آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إن كنت مكان نورس و كان عليك الاختيار بين عامر و كاسر فمن ستختارين ؟
كاسر 44 30.99%
عامر 98 69.01%
المصوتون: 142. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree224Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-17, 10:02 PM   #1651

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الصحراء مشاهدة المشاركة
اول شي اسفه لتاخري بالتعليق بس لانو قرات الفصل اكتر من مره وكل مره دموعي بتزيد وقلبي بوجعني اكتر بس تعرفي اخلع القبعه وانحني لك على هاد الصرح العظيم التحفه الادبيه التي لم ولن اعرف لها حل قلم مرصع بالجواهر النادره سطور من الدرر الخالص احاسيس ولا احد يقدر يثيرها مثلك مشاعر قمه من الاتقان الادبي العالي بجد انت ليس لك حل مع افكارك اسلوبك العبقري الذي يسحر القاريء ويجعله يعيش الواقع كما كانه هو معهم تسلسل الاحداث الاثاره التي يخطها قلمك الساطع ينير ارواحنا يملا قلوبنا بالخلاص له والان ابدا بي نونو يمكن موتها كان الكل معترض لانها ماتت بطريقه حرام ولكن لما الواحد يجد ان الكل ضده منذ ان وجد على الدنيا فقدت حنان الام والاب حتى لو الاخ عوضها ولكن حنان الاب والام مختلف كل الاختلاف وياتي زوج يسلب منها اللي كانت واضعه كل املها به طفل لم تراه ابدا لم تلمسه لم تنظر بي عيونه ماذا الواحد سوف يتوقع اذا طفل كانت تتحدث معه تعتبره كل حياتها وفجاه تلتقي به بعد ان يكون جثه هامده لا حياه بها ماذا كنا نتوقع غير هذا فهي مهما يكن انسان والانسان مو معصوم من الخطا وايضا لا ننسى الحاله النفسيه تؤثر على العقل وعلى المواقف التي سوف تحدث لها فهذا طبيعي جدا ان تفقد كل امل بعد ان لم تجد السند عندما احتاجة لهم بالعكس الكل خذلها لذلك لا الومها بل متعاطفه معها ثانيا موقف الجد كان قمه من العقل والتفهم لانه اعتقد هو الوحيد الذي فهم شخصية نورس وهناك كاسر لن ولم اتعاطف معه لانه السبب لانه هو اساس المشكله اذا كان يريد ان يعاقبها ليست بهذه الطريقه ابدا لذلك لو كنت مكان نونو ابدا ما راح انسى انه السبب الاول والاخير بموت ابنها ولا يعطيه لواحده كانت تكره امه ماذا توقع ان تحافظ عليه لا والف لا لذلك لا اعتقد ان هناك امل ولا ننسى انها قد قالت المره الثالثه لن تتنازل لان الذي انكسر لا يمكن ان يعود كما كان يبقى هناك شرخ كبير جدا وناتي لسبع البرمبه قال قال اهي هادول اللي حامين البلد لك روح تنيل ما هم بغبائهم خربوا البلد شو وين بنتك انا اللي مربيها وانا وانا وانت طلعت منفوخ على الفاضي لك روح داهيه تاخدك انت وكاسر بليله وحده ليمكن اذا كانت نونو لساتها عايشه راح اتسامح لان هو المسؤول الثاني على حرمانها من ابنها ياخساره الكل كان السبب والابن وهي الضحيه مو قادره مو عارفه شو احكي الا انك انسانه خياليه كاتبه روائيه انك صرح من الشموخ والتميز ليس له حل ابدا منتظرين على براكين يسلموا الانامل الذهبيه

تسلميلي يا قلبي على كلامك الحلو زي العسل
دايما بتسعديني بتعليقاتك الجميلة و لا تعتذري يا قلبي المهم انك معنا و بتشجعيني دايما وهذا أكثر من كافي بالنسبة الي

عجبني كتير تفهمك لنورس وحالتها النفسية .. الانتحار كان تحصيل حاصل لكل ما عنته
ربما لو وقف شاهين في صفها كان الوضع ليختلف كثيرا

الكل رح يدفعوا الثمن و مجهزة مشاهدهم لهيك اطمني


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 10:03 PM   #1652

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الرواد مشاهدة المشاركة
لا اول مره راح اعلق عندك هون بس بدي اقلك شي بترجاكي بترجاكي اشفي غلي من كاسررر اكثر حتى شاهين
وياريت يا قلبي تطولي البارت بلييزززز روايتك شي بيجنن الله يوفقك يارب ويعطيك كل ما تتمني
سعيدة بتعليقك جدا جدا
رح اشفيلك غليلك اطمني ههههه قلوبكم صارت شوريرة
فصولي كلها طويلة و حتى فصل اليوم طويل اتمنى تعجبك الرواية حتى النهاية


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 10:04 PM   #1653

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاري تنزيل الفصل 20
ارجو منكم عدم التعليق حتى اكتب كلمة " انتهى "
حتى لا تتقاطع أجزاء الفصل


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 10:23 PM   #1654

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ملاحظة : فصل كله يتمحور حول نورس



الفصل العشرون


يجلس بجانب القبر يمرر يدا على الشاهد الخشبي حيث تراصت أغلى الحروف على قلبه بينما قبضة يده الأخرى يكتم بها شهقاته
كي يظل صراخه سجينا بين شفاهه يعتصر قلبه و يحرق أحشاؤه بعدما عربدت الأحزان في صدره تنهك روحه حتى صارت رفاتا بين الأموات

قال من بين شهقاته :- صغيرتي ، أيامي من دونك صارت كأنها واد قد اطلعت عليه جهنم .. عودي إليّ أرجوكِ .. عودي .

انحنى يضع جبينه على التراب كأنه يعانقها ، يضمها إلى صدره حيث مكانها
كان يجب أن يحميها
أن يحافظ عليها كما وعد
هل تشعر بالوحدة و الخوف وهي في حفرة مظلمة لا تجد من يمنحها الأمان؟ .. هل تفتقده ؟
رحلت صغيرته و تركته مستطار اللب و كلما يعاوده التذكار يجن
هو من تسبب في هذا بخذلانه لها

ارتعشت نبرة صوته و هو يقول بحرقة :- ليتني أنا و لا أنتِ .. ليتني مت قبل هذا يا قلب شاهين .. سامحيني .. سامحي غبائي و خذلاني لكِ .

"شاهين"

نداءات باسمه تكررت على مسامعه بصوت مميز .. صوت رزان !
صوتها يبدو بعيدا جدا مشبعا بالقلق
أين هي ؟ بل أين هو ؟
فتح عينيه مع شهقة عنيفة .. جسده يرتجف و قلبه كأنه سيخرج من صدره
مسحت رزان وجهه بيديها تخفف عنه بلمساتها الرقيقة قائلة :- اهدأ ، كل شيء بخير إنه مجرد كابوس فقط .

تجولت نظراته حول المكان .. ينام على الأريكة في مكتب شقيقته .. كان حلما .. مجرد حلم
رد بجزع :- كان حقيقيا .. الألم كان حقيقيا

مسحت عينيه من الدموع و همست برقة :- لا تضغط على نفسك .. نورس بخير ، حية و تتنفس فاطمئن.

