آخر 10 مشاركات
شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إن كنت مكان نورس و كان عليك الاختيار بين عامر و كاسر فمن ستختارين ؟
كاسر 44 30.99%
عامر 98 69.01%
المصوتون: 142. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree224Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-17, 10:57 PM   #871

totoranosh

شاعرة متألقة المنتدى الأدبي

 
الصورة الرمزية totoranosh

? العضوٌ??? » 342649
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » totoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
افتراضي


تسجيل حضوووووووووووووووور

totoranosh غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 11:04 PM   #872

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أسبوع و أنا أبرمج نفسي على تنزيل فصلين هذه الجمعة و كنت على كلامي حتى فوجئت بتعطل حاسوبي قبل ساعات للأسف

سأقول بتنزيل الفصل التاسع ( أكثر من 5 آلاف كلمة ) و يتبعه الجزء الجزء الأول من الفصل العاشر ( تقريبا 3000 كلمة )

جاري تنزيل الفصل ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 11:13 PM   #873

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع


مستشفى النورس الخاص ...

ـ أين نورس ؟ ألا تريد رؤيتي قبل أن أدخل العملية ؟

رمق أرسلان والده بانزعاج ، ما الذي يتوقعه منها بعدما أجبرها على الزواج مهددا إياها بصحته ؟ ، لولا أن شاهين منعه كان ليضرب كاسر صباحا ما أن رآه ضاربا بعرض الحائط بأنه يعمل تحت قيادته في نفس الثكنة العسكرية ..

عندما لم يتلق محمد أي إجابة من ولديه قال و قد اكتسب صوته بعض الضعف :
ـ نادها يا شاهين أنا أريد التكلم معكم كلكم .

قبل أن يستجيب ابنه سبقه كاسر بأن قال :ـ أنا سأحضرها .

انسحب خارجا و وجهته مكتب نورس ، زوجته .. بات يبتسم ببلاهة كلما همس بتلك الكلمة كأنه يثبت لنفسه بأن حبيبته صارت تنتمي إليه و ارتبط قلباهما قبل اسميهما بميثاق غليظ حتى الممات
دخل مكتبها دون أن يطرق الباب حتى فقالت دون أن ترفع رأسها عن الأوراق
ـ أخبرتك أن لا تدخلي أي أحد ، أنا مشغولة .

للحظات بقي يحتضنها بعينيه قبل أن يقول :ـ والدك يريد رؤيتك .

رفعت إليه نظراتها الغاضبة و كم تتمنى قتله في هذه اللحظة ، هي تشغل نفسها بالعمل كي لا تفكر بالمصيبة التي اقترفتها صباحا بزواجها به و هو لا يعتقها
خرج صوتها غاضبا ، ساخطا بشدة :
ـ هل صدقت حقا نفسك و بت تدخل مكتبي دون إذن حتى ؟ .. ثم هل عينك حضرة اللواء كسكرتير لديه ؟ .

لم يجبها بل .. ابتسم !
تبدو أجمل وهي غاضبة بل جميلة في كل حالاتها
أدخلته في عالم من الأحلام من خلق عينيها الذابلتين و ما تزال تلف خيوط الحب حوله أكثر حتى لا يعترف بحبيبة سواها
كانت أول امرأة احتضنها صدره ، أول اسم تهمس به شفتاه
و أول من خفق لها قلبه ..
كالجنية تسللت إليه ببطء فألقت بتعويذتها السحرية عليه حتى صار يرى وجهها في وجوه كل نساء الكون و عيناها ، آه منهما .. لا تفارقانه لا في خياله ولا في يقظته .

حركت سبابتها حول وجهها قائلة :
ـ هل هناك شيء ما على وجهي أم أن الخرس قد أصابك ؟

أخذ يقترب منها ببطء مستفز حتى وصل إليها يظللها بطوله وقال بثقة :
ـ أنتِ زوجتي ، حلالي أنظر إليك ، أدخل مكتبك و أفعل بكِ ما أشاء

وقفت دافعة بالكرسي للخلف ليحتل ملامحها البرود التام لتقول من بين أسنانها وسبابتها تنخر صدره :ـ زوجتك لبعض الوقت و لولا أجبار والدي لي لكانت نجوم السماء أقرب لك مني .

بحركة خاطفة كان يقبض على معصمها يدير ذراعها خلف ظهرها مقربا إياها منه حتى التصقت به .
كان إبهامه يلامس بشرة يدها برقة باعثا بشرارات من الضعف لتجتاحها ثم همس لها :

ـ أنتِ ملكي يا نورس ، حتى يدفن أحدنا تحت التراب

طبع قبلة صغيرة على أذنها يؤكد بها كلامه ليتجرأ أكثر و يحتضنها بذراعه الأخرى منتشيا بقربها المهلك
حبها يحمل طعم الجنة و طعم النار
يمنحه سلاما لذيذا يغلف قلبه و في الآن ذاته يحرق حشاشته مع كل نظرة أو همسة منها ..
إن كان هو مستمتعا بمشاعره مستسلما لها فالقابعة بين أحضانه تحاول مقاومة تيار عاطفته الذي يسحبها ففي بحار الحب السباحة عكس التيار هي نفسها السباحة في اتجاهه فكلا السبيلين سيقودانها إليه

همست بضعف :ـ كاسر .. ابتعد عني .

قال يغيظها :ـ قبلة صغيرة منك و سأبتعد .. أعدك .

طلبه الوقح جعل الرغبة في التحرر منه تستيقظ لديها ، يريد قبلة ! .. ستمنحه إياها .
دون أن تتردد لحظة كانت تغرز أسنانها في رقبته فصرخ بألم يحاول إبعادها فنجح .
رمقته بانتصار بينما يضع يده مكان عضتها متأوها بوجع و علق :

ـ بحق الله تتحولين إلى مصاص دماء فقط من أجل قبلة .. سحقا للقبلة اللعينة .

ردت نورس بتشفي :ـ تستحق ذلك و ما زلت لم تر شيئا حضرة الرائد سأقتلع لحمك من عظامه إن اقتربت مني .

أتبعت كلماتها بنظرات حادة ثم غادرت نحو غرفة والدها ،
صباحا ألقت دفتر العائلة على سريره قائلة بغضب " أنا لن أسامحك أبدا على هذا "
و منذ ذلك الحين لم تره رغم طلباته المتكررة لرؤيتها

دخلت الغرفة فابتسم محمد يمد يده إليها كي تقترب منه ..
استجابت لطلبه رغم الحنق الذي يعلو تقاسيم وجهها و عندما صارت بقربه امسك يدها و رفعها إلى شفتيه قائلا بحنان :
- لولا خوفي عليكِ ما كنت زوجتك له ، إن كتب الله لي عمرا جديدا سأعوضك عن كل شيء .

رقت نظراتها نحوه فتابع بحزن :- أنا اعلم بأنني قصرت في حقك و أخويك و مهما اعتذرت لن يكفي .. لكنني حقا آسف و ما أن تتحسن أوضاع البلاد سأقدم تقاعدي و سنجوب أنا و أنتِ كل العالم .

حينما أمرها بأن تنحني قليلا قبل جبينها بعمق ثم احتضنها بذراع واحدة و همس بصوت ضعيف :

- أنا لا أكرهك يا نورس أنتِ صغيرتي قطعة من روحي و ستبقين دائما الغالية ابنة الغالية .

دمعت عيناها بتأثر من مشاعر حنانه التي يغمرها بها ، عاطفة حرمها منها سابقا و الآن يمنحها إياها ، هي لا تريد شيئا من هذا العالم غير تذوق أبوته و اهتمامه حتى القليل فقط يكفيها .
قبّلت جبينه ثم وجنته قائلة بعبرة :
- أنا أحبك يا أبي فعد إليّ سالما .

قبل يدها بحب محتفظا بها بين أصابعه و نقل نظره إلى أرسلان قائلا :- أنا أعتذر منك أيضا بني ، قد لا أستطيع تعويضك عمّا مضى لكن سأحاول أن أساندك مستقبلا .. شقيقك حدثني عن رغبتك بالزواج و عن قصة الفتاة لذا اطمئن لقد اتصلت بأحد معارفي و لن تواجهك أية صعوبات .

ابتسم أرسلان شاكرا إياه وقلبه ينقبض خوفا على والده رغم أنه لم يجده كثيرا في سنوات عمره ؟إلا أنه يحبه و يخاف عليه :
- شكرا لك يا أبي ، و عد لنا سالما فكلنا نحتاجك

نقل محمد نظراته نحو بكره ، مهما ردد بافتخاره به لن يقدر عن التعبير فانطلق صوته مليئا بالاعتزاز :- أنا فخور بك جدا يا شاهين ، أنت رجل بحق و لم أكن لأتمنى ابنا أفضل منك .. أنا آسف لأنني ألقيت عليك بحمل التوأم لكنك ربيتهما أفضل مما كنت سأفعل أنا ، والدتك كانت لتفخر بك .

منحه شاهين ابتسامة صغيرة ليقول بحنانه المعتاد الذي امتزج بقلقه :
- أنت لا تدين لي بأي اعتذار او شكر ، أنا لم افعل إلا واجبي فلا تفكر بشيء الآن سوى صحتك يا أبي

سحب اللواء نفسا عميقا يمرر نظراته على أولاده بحزن ليوصيهم :
- ابقوا دائما متماسكين هكذا لا يفرقكم أي شيء .

ثم تابع و عيناه على شاهين وأرسلان :- نونو في أمانتكما ، اعتنيا بها و احمياها .

