كل شيء أفعله من أجلك أنت ، تلك الدخيلة يجب أن تختفي من حياتنا كان يناظرها و عقله يتساءل "ما خطبها " كلامها و نظراتها تحمل انفعالا يكاد يكون هوسا هستيريا عاد ليدفعها بعيدا عنه و حينها بدت كأنها فقدت آخر ذرات صبرها فصرخت : - أنا لم أتحمل أشهرا مع ذلك البائس كي تأتي هي و تسرقك مني !! .. في كل لحظة كان يضربني فيها كنت أنت أمامي تخفف عني .. في كل مرة يقربني فيها أغمض عيناي و أراك أنت .. كنت دوما أنت !! صرخ يسكتها عمّا تقوله و قد شعر بالاشمئزاز من آخر كلماتها :- اخرسي !! ، ما خطبك يا امرأة ؟ احترت ما الذي أفعله معك ! هتفت ببكاء تترجاه :- لماذا لا تراني ؟ ، لماذا لا ترى كم أحبك ؟ .. أنا أول من وقعت في غرامك و أنا رأيتك أولا قبل نورس و قبل الجميع ، أنا من أحببتك .. أنا .. هيا انظر حولك هل هناك أحد غيري معك ؟ .. أنا ضحيت من أجلك سابقا و سأضحي مسحت دموعها لتبتسم بحزن و تقطع المسافة الفاصلة بينهما تمسك بيديه وتقول بابتسامة غريبة :- طلقها ودعنا نعيش لوحدنا ، ننجب أطفالا و نعيش بسعادة ،ما رأيك ؟ ظل يتأملها للحظات و الكثير من الأسئلة تتقاذفه .. ما دامت تكره زوجها السابق فلماذا أصرت على الزواج به ؟ .. ما الذي تعنيه بتضحيتها ؟ الإجابات تملكها أمه فحسب لكن مليكة فسيضع حدا لها حرر يديه من يديها و قال بحزم :- لولا وعدي لوالدتي لكنت طلقتك لكن سيحدث ذلك يا مليكة ، زواجنا كان خطأ منذ البداية لذا من اليوم لا تجمعنا سوى ورقة زواج حتى ننفصل نهائيا رمى عليها كلماته القاتلة و تركها تجلس أرضا بانهيار تبكي فشلها و خسارتها بهستيرية * * * مستشفى النورس الخاص تعب و خمول مصاحب بالألم يجتاح جسدها بينما عيناها تتجولان على الغرفة حولها ، أدركت أنها في المستشفى و ومضات من آخر ما عايشته تهاجم عقلها أرسلان .. لم تعلم أنها نطقت اسمه بصوت هامس متعب كان كافيا ليأتيها صوته القلق و وجهه يعلو وجهها :- ليليان ! .. حبيبتي .. أخيرا استيقظتِ .. كان يجلس على الكرسي بجانب سريرها و لم تلحظه ، كم اشتاقت إليه و لملامحه الرجولية إلى عينيه اللتين تناظرانها بحب إلى غزله الفريد و روحه المرحة همست بوهن :- اشتقت إليك .. كثيرا ابتسامة كبيرة شقت ثغره فنزل يوزع قبلاته على وجهها برقة بالغة يداوي آلامها ألما ألما ربما لم يتعانق جسداها لكن قلباهما كان يحتضنان بعضهما البعض يعزفان على نغم الحب بتراتيل متناغمة دقة بدقة ثم يختفي العالم حولهما فيكونان هما البداية و المنتهى من بين أمواج عاطفتهما هاجمها هاجسها فأسندت يدها على بطنها و سالت :- طفلي . كان لتك الكلمة اثر مدمر على أرسلان ، كلمة تعبر عن عجزه و قهره عيناه كانتا تعتذران و قلبه يتثلم شفتاه تصمتان و يداه تواسيان فقط همسة صغيرة خرجت منه مؤلمة لها :- سامحيني .. أنا آسف . لم تتمالك نفسها فأخذت تبكي ، لقد أرادت الطفل بشدة ، كان حلما جميلا ودت لو اكتمل و ما يعذبها أن شقيقها هو السبب من يفترض أن يحميها خانته رجولته و قتل طفلها و لم يكن ليمتنع عن قتلها هي من لا يؤتمن على وطنه لا يؤتمن على أهله و يا حسرة والدها على بكره كان أرسلان يمسح أدمعها بشفتيه و في كل مرة يعتذر يعدها بالتعويض لا تريد أن تتكلم فتلومه دون قصد تسأل لماذا تأخر ؟ لماذا تركها لشقيقها و طلقها ؟ تشابكت نظراتهما لبضع لحظات ، كان يتشرب العتاب من مقلتيها مقلتيها اللتان بينهما يكمن داؤه في الهوى و دواؤه كم اشتاق إلى عينيها و كم بدت الحياة بعيدا عنها كبئر سحيق بلا غور قال :- أنا لم أتخلّ عنكِ و ما كنت لأفعلها ، لقد وضعت خطة و كنت في نفس الشارع حيث كنتِ محتجزة و لم أفارقك للحظة .. أنتِ عمري يا ليليان و لا استطيع التخلي عنكِ .. تأخرت و هذا هو ذنبي .. أنا آسف .. مرر يده على شعرها و قال ناظرا إلى عينيها :- سننجب عشرة أطفال إن أردتِ ابتسمت من خلف غلالة دموعها و ردت :- نزيد واحدا ليكون فريق كرة قدم . أومأ مبتسما ثم قال معاتبا :- لماذا لم تخبريني عن حملك ؟ ، كنت لأحتاط أكثر . قالت :- لا أعلم ، لقد كنت مشوشة قبّل جبينها بعمق ثم قال :- لقد انتهى كل شيء ، ذلك الوغد مات و عمران مصيره السجن .. سنعيش باطمئنان الآن . كانت تلك هي الحقيقة الوحيدة التي تخفف عنها ألمها .. حقيقة أنها ستعيش براحة دون أن تضطر لمراقبة ظهرها خوفا من أي مصيبة دقات على الباب تبعها دخول همجي من نورس تحمل باقة كبيرة من الورد وضعتها أرضا و قالت : - حمدا لله على سلامتك .. توأمي المسكين كان خائفا عليك بشدة . ابتسمت لها ليليان بامتنان ، ربما علاقتها بنورس ليست بالقوية كعلاقتها برزان لكنهما تتحدثان لمرات قليلة عقدت حاجبيها حينما مدت طرحة لأرسلان و قالت :- شاهين يقف خارجا و قال بأن تغطي لها شعرها كي يستطيع الدخول و كذلك رجل ما معه . ابتسم أرسلان ممتنا لشقيقه ، دوما كان مراعيا لليليان فحتى في المنزل يصدر منبه سيارته يعلن عن قدومه و حينما يدخل يصدر صوتا واضحا و يتجه فورا إلى غرفته لف الطرحة بعشوائية يغطي شعر زوجته المشعث ليدخل بعد لحظات شقيقه يجر دبا محشوا كبيرا و قال :- الدب اشترته نونو ، أنا أحضرت الزهور فلا تنظر إلي هكذا . ضحك أرسلان و اقترب يعانق أخاه معلقا :- شكرا لك يا أخي . نقل شاهين تركيزه نحو ليليان و قال بحنانه المعتاد :- حمدا لله على سلامتك يا صغيرة .. أخفتنا عليكِ كثيرا . ردت :- سلمك الله من كل شر . قال :- رزان ستمر عليكِ لاحقا مع الخالة نور .... بعد دقائق كان أرسلان يقف مقابلا لحيّان الذي حضر ليطمئن عليه و على زوجته و يجلب له آخر المعلومات :- عمران سينال الحكم المؤبد بلا شك لكن أنت أيضا أمامك مشكلة كبيرة فالقيادة قد تحيلك إلى التقاعد المبكر لأنك تدخلت دون