شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   الاعمى والحب - أن جيبكوفسكى - روايات عبير الجديدة المركز الدولى (كتابة/كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t368182.html)

samahss 03-02-17 06:56 PM

الاعمى والحب - أن جيبكوفسكى - روايات عبير الجديدة المركز الدولى (كتابة/كاملة)**
 
https://upload.rewity.com/upfiles/BZL25176.png


الاعمى والحب - أن جيبكوفسكى - روايات عبير الجديدة المركز الدولى
الملخص
** كانت شارلوت هولدن تعرف انها ترغب فى قضاء مزيد من الوقت مع بيرت مارلنغ . ملك اسطول ناقلات النفط والثرى المشهور بالرغم من عماه مضايقته لها بمزاحه الذى يصل احيانا الى ، القسوة . لدرجة انها تحس بالسعادة لعماه ، لكى لا يرى تاثير الالم الذى يسببه ذلك المزاح على وجهه ؟
** اما فرانك لاين مرافقه ، فقد كان على عكسه تماما معها مهذب ، لطيف ، مهتم بها واحبته بنفس القوة منذ بداية صداقتهما وهى تعلم انها قادرة على الاعتماد عليه .
** فهل يتغير كل هذا لو انه احس ان هناك امل باستعادة بصره ؟ الن يتحول اهتمامه الى ما كانت عليه حياته قبل ان يفقد البصر ؟





https://upload.rewity.com/upfiles/WwV10064.png


يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

samahss 03-02-17 06:59 PM

( الفصل الاول )
تطلعت شارلوت عبر المياه الزرقاء الصافية للخليج ، باتجاه المرتفعات المشرقة لتلال جزيرة كاستاريوس . انها ليست جزيرة بالمعنى الكامل ... فهى متصلة باليابسة بواسطة ممر طبيعى رفيع ...
فيلا ضخمة بيضاء اللون مبنية على قمة الصخرة والتضاريس الملتوية تحتها بالكاد تتمكن من حمل الاشجار والحدائق فى مكانها مقابل التراس . هذا المنظر آسر اهتمام شارلوت منذ لحظة وقع نظرها عليه ... ووصول ساكنين جدد زادها اهتماما
انه نفس ذلك الاهتمام ، او الفضول كما يسميه عمها لوك ، الذى دفعها لعرض اراحة الصياد اليكسندرو من مهمة ايصال الاغراض ... ففى هذا الوقت كانت زوجته ايزابيلا فى احدى نوبات مزاجها الغاضب وعلى الكسندرو الاسراع ، وهو كاره تركها وايصال طلبية السمك لسكان الصخرة الجدد ... وهكذا عرضت شارلوت متهورة ان تذهب عوضا عنه ، وكانت قد قامت بهذا مرتين من قبل ولو ليس للسبب نفسه
كان للفيلا جو من الوحدة ... لكن بوجود ثلاثة اشخاص فقط يعيشون فى مكان بهذا الجحيم ، ولكن على كل حال ، احست شارلوت بالحسد للمناظر التى توفرها لهما التراس الرائع المحاط بالجدران والكثير الظلال لساكنى المكان
ومع ذلك فتالمت واهم عضو من السكان لم يكن فى وضع يمكنه من الاعجاب بتلك المناظر ... فهو اعمى . حتى الان لم تلتق به ، ولكنها كثيرا ما قرات عن بيرت مارلنغ وحادثته فى الصحف ، والتى لا تزال فى حوزة عمها ... ولم تكن تعرف هوية هذا الساكن الجديد الى ان ذهبت الى هناك لاول مرة ... وفوجئت لاكتشافها ان الساكنان الاخران من المواطنين المحليين ... ومعرفة شئ من تاريخ بيرت مارلنغ من الصحف والمجلات ، جعل شارلوت تكتشف ان تعاطفها معه يحيط به التحفظ ... فهو بالطبع رجل لامع فى مجاله والجميع يعرف انه ملك من ملوك المال وخاصة اصحاب اساطيل ناقلات النفط ، هم نوع من البشر . ومما قراته عنه لم تكن واثقة انه يعجبها كثيرا . فهو مغرور ، انانى ، هذا اذا صدق ما كتب عن تاريخ حياته
كان قد حطم سيارته وهو يقود بسرعة جنونية على ساحل كان خلال رجوعه من حضور الاحتفالات السنوية للسينما ، منذ ثلاثة اشهر ... ونتج عن هذا الحادث اضافة لاصاباته الجسدية الفادحة خسارة نظره ، مع ان الامل كبير فى ان يكون هذا الامر مؤقت . وفى جميع المقالات التى نشرت عنه كان يقال عنه انه متهور شجاع وجذاب للنساء . وهذا نوع من الرجال تنظر اليه شارلوت نظرة تحفظ
استاجر سكنه فى الفيلا فوق الصخرة منذ اقل من شهر ، مع مدبرة منزل يونانية ، ورفيق له اميركى اسمه فرانك لاين ، وهو من استقبل شارلوت بترحاب وقد سره ان يلتقى بمن يستطيع التحدث اليه بلغته الام ، وهى بدورها وجدته رجلا لطيفا ودودا ... مخلص جدا لمخدومه المتقلب المزاج ، دون ان يكون جاهلا لعيوبه
قال لها شارحا منذ لحظة التقيا انه ميكانيكى سيارات مارلنغ ، ولكنه منذ الحادثة اصبح الرفيق والمشرف العام على شؤونه الخاصة ... وصلة وصل بين مخدومه والعالم الخارجى . وادركت شارلوت ان الكسندر الصياد كان ينظر اليها بترحيب ...
فابتسمت ، واعادت النظر الى الاسماك والكركندان الموجودان فى اسفل المركب . وسمعت الكسندر وهو يبدى شكره لها : اوه ... ميل كراتزى الف شكر سنيوريتا !
-ليس لدى مانع ... فى الواقعه اشعر بالسعادة لذهابى الى هناك
-آه ... سى ال سنيور انه رجل جذاب ... سى ؟
واعتقدت شارلوت انه يشير الى بيرت مارلنغ ، مع انها من الصور التى كانت فى الصحف بالكاد تستطيع وصفه الجذاب ،
ولكنها مع ذلك لن تسمح لالكسندرو ان يستنتج افكارا كهذه فقطبت : لا استطيع القول اننى لاحظت ان هناك من هو جذاب هناك الكسندرو واذا اردتنى ايصال هذه الاسماك لك فالافضل ان تعطينى اياها وسابلغ عمى الى اين انا ذاهبة
-حاضر سنيوريتا !
والتقط الاسماك والكركند ، مربوطان الى بعضهما ... واعطاها اياها . فدخلت المتجر فرفع عمها راسه بابتسامة
لوك هولدن لم يكن فى سن يزيد عن الاربعين ، رجل جميل حسب كل المقاييس ، وشارلوت مولعة بعمها الوسيم ، وبما انه القريب الوحيد الذى لها فقد كانت تشكر السماء على اتفاقهما معا هكذا . ولم تتردد مطلقا فى المجئ معه للسكن هنا فى هذه القرية اليونانية الصغيرة على شاطئ المتوسط بعدما ماتت امها منذ ثلاث سنوات
كان رساما بارعا ، اسس لنفسه عملا ناجحا فى هذه القرية الصغيرة خلال الصيف كان يبيع لوحاته الى السياح . ولكنه كان يرسل اكثر اعماله الى معارض اكبر فى اثينا ، حيث يحصل على اسعار جيدة لها . وكانت شارلوت تساعده فى اجزاء ، وكذلك تعمل فى محل المعرض عند الضرورة
وكان لشارلوت جمال الشكل العائلى كذلك ، بنفس الشعر البنى المحمر لعمها ، ولكن بعينين لوزيتين تحيط بهما رموش بنية كثيفة . لها جسد جميل صغير ، يظهر فى اجمل حالاته فى ثوبها الازرق القطنى الذى ترتديه الان . ذراعاها وساقاها لوحتهم الشمس ليصبحوا بلون بنى ، وفى الاجمال كانت متعة للنظر حتى ان الشباب المحليين كانوا يبدون الاعجاب بها بشكل ظاهر
وسالها : هل هذه الاسماك لنا ؟
-لا ... ساخذها الى فيلا الصخرة عوضا عن الكسندرو
-مرة اخرى ؟ ... وهل اعتبر اننا امام ازمة اخرى مع زوجته ايزابيلا ؟
-اخشى ان يكون هذا صحيح ، ولكنه لن يدوم ... ستعود الى العمل ، كما تفعل دائما
-ومع ذلك شارلى لست ارى سببا لتوليك عمل الكسندرو
-لست مضطرة . ولكننى لا امانع فى الذهاب الى الصخرة ابدا ... بل الواقع ان مناظرها تاسرنى
-هل انت واثقة انها ليست فكرة مقابلة بيرت مارلنغ هى التى تاسرك ؟
-لم اشاهده حتى الان . وليس هناك سبب يدفعنى للاعتقداد اننى ساراه . انه يخبئ نفسه عن العالم ... ولكننى معجبة بفرانك لاين ... احس بالاسف عليه ... وانا واثقة انه يتشوق لوطنه ، ولا اظن ان مخدومه رفيق جيد له . مع ان فرانك لا يتذمر
-لا يدهشنى هذا . فيعد ظلام العمى الذى وجد نفسه فيه بعد نوع الحياة التى كان يحياها امر مزعج جدا . حتى لشخصية قاسية مثل مارلنغ . ولكن لنامل ان يتمكن فرانك خاصتك من مواساته
-انه ليس خاصتى لوك ... لدى ما يكفينى من مشاكل لاقناع الكسندرو ان اسباب ذهابى الى فيلا الصخرة هى محض حب الجمال . فالمنظر من على قمة الصخرة فوق تلك الشرفات المتدرجة ، امر لا يصدق
-هذا امر اكيد ... ولكنك لا يمكن ان تذهبى لاجل المنظر فقط حبيبتى !
-ربما لا ... ولكن اذا كان على ايصال اسماكهم فيجب ان اذهب الان
****
انتهى الفصل الاول


samahss 03-02-17 07:14 PM

( الفصل الثانى )
ولم يكن عليها التجديف كما يفعل الكسندرو ... بل عليها ان تدبر امرها لادارة محرك القارب الذى يعمل حسب مزاجه . ولحسن الحظ دار المحرك اليوم من اول لمسة ، وهذا فضله يعود الى التصليح الذى قام به فرانك ، وانطلقت تقطع الخليج بسرعة معقولة
وبعد وقت قصير القت فيلا الصخرة ظلها فوق القارب ، وبدت لها الدرجات التى تقارب المئة ، محبطة تحت اشعة الشمس الحارة . ولكن فى تسلقها ستكون نصف الطريق فى الظل ، وما ان تصل الى فوق حتى تنسى تعبها
ربطت القارب بامان وبدات تصعد الدرجات حاملة سلة السمك والكركند ... الفيلا بناء جميل ممتد ، ولطالما اعجبت بحجمها الكبير عندما تقترب منها . والصخرة كانت اكبر مساحة بكثير مما تبدو عن بعد . والفيلا تقع على قمتها تماما ، يحيط بها شرفات صخرية متدرجة تظللها الاشجار
دخلت شارلوت عبر مدخل مقنطر يقود الى المطابخ ، ولم تلتق باحد الى ان شاهدت تينا الطباخة ومدبرة المنزل اليونانية ، فنادتها : نهارك سعيد تينا !
-اهلا انستى
وبدا السرور على وجه تينا وهى تلقى نظرة على السلة
-آه ... الكركند والسمك ... عظيم ! ... الف شكر يا انسة ... السيد فرانك قادم
وصول فرانك منعها من تصحيح معلومات تينا فابتسمت له وظهر سرورها لرؤيته بوضوح
-مرحبا فرانك
-رائع ان اراك ثانية شارلوت ... هل لديك الوقت للجلوس ؟
-ليس لوقت طويل . فقد وعدت عمى ان لا اتاخر . فانا طباخته وغسالته ثانية ... لقد تملكت نوبة الغضب ايزابيلا ثانية !
-آوه ... تلك المرأة ! من حسن حظنا ان تينا ليست بهذه الاخلاق والا لكانت حالنا اسوا من حالك ... فانا لا اعرف الطبخ مطلقا
-آوه ... ولكن تينا ليس لديها دوافع ايزابيلا ، فهى لا زوج لها ولا خمس اولاد ... انها ارملة ... اليست كذلك ؟
-اجل انها كذلك
-على كل الاحوال لا مكان لتينا تهرب اليه ولن تستطيع الهرب كما تفعل ايزابيلا ... انظر على الاسراع يا فرانك ... يجب ان احضر العشاء لعمى ولى ، ولقد تاخرت اصلا فى المجئ الى هنا
-ولكنها زيارة قصيرة ... ولم يكن امامنا الوقت الكافى للحديث
-اعلم .. وانا اسفة ... ساحاول المجئ ثانية ... اذا رغبت فى هذا
وغطت اصابعه الخشنة من العمل اصابعها ، وبدت عيناه البنيتان عميقتان وجادتان وقال لها : تعرفين جيدا اننى ارغب كثيرا فى ان تعودى ... هذا اذا كان لديك الوقت والصبر كى تستمعى الى حديثى عن البلاد وعن الايام الخوالى
-آوه ... فرانك انت تعلم اننى احب المجئ الى هنا ! ساعود
وسار معها حتى السلم . كارها لان يتركها تذهب ، وما ان اصبحا فى نصف الطريق حتى تذكرت السلة ... فقال : ساحضرها لك
ووقفت وحدها لحظات ثم نظرت الى الاسفل نحو البحر اللامع باشعة الشمس ... واخذت تهمهم لنفسها ظانة انها لوحدها لا احد يراقبها . لذلك كان ذهولها كبيرا عندما سمعت من يتحدث من الشرفة خلفها فاستدارت بسرعة
كان هناك رجل يجلس فوق كرسى نوم طويل فى الشمس . ولم تجد شارلوت صعوبة فى التعرف الى بيرت مارلنغ . راسه كان مدارا نحوها . وبالرغم من معرفتها انه لا يراها ، احست بقلبها يقفز من الاثارة وادركت مجفلة ما كانت تعنيه مقالات الصحف والمجلات عن تاثيره على النساء ... وسمعته يسال ثانية : من هناك ؟
فعضت على شفتها ، وامسكت انفاسها ، متساءلة ما يمكن لها ان تفعل . وصاح امرا بحدة : تكلم ! هل فقدت لسانك ! اللعنة !
وشاهدت فرانك يقترب منها ، فنظرت اليه متوسلة دون ان تتكلم ، بينما قطب الرجل الجالس ، وقد تملكه الشك ... وصاح بخشونة : اعرف تماما ان هناك شخص ما هنا ! فتكلم ... لاجل الله ! ماذا تحاول ان تفعل ؟
واخذ يدير راسه محاولا الاصغاء لاى صوت يكشف عنها ولكنها وقفت جامدة صامتة فصاح : فرانك ! فرانك ... تعال الى هنا !
ووصل فرانك لينظر الى شارلوت معتذرا ويقترب من مخدومه وقال له بهدوء : لا باس عليك يا سيدى ... لا حاجة لك للاضطراب والقلق
-لست مضطربا ... اللعنة عليك ! اعرف ان هناك شخص ما واريد ان اعرف من هو !
-انه ... انه شارلى
وبدت الدهشة على شارلوت لاستخدامه ذلك الاسم لها . ثم بدا لها ان تعمده املا فى اعطاء مخدومه الانطباع بانها صبى جاء يوصل السمك . ثم سمعته يضيف : شارلى يحضر لنا السمك بيرت ...
-وهل هو اصم ؟
ومد يده الى الامام وصاح امرا : تعال الى هنا يا صبى !
فترددت شارلوت وهى تنظر الى فرانك ... ولم يكن لديها خيار سوى ان تفعل ما امرت به ... فتقدمت ، ووقفت عند اسفل الكرسى الطويل
ورفع مارلنغ راسه ، وقد احس بوجودها ، ولكنه لم يقل شيئا للحظات ، وراقبت شارلوت سلسلة من الانفعالات تعبر فوق قسمات وجهه
ثم سال : اى نوع من صبيان الصيادين يضع مثل هذا العطر ؟ لا استطيع اشتمام السمك ... ايها الاثم العجوز ... انه عطر نسائى ! والان ماذا تحاول ان تفعل بحق الشيطان ؟
فانكر فرانك وهو ينظر الى شارلوت خائفا من ان تنفعل لما تشير اليه كلماته : لقد قلت لك ... شارلى ياتينا بالسمك
-شارلى ؟ تعال الى هنا . شارلى ... مهما كان اسمك ، انا مقتنع انك لست صبيا !
وتقدمت نحو الكرسى لتقف بقربه ، ليس هناك من خيار اخر . ولكنها لم تحاول الامساك بيده الممدودة لها . قلبها كان يقفز بجنون على ضلوعها ، وهى تنظر الى وجهه تحت شعره الاشقر
وتحركت يده الطويلة بعجز من حوله للحظة قبل ان يجدها . ثم لف اصابعه القوية حول معصمها ، وشدها اليه على الكرسى الى جانبه
-همم !
وقبل ان تستعيد انفاسها وضع الكاس من يده وامسك بيديها ، بينما اخذ يشم باعجاب العطر الفاخر الذى تضعه : انه عطر جوى ! وبما انك مترددة فى كشف هويتك . سافعل هذا على طريقتى !
*****
انتهى الفصل الثانى


