آخر 10 مشاركات
في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          سيدة القصر- سلسلة زواج لأجل الإرث -نوفيلا غربية زائرة-بقلم الجميلة روما-(مكتملة) (الكاتـب : ريهام ماجد جادالله - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          1060 - زهرة الربيع - ناتالي فوكس - د ن (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لا زلت صغيرة - كاثرين جورج (الكاتـب : ΜāŘāΜ ~ Ś - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-17, 12:48 AM   #1

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 1141 - زوجة لليلة واحدة فقط - انجيلا ديفين - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)**





1141 - زوجة لليلة واحدة فقط - انجيلا ديفين - عبير دار النحاس

الملخص
أرادت زواجاً حقيقياً
اليونان.....ببحرها الرائع و سمائها الساطعة كانت خيار مصدره لالتقاط الصور. و كان ذلك السبب الوحيد لوجود كايت والش هناك.....حتى قلب فليب اندرونيكوس عالمها الهادئ رغم وحدتها رأساً على عقب.
جاذبيته القوية شدتها بعاطفة لم تكن تعلم أنها موجودة . لقد كان قوياً و صادقاً و كان من السهل جداً عليها أن تقع بحبه. لكنه ينتمى إلى فتاة أخرى و العلاقات العابرة ليست طريقة حياتها المستثمر الكبير و القوى يؤمن بتحقيق كل أحلامه . و بإمكان كايت والش أن تجعل كل أحلامه حقيقة....أن كانت تستطيع وضع ثقتها بقلبها....و بقوة حبه لها.





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-02-17 الساعة 02:39 PM
samahss غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 12:50 AM   #2

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
"ساعدونى ! ساعدونى !"
صرخت كايت بكل قوتها و أضاءت المصباح أمام السيارة البيضاء التى كانت تسير على الطريق الجبلية عند الغروب . ليته يتوقف, هذا ما كانت تفكر به . شدت على المصباح بقوة و أدركت فجأة أنها ستصاب بالرعب . أنها فى السادسة و العشرين من عمرها و لا تصاب بالهلع عادة لكن مع ذلك لم تمر من قبل فى حياتها كلها بهزة أرضية . عملها كمصورة قد وضعها فى أوقات حرجة جداً . لكن هذه التجربة هى الأسوأ . انهار جانب من الجبل ما جعل الأرض تهتز تحت قدميها كذلك انهيار الصخور حولها تجربة لا تريد أن تكررها . و أن تجد السيارة التى استأجرتها كخردة و لا أمل فى قيادتها . لقد مر عليها أكثر من ساعة و هى تجلس هنا, تحارب خوفها من هزة أرضية أخرى . و الآن الأمل فى إنقاذها أصبح قريباً, أضاءت مصباح مجدداً وهى تصرخ:"ساعدونى!"
توقفت السيارة فجأة بحذر أمام منحدر و تنفست كايت براحة بعدها و فجأة تابعت طريقها وراء المنحدر و اختفت عن الأنظار . كل ما كانت تستطيع القيام به هو أن لا تنفجر بالدموع . أسقطت صندوق الكاميرا و تعثرت عبر الصخور المرمية و هى تركض نحو الممر حيث الطريق تختفى عن الأنظار . المكان الذى تنظر أليه هو برارى مقاطعة هالكيديكى فى شمال اليونان . و كل الذى تستطيع رؤيته هو انحناءات من الاراضى للوادى البعيد. هناك نهر يقطع الاراضى كسيف فضى و عدد من أشجار الصنوبر تكاد تخفى وراءها غياب الشمس , لكن لم يكن هناك أى أثر للحياة فى أى مكان . احتفت السيارة و كأنها لم توجد أبداً. لابد أنها مخبأة خلف منحدر من الصخور.
قالت كايت :"تباً !تباً !تباً. علىّ أن أبقى هنا طوال الليل. آه , لِمَا تحدث هذه الأشياء دائماً معى؟"
سارت ثانية نحو السيارة , أدارت المصباح عليها وتجهم وجهها و هى تفكر لم يكن منظرها مشجعاً صخرة كبرة كسرت الواجهة الأمامية مسببة فى انتشار الزجاج على المقعد الأمامى و صخرة أخرى سقطت على السطح . لكن هل ستتمكن هذه السيارة من تأمين مكان لها لأمضاء الليل أو أنها ستنام تحت صخرة كبيرة؟
نزعت غطاء صوفى من على المقعد الخلفى و وقفت تفكر .
أن حدثت هزه ثانية فهل ستكون الأمور أسوء؟
قالت بقوة:"آه, أتمنى أن تنشق الأرض و تبتلع ذلك الرجل الكريه فى السيارة البيضاء!"
قال صوت عميق بلهجة مرحة :"كم أنت قليلة الإنسانية!" كانت لهجته يونانية بدون شك.
استدارت كايت على الفور و هى تشهق , رأت رجلاً ينظر غليها . رفعت مصباحها و أدارت نوره على وجه الرجل. لابد أنه فى الثلاثين من عمره و مع أنه ليس وسيماً جداً لكن بون شك لديه مظهر قوى . شعر أسود متموج فوق ملامح رأتها آلاف المرات على وجوه يونانية , عينان تشعان بلون بنى وانف دقيق و شفتان قاسيتان لا تبتسمان . كان جسمه نحيلاً و يرتدى بنطالاً رمادياً و قميصاً بيضاء مفتوحة العنق, حيث يظهر سلسلة ذهبية فى عنقه...مع ذلك و على الرغم من ثيابه العادية شئ ما فيه جعلها تعتقد أنه ذو سلطة غنى و شخصية قوية . ربما بسبب الهالة التى تجعله يبدو انه مسيطر . و بتنهيدة شعرت كايت أن التوتر قد فارقها.
قالت بوضوح :"لما تركتنى؟"
أجاب و مازال المرح يظهر فى صوته:"لم أفعل ذلك. عملى مجرد إستراتجية. أعتقد أنه من الأفضل أن أوقف السيارة تحت الحديد الصخرى و هذا قد يؤمن لها بعض الحماية فى حال حدوث هزة أخرى. هذه الأشياء قد تحدث بصورة غير متوقعة , كما تعلمين . و قد تحدث فى أى لحظة"
شعرت برجفة جديدة تجتاحها. قالت و هى تشد على أسنانها:"أعلم ذلك"
تمت بصوت ملئ بالاهتمام :"أنت تشعرين بالبرد و الخوف. تعالى , سنأخذ أغراضك و نذهب إلى سيارتى , و أن رفقنا الحظ سنتمكن من الوصول إلى القرية التالية . و أن لم يحدث ذلك فسيارتى أكثر راحة للنوم فيها من سيارتك"
هذه حقيقة مؤكدة . هذا ما فكرت به كايت ما أن وصلت إلى مكان السيارة البيضاء . فتح منقذها باب السيارة ليظهر داخلها الفاخر و الذى جعلها تفتح فمها مندهشة . كانت المقاعد من الجلد البنى اللون و هناك هاتف فى السيارة مرمى على أحد المقاعد, و هناك حقيبة صغيرة و كلك حقيبة معدة للرحلات القصيرة. شعرت فجأة برداءة حال حقائبها و قدم حقيبة الكاميرا التى تتدلى من بين يديه , بعدها فتح صندوق السيارة و وضع أغراضها هناك بعيدة عن النظر.
قال برضى :"و الآن! المصباح يمكنك وضعه فى صندوق لعبة الغولف . أما الغطاء الصوفى فأعتقد من الأفضل لك أن تضعيه عليك. قد تعانين من الصدمة و لو بعد فترة . و أنا سأهتم بالجرح فى رأسك قبل أن ننطلق"
سألت بحيرة:"الجرح؟"
"على صدغك , ألم تشعرى به؟"
قالت بغباء :"لا, لم أكن أشعر به"
كانت أصابعه ثابتة و لطيفة معاً و هو يعمل . اخرج علبة الإسعافات الأولية, شعرت كايت بلسعة للدواء بعد ذلك بنعومة معجون الدواء ثم ضغط قطعة قماش لاصقة . الإحساس بالأمان و الرعاية جعلها تشعر بدفء كبير , لفت الغطاء الصوفى حولها و اتكأت على المقعد. مهما كان هذا الرجل كان يبعث الهدوء فيها و الرضى . حتى أنها لم تتفاجأ عندما أخرج وعاء للقهوة و قدم لها فنجان قهوة ساخن.
قالت بامتنان :"شكراً لك . أنت حقاً أكثر شخص مدهش سيد....."
"اندرونيكوس. فيليب اندرونيكوس. و أنت الآنسة.....؟"
"كاترين. كاترين والش. لكن عادة يدعوننى كايت"
"كايت؟" قال أسمها بلهجة مستغربة:"يبدو أسم كاختصار لأسمك. ولا يناسب امرأة شابة مثلك . سأناديك كاترينا"
مررت كايت اصابعها فى خصلات شعرها الأشعث و ضحكت .
"هل قلت شيئاً أضحكك؟"
"آسفة. فقط كيف قلت اننى امرأة شابة و جميلة . لا أشعر مطلقاً أننى جميلة. لقد سقطت على الأرض أكثر من اثنى عشر مرة و أنا انحدر عبر ذلك الجبل . بنطالى ممزق و قميصى ملئ بالأوساخ"
"آه , نعم , ثيابك مخيفة , أضمن لك ذلك كما و أن لابد أنها كانت رثة قبل أن تصبح هكذا. لكن هذا الوجه الدائرى و العينان الخضراوان و الشعر الأحمر.....أنا متمسك برأى آنسة والش. أنت امرأة شابة و جميلة جداً"
تحركت كايت بانزعاج سألته و هى تشعر بالضيق مما قاله :"وماذا سأرتدى غير الجينز و قميص عادى إذا كنت أقصد الجبل؟"
قال:"آه, أنت إنكليزية. لهذا لا تتقبلين مديحاً بطريقة عادية؟ أقول لك كم انت جميلة و تتذمرين لأننى لم أعجب بما ترتدين"
اعترضت بحرارة :"أنا لست إنكليزية . أنا من استراليا"
"حسناً , استراليا إذاً . وحباً بالسلام سأعترف أن ثيابك كانت مناسبة تماماً للذهاب إلى الجبال,لكن ماذا كنت تفعلين هناك من البداية؟"
قالت:"التقط الصور. و أنت ماذا كنت تفعل هناك؟"
ابتسم للهجة الانزعاج فى صوتها .
قال :"أنا أنشئ فنادق و كنت فى طريق عودتى من أحدث فندق لى سيتونيا و لقد اخترت الطريق الجبلية . و ربما ذلك من حسن حظك"
"نعم" اعترفت كايت على مضض , أخذت رشفة كبيرة من فنجان القهوة و ابتسمت له:"لا أستطيع أن أخبرك كم شعرت بالسعادة عندما رأيتك تنحدر على طريق الجبل سيد اندرونيكوس . للحظة اعتقدت حقاً...."
توقفت عن الكلام . لمعت عيناه بالعاطفة و مد يده السمراء و لمس شعرها.
قال بنعومة :"أنت بأمان الآن , كاترينا و فى هذه الظروف اعتقد أن علينا عن السيد اندرونيكوس . أسمى فليب. اتفقنا؟"
"حسناً"وافقت و هى تشعر بالأمل.
"جيد, إذاً. انتهى من شرب القهوة لننطلق . إلى أين تتجهين قبل الهزة الأرضية؟"
"نيسيا, أنها قرية على بعد ثمانين كيلو متر من هنا هل تعرفها؟"
"نعم, لكن أشك أننا نستطيع الوصول إلى هناك لكن على الأقل يمكننا المحاولة"
بعد مرور لحظة أعطته فنجانها الفارغ حيث وضعه فى حقيبة فى المقعد الخلفى . بعدها وضع حزام الأمان و أدار المحرك.
قال :"سأسير على مهل . فأنا على صلة بسكرتيرى على الهاتف منذ أن وقعت الهزة و لقد أعطانى معلومات . أن الطريق مفتوحة حتى برغاريكيا لكن من المؤكد أن هناك بعض الصخور عليها . و ألآن اخبرينى عن تلك الصور . أنت خبيرة فى التصوير اليس كذلك؟"
قالت موافقة و قد شعرت بالفضول:"نعم, كيف عرفت؟"
"عزيزتى كاترينا الأمر واضح لديك مجموعة من أكثر من مائة ألف صورة فى تلك الحقيبة . و ما تبقى من محتوياتها لا يستحق عشر الكمية , فأما أنت حمقاء لتصرفى مالك بهذا الشكل أو أنت مصورة محترفة. إذا ماذا تصورين ؟ المناظر الطبيعية؟"
"لا. كنت آخذ صور لمنظر أثرى لشخص أعيش معه. و لقد التقيته فى تركيا منذ عدة أسابيع. الدكتور تشارلى لوكس. رئيس فريق للأثار فى نيسيا"
رفع حاجبيه مستفهماً.
"فى وقت متأخر من بعد ظهر نهار الأحد فى منطقة نائية و بمفردك؟ ألا تعلمين أن هناك ذئاب فى هذه المناطق؟ هذا إذا لم نذكر الخطر الذى تتعرضين له أن رآك رجل ما بمفردك! لكن اعتقد أن هذا لا يقلقك طالما أنت مستعدة للبقاء مع رجل التقيته منذ عدة أسابيع فقط بكل الأحوال. ماذا كان يفعل الدكتور لوكس, لما لم يتمكن من مرافقتك؟"
كان فى صوته لهجة واضحة جداً لعدم موافقته على ذلك. نظرت إليه و شعرت كايت فجأة بالانزعاج.
"إذا كنت تريد أن تعرف ماذا كانت تفعل الدكتور لوكس كانت تغسل ثيابها و اسمها شارلوت اليزابيث لوكس و معروفة بـ تشارلى . و هى تأمل بالقيام بحفريات هنا من جبل باناغيا فى الصيف القادم وطلبت منى أن التقط للمكان بعض الصور . وهى الآن تقوم بحفريات قرب نيسيا حيث أعيش معها منذ أسبوعين مع أننى أرى أنه لا يعنيك مع من أقيم"
قال :"همممم , لكن, حتى لو كان رجلاً لكنت بقيت معه أيضاً أليس كذلك؟"
قالت موافقة :"ربما, أن كان قدم لىّ عملاً .و أنا أثق به , لما علىّ أن لا أفعل؟"
أجاب بسرعة:"لأن ذها يسئ أليك"
ضحكت كايت غير مصدقة :"أنت حقاً تعنى ذلك , أليس كذلك؟"
قال مؤكداً :"بالطبع , لكننى لا أريد الشجار معك . أخبرينى عن صورك, لما لا تلتقطينها خلال الأسبوع حيث الناس تتواجد معك؟"
أجابت و هى تشعر بالرضى لتغيير الموضوع :"اليوم هو اليوم الأول حيث الضوء مناسب جداً"
قال بمرح :"وهل يجب أن يكون الضوء مناسباً؟ إذاً أنت ماهرة جداً كاترينا؟"
"يمكنك قول ذلك"
" وهل تعملين فقط فى الأماكن الأثرية أو أنك تصورين أنواعاً مختلفة من الصور؟"
" فى الواقع أصور أى شئ و أنا أحاول أن أصبح مصورة حرة . لذلك أقبل أى عمل متوفر , تصوير اعلانات ,صور للمجلات . اى شئ لكن العمل المفضل لدى و الذى أعتقد انه التصوير الفنى . المنحدرات دراسة الضوء و الظلال و صور مرئية و التى اجدها مثيرة للخيال و الفكر.
" لكن لماذا تأتين إلى اليونان لتصبحى مصورة؟ ألا يمكنك القيام بذلك فى استراليا؟"
عضت على شفتها مفكرة , قالت:"نعم و لا, حاولت حقاً أن أفعل ذلك فى بلدى . فى الواقع كان لدى عمل مصورة فى محطة تلفزيون في سيدنى , لكن بعد مرور ثلاث سنوات صرفت. فى البداية شعرت بالصدمة لأننى لم أعرف ماذا سأفعل"
سأل فليب:"ألم تستطيع عائلتك مساعدتك؟"
اعترفت قائلة و قد تجهم وجهها :"فى الواقع فعلوا ذلك. أبى محام و قد دعانى للعودة إلى البلدة حيث نعيش والعمل كسكرتيرة له لكننى لا أتحمل أن يساعدنى . فهم لم يوافقوا أبداً أن أصبح مصورة و أعلم أنه سينتهى المر بتوبيخى . لذا سحبت كل مدخراتى و قررت القدوم إلى أوروبا"
قال منتقداً :"بعض الناس يرون عملك هذا خطوة متسرعة جداً"
رفعت ذقنها بكبرياء و لمعت عيناها بالغضب قالت :"أحيانا عليك ان تقدم على عمل متسرع أن كنت لا تريد القبول بالحياة السهلة العادية"
ابتسم و قال بإعجاب :"أنت امرأة مثالية حتى و لو أنك غريبة"
سألت بتحدٍ :"وما لديك ضد الغرباء ؟"
حدق فيليب بقوة فى الطريق أمامه و كأنه يريد أن يصل إلى ممر خاص عبر تلك الصعاب.
قال و كأنه يحدث نفسه :"لا أوافق على تصرفاتهم الأخلاقية, عشت فى بريطانيا لمدة ثلاث سنوات و قد صدمت من الشبان اللذين ينشئون علاقات. خاصة الفتيات و بدون أى ارتباط . و برأى كل ذلك الكلام عن الحرية هو كلام لا معنى له ألا مزيد من العذاب و المعاناة للنساء"
أرادت كايت أن تشاجره بقوة, لكنها عضت على شفتها و بقيت صامتة. و أن كانت صادقة فإنها مقتنعة بما قاله خاصة علاقتها الصغيرة مع الصحافى ليون كلارك . ابتلعت غصة فى حلقها وأدارت رأسها لتحدق فى الظلام خارج السيارة.
وضع يده ببساطة على يدها و قال بصراحة :"لقد أزعجتك. أعتذر منك"
بقيت صامتة و قد شعرت بأنها تأثرت من لمسة يده المريحة. شعرت بحاجة لتثق به و تسأله ماذا يجب أن تفعل. هل عليها العودة على بلادها طالما مازال لديها بعض المال, أو أن تنتظر حتى تنفق كل ما معها؟ شئ ما فيه دفعها لتضع كل مشاكلها أمامه و تنتظر حلاً , لكن كبرياءها منعها . لقد عانت ما يكفى هذا اليوم و ليس من داع لتبدأ بأخباره قصة حياتها. عضت على أسنانها و حدقت بالأشجار أمامها . أبعد فيليب يده إلى المقود و كأنه أصيب بلسعة.
لم تقولى شيئاً كاترينا . هل سببت لك الألم بتهجمى على أخلاق الغربيين؟"
ترددت كايت . لكن كيف ستبكى و تخبره عن ليون و كيف تصرف معها. من الأفضل لها أن يعتقد أنها مغرمة.
قالت بحزن:"نعم , لا أستطيع القول أننى تمتعت بتجربة الهزة الأرضية و بعد ذلك سماعى مقالة عن الأخلاق الغربية"
قال يفسر لها :"فى الحقيقة أنا أرى كل شئ من خلال تقاليد بلادى . نحن نشعر بواجب حماية المرأة. و لن يكون مناسب أبداً أن تجد امرأة يونانية نفسها فى وضع خطر كالذى تمرين به اليوم"
ارتجفت شفتا كايت , قالت له :"فقط لهذه الليلة سأجد من المفرح أن أكون امرأة يونانية . لا شئ سأفضله عن الشعور بالراحة و الاعتماد عليك ببساطة"
أمسك فيليب بالغطاء و شده حول ذقنها . بعدها لمس خدها و قال :"إذاً أفعلى ذلك. لقد مررت بوقت عصيب. لِمَا لا تنامين و تدعيننى أهتم بالمشاكل من الآن و صاعداً ؟"
لم تعرف كم من الوقت مر و هى نائمة , لكن عندما استيقظت سمعت نباح كلاب و شاهدت أنواراً من نوافذ لبيوت بيضاء مشرقة على طريق ضيقة . حدقت حولها و رأت فليب قد غادر فشعرت بالرعب . لكن ما أن أبعدت الغطاء عنها حتى رأته يخرج من منزل أبيض اللون و يقطع المسافة بينهما . قرأت إشارة على الباب كُتب عليها للإيجار.
قال فيليب و هو يفتح الباب :"جيد , لقد استيقظت . نحن فى ايا صوفيا , و أعتقد أننا لا نستطيع السفر أكثر الليلة . فالطريق أمامنا مقطوعة. لكننى وجدت مكاناً لنبقى فيه . أنه بدائى قليلاً لكنه نظيف . لكن هناك مشكلة واحدة "
"ما هى؟" و أمسكت بصندوق الغولف لتأخذ المصباح .
"هناك غرفة واحدة فارغة " قال ذلك بقوة مما جعل كايت تود ان تنفجر من الضحك.
قالت:"بصدق , فيليب, أعتقدت أنك ستخبرنى أن هناك هزة أرضية جديدة متوقعة. لا أمانع أن أتشارك معك فى الغرفة هذه ليست المرة الأولى التى أفعل ذلك عندما أسافر. و هذا حقاً لا يزعجنى"
قال بقسوة :"أعتقد أفضل أن يزعجك . بطريقة ما لا تعجبنى فكرة مشاركتك للغرفة مع رجال , لكن كما قلت من قبل العادات الغربية غريبة جداً بالنسبة لى . أنتم السواح تأتون إلى هنا و تتصرفون كما تشاءون لكن لا أستطيع التظاهر أننى أوافق على ذلك"
قالت بغضب :"و الآن , أنتظر لحظة , عندما أقول أشارك الغرفة لا يعنى ذلك شيئاً و لا يهمنى بما تفكر....و لا أعتقد أنك كنت فقيراً و انت شاباً لكن هذه هى الطريقة الوحيدة لعدد كبير من الناس ليتمكنوا من السفر"
رفع حاجبيه مستنكراً و قال بحساسية :"ربما , لكن هذه عادة لا أهتم لها . مهما يكن الليلة لا خيار لنا. لقد أخبرت صاحبة الفندق أنك زوجتى و ستعاملين باحترام كبير . و ليس من حاجة للقول أننى سأحافظ عليك كنفسى"
هز رأسه قليلاً و مد يده ليساعدها فى الخروج من السيارة . ما أن لمست يدها يده حتى لمع سؤال برأسها سؤال لا يقاوم. كيف ستكون حياتها لو أنها حقاً زوجة فيليب اندرونيكوس ؟ لم يكن لديها أدنى شك بأنه سيحميها و يعتنى بها . لكن ألن يكون أيضاً مغروراً و غيوراً ؟ بطريقة ما لم تنزعج بالطريقة التى تعهدها بنفسها . بدلاً من ذلك شعرت بحماس كبير و هذا ما جعلها ترتجف من الخوف من نفسها .
قال بسرعة :"تشعرين بالبرد؟" و بسرعة وضع الغطاء حول كتفيها :"أذهبى إلى الفندق و سأحضر الحقائب"
أتت امرأة سوداء الشعر و هى تبتسم لتستقبل كايت و تحييها. بكبرياء واضح أوصلتها إلى غرفتها ذات الحمام الصغير و المفروشة فقط بسرير و كرسى و خزانة وطالوة صغيرة. فجأة شعرت كايت و أنها غير سعيدة بمشاركتها هذه الغرفة مع رجل. فعلى أحدهما ان ينام على الأرض. ظهر ذلك الارتباك على وجهها فقالت المرأة:"ألم تعجبك؟"
"لا, لا أعجبتنى" ابتسمت كايت أنها جيدة أو على الأقل أنها كذلك لو كانا متزوجين فعلاً. لكن الأرض باردة وغير مريحة . و لا يمكن أن تتوقع ان ينام فيليب هناك . إذاً عليها هى أن تفعل ذلك.
أدركت فجأة نظرة المرأة المستفهمة فكررت بسرعة:"أنها جيدة"
انسحبت المرأة بعد أن أعلنت لـ كايت أن العشاء سيكون جاهز بعد قليل . تركتها بمفردها فنظرت كايت حولها بقلق . كان هناك نافذتين علق عليهما ستائر صنعت بالمنزل و أمام كل واحدة منهما باقة من أزهار اصطناعية . أما الجدران فجديدة الطلاء و لم يكن هناك أى أثر للزينة فى الغرفة ما عدا صورة فوق السرير و سجادة مصنوعة من الصوف الأبيض و الأخضر . الأغطية البيضاء و الوسائد ذات اللون الزهرى , أخذت وسادة ووضعتها على الأرض فى أبعد زاوية على السرير ثم حملت السجادة و وضعتها قربها هناك , على الأقل وضعت سريرها.
قال صوتاً مألوفاً من ورائها :"ماذا تفعلين؟"
استدارت كايت و قالت:"آهـ, فيليب كنت أجهز سريراً أضافياً"
ضحك و هو يقول :"لن أنام على الأرض"
"لا ليس لك! أنه لى! ماذا.....ماذا تفعل؟"
و من دون أن يتكلم أعادة الوسادة إلى السرير. و أعاد السجادة إلى مكانها ابتسم و قالت لـ كايت:"الآن سنتناول العشاء . لكن تريدين أولاً أن تغتسلى, أليس كذلك؟"
"فيليب...! لقد أفسدت السرير الذى جهزته , لماذا ؟ لماذا فعلت ذلك؟"
نظر إليها , لكن يقل شيئاً . ابتسم قليلاً و كأنه يعتقد أن الموضوع بأكمله لاجدوى من التعليق عليه. بعدها أخذ يصفر و هو يفتح حقيبته ليخرج ما يحتاجه و يضعه على الطاولة قرب السرير. غضبت من تجاهله فأمسكت الوسادة التى وضعها للتو لكنه أمسك بيدها بقوة.
"ماذا تعتقدين أنك تفعلين؟" قال ذلك بصوت منخفض و لكن بحزم شديد.
قالت تتحداه :"اعتقد انك ستحافظ علىّ كنفسك"
قال بصوت أجش:"ستكونين بأمان بقربى تماماً كما لو كنت على الأرض لكنك ستكونين أكثر راحة كما و أن كيريا جورجيا ستأتى إلى الغرفة لاحضار القهوة او أى شئ آخر. لا أريدها أن تعتقد أننى لا أستطيع السيطرة على زوجتى"
ضحكت كايت و قالت :"لنفترض اننى حقاً زوجتك و ان هناك خلافاً بيننا؟"
"عندها سنحل كل مشاكلنا فى غرفتنا" تابع بلهجة حازمة:"و الآن اذهبى و استحمى"
كان الاستحمام بالنسبة لها منعشاً بعد كل الذى مرت به بعد الظهر . غسلت شعرها محاولة أن تزيل عنه الأتربة .كان الحمام ضيقاً و شعرت بالتعب و هى تحاول أن ترتدى ملابسها فى داخله . لكنها بطريقة ما تمكنت من ذلك . ارتدت افضل ما لديها من ثياب تنورة خضراء و بيضاء اللون و قميصاً بيضاء متموجة مع سترة من الصوف
مع ذلك أدركت أنها تبدو قديمة الطراز بثيابها عندما قادتها كيريا جورجيا إلى شرفة عليها ضوء خافت كان فيليب قد بدل ثيابه أيضاً و هو يرتدى جاكيت رياضية و قميصاً مخططة و بنطالاً رمادياً و كل تلك تؤكد أنها صنعت من قبل أشهر الخياطين . وقف ما أن رآها و سار نحوها. ابتسمت كيريا بفرح عندما طبع على خذ كايت و قادها إلى آخر الشرفة.
قال:"لا تتوترى هكذا, أنت زوجتى , تذكرى و كيريا جورجيا سعيدة و هى تشعر أنها تستعيد المنظر الرومانسى المطل على البحر"
كان المنظر رائعاً لا جدال بذلك. فالمنزل يقع على قمة التلة بينما انتشرت البيوت على التلة المحاطة ببساتين الزيتون. و خلف القرية هناك منحدر صخرى يعكس أشعة القمر و على مسافة قريبة منه ظهر البحر الفضى يشع تحت ضوء القمر . كان فيليب يضع يده على كتفها.
قالت المرأة و هى تضع الصحون و تنسحب إلى الداخل:"وجبة شهية"
قال:"أتمنى ان تكونى جائعة لأنها ستشعر بالانزعاج إن لم تأكلى كا ما حضرته لنا"
" فى هذه الحالة أعتقد من واجبى أن أنهى كل شئ بكل الأحوال يبدو الطعام شهياً"
كان الطعام كذلك , خبز القمح شهى و سلطة من الجبن و البصل و الزيتون البندورة و الخيار و اللحم المشوى و البطاطا المقلية . عندما أحضرت المرأة صحن من الحلوى بالقطر و القهوة التركية ابتسمت لهما بفرح لأنهما أعجبا بطعامها.
بعد يوم طويل و مرهق كانت كايت سعيدة لتجلس صامتة و هى تشرب قهوتها و تنظر إلى البحر الفضى أمامها . أدارت كيريا الراديو من غرفة الجلوس على موسيقى يونانية راقصة. أحساس بالرغبة للضحك و الرقص سيطر على كايت فتنهدت قليلاً , نظر إليها فيليب و قال :"ما الأمر؟"
مدت يديها غير قادرة على شرح ما تشعر به قالت و هى تبتسم:"فقط واحدة من تلك اللحظات التى تجعلنى أشعر برغبة فى الرقص. أحياناً أعتقد أننى محظوظة جداً لأننى أعيش هذه الحياة الجميلة"
حدق بها و سألها غير مصدق:"هل حقاً تشعرين بالسعادة بهذه البساطة؟ بعض النساء اللواتى أعرفهن تشعرن بالإهانة إذا طلب منهن البقاء فى مكان متواضع كهذا و تناول طعام بسيط كهذا"
قالت :"إذاً بعض النساء لا تعرفن كيف تسعدن أنفسهن"
قال :"احياناً عندما أكون أعمل فى المدينة فى الصخب و الحشد الكبير أو ما يسمونه العالم المتحضر أشعر برغبة يائسة للهرب. عندما أشعر بذلك أترك المدينة و اهرب إلى أماكن بسيطة مثل هذا المكان . و فى اعماقى أشعر أن هذا ما أريده, لكن لا أستطيع إلا التفكير إذا كان النساء تفضل أكثر المدينة"
تجهم وجهها مستغربة و قالت :"ماذا تعنى بقولك؟"
ربما هناك نوعين من النساء , واحدة مترفة و تحب الحياة المليئة بالحركة و الضجة و أخرى بسيطة و متكاملة . هل تريدين أن ترقصى كاترينا؟"
عندما نهضت من مقعدها كادت أن تقع فأسرع و أمسك بها
قالت :"أنى آسفة"
"لا بأس و الآن أمسكى يدى و دعينى ابدأ بالرقص قبلك"
بعد مرور لحظات كادت أن تتعثر ثانية لأنها لم تعتقد أنها تستطيع أن تماثل حركته. لكن بعد قليل كانت تتحرك بسرعة مرافقة خطواته . أصبحت قدماها تتحركان بسرعة و هى تتبعه فى خطواته . أولاً إلى اليسار ثم إلى اليمين و أخيراً فى دوائر ضيقة مما جعل انفاسها تتلاحق و أخذت تضحك عندما انتهت الموسيقى .
قال فيليب بإعجاب :"برافو! أعتقد يونانية فى صميم قلبك كاترينا, و الآن تعالى أجلسى لتستعيدى أنفاسك"
جلست كاترينا على الكرسى و قالت :"أحب الموسيقى اليونانية و أتمنى فقط لو أحظى بفرصة لسماع صوت بوزوكى قبل أن أغادر البلد"
سأل فيليب باهتمام:"حقاً ؟ لو أن لدى بوزوكى هنا لكنت حققت أمنيتك على الفور. كنت معتاداً على العزف عندما كنت يافعاً لكن يداى أصبحتا قاسيتان الآن"
قالت كاترينا:"هناك بوزوكى على سطح الخزانة فى غرفة الجلوس . أتساءل أن كانت كيريا جورجيا قد تعيرك أياه, لما لا تذهب و تسألها؟"
تردد فيليب و اعترف قائلاً :"لأم أعزف منذ عدة سنوات"
"هيا أحب أن أستمع إليك و أنت تعزف و أعدك اننى لن أنتقدك"
بشوق لم يعرفه من قبل عاد فيليب إلى المنزل .
توقفت الموسيقى المنبعثة من الراديو و بعد مرور عدة دقائق عاد إلى الشرفة حاملاً البوزوكى بين يديه. لم تستطيع إلا أن تلاحظ كيف يلامس الآلة الخشبية المطعمة بالذهب . أحنى رأسه و أخذ يعزف بأصابع متشنجة محاولاً أن يحدد الصوت.
سألها :"ماذا تحبين أن تسمعى؟"
سألته كايت :"هل تعرف شيئاً للمطرب اكسراكوس؟"
عزف فيليب بعض النغمات لأغنية بوفرتى و نظر إليها متسائلاً هزت رأسها موافقة و فجأة شعرت و كأن البوزوكى قد أشتعل بالحياة بين يديه . عزف فيليب بمهارة مما جعلها تشعر و كأنها تغوص فى عالم من الموسيقى . أخيراً عندما توقف عن العزف كانت تحدق به بدهشة
قال :"ماذا؟" رأت و كان رأيها مهم لديه.
قالت ببطء :"من المؤكد أنك لست بحاجة لأن تسألنى , كان هذا رائعاً . لم أشعر يوماً بأهمية الموسيقى هكذا"
"حقاً؟"
"أجا حقاً"
قال مقترحاً :"دعينى أعزف أغنية حب و أحب أن أعرف رأيك بها "
هذه المرة كانت الموسيقى أنعم و اهدأ . حركت ذكريات فى فكر كايت. ذكرى عشاء فى مطعم يونانى فى سيدنى تحول إلى رماد. فى ذلك المساء عندما أخبرها ليون كلارك أنه متزوج . ترقرقت الدموع من عينيها و كان عليها أن تعض على شفتها بينما كان فيليب يغنى بصوت شجى أغنية عن الحب و الشوق.
أدارت وجهها عندما توقف عن الغناء و وضع البوزوكى جانباً
"كاتيرينا؟"
كانت صامتة و غير قادرة على الكلام . بعدها شعرت بأصابعه القوية على كتفيها و هو يديرها لتنظر إليه .
رأى الدموع فى عينيها .
"ما الأمر ؟ لقد أزعجتك, أليس كذلك؟ أنا أحمق! ما كان علىّ أن أعزف على تلك الآلة السخيفة"
" لا! لا فيليب . أنت لست أحمق . أنت فنان , فقط ان تلك الأغنية أعادت إلىّ.....الذكريات"
سأل بغضب:"لرجل سبب لك الألم؟"
هزت رأسها و هى تمسح دموعها . رفع يده و لمس وجهها بعدها ضمها إليه و شدها بقوة . تنهد و قال:"آهـ , عزيزتى , أنت تعيدين إلى أحاسيس أعتقدت أنها ماتت إلى الأبد"
قبلها بنعومة . قالت لنفسها . ما تشعر به نحوه سخيف فهى لن ترأه بعد الغد.
قالت بجدية :"شكراً لك على هذه الأمسية الرائعة, فيليب أن كنت تعذرنى أعتقد أننى أريد أن أنام الآن"
شعر بتغير مزاجها فساعدها كى تنهض و لم يعترض و هى تمر أمامه.
قالت :"عمت مساء كاترينا. لن أدخل إلى الغرفة حتى تنامين و أنا لن أزعجك . و قد أقسمت لك بذلك. آه , رغبت بأن أسألك هل لديك بعض الصور التى استطيع رؤيتها؟"
" بالطبع , أنها فى حقيبتى فى غرفة النوم. سأحضرها لك"
بعد أن تركته كايت بمفرده مع الصور فتح فيليب المغلف و بدأ ينظر إلى محتوياته بدأ فى التحديق فى الصور باهتمام . بعد قليل ووضع الصور على الطاولة و آخذ ينظر إليها من أماكن مختلفة. جلس على الشرفة لفترة أكثر من ساعتين محدقاً بالبحر على ضوء القمر. بعد منتصف الليل دخل إلى المنزل و بحث عن حقيبته و آخذ بعض الملفات و الصور و أخذ يعمل عليها لمدة من الوقت . أخيراً زفر و كأنها فقد صبره أعاد الملفات إلى الحقيبة و أقفلها . سار فى الممر و فتح باب غرفة النوم
همس بنعومة:"كاترينا؟"
تحركت فى السرير . كان الظلام خافتاً و لم تكن متأكدة عندما حلمت أنها أحست بلمسة ناعمة على خدها و كأنها لمسة فراشة و سمعت صوت فيليب يقول :"عمت مساء يا كاترينا"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:32 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 12:52 AM   #3