انقبض قلب نورس بألم و هي تستمع إلى وصايا والدها كأنه يودعهم ، لن تتحمل إن فقدته هو الآخر ، ليس وهو قد منحها أملا بالمستقبل .

أمر ولديه قائلا :- سأحدثكما الآن بصفتي أحد قادة الجيش ..الوطن يحتاجكما ، فلا تبخلا عليه بتضحياتكما ، كونا على قدر قسمكما له بالحماية و الوفاء ، أجدادكما غسلوا هذه الأرض بالدماء فلا تسمحا لكائن من يكون بتدنيسها و زعزعة استقرارها و كونا خير خلف لخير سلف ، مفهوم ؟ .

ضرب كلاهما التحية له يعدانه بحماية الوطن و كل ذرة منهما تردد
من أجلك عشنا يا وطني .. نفدي بالروح أراضينا


*
*
مساءا ..
أمام غرفة العمليات اجتمع كل أبناء القاسمي إلى جانب رزان و كاسر ينتظرون خروج أي أحد ليريح أعصابهم بعد ساعات من الانتظار المتواصل
أخفض أرسلان نظراته إلى نورس المتكئة على كتفه قائلا بخفوت :ـ نونو ، منذ يومين و أنتِ لا تنامين جيدا اذهبي إلى مكتبك وارتاحي و حينما يصلنا أي خبر سآتي إليكِ

رد باعتراض :ـ لا ..سأبقى هنا .
تنهد بقلة حيلة مقبلا رأسها .. أما شاهين فقط أمسك بيد رزان وهمس بقلق :ـ وجهك شاحب و كلكِ ترتجفين تبدين خائفة أكثر من نورس نفسها .. تماسكي قليلا .

أومأت برأسها دون أن ترفع نظراته عن الأرض ، كيف تخبره أنها السبب فيما حصل لوالدها و إن لم يخرج من العملية لن تسامح نفسها ولا هو سيسامحها ؟

هبّ الكل واقفين ما أن فتح الباب ليخرج منه الجراح الإيطالي و بجانبه معتز

كان شاهين أول من نطق :- هل من أخبار ؟ ، كيف سارت العملية .


أجاب الجراح بالإنجليزية بعدما رفض معتز الكلام :

:we tried our best but we couldn’t save him .. I’m sorry we lost the patient ـ
( لقد بذلنا جهدنا لكن لم نستطع إنقاذه ، أنا آسف ، لقد فقدنا المريض ) .

الصدمة التي غشت عقول الجميع انقشعت ما أن سألت نورس معتز بعدم تصديق :

- ما الذي يعنيه هذا الرجل بأنه لم يستطع إنقاذه ؟ ، هل يمزح ؟ .

سكن الحزن عيني معتز بينما يجيبها :- لقد حاولنا ، الرصاصة كانت في مكان خطر ، أنا آسف .

لم تعلم متى سقطت دموعها لتحرق خديها موازاة للنار التي اتقدت داخل صدرها ، أخذت تهز رأسها نفيا ترفض التصديق فهتفت ببكاء :- لا ، لن يموت بهذه السهولة ، لا ، افعل شيئا يا معتز ،افعل شيئا أرجوك .

عندما أنكس رأسه أرضا دفعته عن طريقها متأوهة بقهر لتندفع إلى غرفة العمليات ، دفعت الممرضة التي ترفع الغطاء على وجه والدها فأزاحته لتتساقط دموعها مدرارا و صوتها يرتجف كجسمها :
- أبي ، أنت وعدتني و قلت ستعود ، افتح عينيك أبي ، افتح عينيك أرجوك .. هيا استيقظ .

انحنت تقبل وجهه الحبيب عليها لتسند رأسها على صدره البارد ، و قلبها يصرخ وجعا ، لأربع و عشرين سنة كانت تنتظره و حينما وعدها بأنه سيعوضها و لو عن القليل ها هو يغادرها ..
نقلت تركيزها إلى الممرضة و قالت :- هيا ، أعيدي وصل الأجهزة ، أبي لن يموت ، سيستيقظ .. هيا افعلي كما أقول لك.

عندما لم تحرك المرأة ساكنا استدارت تنظر إلى معتز الذي دخل مما منحها الفرصة لترى شاهين الذي يسند رزان المغمى عليه و الحيرة تختلط مع الصدمة على صفحة وجهه ..
توسلت ببكاء :- معتز ، أرجوك دعه يستيقظ ، أرجوك افعل شيئا

طبعت قبلة على خد والدها قائلة :- أقسم لك أنا سامحتك أبي ، سامحتك على كل ما مضى فقط عد إلي فانا أحتاجك بجانبي ، هيا أبي استيقظ حبيبي .. استيقظ لقد وعدتني

هزته بعنف حينما لم يستجب و بكاءها يدخل مرحلة هستيرية ، لم تكن عيناها فقط من تبكيان ، كلها تبكيه ، لقد ظنت أن سنواتها القادمة ستتغير فقد منحها كلمته و والدها لا يتراجع في وعد قطعه .. على أساس أنهما لن يفترقا ! ، على أساس أنه لن يتركها لوحدها و سيمنحها ما افتقدته خلال سنوات عمرها الماضية فما باله يتركها الآن ؟ .
نظرت إلى كاسر الذي جثى على ركبة واحدة بجانبها فقبضت يداها على بذلته العسكرية باكية :

- أخبرهم بأن يفعلوا شيئا يا كاسر .. أبي لن يتركني ..ليس الآن .. ليس هكذا .

همس باسمها :- نورس ، حبيبتي تماسكي قليلا .

هزت رأسها بعنف و نحيبها يزداد :- لا أريده أن يرحل عني ، إنه أبي و أنا احتاجه فلمَ لا يعود ؟ .. لمَ لا يستيقظ ؟ .

أمسكت يد والدها الباردة تنثر عليها قبلاتها و دموعها على حد سواء هامسة ببحة :- لا تذهب بابا ، لا تذهب كأمي أنت أيضا ، أنا لم اشبع من وجودك بعد .. أرجوك افتح عينيك

ضمها كاسر إلى صدره بقوة مقبلا رأسها و قلبه يترنح وجعا لوجعها :
- نونو ، كوني قوية كما أعرفك ، تماسكي .

صرخت متوجعة بألم :- هذا كثير عليّ .. الوجع كبير ..إنها نار تحرق حشاشتي .. آه .. يا حرقة قلبي عليه .

ترك ركبته الأخرى لتستقر أرضا و ذراعاه تلملمان بقاياها إليه ، يمنحها بعضها من قوته كي تستجمع نفسها .. لم يبالِ بمن ينظر إليهما فيكفيه عزلته معها في عالم خاص بهما يكون فيه صدره هو الشاطئ الذي تلقي بأحزانها عليه ، و شفتاه هما بلسم روحها بهمساته و قبلاته ..
سمع صوت شاهين الذي يقف خلفه ينادي باسمها فحررها من اسر ذراعيه ليتركها تقف و تتجه إليه .. احتضنته باكية :- لقد تركني يا أخي .. تركني لوحدتي و يتمي .. ما عساني فاعلة ؟ ، أخبرني كيف سأصبر ؟ .

ألقى نظرة حزينة متألمة على والده ثم انحنى يحملها بين ذراعيه ليغادر بها غرفة العمليات و يستقر على أحد كراسي الانتظار و هي في حجره تدفن رأسها بين حنايا صدر تهمس بوجع :
- لا تتركني كما فعل هو ، لا ترحل عني أخي ، أحتاجك أنت و أرسلان معي .. لا تتركاني كما فعل هو .

قبّل جبينها بعمق يواسيها و يواسي نفسه بها هامسا :- حتى تزهق أنفاسي لن أتركك يا قلب شاهين و كل عمره ، أنا معك و أحتاجك أيضا .

نظر إليهما أرسلان الذي خرج من صدمته منذ لحظات ليستقر بجانبهما على الكرسي ثم أحاطهما سويا بذراعيه لا يدري أيضمهما إليه أم يضم نفسه إليهما ؟


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 11:29 PM   #874

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد شهر

منزل آل القاسمي ...


أيام عانقت أسابيعا حتى صارت شهرا و ذكرى والدهم لا تزال تحزنهم .. تنهد شاهين بأسى مقبلا جبين شقيقته النائمة على صدره ، كانت هي اكثر من تأثر بينهم لأنها الأضعف و رغم مرور الايام إلا أن وجعها لا يخف و كل يوم يسمع بكائها ما أن يستيقظ فجرا فيدخل إليها يهدئها حتى تنام و لا يغادر إلا حينما يقترب موعد عمله .
نظر إلى ملامحها المسترخية لترتسم ابتسامة دافئةعلى شفتيه ، رغم السنوات ما يزال يراها طفلة صغيرة تحتاج اهتمامه و رعايته .
عقد حاجبيه ما أن سمع أصواتا لتحرك الأواني تخترق صمت البيت و هو يعلم أن لا أحد موجود غيره هو و نورس .
ابتعد عن شقيقته ببطء كي لا يوقظها و ما أن نجح حتى تململت بضيق فقبل خدها ثم تركها . حينما بلغ باب المطبخ ابتسم لمنظر رزان التي تتجول في المطبخ بحرية
هذه المرأة ، أصبحت من أساسيات يومه ، ينام على صوتها و يستيقظ عليه يوميا ، تقف بجانبه و حوله بنظراتها و ابتساماتها حتى أدمنها .
اقترب منها بهدوء لتنتفض ما أن لف ذراعيه حول ظهرها مقبلا خدها برقة
قالت بضحكة :- كان من الأفضل لو أصدرت صوتا بدل تسللك كاللصوص .

