آخر 10 مشاركات
تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : CFA - )           »          229 - كذبة بيضاء - ديانا هاميلتون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : وهوبه - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-17, 10:44 PM   #581

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الاورك مشاهدة المشاركة
ألف مبروك للعروسين ويارب يجعل ايامك كلها افراح وف انتظارك دايما باذن الله😍
الله يبارك فيك يارب
شكراً لك عزيزتي
اجمعين يارب ً❤❤


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-17, 10:45 PM   #582

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة .. شوشو الدلوعة .. مشاهدة المشاركة
بالمبارك لأخوكي بوشه وإن شاء الله ربنا ييسر لهم حياتهم يا رب
امين يارب
الله يبارك بعمرك
شكرا لك ❤❤


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-17, 10:46 PM   #583

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *تاج راسي* مشاهدة المشاركة
مبارك عزيزتي لاخوكي بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير اتم الله عليهم بكل خير وصرف عنهم كل سوء ....
امين يارب
الله يبارك فيك
شكراً لكِ ❤❤❤


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-07-17, 10:46 PM   #584

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
مبروك لاخوك الله يسعده ويهنيه ياارب ...
الله يبارك فيك عزيزتي ً❤❤


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-17, 08:20 PM   #585

هدوئي يرهقني

? العضوٌ??? » 387783
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 178
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » هدوئي يرهقني is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف الف مبروك لاخوك ويارب زواجة العمر
عادي ياقلبي لو تاخرتي اهم شي راحتك
مع العلم اني منتظرة البارت على احر من الجمر
بس معليش في كل تأخيره خيرة
اطيب التحيات لكي غاليتي


هدوئي يرهقني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-17, 08:02 PM   #586

joury_c

? العضوٌ??? » 390528
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » joury_c is on a distinguished road
افتراضي

اليوم في فصل؟؟؟

joury_c غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-17, 08:28 PM   #587

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

الــفــصــل الــثــآنــي والــعــشــرون


انتظرته عند بوابة مدينة اللعاب.. كانت متحمسة لقضاء اليوم معه.. معه هو فقط قبل أن يغيب عنها ويرحل لمكان بعيد فتقل مقابلاتهم
سارعت تقول عندما رأته " أهلا اهلا "
ابتسم لحلتها العملية ، ألقى عليها التحية وهو يدعو في قرارة نفسه أن تبقى هذه الابتسامة على محياها طوال الوقت تداعب اوتار قلبه.. رأته يتأمل العجلة الدوارة الضخمة فتسآئلت " ألم تزر مدينة الألعاب من قبل ؟"
وضع يديه في جيبه بوقفته المعتادة وابتسم " بلا لكن في كل مرة يحدث شيء ما يمنعني من ركوب العجلة الدوارة.. "
شدته من معصمه " هيا لنركبها اذاً "
قهقه ضاحكاً " لا لا.. فلنستمتع أولاً "
لعبت معه ، ولهت معه دون أن تنسى للحظة أن فؤادها مهدد بالخطر وسعادتها ستبتعد عنها..
لاحظت سرحه فابتسمت مازحة " لن يحدث شيء وستركب العجلة الدوارة "
بادلها الابتسامة وتأملها .. لو تعلم فقط أنه يركب تلك العجلة الآن.. يدور ويدور دون أي بداية ونهاية ، لا يستطيع أن يندم على تهوره في التحدث معها بل ما يندم عليه هو جبنه.. جبنه الذي يمنعه من المواجهة سيجعله حقاً يندم
كانا يقفان في صف طويل لانتظار دورهم للدخول في احدى مركبات العجلة الدوارة عندما ردد رجل ضخم " سيد عمر.. هل لنا بكلمة "
التفتت هي فزعة من ذلك الرجل الذي ينطوي في السواد ببذلته ونظارته ويقف خلفه عدد من الرجال المتشابهين بينما ابتسم عمر مردداً " انتهيتم من المراقبة!! "