أومأ متفهما فوضعت رأسها على صدره بينما أناملها لا تفارق منابت شعره
أكثر من أسبوع مر على تلك الليلية التي نسفت كل ذرة استقرار داخلهم
حينما كانوا قاب قوسين أو أدنى من فقدان نورس
تتذكر استسلامها و اعتذارها لشاهين و قد أعلن معتز وقت الوفاة و حينما طالبتها الممرضة بالابتعاد رفضت التحرك بل هتفت :- اشحني الجهاز مرة أخرى
ترددت الشابة فكررت هي الأمر رغم اعتراض معتز

صدمة أخرى و قلب نورس لا يستجيب .. رفضت الاستلام
همست بينما تعيد الكرة :- يا رب .. يا رب !

لثوان لم يطرأ أي تغيير و حينما ظنت أن الدنيا أظلمت شع نور من بعيد و صوت نبضات القلب يعود لشكله الطبيعي
العودة من الموت ..
كانت تبتسم كالبلهاء وسط دموعها فالتفتت تناظر شاهين الذي يبدو عليه عدم التصديق
ظلت تومئ دون توقف فابتسم باتساع هاتفا بفرح :- لقد عادت .. نونو عادت يا أرسلان .. صغيرتي .. صغيرتي عادت .

ازداد انهمار دموعها أمام منظر الشقيقين المتعانقين ..
بمآقي دامعة و شفاه باسمة
تلك هي الفرحة التي تولد من أنقاض اليأس
فرحة بفرصة ثانية ..

- : ما الذي يشغلك ؟

أعادها صوت زوجها إلى واقعها فردت :- كنت استرجع أحداث تلك الليلة ، من حسن الحظ أن الجد و الخالة نور لم يكونا متواجدين .

لم يقل شيئا فتابعت :- أنا أعلم بأنك تتألم منذ استيقاظ نورس بسبب تجاهلها لك .

أطلق تنهيدة حارة و علّق بأسى :- ما يؤلمني هو أن بريق عينيها اختفى و صار شيئا قُدّ من جليد

ما يؤلمه هو أنها باتت صامتة بطريقة مخيفة ، لا تنظر إليه أبدا ، لا تركض لتستقر بين ذراعيه، لا تبكي ، لا تحكي له عمّا بداخلها ، فقط تلك النظرات الباردة الميتة و ابتسامتها الشاحبة
هذا يعني أنها محطمة و هذا يحطمه
طبعت رزان قبلة على صدره و قالت بينما تقف على قدميها :- هيّا انهض ، يجب أن تكون معها حتى إن أبعدتك

وقف هو الآخر ثم اقترب منها يلثم جبينها بعمق امتنانه و همس :- محظوظ أنا بكِ يا دعجاء العينين ، شكرا لكِ .

لوحت بسبابتها في تحذير و قد قالت بمرح :- ليكن في علمك فأنا لا أؤدي أعمالا مجانيا ، ستضطر لتدفع لي ..

ابتسم هو الآخر قائلا :- بقلبي و روحي يا كل روحي

...
حينما دخلا الغرفة استقبلتهما أنظار الجد والخالة نور إضافة إلى ليليان
لكن ما جذب انتباه شاهين هو أرسلان الذي ينام على جنبه في طرف السرير مع نورس يسند رأسه على كتفها و ذراعه تحتضنها برفق ..

و رغم الضيق الذي يسكن ملامحها الرقيقة لم تعترض أو تنطق بشيء كي تبعده
انضم إليهم معتز قائلا بمرح :- الغرفة امتلأت بالبالونات و الزهور ، يا لحظك

لم تتفاعل نورس معه بل سألت :- متى أستطيع الخروج ، قد سئمت .

ابتسم الرجل بتفهم و أجاب :- يومان آخران فقط ، و لا تنسي دواءك و إتباع النظام الغذائي الذي نصحك به الطبيب .. أنتِ خسرتَ كليتك لذا يجب أن تعتني بنفسك .

ردت ساخرة :- مجرد كلية ، لن تكون أغلى مما قد خسرته

اقترب شاهين منها قائلا بتردد :- صغيرتي ..أنا ..

قاطعته تخاطب معتز :- هلا طلبت من الجميع المغادرة ؟

لم ينتظر أي أحد منهم أكثر من ذلك و تركوا لها الغرفة دون كلمة سوى أرسلان الذي منح خدها قبلة عميقة و همس :- أنا أحبك يا نسختي الجميلة

و هناك ظلت هي لثوان تنظر إلى الباب بجمود
تحاول بكل قوتها أن لا تسمح للأحزان التي تعربد في صدرها بالانتصار عليها
لن تبكي ..
قد فقدت كل شيء و ما عاد هناك ما تبكي عليه
زلزلة عظيمة هزت كيانها لا تهدأ و لا تقر
حطمت فيها كل أساس و عماد و أبقت منها نفسا مضعضعة و قلبا محطما
و أمومة منتهكة ...

ضغطت على رقم المحامي تتصل به و حينما أجاب قالت :
- ما هي آخر الأخبار ؟

-: المحاكمة ستكون بعد بضعة أيام و التقرير النهائي للطبيب لم يخرج بعد ، في حال أثبت قلة القدرات العقلية للمتهمة فستدخل مصحة نفسية .

مصحة نفسية !.. حيث تجد من يعتني بها .. تأكل و تشرب و تتجول بحرية بينما هي تحترق مع كل نفس !
على جثتها ..
قالت بصرامة غلفها الكره :- اسمعني يا أستاذ لطفي ، تلك المرأة غير الجحيم فمكانها سيكون السجن ، بالتهديد بالرشوة لا أكترث فجد حلا .

تكلم يحاول إخماد غضبها :- حسنا سيدتي سأفعل ما بوسعي.
هدرت بحدة :- ليس ما في وسعك بل كل شيء ، حرك الجحيم إن تطلب ذلك المهم أن التقرير سيقضي بسلامتها العقلية و إلا قسما بالله سأريهم ما معنى الجنون الحقيقي .. اتفقنا ؟

-: حسنا ، اعتمدي عليّ .

قالت :- ماذا بشأن القضية الأخرى ؟

أجاب :- لقد رفعت دعوى خلع كما أمرتني ، كل شيء تحت السيطرة فاطمئني


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 10:26 PM   #1655

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد يومين

كانت قد انتهت من ارتداء بنطلون الجينز والقميص الأسود بلا أكمام حينما دخل أحدهم الغرفة و لأنها تولي الباب ظهرها لم تتبين الشخص الذي انضم إليها
-: خالتي ، ارفعي لي شعري كذيل حصان

تابعت أناملها بالتحرك على شاشة هاتفها بينما تشعر بأحدهم يجلس خلفها
ثم تمتد أنامله لتمسد فروة رأسها برقة ثم تشرع في تصفيف خصلات شعرها
شهقت حينما شعرت بذراع خشنة _ليست للخالة نور _ تحيط خصرها برقة ثم تضم ظهرها إلى صدر صلب فيأتيها صوت كاسر المشبع بحبه و وجعه :
- اشتقت إليكِ يا كل قلبي .. اشتقت لرائحتك و عينيكِ يا كل وجعي .