ابتسم مجيبا و قد أدارها لتنظر إليه :- أنتِ من دخل البيت كاللصوص .. ثم ما الذي تفعلينه هنا يفترض أن ليلة زفافنا اليوم و لا يجب أن أراك .

رفعت ذراعيها تلفهما حول عنقه قائلة بغنج :- ألاتذكر أنك منحتني مفتاحا للمنزل ؟ ..كما أن اليوم عقد قران شقيقك و الخالة نور ستقيم احتفالا بسيطا بمناسبة زفافنا مع مأدبة الغداء فأردت الحضور و المساعدة و الإحتفال معكم كعائلة واحدة .

داعب أنفها بأنفه يتفهم رغبتها في التواجد معهم لاشتياقها لجو العائلة ، بات يستوعب تصرفاتها و محاولة تقربها من الجميع حتى رغبتها بتعجيل الزفاف قبل موعده بثلاثة أسابيع و رفضها لإقامة احتفال كبير كأي فتاة

قال بحزم :- بعد الاحتفال تعودين إلى بيتك لأخرجك من هناك كأي عروس بفستانها الأبيض ، هل كلامي مفهوم ؟ .

ردت ضاحكة :-أنا كلي تحت أمرك حضرة الرائد .

شهقت ما أن رفعها من خصرها مجلسا إياها على الرف الرخامي و مرر يده على جانب وجهها ثم أبقاها على عنقها و همس ببحة رجولية :- ما الذي سأفعله بك الآن ؟.

ابتسمت بصمت و قد احمر وجهها لتختفي ابتسامتها الرقيقة تلك ما أن سأل :
- لمَ ارى شجنا في عينيك كلما نظرتِ إليّ ؟

ما عساها تجيبه ؟ ، في كل مرة تنظر إليه يزداد كرهها و خجلها من نفسها لكونها تكذب عليه و دم والدها سُفك على يد عائلتها ..
لأول مرة تتصرف بأنانية كي تحظى بما حرمت منه، فقط فلتذق طعم حبه و حنانه أكثر و ستعترف له بكل شيء حتى إن قرر تركها ستنحب و لن تلومه .
كانا يتبادلان النظرات الطويلة المبهمة و المشبعة بمعنى يسأل و معنى يجيب ، معنى يتقدم و آخر يتراجع
فنطقت أخيرا بحزن :- أنا أحزن لأنني أراك لا تظهر حزنك على والدك وتخفي خوفك على شقيقتك .. لا بأس ببضع لحظات من الضعف .

أنهت كلماتها بأن سحبت رأسه إلى حضنها تمنحه رسالات اعتذار مشفرة ، ليتها ما تعلقت به هكذا ، بل ليتها لا تشتاق إلى حضنه و ابتساماته وهمساته باسمها ..
رفع رأسه إليه سائلا بابتسامة :- هل تريدين رؤية غرفتنا ؟ .

أومأت و عيناها تشعان حماسا فقد كان يمنعها من دخولها حتى ينتهي تجديدها كليا .
صعدا السلالم متشابكي الايدي فتلألأ ثغرها ضحكا حينما حملها شاهين بين ذراعيه ما أن كانا أمام الغرفة

-افتحي الباب .

أدارت المقبض ليدخل بها غرفتهما التي يطغى عليها اللونين الأبيض و الرمادي الفاتح ، بقيت عيناها تتجولان حول المكان بإعجاب واضح .
استقرت أرضا على قدميها لتقول بذهول :- جميلة جدا ، أفضل مما أردتها حتى .

التفتت تغرقه بنظراتها الخجلة الحيية و علقت و يداها تمسكان بيديه :
- شكرا لك لأنك اخترت اللون الذي أردته أنا .. محظوظة أنا بك حضرة الرائد ، عسى أن لا يحرمني الله منك لـ..

دون أن تدري تحول حديثهما من كلمات إلى قبلات
لحظات .. ثوان أم دقائق و سحابة الحب تغشاهما فلم يسكنا مما غشيهما إلا على صوت نورس المتذمر :
- شاهين أين أنت ؟ ..يا شاهين ؟!

همس بحنق من بين أنفاسه :- دائما توقيتها سيء ..دائما .

مرر إبهاميه على وجنتي رزان التي تجاهد لتقاوم مشاعرها :

- أدخلي الحمام و رتبي شكلك ..

سارعت تنفذ ما قاله بينما هو فقد تأوه بسخط ، لو لم تكن ليلة زفافه بعد ساعات لكان جر شقيقته من شعرها خارج البيت بسبب تطفلها .
خرج لها نظرت إليه بتشكك و قالت :
- حينما رأيت سيارة زوجتك خارجا ظننتك خرجت معها .

ابتسمت حينما لاحظت احمرار أذنيه و قد وصلتها الرسالة واضحة فغيرت الموضوع فورا و قد عادت إلى تذمرها :- ألم تحضر لي الفطائر اليوم ؟

أجاب :- أحضرتها كالعادة فجرا ، لكن أرسلان و ليليان لم يبقيا لكِ شيئا .

تجهمت ملامحها بشدة :- سحقا له ، كيف سأشرب حليبي الآن ؟ ، لن أبقى دون فطور بسببه .

رفع سبابته في وجهها بتحذير ما أن نظرت إليه ببراءة مبالغة :
- لا تمنحيني نظرات القطط تلك ، الفطائر لا تباع في هذا الوقت من الصباح لذا لن أخرج .

رفرفت برموشها قائلة برجاء تعلم أنه يؤثر عليه :- أرجوك أخي ، هل ترضى أن أبقى طوال الصباح بمعدة فارغة ؟ ، اشترِ لي كعكا أو أي شيء حلو ، أرجوك .

ردد من بين أسنانه بخضوع :- قسما أفرطت في تدليلك و ها أنا أدفع الثمن .

*
*

مساءا .

تأففت نورس تنظر لربطة العنق السوداء التي يحملها شقيقها ، منذ الصباح تحاول إقناعه بارتداء الفراشة و هو يرفض .
ـ أخي ، أنت ذاهب إلى عروسك وليس لاجتماع إداري .. بحق الله لمَ لا تقتنع ؟

رد شاهين بانزعاج :ـ نونو توقفي عن عنادك و دعيني أرتدي ما أرتاح له

دخل عليهما أرسلان مبتسما ملء فمه و قال :ـ أبدو وسيما أليس كذلك ؟ ..

اقتربت منه توأمته تمسح على كتفيه ثم تعدل له الفراشة حول عنقه قائلة بإعجاب :
ـ تبدو كالممثلين تماما ، هذا كله لأنك تستمع إلى نصائحي عكس بعض الناس .

قبلت وجنته بحب ثم احتضنته مباركة ، رغم قلقها من فقدان اهتمامها فهي سعيدة لسعادتهما ضحكت حينما انتقد شاهين شقيقه :
ـ زوجتك معك هنا فلمَ ترتدِ البذلة الآن و لم تفعلها أثناء عقد القران ؟

رد أرسلان :ـ تحسدني حتى على هذه ، أريد أن تراني زوجتي وسيما هل هناك مانع ؟

منحه نظرات ساخرة و بعدما أنهى وضع ربطة عنقه رش من عطره ثم اقترب من شقيقته يقبل جبينها ومد لها ذراعه تتأبطها ليفعل توأمها المثل
حينما نزل ثلاثتهم السلالم أخذت الخالة نور تطلق الزغاريد المتتالية

دمعت عيناها من فرط سعادتها و قالت :ـ عشت لأراكم عرسانا يا صغاري .. مبارك لنا هذه الفرحة .

قبّل كل من شاهين و أرسلان رأسها تباعا بينما نورس انطلقت تفتح الباب بعدما رن الجرس
و ما أن قابلها وجه كاسر حتى ظلت ترمقه بصدمة ثم صفقت الباب في وجهه بعنف
لشهر كامل كانت تتجاهل اتصالاته و ترفض رؤيته ولا مقابلته فما الذي أحضره الآن ؟
نقلت نظراتها المرتبكة نحو شاهين الذي سأل :
ـ من الذي زارنا ؟

ردت بسرعة :ـ لا أحد .. لا أحد مهم .

أزاحها بعيدا ثم فتح الباب ليقابله كاسر فاستدار نحو أخته يرمقها بعتاب ثم سلم على صديقه الذي احتضنه مباركا .

بعد لحظات اجتمع ثلاثتهم في غرفة الجلوس فقال كاسر دون مقدمات :
ـ لا أريد تأخيرك عن زوجتك ، لقد أتيت لآخذ نورس .

رمقته المعنية بالكلام بحدة هاتفة :ـ أنا لن أذهب معك إلى أي مكان ، والدي و مات لذا أريد الطلاق .

أجابها بانفعال :ـ أنتِ زوجتي و أخبرتك سابقا بأنني لن أطلقك ، و إن لم تأتِ معي أقسم أن أطلبك في بيت الطاعة وحينها سوف تأتين رغما عنك .

نقلت نورس نظراتها نحو شاهين تطلب دعمه فلم يحرك ساكنا و حينها فهمت ما يحصل ، شقيقها لديه علم بشأن هذه الزيارة و فحواها و بالتأكيد أبعد أرسلان عن هذا الاجتماع كي لا يتدخل .
قال مخاطبا صديقه : ـ هلا انتظرتنا خارجا يا كاسر ؟.

