23-06-17, 12:18 AM
| #373 | ||||||||||
| حارسة سراديب الحكاياتا 
|  العشق والكبرياء اذا اجنمعا تنقلب الدنيا ويحدث كل شي بالعكس وتكثر المشادات بالتوفييييييييييق انشاء الله تكملي روايتك وتنالي اعجاب لتعبك ومجهودك فيها | ||||||||||
|  |
|
29-06-17, 08:12 PM
| #380 | |||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
| الفصل الثامن عشر في الآونة الأخيرة لم تكن تعرف ما يحصل لزوجها المتنمر، فجأة أصبح بارداً ، بعيداً ..يكتفي فقط بالسلام والاختفاء، حباً بالله هل ينقصني هذا! اغتسلت وخرجت تجفف شعرها متجهةً الى المطبخ تعد شيئاً لتأكله فمعدتها قد أعلنت حرب الجوع عليها.. رمت المنشفة على الكرسي وراحت تفتح الثلاجة تفكر فيما ستصنع، دخل ورائها فرمقها من بعيد.. كان سيرحل الا أنها رأته فحيته.. رد عليها التحية باختصار فأردفت " هل تريد شيئاً " اقتربت منه خطوتين ففعل المثل.. كانت تريده أن يبقى، تريده أن يتحدث اليها كما السابق، لن تفضفض له أجل لكن.. ولو أنكرت لأعوام ستبقى حقيقة أنه يطويها بدفئ الأمان " لا بأس، سأعود عندما تنتهين " كان يريد أن يقول ، عندما تخرجين، ترحلين، تبعدين خطر تواجدك حولي فأنا الآن في حالة الطوارئ، ومنبهات الانذار تدوي في أرجاء قلبي فحبك يا سيدة بدأ باستعمار خلاياي واحدة تلو الأخرى كسرطان حب لا يمكن مداواته.. علي أن أبتعد عنك فكبرياء رجولتي لا يسمح.. لا يسمح لي بالانكسار أمام عزتك والأهم.. لا يسمح لي بخيانة وعدي لك استدار خارجاً فاقتربت منه صارخةً باعتراض مفاجئ " لا تفعل هذا " استدار اليها مستنكراً فاستندت على الكرسي بارتباك.. كان قريباً يستطيع أن يرى ارتجاف جسدها.. حافظ على هدوءه وتمتم ببرود " أفعل ماذا! " " تهرب " " أنا لا أهرب " قابلته بتحدٍ فطري في نظراتها " حقاً ! وماذا تسمي ما تفعله الآن! " اقترب منها أكثر فاسندت نفسها بالكرسي خلفها.. همس لها " لا تنظري الي هكذا " ارتبكت فجأة لما رأت من وميض في عينيه فتشيح بعينيها تارة للأرض وتارة تعيدها لعينيه غير مستوعبة لما يجري في نفسها من تلبك من مشاعر زاد همسه انخفاضاً " ولا تنظري الي هكذا أيضاً " أغمضت عينيها لترى الظلام ، فنور تأثيره عليها ساطع جداً أعماها.. تلك النبضات لا تعلم ما يثيرها وشعر بدنها لا تعلم ما يوقفه مقشعراً هكذا ولا تفهم. حتى لما هي ترتجف في هذا الجو الحار الذي يسيل عرقها.. كيف بحق الله يجعلها تشعر بالحر وهي ترتجف هكذا تمتمت له " ما الذي حصل لكل هذا البرود ؟" تأمل حالتها.. رباه توقفي رجاءً، يحب ردات فعلها التي تفاجئه في كل مرة، في كل مرة تجعل نبضه يجن.. تفاجئه ضحكتها الخفيفة، تفاجئه ابتسامتها، ارتباكها، توترها.. كما تبدو الآن مبعثرة الكيان وكم يتوق لتصديق ما يصرخ به قلبه.. أنت السبب، أنت من تفعل هذا بها تنهد عندما سمع سؤالها المعترض فقال " جعلتيني أثرثر، وان ثرثرت مرة أخرى لن تحمدي العاقبة صدقيني " رفعت رأسها له فجأة.. كانت عيناه تبرقات بوميض لم تفهم معناه، لم تفهم قط لغة العيون فكيف ستفهم صندوق الألغاز هذا! أي ثرثرة هذه بحق الله، منذ أن غابت عن الوعي وهو صامت.. أجل معه حق فهو في النهاية مسؤول عنها سواء أحب ذلك أم لا، سيقع اللوم عليه ان حصل لها شيء لكن ليس لهذا الحد، لم تره منذ أيام، يجلس في غرفته ثم يخرج متسللاً ..