لوهلة لم تستطع التحرك و قد نالت منها المفاجأة و فقط ومضة صغيرة لصورة طفلها بين ذراعيها دفعت بالغضب ليطفو على سطح مشاعرها
حاولت إبعاده بكل قوتها مع مراعاة جرحها إلا أنه يتجاهله و يغرق في شعوره "الذي افتقده " و هي بين ذراعيه

ما أعذب وصلها كيف يحييه !
و ما أتعس هجرها كيف يفنيه !
أشقاه وجده بها و أضناه هواها
ليت الزمان يعيد لهما عسل أيامهما بعدما أحالها كمرارة العلقم
ليتها تسامحه أو تكرهه و لا تغادره

أخذ يتنفس رائحتها ثم يوزع قبلات كنسمات رقيقة على خدها و عنقها و يهمس :
- حبيبتي و كل عمري ، أنا آسف على كل شيء ، آسف .

نجحت في الإفلات منه فوقفت تمنحه نظرات كأنها سياط من نار تجلد قلبه :- من أين أتتك الوقاحة لتأتي إلى هنا؟ بل و تتأسف ! .. وفر عرضك السخيف هذا لأنني بعدما أنتهي منك و من ابنة خالتك ستتمنى لو أنك لم تقابلني يوما .

قال رافعا يديه كأنه يتوسلها :- نونو ، أنا أعلم بأنني أوجعتك لكنني كنت مخدوعا .. كنت أحمقا غبيا و سأعوضك فقط استمعي إليه

ردت ساخرة بمرارة :- التعويض الوحيد الذي قد أحصل عليه هو موتك و والدتك و ابنة خالتك المجنونة أما الآن فغادر المستشفى اللعينة .

أخذ يقترب منها رغم تحذيراتها له و بطرف عينها لمحت الأدوات التي نستها الممرضة بعدما غيرت لها ضماد جرحها
و في اللحظة التي صار فيها كاسر على بعد خطوة منها أمسكت بالمشرط ترفعه في وجهه مهددة :
- اقترب و سأقتلك ..ابتعد عني !!

انتقلت نظراتها نحو الباب الذي انفتح على وسعه و شاهين يهتف بغضب امتزج بقلقه :
- ما الذي يحصل هنا ؟ ، و أنت ما الذي أحضرك ؟

قال كاسر برجاء دون أن يبعد عينيه عن نورس :- والدتي تعاني من انسداد أحد الشرايين القلبية و تحتاج عملية لذا أحضرتها إلى هنا .. رجاءا اتركنا لوحدنا لبعض الوقت ، فقط بضع دقائق يا شاهين .

بدى التردد جليا على وجه الرجل الآخر ..هو يعرف مقدار جنون أخته و قد تقتل زوجها خاصة و هي ناقمة عليه .. لكن كاسر الذي يهز رأسه له بتأكيد جعله يذعن رغم عدم رغبته في تركهما بمفردهما لكن عقله يخبره أن يتركهما يتكلمان لعل شقيقته ترتاح قليلا .. أو هكذا يتمنى

نورس كان قلبها ينبض بألم داخل صدرها ..تشعر بقبضة تعتصره بين كل نفس و آخر .. و كل مشاعرها تتضارب ..غضبها ..حنقها .. حقدها و حبها الغبي له .. حزنها و شوقها إليه .. لكن الجزء الأكبر كان يتمنى تعذيبه لما فعله بها ..
اقترب منها خطوة و ثانية فثالثة حتى التصق المشرط بصدره و قال :
- إن كنت تريدين قتلي فافعليها و إلا فستستمعين إلي

اهتزت حدقتا عينيها الدامعتين فالأمر بات يبدو صعبا عليها .. أليس هذا ما انتظرته ..لحظة انتقامها منه .. أليس هذا ما تمنته ؟ ..قتله للتخلص من ألمها
وصلها صوته يعكس ضعفه و حزنه :
- أنا آسف ..أعلم أن هذا لن يفيد ..لكن دعيني أدافع عن نفسي ..

ألم يتأخر كثيرا بهذه الكلمة ؟ .. لقد فات الأوان على الأسف و الإعتذار فالمرحلة التي وصلا إليها تعني النهاية ..تعني أن كل ما ربطهما يوما قد انقطع .. بفعله قد أحرق كل السفن و هي من ستجمع رمادها و تنثره ليندثر مع الهواء خلف أسوار روحها التي أعماها الكره و الغضب ..ليس غضبا منه فقط بل من نفسها ..لو أنها كانت ذكية بقدر صغير لما وقعت في ذلك الفخ ..فخ حبها له و فخ تلك المجنونة.. ..هي من أهانت نفسها و كرامتها هي من استسلمت لمشاعرها لتسلم نفسها و روحها و كل ذرة منها إلى شخص خانها و خان ثقتها .. كل وعوده كانت كاذبة ..كل ما نطقه كان نفاقا ..
و هي الحمقاء صدقت ..
قالت بحقد :- ليتك ما ظهرت في حياتي .. ليتك مت في ذلك اليوم في تلك القرية هكذا ما كنت لأتعذب .

اتسعت عيناه بصدمة لوهلة من الزمن ..أتتمنى موته ؟ .. معها حق
لقد أخطأ و يدرك أبعاد خطئه .. و سيتوسل الصفح و العفو منها حتى آخر عمره

هزت رأسها بنعم لتكمل :- نعم أتمنى موتك و أتمنى أنني ما أحببتك يوما .. لم تعرف الوفاء يوما .. لم تعرف الإخلاص و لا الثقة .. دائما كنت تشك بي .. كنت دائما المدللة المتكبرة في نظرك و فقط تخدعني بواجهة مشاعرك اللعينة .. ببساطة كنت نذلا و شقيقاي شاركاك بإهمالهما لي .. و ستدفعون الثمن واحدا واحدا .

كانت ترى الألم يرسم خطوطه على ملامحه الخشنة و هذا كان يزيدها انتشاءً .. الكلمات أثرها أقوى من الضرب و هذا ما ستحرص عليه ..سوف توجه أسمهما السامة نحوه ..ستخرج كل ما كبتته داخلها كي لا تؤلمه فقد طفح الكيل

تابعت بصوت مرتجف :- أنت لم ترني أكثر من تحدٍ أردت أن تفوز به لأنني لم أخضع لك .. لقد كرهت اقترابك مني بعد أن تقضي ليلتك مع تلك اللعينة .. لكنك لم تهتم ..لم تسألني يوما عمّا يضايقني .. لم تحاول يوما فهم مشاعري ..لم تحاول فهمي .

تسارعت أنفاسها مع ازدياد انفعالها و قد تجمعت الدموع داخل عينيها :-. لقد خذلتني .. أدخلتني في صراعات لا قِبل لي بها و كلما اشتكيت تطلب مني أن أصبر ..ماذا نلت من الصبر غير الألم و الخيبة ..ماذا نلت من حبك التافه غير الخسارة .. أنا أكرهك و أتمنى سحقك و تدميرك أكثر من أي شيء في هذه الدنيا .