هز الآخر رأسه بحسنا ثم غادر المنزل بينما شاهين فقد أجلس أخته بجانبه ثم أمسك وجهها بين يديه قائلا بحنان :
ـ لقد حاولت إقناعه ليطلقك لكنه رفض حتى إن رفعنا قضية خلع فلن يقبل أي قاضٍ تطليقك دون سبب مقنع .. أنتِ وافقتِ عليه يا نورس .

ردت باعتراض :ـ لا .. لم أفعل والدي هو من أجبرني .

اتسعت عيناها بذعر ما أن قال :ـ نونو التي ربيتها لا تخضع و كانت لتجد حلا و لو من تحت الأرض ، قلبك يا صغيرتي هو من جعلك توافقين و اتخذتِ شرط والدنا كحجة لتبرري تصرفك .

ضمها إلى صدره بحنان ثم تابع :ـ إن كان هو قد اعترف بحبه لكِ ، فاعترفي أنتِ أيضا و لو بينك وبين نفسك .

فاجأها أن يقرأها شقيقها بهذه البساطة بل يجعل المسألة تبدو بغاية السهولة بينما هي معضلة شائكة ، حتى و إن اعترفت بحبها له فلن تستطيع إنكار حقيقة أنه متزوج من أخرى قبلها .. فجأة انتبهت إلى ما قاله و رددت بحيرة :
ـ يحبني !

لم تنتبه بأنها نطقت كلماتها بصوت مسموع فأبعدها شاهين عنه و قال مؤكدا :
ـ رغم رغبتي في قتله إلا أنه فعلها ، فافعليها أنتِ كذلك .

أشاحت بوجهها في خجل فعلق بضحكة :ـ لقد كنت أحممك و أنتِ صغيرة فلا داعي للخجل .

شهقت تخفي وجهها بين يديها فاحتضنها مقبلا رأسها قائلا بجدية :
ـ جربي البقاء معه لفترة و إن لم تريدي الاستمرار فسأطلقك منه .. اتفقنا ؟

رغم عدم اقتناعها ، رغم مخاوفها و مشاعرها المتضاربة هزت رأسها موافقة
لأول مرة ستدخل طريقا دون أن تحسب خطواتها
فهل ستتعثر يوما ؟

*
*


منزل آل حامد

دخل بمفرده إلى المنزل بعد رفض أرسلان و كذلك منع كاسر لنورس بالدخول بسبب غيرته ، جلس على الأريكة مقابلا للعميد حسن و ملامحه تحمل كل الجمود لكن داخله نار تتأجج لن يطفئها سوى القصاص لدماء والده .

قال ببرود :ـ هل يمكنني الحصول على كأس من الماء ؟

أومأ حسن ثم وقف متجها إلى المطبخ فاستغل شاهين الموقف و أخرج جهاز تنصت صغير كان في جيبه منحه إياه رجال من الأمن العسكري ليعرفوا مخططات العميد المستقبلية
زرع الجهاز في الزاوية بين ساق الطاولة الخشبية الصغيرة وسطحها بحيث لا يراه أحد
ليعتدل في مكانه ما أن عاد حسن حاملا كوب الماء
ارتشف شاهين القليل ثم رفع نظراته إلى السلالم ليقف يتابع بنظراته المغرمة زوجته بفستانها الأبيض البهي و طرحتها الطويلة خلفها ترفع شعرها بتسريحة زادت ملامحها رقة
حينما وقفت مقابلا له أطرقت بعينيها أرضا مبتسمة بخجل .. لاحظ جمود ملامحها ما أن اقترب والدها منها مقبلا رأسها و قال :ـ ابنتي في رعايتك يا شاهين .

لم يجبه بل اقترب مقبلا جبين زوجته وهمس في أنها :
ـ حتى العين تسكر من جمالك

وضع عليها البرنوس الأبيض المطرز بالذهبي على حافته ثم رفع قبعته المثلثة العريضة لتخفي رأسها و نصف وجهها
...

غادرا المنزل نحو الفندق على أهازيج أبواق سيارتي شقيقه و كاسر و في كل مرة يلقي نظرة خاطفة نحو رزان
حينما وصلا إلى وجهتهما كانا لوحدهما و على نظرات الناس استقلا المصعد .. و ما أن توقف في طابقهما ضحكت رزان برقة حينما حملها زوجها ذراعيه
دخلا الجناح سويا
نحو بداية لحياتهما معا
باتحاد قلبيهما و روحيهما قبل جسديهما
حيث الحب ثم الحب ثم الحب


*
*

منزل آل القاسمي

بعدما أن أوصل شاهين و زوجته إلى الفندق عاد إلى منزله ، حيث يفترض أن تكون صاحبة الحمار
حينما دخل غرفته التي باتت غرفتها أيضا عبست ملامحه ، لعشر مرات حذرها بأن لا تنام و تنتظره لكنها لا تستجيب .
ألقى سترته على الأرض ثم ابتسم بتسلية ليقترب منها ثم يحملها بهدوء كي لا تستيقظ ، نزل بها إلى الحديقة حتى وصل المسبح و حينها فتحت عينيها الناعستين ترمقه بتعجب
سألت بصوتها الناعس :
ـ أرسلان ؟ ، ما الذي تفعله ؟

أجاب مبتسما بعبث :ـ قلت لك انتظريني و إن وجدتك نائمة سأرميكِ في المسبح لذا سأنفذ عقابي

لم يمنحها فرصة الاستيعاب و دون أي رأفة ألقاها وسط المياه ..
صرخت ليلان برعب تحاول البحث عن الأرض بقدمها و تشعر بنفسها تغرق ظلت تقاوم و تقاوم و تحاول أن تطفوا و ما أن قررت الاستسلام شعرت بذراعين تضمانها ، وصلها صوت أرسلان الضاحك يتسلل إلى أذنها :
ـ أنتِ بخير اهدئي .. أنتِ بخير .

تعلقت بعنقه بقوة مغمضة العينين و سعالها لا يتوقف بسبب المياه التي شربتها :
ـ لا تتركني ، سأغرق ..أرجوك لا تفلتني

أبعد شعرها عن وجهها ففتحت عينيها الزرقاوين الدامعتين صارخة بخوف :

ـ ما خطبك يا هذا ؟ ، كدت تقتلني غرقا .

اكتفى أرسلان بالنظر إليها بتوله و ذراعها تضمانها إليه
قاتل هو عشق النساء
إن سُقيت منه تظمأ و إن أبصرت دربه تعمى
كم أنذر قلبه متاعب العشق و نيران الهوى فما استمع له وما اتعظ و لم يزدد إلا غراما بها بعد كل لقاء وآخر
بات كالضائع في طرقات حبها فلا عيناها ترشدانه و لا قلبها ينجيه من التوهان
سحقا للحب و الغرام
سبح بها قليلا ثم رفعها من خصرها يجلسها على حافة المسبح .. نزع قميصه الأبيض يتبعه بالقميص الداخلي ورماهم بجانبها و انطلق يسبح وسط المياه لعل برودتها الخفيفة تطفئ نيران مشاعره
لا يعلم كم مضى من دقائق و هو على حاله بينما ليلان فقد سرحت بذهنها بعيدا عنه تتذكر لقاءها بوالدها هذا الصباح ، كان لقاءا مفعما بمشاعر الاشتياق .
ابتسمت بحزن حينما تذكرت دموعه ما أن تم عقد قرانها بأرسلان في المحكمة و كلماته التي رددها على مسامع الأخير " ابنتي أمانة في رقبتك ، اعتنِ بها و لا تؤذها و كن لها خير سند "
و بعد مأدبة الغداء جلست لوحدها مع والدها و حكت له عن كل ما عاشته في فترة غيابها عنه حتى أنها حاولت إقناعه بالبقاء معها أكثر

-ألا يمكنك المبيت معنا هذه الليلة على الأقل ؟ .

ربت والدها على رأسها بحنو قائلا :- ابنتي ، تعلمين أنني لا أرضى أن يعتني احد غيري بأغنامي ، كما أنني مطمئن عليكِ مع زوجك و أهله فما الذي سيبقيني ؟ .
احتضنته و قد دمعت عيناها :- أنا اشتقت إليك و لأهل قريتي ، لزيكو أيضا .. كيف حاله ، هل يفتقدني ؟ .
أجابها بابتسامة حنونة مقبلا رأسها :- زيكو بخير لا تقلقي عليه ، لا يسمعك زوجك و يغار بسبب حمار .

ضحكت ليليان من فورها فعلق عبد الحكيم :- صغيرتي ، زوجك رجل أصيل ، يضمك تحت جناحه لحمايتك متجاهلا كل الفوارق بينكما فاحترميه و اعتني به و كوني كما ربيتك كلمة بعلك تطاع ، اتفقنا ؟ .

لم ترد إخباره عن طلاقهما بعد فترة فاكتفت بأن أومأت فحسب ..


انسحبت من ذكرياتها على صوت أرسلان الذي لم تنتبه لخروجه من المسبح و جلوسه بجانبها
ـ ما الذي يشغل بالك ؟

ردت تهز رأسها بلا معنى :ـ أفكر بوالدي فقط

ثم تنظر إليه بامتنان قائلة :- شكرا لك على وقوفك بجانبي

ختمت جملتها بأن طبعت قبلة صغيرة خجولة على خده فاحمر وجهها بشدة ما أن نظر إليها ببريق من الصدمة و السعادة ثم قال :
- إن كنتِ حقا شاكرة لي فافعليها ثانية .

