13 - الصياد والفريسة عبير دار الأمين (كتابة /كاملة )**

[Just Faith]

اميراتي الرومانسيات

كل عام وانتم بخير

هل علينا العيد سعيد فرحان

عساكم من عواده




رواية الصياد والفريسة

عدد 13

من روايات عبير دار امين





الملخص

رغم ان ستاسي لم تكن تبغي الا ان تقتنص هذا الموقف المشهور كي ترضى مديرها ونحتفظ بوظيفتها ...

الا ان شخصية جيمس سايدر القوية وبساطة الحياة التي يحياها , كان هذا قد جذبها اليه . كما وجد جيمس هو الاخر ضالته المنشودة في هذه الفتاة المغامرة العنيدة .
لكن كيف لهذه الفتاة المغامرة ان تنقلب على رجل واحد ذي شخصيات ثلاثة ؟

هل يستطيع جيمس هو الاخران يصنع من فتاة مغامرة حبيبة وزوجة ؟

روابط الكتاب
وورد

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ارجو ان تنال اعجابكم

[Just Faith]

الفصل الأول

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[Just Faith]

فكرت ستاسي اذا كانت ستتصل بـ ماثيو هذا المساء لتعرف لون عيني الهارب لقد سالته عن عينيه بالفعل ,منذ اسبوعين في نيويورك وكانت اجابته الوحيدة

:ان له عينين ..

سالته :
-ماذا ترى ؟
- انك تبلغين ستة عشر عاما.
فعرفت انها مختلفة عنهم وليست فقط اكبر سنا ...لقد كانو مراهقين يرتدون الجينز والبلوزات الرياضية والاحذية الرياضية الرثة اما ستاسي فكانت تلبس بنطلونا من القطيفة المضلعة الزرقاء مكويا بالبخار وبلوزة من الفييلا وحذاء مريحا وقد وضعت على وجهها المساحيق بشكل يسير وهي امام مراتها قررت ان تكون بسيطة وذات ذوق رفيع .قالت وهي تبتسم :اوه على الاقل .
لم يجب على ابتسامتها وبادرها بصوت رتيب :
-تاريخ ميلادك ؟
- لماذا؟
- اسالي الحكومة .
- اوه!
حتى اليوم . لم تكذب ستاسي ابدا بشان سنها , لا بد ان تقبل في هذه الوظيفة حتى تجد هذا الملعون المدعو روبرت سايدر ...ومع هذا كانت لاتعبا بان تحلم اذا كان يحصد ثمار التفاح او البرقوق او اي شيء اخر ..انها تريد هذه الوظيفة انها تريد ان تمشي وسط الاشجار التفاح وتعمل وتنهك من كثرة العمل في الهواء الخريف الرطب انها تريد ان تحصد ثمار التفاح ..لكن كان هناك امل ضئيل في ان يكون المسؤولون عن بساتين مافور اكثر لطفا من رؤساء المنشات الثلاثة الاخرى في المنطقة الذين وجدو انه من المخالف للصواب ان تجني امراة في الثلاثين من عمرها ثمار التفاح .
ثماني عشرة سنة ؟ لم يكن يبدو انها تبلغ ثماني عشرة سنة احدى وعشرون ؟ لن يصدقها ...حسنا لتقل : خمس وعشرون!.
اجرت بعض الحسابات السريعة واعطته تاريح ميلاد مزيف .
- هل لي ان ارى رخصة القيادة ؟
- الرخصة ...لماذا ؟
- انها حيلة قديمة ان تكذب امراة بشان سنها .
-انه لمن سوء ادب الرجل الا يصدق امراة تكذب بشان عمرها .
- انت تكذبين اذن!
- عيد ميلادي في الرابع والعشرون من يوليو .
- عشر سنوات قبل السنة التي قلتها لي !
- عشر .
- خمسة عشر.
- نذل .
ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة جعلت وجنتيه غمازتين ... كانت ستاسي مازالت تشعر بتوتر الا انها احست بتحسن ..احتمال ان يكون روبرت سايدر اصبح الان مستحيلا .ان ماثيو لم يحدثها عن هاتين الغمازتين .


كان رئيس بساتين مافرو بحق ..لا يهزم .
- حسنا , ماذا لو عدنا الى تاريخ ميلادك الصحيح ؟
- اضف خمس سنوات .
- الى كم؟
- الى خمس وعشرون .
لقد تمتع بقدر من اللياقة فلم يظهر فخره بانتصاره .
- اني احتاج ايضا الى رقم هاتف .
- ليس لدي .
- انت جديدة في المدينة ..اشك في ذلك ...اشكرك يا انسة براون ساعاود الاتصال بك.
كانت ستاسي على دراية تامة بمكاتب التوظيف حتى تعرف كيف يتخلصون من طالبي العمل .
- هذا التصرف , يا سيدي العزيز , يعتبر خسة .
دون ان تمنحه الوقت ليجيب ,استدارت وخرجت . مرت على محل بيع التجزئة وتاوهت . استنشقت رائحة كعك التفاح , ونلفظت بالسباب ...كانت قد قررت ان تشتري واحدة وتتدوقها مع القهوة .. اما الان , فتمنعها مبادؤها من فعل ذلك . هزت كتفيها وواصلت سيرها بشجاعة بين الحلوة والخبز الساخن .
- يا الهي , حبز ساخن وزجاجات شراب التفاح وعصير الفواكه .
خرجت من المبنى وهي تلعن ماثيو لانه ورطها في مثل هذا الموقف , كانت الشمس ساطعة في السماء وبلا سحب والجو صحو ولطيف ... يوم مثالي من ايام سبتمبر في جنوب ولاية كنكتيكت .
رمقت المراهقين الذين التفو حول الطاولات الطعام بنظرة حسد اطفال !
اتجهت نحو سيارتها الهوندا السيارة الوحيدة في الموقف الانتظار ولم تستطع ان تمنع نفسها عن النظر في مراة السيارة ... لا يوجد ادنى خط للتجعيد ولا شعرة بيضاء , لا شيء يكشف عن سنها الحقيقة , بشرتها ناصعة البياض, عينيها ذهبيتان وشعرها الاشقر قصير وكثيف .. قالت في خاطرها :

- يا الهي لم اشعر ابدا اني عجوز الى هذا الحد الملعون ... مدير مافور الملعون روبرت سايدر .
ادارت محرك السيارة وهي تحاول تهدئة نفسها .
بعد كل شيء , كانت في الثلاثين , و عدة اسباب ,ليست حتما ظاهرة , كان كل من يقابلها انها فتاة صغيرة في العشرين او حتى امراة شابة في الخامسة والعشرين .
ازداد غيطها بينما تقود سيارتها في الطرق الضيقةالمتعرجة التي تؤدي الى المدينة لم تهدئ تحية موظفة المكتبة الحارة ,من غضبها ولا حتى الراحة المنشودة التي وجدتها في شقتها .
روبرت سايد , الذي تقدر اعماله الادبية , لكنها لم تقترب منه ولم يمثل لها شيئا على الاطلاق .ومع ذلك فهي تبحث عنه! انه ضالتها المنشودة .
وضعت كوب الشاي المثلج بعنف .كيف للمرء ان يعيش هنا !في هذه الشقة , في هذه المدينة في روكي سبرينجس ؟ انتفضت ستاسي لهذه الفكرة . ماذا تستطيع ان تفعل بحق السماء في مثل هذه المدينة؟ حدثت نفسها بانه يجب ان تكف عن الهذيان وان تركز تفكيرها في سايدر وماثيو وهذا الرجل الذي يرى ان بلوغها سن الثلاثين يمنعها من جني التفاح .
همست بتقزز:
- قناص المكافات ....اشعر انني قناص مكافات .
تخيلت نفسها وهي تقود سايدر مكمما ومقيد اليدين وهي تعتلي فرسها .
قالت وهي تصب قدحا اخر من الشاي المثلج :
انني عصبية جدا .
ولقد مرت ثلاثة ايام وهي تبحث عن روبرت سايدر ولم تحصل على ايه معلومات اكثر من التي كانت تعرفها قبل ان ترحل من نيويورك ...وهذا ضئيل جدا في راي ماثيو .
لاول مرة شعرت انها تريد العثور عليه حقا . وبسببه , تعرضت لاهانة الرفض من اربعة مكاتب تشغيل في اربعة بساتين .
لو لم يرحل هذا الارعن دون استئذان ماثيو برادسان لكانت الان في منهاتن تقرا الكتب بدلا من السعي وراء مصانع عصير التفاح .
ستتصل بـ ماثيو وتبوح له بكل ما بقلبها وتتحرر!

[Just Faith]

لكن لم يكن هنالك حتى التلفون في الشقة ولن تخاطر بمكالمة وكيل ادبي نيويوركي عظيم من كبينة التلفون المجاور لمحل الجزازة .. اقتربت ستاسي من المنضدة مصقولة وضعت عليها الالة الكاتبة القديمة التي تستعملها .
لم يكن ماثيو ليسمح لها باخذها اذا كانت استاذنته في ذلك .
لقد قال لها :
- يجب ان تسافري متخفية ومن المفترض انك ستسافرين فترة قصيرة فمن الحماقة نقل كل اشيائك. هل معك زوج حذاء رياضي ؟ كما قذفت اليها بعبارات مثل :
انت لست عقلانية بالقدر الكافي ؟
شربت رشفة من قدح الشاي ثم وضعت ورقة في الالة الكاتبة ستكتب لـماثيو ستقول كم ستسبب له هذه المهمة من صعوبات لشركته الجديدة .
كتبت التاريخ و توقفت .
صاحت محدثة نفسها :
- ستاسي ,هل تذكرين منذ متى لم تستخدمي هذا الورق الرائع المطبوع عليه اسمك ؟
انها تذكر بالتاكيد فمنذ شهور لم تتح لها الفرصة لتستخدم ورقا خاصا بالعمل لانه لم يكن لديها عمل . لقد طردت من وظيفتها السابقة وهذا ما يسمى بالتجديد في هيكل العمالة .
ربما لم تكن فكرة جديدة ان توجه مثل هذا الخطاف الى الرجل الذي انتشلها من البطالة ووضع ثقته بها . ثم ان ثقته بها عظيمةحيث انه كافها بايجاد اكثر الكتاب قيمة ممن يتعامل معهم ...حسنا ,لتكن الاجراءات التي يستخدمها تفتقر للاستقامة المطلقة يمكنها الاذعان لذلك في مقابل قبولها لاساليبه الملتوية . تذكرت مدى سعادتها منذ شهرين تقريبا ,عندما انضمت لفريق ماثيو ... سيكون من الحماقة ان تفسد كل ذلك بسبب قصة السن والتفاح بالاضافة الى ذلك , فيما ان المدير مافور هو الذي اهانها , فلماذا لا تهاجمه ؟ انسابت الكلمات تحت اصابعها ... ان الاهانة والغضب هما خير باعث لفصاحتها واسترسال عباراتها.

