آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: إن كنت مكان نورس و كان عليك الاختيار بين عامر و كاسر فمن ستختارين ؟ | |||
| كاسر |     | 44 | 30.99% |
| عامر |    | 98 | 69.01% |
| المصوتون: 142. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-10-17, 11:55 PM
| #1533 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة 
|  الفصل التاسع عشر اليوم الموالي منزل آل القاسمي :ـ يا حسرة قلبي عليها ، عسى أن ينتقم الله ممكن كان سببا في ما أصابها كانت تلك جملة الخالة نور و المشبعة بالحسرة و المرارة على التي تنام في غرفتها منذ يوم كامل تحت وقع التخدير يبعدونها عن الألم بالنوم قال أرسلان :ـ لا يجب أن نتركها لحظة ، وجودنا معها قد يخفف عنها قليلا ردت عليه ليليان بخفوت :ـ بعد ماذا ؟ .. لن ينفع ذلك بشيء التقت نظراتهما في حوار صغير عتبها مقابل أسفه تعاطفها مقابل خوفه يخشى أن يفكر بأنه قد خذلها بخذلانه لشقيقته لكن تلك هي الحقيقة شرخ عميق من عدم الثقة و الخوف احتل حبهما ، خاصة وشرودها الكثير يجسد له مخاوفه باتت تفكر : هل سيسندها و قد تخلى عن توأمته ؟ كانت غلطته ، غلطت كان ثمنها قلب شقيقته الذي هتكته الأوجاع و هزاهز القدر تحت ناظريهم راقبوا روحها تذبل وعلى أيديهم قتلوا ربيعها بأي وجه سينظر إليها ؟ و بأي كلام سيتوجه إليها ؟ خطوات على السلم جذبت أنظاره نحو نورس التي لا تبدو بخير على الإطلاق .. متى استيقظت ؟ وقف و كذلك فعلت الخالة نور وليليان يناظرونها بترقب بينما تقترب منهم لم تنظر إليه للحظة و قد توجهت بالسؤال نحو المرأة الستينية : ـ هل سيارتي هنا ؟ أومأت الخالة و قالت :ـ شاهين قد جلب أغراضك وسيارتك .. هل ستذهبين إلى مكان ما ؟ :ـ هل تعرفين أين يقع قبر طفلي ؟ تقلصت ملامح الخالة بحزن تهز رأسها نفيا دون أن تصدر أية كلمات لأن دموعها ستخونها في أية لحظة بينما أرسلان قال :ـ أنا سآخذك .. فقط تناولي شيئا ما وارتاحي قليلا و سنذهب في سيارتي . منحته نظرة باردة قاتلة له أتبعتها بقولها الساخر المرير :ـ قدت السيارة و أنا نفساء ، لن يشكل ذلك فرقا يا أخي كانت سيتكلم ، يحاول تقديم أن شرح .. أي اعتذار أو ربما يضمها إليه قليلا لكن نظرة إلى ملامحها الشاحبة و عينيها المتعبتين إضافة إلى ارتجاف يديها وشفتيها دفع بالتردد إليه فقال بينما هي تتجاوزه :ـ جدي ستصل طائرته خلال ساعتين . تجاهلته تماما بينما تبحث عن مفتاح سيارتها و تغادر فأتاه صوت ليليان :ـ هيا ، دعنا نذهب معها ولا نتركها لوحدها * * * جاثية على ركبتيها أرضا تدفن كفيها وسط تراب ابنها .. تريد أن تسرق القليل من رائحة صغيرها لعلها بذلك تطفئ النار التي تستعر داخل صدرها.. كيف يمكن للحياة أن تكون بهذه القسوة ؟ .. كيف يمكن للإنسان أن يعيش مع الألم .. جفت المآقي من الدموع .. و غاب القمر عن سماءها دون أن ينيرتلك الليالي الظلماء ..و اندثر لمعان النجوم و خبت ؟ شهقت بغصة استحكمت روحها قبل حلقها ، بماذا سترثي طفلها الذي حرمت منه ؟.. ثم يطلبون منها الصبر .. إنها لا تملك قوة الجبال كي تتحمل هكذا ثقل .. و لا صلابة جدران عاتية كي تنجو من الزلزال الذي يهز روحها .. إنها ضعيفة .. ضعيفة للغاية و ما عادت تملك سندا .. قبضت حفنة من التراب بين يديها لتقول بعبرة : - لا أصدق أنهم أبعدوك عني حبيبي .. لمَ لا تعود إلي ؟ و تخبرهم بأن كل شيء كذب ؟ .. لمَ لا تخرج من أحلامي إلى الواقع لتنفي ظنونهم و تثبت لهم أنك لن تترك أمك وحيدة ؟ . تقسم أنها ستهدم العالم فقط لأجل دقيقة مع ابنها .. دقيقة واحدة تجرب فيه طعم الأمومة و صغيرها بين ذراعيها ليت الزمان يعود يوما .. يوما واحدا فقط تمضيه مع ابنها يوما واحدا فقط سيكون كالأبد ألأقت نظرة على قبر والدها و قالت :ـ جدك بقربك يا صغيري ، سيمنحك ما لم يمنحه لي أنا على بعد مسافة صغيرة منها كان أرسلان يقف بجانب ليليان التي تسند رأسها على كتفه و لا تستطيع حبس دموعها .. هي التي لم تعش مع جنينها لفترة طويلة شعرت بأن روحها انتشلت منها حينما خسرته فكيف سيكون شعور نورس التي كبر معها حتى آخر لحظة تحملت أفظع الآلام فقط كي تخرجه إلى العالم قالت مخاطبة زوجها : - أختك ستمرض إن بقيت هنا .. دعنا نأخذها يكفيها كل هذا الألم . كز على أسنانه بشدة فمجرد رؤية توأمه تعاني بهذا الشكل الموجع تولد فيه الرغبة في قتل ذلك الحقير زوجها من تسبب في كل هذا .. يريد أن يبعدها لكنه فقط لا يستطيع .. و كيف يفعل و هي تتشبث بالقبر كأنه الحياة نفسها .. كي يحرمها من هذه اللحظات ؟ .. بل كيف سيواجه نظراته الكسيرة التي تجلده ؟ . قطع المسافة التي تفصل عنها ليقف بجانبها و قال بصوت حزين : - نونو .. تعالي نذهب حبيبتي .. عليكِ أن ترتاحي . تجاهلته و بدت كأنها لم تكن تستمع إليه أصلا إذ صاحت باكية : - أي راحة سأجدها و في خيالاتي أراه و في واقعي لا أراه ، أي راحة سأحظى بها و كلي يتساءل عن أي ذنب اقترفته كي يكون ثمنه ما أعانيه الآن ؟ انحنى يرفعها من ذراعيها ثم يضمها إليه بقوة مفرطة ليته يمنحها بعض البرد كي تطفئ النار التي تتقد في صدرها لكن نار الحرمان تبقى جحيما تحرق الأحشاء ولا تبرد دفعته بعيدا صارخة : - ابتعد عني ! و لا تقترب مني مرة ثانية .. أنا أكرهكم كلكم .. أنتم من قتلتم طفلي ..أنتم السبب . تركته يقف مبهوتا من اتهاماتها التي رمتها عليه كالرصاص لتتوجه بخطى سريعة تغادر المقبرة و تركب سيارتها .. استيقظ من صدمته على يد ليليان التي استقرت على ذراعه و صوتها الخائف : - دعنا نلحق بها .. هيا أسرع قبل أن تفعل شيئا بنفسها . كانت تقود بسرعة جنونية كأنها بذلك تهرب من آلامها يوم فقط منذ موته و ها هي تشعر كأن دهرا مضى حتى ما عاد الوجع يحتمل .. فكيف ستعيش بقية أيامها تتلوى بين الشوق و الحسرة .. بين الألم و القهر رفعت يدا مرتعشة تمسح دموعها التي تغطي وجنتيها لتحرك مقبض السرعة تزيدها أكثر .. و على بعد أمتار منها كان أرسلان يلحقها بسيارته و قلبه يرتجف بين ضلوعه .. تلك المجنونة ما الذي تخطط له ؟ .. ارتجفت يداه على المقود و شعر بجسده يخونه بسبب الخدر الذي بدأ يجتاح أطرافه من مجرد التفكير بأن أخته قد يصيبها أي مكروه .. أتاه صوت زوجته مرتجفا يظهر خوفها : - أرسلان سرعتك وصلت للمائة . فلتصل حتى لألف .. عليه أن يلحق شقيقته قبل أن تتسبب لنفسها بحادث مميت مع قيادتها الجنونية تلك .. كيف تركها تقود و هي في تلك الحالة ؟ .. بل كيف وافق أن تذهب للمقبرة بسيارتها الخاصة ؟ .. دعا ربه في سره ليحفظها له من أي سوء .. فإن هي سطرت نهايتها ستسطر نهايته معها .. سيموت بعدها لا ريب .. خاطبها قائلا : - لا تقلقي .. سنكون بخير .. فقط تماسكي . بالعودة إلى نورس فقد شعرت بأن الدنيا أظلمت أمامها و ما عادت ترى سوى أن نهايتها قد اقتربت .. لم تعد تفرق بين الصواب و الخطأ .. أتراه الألم حينما يسكننا و يغرق روحها يصيبنا بالعمى ؟ .. أم تراها هي من باتت ضعيفة فما عادت تتحمل و تريد النجاة بنفسها بأي طريقة كانت ؟ .. لا يهم السبب بل النتيجة .. فلا يدحر الألم سوى الألم على حافة الطريق بعيدا عنها لفت أنظارها كثبان صغير من الحصى التي تستخدم للبناء أو ترميم الطرقات .. توجهت نحوه فورا تغمض عينيها بشدة و العالم يضيق عليها من كل الجهات .. دمعة شقت طريقها على وجنتها و السيارة ترتفع على ذلك الكثبان لتطير عاليا ثم تسقط أرضا و تتقلب عدة مرات قبل أن تستقر على عجلاتها على الطريق لتصدمها سيارة أخرى كانت قادمة و لم يستطع سائقها التوقف قبل وقوع الإصطدام .. فجأة سكن كل شيء شهقات و كلمات تنم عن الشفقة و التعاطف بدأت تعلو من الناس الذي أوقفوا عرباتهم وخرجوا منها ليستكشفوا الحادث المروع .. و هناك ليس بعيد كان أرسلان ينظر بعينين احتلهما الرعب و الصدمة التامة بعدما ضغط على الفرامل بقوة ما أن شاهد سيارة شقيقته تطير عاليا .. شهق بعنف يطالب بالهواء الذي لم يشعر أنه كان يصده من دخول رئتيه بعدما حبس أنفاسه .. ضربه الإدراك فجأة ليفك حزامه و يفتح بابه و ينطلق إلى توأمته يصرخ باسمها عاليا وهو يقترب يبعد الرجال الذين أحاطوا بالمكان .. نظر عبر النافذة التي تحطم زجاجها إلى وجهها الحبيب الغارق وسط الدماء حتى باتت ملامحها غير واضحة .. انتقلت نظراته إلى الرجل الذي صعد إلى الكرسي المجاور يتفحص نبضها فسأله بلهفة :ـ هل هي بخير ؟ أومأ الرجل دون أن ينطق بكلمة و قد فك حزام الأمان لكن التعبير الذي احتل وجهه جعل أرسلان يسأل بخوف :ـ مـ..ماذا هناك ؟ :ـ هل تعرفها ؟ أجاب وقد تغلبت عليه دموعه :ـ توأمي .. توأمي رمقه الرجل بأسف ثم قال :ـ لا يمكننا تحريكها حتى تصل أطقم الحماية المدنية .. قطعة من الحديد اخترقت جنبها لذلك من الصعب نقلها خرج السيارة ازداد انهمار دموعه بينما أنامله تتحرك على خصلات شعرها برقة شديدة و شفتاه تهمسا : ـ أنا هنا يا جميلتي ، لا تخافي و قاومي .. أرجوكِ لا تتركيني أصعب لحظات عمره هي تلك التي قضاها يقف مكتوف اليدين يراقب وصول أطقم الإسعاف اعتنائهم بشقيقته ثم إخراجها من السيارة بعد جهد كبير ازداد شحوبه و ارتجف قلبها لمرآها و دمائها التي تقاطرت على الأرض بينما المسعفون ينقلونها إلى السيارة وهي بدت كأنها تنسحب عن العالم ببطء شديد و أخر الخيوط التي تربطها بالحياة بدأت تتمزق يتبع ... | |||||||||
|  |
|
06-10-17, 11:58 PM
| #1534 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| شقة كاسر ونورس أنهت رزان جمع آخر أغراض نورس في الحقيبة و رغما عنها غلبتها دموعها حينما كانت تخبئ ملابس الطفل التي اشترتها أمه له همست :ـ لا أذاقني الله ألما كالذي ذقته يا نورس . تفضل أن لا ترزق بطفل على أن تفقده بتلك الطريقة دون رؤيته حتى جراحتها قبل أسبوعين مرت على خير رغم توترها الكبير و توتر شاهين كذلك و الآن لم يبق أمامها سوى الانتظار .. رغم خوفها جرت الحقيبتين الكبيرتين خارج الغرفة إلى الردهة حيث ينتظرها شاهين بملامحه المتجهمة التي امتزجت بغضبه .. غضب من نفسه و من صديقه الذي خان ثقته أشار لها نحو الباب قائلا :ـ انتظريني خارجا دون أي نقاش استجابت لأمره بينما هو فقد اتجه نحو الصالة الصغيرة حيث يجلس كاسر واضعا رأسه بين يديه و الذي وقف ما أن رآه أخرج ظرفا من جيب سترته و وضعه على الطاولة الصغيرة و قال بجمود : ـ وجدت هذا ضمن أغراض نورس ، لم أرد أي لقاء بينكما لذا أحضرته لك بنفسي .. المهر الذي دفعته إضافة إلى إيجار الشقة لسنة كاملة مع الخاتم و قطعة الذهب التي أحضرتها لها زحف الألم إلى وجه كاسر فرد باعتراض :- هذا حقها و أنا لا أحتاج مالها .. و لا تعاملني كأنني غريب قال الآخر بقسوة :- هذا المال لن يكون أغلى مما خسرته .. و منذ الآن إن رأيتني أعبر طريقا ما فاسلك غيره و بعد هذه اللحظة لن نلتقي سوى في المحكمة فأنت لن تكون غير الوغد الذي آذى شقيقتي قبل أن يتمكن كاسر من الرد اقتحمت رزان الحجرة بوجه شاحب يحاكي شحوب الموتى و همست بفزع : ـ شاهين .. إنها نورس .. لقد .. رمقها كلاهما بحيرة امتزجت بقلقهما لتتحول ملامحهما إلى الصدمة ما أن تابعت : ـ لقد تعرضت لحادث ، إنها في المستشفى و حالتها حرجة . انطلق شاهين خارجا ينزل السلالم ركضا وهي خلفه و حينما وصلا أمام السيارة بدى كأنه قد تذكر شيئا ما :ـ جدي .. يجب أن أقله من المطار سارعت بالقول :ـ سأذهب إليه أنت فقط اترك لي السيارة . المسافة إلى مستشفى النورس كانت تستنزف كل طاقته ، كل ضرة من جسده ترتجف خوفا لدرجة لم يستطع تحريك أصابعه المرتعشة على شاشة الهاتف أرسلان لا يرد و كذلك ليليان والخالة نور يبدو كأنها لا تعلم شيئا فحينما اتصل بها ردت " لقد ذهبت مع أرسلان إلى المقبرة " " بسيارتها " .. تلك الكلمة شطرته إلى نصفين من الذي سمح لها بالقيادة وهي في حالتها تلك ؟ لن يسامح نفسه إن أصابها مكروه ما سيموت بعدها لا ريب حينما بلغ وجهته تجاهل كل تلك النظرات نحوه ، سأل عنها فأرشدته الموظفة إلى رقم الطابق و غرفة العمليات هناك ، كان شقيقه يجوب الرواق بتوتر بينما زوجته تجلس على كرسي الانتظار ترتجف خوفا دنا باتجاههما و حينما التقت نظراته بعيني أرسلان هجم عليه الأخير يقبض على تلابيب قميصه ويدفعه نحو الجدار بعنف واضح و قد قال بغضب : ـ أنت السبب .. انظر ما الذي وصلت إليه نونو بسببنا نحن ، بسبب قراراتك الأنانية كان متفاجئا و جل ما استطاع قوله هو :ـ كيف تعرضت للحادث ؟ دمعت عينا أرسلان و قد هتف بمرارة :ـ حادث !! .. شقيقتي انتحرت ، لم يكن حادثا أبدا هي من أرادت قتل نفسها وكله بسببك أنا .. بسببنا نحن لأننا تخلينا عنها .. أنت دمرتنا يا شاهين !! انتحرت ! الصدمة عقدت لسانه و بدى الألم الذي يتصاعد في أحشائه كأنه لا يطاق وحوش من الأحزان ثائرة تتصارع في قلبه تقطعه ، تمزقه .. تضنيه هزه أرسلان بعنف أكبر صارخا :ـ كنت دائما تقصيني بحجة أنك الأكبر و الأدرى ، أخبرتك أن لا تزوجها به لأن في ذلك أذى لها و لم تهتم .. قلت لك لا تسمح بعودتها له و طلبت بأن لا أتدخل ، أنا حتى قلت لك لا تصدق ما قاله صديقك لكنك أقنعتني معك و ها نحن ندفع ثمن قراراتك يا شاهين تقلصت تقاسيمه الرجولية بألم حينما استقرت قبضة شقيقه الأصغر على الجدار بجانب رأسه ثم دفعه بعيدا بقوة و هتف بتوعد :ـ اذهب فنحن لا نحتاجك ، أنا سأعتني بنونو .. ستتعافى و سنسافر إلى بريطانيا سويا و ابقَ لوحدك هنا .. غادر فلا نورس و لا أنا نريدك هنا !! دفعه بعيدا مرة أخرى ثم أولاه ظهره و اتجه إلى زوجته التي همست ببكاء :ـ جسدك يرتجف و وجهك شاحب ، هل أنت بخير ؟ ضمها إليه يقبل رأسها قائلا :ـ ما دامت نونو تتنفس فأنا بخير ..لا تخافي . أما شاهين فقد أخفض وجهه أرضا و ابتعد لمسافة كافية يستند بظهره على الجدار و جملة واحدة تتردد في ذهنه " لقد خنت الأمانة " :ـ صغيرتي .. أين هي ؟! انتقلت نظراته إلى جده الذي يقترب منه و بجانبه رزان تمسك بذراعه تسنده و بدت كأنها تعتذر له بنظراتها قبل أن ينطق بكلمة استقر كف جده على خده في صفعة "استحقها " :ـ ما الذي فعلته بأختك يا عديم الرجولة ؟ .. انظر إلى أين أوصلتها يا من تتبجح بتربيتك لها ؟ لم ينطق بحرف بينما جده يتجاوزه نحو أرسلان الذي تلقى نفس الصفعة رغم أنه توقعها لم يتجنبها و الجد يهتف :ـ ألم تستطع أن تكون رجلا و تدافع عن توأمتك إن خذلها شقيقك ؟ .. عديما الشهامة بئس الأشقاء أنتما ! حينما ظهر كاسر أمامهم اندفع أرسلان نحوه يلكمه بقوة مفرطة جعلته يترنح للخلف و كاد يكرر فعلته لولا ليليان التي أمسكت بذراعه تحاول منعه تصرخ ببكاء : ـ توقف !! ، نورس بين الحياة والموت وأنتم تتصارعون هكذا !! .. توقف أرجوك . حاول إخماد نيران غضبه و قال مخاطبا زوج شقيقته بكره :ـ غادر المستشفى قبل أن أقتلك ، لا مكان لك هنا أيها الوغد !! رد كاسر بإصرار :ـ زوجتي هنا و لن أتركها . حينئذ هجم عليه شاهين يخنقه و يهدر :ـ ليست زوجتك بعد الآن !! .. و أقسم لك يا كاسر إن لم تخرج شقيقتي من هذه الغرفة على قيد الحياة فحينها لن يسعنا العالم سويا . دفعه بعنف :ـ غادر الآن ، أما ابنة خالتك فلتدع ربها أن تنجو شقيقتي .... بعد ساعات خرج الطبيب من غرفة العمليات بوجه متوتر يتجول بنظراته حول الأشخاص المتواجدين سارعت رزان بتوجيه السؤال إليه :ـ هل هي بخير ؟ رد :ـ حتى هذه اللحظة هي تتنفس ، لقد اضطررنا لاستئصال كليتها اليسرى لأن القضيب الحديدي الذي اخترقها دمرها كليا هذا غير الكسور و الرضوض التي تملأ جسدها .. سننقلها إلى غرفة العناية المركزة و لا يسعني سوى أن أقول عسى أن يشفيها الله . عاد الجراح إلى غرفة العمليات و تبعه معتز الذي سأل بخفوت :ـ هل هي بخير حقا ؟ رد الآخر بنبرة يائسة :ـ إن أشرقت عليها شمس الغد فستكون معجزة . أما البقية فكل فرد منهم غرق في أفكاره الخاصة بين الشعور بالخوف و الغضب و لوم للذات أرسلان عاد إلى المنزل كي يحضر الخالة نور التي لم تستطع ترك المنزل رغم فزعها أما شاهين فقد اتجه إلى مكتب شقيقته يقطع مساحته بتوتر شديد سرعان ما تحول إلى غضب موجه إلى نفسه فلكم زجاج خزانة الأدوية الصغيرة ليتحطم كليا ثم استمر بضرب قبضته على سطح المكتب دون توقف وحينما تملكه التعب جلس أرضا يتنفس بسرعة و قد دخلت زوجته و جلست بجانبه تراقبه بعينين دامعتين و قد خرج منه نشيج خافت مترافق مع دموعه التي تفر من مقلتيه لتعانق الأرض .. رفع نظراته الدامعة إليها قائلا بألم :-لقد قال بأنني السبب فيما حصل ، بأنني دمرتهما ..أنا خسرت كل شيء .. سأموت بدون نونو اقتربت تمسح دموعه بكفيها بينما يتابع :- أنا أموت و لا أحمل تابوتها على كتفي ، أموت قبل أن انثر عليها التراب .. لا أستطيع فعلها لأنني إن فقدتها سأفقد أرسلان و أنا لا يمكنني العيش بدونها فكيف بدونهما سويا ؟ لم تستطع تحمل رؤيته بهذا الضعف و الإنهيار كأنه قد فقد نفسه ، كأن الوجع عزله عن عالمه فنسي أن هناك من يحتاجه هي تحتاجه و نورس كذلك :- ستكون بخير ، ستكون بخير .. هز رأسه نفيا و أردف :- أنتِ كذلك ابتعدي عني و اتركيني ، لا تثقي برجل لم يثق بأخته التي رباها .. سأموت بدون صغيرتي نونو .. أنا احتاجها كثيرا .. أكثر من أي شيء كان يهذي بكلماته ببكاء فضمت رأسه إلى صدرها ، تواسيه و تعاتبه ، طالما هو متعلق بها لهذه الدرجة فلمَ قسى عليها ؟ * * بعد أسبوعين مستشفى النورس الخاص في مكتب نورس استقر شاهين و رزان إضافة إلى ليليان بينما الجد والخالة نور فلا يفارقان غرفة العناية المشددة دخل عليهم أرسلان حاملا عدة أكياس كبيرة وضعها على سطح المكتب و أخذ يفرغها قائلا : ـ هذه قطع من الشكولاطة تحبها نورس جدا .. أفرغ الكيس الثاني متابعا تحت النظرات القلقة للأفراد الثلاثة :ـ وهذه بعض أدوات الزينة ، لقد اخترتها من أغلى العلامات الموجودة أنا أعلم بأنها مهووسة بهذا الأشياء ( ابتسم بمرارة و أكمل ) .. البائعة أعطتني فرشاة قالت بأنها جديدة في السوق .. لم تتمالك ليليان دموعها وهي تهمس باسم زوجها بقلق بينما شاهين فقد اقترب منه محاولا التحدث معه فما كان من الآخر إلا أن تجاهله قائلا : ـ لقد أرتني في إحدى المرات حقيبة يد قالت بأنها تريدها كهدية في عيد ميلادها ، سأذهب غدا لأسحب المال وأشتريها لها .. ستسعد جدا .. نسختي المجنونة بالحقائب و الثياب هتف شاهين بحدة بينما يقبض على ذراع شقيقه يجعله ينظر إليه :ـ توقف عن هذا !! .. توقف رجاءا . دمعت عينا أرسلان و قد همس بانكسار :ـ أنا خائف .. لا أريد أن أفقدها و أشتاق إليها في كل لحظة دمعت فرت من مقلتيه تبعتها أخريات و حينما نطق بكلماته شعر شاهين بتهتك أضلعه :ـ نونو لن تموت أليس كذلك ؟ .. لن تتركني وحيدا و ترحل ؟ .. نحن توأم نولد معا و نموت معا .. هي لن ترحل صح ؟ ضمه شاهين إليه بقوة و لم يتمالك دموعه أكثر هذا الانتظار يقتله و يفنيه شقيقته تغيب عنهم و لا تستيقظ تحدث معها .. اعتذر منها ولا فائدة يريد أن يراها تفتح عينيها .. تناظره و إن بكره يريد فقط أن يعتصرها بين ذراعيه ولا يفلتها للحظة همس يؤكد لنفسه قبل شقيقه :ـ ستكون بخير .. ستعود إلينا يتبع ... التكملة في هذه الصفحة https://www.rewity.com/forum/12695528-post1543.html التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 07-10-17 الساعة 12:22 AM | |||||||||