رغم عقلها الذي يحثها على عدم الاستجابة قربت وجهها منه كي تكرر حركتها فباغتها بأن أدار وجهه ليقتنص منها أول قبلة .

دفعته بعيدا عنها هاتفة :- ما الذي فعلته ؟ .. لقد خدعتني ، لقد اتفقنا سابقا و انتـ...

قطع كلماتها بأن كرر فعلته ثم ابتعد ناظرا إليها فإذا في أجفانها دمعة تترقرق و تهم أن تنحدر فقال مؤكدا :- أخبرتك سابقا أن لا اتفاق بيننا ، زواجنا سيكون كاملا لذا ضعي هذا في رأسك .

ضربت كتفه بقبضتها قائلة بانفعال :- إن قبلتني دون رغبة مني سأعود إلى قريتي و ليحدث ما سيحدث .

أجابها بثقة رجولية جعلت نبضها يتسارع بشكل اكبر :
- حتى و إن كان بيننا بعد المشرقين ، سأبحث عنك و أجدك دائما ،لأنني الوطن الوحيد الذي تملكينه

السؤال الذي سكن عينيها كان قلبه هو من أجاب عليه ..
ما خطبه ؟
هي من أخذت تبث له مصائد العشق بعينيها و لم تكن لتتركه حتى يعترف بغرامه بها
"نعم ، أنا مغرم بكِ يا بحرية العينين"
لم تبلغ كلماته مدى شفتيه ، فاكتفى قلبه بترديدها حتى يحين وقت لسانه لربما حينها ترحمه و تنسى فكرة تركه .


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 11:40 PM   #875

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ألقى نظرة على النائمة بجانبه تدير وجهها ناحية النافذة ، حتى متعة رؤيتها عن قرب تبخل عليه بها
لست ساعات متواصلة قاد السيارة متجها نحو غرب البلاد ، بالضبط مدينة تلمسان البهية حيث سيقضي أسبوعا مع زوجته كي تنسى القليل من حزنها و يساعدها على المشي في درب حبه دون تعثر

أوقف السيارة بجانب منزل صغير ثم نظر إلى نورس ، لا يعرف كيف و متى و لمَ أحبها ؟
هو لا يحبها لشيء فيها يستطيع الإشارة إليه هو فقط يحبها كما هي و يريدها كما هي
فلتحاربه ، فلتقاومه المهم أن تكون معه و بجانبه

تنهد حينما تذكر كلام شاهين معه وقوله :ـ شقيقتي أغلى ما أمتلكه فإن أتتني تشتكي منك سأدفنك على عتبة هذا الباب .. فلا تؤذنِ فيها يا كاسر

حينها قد رد بثقة :ـ أنا أحبها و لن أتجرأ على أذيتها على الأقل ليس بقصد مني

فقال الآخر :ـ وهذا ما أخشاه ، نحن حينما نحب نؤذِ بشدة .

نزع حزام و اقترب منها مقبلا وجنتها بعمق ثم هزها من ذراعها بلطف كي تستيقظ فتململت بضيق تتمتم بكلمات لم يفهمها .. ابتسم و كرر حركته ففتحت عينيها قائلة بتذمر :
ـ أريد أن أنام .

ـ نورس لقد وصلنا ، دعينا ندخل و يمكنك العودة إلى النوم حينها .

جالت بنظراتها حول المكان ، لم يكن سوى بيت صغير و رمال كثيرة
نقلت رؤيتها نحو المنظر عبر نافذتها لتتسع عيناها باعجاب من الصخور العملاقة التي تبدو كأنها تقف على مياه البحر
التفتت سائلة بحماس :ـ أين نحن ؟ .. المنظر هنا خلاب !

رد مبتسما :ـ نحن في "تلمسان البحر أمامنا " و المنزل خلفنا و لا يحيطنا غير الرمال .. هيا انزلي و انتبهي لخطواتك .

توجه يسحب أكياسا عديدة من الصندوق الخلفي للسيارة ينقلها إلى البيت بينما وقفت هي تمدد عظامها المتشنجة و تتنفس هواء الفجر النقي .
و بعد ما يقارب الخمس دقائق ناداها كاسر لتدخل
ـ أنرتِ المكان بوجودك
ردت ببرود :ـ هل أبدو لك شمعة أو مصباحا لأنيره ؟

رفع عينيه إلى السماء يدعو الله أن لا تخرب طويلة اللسان إجازتهما القصيرة فحينها إما أ يموت كمدا أو سيقتلها هي
حينما ضغط زر الإنارة سمع بوضوح شهقة نورس المصدومة مما تراه ، بالونات باللونين الأبيض و الأحمر تملأ الحجرة الكبيرة حولهم و أخرى على شكل قلب كبير كتب عليه كلمة "أحبك"
من صدمتها لم تستطع النطق بأي حرف فنقلت نظراتها اللامعة بسعادة نحو الذي كانت عيناه تبوحان بالكثير
أخرج علبة ما من جيب بنطلونه و فتحها مخرجا خاتما جميلا و دون إذنها أمسك يدها اليسرى يدس الخاتم في بنصرها ثم رفعها إلى شفتيه
كانت صامتة ، فقط قلبها ينبض بشكل جنوني جعل الضعف يزحف إلى ركبتيها
قاومت طوفان مشاعرها
و ما تزال تقاوم لكن جمال الجو و جمال اللحظة وجمال عيني كاسر في هذه الثواني يجعلها أضعف من المجابهة
نزع خاتمه الفضي ثم قربه منها فارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها ما أن قرأت الاسم الذي كتب داخله
اسمها هي
ـ لم أضع إلا خاتمك أنتِ منذ البداية ، لقد رأيت في عينيك أحلام العمر فأردت أن أبدأها بكِ و أنهيها معك .

بصعوبة كتمت تأوها اخترق حصون قلبها و هو يضمها بذراعيه إلى صدره
صدره الذي من أول مرة احتواها بأمان
و كلماته كأنها تلامس قلبه ثم تفر إلى قلبها فتهزه هزا

همس في أذنها و سحابة الحب تغشاه :ـ أنتِ بداية العشق و منتهاه ، أنتِ معشوقتي وحدي .

أبعدها عنه ناظرا في عينيها و قال برجاء عاشق :ـ هذا الأسبوع دعينا ننسى كل العالم و كل الناس و لا نتذكر إلا أنفسنا .. لا حروب و لا هروب فقط أنا و أنتِ و الحب ثالثنا

حينما تحركت شفتاها كي تتكلم كان يسكتها بأصابعه قائلا وقد أسند جبينه على جبينها في حركة قاتلة لها :ـ لن أطالبك بشيء يا نونو ، فلا تقلقي .

ابتسم متابعا :ـ وبالتأكيد يجب أن تبلعي لسانك الطويل يا غراب و إلا سأكمم فمك .. اتفقنا ؟

تلألأ ثغرها بابتسامة حيية فهزت رأسها توافقه
ستعيش هذا الأسبوع لأجل نفسها و تنسى كل شيء حتى حقيقة مشاركة أخرى لها فيه
فالحب هو كل جميل ...
و هو كل الألم ..


*
*


منزل كاسر إبراهيم .

تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة الكبيرة و عقلها يستذكر ما قالته خالتها عن زوجة كاسر " الفتاة أجمل منكِ بمراحل و لا ألومه إن تركك من اجلها "
نزعت رباط شعرها تاركة إياه ينزل حول وجهها ثم قربت أحمر الشفاه نحو شفتيها و لونتهما ببطء شديد
تابعت عيناها الدمعة التي تزحف على وجنتها بانكسار ، لقد كذب عليها ، وعدها بتنفيذ شرطها و لم يفعل رغم مرور شهر كامل .. و اليوم حمل حقيبته ليسافر مع زوجته الأولى ، ربما لم يصرح بذلك حرفيا لكن الفرحة التي ارتسمت على تقاسيم وجهه الرجولي فضحته .
هل فضّل تلك عليها هي لأنها تملك عينين ملونتين ؟
أم لأنها أنحف منها بقليل ؟
أهي حقا أجمل منها لهذا أحبها ؟
مجنون هو إن سلّم باستسلامها و تخليها عنه من أجل الأخرى .. كاسر لها ، منذ ولدت كان لها وحدها و لن يسرقه أحد منها
أخذت تنظر لصورتها بعينين شاردتين غافلة عن حقيقة أن أحمر الشفاه خرج عن حدود شفتيها
ظلت ترسم و ترسم و ترسم ثم رمت ما بيدها أرضا و ابتسمت وسط دموعها هامسة لنفسها :

- سيدرك أنني أحبه أكثر و سيحبني .. سيحبني حتما

ضمت ساقيها بذراعيها مرددة بخفوت :- سأقتلها إن سرقته مني ، هو لي ، ملكي ، سأقتلها وسنبقى معا لوحدنا .

ظلت تومئ برأسها تهلوس بنفس الكلمات ..
فهل العشق يقود للجنون
أم أن الجنون طريق كل غرام ؟


انتهى الفصل التاسع
الجزء الأول من الفصل العاشر رح يطول شوي



bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 19-08-17, 12:35 AM   #876

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الـفــصــل الــعــاشـــر ج 1

بعد أسبوعين . ..

منزل كاسر إبراهيم .