مد يده الأخرى يضعها على المشرط يثبته على صدره بعدما رأى رعشة يدها ..
كم يتمنى أن يداوي جراحها التي سببها هو ..بعشقه و غباءه .. لقد أضاع كل ما حاول بناءه ليتهدم على رأسه ..
أما هي فمجرد النظر إلى عينيه يتعبها .. يذكرها بخسارتها لطفلها و نفسها ..هي نورس القاسمي من لم يهزها أحد تضعف بسبب حب رجل ! ..
رجل قتل فيها كل شعور جيد .. قتل فيها حبها لعائلتها ..أمومتها .. حتى ثقتها في نفسها باتت تحتضن الأرض ..
همس لها بصوت هز كل دفاعاتها :- أنا لا أحبك و لا أعشقك بل وصلت لدرجة لا أستطيع وصفها .. أنتِ كل عمري و كل جميل في حياتي .. أنتِ حبيبة روحي و أجمل هدية لي .. قد أخطأت و مستعد لكل عقاب فقط سامحيني و لنحاول من جديد .

كل عمره !! ..
بل الأصح أنها كانت مجرد فترة من عمره فلو كان صادقا ما سرق طفلها منه و حرمها حتى من رؤيته ..
الذي يحب لا يؤلم لتلك الدرجة ..حتى الحيوانات ترى أطفالها ..حتى أحقر الناس يرونهم
فلمَ هي حرموها منه ؟ ..
لمَ هي من حملته كجثة لأول مرة ؟ ..
لمَ هي من تتمنى ثانية واحدة فقط تراه حيا و يشعرها بأمومتها؟ ..
شعورها بالنقص يقتلها و تكاد تصدق أنها لن تكون أما جيدا لهذا حُرمت من طفلها ..
أكانت سيئة لتلك الدرجة لتعاقب بقسوة ؟
لقد تذللت و ركعت له و لم يرحمها .. كل الدموع التي ذرفتها لم تشفع لها عنده ..كل توسلاتها لم تدفع بالرحمة إلى قلبه نحوها ..
و الآن يطلب بداية جديدة ..كيف ذلك مع كل وجعها و عذابها ؟ ..كيف و هي تحترق ألف مرة في اليوم ؟ .

إحدى يديه كانت تتحرك على ظاهر كفها بحميمية نقلت رعشة إلى ظهرها ليهمس بصوت أثقلته العاطفة :
- أنا أحبك ..منذ أن وقعت عيني عليك ..أحبك بدلالك ..بتكبرك .. بغرورك بكل شيء فيكِ ..أحبك عصفورتي .
لاحظ تأثرها الذي يصارع غضبها ليتابع هجومه العاطفي :- إن كنتِ تريدين موتي فاقتليني .. روحي فداء لكِ ..أنا كلّي فداء لكِ

أهي حقا تريد موته ؟ ..
أغمضت عينيها بشدة تحبس دموعها التي تهدد بالخروج و تكتم انفعال جسدها الذي يريد أن يختبئ بين ذراعي مالك قلبها ..سحقا للقلب و المشاعر .. حتى في أشد لحظات الكره فهي تحبه ..
مع أول دمعة سقطت كانت تفلت المشرط ليسقط هو الآخر أرضا فتجد نفسها بأقل من ثانية مضمومة إلى صدر صقرها .. كاسرها .. عذاب قلبها

همس في أذنها بانكسار :- أعلم أن الغفران صعب لكن سامحيني ..كلنا ظُلمنا .

ردت بعبرة :- أنت هو الظالم فلا تلعب دور الضحية ..أنت من تقربت مني و جعلتني أحبك ..أنت من تزوجت تلك القاتلة و تخليت عني ..أنت من دفع بأبي ليبتزني و يجعلني أتزوجك .. لو أنك عشت حياتك مع زوجتك الأولى لما تأذى أي أحد .. لو أنك طلقتني ما أن حملت تلك بطفلك ما مات طفلي أنا .. أنا لن أعطيها أسبابا و لا أعذارا لكن الظالم هنا هو أنت بأنانيتك و بعجرفتك ..أنت من أوصلتنا إلى هنا فلا تلعب دور الضحية فهذا لا يليق بخائن و كاذب مثلك .

لربما تصرف بأنانية و أرادها لنفسه لأنه يحبها ..أيلام العاشق على عشقه ؟ .. يعترف أنه ظلم نفسه قبلهما لكن الظروف وقفت ضده ..كل شيء كان ضده .. حتى قلبه عاداه .. في ليلة و ضحاها خسر أعز ما امتلك .. حبيبته و طفله
زاد من شد ذراعيه لها يكاد يتنفسها مع كل شهيق يسحبه إلى صدره محملا برائحتها و وجعها الذي يمزق روحه ..
قال بأسف :- لقد وقفت كل الدنيا ضدي فلا تقفي ضدي أنتِ الأخرى

همست بسخرية :- أنت من وقفت ضد نفسك

رفعت قبضتها لتضرب صدره و تهتف وسط بكائها :- ما الذي فعلته غير أنني أحبتك بل عشقتك حد الهوس .. ما كان ذنبي غير أنني تحملت جنون تلك القاتلة و أمك ؟ .. لمَ فعلت ذلك بنا ؟ .. لمَ دمرتنا ؟ .

عادت لتضربه مرة ثانية تحاول أن تؤلمه و رغم أن الضربات لم تكن موجعة لجسده لكنها تدك حصون قلبه بلا رحمة ..

تابعت :- كنت مستعدة لنكمل سويا حتى مع وجود تلك المختلة .. ألم يكفك ما ضحيت به ؟ .. كيف تشك بي ؟ لم أصل بعد لتلك الدناءة كي أبتز امرأة بشرفها ، لكنك كنت بعقل حقير و تفكير أحقر كي تشك بي ..أنت لم تحبني يوما و لا تعرف الحب أصلا و لم أندم على شيء طوال حياتي أكثر من ندمي على أنني أحببتك لأنك لا تستحق .. حتى الشفقة كثيرة عليك

كان قلبه يتوسلها بنبضاته أن لا تكمل فكلامها يؤلمه
قد يتقبل أي شيء إلا تعبيرها عن ندمها لحبها له .. فهذا يعني أنها وصلت لمرحلة قد لا تغفر له فيها ..

- نعم ..كنت حقيرا وفكرة أنني كسرتك بتلك الطريقة تؤلمني .

ردت بتهكم مرير :- كسرتني !! .. أنت دمرتني ..سويتني و كرامتي بالأرض .. أنت بالأساس حرقت روحي يا كاسر و أنهيت كل ما بيننا

هناك بعض الأشياء لا تغتفر كما بعضها لا يمحوها الزمن .. خاصة إن كانت من أقرب الناس فضربتهم قد يختفي ألمها لكن أثرها لن يزول ما دام في الصدر نفس و في القلب نبض .

بعدما غادرت الغرفة كانت تسير بسرعة في الرواق تبحث عن سكرتيرتها وحينما رأتها مقبلة عليها هتفت بغضب :ـ والدة كاسر إبراهيم لقد دخلت هذه المستشفى وأريدها خارجه ..حالا !!

وصلها صوت شاهين قائلا بحدة :ـ لا تتخلي عن ضميرك لأنكِ غاضبة

التفتت ترمقه بغضب و قد ظهر كل من كاسر و معتز الذي قال :ـ نورس ، لا يمكنك طردها هكذا .. حالتها حرجة

بقيت لوهلة تمرر نظراتها حولهم .. سحقا لهم حولوها إلى عميدة ضمير .. صنعوا منها ما لا تعرف
إن كانت تريد معاقبتها فستعاقبها وهي في كامل صحتها لأنها لم تكن ممن يصارعون الضعفاء
الأيام ستعاقبها
الله سيعاقبها

تنهدت ثم قالت لسكرتيرتها :ـ استدعي رجال الأمن .. تحركي هيا !!