|
| |
|
07-10-17, 12:21 AM
| #1535 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| منزل كاسر إبراهيم دخل المنزل ملقيا السلام ليصعد نحو غرفته دون أن ينتظر إلى رد .. لكم كان هذا البيت عامرا بالحياة قبل بضعة أشهر ..تتزين أصواته بصوت نورس و صرخاتها و شجارها معه .. ضجيجها حينما تدخل و تخرج تنهد بأسى بينما يلج إلى غرفتهما .. وقع نظره على سرير طفله و غصة استحكمت حلقه يرافقها ألم مبرح يمزق قلبه .. أما من نهاية لهذا العذاب ؟ .. كل ما بناه انهار شيئا فشيئا حتى بات شهوره يوازي الظمآن الذي يجول و يصول في الأرض باحثا عن منبع يستسقي منها و حينما يصل إليه لا يشرب منه و إن شرب لا يرتوي اقترب من السرير الصغير الأزرق ليبتسم بألم .. لكم اشتاق لتلك الأيام التي ما أن يقابله وجه صغيره حتى يختفي كل التعب حينما يحمله و يتنفس ذرات عطره الرقيق .. التقط وسادة صغيرة ليقربها إلى أنفه و يهمس : - سامحني يا حبيب والدك ..لقد كنت قاسيا جدا .. أنا آسف . على طرقات الباب كان يرفع يده يمسح دمعته الخائنة .. وجد أمه تُقبل عليه بملامحه الحزينة كعادتها منذ وفاة حفيدها .. قالت :- بني أنا أحتاجك في موضوع مهم . أعاد الوسادة إلى مكانها ليجيب :- أعذريني أمي لكنني مضطر للذهاب إلى المستشفى لكي اطمئن على نورس . ازدردت فاطمة ريقها لتقول بإصرار :- ما سأقوله مهم جدا ..سأموت من عذاب الضمير .. استمع إليّ بني . عقد حاجبيه بتساؤل و لم يستوعب سبب كل هذا الإرتباك المستقر على ملامح أمه و شيء ما داخله يخبره بأن ما سيسمعه لن يعجبه . جلست على حافة السرير ليتبعها هو فيستقر بجانبها فالتقطت كفه تحبسها بين كفيها تستمد منه بعض القوة .. ابنها قد يكرهها بعدما ستقوله لكنها لن تصمت ..يكفيها كل ما تحطم ..تكفيها صورة ابنها الحزين و الذي لا يعلم أيبكي طفله أم زوجته .. هي أم و تدرك شعور نورس لهذا قررت الإعتراف بكل فعلة شنعاء اقترفتها في حق تلك المرأة . قالت :- أنا آسفة على كل ما حدث ..أنت و نورس تستحقان السعادة .. أنا كنت الشيطان في قصتكما .. أنا حطمت حياتك بني . سأل بتوتر :- ما الذي تقولينه أمي ؟ . ردت و قد دمعت عيناها :- منذ البداية أنا كنت أنانية و لم اهتم بسعادتك .. مليكة ما كانت لتتمادى لولا تشجيعي لها .. نورس لم ترتكب أي خطأ ..كل ما حدث كان بتخطيط مني أنا و مليكة .. أخذت تقص عليه كل شيء من البداية .. اتفاقها مع ابنة شقيقتها بعد اغتصاب الأخيرة و إجبارها على الزواج من "محمود " و وعدها بأن ابنها سيكون لها .. ثم موضوع الفيديو . كانت تحكي و شهقاتها تعلو و دموعها تزداد غزارة بينما في المقابل وقف كاسر على قدميه فالصدمة كانت كبيرة عليه .. كان كله يرتجف .. قلبه يرتجف خوفا .. لقد آذته أكثر إنسانة كان يؤمن أنها لن تؤذيه .. طعنته في ظهره .. من وثق بها أكثر من الجميع غدرت به .. ما أن حطت يدها على كتفه حتى ارتد للخلف كالملسوع ليتكلم من بين أسنانه : - لا تقتربي مني .. لا أصدق أنكِ فعلتِ كل هذا ..لقد حولتِ حياتي إلى جحيم . رددت بحزن :- أنا آسفة .. ..سامحني بني . تقصت ملامحه بألم ليهتف بسخرية مشبعة بحسرته و وجعه : - أليس هذا متأخرا نوعا ما ؟ .. لقد جعلت مني قاسيا ..حطمتِ بيتي يا أمي .. جعلتني أخسر كل ما امتلكته يوما ..طفلي و مات و الآن المرأة التي أعشق بين الحياة و الموت .. ماذا سأفعل بأسفك ؟! . أخفت وجهها بين كفيها تبكي بمرارة ..في موقف كهذا كان ليضمها إليه ..