samahss 03-02-17 07:15 PM

( الفصل الثالث )
الصوت العميق الهادئ ارسل شرارات انذار عبر اعصاب شارلوت . وشهقت عندما بدات اصابعه الطويلة تتحسس انحاء جسدها
وسمعته يقول بصوت ناعم عميق : انت شابة ولا شائبة فى شكلك او جسدك ... وانت لست صبى ... فمن انت اذن ؟
-سيدى . قال فرانك
ولكن بيرت رفع يده ليسكته ويقول قبل ان يضحك بمرارة : دعها تجيب ... الا اذا كان لسانها لا فائدة منه ... هيا عزيزتى ... تكلمى ... والافضل بالانكليزية ! اية عصفورة يحضر فرانك الى مخبئى ؟ ايها الشيطان لم اتوقع منك ان ترفه عن نفسك مع الفتيات المحليات
-ارجوك ان تصغى الى ... قاطعه فرانك متوسلا
-ام هل لك دافع خفى لمجيئك بها الى هنا مثل محاولة اخراجى من القوقعة التى انت مقتنع اننى احبس بها نفسى !
وقالت شارلوت ، وقد سرها ان تجد صوتها اخيرا ، واضحا وباردا : لقد اخذت الافكار الخاطئة سيد مارلنغ
-آوه ... اذن انت اميركية ... الست كذلك ؟ هذا امر اكثر اثارة ؟ ومن اين اتيت انسة فضولية ؟
كان واضحا انه يشك فى ان تكون صحفية تسعى وراء قصة . ولدرجة ما استطاعت ان تتعاطف مع دوافعه . ولكن ما عرضها له من مهانة واضطراب دونما اى سبب سوى لارضاء نفسه . احست بالغضب بما يكفى لان ترغب فى الانتقام من الرجل الذى ينهش بها دون رحمة
-انا اسكن هنا فى كاستريوس سيد مارلنغ ... وانا اعيش هنا من قبل ان تحضر الى هنا ... وما يقوله فرانك لاين صحيح ... فالكسندرو الصياد الذى تشترون منه السمك لديه مشاكل منزلية ، فاتيت لكم ببعض السمك والكركند نيابة عنه . وانا لست مهتمة البتة بمن انت ... او ما تفعل !
واحست بالرضى لانها تعرف ان ما من احد يتكلم معه بهذه الجراة من قبل ، خاصة امرأة . وسرعان ما ابعدت ذراعها من ملامسته عندما ادار وجهه نحوها
ولم تكن كذلك سعيدة للطريقة التى ينظر بها فرانك اليها وكانما ليقول لها انها كانت قاسية مع سيده الشهير الثرى . ووقفت بمشاعر بدات تحس بها . وقالت بصوت ثابت قدر استطاعتها : الافضل ان اذهب الان فرانك
-انتظرى !
وبالرغم من لهفتها على الذهاب الا انها اطاعت امر بيرت ووقفت الى جانب فرانك الذى بدا تعسا ومتوترا ...
-لا زلت لا اعرف سبب مجيئك الى هنا . قال بيرت
-لقد قلت لك سيد مارلنغ ، لقد جئت لكم بالسمك عوضا عن الكسندرو
-انت بالتاكيد لا تتوقعى منى تصديق هذا الادعاء ... اليس كذلك ؟
-يمكنك ان تصدق ما تريد ... ولكنك ستجد السمك والكركند لعشاءك ، وهى لم تتسلق الصخور الى هنا لوحدها !
وكسر فرانك دائرة الصمت التى اطبقت عليه : هذا صحيح يا سيدى ... وستؤكده لك تينا
-آوه ... انا لم اقل انها لم تات لنا بالكركند ... ولكننى اتساءل عن السبب الذى يدفع انسة اميركية متعلمة مثل صديقتك
التى لا اسم لها حتى الان لتقوم بهذه المهمة عوضا عن صياد محلى ...
-ايها الشيطان الشكاك ... انا ... انا احب رؤية شارلوت لاننى ... حسنا ... لانها فتاة استطيع التحدث معها بلغتى الام . قال فرانك
وتطلعت العدسات السوداء نحوها ثانية ، من العجيب انه يعرف دائما اين تقف تماما وقال : شارلوت ؟ اهذا ما يعنى اختصار الاسم الى شارلى ؟
-اجل ! ردت باختصار
-شارلوت ماذا ؟ سالها
-شارلوت هالدن . قال فرانك
-ولكنه اسمى سيد مارلنغ ... والان ارجو عذرى ، يجب ان اذهب
وسمعت ضحكته الجافة وهى تسير مبتعدة وسمعته يقول : اراهنك فرانك ان لها شعر احمر
-لا ... ليس شعرها احمر . شارلوت انتظرى ! رد عليه فرانك وهو يتجه انحو شارلوت
وانتظرته على مضض ، وبدت الاثارة والاعتذار على وجهه ، واحست بالاسف لانه تلقى بعض سخطها الموجه الى سيده ، وتردد قليلا قبل ان يمسك بيدها ويقول : انه لا يعنى ما يدل عليه كلامه ... ارجوك لا تذهبى شارلوت وانت غاضبة
-لست غاضبة منك . وانت تعرف هذا ... ولكن ...
-ستعودين ثانية ؟
-لست ادرى فرانك ... اظن حاليا على الاقل ، ان من الافضل ان لا اعود ... وانا اسفة ... ولكنك ترى ان هذا غير مرغوب الان
-ربما لا
-انا اسفة فرانك . فانا حقا اسعد عندما اسمعك تتحدث عن بلادنا ، ولكن يجب ان تعترف ان الامر لن يعود كما كان ... بعد ان افسده ...
-آوه يا شارلوت ... لا تحكمى عليه بقساوة ... فهو مضطر لان يكيف نفسه مع ما حوله ... وهو احيانا له نزوات غريبة
-انه كما توقعته تماما ... مغرور متعجرف وملئ النفس بمدى اهميته !
-ستفهمينه اكثر اذا عرفتيه اكثر
ونظرت الى الطيف الطويل النحيل المتكئ على الجدار الذى يحيط بالشرفة ... واذهلها انها احست بتسابق نبضاتها . هناك جو من الاثارة الباعثة للتوتر حوله احست بها بغرابة عند اول تلامس معه ...
واعادت النظر الى فرانك قائلة : لا اريد معرفته اكثرمن هذا . واشك ان تعطى لى هذه الفرصة . فهو لا يحب نوعيتى كما لا احب نوعيته . وداعا يا فرانك كم كانت معرفتك رائعة
مر اسبوع الان على مغادرة شارلوت لفيلا الصخرة ... عادت ايزابيلا خلاله الى العمل فى المنزل ، وسارت الامور على ما يرام حتى الان . وبما ان شارلوت لم تكن تنوى زيارة الفيلا دون عذر ايصال سمك الكسندرو ، الى هناك فقد بدات تتمنى ان تعود نوبة الغضب الى ايزابيلا لتحصل على هذا العذر
فهى اصلا لم تذهب الى هناك سوى اربع مرات . ومع ذلك فهى تحس بشئ لا يقاوم تجاه ذلك المكان ، وسكانه جعلها تود العودة
اليوم كان الطقس حار لا يطاق على الشاطئ ، والماء بارد والنسيم يهب فوقها ، ونظرت الى الخط الساحلى الحار امامها باحساس من السعادة كما تفعل دائما . وما كان عليها سوى ان تضع يدها على الدفة ليسير القارب بها من القرية الى القرية الاخرى عبر الخليج . من الصعب ان يجد المرء بقعة من العالم مثالية اكثر من هذه للعيش فيها ...
*****
انتهى الفصل الثالث

samahss 03-02-17 07:17 PM

الفصل الرابع )
ولمحت اشرعة بيضاء الى يمينها . ولكن بعد فوات الاوان وقبل ان تدر تماما ما يعنى لها هذا كان الطواف الشراعى ينقض عليها . واصبح قريبا جدا منها حتى انه لم يعد هناك وقت لاى عمل للابتعاد عنه . ولكن كان الوقت قد فات على اية محاولة لعمل فعال والاصطدام محتوم
صيحات التحذير جاءت متاخرة كثيرا ، وتعالى صوت التصادم بين المركبين ، وتمايلا نتيجة للاصطدام
وبسرعة سجلت شارلوت فى ذهنها رؤيتها لاثنين فوق المركب الاخر . كان احدهما يصيح ، ويشتكم بالانكليزية والاخر يصيح محذرا ، بينما كانت تطفئ محرك قاربها ... ولكن الضرر فى المركبين كان اقل بكثير مما يمكن ان يكون ومع ذلك فقد تخدش دهان مركبها اللماع بشكل مرعب ... ولكن الاسوا كان لدهان المركب الشراعى الذى نظرت اليه بفزع
وهى تشكر السماء على ان ركاب المركبين بقوا دون اذى ... ادركت من هما شريكيها فى الكارثة ... فقد كان وجه فرانك متجهم وهو ينحنى فوق مقدمة المركب لينظر الى اضراره ... ولم يتعرف عليها قبل ان تتكلم
-آوه ... فرانك ... انا اسفة !
وبدا عليه الذهول للحظات . ثم نظر بسرعة الى رفيقه وكانما ياسف على التعريف عن نفسها بصوتها ... وقال بخجل : انه حادث
رؤية بيرت مارلنغ يجلس فى مؤخرة المركب الشراعى ويتولى كما هو ظاهر الدفة ... اذهل شارلوت للحظات ثم اضطرت للاعتراف بان بامكانه وباشراف فرانك وتوجيهاته ، ان يدير الدفة بنجاح
تحت اشعة الشمس بدا شعره الاشقر وكانه هالة من الذهب فوق راسه ... كثيف ومتشعث بعد امتلائه بنفس الريح التى كانت تملا الشراع والذى جعل تقدم المركب غريبا فوق المياه
وقبل ان يتمكن فرانك او شارلوت من قول شئ التفت نحوها ، بنفس التعالى الذى وجدته من قبل مزعجا ... وبنفس تلك البسمة المتوترة الملتوية على فمه ، وقد تعرف الى صوتها ، وهز راسه ببطء .
وقال بخشونة : آه ! الانسة كتلة النار الصغيرة ! وكيف تمكنا من الالتقاء بك بحق الشيطان ؟
وبقدر ما كانت تكره الاعتراف ، كانت تعرف انها المخطئة . ولا فائدة من الانكار ، وقالت شارلوت وهى تنظر الى فرانك : انا ... لم ار المركب ... انها غلطتى !
-لقد سمعت صوت محرك ؟ واعتقد انه لك !
-اجل .... انه لى
-الا تعرفين قوانين الابحار ، لتعرفى ان قوارب المحركات يجب ان تفسح الطريق امام المراكب الشراعة ؟
-اجل ... اجل ... بالطبع اعرف ... وانا اسفة يا فرانك
-ولماذا الاعتذار لفرانك ؟ فكما يبدو لك من الظروف اننى انا من ادير الدفة !
-انا اسفة ، ولكننى لم اكن افكر ، ولم اشاهدك
-انت لم تشاهدينا ... وها انت متملكة تماما للنظر ، وامامك اشرعة بيضاء وجسم لماع لقارب يبلغ الخمسة امتار طولا ، يلمع فى وجهك ... وتقولين انك لم تشاهدينا !
-انا ... لقد كنت ابعد عنكما اميالا . اعلم اننى يجب ان اكون اقل اهمالا ولكننى ... حسنا ، انا اسفة ...
-آوه ... لم يحدث ضرر كبير انسة ... وما من احد منا وقع فى البحر فلا تقلقى للامر . قال فرانك
-ولكن جسم قاربكما ...
-ما بال جسم المركب ؟ انظر اليه يا فرانك ، وانظر ماذا تسببت من اضرار له ! قال بيرت
-هناك بضعة خدوش فقط ، ويمكن تغطيتها بالدهان بسهولة
فقاطعته شارلوت بسرعة ، قبل ان يستطيع توجيه اى ملاحظة : وسادفع التكاليف ... بالطبع يا سيد مارلنغ
-شكرا
واحست بسخريته ولكنها كانت مصممة على ان لا تدخل فى صراع كلامى معه . فصمتت . ونظرت الى ابتسامة فرانك الاكثر تشجيعا وهو يقول : لا باس يا فتاتى ... ولا تقلقى راسك الجميل بالامر
-ولكن يا فرانك ... كنت اعنى ...
وقاطعها الصوت النافذ الصبر من على الدفة ، ليوقف احتجاجها : والان ماذا ؟ اذا كنت تقول لها يا فرانك ان لا تزعج نفسها حول دفع الاضرار ... فانس الامر !
-ولكنى انوى ان ادفع كل الاضرار سيد مارلنغ . ارسل لى الفاتورة بعد انتهاء الاصلاح وسادفعها لك . قالت بتصلب
-استقلالية ... هاه ؟ لاجل السماء يا فتاة ! لا يجب ان تكونى حساسة هكذا لاننى جربت ان اخدعك ! بامكانى تحمل اصلاح مركبى ... ولست مضطرة لهذا
-ولكن لدى كل النية لان افعل !
-شارلوت ... لا باس ... افعلى ما تريدين . قال فرانك
-اتصور انها دائما تفعل ما تريد ... انها فتاة مميزة تلك التى حصلت عليها لنفسك ، ايها الخاطئ العجوز . ولست واثقا بانها قد تكون كثيرة عليك ! قال بيرت وهو يضحك
-سيدى ... لا داعى لان ... انا اسف شارلوت !
-اوه ... هيا ... ! لا تكن خجولا حولها ! لابد انها جميلة جدا لتوقع بك . فلماذا لا تستفيد من الامر ؟
-انت لست تحرجنى فقط بل تحرج شارلوت كذلك
-ارجوك يا فرانك ... الامر لا يهمنى . قالت شارلوت
-ولكنه لا يهمنى ! قال بيرت
-الامر حقا لايستاهل الجدال
-انت محقة ، الامر لا يستاهل ، ولست ارحب بالوقوف هنا وسط اللامكان وانتما تحاولان اقناع بعضكما ! هيا بنا يا فرانك ... لاجل الله ! والا فلن نتمكن من اتمام دورتنا فى الخليج التى وعدتنى بها ! قال بيرت
-انا اسفة ....
-فى المستقبل اعطنا مسافة اعرض للمرور
ومرت بضعة اسابيع قبل ان تتاح لشارلوت فرصة زيارة فيلا الصخرة مجددا . ومرة اخرى كان الشكر فى هذا لازمة جديدة مع عائلة ماريوس . وليس مع ايزابيلا هذه المرة ، بل لان الكسندرو احس بمرض غامض يمزق معدته
وتقبل عرضها للمساعدة بانفعال ... ووضع نفسه الى الابد تحت الدين لها اذا اخذت بعض سمك السردين الطازج الى سيد الصخرة . وكانت شارلوت تنتظر بلهفة مثل هذا الطلب . ومع ذلك فقد احست باضطراب غريب يسرع نبضات قلبها
ودخلت الحانوت لتعلم عمها انها ذاهبة ، وتوقعت ان يعلق بشئ ما ... ولكنه هز راسه ، ورفع حاجبه ، ولم يقل شيئا . ولكنها علمت انه يعلق بعض المميزات على ذهابها الى هناك
ربطت القارب الى حلقة الرسو المثبتة بالصخور ، وبدات التسلق الطويل فوق السلم الحجرى . بالتاكيد سيرحب بها فرانك وكذلك تينا ، ولكنها فضلت عدم التفكير ببيرت مارلنغ . فافكارها عنه كانت مرتبكة عاجزة وتمنت اكثر فاكثر وهى تتسلق السلم لو انها فكرت اكثر قبل مجيئها الى هنا
*****
انتهى الفصل الرابع