سيدي العزيز/ مافور .
اقد مررت اليوم باسوا تجربة عندما التمست وظيفة مؤقتة لجمع التفاح لديكم . لقد استقبلني احد موظفيكم الذي لا استطيع تسميته اذ بلغ من لطفه انه لم يقدم نفسه , سيكون من الافضل ان تتحدث معه عن طريقة اجراء المقابلة الخاصة بتشغيل العمال , اخشى انه ليس كافيا ان يكون الانسان فظا ولا مباليا حتى يثبت جدارته .
في اعتقادي انه ليس من المنتظر ان يدار مشروع استثماري زراعي بنفس الحرفية التي تدار بها شركة استثمارية للادارة . على الرغم من ذلك ,لا يجب ان تتجهالوا القواعد الاساسية للادارة .بما اني قد مررت بنفسي بتجربة ادارة العلاقات العامة في احدى الشركات , فاسمح لي ان احييكم بحسن معاملة هؤولاء الذين يرغبون في الالتحاق بشركتكم حتى المتقدمين غير المقبولين يجب ان يكون لديهم انطباع حسن عن شركتكم ...فقبل كل شيء هم ليسو الا المستهلكين او على الارجح كما هو في حالتي , كانو من مستهلكي منتجاتكم .
وتقبلو فائق الاحترام ..
ستاسي براون

اعادت ستاسي قراءة الخطاب لتبحث عن اخطاء الطباعة المحتملة ...في الحقيقة لقد اعادت قراءته بسعادة غامرة , اولا لانها اكتشفت انها تكتب بمهارة , ثم لانها انتقمت بنزاهة , والاكثر من ذلك انها بهذا الاجراء البسيط قد افرغت جام غضبها .لم يدركها الصبر حتى اليوم التالي فقررت ان تذهب به الى البريد على الفور .
لابد ان يرحل هذا الخطاب قبل ان تهدا ستاسي تماما .
كانت الكتابة هي وسيلتها في محاربة الضغوط وتحمل الاهانات الصغيرة التي تتعرض لها في حياتها اليومية , الا انها قليلا ماكانت تبعث بهذه الترهات الى المقصودين بها .
في العادة كان الامر يتوقف برمته عندما تلصق طابع البريد وتتذكر الحادثة التي اشعلت غضبها وتعيد تقييميها وتعدل عن توجيه صاروخها الانتقامي , هذا الخطاب سيتسلمه مافور لكن الن يعتقدو انها مجنونة ,او مثيرة للمشاكل ,او منشقة في هذه المدينة الصغيرة ...حيث تنتشر فيها الاخبار بسرعة البرق ؟
في هذه المدينةالتي من المحتمل ان يكون فريستها مختبئا فيها؟لا يهم ! بعد يومين غير مثمرين . كان خطاب بلون بساتين مافور في انتظارهها في صندوق البريد . صاحت من وقع المفاجاة وفتحته وسط مكتب البريد كان خطابا قصيرا :
" سيدتي العزيزة براون ,ارجو ان تتقبلي اعتداري عن افتقاري للحرفية في العمل لكن , بحق السماء ماذا لمديرة علاقات عامة ان تفعل بوظيفة قطف التفاح ذات العائد الذي يوصف بانه اقل من الضئيل ؟"
مع تحياتي
مافور .

كان توقيعه متكلفا مثل خطابه . الشيء الوحيد الذي منعها من ان تزمجر هو فضول موظفة البريد ,ابتسمت ابتسامة مصطنعة ودست الرسالة في حقيبة يدها . وعندما عادت الى شقتها قررت ان ترد على الرسالة .
" عزيزي السيد مافور"
لي اربع سنوات خبرة فيما اطلقت عليها "وظيفة" ,واعتقد ان مفهوم العمل تماما كمفهوم الاجر لم يتغير كثيرا .
ان مهاجمتك لتعليلاتي لا تمثل اي اعتدار عن الفظاظة التي تعرضت لها في اثناء اللقاء .
مع تحياتي ...
ستاسي براون
ملحوظة : ان الخطاب عمل - ولا سيما خطاب لا يتعدى الخمسة اسطر لا يجب ان يحتوي على غلطة طباعة واحدة , مصححة او غير مصححة , خطابك احتوى على خمس اخطاء . اعتقد انك قد ضربته بنفسك على الطابعة ...الم تسمع عن السكرتيرات ؟
لم تتبين ستاسي الا بعد ارسال الخطاب ان الملحوظة التي ارفقتها كانت زائدة عن الحد , على الارجح مخالفة للمنطق . لن يضيع مافور وقته ليجب عليه .
ولتمنع نفسها من التفكير في هذا الامر , ذهبت الى روكي سبرينجس الجنوبية وتنزهت في الريف . لم يكن المنظر جميلا كما هو الحال في مافور .لكنها استطاعت ان تنصب على قراءة كتاب في احد الحقول . وبعد ذلك شعرت بتحسن . وفي صباح اليوم التالي , كان قابعا في صندوق البريد خطاب جديد مطبوع على غلافه اسم مافور .
سالت ستاسي نفسها كيف استطاع ان يجيب بمثل هذه السرعة ؟اقتربت من الشباك ,ابتسمت اليها الموظفة , الانسة بولنسكي :
- اوه , لك خطاب من جيمس ,لقد رحل توا منذ دقيقتين !
- حقا؟

- نعم, ان صندوق البريد الخاص به تحت صندوقك تماما .
- لكن ...انه يعيش خارج المدينة , الس كذلك ؟
اجابتها الانسة بولنسكي المهيبة "
- تماما, لكن لا يوجد مكتب بريد في نيوروكي سبرينجس .
- اذن انت ...
- عندما تسلمنا خطابك وضعناه في صندوقه , والعكس صحيح .انه امر عملي جدا.
ارتسمت على شفتي ستاسي ابتسامة متواضعة .كانت تعرف شيئين عن هذا الكاتب المشهور الذي اعتقجت انها وجدته :
الاول: ان اسمه الحقيقي ليس روبرت سايدر .
والاخر: ان مكتب ماثيو يبعث بمستحقات سايدر عن الكتب المبيعة الي مكتب البريد "روكي سبرينجس "
دمدمت ستاسي :
-هذه في الحقيقة ميزة الحياة في مدينة صغيرة .
- نعم ,اليس كذلك ! نحن نعرف الجميع هنا .
قاومت ستاسي رغبتها في فتح الخطاب على الفور . وانتظرت حتى تعود الى المنزل . كادت منذ بضع دقائق ان توفر ثمن الطابع .
تنهدت . انها لن تتحمل مواجهة جديدة . ربما يكون روبرت سايدر
او انه يعرف روبرت سايدر . هذا سخف ! لقد بدات تراه في كل مكان في ركن الشارع . خلف كل شجرة تفاح , او في ظلال هذا المقهى الصغيرة الذي تراه من خلال شباك الصالون . ربما لا وجود له . منذ اسبوع وستاسي في كل الاحتمالات الممكنة . كتبت - وهي تفتح الغلاف - رقم صندوق بريد مافور ..ماثيو ...من يعرف ؟من المحتمل ان يذكره هذا الرقم بشيء ما .
عزيزتي / السيدة براون .
شركتنا الصغيرة لا تستطيع ان ترفض موظفة لها نفس قدرك . كوني صباح الغد في الساعة السادسة امام مدخل المحل .يمكنك ان تبقي المدة التي تحلو لك خوفا من الا اكون لطيفا مرة اخرى . اسمحي لي ان اخبرك بان بساتين مافور ليست مسؤولة في حالة ان تفرد ثنية بنطلونك .بالله عليك تجنبي ارتداء حذاء بكعب عال .
مع تحياتي .
جيمس


ملحوظة :لقد وضعت خطابك الاول تحت مصباح المكتب ووجدت ثلاثة اخطاء .
اعادت ستاسي قراءة الخطاب اكثر من عشر مرات .ولم تعد تعرف كيف تفكر. لقد حصلت على العمل !الن يكون من الحماقة ان تقبل ؟كيف ستفسر لـ ماثيو هذا ؟من المفروض انها تلاحق رجلا محنكا ولا تسعى للحصول على عمل عبارة عن قطف التفاح . وجيمس مافور هذا ؟ حسنا ,احتمالات ان يكون روبرت سايدر ضئيلا جدا . لكن قد يعرف الكاتب .
قطبت حاجبيها .لقد كان بحثها عند ملاك البساتين معتمدا على منطق اصبح اكثر فاكثر غير مؤكد , وهو ان سايدر نوع من التفاح .تنهدت يا الهي ...عندما منحها ماثيو اسبوعين لتجدسايدر اعتقدت انه يمزح .لقد بدت لها المدة دهرا .والان تشعر ان الوقت ينفلت ويتسرب من بين اصابعها .
اعادت قراءة الخطاب . انه يدعوها دائما بالسيدة بروان في الحين وقع بكل بساطة جيمس ...اما عن ملحوظة : انه لم يكن لطيفا ,فهي لا تفهمها ...انه لم يكن كريها .لكن مديره هو الذي كان كذلك .انها لا تستطيع ان تصدق ان جيمس يضيع وقته في مقابلة الفتيات الاتي يبحثن عن عمل صغير كهذا ...حتى لو كن يبلغن ثلاثين عاما .
تذكرت نظرة الرجل الذي قابلته ,لقد كانت نظرة مفعمة بالحيوية لن يقدر كثيرا انها تخطته واشتكت لرئيسه . سيكون غير محتمل .لرجال سواء كانو اقل او اكثر اهمية من ذلك الرجل منذ زمن قليل ؟
بلى ... لقد امضت حياة كاملة في ذلك .لن تقبل هذا العمل .
ولكن هل هذه الخطوة الصغيرة ستسمح لها بالتوصل الى وكر هذا الكاتب الملعون ؟ حتى الان لم تجد اي شيء . ولا اقل مؤشر .لن تستطيع خداع ماثيو اكثر من ذلك . عاجلا ام اجلا , لابد ان تقدم له تقريرها , ومهما بدت غريبة فهي اول عملية مهمة بالنسبة لها , ولن تسمح لنفسها بان تفشل فيها , لم يكن لديها الخيار : يجب ان تقبل هذا العمل .
وماذا سيحدث عندما يتبين الناس ان خبرتها الوحيدة بقطف التفاح ضئيلة باستثناء زياراها العديدة لمحلات السوبر ماركت - تجربتها المتواضعة التي مرت بها في ذلك اليوم ؟
قالت محدثة نفسها وهي تضع الخطاب بجانب الالة الكاتبة :
- لا يهم , لن اناقش هذا الامر .