كانت تحرص على الخروج في كل مرة يكون فيها ريان غير موجود في المنزل.. لا تريد أن تكون معه في مكان واحد.. لا تريد أن يستفرد بها، أن تتنفس هواءه حتى
كانت تعبة جداً و متضايقة بسبب ضغوط الدراسة فأرادت أن تلجأ لغرفتها.. غرفتها التي أصبحت تحتلها رائحته وكيانه، تستيقظ على صوته يحدثها وهو يعدل من ياقة قميصه وتنام على نسيم أنفاسه ، قاطع ذهابها " ستخلدين للنوم "
من فرط انزعاجها هتفت " أجل، هل لديك مانع! "
كان يعلم أنها ليست في مزاج جيد فتلاعب الشيطان في عقله ليشاكسها مستمتعاً " ما رأيك بأن تخرجي معي! "
" لا وألف لا! "
قهقه ضاحكاً " دون أن تعرفي حتى المكان "
تجاوزته معلنةً رفضها التام للخروج واتجهت لغرفتها في لحظة خروج سالم من المطبخ ليردد مقهقهاً " دعها يا بني سأبقى أنا معها لا تقلق "
" لا " .. هتفت فجأة فالتفت لها ريان مستنكراً .. أسرعت تمسك حقيبتها التي رمتها بطيش على الكنبة وقالت " علي طباعة بعض الأوراق للجامعة "
لبست حذاءها على عجل في حين أن سالم علق " دائماً ما تنسى مهامها "
همهم له ريان وخرج محياً اياها وهو يشك بتصرفات زوجته.. أوقفها عن المسير عندما وصلت لساحة البناية " دعيني أوصلك "
ظهر جلياً التوتر عليها وهي ترفض عرضه لكنه أصر على ايصالها.. يعلم أنها تكذب ويريد أن يعرف لماذا
ركبت معه السيارة وطلبت منه أن يوصلها للمكتبة العامة.. ستقضي بعض الوقت الممل هناك ثم تعود حينما تتأكد أنها لن تكون وحدها مع ذلك الشيطان ، انعطف عن الطريق العمومي فتسآئلت " لما غيرت الطريق! "
أوقف السيارة جانباً وقال مشيراً الى بناية صغيرة " أنا أعمل حالياً في هذه الورشة "
أطلت برأسها وقالت مستنكرة " أليس مكتبك في الحي السادس !"
ابتسم لها ورد " نقلت هنا هذه الفترة لاصلاح الوضع فالقسم جديد نوعاً ما.. أبعد عن البيت دقيقتين بالضبط لذا.. عندما تحتاجين لي سأكون عندك فوراً "
تأملت وجهه لثوانً ثم تمتمت " ان كنت تلمح عن ذلك اليوم الذي،.. "
قاطعها متابعاً " الذي كنت خائفة فيه ظناً منك أن لصاً دخل الى المنزل متناسيةً أن والدك لم يسافر.. لا أنا أتحدث بصفة عامة "
كان قد تعمد أن يذكر حجة خوفها ذلك اليوم ليجعلها تفهم أنه لم يصدقها.. ليجعلها تفهم أنه يدرك الخلاف الذي بينها وبين سالم أعمار.. ليتمنى أن تفهم أنه سيقف معها مهما كان ذلك الخلاف..


كانت تتابع حركة الطرقات من نافذة الحافلة التي تقلها معه، ذلك الذي سيقتلها بعده رغم جلوسه بجانبها الآن.. فكرت بما حصل ومنعهما من الركوب في العجلة الدوارة.. الحراس الذين عينو لمراقبته تماماً كما يفعلون الآن.. تذكر تماماً كيف غضب عندما تفوه ذلك الرجل ببعض الطلاسم كمن يستحق أن يكون فرداً من العائلة وعن عدم قبول تكرار خطأ الماضي مجدداً .. طلاسم جعلت عمر يستشيط غضباً ، لم تفهم لماذا، كل ما فهمته هو أنها تخاف خسارته، بعده ولم يتبقى لها سوى أيام معدودة لوداعه
أيقضها من غوص أفكارها عندما سقط رأسه على كتفها.. نائم!!
عادت تفكر، عليها أن تخبره بحبها... عليها ألا تخسره، أما هو فقد ابتسم حينما شدت بقبضتها التي يحتويها بين يديه متمسكة به.. تريده كما يريدها وسيشتاقها تماماً كما ستفعل هي. .