توجهت بكلامها نحو كاسر الذي يطالعها بحزن :ـ لديك خيارين ، تغادر هذه المستشفى و تبقى أمك هنا و تستلمها عند باب الخروج بعدما تتعالج أو تغادران كلاكما .

اقترب منها شاهين يمسح بيده على خدها فأبعدتها بعنف :ـ لا يمكنك أن تربت على الوجنة التي صفعتها يا أخي

لن يبالغ إن قال بأنه شعر بزلزلة عنيفة تهز أضلعه
و جمرات كلماتها تحرقه حيا
يستحق .. يستحق أكثر من هذا

:ـ يمكنك قول ما تشائين لكنني لن أتركك .. لن أسمح بأن تتعرضي للأذى وسأحميكِ حتى من نفسك .

أخذت تناظره بحدة و قد خرجت الحروف من بين شفتيها جارحة و قاتلة كأنها مخلوطة بالسم

:ـ و من سيحميني منك ؟ فأنا حتى الآن لم أقابل أحدا آذاني بالقدر الذي فعلته أنت .

حينما ظهر ثلاثة رجال من الأمن قالت ببرود مشيرة بإصبعها نحو كاسر وشقيقها وقالت :
ـ هذان يغادران المستشفى و إن وضعوا إصبعا داخلها اعتبروا أنفسكم مطرودين .

الصدمة عقدت ألسنة المتواجدين كلهم
سوى كاسر الذي خرج عن صمته و قال باستنكار :ـ أنتِ لا يمكنكِ طردي و والدتي هنا .

منحته نظرة باردة ساخرة أوجعته بها وردت :ـ هذا من الأشياء التي يستطيع المال فعلها .. راقبني و أنا أطردك

بحركة من رأسها تحرك رجال يسحبون كاسر الذي يحاول دفعهم و من حسن حظها أن من توظفهم ذوي بنية رياضية
أما شاهين فقد أخفض عينيه أرضا و غادر بإرادته يتلحف برداء الخيبة والحزن

سارت باتجاه معتز ورفعت سبابتها محذرة :ـ لا تنطق بكلمة رجاءا

سار بجانبها و أجاب :ـ حسنا ، فقط خذي مفتاح المنزل ، لقد أوصلت الخالة نور مع حقائبك إلى هناك ..

ابتسمت بامتنان ، فقد تركها تمكث في منزله بينما هو ينتقل للسكن مع عائلته :
ـ لن أنسى لك معروفك .. هي بضعة أيام فقط و أسافر

*
*
*

بعد أيام .. منزل نورس القاسمي

آخر ما يربطها بالوطن انتهى .. تلك القاتلة اعتبرتها المحكمة مذنبة بعد التقرير الطبي الذي سلّم بصحتها العقلية ، بعد تهديدها له بعائلته و أطفاله والذي نقله المحامي
قد تكون تصرفت بحقارة مخالفة للأخلاق و القيم و مع ذلك لو عاد بها الزمن لكررت نفس الشيء

لا تهم الأسباب بل النتيجة

من المفترض أن تسعد فما بالها الآن تجلس وسط غرفة الجلوس يحيطها الخواء فقط
لا ألم و لا راحة
فقط إحساس رهيب بالضياع و كأنّ نفسها تتسرب منها
و كأنّ الجدران تضيق عليها
الأرض نفسها و الزمن نفسه و الأفراد نفسهم
إلا هي ما عادت هي
أضحت مجرد كيان مهترئ مزقته الأحزان
اعتادت أن تجد في شقيقيها حلقة متينة تشد عليها أحبال سفنها إذا رست على شطآن الأسى فلم تجد منهم في هذه اللحظة سوى الوجع
كل أحلامها اندثر طيفها و هوت كل آمالها على صخر الأحزان حتى ما عادت تجد عائلة ولا سند ، فقط خيبات أمل تطعن فيها حتى الممات

رن هاتفها برقم جدها الذي رغم البحر الذي يفرقهما لكنه لا يتركها .. بل متى فعل ؟ .. إنه الوحيدة الذي يهتم لأمرها و يرعاها دون مقابل و الوحيد الذي صدقها دون حتى أن تحلف له لأنه يعرف حفيدته
: - نعم جدي

أتاها صوته الحزين و المعاتب : - لمَ تفعلين هذا بنفسك؟ .. الإنتقام سيقتل ضميرك و براءتك صغيرتي .. لكل قصاصه إن الآن أو غدا .. لمَ تشوهين روحك بذنوب لن تنفعك بقدر ما ستضرك؟ .

بالتأكيد المحامي منحه كل المعلومات ، همست بانكسار :
- أنا أتألم يا جدي .. رغم ما فعلته و ما سأفعله لكنني ما زالت أتألم .

أغمض إبراهيم عينيه يحبس دموعه التي تخونه ما أن يأتيه صوت حفيدته بهذا الضعف .. لطالما عاشت مرفوعة الرأس لا تهزها الرياح و تقف بصلابة الجبال تواجه مختلف المطبات .. لكنها تغيرت .. الظروف هي من تصنع الإنسان و تقومه و ما مرت به نورس هز كل عروشها أما ما يخيفه فليس انكسارها لأنه أعلم بقوتها و ستجبر كسورها بنفسها ..ما يشعره بالتوجس هو أي هيئة ستكون عليها بعد الشفاء ؟
امتلأ صوته بالصرامة و هو يقول : - هذا ليس عذرا لأفعالك .. لست الوحيدة من تتألم .. توقفي عن إيذاء نفسك و غيركِ .

رغما عنها تصاعد الغضب داخلها و قد فهمت ما يعنيه جدها لتهتف : - ذلك الحقير لم ير شيئا بعد .. لم يتألم بالدرجة الكافية سأحطمه و أجعله يندم على كل ما أذاقني إياه

أجابها بغضب : - لا ترفعي صوتكِ عليّ يا ابنة القاسمي .. ثم ما الذي ستفعلينه مثلا ؟ .. تقتلينه ؟!.

انخفضت نبرة صوتها لكن وهج الغضب لم يغف بل ازداد اشتعالا و هي تكمل :
- سأدمر مستقبله و أحطم مهنته .. خطتي جاهزة فقط أقراص من حبوب مهلوسة أو مخدرات مع اتصال بالشرطة و سيجد نفسه يودع بذلته العسكرية

تابعت في سرها " و القذر محمود هو من سيساعدني بعد أن أرمي عليه المال "

سأل بسخرية استقصدها : - و هل سيعود ابنك للحياة بعد هذا؟

صمتت و قد أخرسها السؤال .. ليس لأنها لم تطرحه على نفسها سابقا بل لأنه يذكرها بما فقدته ..
تعلم أنها لن تجني شيئا لكن على الأقل سيكون هو من يشاركها الألم .. سيتعذب مثلها ..

أتاها صوت جدها باردا و هو يتابع : - إن فعلت شيئا لتفسدي مهنة ذلك الرجل فلن أسامحك يا ابنة القاسمي .