[Just Faith]

الفصل الثاني

في اليوم التالي فهمت ستاسي قبل الظهر ان قطف التفاح لم يكن بالنشاط الرومانسي الذي تخيلته وان جيمس مافور قد اظهر قدرا لا يستهان به من الساديه عندما الحقها بهذا العمل .صعدت بمشقه وهي تحاول الا تتذمر صخرة كانت تحت شجرة من اشجار التفاح المنتشره في كل مكان .وللحقيقه لم يكن مافور هو المسؤول الوحيد .لكن كم يؤلمها ظهرها لقد كانت هي على اية حال التي تقدمت لهذا العمل مع سته من المراهقين ..في الساعه السادسه صباحا .خلال هذا النهار الطويل المضني تعلمت ثلاثه اشياء ذات اهميه متقاربه :اولا :ان قطف التفاح نوع من العاب الاكروبات .


ثانيا :ان التردد المثابر على نادي لياقة في نيويورك لا يعدك بالضروره لهذا النوع من الرياضه الخطيره .
اخيراً:لا ينصح بارتداء جينز جديد لمن يريد وقايه تورم الركبتين .
مدت ساقيها المتألمتين ثم قررت وهي جالسه على الصخره العاليه ان تفتح علبة الفاصوليا البيضاء بصلصة الطماطم _بيتية الصنع _التي اشترتها من محل الاكلات الخفيفه .شعرت بانها منهكه وتتضور جوعا .
استنشقت محتويات العلبه الساخنه وابتسمت .ثم انفجرت في الضحك انها كانت تبحث عن شيء مرطب ..على الرغم من كل اخطائها وخرقها في التصرف كان عليها ان تعترف بانها لم تسأم بعد .
شعرت بحركه خلفها وصوت رجل اجش وسعيد يناديها :
_لقد اخبرني الكساندر انك ترتدين حذاء رياضيا ورديا لكني لم استطع ان اصدقه!
قبل ان تستطيع ستايسي ان تلتفت كان الشخص المعني باعتراضاتها في خطاباتها لـ جيمس بجانبها فوق الصخره العاليه .
على الرغم من وجود اماكن كثيره الا انها انزلقت تلقائيا الى الحافه المقابله اصطدم رأسها بفرع قد اماله وزن الثمار ارتسمت على وجه المدير الملعون ابتسامه عريضه .لاحظت _واحاسيسها تتنازعها الفرحه والحزن _الغمازتين اللتين تعلوان وجنتيه لم تختفيا لم يتغير اي شيء في مظهره ..اضاءت الشمس شعره الداكن فبدا اكثر احمرارا .اضطرب ذهن ستاسي .
ماذا يعرف عن خطاباتها لـ مافور ؟لابد انه ضحك منها مع رئيسه ..وسألت نفسها :هل قرر مافور اخيرا ان يلحقها بالعمل ليتسلى بشخصها ام لا ؟
حذاء رياضي وردي !


_هل ستسامحين الفظاظه ولا سيما عدم اهلية هذه الملاحظه ؟
حسنا انه يرجع الى ماورد في الخطاب الاول لقد تحدث الرئيس عنه ..ستحاول ان تكون ودودا .
_لكنها ملاحظه شريفه .
_آه انا رجل شريف يا انسه براون لايكن لديك اي شك بشأن ذلك ..هل تحبين اللون الوردي ؟
_انه مفرح الا تجد ذلك ؟انه لون يبعث البهجه .
قال وهو يرفع كتفيه :
_المهم ان يكون حذاء متينا .
_لم اسقط من اي شجره حتى الان .
_هذا ليس خطئي ..انني جئت لاتحقق مما قالوه لي .
_انها ملاحظه فظه .
_لكنها شريفه .
_تماما وصادقه وفي الوقت نفسه مؤدبه اليس كذلك ياسيدي ؟
_صحيح امريكي طيب معاند ..هل اكتفيت بهذا القدر اليوم ام تريدين ان تستأنفي العمل بعد الظهر ؟

رفضت ستاسي ان تعترف بانها لم تعد قادره على العمل غرست سكينتها في علبة الطعام المحفوظ ..لقد عمل الصبيه حتى السابعه والنصف ولن يستأنفوا العمل الا بعد المدرسه نحو الثالثه .
وجدت ستاسي نفسها مسؤوله عن طرف كامل من اطراف البستان .عندما ذهبت لاحظار غدائها قابلت بعض المتخصصين في قطف التفاح الذين ابلغوها بانهم قد انتهوا بالفعل من القسم الذي عهد به اليهم .
دون شك لقد حصلوا على اجر اعلى .
قالت :
_الى الساعه السادسه هذا يناسبني اعتقد انني سأعود الى البيت وآخذ حماما طويلا ساخنا .
_بالرغوه ؟
-انت خيالي ومعاند بنفس القدر.
_وانت لا تستطيعين تحمل اكثر من ذلك ..هل قررت الرحيل ؟
امسك تفاحه وقضمها .
_كلا اريد ان اكسب اكثر حتى استطيع ان اشتري مواد البقاله التي تكفيني اسبوعا كاملا .
قال ضاحكا :
_لست متأكدا من ان موسم الحصاد سيستمر طويلا حتى تصبحي سمينه اذا استمررت في العمل بهذا الجد ..
بدأت ستاسي تقدر صراحته الفظه .
انه يذكرها بماثيو الذي قال لها في اول لقاء لهما :
_ان العمل معي هو الجحيم !

ماثيو..روبرت سايدر .اوه لماذا يجب علي ان افكر في هذين الاثنين ؟
لكن على اية حال ليس من المفترض لها ان تلهو مع رجل وسيم وسط بستان تفاح .ليكن معاندا اولا .انها فرصتها الاخيره .لقد استنفذت كل الوسائل الاخرى .اذا لم تستطع ايجاد بداية الخيط من بساتين مافور ستعود _وهي تجر اذيال الخيبه _الى مانهاتن .
_انت تتمنى ان اسقط من اعلى السلم اليس كذلك ؟
_او ان تلدغك نحله او ان تصرخي لان حشره صغيره تتنزه على ذراعك ..لا تحاولي .كل الشواهد تقول :انك لم تقطفي التفاح قبل هذا الصباح لافائده من الانكار ويجب ان تكوني سعيده يا انستي العزيزه انني لم اربط اجرك بالانتاج ستنتهين بان تكوني مدينة لي .
_من حسن الحظ انه ليس انت من يدفع ..اوه ! انت انت جيمس مافور ؟
_لاخدمك بفظاظه وقلة حرفيه .
_لم تكن مجبر ان تلحقني بالعمل .
_بالتاكيد لكن شرف عظيم لنا ان تلتحقي بعمالنا .
_انك تحب اعادة فتح الموضوع .
_حسنا هل يمكنك ان تسدي صنيعا اخر لشركتنا المتواضعه ؟
هل تقبلين ان يطلعك الكساندر في المصنع كيف ينتقون ثمار التفاح ؟الا اذا كانت خبرتك طويله بكل تاكيد .

لقد بدأ من جديد في اسلوبه الفظ المشاكس .كانت تفكر في اسلوبه هذا دون غضب .كان كاللعبه .نظرت الى عضلاته المنتفخه تحت بشرته البرونزيه .
_تبدين مستغرقه في التفكير يا انسه براون .
رفعت رأسها ولاحظت ابتسامته الواهيه .
_لكن كلا سأبقى بكل تاكيد .نادني بـ ستاسي اعتقد ان الجميع هنا ينادون باسمائهم الاولى .
_لست ادري اذا كنت سأتجاسر لاخاطب على هذا النحو مديرة علاقات عامه سايقة و....
_لقد فهمت تماما ياسيد مافور لا طائل من ...
قال لها ببساطه وهو يرمي براسه :
_جيمس .
ثم شرع في نزول الصخرة .
_الى اللقاء ستاسي .
واختفى .
بعد ساعتين ركنت ستاسي سيارتها الهوناد خلف المكتبة ..لم يكن برأسها الا فكرة واحده :حمام شديد الحراره كتاب جيد ومقعد مريح .ان تستريح ..ببساطه ببلاهه ان ترخي عضلاتها ان تقضي على احساسها تماما بان جسدها قد اوسع ضربا لكنها كانت على يقين من انها اذا استسلمت للراحه فلن تفعل شيئا بقية اليوم .
لن يستطيع احد ان يتنزعها من المقعد ولا حتى ظهور روبرت سايدر المفاجئ ..تنفست بعمق واغلقت عينيها وغمغمت :لن استسلم .
اغلقت باب السياره بعنف وتوجهت نحو مكتب البريد وجدت في الصندوق ضرفا من نيويورك ليس عليه عنوان المرسل يحوي على عبارات مختزله :
_هل مازلت على قيد الحياة ام قبض عليك ر.س؟اتصلي بي على الفور م.ب.
همست ستاسي وهي تحاول ان تخفي الخطاب عن اعين الانسه بولنسكي التي تحاول قراءته من شباك مكتبها .

ماكر كبير.
اف ..لقد جرح باطن قدمها ايضا لم تكن قد لاحظت ذلك اما الان فقد احست بقدميها تؤلمانها في حذائها الرياضي الوردي .
وهي تتوجه نحو كابينة التلفون .دمدمت :
_ماثيو محق كان يجب ان اشتري حذاء من القماش اوصلتها سكرتيرة ماثيو برئيسها على الفور .
_براون !كنت سأتصل بالبوليس الدولي !اين انت ؟
خفت بصرها الى اظفارها المكسور ويديها المتسختين .كان تورم ركبتيها يؤلمها .
_اجني ثمار التفاح .
_التفاح ؟

[Just Faith]

تخيلت هذا الرجل ذا الشعر الابيض رغم عمره البالغ تسعه وثلاثين عاما وهو يصرخ بالتلفون .
_لقد طرأت بذهني هذه الفكرة بسبب اسمه .ان سايدر نوع من التفاح و..
_لكنه ليس تفاحه !انه كاتب ..و..
وماذا ايضا ؟
_هذا كل شيء .
_معذره ؟
_اقصد ان ليس لدي الكثير حتى اقوله .
_وتقريرك ؟
_ليس هناك للاسف اي ماده للتقرير .