في اليوم التالي كانت قد خرجت لتنهي بعض المهام بعد أن أخبرها ريان أنه لن يغادر المنزل.. مطمئنة البال وسعيدة.. أنجزت ما كانت تقوم به ولم تتفحص هاتفها الا عندما فتح باب المصعد على الطابق الذي تسكن فيه، خمس مكالمات هاتفية فائتة من ريان.. شعرت بالقلق وهي تفتح باب المنزل، لما هذا الاصرار على محادثتها.. اتجهت لغرفتها أو غرفتهما المزعومة لترى ما يريد فلم تجده.. رن هاتفها مضيئاً الشاشة باسمه فالتفتت خارجة تبحث عنه في أرجاء المنزل الهادئ لتجد سالم يقف على عتبة باب غرفتها مبتسماً.. انقبض قلبها، تكره هذه الابتسامة، تذكرها بذلك الندب... تذكرها بتلك الحادثة
" أجيبي عليه ولتصمتي "
أمسك بذراعها بقوة فخفق قلبها رعباً.. ارتجفت وهي تظغط على شاشة الهاتف لترد.. سمعت صوته يقول " نالين، أين أنت! أردت اخبارك أنني في الورشة لكنك لم تري الرسالة التي أرسلتها.. نالين! "
حثها على الرد بلسانها المثقل بالخوف أمام ابتسامة ذلك الشيطان.. همست رعباً " ريان. " وصمتت! بدى قلقاً وهو يسأل " أين أنت نالين؟ "
همست له " في المنزل، "
اقشعر بدنها وهي تشعر بحنية صوته عندما ردد، " هل تريدين مني أن آتي ؟"
أردات أن تقول له أجل تعال.. أرجوك تعال الآن.. أريدك بجانبي، أشعر بالخوف من دونك تعال أرجوك
أرادت أن تناجيه الا ان سالم أحكم قبضته على ذراعها ووعدها في نظرته بأقسى عقاب فتمتمت لريان " لا.. لا داعي، أعتذر عن ازعاجك.. شكراً لك"
أغلقت الخط ليقهقه سالم بملئ صوته " ألا تظنين أنه يحترمك زيادة!! "
أحنت رأسها وهي تضيع في دوامة رعب.. تحاول جاهدة أن تتمسك بجذع! ولكنها لا تجده.. ركيك ، ضئيل.. لا شيء
" الا اذا كان لا يعلم حقيقتك " قال ماكراً فنظرت له مستنكرة.. حقيقة ماذا!! ، مالذي يتحدث عنه حباً بالله.. اقترب منها فانكمشت ليهمس " لكن من المفترض أنه سيعرف فور أن يلمسك "
ابتعدت خطوة للوراء وهي تكاد أن تسقط.. صوته، أنفاسه تقتلها.. ريان، أين أنت!! أعادها جذباً من معصمها الذي يحبس داخل كفه ليكمل باستمتاع وهو يشعر بالنبض في عرقها وارتجافها " تعلمين.. نحن الرجال نشعر حتى ان كانت يد زوجاتنا دنيئة أم لا "
وضع يده على الندب في رقبتها ليردف " فما بالك أنت يا عزيزتي "
دفعته عنها بعيداً وهي تصرخ به " أنت لا يمكنك فعل أي شيء لي "
اقترب مجدداً فحاولت أن تهرب.. أمسكها من معصميها وأحكم الامساك حتى لا تهرب " بل يمكنني وأنت يا عزيزتي لا يمكنك اثبات شيء ففي النهاية أنت متزوجة منذ عام تقريباً "
فهمت مقصده فانفجرت عيناها صدمةً وهي ترى كابوسها سيتحقق الآن.. سيأكلها الظلام من دون رحمة.. رماها على سريرها وثبتها تماماً واضعاً قدميه على ركبتيها حتى لا تتحرك ممسكاً بمعصميها باحكام.. صرخت مدافعة علها تنفره منها وهي تتخبط محاولةً الفلات بلا جدوى " من قال أنه لم يتزوجني! "
قهقه مستمتعاً ليقول " أخبرتك.. انه يحترمك، هل تظنين أنه لو لمسك وأحس أن أحداً ما لمسك من قبله سيبقى يعاملك هكذا!! ثم انني أعرفك نالين ، أنت لن تسمحي له بذلك طالما أنك تزوجتي به رغماً عنك.. أدرك جيداً ماهية كبريائك ففي النهاية أنا من رباك "
عاد يقهقه من جديد فصرخت " أنت مقرف حقير " لتتخبط مرة أخرى محاولةً الخلاص.. تتحرك يمنةً ويسرى وهو ينحني من فوقها نحوها شيئاً فشيئاً .. لمست شفاهه رقبتها.. تحت ذلك الندب فانكمشت.. انكمشت مرتجفة.. انكمشت خائفة.. انكمشت بقلب يدق بعنف.. انكمشت بروح مكسورة.. انكمشت بنفس تصرخ باسم ذلك الذي دفأها بالأمان.. أين أنت!!