أن تضعهم في الخلفية و هنا أقصد قصة التبادل التي حدثت . قال أرسلان بضيق :- أعلم ذلك ، و أنا مستعد لتحمل كافة العواقب . عقب شاهين :- لقد أخبرني كاسر أن استدعاءا من القيادة قد وصلك ، غدا عليك الذهاب . تكلم حيّان بنبرته المبحوحة :- نحن نأمل أن نحصل على معلومات من عمران و حينها سنسدد ضربتنا للجماعات الإرهابية رد أرسلان من بين أسنانه :- عديم الرجولة ذاك لو فكرتم بالتخلص منه بعد الإستفادة من أقواله فلا تنسوا بأنني هنا ، سأقتلع قلبه بيداي . لم يجد حيّان سوى أن يبتسم و يربت على كتف المقابل له ، المحن تصنع الأصدقاء حقا فهذه الحادثة منحته صديقين يعلم بأنهما سيقفان خلف ظهره إن احتاجهما يوما يتبع ... التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 29-09-17 الساعة 10:38 PM | |||||||||
|
| |
|
29-09-17, 10:24 PM
| #1306 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| منزل آل القاسمي .. عصرا بمصافحة باردة استقبل صديقه في غرفة الجلوس ، في الدقائق الأولى تبادلا حديثا قصيرا حول أرسلان و زوجته ثم غلف الصمت الحول حولهما دخلت الخالة نور عليهما تضع صينية بها فنجانين من القهوة فقال شاهين :- نحن لن نشرب القهوة يا خالتي .. اعذرينا لأننا أتعبناكِ رغم تلك النظرة اللائمة التي منحتها إياه إلا أنها أعادت ما جلبته تاركة الرجلين لوحدهما و كلاهما يعلمان سبب تصرف شاهين طالما لم يتفاهما فلا تشرب القهوة :- أنا سأكون مباشرا و ادخل صلب الموضوع ، أخبرتك سابقا بأن أختي خط احمر تتعداه ستجدني في مواجهتك .. لقد تركتها أمانة لديك كي تعزها و تحميها لا تتركها لزوجتك الأولى و والدتك كي تذلانها رد كاسر متفهما :- أنا أتفهمك ، أنا أحبها و إن كنت آذيتها فلم يكن بقصدي ..لأنـ.. قاطعه شاهين قائلا ببرود :- حبك لها ليس بمسعفك في هذا الحين فلا تستخدمه.. و لا تقل لي بأنك لن تقف في وجه والدتك .. إن كانت تلك والدتك فهذه أختي و قطعة من روحي ، إن لم تقدر على حمايتها فغيرك سيفعل . مسح كاسر على وجهه بتوتر ، يعلم بان غلطته فادحة لكن المقابل له لا يمنحه الفرصة على التحدث و شرح موقفه بل يهاجمه على الفور :- أنا أعلم بأنني أخطأت ، و سأحل كل شيء فلا تصعب الأمور عليّ و حاول أن تتفهمني . قال الآخر بحمائية :- قبل عقد قرانكما قلت لي بالحرف بأن أختي لن تعيش في منزل واحد مع زوجتك الأولى و إن حدث ذلك فسيكون لفترة مؤقتة و قلت أيضا أن زواجك بابنة خالتك كان بسبب والدتك و إنك ما أن تحل الوضع ستطلقها .. كلمة الرجال سيف في رقابهم يا كاسر و أنت لم تحترم كلمتك بل عملت على إذلال شقيقتي كأن لا أهل لها بل و تتهمها بمحاولة تسميم زوجتك .. هل يعقل هذا ؟ .. أنا لن أطالبك بتطليق زوجتك الأولى لكن ضع لها حدا و لا تفلت لها الحبل و تخنق به شقيقتي قاوم بشدة كي لا ينفعل فزفر بقوة قبل أن يقول :- لقد حللت الوضع ، خلال أشهر سينتهي كل شيء .. أنا لا أريد إلا نورس . اعتدل شاهين في جلوسه يتخذ وضعية أكثر ارتياحا ، في هذه اللحظة لم يكن يرى صديقه بل مجرد زوج لشقيقته فعندما تصل الأمور إلا نورس يندثر كل شيء :- نورس ستبقى في بيتها معززة مكرمة و لن تخرج من هنا إلا إلى بيتها هي لوحدها ، تستأجر لها شقة أو أي شيء لا يهمني لأن عودتها إلى منزلك مستحيلة . . و حتى ذلك الحين ممنوع عليك رؤيتها أو الاقتراب منها قال كاسر باعتراض :- أتلاحظ بأنك تحرمني ابني و زوجتي ؟ حينها لم يتماسك شاهين و هتف :- ابنك ؟ .. أخبرني أين كنت أنت و زوجتك حامل تعاني من التعب و الإرهاق ؟ .. أين كنت أنت حينما كانت تشتهي شيئا ما ؟ بل أين كنت أنت و لم تعلم بحمل زوجتك الذي قارب الشهر الثالث إلا حينما أخبرتك بنفسها ؟ .. هما كلمتان أخيرتان سأقولهما .. تنفذ الشرط الذي قلته و إلا فالمحاكم بيننا و لولا أنها تمنحك فرصة أخيرة من أجل طفلها لكنت طلقتها منك في هذه اللحظة . * * * صعد إلى غرفته بعدما أنهى حديثه مع كاسر و وجهته كانت زوجته التي كالعادة كانت تستلقي على السرير و في يدها كتاب ما كعادته في كل مرة أبعد الكتاب و ترك رأسه يرتاح في حضنها و ذراعاه تلفانها بشدة توازي شدة احتياجه لها أضناه الفراق و أهلكه و هي عنه بغافلة تجافي.. تتباعد و تمعن في الفراق حتى تراه معذبا همس بكلمات عكست عشقه :- كلما زاد الفراق أزداد اشتياقا ، ألن ترحميني يا كل روحي ؟ و مجددا لا رد منها و رغم خيبة أمله استمر في الكلام :- عجبا لحبك يا دعجاء ، كيف يحرق القلب كهشيم في النار ، كيف يخلق مني ما لا اعرف و يحولني إلى رجل يموت في الهوى فداءا لعيني معشوقته ابتسم حينما وصلته نبضات قلبها المرتفعة فرفع رأسه إليه ينظر إلى عينيها الهادئتين تخفيان تأثرهما بإتقان فهمس :- إن أنكرت عيناك فقلبك عارف و إن بخلت شفتاك فحضنك أكرم للحظات ظلت تناظره بحيرة ، كأنها تقود حربا بين قلبها و عقلها .. بين حبها و جرحها و كان يعلم أن كلماته تنصر حبهما فتابع ضغطه على مشاعرها :- أنتِ في نظري الكون أجمعه ، فارحمي قلبا يئس الحياة بدونك يا دعجاء العينين . تحركت أصابعها لتلامس شعره ثم خده حتى حدود فكه و كل لمسة كانت كأنها نسمات من زمهرير الجنة يا ويح قلبه من فرط حبها فلن يفنيه غيرها قالت برقتها :- أنت صعب يا شاهين .. وصلك صعب و هجرك صعب ، لقد أشقيتني معك . خلال أيامهما الأخيرة كان لا يكاد يفارقها ، دوما يحتضنها، يأتي إليها خلال فترة الغداء كي يأكلا سويا ، يغرقها بالهدايا و رسائل اعتذار متكررة و أخرى يعبر فيها عن حبه .. لا يمنحها المسافة حتى لتبتعد عنه " شاهين يعشقك يا رزان ، يكفي أن انظر إلى عينيه فأعرف ، طالما قلبك يحبه فلا تقسي عليه و ارحمي قلبيكما و عيشا بقية الأيام سويا ، لا احد يعلم متى تكون تكون ساعة الفراق و حينها سنندم على كل لحظة صغيرة فرطنا فيها و أضعناها أنا لو كنت أعلم بأن زوجي سيفارقني كنت استغليت كل لحظة أضعتها و أنا أغاصمه أو غاضبة منه " كانت تلك كلمات الخالة نور تتردد على مسامعها تمنحها القوة كي تثبت على قرارها فقالت بخفوت :- لقد خيرت بين حبي لك و جرحي منك فاخترتك أنت .. أتعرف لمَ؟ .. لأنني ليس لي دونك اختيار . ابتسم بسعادة و قد منحته محبوبته مفاتيح مسامحتها التي لن يفرط فيها أبدا و العجيب فيها هي نظراتها .. تسكر قلبه كلما تناظره بهذه الطريقة كأنها تصوره الرجل الأوحد في الدنيا و يكاد يشعر بأمواج الحب تصطفق في قلبه كلما تفعل ذلك ..كأنها تسترق الجمال من نور البدر بل كأنها البدر ذاته قال يمنحها وعده :- أعدك سأعوضك عن كل ما مضى ، سننسى كل الآلام سويا سألت و لمعة الشجن في عينيها :- هل تعدني أن تحبني حتى آخر العمر ؟ رد بابتسامة و يده تصعد لتغلف إحدى وجنتيها :- أعمار القلوب لا تقاس بالسنين بل بالعواطف و المشاعر فإن شاخ العمر فقلبي بحبك لا يشيخ ضحكة صغيرة زينها البكاء ندت عنها قبل أن تهمس :- قد شغفتني حبا يا شاهين رد بنبرة عشق يخصها بها :- و أنا قد اختبلتني حبا يا روح شاهين في اللحظات التي تلت كانت دفة الحديث تقودها الشفاه بتحيات قلبية خاصة شفتاها كأنهما تبوحان بكل سر مضمر بين ثنايا روحها بل كأن الأحلام لم تجد مخبئا جميلا غير ثغرها كأنها أنهار من ماء غير آسن كلما ظمأ استسقى منها الحب و الغرام فما كانت لتحرمه من كرمها و ما كان هو ليكتفي منها * * * بعد شهرين و نصف :- اعتني بنفسك و بصغيرك جيدا ، يوسف سيكون وريثي بعدما رفضتم أنتم يا أبناء القاسمي استلام الأعمال من جدكم العجوز . علقت نورس مبتسمة و عيناها ترمقان جدها عبر شاشة هاتفها بحب :- يبدو أن أرسلان أقنعك بهذا الاسم . ضحك إبراهيم ثم قال :- حينما تقترب ولادتك سآتي إليك بعدما أسوي بعض الأعمال هنا .. لن أفوت يوما كهذا . ابتسمت برقة و قالت :- أحبك كثيرا يا جدي و اشتقت إليك أكثر ، لا تتأخر عليّ و إن لم تكن صحتك لا تسمح لكنت جررتك جرا إلى هنا . رد إبراهيم بحب :- سأكون معك قريبا يا حبيبة قلبي أما الآن فلدي اجتماع مهم .. اعتني بنفسك و بوريثي . أنهت الاتصال فتركت هاتفها على سطح المكتب بينما يدها انتقلت إلى بطنها بانتفاخها البارز و التي للعجب صارت مصدر اهتمام أرسلان و زوجته في كل مرة يلامسانها يترصدان حركة الجنين " يوسف " كما اسماه خاله أما شاهين فقد بدأ يشتري ثيابا و ألعابا له و يجمعها في غرفتها حتى أنه سيجعل غرفة والدهم كغرفة للأطفال أما الخالة نور فلا تنفك تطبخ لها كل ما تشتهيه ببساطة كل العائلة جنت بصغيرها الذي لم يأتي إلى الحياة بعد طرقات على الباب اتبعها دخول كاسر الذي كثرت زياراته