_لقد رحلت منذ اسبوع يجب ان يكون لديك شيء مؤشر معلومه تنقلينها الينا !
طافت ستاسي ببصرها حولها بقلق لابد ان المدينه كلها قد سمعت صراخ ماثيو .
_اني احدثك من كابينة تيلفون عامه ..هناك العديد من الناس ..لو كنت تعرف ما اريد قوله ..اني عندما احصل على معلومه ذات اهميه سأتصل بك صدقني سيساعدني كثيرا اذا تمكنت من الحصول على اسمه الحقيقي .
_مستحيل لقد قلت لك قبل ذلك .
لقد اغضبها ان يكون ماثيو على علم باسم سايدر الحقيقي ولا يريد ان يخبرها به .لقد صاح عندما اعترضت ..ان افشاءه الاسم الحقيقي للكاتب سيكون منافيا للاخلاق .كيف اذن لنفس هذا الرجل ان يرسل موظفته لتطارد كاتبا لم يعد يريد التعامل معه ؟كانت تبريرات ماثيو غير مفهومه ومع هذا فانها الاسباب الخاصه به وانه رئيسها .اجابت :
_اعرف لكن لو تحققت من مكانه ربما يكون على بعد الف كيلو متر من هنا .
_انه عندك اقولها لك عليك انت ان تخرجيه من مكمنه .اسمعي لقد جئت حيث انت نائبه عني .عندما يراني يهرب ان لم يحاول قتلي .اريد ان اعرف مايدور في الحقيقه قبل ان اقرر ما سأفعله .اريد ان اعرف اشياء مثل :ان كان يضرب على الطبول وهو نصف عار في ميدان السوق هل رأيت اشياء من هذا القبيل ؟
_لكن ..
_ابحثي عنه !

وضع ماثيو السماعه بعنف القت ستاسي بابتسامه مريره للسيد جورج الجزار الذي لم يفته بالتأكيد اي كلمه من المحادثه ..وطلبت شريحتين من اللحم لم تكن ترغبهما .
مشت بخطى ثقيله نحو شقتها ..كل شيء كان ثقيلا بداخلها كل شيء يثقلها .تذكرت فجأة شريحتي اللحم المتأرجحتين في الحقيبه البلاستيك ..شريحتان ! لو انها تقتسم وجبتها مع احد ما !طفت في ذهنها صورة جيمس مافور .
سيقدر بالتأكيد شريحة لحم مشوي مصحوب بالسلطه الطازجه و ..فيم تفكر ؟هذا الرجل يدير بستانا وسط الريف ..فليس هناك شيء مشترك بينهما ..انه ابله كبير .جذاب لكن ..لكن هناك هاتفا يحدثها انها قد خدعت ..لقد تذكرت نظرته .
لتقتل الوقت دخلت الى المكتبه كانت كل روايات سايدر مصفوفه اخذت روايتها المفضله لم يكن بها اي اهداء .
قالت لامين المكتبه :
_اتمنى ان يكتب سايدر روايه جديده .
_هل تعرفين ,انا لا اقرأ هذا النوع من الروايات التي تعتمد على الاثاره لكنها روايات ذات جماهيريه واسعه .
_نعم .
زاد نبضها فجأة وطلبت ان تستشر الدليل .لم يكن به اسم جيمس مافور .جلست ستاسي في الردهه المقابله للمكتبه وكانت مؤديه ايضا الى شقتها !وخلعت حذاءها الرياضي وبدأت تقرأ ..لقد وجدت متعه في كتابة سايدر المفعمه بالحيويه ..حبكته المعقده والايقاع السريع للاحداث واسلوبه الممتع ..لقد احبت طريقة كتابته .
انتزعها من تركيزها العميق شيء ما احست به فوق قدمها اليسرى ..قلصت اصابعها وخبطت بضربه صغيره حتى تطير الحشره لم يحدث شئ .
_طيري ايتها الحشره التعسه !

_انا لا استحق ذلك .
رفعت رأسها .
_السيد مافور .
تبينت ان قدمها تلمس سترة مافور الجالس بجانبها ماذا تفعل ؟تسحب قدمها انها تريد ..تريد ان تنسى ان تترك وحدها ويقال لها مشهورة بالجراءه ؟
انها تجلس في الشمس ناسيه مهمتها مشغوله بالسؤال هل تبعد قدمها عن جسد هذا المستهتر .
مهما كان ..هل هو حقا برئ كما يبدو ؟ماذا يفعل هنا ؟بالتأكيد !انه ذاهب الى المكتبه .عجبا !
_سعيده لرؤيتك ياسيد مافور .
_انت تسكنين اذن اعلى المكتبه ؟
_تماما ولماذا كنت سأكذب عليك ؟
صمت برهه لكنه لم يكن صمت ..تردد ونظر الى ستاسي وهو يفكر :
_اشعر يا ستاسي انه نعم وبكل تأكيد لابد انك قادره على الكذب .
اجابته وهي ترفع كتفيها وتقفل الكتاب:
_هذا بشع جدا .
_انت تشعرين بأنني لست رجلا مهذبا على الدوام .
قالت :
_اعتقد انني فهمت ذلك بالفعل .
استعادت هدوءها ورمقته بنظره غايه في البراءه .
سألته وهي تظهر له غلاف الكتاب :
هل قرأت لجيمس من قبل ؟تفكرت ,الم تتصلب عضلاته ؟لقد بدا جيمس طبيعيا للغايه .
_نعم في الحقيقه كان كتابه الاول جيدا اما الاثنان اللذان تبعاه فكانا قصيرين الى حد ما .
_انا لا اوافقك على الاطلاق ان مهارته تتفتح وتتوسع في كل كتاب .
قال بصوت متعب :
_حقا ؟!
_كفى لقد اتخذت ستاسي قرارها العظيم وستسحب قدمها .ولتبدو اكثر طبيعيه ستتمدد وتتثاءب .
تابعت الحديث :
_لا اريد ان اؤخرك ..لا اظن انك توقفت هنا لتتحقق ان كنت قد كذبت عليك بشأن عنواني .

_اوه !بلى .
_هل تسخر مني !الاني كذبت بشأن سني تعتقد انني اكذب في كل شيء..؟
_وتكذبين كما قلت عن خبرتك المهنيه وبدون شك عن شيء او شيئين اخرين !
قالت وهي تؤرجح ذراعها :
_حقا ؟
_ربما ..في الحقيقه اني اسأل نفسي اذا كان اثنان زائد اثنين يساوي اربعه بالنسبة لك ايضا !
هل ذلك حتمي ؟
كتف ذراعيه ونظر في وجهها لكن ستاسي التي لم تعش طويلا في نيويورك كانت معتاده على هذا النوع من الصراحه فلم يهتز لها رمش .
_لنفترض انني فضولي الى حد ما .لكن عليك ان تعترفي انه من النادر ان تستأجر مديرة علاقات عامه سابقه تسيح في المدينه شقة اعلى المكتبه وتبحث عن عمل تجني فيه ثمار التفاح !
لقد استاءت من طريقته في نطق عبارة مديرة علاقات عامه سابقه ..بدون شك هو لا يصدقها في هذه النقطه ومع ذلك كانت المعلومه هي الوحيده الصحيحه من بين كل ما قالته له .
_احاول ان آخذ راحه .
_مم ؟
_من ان اكون مديرة علاقات عامه ..لاشيء يساوي الهواء النقي والعمل اليدوي .عمل طيب وشاق !
_الجني ليس عملا شاقا .

_ولا شريفا ؟
قال _قبل ان يتوقف للمرة الثانيه :
_للبعض ياستاسي ..حسنا بما اني هنا فسأختار كتابا جيدا .
لم تترك عينا جيمس عينيها ..ظلا صامتين برهه طويله .كما لو كان يريد ان يقبلها .كان لابد ان تجيبه بسخريه ,الا انها ابتلعت لسانها ولم تتفوه بكلمه .وللمرة الاولى تكبح طبيعتها .شعرت بنوع من السعاده وهي ترمقه يدفع باب المكتبه الزجاجي .للاسف انها لا تستطيع ان تقبله .وعلى عكس المتوقع استدار قبل ان يختفي ليلقي اليها بابتسامه توصف بانها بين الاثاره والسخريه .هل نجحت في تجنب السقوط في الفخاخ التي نصبها لها ؟
اهم ما في الامر الا يشك في اي شيء .
لكن ما نسبة احتمال ان يشك مافور هذا في انها تعمل لحساب ماثيو ؟
نهضت واقتربت من نافذة زجاجيه كان مافور منكفئاً على مكتب امين المكتبه .كان جذابا بدرجه كبيره ..يبدو مزارعا شجاعا .لقد اصابتها بالقشعريره فكرتها المنحرفه بالغة البلاهه انه من الممكن ان يكون روبرت سايدر ..مستحيل !
ان ماثيو لمجنون ان يلقي بها في اثر رجل كهذا ..يجب ان يكون سايدر رجلا مهذبا تماما لطيفا ..باختصار طبيعي .
لكن هل الاولاد اللطاف المهذبون والطبيعيون من الممكن ان يشوه اجسادهم ندبه كبيره او ان يكون اهم هيئه جسديه مؤثره ؟
رفعت كتفيها في النهايه .انتصرت فكرة الحمام الساخن على كل الافكار التي تتخبط في رأسها ثم تغيير ملابسها ولا تفكر في شيء سوى نفسها ..صعدت مسرعه نحو شقتها .قال امين المكتبه :

_هذه اخر اعداد نحتفظ بها .نحن لا نحتفظ بها اكثر من شهر .
شكره جيمس بايماءه من رأسه واخذ لفافة المجلات تمنى لو ان ستاسي ترقبه ..تمنى لو انها ترتجف في حذاءها الرياضي الوردي .
كان يعرف انه محق ..جلس على اول طاوله وفتح اول مجله على صفحة المعلومات المهنيه .
انطفأت ابتسامته .لم تخنه ذاكرته ..أمرأة ما تدعى ستاسي براون التحقت بالمكتب الادبي لـ ماثيو ..وستاسي براون التحقت بالعمل في بساتين مافور ..هل هي صدفه ؟
ان الوقت الذي استأجرت فيه ستاسي شقتها فوق المكتبه هو نفس الوقت الذي ..كلا !لاتوجد مصادفه .
جذب باب المكتبه بقوة ..كان عاقد العزم .على ان يلقي بالمجله على ركبتي ستاسي ويسمرها مكانها حتى يتمكن من اجبارها على تفسير ماتقوم به .ها هو الحل يجبرها على كشف نفسها لكنه وجد ان الحذاء الوردي الجميل قد اختفى .
انتفضت عضلات جيمس ..ما الذي يدور برأس هذه المرأة وماثيو؟
حينئذ وصل الى انفه رائحة لحم مشوي كما وصل الى اذنيه صوت قطعه موسيقيه كلاسيكيه .
تذكر ستاسي معلقه على احدى اشجار التفاح وساقيها تتأرجحان في كل الاتجاهات .انه لا يستطيع ان يمنع نفسه من التفكير فيها :لقد احب جسمها النحيل ونظرات عينيها وهي تكذب .وعلى الرغم من كل هذا فسهرة مع ستاسي لن تزعجه .وسأل نفسه اذا استطاع ان يصعد ويدعو نفسه على العشاء حتى يعطيها المجله مفتوحه على صفحة الاعلان .