إلا أنه في هذه اللحظة لم يحتج إلا للإبتعاد قدر المستطاع .. و فورا كان يخرج من الغرفة بل البيت كله دون أن ينسى توصية سعاد ـ قريبته ـ بأمه .. وجهته كانت واضحة .. "نورس" .. بوصلة قلبه الأبدية بعد نصف ساعة كان يسير في الرواق المؤدي إلى قسم العناية المركزة و هناك أمام غرفة زوجته يجلس كل من شقيقيها بالإضافة إلى ليليان وقف كل من شاهين و أرسلان بتحفز ما أن أقبل عليهما و هذه هي حركتهما الدائمة ما أن يأتي لزيارة نورس .. يمنعاه من رؤيتها و يكتفي فقط بمشاهدتها عبر الزجاج المطل على الغرفة .. دون أي مقدمات قال برجاء :- أنا أريد رؤيتها ..رجاءا .. فقط خمس دقائق . هتف أرسلان بعنف :- أنت لن تقترب منها . لم يمنحه أدنى اهتمام بل بقي مثبتا نظراته على صديقه ليتابع :- أنا أحتاج إليها .. أحتاجها بشدة فلا تحرمني منها يا شاهين أرجوك .. أنا أتعذب حاليا . عينا صديقه أظلمتا بشدة ما أن استأنف كلامه :- نورس لم تفعل شيئا و لم تعقد أي اتفاق مع أي أحد .. كانت لعبة قذرة من مليكة و .. دعني أدخل إليها .. أرجوك أغمض عينيه بشدة مخفيا ألمه ..لم يستطع ..لم يستطع أن يخبرهم عن والدته .. رغم كل ما فعلت تبقى أمه .. فتح عينيه ليصطدم بنظرات شاهين الغاضبة ليهمس الأخير من بين أسنانه :- أعلم بأنها لم تفعل أي شيء .. أمامك دقيقتين لا غير و بعدها ترحل من هنا و لا تعود أبدا . لم ينتظر ثانية أخرى ليتجه نحو إحدى الممرضات كي تمنحه ذاك الزي البلاستيكي المعقم و بعد بضع دقائق كان يقف بجانب سريرها ..منظرها الشاحب و الغارق وسط تلك الأنابيب يقتله حيا التقط يدها يلثم راحتها بقوة اشتياقه إليها .. ليرفع رأسه فيقبل جبينها بقوة وازت قوة ندمه .. حسرته عليها و على طفلهما .. ما الذي يفعله كي ينال غفرانها ؟.. لم يعد يملك إلا هي ..و لن يسمح بأن يخسرها ..يخسر روحه و لا يفقدها هي .. يبيع نفسه و لا يبيع حبها هي هي من تختصر كل العالم .. بل كل المشاعر وكل السلام .. أي اعتذار سيكفي لتسامحه ؟ ..أي ثمن سيدفعه لتعود إليه ؟ و هو يعرفها بالقدر الكافي كي يدرك أنها قد تقتله و لا تغفر له .. ترنحت عيناه على وجهها الشاحب ليهمس :- سامحيني حبيبتي .. سامحيني لأنني كنت مغفلا ..سامحيني لأنني لم أصدقك ..لم يبق لي غيرك يا نونو .. كلهم غدروا بي ..كلهم تركوني فلا تتركيني أنتِ .. لا تتخلي عني فأنا لا أستطيع من دونك ..قاومي يا حبيبة قلبي . امتلأت عيناه بالدموع بينما يمرر ظهر أصابعه على وجنتها ليكمل بلوعة : - أنا أعشقك .. .. لا تتركيني و أنا أحتاج إليك .. أحدثك ..ألمسك .. أموت شوقا بكِ .. لا تهجريني ..أنتِ كل حياتي و كل ما بقي لي ..أنتِ العنوان الوحيد الذي أحفظه ..أنتِ منزلي و طنني و موطني . سقطت دمعته على عينيها ليسند جبينه إلى جبينه و يهمس لها بكل الإعتذارات .. حينما شعر بحركة صغيرة دغدغت أصابعه ..نظر إلى يده المحتجزة ليدها بعدم تصديق ، هو واثق أنها حركت إصبعها .. لقد شعر بها .. لم تكد ابتسامته ترتسم على شفتيه حتى سمع صفيرا ينطلق من أحد الأجهزة صوت الموت .. لا !!.. ليس نورس ..ليس و هي قد منحته أملا بعودتها إلى الحياة !! رفع نظراته إلى تلك الشاشة ليشحب وجهه ما أن أخذ ذاك الخط الموافق لنبضات قلبها بالإستقامة فهتف برجاء باكيا : - حبيبتي لا تتركيني ..ليس هكذا ..ليس الآن ..أرجوك لا تفعليها .. نورس . اندفعت ممرضتان إلى الداخل لتصرخ احداهما :- استدعي الدكتورة رزان حالا ..سأمنحها جرعة من الأدرينالين و تدليكا للقلب .. و أخرجي الرجل . سارعت الممرضة بتنفيذ التعليمات بينما يندفع كل من رزان و معتز و ملامح وجهيهما يعلوها الخوف تولى الأخير مهمة إخراج كاسر بينما رزان شرعت في عملية تدليك للقلب بينما تقول : - قاومي يا نورس ..لا تتركينا ..الكل يحتاجك ..قاومي رجاءا . هتف معتز بجزع :- لا يوجد نبض ..