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
استيقظت كاترينا من نومها العميق لتسمع أصوات الدجاج و بعض الفوضى و الأصوات . شعاع من النور يمر من بين الستائر مباشرة على وجهها للحظة تقلبت منزعجة بعدها تذكرت كل ما مرت به . الهزة الأرضية و لقاءها مع فيليب . شعرت بالخجل و نظرت حولها . لكن السرير كان فارغاً كان فيليب قد رحل.
غمرها إحساس كبير من التناقض لإدراكها هذا الأمر. الراحة, خيبة الأمل , الانزعاج أخيراً فكرت بمنطق. فيليب لن يتركها هكذا. هى تعلم أنه لن يفعل . فربما هو على الشرفة . لكن شيئاً ما جعلها تنظر إلى الطاولة بجانب السرير و رأت أنها فارغة . كل أثر له قد رحل, ثيابه , حقيبة ثيابه الصغيرة . لقد أختفى و كأنه لم يكن موجوداً هنا من قبل.
شعرت بالصدمة من ذلك . بطريقة ما, حتى فى تلك الساعات القليلة التى عرفته بها أصبحت تعتمد عليه. فالخطر المشترك للهزة الأرضية جعلهما يرتبطان بعلاقة من الثقة و المشاركة لكنها كانت لتقسم أنه كان هناك أكثر من ذلك بينهما . لم تتعرف يوماً على رجل جذاب مثله. مغرور,مسيطر مع ذلك حنون و عاطفى و ملئ بالثقة و القدرة . قبلها على أنه يهتم لها . و الآن قد رحل! و كيف ستتمكن من الرحيل من هذه القرية؟ لقد تحطمت السيارة التى استأجرتها و بالكاد أملك المال ....توقفت عن تفكيرها المضطرب بسبب طرق على الباب.
قالت:"تفضل"
دخلت كيرا جورجيا إلى الغرفة و هى تبتسم و تحمل بيدها صينية عليها بعض الحلوى و القهوة.
قالت بفرح:"كاليميرا"
أجابت كايت "كاليميرا"و هى تعلم أن عليها أن تسألها أكثر الأسئلة استغرباً . تسارعت الأفكار برأسها و هى تبحث عن الكلمات المناسبة. كيف ستسأل هذه المرأة أين ذهب فيليب؟ ألن تصاب المرأة بالصدمة لأنها لا تعرف تصرفات زوجها؟ و لنفترض أن تلك المرأة تعرف أين يكون, هل تتمكن كايت مع معرفتها الضئيلة باللغة اليونانية أن تفهم جوابها؟
تلعثمت قائلة:"زوجــــى ؟"
"لا, لا," هزة المرأة رأسها , ابتسمت و أشارت إلى كايت أن عليها أن تشرب قهوتها . بعدها خرجت من الغرفة وعادت بسرعة و هى تحمل رسالة كانت قد وضعتها على صينية ربتت على كتف كايت مشجعة و خرجت من الغرفة لتهتم بالدجاجات التى أصبحت على الشرفة . تنهدت كايت و اتكأت على الوسائد لتشرب قهوتها . بعدها وضعت الفنجان جانباً و أمسكت رسالة فيليب.
كان المغلف من نوعية جيدة و كتب عليه "كاترينا"
و ما أن مزقت جانب الرسالة حتى سقط مجموعة من الأوراق النقدية و ورقة مطوية, وضعت المال جانباً و فتحت الرسالة .
"آسف لمغادرتى بسرعة. لدى عمل هام فى تسيالونيكى .فُتحت الطرق . دفعت فاتورة الفندق و تم الاهتمام بتصليح سيارتك . تركت لك بعض المال من أجل أى حال طارئة.
فيليب"
شعرت بخيبة أمل قوية . حسناً , ماذا كانت تتوقع ؟ ان يطلب منها أن تتزوجه؟
لا, بالطبع , لكن شيئاً ما يعلمها أنه أيضاً شعر بذلك الانجذاب و التفاهم بينهما كما حصل لها . دعوة إلى العشاء , سؤالاً عن عنوانها . اى شئ لكن هذا لم يحدث .
قالت بصوت عالٍ :"أنت بمفردك الآن, كايت والشن, و لاتنسى ذلك أبداً"
ـــ
بعد مرور ثلاث أيام كانت كايت تمسح الشرفة فى منزل فى نيسيا و كل ما يحيط بها كان يدور حول عمل فريق الآثار. أربعة من النساء اليونانيات كن يغسلن أوعية أثرية بالماء و الصابون, و فتاتان تضعان أوعية فخارية على الطاولة, بينما هناك شاب على سلم يحاول ربط المظلة . كانت كايت تلون زهرية كبيرة لكن أفكارها مشتتة. لقد انتهت الآن من التصوير و ليس هناك من سبب يدعوها للبقاء . عليها ببساطة أن تقرر أما ان تبحث عن عمل جديد أو أن تعود إلى بلدها استراليا . فيليب اندرونيكوس قد خرج من حياتها نهائياً و بسرعة تماماً كما دخل فيها و هى تعلم أنها لن تراه ثانية . إذاً لما لا تتوقف عن التفكير به؟
"كايت!"
"نعم؟"
نظرت إلى أعلى بتكاسل و هى تنظر إلى أفراد الفريق . كانت نياومى تعبة من حمل الفخار و كانت تتلهى بتصفح مجلة أميركية .
"ماذا قلت أسم ذلك الشاب اليوناى الذى أنقذك فى الجبل "
"فيليب, فيليب اندرو نيكوس "
غريب كيف أن مجرد لفظ أسمه يشعرها بالحماس و الفرح.
"هل هذا هو؟ انظرى , يوجد صورة لثرى يونانى يعمل فى أنشاء الفنادق, و الاسم مطابق تماماً . أعتقد أنى ذلك مجرد صدفة, لكن ألن يكون ذلك مسلياً لو كان ذات الشباب؟"
"دعينى أرى"
وضعت نياومى المجلة على الطاولة و للحظة بدا لها قد جمد مكانه. بصدمة نظرت كايت إلى عينى فيليب السوداوين و هما تحدقان بها من خلال الصورة. بعدها و كأن هذه الصورة سببت لها الضيق فقد كانت يد فيليب ترتاح على ذراع امرأة سوداء الشعر فاتنة الجمال و كتب تحت الصورة صاحب الفندق الشهير فيليب اندرو نيكوس و خطيبته الجميلة آرين مارمارا امضيا نهار الأحد فى فندق الهيلتون فى أثينا. وتقول الشائعات أن اندرو نيكوس قد أنهى مؤخراً فندق فخم جديد فى مقاطعة هالكيديكى و لديه رغبة فى توسيع أعماله بعد الزواج فى بناء مشروع متكامل يشمل حقولاً للعنب فى مقاطعات زراعية و مركز سياحى فى سهول سيتونيا......
للحظة وقفت كايت جامدة , كان هناك أزيز فى أذنيها وحديث النساء على بعد مسافة منها. إذاً هذا هو السبب,لديه خطيبة. لا عجب فى أنه اختفى حتى قبل أن تستيقظ, والآن لن اراه ثانية. أرادت ان تبكى , تصرخ, تغضب.لكن تعجبت عندما سمعت صوتها ناعماً و يدل على عدم الاهتمام و هى تجيب نياومى :"نعم, هذا هو . أمر مدهش . لم يكن لدى فكرة اننى تعرفت على أحد المشاهير الأثرياء "
سألتها نياومى :"أتريدين الاحتفاظ بهذه المجلة للذكرى؟"
نظرت إلى المجلة و كأنها ترى عنكبوت . نهضت و سارت عبر الشرفة راغبة فقط فى الهروب قبل أن تنفجر بالدموع.
قالت :"لا احتفظى بها أنت, ففى النهاية , فيليب أندرو نيكوس لا يعنى لىّ شيئاً و أنا سأرحل عما قريب . و أريد أن أسافر من دون أى وزن أضافى"
ما أن اقتربت من الباب حتى اصطدمت بطلب لعلم الآثار أندرو كاميرون و الذى كان ينزل السلم. مد يديه ليمسك بها لكى لا تسقط أرضاً و ظهر الاهتمام على وجهه.
قال غاضباً :"انتبهى , كايت , هاى, هل أنت بخير؟ تبدين شاحبة"
كذبت و هى تقول :"مجرد صداع خفيف"
"هل أنت متأكدة؟ حسناً يمكنك الإمساك بالسلم لأتمكن من ربط الجزء الآخر من المظلة . إذا زترنا ضيوف كما حدث فى الأسبوع الماضى لن يبقى ولا واحد من هذه الأوانى"
قالت موافقة:"حسناً"
قال:"هناك أحمق آخر أختار الطريق الخاطئ " أدار رقبته ليتمكن من الرؤية بشكل أفضل :"من الأفضل أن تذهبى لترشديه . قولى له من الأفضل أن يستدير هنا طالما يستطيع. سيارته جميلة أيضاً"
ذهبت كايت و فتحت الباب و فتحت الباب و سارت فى الممر .
إرشاد السواح الخاطئين فى سيرهم أصبح جزء من عملها اليومى , ما أن وصلت إلى آخر الممر و اخذت تلوح للسيارة القادمة حتى شعرت فجأة بأن قدميها ترتجفان . لأن هناك شيئاً مألوفاً فى السيارة البيضاء القادمة من دون ان تذكر الرجل الذى يخرج الآن , وقف للحظة , رمى المفاتيح إلى أعلى ثم التقطها بيديه و نظر إليها بنظرة تعجب . بعدها سار فى الممر الصخرى حتى وصل غليها. مد يده و أبعد خصلة من الشعر عن خدها و ابتسم لها , سألها بسخرية :"كيف حال زوجتى؟"
" لا تمزح بهذا الشأن"
تفاجأت كايت من لهجتها الغاضبة . شد فيليب حاجبيه و قد تجهم وجهه وقال :"اعتقدت أنك ستشعرين بالسرور لرؤيتى . ربما أنا مخطئ لكننى أعتقد ان هناك أحساساً مميزاً بيننا ليلة واحدة. ألم تشعرى بذلك؟"
شعرت كايت بغضب شديد . شدت على يديها بقوة حتى ان أظافرها ظهرت آثارها براحة يديها وضحكت ضحكة قصيرة.
قالت ببرودة :"نعم , بالطبع . اعتقد أننا تشاركنا بمصيبة . لكن المصيبة انتهت الآن, أليس كذلك؟"
كان صوته بارداً فجاء عدائياً و بصورة لا شعورية تراجعت كايت إلى الوراء , لكنه تحرك بسرعة و أمسك بها من كتفيها.
سألها بنعومة :"ماذا تقصدين بذلك كاترينا؟"
نظرت إلى أعلى و رأت مجموعة من الأشخاص تراقبهما باهتمام . لقد كانوا بعيدين جداً ليسمعوا ما يقولانه , لكنهم قريبين جداً ليروا.
قالت متوسلة :"فيليب , أرجوك لا تبالغ , نعم كان هناك مستقبل لنا . و أنت تعرف ذلك مثلى تماماً"
قال بسخرية :"حقاً؟ و شد بقوة أكثر على كتفيها :"و لما تعتقدين اننى هنا كاترينا؟"
و من زاوية عينيها رأت أندرو يغادر من المجموعة على الشرفة و يتجه صوب الممر . شعرت بأصابع فيليب على ذراعيها و رأت تعابيراً غير واضحة فى نظرة عينيه.
قالت بيأس:"آهـ, فيليب, لا أعرف"
قال بإصرار:"لا تعرفين؟"
نظر غليها بشوق فشعرت بضعف كبير لكنها بطريقة ما بقيت هادئة و أبعدت يديه عنها و تراجعت خطوة إلى الوراء . نظرت إليه و هزت رأسها بحزن.
قال فيليب بسرعة :"أتيت لأننى لم أستطيع أن أنزعك من أفكارى . هناك شئ ملئ بالحياة و الحب فيك, كاترينا أكره أن أفكر فى أننى قد لا أراك ثانية. ألا نستطيع على الأقل تناول العشاء معاً و نتحدث؟"
أرادت كابت أن تجعل قلبها أكثر قساوة على الرغم من الحراة الظاهرة فى عينيه . كيف يجرؤ أن يقول لها هذه الأشياء بينما هو مرتبط بفتاة أخرى؟
قالت بحدة :"لا, فيليب , ليس هناك من مستقبل محتمل بيننا"
"لِمَا لا؟"
أرادت أن تقول :"لأنك ستتزوج من فتاة أخرى" لكنها لم تستطيع. علمت أنها ستنفجر بالدموع أن قالت تلك الكلمات . فجأة أصبح أندرو بقربها . شاب طويل و لطيف و الذى تعرفه منذ أن كانت فى السادسة من عمرها و هو الأخ غير الشقيق لها .
سألها و هو يضع يده على كتفها :"هل كل شئ بخير , كايتى؟"
نظر بقوة إلى وجه فيليب الغاضب و وجهها الشاحب . فجاة أندهش عندما وضعت كايت ذراعها حول خصره.
قالت بعصبية :"اندرو كنت أقول لـ فيليب أننى لا أستطيع تناول العشاء معه لأنك صديقى"
فهم اندرو ما تقصده فشد بيده على ذراعها :"آه, بالطبع, مع لك أقدر كثيراً ما فعلته معها سيد اندرو نيكوس , اسمى كاميرون , اندرو كاميرون . كنا بشدة القلق على كايت عندما وقعت الهزة الأرضية . و امر جيد منك أنك عاملتها بكل ذلك اللطف"
مد اندرو يده للحظة نظر فيليب إلى يده الممدودة بتجهم و عداوة بعدها وبتردد صافحه . شعرت كايت بألم غريب و هى تراقب الرجلين يصافحان بعضهما .لتخفى توترها قال:"حسناً . لطف كبير منك أن تأتى لترى كيف هى أحوالى سيد اندرو نيكوس لكن كما ترى أننى بخير . لذلك إذا لم يكن هناك شئ أخر ...."
تابع فيليب عنها :"آه, لكن هناك شيئاً آخر آنسة والش. لدى عرض عمل أريد التحدث بشأنه معك"
قالت باستغراب :"عرض عمل؟"
هز برأسه , من دون أن يبعد عينيه عن وجهها . بدأت تشعر و كأنها عصفور صغير وقع بين فكى أفعى كبيرة
سألت بعصبية:"أى نوع من الأعمال؟"
لمعت عيناه بالمرح بالرغم من وجهه الغاضب :"أريد أن تأخذى بعض الصور لى. إذا رغبت بالعشاء معى سأشرح لك لكل شئ"
شعرت كايت بالشوق , لكن أى نوع من الألعاب يقوم بها فيليب أندرو نيكوس؟ هل يراها كتلك السائحات اللواتى تحدث عنهن؟ أم أنه يريد أن تصبح صديقته الدائمة؟ هل هكذا يتصرف الأغنياء و المشهورين؟
تلعثمت و هى تقول :"أنا....أنا آسفة . لدى موعد عشاء مع اندى الليلة"
"أنا متأكد أن السيد كاميرون يستطيع قبول عذرك لليلة. هل نتفق على الساعة 8 ؟"
استدار و بدا بالمسير , لذلك كان على كايت أن تركض وراءه . كانت قدماها تضربان بالأحجار الصغيرة فى الممر.
قالت :"لكننى قلت لا."
استدار فيليب و ظهرت على ملامح وجهه التصميم و الإرادة قال بنعومة:"آه , لكن لن أقبل بكلمة لا كجواب لسؤالى , سيد كاميرون تأكد من ذهابها الليلة , هل تفعل ؟ أعتقد أنها ستجد العمل مناسباً جداً كذلك سأدفع أجراً جيداً"
بعد مرور عدة لحظات كان يجلس وراء مقود القيادة يقود سيارته بمهارة فى تلك الزاوية الضيقة و يستدير لينطلق مغادراً.
قالت بحزن :"لا تسألنى , فى الحقيقة استطيع خنق هذا الرجل"
ابتسم اندرو و قال :"كان ذلك واضحاً و الآن هل يمكنك شرح كل ذلك لمشاهد برئ؟"
تأوهت كايت قبل أن تقول:"آه , اندرو أنت لا تريد أن تعرف , بكل الأحوال أنا لست ذاهبة الليلة . فأنا أفضل أن أتناول العشاء مع نمر متوحش"
قال اندرو مستفهماً :"هاى, أنتظرى لحظة , لم أفهم ما تقولينه . فأنا أعرفك منذ كنا فى السادسة من عمرنا , كايت و بالتحديد من الصف الأول , و أنت منذ ذلك الوقت و أنت تريدين أن تكونى مصورة . حتى عندما طلبت منك عائلتك البحث عن عمل ثابت حافظت على شجاعتك و فعلت ما تريدينه و الآن تأتيك فرصة قد تكون أكبر فرصة فى حياتك و تقولين أنك لن تأخذيها ! لماذا؟ "
برمت كايت يديها و رفعت كتفيها , وقالت بيأس :"لا أستطيع تفسير ذلك"
سأل اندرو :"هل السبب أنك تعتقدين أن عملك لن يكون جيداً؟"
شعرت كايت بغصة فى حلقها و قالت بيأس :"ليس بالتحديد , مع انه ممكن أن لا يكون جيداً"
امسكها اندرو من كتفيها و قال:"كايت عليك أن تتوقفى عن هذا الكلام السخيف. أنت دائماً تقللين من قيمة نفسك . أعلم أن السبب فى ذلك عائلتك لقد جعلتك تشعرين بالسوء أن لم تكونى محامية مثل والدك لتجنى المال الوفير أو على الأقل تمتهنين عمل دائم.
لكن الحقيقة أنت رائعة بما تقومين به , فأنت مصورة موهوبة لكن من المؤسف أنه ليس لديك فرصة تأتيك , لذا إذا كنت خائفة من أن السيد اندرو نيكوس لن يعجب بصورك فأنا أضمن لك انه سيحبها"
تنهدت و قالت :"الحقيقة ليست هذه , أنها بطريقة ما.....تتعلق بأمور شخصية"
"هل حاول التودد إليك فى تلك الليلة؟"
اجابته:" لا لكن اخشى أن يحاول هذه الليلة, كما انه مرتبط بفتاة أخرى , اندى!"
قال :"ما هذه الأعذار , أن لم يستعمل أساليب خادعة و أنتما بمفردكما بالجبل فمن المؤكد أنك ستكونين بأمان فى مطعم ملئ بالعشرات من الناس. و الآن هيا, كاتى, استجمعى قوتك و حضرى نفسك لأنك ستذهبين"
سألت بقلق :"هل تعتقد حقاً أنه يجب علىّ الذهاب؟"
"بالطبع عليك الذهاب. و ستكونين حمقاء أن لم تفعلى"
اعترفت على مضض :"أعتقد انك محق, حسناً السؤال الآن ماذا سأرتدى؟"
فى الوقت الذى وصل فيه فيليب عند الساعة الثامنة كانت كايت قد ارتدت أجمل ما تستطيع الحصول عليه بإمكانيتها المحددة , فقد أرادته أن يدرك انه سيخسرها . عملت النساء فى حملى الآثار على تامين ثوب لائق . فقد أعطتها نيامي و التى هى نحيلة مثلها ثوب سهرة أحمر اللون و شارلوت وضعت على عنقها سلسلة ذهبية , ماريون صففت لها شعرها و سيلفانا وضعت لها المكياج على وجهها. و عندما دق فيليب على الباب كانت كايت تعلم أنها تبدو جميلة و أنيقة . و مع ذلك كان قلبها يخفق بقوة و هى تفتح له الباب .
قالت بصوت مضطرب :"مرحباً"
بقى فيليب صامتاً للحظة , محدقاً بها و قد ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهه. و مع أنها كان يرتدى بدله رسمية ويبدو متأنقاً جداً . لكن كان لديها الشعور أنه مازال بدائياً بحيث انه يقول و يفعل ما يريده.
قال بصراحة:"اشتقت إليك"
قالت بتعمد :"منذ بعد الظهر إلى الآن؟"
"لا , منذ أن أمضينا ذلك المساء معاً"
قالت تتوسل :"فيليب أرجوك لا تتحدث عن ذلك"
"كما تشائين, كاترينا , لكن ان عاجلاً أم آجلاً سنتحدث عن ذلك. هل هذا الشال الذى على المشجب لك؟ أعتقد أننا نستطيع الذهاب إلى بورتو كاريس؟ إذا كان ذلك مناسب لك"
قالت:"نعم, بالطبع"
كان بورتو كاريس بناء ضخم للسواح فى الجهة الغربية من ستوانيا بنيسوليا. وكانت كايت قد مرت من أمامه عدة مرات و فى مناسبات عدة لكنها لم تتوقع أبداً أن تدخله . فى ظروف أخرى كانت قد استمتعت كثيراً برحلة الذهاب إلى هناك . فلقد كانت ليلة لطيفة جوها منعش و القمر يسكب أنواره الفضية على مياه كولبوس كاسندراس , لكن بعد ذلك اللقاء بدا أن فيليب لا يرغب فى التحدث بكلام لا معنى له , وذهبت محاولات كايت لحمله على التحدث هباء.و فى النهاية شعرت بالراحة عندما رأت أضواء الفندق الفخم.
قالت :"يبدو و كأنه باخرة فى محيط, أليس كذلك؟"
قال موافقاً :"بالضبط , حتى انه يبدو أكثر من ذلك فى ضوء النهار مع كل تلك المبانى الضخمة . شخصياً أفضل الطراز التقليدى للمبانى اليونانية . لكن الغاية من وراء هذا المكان هى مهمة جداً. أنه ليس مجرد مكان للسواح , لكنه عمل أقتصادى ضخم لسكان هذه المنطقة. أراض مليئة بالكروم و الزيتون , استثمار واسع كما تسمونه. و اعتقد أنك ستجدين المطعم و المناظر المطلة رائعة و لا تنسى"
كان على حق بما قاله . قادهما نادل يرتدى ثياباً تقليدية إلى طاولة تطل على البحر , حدقت كايت حولها بدهشة , مرايا كبيرة تغطى غرفة الطعام و قاعة الرقص قد تم تلميعها حتى أصبحت كالزجاج, أما الفرقة الموسيقية فلقد كانت ترتدى الزى التقليدى لليونان كذلك الطاولات كلها مزدانة و كأنها عمل فنى. أضواء الشموع قرب ورود بيضاء من الزجاج و أنوارها تعكس الأوانى الفضية و الكريستال . ومع أن هناك مكاناً لمراقبة قاعة الرقص كان هناك ستائر من النخيل تحميهما من نظرات باقى زبائن المطعم . بدا على فيليب أنه معتاد على هذه الأماكن . جلس و كأنه فى منزله.
كانت كايت لا تزال تشعر برهبة المكان فاختارت المياه المعدنية بينما طلب فيليب شراب خاص تقليدى, و بعد أن شرب قليلاً من الشراب وضع الكوب جانباً و قال :"والآن , ربما ستتمكنين من اخبارى لما تعامليننى و كأننى مصاب بالطاعون "
شهقت كايت و هى تشرب من كلامه الصريح , كذبت بسرعة :"أنا لا أفعل ذلك !" لكن احمرار خديها أثبت صحة قوله.
قال :"بلى , أنت تفعلين . مساء الأحد كنت لطيفة و طيبة حتى أننى خلت أنك سعيدة لمعرفتى"
"نوقف عن هذا الكلام , فالناس تسمعنا"
"لا أعتقد ذلك فقد طلبت طاولة خاصة لبحث هذه الأمور من دونا أن يسمعنا أحد"
قالت بغضب :"كيف تجرؤ؟ لقد قلت لى أنك تريد التحدث معى عن عمل"
قال بهدوء:"نعم سأفعل, لكن فى وقت آخر . أولاً أريد أن أعلم لما تغيرت طباعك نحوى؟"
قالت و هى تبعد شعرها:"لا لم يحدث ذلك"
"حقاً؟"
فجأة أمسك بيدها . نظرت إلى يده السمراء كيف تمسك بيدها بقوة و قالت :"أنت لا شئ غير متوحش تحت تلك البدله الفاخرة"
قال و عيناه تلمعان بغضب :"تماماً كما تقولين , و النساء الذكيات لا تثرين المشاكل مع المتوحشين. لذا لماذا لا تخبرينى لما أصبحت فجأة هكذا معى؟"
ما أن أنهى كلامه حتى أصبحت لمسة يده ناعمة فوق يدها فسحبت يدها على الفور.
قالت له :"أعطنى سبباً واحداً لأكون صديقة لك"
شد ثانية على يدها و قال :"أن قلت لك أننى أُغرمت بك قليلاً مساء الأحد فهل هذا سبباً كافياً؟"
كل ما كان عليها القيام به هو الابتعاد عنه. أنه سيتزوج من امرأة أخرى , و كل ما يقوله هو مجرد خداع لها.
قالت بغضب:"لا"
قال متوسلاً :"كاترينا , أنظرى إلىّ . قولى اى شئ"
لم يكن هناك قوة على الأرض لتمنعها من النظر إليه. رفعت رأسها و نظرت إلى عينيه رغم الدموع التى كانت ظاهرة فى عينيها .
همست :"لِما لم تخبرنى أنك مرتبط؟"
تراجع على الوراء على كرسيه و ظهر الألم على وجهه, قال و هو يبتسم :"إذا هذا هو السبب, كان يجب أن أعلم"
"نعم, كان عليك ذلك و عليك أن لا تخبر النساء أنك قد تكون شبه مغرم بهن بينما أنت مغرم بالفعل بخطيبتك"
اعترض فيليب :"خطوبتى لا علاقة لها بالحب . لقد دبر هذا الأمر منذ سنوات عديدة من قبل عائلتينا "
قالت بغضب :"حقاً؟ أنى أشعر بالشفقة عليك , لكن مع ذلك لا أجد لك الحق أن تمثل الحب مع نساء أخريات"
قال بغضب يماثل غضبها :"فهمت , أنت على حق بالطبع . ومن الواضح أنه كان علىّ أن أفسخ خطبتى قبل أنه أذهب برحلتى الأسبوع الماضى"
همست :"لم أقل ذلك . لكن من المؤكد لا يحق لك التحدث معى عن الحب و هذا ما يجعلنى أشعر بالندم"
اقترب فيليب منها و عيناه تلمعان بالغضب, جاهزاً ليرد عليها , لكن فى تلك اللحظة وصل النادل و هو يحمل قائمتى الطعام . ارتجفت يدا كايت و هى تأخذ القائمة منه.
شعرت أنها أخيراً تتخلص من الحواجز بينها و بين فيليب اندرو نيكوس , لكنها مع ذلك لا تشعر بالراحة من هذا النقاش , فمن الواضح أن الوقت الرائع الذى أمضته فى ايا صوفيا لا يعنى له شيئاً .حتى و لو كانت تلك العاطفة هى الحب.أفلم يقل منذ لحظة أن لا علاقة للحب بالزواج؟ و الذى عليها القيام به هو أن تبقى هادئة و عملية و تتذكر أنها هنا فقط من أجل عملها . نظرت إلى القائمة بحزن.
قال ساخراً :"هل حقاً تكرهين المطبخ اليونانى لهذه الدرجة حتى تحدقين غاضبة بقائمة الطعام؟"
أجابت و هى تشعر بالأحرج:"لا, بالطبع لا. أحب الطعام اليونانى . لكن كل شئ غير مألوف لدى"
"إذاً ربما تسمحين لى أن أساعدك على الاختيار , دعينى اشرح لك ما هو كل نوع من الطعام"
قرأ لها القائمة كلها فطلبت كايت المقبلات المخللة بالزيت , الجبنة و ثمار البحر ثم اللحم المشوى مع البطاطا و الفليفلة. و ما ان غادر النادل ليحضر ما طلباه حتى جلست على كرسيها و قد وضعت يديها على حضنها و حدقت فوق رأسه.
قال فيليب:"تباً,أنظرى إلىّ"
نظرت إليه بغضب بعدها نظرت بعيداً, ضحك بصوت عالٍ , قال:"أنت مخطئة بأمر واحد كاترينا"
"حقاً , و ما هو؟"
"لم أرغب أبداً فى أن أقودك إلى مغامرة قد تسبب لك الندم"
"صحيح؟ و ماذا ترغب بالتحديد؟؟"
"لا شئ. هل تعتقدين أننى المسبب لكل ذلك ,لابد أن لديك فكرة مذهلة عن قدراتى أن اعتقدت أننى المسئول عن الهزة الأرضية من أجل التعرف عليك"
قالت بصوت غاضب:"أنا لم أقل هذا"
"و بينما أن تحاولين تشويه شخصيتى أرجوك أن تتذكرى أنك نمت فى سريرى و لم ألمسك"
اعترفت قائلة:"هذا صحيح"
نظر إليها ثم رفع يده و لمس ذقنها و هو يسألها :"إذاً ألا تقبلين أننى شعرت بعاطفة قوية نحوك. تماماً مثلك؟"
شعرت كايت بغصة فرعت يدها و أبعدت يده .
قال بمرارة :"حتى و لو كان هذا صحيحاً , فإلى أين سنصل ؟ فليس هناك مستقبل لنا , اليس كذلك؟"
لمعت عيناه و تمتم :"لست متأكد من ذلك"
قالت و قد شعرت بألم :"ماذا تعنى؟ ماذا تريد منى, فيليب؟"
اعترف بجدية :"لا أعلم ماذا أريد منك , كل شئ , لا شئ . أنك كنت تريدين أن تعلمى أن كنت احبك فالجواب نعم"
قالت معترضة:"لا تقل ذلك فيليب , فأنت محكوم لفتاة أخرى"
"محكوم, تبدو وكأنك تقولين محكوم بالسجن , أليس كذلك ؟ أو محكوم بالملاحقة الجنائية . و هكذا هى فى الحقيقة أحيانا . هل لديك أى فكرة عن الزواج المدبر كيف هى فى الواقع , كاترينا؟"
اعترفت كايت :"لا."
قال فى صوت منخفض :"حسناً , دعينى أخبرك كيف أصبحت خطيباً لـ أرين . لم أكن دائماً غنياً . فى الحقيقة كنت فقيراً , وفقيراً جداً . حتى أننى لم أكن أملك حذاء حتى أصبحت فى الخامسة عشر من عمرى, لكن منذ ذلك الوقت بدأت أطمح للوصول إلى حياة أفضل . عندما أصبحت فى السابعة عشر سافرت إلى لندن و بدأت بالعمل لعشرين ساعة فى اليوم فى فندق, محاولاً أن أحصل على المال لانشاء عملى الخاص . عندما رجعت على اليونان بعد مرور ثلاث سنوات وجدت فندقاً مفلساً فى سوتينا فطلبت مساعدة كل من اعرفهم . معظمهم ضحك من طموحى لكن والد أرين كون أعارنى المال, و أبى وضع كل ما يملكه فى ذلك الفندق . لن أصيبك بالضجر بأخبارك التفاصيل , لكن بعد مرور سنتين بدأ الفندق يجنى ارباحاً فى ذلك الوقت عندها اقترح كون على والدى أن يصبح بينهما تزاوجاً ليقويا شراكتهما . كنت فى الثانية و العشرين من عمرى و أرين فى السابعة عشر فقط"
قالت غير مصدقة:"هذا مخيف"
رفع كتفيه :"هذه من العادات و التقاليد , وهى تناسب معظم الناس فى وقت ما . بالنسبة لى كانت فرصة لاهتم بعملى و أفى التزاماتى لعائلتى .وكانت بالنسبة لـ أرين فرصة لتقول أنها ستحصل على زوج ثرى و تتفاخر بذلك"
قالت و هى تهز رأسها :"يبدو الأمر همجياً"
"لا أعتقد أننى فهمت ذلك فى ذلك الوقتلكن فى الحقيقة يجب أن أقول أن هذه الزيجات تنجح عادة, و فى النهاية يحب الزوجان بعضهما و يعيشان بسعادة"
شعرت كايت بضيق فى صدرها , عليها أن تسأله السؤال الذى يدور فى فكرها .
"هل تحب أرين؟"
ظهرت تعابير من الحزن و الألم على وجهه . ولأول مرة تلاحظ أن القلق و الإرهاق يظهر هكذا على وجهه.
أجاب بحدة :"لا, فى البداية كنت بالكاد أراها و بعد ذلك , ما أن أصبح لدينا سلسلة من الفنادق و أصبح لدينا الكثير من المال أرسلت إلى مدرسة داخلية فى بريطانيا . بعدها سافرت إلى سويسرا لتنهى دراستها . فقط فى هذه السنة تمكنت من رؤيتها بصورة متلاحقة"
شئ ما فى صوته جعلها تشعر بالضيق الذى يشعر به.
سألته:"ألا....ألا تتفاهمان؟"
أمسك بكوبه و شرب منه قبل أن يقول بصراحة:"أنها مدللة و فاسدة , و ليس ذلك بسببها , كانت أمها امرأة غبية و وجدت نفسها غنية فجأة فأصابها الغرور . و قد ربت أرين و أخوها ستافروس على أن يكونا مثلها تافهين و مسرفين . لا, لا أتفاهم أبداً مع أرين . و فى الحقيقة بدأت أعتقد أننى لا أملك أى قدرة على الشعور العاطفى الحقيقى. حتى قابلتك"
قالت تتوسله :"لا تقل ذلك , فيليب , هذا أمر مستحيل"
"حقاً, ربما الأشياء تصبح موجودة فعلاً إذا أردنا ذلك بقوة"
أمسك بيدها و تابع بنعومة :"ألم تقولى لىّ أنه أحياناً يجب أن نقوم بأفعال متسرعة إذا أردنا أن لا نختار الأشياء البسيطة و السهلة فى الحياة؟"
بقيت صامتة تحدق به بعينين خضرواين واسعتين . قال:"أننى فى صدد القيام بخطوة متسرعة جداً , أريد أن أسألك شيئاً"
فى أعماق نفسها علمت أن عليها أن تطلب منه التوقف عن الكلام , لكنها لم تجد القدرة على القيام بذلك.
همست :"ماذا تريد؟"
قال :"تعالى معى إلى يختى فقط لعدة أيام.كل الذى أريده فرصة لاتعرف عليك أكثر , كاترينا . أنه أمر سهل و صعب كذلك"
قالت و هى تسحب يدها من يده :"لا, هذا مستحيل فيليب اعتقدت أنك لا توافق على تصرف النساء الغريبات كيف يصادقن رجال بالكاد يعرفهن!"
"بالفعل, لكن ليس هناك داع لاى علاقة , يمكننا ببساطة الاستمتاع بوقتنا هناك , سنصطاد السمك و نزور الجزر الكثيرة فى البحر و سنمضى الوقت نتحدث . أشعر أن هناك الكثير من الكلام الذى يجب أن نقوله لبعضنا البعض , أليس كذلك؟"
فكرت كايت كم تحب الإبحار فوق تلك المياه الزرقاء الصافية لبحر أيجة و فيليب قربها , لكن هذا الأمر مخيف .
قالت بحزن :"لا, ربما الأمور ستكون مختلفة لو لم تكن مرتبطاً بـ أرين"ضحك و قال:"و هكذا علىّ أن أفسخ خطوبتى قبل أن أتمكن من امضاء أى وقت معك؟أنت تطلبين الكثير لأجل موعد كاترينا"
" لا أستطيع أن أفكر ألا أن هذا الأمر غير لائق و مناف للآداب"
قال بصوت مرتبك :"غير لائق؟ تسافرين بمفردك فى أوروبا , ومع ذلك تتكلمين عن الأشياء غير اللائقة؟ هل أنت جادة , أم أن هذه احدى الاعيبك علىّ"
التقت عيناه بعينيها فرأت مزيجاً من المرح و السخرية فيهما . فجأة بدا لها الوضع واضحاً أمام عينيها . بالنسبة إلى فيليب الفتاة التى تسافر بمفردها لا أخلاق لديها ومن أى نوع . لذلك لا يشغل نفسه بأنها قد تنزعج أن تعرفت على شاب مرتبط .
بحثت بقوة عن منطق ما لتتحدث به معه.
قالت و هى تبعد شعرها عن وجهها .
"بالطبع أنا جادة فقط لأننى أسافر بمفردى هذا لا يعنى أننى فتاة عابثة. لا أستطيع الذهاب معك إلى اليخت . و أنا لا أشعر بالخجل لأنك اقترحت ذلك. كيف يمكننى أن أفعل ذلك ؟ فهذا يسئ إلى سمعتى!"
هكذا فكرت بفرح أن ما قالته يناسب تماماً أفكاره المحافظة فسيقتنع بما قالته . لكن ما قالته لم يقنعه فقط , بل رأت ملامح من التفكير العميق على وجهه.
ـــ
قال :"اعتذر كاترينا , عما قلته . فى الحقيقة لقد أسأت الحكم عليك عندما التقيك"
سألت بحذر :"ماذا تقصد؟"
اعترف قائلاً :"ببساطة , عندما وجدتك وحيدة فى الجبل من دون أى حماية اعتقدت أنك لا تهتمين لهذه الأمور . لكن أرى الآن أننى مخطئ. و فى الحقيقة هذه الأمور تهمنى تماماً كما تهمك...."
حدق بها باعجاب و هو يتابع:"...إذا أنت تؤمنين بالحب لرجل واحد تتزوجينه ؟ كم أحسده ,كاترينا , هل يعلم كم أنت غالية؟"
سألت مستفهمة :"من؟"
"صــديــقـــكـــ"
"صـــديــقـــى؟" قالت كايت مستفهمة , فلقد نسيت كل ما يتعلق بـ أندرو بعدها شعرت فجأة بالخجل , لقد كان فيليب صادقاً معها منذ اللحظة الأولى التى التقيا بها ألا يستحق منها ذات الصراحة؟
قالت ببرودة :"أندرو ليس صديقى . مع أنه شخص عزيز جداً لىّ . فنحن جيران فى بلدتنا التى تدعو نيو سوات ويلز , ولكن لا يمكن ان نكون اكثر من ذلك, لذا عندما قررت القدوم إلى أوروبا أردت زيارته فى نيسيا . لكن ليس هناك أى ارتباط عاطفى بيننا . قلت ذلك فقط لأتمكن من التخلص منك .آسفة أن خدعتك"
لكنه لم يظهر أى أشارة انه أنزعج من ذلك.
قال مدافعاً عنها:"كذبت من أجل سبب مهم , فكيف ألومك ؟ كما و أنى لا أستطيع الشعور بالفرح لعلمى أنك لن تتزوجى من ذلك الرجل العادى. لكن ألا دور للرومانسية فى حياتك؟"
قالت بسرعة :"لم أقل ذلك" تذكرت ليون فمرت مسحة من الحزن على وجهها و تابعت :"الحب مهم لى كما هو مهم لأى امرأة أخرى, لكننى لا أعتبره اتفاق عمل كما يبدو أنه كذلك بالنسبة لكم أو مجرد لعبة"
"مهما كان الأمر, لكن ماذا أفعل مع فتاة مثلك؟ فتاة تريد الحب لكنه حب مستحيل , ومع ذلك أراها تأسرنى"
كان صوته ناعماً و عيناه تظهران قوة كبيرة . للحظة شعرت كايت و كأنها ترتجف.
قالت بحزم :"واحدة تتحدث بالأعمال معها . عمل حقيقى . كصور لموقع أو إعلانات سفر , أو أى شئ من هذا القبيل"
قال :"هل هذه آخر كلمة لك فى هذا الموضوع؟"
"نـــعـــــم"
و بإرادة قوية , أمسكت حقيبتها و حدقت به :"العلاقة الوحيدة التى اقبلها هى علاقة عمل , لذا أما أن نتحدث عن العمل أو سأغادر"
وافق فيليب قائلاً :"حسناً , لنتحدث عن العمل. سأقدم على فتح فندق جديد فى ايوس ديمتريوس فى شرق ستوانيا الشهر القادم . و أسمه فندق ارايدان و هو لا يشبه هذا المكان بعدة نواحى . ليس فى البناء , لقد . لقد قمت ببناء عدة مبانى تقليدية قديمة حول مركز للتسلية....لكن المكان كله عمل متكامل لتأمين العمل للسكان المحليين على مدار السنة. من فخاريات و أقمشة , زراعة الزيتون , حقول العنب . هذا المشروع يمثل لىّ حلم حياتى لقد ولدت هناك حيث لا يملك أهل القرية ألا المناظر الجميلة و الفقر المخيف و الذى أريد القيام به ليس عملاً موسيماً , بل تنظيم اقتصادى بالنسبة لهم , و ذلك يؤمنون العمل طوال السنة و يأملون بحياة أفضل و مستقبل آمن لأولادهم . أنه يكلفنى الكثير لكنه يستحق كل درهم اضعه فيه .
معظم الصور لأجل الإعلان عنه قد أُخذت , لكننى أفكر بوضع صور خاصة للسواح و أريد من يفعل ذلك. كما أريد أن آخذ بعض الصور لليخت لشركة التأمين . اعتقدت أنك قد تهتمين للأمر . هناك غرفة مظلمة جاهزة لهذا العمل فى الفندق , أو بإمكانك أرسال تلك الصور إلى تسيالوينكى لتظهيرها.
تركت كايت حقيبتها فوقعت على الأرض و لم تلاحظها
قال متلعثمة :"ولماذا أنا؟ فأنا ليست مشهورة أو بالأحرى لا شئ"
رفع كتفيه و قال:"لا , أنت موهوبة . و أن كنت تعتقدين أننى أفعل ذلك لأسباب أخرى ففكرى بالأمر ثانية. لا أقوم بأعمالى ألا بعد دراسة . أنه عمل مأجور , بالطبع , لكننى سأعطيك ما يكفى من المال لتقومى بتصوير أنواع الصور التى ترغبين بها. مثل تلك الملاحات فى مايكونوس التى رأيتها فى صورك فى ايا صوفيا. و الآن , تريدين أن تعلمى بنود اتفاقنا . سأحتاج للصور لتكون جاهزة بعد أربعة أسابيع منذ الآن . يمكنك البقاء فى أحدى الفيلات فى ارايدان و أنت تعملين هناك, و سأدفع لك....."
ذكر رقما جعلها تشهق.
قالت :"لا أصدق ذلك .سأتمكن من العيش لسنة كاملة كما و أننى سأقوم بالتقاط الصور التى أحبها . المنحدرات الأرضية , الناس و تداخل الأنوار و الظلال. كما وأننى سأتمكن من شراء عدسات للتصوير التلفزيونى"
نظر إليها بمرح و تمتم :"هنا تتكلمين كفنانة, حسناً , هل ستقبلين بالعمل؟"
قالت و هى مبهورة الأنفاس:"نعم, متى تريدنى أن ابدأ؟"
"غداً أفضل ذلك . إذا كان الأمر يناسبك؟"
قالت و قد شعرت بالدوار قليلاً من تسارع الأحداث :"نعم, لقد انتهيت من العمل مع لجنة الحفريات , لذلك ليس هناك أى مشكلة . سأذهب فى أول باص ينطلق إلى هناك"
قاطعها فيليب :"ليس من داعٍ لذلك . سأتى و أخذك لكن هناك أمراً واحداً مهماً أريد أن أؤكد عليه معك"
"نعم , وما هو؟"
"أنه هذا : أقدر كثيراً خصوصياتى و تحت أى ظروف مهما كانت طارئة لا أرغب فى تدخل أحد فيها . هناك عدد لا بأس به يعمل فى الإعلام و جاهز لدفع الكثير للحصول على معلومات عن المشاهير و الأغنياء .لا أريد أن أجد ما هو ذوقى فى الطعام و النساء و السيارات أو أى شئ آخر من المواضيع التى تثير قراء الصحف . أى شخص يبيع هذه المعلومات عنى سيعانى كثيراً . هل كنت واضحاً؟"
لم يكن هناك أى شك بجدية ما يقوله. فقد كانت عيناه تلمعان بشدة و كانت يداه تضغطان بقوة على غطاء الطاولة .
قالت :"لأن أفكر أبداً بالقيام بمثل هذه الأعمال "
غادره التوتر و ابتسم و قال :"حسناً لننهى عشاءنا"
مرت الساعتان التاليتان بسرعة فلقد كان فيليب مضيافاً جداً حدثها عن المناظر الرائعة فى هالكيديكى و رقص معها . ومع ذلك لم يكن هناك أى أثر للكلام الذى تحدثا به فى أول الأمسية. كان من الصعب عليها أن تصدق أن فيليب اخبرها أنه يحبها . فلم يكن ذلك الحبيب . بل كان رجل الأعمال القوى و المسيطر على كل ما حوله.