أغلق الخط في وجهها .. جدها لم يكن يناديها بابنة القاسمي إلا حينما يغضب منها .. و لم يحادثها ببرود مطلقا منذ عرفته .. بسبب كاسر ها هي تخسر كل شيء و عالمها ينقلب رأسا على عقب ..
رمت الهاتف بسخط أرضا لتغطي وجهها بيديها تغرق في التفكير لا تعلم كم مضى من الوقت و هي على حالتها تلك لتسمع صوت جرس الباب ..
ظنت أنه أحد شقيقها فاستعدت لطرده فورا فرفعت رأسها بسرعة ما أن سمعت صوتا مألوفا بجانبها
يقول : - كيف حالك نورس؟

عامر !
اتسعت عيناها باندهاش فهو آخر شخص توقعت رؤيته فقالت بفظاظة :
- أعلم أن جدي من أرسلك لذا لأختصر عليك الطريق فأنا سأفعل ما أريده فلا تغرقني بنصائحك حبا بالله .

رد بهدوء :ـ لا أعلم ما الذي تتكلمين عنه فأنا قد حضرت اليوم و أعتذر على تأخري

لوحت بيدها بعدم اهتمام فتابع :
- هل تظنين أنك الوحيدة في العالم التي فقدت طفلها ؟ .. لو كل أم تخسر ابنها تفعل ما تفعلينه لانتهت البشرية .. لست هنا لتحاسبي الناس على أفعالهم فتوقفي عن تصرفاتك المثيرة للشفقة .

مثيرة للشفقة ؟ .. ما الذي يتفوه به هذا الأحمق ؟ .. يهينها و في عقر دارها أيضا .. اشتعل الغضب داخلها لتهتف :
- لا تلعب دور المحلل النفسي مجددا .. سأفعل ما أريد و لا دخلك لك .

أردف ببرود استفزها :- لا تتصرفي بطفولية و عودي لرشدك .. يكفي تعذيبا للجميع .. يكفي تعذيبا لنفسك .. طفلك مات و لن يعيده شيء .

راقب الدموع التي زحفت على وجنتيها و قد قالت بعبرة : - طفلي قُتل .. لقد كبر معي كل يوم .. سمعته يطلق صرخة الحياة .. سمعت صوت بكائه للمرة الأولى و الأخيرة .. حرموني من أمومتي .. كان يكبر ..يتنفس .. يبكي .. يناغي دون أن يعرفني .. ربما لم يكن ليميزني حتى لأنه لم يعرف رائحتي .. لقد كنت كالمجنونة أنهض كل يوم لأتخيله معي و أبدأ بممارسة روتيني اليومي كأم ..

ازدادت وتيرة بكائها لتتابع بألم : - لقد كنت أشاهد فيديوهات لأطفال صغار و أتساءل أيهم يشبه ابني أكثر ؟ .. كنت أتخليه بين ذراعي .. أتخيل نظراته إلي.. و هم سرقوه مني و اختطفوه من حضني الذي لم يحتوه يوما .. من سيطفئ النار التي تحرقني أنا .. سلبوني روحي و قطعة من قلبي .. لم يقف أحدهم في صفي .. لقد ركعت أمام قدميه أتوسله كي يدعني أراه .. لكنهم أعادوه جثة باردة بلا روح .. ما الذي تتوقعونه مني؟ .. الألم لا يخب ، ليس بيدي حيلة .

أشاح بوجهه بعيدا يفرك عينيه بعدما شعر باحمرارهما ثم اقترب خطوة منها قائلا :
- نورس اهدئي .. لا تفعلي هذا بنفسك .

لم تكن تستمع إليه بل أرادت إخراج كل ما تختزنه داخلها فضربت بقبضتها مكان قلبها لتكمل صراخها :
- هنا ألم مستمر .. أريد أن أرتاح من هذا العذاب .. لقد توسلت ليتوقف الألم .. حاولت قتل نفسي لأوقفه لكن كل شيء ضدي .. و لم أجد أحد يحميني أو يدعمني .. خذلوني كما خذلت نفسي .. حطموني .."

بكائها كان موجعا مزق قلبه .. بدت له هشة ضعيفة لأبعد مدى ..لم يتمالك نفسه و قطع الخطوة الفاصلة بينهما ليقربها إلى حضنه .. يريد أن يطمئنها .. يبعث فيها بعض السكينة ..
التفت ذراعاه حولها بحنان كأنه يعانق روحه التي لم تجد من يواسيها حينما فقد زوجته ..

و للعجب لم تبعده .. بل تمسكت بسترته أكثر .. كانت ضائعة .. لم تكن تعي ما تفعله غير أن عقلها أراد الراحة

أما هو فمشاعر شتى هاجمته .. رغبة في الحماية تولدت داخله للساكنة بين ذراعيه .. إنها مميزة و فريدة و أدرك ذلك من اليوم الأول الذي قابلها فيه .. الغبي فقط من سيحجب نظره عنها ..

همست ببكاء :ـ هل سينتهي هذا الألم ؟ .. هل سأنسى أو أسامح ؟

رد هو الآخر هامسا :ـ سيخف لكنه لن يزول ، سيبقى معك دوما لكن ستتعلمين كيفية التعايش معه

بعد مدة
كانت نورس تجلس على الأريكة تشرب كأسا من الماء و بجانبها عامر يتأمل وجهها عن قرب .. يتفهم ارتباكها بسبب ما حصل لكنه ليس نادما أبدا
وضعت الكأس على الطاولة و تمتمت بالشكر له فابتسم بحنان و قد أعجب بارتباكها و خجلها منه
سمعا جرس الباب و صوت الخالة النور يرتفع بغضب فنهض من مكانه ما أن وقفت نورس و ملامحها تشتعل غضبا ..
ليظهر كاسر و قد اشتعلت ملامحه غضبا ما أن قابله عامر .. الرجل الذي يشكل خطرا عليه

نقل نظراته إلى نورس و قال :ـ نونو دعينا نتحدث

ردت عليه ببرود : - غادر منزلي حالا فلا أطيق رؤيتك

حينما اقترب منها تفاجأ بيد عامر التي امتدت لتقبض على ذراعه بقوة ثم يقف بينه وبين نورس كأنه يحميها
يحميها منه ؟!

رمقه كاسر بغضب ليزمجر محررا ذراعه : - ما تظن نفسك فاعلا ؟ .. غادر فلا شأن لك هنا .

رد عامر ببروده المعتاد : - إن كان هنا من يجب أن يغادر فهو أنت .

تجاهله و عاد ليكلم نورس :ـ أمي ، أمي تريد رؤيتك .. أنا أشعر بها تحتضر فقابليها لثوان فقط .. رجاءا

ردت ساخرة : - تكبدت هذا العناء كي تطلب مني زيارة أمك ؟ .. مجرد قبولي بها في المستشفى كثير عليك و عليها لذا أخبرها أن نورس لن تسامحها و أننا سنتحاسب يوما ما

ابتلع قسوة كلماتها و استطرد برجاء :ـ لا تجعلي قلبك قاسيا

منحته نظرات كشعل مضطرمة ألهب قلبه و هو يناظرها متوسلا أن لا تحارب فؤاده بعينيها لأن أسهمها قاتلة
أن لا ترمي قلبه في ضنك غير منته
قد أخطأ .. بل أجرم في حقها لكن حبهما يستحق فرصة أخرى جديدة
هل تسامحه يوما ؟ .. أم هل تنسى ما اقترفه ؟

قالت بغضب :ـ غادر هذا المنزل و إلا اتصلت بالشرطة .. غادر !!