توقف عن تنمره وتوقف عن العيش معها .. وما يغضبها بحق هو أنها تكره هذا الوضع مع أنها كانت تريده عندما دخل الى المقهى ابتسمت ، حمقاء حينما ظنت أنها تستطيع بابتعادها عنه قليلاً أنها ستخمد هذا اللهيب الذي تأجج فجأة، لا تنكر أنها أخفت ارتباكها بالبسمة حينما سألها عن مكنون قلبها ذلك اليوم قائلاً " ليس هناك ريان في قلبك! " ابتسمت ونفت وهي تفتح عينيها تدريجياً على الحقيقة ليجبرها هو على خطو الخطوة النهائية بسؤاله " وأنا! " انفجرت ضاحكة لتخفي رجفة قلبها، تصنعت أنها لم تفهم ولكنها كانت تعي الاجابة وتعي تماماً ما سيحصل بعدها.. اقترب منها حيث كانت تقف عند خالتها ويا آدم ، نبض قلبها وهو يلقي التحية عليهم تحدث مستفسراً " لما تحملين عصاً في يدك " لوحت ياسمين بها واجابت " أنا ساحرة الآن " أشارت لها امرأة من بعيد فأردفت " شاهد السحر " وسط قهقهات خالتها التي تدون في مجلد الحسابات غادرت متجهة للطاولة التي تجلس عليها تلك المرأة.. تابعها وهي تدنو من فتاة صغيرة وتردد لها " عليك أن تواصلي تناول طعامك " ردت الصغيرة بفرح " هل ستكونين موجودة؟ " " أجل ولكني سأكون متخفية " أومأت لها فتمتمت ياسمين بالعربية ملوحةً بالعصا " لسانك كالماء العذب فلن ينطق بالكذب " وكفتاة لا تفهم اللغة العربية لم تسمع سوى الطلاسم التي ظنتها شعوذات السحرة .. سمعت ياسمين تردد بالانجليزية " لا يمكنك الكذب علي الآن " مستسلمة قالت " سآكل طعامي كله " عادت مبتسمة الى حيث كان يقف عمر.. هتفت خالتها " علينا أخذ عمولة زائدة على مجهودك " ثم عادت تقهقه ، دخلت ياسمين الى المطبخ لتساعد أو بالأحرى لتهرب، لتهرب من نظراته.. من دقات قلبها فهي تخاف أن يعلم، لا تريده أن يعلم فقد يطالب بالمزيد.. ذلك المزيد الذي لن تستطيع تقديمه، كانت ترى نظراته المستمتعة بوجودها.. تدرك حبه لها ولهذا هي خائفة من كشف أوراق لعبها عندما أنهت عملها وكادت أن تخرج التفتت لخالتها وآدم الذان دخلا الى المطبخ.. جلس منهكاً وهتف " وأخيراً رحل الجميع " سارعت ياسمين تسأل " هل رحل عمر! " أومأت خالتها فراح آدم يردد " الا يملك عمر أصدقاء " قالت خالتها وهي تحاول التفكر " لم أره مع أحد من قبل، ما رأيك يا ابنتي! " اتكأت ياسمين على المنضدة خلفها وتمتمت " ولا أنا، أظنه منعزل " قال آدم مازحاً " وماذا أنت بالنسبة له! " ابتلعت ريقها وهي تظن أنها انكشفت، عاد يمازحها " وهو ماذا يكون لك! " تسارع وتير نبضها وأصبحت تتنفس بسرعة.. ما يكون بالنسبة لها هو أمر سري لا يجب أن يعرفه أحد والا.. شعر بها، بتوترها.. أصبح جدياً فجأة " أليس زميلك!! " هزت رأسها تومئ له ثم تحججت بالقمامة تريد أن ترميها لتلملم نفسها.. ممسكةً بالكيس الثقيل اتكأت عالباب والهواء يلفحها.. الشمس بدأت بالغروب وقلبها يأبى النوم.. انه ينبض، ينبض بشدة بسببه " ماذا تفعلين هنا! " التفتت له فزعة وهتفت " لقد أفزعتني عمر " وضع يديه في جيبه ووقف قائلاً " هل تريدين أن أرحل، أم تفضلين الهروب! " ضربته بالكيس وتجاوزته لتضع الكيس داخل الصندوق الكبير " عن ماذا تتحدث؟ " " هل أبدو لك شخصاً منعزلاً !" استدارت له مصدومة " هل كنت تتصنت! " " أوتعلمين! ما يثير فضولي هو ذلك السؤال.. ماذا أكون بالنسبة لك ؟" كان بارداً ، هادئاً عكسها هي التي ترتجف خوفاً ، لا تريده أن يعرف.. أرادت أن تتخطاه لتدخل الى المقهى من ذلك الباب الخلفي " أنت تعلم عن صداقتنا " أمسك يدها يمنعها من الذهاب وتمتم بذلك الهدوء " هكذا تعبرين عن مشاعرك، دعيني أريك كيف أعبر عنها أنا " شدها من تلك اليد اليه، لحضنه.. ربما تجمدت لحظتها لكنها سرعان ما قاومت تريد الخلاص " لا أريد.. ابتعد عني " همس في اذنها " لسانك كالماء العذب فلن ينطق بالكذب " استكانت وخفت قبضتها التي تدفعه عنها وهمست مستسلمة " هذا ليس عدلاً ، أنت لست ساحراً " كان قلبها ينبض بتزامن مع قلبه الذي يقبع تحت كفها.. كانت تعلم أنه أمر خاطئ، محرم ولكنها كانت تسترخي تماماً هناك وكأنها قطعة أحجية وجدت أخيراً مكانها لم تصدق أنها تجلس مع صديقتها التي خاصمتها لأسابيع أخيراً على نفس الطاولة وتحادثها عما حصل وعنها " كيف حالك وريان؟ " صمتت مجفلة لسؤال صديقتها فقهقهت الأخيرة " لا تقلقي نالين.. ريان ماضٍ لن يعود " اقتربت نالين من الطاولة تتكأ عليها وهي تردد لياسمين " وكيف حصل هذا! " بعثت بخصلة شعرها القصيرة تلك التي ابتدأت تطول " صدقيني.. حدث خذا بطريقة لن تصدقيها " " وهي! " " نالين تعلمين أن هنالك أسباباً كثيرة تدفعني لايقاف حبي له، خصوصاً .." قاطعتها نالين متحدية " لكن كونه متزوج لن يقنع قلبك.. أنا أسأل عما غير قلبك " ابتسمت وتمتمت " أجيبيني الآن " بملل اركت نالين خدها على راحة كفها وتمتمت " هو.. ان صح التعبير يتجاهل وجودي.. حسناً هذا يعني أنه يعلم بوجودي و يتجاهله لكن في الحقيقة هو لا يدرك وجودي من أصله " قهقهت ياسمين بملئ صوتها جالت نالين بعينيها في المكان بضيق ورددت " هل انتهيت " واضعةً كفها على فمها تمتمت ياسمين من بين شهقات ضحكها " لا أستطيع تخيل الأمر " لملمت ضحكتها وهي تحاول فهم انزعاج صديقتها تمتمت بجدية " لما لا تسألين " حدقت نالين في الفراغ " وكأنه سيجيب.. سيقذفني بالمزيد من علامات التعجب " تنهدت وطمت رأسها بين ذراعيها " المشكلة أنني لا أجد المكان المناسب لهذا ، فهنا أخاف أن يسمعنا أحد وفي المنزل.. في المنزل توقفني نالين " استنكرت ياسمين " نالين؟! " " أجل تلك النالين التي دخلت أول مرة من باب ذلك المنزل متعدةً على نفسها أن لا تقيم أي علاقة من أي نوع مع هذا الشخص حتى لو كانت عداوة " برزانة قالت ياسمين " هل بدأت تحبينه! " نظرت لها نالين مجفلة فتابعت " لأن ما يغير القلب، هو القلب نفسه " هاربةً من ذلك الحديث.. من ذلك الارتجاف الذي خان عقلها العنيد قالت " اذا ما أخرجه من قلبك هو دخول شخص آخر " وكأن ياسمين رفضت استلام كرة الاستجواب