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:34 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 12:56 AM   #4

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الـــفـــصل الــثــــالثــــ

استيقظت كايت باكراً فى صباح اليوم التالى و أمضت أكثر من عشرين دقيقة و هى توضب حقائبها و تتفحص الكاميرات . ومع أن الفجر لم يطل بعد, كان المنزل مليئاً بالنشاط فقد جهز الفريق القهوة و وضعوا الحمال على الحمير و أخذوا المعدات اللازمة للحفر.
قالت شارلوت :"و الآن تذكرى , يمكنك العودة إلى هنا أن لم تسر الأمور كما يجب فى ايوس ديمتريوس . سنبقى نعمل على الحفر هنا حتى آواخر تشرين الأول (أكتوبر) و أنت تعلمين أته دائماً مرحب بك" و ضمتها إليها .
قالت كايت بامتنان :"شكراً تشارلى . إذا ساءت الأمور سأتذكر ذلك"
راقبتهم حتى غابوا عن الانظار على الطريق الترابية فى القرية . استدار اندرو و لوح لها و بقيت تسمع أصواتهم لعدة دقائق . لكن بعد ذلك ساد الصمت فلقد بقيت بمفردها على تلك الشرفة . بعدها أشرقت الشمس على تلك التلال المحيطة بالخليج . شعرت كايت بالتوتر ما أن رأت السيارة البيضاء تستدير عند المنعطف القريب من المكان مسببة فى ابتعاد الدجاج عن الطريق . حملت حقائبها و أسرعت نحو الممر و انتظرت على جانب الطريق , شعرت بخيبة أمل لا مبرر لها لأن الذى خرج من السيارة لم يكن فيليب اندرو نيكوس بل سائق يرتدى بدلة رمادية:"صباح الخير سيدتى, اسمى يانيس ليمنوس هل أنت الآنسة والش؟"
قالت كايت:"نعم"
"أرسلنى السيد اندرو نيكوس لأجلك . كان مشغولاً جداً و لم يستطيع القدوم"
قالت لنفسها بالطبع فقد قلت له أنى لا أريد إلا علاقة عمل معه, من الواضح أنه تقبل ذلك . ومن المحتمل أن لا أراه و أنا اعمل فى ايوس ديمتريوس . و هذا أفض فى الواقع.
حاولت أن تشد انتباهها إلى المناظر التى تمر بها على ساحل شبه جزيرة سيتونيا . من المؤكد أنه مكان جميل بتلاله المتعرجة المليئة بأشجار السنديان الخضراء و قد زينت فى أماكن متعددة نباتات حمراء اللون . كانت الطريق متعرجة تعكس الرمال و البحر الرائع . رأت عبر المنحدرات قطعان من الماعز ترعى بين الأعشاب . مرة أو مرتين عبرت قرى منازلها بيضاء و رأت الحمير مثقلة بالحطب و هى تسرع مبتعدة من أمام السيارة لكن معظم الأوقات لم يكن هناك غير المنحدرات و البحر. بعد مرور ساعة من الوقت سار يانيس فى طريق فرعية نحو غابة صنوبر.
قال :"ها قد وصلنا ايوس ديمتريوس وراء هذه التلة . أو على الأقل المجمع هناك . فالقرية الأساسية على بعد نصف كيلو متر من هنا"
قالت كايت و السيارة تصعد التلة :"آهـ , كم هى جميلة! لكن هذه هى القرية الأساسية , بالتأكيد؟"
قال يانيس و هو يبتسم و يهز رأسه :"لا, السيد اندرو نيكوس يحب الطراز القديم للمبانى , لذلك بُنى المجمع على هذا الطراز , لكنه بناء حديث جداً"
أوقف السيارة فى وسط ما يبدو من النظرة الأولى قرية يونانية جميلة هكذا. حول الساحة الدائرية كان هناك مجمع لست مبانى بيضاء كل مبنى من طابقين الساحة نفسها مرصوفة بحجارة ملونة فى وسطها نافورة مليئة بالماء, و يحيط بها طاولات بيضاء و كراسى وضعت تحت مظلات كبيرة . لمحت كايت حوض سباحة كبير من وراء المبانى كان يظهر البحر المتوسط بمياهه الزرقاء الداكنة التى تشع بقوة تحت حرارة الشمس.
كانت كايت لا تزال واقفة مبتهجة بما تراه عندما فُتح باب فى المبنى المجاور لها. استدارت و لمحت اشارة كُتب عليها (الاستقبال) فابتسمت مفترضة أن أحد موظفى الفندق قد أتى ليرحب بها . لكن الرجل الذى كان يسير نحوها كان فيليب اندرو نيكوس بنفسه. كان يرتدى بنطالاً بسيطاً و قميصاً مخططة و حذاء رياضياً . لكن لم يكن هناك أى شك بجو الثقة و القوة المسيطران عليه
ــــ
قال بنعومة:"إذاً, لقد أتيت؟"
"كما ترى"
التقت عيناها بعينيه للحظة رأت الشوق فيهما . وكل الأفكار التى تتعلق بـ ارين اختفت من رأسها و شعرت بالفرح لأن يانيس قربهما و إلا لكانت تصرفت بطريقة غير لائقة.
قال فيليب له:"خذ هذه الحقائب إلى الفيلا التى ستسكنها الآنسة والش , يانيس . هل تناولت الفطور آنسة والش؟"
:"نعم, شكراً لك "
"إذاً سنذهب فى جولة على المكان و هكذا ستتمكنين من البدأ بالعمل ما أن تصبحى جاهزة"
تبعا يانيس فى الممر الحجرى الذى تظلله الأشجار. كان الهواء مشبعاًَ برائحة الصنوبر فتنفست كايت بعمق .
تمتمت:"هذا المكان مدهش حقاً يبدو من الطريق الرئيسية و كأنه غابة لم يدخلها أحد بعد. لا يمكن لاحد ان يحرز أن هناك فندق فى هذا المكان"
قال فيليب:"حسناً, هذا هو قصدى . كل المطلوب الآن ان كان الناس ستحبه أم لا؟ الآن سنترك حقائبك فى الفيلا و سنقوم بجولة كبيرة على المكان كله"
أخذت كايت انطباعاً سريعاً عن فيلتها المؤلفة من عدة غرف فاخرة بعدها خرجت بسرعة برفقة فيليب .
كانت جولة جميلة حقاً . لم يأخذ هذا الفندق شهرته من أجل لا شئ . بالأضافة إلى الأماكن المريحة و الخلابة كان هناك قاعة كبيرة للرقص, خمسة أحواض للسباحة , ملاعب للتنس و مركز للغولف , تسهيلات للغوص فى البحر وملاعب للأطفال , كل ذلك فى موقع خلاب تحيط به مناظر جميلة و تلال و منحدرات خلابة . مع ذلك الجزء الأهم الذى أثار أعجاب كايت هو زيارتها للقرية الأساسية ايوس ديمتريوس , حيث الناس كانت تحيى فيليب و كأنه بطل شعبى بينما عملت النسوة على تقديم الشراب و القهوة لهما .
ما أن غادرا القرية حتى سارا فى ممر أوصلهما إلى سفح تلة تطل على البحر . حبست كايت أنفاسها من جمال المنظر المطل على الخليج.
قالت:"انه فى منتهى الجمال , لا أستطيع الانتظار حتى أبدا التصوير"
حدق فيليب بالخليج و قد ظهر على وجهه تفكيراً عميقاً.
قال :"حسناً , إذا كنت حقاً تريدين البدء على الفور بالتصوير فلدى موضوع هام لك فى الأسفل"
قالت كايت و هى تضع يدها فوق عينيها :"أنت تقصد المنظر؟"
"لا, اليخت الذى يبعد أربع مئة متراً من هنا , هل تريه ؟ لا أنظرى إلى يسارك"
فجأة وضع يده على كتفيها و أدارها بلطف نحو اليسار , أشار إلى الخليج و قال بصوت هادئ :"هناك, هل رأيته؟"
"آهـ , نعم ,أنه كبير جداً , أليس كذلك؟"
قال برضى و فرح:"ست و أربعون متراً من الرفاهية المنقطعة النظير . اسمها الفاتيريا و أرغب فى تأجيرها الصيف القادم . لقد عملت على تجهيزها بكل ما يلزم و لذلك أريد صوراً فائقة الجودة لشركة التأمين . لذلك كلما بدأت بالعمل باكراً كان ذلك أفضل"
وافقت بحماس :"فى الوقت الذى تريده"
بعد مرور نصف ساعة كانا على متن الفاتيريا . أوقف فيليب الشراع السريع بسهولة أمام اليخت الكبير فى اللحظة المناسبة ليتمكنا من الصعود بدون اى حركة مفاجأة . عامل شاب كان فى انتظارهما على رأس السلم مرتدياً ثياباً بيضاء اللون مع شريط ذهبى . ما ان أعطته كايت حقيبة كاميرتها و قفزت بخفة إلى سطح اليخت حتى أدركت كم تبدو قديمة الطراز فى هذا المكان الفاخر . فحتى مع قميصها من الدانتيل و بنطالها الملون اللذين اشترتهما الأسبوع الماضى, فجأة شعرت انهما لا يناسبان مطلقاً المحيط الرائع لليخت . لكن فيليب كان يعتبر جمال هذا اليخت أمراً طبيعياً جداً.
قال بفرح:"صباح الخير لاكى . هذه الآنسة والش . لقد أتت إلى اليخت لتلتقط بعض الصور"
قال لاكى و هو يلمس رأس قبعته :"كيف حالك سيدتى؟"
سأل فيليب :"هل هناك احد من ضيوفى على متن اليخت الآن؟"
"لا. سيدى. السيد سوفيغانون و السيد ستافروس و الآنسة ارين ذهبوا جميعاً لاصطياد السمك بالحربة"
شعرت كايت بصدمة مما سمعته , الآنسة ارين ؟ هل يعنى ارين خطيبة فيليب؟ نظرت إلى فيليب متوقعة أن ترى وجهاً مشرقاً لسماعه اسمها . لكن فيليب كان متجهماً الوجه.
سال بحدة :"هل ذهبوا بمفردهم؟"
"لا سيدى, جيورغوس ذهب معهم . فلقد أعطيت الأوامر...."
أجاب فيليب:"نعم , نعم, حسناً , سنراهم وقت الغداء . تعالى كاترينا , سأريك اليخت"
تبعت كايت فيليب عبر السطح اللماع و هى تشعر بالقلق. كانت تشعر باحساس قوى من التوتر . بدا لها و كأنه هناك عقدة فى معدتها و كأنها تقف على حافة جبل شاهق . ففكرة تناول الغداء مع ارين تملأها بالقلق . ليس من داع لتعرف أنها أمضت أمسية مع فيليب أو أنه قبلها و بكل الأحوال فعلاقتهما هى علاقة عمل
قال فيليب قاطعاً عليها أفكارها المضطربة :"سأريك أولاً الأقسام التى استعملها أنا و الزوار . لقد غيرت غرفة الجلوس حتى أصبحت توافقنى و سأجتاح لصور لكلما فيها من أشياء"
نسيت كايت كل مشاكلها و شهقت عندما رأت أنار الأضواء لتظهر غرفة الجلوس التى هى أكثر رفاهية من أى شقة حديثة . فسقفها من الجلد و جدرانها من الخشب و وُضعت سجادة صناعة يونانية على الأرض لتضفى مزيداً من الأناقة و وُضعت مقاعد من الجلد مع وسائد بألوان الخريف قرب الجدران و طاولة من الخشب فى وسط الغرفة . كذلك ازدانت الجدران باللوحات الغالية وسلط عليها الضوء . تركها فيليب تأخذ وقتها لتنظر إلى كل قطعة فى الغرفة قبل أن يقودها إلى غرفة الطعام عبر باب زجاجى.
قال بفخر:"كيف رأيتها؟"
"أنها رائعة" قالت ذلك و هى تشهق إذ أن سقف غرفة الطعام مصنوع من الزجاج ,و المقاعد من الجلد الأبيض و كذلك الاكواريم الكبير الذى يغطى أحد الجدران .
"سنلقى نظرة سريعة على جناح الضيوف و بعدها سأخذك إلى مكتبى . سكرتيرى نيكوس على متن السفينة و سيخبرك بالتفصيل ما الذى تطلبه شركة التأمين بعدها تستطيعين البدء بالعمل عندما تشائين"
كان هناك خمسة أجنحة للضيوف على متن الفاتيريا لكل منهما حمام خاص به . كذلك خزائن و كل وسائل الراحة , من تلفزيون و فيديو وكل الأشياء الصغيرة التى تجعل الحياة أجمل , لوحات حديثة تناسب مفروشات الغرف , مناشف انيقة و تجهيزات مذهبة و صناديق صغيرة للمجوهرات لتحمل الخواتم و الأساور فى نهاية النهار .
قال فيليب :"غرفتى الخاصة فى الطابق العلوى , بقرب غرفة القيادة" سار عبر ممر خاص و مد يده ليساعدها فى الصعود و تابع قائلاً :"يمكن تحويل الحمام هناك إلى ظلام دامس إذا أردت أن تبدلى أفلامك فى الظلام و بالطبع يمكنك ترك حقيبتك هناك وقت عملك"
ـــ
فتح باب يقود إلى غرفة واسعة انيقة المفروشات تماماً كمفروشات الفندق.
كان هناك سجادة على الأرض منعت سماع وقع أقدامهما , رأت خزانة بيضاء تعكس جمال المفروشات الخضراء اللون و كان هناك عدد كبير من النباتات فى أوانى خاصة بها . سرير كبير فى وسط الغرفة و نافذة كبيرة عبر جدار تُظهر منظراً واسعاً للبحر الأزرق فى الخارج . فتح فيليب باباً آخر ليظهر غرفة الحمام محاطاً بأشجار من الغابة و زجاج ملون بعدها سارا نحو طاولة كبيرة تطل على الماء.
قال :"لما لا تضعين أغراضك هنا و هكذا تتمكنين من العمل بسهولة أكثر؟"
لكن بالكاد كانت كايت تستمع إليه . كانت توقفت لتنظر إلى صورة وضعت فى إطار كبير و قد علقت على أحد الجدران
سألته:"ألست هذه التلة التى بقرية تبولوغوس فى تاسوس؟ ذهبت مع اندرو إلى هناك منذ عدة أسابيع و اعتقد أننى التقطت صورة تماماً من ذات الموقع"
بحثت فى حقيبة الكاميرا على محفظة صغيرة مليئة بالصور و أخذت تقلبها و قالت بفرح:"نعم, ها هى."
أمسكت بها و وضعتها قرب الصورة على الحائط لتقارنهما .
سأل فيليب :"هل أستطيع رؤيتها؟"
" بالـــطبــــع"
أعطته المحفظة و جلست قرب الطاولة لتعيد محتويات حقيبتها . ظهرت ملامح الاهتمام على وجه فيليب و هو يقارن بين الصورتين.
قال :"صورتك هى أفضل بكثير من الصورة الأخرى , كم هو أمر مثير للاهتمام ! فكما تقولين الاثنتان أخذتا من ذات الموقع مع ذلك صورتك تظهر التلال و الرومانسية للقرية بطريقة لا تظهرها الصورة الأخرى"
"هل أستطيع النظر إلى الصور الباقية؟"
" بالطبع , تفضل" كانت تبحث فى جيب حقيبتها عن فلتر للكاميرا , وتابعت :"ليس هناك أى شئ مثير بينهما , فهى فى معظمها تظهر شخصيات أشخاص رأيتهم"
جلس فيليب قرب الطاولة و نظر بإمعان إلى الصور. واحدة منهم كانت لرجل عجوز و امرأة يسيران عبر طريق وعرة معاً, شدت هذه الصورة انتباهه فقلبها بين يديه عدة مرات . وكانت هناك صورة أخرى لامرأة ترفع ابنها فى الهواء لتلتقطه أمام منزل مهدم
قال متعجباً:"كم تملكين من القدرة لقول ما تريدينه دون أى كلمة . كاترينا هؤلاء الشخصان مثلاً و كأنك تقولين ,لا يهم كم تكون الطريق صعبة , فهما سيتمكنان من اجتيازها طالما معاً . وهذه المرأة الشابة التى تلاعب طفلها بفرح أمام منزل مخيف! هل تريدين القول انه مهما كانت فقيرة هذه المرأة فهى غنية بالنسبة للأشياء الحقيقية المهمة و هى محظوظة جداً لأنها تعلم ذلك؟"
رفعت كايت كتفيها و قالت :"نعم , ربما كان ذلك, لم أتوقف لتحليلها , لكن أحياناً أشهر بإحساس كبير لرؤية الناس و هم يفعلون بسعادة الأشياء العادية.الحياة العادية تبدو غنية جداً أحياناً .وأعتقد أننا لا نقدر الحياة البسيطة بما فيه الكفاية . بكل الأحوال عندما أرى شيئاً كهذا أحاول أن أحتفظ بذلك الشعور فى أفلامى"
قال مؤكداً لها :"وأنت تنجحين بذلك فعلاً ,هل تعلمين أنك موهوبة جداً"
قالت معترضة :"لا, لست كذلك . لطيف منك قول ذلك , لكن هذه ليست الحقيقة . فوالدىّ دائماً يائسين منى لأننى لا أفعل شيئاً بالطريقة الصحيحة . و هذا لم يتغير حتى أننى لا أتمكن من التمتع بأفراح الحياة العادية أو تحقيق نجاح من اى نوع كان. لكننى بالطبع معجبة بالأشخاص الذين يستطيعون"
قال :"ما هذا الكلام السخيف؟ لقد التقطت صوراً لأهلى و قد أثرت بى حتى كدت أبكى و تقولين لىّ أنك لست بماهرة للقيام بأى عمل؟ كما و انك جعلت من أمسية عادية فى ريا صوفيا ذكرى سأحتفظ بها طوال عمرى و تقولين أن لا موهبة لك فى أفراح الحياة العادية؟ كيف يمكن أن تكونى جاهلة لما أنت عليه, و لتأثيرك القوى على الناس؟ يجب أن تعيشى حياة مليئة و غنية مبتهجة فى عملك و مع عائلتك التى تحبك و تقدر صفاتك الفريدة"
وضع يده على كتفها و نظر إلى عينيها لكنها ابتعدت عنه بضع خطوات.
قالت بمرارة و هى تمسك بقوة بيديها :"لا تكن ساخراً , أنا لست شيئاً ما عدا صورة مصورة غير ناضجة . والدىّ هما دائماً يحققان النجاح و أنا أعلم اننى أسبب لهما خيبت الأمل و من غيرهما سيحب و يقدر صفاتى الفريدة كما أسميتها ؟"
أدارها فيليب فجأة لمواجهته و شدها بقوة إلى صدره.
قال بحرارة و هو يضع وجهه فى شعرها :"أنا أفعل , أنت نوع من النساء يمكن للرجل أن يحب و يقدره طوال عمره , كاترينا شخصيتك مليئة بالحب و الحنان . و هذه السخرية لا تناسبك مطلقاً"
للحظة تعلقت به, لكنها دفعته بعيداً و هى تقول:"حسناً , لكنك مرتبط بفتاة أخرى , و أنا لم احضر إلى هنا كى تضمنى بل لأعمل. و الآن من فضلك هل يمكنك تركى بمفردى لأبدا بالعمل؟"
نظر غليها و كأنه يحاول أن يحفظ ملامحها بعدها استدار و سار نحو الباب و هو يقول بحدة:"نعم , اعتقد أنك محقة . أعلمينى أن احتجت لأى شئ . و أنضمى إلينا فى غرفة الطعام عند الساعة الثانية. أيمكنك ذلك؟"
تركها بمفردها فجلست كايت قرب الطاولة ووضعت يديها على وجهها و تنفست بعمق . لو أنها لم تشعر بكل هذه العاطفة نحو فيليب ! فهو مرتبط بـ ارين سواء أكان يحبها أم لا, فلا مكان لها فى حياته . ماعدا أنها مصورة بأجرة .
وقفت حملت الكاميرا بتصميم فوق كتفها كلما أسرعت فى الانتهاء من هذا العمل كلما أسرعت بمغادرة فندق ارايدان و هذا دون من دون شك أفضل عمل للجميع.
مر الوقت سريعاً فما أن تمسك بالكاميرا و تحدد المسافة للضوء حتى أصبحت منغمسة فى عملها فى تصوير الفاتيريا . شعرت بصدمة عندما سمعت صوت قارب سريع بمحاذاة اليخت , فأدركت أن الساعة قد قاربت الواحدة و النصف .اقتربت من النافذة لتراقب القارب يدور حول اليخت . ولاحظت أحد ربان اليخت ينادى ليمنع الارتطام القوى للقارب .مهما يكن صعد الركاب بانزعاج إلى اليخت . استدارت بسرعة على سماع طرقة مفاجئة على الباب . كان ذلك نيكوس فاسيليو سكرتير فيليب.
قال نيكوس:"أعذرينى آنسة والش , وصلت الآنسة مارمارا مع الآخرين فإذا كان بإمكانك الانضمام لهم فى غرة الطعام . فهى تنزعج من الأنتظار وقت الطعام"
لكن عندما وصلت كايت إلى غرفة الطعام وجدتها فارغة. لم تدرى ماذا تفعل . أخذت تسير فى الغرفة بعصبية و وقفت قرب حوض لتربية الأسماك و الأعشاب البحرية تتأمله بإعجاب . اقترب منها خادم و ابتسم لها ثم قال بسرعة :"تفضلى بالجلوس آنسة والش . لقد طُلب السيد اندرو نيكوس على الهاتف الآن , لكن الآنسة مارمارا و الباقون سيأتون على الفور. هل تريدين شرب شئ ما و أنت بانتظارهم؟"
أجابت كايت :"شكراً لك , من فضلك كوب مياه معدنية"
كانت تشرب الماء على مضض عندما سمعت ضجة ما أمام باب غرفة الطعام.
بدهشة راقبت كايت فتاة سمراء شعرها أسود ترتدى ثياب البحر و قد تعثرت عند الباب , كان هناك شاب أشقر الشعر وراءها تعثر بها و وقع أرضاص . غضبت الفتاة و نهضت معترضة , بعدها فجأة جمدت مكانها عند رؤيتها لـ كايت ونظرت إليها بغضب , رفعت يدها و أبعدت خصلة من شعرها الأسود الحريرى .
قالت بغضب:"من أنت؟"
نهضت كايت بتوتر عن مقعدها وسارت حول الطاولة . بعدها مدت يدها و ابتسمت قائلة :"أسمى كايت والش اننى مصورة وأعمل على التقاط بعض الصور لليخت للسيد اندرو نيكوس و هو من دعانى للغداء"
قالت الفتاة:"تباً! أليس هذا تصرف مبالغ فيه؟"
تجاهلت يد كايت الممدودة و نظرت حولها مطالبة بتأييد لموقفها . دخل الرغفة رجل آخر فى العشرين من عمره وسيم و شعره أسود اللون.
ارتفع صوت الفتاة بانزعاج شديد :"ستافروس, ايف, أنى أسألكما ! أليس هذا تصرف مبالغ فيه؟ كل مرة يكون هناك من يعمل على متن اليخت لدى فيليب يدعوه للغداء معنا! أعتقد أن سبب ذلك لأنه هو أيضاً من هؤلاء الفقراء و هو لا يشعر بالراحة ألا مع الخدم. فى المرة التالية سيدعو الميكانيكى و عمل التنظيفات للغداء معنا, حسناً , لقد اكتفيت من ذلك , هل سمعتينى؟"
استدارت بغضب لتواجه كايت لكنها كادت تتعثر ثانية فكان عليها أن تمسك بأحدى المقاعد كى لا تسقط أرضاً.
قالت بغضب:"يمكنك الذهاب و تناول الطعام مع فرق البحارة حيث تنتمين!"
أمام هذا الانفجار تراجعت كايت و هى تشعر بأنها ستكون سعيدة بالانضمام إلى البحارة. لكن الشاب ذو الشعر الأسود أسرع نحوها و أمسك بذراعها .
قال متوسلاً:"أرجوك , آنسة والش . انتظرى . أختى لا تعنى ولا كلمة من الذى قالته. كل ما فى الأمر أنها مصابة بضربة شمس . تعالى و اجلسى و انهى شرابك"
و بحركة سريعة أعاد كايت إلى مقعدها و امسك أخته بقوة من ذراعها . أخذ يحدثها باليونانية و هو يهزها , لم تستطيع كايت إلا أن تميز أسم اندرو نيكوس لكن مهما الذى قاله فإنه قد أثر بها , لأن ارين جلست صامتة لفترة و كانت عيناها تلمعان بالدموع و شفتها السفلى ترتجف بينما كان أخوها يحدثها.
تمتمت قائلة :"أرجوك أقبلى اعتذارى آنسة والش"
قالت كايت :"بالطبع" شعرت أنها كانت سعيدة بذلك الاعتذار لو لم تحدق بها ارين بتلك النظرة الغاضبة المتعالية .
مهما يكن بدا أخو ارين راضياً جداً بتلك المعالجة. جلس على مقعد مواجها ً لـ كايت و ابتسم لها. كان هو الوحيد الذى يرتدى ثياباً لائقة لتناول الغداء بينما أرين و ستافروس فكانا يجلسان و هما يرتديان ثياب السباحة.
قال بلهجة ناعمة:"جيد , والآن يمكننا جميعاً أن نكون أصدقاء و ان نعرف عن أنفسنا , آنسة والش هذه شقيقتى أرين مارمارا و هذا الشاب هو صديقنا ايف سوفيفانون. و الآن هل نشرب شيئاً قبل وصول فيليب؟"
علمت كايت أنهم بحاجة لشراب بارد فقد كانت أرين مضطربة و كذلك صديقهما لكن فى تلك اللحظة ظهر فيليب عند الباب . نظرت كايت إليه براحة فصمت الجميع على الفور.
قال فيليب بنعومة :"مرحباً , أعتذر عن التأخير أننى متفاجئ أنك لم تستغلى الوقت لترتدى ملابس أرين"
نظر بانزعاج إلى ثوب البحر على أرين و وقف محدقاً بذراع ايف و هى تحيط بكتفيها.
انهى كلامه :"مع ذلك أننى متأكد أننا لن ننزعج أبداً من الانتظار بينما تذهبين و ترتدين ثياباً أكثر لياقة"
قالت بغضب:"لن أزعجكم بذلك فأنا سعيدة هكذا"
قال فيليب :"لا أزعاج البتة . فى الواقع أصر على ذلك و الآن أذهبى و بدلى ثيابك أرين"
حبست كاترين أنفاسها عندما سمعت لهجته القاسية. و للحظة أعتقدت أن أرين ستشاكس كطفلة غاضبة , لكن الفتاة عضت على شفتها و خرجت من الغرفة.
عادت بعد خمس دقائق و هى ترتدى ثوباً خفيفاً مخططاً باللونين الأبيض و الأحمر .
قال بجدية :"تبدين جميلة جداً"
قالت و هى تجلس على مقعدها :"حقاً, شكراً على الملاحظة"
التوتر السائد بينهما جعل كايت قلقة طوال الوقت الذى أمضته وهى تأكل . كان الطعام شهياً خاصة السمك المشوى و السلطة اليونانية . كان ستافروس يبتسم لها دائماً بحرارة و حاول أن يقنعها بالذهاب معه للتزلج فى غستاد , لكن لم تكن كايت قد فعلت ذلك من قبل, ففشل بإقناعها . رأت نظرة الملل على وجه فيليب و أدركت باستغراب أنه لا يتمتع مثلها بالتزلج المتعرج أو التزلج على المنحدرات . لم أيظهر أى محاولة للانضمام فى الضحك على أخبار أرين عن حياتها الأرستقراطية فى موناكو و بيراتز , و عندما ظهر الخادم و هو يحمل الحلوى و القهوة ابعده عنه و دفع كرسيه إلى الوراء
قال :"حسناً, لدى عمل علىّ القيام به لذا اعذرونى سأعود إلى الشاطئ عند الساعة الرابعة و نصف إذا كان ذلك يناسبك كاترينا"
وافقت على الفور :"نعم, بالطبع . اعتقد أنه علىّ العودة إلى العمل الآن .لا, لا أريد قهوة و لا حلوى , شكراً"
غادرت و هى تشعر بالراحة للتخلص من هذا الاجتماع حيث لا يرغب أحد بوجودها . و مع ذلك لم تتمكن من عدم التفكير بالعلاقة بين فيليب و أرين و هى تعمل. كان من الواضح أن الحياة السهلة و السخيفة التى تحياها أرين لا تعجب مطلقاً الرجل الذى ستتزوج منه , من الصعب التخيل أن هذا الزواج سينجح, لكن لا علاقة لىّ بذلك, فكرت كايت بحزم, و أن أُجبرت للقاء أرين مرة ثانية سأكون فى منتهى اللطف معها . و مع ذلك تنفست بحرية عندما سمعت صوت المركب الصغير مغادراً عند الساعة الثالثة لاصطياد السمك بالرمح ثانية.
بعد مرور ساعة او أكثر كانت فى الطابق الأسفل من اليخت تلتقط الصور . وصل نيكوس ليعطيها الورقة الأخيرة لصناعة اليخت عندما سمعت صوتاً عالياً فى المكان. غطت كايت عينيها لتمنع نفسها من رؤية القارب السريع و هو راجع إلى اليخت من رحلة الصيد. لكنها مع ذلك لمحت نظرة الانزعاج على وجه السكرتير . أمر جيد أن جورجيوس معهم , فلا أحد منهم يملك القدرة على السيطرة على القارب فكيف مع بندقية برمح . كانت لا تعتقد أنهم قادرون على القيام بأى عمل خطر . لكنها كانت مخطيئة فى تفكيرها.
قال نيكوس بستهجان :"أنظرى إليهم . ذلك الأحمق ايف سيصيبنا أن لم ينتبه! فهم كلهم جماعة من الحمقى!"
لكن فى اللحظة الأخيرة أوقف ايف القارب قرب اليخت تماماً . صرخت أرين فرحة و سارت نحوه لتهنئه.
قال نيكوس :"من الأفضل أن أذهب و أساعدهم , ستكون محظوظة أن لم تسقط فى الماء و هى بهذه الحالة"
وصل إلى المكان الذى أوقف فيه جورجيوس القارب السريع. وقف ايف و هو يحمل بندقية الصيد فى يده .
قال نيكوس و هو ينظر إلى البندقية بحذر :"أعطنى هذه سيدى , بعدها يمكنك أنت و الآنسة مارمارا الصعود إلى الباخرة"
مد ايف ذراعه بالبندقية . و فى تلك الحظة بدا و كأن كل شئ قد حدث فى ذات اللحظة . ضحكت أرين و انحنت إلى الأمام لتدغدغ ايف الذى رفع جسمه و هو يصرخ . سمع صوت طلقة البندقية , فصرخت أرين بينما قفز نيكوس إلى الوراء و هو يصرخ بألم بينما انتشرت الدماء على سطح اليخت.
كانت كايت فى منتصف الطريق عندما رأت نيكوس مرمياً على الأرض يئن بصوت مخيف و جورجيوس منحنى فوقه و هو شاحب اللون.
قالت بسرعة :"قف جانباً . دعنى أراه , آهـ, لا, هذا الشريان الكبير . يجب ان نوقف النزيف . جورجيوس ضع يدك فوق الجرح"
لكن جورجيوس , تحرك ببطء و هو يترنح بعدها سقط مغشياً عليه بجانب نيكوس .زفرت كايت بغضب و دفعته جانباً . لم تهتم للدماء المنتشرة أمامها و جثت بجانب نيكوس, أمسكت بقوة بذراعه المجروحة و شدت عليها بقوة . بعدها وقفت و أخذت تجره بقوة لتقطع المسافة الصغيرة لتصل إلى القارب السريع
قالت بسرعة:"هيا , علينا أن نأخذه إلى الطبيب بسرعة قبل أن ينزف حتى الموت"
تماماً فى تلك اللحظة ظهر فيليب على رأس الدرج و رآها تترنح و ملطخة بالدماء.
صرخت :"فيليب, ساعدنى , ساعدنى"
أصبح قربها بلحظة و وضع ذراعيه القويتين حولها و أصابعه المرتجفة تلمس وجهها.
"كاترينا ! ما الذى حدث لك؟أنت مغطاة بالدماء!"
رأت وجهه خائف فأدركت انه قلق عليها , قالت تشرح له :"لا, لست أنا ! أنا بخير , أنه نيكوس ....بندقية الرمح, آهـ فيليب خذه إلى الطبيب"
بطريقة ما تمكنوا من إيصال الرجل المجروح إلى القارب بينما استمرت كايت ممسكة بالجرح بقوة . حاولت أن تخفف من صوت أنين نيكوس و صراخ أرين الهستيرى , مهتمة فقط بالوصول إلى الطبيب . شهقت براحة عندما رأت البناء الكبير يظهر أمامهم, كان هناك العديد من الصراخ بعد ذلك . أشخاص يركضون و هم يحملون نقالة , شخص يحمل حقنة , صراخ من أجل سيارة إسعاف , لكن لم يكن هناك أى دور لـ كايت بذلك . أبعدت شعرها عن وجهها و هى تتنهد , أدركت فجأة أنها ترتجف و أنها ملطخة بالدماء . بدا لها أن حماماً ساخناً الآن أفضل عمل تقوم به.
عندما وصلت إلى الفيلا كانت هناك خادمة تعمل فى تنظيف تعمل فى تنظيف غرفتها . وما أن لمحت كايت حتى ارتكبت ذات الخطأ الذى أرتكبه فيليب بصرخة صغيرة و ركضت نحو كايت و أمسكت بكتفيها .
"آهـ , آنسة , ما الذى حدث ؟ لابد أنك مصابة!"
قالت بحزم :"لا, أنا بخير . شخص آخر قد أصيب و ليس أنا . أنه سكرتير اندرو نيكوس , نيكوس فاسيليو"
اختفى اللون من وجه الفتاة و قالت:"نيكوس؟ نيكوس أخى ,أنا آنا فاسيليو. هل أصابته شديدة؟"
"أعتقد أنه سيكون بخير , لما لا تذهبين إلى مركز الاستعلام و تسألين الطبيب؟"
"آهـ , شكراً لك , آنسة سأعود بسرعة"
و بسرعة غادرت آنا الغرفة , سارت كايت نحو غرفة الحمام , خلعت ثيابها الملطخة بالدماء و استحمت . بعد مرور عشر دقائق تحت المياه الساخنة شعرت و كأنها استعادت قوتها.
سمعت صوت عند الباب فقالت :"آنا ؟"
لكن لم يكن القادم آنا . كان فيليب اندرو نيكوس .
قالت :"أعتقدت أنك آنا "
"أرسلتها مع نيكوس فى سيارة الإسعاف"
جلست و هى تقول :"وكيف هو نيكوس الآن؟"
"الطبيب بابدوبوليس متفائل . و بالنسبة إليه فقد أنقذت حياة نيكوس , بكل الأحوال لقد أوقف النزيف و يقول أنه بحاجة إلى نقل دم و هذا سيحدث فى تسالونيكى , لا أعرف المزيد حتى اتصل المساء بالمستشفى . لكننى مهتم بك الآن"
قالت و هى تنهض و أخذت تمشى فى الغرفة :"أنا؟ لِمَا يجب أن تكون مهتماً بى؟ فأنا بألف خير"
شعرت به خلفها . كان صوته قلقاً و هو يقول :"عندما رأيتك فى اليخت مغطاة بالدماء شعرت بأننى أموت معك, كنت مقتنعاً أنك ستموتين و لم أفكر إلا أننى أحمق لأننى لم أفعل هذا" ضمها بسرعة و قبلها
صرخت به :"لا, فيليب"
قال :"لِمَا لا؟ أنت تحبيننى أيضاً , أليس كذلك؟"
قالت :"نعم, لكن إلى أين يقودنا هذا الحب؟"
قال :"لو لم أكن مرتبطاً لكنت رضيت بحبى؟"
تمتمت :"لا أستطيع الأجابة على هذا السؤال"
قال بنعومة:"أعتقد أنك فعلت"
و تابع:"اننى ذاهب إلى تسالونيكى غداً لرؤية نيكوس, أترغبين فى مرافقتى؟"
ترددت كايت
قال مؤكداً لها :"أنه أتفاق عمل , يمكنك التقاط الكثير من الصور الرائعة"
وافقت قائلة :"حسناً سأذهب"
سارت معه حتى الباب الأمامى و فتحته له.
قال :"سأمر بك عند الساعة التاسعة" و طبع قبلة سريعة على رأسها . لم ير أحد منهما الفتاة السوداء الشعر التى ترتدى فستان أبيض و أحمر اللون و التى كانت عند منعطف الممر . وقفت مكانها و كأنها تجمدت للحظة و بعدها هربت بسرعة و وجهها يتقد غضباً.



samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 12:58 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
كانت كايت لا تزال تشرب قهوتها عندما سمعت صوتاً عند الباب فى صباح اليوم التالى. مسحت شفتيها بمحرمة , حملت الجاكيت و أسرعت عبر الغرفة . قالت و هى تفتح الباب :"أتيت باكراً , فيليب أنها الثامنة و النــ.....آه"
لم يكن فيليب هو الواقف أمام الباب , و لكن ستافروس مارمارا . كان يبدو مثال الشاب الوسيم الثرى . بجسمه الرياضى و الأسمر و هو يرتدى ثياباً خاصة بممارسة التنس . ما أن رأى كايت حتى ابتسم لها.
سأل بتردد :"هل أستطيع الدخول؟"
"نعم, بالطبع , هل تريد قهوة؟"
قال :"نعم, شكراً"
تبعها إلى غرفة الطعام و أخذ يتحرك بقلق بينما كانت تسكب لها القهوة.
قالت تدعوه:"تفضل أجلس و تناول بعض الحلوى أيضاً أن كنت ترغب"
"لا, شكراً . فأنا أتناول الفطور أبداً , لكن القهوة تبدو لذيذة"
رأت كايت التردد على وجهه فشعرت بالشفقة عليه.
سألته:"هل تأتى لتسألنى أن كنت أرغب بلعب التنس معك؟ أو هل يمكننى القيام بشئ ما لك؟"
تنهد تنهيدة طويلة . قال معترفاً وهو يحرك فنجان القهوة :"لأكون صريحاً . أن الوضع صعب , لكن أريد فى البداية أن أعتذر منك"
قالت مستفهمة :"تعتذر؟"
"نعم , بسبب حادث أمس . أعتقد أنه كان بسبب غلطتنا . كنا جميعاً نتصرف بعدم مسئولية . لكننى لم أفكر مطلقاً بأن شيئاً كهذا سيحدث . كان من حظنا انك كنت موجودة هناك, أنى متأكد من أنك أنقذت حياة نيكوس"
حركت يديها بطريقة خجلة و قالت :"فعلت فقط ما يفعله أى شخص آخر"
قال مؤكداً لها :"أى شخص ليس بأحمق أو عديم المسئولية , بكل الأحوال أريدك أن تعرفى أننى أنا و أرين ممتنان لك, وهذا يجعل ما أريد قوله لك الآن أصعب"
التقت عيناهما بسرعة , لكنه نظر فى مكان آخر و رشف رشفة كبيرة من فنجان قهوته.
قال بوضوح :"رأت أرين فيليب مغادراً من الفيلا مساء البارحة"
شعرت بالانزعاج لكنها احتفظت بقوتها و على الرغم من الاضطراب الذى ظهر عليها قالت بهدوء:"نعم, كان يتحدث معى بشأن العمل , فأنا ذاهبة معه إلى تسالونيكى لأشترى بعض الحاجات لآلات التصوير"
قال بهدوء:"أتمنى من أجل مصلحتك أن يكون هذا ما يريده حقاً"
قالت:"لا أفهم ما الذى تعنيه"
تابع ستافروس :"أسمعى , لا أعلم كيف سأقول ذلك , لكن فيليب من النوع الذى يحب النساء . فلديه الكثير من الصديقات و هو لا يبالى بهن أبداً . عاجلاً أم آجلاً سيتزوج من أرين. و الجميع يعرف ذلك , فهو بذلك لا يؤذى أحداً منهن . لكنك لا تبدين أبداً مثل النساء اللواتى يعرفهن"
"آهـ, ما هذا الكلام؟ أنا متأكدة من أن السيد اندرو نيكوس لا يهتم لىّ مطلقاً و كل الذى يعنيه مهارتى فى العمل تماماً كما هو لىّ"
رفع ستافروس يده أمامه و قال :"أسمعى , أنا آسف , أعتقد ما كان علىّ ذكر ذلك بكل الأحوال , أشعر بالراحة لسماعك تقولين ذلك. فـ أرين أمضت الليل تبكى و هى قلقة. هل تعلمين , تحاول أن تتظاهر أنها باردة و ارستقراطية لكنها مجرد طفلة حساسة . و هى تحب فيليب بجنون و تكره ما يفعله "
انهى سرب فنجانه و وقف ,ثم قال بحرارة :"حسناً, أشكرك على تفهمك , كايت ربما سنتمكن من لعب التنس أحد الأيام , اتفقنا؟"
ما أن أغلقت الباب وراءه حتى وضعت يديها على وجهها و جلست على أقرب كرسى . لم يمض أسبوع على لقائها مع فيليب اندرو نيكوس و لكن مع ذلك عالمها كله انقلب رأساً على عقب . أنها متأكدة من شئ واحد فقط, أنها مرتبكة و منزعجة فالأحداث تتسارع بشكل كبير أمامها . و من اللحظة الأولى شعرت بانجذاب قوى نحوه , و لكن هذا الانجذاب لا تثق به . لم يمض غير ستة أشهر على معرفتها بخداع ليون كلارك لها. و مازالت تشعر بالارتباك و الحزن بسبب خيانته . ومهما كانت أقوله فهى تريد العادات والتقاليد: الحب و الزواج . لكن هل فيليب سيقدم لها ذلك؟ فى أول لقاء لهما لمحت جانباً مختلفاً من شخصيته لا يراه أحد من الناس حوله. فتحت ذلك المظهر القاسى لرجل الأعمال الثرى هناك رجل حساس و محب للجمال مثلها. رجل يعزف الموسيقى بعاطفة و صدق و يغنى أغانى الحب بطريقة جعلت الدموع تترقرق فى عينيها . كما و انه يتصف بعدة صفات أخرى , ففى بورتو كاراس ظهر بوضوح حبه و ولائه لسكان ايوس ديمتريوس و هو يتحدث عن خططه للقرية بأكملها .
ومع ذلك ولاءه للتقاليد اليونانية كبير أيضاً . كانت كايت تعلم و بدون أدنى شك أن فيليب سيكون زوجاً وفياً و أباً رائعاً عندما يتزوج .لكن هل حقاً سيعمل على مواجهة التقاليد و يتزوج من فتاة غريبة لا تملك شيئاً؟ أو هل ستافروس على حق ؟ هل فيليب ينظر إليها كأى فتاة يريد اللهو معها و يتركها بعد ذلك؟ الواقعية جعلتها تعترف أن ذلك محتمل . فهما أظهر لها من حب و صدق بالعاطفة , هل هو حقاً مستعد لفسخ خطبته من أرين؟
قالت بصوت عالٍ :"لا, بالطبع لا"
بيأس رفعت ابريق القهوة و رأت نفسها تحدق بصورتها الحزينة فى سطحه الفضى . حسناً من السهل عليها ان تصاب بالحزن عندما تفكر فيه لكن عليها أن تحتفظ بالقدرة الكافية للسيطرة على نفسها . همست قائلة تحدث نفسها :"علىّ أن أتذكر أمرين مهمين, أرين تحبه و علاقتى به يجب أن تكون علاقة عمل فقط"
عندما وصل فيليب بعد الساعة التاسعة بقليل كانت جاهزة و بانتظاره مرتدية تنورة خضراء اللون و قميصاً ملوناً و قد حملت حقيبة الكاميرا بيديها الأثنتين.
قال و هو ينظر إليها :"مرحباً , هل نمت جيداً ؟"
ابتسمت له و ابعدت نظرها عنه و هى تقول, نعم شكراً لك , و انت؟"
نظر إليها نظرة طويلة و قال :"ما المشكلة؟"
" لا شـــئ."
" إذاً لِنَا تنظرين إلىّ و كأننى أنسان سيئ جداً؟"
أنكرت ذلك و قالت :"لا, لا أفعل "
قطب وجهه للحظة بعدها ابتسم و قال بنعومة :"لا بأس , لنذهب"
و لفترة ساعة من الزمان تحدثا بساطة و سهولة عن طفولتها و عن تصويرها لنار ملتهبة وضعتها على لوحة للإعلانات فى أماكن زارتها فى أوروبا , وعن المواد التى درستها فى الجامعة . و فى المقابل أخبرها فيليب عن الانتصارات و المصائب التى عاناها و هو يتحول من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش, كانت تسمع و هى تشعر و كأنها تستمع لقصص من الخيال . بطريقة ما كانت تتوقع ذلك فيعد معاناته الكبيرة لبناء فندقه الأول أصبح كل شئ بعد ذلك كالإبحار فى يوم مشرق رائع. لكن لهجته و حزنه و هو يخبرها عن معاناته عندما تعرض لحري كبير و لانهيار البنك و كذلك إضراب خطوط الطيران . كل ذلك جعلها تشعر بنظرة كبيرة من الاحترام لهذا الرجل الذى بجانبها و الذى يبدو كأنه يشع بالحياة و القوة و التصميم.
قالت عندما اقتربا من مكان جميل قرب بولجيروس :"لا أعتقد أن هناك شيئاً يستطيع منعك من الحصول على ما تريده."
قال موافقً:"من المحتمل لا, أسمعى , هل تمانعين أن توقفنا لعدة دقائق ؟ احتاج للراحة"
وافقت كايت :"بالطبع لا."
أوقف فيليب السيارة بالقرب من منتزه و خرج من السيارة . تمشى ببطء ووضع يده على رقبته ليمسدها . راقبته كايت فابتسم و قال :"لو كان لديك رأفة لفعلت ذلك لىّ . فما أنا بحاجة إليه الآن هو لمسة حنان"
قالت:"ما أنت بحاجة له فعلاً هو مشنقة"
مدّ ذراعه و أمسكها بقوة من كتفها و قال:"اعتقدت انك قلن لىّ أنك قمت بدورة تدريبية للمساج فى السويد. و كل الذى أطلبه أن تمسدى رقبتى . بقيت أعمل على جهاز الكمبيوتر حتى الساعة الثالثة صباحاً و أشعر بألم كالسكين فى مؤخرة رقبتى"
قالت مشككة :"حقاً؟"
قال :"أجل, حقاً"
قالت محذرة :"حسناً , لكن لا تحاول القيام بأى شئ آخر. ومن الأفضل أن تنزع الجاكيت "
جلس فيليب على مقعد ووضع يديه على الطاولة أمامه.
قالت :"و الآن أغمض عينيك"
"أغمض....؟ حسناً أنت المسئولة هنا"
قالت تؤكد له:"أن ذلك جزء من العلاج . خذ نفساً عميقاً و أزفره على مهل . و الآن , ما الذى تسمعه؟"
" لا شئ"
"أصغ أكثر"
صمت فيليب للحظة . وقفت كايت أمامه تراقبه حتى شعرت أنه أصبح أكثر راحة . غادر التوتر وجهه و أصبح أكثر تنبيهاً.
تمتم:"أسمع صوت الهواء على الأشجار و أسمع صوت العصافير و جرس ماعز من مسافة بعيدة."
قالت برضى :"جيد" و تحركت حتى أصبحت وراءه .
"وماذا تشم الآن؟"
وضعت ذراعها على كتفيه.
قال :"مممممم, رائحة الصنوبر و نباتات برية و رائحة الأرض الجافة"
بدأت كايت بيدين مفتوحتين تمسد بقوة عنق فيليب. عندما أمسكت بكتفيه شدت عليهما قليلاً و دفعتهما إلى الأسفل , حركت يديها على ذراعيه بسرعة. ضغطت بابهاميها على ظهره , وفقط عندما سمعته يتنهد شعرت بعضلاته ترتاح , عندها عادت تمسد رقبته ثم دوائر صغيرة فوق شعره ثم تحف رأسه بأصابعها, أخيراً قامت بتمسيد ذراعيه و رقبته بسرعة و يديها مفتوحتين.
سألته :"هيا, كيف تشعر الآن؟"
فتح عينيه و نظر حوله , و اعترف قائلاً:"رائع و لا أصدق كيف أشعر. بدأت ألاحظ كل الأشياء حولى و التى لم أكن انتبه لها من قبل. كخشونة الطاولة تحت كوعى و صوت النحل على الأعشاب , أشياء كنت لا انتبه لها لأننى دائماً أفكر بعملى. أنت مذهلة كاترينا أنت حقاً كذلك"
هزت كتفيها و قالت :"حسناً , لننهى هذا العمل بصورة صحيحة عليك أن تنتظر و تلاحظ ما حولك الآن و قد فتحت عينيك"
نظر حوله مفكراً و قال :"السماء الزرقاء, حقول الزيتون على بعد مسافة من هنا , والكثير من النباتات البرية, السنديان الرائع , و دفلى زهرية اللون و كذلك عليق كنت أكل منه عندما كنت صغيراً طعمه يشبه الفراولة لكن فيه بعض المرارة , خذى تذوقيه"
مد يده و قطف واحدة , تذوقته , لكن فيليب كان ينظر إلى شئ آخر فى الأرض . قال :"أنظرى ,زعفران أصفر و أنا لم ألاحظه من قبل"
اقترب من كايت و لمس شعرها , للحظة وقف ينظر إليها و كأنه يريد أن يحفظ كل ما فى وجهها من ملامح أنفها الصغير بشرتها الناعمة و عينيها القلقتين .
قال بنعومة :"جعلتنى أشعر و كأننى ولدت أعمى"
بعدها قبلها بقوة .
قالت :" لاا, فيليب , لاأريد أن أصبح واحدة من النساء اللواتى تعرفهن"
قال متعجباً:"واحدة من ماذا؟"
"من النساء اللواتى تتعرف عليهن ثم تتخلى عنهن بعد ذلك"
عاد التوتر إلى وجهه و هو يقول :"من أخبرك بذلك؟"
شعرت بالخوف من الغضب الذى ظهر فجأة فى عينيه , سألت و كأنها تدافع عن نفسها :"و ما الفرق بذلك؟"
أصر و قد أمسك بذراعها :"من أخبرك؟"
"ســ.....ستافروس"
شتم فيليب باليونانية , لكنها علمت أنه فعل ذلك من غضبه"
قال :"و متى تسنى لـ ستافروس أن يتحدث معك بهذا الموضوع؟"
" أتى إلى الفيلا هذا الصباح"
"فهمت , و قال لك أنه لدى الكثير من الصديقات؟"
"قال ان لك علاقات من سنوات , و لكن هذا لا يعنى لك شيئاً , فالجميع يعلم انك مرتبط و بذلك لن تسبب الأذى لأحد, لكنه قال أننى لا أشبه واحد من تلك النساء"
لم يجب فيليب
فقالت :"إذاً, هذا صحيح؟"
"نعم , و لا."
سألت بسرعة :"إذا كان ستافروس على حق ؟ كنت ستحاول التقرب منى و بعد ذلك التخلى عنى"
صرخ فيليب :"لا! أسمعى , كاترينا , ستافروس هو سيد فى الكذب . و هو يصبح أشد مهارة عندما يقلب الحقائق لتخدم مصالحه . أنه يحاول فقط أن يسمم أفكارك نحوى"
"وكيف لىّ أن أعلم أنه يريد ذلك؟ لقد اعترفت أن ما قاله صحيح , فلِما لا أصدقه ؟"
"لأنه إنسان سيئ فهو وسيم و مرح و لكن فى الحقيقة لا تستطيعين الوثوق به . لا أريد منك أى اتصال به كاترين , هل هذا مفهوم؟"
شهقت غير مصدقة و قالت بغضب كبير:"لا, غير مفهوم ! و منذ متى لديك الحق لتختار مع من أتكلم؟ و ما هو الأمر المخيف الذى فعله ستافروس؟"
قال بصراحة:"لست مستعداً لتفسير ذلك . فهناك أشياء أعرفها عنه حتى أمه لا تعرفها و لا أعتقد أنها ستعرفها . و بطريقة ما أشعر أننى المسئول , فلقد أقنعتها لترسله إلى أميركا ليتعلم , لكنه لم يفعل بل تعرف على عصابات كثيرة هناك , شباب يملكون الكثير من المال و ليس هناك من يعتنى بهم أو يرشدهم . عليك فقط أن تصدقينى عندما أقول أنه يجب ألا يكون لك أى صلة به"
حاولت كايت أن لا تظهر أى تأثير بما سمعته . ففى النهاية لم يقدم لها فيليب أى برهان على أن ما يقوله صحيح فكرت فى تردد ستافروس و فى ابتسامته البريئة هزت رأسها و قالت:"لا أصدق ما تقوله , فيليب لكن حتى و أن كان صحيحاً فهذا لا يغير شيئاً . أقصد ما قاله ستافروس صحيح. فأنا ليست فتاة للهو , و اكره أن أرين أمضت الليل تبكى لأنها رأتك تخرج من الفيلا مساء البارحة ."
بدا غير مصدق و هو يسأل:"أرين تفعل ماذا؟"
قالت كايت:"تبكى طوال الليل . هذا ما قاله ستافروس !"
ضحك فيليب و قال :"إذا كان ذلك يريحك , يمكننى القول لك الآن أن أرين سهرت طوال الليل فى قاعة الاحتفالات فى الفندق , و كانت سعيدة جداً و هى ترقص مع ايف . و أن حاولت النظر جيداً , كاترينا ستعلمين بنفسك أن ارين لا تحبينى تماماً كما أنا لا أحبها"
اعترفت قائلة :"ربما أنت على حق , لكنك مرتبط بها , وطالما هذه هى الحقيقة فأى أنه لا يحق لىّ إنشاء أى علاقة معك ماعدا العمل. الأمر واضح و بسيط"
" الحياة أبداً ليست سهلة , و أتمنى لو أنها كذلك . لكن أن كانت معقدة أم لا , لقد أحببتك منذ اللحظة التى رأيتك فيها كاترينا"
قال ذلك و أمسك ذراعيها بقوة . قالت :"أنت تؤلمنى"
"لن أفعل ذلك مطلقاً . لكن قولى لىّ كاترينا , لو لم تكن أرين موجودة لكنت أحببتنى؟"
كانت نظراته قاسية و كأنه يطلب منها أن تقول الحقيقة . شعرت بقلبها يضطرب و يخفق بسرعة . لمس ذقنها و رفع وجهها لتنظر فى عينيه . تمتمت قائلة :"أنت تعلم اننى كنت لأغرم بك , فيليب"
ضمها إليه و قال :"هذا كل ما كنت احتاج لمعرفته و الآن هيا كاتيرنا , لنتابع سيرنا نحو تسالونيكى"
بعد صمت الطبيعة و الجمال الرائع لشبه جزيرة هالكيديكى , كانت الضجة فى تسالونيكى مرهقة. . لم تلاحظ كايت إلا كثرة المبانى و ضخامة عدد الصحون ألاقطة لقنوات التلفزيون و أصوات أبواق الشاحنات , لكن من خلال رفقة فيليب كل تلك الضجة و الحشود بدت لها مليئة بالحياة . عند وصولهما إلى المستشفى طلب منهما المغادرة و العودة فيما بعد لرؤية نيكوس , و لهذا أمضيا الوقت فى التسوق و التجول. أخذها فيليب إلى قوس النصر و الذى أخفى الدخان الكثير من النقوش و التى بالكاد ظهرت عليه . ثم تركها فى متحف الفنون الشعبية لمدة ساعة بينما ذهب لرؤية محام بشأن عمله. بعد ذلك تناولا الطعام فى برج أوتى أى , و هو كناية عن مبنى ضخم فى أعلاه تبدو المدينة كلها . و بعد أن شعرا بالراحة عادا إلى فوضى المدينة.
قال فيليب :"حسناً , ماذا تريدين أن تفعلى الآن؟"
أجابت :"أفضل شراء بعض الأفلام . هل يمكنك أن تجد لىّ مخزناً لمثل هذه الأمور؟"
قال :"اعتقد ذلك , لكن فى حالة واحدة"
"أن تسمحى لىّ أن أشترى لك بعض الثياب الجديدة"
قالت معترضة:"آه, فيليب . لا ستطيع,ذلك لا يبدو عملاً مناسباً"
"و لِما لا ؟ ففى النهاية لقد أفسدت ثياب البارحة بمساعدتك لـ نيكوس . و أشعر بالمسئولية بسبب ذلك , كما و انك ستحتاجين لفساتين سهرة لليلة افتتاح الفندق بعد أسبوعين , و لا أستطيع أن أسمح لمصورتى الرسمية أن تظهر و هى مرتدية الجينز و قميص عادى أمام كل تلك الجميلات , هل أفعل؟"
بدا عليها التفكير و قالت:"أعتقد أنك محق بذلك"
"هيا تمتعى بذلك . أحب حقاً أن أشترى لك بعض الثياب الفاخرة"
قالت أخيراً:"حسناً, و لكن ستخصم ثمنها من أتعابى"
بعد مرور ساعتين جلسا قرب طاولة فى بلاتيا أرسطو لويس لتناول غداء متأخر و هما يحملان الكثير من الرزم و الأكياس . كان الجو حاراً و رطباً و البحر يعكس ألواناً حمراء و زهرية اللون مع لونه الأزرق.
قال فيليب:"هل تمتعت بوقتك؟"
اعترفت قائلة :"كان ذلك رائعاً . و لقد أعجبنى كثيراً الثوب الذهبى اللون. لكن علىّ أن أعمل لمئة سنة قادمة لأتمكن من دفع ثمنه"
ظهر المرح فى عينيه و هو يقول:"أفضل فكرة أن تبقى بربى مئة سنة خاصة إذا كنت ستصدرين علىّ الأوامر كل دقيقة . و الآن دعينى أنظر بلمحة سريعة على تلك الأوراق المالية و بعدها سنطلب الغداء "
أخذت كايت تشرب المياه المعدنية و تراقب المارة عندما سمعت شهقة كبيرة سألت :"ما الأمر؟"
كان فيليب يحدق فى مجلة مطوية لكنه رفع رأسه و هو يقول :"مم؟ آهـ آسف . أنها صورة لمساعد لىّ فى الأعمال , هريستوس هيونيدس . أنه الشريك الأكبر لفندق أريدان . يبدو أنه يعانى من أزمة قلبية "
رأت كايت اهتمام فيليب فقالت:"آه, أنا آسفة . تبدو و كأنك صدمت . هل كان صديقاً مقرباً لك؟"
أجاب ببطء:" لا, لكن فأجانى الأمر . هريستوس ليس عجوزاً , أنه فى الخامسة و الأربعين فقط و لقد كان يبدو بصحة جيدة فى آخر الأمر رأيته. و بالطبع ما حصل له لن يفيد أعماله أبداً . هذا الأمر يجعل المستثمرين خائفين و يطالبون بأموالهم عندما يصاب بمرض ما شخص مهم مثله فى العمل"
سألت كايت :"هل يؤثر ذلك على عملك؟ أقصد قرض الفندق أو شئ كهذا؟"
أجاب فيليب :"لا, على الأقل ليس إذا توفى هريستوس و ورثته يريدون أنها الرهن. لكن هذا لن يحدث . لا , أنه فقط يذكرنى بأننى سأموت أيضاً, على ما أعتقد , لا تهتمى لما أقوله . و الآن ماذا ترغبين أن نأكل؟"
تناولا الثمار البحرية مع الخس الأخضر و الليمون و نوع من الصلصة و السلطة معاً.و بعد ذلك شربا القهموة مع الحلوى بالشوكولا . أما كايت فطلبت فطيرة بالسمسم.
ابتسمت و هى تفكر كم يبدو الأمر مربكاً . فيليب سيتزوج من آخرى , وهى ليست متأكدة أن كان يحبها حقاً . و مع ذلك فهى تشعر بأنها سعيدة كما لم تشعر يوماً بحياتها . نظرت إليه فرأته ينظر إليها بنعومة , لمس يدها و قال :"لا تقلقى , سنجد حلاً لمشاكلنا بطريقة ما . أن كنت انتبهت , سنذهب لرؤية نيكوس . و بعد ذلك سأذهب لرؤية محامى لعدة دقائق و سنعود لـ أيوس ديمتريوس."
فى المستشفى وجدا نيكوس ضعيفاً و لكن بحالة أفضل مما كان و قد وضعت يده فى رباط خاص .
و كانت آنا تجلس على كرسى قرب سريره , و تستمع إلى الموسيقى. عندما لمحتهما استقبلتهما بحرارة كبيرة و أقفلت الراديو . ظهر الفرح على وجهها و ضمت كايت بقوة .
قالت بحرارة :"شكراً لك, شكراً لك , أخبرنى نيكوس عما فعلته آنسة , لقد أنقذت حياته. نحن جميعاً نشكرك كثيراً , أمى و أبى و أنا . يجب أن تأتى لزيارتنا على الغداء فى أيوس ديمتريوس , أليس كذلك؟"
قالت كايت و هى تبتسم :"شكراً لك , آنا . يشرفنى ذلك"
أجبر نيكوس نفسه على الجلوس ليشكرها بصوت ضعيف , لكن عندما رأت المجهود الذى بذله كم أرهقه نظرت إلى فيليب فاعتذرا و غادرا بسرعة.
ـــ
كان الوقت متأخراً عندما و صلا أخيراً إلى المنزل . على الطريق , اقترح فيليب أن يزورا كهوف باترلونا و أمضيا ساعة رائعة يتجولان فى تلك الكهوف. حيث كان الناس يعيشون هناك فى العصور الجليدية . بعد ذلك و عندما أصبحا على الشرفة خارجاً وضع فيليب يده على كنفها .
قال :"هل تمتعت بذلك؟"
قالت بحماس:"آهـ, نعم . أحب أن آنى إلى هنا مرة آخرى و التقط صوراً لهذا المكان الرائع . الأشكال هنا رائعة, غامضة و غريبة . كذلك أحببت المعرض أيضاً الأدوات المصنوعة من العظام و بقايا الحيوانات و تلك البقايا للسكان و هو يحاولن حماية أطفالهم , أعتقد أنك رأيته عدداً من المرات , لكنه حقاً شئ خاص جداً"
اعترف فيليب :"فى الواقع لم آت إلى هنا أيداً من قبل "
"حقاً؟ و لِما لم تفعل؟"
قال و كأنه يتحدث مع نفسه :"أعتقد أننى كنت دائماً مشغولاً بالعمل , كما أنه لم يكن هناك أحد أرغب بالقيام معه بأشياء خاصة. و ليس هناك شخص خاص بحياتى"
ابتسمت له ابتسامة صغيرة. كلماته تؤثر بها و تجعلها تنسى وجود أرين . كان المنظر من أمام الكهوف يحبس الأنفاس و التلال المحيطة المشعة و التى تعكس أنوارها على البحر كانت لا تزال يده حول كتفيها , رغبت فى أن تقترب منه أكثر, لكن بذلت جهداً لتبتعد و تقول:"من الأفضل أن نذهب, سيحل الظلام قريباً."
نظر إليها مستغرباً , لكنه تبعها إلى السيارة من دون أن يجيب . لكن كان من الواضح أنه لا يرغب فى العودة سريعاً , لأنه عندما وصل إلى المنعطف الأخير قبل الغروب أوقف السيارة فى مكان مطل على أيوس ديمتريوس .
قال بجدية:"هناك شئ أريدك أن تريه, هل ستأتين؟"
ترجلت كايت من السيارة و سارت معه إلى التلة . كان الهواء منعشاً مليئاً برائحة الزهور البرية و كانت المناظر تحتهما رائعة الجمال . مع المبانى البيضاء للفندق التى تلمع أمام البحر الأزرق , وقف فيليب لفترة طويلة يشبع عينيه من المنظر , ورأت كيف ارتاح وجهه و غادره التوتر و هو يتنفس بعمق . أخيراً, و من دون أن يدير رأسه , مد يده السمراء و أمسك بيدها بقوة, شعرت بقلقه فاقتربت منه و قالت:"ما الأمر؟"
قال بصوت أجش :"آهـ كاترينا, كيف يمكننى أن أخبرك بما أشعر به؟ عندما كنت فقيراً أرعى الماعز هنا و بدون حذاء و ليس لدى ما يكفى من الطعام . كنت أتسلق هذه التلة و أجلس هنا و أنظر إلى القرية . كنت أقسم دائماً و أنا مغمض العينين متمنياً بقوة أن تتحقق أحلامى. و هذا كان حلمى و قسمى أيضاً (فى يوم ما سأتمكن من تلخيص ايوس ديمتريوس من الفقر و بيدى الاثنتين . سأبنى فندقاً ضخماً فى أسفل التلة , تماماً فى المكان الذى ترينه فيه الآن , و ان لا أحد من سكان قريتى سيجوع بعد اليوم,سيحصل على أعمال و منازل لائقة و طبيب عندما يمرضون و على مدرسة لأطفالهم . ذلك كان حلمى"
كان صوته مليئاً بالألم فحدقت به كاترينا متعجبة. قالت تذكره :"لكنك فعلت ذلك, يجب أن تكون فخوراً بنفسك . فقد فعلت كل ما وعدت به . بعد أسبوعين سيتم افتتاح الفندق و يصبح حلمك حقيقة"
تنهد فيليب و شد بقوة أكثر على يدها .
قال :"نعم , لكن الأحلام تستحق أن تجد من يشارك بها, تعلمين كاترينا, لمدة طويلة كنت سعيداً بنفسى . وكل عام كان حسابى المصرفى يزداد و كنت أعمل لساعات و ساعات أكثر , و بالطبع , كنت أقول لنفسى أنه فى أحد الأيام سأتزوج و أتمتع بكل ما حققته . لكننى لم أدرك كم كانت حياتى فارغة حتى أصبت بهزة أرضية"
قالت :"هزة أرضية"
قال و هو يبتسم:"نعم, فقد منذ عدة أيام , و مازالت أعانى من تأثير تلك الصدمة , آهـ , ليس السبب تلك الهزة فى الأرض . فتلك كانت حادثة بسيطة. بل ذلك الاضطراب فى قلبى عندما التقيت بفتاة استرالية ذات عينين ساحرتين فى الجبل . فتاة قلبت كل أفكارى السابقة و كل آرائى حول نفسى رأساً على عقب "
همست:"ما....ماذا تقصد؟"
قال بنعومة :"ببساطة لقد حلمت بالأشياء الخاطئة . آهـ , أعلم أن الفندق حلم جيد لو أن لدى شخص أشاركه به, لكنه ليس حلماً جيداً كالشخصين اللذين رأيتهما منك البارحة"
قالت :"لم أفهم ما تعنى!"
" أتكلم عن الصور التى عرضتها علىّ البارحة . صورة الزوجان اللذان يواجهان طريقاً وعرة و لكن لا يهتمان لأنهما معاً . و الأم الشابة التى تعلم أن الحب أهم من المال . أمضيت سنوات لأحلم أحلاماً خاطئة , و لا عجب أنك ترين أننى أنانى مغرور."
قالت بحرارة :"أنا لا أراك هكذا"
"إذاً قولى لىّ بصدق ماذا تشعرين نحوى؟"
شعرت كايت بغصة فى صدرها و هى تفكر كيف عمل فيليب على مساعدتها و التحقيق عنها بعد الهزة الأرضية و كم شعر بالخوف عندما أعتقد أنها هى المصابة بالسهم و الحماس الذى تشعر به عندما تكون بقربه . بعدها فعلت شيئاً أدهشهما معاً . اقتربت منه و أمسكت بوجهه و قبلته و هى تقول :
"أحبك , لكن كلانا يعلم أن حبنا مستحيل و لا أمل له"
قال بقوة :"لا شئ مستحيل و بدون أمل, إذا كنت تريدين ذلك بقوة فستحصلين على كل ما تريدينه فى هذا العالم . أى شئ تريدينه كاترينا "