وربما استطاع ان يلعب بطريقه اخرى وبوسائله الخاصه اي بطريقته هو .

[Just Faith]

الفصل الثالث

صاح صوت مزعج .لقد استيقظت ستاسي منتفضة.كانت الساعة الخامسة صباحاً،لقد قام هذا الموقظ الملعون بعمله على أكمل وجه .وسمعت صياح غربان.
شعرت ستاسي بعضلات مجهولة ،وأشياء غريبة مطبوعة فى أعماقها قد أهملتها منذ سنين تظهر الآن،وتتضرع إليها بألا تتحرك .سعلت،سيسخر منها ماثيو إذا عرف أنها ما زالت فى السرير!لن يعرف شيئاً.أما جيمس..هذا بدون شك ما كانت تأمله .

ببطء،وبتألم زحفت خارج سريرها .وبعدأن عبرت غرفتها بمشقة،وصلت إلى الحمام لتجد أمامها وجهاً شاحباً غريباً يشبهها كثيراً.أخرجت لسانها للمرآة وجرت قدميها إلى الدش ،دش ملتهب.
دش وثلاثة أقداح من القهوة ،وإفطار فخم بعد ذلك، استنتجت أنها تستطيع تحريك ساقيها دون أن تدمدم.
لم تتذكر المحادثة التى دارت بينها و بين مافورإلا عندما وصلت إلى حدود البستان .إنه يعرف روبرت سايدر!
إنها واثقة بذلك.حتى إذا صح حدسها ،فكل ذلك لن يوصلها إلى شيء.سيتحتم عليها أن تعلن هزيمتها لـ ماثيو.ألن يكون من الأفضل فى هذه الحالة ،أن تفتح قلبها بأمانة لـ مافوروتقول له أسباب مجيئها؟
سيقتلها ماثيو .ركنت السيارة وانضمت إلى مجموعة الشبان.إلى العمل.على الأقل ،ستضطر إلى التوقف عن اختلاق الأوهام لتركز على مشكلة التوازن الخطيرة .
لم يظهر جيمس خلال النهار.
شعرت أن مزيجاً من المشاعر قد اقتحمها :التعب،اليأس لفكرة فشلها بالإضافة إلى ذلك خيبة أمل مريرة لا تستطيع تحليلها.
لحق بها الكساندر مدير الشركة فى اللحظة التى فتحت باب سيارتها .كان رجلاً قليل الحجم فى الثلاثينات من عمره ،ذا نظرة مفعمة بالحيويةوالأمانة .
قال وهو يشير بأصبعه إلى مزرعة تكاد تكون مختفية خلف أشجار الفاكهة :
-يتمنى جيمس أن يقابلك فى المنزل.
سألت ستايسى نفسها إذا كان لا بد أن تفزع أم لا؟
-هل تعرف لماذا يريدنى؟
-كلا.
-أيجب أن أذهب الآن؟


-نعم.
-الكساندر!
-نعم؟
-السيد ما فور..أريد أن أقول جيمس..هل البساتنين هى مصدر..مصدر دخله الوحيد؟لا أريد أن أكون متطفلة ،لكن..
- أنت جديدة فى المدينة .كما أرى،إن عمل جيمس الأساسى هو استثمار الغابة .البساتين هى هوايته .
-هواية..إنى ،إنى أشكرك.
هواية؟استثمار الغابات !لقد عمل روبرت سايدر ثمانى سنوات فى جهاز خدمات الغابة
بالدولة.
مستحيل!
لم تكن ستاسى فى حالة طيبة،وتسلقها أشجار التفاح مدة ست ساعات لم يكن السبب الوحيد فى عدم إحساسها بالراحة.
كانت مبانى المزرعة بيضاء وشيش النوافذ مطلياً باللون الأسود لابد أن تاريخ بنائها يرجع إلى ما قبل قرنين من الزمان ..شجرتان ضخمتان قابعتان وسط الحشائش.
كان كل ما بالمزرعة هادئاً ومزهراً..جرار أحمرصغير يقف بجانب سيارة لاندروفر أمام مخزن مطلى بلون أزرق زاه.فى ركن من أركان المخزن كومة من أخشاب تتصاعد منها أتربة ذات بريق خاص،تقدمت ستاسى إلى الداخل.
كان جيمس يلوح فى الهواءبفأس ضخمة تركها تهوى على قطعة حطب قسمها نصفين..ظلت ستايسى ترقبه لحظة ..لقد كان تمكنه مما يفعل واضحاً.
لم يبدو عليه أى ضيق عندما إنتبه وتبين أنها تنظر إليه منذ لحظات.
-كنت سأشغل وظيفة جلاد ماهر فى عصر هنرى الثامن ،ألا تعتقدين ذلك؟
-يالها من فكرة لطيفة!
أجابها وهو يبتسم وينفض الغبار عن ملابسه:
-كان لـ مارتن هذا العجوز الطيب طريقة قاطعة فى التعامل مع أعدائه.
-وماذا عن نسائه؟
-نفس الشيء.
-أوه،هل سنبدأ لعبة المتهكم ؟
-على الأصح المعاند.
-الاثنان معاً ،توجد العديد من الحيل اللطيفة التى تهدئ أكثر الطباع تمرداً.
قال وهو يمسح وجهه بطرف قطعة قماش كانت على حزمة حطب:
-ماذا تقترحين من أجلى؟
رفعت كتفيها وهى تسأل نفسها :لماذا يخفق قلبها بهذه السرعة.
بدون شك بسبب قلة النوم والإجهاد الجسمانى ..ليس هذا الحطاب المتسخ الشرس الذى يطرب قلبها ويجعله ينبض بهذه السرعة ..ثم يجب أن تكون يقظة هذا الحطاب الشرس رجل الأخشاب المرعب هذا ربما يكون كاتباً قد باع ملايين وملايين من الكتب أو على الأرجح ،يعرف شيئاً عن هذا الكاتب الشيطانى .
أجابت أخيراً:
-لست أدرى..كوباً من شراب التفاح؟

-أنت متفائلة يا ستاسي إنى أحتاج لما هو أكثر من مجرد كوب عصير تفاح..لقد كان يومى طويلاً جداً .فضلت ألا تسأله لماذا؟
-لقد أخبرنى الكساندر أنك تريد رؤيتى .
-بما أنك تكلمت أخيراً ستاسى،أخبرينى...
-هل أنت إنسانة هادئة الطبع؟
-ليس تماماً..أنا لست مشهورة بذلك.
قال-وقد تحولت تكشيرة وجهه إلى ابتسامة ساحرة-:
-آه ،أنت من النوع..اللاذع.
أجابت-وهى تنظر مباشرة إلى عينيه-:
-نعم، إلى حد ما مثل التفاح الذي لم ينضج بعد.إن هذا اللذع وهذه الحموضة اللذيذة هما اللذان دفعا صاحب العمل السابق أن يستغنى عنى.
لم ترمش عينا جيمس لكنه شد على قميصه ليغطى كتفه.
-حسناً.لن تجدى المشكلة مع مستخدمك الحالى ،إنى أعشق التفاح اللاذع .
وأضاف وهويقترب منها :
والألسن اللاذعة أيضاً.
وضع يديه على خصرها واقترب بشفتيه من شفتيها..ووصل إلى أنفها رائحة غبار الخشب الذي خلفه وعرقه ورائحة هواء الخريف الرطب.
قال معلقاً وهو يبتعد:
-شراب الشهد.إنه شراب الشهد الصافي.
شحبت ستاسى أمام ومضة الكبرياء التى برقت فى نظرة جيمس..لقد قبلها وبادلته القبلة كيف ستستطيع الرجوع إلى عملية سايدر؟لقد قطعت عهداً بألا تفقد هدفها ..سيسعد ماثيو..كذلك جيمس عندما يعرف فكرة الإستئناف،يجب أن أستأنف ما بدأت حتماً.
-جيمس.
-هل تخشين بألا يكون لسانك بنفس اللذوعة ..
قالت بإنفعال :
-أنا لا أتحدث عن أشياء جسدية.
قالت-فى خاطرها وهى ترتعش -:إنى أقول أى شيء..أين ذهب ذكائي وسرعة بديهتى ؟
هل تبخرت ،هل محيت بأروع قبلة تلقتها فى حياتها ؟
-أوه ،تقبلى إعتذاراتى يا آنستى.
-عفواً.ألا تتوقف عن التكشير؟
-هل تسمين ابتسامة غاية فى البراءة تكشيرة؟إنى أبتسم لأنك غريبة .وساحرة جداً.
-أنا لست ساحرة!
-أوه، بلى.ولذيذة أيضاً مثل عصير التفاح.