خلال الأيام الماضية ابتسم يقترب منها مقبلا رأسها بعمق ثم انحنى يطبع قبلة مشابهة على بطنها قال :- في بعدك كأن الساعة يوم و الليلة دهر يا قلب كاسر ، عودي إليّ منذ أسبوعين انتهى من تجهيز شقتهما المستأجرة و رغم ذلك ظلت ترفض العودة إليه ، تعاقبه أكثر قد اعتذر لمرات عديدة على كل ما فعله بل و أكد لها ندمه .. لم تسامحه إنما تقبلت اعتذاره لأجل صغيرها فقط و هذه هي آخر فرصة تمنحه إياها فإن أخطأ مجددا ستكون النهاية لا ريب :- نونو .. حبيبتي أنا أعلم بأنني أخطأت و أنا أعتذر بشدة لكن كل شيء سيتغير ، سنكون لوحدنا فقط أنا و أنتِ و صغيرتنا . رفعت رأسها إليه و سألت :- لمَ تصر على أنها فتاة و أنت لا تعلم جنس الجنين حتى ؟ أجاب بابتسامة و عيناه تلمعان :- لأنني أريدها فتاة ، جميلة بعينين فاترتين كوالدتها لأعشقها ثم أنت حرمتني من رؤية الجنين و سماع دقات قلبه فكيف لي أن أعرف نوعه ؟ قالت :- امنحني يومين و بعدها سأعود و لكن إن فـ... أسكتها واضعا أصابعه على شفتيها قائلا :- لا داعي لذلك ، أعدك سأحبك و أعتني بكِ و أضعك في عيناي أنتِ و طفلتنا الصغيرة . ردت بحنق :- إنه ذكر و اسمه يوسف فتوقف عن قول طفلتنا فأنت تجرح مشاعره . ضحك يحتضنها بقوة معلقا :- غراب و لا تتغيرين ، طفل أو طفلة لا يهم ، المهم أن يكون منكِ أنتِ يا قلب كاسر . تركت رأسها يرتاح على صدره و سألت :- أنا أخاف أن أندم على قرار عودتي إليك .. أخشى أن أتأذى فأندم و أكرهك . انقبض قلبه بخوف ، لن يؤذيها مرة أخرى بل سيحارب حتى نفسه و كل شخص من أجلها .. من أجلهما سويا :- لن تندمي بإذن الله .. سنعيش مع أطفالنا بسعادة و نقاوم من أجل حبنا . كانت تعلم أن ذلك لا يكفي سيبقى شبح مليكة بينهما و هو لم يطلقها رسميا و قبلها أمه التي هي منبع كل المصائب وضعت يدها على بطنها و قالت مخاطبة نفسها " المهم أن لا تؤذيا طفلي فحينها ستدمرهما بل تدمر كل شيء " ابتعدت عن أحضانه لتتكلم بجدية :- لو لا هذا الذي احمله ما كنت عدت إليك يا كاسر و لو حركت الجحيم من أجل ذلك ، أنا تنازلت هذه المرة من أجل صغيري لا من أجلك و لا لأجلي و لا لحبنا حتى ، أمامك طريق طويل لتصلح ما فعلت و خاصة ثقتي بك . هذه المرة حين تكلمت كانت لهجتها قوية مهددة له :- هذه فرصتك الثانية فلا تفسدها لأنني لن أمنحك الثالثة و لو حفت قدماك أومأ لها موافقا قبل أن يرفع يدها يلثمها برقة و يقول :- أعدك لن أفسدها أبدا انتهى الفصل السادس عشر تعليقات و لايكات ثم ننتقل إلى الفصل الموالي الذي سيتأخر كثيرا | |||||||||
|
| |
|
29-09-17, 11:33 PM
| #1310 | ||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اقتباس:
الفصل القادم لا ينصح به للقلوب الضعيفة  | ||||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
224Likes
العرض العادي