الليلة قررت أن تصرح بما في قلبها.. ستسمعه وتسمع قلبها أنها تحبه.. تحبه وقلبها مغموس في عسل العشق.. تحبه.. تحبه.. تحبه
لم تره اليوم.. كانت وكالعادة جبانة، أتى للمقهى فتحاشت النظر اليه.. كأنها تعلم أن عينيها ستفشيان ما تنويه له ان نظر اليها.. ذهبت إليه، لمنزله تحديداً ، ضغطت على زر المصعد ليفتح لها فتجد رجلاً ملثماً بالسواد كأولائك الرجال الذين اعترضوا يومهم الحافل.. دخلت فلم يبدي أي تصرف.. ضغطت على زر الطابق الذي يسكن فيه عمر وانتظرت أن تصل.. دقت الباب ليفتحه بتهجم، استنكرت لكنه استكان لينظر لها بذلك البريق الذي يلمع على رخام قلبها ويدغدغه.. عادت تشيح بصرها.. لا تريد أن تفضح.. تريد أن تعترف بملئ ارادتها أنها تعشقه..
دعاها للدخول لتجلس على الأريكة صامته.. تتحدث باختصار وتجيب باختصار.. كان كمن يتعمد ارباكها بتأمله اياها.. يحب توترها، يحب أن يحلل مابها.. يحب وضوحها كالأطفال.. يعلم مابها.. يعلم ما تريد أن تقول وما تريد أن تفعل.. يحب فكرة أنها تحتل قلبها لدرجة تمكنه من استشعار رجل ة شعرة من شعرها القصير ذاك.. بدأ يطول.. هل حقاً هو يعرفها لهذه المدة الطويلة!! .. يذكر تماماً أول يوم قابلها فيه.. عندما كانت تبكي.. كانت كل يوم تبكي لكنه وفي ذلك اليوم تحديداً تجرأ أن يذهب اليها فقد كانت حرقتها أكبر.. يذكر أيضاً فردة الحلق الذي سرقها مجدداً منها ليزينها في غرفته كذكرى أول لقاء مع محبوبته..
ابتسم وهي يراها تباشر بالحديث لتصمت بعد أول كلمة.. متوترة ومرتبكة.. تريد أن تقول شيئاً لكنه ثقيل.. ثقيل على لسانها الشقي ، وقفت فجأةً " سأحضر بعض القهوة.. ما رأيك "
بصمت وابتسامة أومأ لها.. لترحم قلبه حباً بالله.. وقف بجانها يحضر الأكواب بينما هي تحرك القهوة في دلتها.. كانت تفكر أنه ليس على عادته.. انه معها قلباً وقالباً نعم لكنه قلق.. هناك شيء يزعجه، ما هو يا ترى.. منذ أن دخل معها المطبخ حتى توقف عن الابتسام، بماذا تتحججين ياسمين.. فلتخبريه بحق الله
وضعته الدلة على الصينية بحزم والتفتت له بخدين متورمين " عمر.. عمر أنا.. أنا حقاً .. أعني.. "
أخبريه ياسمين.. أخبريه، أغمضت عينيها وقد نالت ذروة شجاعتها " أنا أحـ.. "
أوقف كلمتها عن الاستمرار بقبلة.. قبلة مفاجئة جعلتها تجفل، ابتعد عنها قليلاً ليهمس لها " اعتذر ياسمينتي لا يمكنك قولها الآن "
تأملت عيناه.. مرتعشة، مجفلة، مستنكرة.. أردف هو " انها كلمة لطالما انتظرتها لذا لا أسمح لأحد غيري أن يسمعها "
أحد غيره! لا أحد سواهم في المنزل، فما الذي يحدث .. عاد يقبلها قبلة صغيرة ليبتعد فوراً مبتسماً " تجاوزت حدي مرةً أخرى "
أوصلها الى منزلها فقد حل الليل.. كانت تشعر بذلك الرجل الضخم يلخق بهم، يراقبهم.. هل كان يتصنت عليهم!
شعرت بالخجل عندما تذكرت شجاعتها المفرطة .. كانت ستخبره، نجحت.. كانت ستصل لمبتغاها أخيراً ، بفضله أصبحت قادرة على تحقيق ما تريد... أصبحت قادرة على سحق الجبن الذي يحتويها.. أصبحت قادرة على أن تعشق حد النخاع..