إننا نفقدها . صرخت بالممرضة :- جهزي جهاز الصدمات و اشحنيه على 120 جول . حانت منها التفاتة لتلتقي بنظرات الشاهين الدامعة ..كان يتوسلها أن تنقذها و على صوت الممرضة كانت تثبت المقبضين على صدر نورس لينتفض جسد الأخيرة بقوة دون أن يستجيب قلبها .. كررت رزان بصوت حمل بعض الإرتجاف :- اشحني 200 جول . لتتكرر نفس العملية و جسد نورس ينتفض ..لكن خط الحياة بدى رافضا للإستجابة .. أما خارجا فقد كان أرسلان يبكي بهستيرية و يصرخ :- إنها تموت ..أختي تموت ..سنفقدها يا شاهين ..ستموت نورس . أخذ يضرب على الزجاج بكفه و يهتف :- لا تذهبي نونو ..لا تموتي أختي .. أنا سأموت إن فارقتني ..أنا أحتاجك كثيرا . بجانبه كان شاهين يقبض على شعر مؤخرة رأسه بقوة يكاد يقتلعه .. يشعر بقلبه يتلوى و يحترق من الألم ومع كل انتفاضة من جسد أخته كانت رجفة قوية تهز جسده هزا .. يكاد يستشعر تلك الصدمات تسري عبر أطرافه .. لن يتحمل أن يفقدها و لن يسامح نفسه .. هي ما يربطه بهذه الحياة إن غابت غابت حياته ..لن يحطمه شيء غير خسارتها .. لن يتحمل أن يتركها في حفرة مظلمة لوحدها ثم ينثر عليها التراب .. كيف سيكون معها إن أحست بالخوف ؟ .. ما الذي سيفعله إن شعرت بالبرد ؟ .. سيقتل نفسه قبل أن يحدث ذلك .. خلفه كان كاسر يقف يراقب بعينين دامعتين المشهد أمامه .. لقد قتلها ..هو السبب في كل ما يحصل .. أخذ لسانه يلهث بالدعاء لها .. " رب لا تجعلني أفقدها ..احفظها لي ..يا رب لطفك بها " .. و هناك في تلك الغرفة ..كان صوت الطنين يطغى على كل الأصوات و لا يخترقه سوى هتاف رزان بكلمة :- ابتعدوا !! . و للمرة التي لا تعرف كم كان جسد نورس ينتفض .. دون أي تغيير .. صرخت ببكاء :- لا تفعليها .. شاهين سيموت إن استسلمتِ .. لا تستسلمي هكذا ..لم أعهدكِ جبانة . رفع معتز يده يمسح دمعته التي خانته و يقول :- لقد انتهى يا رزان .. لقد فقدناها . هزت رأسها نفيا لتنظر إلى شاهين عبر الزجاج .. كانت تسمع صراخ أرسلان :- لماذا توقفوا !؟ .. لماذا ؟! .. نورس أختي .. لا يمكن ..لاااا !! ليسقط أرضا على ركبتيه بينما تحتضنه ليليان و تبكي معه .. أما هي فقد حملت نظراتها كل الأسف كما حملت دموعها كل الإعتذارات .. همست " لم أستطع .. آسفة " . لقد قرأ شفتيها ..قرأ أسفها .. تأوه بقوة بينما يضع يده على صدره يمسده و قد أهلكه الألم .. أرخى جبينه على الزجاج و عيناه تفيضان بدموع سخية .. لقد فقد أعز ما امتلك يوما .. لفظها كما لفظها الجميع .. لم يسندها حينما احتاجته .. لقد كان قاسيا عليها كما لم يكن يوما .. همس ببكاء : - صغيرتي ..طفلتي ..آه . قال معتز مخاطبا الممرضة بينما ينظر إلى ساعة معصمه :- أعلني وقت الوفاة .. السادسة و عشرون مساءا . انتهى الفصل 19 يسبقه الفصل 18 تعليقاتكن و آرائكن في الفصل و توقعاتكن إن أمكن فهي تحفزني كثيرا و إن وجدت تفاعلا سأكافئكن  أنا سأهرب قبل أن يتم اغتيالي و اعرفوا انو الشتيمة تلف تلف و تلف و ترجع لصاحبها  نحكبكم بزيت الزيبان إلى لقاء متجدد في نفس الموعد مع صــقــور تـــخـــشــى الـــحــب حـكـايـة الــحـــب و الـــوجـــع .. و الــوطن التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 07-10-17 الساعة 11:16 AM | |||||||||
|
| |
|
07-10-17, 12:25 AM
| #1537 | |||||||||
| | |||||||||
| |
|
07-10-17, 12:30 AM
| #1539 | |||||
| نجم روايتي,وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومصممة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاء 
| أنا بصراحة هعلن انقلاب عليكي والله حرااااااااااااااااااااااا ااام  موتي ابنها وموتيها شو باقي كمان اروح انتحر وخلصنا اليوم كلو كئيب  | |||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
224Likes
العرض العادي