samahss 03-02-17 07:20 PM

( الفصل الخامس )
فى المطبخ اخذت تينا السمك مع احتجاج على صغر حجمها . وابتسمت لشارلوت وقالت : السيد فرانك لم يسمعك تصلين ، كما اظن . ساقول له ان يحضر فى الحال
-اوه ... لا ... ارجوك لا تزعجى نفسك ... الامر حقا لا يهم ! لقد اتيت لاوصل السمك عن الكسندرو ... ولم اجئ زائرة
-اوه ... هذا مستحيل انستى ... يجب ان تشاهدى سنيور فرانك بعد ان اصبحت هنا ... ساناديه لك !
-اوه ... ارجوك
-لن يستغرق هذا سوى لحظة !
-انا ... الافضل ان اذهب الان ....
-ولكنك ستعودين يا انسة ؟
-لست ادرى ... هذا يتوقف على عدة امور . ولكن ابلغى سلامى لفرانك . اتفعلين هذا يا تينا ؟
-يوم سعيد لك يا انستى !
وخرجت الى اشعة الشمس من جديد ، مستغرقة بالتفكير ، حتى انها لم تلاحظ وجود احد حولها الى ان امسكت يد قوية فجاة بمعصمها الايسر لتوقفها بحدة ورعب وانفاسها تشهق دهشة
وكان يبتسم نفس الابتسامة الملتوية التى تجعل من قسمات وجهه تبدو اكثر مرارة من ان تكون مرحة . وادار اليها نظرته العمياء : شارلوت ؟
-صباح الخير سيد مارلنغ
-لم يكن هدفى سيئا ... اليس كذلك ؟
-انت تمسك بيدى بشدة ... فارجوك اتركنى ، سيد مارلنغ
-كان يمكن لك على الاقل اظهار سرورك لتمكنى من الامساك بك فى المكان المناسب
-وهل كنت تنتظرنى ؟
-اجل ... على الاقل اعتقدت ان الزائر هو انت ، فقد سمعتك تتكلمين مع تينا فى المطبخ
-هذا صحيح ... والان هل تتفضل وتترك ذراعى ؟ انت تؤلمنى
-هل جئت لرؤية فرانك ؟
-لقد اتيت ببعض السمك لكم عوضا عن الكسندرو
-الان انت تقومين بالاعمال عن تجار السمك ؟
-الكسندرو صياد وليس تاجر سمك . ولست ادرى اى خطا فى مساعدة احد الجيران فى اوقات الازمات
-انت فاعلة خير طيبة ... الست كذلك ؟
-ولم لا ؟ انهم سيساعدونى اذا احتجت للمساعدة ... وانا واثقة
-اوه ... وانا واثق ... يبدو لى هذا كالجنة على الارض ، ولكننى واثق كذلك ان هناك بعض المعوقات ! ...هل تعجبك الاقامة هنا ؟
-المكان جميل ... وكم اتمنى لو انك ....
وعضت شفتها بسرعة ، ولكنه فهم ما كادت تقوله ، فالتوى فمه مرة اخرى بابتسامة مريرة ، وقال باختصار : وانا اتمنى لو اننى استطيع رؤيته ، ولكننى لن استطيع ... لذلك بامكانك وصفه لى !
-بامكانى ... ؟ ولكن سيد مارلنغ ... انا ....
فقاطعها : انت السامرية الطيبة . فاعلة الخير ، فافعلى ما يتوجب عليك من خير لهذا اليوم !
ولم يكن هناك سبب منطقى لشعورها هذا ، فهو الى جانب ثراءه الفاحش جذاب جدا ومع افتقاره للنظر فلديه قسط وافر من الثقة بالنفس ... ومع ذلك تحس به عرضة للاخطار وحساس بشكل غريب ، واحست بانجذاب اليه كما لم تحس من قبل . وربما بدافع الشفقة ... انه يغضبها ويقلقها ، ولكن هناك شئ جذاب لا يقاوم فيه لم تستطع ان تنكره
-اذا اردتنى ان افعل اى شئ لك استطيعه فانا مستعدة ، فماذا استطيع تقديمه لك سيد مارلنغ ؟ قالت له بهدوء
-اوه ... هذا الامر لا يقدر بثمن ! حقا لايقدر بثمن ... فرانك لن يصدقه !
-سيد مارلنغ ....
-اوه ... لا تحتارى هكذا ! لقد مر بى اوقات ... لم تكن تستطيع امرأة فى العالم ان تسال هذا السؤال لبيرت مارلنغ ... ماذا استطيع تقديمه لك سيد مارلنغ ! ولكن الامر مختلف الان ... فعاجز اعمى يختلف كثيرا عن ثرى بترول ناجح ... اليس كذلك ؟ ولا احد يريد معرفته ، خاصة جنسك الناعم يا انستى الصغيرة !
-انا ... انا اسفة ...
وبتهور ، وقفت على اطراف اصابع قدميها وطبعت شفتيها للحظات على خده
-اذن انت تحسين بالشفقة على ... اليس كذلك ؟ هل اثرت شفقتك صحيح ؟
-انا ... لم ... اقصد ....
-اللعنة عليك ... انا لست بحاجة الى شفقتك !
-ساعلمك كيف تكون القبلة بدلا من قبلتك الطفولية هذه ....
-ارجوك ... ارجوك ... دعنى اذهب !
-والان اظنك ستذهبين للاختباء فى برجك العاجى الصغير ! وتبقين هناك !
-ليس لدى النية فى ان اختبئ فى اى مكان سيد مارلنغ . ولست انوى خسران صداقة فرانك بسبب.... اخلاقك السيئة !
-اخلاقى السيئة ؟ قد اشير لك انك لن تحصلى على ما هو طيب بمجيئك هنا دون دعوة ! وقد اقول لك ان تبتعدى عن املاكى ولكننى اعتقد انك ستتسللين عندما لا اكون موجودا ، وانا لا استطيع رؤيتك قادمة فتستغلين ظروفى !
-ليس لك الحق بان ... بان تحس بالمرارة هكذا . فهناك الكثير لتشكر ربك عليه ، ومع ذلك فانت يائس ... وغاضب حتى انك تريد منع فرانك من رؤيتى لمجرد الضغينة والنكاية !
-اذهبى من هنا قبل ان تقولى المزيد ... عودى الى قريتك الخرافية حيث تنتمين ايتها الحمقاء الصغيرة ... ولا تدعينى اراك هنا ثانية ... اتسمعيننى ؟
ولم يكن قد احس بعد ، كما احست شارلوت ان فرانك قد خرج الى الشرفة ووقف ينظر اليهما وسمع تلك الكلمات الاخيرة ... واقبل نحوهما بخطوات واسعة ، ومد يده ليلمس ذراع مخدومه وقال وصوت اجش بعدم التصديق : بيرت ! لاجل الله يا رجل ... ماذا ...
ولكن بيرت قاطعه وهو يستدير نحوه بشراسة ويصيح : عليك الاختيار ... اما ان تذهب معها او تبقى معى ...افعل ما شئت
-اذهب معه يا فرانك . قالت شارلوت
واستدارت تركض نزولا السلم الحجرى نحو قاربها من السخف ان تبكى ... ولكنها لم تستطع فعل شئ لمنع الدموع التى تدحرجت فوق خديها ...
امضت شارلوت وقتا اكثر من عادتها فى مساعدة عمها فى مرسمه خلال الاسبوعين الذين تليا . ووجدت ان العمل الزائد مفيد لازالة بعض الالم والحرج الذى احست به لطرد بيرت مارلنغ السريع لها . واخبرت نفسها مرات ومرات انها حمقاء لان تدع نفسها تنزعج هكذا بسبب رجل بالكاد تعرفه ... ولكنها وجدت نفسها غير قادرة على نسيانه . ومما زاد احباطها ان فرانك ، حتى الان لم يحاول زيارتها
*****
انتهى الفصل الخامس


samahss 03-02-17 07:25 PM

( الفصل السادس )
واقع عدم خروجها ... او استخدامها للقارب فى نزهاتها العادية ، استلفت نظر عمها ، الذى ذكر الامر عرضيا عند العشاء فى احدى الليالى : لم تخرجى للابحار مؤخرا
-كنت مشغولة اليس كذلك ؟ ولم يكن لدى وقت للابحار فانا الون لك خلفية لوحاتك . على كل الاحوال ... لقد اصبحت اعرف الخليج عن ظهر قلب
-هل سئمت الحياة فى كاستاريوس ؟
-اوه ... لا بالطبع لا يا لوك ! انت تعلم اننى ارغب فى الاستقرار هنا الى الابد وانا سعيدة !
-هذا كان الانطباع عندى ... حسنا اذا كنت سئمت المركب فلماذا لا تاخذين السيارة وتجولين على الساحل قليلا ... سيكون هذا نوع من التغيير
-لست واثقة اننى بحاجة للتغيير ... كما اننى لست واثقة تماما مما اريده حقا ، ولاكون صادقة ... اشعر بالقلق قليلا ...
-وهل لهذا علاقة بمغادرتك لفيلا الصخرة الاسبوع الماضى ؟
-لا شئ له علاقة اطلاقا
-وهل تريدين التحدث عن الامر ؟
-ليس حقا يا لوك ... فليس لدى تلك الاسرار العميقة او اى شئ من هذا القبيل ، ولكن ... لقد احسست اننى حمقاء قليلا ... وهذا كل شئ ... ولكننى ... لا اريد التحدث بالامر
-لا باس ، طالما ان مارلنغ لم يظهر مخالبه كمقاتل للنساء ... ولا تترددى لحظة فى اخبارى اذا حدث شئ كهذا ولم تستطيعى التعامل معه ، اتفعلين يا حبيبتى ؟
-لا شئ كهذا يمكن ان يحصل . وباستطاعتى التعامل مع بيرت مارلنغ دون اى انزعاج ... فلا تقلق يا لوك
بعد ظهر اليوم التالى احست بحاجة الى الراحة ، وان بامكانها الاستفادة من تلك الرحلة بالسيارة التى اقترحها عليها عمها . وادركت بعد قليل من انطلاقها انها فكرة رائعة . وعليها ان تاخذ وقتها للتمتع بالرحلة التى كانت جميلة وهادئة فى مثل ذلك الوقت من السنة
( الفصل السادس )
واقع عدم خروجها ... او استخدامها للقارب فى نزهاتها العادية ، استلفت نظر عمها ، الذى ذكر الامر عرضيا عند العشاء فى احدى الليالى : لم تخرجى للابحار مؤخرا
-كنت مشغولة اليس كذلك ؟ ولم يكن لدى وقت للابحار فانا الون لك خلفية لوحاتك . على كل الاحوال ... لقد اصبحت اعرف الخليج عن ظهر قلب
-هل سئمت الحياة فى كاستاريوس ؟
-اوه ... لا بالطبع لا يا لوك ! انت تعلم اننى ارغب فى الاستقرار هنا الى الابد وانا سعيدة !
-هذا كان الانطباع عندى ... حسنا اذا كنت سئمت المركب فلماذا لا تاخذين السيارة وتجولين على الساحل قليلا ... سيكون هذا نوع من التغيير
-لست واثقة اننى بحاجة للتغيير ... كما اننى لست واثقة تماما مما اريده حقا ، ولاكون صادقة ... اشعر بالقلق قليلا ...
-وهل لهذا علاقة بمغادرتك لفيلا الصخرة الاسبوع الماضى ؟
-لا شئ له علاقة اطلاقا
-وهل تريدين التحدث عن الامر ؟
-ليس حقا يا لوك ... فليس لدى تلك الاسرار العميقة او اى شئ من هذا القبيل ، ولكن ... لقد احسست اننى حمقاء قليلا ... وهذا كل شئ ... ولكننى ... لا اريد التحدث بالامر
-لا باس ، طالما ان مارلنغ لم يظهر مخالبه كمقاتل للنساء ... ولا تترددى لحظة فى اخبارى اذا حدث شئ كهذا ولم تستطيعى التعامل معه ، اتفعلين يا حبيبتى ؟
-لا شئ كهذا يمكن ان يحصل . وباستطاعتى التعامل مع بيرت مارلنغ دون اى انزعاج ... فلا تقلق يا لوك
بعد ظهر اليوم التالى احست بحاجة الى الراحة ، وان بامكانها الاستفادة من تلك الرحلة بالسيارة التى اقترحها عليها عمها . وادركت بعد قليل من انطلاقها انها فكرة رائعة . وعليها ان تاخذ وقتها للتمتع بالرحلة التى كانت جميلة وهادئة فى مثل ذلك الوقت من السنة
-السيدة ذاهبة ايضا الى كاستاريوس
لم يكن هناك امكنة يمكن لهذه المرأة ان تتناسب معها فى كاستاريوس ولكن فيلا الصخرة تركزت فى ذهن شارلوت ... ونظرت الى المرأة الانيقة النحيلة الطويلة وهى تسير مرتدية ثوبا من الحرير اقتنعت شارلوت على الفور انه تصميم باريسى
وسمعته يقول بكلمات ذات مغزى : هذا شرف كبير لى انستى ان يكون فى مطعمى فاتنتان رائعتا الجمال ، انه حظى الرائع وسعادة لى ... اجل !
ومال اليها : السيدة الجميلة ستزور الاميركى الشهير جدا ... السيد مارلنغ ! اتعرفينه ؟
-اعرفه
-آه ... اجل ... ! من المؤكد انك تعرفين مثل هذا الرجل ... انسة !
-يجب ان اذهب ... لقد كنت لطيفا معى وساعدتنى سيدى . ولكننى اخبرت عمى اين يجد سيارتى ، وسيقلق اذا لم يجدنى هناك ... اتفهم ؟
-آه ... اجل ... اجل ... افهم !
وعادت على نفس الطريق الى حيث تركت السيارة واخذت تفكر بحيرة بتصرفات عمها على الهاتف . وتاكد لها بصورة جازمة ان شخصا ما كان معه ... كانت مستغرقة فى افكارها حتى انها لم تنتبه الى خشونة الطريق وقبل ان تدرى ما حصل ، زلت بها القدم وسقطت على وجهها فوق التراب . وسمعت صوت رجل ينادى من وراءها باليونانية : اتسمحى لى انستى
-شكرا لك
واحست بالغباء لوقوعها دون ان تنتبه وتمنت لو ان الارض تنشق لتبتلعها . الشاب لا يزال يمسك بذراعها واخذ ينفض الغبار عن فستانها ، ثم اصدر كلمات اشفاق لكدمة ظهرت على خدها ، وقال مبديا القلق : انت مصابة يا انسة
-انا بخير ... حقا سيدى
-انت وحيدة هنا وعلى قدميك ... اليس كذلك انسة ؟
-ليس لوقت طويل ... فعمى فى طريقه لاخذى ... سيارتى تعطلت ... هناك
-آه ... فهمت
-ساكون على ما يرام الان ... شكرا لك
*****
انتهى الفصل السادس