[Just Faith]

فكرت..أنه يسخر منى ..لو لم يكف عن الابتسام لتمكنت من رشقه بجملة لاذعة تسمره مكانه .لكنه لم يتوقف ولم تستطع هى أن تمنع نفسها من التفكير إذا كان جيمس يقدر هذه القبلة كما تقدرها هى .
-لنعد إلى موضوعنا يا سيد مافور هل كنت تريد رؤيتى؟
-نعم كنت أحتاج إلى الدفء والهدوء .إنه يوم شاق.
-اعتقدت أنك ستسدد لى أجر الساعات الإضافية.أسرع الخطى نحو البيت.
-أوقفي تهكماتك أيتها الفاتنة.لسان حية يمنح أعذب القبلات.
-كفى!
دخلا فيما يشبه المخزن.ملئ بحقائب قديمة.مجموعة أحذية ذات الرقبة ،قمصان زرقاء.. بعض المعدات وسترات مقاومة للبلل.كان هناك باب يؤدى إلى المطبخ حيث الجدران مطلية بأصفر زاه أما الموقد والثلاجة فكبيران إلى حد يؤهلها لسد حاجة عدة مطاعم..وعلى طاولة صفت أوعية بها فاكهة وزجاجات مليئة بعصائر طازجة وفى وسط مائدة ريفية طويلة جلس قط أبيض كبير يموء.
صاح جيمس دون أن يقوم بأى حركة ليطرد القط الذي فتح إحدى عينيه ثم استأنف نومه.
- يا لك من وقح!
-إنه مكان لطيف.
قررت ستاسي أن تغير الموضوع جذرياً لكنها لم تكن تكذب.إن المكان رائع ومريح بالفعل..لا يستطيع أحد أن يتخيل كاتباً مشهوراً يعيش في مثل هذا المكان..تنهدت بارتياح وابتسمت أخيراً.
-هل تعيش هنا؟
-معظم الوقت.
-هذا يعنى؟
-هذا يعنى أننى أحب السفر من وقت إلى آخر.
أف..لم لا؟هل هو متزوج ؟سايدر يعيش وحيداً وفقاً لما قال ماثيو.كما قال:إنه ليس ثمة امرأة تستطيع تحمله.
-أنت لست متزوجاً على ما أعتقد..أليس لديك أطفال؟
- هل تتخيلين أن زوجتي العزيزة على بعد عشرين متراً من هنا تنتظر في الصالون؟
- في الحقيقة...
-وليس لدى أطفال أيضاً..أنا لم أتزوج قط..وأنت؟
-ولا أنا!
أخرج من الثلاجة زجاجة عصير تفاح وملأ كوبين.
- لقد أخبرني الكساندر أنك تعمل فى استثمار الغابات .
أجابها بلطف وحدثها عن الغابة وحياة الحطابين القدماء.
شعرت ستاسى بالارتياح أكثر ..فأكثر لمعت فى ذهنها عبقريتها التى لا تنطفئ أبداً.
-ألم تجرح ابداً؟
-أوه ،بلى هذه الأشياء كثيراً ما تحدث ..لا شيء أكثر خطورة من المدى الحادة.
كان يشرب كوبه بهدوء وهو يداعب القط،تفكرت ستاسى هل حان وقت تدخل ماثيو ؟لا يهم يجب أن أتصل به من أول كابينة تليفون تقابلنى ..أعتقد أننى عثرت على شخص مرشح لدور السيد الخفى.
لكن ألن تكون خيانة للرجل الذي كلمها بصراحة ومنحها قبلة لذيذة؟
إن ماثيو يسخر من اعتباراتها.فهو لايهتم كثيراً بالوسائل لقد قال لها :إن سايدرمنجم ذهب ،وهويريده ،وعندما يريد ماثيو شيئاً ما .....
-هل هناك مايسوء يا ستاسى ؟

-كلا .كنت أفكر فى حادثك.إنه يصيبنى بالقشعريرة .
-على الرغم من أنك متخصصة فى قطف ثمار التفاح وأمضيت سنوات فى الغابات.والحقول والبساتين؟
-كذبة صغيرة.هل أنت مثير للغيظ دائماً هكذا ؟
قال مصححاً:
-بل قاطع ويقظ يا ستاسى براون..وهكذا ما يجعلنى دائماً فى كامل لياقتى.
قالت وهى تنهض فجأة:
-فيما يتعلق باللياقة أشكرك جداً .لقد كان عصير التفاح ممتازاً.يجب أن أرحل.
-ألا تريدين معرفة سبب استدعائى لك؟
-نعم.
إلى أن تكف عن أن تكون قاطعاُ ويقظاً.
قال ضاحكاً .
-اتفقنا ..هذه نقطة فى صالحك .كنت أتساءل إذا كنت ستقبلين مرافقتى إلى نيويورك غداً أم لا؟
-نيويورك؟
-نعم.حيث ناطحات السحاب ..مانهاتن ،برودواى..إنى أذهب إلى هناك من وقت لآخر..سأحلق وآخذ حماماً وأرتدى ملابس نظيفة .
-لكن ..لماذا تريدنى أن أرافقك؟أقصد..ليس لى أى سبب لكى أذهب إلى هناك..ليس هناك ما أفعله .
استند إلى ظهر مقعده ونظر إليها بهدوء.
-ألم تكونى مديرة علاقات عامة سابقة؟
شعرت ستاسى بأنه قد نال منها .
-فى الواقع..
-ألم يكن عملك هذا فى نيويورك؟
كذبت:
-كان فى هارتفورد كنت أعمل فى هارتفورد.
-أوه، آسف جداً ..كنت على يقين من أنك قادمة من نيويورك ...هذا بسبب كعب حذائك العالى ...هل تذكرين لا توجد امرأة تستطيع أن تأتى بحذاء ذى كعب عال إلا امرأة قادمة من نيو يورك .
-نعم..حسناً..آسفة يجب أن أرحل .شكراً على أية حال.
أسرعت نحو الباب .أما هو فلم يتحرك كما لو كان لن يسيطر تماماً على الموقف.
-الدعوة ما زالت قائمة!
قالت وسط اضطرابها :
-آسفة،لكن هذا مستحيل أنت لا تدفع لى ما يكفى لهذه الرفاهية .

ورحلت وهى تدعو ألا يناديها مرة أخرى .لم تسمع شيئاً إلا صوتا مهنياً يشبه بشكل مخيف قهقهة صاخبة طويلة.
كانت ستاسى تقف أمام كابينة التليفون المجاورة لمحل الجزارة ،تسأل نفسها :إذا كانت ستتصل بـ ماثيو ليس عليها إلا الإشارة لاسم جيمس وماثيو سيكتشف بنفسه بالتأكيد أو سيقول لها بصوت معسول :
-لقد أمضيت وقتاً طويلاً فى هذا البلد الريفى يجب أن تعودى...
وستعود إلى مانهاتن لتعرف ماثيو قد تغيب وذهب إلى كنكتيكت ليحاول إعادة مؤلف إلى صوابه.
إذا لم يكن سايدر فليس هناك مشكلة.أما إذا كان العكس صحيحاً.
همست بالسباب..هذا السيد المتطفل جاردنر لم يتركها بعينيه منذ وقفت .
- هل يمكننى مساعدتك آنستى؟
-لا أنى أبحث عن التوابل.
فى السوق.الجناح الثانى .
دلفت إلى المبنى الذى أشار إليه الجزار على أية حال،لن تطير كابينة التليفون.
لقد كرر عليها ماثيومراراً وتكراراً فى أثناء الاجتماع التاريخى فى نيويورك:
-إذا وجدت سايدر،لا تقتربى منه !اتصلى بى .لا طائل من أن يراك !لكن لا تفاجئيه ...دعينى أفعل ذلك.
لم تصدق ستاسى أبداً أنها ستجد سايدر..لقد أخذت هذه المغامر على أنها نوع من اللعب،طقس من الطقوس الأولية التى يفرضها ماثيو على معاونيه الجدد.
لكنه كان جاداً ،وبدلاً من أن تفعل ما أوصاها به قبلت روبرت سايدر المحتمل.
رن فى ذهنها صوت ماثيو يقول:ماذا لديك؟
بماذا تجيبه ؟أنها كانت طيبة،حانية،ومشتعلة،أجمل قبلة يا سيدى العزيزماثيو ،ألطف قبلة تلقيتها وأعطيتها فى حياتى ؟أما جيمس،إذا كان هو نفسه سايدر فسيلقى بها خارج المدينة ،ويمزقها إرباً.
تنبهت إنها تتحدث بصوت عال.
نظرت إليها البائعة باستغراب فلا يمكن أن تنتظرمن امرأة مثلها تلبس حذاءاً وردياً وتى شيرت شيئاً غير ذلك.
اشترت بعض التوابل التى لا تحتاج إليها وخرجت من السوق..
كان الجزار ما زال واقفاً على طاولته ،وعلى شفتيه نفس الإبتسامة.ياله من كابوس!
عندما انتهى جيمس من الضحك،دلف إلى الصالون وبحث عن المجلة التى أخذها من المكتبة وفتحها على صفحة الإعلانات وأعاد قراءة الفقرة التى أثارت إنتباهه.
ستاسى بروان،مديرة علاقات عامة سابقة.

انضمت إلى المكتب الأدبى لـ ماثيو كعضو مساعد.
عبارة مكتب ماثيو كانت مكتوبة بحروف كبيرة.
دمدم جيمس.
-هارتفورد.تحدثنى عن هارتفورد!تلك المحتالة الوضيعة..تلك الكاذبة القذرة !
لم يكن من عادته أن يطلع على هذا النوع من الأخبار ..إن مئات الأحداث الصغيرة التى تموج بها الحياة الأدبية فى نيويورك لم تكن تهمه .لكن كان يلفت إنتباهه كل ما يتعلق بمكتب ماثيو كما اعتاد أن يحصل على الجرائد المتخصصة كلما ذهب إلى المدينة .
لقد تذكر ستاسى بروان.
لقد تشكك فى أمرها منذ أن دخلت مكتبه،منذ أن رفع عينيه خلسة ولاحظ لبسها المضحك..إنه لم ير أبداً طالبة وظيفة على شاكلتها ..كعب حذائها!وبلوزتها من قماش الفبيلا..فعرف على الفور أن هناك شيئاً مخبأ وراء هذه السيدة..لقد فكر فى أنها صحفية أو موظفة فى دار للنشر..المهم أن أحداً قد عرف مكانه لكنه لم يفكر فى ماثيو..هو الوحيد الذي يعرف إسمه ولن يكن من الصعب عليه إيجاده ثم يأتى هو بنفسه..إنه يدين بالكثير لـ روبرت سايدر.
لكن هذا الجبان البشع قد بعث بمعاونة له .الآنسة ستاسى التافهة.
لقد إرتكبت خطأ،خطابها الغبى الذى نقدت فيه أخطاء الطباعة ..اسمها.. الورق الذي كتبت عليه الخطاب ساعده على أن يتذكر.
أما الخطأ الثانى فلقد اثار اندهاشه:لا بدأنها مجنونة حقاً لتنسي أن على ورق الخطابات الجميل الذى استخدمته ،وتحت اسمها تماماً ،قد طبع عنوان :شارع ويست إند نيويورك.
نيويورك!
خرج من البيت وهدأ عندما رأى الزهور.ثم تذكر شيئاً أو شيئين.. ..مشهد ستاسى وهى جالسة على الأرض أمام المكتبة..والحرارة التى سرت فى أوصاله فى أثناء هذه القبلة..كذلك هاتين العينين الواسعتين الذهبيتين وعذوبتهما .