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:35 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:00 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
كان الأسبوعان التاليان وقتاً عصيباً على كايت ,بالنسبة إلى الأعمال لم تكن مرة راضية عن عملها كما هى الآن. كان فيليب سعيداً بالصور التى أُخذت لليخت , و قال أنها أكثر بكثير من مناسبة لمجرد أدلة لشركة التأمين , و هذا ما أعطاها الرضى و السعادة لتعمل بصورة أفضل للإعلانات السياحية . كل يوم كانت تخرج مع شروق الشمس و تمضى الساعات و هى تعمل على القياسات و الألوان و الظلال لتلتقط أجمل المناظر الطبيعية الفريدة لـ ايوس ديمتريوس . لقد أحبت المكان و صورها تعكس تلك الحقيقة . صورة بعد الأخرى تظهر السحر و الجميل لشروق الشمس على تلك التلال الرائعة , و الحياة الصعبة و المليئة بالنشاط لسكانها . لكن و أن كان عملها يعطيها كل الرضى الذى لم تحصل عليه من قبل, كانت عواطفها أمراً مختلفاً كلياً.
بعد تلك الرحلة إلى تسالو نيكى صممت على أن تبقى بعيدة عن فيليب . و مع ذلك كانت تدرك أنها تشعر بالحزن و الألم . و من أجل ذلك كل مرة كان فيليب يسير فى الممر المودى إلى الفيلا التى تعيش فيها كانت دائماً أما تهم بالخروج لالتقاط بعض الصور أو أنها تكون منشغلة جداً بتظهير الأفلام و لا وقت لديها للتحدث . لكن تظاهرها هذا لا يخدع أحد منهما. ففى أى مناسبة تكون فيها مع فيليب مع عدد من الناس فلا تستطيع منع نفسها من النظر إليه , و كم من المرات نظر إليها ليجدها تحدق به. وكان من الجيد لهما أن تلك الأوقات كانت نادرة.
كان فيليب يعمل بصورة متواصلة من أجل افتتاح الفندق حتى بالكاد كان يتناول طعامه فى غرفة الطعام . و كانت كايت تعمل تقريباً مثله . فكثرة عملها يساعدها على تحمل الإحساس القوى بالعذاب الذى تشعر به عندما تدرك أن الوقت الذى ستمضيه فى ايوس ديمتريوس أصبح على نهايته و أن عليها المغادرة قريباً.
ـــ
فى صباح يوم الافتتاح الرسمى للفندق استيقظت كايت على طرقة خفيفة على باب غرفة نومها .
سمعت صوتاً مألوفاً يقول:"آنسة"
أجابت و هى لا تزال نائمة :"نعم" بعدها جلست و أبعدت شعرها عن عينيها :"آه, آنا , هذا أنت ! ماذا تحملين معك؟"
وضعت آنا الصينية المليئة بالطعام على الطاولة بجانب سرير كايت و هى تشرق بالفرح.
قالت بفخر :"لوكوماتيس, و لم يصنعها الطباخ , بل أنا من صنعها "
سألت كايت:"لوكو....."
كررت آنا ببطء:"لوكاماتيس, أنظرى إليها"
حدقت كايت بالصينية . صحن كبير مزين بطريقة بسيطة و ليست مثل عمل الطهاة الماهرين ,و قد وضعت فيها فطائر ذهبية اللون ملفوفة و مغطاة بالعسل.
سألت آنا :"أتحبينها ؟ طبختها بنفسى لأنك أنقذت أخى "
"آهـ, آنا , كم أنت لطيفة , تبدو شهية جداً"
راقبتها آنا بفرح و هى تأكل الفطائر و تشرب فنجانين من القهوة . بعدها قدمت لها رزمة واسعة و ملفوفة بورق ناعم.
قالت و هى تبتسم :"هذه لك أيضاً"
نزعت كايت الورقة عن الرزمة و شهقت :"لكن آنا هذه ستائر مصنوعة باليد. لابد أنك أمضيت شهوراً و أنت تصنعيها"
هزت آنا رأسها بفخر و قالت :" صنعتها كمهر لىّ , لكن الآن أصبحت مهراً لك ستستعملينها فى منزلك"
رغبت كايت برفضها و بأن تقول أنها لا تستطيع أن تقبل هدية جميلة و قيمة هكذا. لكن بعد ذلك أدركت أنها أن فعلت ستعتبرها آنا إهانة لها , و هى قدمتها لها بالتحديد لأنها جميلة و ذات قيمة.
قالت بصدق :"شكراً لك , آنا. أنها رائعة , سأحتفظ بها دائماً"
حدقت الفتاتان ببعضهما باحترام , بعدها ابتسمت آنا و قالت :"انا ذاهبة إلى العمل الآن"
جلست كايت تحدق فى الستائر لعدة دقائق , بعدها وضعتها جانباً على الوسادة و نهضت من السرير .
كانت تسمع آنا تغنى و هى تنظف غرفة الحمام . أخذت تبحث داخل حقيبتها و بعدها ذهبت إلى غرفة الحمام .
قالت بتردد :"آنا, أحب أن أعطيك شيئاً أنا أيضاً . هل تقبلين هذا الشريط؟"
نظرت آنا بفرح إلى الشريط الذى كانت تحمله كايت . أنه يحمل مجموعة من أشهر الأغانى لـ بروس سيرنفستين.
وافقت بفرح :"حسناً, أنه رائع"
وضعت الشريط براديو كاسيت و قامت ببعض حركات الرقص القوية و ضحكتا معاً. أشارت آنا إلى ثوب السهرة المعلق فى غرفة الحمام.
قالت بإعجاب :"أوريا , رائع جداً , ستضعينه مع هذا الثوب الليلة؟"
و أمسكت بالعطر الغالى و الذى هو جزء من استقبال الجناح فى فندق اريدان, هزت رأسها بحزن . قالت :"لا أستطيع أن أضع منه . فلدى حساسية على هذه الأشياء"
هزت آنا رأسها و قالت:"آهـ"
قالت كايت و قد لمعت برأسها فكرة مفاجأة :"أسمعى , لِما لا تأخذينه , آنا؟ و كذلك علبة البودرة أيضاً , فأنا لا أستطيع استعمالها"
أمسكت بزجاجة العطر و بعلبة البودرة و وضعتهما فى يدى آنا و قالت لها:"أتفقنا؟"
قالت آنا:"حسناً, سأضع منه الليلة فى الحفلة. أنها حقلة كبيرة اليوم فى ايوس ديمتريوس . ستذهبين إلى قاعة الاحتفال الليلة , آنسة؟"
قالت كايت:"لن أتغيب عنها من أجل العالم بآسره"
كانت هناك حفلة كبيرة فى كل مكان من الفندق . و القرية كانت تحتفل على طريقتها بشوى الخراف , و عزف الموسيقى الصاخبة و الرقص الشعبيى, بينما الفندق كان مليئاً بالنشاطات . طائرات خاصة وصلت إلى تسالونيكى منذ الصباح , و أخذ العديد من الضيوف يتوافدون إى المكان . لأول مرة عم الضجيج المطاعم و المسابح و القاعات بالناس , يتضاحكون و يتمتعون بكل ما حولهم , فرقة موسيقية يونانية كانت تعزف الموسيقى على الشرفة المطلة على البحر , و سباق زوارق صغير كان يجرى فى الخليج بينما الفاتيرا كانت تبدو كمركز الوصول. لكن الحدث الحقيقى كان الافتتاح الرسمى فى قاعة الاحتفال الأساسية فى حفل العشاء
ما أن أرتدت فستانها الذهبى عند الساعة السابعة حتى وجدت كايت يديها ترتجفان و لأول مرة تساءلت بقلق ما هو الدور الذى ستقوم به فى السهرة. لقد قال لها فيليب لها مازحاً أنه لا يريد أن تظهر مصورته الرسمية و هى ترتدى جينز و قميصاً عادياً. لكنه لم يقل لها أى صور عليها أن تلتقطها. و الأمر الأسوء, لا فكرة لديها أن كان عليها أن تشارك فى العشاء الرسمى أم أنها ستكون جزء من العمال فى قاعة الاحتفال.
مازالت تتذكر ذلك اللقاء على اليخت مع أرين عندما أمرتها أن تذهب إلى فريق البحارة حيث تنتمى.
لو أنها تعلم فقط إلى من تنتمى! شئ وحيد كانت متأكدة منه , أن أرين مارمارا ستقف مبتسمة بجانب فيليب طوال السهرة و ليس كايت والش.
و ما أن سارت على الممر المؤدى إلى المركز الرئيسى للاستقبال حتى سمعت أصوات الموسيقى . انفجار مفاجئ جعلها تقفز من مكانها , لكنها أدركت على الفور أن ذلك بداية الألعاب النارية. رأت أمامها انفجار سهم ليظهر أنواراً رائعة على المبنى بأكمله. فى مكان ما أمامها كانت تسمع تصفيق الأيدى تترافق مع رقصة يوناناية تقليدية , و بطريقة ما شعرت أنها أكثر ثقة بنفسها و فرحاً . لا يهم ما الذى سيحدث بين أرين و فيليب . الأمر الأكثر أهمية الليلة و التى عليها القيام به هو أن ترتاح و تستمتع بوقتها .
أمسكت بالكاميرا بقوة على كتفها و سارت بشجاعة نحو الباب الجانبى لقاعة الاحتفال .
"آنسة كايت"
قال :"نعم" و هى تشعر بالامتنان لرؤيتها وجاً مألوفاً لديها. كانت تلك دوروثيا زوغرافو, نائب رئيس الفندق مرتدية فستاناً طويلاً زهرى اللون مع عطر من رائحة مميزة و قد عقدت شعرها على جهة واحدة . لاحظت كايت أن دوروثيا تضع إشارة الفندق على كتفها .
قالت:"دوروثيا , هل يمكنك أن تقولى لى أين يجب أن أكون؟ قال فيليب أننى سأكون المصورة الرسمية للفندق, لكنه لم يقل لى أى صور يريدنى أن التقطها أو أين يجب أن أكون . حتى أننى لا أعرف أن كان يجب أن أحضر مع الضيوف العشاء"
تجهم وجه دوروثيا مفكرة و هى تقول:"أنت بالطبعة فى لائحة الضيوف . مع أنك ليست على الطاولة الأساسية , بالطبع, أنتظرى لحظة , كايت"
سارت نحو طاولة جانبية محملة بالأزهار و التقط منها ورقة عليها أماكن الجلوس.
قالت :"أنت على طاولة الصحافة مع البقية من الصحافيين و المصورين . لقد تعاقد فيليب مع أثنين من المصورين للصور الإعلانية , لذلك أعتقد أن الأمر يعود لك فى التقاط الصور التى ترغبينها . لكن هناك كلمة واحدة , كايت , إذا حاول أحد الصحافيين التحرى عن حياته الخاصة فلا تجيبى بأى كلمة . لا شئ يثير غضبه أكثر من التعرض لحياته الشخصية فى الصحف"
قال كايت :"شكراً دوروثيا , سأتذكر ذلك"
ابتسمت دوروثيا و قالت بسرعة:"حسناً , من الأفضل أن أهب و أقف فى صف الاستقبالات أعتقد أن رئيس بلدية سارتى قد وصل الآن. تمتعى بوقتك كايت"
راقبت كايت المرأة تبتعد لتغيب وسط الحشد الكبير .
فجأة قفز قلبها كان فيليب يقف بين عدد من الرجال يرتدون البدلات الرسمية و نساء ترتدى فساتين تلمع و تعكس جمال الغرفة . لاحظت كايت نجمة تلفزيونية من الولايات المتحدة , سياسى يونانى و الذى كان فى خضم فضيحة كبرى و كذلك عدد من الناس المشهورين فى أى مكان. بعدها فجأة أختفت كل الوجوه من أمامها , لأن عينيها التقتيا بعينى فيليب. بدا لها و كأنهما بمفردهما فى القاعة أو أنهما بمفردهما فى جبل معزول . شعرت بموجة كبيرة من العاطفة بينهما , قالت بصمت لنفسها , أحبك فيليب و علمت أنه بلا شك سمع صرختها الصامتة. بعدها و ببساطة , نظر بعيداً ليبتسم بشوق و فرح لـ أرين , التى كانت تمسك بذراعه .
شعرت كايت بجرح عميق حتى بالكاد تستطيع التنفس عندما لمعت أضواء الكاميرات و هى تلتقط صور للخطيبين السعيدين . هل هذا ما يريده فيليب منها أن تمضى حياتها هكذا؟ تساءلت بغضب. أن تبقى بعيدة وصامتة تراقبه بينما زوجته الحقيقية تلمع تحت الأضواء . حسناً تباً له !.
ــــ
كلما طالت السهرة زاد ضيق و توتر كايت . أظهر الطهاة فى فندق اريدان مهارة كبيرة, و قدموا الطعام صنفاً بعد صنف من الأطعمة الشهية التى وصلت بصورة متواصلة من المطبخ . خبز مشوى على الفحم مع القريدس , السمك المدخن الحمص و الباذنجان المطهو, كان هناك إخطبوط مشوى و كلامارى مع الخس و البندورة , نقانق , فطائر صغيرة بالجبن و السبانخ و صحون فضية كبيرة تحتوى على الطعام الرئيسى , لحم الخروف مع البفتيك مطهو على بخار البندورة , الدجاج المشوى بالفحم و طبق من ثمار البحر و تبع كل ذلك الطعام أنواع من الحلوى مغطاة بالعسل و البندق و مكعبات مثلجة من الفواكه الطازجة . و قوالب حلوى مزينة . لكن كايت بالكاد لاحظت الطعام . كانت مهتمة فقط بمراقبة فيليب و أرين.
و مما زاد من قلقها بدا و كأنهما متفاهمان جداً. فى أى لحظة كانت تلمع إضاءة كاميرا كان فيليب يبدو واضعاً يده على ذراع أرين أو انه كان يحنى رأسه ليستمع لم تقوله . و عندما تم الافتتاح الرسمى للفندق و تقدم حشد منه لتهنئة فى نهاية العشاء وضع فيليب ذراعه حول كتفى أرين و قادها إلى منتصف قاعة الرقص , بعدها أشار إلى خادم صغير ليحضر له شراب ما.
قال بصوت عميق:"سيداتى سادتى أنتم تعلمون أن افتتاح فندق اريدان فى ايوس ديمتريوس يمثل حلماً كبيرً و أصبح حقيقة. لا أريد أن أثقل عليكم بالكلام لكن قبل أن نعاود التمتع بوقتنا أريد أخذ لحظة من الوقت لتذكر رجلين مميزين من هذه القرية و اللذان جعلا هذا الحلم سهل تحقيقه . وللأسف كون مارمارا و أرسطو اندرو نيكوس ليسا معنا الآن لكننى متأكد من أن ذكراهما و أعمالهما ستبقى دائماً"
لكن ليس هذا كل شئ فما أن أنتهى من الكلام حتى أشار إلى خادم يقف فى الصفوف الخلفية.
تابع قائلاً :"لطالما أن السيد كون ليس هنا بنفسه . أحب أن أقدم لابنته أرين هدية صغيرة كتقدير لكل ما أدين له لعائلة مارمارا "
اقترب الخادم و هو يحمل صندوقاً للمجوهرات من المخمل الأحمر و عندما فتحه لمع من داخل الصندوق عقداً ماسياً .سُمع شهيق من الإعجاب ما أن رفع فيليب العقد الرائع و وضعه حول عنق أرين . بعدها قبلها بنعومة على خدها قال :"مبروك لترتديه و أنت بصحة جيدة"
شعرت كايت و كأن أحداً ما دفعها من علو شاهق بينما أسرع الصحفيون المجتمعون قربها على الطاولة لأخذ صور للحدث الكبير. لاشك أن فيليب يريد أن يظهر امتنانه للسيد كون مارمارا , لكنه جعل أمر ارتباطه بـ أرين حدثاً عاماً و كان باستطاعته أن يتزوج منها الليلة فلن يحتاج لأكثر من هذا الاحتفال .
تذكرت كايت تحذيرات ستافروس بشأن شخصية فيليب! و شعرت بإحساس عميق من المرارة . أيتها الغبية. قالت لنفسها, لقد صدقت حقاً أنه يحبك , أليس كذلك؟
سأل صوت وراءها :"هاى, هل أنت بخير؟ تبدين شاحبة"
كذبت من يأسها :"آهـ , ستافروس , لا. أنا بخير فقط أعانى من بعض الصداع , أعتقد أنى سأعود إلى الفيلا الآن"
أمسك بذراعها محذراً و قال بصوت منخفض :"لا تفعلى ذلك, ستثيرين انتباه الجميع, أرفعى رأسك و تنفسى بعمق."
بطريقة ما , و مع أنها كانت تشعر و كأن قلبها سينفجر وجدت كايت نفسها فى وسط حلبة الرقص و تدور بمهارة حول ستافروس . رأت أرين و فيليب يرقصان قربهما , حدق فيليب بها بغيرة واضحة , بعدها نظر إلى أرين و ابتسم عندما رفعت رأسها إليه لتحدثه . ما أن أنتهت المعزوفة حتى ابتعدت مع ستافروس عن حلبة الرقص , أعتذر منها بعد لحظة و غادر .سارت كايت عبر ممر من النباتات العالية لتعود إلى مقعدها وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام فيليب.
قال و هو ينظر إلى طاولة الصحافة التى تبعد بعض الخطوات منهما :"اعتقد أننى قلت لك أن تبقى بعيدة عن ستافروس !"
قالت بصوت ضعيف :"و ما علاقتك بذلك؟"
نظر إليها أحد المصورين باهتمام , نهض من مكانه و أتجه نحوهما
قال و كأنه حصل على مقالة كبيرة :"عفواً, لكن ألم أراكما تتناولان الطعام فى بلاتا أرسطو ليوس منذ أسبوعين؟"
لم تقل كايت شيئاً بل نظرؤت إلى فيليب بتحدٍ . غعاب غضبه بسرعة ليحل محله ابتسامة عادية. قال بصوت ممل :"قد تكون فعلت ذلك , فأنا أتناول الغداء عادة مع موظفى عندما أريد التحدث معهم بشأن العمل . و الآنسة والش تقوم بالتقاط بعض الصور للإعلانات لفندق أريدان , لكن بالطبع , ستغادر فى أى يوم بعد الآن آه, عذراً أرى أرين ضائعة من دونى"
قال المصور بلهجة من خاب آمله :"آهـ, إذاً ليس هناك أى علاقة بينكما !"
وافقت مايت بمرارة :"لا, لا شئ مطلقاً"
و ابتعدت لتنضم إلى ستافروس.
قال ستافروس و هو ينظر إلى المصور :"لقد حاولت حقاً أن أحذرك , فيليب يعتبرك لعبة فقط , عزيزتى لكنك لا تريدين للمصورين أن يعرفوا ما بينكما تصرفى و كأنك كهتمة بى و ربما بذلك ستتمكنين من ابعادهم عنك, اتفقنا؟"
امتلأت عيناه بالدموع لكنها كانت تعلم أن ما يقوله ستافروس صحيح.
قالت :"حسناً"
مع مرور الوقت شعرت أنها أفضل من خلال اهتمام ستافروس به . لم تستطيع إلا أن تشعر بالغضب من خيانة فيليب , وشعرت بالرضى من رفقة ستافروس بسبب الجرح العميق الذى أصابها به فيليب لكنها كانت تشعر بنظرات فيليب الثاقبة و هى ترقص مع ستافروس و عندما اقترح عليها ستافروس أن يخرجا إلى الشرفة للنظر إلى ضوء القمر فوق الخليج شعرت بالسعادة للقيام بذلك.
كان ضوء القمر رائعاً و البحر أمامها يبدو و كأنه وشاح فضى و النجوم تلمع بشدة فى السماء . لم تستطيع كايت إلا أن تتذكر ليلة شبيهة بهذه الليلة أمضتها مع فيليب فى أيا صوفيا . شدت على الحاجز الحجرى بقوة حتى شعرت بآلم فى أصابعها .
قال ستافروس:"لا تجعلى الأمر مأساوياً سيبحث عنك فى الغد , و بكل الأحوال , من الصعب أن تتوقعى أن يعلن علاقته بك فى العلن و أمام الصحافة أيضاً , أليس كذلك؟"
قالت بغضب :"ليس هناك أى علاقة بيننا"
"حقاً؟ أنا آسف , أعتقدت....حسناً , لا بأس . أن لم يكن هناك أى علاقة بينكما فلن يحدث إذاً أى سوء لأحد"
لم تجب لكنها كانت تعلم أنها تكذب. فهى تشعر بالألم و السوء حتى أنها لم تعد تستطيع تحمل أى لحظة أخرى بعد.
قالت بصراحة:"سأرحل ما أن أنتهى من التقاط الصور"
شد ستافروس على يدها و قال بحزن :"ربما هذا أفضل لك . و لـ أرين و للجميع . لكن لا تحاولى أن لا تتأثرى لذلك كايت . فإنها مجرد مغامرة بسيطة بالنسبة لـ فيليب و لا تستحق أن ترهقى قلبك لأجله"
تنهدت قائلة :"أعتقد أنك على حق . لكن لماذا أنت لطيف معى ستافروس؟ فأنت أخ أرين . و يجب عليك أن تكرهنى "
رفع كتفيه و قال :"تباً , لا ! أعتقد أنك فتاة لطيفة , كايت . أحب أن نصبح صديقين , أسمعى , سأقول لك ماذا سنفعل , لما لا نذهب أنا و أنت فى نزهة إلى التلال المحيطة؟ لا شئ خاص فقط سنمشى و نقوم بنزهة؟"
فكرت كايت للحظة لكن ماذا لديها بديل عن ذلك؟ البقاء فى الفيلا و البكاء؟
قالت بهدوء:"حسناً اتفقنا"
ـــ
كانت الساعة قد قاربت السادسة من مساء اليوم التالى عندما عادت كايت إلى الفيلا و علمت على الفور أن هناك شيئاً ما. كان الباب الأمامى مفتوحاً و هناك شخص متوتر و غاضب يجلس أمام طاولة الطعام و كأنه هر برى جاهز للانقضاض على فريسته . قالت باستغراب :"فيليب! ما الذى تفعله هنا؟"
أجاب بغضب :"ستعرفين قريباً جداً , أدخلى و أغلقى الباب لدى أشياء أريد أن أقولها لك على انفراد"
نظرت إلى ستافروس الذى كان يقف بجانبها و قد ظهرت ابتسامة على وجهه.
قال :"سأبقى أن رغبت بذلك , كايت"
قال فيليب و هو ينهض بسرعة :"ستذهب من هنا و بسرعة, سأتحدث معك فيما بعد ستافروس. و أعدك انه لن يكون مجرد حديث ستتمتع به. أذهب قبل أن أرميك خارجاً بنفسى"
رفع حاجبيه بسخرية , غمز كايت , واستدار مبتعداً .
بقيت بمفردها مع فيليب . وجدت أن أعصابها تنتفض بقوة من التوتر . بدا لها الرجل الذى يقف أمامها غريباً جداً عليها , و هو ينظر إليها بعينين غاضبتين و قد ظهرت القسوة على وجهه.
قال بغضب:"أجلسى"
أجابت بغضب :"و لِما علىّ ذلك؟ لا أقبل الأوامر منك أة من أى شخص آخر"
قال بسرعة :"آهـ , حقاً؟"
أمسك بها بقوة و أجلسها على أحدى المقاعد فى غرفة الطعام و أمسك بها هناك, شعرت بأن قلبها يخفق بقوة لم تشعر بها من قبل . شعرت بالخوف من ذلك الغضب الكبير
همست :"أنت تؤلمنى"
أبعد يديه عنها على الفور , قال و قد ابتعد عنها:"آسف لم أقصد أن أفعل ذلك . لكن يجب أن نتكلم"
تنفس بعمق و كأنه قد وصل للتو من غطس عميق تحت الماء أنهك قواه
قالت بتوتر :"عن ماذا؟"
سار فى الغرفة بغضب ثم ضرب الطاولة بيده و هو يقول :"لماذا كنتما معاً؟"
أجابت بسرعة:"لاأعتقد أن ذلك يعنيك بأى حال "
ابتسم فيليب و قال و كأنه يحدث نفسه :"لديه أساليب خاصة فى أفساد الناس . إلى أين ذهبتما اليوم؟"
رفعت كتفيها بلا مبألاة و قالت :"لنزهة على التلال المحيطة و تناول القهوة فى القرية, لماذا؟"
قال بغضب :"القهوة! أين شربتما القهوة؟"
قالت باستغراب :"فى مقهى بالطبع"
همهم فيليب منزعجاً
قالت منزعجة:"أسمع, هل يمكنك أن تخبرنى سبب كل هذا الانزعاج ؟ أى شخص يراك سيعتقد أننى فتاة سيئة السمعة"
قال بغضب :"تماماً هكذا؟ ألا تعرفين شيئاً عن الحياة القروية فى اليونان , كاترينا ؟ المقاهى هنا للرجال و ليس للنساء و ستافروس يعرف ذلك جيداً, حتى و لو لم تعرفى ذلك فقط المرأة التى لا تهتم لشئ تتواجد فى تلك الأمكنة"
بدا الانزعاج عليها , لكنها قالت بكبرياء :"حسناً , و كيف لى أن أعرف ؟ بكل الأحوال , أشك أن ستافروس فكر بذلك , لقد كان يعيش فى الولايات المتحدة لسنوات. و من المحتمل أنه نسى تلك الأفكار القديمة للناس هنا"
قال بغضب:"لم ينس شيئاً! لقد فعل ذلك بقصد ليشوه سمعتك عند أهل القرية . و هذا عمل سئ. كاترينا , لقد حذرتك بشأن ستافروس و لن أسمح لك بالتواجد معه"
صرخت كايت:"آهـ, لن تسمح؟ لن تسمح فقط؟ حسناً لكنك لم تلاحظ أننى فى السادسة و العشرين من عمرى و أستطيع التعامل و التواجد مع من أريد"
قال و هو يضحك بدون مرح :"آهـ , لا , لن تفعلى . و أن كنت تريدين مقارنة قوة أرادتك معى كاترينا , هيا لكننى أحذرك منذ الآن , أنها مبارزة ستخسرين فيها."
صرخت به :"أيها المغرور المتفاخر! أى حق لك لتخبنى مع من أستطيع أو لا أستطيع التواجد؟ فلا علاقة لك بذلك!"
قال بقسوة :"آهـ, نعم, لى علاقة"و أمسك بيدها و شدها إليه بقوة
قالت :"هل يمكنك أن تقول لىّ لماذا؟"
قال بصوت ملئ بالعاطفة :"لأنك لىّ"
فجأة كما أمسك بها أبتعد عنها , تنهدت و نظرت إليه بعينين تظهر فيهما الدموع قالت بحزن :"ما تقوله سخيف فيليب , كيف يمكن أن تقول ذلك بينما البارحة بالتحديد كنت تتجاهلنى و تتعامل مع أرين و كأنها المرأة الوحيدة على الأرض؟"
نظر إليه و كأنه لا يصدق ما سمعه , قال بخشونة :"ألهذا كنت ترقصين مع ستافروس ليلة أمس ؟ و لهذا ذهبت معه اليوم؟"
ضغطت كايت على شفتيها محاولة أن تخفى ارتجافها
قالت بغضب:"حسناً لِما علىّ أن لا أفعل . لقد كنت واضحاص جداً لليلة البارحة أنك لا تريد شيئاً منى , قد أكون بريئة فيليب و لكنى ليست غبية . أدرك الآن انك كنت تتلاعب بعواطفى منذ أن التقينا , لكن عندما تصبح المناسبة رسمية فأنت لا تريد أن تعرفنى, أليس كذلك ؟ و فى اللحظة التى رأيتك تضع لك العقد حول عنق أرين , أدركت أنه مهما كانت الأكاذيب التى أخبرتنى بها, فأنتما حقاً مغرمان ببعضكما , لطالما لك القدرة على الحب و التعلق بأى كان"
"لا تكونى سخيفة هكذا , تقديم العقد لـ أرين هو جزء من الأحتفال المخطط له منذ أشهر حتى قبل أن القاك. أما بالنسبة إلى أنى مغرم بـ أرين , حسناً لقد رأيت بنفسك فى اليوم الأول لوجودك هنا كيف لا نتمتع برفقة أحد منا للآخر . و أن كنت قلقة بسبب حزن أرين بسبب وجودى هنا فخففى عن نفسك . لقد سافرت هذا الصباح لامضاء أسبوع فى مونت كارلو مع ايف سوفيغنوس"
شعرت كايت باحساس من الراحة من تلك الأخبار , لكنها أحتفظت بدفاعها عن نفسها و هى تقول :"قد يكون ذلك صحيحاً , لكن هذا لا يفسر طريقة تصرفك البارد معى . لم أشعر يوماً بالإهانة فى حياتى كما حصل معى ليلة البارحة عندما عاملتنى بإزدراء أمام الجميع"
"الإهانة؟ أنت شعرت بالإهانة؟"
صرخت كايت :"نعم! لا أستطيع تصديق كيف تصرفت أمام ذلك الصحافى. آهـ, نعم , ها,ها ! هذه كايت والش واحدة من موظفى و التى رافقتنى إلى الغداء , لكن كايت ستصعد إلى دراجتها فى أى وقت الآن و ترحل, أليس كذلك عزيزتى؟ هذه هى الحقيقة , فى الواقع فيليب, لكن لا تهتم. أنا متأكدة أنك ستجد قريباً فتاة أخرى قد تناسبك أكثر منى"
همس بلطف و هو يضمها بين ذراعيه:"أيتها الحمقاء الصغيرة!"
حاولت أن تبتعد لكنه كان يلامس شعرها بنعومة و يضمها إليه بقوة حتى أنها كانت تسمع دقات قلبه.
قالت:"أكرهك" و هذا ما دفعه إلى وضع إصبعه تحت ذقنها ليرفع وجهها إليه . أجاب بحزن :"حقاً؟ حبيبتى المسكينة!"و ابتسم لها
"آهـ, كاترينا, كاتينا!"و أمسك بشعرها و قبل أطرافه :"تقولين أنك شعرت بالإهانة بسبب تصرفى ليلة البارحة , لكن هلى فكرة للحظة عن الأذى الذى سيلحق بك لو أننى أجبت ذلك الصحافى عما اشعر به حقيقة نحوك"
قالت بدهشة :"ماذا تقصد بقولك؟"
كانت عيناه قاسيتان الآن و هو ينظر إليها , قال :"لنفترض أننى قلت :أحب كاترينا والش أكثر مما أحببت طوال عمرى , و لدى شك كبير بأننى استطيع حب أى فتاة أخرى غيرها . ماذا تعتقدين كان ليحدث؟"
كانت تحدق به و كأنها صعقت , قالت ببطء :"كان ليظهر ذلك فى كل الصحف فى اليوم التالى...."
وفقها متابعاً :"هذا او أشياء أكثر غرابة , هل أنت جاهزة للتعامل مع هذه المواقف كاترينا ؟ وهل أنا أيضاً؟ أم أرين؟"
سألته بصوت ضعيف:"و لكن هل هذه هى الحقيقة هل هذا ما تشعر به نحوى؟"
بقى صامتاً للحظات طويلة , بعدها هز رأسه و تنهد قائلاً :"كاترينا , نعم أنها الحقيقة"
سارت نحوه و كأنها تمشى و هى نائمة و ضمها إليه بقوة بقيا هكذا لحظة طويلة و بعدها ابتعدا عن بعضهما.
سألته:"وماذا سنفعل؟"
قال و كأنه يحدث نفسه :"لأم أفكر يوماً أننى ساقف ضد التقاليد و العادات و أفسخ خطوبتى , فهذا ليس عملاً مشرفاً , لكن أعتقد أنه الحل الوحيد . ما أن تعود أرين من مونت كارلو حتى أتحدث معها بهذا الشأن"
ــ
فى اليوم الذى كانت ستعود فيه أرين من مونت كارلو استيقظت كايت على احساس غري فى داخلها . طوال الأسبوع و هى تعانى من الأمل و اليأس معاً . فقط عندما تقتنع ان فيليب قصد كل لكمة قالها , كانت تسمع صوتاً ساخراً فى داخلها يهمس:"أنها مجرد حيلة ليخدعك!"
و تتذكر خداع ليون كلارك لها, تعلقت بقرارها أنها لن تعلن ارتباطها به قبل أن يفسخ خطبته, و كانت تتمنى أن ينتهى ذلك الأنتظار و هكذا عندما دق جرس الباب فى الفيلا التى تعيش فيها قبل الغداء نهار الأحد ركضت لتفتح . كان فيليب هناك ينظر إليها بحرارة و يبتسم.
سألته:"هل تكلمت مع أرين؟"
هز رأسه و قال :"أرسلت سيارة لنقلها من المطار لكن السائق لم يجدها , لذلك أعتقد أنها ستصل بطائرة أخرى. لا تشعرى بيأس هكذا , كاترينا , لابد أنها ستكون هنا فى الغد أو بعده , و بعداها سننهى كل شئ و فى هذا الوقت , أتيت لاصطحبك إلى الغداء"
"لست متأكدة أنه يجب على تناول الطعام معك بمفردى , فيليب . أقصد حتى تتحدث مع أرين..."
قال بفقدان صبر :"لا علاقة لـ أرين بهذه الدعوة . و بكل الأحوال لن تكونى بمفردك معى فأنا مجرد مرسل إليك فالدعوة فى الواقع من عائلة فاسيليو . قالت لى آنا عندما أتت إلى العمل هذا الصباح أن نيكوس قد عاد من المستشفى و كيريا فاسيليو تريدنا أن نذهب معاً للغداء و خاصة أنت"
قالت و قد شعرت بفرح كبير :"أليس هذا أمر لطيف منهم؟ لكن هل أنت متأكد أننى لن أكون دخيلة هناك؟"
نظر إليها مفكراً و قال :"من النادر أن يدعو اليونانيين الغرباء إلى منازلهم فالمنزل مكان خاص جداً , و لا يجتمع فيه إلا العائلة و الأصدقاء المقربين جداً . و هم يريدون أن يظهرون أمتنانهم بدعوتك و سيشعرون بالإهانة إن لم تذهبى "
قالت موافقة :"إذاً بالطبع سأذهب , هل تعتقد أنه من المناسب أن أحضر الكاميرا معى؟ عندها سأتمكن من التقاط بعض الصور للعائلة و سأقدمها لهم فيما بعد"
قال :"أعتقد أن هذا سيسعدهم . سأمر لاصطحابك عند الساعة الواحدة"
عندما وصلت كايت برفقة فيليب إلى القرية سارا إلى منزل فاسيليو و قد تبعهم العديد من الأطفال . كانت العائلة بأكملها على الشرفة بانتظارهما.
كان نيكوس شاحب اللون و لا يزال يضع ضمادة لذراعه أما آنا فقد كانت تبتسم لهما و هى تضع آلة السمع الراديو على أذنيها و هى تكاد ترقص بالأضافة إلى أختهما الكبرى أيلين و طفلها , و بالطبع والديهم . كانت السيدة فاسيليو نحيلة الجسم , رمادية الشعر و ترتدى فستاناً أسود , أما السيد فاسيليو فقد كان رجلاً محترماً عيناه بنيتان وتشبهان كثيراً عينا آنا .
مر الوقت بسرعة وشعرت كايت بالفرح و الرضى من شدة ترحيب العائلة , فبعد زيارتها الكارثة إلى المقهى فى القرية كانت قد أشترت كتباً عن العادات اليونانية , لذلك كان لديها القدرة على ترك انطباعاً جيداً لدى العائلة . و عندما أعطتها أيلين أبنها بخجل لتحمله ضمته كايت بحب و تمتمت له تمنيات بالصحة و السعادة باللغة اليونانية و قالت و هى تعيده إلى أمه:"يسلم لك"
أظهر الجميع فرحهم و تعجبهم من علمها بعاداتهم .
همس فيليب و هم يدخلون غرفة الطعام :"أحسنت بتصرفك, الجميع يشعر بالسعادة من خلال تعاملك معهم"
كان الطعام شهياً و الترحيب و الحنان من العائلة جعلها تشعر بالامتنان و الأسى عندما حان وقت الرحيل. و أقترح فيليب أن يعودا إلى الفندق سيراً على الأقدام عبر الطريق التى تحف به التلال . كانت فترة بعد الظهر تبدو رائعة الجمال من خلال الأشجار الوارقة الظلال و قادها فيليب إلى النواحى حيث توجد حقول الكرمة و بساتين الخضار. سارا معاً فى حقول الزيتون و تسلقا تلة أخرى تطل على البحر . من هناك ظهرت الأراضى الواسعة التى تنتهى بممر نحو غابة كثيفة.
قالت كايت :"إنها حقاً غابة حقيقية و كأن لا سكان فيها , أليس كذلك؟"
قال موافقاً :"أنها كذلك , لكنها لا تبعد أكثرمن كيلو متر وزاحد أو أكثر بقليل عن الفندق , و هكذا سنحصل على منظر رائعاً للبحر و كذلك سأريك أين سأبنى الحوض لرسو السفن فى الصيف القادم"
سارت كايت بجانبه و مدت يدها عبر شجرة دفلى لتقطف بعض الزهور منها. و من خلال الظلال للشجرة كانت ترى مياه البحر المتوسط فى الأسفل. قالت :"اليونان المكان المناسب للمصورين , أستطيع البقاء هنا طوال عمرى التقط الصور و لا أتعب أبداً"
قال بصوت غريب:"حقاً؟" وقبل أن تحظى بفرصة لتجيبه , و تابع قائلاً :"بالتحدث عن التصوير , لقد أخذت حق التصرف بإرسال صورك للطاحونة فى ميكونوس إلى وكالة تصوير فى أثينا.تاسوس استرنياكس مدير الوكالة هو أيضاً مصور مشهور , و لقد كان يضع لىّ إعلانات لفنادقى القديمة لكنه مثلك يطلب المزيد . و هذه الأيام يعمل فى صناعة بطاقات خاصة للسواح, لديه معرض سنوى لصوره الفنية . أن أعجب بعملك فأنا متأكد من أنه سيحاول مساعدتك"
قالت بصوت مضطرب:"هذا لطف كبير منك" تأثرت من محاولته مساعدتها , لكن مع ذلك مازال خطيب أرين و ليس خطيبها , هل يحق لها أن تقبل خدمات منه مثل هذه؟
قال ببساطة:"حسناً, أكره أن أرى موهبة تضيع هدراً , لكن الآن لنذهب و نرى موقع الحوض"
سارا بصمت عبر الأرض الصلبة , فى معظم الأماكن كانت الطريق واسعة ليسيرا بجانب بعضهما لكن فى بعض الأماكن كانت تضيق لدرجة أنها لاتتسع إلا لقدم واحدة . ومع أنه لم يكن هناك أشجار عالية كان هناك نباتات كثيفة و أغصان كثيفة تمزق ثياب كايت. كان عليها أن تمشى بحذر بسبب الحصى و قساوتها , وشعرت بالراحة عندما اقترح فيليب أن يتوقفا قليلاً فى مكان مظلل يشرف على البحر.
قال و هو يشير إلى الشمال الغربى:"أنظرى إلى الأسفل هناك, أترين تلك البقعة من الأرض التى تشكل حاجزاً طبيعياً للمرفأ؟ هناك سأبنى الحوض لرسو السفن"
قالت و هى تضع يدها فوق عينيها لتخفف عنهما الوهج:"آهـ, نعم , أليست تلك الفاتيرا ترسو هناك؟"
"نعم, أنها كذلك"
اقترب منها ووضع يده بخفة على كتفها . كان وجهه قريباً منها لدرجة أنها كانت ترى بوضح رموش عينيه و نظرة الشوق فيهما . ابتعدت عنه و قالت :"لا , فيليب . أنت تعلم أننا أتفقنا...."
ضربت بقدمها بعض الصخور البارزة و هى تتراجع , فسمع صوت أنين خفيف من الأسفل . توقفت كايت عن الحركة و قالت بإستغراب :طما كان ذلك؟"
سأل فيليب:"ماذا؟"
"ذلك الصوت , ألم تسمعه؟ أسمع, ها هو ثانية" جثت على ركبتيها و نظرت إلى أسفل الهضبة :"آهـ , فيليب. أنظر! يا للمسكين!أنه نورس, أليس كذلك؟"
جث فيليب بدوره و نظر إلى أسف التلة حيث رأى طائراً أبيض و رمادى اللون محتمياً هناك. مازال ريشه جميلاً عند جناحيه و ظهره , لكن ريش صدره ملطخ بالدماء كما و أن أحدى قائمتيه ملتوية .ومع ذلك أخفض الطائر رأسه محاولاً الدفاع عن نفسه منهما.
قال فيليب:"هرة أو كلب ضائع فى القرية قد أمسك به , مسكين.لن يتمكن من النجاة بهذه الساق المكسورة"
امتلأت عينا كايت بالدموع ,سألته:"ماذا سنفعل؟ لا يمكننا أن نتركه هكذا حتى يموت . ألا نستطيع أن نداةى ساقه أو أى شئ آخر؟"
هزر أسه متعاطفاً و قال بلطف :"لا أعتقد أن هناك أى أمل أنظرى كيف أن صدره ممزق أيضاً . أفضل ما نستطيع القيام به هو أنقاذه من عذابه . أسمعى كاترينا تابعى السير فى الممر حتى أتعامل معه . التقطى بعض الصور أو أى شئ آخر و سأتبعك بعد فترة قصيرة , أتفقنا؟"
ارتجفت شفتا كاترينا لكنها هزت رأسها موافقة . كانت تعلم أن فيليب على حق. بسرعة أبعدت عينيها ما أن التقط حجراً , فأسرعت بالسير مبتعدة.
كانت قد سارت مائتى ياردة أو أكثر عندما رات بقعة من الأشجار المليئة بالأشجار المليئة بالأزهار الحمراء فى وسط الطريق على جانب التلة . كانت تعكس تمازجاً رائعاص مقابل البحر الأزرق . فتحت حقيبة الكاميرا . أمسكت بالعدسة و تحركت بحذر باتجاه الزهور. حددت المكان الذى ترغب فى تصويره و سارت على رؤوس أصابعاه لتتمكن من آخذ أفضل مكان لصورتها , بالكاد كانت تدرك ما يحيط بها , أمسكت بحلقة الكاميرا لتحدد المسافة و ببطء شديد أنحنت إلى الأمام لتتمكن من التقاط الصورة.
سمعت صوتاً غاضباً يقول :"ماذا تعتقدين أنك تفعلين؟"
و أدركت و هى تشعر بالدهشة مما يحدث أمامها .
كان هناك شاب و فتاة مستلقيان على سجادة بين النباتات و على بعد خطوات من المكان الذى كانت ترغب بتصويره و لقد أزعجتهما .
تلعثمت:"أنا آسفة. لم أقصد التدخل , كنت فقط أصور الشجرة حتى أننى لم أركما .....آهـ !"
لكنها فجأة تعرفت على الفتاة التى كانت تجلس و هى ترتدى ثوب السباحة . أنها ارين مارمارا وقفت بسرعة و قالت لـ كايت غاضبة :"كيف تجرؤين على التجسس علىّ و على ايف! سأعمل على طردك بسبب ذلك"
قال صوت قاس :"لا أعتقد أن ذلك سيحدث أرين "
حدقوا جميعاً بجانب التلة حيث كان يقف فيليب ينظر إليهم . رأت كايت ايف يغمض عينيه و يتنهد بعدها نزل فيليب التلة نحوهم نقل نظره بين ايف و بين أرين و ما ترتديه , بعدها نظر مباشرة إلى وجه خطيبته و قال بحدة :"أعتقد أن هذه المهزلة استمرت طويلاً أرين , يجب أن تعتبرى أن خطبتنا قد أنتهت"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:38 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:01 AM   #7