ارتجفت وسط الظلام تكدس رأسها بين ذراعيها وتضم قدميها لصدرها تجلس في ذلك المكان الضيق خوفاً .. كل ما تسمعه هو الغضب والضرب.. لا تفهم ما يحصل فقط تعرف أنها منهارة القوة وتشعر بضعف رهيب..
أمسكه من ياقته وفتح الباب رامياً اياه خارج الشقة.. ذهب للغرفة التي كان يحتلها وأمسك بأغراضه يضعها بفوضوية داخل حقيبة السفر ليرميها خارجاً تلحق صاحبها " اياك أن تريني وجهك "
كاد أن يعود اليها فسمع صوت بكاءها.. ارتجافها، لم يجرؤ على الدخول قبل أن يهدئ من روعه.. يهدأ!! كيف يهدأ بعد ما رآه.. دخل الى المنزل فسمعها تستنجد بصوت مبحوح.. أسرع اليها ليرى والدها فوقها ينحني نحو رقبتها.. والدها يا الله، والدها.. لا يدري ما حصل بعد تلك الثانية التي مرت عليه ليستوعب ما يحصل، كل ما يذكره هو وجهه المشوه عندما أخرجه الآن... خاف أن يبتلى به والا لما نفذ أبداً .. شعر بألم في قبضة يده ليدرك كمية الضرب الذي تلقاها منه.. فليذهب الجحيم
دخل الغرفة فلم يجدها حيث تركها ترتجف على السرير.. صوتها اختفى، صوت بكاءها.. أين هي يا الاهي!!
هم يخرج من الغرفة يبحث عنها في أرجاء المنزل لكنه تذكر والدتها.. والدتها التي أخبرته عن سر نالين .. نالين التي تختبئ في الخزانة كلما شعرت بالخوف.. اقترب من احدى أبواب الخزانة.. الأقرب الى السرير، تنفس بعمق وجلس القرفصاء.. رويداً رويداً فتح الباب لنكمش هي رعباً وترتجف أكثر.. رأف لحالها.. تمزق قله لرؤيتها تبكي، تندب وترتعب خوفاً .. ماذا توقع! لو أنه تأخر لتمادى ذلك الوغد.. لو أنه لم يأتي لشوهت أميرته.. محبوبته
ابتسم لها مطمئناً .. مدّ يده نحوها ببطئ وتمتم " لا تخافي عزيزتي.. لا تخافي أنا هنا الآن "
نظرت لكفه.. نظرت لعينيه، بابتسامته.. دمعت عينيها وانفاضت تبكي وهي ترمي نفسها في حضنه تهتف " أبي "
استقبلها وهو يشتم.. يشتم أباها الذي فعل بها هذا، ربت على كتفها، احتواها، احتوى خوفها وكفكف دموعها.. دفئها بأمانه ليوقف ارتجافها لكن نبض قلبه لم يستطع أن يوقفه.. قلبه يعتصر ألماً .. لبؤته لم تكن هكذا.. مكسورة الجناح، ضعيفة.. أعنه يا الله حتى لا يذهب ويرتكم جريمة في ذلك الحقير