تجلس على السرير في غرفتها و كاسر ، و عقلها لا ينفك يستحضر أحداث ما عاشاه سويا حيث قضت واحدا من أجمل أسابيع حياتها لتكتشف أن حب القرب ألذ من حب البعد بمرات
في كل لحظة مرت عليهما كانت تحبه أكثر
تتعلق به أكثر
و تعتاد على ضحكاته ، ابتساماته ، نظراته العاشقة و حتى محاصرته لها
يجبرها على النوم بين أحضانه دون أن يتمادى أكثر
حتى أنها أدمنت تحيته الخاصة التي يمنحها إياها صباحا و مساءا : تحية القلوب ،لمسة من شفتيه على شفتيها

ابتسامة سعيدة لاحت بظلالها على ثغرها تتذكر سباحتهما سويا حيث لا أحد غيرهما و حتى كان يعلمها طبخ بعض الأكلات البسيطة قائلا :- حينما تدخلين الجيش تتعلمين الطبخ و غسيل ثيابك لوحدك .

لم يتركا جزءا من "تلمسان " دون أن يزوراه ، قصر المشور المتألق بهندسته المعمارية البهية ، ساحة لالة ستي في أعلى هضبة هناك بارتفاعها المطل على كل جزء من المدينة
و أكثر ما سلب عقلها هو شلال الأوريت حيث جمال الطبيعة الخلابة ، جبال عملاقة باشجاره الصنوبر الكثيفة تخترقها شلال مرتفع مشكلا بحيرة تجذب الناس للسباحة في مياهها العذبة

عادت بها ذكرياتها في آخر ليلة لهما هناك ، جلست بين أحضانه على الرمال تستند بظهرها على صدره في ليلة ظلماء كانا فيها النجم و القمر
سألت بتردد و عيناها على البحر :- كيف كانت علاقتك بوالدك ؟ .

رغم استغرابه لسؤالها أجاب بعد تنهيدة قصيرة :- أبي توفي و أنا في الخامسة عشر من عمري ، كان أستاذا جامعيا هادئ و رزين لكن حنون ، كان يعتبرني كصديق له لأنني وحيد والداي .. لقد حصلت على صفعة مميزة منه حينما ضبطني آخد نفسا من سيجارة صديق لي آنذاك و قد حرمني من المصروف حتى أنه رفض التحدث معي حتى لأقسمت له بأنني لن أكررها أبدا .

بعد صمت قصير تابع :- في آخر ليلة سهرنا على لعب الشطرنج ، و أغرقني بكم هائل من النصائح كي أكون رجلا بحق حينما أكبر و لم أفهم السبب حتى استيقظت صباحا على صراخ والدتي ، نام و لم يستيقظ .. كان صعبا عليّ فقدانه و والدتي هي من احتوتني و أفنت عمرها من أجلي .

قبّل رأسها قائلا :- أعلم أنك قوية يا نورس لكن حتى الإعتراف بالضعف في بعض المواقف هو قوة أيضا .

اعتدلت في جلستها بحيث تستطيع النظر إلى عينيه ، فرفعت يدها تتلاعب أصابعها بقماش قميصه الأبيض
:- الكل يراني تلك القوية التي لا تهزها الرياح لأنني _حسب رأيهم _ أملك كل شيء قد يحتاجه المرء ..ما الذي سأتمناه بعد و أنا لدي ما أرغب به .. يظنوني أعيش حياتي برفاهية مرتاحة البال
يظنونني خالية من الهموم لابتسامتي التي لا تفارق وجهي .. يحكمون عليّ من منظري و يحسدونني على كل صغيرة و كبيرة

صمتت تستجمع أنفاسها و قد لمعت عيناها بقوة قهرها لتهز رأسها نفيا متابعة :
- عدى حفنة من الأموال أنا لا أملك شيئا ..الكثير ينقصني ..لا أملك أما و لا أبا .. إنهما فقط شقيقان سانداني دائما و الآن أنا أعيش على الخوف من فقدان اهتمامهما .. قد ادفع عمري كله و اكون مشردة حتى مقابل أن يرجع والداي "

نظراته كانت تحتضنها بمواساة أو شفقة .. ها قد فقدت تلك الدمية المزينة كل زينتها لتظهر بمعدنها الأصلي ..لتظهر خدوشها و عيوبها و كل نقائصها ..هذا هو مظهر النورس حينما يفقد جمال ريشه الأبيض الناعم فيصير مشوها لا قيمة له..هذا هو إحساسها الحالي بنفسها .

تابعت و قد دمعت عيناها :- حتى أنت فانا أتشاركك مع امرأة أخرى .. أهذه نورس التي بإشارة واحدة تنحني الكرة الأرضية أمامها ؟ .. على الناس أن يدركوا بأن المال يشتري السعادة لكنها سعادة مؤقتة .

كانت تؤمن بأن المال لا يشتري كل شيء ..قد يسعد العقل و لكنه أبدا لن يسعد الروح
قد يكسي الجسد بأفخر و أغلى الثياب .. لكن من ذا الذي سيكسي الروح إن كانت هي تتدثر بأبشع الثياب و أقذرها ؟ .. و الأسوأ ما الذي سيسترها حينما تكون عارية .. مشبعة بالخدوش و محملة بكل قهر و ألم .. المال لا يدوم .. كما السعادة لا تدوم ..بعض الأشياء تزداد سوءا قبل أن تتحسن .. و بعضها يتحسن لدرجة أننا نأمن المستقبل ثم تنقلب علينا الموازين ..
فلا تأمن جانب القدر أبدا ..إن أصابتك نعمة فلا تجحد و تتكبر عليها
و إن أصابك سوء فاصبر و صابر و اصطبر
فما بعد الصبر إلا فرج
و ما بعد التجبر إلا ضلال و خسارة و كرب

:- قد يراني الناس مغرورة و انا كذلك ، تعلمت أن أحب نفسي لأنال بعض القوة حينما أشعر
أن لا أحد يحبني ..

قبّل جبينها بعمق هامسا :- أنا أحبك الا يكفي هذا ؟ .

سكنت الحيرة عينيها و قد تفهم ذلك رغم شوقه لسماع عبارات الحب منها و سيكون قريبا

تنهدت نورس تخرج من ذكرياتها الجميلة إلى اخرى أتعس ، حينما ظنت قبلا انها تموت غيرة كلما فكرت انه تزوج باخرى كان لا شيء مقارنة بمقابلة زوجته الأولى وجها لوجه ..كرهها كان واضحا و متوقعا

لأسبوع كامل لا تقتربان من بعضهما ، تغادر باكرا إلى المستشفى و لا تعود إلا حين عودة زوجها من عمله ، تتناول فطورها خارجا و العشاء تحضره في طريقها و كاسر لم يعلق
في كل ليلة تنتظر بقهر ان يذهب لغرفة زوجته الأولى لكنه لا يفعلها بل طوال الاسبوع يبقى معها هي ..
أما والدته فقد قابلتها بملامح باردة حتى كلمة مبارك منحتها إياها جافة ، و في كل يوم تحاول الإثبات لها أنها تتمتع بمركز القوة كأنها تخشى أن تسرق منها ابنها
تحاول السيطرة عليها و لم تقدر فهي نورس القاسمي و ما ولد بعد من يخضعها .

زفرت بضيق ثم بدأت تعبث بهاتفتها كي تقتل الملل ، خرج حينها كاسر من الحمام مردتيا سروالا رياضيا اسودا فقط تاركا الجزء العلوي من جسده عاريا و في يده منشفة يجفف بها شعره ، وقعت عيناه على نورس الجالسة على السرير تنظر إليه بل تتفحصه ،يبدو أنها وجدت شيئا آخرا تشغل به عينيها بدل شاشة هاتفها الذي يكاد يجزم أنها تزوجته .. التوى فمه بسخرية بينما يعلق :
- يعجبك ما ترينه أليس كذلك ؟ .

ثبتت نظراتها على عينيه لترد ببرود يكرهه :- لا ، لست أول شخص أراه عاري الصدر كما أنني رأيت أجمل من هذا المنظر بكثير فلا تسبح بتفكيرك بعيدا .

رمى المنشفة أرضا ببعض العنف ، تلك المدللة تفقده أعصابه دون مجهود يذكر ، لا يكفيه أنه يتعذب بابتعادها عنه بينما هي قريبة منه حد النفس لتأتي و تستفزه بهذه الطريقة الفجة .
ارتفع حاجباه ببعض الدهشة بينما تستطرد هي بتهكم :

- هل تحاول إغرائي حضرة الرائد ؟ هذا أسلوب لا يناسبك عزيزي ،لنقل أنه يناسب البؤساء فقط .

هتف بغيظ :- أنتِ وقحة .

ردت ساخرة :- قل لي شيئا لا أعرفه .

زفر بقهر من تصرفاتها ،الوقحة المدللة سيعمل على تربيتها من جديد ، لسانها أطول منها و حاد كالسيف ،تملك ردا لكل شيء .. قال بحدة :- من اين جلبت وقاحتك تلك ؟ .

رافعا حاجبا مستفزا بينما تجيب ببرود :- اشتريتها من الأنترنيت .

فهم لعبتها التي تحاول جذبه إليه ، تريد أن تفقده أعصابه لكنه سيجاريها ، يقسم بأغلظ الأيمان بأن يعيد برمجتها لتتناسب معه تماما ، سيقتلعها من جذورها و يزرعها وسط أرضه حيث لن تعترف بأحد غيره و تصبح امرأة تطيع زوجها بحق .

قال هو الآخر ببرود :- ليتك تعلمتِ شيئا من لباقة الأنجليز و احترامهم ،عشت معهم دون فائدة .