أيضاً رددت باسمة " سأحضر لك قارورة ماء " " لدي واحدة " " أوه عزيزتي لدي بداية انفلونزا، لا أرغب بأن أعديك " مهرولة ذهبت متجهة الى الكشك الصغير.. لم يكن أخداً متواجداً هناك، كانتا وحدهما.. في الحقيقة من سيخرج ليجلس في الساحة في هذا الجو البارد، ألم تكن السماء صافية هذا الصباح! فكرت تزيح تلك الصرخات عن قلها " نالين.. " استدارت مجفلة لصوته، سمت بالله فزعة فقد كان منذ ثوانٍ يصدع في عقلها لتجده يقف أمامها.. تمالكت نفسها قليلاً والتفتت حولة خائفةً من أن يراهم أحد " لا يوجد أحد.. حتى ياسمين غير موجودة " استدارت له لتجده منحني نحوها.. قريب منها يشعل فيها رغبة جديدة، لا هي لا تشتاقه.. لا تشتاق سمرة عيناه ولا تشتاق عبيره.. ولا هي لم تستلذ تلك الرعشة لقربه، وأبداً أبداً لم تحن لهذا التأثير.. ومن الآن فصاعداً سيكون النفي في قاموسها هو الاعتراف بالحقيقة همس لها " أيمكنك أن لا تنسي دوائك! " حركت بصرها اتجاه يده التي تتكأ على الطاولة لتراه يحمل شريط دوائها ، قالت بصوت أجش " ظننت أنني أخذته " وضع يده الأخرى على ظهر كرسيها وبهدوءه المعتاد تمتم " هل ما يشغل بالك مهم لهذه الدرجة؟ " اشاحت ببصرها وقد تكمشت في كرسيها.. تباً انه قريب، قريب جداً سمعته يتنهد ويبتعد عنها مغادراً .. تنفست الصعداء حينما رحل، أخرجت قارورة المياه الصغيرة وشربت فحواها على نفس واحد.. يثير جنونها وارتباكها وكأنه متعمد لذلك.. تباً تركها ورحل مكرهاً ، مقاوماً كل رغبة تجتاح خلاياه للبقاء واحتضانها.. يشتاقها لكن عليه أن يقاوم، يقاوم نفسه التي حكم عليها بالاعدام عندما القى بذلك الوعد اللعين ، كان يحاول اقناع نفسه أنه يؤدي واجبه فقط في أحضاره للدواء وليس عطشه لرؤيتها والحديث معها عادت ياسمين بقارورة المياه وهتفت جالسة " ماذا قال ؟" التفتت لها نالين وتمتمت ساخرة " تريدين شراء قارورة مياه ها! " اخرجت لسانها بعفوية ثم رددت " عليك محادثته اليوم، انه الوقت المناسب '' " لا أستطيع.. أنت لن تفهمي ما أمر به عندما يكون موجوداً .." شخرت ساخرة لتردف " لا أصدق أنني أعترف بتأثيره علي " بهدوء رددت ياسمين " نحن ننتظر الوقت المناسب لكن الوقت المناسب لا ينتظر أحداً " تأملت صديقتها.. ما قالته هو عين الحقيقة، على نالين أن تتجرأ قليلا.. هي تعلم مشاعر ريان وقد صمتت بصعوبة فما لاحظته هو أن نالين مشوشة الكيان وما تحتاجه هو شخص يرتب لها بعثرتها همست نالين قبل أن تقف " عمر " رفعت ياسمين رأسها نحوها واستنكرت فتابعت نالين منهيةً الكلام " ألا تظنين أنك تجعلينه يتحامل على نفسه! " وقفت وكلها عزيمة أن تذهب اليه لتضع النقط على الحروف.. تريد أن تعرف ماذا يحصل فعلها تفهم ما تمر به نفسها.. سألت عنه مالك فأخبرها أنه في المكتبة العليا المخصصة لطلبة المجاستير، بحثت عنه هناك، لم تجد أحداً بل كانت فارغة تماماً حتى سمعته يهدر " على ماذا تلمحين آمال! " اقتربت من القسم الذي يقبع فيه وأطلت برأسها عليه.. رأته يقف قرب طاولة مليئة بالكتب وآمال أمامه تقابل غضبه بغضب أكبر سمعتها تهتف " في ذلك اليوم عندما رحلت وتركتني لتساعد نالين التي غابت عن الوعي ثم ذهبت لبيتك .. اتذكر! " قال بنفاذ صبر " الى أين تريدين أن تصلي! " " كانت هنالك فتاة معك في المنزل، واياك أن تحاول أن تنكر فقد رأيت حقيبتها " مسح بكفه وجهه ليوقف تهوره الغاضب " أخبرتك أن لا تطيلي الحديث " صرخت به " أخبرني من تلك الوضيعة التي تأتيك لمنزلك! " رأته نالين يصمت ويقف هادئاً .. لم يدافع عنها، لم يصرخ معترضاً بل صمت.. ارتجف جسدها وأجيج الغضب بدأ يتصاعد.. ضربت بكفها الحائط الذي كانت تتوارى خلفه وذهبت.. التفت للصوت الصادر ليرى خيال شخص قد رحل ، بعد ان ابتلع تلك النوبة التي اجتاحته بصعوبة هدر بفحيح هامس " فلتنعتيها مرة أخرى بسوء وصدقيني لن أكبح نفسي.. " تراجعت خطوة للوراء خوفاً منه فقد شعرت بقبضته التي كورها منذ قليل، لم تكن تملك أدنى شك أنه سيضربها أو ما شابه وحمد ربها مراراً وتكراراً عندما رحل مبتعداً ذهب ليرى من ذلك المتلصص.. رآها تهرول، هل هي غاضبة!! أمسكها ليوقفها فنفضت معصمها عن قبضته وهدرت غاضبة " ابتعد عني " أجفل مستنكراً غضبها فضربته على صدره " سكت ها! نعتتني بالوضيعة وسكت " أراد الحديث والغضب يأكله شيئاً فشيئاً ولكنها أردفت " ان لم تكن رجلاً بحق فلا ترمي الوعود جزافاً " كانت تقصد وعده لها أنه لن يسمح لأحد بأن ينعتها بسوء، لكن ما فهمه هو أنها تقصد وعده بأن لا يحبها.. ربما لأنه، وبالنسبة له هو الوعد الوحيد الذي خانه فتصلب.. تصلب لأنها صفعته بحقيقته.. لم يعد يحتمل، يكاد ينفجر عادت تضربه على صدره وغليلها لم يشفى بعد " ان كنت ستخون ذلك الوعد لما قطعته؟ " صرخت به " تباً لما أنت صامت! " أمسك معصميها اللذان يضربانه وثبتها على الجدار صارخاً " لأنني فعلاً خائن.. سحقاً .. أجل، أخون ذلك الوعد في كل مرة تبتسمين، أخون في كل مرة تكونين بقربي، أخون في كل مرة أشتاق اليك، أخون في كل مرة أتعذب لألمك.. نعم أخون وكأحمق وضيع كللت خيانتي ببصمة عار فهل ارتحتي الآن! " كان يتنفس بسرعة، يلهث كمن جرى لأميال.. ليس هو من جرى بل كلماته، نبضاته، أحاسيسه تسابقت لتخرج أمام نظراتها المرتجفة ونبضات القلبها التي تدق بجنون في عروقها تحت أنامله.. استسلم، استسلم واستكان تماماً ، وضع جبسنه على جبهتها فارتعشت وأغمضت عينيها تهرب من لهيب مشاعره.. همس لها بهدوء " هذا كثير علي نالين.. لقد خسرت لك" تحت وطأت مشاعره اقترب منها أكثر متمتماً " يا الاهي! " قبلها باعثاً كل ما يملك من مشاعر اليها.. لم يكن ضعيفاً هكذا والأسوأ هو يستلذ ذلك الضعف أما هي فحكاية أخرى.. كانت في حالة يرثى لها، لم تقاوم.. كانت هشةً جداً ، لوحة من الرمال تتساقط من لمسة، ترتعش بين يديه وقد خارت تماماً اثر نبضها المتسارع اوقف فيض مشاعره لكنه حافظ على التصاق جبينهما.. تعب هو أيضاً فأغمض عينيه كما فعلت وهمس يتنهد ناشداً الراحة " اللعنة، أنا حقاً أعشقك نالين " أفرجت عن مقلتيها فاتحةً عينيها وفاهها بصدمة.. شفتاها ترتجفان ووصالها زادت ارتعاشاً .. كانت تنكر أن مشاعره هي الحب حتى أعلنها على