samahss 03-02-17 07:32 PM

الفصل السابع )
هناك شئ ما فى تصرفاته منعها من الثقة الزائدة به . ولكنه قال : سارافقك الى السيارة انسة . من غير الحكمة ان تكونى لوحدك ... ساحميك
-اوه ... ولكننى لا احتاج الى حماية ... شكرا لك ، ارجوك ... اترك ذراعى !
-ولكن سيدتى ... سيدتى الجميلة ... انت لوحدك ... وقريبا سيحل الظلام ... وانت ستكونى ...
وقاطعته بسرعة : استطيع سماع عمى قادم بسيارة اخرى ! لا حاجة لك للقلق على ... والان ارجوك اتركنى !
ولم يصدقها ... ولكنه سرعان ما التقط اصوات سيارة قادمة ... لم تكن السيارة لعمها ... بل كانت اضخم واقوى وفاخرة جدا ... وما ان ادار السائق راسه حتى شاهدته شارلوت بوضوح وسرعان ما سمعت صوت مكابح السيارة ، وتوقفت فى مكانها . عندها فقط تاكدت من هوية السائق
-فرانك !
-شارلوت ماذا حصل لك ؟ لقد ظننتك غير مصابة ...
والتفت الى الشاب : هل فعل لك شيئا ؟
-اوه ... لا ... لا يا فرانك ! لقد وقعت على وجهى
-ولكن لماذا تجولين على قدميك هكذا ؟
-لقد تعطلت سيارتى واتصلت بعمى للمساعدة
-اعرف هذا ... من الافضل ان تاتى معى ... وبالامكان تدبير امر السيارة فيما بعد
-باركك الله يا فرانك ... فانا احس بالتعب والاسى على نفسى
-بالطبع ستشعرين هكذا !
وتمتم كلمات باليونانية ، واحمر وجهه وهو ينظر الى الشاب الذى كان لا يزال واقفا يراقبهما ... ورد عليه الشاب بنفس اللغة قبل ان يهز كتفيه ويرحل
وسمعت فرانك يقول وذراعه لا تزال فوق كتفيها : هيا بنا يا فتاتى
-لم اكن سعيدة اكثر لرؤية اى انسان فى حياتى مثل الان
-ذلك الشاب كان يخرج عن سيطرتك عليه ... اليس كذلك ؟
-لست ادرى ما كان يمكن ان يفعل ... لدى انطباع ان عوائه قد يخيف اكثر من عضته
-لقد كان حذقا بما فيه الكفاية ليعلق على اننى لا ابدو كعمك
-كم كنت سعيدة لرؤيتك ... كنت اخر من اتوقع رؤيته
-لقد قال عمك ان سيارتك معطلة
-وهل كنت عنده عندما اتصلت ؟
-اجل ... ذهبت الى هناك لاراك ... ولكنه الحظ ، كنت لا ازال هناك عندما اتصلتى ... وهكذا جئت لانقاذك
-لماذا فرانك ؟ لماذا الان ؟
-اوه ... انت تعرفين لماذا ! لم يكن لى يد فى ذلك الشجار ذلك الاسبوع ... ولكننى فعلت كما طلب منى بداية ، ثم قررت اننى لن اسمح له بافساد ... علاقتى معك ... وهكذا جئت لاراك
-كم انا سعيدة لهذا ، لقد اشتقت اليك . هل يعرف بير... سيد مارلنغ انك جئت ؟
-سيعرف الان ... لقد استخدمت سيارته وقلت اننى لن اتاخر ... ولكننى لم ازر عمك فقط بل جئت وراءك لانقاذك ... وسيعتقد الان اننى هجرته
-اوه يا عزيزى ... وهل سيغضب منك ؟
-محتمل .. فلقد اصبح مولعا بنفخ اوداجه مؤخرا
-لست مندهشة ان تكون هذه سيارته وليست سيارتك لقد فكرت انها لا تناسبك بطريقة ما ... ولكننى لم اظنها له
-انها لبيرت ... لا يجب ان تخجلى من استخدام اسمه يا شارلوت ، كما اننى لا اتحمل مثل هذه السيارات على حريتى ...
فانت محقة ، انها لا تناسبنى ... فهى من الصنف الفاخر جدا
-كائنا من يكون صاحبها ... انا سعيدة لانها معك اليوم لتتمكن من المجئ بسرعة لانقاذى ... وما ارجوه هو ان لا تقع فى مشاكل بسببى ...
-كما قلت سينفخ على الارجح اوداجه ويسالنى اين كنت ... ولكن لا تقلقى ... لن يعترض عندما يعرف السبب فى تاخرى ، وسوف نظلمه اذا اعتقدت انه سيغضب يا شارلوت
-صحيح ؟
وتساءلت ما اذا كان فرانك قد عرف بوصول تلك السيدة الانيقة ، او ان بيرت نفسه قد عرف بها . ولكنها لم تجرؤ على السؤال . واكمل فرانك : انت لا تعرفينه ... فهو لا بد الان قد ندم على شجاره معك ... واذا جئت الى الصخرة ثانية ، فسوف يرحب بك بذراعين مفتوحتين ... حتى ولو لم يظهر هذا
ولكنها ارتابت بالامر ، وخاصة بعد وصول الزائرة ... ولكنها تمنت لو لم يثر فرانك ذكرياتها عن كيفية احتوائه لها بين ذراعيه ، التى قال عنهما انهما سترحبان بها ، واحست بالاحمرار يدفئ خديها
-لا استطيع الذهاب الى هناك ثانية يا فرانك ، لقد قال لى دون اى شك فى قصده ان اعود الى حيث انتمى وان لا اجرؤ على الاقتراب من الصخرة ثانية ... وانا انوى فعل هذا تماما
-الن تعطيه فرصة اخرى ؟
-اشك كثيرا فى ان يهتم بمجيئى او بعدمه ... فلديكم زائر الان يا فرانك الا تعلم ؟
-وماذا اعطاك هذه الفكرة ؟
-كان هناك امرأة فى المقهى حيث اتصلت
-امرأة ؟
-امرأة انيقة جميلة ، وليست اميركية او انكليزية ، ربما فرنسية او اسبانية ، وثرية جدا اذا حكمنا على ذلك بثيابها
-اليانا روسينى !
-ايطالية ؟
-من الافضل ان اسرع الخطى ... الله وحده يعرف ما قد يفعل بيرت لو استطاعت تخطى تينا اليه !
-ولكن ما بمقدورة ان يفعل سوى ... التصرف بشكل طبيعى ... ؟
-لقد اختبا هناك بهدف واحد وهو الابتعاد عن كل الناس ... وسيقطع عنقى اذا لم اكن هناك لمنع اليانا من الوصول اليه !
-اوه ... انا اسفة !
-اوه ... لا تدعى الامر يقلقك . لم تكونى تعلمى كم يكره بيرت ان يراه احد على ما هو عليه الان
-ولكن ما لا افهمه لماذا قبل رؤيتى وهو بالكاد يعرفنى ولا يرحب برؤية من يعرفه جيدا مثل اليانا روسينى ؟
-ولانه يعرفها جيدا لا يريد رؤيتها ... فهى تريد الزواج به !
*****
انتهى الفصل السابع


samahss 03-02-17 07:34 PM

( الفصل الثامن )
عدة مرات خلال الايام التى تلت ، تملك شارلوت رغبة بان تقود مركبها نحو فيلا الصخرة ، كما اقترح عليها فرانك ان تفعل . ولكن التفكير فى ان اليانا روسينى لا تزال هناك كان يردعها ، وكانت تتوق لان تعرف نتيجة زيارتها ، ولكن ليس الى درجة اقحام نفسها فى وضع قد يكون محرجا
وتوقعت شارلوت ان ترى فرانك ثانية ... ولكنها ادركت ان من الممكن ان يكون اما مشغولا بالزائرة غير المتوقعة ، اذا كانت لا تزال هناك ، واما يحاول الخلاص من الاثار التى تركتها زيارتها على اعصاب سيده . وفى كلتا الحاتين بقيت متوترة وتواقة لان تعرف ماذا جرى فى الفيلا
وشاهدت الكسندرو عند مرفا الصيادين ذات صباح ، وبعد تبادل التحيات لاحظت ان هناك شئ ما حول ابتسامته ... وسرعان ما قال لها : بالامس اخذت بعض السمك الى الفيلا
-اوه صحيح ؟
-لقد رايت السيدين . السيد مارلنغ والسيد لاين ، والسيدان طلبا منى ان اقول لك انسة !
-اوه ... وماذا تطلب منك ان تقول لى ... الكسندرو ؟
-سيد لاين قال ... بليز ! ... اطلب من الانسة ان تجئ للزيارة
-والسيد مارلنغ ؟
-قال قل لها ... الافضل ان تحضر الى جحيم هنا ... وتخرج الرجل من بؤسه او سادق بنفسى عنقها !
-اوه ... شكرا لك الكسندرو ! قالت وهى تضحك
-هل جعلتك تضحكين على يا انسة ؟
-اوه ... لا ... الكسندرو ... لست السبب ... انه ... انه السيد مارلنغ من اضحكنى برسالته . واشكرك جدا لايصال الرسالة لى ... شكرا الكسندرو
-وهل ستذهبين لرؤيتهما ؟
-قد افعل
ولكن ابتسامته دلت على انه واثق من زيارتها
ونظر عمها اليها وقد رفع راسه متعجبا بعد ان اخبرته برساله الكسندرو
-ولكنك منذ يومين قلت انك لن تعودى الى هناك مطلقا
-اعلم ... ولكن ...
-هل ستذهبى ؟
-اظن اننى قد افعل . ارغب فى رؤية فرانك ثانية
-يبدو لى انه شاب شريف المقاصد . ذلك الفرانك لاين خاصتك . جيد ونوعيته مستقيمة ، ولا شئ تافه يفعله
-انه طيب جدا ، ولكنه مع ذلك ليس فرانك خاصتى ... ومن غير المرجح ان يصبح هكذا
-بدا لى انه مهتم بك ، كما لاحظت من حديثه يوم كان هنا
-لا اظن هذا ، ليس كما تعنى ... على كل الاحوال ... انه كبير فى السن بالنسبة لى ... الا تظن هذا ؟
-انه ليس اكبر من ثمانية وثلاثين ... وليس اكبر منك بكثير حقا
-خمسة عشر سنة ! وانا اقول ان هذا فارق كبير يا لوك وانا صدقا لا افكر به بهذا المنظار مطلقا
-وماذا عن مارلنغ ؟
-وماذا عنه ؟
-حسنا ... لابد انه فى اواسط الثلاثين ، على الاقل
-انه فى الخامسة والثلاثين . حسب اخر مجلة نشرت مقالا عنه ، ولكننى لا اجد ما دخله فى اى شئ من حديثنا
-الا تعلمين حقا ؟
-لوك ...
-حسنا ... حسنا ! متى ستذهبين الى هناك ؟
-اعتقد اننى سازورهما هذا المساء
كانت الشمس منخفضة فى الافق عندما اقلعت من على رصيف الميناء وهى تتساءل فى نفسها ما اذا كانت تقوم بعمل صائب ، بالابحارها فى وقت متاخر ... وتطلعت الى فوق بخوف وهى تربط الزورق عند اسفل السلم ، كما احست فجاة بثقة اقل فى نفسها وبالحكمة من مجيئها الى هنا ...
بعد تسلقها درجات السلم الحجرية اللولبية الشكل احست كالعادة ، بانقطاع انفاسها بوصولها الى القمة ... وتوقفت لتسترد هدوءها ... يد على عمود الدرابزين والاخرى فوق صدرها ... وفجاة احست باجفال بان هناك من يقف فى الظل المختفى بشجرة اللوز ... ولفترة قصيرة اعتقدت انه فرانك حتى كادت ان تناديه ، ثم تعرفت الى الراس الاشقر والى الطول الذى لا يمكن ان تخطئه لبيرت مارلنغ ... حتى قبل ان يخطوا من الظل ويتقدم نحوها احست بازدياد خطير فى سرعة نبضاتها
-شارلوت ؟
كان كلامه لا يكاد يعلو عن الهمس ، واحست باصابعها تنقبض دون ارادة منها فى راحتيها وهى تبتلع ريقها بقوة قبل ان ترد : نعم ... سيد مارلنغ
-لقد خمنت هذا
-لقد سمعت محرك قارب لتوى وانتظرت لارى اذا كنت انت القادمة ام لا
-وهل كنت تتوقع مجيئى ؟
-ربما !
-ارجو ان لا اكون ... قد تاخرت اليوم فى زيارتى لك ... لفرانك
-الوقت ليس متاخر ابدا
-كنت ... اتساءل ما اذا كان لديك زوار
-نحن لا نستقبل الزوار ابدا
-بمحض اختياركم طبعا
-بمحض اختيارى ... اذا كنت تفكرين باليانا فقد طلبت منها توضيب ثيابها والرحيل
-اوه
-هل المح شيئا من عدم الموافقة ؟
-لا شان لى بالامر ... وعلى كل الاحوال ، لقد صرفتنى من قبل ... ولكننى عدت مع اننى لست واثقة انه كان يجب ان اعود
-الست واثقة ؟ قال لى فرانك انك وقعت فى مازق منذ ايام وانك اذيت وجهك
-لقد وقعت على وجهى
-وهل كان معك احد ؟
-لقد ساعدنى بعض الناس ، شخصان مسنان ساعدانى فى ايجاد هاتف ، وصاحب المطعم ... و .. ذلك الولد الذى ساعدنى لا قف عندما وقعت
-ولد ؟
-كان سنه يقارب الثمانية عشرة ، ليس اكثر
-ولد ... كم عمرك انت يا شارلوت ؟
-حوالى الثالثة والعشرون ... لماذا ؟
-تجعلين الامر يبدو وكان ذلك الروميو الصغير قد خرج عن طوره ، ولكنه لا يبدو لى انه ابتعد عن تصرفات امثاله فى السن ... اليس كذلك ؟ قال لى فرانك انه اخذ يزعجك
-يبدو ان فرانك لم يترك شيئا لم يقله لك
-لم يكن لديه خيار ... كنت غاضبا منه لتاخره ! قال وهو يضحك
-مسكين فرانك ! لم تكن غلطته حتى
-اذن ربما على ان اغضب منك ايضا
-لقد فعلت هذا من قبل . ولهذا اضطر فرانك للذهاب لرؤيتى
*****
انتهى الفصل الثامن