القت بهاتفها على الفراش لتنهض و تتجه إلى كاسر فتقف مقابلا له ، مررت أطراف اصابعها ببطء على كتفه قائلة و عيناها لا تحيدان عن عينيه :- لو أنك أنت من تتعلم منهم لتخفف من بربريتك يا همجي .

قال سائلا بعبث :- اعترفي أنك تحبين هذا الهمجي .

ردت ساخرة بمرارة :- لدرجةان أتشاركك مع أخرى ، أرأيت لأي درجة أحبك ؟

مرر يده على شعره قائلا :- ما بكِ يا نورس ؟ منذ عدنا من إجازتنا وأنا أراكِ تبتعدين و تعاملينني ببرود ، ما الذي يزعجك ؟

أجاب بقهر :- كل شيء ، أسبوع يا كاسر و ما عدت أتحمل حقيقة وجود ابنة خالتك تلك حتى أمك لا تتقبل وجودي منذ أول لحظة ، لم أعد أريد الإستمرار .


قربها منه يحتضنها قائلا بخفوت :- انا أتفهمك حبيبتي ، من أجلي أنا تحملي فأنا لن أتخلى عنك أو أتركك


*
*

منزل آل القاسمي

في المطبخ كانت ليليان تساعد الخالة في غسيل الأواني و ضحكاتهما لا تتوقف و الأخيرة تسرد لها بعض مواقف أرسلان المحرجة أثناء طفولته بينما رزان تمسح ما يعطيانها و تعيد ترتيبهم مكتفية بالصمت وكل بالها مع شاهين ، لم تعد تريد الاستمرار في الكذب ، البارحة سمعت حديثه مع أرسلان حول والدها و لمم تتفاجأ من كونه يعرف الحقيقة فبالتأكيد والده باح بكل شيء ما آلمها هو الجملة التي قالها لشقيقه :" لا أريد لرزان أن تعرف شيئا حتى تنكشف الحقيقة لكل الناس ، لا أريدها أن تتأذى "

ليتها ما كذبت عليه .. ليته يغفر لها غلطتها و أنانيتها

بعدما انتهى عملهن جلسن حول الطاولة يحتسين شاي النعناع الذي أعدته ليليان

ـ كيف حالكما مع الزواج ؟

ردت ليلان ببراءة :ـ لا شيء مختلف فقط سابقا كنت أفتح عيني على الجدار بينما الآن يقابلني وجه أرسلان

ضحكت الخالة قائلة :ـ لقد أرعبتِ المسكين بصراخك في أول صباح لكما .

لقد خافت حينما رأته ينام بجانبها ولم تكن في وعيها و قد نست كليا أنه زوجه و أنه لم يجبرها على مشاركته سريرا واحدا
ابتسمت حينما قالت الخالة مخاطبة رزان :ـ كيف حالك مع شاهين ؟

ردت الأخرى وقد احمر وجهها بخجل ولمعت عيناها بحب لا يمكن مداراته :ـ ببساطة شاهين لا مثيل له ، اجتمعت الرجولة والحنان والتفهم بين حروف اسمه

قطع عليهن خلوتهن دخول أرسلان عليهن ، وجهه كان لا يمكن تفسيره فقال مخاطبا زوجته :ـ ليلان الحقي بي إلى غرفتنا .

تبادلت النظرات الحائرة مع المرأتين ثم تبعته في صمت ، حينما أغلقت الباب عليهما تفاجأت به يحتضن وجهها بكفيه و بدى كأنه يبحث عن الكلمات المناسبة

سألت بقلق :ـ أرسلان هل أنت بخير ؟ .. هل حدث مكروه ما ؟

ردّ بحزن :ـ سأخبرك شيئا ما لكن لا تحزني .. اتفقنا ؟

تألق الخوف وسط حدقتيها المتسعتين فتابع بارتباك :ـ والدك اتصل بي ، لقد وجد حمارك مذبوحا .

ما أن أنهى جملته حتى انفجرت بالبكاء كأنه أخبرها بأن والدها هو من مات و أخذت تردد بحرقة :ـ زيكو ! .. من قتله ؟ .. لا يعقل أن يموت هكذا .

قبضت يداها الصغيرتان على بذلته و قالت بعبرة :ـ قل لي بأنها مزحة سخيفة منك ، قل بأنه كذب ولم يمت يا أرسلان .

ضمها إليه بحنان لتفرغ كل بكاءها على صدره و إحدى يديه تربت على ظهرها والأخرى يمررها على شعرها و همس :ـ أعدك سأشتري لك حمارا آخرا .. لا تبكي حبيبتي .

رفعت رأسها إليه تسحره بعينيها الزمرديتين :ـ من فعلها ؟ .

أجاب بعد تنهيدة طويلة :ـ الأمر مرتبط بالمعتوه الذي يلاحقك ، لقد ترك رسالة مهددة بعملية إرهابية إن لم تعودي إلى القرية .

شحب وجهها بشدة حتى ظنها ستغيب عن الوعي فأعادها إلى صدره يخفف عنها قائلا بتوعد :ـ لا تخافي ، طالما أنتِ معي فلا تخشي شيئا ، أقتل ذلك اللعين وقبله شقيقه إن إقترب أحدهما منك .. فلا تخافي .

يتبع ...




التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 19-08-17 الساعة 01:17 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 19-08-17, 12:52 AM   #877

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

منزل آل القاسمي .

حتى و هي معه في نفس الغرفة يشعر بها بعيدة ، لا يعلم بما تفكر به و ينتظر ان تبوح له عمّا يشغل ذهنها .
أسبوعان مرا على زفافهما ، أجمل أيام حياته لم تفارقه فيهما لحظة ، يوصلها إلى المستسفى العسكري ثم يتجه إلى مركز عمله و في نهاية اليوم يعود إليها و يرجعان سويا .
تحدثا و عرفا بعضهما أكثر ، رزان امرأة غريبة على نحو جميل ، النحو الذي يستفز مشاعر أي رجل ، تقلب معاني العشق بين أصابعها و تلفه حولها بإمتهان شديد امتزج بغنجها الذي يقهره .. ذكية هي في معاملتها تقترب منه خطوة لتبتعد خطوتين فيجد نفسه هو يدنو نحوها ..
اقترب منها ليجلس بجانبها على طرف السائل و امسك يدها يرفعها إلى شفتيه ثم سأل :- ما الذي تفكرين به ؟ و يبعدك عني .

ثبتت نظراتها الدعجاء على عينيه ثم رفعت يدها تمررها على جانب وجهه مبتسمة ، كلما تلمسه تنظر إليه بهذه الطريقة الخاصة الممتزجة بالرهبة و السعادة ..
- أنا أعلم بما تخفيه عني .

لم تتغير ملامحه قط و رغم انقباض عضلة فكه فاضحة انفعاله و حينما تابعت كانت الصدمة تحتل وجهه
:- اعرف بأن والدي هو المسئول عن حادثة الأكاديمية العسكرية ، و أنه يخطط للإنقلاب .

كان خائفا أن تنهار نفسيتها بسبب والدها ، يقدر شعورها بالخزي و خيبة الأمل فسأل بقلق :- أنا آسف ، لم أكن أريدك أن تعرفي ، ليس الآن على الاقل
ابتسمت بمرارة قائلة :- أنا لا استحق اسفك ياشاهين ، لأنني كاذبة و قاتلة أيضا ..لأنني كنت علمت بخططه الدموية و لم أمتلك الجرأة لأبلغ عنه .. لأنني ..لأنني كنت جبانة .

في تلك اللحظة بدى كمن نزلت عليه صاعقة من حيث لا يدري فردد بذهول :- أنتِ ماذا ؟ ..لم افهم .

قالت و قد دمعت عيناها :- انا من ارسلت تلك الرسائل عن التحذير و ظننت أنها ستكون كافية لكن .. آه .
تاوهت بألم حينما قبضت اصابعه على ذراعها بقوة توقفها لتكون مقابلا لوجهه المشتعل غضبا و هتف :- يعني انكِ كنت تتلاعبين بي منذ البداية ؟ .. تحضرين جنازة والدي و تدعين تعاطفك بينما تعلمين عن خطط والدك الحقيرة ؟ .. تكلمي !! .

كانت تهز راسها نفيا و دموعها تتساقط على خدها مدرارا فهزها بقوة وازت قوة نيران الخداع الذي تاججت وسط صدره ، لقد وثق بها ، كذب الجميع و صدق قلبه و هي ببساطة تطعنه في الظهر .
:- هل زواجنا أيضا كان من خطة منكما ؟ .

ردت مدافعة :- لا . .اقسم لك لم اكن اعرف شيئا قبلا ، بعدما غادرت ليلة عقد قراننا سمعت ابي و شقيقي يتحدثان ، حاولت إقناعهما و لم استطع .. اقسم لك زواجنا لا علاقة له يا شاهين .. صدقني ارجوك .

دفعها بعيدا عنه يمرر راحتيه على صفحة وجهه ، لقد دمرته بفعلتها تلك ، فاحيانا الصمت عن الحقيقة أهون من كشفها لثقلها و وجعها ..
هي لم تحنث بقسمها للوطن فحسب ..
لقد خانت ثقته به ..
خانت قلبه الذي تعلق بها بينما هي تنظر في عينيه و هي كاذبة ..
لطالما كان يخشى الحب لأنه يضعف القلوب و يعمي البصيرة ..
و ها هو يختبر نيرانه التي تستعر بلا هوادة ، فتحيل قلبه رمادا ثم تحيبه ثم تحرقه مجددا فتذيقه من العذاب ما لا يقوى عليه بحيث يتمنى لو يصفع تلك الكاذبة و في الآن نفسه يتمنى ضمها إلى صدره لعلها تدري بحالها فترشده إلى اهدى طريق لبر الامان

قال بجمود :- اشرحي كل ما تعرفينه ، لعلنا نمنع مصيبة جديدة .