رغم الخيبة التي غطت وجهه .. رغم غضبه وغيرته التي تحرق صدره غادر تاركا قلبها معه
تريد الطلاق ليسرقها رجل آخر منه
رجل يكون القريب و يصبح هو الغريب
لا يعلم لمَ عند ذلك الخاطر أحس أنه أشد بني البشر عذابا رغم كونه أكثرهم غراما

نورس له و ستبقى له حتى إن حاربها و حارب كل العالم
ستبقى له

بعدد مغادرة كاسر فقدت كل أعصابها أخذت ترمي الوسائد الصغيرة و كل ما تصل له يداه و لا تنفك تردد عبارة واحدة " يريد مني رؤيتها .. سحقا له .. سحقا له "
سارع عامر يقبض على ذراعيه يثبتها كي تهدأ و بعد جهد نجح في السيطرة عليها
عواصف نظراتها مقابل بحر عينيه الهادئ ظاهريا و المتأجج سرا

فكر في سره " ساحرة العين ، فاتنة الخد ، ممزقة القلب "

" خطر مستور برداء من القوة والجمال و الضعف المستفز "

قلبه ينبض بعنف و عقله يصرخ به كي يبتعد فقربها خطأ
فهي ليست مجرد امرأة قد تمر أمام ناظري أي رجل
بل فتنة مغرية
كنجمة تلمع في السماء .. إن اقترب منها احترق

أبعد يديه عنها و تراجع خطوتين إلى الخلف يمسح وجهه بارتباك ثم قال :
ـ أنا أعتذر مجددا لأنني تأخرت في الحضور .. سأراكِ لاحقا فعلي زيارة مكان البناء .

سارع بخطواته إلى الخارج بينما ارتمت هي على الأريكة تحاول السيطرة على غضبها
لن تسامح .. لن تنسى

يتبع ...

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 13-10-17 الساعة 10:51 PM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 10:38 PM   #1656

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد أيام

منزل آل القاسمي

حينما فتحت الخالة نور لها الباب احتضنتها بحب قائلة :ـ صغيرتي تعالي أدخلي .

ردت نورس بهدوء :ـ لا .. أتيت لأودعك فقط

امتلأت عينا الخالة بالدموع و عادت لتعانقها مجددا تمطرها بدعواتها القلبية تارة وتارة تطالبها بعدم السفر
بادلتها نورس العناق بآخر أحر منه
هذه المرأة اعتنت بها منذ ولادتها و لم تتركها للحظة
دعمتها وساندتها و منحتها الحضن الذي احتاجته كثيرا

ابتعدت عنها تمسح لها دموعها بيدها قائلة :ـ إن بكيت هكذا قد تسقط الطائرة .. توقفي عن هذا .

رددت الخالة نور ببكاء :ـ أنا أبكي لأنني سأشتاق إليك .. ومن النظرة التي تحتل عينيكِ أعلم بأنك لن تعودي في القريب العاجل

ظهرت ليليان من خلف الباب قائلة بسعادة :ـ نورس ! .. لماذا لم تدخلي ؟ .

فعبست ملامحها ما أن رأت دموع الخالة نور ثم تفاجأت بنورس تحتضنها و تقول :
ـ اعتني بأرسلان .. هو ليس بصعب الإرضاء لكنه أحيانا يتحول إلى طفل صغير

ابتعدت عنها و تراجعت خطوتين للخلف قائلة :ـ بلغوا رزان سلامي .. وداعا

انسحبت فورا تبتعد تصعد سيارة الأجرة التي تنتظرها و وجهتها التالية كانت المطار الدولي
و هناك و بعدما أنهت المعاملات جلست تنتظر موعد رحلتها
و أخذت تتساءل أنحن من نضع النهايات بمحض إرادتنا أم أننا نجبر عليها ؟ .. لمَ دائما نقرر الدخول في طريق مظلم و مجهول يقودنا إليه فضولنا لاكتشاف نهايته دون أن نبالي بما قد يصيبنا إبان ذلك الدرب الشائك
يقال أن النار طريق كل عشق ..
و هي مشت وسطها حتى احترقت

تلفتت حولها تنظر لوجوه الناس في المطار ، كلنا عابري سبيل و لكل منا طريق في الحياة لكن تختلف الوجهات و المحطات .. قد نتوجه إلى قلب نهرب إليه من وطن أو إلى وطن هربا من قلب نازف ..
أما هي فكانت تهرب من قلبها و وطنها فأي أرض بعده تحتويها ..و أي أمواج ستحملها ؟ وعلى أي شطآن سترسو ؟

ستهرب من غربة إلى غربة أخرى أشد قسوة .. لا حضن دافئ و لا يد حنونة تربت على رأسها ..
لا ابتسامة مشرقة تفتح عليها عينيها ..و لا سلام ينشر الأمان داخل أروقة روحها ..
أي أرض ستسعك يا نورس؟

ارتفع رنين هاتفها باسم شاهين :

- نورس ؟! .. أين أنتِ؟ .. لا تصعدي على متن أي طائرة ..إياك و الرحيل ..لا تفعليها أختي.

ردت ببرود :- و لماذا؟

رغم نبرتها الباردة التي أوجعته إلا أنه قال :- أنا في طريقي إليك .. لا تسافري ..رجاءا .

أغلقت الخط في وجهه لتتبعه بهاتفها تمنع أي تواصل بينها و بين من قررت تركهم خلفها ..
لم تتخيل و لا حتى في أسوأ كوابيسها أنها ستصل لدرجة الاستسلام النهائي و لكنه حدث لهذا عليها الابتعاد لتبني نفسها من جديد و تعود نورس التي لا تهزها رياح عاتية ..

وقفت من مقعدها ما أن صدع إعلان رحلتها فأتاها صوت شاهين من بين أنفاسه اللاهثة :
- انتظري .. علينا أن نتحدث

ببطء كانت تستدير تنظر إليه بطريقة صفعته بها ..نظرة خيبة أمل خالصة جعلته يغمض عينيه لوهلة ثم يعيد فتحهما ليقترب حتى صار أمامها و قال :
- نورس لا تذهبي ..نحن كلنا نحتاجك .. أرسلان سيجن إن وصل و لم يجدك .. لا تجعلي الفجوة بيننا تزداد و دعينا نحاول إصلاح ما مضى و إعادة لم شمل عائلتنا .

خرجت منها ضحكة صغيرة لا حياة فيها لتردد بتهكم مرير :
- نصلح ما مضى ها ؟! .. الكلام دائما سهل .. هيا أخبرني ما الذي ستصلحه حضرتك ؟ .

مسح بيده على وجهه بتعب ليقول بأسف :- أنا آسف ..سامحيني على شكي بكِ ..سامحيني لأنني خذلتك .. دعيني أشرح لك


سكن الألم نظراتها لتكمل بعبرة :- أنا اعتبرتك والدي طوال سنوات عمري .. كنت أنت كل شيء يا شاهين .. لو أن أبانا كان حيا و هو قد صدق تلك الاتهامات ما كنت لألومه لأنه لم يعرفني ..لكن أنت .. لقد كبرت على يديك ..كيف استطعت فعلها ؟

حينما ظل صامتا دفعت صدره بقوة هاتفة :ـ تكلم !! .. قل بأنك لم تتصرف برجولة حينما طردتني .. قل بأنك لا تستحق حتى أن أنظر إليك .. تكلم !!