هل من المعقول ألا تعرف حتى الآن من هو؟ هل تلاعب بها ماثيو؟
كان جيمس يعرف أنه لا بد أن يغضب.لقد حافظ على خصوصية حياته منذ زمن طويل.مغيراً شخصيته من حالة إلى أخرى حسب الظروف..حتى فى أثناء الاحتفالات التى لم يستطع الإفلات منها،كان ينجح فى إخفاء اسمه الحقيقى ،وتجنب الصور.
ثم عرف الجمهور أخيراً أن سايدر اسم مستعار..وأنه لا أحديعرف شخصيته الحقيقية ..كما لو أن هذا سيحدث فرقاً..ومع ذلك كانو يريدون أن يعرفوا ما الذى جعله عنيداً إلى هذا الحد وزاد رغبته فى عدم الإفصاح عن شخصيته الحقيقية .
لم يكن ماثيو متعاوناً فى هذا الشأن..لقد قال له:
اسمع..أنت لست رجلاً من الغابة .يجب ان تتحمل تبعات الشهرة..إنك روبرت سايدر!
لم يرد جيمس أن يكون هذا الكاتب المشهور سايدر..لقد أمانه ليحل محله هذا الشخص الآخر جيمس..لقد أحب أن ينخرط فى الغابة،يلوذ بها حيث يجد السكينة فى البعد عن الأضواء،لقد كان يعانى أيضاً من مشكلة الكتابة،وهذا الضغط المتزايد..ولهذا قرر الاختفاء كان امراً هيناً للغاية ولم يندم على هذا القرار.
والآن تدس ستاسى هذه أنفها فى الموضوع لحساب السيد العزيزماثيو..لقد اكتشف وكر جيمس ولا بد أن يأخذ دوراً فى اللعبة ..
إن حياته التى نسجها بإمعان ومتعة أصبحت مهددة الآن.نعم لقد كان هناك ما يستحق الغضب.
لكنه لم يكن غاضباً منذ البداية الأولى ،لم يكن هناك مكان للغضب فى خطته..لماذا..هل بسبب ستاسى أم بسببه هو؟
أسرع الخطى مخترقاً الأرض المزروعة بالحشائش وصعد سيارته اللاندروفر..لم ينغص فكره أى إحساس بالغيظ.بل كان هناك فضول وإصرار وشعور ما بالإثارة ..ربما قد حان الوقت لعودته إلى الحياة العامة .
كان يعلم دائماً أن تجربته سيكون لها نهاية ..لكن وفقاً لقراره وليس قرار ماثيو سيكتب الكتب التى يريد كتابتها وسيكون الرجل الذي يريد أن يكونه ..أن يكون أمام ماثيو ومراسليه إلا الانصياع لما يريد.
فى هذه المرة ،كان جيمس متقدماً على مطارديه،ربما لم يكن التوقيت مناسباً إلا أنه سيرتضى بذلك سيعرف شيئاً أو شيئين عن شخص مافور..بعبارة أخرى سايدر..فكر وهو ينطلق بالسيارة بأنه سيتسلى كثيراً وهو يلقنهم درساً صغيراً لهما..للاثنين وخاصة ستاسى براون.

[Just Faith]

الفصل الرابع


قررت ستاسي ان تقضي فترة بعد الظهر في شقتها حتي تفكر في وسيلة تخرجها من هذه العقدة , لكنها توقفت عند المكتب لترد الكتب التي استعاراتها , الانسة برثا امينة المكتبة كانت قد سمعت ان ستاسي تعمل في بساتين بافور , كانت تبدو مثل - معظم مواطينيها - محبة للثرثة.

"أوه , لقد قام السيد مافور بعمل رائع يا عزيزتي......لم يكن احد يصدق النجاح الذي حققه لما كانت عليه مزارع العجوز لا مبارك حين تركها .....الحق ان زوجها المسكين-هذا السيد الطيب . رولاند لامبارك!,كان قلبه من ذهب باختصار , مات رولاند المسكين ! كانت زوجته تقارب السبعين, انها لم تكن عجوز للغاية , ستقولين ذلك وانا اوافقكِ ,.....في النهاية قررت ان تتابع وحدها شئون البستان , لقد كانت كارثة يا عزيزتي لقد تجول البستان الي ما يشبه الادغال , اصبحت الحشائش البرية اعلي من اشجار التفاح . ومن ناحية اخري باختصار , لقد انهار كل شيء"
"ماتت؟!"
"تماما .كيف عرفتِ ؟ لقد ماتت المسكينة لم يكن عملها يناسب امرأة حتي لو كانت قوية لم ترد ابنتها متابعة العمل في البستان وباعت كل شيء لـ مافور لقد دفع نقدا , وازدهر العمل تحت ادارته في اسرع وقت ...لا احد يعلم كم من الاموال استثمرت ان مجرد تحويله هذا المستودع القديم الي متجر لابد أنه كلفه ثروة"
"من اين اتي؟"
"من نيويورك . لم يكن يبدو انه ثري الي هذا الحد ...وهو لا يتحدث عن نفسه كثيرا .وفي مدينتنا الطيبة نحن اناسا كتومون.....ثم انه هنا من سنتين فقط"
"لقد عرفت ذلك"
رمقت ستاسي الانسة العجوزة بنظرة مؤثرة وابتعدت وهي تفتش بين صوف المكتب.
كانت المكتبة تشغل محلا قديما خاصا , الاثاث بسيط ويبعث جو من الود والاصالة...كانت مختلفة تماما عن مكتبات نيويورك ....اخذت ستاسي تفكر بسرعة وهي تتصفح احد الكتب المصورة...لقد جاء جايمس الي روكي سبيرتجس منذ سنتين , في نفس التوقيت الذي اختفي فيه روبرت سايدر عن الحياة الادبية وجيمس معه نقود كذلك...سايدر.
ماذا لو سالت الانسة بارثا عما اذا كانت قد رات جيمس مرتديا شورتا واذا كانت قد لاحظت وجود ندبة طويلة علي فخده ...لقد قال لها ماثيو بكل حسم انه سيكلفها سؤال المحيطين بها حتي تحصل علي معلومات وافية.

ماثيو...ان لديها معلومات مهمة بالفعل يجب ان تنقلها لـ ماثيو عبر الهاتف واذا لم تفعل فستكون مخاطرة كبيرة مهما بدا النجاح غير مؤكد.
"ياالهي ! لماذا قبلت هذا العمل القذر؟ سيعود سايدر لانتاجه الادبي الغزير الذي يدر عليه الملايين اذا اراد هو ذلك او لن يفعل هذا فهذا شيء لا يستطيع ماثيو التحكم فيه.....يالسوء الحظ"
دخل المكتبة صبية بملابس العمل الزرقاء , يشبهون الفلاحين في سروالهم الواسعة , فاخرجوها مما كانت تفكر فيه...ثم جاءت بنت واحضرت وردة لا مينة المكتبة.
وخلفها وقف الوغد جيمس يحمل سلة مملوءة بالتفاح.
"أهلا يا ستاسي!"
ثم تبع الانسة بارثا والاولاد الي قاعة القراءة التي خصصت لهم وعاد وهو لا يحمل سلة التفاح .
بادرته ستاسي "يالك من اكول"
"يجب ان اكون جديرا بما يشاع عني"
"اعتقدت انك قد سافرت الي نيويورك"
حملق فيها...لقد اعتقدت ان فكرة السفر هذه قد افهمتها أنه علي وشك كشف سرها ومن الواضح ان فكرته لم تأت بثمار ...كانت تبدو مطمئنة واثقة من بنفسها كالمعتاد...مالذي يمكن ان يخفيها؟
"لقد غيرت رائيي ...اعتقد انني سأفعل الكثير ببقائي هنا في هذه الاثناء"
"أوه فهمت...فهذه الاثناء تعتبر ذروة العمل بالنسبة لمالك بساتين فاكهة"
ابتسم مسرورا......هل تعتقد حقا انه لم يفهم شيئا؟
أو انه مضطر للبقاء بسبب البساتين .ان الكساندر باستطاعته تحمل كل العمل وحده.
دمدم "هذا بالظبط"
قالت "قررت ان اعمل غدا"
لم تعجبها طريقته في النظر اليها . او علي الاصح , كانت تروق لها كثيرا . انها تذكرها بقبلته الحانية . ان وجوده يجعلها تفكر في اشياء تفضل تجاهلها .
نظر الي كتاب سايدر الملقي علي الطاولة الخشبية .
"هل قرائته بهذه السرعة؟"
لم تتوقع ستاسي ان يغير موضوع الحديث بهذه السرعة . فحاولت ان تجيبه باجابة بريئة.
"أوه , اني التهم كتب سايدر"

"حقا؟"
رمقته بنظرة حادة , لكنه لم يتنفس ثم وصلت الي سمعيهما اصوات محادثة وغذاء الاطفال
وعندما عادت الانسة برثا مد اليها يده بغلاف وهو يبتسم وقال لها "اطبعي لي نسخة من فضلك انه ورق خاص"
بادرته ستاسي "سعدت كثيرا لرؤيتك يا سيد مافور"
"وانا ايضا"
كان الامر وكان القبلة التي تبادلاها لم يكن لها وجود..حسنا يجب ان توقف بداخلها حربها ضد العالم الريفي الذي يعيش فيه جيمس.
لقد كانت امام مزارع شجاع سعيد بحياته وبما يجنيه من عمله الشاق . والذي يراها بالتاكيد امراة غريبة الاطوار . وماذا كان روبرت سايدر سيظن بها ؟ سيساوره نفس الشعور بدون تاكيد.....وبدلا من ان ترحل في التو قررت ستاسي ان تجوب اركان المكتبة لم تكن تبحث عن شيء بعينه . كما لم تكن تقوم بشيء خاص ..كل ماهناك انها لم تستطيع العودة الي شقتها .
سالت نفسها {لماذا}
ببساطة {لان جايمس هنا مازال في المكتبة}
همست {وماذا اذن}
انها تؤدى مهنتها مهنة المخبر الخاص...الكلب الذي يشتم عن الاخبار في كل الجهات . ان ماثيو يريد العثور علي سايدر . وستاسي الشجاعة الطيبة الماهرة جدا..ستاسي أه لو كف عن ندائها بهذا الاسم _لابد لها اذن ان تصل الي نهاية بحثها وحتي ذلك الحين فان جيمس هو فريستها المنتظر سقوطها.
همست مرة اخري {انني كاذبة}
كانت ضحكات الاطفال ترن في اذنيها . كانت تلك الضحكات تنم عن سعادتها الغامرة . هذه السعادة التي تزيد احساسها بالحرمان وبالوحدة . سمعتهم وهي تضحك من نفسها..لقد كانت طفلة صغيرة . مثل هؤلاء الاطفال الذين يقهقهون خلف هذا الباب لقد لعبت وضحكت ومزحت ولم تكن ابدا وحيدة.