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
فى ذلك الصمت المذهل الذى تبع ذلك الإعلان سمعت كايت صوت الأمواج على الصخور و صهيل حصان عن بعد و دقات قلبها العنيفة . بعدها أخذت أرين تتكلم بغض باليونانية . رمت بنفسها على فيليب و مزقت بأظافرها وجهه و أخذت تضرب صدره بعنف
صرخت:"أيها الجبان! كيف تجرؤ و تحاول أن تظهرنى غبية هكذا؟"
قال بحدة :"أنت تجعلين من نفسك غبية"
أمسك بيدها و أبعدها عنه و نظر إلى ثوب البحر الذى ترتديه و أضاف بسخرية:"إذا انتهيت من حمام الشمس مع حبيبك , اقترح عليك أن ترتدى ثيابك"
نظرت إليه بغضب و بسرعة ارتدت فميصاً قصير الكمين
قال ايف بقلق:"كنا فقط نجلس تحت أشعة الشمس"
نظر فيليب إلى الرجل نظرة إزدراء و قال :"لابد أنك تعتقد أننى أحمق أن افترضت أننى سأصدقك و أن كانت تلك الحقيقة فأنا لا أريد من زوجتى المستقبلية أن تأخذ حمام شمس مع رجل آخر لذلك يمكنك أن توفر على نفسك الكذب فأنا مدرك تماماً لعلاقة الحب التى تجمعك مع أرين منذ عدة أسابيع"
قالت أرين تدافع عن نفسها :"حسناً, و ماذا يعنى ذلك ؟ فأنت لا تمض أى وقت برفقتى . انت دائماً منشغل بكثرة أعمالك , محاولاً أن تؤثر على الناس بمدى اهميتك . و أنت لا تريدينى أن اتمتع بحياتى أو أذهب إلى أى مكان أو أفعل أى شئ . على الأقل ايف مسل و رفقته مرحة و هذا ما لا أستطيع قوله عنك"
قال بصوت خطر:"إذاً يجب أن تكونى سعيدة لأنك ليست مجبرة على الزواج بى"
شحب وجه أرين و قالت:"ليس هذا ما قصدته , حسناً فيليب, أنا أخرج برفقة ايف لكن ماذا يعنى ذلك؟ فأنا لم أتدخل أبداً بصديقاتك! و لابد أن لك علاقة بهذه المصورة منذ ان وصلت إلى هنا , و إذا أردت أن تبقى بقربك بعد الزواج لن أمانع أيضاً"
قال بصوت قاس:"أنت لا تسمعين جيدين أرين , لن نتزوج مطلقاً"
استدار مبتعداً لكن أرين أمسكت بذراعه.
قالت بصوت عال:"هذا كلام سخيف , هذا الارتباط متفق عليه منذ أن كنت طفلة"
وافقها بمرارة :"أعلم ذلك, و ربما لهذا أصيب بالفشل الذريع , لو كان لدينا الخيار أعتقد لما كان أى منا بحث أو فكر بالأمر . انت ترين أننى حازم و عديم التسلية و أنا أراك أنانية و سخيفة . واجهى الحقيقة , أرين من الأفضل لكلانا الابتعاد عن بعضنا"
صرخت :"لا! فيليب , لا تستطيع إهانتى هكذا أمام كل القرية"
تنهد بحزن و قال :"وما دخل أهل القرية بذلك؟ لا داع للقول أننى أنا من فسخ الخطبة قولى أنك فعلت ذلك بنفسك, قولى أنك ترغبين بالزواج من ايف بدلاً منى" و نظر إلى الرجل الفرنسى الذى لمعت عيناه بالمكر و تحرك قائلاً :"الآن أسمعا قليلاً...."
لكن أرين دفعته جانباً و هى لا تزال ممسكة بذراع فيليب.
قالت بعصبية :"أنا ليست مهتمة بالزواج من ايف , فيليب أصغ إلىّ لا يمكنك التخلى عنى بسبب مغامرة تافهة , لا علاقة لذلك بزواجنا . لقد وعدنا ببعضنا منذ سنوات كثيرة....كان ذلك اتفاق عمل"
نظر فيليب إليها و على وجهه نظرة شفقة أكثر مما هى نظرة غضب و أجاب :"تماماً هكذا و لهذا لا أريد الزواج من أجل اتفاق عمل . عندما أرغب فى الزواج , أريد أن أتزوج من أجل الحب , أرين و الآن ابتعدى عن طريقى!"
تنهد بضيق و أبعدها من أمامه . أنزلت يدها عن ذراعه , تعثرت و نظرت حولها بغضب كبير و استقر نظرها على كايت فصرخت بغضب :"أيتها الحقيرة ! كل ذلك بسببك!"
ركضت نحو كايت و دفعتها بقوة . شهقت كايت لكن ذراعى فيليب احاطتها و هو يساعدها لتقف.
قالت أرين :"أيتها الوقحة ! سأخبر الصحف بذلك ! سأمرغ أسمك بالوحل ستتمنين لو أنك لم تعترضى طريقى يوماً , أنت المسكينة و اللاشئ"
قال فيليب بصوت كالسوط :"أن فعلت أى شئ لتشويه أسم كايت سأجعلك تتمنين الموت , هل كنت واضحاً بكلامى؟"
قالت أرين بصوت ملئ بالإزدراء :"آهـ , واضح جداً أنت تماماً ما تستحق, أيها الفلاح ! لم تكن شيئاً قبل أن يساعدك والدى . فأنت تدين بك ما تملك لعائلة مارمارا"
"على العكس , أرين أنتم تدينون لى بكل ما تملكون فى الواقع . لكننى ليست مستعداً لبحث ذلك معك . أتمنى لك و ايف حياة سعيدة ! تعالى كاترينا"
ــ
أمسك بذراع كايت و سار معها باتجاه الممر . كان صوت أرين يتبعهما .
"لن تتمكن من التخلص منى هكذا , هل تسمعنى ,فيليب اندرو نيكوس ؟ سأدمرك . ستدفع ثمن ما فعلته بى. كلاكما ستدفعا ثمن ذلك!"
تنهدت كايت بتوتر ما أن ابتعدا و أصبحا داخل الغابة. نظر إليها فيليب و قال :"هل انت بخير ؟"
"نعم اننى بخير " ووضعت يدها على قلبها المضطرب .
"فقط متوترة قليلاً , آهـ, لكنها مزقت وجهك بأظافرها!"
وضعت يدها على خده . أمسك يدها بيده و قال و هو يبتسم :"اعتقد أننى سأحيا . و أشك بأنها أفسدت ملامح وجهى . لهذا سنذهب إلى منزلى , أليس كذلك؟ أعتقد أن لدينا الكثير من الأشياء لنتحدث بها"
قبل أصابعها و أمسك بيدها و سارا معاً . طوال الطريق كان يصدر نفخة من فمه تشبه كثيراًالأغنية التى عزفها على البوزوكى فى أول مرة التقيا فيها .
نظرت كايت إليه مرتبكة و قالت :"هل أنت متأكد من أنك بخير؟"
أجاب:"اكثر بكثير من أننى بخير , أشعر و كأننى سأطير من الفرح"
ظهر فى الممر منعطف حاد ليظهر وراءه فيلا تحيط بها الحدائق من كل جانب و تطل أيضاً على البحر . كان هناك سياجاً من الحجارة عليه درابزين من الحديد أمام حديقة من أشجار الصنوبر و السنديان . فتح فيليب باباً صغيراً من الحديد يقود إلى الطريق الرئيسية إلى الفيلا . سارا عبر الطريق المرصوفة بالحجارة و على جانبيها النباتات المليئة بالأزهار . فى مكان قريب رأت نافورة تضيف الموسيقى على جمالها . بعدها رأت المنزل الأبيض الكبير المغطى بالنباتات العالية . أخذ فيليب مفتاحاً من جيبه و وضعه فى قفل الباب الكبير المحفور . سأل:"لا أعتقد أنك دخلت منزلى من قبل , أليس كذلك؟"
فتح الباب على مصراعيه و أدخلها قبله. توقفت للحظة بسبب البرودة المفاجأة و الظلام . بعدها اعتادت عينيها على الضوء الخافت فنظرت حولها . كانت فى القاعة الأمامية حيث هناك عدد من الأبواب من كل جانب و درج رخامى كبير يصل إلى الطابق العلوى ,فى السقف علقت ثريا تناسب الأنوار الخافتة على جدران القاعة. و علق على كل جدار قطعة قطعة رائعة من الفن منحوتة صينية , أبريق من البورسلان الفاخر و زهرية يونانية قديمة .
قالت :"آهـ , فيليب أنه رائع"
هز كتفيه و قال :"مؤخراً بدات أفكر أنه يشبه حياتى كثيراً , مشع ملئ بالممتلكات الغالية لكنه فارغ من الداخل, عندها التقيت بك"
كان ينظر إليها بفرح و شوق واضح.
همست :"آهـ , فيليب"
ضمها إليه و سألها فجأة :"هل تتزوجين بى ؟"
قالت و قد تفاجأت بما سمعته :"ماذا , هل جننت؟"
ضحك بمرح حتى سمعت اصداء ضحكته فى المنزل كله.
قال :"لا, على العكس تماماً . لقد أصبحت سليم العقل , و توقفت عن الاهتمام بأشياء لا قيمة لها . مثل المال و العادات و الملكية . لا أريد أى شئ من ذلك , كاترينا أريدك فقط"
"هل أنت متأكد؟"
"أكثر من أى شئ آخر , و الآن هل تتزوجيننى؟"
هزها قليلاً فوجدت نفسها حائرة هل تبكى أم تضحك.
قالت:"لكن , فيليب , أنت غنى و مشهور و أنا لا أحد ! و أنت لا تعرفنى ألا منذ عدة أسابيع فكيف يمكن أنك تريد الزواج بى؟"
قال بسرعة :"كاترينا, السبب الوحيد لنجاحى بالحياة هو تماماً أننى كنت دائماً أعرف ما أريد و أسعى جاهد\اً لتحقيقه . و أنا أريدك كما أننى لا أسألك أن تتزوجى بى بل أنا أعلمك بذلك , عليك الزواج بى , هل هذا واضح؟"
كانت عيناه تشعان بالثقة و يبدو التصميم على وجهه كأنه سيقدم على معركة ما. ضحكت كايت و ضربته بقبضتى يديها على صدره , قالت :"نعم, نعم , هذا واضح"
سألها و هو ينظر إليها بنعومة :"لا يوجد لديك أى اعتراض , اليس كذلك؟" ثم أضاف :"أحبك كاترينا , و لن يكون هناك أحد غيرك فى حياتى"
نظرت إليه كايت و ابتسمت ابتسامة قلقة و قالت :"فيليب , ماذا تعتقد أن أرين قصدت عندما قالت أنها ستدمر حياتنا ؟ هل يمكنها القيام بذلك؟"
هز فيليب رأسه و ابتسم لها نظر إلى شعرها و إلى خديها , أمسك يدها و قبلها قائلاً :"لا اعتقد أنها قصدت شيئاً من ذلك. ما عدا أنها تكره أن تُخذل . ما أن تهدا حتى تدرك أن فسخ الخطبة هو أفضل ما نفعله كلينا . ما كنا لنسعد أبداً معاً . لذلك لا تقلقى بشأنها للحظة أخرى بعد. و أنا و أنت لدينا الكثير من الأشياء المفرحة التى علينا أن نبحثها"
ابتسمت بخجل و قالت :"مثل ماذا؟"
قال مقترحاً :"ما رأيك فى البداية لنتحدث عن خطة لزواجنا ؟ أو لرحلة بحرية رائعة فى الفاتيرا؟ أو للتحدث عن الخمسة عشر ولداً اللذين سنرزق بهم بعد عودتنا من شهر العسل؟"
ضحكت كايت باستغراب :"أنا أحبك حقاً , فيليب لكن خمسة عشر ولد !"
"حسناً , أثنان أو ثلاثة لكن بعد تأسيس عمل ثابت و مريح لك . لكن أولاً الزفاف متى تريدين أن نتزوج؟"
قالت :"فى أقرب فرصة ممكنة"
قال برضى :"هذا هو رأى بالتحديد , سأتحدث مع رجل الدين ستارغوس بشأن ذلك هناك أمران مهمان كاترينا , هل تمانعين أن كان حفل زواجنا بسيطاً و هادئاً؟ فقط احتفال صغير فى القرة مع والديك و عدد قليل من أصدقائى المقربين"
تمتم كايت :"أى شئ تريده"
تنهد براحة و قال :"جيد , و هناك أمر آخر , هل يمكننى أن أطلب منك أن لاتذكرى أمر زواجنا أمام أحد؟ يمكنك الكتابة إلى والديك بالطبع لكننى أفضل أن لا يعرف أحد غيرهما بذلك"
سألته بقلق :"أنت لا تريد التفكير ثانية بالأمر , أليس كذلك؟"
قال بضيق :"لا, بالطبع بل ! لكنك تعلمين كم أكره الصحفيين , كاترينا و منذ أن أصبحت واحداً من الأثرياء و هم يتبعونى كظلى و فسخ خطبتى من ارين سيكون حدثاً مهماً للثرثرة و أنت لا تستطعين التخيل كيف يصبحون عندما يريدون التحدث عن أمر ما , و أنا لا أريد ان أعرضك لمثل هذا الضغط . كما و أننى لا أريد لزفافنا أن يصبح حدثاً اجتماعياً فى الصحف . لذلك أرى أن السرية هى أفضل خيار لنا , أتفقنا؟"
اعترفت كايت :"أعتقد أنك على حق , لكننى أحب اصدقائى فى مركز الحفر لكن لا يهم , أخبرنى المزيد عن تلك الرحلة البحرية التى تخطط لها"
قال :"لم آخذ عطلة منذ أكثر من خمس سنوات , كما و ان الفاتيرا ترسو فى المرفأ بانتظارنا . الآن و بعد أن تم أفتتاح الفندق أعتقد بأن على أن أرتاح قليلاً .
تستطيع دوروثيا و الباقون إدارة الفندق بسهولة . لذلك لما لا نبحر عبر البحر المتوسط و نستمتع بوقتنا؟ نتزلج على الماء , نغطس , نصطاد السمك و نتجول عبر الجزر كيف يبدو لك ذلك؟"
"يبدو رائعاً . لكن هل تعتقد أنك تستطيع المغادرة الآن قيليب؟ أقصد , لقد قلت أن شريكك هريستوس هيونيدوس تعانى من أزمة قلبية و قد تتعرض لمشاكل من الورثة أن هو توفى . أليس من الأفضل البقاء هنا للتعامل مع كل هذه الأمور ؟"
اعترف قائلاً و هو يرفع يديه فى الهواء :"أعلم, لكن لا أعتقد أن هريستوس سيموت الآن أو أن الورثة سيقدمون على أى عمل يثير المشاكل. و إذا أردت الأنتظار لحل كل تلك المشكلة , فمن المؤكد أن شيئاً آخر سيحدث . فهناك دائماً امور كثرة علىّ التعامل معها , كاترينا وان لم اعمل على التمسك بأى فرصة للسعادة فأعتقد أنها ستبتعد عنى نهائياً . منذ سنوات لم أفعل شيئاً غير العمل و القلق . الآن بعد أن قابلتك أريد أن احيا قليلاً . هل هذا أمر سئ؟"
نظرت إليه كايت . كان الظلام قد ارخى سدوله فى الخارج , وعكست أنوار الغرفة ملامح وجهه. رأت ظلالاً تحت عينيه و خطوطاً من التوتر حول فمه .
قالت بنعومة :"لا, فيليب , يبدو عليك التعب و الأرهاق لِما لا تذهب إلى النوم باكراً الليلة ؟ فلابد أنك لم تنم ليلة البارحة"
اعترف قائلاً :"هذا ما حصل فى الواقع , حسناً سأذهب إلى النوم لكن سنتناول العشاء قريباً و غداً سنذهب إلى البحر"
سمعت كايت صوت جرس فقالت :"ممم, ما هذا؟"
قال :"انه العشاء و هذا جرس الباب الخلفى , سأذهب واحضره"
عاد بعد خمس دقائق و هو يحمل صينية مليئة بالطعام الشهى . خبز ساخن و مزيج من الخضار و ثمار البحر شيش الكباب و بطاطا مقلية و سلطة بندورة و خيار و زيتون . و طبق من الفطائر المحشوة بالشوكلا.
تناولا الطعام على مهل و بفرح و هما يتذوقان الطعام صنفاً بعد صنف , بعد ذلك أخذ فيليب البوزوكى و عزف عليها أغنيات للحب . و عندما وضع جانباً الآلة ضمها فيليب إليه . بقيت كايت صامتة فهى لم تشعر بهذه السعادة طوال عمرها .
استيقظت كايت فى اليوم التالى على صوت جرس سمعته من قبل تاوهت و جلست فى سريرها و هى تبعد شعرها عن عينيها نظرت إلى الساعة قرب سريرها رأت أن الساعة قد قاربت السباعة و النصف.
قالت لنفسها :"اعتقد أن هذا هو الفطور"
نهضت من السرير و سارت نحو مصدر الصوت. ما أن أصبحت على الدرج حتى سمعت صوت ماء منهمر . حسناً ها هو فيليب يستحم. سارت نحو المطبخ و هى تفكر كيف ستتمكن من التفاهم من أحد من عمال الفندق . فتحت الباب و هى تشعر بالاحراج .
كان الأمر أكثر احراجاً مما يمكن ان تتخيله . لأن الرجل الذى كان يقف أمام باب المطبخ ليس عاملاً من الفندق بل مصوراً . فى اللحظة التى فتحت فيها كايت الباب دخل فيها الرجل إلى المطبخ . هو ينير الكاميرا ليلتقط لها صورة. صرخت كايت مصدومة و أمسكت بطاولة المطبخ لتتمكن من الوقوف
ـــ
قال المصور :"هل صححيح أنك صديقة فيليب اندرو نيكوس الجديدة؟ هل تخلى عن أرين مارمارا لأجلك؟ هل كنت تعملين فى مرسيليا قبل أن تأتى إلى ايواس ديمتريوس ؟ أديرى وجهك قليلاً . عزيزتى أريد أن التقط لك صورة واضحة"
غطت كايت وجهها بيديها و صرخت :"كيف تجرؤ ؟ أخرج من هنا على الفور من فضلك أرحل"
دفعته بقوة نحو الباب و تمكنت من طرده إلى الخارج . لكنه و بمهارة وضع قدمه داخل الباب و استمر فى التقاط الصور.
"آهـ, هذه لقطة رائعة عزيزيتى ! تبدين جميلة جداً و أنت غاضبة ! و الآن أريد صورة أمامية مباشرة و ليس صورة جانبية . ستحطمين كاميرتى . هل حقاً عملت فى أفلام رخيصة؟"
صرخت و هى تمسك بحاجب الباب :"فيليب, فيليب"
بعد مرور لحظة أتى فيليب مسرعاً إلى القاعة الأمامية . كانت المياه لا تزال على شعره لكنه عرف كل ما يحدث بنظرة واحدة . تجهم وجهه و أبعد كايت جانباً و دخل إلى المطبخ , رفع المصور عن الأرض و ضربه بقبضته و رماه أرضاً . بعدها رفعه عن الأرض بامساكه من جاكيته و رماه خارجاً من باب المطبخ. بعد لحظة نزع الفيلم من الكاميرا و رمى بالكاميرا وراء صاحبها . لمحت كايت المصور ملقى على الأرض و هو يضع يده على فكه , ثم أغلق فيليب الباب بقوة .
قال :"تباً! تحركت الوحوش بسرعة. حسناً,علينا الذهاب من هنا على الفور , كاترينا أخشى أنه واحد من عشرات"
سار نحو الهاتف و ضغط على رقمين و تحدث بسرعة باللغة اليونانية . عندما أعاد السماعة إلى مكانها ازداد وجهه تجهماً وهو يقول :"ما قلته صحيح, لقد تحدثت مع جهاز الأمن للفندق و طلبت منهم أن يخرجوا كل دخيل من المنطقة , لكن كما يبدو من كلامهم , هناك الكثير منهم فى الجوار , و ليس من السهل السيطرة على ثمان مئة أكار من الأراضى , لذلك علينا أنا و أنت الخروج من هنا . سيلتقى بنا جورجيوس فى القارب السريع من مكان خاص بى فى المرفأ . هل يمكنك أن تصبحى جاهزة خلال عشر دقائق؟"
تلعثمت و هى تقول :"نعم, لكننى لا أملك إلا الثياب التى كنت أرتديها البارحة . كل شئ آخر لىّ مازال فى الفيلا . ما عدا الكاميرا"
" لا تقلقى بشأن ذلك, سنتمكن من حل تلك المسألة عندما نصبح على متن الفاتيرا"
بطريقة ما تمكنت كايت من الاستحمام و ارتداء ملابسها فى عشر دقائق . كانت جاهزة بانتظاره فى القاعة و هى تحمل حقيبة يدها و الكاميرا عندما نزل فيليب الدرج . كان يرتدى بدلة عاجية اللون . و كان يبدو طبيعياً و مرتاحاً كأنه يوم عادى و هو ذاهب إلى مكان عمله كالعادة . بينما كانت كايت تشعر أنها تحولت إلى كتلة عقد من التوتر و الخوف . و بينما كان يسيران نحو المرفا كانت تنظر بقلق باستمرار حولها و كأنها تتوقع ان يهاجمها أحد المصورين من مكان ما فى أى لحظة . و حتى عندما أصبحا فى القارب السريع لم تستطيع التخلص من كل ذلك التوتر و فقط عندما أصبحت على متن اليخت و سمعت الحركة القوية للمحرك و هو ينطلق عندها فقط ارتاحت. و بابتسامة متفهمة أمسك فيليب بيدها و قادها نحو قاعة الجلوس و ساعدها لتجلس على مقعد مريح.
سألها :"أترغبين بشراب شئ ما؟"
قالت :"فقط بعض عصير الليمون , شكراً لك"
قدم لها كوباً مليئاً بعصير الليمون و بعض قطع الثلج
قال و هو يبتسم:"هيا , لن تسمحى لهؤلاء الوحوش بالأنتصار عليك من أول لقاء معك معهم, أليس كذلك؟"
ابتسمت و هى تقول :"آهـ فيليب, ذلك الرجل كان مخيفاً . لقد قال أشياء مخيفة عنى و ليس منها أى كلمة صحيحة . أنت لا تعتقد أن ذلك الكلام المهين سيقرأ فى الصحف , أليس كذلك؟"
قال بحزم:"حسناً , وأن حصل ذلك فلن نأخذ اى علم به, سأطلب من جورجيوس أن يضع شارة الراديو على أخبار الطقس فقط و بعيداً عن ذلك سنبقى من غير اتصال بالآخرين لمدة خمس أو ستة أيام . سنذهب إلى أحدى الجزر و ننسى أن هناك عالماً كبيراً غير تلك الجزيرة. ما رأيك بذلك؟"
وافقت بحزن و هى تقول :"تبدو خطوة جيدة جداً"
و كانت كذلك . فالطقس كان رائعاً و بدأ اليخت يير فوق الماء و كأنه طائر . طلب فيليب من جورجيوس التوجه نحو جزية تاسوس , وعندما وصل اليخت إلى هناك رسا فى كهف هادئ شرق جبل ابسارى . امضيا الوقت و هما يغطسان فى الماء و يسبحان و فى المساء كانا يجلسان على متن اليخت يحدقان بالنجوم . تناولا عدة مرات الطعام فى مرفأ بوتاما سكيالال و قاما بالركض على شاطئ كريسموديو .
استعملت كايت العديد من الأفلام و هى تحاول أن تلتقط كل جمال فى البحر الأزرق الرائع , البيوت البيضاء المتلألئة تحت ضوء الشمس , و انعكاس الأضواء على تلك الأراضى . و بالطبع كان هناك صور لها و لـ فيليب , صورته و هو مرتدى شورت البحر , و آلة الغطس فوق شعره الرطب و هو يبتسم بفرح . صور لها و هى مستلقية على منشفة و هى مرتدية ثوب بحر أخضر اللون و قد وضعت على أنفها قشدة الزنك . و آخذت صورة لهما معاً و هما يسبحان فى حوض اليخت و هما متعانقان بفرح . سألها فيليب بينما كانت تحضر الآلة الأتوماتيكية لالتقاط تلك الصور :"ماذا ستفعلين بكل تلك الصور ؟"
قالت تمازحه :"حسناً نستطيع استعمالها فى الصحف و المجلات"
قال فيليب:"ليس هذه الصورة, هذه الصورة خاصة جداً"
"أممم , آهـ, فيليب أتمنى لو أن هذه الرحلة تدوم إلى الأبد!"
لكنها أنتهت بالطبع . فى اليوم الخامس استيقظا ليجدا أن المطر ينهمر بغزارة على اليخت و ان الغيوم السوداء تملأ السماء .
قال و هو يضع معطفه الشتوى على كتفيه :"ما رأيك , أنعود إلى منزلنا؟"
قالت بحزن:"المنزل, سنعود إلى الصحفيين و إلى أرين التى تريد القضاء علىّ"
قال فيليب وهو يقبل شعرها الرطب:"لا تقلقى, لابد أن الأمور تحسنت فى غيابنا"
لكن الأمور لم تتحسن أبداً . عندما وصلا إلى شاطئ ايواس ديمتريوس كان هناك من ينتظرهما حاملاً مظلة كبيرة . شعرت كايت باضطراب فى قلبها عندما رأت دوروثيا . ماذا يمكن أن يكون حدث حتى تأتى نائب الرئيس بنفسها للقائهما و تحت المطر؟ لابد أن فيليب يفكر هكذا أيضاً . لأنه خرج من القارب بسرعة قبل أن يتمكن جورجيوس من إيقافه بشكل كامل . تعثرت كايت و هى تتبعه و رأت دوروثيا تعطيه العديد من المجلات .
وصلت إلى قربهما و نظرت إلى الصحف الموجودة بين يدى فيليب . فرأت أسمه لكنها لم تجيد اللغة اليونانية بشكل كاف لتقرأها.
قالت:"ماذا هناك فى الصحف؟"
كان وجه فيليب يشبه قناعاً من الحجر . حدق فى الجري
ة غير مصدق بعدها مزقها . أخيراً سار عبر المرفأ و رمى الصحف فى سلة المهملات . أمسكت كايت بيده و قالت :"ماذا هناك؟"
حدق بها و كأنه يستفيق من اغماءة بعدها مرر يده على عينيه ليمسح المطر الذى يحجب عنه الرؤية قال بحزن:"تقول , اندرو نيكوس يواجه الخراب"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:40 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:03 AM   #8