مسامعها.. رباه ، لم تعش هذه الحالة من قبل.. لم تستطع الرد ،نعم، لم تستطع الابتعاد، نعم، تقف على قدميها بصعوبة، نعم ولكنها لم تشعر بأنه ضعف، حتى عقلها أخضع لتأثير هذا الرجل عليها.. تعترف، تعترف رغم أنفها أن لهذا الرجل سحر خاص يسيطر على قلبها، عقلها وروحها تأملت وجهه الساكن غير مصدقة لتصريحه.. ليس لأنها حمقاء بل لأنها تريد أن تنكر.. لا تؤمن بالحب.. لا تريد الحب وهي تعلم أن شخصاً كهذا قادر وبكل بساطة لجرها الى هاوية العشق.. وهو مغمض العينين ابتعد عنها وأطلق سراح يديها.. تنهد بقوة ثم غادر.. هكذا، ببساطة.. عاصفة ومرت ، فيضان وانزاح.. ترك الهدوء كما خلف الضحايا.. قلبها وعقلها تسمع خطوات قدميه تتناغم مع ضربات قلبها، يكاد يغشى عليها .. فليعينها الله على ماهو آتٍ مشت باتجاه مبنى حديقة الأسماك كما تواعدا أن يلتقيا، كادت الشمس أن تغيب لكن أفكارها لا تفكر بأن تخلد للنوم.. تجعله يتحامل! ما معنى هذا بحق الله؟ قابلها على المدخل واقتطع التذاكر بينما ذهنها يقبع في عالم آخر ، تجولا قليلاً محاولةً أن تستمتع حتى أخبرها " فلنذهب لرؤية غروب الشمس، يتوسط هذا المبنى واحة مفتوحة " أومأت بهدوء وتبعته.. تمشي خلفه خطوةً بخطوة ، لم تجرؤ على أن تمشي بمحاذاته خوفاً من أن يرى شرودها.. توسطت تلك الواحة نافورة مزخرفة.. لم تلاحظها بل كانت مطأطأة رأسها " ما الأمر ياسمين! " رفعت رأسها مجفلة لتجده يتكأ على حافة النافورة يقابلها وينظر اليها بنصف ابتسامة.. توترت ونفت شكوكه.. تجاهل الأمر وردد ببرود " لنغير المكان " رأته يتخطاها مغادراً فهتفت ترغم نفسها " هل تتحامل على نفسك! " الستدار اليها " هل تقصدين رؤية الغروب! لا أنا من اقترح " لم تقوى على النظر اليه لتحافظ على القوة التي استجمعتها لتتحدث، تكره أن تكون أنانيةً هكذا اتجاهه هو تحديداً ، هتفت " أقصد من أجلي.. هل تحامل على نفسك من أجلي " رفع حاجبيه مستنكراً ، أسند يديه على سور النافورة يحاصرها مردداً " من قال لك هذا ؟" انكمشت تلتصق بالسور خلفها وعيناها تحتضنان الأرض " لا أحد " " أجيبي أولاً عن أسئلتي " ابتلعت ريقها عل توترها يقل فهمس لها " لما أنت متوترة هكذا؟ " اعتصرت قبضتها وهي ترد " لست متوترة " " لما وجهك محمر! " " ليس محمراً " " أتشعرين بالخجل! " " لا " ابتسم بازدياد حمرة وجنتيها وهي تحاول تخبئة وجهها عنه " أنت دائماً ما تكذبين في مثل هذه الأوقات " تأمل وجهها قليلاً ثم أردف " هل تحاملين على نفسك اتجاهي! " رفعت رأسها مجفلة أخيراً .. بصدمة تأملت عيناه الهادئتان وابتسامته الساكنة بينما نبضها صرخ بمعزوفة سريعة وضع يده على رأسها مربتاً وتمتم " أعتذر، تجاوزت الحد " استدار ليذهب وقد استسلم تماماً الا أنها أمسكت معصمه وهتفت " أجل أحامل نفسي " التفت اليها والصدمة تتجسد على محياه، أكملت تقول بنفس واحد " أتحامل لأخفي ما يحصل لي " أخافه اندفاعها " ياسمين " الا أنها تابعت " أنت أحمق ومع ذلك يحصل كل هذا.. لا أدري الاجابة حتى لو سألتني " " اهدأي " " لما أشعر بالوحدة من دونك! لما قلبي