samahss 03-02-17 07:35 PM

( الفصل التاسع )
-صحيح ... هذا ما فعلته ... هل لا زال وجهك متورما ؟
-قليلا ... لقد كاد يشفى لم يكن الامر سوى خدش بسيط ، ولا شئ خطير
-جيد ... فرانك يقول انك جميلة حقا واكره ان يتشوه جمالك قبل ان اتمكن من رؤيته بنفسى
وكانت ستعلق ولكنها لاحظت جديته واشتدت اصابعه على يدها وقال بهدوء : انا سعيد لمجيئك يا شارلوت
-لقد اوصل الكسندرو لى ... رسالتك ورسالة فرانك ... ففكرت ان من الافضل ان اجئ
-هل لان فرانك طلب منك هذا ، ام لاننى انا طلبت ؟
-اظن انك انت السبب . لقد بدا لى طلبك اكثر تجهما من ان اتمكن من تجاهله !
-لا اذكر ما قلته تماما
-ولكن الكسندرو تذكره كلمة كلمة
وتابعت تقول له ما قاله الكسندرو بنفس اللهجة
وراقبت التاثير على وجهه ... ضحكته كانت مرتفعة دون قيود كما كانت ضحكتها ... ولرؤيته يضحك ادركت كم ان الضحك
يجعله مختلفا
-لقد اعتقدت انك جئت لان فرانك يحس بالبؤس لعدم رؤيتك
-زيارتى كانت بسببه جزئيا
-والجزء الاخر ؟
-انا ... انا ... يعجبنى المكان هنا ، ولا استطيع شرح السبب بالضبط ... ما عدا ان اقول ان المكان جميل على الدوام وخاصة فى مثل هذا الوقت من النهار ... يبدو لى وكانه قصر من ارض الروايات الخرافية !
-انه ليس هكذا بالنسبة لى ! انه لا يختلف لى ابدا ... دائما اسود ! سجن فوق جزيرة ...
-ليس من الضرورة ان تحس به ... كسجن ... الا اذا اخترت انت ان تعتبره هكذا
-هاه ... ! اذن انت فيلسوفة ... اضافة الى مواهبك الاخرى ! انت لا تتوقفين عن اذهالى يا انستى الصغيرة ! وشكرا للمحاضرة !
-لم اكن القى عليك محاضرة ... كان على ان اكون اكثر ذكاء من ان اتى الى هنا ... بلغ سلامى لفرانك ... وقل له ... اننى ساراه فيما بعد
-شارلوت !
تخلصت من قبضته بسرعة ... فمد يداه يتخبط ، وهو الاعمى ، بعجز ليتحسس مكانها ، فى البداية تجنبته متعمدة ... ثم علمت انها لن تتمكن من تركه يقف حيث هو ، دون اى اتصال باى شئ يهدى طريقه ... ولا بد ان لديه فكرة اين هو ، ولكن ليس بالتحديد ، ولم تستطع تحمل التفكير به يتخبط محاولا ايجاد دليل مالوف
اقل ما يجب ان تفعل هو ايصال يده الى اعلى الجدار كى يتمكن من اتباعه نحو المنزل . ولكن عندما امسكت بيده ، لف اصابعه حول يدها مرة اخرى ، وامسكها بثبات اكثر ... فحاولت الافلات ولكن جهودها ذهبت سدى
-لو اننى جثيت على ركبتى ... هل ستقبلين البقاء ؟
-لست ادرى اذا كان على ...
ربما اعطى صوتها الانطباع بانها متقلبة الراى ولكن مهم كان انطباعه فقد تصرف على هذا الاساس ... فقال : اذن ... اذهبى وانت ملعونة ... ! فانا لم اجثو من قبل لامرأة ولست ارى سببا يجعلنى افعل هذا الان لك ... ! اذهبى او ابقى او افعلى ماشئت !
وتركها بخشونة واستدار بسرعة يداه ممدودتان دون اى فكرة عن اتجاهه ، يلعن بصوت خافت من بين اسنانه وهو يتخبط وكاد ان يقع ... وراقبته شارلوت للحظات مقسية قلبها ... ولكنها فجاة لم تعد تستطيع التحمل ... فركضت بتهور وراءه وامسكت بذراعه ، واحست بعضلاته تتوتر تحت لمستها وقالت له بهدوء : انت من قلت انك ستركع
ولم يرد ، بل بدا عليه العناد والغضب وهو يسير الى جانبها حتى انه لم يدر راسه نحوها . فقالت له : اريد البقاء ... ولست مضطرا ان تجثو على ركبتيك !
-لا تزعجى نفسك بسببى !
-انا لا ازعج نفسى بسببك . اريد رؤية فرانك ... ولست ارى سببا لان تقف فى طريقى !
-انت نصف وقحة ونصف مرحة ... ولو استطعت ان ... انت امنة الان
لم يمض وقت طويل حتى اصبحت زيارتها لفيلا الصخرة منتظمة . ولم تعد شارلوت تنتظر ذريعة لتذهب ... ولم تحاول كثيرا قبل ان تقنع نفسها بان فرانك هو سبب زيارتها ... وتمنت ان يقتنع فرانك وعمها بهذا ...
كانت تنظر الى مشاعرها نحو بيرت مارلنغ بقلق ، فهى تعرف تماما عقم ترك تلك المشاعر تبرز . فمما لا شك فيه عندها انه كان دائما ذلك المتعجرف المتسلط ، ولكن هذه الصفات مجتمعة جعلته متقلبا كما الريح ولا يمكن التنبؤ بحاله
كانت الشمس قوية ... وتنفست الصعداء عند وصولها الى قمة السلم ونظرت الى الشرفة ، واحست بخيبة الامل عندما لم تشاهد بيرت هناك ... هذا غباء ... ولكن رؤيته بدت لها مهمة اكثر مما تعترف لنفسها
كانت مستغرقة فى افكارها حتى انها لم تسمع اى احد يقترب منها واجفلت شاهقة عندما احست بيد ثقيلة فوق كتفها . ثم ضحكت ومسحت خدها باليد التى على كتفها قبل ان تقول : مرحبا بيرت ... كنت احلم ... ولم ...
ولكنها استدارت بسرعة مفاجئة ، وشفتها السفلى مضغوطة بين اسنانها وقد واجهت وجه فرانك العريض ولاحظت الكراهية السوداء فى عينيه للخطا الذى ارتكبته وقال لها بخشونة : انا اسف لخيبة املك شارلوت
-بالطبع لم يخب املى ... ولكننى فقط ظننت ...
واكمل لها بنفس الهدوء : انها يد بيرت ، ولكنه الان نائم
-هل هو بخير ؟
-اجل انه بخير . ولكنه اجتمع بعد ظهر الامس ، ولوقت طويل مع البروفيسور ماركس لونسدال ، حتى انه احتاج للراحة صباح اليوم
-البروفيسور ماركس لونسدال ؟ جراح العيون الشهير ؟ هل يقابل بيرت لاجل ...
-اجل ... انه الان فى اثينا ... وساخذه بعد ظهر اليوم كذلك الى هناك ليجرى بعض الفحوصات
-هل يشعر بالاثارة حول الامر ؟
-بل هو خائف !
-هذا امر طبيعى . مع اننى لا اتصور رجلا مثله يخاف من اى شئ
-اوه ... لا تظنين باننى استخف به ... ولكن هذه العملية تستلزم قدرا كبيرا من الشجاعة حتى لرجل مثله . وربما سيكون هذا اكبر جهد يقوم به فى حياته ... وهو يعرف هذا
-عملية ؟
وقفز قلبها من مكانه بجنون ، واحست بالبرودة تجتاح اطرافها ، بالطبع تعرف انه سيجرى عملية لاسترداد بصره ، ولكن هذا كان امر يذكره دائما للمستقبل البعيد . ولكنها الان تبدو واضحة المعالم وامر حقيقى متوقع ، وفى وقت قريب ، وكرهت الفكرة
*****
انتهى الفصل التاسع

samahss 03-02-17 07:36 PM

( الفصل العاشر )
كان فرانك ينظر اليها متفرسا وكانه يحس بمشاعرها : لقد قلت لك من قبل ان هناك املا فى ان يسترد بصره ... واذا كان هذا امر ممكن فالبروفسور ماركس لوندال هو الرجل المناسب لها ... ولكن ...
-وبيرت ... هل هو خائف من ان لا تنجح ؟ اوه ... فرانك ... يجب ان تنجح ... اليس كذلك ؟
-ستنجح !
-مسكين بيرت ... مسكين !
-انت قلقة عليه جدا
-بالطبع انا قلقة ... الست قلقا ؟
-طبعا ... ولكن ليس بنفس طريقتك !
واخذت تبحث عن الكلمات لترد دون ان تحرجه ... لقد بدت الغيرة عليه لاهتمامها ببيرت ... وبدا وجهه الودود متجهما ومتحفظا ... وقال : ربما كنت مخطئا طوال الوقت . لقد كنت اعتقد انك تاتى الى هنا لرؤيتى انا ... ولكن يبدو اننى مخطئ
-اوه فرانك ... لست مخطئا ! انى فعلا اجئ الى هنا لرؤيتك ! وانت سبب عودتى الى هنا منذ البداية ، وانت تعرف هذا
-اجل ... كنت اعتقد اننى اعرف ... ولكن هذا كان قبل ان تتصالحى معه !
-ولكن بيرت يجب ... ان اتحدث معى ... كيف يمكن لى ان اتجاهله يا فرانك ؟ تجاهلى له لن يكون فظا فقط بل قساوة قلب كذلك ... وهذا بيته !
-الم تقعى فى حبه كما تقع الاخريات ؟
-بالطبع لا ! يجب ان تثق بتعقلى اكثر من هذا يا فرانك ! يمكن ان انضم الى مجموعة جريحة ؟
-اتمنى ان يكون لديك تعقل اكبر ... لماذا لا تدخلين لنتحدث قليلا ... فانا لا احظى بك لنفسى كثيرا هذه الايام ... وبابتعاد بيرت الان عن الطريق ... سنعود الى سابق عهدنا
كان فرانك يتحدث عن موطنه وكيف انه ينوى العودة ليستقر ... وقال لها بهدوء : ستحبين تكساس يا شارلوت
-اوه ... انا واثقة اننى ساحبها ... هذا غريب ... لقد جئنا كلانا كل هذه المسافة الى اليونان لنعيش هنا ، وانا لم ازر بعد تكساس اى قرية من موطنى ، على اعتاب بابه كما يمكن ان تقول
-هذا امر عادى ... فانت لا تعرفين قيمة ما امامك حتى تبتعدى عنه ...
-وهل انت نادم على ترك بلدك ؟
-اوه ... لا ولكننى مؤخرا تملكنى احساس بوجوب العودة . فقد رايت الكثير من العالم منذ كنت مع بيرت ... ولقد تمتعت بهذا
، لن انكر ، ولكن ... الامور تتغير ... الناس تتغير ... وهناك اشياء مختلفة ليفكر المرء بها
-انت ... لا تفكر بترك بيرت الان ؟
-لست ادرى ... فهو لا يحتاج الى بشكل خاص ، تعلمين هذا يا شارلوت . انه بحاجة الى شخص دائم معه ... ولكن لا يجب ان اكون انا بوجه التحديد !
-اوه ... فرانكى ... بل يجب ! لايمكنك تركه الان . ليس وامامه الكثير ليواجهه ! لايمكنك تركه فرانك !
-اعتقد اننى لن استطيع ... وسابقى معه الان . اما فيما بعد ، واذا عاد الى طبيعته فلن يحتاج لاى منا ... يا فتاتى ... وسيعود الى سابق عهده من العجرفة ، بعودة بيرت مارلنغ القديم !
-اجل ... اعرف هذا . على الاقل الامر صحيح بالنسبة لى ... ولكنه معتاد عليك حتى انه قد لا يستغنى عنك بسهولة
-لدى وظيفة جاهزة وكل شئ بانتظارى . احد ابناء عمى وانا نملك كاراجا فى بلدة ريفية قرب مدينة هيوستن ... وانا افكر بالعودة للاستقرار هناك الان
-اوه فرانك انها فكرة رائعة !
-وهل تظنينها فعلا فكرة رائعة ؟
-اظن ان عليك البقاء مع بيرت فى الوقت الحاضر حتى يعبر الازمة اولا
-وبعد ذلك ؟
-بعد ذلك ... اذا كنت لا زلت ترغب فى العودة ، فلماذا لا تنضم الى ابن عمك ؟ فهذا افضل لك ، اليس كذلك ؟ المحركات تعرفها طوال حياتك
-ليس حياتى كلها يا شارلوت ... ليس منذ ان التقيتك
-فرانكى ...
-دعينى اكمل ... يا فتاتى ... قبل ان افقد شجاعتى !
-اريدك ان تتزوجينى يا شارلوت
-لا ... لا استطيع يا فرانك ... لا استطيع الزواج منك ... انا اسفة ...
-حسن جدا !
-اوه فرانك ... اتمنى لو استطيع ان اقول اننى احبك ! انا متعلقة بك كثيرا و... و ... ليتنى استطيع !
-انت جميلة جدا ، ولكنك صغيرة جدا كى اتوقع منك اى رد اخر ... وانا اسف لوضعك فى موقف حرج ... كنت فقط امل ... هذا كل شئ
-اتفضل ان لا اعود الى هنا ؟
-اوه ... لا ... لا تفعلى هذا ! على الاقل استطيع رؤيتك لبعض الوقت ... هذا اذا مازلت راغبة
-ارغب فى هذا
ونظرت الى عينيه لتدرك فيهما انه اساء تفسير رغبتها فى الاستمرار فى زيارة الفيلا . وسارعت للقول شارحة : ستحتاج لبعض المساعدة مع بيرت عندما يصعب وضعه . انت تعرف ان قلبك لا يطاوعك فى مصارحته كما افعل ... اليس كذلك ؟
-اظنه سيحتاجك بقدر ما سيحتاجنى ... وقريبا يجب ان تكونى طيبة معه !
وسمعا صوت بيرت ينادى فرانك ... فاستدارا بسرعة ، وتحركت شارلوت مبتعدة عن فرانك دون ان تعرف لماذا ... كان يقف داخل قنطرة الباب الموصل الى المطبخ ، ولابد انه سمع اخر كلمات لهما . وقال له فرانك : انا هنا
-لوحدك ؟
-لا ... شارلوت معى
-آه ... كان يجب ان اعرف هذا ... عطر جوى ! انك تتركين اثرا جميل الرائحة بامكان الاعمى ان يلاحقه
وابتسم ... ثم مد يده ... فوضعت يدها بيده دون تردد واحست بالارتعاش عندما اطبقت الاصابع القوية على اصابعها . وقالت له : كنت اظنك ترتاح . قال فرانك ان امامك وقت متعب مع البروفسور ماكس لونسدال
-النوم نهارا هو للاطفال والنساء ! كما ان فرانكى ثرثار كثير الكلام !
-هذا لانه يعرف مقدار اهتمامى ... ولا حاجة لان تكن حساسا لهذه الدرجة يا بيرت . فلن اشعر بالشفقة عليك
-انا سعيد لسماع هذا ، واعرف انه كلامك لرفع معنوياتى بالطبع . ولكن لابد ان لونسدال العجوز يعرف ماذا يفعل
-انه رجل جيد !
-هه ! يجب ان يكون جيدا !
-فى الواقع يجب ان ترتاح دائما ، فانت بحاجة الى راحة اكثر مما تحصل عليه
-لست بحاجة الى ممرضة ! واشك كثيرا ان تكونى فى عمر يؤهلك لكهذا عمل !ّ ولاجل الله لا تفتعلى ضجيجا لا لزوم له حول هذا !
-انا لا افتعل شيئا ، احاول فقط ان اكون متعقلة
-لدى عقل يكفينى ... ولا اتصورك ملاك رحمة ... هل تبدين كملاك؟
*****
انتهى الفصل العاشر