ردت رغم بكائها :- الإنقلاب سيكون يوم الإستقلال هكذا قال لا اعلم شيئا غير هذا .


اتسعت عيناه بصدمة ، يوم الاستقلال ؟ أي بعد يومين ؟
اقتربت منه رغم خوفها منه و تابعت بعبرة :- لا تلمني على ما يفوق قوتي ، إنهم عائلتي ، أبي و اخي لم يكن بإمكاني التبليغ عنهما فهذا يعني موتهما .. سامحني على ضعفي و جبني .

قرب وجهه منها و قد تقلصت مقاسيمه بألم حينما سأل :- ماذا عني أنا ؟ .. لمَ لم تخبريني وجها لوجه ؟

ردت و قد قبضت يداها على قميصه :- لأنني خفت أن تتركني انت ايضا إن أخبرتك .

هتف بانفعال :- اذا لماذا تعترفين الآن ؟ ، هل لأنكِ تأكدتِ من أنني قد سلمتك قلبي و لن أتركك ؟ ..تكلمي !! .

انتفضت على صرخته فردت :- أنا .. ظننت بأنني سأعيش معك حتى تكتشف الحقيقة ، السر فيك انت يا شاهين ، اردت أن يهتم بي احدهم ، ان يحبني بصدق ، ان يضمني كما تضمني أنت .. لعلي اكون قوية حينما تريد تركي فابتعد انا الاخرى .

ضربت صدره بقبضتها تهتف بانفعال وسط دموعها :- ظننتك سقيتني من حنانك ما يرويني من الظمأ مدى حياتي لكن لم يحصل يا شاهين ، بقيت أتعطش للمزيد و اركض خلف المزيد حتى عشقتك هل تفهم ؟ ..عشقتك و عشقت المزيد منك .

كلماتها لم تزده إلا وجعا فأبعدها عنه قائلا :- حذرتك سابقا و قلت بأن الثقة هي أساس الزواج و نحن بدأنا بالكذب و الخداع لذا ..
أغمض عينيه يخبئ ضعفه عنها رغم الرجفة التي لامست صوته واشية بما يعتمره :- ما أن تتحسن أوضاع البلاد سننفصل بهدوء .

هرب منها أنين خافت فتابع شاهين بقسوة : - غدا إن كنت هنا نذهب سويا لتستلمي أوراق تقاعدك و بعدها ممنوع مغادرة المنزل دون إذني و لا أريد أي تواصل لك مع والدك أو شقيقك هل كلامي مفهوم ؟

هزت رأسها باستسلام ففتح الخزانة يخرج بذلته وحذاءه العسكريين ثم غادر الغرفة صافقا الباب خلفه .

ما أغنى عن وجعي
أسف
و لا ندم
و لا زمان
و لن يعينني على ألمي
صبر
و لا جرح
و لا نسيان
أقاوم أحزاني و القلب غارق في حبكِ تتقاذفه الأشجان
لمن يشكو بثه؟
لمن يشكو الأقدار؟
يغفر لحبيبه أم يتخذ سبيل الهجران ؟
أينسى العهد و القسم ؟
أينسى كل الغرام ؟
تؤازره السماء بكل النجوم و الأقمار
و الدمع ينسكب على الخدود
و العشق يتآكله كهشيم في النار
أفلا تعلمين ؟
أنني أشتاق
لبسمة منكِ
و نظرة منكِ
و هرب منكِ إليكِ
أولا تبصرين ؟
عتابي لكِ
قهري عليكِ
و شكواي منكِ إليكِ
أولن ترحمي ؟
قلبا لم يعرف الحب بعيدا عنكِ
روحا لم تطعن إلّا منكِ
و رجلا لم تكسر إلا بكِ


انتهى الجزء الأول من الفصل العاشر ويسبقه الفصل التاسع
أتمنى أن أجد تفاعلا يتناسب مع حجم ما قمت بتنزيله فالفصل الماضي شعرت بإحباط كبير من قلة التفاعل


إلى لقاء متجدد في نفس الموعد مع

صــــقـــور تـــخـــشــى الــــحـــب
حــكــــايــــة الـــحــــــــب و الـــــوجــــع ... الـــــوطـــن





التعديل الأخير تم بواسطة bella snow ; 19-08-17 الساعة 01:19 AM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 19-08-17, 01:13 AM   #878

ريماس الخلف الخلف

? العضوٌ??? » 381897
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 406
?  نُقآطِيْ » ريماس الخلف الخلف is on a distinguished road
Chirolp Krackr

بيلا خاصتُنا 😢💕💕💕
شششكرا على الفصلين الرائعين صراحة اعتبرت الجزء الاول من الفصل العاشر فصل دسم من كثر كمية المفاجئات اللي فيه ...الله لا يحرمنا من ابداعك وتألق الدائم ...و ان شاء الله الأسبوع الجاي م يلعب لأبتوب ب أعصابنا ويوقف ب أوقات حاسمه 😢💔...ننتظرك الأسبوع الجاي ب احر من الجمر عزيزي ونقلاك على خير 💕


ريماس الخلف الخلف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-17, 01:16 AM   #879

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية حزينة بلقاء الوالد الأخير مع أبناءة و وصيتة لهم
الاعتناء بشقيقتهم و حماية الوطن و موتة أثناء العملية.

رزان لم تستطيع أن تخدع شاهين أكثر من ذلك لانها ما زالت
تشعر بتأنيب الضمير و تعتقد نفسها شريكة فى الخيانة
مع والدها و شقيقها.
شاهين لم يتقبل خداعها لة و يريد الانفصال عنها .
أعتقد أن شاهين لن ينفصل عنها إنما كلامة عن الانفصال
كان بسبب صدمتة بها و غضبة و سيتراجع عن قرارة .

كاسر اعترف بحبة لنورس ولا يريد غيرها زوجة لة
وهى ما زالت تعاملة بقسوة رغم حبها لة
وتحاول ابعادة عنها .
أعتقد أن تصرفات نورس ستساعد مليكة لكى
تتقرب من كاسر .
كاسر رجل بحاجة للاهتمام و نورس تتجاهل وجودة
و تهملة لذلك أعتقد انة سيحصل على الاهتمام من مليكة
و سيصبح زواجة بها حقيقى .
من الواضح أن مليكة تعانى من مرض نفسي أو هوس
و من الممكن أن تؤذي نورس أو تفعل أي شيء فى
سبيل الحصول على كاسر .

أرسلان يحب ليليان ولكنها تعتقد أن زواجهم مؤقت
و ستنفصل عنة لذلك تحاول ابعادة عنها .
أعتقد أنها تخاف أن تتعلق بة و تعانى كثيرا عندما
ينفصل عنها.

شكرا على الفصلين المليئين بالأحداث المشوقة 😍😍
سلمت يداك و بإنتظار الفصل القادم 🌸



زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-17, 01:25 AM   #880

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الله يعطيك العافيه بيلا الجميله ويسلمك ويحفظك
ويبارك لك فيها وهبك واعطاكِ

قريت الفصلن وانا قلبي بوم بوم بوم لين انفجر على الاخير
مالقيتِ تقفلي الا على اولادي

تزامن الاحداث مررره حلو
تعرفي حسيت بالبدايه شاهين بنفسه حيعرف كذبتها من جهاز التنصت
الحطه لهم في البيت
بس كويس هيا الاعترفت خففت من المصيبه لما تعترف بنفسها

سامحيني بس مليكه جد كسرت خاطري وعدها مقابل التوقيع
والمفروض ينفذ بس حاسه انه يبغى يكون الاول بحياه نورس
وهذا اليخليه ينتظر

ونونو كسرت خاطري كمان اول ما قريت كلامها جا على بالي
علطول كلمات اغنيه اليسا حسيتها تمثلها بقوه
وقبل ما اكمل قراءه رحت طلعتها ونسختها 😂😂😂

وقالوا سعيدة في حياتها
واصلة لكل أحلامها
وباينة عليها فرحتها
في ضحكتها وفي كلامها
وعايشة كأنها في جنة
وكل الدنيا مالكاها
وقالوا عنيدة وقوية
ما بيأثرش شيء فيها
محدش في الحياة يقدر
يمشي كلمتو عليها
هتحلم ليه وتتمنى
مافيش حاجة ناقصاها
ومن جوايا أنا عكس اللي شايفينها
وعالجرح اللي فيها ربنا يعينها
ساعات الضحكة بتداري في جرح كبير
ساعات فيه حاجات ما بنحبش نبينها
كتير أنا ببقى من جوايا بتألم
ومليون حاجة كاتماها .. بتوجعني
بيبقى نفسي أحكي لحد وأتكلم
وعزة نفسي هي اللي بتمنعني

~

سنين وانا عايشة في مشاكلي
وبعمل اني ناسياها
وحكموا عليا من شكلي
ومن العيشة اللي عايشاها
أنا اوقات أبان هاديه
ومن جوايا نار قايدة
ولو يوم اللي حسدوني
يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا للي أنا شفتو
هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن اللي أنا فيه
هتفرق ايه .. ايه الفايده؟




...

هذا تعليق سريع سريع وانا مغمضه عيني وعملت لايكات
ان شاء الله ان شاء الله لي عوده بتعليق للتفاصيل


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.