ينبض بشدة لوجودك! لما أنت ولا أحد غيرك يشغل تفكيري.. حتى، حتى وأنا أحب شخصاً آخر أنت تحتل كياني " ازدادت حمرة وجنتيها وهتافها يهلو متذمرة "وكل هذا بسببك أنت، فلولا تحديك السخيف بأن أبقي يدي في يديك ولولا أنك تمسكني في كل زحام بنزعتك الحامية لما شعرت بأنني حقاً أريد أن تبقى يدي محضونةً بين أناملك " توقف نفسه للحظة لا يدي ما يشعر به، نبضه يسمعه ولا يشعر به، كيانه يرتجف وعرق جبينه يسيل.. أيحلم أم هو واقع، رويداً رويداً أدرك وأنه أخيراً ياسمينته أزهرت له وحده ابتسم وسحب يده من يدها ليتركها مجفلة للبرودة التي لفحت كفها " كم أنت ماكرة ياسمين " أمسك يدها بيده وقد احتضنها بقوة.. اقترب منها وهمس متأملاً وجهها الوردي وعيناها المتسعتين " أخبرتك اياها مرة ورفضتها والآن تريدين مني قولها مجدداً.. أجل أنا أيضاً أحامل نفسي على عدم اظهار نبضي المتسارع فكل ما أفكر به اتجاهك هو هذا " انحنى ليقبلها ضاغطاً على كفها ونبضه يتناغم مع نبضها، لكم يحبها ولكم يريدها له، له وحده.. لو يستطيع لوضعها في قارورة وخبأها عن أعين الملأ، أناني! أجل هو في حبها أناني وأكبر أناني ابتعد عنها وقد أعلنت استسلامها لكل نسمة مشاعر تخرج منه فهي لا تقوى حتى على فهم مشاعرها هي همس وهو قريب " تجاوزت الحد مرة أخرى لكني حقاً أحبك " غابت الشمس وغابت هي أيضاً عن الادراك بل غاصت في عينيه وفي بريقهما، أغرقت نفسها ولن تناجد أحداً ..فلتغرق كما تشاء فالعوم في بحر حبه هو الجنة لقلبها.. كانت قد عادت للمنزل.. أخذت حماماً علها تنعش نفسها، تلك النفس التي لا تتوقف عن الاحتضار.. أعشقك، وماذا يعني العشق أصلاً ،هل هو الحب ذاته! هل تستطيع أن تؤمن به أم هو وهم وعبث.. مشاعر كاذبة لا تحضر سوى الضعف والانكسار.. لم تشعر بالضعف عندما احتواها.. لم تشعر أنه يستمتع برجولته عليها لكن ما الذي شعرت به بالظبط.. خرجت من الغرفة تجفف شعرها وتفكر.. كيانها مبعثر وتفكيرها مشوش.. أجفلها عندما فتح الباب ودخل إلى المنزل.. ابتلعت ريقها وهي تتأمله، كيف عليها التصرف الآن! عندما رفع رأسه اليها أشاحت ببصرها بعيداً وتكمشت.. لم تكن في يوم عديمة الثقة في نفسها كما هي الآن، تفكر بحيرة على أي أساس عليها أن تتعامل معه لم تشعر به عندما اقترب منها ووقف أمامها بل أجفلت فزعة حينما رفعت رأسها اليه.. كان بارداً جداً ،أليس هو نفسه من كان يفيض بالمشاعر منذ ساعات!! ساكن وجامد.. سمعته يقول بلامبالاة " جعلتني أثرثر، ستنسين ماقلته لك " رفعت حاجبيها استنكاراً..هذا آخر ماكانت تنتظره، تابع " لا تفكري بأي مما حدث في تلك المكتبة، هو أمر لم يحصل، والا حقاً لن تحمدي العاقبة " ابتعد عنها ودخل إلى غرفته.. ما الذي يحدث.. ما هذا الانفصام! ابتعد وتركها معلناً الحرب على نفسها، لا يمكنها التفكير في ما يؤرقها ويبعثرها، ان كانت قادرة على فعل هذا فلم تكن ستصل لهذه الحالة من الجنون ولنفته من عقلها وقلبها الى الجحيم صحيح!... انتهى | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
183Likes
.png)
العرض العادي