samahss 03-02-17 07:37 PM

( الفصل الحادى عشر )
ونظرت الى فرانك الجالس بهدوء فى كرسيه سالته : كيف اجيبه على هذا ؟
-يجب ان اعترف انك تضللينى احيانا ... وهذا اعتراف كبير ! فرانكى يصفك بالجمال ... ولكننى اشك فى ذوقه ... حتى اننى لا استطيع ان اعرف ما اذا كان بالامكان تصنيفك ضمن مواصفات الجمال التى اؤمن بها ام لا ... ومواصفاتى مجنونة ! قال بيرت لها
-يجب ان تكون قد عرفت كيف ابدو ... فقد احرجتنى بشكل رهيب اول مرة التقينا فيها ، بوضعك لى قيد اختبار مثير للاعصاب
-هذا صحيح ... ولكن الامر ليس نفسه ... اوه ... انا اعرف فقط كيف احسست بك ... احسست انك دافئة ، ودون شك انثى ... ولكن هذا لا يعطينى الفكرة الاكيدة اذا كنت جميلة ام لا !
-حسنا ... لا يمكننى فعل شئ حول الامر ... واتمنى لو استطيع
-آه ... لقد عدت للعب دور ملاك الرحمة من جديد ! ولكننى افضلك وانت تتخاصمين معى ... الامر فيه مرح اكثر !
فتدخل فرانك : ربما بالنسبة لك ، وليس بالنسبة لها ! فانت شيطان انانى يا بيرت !
-لم يكن الامر يزعجك من قبل . ظننتك اعتدت على مساوئى !
-احد مساوئك انك لا تنال القسط الكافى من الراحة ... وكنت اتمنى لو انك نمت لمدة اطول
-اوه ... لاجل السماء ! احضرى لى شرابا يا شارلوت ؟ احس بفمى جاف كالعظام !
-بيرت ...
-لا تجادلى ... احضرى لى الشراب فقط
-لم اكن اريد الجدال كنت ساطلب منك ان تحاول قول ارجوك
-هكذا اذن ... انت تعترضين على توجيه الاوامر لك ؟
قال وهو يضحك عاليا
-افضل ان تطلب منى بادب
-حسنا ... انسة كرامة ... ارجوك ... هل تسمحى بان تحضرى لى شرابا ؟
-بالطبع ! ليموناضة ؟
ولكن فرانك اعترض بحدة : انا اقبض راتبى للعناية بك ... اما شارلوت فلا !
-اللعنة يا فرانك ... ماذا دهاك ؟ الطريقة التى تتصرف بها مؤخرا ، لولا معرفتى بك ، لقلت ان السبب هو الحب ... فلديك كل الاعراض !
-وافترض اننى احب ... لقد قلت شيئا حول امكانية ان اكون احب فماذا لو اننى فعلا احب ؟
-ساقول لانك غبى ايها العجوز الخاطئ ، لقد ادعيت اكثر من مرة انك وقعت فى الحب ... ولابد ان ردك هذا نابع من تجربة ... طبعا ؟ اعتقد ان هذا صحيح ... ويمكننى ان استخدم نفس الكلمات التى قلتها لى اكثر من مرة ... انت كبير فى السن واكثر معرفة بالدنيا
وبعد عدة لحظات هز راسه ، وهز كتفيه بعدم اكتراث وقال : اجل ... ربما انت على حق !
لم تكن شارلوت واثقة ما اذا كان اقتناعها عن قول الكثير عن زياراتها لفيلا الصخرة ، نابع من طباعها ام لا . ولكن من الواضح ان طباع عمها لوك هى التى دفعته للشك بان شيئا ما غير سوى فى زياراتها ، واحست به ينظر اليها كما كان من قبل خلال العشاء . ولم تندهش مطلقا عندما اطلق سؤاله : هل الامور على ما يرام فى الفيلا ؟
-الجميع بخير ، مع ان بامكان القول ان الامور قد اتخذت دربا مليئا بالاحداث بالامس
-اسالك هذا لاننى عندما ذهبت الى زيارة يونيدس يوم امس لابحث معه امر شحن اللوحات الى اثينا ، رايت بيرت مارلنغ يجلس فى السيارة مع فرانك ، وظننتك قلتى لى انه لا يخرج الى اى مكان
-عادة لا يفعل . ولكن لا خيار امامه هذه المرة ، فلديه موعد لرؤية جراح العيون الشهيرالبروفسور ماركس لونسدال فى اثينا
-فى اثينا ؟
-لابد انه هناك لحضور مؤتمر او ما شابه ... وسيفحص بيرت وهو هناك . اظنه صديق قديم لبيرت لذا لم يعترض
-لونسدال ... هه ؟ جيد ... سيكون بيرت بين ايد امينة ... ما من مجال للخطا فى هذا !
-فرانك يعتقد ذلك ايضا
-وانت ؟
-طبعا ... فانا اعرف انه جراح ماهر ، واذا كان بيرت بحاجة لعملية لاستعادة نظره فما من احد افضل من البروفسور لونسدال ليقوم بها
-ولكننى اظن ان الفرصة ليست جيدة ... خمسين على خمسين ...
-انها مقامرة مخيفة . لشخص مثل بيرت
-انها مخيفة لاى شخص كان . وبيرت محظوظ بوجود البروفسور ليجرى له العملية ... انه الافضل !
-فى الواقع يا لوك ... كان فرانك يتحدث الى حول امكانية تركه بيرت
-كان لدى احساس بهذا يوم كان هنا اخر مرة . وبماذا يفكر ؟
-سيبقى مع بيرت الى ان تنتهى ازمته الحالية ... وهو شريك فى كراج مع ابن عم له فى اميركا ... وسيذهب الى هناك للعمل فيه
-وهل اقنعته انت بالبقاء الى ما بعد العملية ؟
-اعتقد اننى فعلت هذا بطريقة ما ... لم يبد لى ترك بيرت فى وقت هو بحاجة للدعم والمساعدة ، امر صائب
-ولكن يبدو انه سيحظى بدعمك ومساعدتك ... ولكن لماذا قرر فرانك فجاة ان يتركه ... هل تخاصما ؟
-لا ... ولكننى اعتقد ان فرانك يرغب فى الاستقرار . وسيعود الى وطنه بالطبع ... فهو يحن اليه كثيرا ... كان يفكر بى ... فى الواقع طلبنى للزواج
-آه ! لقد عرفت انه سيثير الموضوع معك ... فقد حدثنى بالامر ولابد انك كنت تعرفين ما كان موقفه منك
-اعتقد هذا ... ولم يفاجئنى الامر
-و ... بعد ذلك ؟
-قلت له اننى لن استطيع الزواج منه
-مستحيل !
-لم استطع الموافقة
-شارلى ... حبيبتى ... ارجو ان لا تكونى قد رفضت رجلا مستقيما مثل فرانك لاين لانك تعتقدين نفسك تحبين بيرت مارلنغ
-اوه ... ولماذا تظن ان بيرت هو السبب ؟ انت سئ الظن مثل فرانك تماما !
-حسنا ... هل نحن على حق ؟
-لا ... بالطبع انتما لستما على حق ! كلامكما سخيف وكلاكما تعرفان هذا !.... وانا اشك ان اراه ثانية بعد استرداده بصره !
-واذا لم يسترد بصره ؟
-اذا لم يسترد بصره ... لست ادرى ما قد يفعل
وبتردد لم تحس به من قبل حول زيارة فيلا الصخرة فكرت شارلوت طويلا ان تقلع بزورقها الى هناك ... واكثر من مرة حاولت الرجوع ... ولكن القلعة الحصينة فوق الصخرة الخرافية القت عليها بتعويذة سحرها فوجدت نفسها تتسلق السلم الحجرى ثانية نحو الشرفة التى عند القمة ... وبدا لها ان ما من احد هناك ... وبعد دقائق اتجهت نحو المطبخ لتستقبلها تينا ... وبدت مدبرة المنزل اقل مرحا من العادة ، فنظرت اليها شارلوت بفضول : هل هناك شئ خطا يا تينا ؟
-انا مسرورة لمجيئك انسة ... سيد فرانك ... هو غائب ... وسيد مارلنغ ... يا الهى !
-ما خطب السيد مارلنغ ؟ ما الامر تينا ؟
-انه يشرب ... والشرب عندما يكون الجسم سقيما ... غير جيد ... يا الهى . كم يشرب يا انسة ! هذه ثانى زجاجة ...
وعضت على شفتها باضطراب ... واتجهت الى حيث قالت تينا ان بيرت يجلس ، ودخلت عبر الباب المقنطر الى داخل الفيلا الباردة وهى تفرك جبينها . كان بيرت يجلس فى احد المقاعد ويحمل كاسا فى يده ولاحظت زجاجة الشراب عند مرفقه على طاولة صغيرة واحست بالتواء مؤلم فى معدتها ، كعادتها عندما تراه . ورفع راسه عندما دخلت ... ثم ابتسم فقد تعرف اليها . وسال : شارلوت ؟
-اجل يا بيرت
-لم يحالفك الحظ اذا كنت تبحثين عن فرانك
-لست ابحث عنه ... لقد قالت لى تينا انه خرج
-هذا صحيح ... ذهب ليحضر بعض البريد الذى انتظره
-تبدو قانعا وسعيدا لوحدك هكذا
-صحيح ؟
-هل تحاول ان تفقد وعيك بهذا الشراب ؟
-انا لا احاول فقدان وعيى
-انا اسفة بيرت ... ظننتك ...
-اهذا ما قالته لك تينا ؟ حسنا ... لا تقلقى ايتها السامرية الصغيرة الطيبة ... يلزمنى الكثير قبل ان افقد وعيى !
-بيرت ... اعلم انك ...
–لست ادرى ما شانك بى لو اننى اخترت ان انعق كالبومة !
-صحيح ... ليس من شانى ، ولكن يبدو لى الامر سخيفا فى وقت انت بحاجة الى الراحة التامة لتكون افضل حالا مما انت عليه
-وهل طلب منك فرانك مراقبتى وهو غائب ؟
-لا ... بالطبع لا ! ولماذا يطلب منى هذا ؟
-انه يعرفنى جيدا ذلك الخاطئ العجوز ... ويعرف مشاعرى الملتوية ... امامى وقت كالجحيم فى الميزان !
*****
انتهى الفصل الحادى عشر