همس بوجع :ـ نونو

عادت لتدفعه مجددا قائلة بعينين دامعتين :ـ على أساس أن لا أحد يفرقنا .. على أساس أنه إن وقف كل العالم ضدي فأنت ستساندني .. على أساس أنه إن كذبني الناس فأنت ستصدقني .. أين ذهبت وعودك تلك ؟ لو كنت حقا شقيقا لي كنت حميتني لا تتصرف كنذل و تركتني لكاسر كي يكسرني .. انطق !! .. قل شيئا ما !!

صوتها المرتعش و مرأى الدموع التي تحبسها آلمه :- قد أسامحك على شكك بي .. حتى تلك الصفعة التي تلقيتها منك و طردك لي كذلك ..لكنني لن أغفر لك أبدا مشاركتك لصديقك ذاك في إبعاد طفلي عني .. أنتم قتلتم روحي .. و أنا لن أغفر لكم

نقلت نظراتها نحو أرسلان الذي وقف بجانبهما يلتقط أنفاسه ليتفاجأ بنورس تهاجمه :
ـ و أنت أيها البائس .. لقد أدرت لي وجهك و تجاهلتني .. كنت ضعيفة للغاية و أنتما خذلتماني .. لن أسامحكما أبدا

حينما اكتفى توأمها بالصمت سأل شاهين :- متى ستعودين ؟

هزت رأسها بضياع لتتجسد أمامه كل مخاوفه ..لن يتحمل أن تبتعد مرة أخرى ليس و هو في أمس الحاجة إليها .. ليس وهي لم تغفر له فعلته

ردد أرسلان بأسى :- لا ترحلي .. أرجوك يا نونو ..لا تتركيني

رفعت يديها باستسلام لتجيب :- لم تتركوا لي الخيار أبدا ..لو بقيت هنا فسأقتل نفسي حسرة .. سأتذكر دائما حرقتي على طفلي ..حسرتي عليك أنت و شقيقك .. ليتك ما طلبت أن أعود إلى هنا ..لو أنني بقيت في بريطانيا لما تألمت هكذا ..و لما ..

أخفضت رأسها للأسفل لتتابع بهمس باكٍ :- و لما كُسرت صورتكما داخلي

قال شاهين يترجاها :- هل يمكنني أن أحتضنك على الأقل؟

ابتعدت خطوة للخلف تعلو ملامحها علامات الرفض ليزداد انقباض قلبه .. إن أرادت أن تؤلمه فهي تتفنن في ذلك .. رفضها لحضنه يعني أنها ترسم حدودها بعيدا عن مدار حمايته ..تقتلع نفسها من جذور روحه .. لكنه يحتاج إلى ضمها ..يحتاج إليها ..
و ها هو يخسرها بأبشع الطرق .. الفراق
و لن يبقى بعد الفراق إلا عتاب

- عليك أن تعتاد على هذا الوضع .. لن ألجأ إلى صدرك بعد الآن لأنني لم أجده حينما احتجته فما حاجتي به الآن ما دمت في غنى تام عنه ؟


تكرر النداء الخاص برحلتها لتتنهد بقلة حيلة ثم تثبت نظراتها على أرسلان الذي خانته دموعه
و قد رق قلبها اتجاهه رغما عنها فاقتربت منه تقبّل وجنته بعمق قائلة :
ـ اعتن بنفسك و بعائلتك .. إن كنت كسرتني فلا تكسر زوجتك لأنها لا تملك أحدا غيرك

ابتعدت بعدها عنهما تاركة شاهين يقاوم دموعه ، تعمدت إيذاءه بعدم توديعها له و قد نجحت
آه لقسوتك يا صغيرتي و يا حسرتاه !

نقل نظراته الغارقة بالدموع نحو أرسلان الذي لم يكن بحال أفضل منه فطوقه بذراعيه
لا يعلم أيواسيه أم يواسي نفسه ؟ .. أيحتضنه أم أنه فقط فعلها لأنه النصف الآخر من نورس التي حرمته من احتضانها



انتهى الفصل

ما بقي من الرواية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة .. و معظم الأحداث ستتركز على نورس فقط
و بما أننا قاربنا على النهاية أريد من كل واحدة منكن أن تقتبس في التعليقات أجمل مشهد أعجبها أو جملة بقيت راسخة في ذهنها كي نستعيد الذكريات الجميلة والحزينة للرواية

بانتظار تعليقاتكم وانتقاداتكم


إلى لقاء متجدد في نفس الموعد مع


صــقــور تـــخـــشــى الـــحــب
حـكـايـة الــحـــب و الـــوجـــع .. و الــوطن



bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 10:47 PM   #1657

amana 98
alkap ~
 
الصورة الرمزية amana 98

? العضوٌ??? » 319272
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » amana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond reputeamana 98 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بليييييييييييييييييييز ارجوووووووووووووووووووكي

لا تخلينها ترجع لكااااااسر واقعيا استحاله الكرأه تقبل ترجع لزوج مثل كذا
والله عامر حلو ومناسب 😜😜😜😜

واضحه


amana 98 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 11:05 PM   #1658

koka 88

? العضوٌ??? » 214256
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 556
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
?  نُقآطِيْ » koka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond reputekoka 88 has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
افتراضي

فصل حزين اتمني ان تجد سلامها الداخلي ورجاء لاترجعيها لكاسر

koka 88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 11:11 PM   #1659

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

راقب الدموع التي زحفت على وجنتيها و قد قالت بعبرة : - طفلي قُتل .. لقد كبر معي كل يوم .. سمعته يطلق صرخة الحياة .. سمعت صوت بكائه للمرة الأولى و الأخيرة .. حرموني من أمومتي .. كان يكبر ..يتنفس .. يبكي .. يناغي دون أن يعرفني .. ربما لم يكن ليميزني حتى لأنه لم يعرف رائحتي .. لقد كنت كالمجنونة أنهض كل يوم لأتخيله معي و أبدأ بممارسة روتيني اليومي كأم ..

ازدادت وتيرة بكائها لتتابع بألم : - لقد كنت أشاهد فيديوهات لأطفال صغار و أتساءل أيهم يشبه ابني أكثر ؟ .. كنت أتخليه بين ذراعي .. أتخيل نظراته إلي.. و هم سرقوه مني و اختطفوه من حضني الذي لم يحتوه يوما .. من سيطفئ النار التي تحرقني أنا .. سلبوني روحي و قطعة من قلبي .. لم يقف أحدهم في صفي .. لقد ركعت أمام قدميه أتوسله كي يدعني أراه .. لكنهم أعادوه جثة باردة بلا روح .. ما الذي تتوقعونه مني؟ .. الألم لا يخب ، ليس بيدي حيلة .

بكيت وانا عم اقرأ هذه الفقرة... فأنا أم واعرف ما تعنيه هذه الكلمات... ابدعتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-17, 11:12 PM   #1660

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

أحببببببك قسم .. الحمدلله ماماتت
وصلت ل بعد الحلم لما طلع كابوس
اخخخخ قلبي نزلت دموعي
برجع اكمل


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.