" ياسمين.. هناك طرد لك " صرخت خالة ياسمين بعد أن فتحت الباب لساعي البريد.. ساعي البريد في هذا الوقت المتأخر!!
كانت تتسائل وهي تنزل الدرج بعد أن قاطعها عن تحضير هدية عمر.. كانت قد حاكت له وشاحاً أنيقاً .. ليس بهدية باهضة الثمن لكنها أحبتها.. سخرت من نفسها هدية لا تليق برئيس مجلس ادارة، لكنها فكرت.. انها هدية تليق بعمر.. حبيبها عمر
أخذت الطرد الصغير وهمت بالتوقيع على وصل الاستسلام الا أن ساعي البريد تمتم " مبلغ المال هذا سيكون جيداً لترك سيدي وشأنه! "
رفعت رأسها منصعقة نحوه وتمتمت " ما الذي.. "
قاطعها حازماً " لا تليقين أن تكوني حتى رفيقة لسيدي "
قالت مدافعة " من أنت لتحكم "
رمقها من رأسها حتى أخمض قدميها فاقشعر بدنها " البسطاء أمثالك ، ملوثوا الدماء.. لا يليقون بعائلة ماندون "
تملكها الغضب فجأةً لترمي طرد النقود في وجهه وصفع الباب.. عادت لغرفتها متجاهلةً نداء خالتها.. هي! هي لا تليق بعمر!! ما الذي يتحدث عنه هذا الاحمق!! نظرت لوشاحها الذي صنعته واستكانت.. بسيطة، لطالما كانت بسيطة...