samahss 03-02-17 07:40 PM

( الفصل الثانى عشر )
-العملية ... لعينيك ؟ ماذا بشانها يا بيرت ؟
-لقد فكرت بانك لو اردت معرفة اى شئ عنها ، لجئت قبل الان ... لقد مر على الامر يومان !
-كنت ساجئ ، ولكننى ... لم اكن واثقة كيف ستستقبلنى
-اوه ؟ ولماذا لم تجيئى ؟
-انا ... لست ادرى ... ما عدا اننى ظننت ....
-فرانك مجنون بحبك ... اليس كذلك ؟
وفاجاها سؤاله ... فصمتت . ثم زاد ضغط اصابعه ، ورفع راسها بينما احنى راسه ، وكانما يريد ان يرى بنفسه رده فعلها : شارلوت ؟
-لقد سالتك ماذا قال لك البروفسور لونسدال
-فرصتى خمسين بالمئة . وهذا ليس بالخيار الجيد كما انا معتاد فى عالم المال . ولكنه ليس بالسئ فى ظرفى هذا . كما اعتقد !
-انها فرصتك بيرت
-اوه ... طبعا انها فرصة ! وهى افضل مما استحق ... كما قد يقول بعض الناس !
-انا متاكدة ان ما من احد سيقول هذا ... فهل ستاخذ فرصتك بيرت ؟
-اوه ... طبعا سافعل ، فانا مقامر بطبعى شارلوت ... الا تعرفين هذا ؟ لطالما كنت مقامرا ... وهذا ليس بالوقت المناسب للتوقف عن المقامرة ! المشكلة اننى احس عادة بالتوتر عشية اى قرار ... عندها فقط اشرب وادعوا النساء ليكون لدى شئ اخر افكر به ! فماذا استطيع ان افعل هذه المرة ؟
-وستكسب هذه المرة كذلك يا بيرت ... اعرف انك ستكسب
-شكرا !
-بيرت ... انا لم ...
-ملاك الرحمة الصغير ! لقد قلت لك من قبل يا شارلوت لست بحاجة الى ممرضة !
-بيرت ... ارجوك !
-لقد تحدثت عن الشراب والنساء والاغانى ... فهل تعطينى قبلة صغيرة محتشمة طاهرة لاجل العزاء ! هذا افضل ما تستطيعين فعله شارلوت ؟
-ارجوك بيرت ... انا لا ...
وضاع ما كانت ستقوله فى شهقة صغيرة متالمة من الدهشة وقد جذبها اليه بقوة كافية لان تحس بالالم ... والضياع ...
ووقف فرانك بالباب ، وعيناه تلمعان بالغضب ... واستدار بيرت اليه ، وانخفضت ذراعاه قليلا فقط من حولها وصاح به : اللعنة عليك يا فرانك ... هل كان يجب ان تعود بهذه السرعة ؟
-ايها ... الشيطان الانانى ! لاجل الله ... الا تفكر باحد ابدا سوى بنفسك ... وبحاجاتك ؟
-ولم كل هذا الضجيج ؟ انت لم تسمع احتجاج شارلوت ... هل سمعته ؟
-ليس الامر بالسؤ الذى يبدو لك فرانك ... انه ... لقد عانقنى بيرت ... فقط ، وهذا كل شئ . قالت شارلوت
-هذا كل شئ ! كل شئ لاننى وصلت فى الوقت المناسب يا شارلوت ... والا لما بدا عليك كل هذا الهدوء ! الا تدركين هذا ؟ قال فرانك
-لماذا لا تتوقف عن لعب دور الحارس يا فرانك ؟ لى ولشارلوت على حد سواء ... انا لا ارغب فى هذا ... وهى ليست بحاجة اليه ! قال بيرت
-وهل تستطيع قول هذا ؟ عندما دخلت وجدتكما ....
-وجدتنى اعانقها ... كما قالت لك
-انا اعرفك
-وهذا املى فيك ... يا الهى يا رجل ... كنت اعانقها فقط ! وانت تدعى معرفتى ، فهل تظننى سافعل اكثر من هذا مع طفلة مثلها ؟
-هذا اطراء لى ... الا اننى لست بطفلة يا بيرت ... فانا كبيرة بما يكفى لان اخذ كلامك على محمل الاهانة !
-اوه ... لاجل الله ! لا تبداى بفقد اعصابك على انت ايضا
-انا لست افقد اعصابى ... لاجل اى شئ . وبما انكما معا تصران على جعلى ابدو تلك البريئة الساذجة ... فلن اترك لكما اى سبب للقلق بعد الان ... سارحل وابقى بعيدة عنكما !
-يا لهذه الخطبة العصماء ! اتعنين انك لا تنوى العودة الى هنا اطلاقا ؟
-اظن ... نظرا لهذه الظروف ، انه من الافضل ان لا اعود مطلقا
-شارلوت ! قال فرانك بتوسل
ولكنها هزت راسها واكملت طريقها الى المطبخ من نفس الطريق الذى دخلت منه ... وهزت براسها تحية لتينا ، ثم اسرعت بالخروج تحت اشعة الشمس ... لن تضع قدميها ثانية على هذه الصخرة كائنا من يكون من يطلب منها هذا ... انها واثقة تماما من هذا !
لم تكن مفاجئة كبيرة عندما قام فرانك بزيارة شارلوت فى احد الايام ، وكانت شارلوت مشغولة فى تقطيع الخضار عندما وصل فرانك ، ولم تعرف بوصوله لانشغالها الى ان قال عمها بهدوء من وراءها : لقد حضر شخص لزيارتك شارلى
فقفز قلبها بجنون فى صدرها ، واستدارت بسرعة ، شفتاها منفرجتان بابتسامة ، عيناها متسعتان بامل ان يكون ما فكرت به قد تحقق
-مرحبا شارلوت
وبجهد ابتسمت له كى لا يكتشف ما تخبئه وراء تلك البسمة . ولوحت بيدها المبتلة بالماء ، معتذرة : فرانك ! انا اسفة لاننى مشغولة هكذا !
-وهل هجرتكما ايزابيلا مرة اخرى ؟
-ولهذا انا مشغولة بتقطيع الخضار
-اسف لازعاجك وانت مشغولة
-اوه . لا تقل هذا يا فرانك ! انك تعلم انك دائما على الرحب والسعة !
-انا سعيد لانك لم ترمنى فى الخارج
-كيف ... كيف حالك ؟
-نحن ... نحن بخير ، بيرت مسافر الى فرنسا بعد عشرة ايام ... لاجل العملية ، متوتر بالطبع ... ولكنه مضطر ....
-بهذه السرعة ؟ لم اكن اعلم ان هذا سيتم سريعا
-كلما كان اسرع كان افضل
-ستتركه اذن ؟
-اتمنى لو انك لا تصورين الامر باننى ساتخلى عنه يا شارلوت ... فلست مضطرا على الاحساس بالذنب حول الامر ... وانت تعرفين هذا
-اوه ... بالطبع لست مضطرا !
-انا اسفة لان الامور لم تتم كما تشتهى يا فرانك . اتمنى ... اتمنى لو ان الامر يمكن ان يتم بصورة مختلفة
-اجل ... وكذلك انا يا فتاتى ... لم اكن اظن اننى ساحس حول اية امرأة الاحساس الذى اشعر به نحوك ، ولكن ... كما قال بيرت ... انا كبير بما يكفى لان افهم حقائق الحياة . وانت صغيرة جدا ... وجميلة جدا ... لرجل مثلى
*****
انتهى الفصل الثانى عشر

samahss 03-02-17 07:42 PM

( الفصل الثالث عشر )
-اوه ... لا ... بكل بساطة هذا غير صحيح ! انا ... انا حقا اسفة ... وساشتاق اليك كثيرا يا فرانك
-هل ستشتاقين الى ؟ حسنا ... استطيع القول ان شخصا اخر سيشتاق الى ايضا ... ما عدا انه غير صادق مع نفسه حول هذا !
-وهل ابلغت بيرت بالامر يا فرانك ؟ بهذه السرعة ؟
-اجل ... لقد اخبرته ... ولن اكون موجودا عندما يخرج من المستشفى هذه المرة
-وماذا قال ؟
-ما قاله ليس لغة مناسبة للتكرار امام سيدة ... ولكنه سيعتاد على الفكرة من الان وحتى يتم الامر
-الن تعيد النظر ؟
-لا ... ولن افعل ... لقد سبق وقال لى انه لا يحتاجنى ... وبكل صراحة اصدقه ، انه رجل مغرور معتد بنفسه ، ولطالما كان هكذا
-اجل ... اجل ... انه كذلك
-اعتقد ان ما من فائدة ان اطلب منك البقاء لتناول الغداء معنا ؟ هل عليك العودة ؟
-اتمنى لو استطيع البقاء ... لقد جئت اسالك ... ما اذا كنت ستعيدين النظر بامر زيارتنا ثانية
-وهل يعرف بيرت انك ستطلب منى هذا ؟
-لا ... لا يعرف ... وربما يقتلنى اذا عرف ... سيشتمنى بالتاكيد فانت تعرفين كم هو شيطان متعجرف متكبر
-وسيشتمنى انا كذلك
-انه يرغب فى ان تاتى ... انا اعرف هذا !
-اتمنى لو اننى احس بالثقة مثلك . لدى احساس انه لن يرحب بى اطلاقا . و ... وربما يكون لديه فكرة خاطئة لو عدت ثانية بعد قسمى بان لا افعل
-ولكننى واثق انه سيرحب بك ... ولو انه لن يعترف بهذا
-كما لن يعترف انه بحاجة اليك
-سيتعلم العيش بدونى ... وعما قريب سيسعى لصحبة الفتيات الجميلات !
-الهذا السبب تريدنى زيارته من جديد ؟ لمجرد ... انه بحاجه لفتاة جميلة تسلية ؟
-اوه ... لا ... ! بالطبع لا !
-اسفة يا فرانك ... اعرف انك لن تفعل بى هذا ، لا يمكن ان يكون هناك نقص فى الفتيات الراغبات بتسلية بيرت مارلنغ الشهير . لماذا لا تقنعه بان يحصل على صحبتهن الان يا فرانك ؟
-لقد حاولت ... ولكنه رفض بشدة وشتمنى لمجرد محاولتى تنظيم حياته
-وهل كنت تعلم شيئا عن مجئ اليانا روستينى لزيارته ؟
-بكل تاكيد لم اكن اعرف ! فانا لا اطيقها ... انها اخر من يمكن ان اطلب منها زيارته !
-لم اكن اعرف هذه ... اسفة ... فكرت انك قد تكون ... ولكنك بكل تاكيد اسرعت بالعودة الى الفيلا لدى سماعك بوصولها ... الم تفعل ؟
-صحيح ... وما كان على ازعاج نفسى ... فقد قام بعمل شاق للتخلص منها قبل ان اصل
-الا ... الا يحبها بيرت ؟
-اوه ... كان يحبها فيما مضى ... ولكننى لم احبها مطلقا . كانت تحاول رشوتى لابعاد بقية النساء عنه ...
-لم يكن لدى فكرة عن هذا
-معظمهن كن ممن لا يردعهن شئ ... وفى هذا انت مختلفة يا شارلوت فهناك صعوبة كبيرة فى اقناعك بزيارته !
-ولكننى لا ارى سببا يدفعه لان يريد زيارتى له ... هذا اذا كان يريد
-بل يريد ... واظن بطريقة ما ، محاولة تخمين شكلك يثير اهتمامه
-هكذا اذن
-هل ستذهبين ؟ كلانا معتاد على صحبة الفتيات الجميلات . ولكنها المرة الاولى التى لى فيها الافضلية عليه ... ولن احتاج الى احد غيرك . ولكن هو ... يسيبقى دائما يرغب فى صحبة النساء الجميلات ، استعاد نظره ام لم يستعده
-واذا لم يستعد بصره ؟
-اذا لم يستعده فلن يرغب بى ولا باى شخص اخر يذكره بماضيه . فقولى لى انك قادمة ... من اجلى يا شارلوت . هل ستاتين ؟
-وكيف لى ان ارفض ؟
-سيكون من الرائع رؤيتك فى الفيلا من جديد
-ولكن اذا عاد بيرت لطردى فساحملك المسؤولية !
-لن يفعل
-ساجئ اذن
بعد ساعتان من الغداء وبعد حديثهما ، تركت المطبخ لتدخل المحل لرؤية عمها ... فوجدت فرانك يقف بالباب ، وعلى وجهه شئ جعلها تشهق بحدة : فرانك ... ! ما الخطب ... هل حدث شئ ؟
-لست واثقا ان شيئا خاطئا قد حدث ام لا ... انه بيرت ... انه ... يبدو انه رحل !
-رحل ؟ فرانك هذا مستحيل ! لايمكن ان يكون رحل ؟ الا اذا ....
واغمضت عينيها برعب وهى تتذكر تلك الدرجات الحجرية الطويلة الملتوية المتجهة الى البحر ... وقال فرانك : لقد بحثت عنه فى كل مكان فى الفيلا ... وتينا تكاد تجن .... فهى لم تره يخرج ، وهذا يعنى انه خرج من جهة ممر اليابسة ... الى الكاراج حيث السيارات ... ثم الى الخارج
-ولكن الطريق هناك منحدرة جدا ... كل تلك الدرجات يا فرانك ! هذا مستحيل ... لن يستطيع !
-بل بامكانه ... وقد يفعل كذلك !
-ولكن ايمكن ان يكون احمقا لهذه الدرجة ؟ كى يخاطر هكذا ؟ قال عمها لوك
-اوه .... اجل ... قد يركب اى مخاطرة ! قال فرانك
-هل نتصل بالبوليس للبحث عنه ؟ قال لوك
-لقد فكرت بهذا فورا ، ثم ادركت ان بيرت رجل مكتمل ويمكن له الخروج من بيته ساعة يشاء ... وسيكون غاضبا جدا اذا اثرت اللغط حول غيابه . صحيح انه اعمى ولكن العميان يخرجون لوحدهم وهو اذكى من الكثير ممن اعرف
-هذا صحيح ... ولكنه ليس معتادا على الخروج من المنزل لوحده ... ولم يسبق له معرفة تلك الطريق كما يعرف داخل المنزل . قالت شارلوت
-هذا ما فكرت به ... اعتقد اننى اخطات فى ازعاجكم بالامر ... ولكننى لم اعد اعرف ماذا افعل
-اوه ... لا تعتذر ... سوف نساعدك فى البحث عنه ... وعلى الارجح هو بخير ... ولكن يجب ان نتاكد من هذا . قال لوك
-ماذا دهاه بحق الجحيم ؟
-لقد كان قلقا مؤخرا يا فرانك وانت تعرف مدى توتره بالنسبة للعملية . قالت شارلوت
-وزدت انا الامر تعقيدا عندما اخبرته اننى ساتركه ... اعرف هذا تماما يا شارلوت ....
-ليس هذا الوقت المناسب للبحث عن المسببات ... لنبدا البحث ... ولنحاول ان لا نثير الشبهات كى لا ينتشر الخبر . قال لوك
*****
انتهى الفصل الثالث عشر