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الـفـصـــل الســابــع
قالت دوروثيا :"حسناً, هيا , ليس هناك أى معنى للوقوف تحت المطر لفترة أطول . أردت فقط ان التقيك قبل أن تختفى فى منزلك . لكن ما نحتاج إليه الآن هو بعض العمل"
تنهد فيليب و هز رأسه .
سألها بقلق :"هل حصلت على كل المعلومات التى احتاجها؟"
قالت و هى تشير بالمظلة :"كل شئ فى منزلى , هيا"
بعد مرور خمس دقائق كانوا يجلسون فى غرفة الجلوس فى منزل دوروثيا . كان منزلها جديداً و متصلاً بالفندق و موضوعه بالتحديد قرب مبنى الاستقبال الرئيسى . لكنه مبنى على الطراز القديم مثل كل المبانى فى فندق اريدان . و لم تصدق كايت أنها ليست فى منزل صغير و مريح فى قرية جميلة.
صوت قرقعة النار فى المدفأة و قطع صغيرة من السجاد الأسود ملقاة تحت الجدران البيضاء و تحفة ذهبية معلقة على أحد الجدران . لكن لم يكن هناك أى شئ مريح فى الصحف البعثرة على الطاولة . أثنان أو ثلاثة منهم كتب عليهم و بخط عريض و كبير :
( وريثة تنبذ المستهتر اليونانى )
(اندرو نيكوس فى الهاوية )
( الحب و الخراب لصاحب الفنادق اليونانى )
قال :"ما معنى كل هذا الكلام الفارغ؟" و اشار إلى بيده إلى كومة الصحف على الطاولة .
قالت دوروثيا :"تبدو أكثر من كلام فارغ , لسوء الحظ , لكنك أخلع ثيابك المبللة أولاً , فيليب و بعدها سأخبرك ما الذى كان يحدث فى غيابك"
أخذت دوروثيا معاطف المطر معها و عادت بعد قليل و هى تحمل عدداً من المناشف و صينية عليها أبريق من العصير الطازج و ثلاثة أكواب , و بينما كانا ينشفان شعرهما قامت دوروثيا بسكب العصير فى الأكواب .
قال فيليب ما أن رشف رشفة كبيرة من كوبه :"و الآن , ما كل هذا الكلام؟"
تنهدت دوروثيا و قالت بإيجاز :"هناك قصتان مختلفتان الأولى أن هيريستوس هيونيدوس مات و الآن منفذى وصيته يهددون بالمطالبة بالرهن"
لم يقل فيليب شيئاً, لكنه شد بقوة على كوبه. و من دون أن تعرف ماذا يحدث لها شعرت كايت فجأة بقشعريرة من الخوف تسيطر عليها .
سألت :"ماذا يعنى هذا؟"
أجاب بحدة :"هذا يعنى أنه يجب أن أجد ممولاً جديدياً للفندق أو قد أتعرض للافلاس" تابع و هو ينظر إلى دوروثيا :"لكن لا بأس بهذا الأمر الآن . ما هى القصة الثانية الشائعة فى الصحف دوروثيا؟"
ظهر القلق عليها أكثر من ذى قبل و هى تقول :"و بدون أن أبالغ فى الأمر , أقول أن هذه القصة هى انتقام ارين منكما , لا أدرى بالتحديد ماذا حصل بعد مغادرتك القرية الأسبوع الماضى , لكن قصة أرين قوية جداً, و قد نشرتها فى كل صحيفة و مجلة فى سائر أوروبا . و حسب ما قالته , أنها ذهبت إلى منزلك بصورة غير كتوقعة و وجدتك فى السرير مع ممثلة استرالية كانت تعمل فى أفلام رخيصة و على الفور فسخت خطبتها معك"
تأوه فيليب بطريقة و كأنه يضحك و يئن فى آن معاً .
قال معترضاً :"كيف يمكن أن تكون بكل هذا الحقد؟ هذا أمر سخيف! و غير لائق!"
شعرت كايت بالصدمة و فجأة لم تعد ساقيها قادرتان على حملها . شهقت و جلست على أقرب كرسى.
صرخ فيليب:"كايت ! لا تتأثرى بكل ما سمعته . لا أحد يصدق ما يكتب فى معظم المجلات و الجرائد"
كان وجهها شاحباً . انحنى قربها و أخذ يفرك يديها بقوة و قال و هو ينظر من وراء كتفه :"أحضرى لها بعض الشراب المنشط"
عادت دوروثيا على الفور و هى تحمل و هى تحمل كوباً , لكن كايت كانت ترتجف بقوة مما جعلها ا تستطيع امساك الكوب"
قالت و أسنانها تصطكا :"لا أستطيع تصديق أن هناك من يقول هذا الكلام المخيف عنى"
تمتم فيليب و هو يساعدها على الشرب :"أصمتى الآن , انه ليس نهاية العالم , كما تعلمين . و كل ما فى الأمر أنك بريئة جداً و لهذا اصبت بكل هذه الصدمة . عليك أن تقرأى بعض الأشياء التى كتبوها عنى فى الماضى! لكن الشئ الوحيد الذى تستطعين فعله هو تجاهلهم . سينشبون أضافرهم على شخص آخر فى الأسبوع القادم. و الذى يشغلنى فعلاً ما سمعته عن هيونيدس . هل أنت متأكدة أن ما قالوه عن موته صحيح دوروثيا؟"
هزت رأسها و قالت :"لكنى لم أستطيع التأكد من أقوال الورثة. رفض محاموه التحدث معى على الهاتف"
ظهر الضيق على وجهه و قال :"إذاً من الأفضل أن أتصل بهم بنفسى"
توقف ليلمس خد كايت البارد و يبعد شعرها عن وجهها .
سألها :"هل ستكونين بخير إذا ذهبت لأجرى أتصالاً هاتفياً؟"
قالت من خلال شفتيها الباردتين كالثلج :"نعم"
اسرعت دوروثيا وراء فيليب و بقيت كايت بمفردها
شعرت بالصدمة و كأنها فقدت شخصاً عزيزاً عليها . كيف يمكن لها أن تظهر فى العلن ثانية إذا كانت الناس ستقول عنها هذه الأشياء المخيفة؟ لكن بعد مرور عدة لحظات توقفت عن التفكير بنفسها و فكرت بالجزء الثانى من أخبار دوروثيا . ماذا يعنى لـ فيليب أن الورثة سيلغون الرهن؟ عليها أن تسيطر على نفسها, و تحاول أن تقدم المساعدة له . لكن عندما فتح الباب ثانية رأت على وجهه المصاعب التى يمر بها.
قالت برعب :"الأمر صحيح , إذاً؟"
قال بسرعة :"نعم, الورثة أوقفوا الرهن"
بدا وجهه شاحباً . لمعت ملامح بالغضب و ظهر فى عينيه بريق من التصميم و الإرادة . شعرت كايت بالخوف مجدداً و كانت سعيدة أن تلك النظرة و ذلك الوجه القاسى لا ينظر إليها .
قالت باستغراب :"لكن لماذا فعلوا ذلك؟"
" لا اعلم , إلا إذا كان الورثة قد قرروا أن يحاولوا أن يتسببوا فى إفلاسى عندها سيتمكنون من شراء فندق اريدان بابخاس الأثمان . لكن إذا كانت هذه لعبتهم سأجعلهم يتمنون لو أنهم لم يحاولوا مطلقاً القيام بذلك ! دوروثيا , قولى لـ يانيس أننى أريد سيارة جاهزة فى غضون نصف ساعة"
قالت كايت بتوتر :"إلى....إلى أين أنت ذاهب؟"
أجاب :" إلى تسالونيكى , أحتاج أن أرى المحامى و المحاسبين أن لم أجد ممولاً جديداً فى غضون الأسبوعين القادمين عندها سأجبر على التخلى عن الفندق!"
حدقت به كايت بذعر و قالت:"لكن هذا يعنى...."
وافقها بقسوة و تابع عنها:"يعنى أنها نهاية كل الأشياء التى أمضيت عمرى أعمل عليها"
بعدها شعرت كايت بالدهشة لأنه فجأة ضحك بصوت عالٍ
قال و كأنه يقسم :"ما عدا أنه لا يمكن أن يحدث ذلك, لقد قابلت الكثير من الناس الذين حاولوا تدميرى فى حق الأعمال من قبل و يمكننى القول أننى جاهز للقيام بذلك ثانية تعالى كاترينا , توقفى عن القلق و الخوف و كأنك كومة من القماش , تعالى و ساعدينى لأحزم حقيبتى!"
كانت لا تعلم أن كانت تضحك أم تبكى لكنها وجدت نفسها تغادر منزل دوروثيا و تسير عبر الممر نحو منزل فيليب
قالت ما ان وصلا إلى الباب الأمامى الكبير لمنزله:"أتعلم, أنت تثير حيرتى فيليب"
قال و هو يضع المفتاح فى القفل :"آهـ , حقاً , فى أى أمر؟"
قالت :"حسناً , أنظر إلى نفسك" و دفعته إلى الداخل لينظر إلى مرآه كبيرة معلقة على أحد الجدران , و تابعت :"كل شئ سئ حولك و أنت مازلت تملك كل الشجاعة و المقدرة لتتابع خطتك , كما و ان صوتك ملئ بالحياة و الفرح كما و أنك كنت كنت تصفر و أنت تسير على الممر . أى شخص يراك يعتقد أنك سعيد و تتمتع بما يحدث معك"
اعاد رأسه إلى الوراء و ضحك بصوت عال . بعدها مد يده و لمس خدها.
قال بصوت ناعم و هو ينظر إليها بحب كبير :"هل تعلمين , أعتقد أننى كذلك؟ و من أين لىّ بقتال مهم أكثر من هذا ؟ المرأة التى احبها و سأتزوجها و المنزل الذى سأعيش فيه؟"
أمسك بخصلة من شعرها و لمسها بنعومة بعدها قبلها بقوة و قال بحزم :"هل ستتزوجين بى حتى و لو أصبت بالإفلاس؟"
قالت بشوق :"فيليب , سأتزوج منك حتى و لو كنت فقيراً معدماً"
قال و هو يضغط على كتفيها بحماسة :"حسناً أنتهينا من هذا الأمر إذاً و الآن علىّ أن أذهب لاحضر نفسى , هناك أمر واحد يشغلنى كاترينا"
"مــا هـــــو ؟"
"لِما لا تنتقلين للعيش هنا فى غيابى؟ على الأقل يوجد السياج العالى و بذلك تبتعدين عن الصحافيين , كما و أننى أحب أن أفكر فى أنك تقيمى فى منزلى"
أجابت :"حسناً , يسعدنى أنا ذلك أيضاً"
قال محذراً :"لكن لا تدعى أحد من الصحافيين يدخل إلى المنزل تحت أى ظرف كان"
قالت :"لن أفعل , لكن لا تبقى بعيداً لمدة طويلة"
قال واعداً :"أسبوع واحد فى أقصى تقدير . الوقت سيمر بسرعة"
ــ
لكن الوقت لم يمر بسرعة أبداً . كان يمر بألم و عذاب شديد. كذلك الطقس الردئ الذى أستمر كان يزيد من عذابها . كل صباح كانت تستيقظ على وقع المطر و أن نظرت إلى السماء رأتها ملبدة بالغيوم الرمادية . الرياح الباردة كانت تعصف من وراء الجبال فلم يكن هناك من الأمل للخروج لتلتقط أى صور تشغلها . فمن يريد أن يقرأ إعلانات لإمضاء عطلة فى أمكنة عاصفة و ماطرة ؟ كما و أنه لا يمكنه العمل فى مركز الاستقبال فى الفندق . عاد نيكوس , ضعيفاً و شاحباً لكنه قوى الإرادة و التصميم , كان يطبع ما يطلب منه بيد واحدة, كما و أن معرفة كايت باللغة اليونانية محدودة . و دوروثيا كانت تعمل على إبقائها بعيدة عن الصحفيين و بعد مرور ثلاثة أيام كانت كايت تشعر بالملل كثيراً. لكن اليوم الرابع كان مشرقاً و شمس تستطع بشكل جعلها تتوقع أشياء مختلفة. و صل احد عمال الفندق و سلمها البريد . فرحت كايت على الفور من رؤية أربع مغلفات وُضعت على الطاولة فى القاعة الأمامية, بطاقة بريدية ملونة من تسالونيكى أرسلها فيليب مع كلمة بالكاد استطاعت قراءتها .
"لا أخبار , يعنى اخبار جيدة. مع حبى .
فيليب"
رسالة أخرى من والديها و قد أُرسلت من مركز الحفر فى تيسيا. كذلك هناك رسالة من تاسوس ارترنياكوس عارضاً عليها رغبته فى شراء صورها للطحاونة فى مياكونوس لوضعها على بطاقات بريدية فصرخت من الفرح . و أخيراً رزمو من تسالونيكى تحتوى على آخر صور لها التقطتها فى الفاتيرا.
حملت تلك المغلفات إلى غرفة الجلوس , جلست براحة لتستمتع بما تقرأه و تراه . اعادتها الصور التى التقطتها فى اليخت إلى فيضان من الذكرات التى لا تُنسى و لعدة دقائق نسيت ذلك القلق الذى كان مسيطراً عليها و يعذبها . تذكرت تلك اللحظات و هما يسبحان و يغطسان فى الماء , و كذلك تناول العشاء فى تلك لأماكن الجميلة و السير على الشواطئ الرملية. شعرت فجأة أنها مقتنعة أن فيليب سيتمكن من حل كل مشاكله و الوصول إلى ما يصبو إليه . و عندما أمسكت بالصورة التى يسبحان فيها معاً و هما يتعانقان ضحكت بصوت عالٍ و وضعتها جانباً . من المؤكد ان هذه الصورة خاصة جداً و يجب ان يحتفظا بها بعيداً عن الأعين.
لكن رسالة والديها سببت لها بعض الحزن. لحسن الحظ أنهما بعيدان جداً و ليس هناك أى فرصة ليقرأ القصص المخيفة عن ابنتهما , لكن من الواضح أنهما قلقان بشأنها . امسكت كايت الرسالة و قرأت خط أمها الصغير
"....أنت تعلمين أننا قلقان بشأنك . كايت . لقد مر على غيابك أكثر من ستة أشهر حتى الآن , و هذا العمل التصويرى لم يحقق لك أى شئ يذكر , تماماً كما كنا نتوقع , ألا تعتقدين أنه حان الوقت لتتخلى عن ذلك و تعودين إلى بلادك و أهلك؟ سكرتيرة والدك السيدة و يلكوس ستتقاعد فى شهر تشرين الأول (أكتوبر) و يمكنك ان تاخذى مكانها فى اى لحظة تشائين, أكتبى لنا و أخبرينا....."
شعرت كايت برجفة بالرغم عنها . عليها أن تتخلص من هذا الإحساس عاجلاً أم آجلاً . فمنذ رحيل فليب و هى تحاول أن تستجمع شجاعتها لكتابة رسالة إلى والديها , لكن كل المحاولات كانت تنتهى فى سلة المهملات . و الآن عليها أن تتعامل مع الأمر قبل أن يصل أى خبر إلى والديها عن علاقتها بـ فيليب , على التلفزيون او فى اى جريدة . بحثت فى درج المكتب أخذت ورقة و قلم و جلست على الكنبة و هى تفكر ثم بدأت بالكتابة.
"أمى و أبى العزيزان
أعلم ان هذا الخبر سيصلكما و كأنه صدمة , لكن لقد خُطبت و أسم خطيبى فيليب اندرو نيكوس و هو يعمل فى بناء و إدارة الفنادق , لقد التقينا خلال هزة أرضية فى منطقة بالقرب من جبل بانجيا و كان علينا علينا إمضاء ليلة معاً , وفى قرية صغيرة تدعى ايا صوفيا لأن جميع الطرقات قُطعت بسبب إنهمار الصخور . كان هناك انجذاب قوى بيننا و الذى تحول الآن إلى عاطفة أعمق . قررنا الزواج فى قرية فيليب تدى أيواس ديمتريوس فى أقرب فرصة ممكنة و ما أن نتمكن من أتخاذ موعد مع رجل الدين ستارغوس , أنا و فيليب نأمل أن تأتيا إلينا من أجل حضور الزفاف , لكن أرجو أن لا تذكرا ذلك لأى كان لأننا نريد زفافاً بسيطاً و نريد أن يبقى الأمر سراً. و أن كان ..."
جمدت يد كايت ما أن سمعت دقة مفاجأة على الباب الخلفى للمنزل . لم تكن تتوقع اى عامل من الفندق فى هذا الوقت من النهار , كما و أن تجربتها السابقة مع المصور جعلتها تشعر بالقلق . سارت على مهل إلى المطبخ . رفعت الستارة و نظرة من وراءها . الرجل الذى كان يقف هناك و يبتسم لها كان آخر شخص توقعت رؤيته.
تنفست و هى تقول :"ستافروس" و تركت الستارة تسقط من يدها
ـــ
فكرة بسرعة ماذا عليها ان تفعل . لقد حذرها فيليب بعدم التعامل مع ستافروس , لكنها لم تفهم أبداً سبب عداوة فيليب له, كما و انه سيبدو الأمر محرجاً أن رفضت أن تفتح له الباب و هو يعلم أنها فى الداخل , و كانه ثعلب ماكر و هى مجرد نعجة صغيرة سينقض عليها و يأكلها , لكن ماذا يمكن أن لأخ أرين أن يطلب منها ؟ قد لا يكون الأمر محرجاً هكذا أن تكلمت معه.
استمر فى قرع الباب و هذا ما جعلها تشعر بعدم الراحة و بأم فى معدتها من شدة الاضطراب , أخيراً أتخذت قرارها , ادارت مسكة الباب و تراجعت على الوراء
قال :"مرحباً كايت , كيف هى احوالك؟" و بخطوة واحدة اصبح فى الداخل.
قالت بقلق :"مرحباً , ماذا يمكننى ان أفعل لك؟"
قال بسرعة :"هاى, خففى عنك, لن أفعل أى شئ سئ لك عزيزتى"
قالت بخشونة , فلقد شعرت و كأنه يقرأ ما تفكر فيه :"كل ما فى الأمر أننى أشعر أن ليس هناك ما أقوله لك فى هذه الظروف"
قال بغموض:"الظروف؟ آهـ , انت إذن تعنين كل ذلك الكلام السخيف بشأن أرين, آهت حسناً , بطريقة ما , هذا سبب وجودى هنا, هل هناك مكان نستطيع التحدث فيه؟"
سارا إلى الأمام فجاة و للحظة أعتقدت أنه قد يهاجمها و شعرت بالرعب بعدها رأت انه و ببساطة يملأ كوباً من مياه الباردة التى كانت على الطاولة شتمت نفسها كونها حمقاء و أجابت متلعثمة :"التحدث؟ حسناً , انا لا....ربما من الأفضل أن ندخل إلى غرفة الجلوس"
أدركت كايت عندما أصبحت فى وسط الغرفة أنها تركت رسالتها من دون ان تكملها فآخر ما تريده هو ان يعلم أخ ارين بخطة زواجها .
بسرعة أغلقت الدفتر و اعادته إلى الدرج . جلست على المقعد و أشارت إلى ستافروس ان يجلس على الكرسى المقابل.
قالت بقلق :"تفضل بالجلوس"
ابتسم باستغراب و كأنه يتساءل ما الذى يزعجها . ما أن بدات كايت ترتاح و تتنفس بهدوء حتى سيطر عليها رعب جديد, أدركت فجأة أن الصورة التى التقطتها لها و لـ فيليب و هما يسبحان مازالت على المقعد على الوسادة قربها . إذا رأى ستافروس هذه الصورة ستثير الكثير من المشاكل , ابتسمت بفرح و تحركت قليلاً حتى أصبحت بقرب الصورة و بسرعة التقطتها و وضعتها بسرعة فى مكان بعيد عن الأنظار تحت الوسائد .
قال ستافروس :"هل أنت بخير؟ تبدين قلقة "
تعلعثمت و هة تقول :"انا بخير! ستافروس, هل أردت رؤيتى بسبب أمر خاص؟"
تحرك بقق و نظر إلى يديه . قال :"نعم, فعلاً . الأمر يتعلق بـ فيليب و ارين...."
قاطعته بقوة :"فى هذه الحالة , لا أعتقد أن هناك شيئاً مهماً يمكن قوله,وأنا ليست مستعد للتحدث عن هذا الموضوع مع أى كان!"
اعترض ستافروس بسرعة :"هاى , أنتظرى لحظة, لا تفهمينى خطأ . أسمعى كايت ليس لدى أى شئ ضدك . لقد احببتك دوماً . علىّ أن أكون صادقاً و أقول أنى أشعر بالآسى لما سارت عليه الأمور بين ارين و فيليب . لكن الحقيقة أن ذلك ليس من شأنى . لم أت إلى هنا لأحاول أقناعك بالتخلى عنه"
سألت كايت مشككة :"إذاً لِما أتيت إلى هنا ؟"
ابتسم بقلق و قال :"الحقيقة انه موضوع دقيق جداً , لكن الواقع هو هكذا : هل رأيت العقد الذى قدمه فيليب لـ ارين فى ليلة افتتاح الفندق؟"
قالت بتوتر :"نعم , ما شأنه؟"
بدا عليه الاحراج و هو يقول :"حسناً لقد تركته ارين هنا فى منزل فيليب فى ليلة الافتتاح و بالتحديد فى غرفته"
شعرت كايت بالغيرة العمياء مع أنها تعلم أنهما كانا مخطوبن لسنوات, لكن هل ما يقوله صحيح ؟
نظرت إليه و قالت :"إذاً؟"
أجاب ستافروس :"إذاً ارين تريدنى أن آخذ العقد لها , آسف كايت , أعلم ان الأمر محرج لك , كما وانه لي بالأمر الجيد لىّ , كما و ان ارين لا تستطيع القدوم بنفسها لتأخذه , اليس كذلك؟"
وافقت بمرارة :"اعتقد ذلك"
قال بإصرار :"إذاً, ايناسبك أن أصعد إلى الطابق العلوى و احضره؟"
ترددت كايت و ارادت أن تصرخ به أن ارين قد تسقط ميتة قبل أن تحصل عليه , لكن لديها من الكرامة ما يكفى لكى تجعل من نفسها حمقاء . كما و أن ليس من العدل أن تحتفظ بأشياء تخص غيرها معها.
قالت بتردد :"اعتقد ذلك"
كل الطريق و هما يصعدان الدرج كانت تتمنى فى سرها أن يكون ستافروس مخطئاً, لكن أملها كان وهماً فم أن وصلا إلى أعلى الدرج حتى أسرع ستافروس أمامها , وفى الوقت الذى وصلت كايت إليه كان يقف أمام طاولة الزينة و يحمل صندوق العقد مفتوحاً بين يديه. رفع العقد الذى كان يلمع بشدة أمام عينيها :"هذا هو" و بدون أى اهتمام وضعه فى العلبة و رماه فى حقيبة الرياضة التى كان يعلقها على كتفيه :"شكراً, كايت . لقد....سمعت شيئاً ما؟"
سألت بقلق:"ماذا سمعت؟"
"بدا لى و كأن هناك من فتح النافذة فى الطابق السفلى"
قالت بهلع :"آهـ , لا . لا مزيد من هؤلاء الصحافيين الأغبياء"
اسرعت إلى الطابق السفلى و أخذت تركض من غرفة إلى غرفة و هى تنظر إلى النوافذ لتتأكد من إغلاقها . لكن لم يكن هناك أى إشارة لوجود أى دخيل , لكن ربما قد اخافته و مازال مختبئاً فى الخارج , منتظراً أى فرصة....نظرت بقلق حول غرفة الطعام , سمعت خطوات من وراءها قفزت و قالت بخوف:"آهـ, ستافروس لقد ارعبتنى"
قال بتعاطف :"كايت , أنت متوترة كثيراً , يجب أن لا تتأثرى بهؤلاء الصحافيين كثيراً, فهم دائماً يكتبون الكثير من التفاهات عن الناس الأغنياء , لكن لا احد يصدقهم , أسمعى , لِما لا تخرجى معى لنلعب التنس ؟ ستريحك من كل هذا التوتر"
ترددت كايت و لم تجب .
قال يشجعها :"هيا" ابتسم بود لها و تابع :"أعدك أننى سأتأكد بنفسى من كل الأقفال فى المنزل قبل أن نخرج"
وافقت كايت و قد شعرت بالارتياح قليلاً :"حسناً, و لِما لا؟"
امضت الساعة التالية و هى تضرب الطابة و تتلقاها عبر الشبكة . كانت الأرض قد جفت بسرعة بعد كل تلك الأمطار . و شعرت كايت أن تلك التمارين مريحة و منشطة . شعرت تحت ضوء الشمس أن مخاوفها من أولئك الصحفيين أمر سخيف و لا مبرر له , حتى قلقها بشأن مشاكل فيليب الأقتصادية . و عندما حضر خادم من الفندق ليخبر ستافروس أن هناك اتصال هاتفى له , تفاجأت كايت عندما علمت ان الساعة قد قاربت الواحدة تماماً.
سألها ستافروس و هو يبتسم :"هل تريدين الأعتبار أننا متعادلان الآن؟ أو أننا سنقدم على اللعب فيما بعد؟"
قالت بآسف :"حسناً , أنه وقت الغداء أيضاً"
وافقها ستافروس و هو يقول :"كما و اننى الرابح الآن, و هذا سبب جيد لنتوقف عن اللعب"
فقط للحظة كان هناك مكر واضح فى ابتسامته شعرت كايت و كانها تجمدت حتى عظمها عندما نظرت إلى تلك العينين الماكرتين , بعدها غمزها و ابتسم لها ثانية مما جعلها تشعر أنها حمقاء بالكامل.
قال مازحاً:"هل أنت متأكدة أنك لا تريدين أن ألاافقك إلى المنزل لأتأكد أنه لا يوجد احد هناك؟"
أجابت بحدة :"لا, أستطيع تولى هذا الأمر بنفسى , إلى اللقاء ستافروس"
"إلى اللقاء"
ـــ
تساءلت و هى تسير عائدة إلى المنزل لما يُظهر فيليب كل هذه العداوة نحو ستافروس . مما لا شك فيه أنه لعوب , لكنه لطيف و رقيق أيضاً . هل هذا ما يزعج فيليب؟ أو أنه يشعر بالغيرة نحو طريقة عيش ستافروس السهلة و المريحة مقارنة بحياته؟ مهما يكن, و مهما كان السبب فأنه لا يحق له أن يمنعها من رؤيته.
كانت كايت لا تزال تفكر بذلك عندما وصلت إلى الباب الأمامى للمنزل . نظرة سريعة إلى الحديقة أكدت لها أن لا وجود لأى صحفى مختبئ هناك , تنهدت براحة , و وضعت المفتاح فى قفل الباب الضخم الكبير . قبل أن تتمكن من غدارة المفتاح فُتح الباب ببطء أمامها , صرخت كايت مذعورة و تراجعت إلى الوراء من رؤية الشخص الذى يقف أمامها .
تنهدتا بعمق :"أنت! ما الذى تفعله هنا؟"
كان ذلك حبيبها السابق , ليون كلارك . كان رجلاً طويلاً , وسيماً و شعره البنى اللون يسقط على جبينه ليظهر جمال عينيه الزرقاوين . و كان يبتسم لها بفرح. لكن بالنسبة لها كانت كابتسامة التمساح الذى يريد اتهامها .
قال بسخرية :"مرحباً, ألا تريدين معانقتى , عزيزتى؟ ففى النهاية لقد مر وقت طويل على رؤية العزيز ليون, أليس كذلك؟"
قالت بغضب :"ليس طويلاً أبداً , كيف تمكنت من الدخول إلى هنا؟"
كان يحمل بيده فاتحة المغلفات و قال :"حسناً , لنقل أننى وجدت نافذة لم تكن مغلقة بشكل كامل"
قالت بغضب:"إذاً لقد أضفت على مواهبك الخلع و دخول المنازل عنوة , أليس كذلك؟ لا أدرى ماذا تعتقد أن ذلك سيقدم لك , ليون . كل ما على القيام به هو الأتصال بدائرة الأمن للفندق ليرموك خارجاً و بسرعة قد تذهلك"
تمتم ليون:"سيكون ذلك أمراً مؤسفاً , خاصة أننى لم أحظ بفرصة لأعرض عليك اقتراحى العملى"
قالت ببرودة :"أعلم تماماً ما هى اقتراحاتك , و أنا لست مهتمة بذلك أبداً , أن كان ذلك بشأن العمل أو لا."
"ولا حتى من أجل مئة ألف دولار كحق حصرى لك من أجل قصتك ؟ تلك العلاقة الغرامية مع اندرو نيكوس هى من أهم الأخبار الآن , كايت كما تعلمين"
قالت بإشمئزاز :"مئة ألف دولار . لا تكون سخيفاً ليون, محطات التلفزيون لا تملك هذه المبالغ من المال , كما و أنها لا تتعامل مع هذه القصص."
" لم اعد اعمل فى محطة تلفزيون, اعمل الآن فى حقل الإعلان , ستاردست العالمية و مقرها الأساسى فى لندن. و هم يقدمون لك مئة ألف دولار كحق حصرى لقصتك , و سيدفعون أكثر أن قدمتى لهم الصور"
"و ان كانوا سيقدمون مئة مليون دولار فلن أهتم لهم لذلك ليون فقصتى كما تسميها ليست للبيع"
قال بنعومة:"آهـ , لكن قصتى أنا جاهزة للبيع عزيزتى"و تقدم خطوة إلى الأمام و أمسك بيدها:"إنها ليست مثيرة كقصتك, لكننى أراهنك أن هناك الكثير من القراء اللذين يرغبون بدفع المال لسماع قصة حبنا فى سيدنى , قبل أن تصل قصة حياتك الكبرى "
قالت كايت:"أيها الحقير , لن تجرؤ!"
قال ببرودة :"حقاً؟ إذاً راقبينى , عزيزتى . كنت انتظر سبباً مهماً لإطلاقى كهذه القصة منذ سنوات, و ا شئ سيمنعنى من أن أقبض ثمن ذلك . إلا إذا كان حبيبك سيدفع لىّ كى لاأخبر أحداً عن قصتنا"
صرخت به:"أخرج من هنا"
و بقوة لم تكن تعلم أنها تملكها ركضت وراءه و ضربته بمضرب التنس بعدها تمكنت من ان تفقده اتزانه فدفعته إلى الخارج و أغلقت الباب وراءه و بسرعة أغلقت الباب بالقفل و بعدها ركضت إلى الباب الخلفى للمنزل و فعلت ذات الشئ . و بعد أن تأكدت أن كل نافذة فى المنزل مغلقة جلست على الكرسى منهارة و هى ترتجف . و مع ذلك قفزتمن مكانها بعد لحظة واحدة و هى تصرخ برعب:"آهـ, الصورة فى المسبح.....و رسالتى!"
لكن هذه المرة حالفها الحظ , لأنها عندما ركضت إلى غرفة الجلوس و بعثرت الوسائد على المقعد و وجدت الصورة مكانها لم يلمسها أحد . و بسرعة فتحت الجارور فى غرفة الجلوس فوجدت رسالتها إلى والديها فى مكانها ايضاً . شعرت بالضعف و جلست على المقعد و هى تمسك بالصورة كان قلبها يخفق بسرعة و كأنها كانت تركض فى منتديت سباق عالمى و شعرت بإحساس عميق أن هناك كارثة بانتظارها . قالت بحزن :"آهـ كم أتمنى لو ان فيليب يعود بسرعة!"
لكنه مر يومان قبل عودة قيليب و من نظرة واحدة إلى وجهه المرهق علمت كايت أن مهمته لم تنجح , كان يبدو غاضباً . وضع حقيبته جانباً فى القاعة الأمامية و ضمها إليه بقوة.
قال :"أمضيت وقتاً عصيباً . كان هناك العديد من الأشخاص علىّ مقابلتهم , بعد ذلك رغبت برؤيتك بشدة حتى أننى صعدت إلى سيارتى و قدتها كالمجنون لأعود غليك . سأصعد إلى غرفتى لكى أستحم و أبدل ملابسى"
قالت كايت و هى تمسك ببدلته :"انتظر فيليب , لا يهم كيف تبدو أريد ان أضمك قليلاً , فأنت مرهق جداً. لم تسر الأمور كما تشاء ؟"
ضحك بخشونة و مرر يده فى شعره , قال :"أنهم مجموعة مغفلين , كاترينا . لا يستطيعون رؤية فرصة ذهبية أمامهم , و لا واحد منهم!"
قالت كايت :"إذاً ليس هناك من أمل ؟"
قال بسرعة:"لا تقولى ذلك! لا أستطيع تحمل مثل هذا الكام الإنهزامى . لم انهزم بعد. لدى فكرة جيدة بعد و سأحاول أن أنفذها"
هزت كايت رأسها و هى بالكاد تسمعه , فمهما كانت مشاكل فيليب المادية كبيرة فهناك امر آخر يشغل بالها أكثر من ذلك . ففى اليومين الماضيين لا شئ يشغل بالها أكثر من مقابلتها لـ ستافروس و لـ ليون و مهما حاولت لم تتمكن من التخلص من الغيرة التى تشعر بها نحو أرين و قصة العقد , كذلك زيارة ليون كلارك زادت من ارتباكها و قلقها و بعد مرور ليلتين بدون نوم كانت لا تزال غير قادرة على إتخاذ قرارها بإخبار فيليب بكل شئ أو ببساطة أن لا تقول له شيئاً عما حدث . فمما لا شك فيه انه لن يشعر بالسعادة من زيارة حبيبها السابق لها, لكن ربما من الأفضل أن تكون صادقة معه, تنفست بعمق , بعد أن أقنعت نفسها أنها من الأفضل ان ت ضع ثقتها به قالت:"فيليب, هناك شئ يجب أن اخبرك به"
قاطعها فيليب:"هل تستطيعين الأنتظار حتى نأكل ؟ لم أتناول شيئاً منذ مساء البارحة كما و أننى متعب جداًمن السفر , لِما لا تتصلين بالطاهى فى الفندق و تطلبى لنا العشاء بينما أستحم؟ بعدها نستطيع التكلم"
وافقت بحزن:"نعم, بالطبع, لقد طبخت بعض الستيبادو اليوم إذا كنت تحب أن تتذوقها . او هل أتصل بالفندق إذا كنت تريد شيئاً آخر"
كان صوتها متررد , لكنها كانت تنظر إليه بحنان و شوق, ابتسم لها و قال بنعومة :" آهـ كايت كم تصبحين قلقة و ناعمة عندما تفكرين بإسعادى ؟ بالطبع سأتذوق طعامك"
عندما عاد إلى الطابق السفلى بعد نصف ساعة كان المنزل مليئاً برائحة طعام شهى لحم مقلى بالأعشاب و البندورة و الخبز المحمص . فكرت كايت أن تناول الطعام على طاولة فى غرفة الطعام امر رسمى لذلك وضعت الطعام على طاولة صغيرة هى طاولة الفطور فى السرير , هز فيليب رأسه مقدراً لها ذلك و هو يجلس.