كبحت تنهيدة جديدة ثم .......ثم بدات تحب عالم جيمس الصغير لقد كانت غريبة في روكي سبيرنيجس الا انها شعرت فيها بكل راحة..وما الذي سيحدث اذا ما اكتشف سكان روكي سبيرنجس ان روبرت سايدر يعيش بينهم ؟ لاشيء بالتأكيد ان سكان كنكتيكت من الرجال المشهورين...ربما لاينطبق ذلك علي روكي سبرينجس.الاان ستاسي كانت علي يقين ان الناس قد سئموا من ملاحقة المشهورين تخيلت مشهد بائعة الخبز عند معرفتها بوجود روبرت سايدر تقول . سايدر يعيش هنا , هذا لطيف؟
ثم تسدير الي فطائرها
سمعت جيمس وهو يشرع في الرحيل , انتظرت....هل سيحاول البحث عنها ؟ لكنها سمعت صرير الباب الزجاجي وهو يغلق ببطء تنفست الصعداء كانت تشعر بأنها متعبة , عصبية وغاضبة.
والاهم من كل ذلك انها وحيدة ...هل ارتاحت ام غضبت لانه لم يأت ليحييها ؟ لم تتوصل ستاسي الي الاجابة وهذا اسوأ مافي الامر حتما لابد ان تكشف اذا كان روبرت سايدر حقا ......عجبا ؟ ما الاثبات الذي ينقصها كم من الدلالات مازالت تحتاج اليها . ان مالديها اكثر من كاف حتي تسرع بالاتصال ب ماثيو
حدثت نفسها بصوت عال "لكني لا استطيع"
عندما وصلت الي الطاولة . كان الاطفال يخرجون وقد ملأؤا جيوبهم بالتفاح ابتسمت بهدوء . ماذا بأستطاعة رجل يعطي التفاح للاطفال أن يفعل بها ؟

[Just Faith]

عندما خرجت وجدت جايمس مستندا باسترخاء علي شق جدار...
وسيم متكبر وغير منتظر.....شعرت فجأة بأنها في احسن حالاتها وهذا هو اثره المدهش عليها
"أعتقدت انك قد رحلت"
"لابد ان امر علي مكتب البريد...ماذا تقرئين الان؟"

نظر الي غلاف الكتاب الذي كانت تمسكه ستاسي ......اعتلي ملامح وجهه تعبير ساخر...كان بين يديها اخر روايات باولا ادمز....لقد قابل هذه المؤلفة في حفل عشاء بمناسبة رأس السنة بدعوة من وولف قال في نفسه.......ستاسي هذه ليست حاذقة تماما.
قال لها "كنت اتساءل هل ستقبلين دعوتي علي العشاء ما لم تكوني متعبة"
سألته وهي بين سعيدة ومندهشة "لماذا؟"
"لاسباب عادية"
"مثلا؟"
"عيناك الذهبيتان ابتسامتك الساحرة و...."
"ماذا اصابك اليوم؟"
"ألا تصدقيني يا ستاسي "
"نعم كيف عرفت ان ضحكتي ساحرة؟"
"هل قلت انها ساحرة ؟ علي اي حال يمكنني تخمين ذلك تماما"
" .اذا كان ذلك هو ما جذبك الي وتراه كافيا قل لي...أشعر وربما لاكون علي حق أنك لا تثق بي"
أجابها وهو يجبرها علي ان ترفع همتها "بعد كل هذه الاكذوبات التي قلتيها لي ؟ كيف لي ان اصدقكِ.....كيف ياستاسي؟"
"هذا اغرب ما سمعت منك"
"هل قلت ما يسيء اليكِ"
لم يبد عليه الندم علي ما قاله.....لقد بدا وكانه يريد الايقاع بها او انه يلعب معها لعبة القط والفأر قبل ان ينقض عليها ويلتهمها . "لماذا هذا العبوس الذي يمتلأ وجهك الجميل ياستاسي"
"جيمس انك"

عضت علي لسانها .....كانت علي وشك ان تسأله اذا كان هو روبرت سايدر . كان من طبعها ان تقوم بهذا الهجوم المفاجيء لكنها لم تكن وحدها في هذه القضية انها تعمل لحساب ماثيو انتهت بان قالت
"هل تحاول السخرية مني"
"بل علي العكس , اني احاول فقط ان اضحك"
"اه حسنا كنت اعتقد انك تريد دعوتي علي العشاء "
شعرت ستاسي فجأة انها ضعيفة جاهدت حتي لا تستند الي الحائط ولتجيب بهدوء "لم اكن اعرف انك رومانسي الي هذا الحد يا جيمس"
اجابها فجأة وبجدية "هناك العديد من الاشياء التي تجهلينها عني ياستاسي"
"هل هذا هو سبب دعوتك لاعرف اكثر عنك ولتعرفني اكثر انت ايضا"
اجابها بضحكة غامضة "هل هذا ما تتمنين لتكذبي؟"
ربما تسوق اليها هذه الدعوة علي العشاء للحل .
سينشر الاثنان غسيلهما القذر رغم ان افعال جيمس لم تكن ملطخة بالاكاذيب مثل افعالها ....لقد بدأت بكذبة وانتهت بمجموعة أكاذيب احاطت بها وبدأت تخنقها .....وماثيو ماذا سيقول؟ هل تتصل به وتنتظر تعليماته وتنقذ نفسها همست لما لا! تستطيعين علي الاقل ان تكوني اقل حماسة ! قالت وهي تتخذ وضع الركوع واضعة يدها علي قلبها "هل تريد بعض الحماس جيمس , اوه جيمس سأنال بالغ الشرف والرضا والسعادة وسيغمرني وافر الفرحة والسرور والفضل ايضا , اذا تنزلت وقبلتني كخادمة وضيعة ومطيعة لعشائك هذا المساء "

نظر جيمس فجأة وقال بأبتسامة وقور "صباح الخير مدام ويليامز"
أدارت ستاسي رأسها بسرعة وتعرفت علي المرأة التي فجأتها وهي تحدث نفسها في السوق راتها ستاسي قد توردت وجنتاها خجلا وهي تدخل المكتبة..وثبت واقفة وصعقت جيمس بنظرة غاضبة "لا تحاول ان تضحك يا مافور!"
قال وهو يبدي وجومه "أنا ؟ أضحك ؟ لماذا ياستاسي ؟ لقد دمرت سمعتي لتوك؟"
"سمعتك ؟ وسمعتي انا؟"
قال وهو يبتسم بمكر "ليس لديكِ سمعة هنا ....علي الاقل حتي الان؟"
"انت غريب حقا لكن.....لكن الي اين انت ذاهب"
لقد تركها جيمس واسرع الخطي في الشارع "سأشتري العشاء"
"كنت اعتقد ان....اننا سنذهب الي مطعم "
استدار واقترب منها اخترقت اشعة الشمس الخافتة شعرها الذهبي ...لم تقابل ستاسي في حياتها رجلا له مثل جاذبية جيمس.
"من تحدث عن المطعم ؟ قلت انني اريد تناول العشاء معك ولم اقترح ابدا ان اصطحبك الي العشاء "
"يالك من امريكي بائس"
قال ضاحكا "انتبهي ..يوجد الكثير من الامريكيين البؤساء هنا انتِ تعرضين نفسك للطرد من هذه المدينة"
"لكني امزح"
نظرت حولها حتي تري اذا كان احدا قد سمعها....كانت الانسة بارثا والسيدة ويليامز تتحدثان في المكتبة أما الشارع كان خاويا بخلاف وجود جيمس.. لكن من يستطيع سماعها عبر النوافذ ؟ نصف المدينة علي التقريب .
"يا الهي"
صعدت الي شفتاها مسرعة..ياله من جنون ! انها لا تستطيع استقبال مافور في شقتها .
سيستطيع ان يكشف من تفاصيل بسيطة , انها ليست متخصصة سابقة قادمة من هارتفورد.....سيعرف كل شيء وسيطلب منها تفسيرات شعرت ستاسي انها وقعت في الفخ.

قالت في خاطرها : ماذا بعد انها طريقة مثل اي طريقة اخري لتنهي بها هذه القائمة الطويلة من الاكاذيب ...ربما كان ذلك افضل الحلول.
تذكرت قبلته وتعليمات ماثيو .....سحقا لتعليمات السيد ماثيو يجب ان تواصل طريقها ان اكثر ما ستفعله ذكاء هو ان تنزل وترفض دخول جيمس الي شقتها واذا اصر فستكون حازمة في رفضها وهذا ما سيزيد شكه.
ثم انها تريد العشاء معه ..لم يبهرها قضاء سهرة جديدة في روكي سيبيرنجس بقدر ما ابهرها قضاؤها مع هذا الرجل ..لقد رتبت كل شيء في شقتها حتي تمحو كل مايشير الي ما كذبت فيه .
جلست ستاسي علي مقعد خشبي موضوع في ركن من اركان المدخل ...اخترق ذهنها فجأة فكرة كريهة ....هل تريد فعلا ان يكون جايمس المؤلف الهارب ؟
كاتب مشهور مؤلف حقق الملايين من مبيعات كتبه بدلا من بائع التفاح ..حتي لو كانت من نوع سايدر ؟ لم تكن تعرف الي ان لمحته علي ناصية الشارع قادما يحمل سلة غذاء كبيرة فتمنت ان تقضي معه هذه الامسية .

لقد كانت امسياتها التي قضتها في الوحدة في نييويورك بعد يوم من العمل الشاق محتملة واحيانا لطيفة ...أما هنا في الريف ...وسط لا شيء ودون أنت تكون قد رأت أحدا فهذا شيء اخر.
لكن كيف ستكون امسياتها التي ستقضيها وحيدة بعد هذه الامسية التي ستقضيها مع جيمس ؟ لقد دخل حياتها وقلب عالمها رأسا علي عقب ...هل ستظل كما هي؟