فتح الباب لمالك الذي، سلمه علبة دواء وقال مسرعاً " هذا مهدئ للأعصاب.. لا تتناول منه أكثر من حبة انه قوي "
ثم غادر ملوحاً يهتف، أنه قد تأخر على صاحبه الذي اوصله الى هنا.. أغلق ريان الباب.. سيعطيه لنالين ان عادت وانتابتها تلك الحالة مجدداً.. تركها تغط في نوم عميق وخرج يتحدث مع مالك الذي طلب منه مهدئاً قوياً .. تجادل معه لساعات حتى قبل أن يحضر له مطلبه..
عاد للغرفة فلم يجدها.. تنهد وهو يرجو " لا تكوني في الخزانة أرجوك "
عاد يفتح باب الخزانة ووجدها هناك، رفعت رأسها اليه بطفولية فخفق قلبه، وقفت تخرج فساعدها لتهتف " أين ذهب وتركتني؟ "
احتضن يدها يطمئنها " أنا هنا.. لنخرج للصالة الآن "
أجلسها على كرسي طاولة السفرة وتمتم " هل أنت بخير الآن "
صمتت وقد تجمعت الدموع في عينيها فتابع، " سأجن نالين، لذا اعذريني.. أفهميني ما الذي حصل! .. كيف حتى صار والدك دنيئاً حقيراً هكذا! "
جرحها وهي تتذكر فهتفت " لا تتحدث عن والدي هكذا.. ذلك الحقير ليس والدي "
استنكر قولها " لم أفهم! "
بلعت ريقها تستجمع قواها " سالم أعمار ليس والدي.. أنا حقيقةً نالين آدم مطر "
قال مشككاً غير مستوعب " لما كينتك أعمار! "
" سجلني على اسمه "
قال مسرعاً " لماذا! "
" حكاية طويلة"
" كلي آذان صاغية "
كان قد بدأ يثور.. ماالذي تقوله بحق الله.. هو متزوج بفتاة كنيتها نزورة!! لماذا؟ من هو هذا آدم مطر
سمعها تقول وقد بدت كانها ترى الحكاية في الفراغ الذي سرحت فيه " كان آدم مطر يملك مصنع ألبان وكان ناجحاً حتى رفعت قضية ضده.. تلك القضية كانت بسبب تسمم بعض الناس من اللبن الفاسد جعلت أبي يفلس، بعد المرافعة الثالثة في المحكمة ظهر دليل براءة المصنع وأن اللبن الذي بيع كان صالحاً وأن الخطأ خطأ صاحب المحل الذي باعه بعد انتهاء مدة صلاحيته، ذلك الدليل كان بحوزة مسؤولة التوزيع الخاصة بالشركة لكن ولسبب ما رفضت شهادتها بفضيحة أصابت آدم بجلطة أقعدته في الفراش ليأتي الخبر الآخر بعد أيام عن احتراق مخزن مجهول صاحبه.. ذلك المخزن كان لآدم يضع فيه لوحاته التي يرسمها بروحه كان القشة التي قسمت ظهر البعير وأدت بوفاته.. اثر هذه الفضائح قرر أهل أمي أن يطلقوها منه لكنها رفضت.. لم يكونوا قد علموا بوجودي حينها فتوعدوا أن يقتلوها ان كانت حامل مع جنينها.. أمي أخفت الخبر عنهم وبعد وفاة آدم مطر أتى الى حياتها سالم أعمار الذي تبرع بأن يتكفل رعايتي ريثما تعود أمي لأهلها ويستطيع أن يطلب يدها وبسبب معارفه في البلدية.. سجلني على كنيته مزوراً عمري فأنا أبلغ الرابع والعشرين وليس الثالث والعشرين "
فتح فاهه منصدماً مما سمعه.. حكاية ولا في الأفلام.. تمالك نفسه عندما نظرت اليه فسأل بحذر " وكيف حتى أصبح هكذا! "
شخرت بسخرية وحرقة لترد " منذ زمن بعيد "
آلمته نبرة صوتها فخرج صوته حزيناً " كيف! "
تابعت تغوص في أحقاب الماضي " منذ أن بلغت العاشرة من عمري وهو يتسلل ليلاً الى غرفتي ويتحرش بي.. لم أكن أفهم لكني شعرت أنه شيء خاطئ فارتجف رعباً .."
قاطعها يقول " فتختبئين في الخزانة حتى الصباح "