samahss 03-02-17 07:43 PM

( الفصل الرابع عشر )
وبالاتفاق ذهب كل فى اتجاه مختلف . واتجهت شارلوت الى الشريط الارضى الذى يصل الصخرة باليابسة ... فكرة ابتعاده كثيرا هى التى كانت تقلقها اكثر ... فهو لا يمكن ان يعرف متى ينتهى ذلك الشريط الرملى فجاة ليجد نفسه فى المياة العميقة ، والتى لا قرار لها تحت تلك الصخرة ... المبصر تكون فرصته ضئيلة ، اما بيرت فلا فرصة له
كانت قد سارت مسافة كبيرة ، وبدات تياس من ايجاده ... وفجاة سمعت صوت همهمة شتم ... امامها تماما . تحت المكان الذى تبرز فيها الصخور لتصل الشريط الرملى ... واسرعت الى الامام ... فشاهدته امامها ... ووقفت لحظات طويلة تراقبه وهو يتخبط فى طريقه فوق الرمل ، بمهارة شديدة ، واحست ببلل فى عينيها ودفء عميق فى قلبها ... لم تجرؤ على محاولة ايجاد اسبابهما : بيرت !
-فرقة التفتيش ؟ قال بابتسامة ساخرة
-هذا انا فقط
-كان يجب ان اعرف انك انت من سيجدنى ... اليس كذلك ، يا ملاك الرحمة الصغير ؟
-وهل كنت تتصور ان لا يفتقدك فرانك متى عاد ؟
-لم اكن اعلم ان اختيارى الخروج فى نزهة من شان احد
-كان بامكانك ابلاغ تينا انك ستختفى ما ان يدير فرانك ظهره
-لم اكن اعلم ان على تقديم كشف حساب بتحركاتى لاحد ... ما كنتم بحاجة لكل هذا الذعر . لقد قررت بكل بساطة انه حان الوقت لابدا التحضير لواقع اننى قد لا الاقى النجاح فى عملية استعادة البصر
-اوه ... بيرت ... انت ...
-انا استطيع العناية بنفسى لما تبقى من حياتى ... لقد سئمت تغيير نمط حياتى لاننى لا ارى ... وقررت ان اتحرر الى
الخارج !
-ولكن هناك امل كبير امامك لاستعادة بصرك
-انها فرصة خمسين بالمئة . وهذا فارق كبير ... وعلى ان اتحضر لاكون مستعدا لاى نصف احصل عليه
-حسنا ... وهل ستعود الى هنا ؟
-اذا لم تنجح العملية ؟ قد اعود ... لكن هل ستاتى لتعيشى معى شارلوت ؟ ايمكنك احتمال مزاجى السئ وطباعى الشريرة ؟ لا اعرف اى فتاة قد تقبل بهذا ، ولكننى اظنك ستقبلين ... الن تفعلى ؟
-اظن اننى سافعل
-اصدقك ... وماذا يقول فرانك الان حول هذا ؟
-الا يجب ان نعود الان يا بيرت ؟
-ولا ... لماذا ؟
-انا ... اظن ان فرانك سيكون قلقا عليك
-وهل شاركك فى حملة التفتيش عنى ؟
-لقد اقترح عمى لوك عليه ان نساعده
-ومن غيركم يبحث من كاستاريوس عنى ؟ هل تشارككم كل القرية اللعينة ؟
-فرانك ، ولوك ، وانا فقط . ولست مضطرا للظهور بهذا الاستياء يا بيرت ... فلقد قلقنا عليك
-حقا ؟ لا استطيع تخيل سبب قلقكم . فانت خاصة لم تقتربى منى منذ ايام ! ولا استطيع التفكير لماذا يتجول فرانك باحثا عنى كما تبحث الدجاجة عن فراخها ... فقد اعتقدت انه استقال من واجباته الحراسية الدعائية لى ليصبح سيد نفسه !
-لن يفعل هذا قبل ان تستعيد عافيتك ... فكن منصفا يا بيرت !
-كنت تعرفين انه يفكر بتركى اليس كذلك ؟
-كنت اعرف ، ولكن لم يكن لى الحق بان اقول اى شئ الى ان يكون هو على استعداد لان يقول لك
-اعرف انه مجنون بحبك ، وانا محق ... فهل سياخذك معه ؟
-لا يا بيرت ... لن يفعل ! لقد طلب منى الزواج ، فقلت له اننى لن استطيع ... وهذا كل شئ
-لا تستطيعى ؟
-لاننى لا احبه . ولن استطيع الزواج من احد لا احبه
-صحيح ... اتصور انك لن تستطيعى . فانت رومانسية ... اليس كذلك ؟
-انت لا تفهمنى ... ولا اظنك ستفهمنى ابدا يا بيرت
-جربينى !
-الافضل ان لا افعل !
-شارلوت ؟
-اظن انه حان لنا ان نعود لنعلم الاخرين بانك سليم معافى
-لقد اوقفتنى بهذا عند حدى ... هل تخبرينى لماذا ؟
-الافضل ان نعود يا بيرت
-اوكى ... فليكن ما تريدين قودينى ! قومى بدور ملاك الرحمة واوصلينى الى الفيلا ! لقد وصلتنى رسالتك !
-لا اظنك استلمتها
-اوه ... بكل تاكيد استلمت يا انسة هولدن الصغيرة ! فهذه العدسات المطفأة صعب نسيانها ... حتى لملاك رحمة مثلك ؟ اليس كذلك ؟
-بيرت ...
-اليس هذا صحيحا ؟
-لا ... ليس صحيحا ... بالمرة يا بيرت ... انا ... افكر بتعقل ... وهذا كل شئ
-تعقل ؟ اوه ... اتتوقعين منى تصديق هذا ؟
-فى الواقع انا افكر بمشاعرى انا ... اكثر من مشاعرك انت او مشاعر اى كان
-اوه ... اخبرينى بالامر !
وتابعت قيادته فوق الشريط الرملى ، دون ان تعى ماذا تفعل ، املة ان لا يحس بارتجافها ... ولم تعد تستطيع اخفاء واقع انها قد تتخلى عن اى شئ فى الدنيا لتقول له كم تحبه ...
-لا تزعجى نفسك ... اعتقد انك لا تجيدين الكذب يا شارلوت ! قال لها بمرارة
-لست مضطرة للكذب يا بيرت ... ولكننى لا اذكر اننى تعرضت لعقاب كالذى فعلته بى يوم عانقتنى ... قبل هذا ... وهو امر
لم يعجبنى كثيرا
-اهذا ما كنت افعله ؟ ولماذا افعل هذا يا شارلوت ؟
-لست ادرى ... ربما ردة فعل على شئ لم يعجبك ... من يدرى ؟
-وهل تظنين نفسك تستاهلين العقاب ؟
-لست ادرى ما استحقه حسب تقديرك
-ها هو فرانك . لقد كدنا نصل الى المنزل . قالت وهى ترى طيف فرانك
-اللعنة على فرانك
*****
انتهى الفصل الرابع عشر

samahss 03-02-17 07:44 PM

( الفصل الخامس عشر )
مر يومان على اضطرارهم للبحث عن بيرت عندما قرر ان يخرج ليتمشى لوحده ... ولم تعد فى اى شك من مشاعرها نحوه . ولكن اصعب امر بالنسبة لها لما تبقى من العشرة ايام قبل سفره ، هو ان تبقى الامر لنفسها ... كانت تعلم ان فرانك سيحس بخيبة الامل اذا لم تذهب لزيارة الفيلا كما وعدت ... وقالت لعمها فرانك بعد الغداء مباشرة : انا... ساخرج لفترة
-فى المركب ؟
-لبرهة قصيرة ... لقد وعدت فرانك
-هيا ... ابتهجى يا دجاجتى ... فقريبا سينتهى كل هذا
-لوك ... اعلم اننى مغفلة ... وانك حذرتنى من قبل ... اليس كذلك ؟
-لقد حذرتك ... ولكن لسؤ الحظ مثل هذا التحذير لفتاة مثلك معركة خاسرة ، وكل ما انا اسف عليه ان فرانك لن يكون موجودا لمواساتك ... واظن انك ستكونى سعيدة لو انه بقى هنا ... هه ؟
-ليس انا فقط ... فبيرت سيكون اسعد منى لبقاءه هنا اذا ... اذا لم تنجح العملية ، ولست ادرى ماذا سيفعل يا لوك ؟
-لا اظنك بحاجة للخوف على بيرت مارلنغ ... سيتدبر امره مهما كانت النتيجة ...
-انه لا يعجبك ... اليس كذلك يا عمى ؟
-ولكننى لا اكرهه ، بل كل ما اتمناه لو انه لم يكن له هذا التاثير عليك ، وفى ظروف اخرى قد اجده طيبا . اتظنين من
الحكمة ذهابك الى هناك ثانية يا حبيبتى ، ستزداد الامور صعوبة ، اذا لم تجعلى الفراق سريعا
-اعلم هذا ! اعلم ! ستكون هذه اخر مرة ، ولن اعود ثانية ... على كل لم يبق سوى سبعة ايام الى ان ... الافضل ان
اذهب لاغير ثيابى ....
ورست بالقارب عند اسفل السلم ... وبدات تتسلقه ، واحست بساقيها فجاة ، ودون توقع ضعيفتان تعبتان ... ونظرت تلقائيا الى حيث الكرسى الطويل ... عندما شاهدته هناك وعليه من يشغله ....
صندالها الخفيف لم يصدر اى صوت فوق الحجارة . فظنت ان احد لم يسمع تقدمها
ولكن سرعان ما ارتفع ذلك الراس الذهبى بحدة وحذر ، وهى تخطو فوق الشرفة نحوه وابتسم : شارلوت ؟
-اجل يا بيرت
-كنت اتساءل ما اذا كنت ستجيئين ثانية ابدا
-لقد وعدت فرانك بالحضور لرؤيته
-اوه ... اجل ... طبعا ، اتيت لرؤية فرانك ... وليس انا ؟ اتعلمين ... طالما تفكرين به هكذا ... فلماذا لا تتزوجيه ؟
-انت تعرف دوافعى يا بيرت ... وانا اتمنى لو انك لا تتحدث عنه ... وكانه موضوع فكاهة للضحك ... فهو ليس هكذا ... لا لى ولا لفرانك
-وهل هو موضوع مرير ؟ ام انك فكرت ثانية ؟
-لا ... لا ... لم افعل
-لا يجب ان امازحك لدرجة الازعاج هكذا ... سوف تشتاقين لفرانك ... اليس كذلك شارلوت ؟
-اجل ... ساشتاق اليه ...
-وانا ؟ الن تشتاقى الى يا شارلوت ؟
-ساشتاق اليك ... ولهذا جئت لاودعك يا بيرت
-تودعينى ؟ لم يحن الوقت بعد . بقيت عدة ايام قبل رحيلى ... الا اذا ... الا اذا كنت انت مسافرة ... هل انت مسافرة ؟
-لا ... لا ... لست مسافرة
-لماذا الوداع اذن ؟
-انا ... نحن فكرنا ان من الافضل ان تكون هذه اخر زيارة
-نحن ... انت ومن غيرك ؟ فرانك ؟
-لا ... ليس فرانك ... بل لوك ... عمى انه يظن من الافضل ان اودعكما الان ولا اعود ثانية . فامامك الكثير لتفعله ... الكثير لتفكر به ... وهذا افضل بيرت
-هذا ليس السبب حقا ... اهو كذلك ؟ ولا اظن ان عمك كان يعارض مجيئك الى هنا الى هنا من قبل . هل كان يعارض ؟
-لم يكن يقول الكثير
-آه ! اذن فعمك العزيز يظن اننى شرير ... اليس كذلك ؟ ولا شك انه حكم على مما يسمعه عنى ، وخاصة منك ، وربما من فرانك كذلك
-ابدا ... ولكنه يعرف عنك الكثير ... اعنى ... قرا عنك ....
-وهل قرا اننى لعوب ؟ حسنا ... هذا صحيح ، وليس لدى النية ان اعتذر عن هذا او عن اى شئ فعلته فى حياتى !
-لا احد يتوقع منك الاعتذار على اى شئ ، كل ما اعنيه هو ...
-انه لا يحب ان تختلطى برجل مثلى ؟ حسنا ... لا عليه ان يقلق ... اليس كذلك . فنشاطاتى هذه اصبحت محدودة ، على الاقل حاليا .
حتى ولو لم اكن عاجزا ، اكدى له ان ابنة اخية الصغيرة امنة جدا مع الذئب الكبير الشرير ! صحيح انى عانقتك ، ولكنك تقبلت عناقى بنفس حرارة سيدة الثلج
-بيرت ... لا تقل هذا
-شارلوت ... انا احب الحديث معك ... وهذا كل ما اريده منك ... ان اتحدث معك فقط
-ولكننا دائما نتشاجر
-ليس دائما ... انت تجعلينى اضحك ... ثم تجعلينى اجن غضبا ... ولكنى احب وجودك معى ... ولن يستمر الامر طويلا الان
-سبعة ايام فقط
-صح ! اذن ... لماذا لا تعطينى فرصة سبعة ايام يا شارلوت ؟
-لست ارى كيف يمكن ان امد يد المساعدة بمجيئى الى هنا ... انت تدبر امرك بشكل جيد بوجود فرانك ... وانت ....
-اللعنة على فرانك ... واللعنة عليك ايضا يا شارلوت ! انت تضطريننى للرجاء ... وانا اكره الرجاء !
-ولكن بيرت ... انا ...
-وانا ... فليساعدنى الله ...انا خائف ايتها السخيفة ... شارلوت ... انا احتاجك !
-آه يا بيرت ! قالت وهى تبكى
وفجاة احست به ينتفض ، ورفع راسه بحدة : فرانك !
لم تكن شارلوت قد سمعت شيئا ، ولكن احساس بيرت اقوى وارهف ، فاستدارت ولم يبدو على بيرت الترحيب . واحست بالراحة لوجوده ... فلقد استجابت بسهولة كبيرة لرجاء بيرت ، وكانت على وشك فضح مشاعرها الحقيقية وقالت له : مرحبا فرانك . لقد جئت اليوم كى لا تظن اننى ساخرج من حياتكم دون كلمة وداع !
-لم اكن اريدك ان تتركينا دون وداع ... وامل ان لا اكون قد اخترت لحظة غير مناسبة للوصول ... لم اكن اعرف انك هنا شارلوت ! قال فرانك
*****
انتهى الفصل الخامس عشر

samahss 03-02-17 07:47 PM



يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

samahss 03-02-17 07:48 PM

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع

شهاب مضئ 07-02-17 04:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انجلى 07-02-17 06:15 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام نيدو 07-02-17 08:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

hananh31 07-02-17 09:57 PM

شششششششذككككككرررراااا

الفراشة المجنونة 07-02-17 11:15 PM

رواية حلوة
شكراً

جنان وجنى 07-02-17 11:52 PM

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

سايج@ 07-02-17 11:58 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

كوثر(9) 08-02-17 12:30 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

azure 08-02-17 12:38 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام جود العجارمة 08-02-17 01:20 AM

مشكورين على الرواية

انوار الصباح 08-02-17 04:19 AM

سلااااااللللللللللع

مينا العراق 08-02-17 06:49 AM

شكرا على مجهودكم الرائع. رواية شيقة جدا

fatim 08-02-17 07:05 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

محبة الكتب 08-02-17 07:07 AM

تسلم ايدك اختي .....

قارئةز 08-02-17 10:32 AM

شكرا لك وبارك الله فيك

رفقة ورافه 08-02-17 02:37 PM

رررررروعة تسلم الايادي

شيزكيك 08-02-17 09:24 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حصه17 08-02-17 09:32 PM

الروايه جميله وجهدكم محل تقدير اتمنى لكم التوفيق

sharoukhkhan 08-02-17 10:51 PM

Shoooookkkkkrrrrraaaan

MALAAA 09-02-17 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 11968710)


المحتوى المخفي لايقتبس

thank you alooooooot

دعاء حبيبة 09-02-17 02:03 AM

شكررررررررررا على الرواية

Nanamn 09-02-17 10:36 AM

السلام عليكم ورحمة الله


الساعة الآن 11:53 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.