قال و هو ينظر إلى غطاء الطاولة اليونانى :"هذا يذكرنى بمنزل أمى و فى الواقع حتى رائحة الطعام تشبه رائحة طعام أمى"
وضعت كايت وعاء كبير من البطاطا المشوية و الحامض و أكليل الجبل و صحن كبير من السلطة من البندورة و الخيار و الزيتون و قد وضعت عليها جبنة فيتا , بعدها جلست قبالته .
تمتمت و هى تمسك شوكتها :"عشاء شهياً"
تناولا الطعام قبل أن يدفع صحنه قليلاً إلى الأمام و هو يتنهد براحة
قال :"كان ذلك ممتازاً و ليس شهياً فقط"
ابتسمت مرتبكة قليلاً و قالت :" شكراً"
قال فيليب :"هناك شئ يزعجك, أليس كذلك؟ و هذا الشئ هو ما تريدين بحثه معى؟"
هزت كايت رأسها بجدية .
سألها بحدة :"هل الأمر يتعلق بـ ستافروس ؟"
نظرت إليه بإنزعاج و قالت :"كيف عرفت؟"
تجهم وجه و قال :"بالطبع أنت لا تفكرين أنه يمكنك لعب التنس معه لساعة كاملة أمام مركز الاستقبالات و مع ذلك لن يلاحظكما أحد؟ لقد قلت لك من قبل كايت و أنا أقول لك ثانية لا أريد أن تتعاملى مع هذا الشاب تحت أى ظرف كان لا أريد أن تكونى بمفردك معه, هل هذا واضح؟"
كانت ملامح وجهه قاسية مما جعلها تشعر بالخوف .
ماذا يمكن أن يفعل أن علم أن ستافروس كان معها و بمفردهما فى المنزل ؟ ربما من الأفضل لها أن تنتظر لوقت آخر لتخبره بذلك.
قالت بصوت ضعيف:"حسناً, فيليب , هل تريد القهوة الآن؟"
أختفى غضب فيليب على الفور و بلحظة قال موافقاً:"نعم , من فضلك . لكن لا تهتمى لغضبى كاترينا فأنا تعب و قلق أيضاً."
وضعت كايت بعض الموسيقى اليونانية الناعمة و جلست قربه تشرب القهوة , و ما أن أنتهيا من ذلك حتى تمتم بصوت ناعم و هو ينظر إليها بحب و فرح :"كانت تلك وجبة ممتازة , ستكونين زوجة صالحة جداً, كاترينا"
قال تتحداه :"هذا إذا تذكرت أن مكانى هو البقاء فى المطبخ فقط؟"
ابتسم و قال :"ستصبحين زوجتى كاترينا, و انا لا أريد أن أراك برفقة أحد"
قالت:"لا تقل هذا فيليب , لابد أنك تمزح"
" لا, لا أمزح"
ابتسمت و همست :"أنى سعيدة أنك رجعت , فيليب و الآن أنا متأكدة أن لا شئ سئ سيحصل لنا"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:43 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:05 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفـــصــل الـــثــامــن
فى صباح اليوم التالى كانا يتناولان الفطور على الشرفة عندما وقعت المفاجأة المذهلة, كان الصباح رائعاً و أشعة الشمس تتراقص على سطح المياه الزرقاء
لكن ما أن سمعت كايت باب الحديقة يُفتح و رأت دوروثيا تسرع فى قدومها علمت ان شيئاً ما مخيف قد حدث.
قالت بقلق و هى تسير نحو مدخل الشرفة:"لم أر يوماً دوروثيا متوترة هكذا, أتساءل ما ماذا حدث؟"
اجاب فيليب :"ربما لا شئ مهم حقاً"
لكنه نهض هو أيضاً و سار لمقابلتها ما أن وصلت إلى الدرج و هى تحمل معها جريدة.
قال :"ما الأمر ؟ المزيد من ألاعيب ارين الحمقاء؟"
قالت دوروثيا :"بل أسوء" و وضعت الجريدة فى يده بعدها استدارت نحو ايت و رمقتها بعداوة وقالت :"كيف يمكنك ذلك؟"ووضعت يدها على وجهها و غادرت نحو الفندق.
مستغربة ,استدارت كايت نحو فيليب لترى كل ذلك الهدوء الذى كان يشعر به قد تحول إلى عنف كبير ظهر فى عينيه , شتم باليونانية وضغط بقوة على الجريدة حتى حولها إلى حجم صغير جداً.
قالت كايت:"ما الأمر ؟ ماذا هناك؟"
رفع رأسه و الغضب الواضح فى عينيه أخافها .
سأل بخشونة :"هل حقاً تحتاجين للسؤال؟من المؤكد أن الصحافى ليون كلارك الصحافى المشهور فى ستاردست اخبرك ماذا سيكتب عندما بعته المقابلة؟"
قالت برعب:"ليون ؟ آهـ, لا , لا أصدق ذلك!"
همست مرة ثانية :"و ماذا كتب؟"
قال بقساوة:"إقرئيها!"
و رمى بالجريدة أمامها و سار نحو الدرابزين حيث وقف و وضع يده على ذقنه.
نظرت كايت إلى وجهه الغاضب و بعدها أمسكت بالجريدة و فتحتها و بدأت تقرأ , تقريباً توقفت على الفور لأنها أصبحت ترتجف بقوة.
ـــ
قالت و قد وضعت يدها على فمها :"لا أستطيع"
قال بغضب صارخ :"حساسة جداً, و لا تستطيعين قراءتها, اليس كذلك؟ حسناً دعينى أساعدك"
أخذ الصحيفة من يديها و سار بخطى كبيرة على الشرفة كان صوته مليئاً بالغضب و هو يقرأ العنوان.
"فتاة استرالية جميلة ستتزوج من العازب اليونانى الأكثر وسامة و غنى .
الصحافى الشهير ليون كلارك مراسل ستاردست العالمية قدم للمصورة غير المعروفة كايت والش مبلغ مئة ألف دولار للحقوق الحصرية لقصة حياتها .
والش من ضواحى سيدنى , تصدرت الصحف عندما طردت الوريثة اليونانية ارين مارمارا من قلب الملياردير فيليب اندرو نيكوس . و بالنسبة إلى والش تعتبر قصة حبها جدية جداً, فهى تخطط للزواج من فيليب فى قريته ايواس ديمتريوس هذه السنة و لتعرف المزيد عن الفتاة التى كانت تعيش على هامش الحياة و التى تحدت و تخلصت من الوريثة أقلب إلى الصفحة الخامسة عشر لتقرأ , قصة حياة والش بأكملها , و قد أوضحت ذلك بصراحتها المعهودة و بصضورها الجريئة....."
توقف فيليب عن القراءة و نظر إليها بنظرة جعلتها تتجمد من الخوف حتى عظامها .
قال بإزدراء :"تثيرين إشمئزازى . هل حقاً تقولين أنك بعتهم صور أيضاً؟"
قالت بغضب:"لم أخبرهم بشئ و لا يمكن أن تصدق كل هذا الخداغ , فيليب!"
لكنه كان يقلب الصحيفة بغضب حتى أنه لم يجيبها . و بعدها توقف فجأة عن تقليب الصحيفة فقد وصل إلى ما يريد رؤيته . شهق من الغضب و نظر إليها و شعرت كأن نظرته تجرحها كالسطين.
قال بنعومة :"آهـ , لا ؟ إذا كيف تفسرين هذه كاترينا؟"
و قدم لها الصحيفة , للحظة كانت الدموع تغطى عينيها فلم تستطيع رؤية أى شئ , بعدها مسحت دموعها ورأت بوضوح اخيانة الكبرى لـ ليون . هناك فى وسط الصحيفة ليتمكن أى كان
أن يراها , كانت صورتها هى و فيليب فى المسبح معاً , شهقت من الإستغراب و الإشمئزاز .
قالت متعجبة :"أنا لا أفهم ما يجرى . لم يدخل ليون غرفة الجلوس, كان فقط فى القاعة الأمامية"
قال فيليب :"إذاً أتى إلى هنا, اليس كذلك؟ و أنت من أعطاه تلك المعلومات ؟"
قالت بصوت ضعيف:"نعم, أقصد...لا , كان هنا , فيليب لكن فى القاعة الأمامية و أمام الباب , طلبت منه الرحيل , و بالطبع لم اعطيه أى شئ"
أصر فيليب بقوله :"إذاً كيف تفسرين وجود الصورة؟"
صرخت :"لا أستطيع , تفسير ذلك . فأنا لا أعرف السبب أيضاً . وضعت الصورة تحت الوسادة فى غرفة الجلوس و لم أعتقد أنه راها لأنها كانت هناك بعد رحيله . لكن لابد أنه آخذ صورة عنها"
سألها :"و لماذا وضعتها تحت الوسادة؟"
"لأن شخص ما اتى إلى الباب الأمامى و لم أرد أن يراها"
قال :"ليون كلارك؟"
"لا, بل شخص آخر"
قال بعصبية :"و من هو؟"
"ستافروس"
رأت وجهه يزداد قسوة فتابعت على الفور :"أتى ستافروس ليسألنى أن كنت أرغب فى لعب التنس و ذهبت معه إلى الملاعب"
قال فيليب:"هل هذا كل شئ ؟ لم يدخل إلى المنزل؟"
ترددت كايت , فقصة العقد مازالت تزعجها , لكنها لن تقول له شيئاً .
قالت بحدة :"لا"
قل فيليب:"تابعى , كيف تمكن كلارك هذا من الدخول إلى هنا؟ و من يكون و أى علاقة لك به؟ أم انه غريب عنك؟"
تنهدت بعمق و تعب و قالت :"كان صحفياً فى قسم الحياة الإجتماعية و قدم من بريطانيا السنة الماضية ليعمل فى محطة تلفزيون فى سيدنى . كنت اعمل فى فريق التصوير لبرنامجه, و لقد كان بيننا عمل متواصل . بدأنا فى الخروج معاً و استمرت صداقتنا لمدة ثلاثة أو أربع شهور و بعدها فى إحدى الليالى دعانى إلى العشاء , قال أن هناك أمراً خاصاً يريد أن يبحثه معى " و توقفت عن الكلام.
قال فيليب بعصبية:"تابعى , ماذا بعد؟"
"أعتقدت أنه سيطلبنى للزواج , أمر سخيف ,أليس كذلك ؟ و بدلاً من ذلك و بكل بساطة قال لى أن زوجته و أولاده سينضمان إليه فى غضون شهر لكن نستطيع الاستمرار فى علاقتنا و تطويرها , لكن بمنتهى السرية"
سألها فيليب:"و ماذا فعلت؟"
هزت رأسها و قالت من بين أسنانها :"آه, تصرفت بمنتهى التحفظ , قلت له من الأفضل أن يموت قبل أن يحدث ذلك و رميت صحن الخضار و الصلصة على حضنه و خرجت من المطعم . بعد مرور يومين وصلتينى رسالة بطردى من عملى"
قال فيليب :"أنت تعتقدين أنه وراء كل هذا؟"
هزت كتفيها و قالت بقلق :"ربما, بكل الأحوال , كان ذلك آخر مرة رأيته فيها حتى ظهر هنا منذ يومين . حتى أننى لم اكن أعلم انه غادر استراليا "
نظرت بسرعة نحو فيليب فمنذ عشاؤهما فى بورتو كاراس و هى تعانى من فكرة إخباره عن ليون كلارك. فى أعماقها كانت تتوقع ردة فعل عاصفة من قبله أن علم بذلك . الغضب و الغيرة , و ربما التأثر .
قال :"إذاً كيف لحبيبك السابق هذا....أنه دخل إلى منزلى؟"
تنفست بعمق و اعترفت قائلة :"لا أعلم خرجت لفترة و عندما عدت كان هنا فى الداخل قال لى أنه تمكن من فتح احدى النوافذ بآلة فتح المغلفات"
ضحك بقوة و قال هازئاً:"آلة فتح المغلفات, عليك ان تفكرى بقصة أفضل من هذه كايت! هذه النوافذ لها حجاب أمان خاص بها . و لا احد يستطيع فتحها بآلة لفتح المغلفات ."
ارتجفت شفتها و قالت :"حسناً ربما لم أكن قد أغلقت واحدة منها بطريقة صحيحة.كيف لى أن أعرف؟ كل الذى أعرفه اننى وجدت ليون كلارك هنا فى القاعة الأمامية , قدم لى اقتراحه المشين عن الحقوق الحصرية لقصتى و لقد طردته بنفسى . أعتقدت ان الأمر أنتهى هنا, عوضاً عن ذلك استيقظت لأجد كل ذلك الكلام السخيف فى الصحيفة عنى و بدون أن أذكر تلك الصورة . والآن أنت تعتقد أننى أردت ان يحدث كل هذا. لا أستطيع تحمل ذلك فيليب"
أرتفع صوتها و هى تنهى كلامها , بعد ذلك لتبدأ فى بكاء مفاجئ . كان هناك صمت طويل لم يقطعه غير صوت تنهداتها , أخذت تبكى بيأس . بعدها لمس فيليب كنفها بنعومة .
قال بحزم:"إذاً أنت لم تدعى ليون كلارك إلى داخل المنزل و لم تتعمدى إخباره بأى شئ مما كتبه؟"
رفعت رأسها و الدموع تملأ عينيها , هزت رأسها و قالت بسرعة :"بالطبع لم أفعل ذلك, عليك أن تصدقينى فيليب"
قال أخيراً :"مهما يكن ماذا سأصدق أو لا أصدق, سأقدم على تعذيب ليون كلارك على كتابته كل هذا عنا . أعطنى هذه الجريدة سيحتاجها المحامون فى مكتبى"
رفعت كايت الصحيفة و استدارت لتقدمها له . لكن فيليب أمسكها بطريقة سيئة مما جعلها تسقط على الأرض و قد تناثرت أوراقها. أنحنى فيليب ليلتقط و يعيد ترتيبها . ما ان وقف ثانية حتى أصبح وجهه قاسياً كالصخر من شدة الغضب.
تمتم بصوت ينم عن خطر كبير :"أعتقدت أنك قلت أنك رأيت فيليب فقط عند الباب ؟"
قالت و هى لا تفهم سبب غضبه المتزايد :"نعم"
قال صارخاً :"إذاً كيف تفسرين هذه؟"
أمسك بالصفحة الوحيدة أمامها , فصرخت غير مصدقة ما تراه . فى وسط الصفحة كان هناك صورة لها فى قميص نوم من الدانتيل و هى مستلقية على سرير فيليب الضخم ذات الأعمدة النحاسية . و قد وضع ليون كلارك يده على كتفها . و فوق الصورة كتب عنوان :"كايت والش تظهر توددها لمراسل ستاردست ليون كلارك"
أنت بخوف و حزن و صرخت :"ذلك الحقير , انه شخص بلا مبادئ . أنها حيلة تصويرية , فيليب لقد فعلها من قبل فى سيدنى السنة الماضية , و مما لا شك فيه أنه عمل على تظهيرها على صورة سريرك . انه عمل سهل جداً....أى صحفى يستطيع القيام بذلك"
لكن فيليب كان يحدق بها بغموض.
قالت :"انت لا تصدقينى , اليس كذلك؟"
قال بمرارة :"لا , لا أصدقك . و اعتقد أنك كنت دائماً تضحكين علىّ! الدموع و الوجه البرئ و الشفتان المرتجفتان .... لقد أخطأت الهدف كايت كان عليك أن تكونى ممثلة و ليس مصورة , لكن هذا كثير جداً حتى علىّ لأتقبله"
صرخت بيأس و هى تركض وراءه :"فيليب!"
توقف عندما لممست يدها ذراعه.
قال بحزن و هو ينظر إليها بعينين مشعتين :"لا مجال لنسيان ذلك , كايت . أمر مؤسف , حقاً .هل تعلمين , لقد اعتقدت فعلاً أنك مختلفة عن كل تلك النساء اللواتى تعرفت عليهن و أنك حقاً تهتمين بى . لكنك مثلهن تماماً فقط تهتمين للمال و الشهرة حتى و لو كانت الشهرة ردئية . لما قررت أن تتخلى عنى , كايت؟ هل السبب أنك أعتقدت أننى قد أصاب بالأفلاس ؟ يمكننى أن أحظى بثروة جديدة ما كان عليك خيانتى هكذا من أجل مبلغ تافه...مئة ألف دولار؟"
قالت بصوت ملئ بالعذاب :"هذا ليس صحيحاً فيليب أنا لم أخنك . أنا لا فعل شيئاً مهيناً هكذا"
قال بإزدراء :"لا تفعلى ذلك؟ أنا آسف , عزيزتى , لكننى لم أعد أثق بهاتين العينين الخضراوين و لا بتلك الشفتين المرتجفتين . لذا لماذا لا تغادرين و ننهى كل ما بيننا؟"
قالت من بين أسنانها :"حسناً, إذا كان هذا ما تريده فهذا يناسبيت\نى أيضاً"
قال بحدة:"جيد , سأطلب من دوروثيا أن تحضر لك الشيك مقابل عملك فى الصور و يمكنك أخذه من المكتب"
قالت :"لا تزعج نفسك , لن آخذ مالاً منك حتى ولو كنت سأموت من الجوع"
استدارت و اسرعت إلى الداخل لتحزم حقيبتها.
ــ
فى الوقت الذى صعدت فيه كايت إلى الباص لترحل من ايواس ديمتريوس كانت تشعر بارهاق شديد مكان ذلك الغضب و خيبة الأمل اللذين كانا يسيطران عليها. أدركت أن هناك من يحدق بها من سكان القرية. لكنها أدارت رأسها و لم تبال بأى منهم . مع ذلك بينما الباص ينطلق صعوداً مغادرا"ً فندق اريدان شعرت بألم قوى مما جعلها تعض على شفتها و تضغط على يديها حتى ظهرت أثار أظافرها فى راحة يديها . أتكأت على الزجاج البارد و حدقت فى المكان الذى أصبح يعنى لها الكثير.
مرت الساعتان التاليتان و هى شبه نائمة . كان هناك مكان واحد يمكنها ان تذهب إليه , كانت فخورة جداً بنفسها و لذلك لم ترض بأى مال من فيليب و بالكاد تملك أى مال . كانت تعلم أنها ستجد المواساة فى مركز الحفر. تذدعوة شارلى الحارة و هى تغادر :"والآن تذكرى يمكنك ان تعودى إلى هنا على الفور إذا لم تسر الأمور كما ترغبين فى أيواس ديمتريوس فأنت دائماً مرحب بك هنا" المشكلة أنها تشعر بالحزن و الإهانة و لا ترغب فى رؤية اصدقائها . ما أن وصل الباص إلى الطرق الريفية حتى وصلت إلى قرار مؤلم . كانت لا تزال تحمل بطاقة سفرها إلى اوستراليا مع قليل من المال فى حقيبة صغيرة حول عنقها . فى الواقع كانت لا تزال تملك السماح لها بالبقاء عدة أشهر بعد . لكنها ستغير موعد سفرها و ستعود فوراً إلى بلادها.
أخيراً توقف الباص فى ساحة القرية فى نيسيا . كان المطر قد ترك بحيرات صغيرة مليئة بالوحل , وكان على السائق أن يقود بحذر كى يتجنب السير فيها .
ما ان خرجت كايت من الباص حتى لاحظت أحد عمال الموقع هناك مرتدياً أفضل ثيابه و يتحدث مع صديق له تحت شجرة .
قالت :"مرحباً , أنجيلوس , اين الدكتور لوكس؟"
قال :"أنها ليست هنا لأن اليوم هو نهار الأحد "
سألته :"وماذا عن اندريه ؟ السيد كاميرون؟"
قال :"أندريه ما زال هنا"
صرخت كايت :"آهـ جيد"
تركت حقيبتها فى المقهى القريب من ساحة القرية , حملت حقيبة الكاميرا فوق كتفها و بدأت تصعد الممر الذى يؤدى إلى منزل فريق الحفر ,كانت تشعر بالخوف من نظرات السكان لكنها علمت ان ليس هناك من داع للقلق فالناس فى نيسيا لا يقرأون الصحف, أو بكل الأحوال ليست الصحف التى يعمل فيها ليون كلارك . فى أى مكان كانت تصل إليه كانت تسمع الجميع يحيونها :"كاليميرا" و الأطفال يخرجون من المنازل وهم يصرخون :"مرحباً, ما أسمك؟" ويركضون بجانبها .
عندما وصلت إلى المنزل كان اندريه يقف بقرب طاولة العمل على الشرفة و هو يعمل على إحدى أوعية الفخار . و ما أن رأها حتى أسقط الكتلة الترابية من يجه و أسرع ليقابلها .
قال و هو يضمها إليه بقوة :"آهـ , كايت , ذلك الحقير كلارك يجب أن يشنق ز حاولت الاتصال بك هذا الصباح لكنى لم أتمكن"
قالت بصوت ضعيف:"إذاً فقد رأيت الصحيفة؟"
هزرأسه بضيق , لكنه قال متظاهراً بالفرح:"هيا , عزيزتى , أفرحى , لا أحد يهتم لتلك الصحف الصفراء بكل الأحوال"
قالت كايت بصوت متعب :"فيليب يفعل"
قال أندريه :"آهـ لا . كيف يمكن أن يكون مغفلاً هكذا؟ أسمعى كايت أنت الآن فى خضم هذه الأمور أجلسة و سأحضر لك فنجان من الشاى و ستخبرينى كل شئ لقد ذهب الباقون إلى كاخالا لعدة أيام لذلك على الأقل ستحظين ببعض السلام"
شعرت بالراحة و هى تجلس قرب طاولة الرخام تشرب فنجان من الشاى مع عصير الحامض بينما أخذ اندريه يُصغى و يهز رأسه متعاطفاً معها, أخبرته كل شئ فهى تعلم أنها تستطيع الثقة به. أخبرته عن ستافروس و ليون و عن الشجار العنيف مع فيليب.... أخبرته كل شئ.
سألها عندما توقفت عن الكلام :"إذاً ماذا تعتقدين أنك ستفعلين الآن؟"
قالت و هى تتنهد :"اعود إلى استراليا , على ما أعتقد , ماذا يمكن أن أفعل غير ذلك؟"
قال بفقدان صبر :"هيا , كايت , ليست أنت من يتخلى عن كل شئ بسهولة لقد كنت دائماً تكافحين لأحلامك"
قالت :"وماذا هناك لأكافح من أجله , لقد انتهى كل شئ اندريه!"
سألها مفكراً :"هل ماز الت تحبين الشاب؟"
قالت بحرارة :"أنه الرجل الأكثر تفاخراً كما و أنه عديم الإحساس و لو أنه زحف على الزجاج المكسور لمسافة ميلين ليعتذر منى فلن أسامحه !"
ابتسم بحزن و قال :"إذاً ما زالت تحبينه , تماماً كما كنت أعتقد, حسناً , كاتى هناك أمر واحد علينا القيام به, ما أن تنتهين من الاستراحة قليلاً سنذهب أنا و أنت إلى مكتب الاتصالات و سنتصل بـ فيليب اندرو نيكوس"
قالت:"ماذا ؟ هل فقدت عقلك اندريه؟"
قال تحدثاً بمنطق:"اسمعى , إذا كان اندرو نيكوس بنصف عنادك و عدائيتك فلن يقدم بنفسه على الخطوة الأولى , أليس كذلك؟ لكننى متأكد أنه غاضب من نفسه الآن لأنه دفعك إلى الرحيل و لابد أنه يفكر بالحصول على فرصة لإنهاء ذلك الشجار بينكما"
ترددت كايت و سألته بخجل :"هل حقاً تعتقد ذلك؟"
وافق اندريه بحزم:"بالمطلللق , إذاً ستسمحين لىّ أن أتصل به؟"
ظهرت أبتسامة على وجهها و قالت :"أى شئ يرضيك اندريه"
حل بعد الظهر و هى تشعر بملل لا حد له . كانت يائسة للقيام بأى شئ دهنت مجموعة من الأوعية و حفت أوعاية فخارية متكسرة و رسمت على أشياء حلزونية حتى انهمرت الدموع من عينيها لكن فكرها لم يكن أبداً بعملها . أخيراً قال اندريه أن الساعة قد أصبحت الخامسة تماماً لذلك نهضت عن كرسيها و حملت حقيبة الكاميرا و مع أنها لم تقل له ذلك لكنها كانت تتمنى بسرها أنها قريباً ستكون بالطريق متجهة إلى ايواس ديمتريوس .
سألها اندريه :"جاهزة؟"
قالت و هى تبتسم :"جاهزة"
قال محذراً ما أن دخلا مكتب الهاتف :"ربما من الأفضل أن أتكلم أنا أولاً , فأن تعرضنا لأى مشكلة لنتمكن من التحدث مع مركز الهاتف فى الفندق فلغتى اليونانية أفضل من لغتك . كما و أننى قد استطيع المحاولة لجعل اندرو نيكوس يفهم الوضع أكثر منك"
قالت موافقة :"حسناً"
كانت تجلس بالقرب من اندريه فى الغرفة الزجاجية للهاتف . لم يكن هناك مجال لإغاق الباب لأنهما معاً فى الغرفة , و كان هناك أربعة أو خمسة أشخاص غيرها يتحدثون فى المكتب مع عامل الهاتف أو ينتظرون ليجروا اتصالاتهم القادمة لذلك تمنت كايت لو تحظى ببعض الخصوصية.
قال اندريه:"باركالو؟ هل هذا هاتف فندق اريدان؟ هل أستطيع التحدث مع فيليب اندرو نيكوس من فضلك ؟ لا , أنا ليست صحفياً أنا صديق لـ كاترينا والش و قولى له أسمى اندريه كاميرون"
ساد صمت طويل بعدها رفع اندريه ابهامه علامة النصر لـ كايت .
قال :"سيد اندرو نيكوس؟ لا أعلم أن كنت تتذكرنى اسمى اندريه كاميرون ولقد تقابلنا لفترة قصيرة عندما اتيت إلى نيسيا لرؤية كايت . أسمع أعلم أن هذا ليس من شأنى لكننى حقاً قلق لرؤية كايت بهذه الحالة . أنها حزينة جداً بسبب الشجار بينكما و أنا لا ألومها . أنى أعرف كايت منذ عشرين سنة , و دعنى أقول لك لا يمكن أن يكون هناك أى احتمال لقيامها بتلك الشياء التى تتهمها بها. حاولت أن أتكلم معها لكنها تقول أنها ستعود إلى استاليا ما أن تتمكن من حجز أول مقعد لها . و الشئ الوحيد المتأكد منه أنها مازالت تحبك , هل يمكنك على الأقل التحدث معها بهذا الشأن؟"
ساد الصمت الطويل مرة ثانية بعدها سلم اندريه السماعة إلى كايت . شعرت باعصابها تتشنج و بصوتها يرتجف و هى تقول :"مرحباً , فيليب"
"مرحباً كايت"
لم يكن صوته غاضباً لكنه لم يكن أيضاً ودوداً . كان صوته هادئاً و عادياً و كأنه يبحث فى اتفاق عملى .
قال:"سمعت أنك تفكرين فى العودة إلى استراليا؟"
قالت بصوت مرهق:"نعم"
" وماذا عن عملك كمصورة؟"
"أعتقد اننى سأتخلى عنه . عرض علىّ والدى العمل لديه كسكرتيرة كما و أننى لم أكن أبداً ناجحة بعملى"
"هذا ليس صحيحاً! كنت ناجحة جداً"
كان هذا يشبه فيليب اندرو نيكوس الذى عرفته مغرور , قوى و متافخر . خرج صوت من فمها كأنه نصف ضحكة أو نصف تنهيدة.
قال على الفور :"ماذا قلت؟"
"لا شئ"
" لم تأخذى الشيك الذى كتبته لك و تركته فى المكتب "
قالت بغضب:"قلت لك سابقاً ....لن آخذ المال منك"
" لا تكونى غبية ! أنت بذلت عملاً مقابل ذلك المال الصور التى التقطتها للإعلانات كانت رائعة بكل الأحوال كيف ستتمكنين من العيش أن لم تأخذى المال؟"
قالت تدافع عن نفسها :"أنى بألف خير و أنا مع أصدقاء سأتمكن من إعادة المال لهم أن أخذته منه فهم يعلمون أنهم يستطيعون الوثاق بى"
عاد الصمت ليسيطر بينهام بعدها قال فيليب بصوت قاسٍ :"ربما كنت متسرعاً قليلاً هذا الصباح كاترينا , لكنك أخبرتنى أشياء كثيرة لا تصدق"
سمعت كايت الشك و عدم التصديق فى صوته , تماماً و كأنها قربه . هذا ليس الاعتذار الذى تريده منه! بل أنه يشبه تكرار الاتهام .
قالت :"هل هذا يعنى أنك تقول أنك آسف؟"
قال بسرعة غاضباً :"لا, تباً , كايت ! أنت من عليه أن يعتذر و ليس أنا لكن أعتقد أنه علينا أن نلتقى و نتحدث فى وقت قريب "
شعرت بقلبها يخفق فى صدرها بقوة
سألته :"الآن؟ هل ستأتى إلى نيسيا؟"
"لا أستطيع , كايت لدى اجتماع عمل بعد نصف ساعة بسبب الموارد المالية للفندق لكننى أستطيع أرسال يانيس إليك بالسيارة لكى تأتى إلى هنا غداً"
قالت ببطْ :"لا, فيليب لن أذهب إلى ايواس ديمتريوس مرة ثانية حتى أعلم أن الأشياء البغيضة بيننا قد انتهت . سيكون الأمر بكل بساطة مؤلم و مهين . لن أذهب إلى هناك إلا إذا علمت أنك تثق بى بالمطلق"
قال بغضب:"و كيف لى أن أفعل كايت ؟ كيف يمكننى أن أثق بك بعد كل الذى فعلته بى؟"
صرخت مستغربة :"أنت لا تزال تصدق كل تلك السخافات أليس كذلك؟ حسناً فيليب كل ذلك ضياع للوقت و لا داع لنا أن نحاول أن نعود لبعضنا . لا أستطيع تحمل أن يكون هناك أى نوع من الشك بيننا . ربما فى أحد الأيام ستكتشف أننى لم أبعك للإعلام , لكننى لن أكون هنا لأرى ذلك لأنى عائدة إلى استراليا ! الوداع "
و بعصبية كبيرة رمت السماعة من يدها و انفجرت بالدموع . نظر إليها اندريه و الرجل الذى يعمل فى مكتب الهاتف و تبادلا نظرة تعاطف
قال اندريه بقلق :"آهـ , كايت لما فعلت ذلك؟ كان يحاول أن يتفهم الأمر . حسناً لا فائدة من البكاء تعالى لنذهب و نفكر ماذا سنفعل الآن"
دفع المال لموظف الهاتف و خرج برفقة كايت من المكتب .
قالت ما أن أصبحا فى ساحة القرية :"أكــــرهـــ"
قال يخفف عنها :"أعلم , لكن الأمور ستسير على ما يرام سترين"
قالت بحزن :"لا , لن يحدث"
نظر اندريه حوله بضيق و قال :"هل نستطيع الذهاب إلى المنزل الآن و نشرب فنجان من الشاى؟"
قالت بغضب:"لا أريد أى شاى"
سألها اندريه :"حسناً ماذا تريدين؟"
صرخت :"أريد العودة إلى منزلى , إلى استراليا حيث لا أحد يعلم أو حتى سمع بشئ من كل تلك الأشياء المخيفة التى كُتبت عنى ! وحيث لن أرى فيليب اندرو نيكوس بحياتى مرة ثانية!"
حدق اندريه بها بدهشة و قال :"هل أنت متأكدة؟ و ماذا عن عملك؟"
"أنا لست مهتمة بلك بعد الآن اندريه و هذه هى الحقيقة"
بعدها مدت يدها إلى عنقها و سحبت محفظة صغيرة معلقة داخل قميصها . فتحت المحفظة و سحبت منها بطاقة السفر و الدموع تملأ عيونها.
سألته:"هل تستطيع أن تقدم لىّ خدمة أخرى , لدى بطاقة سفر للعودة إلى سيدنى عبر خطوط كانتاس . هل تستطيع الاتصال بمكتبهم و تحجز لى فى أول طائرة مغادرة لـ اثينا؟"
قال على مضض:"كما تشائين"
كانت الساعة السابعة تماماً عندما سار اندريه و كايت إلى ساحة القرية فى صباح اليوم التالى . كان اندريه ينظر إليها بنظرات قلقة . فلقد كانت شاحبة جداً , تتصرف منذ ذلك الاتصال الهاتفى و كأنها تسير و هى نائمة. شكرته كثيراً لأنه تولى أمر سفرها و وافقت على كل ما اقترحه . نعم, كانت فكرة جيدة أن تترك حقيبتها فى المقهى الذى هو بجوار الباص بدلاً من حملها إلى المنزل لليلة واحدة . لا , و هى لا تريده أن يتصل ثانية بـ فيليب و نعم ستكتب له ما أن تصل إلى سيدنى . كان يشعر بخيبة أملها لذلك لم يقل لها شيئاً بل ضغط على ذراعها بعطف و تمنى أن يصل الباص بسرعة.
عندما وصل اخيراً توقفت تحت شجرة كبيرة فى نهاية الساحة , أظهرت كايت أو لاهتمام له منذ ساعات . وضعت ذراعها حول أندريه و ضمته بقوة إليها .
قالت:"شكراً على كل شئ أندى , أمر مريح أن أشعر أن هناك شخص لا يصدق تلك الأشياء السيئة عنى, أسمع , أن رأيت فيليب اندرو نيكوس ثانية, قل له....قل له ...لا, لا يهم!"
توقفت عن الكلام لأنها انفجرت فى البكاء ابتلعت غصة كبيرة و سارت عبر الساحة نحو المقهى.
قالت بصوت ضعيف :"علىّ أن أحضر حقيبتى ! سيغادر الباص بعد دقائق"
كانت حقيبتها لا تزال على الشرفة الأمامية فى المقهى حيث تركتها فى اليوم السابق , انحنت و أمسكتها من الرباط الذى يوضع على الكتف . لكن ما أن فعلت ذلك حتى اطبقت يد على رسغها , تفاجأت و نظرت إلى أعلى فرأت رجل الشرطة ينظر إليها بشك, قال يحدثها باليونانية و التى لم تفهم من كلامه أى كلمة.
قالت:"ما الذى يقوله اندريه؟"
"يريد أن يعلم أن كنت تملكين هذه الحقيبة"
غادرها القلق , ابتسمت و قالت بإقتناع :"نعم, أنها لىّ أنا لا أسرقها , أنها حقيبتى!"
لكن رجل الشرطة تكلم ثانية و قال شيئاً لم تفهمه ,لكن وجه اندريه تحول إلى قناع من الخوف الشدي.
صرخ اندريه:"لا! لا! هذا كلام سخيف"
قالت بصوت جاد:"ما الأمر ؟ ما الذى قاله اندريه؟"
ساد الصمت للحظة بعدها أجاب اندريه بصوت لا يحمل أى تصديق بما يقوله :"قال أنه يضعك تحت التوقيف الألزامى لحيازتك على مواد ممنوعة."




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:45 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-17, 01:09 AM   #10

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:46 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.