تسآئلت بنظراتها كيف عرف ولكنه لم يجيب بل ألح عليها لتتابع وهو يكور قبضة يده غضباً " عندما أنهيت ثاتويتي العامة كنت في أحد الأيام وحدي في المنزل عندما عاد هو .. "
ارتجفت وهي تتابع " فعل كما فعل اليوم ،الا أن أمي قد حضرت في وقت مناسب "
" هل رأت!"
وضعت يدها على الندب في رقبتها وهي تتمتم " لا ،تركني أنزوي في غرفتي وذهب هو لاستقبالها كأن شيئاً لم يكن "
" هذا الندب هو من سببه ؟ " قال وقد لاحظ أنها تضغط عليه فأومأت بالاجاب " يومها "
هتف مدافعاً " هل ضربت ؟!"
شخرت بسخرية لتقول " بل أنا من فعلت هذا بنفسي "
استنكر صامتاً فأدمعت عينيها وهي تقول " كان قد لمسني هنا .. شعرت بالقرف من نفسي حقاً فكسرت مرآة غرفتي وجرحت تلك المنطقة "
قال منصدماً " لقد ترك ندبة "
مسحت دموعها بقوة وهي تؤكد " كنت أريد استئصال تلك المنطقة "
أغمض عينيه وتنهد بقوة.. عليه أن يهدأ.. أن يخفف غضبه.. هي تحتاج هدوءه وأمانه.. أمسك بكفيها وتمتم " لما لم تخبري والدتك بما حصل! "
" لأنني أريده أن يبقى في حياتي " .. فهمت صمته فتابعت " بحثت في مكتبه لاطلع.. أردت أن أعرف أين يتجه ميولي لأجد صندوقاً مخبئاً بعناية.. فتحته لأجد قصاصات من ورق الصحف التي نشرت أخبار أبي.. تماماً كما أخبرتني أمي.. وقرأت أيضاً عن سبب عدم قبول شهادة تلك المرأة الذي لم ترضى أن تخبرني به أمي.. تم الطعن بشهادتها عندما اكتشف أنها عشيقة لأبي.. لم أصدق عندما قرأت الخبر وأكملت البحث لأصل الى مجموعة وصولات تم دفعها لتلك المرأة مقابل أن تنشر هذا الخبر، عن كونها عشيقة.. ووصلاً آخر تم دفعه لصاحب المحل ليبيع لبناً منتهي الصلاحية.. كلها وصولات تم دفعها من قبل سالم أعمار.. سالم أعمار قتل أبي لذا عليه أن يبقى في حياتي حتى ينال جزاة فعلته "
كانت ترتجف فهمت بالنهوض لكنه شد على كفها " لا تختبئي في الخزانة "
قالت ساخرة " وعندما أخاف أين أذهب! "
" الى حضني.. سأحميك، سأحميك جيداً "
تأملت عيناه.. تطمئنها وتوعدها، ألم يقل سالم أنه لن يحترمها ان عرف! لما هو هكذا اذا، أم أنه لم يستوعب بعد ما قالته.. عيناه، عيناه تغرقانها في واد مخيف، قالت لتهرب " لما أتيت.. أخبرتك أن لا تأتي "
ابتسم بهدوء وقد فهم هروبها " شعرت أن هنالك خطب ما "
رفرفت بجفنيها ولم تفهم فابتسم أكثر.. وقف وقد أصبح أمامها، انحنى يتكئ على يدي الكرسي الذي تجلس عليه وهمس " أنت وقتها قلت اسمي.. ونالين لا تنطقه الا اذا كانت خائفة "
رفعت حاجبها مستنكرة.. هل حقاً هي كذلك!!
ابتسم مرة أخرى ليقول "ثم بعد ذلك اعتذرتي ولبؤتي لا تعتذر "
انحتى نحوها وهمس أكثر " في النهاية قلت شكراً .. وأميرتي لا تعرف كيف تقول شكراً "
تأملت عيناه من جديد وقد اغرورقت عيناها بالدموع.. اقتربت منه قليلاً وقبلته.. قبلته كما يقبلها هي وقلبها ينبض بينما قلبه يرتجف ... ابتعدت عنه وهمست " لا يمكنني شكرك الا هكذا "
ابتسم مأخوذا " انا حقاً راضٍ بهذا "


في آخر لقاء وعدت نفسها أنها لن تبكي ولن تخزن.. سيكون أجمل لقاء بينهما.. ستركب معه العجلة الدوارة من دون أي مشاكل و ستستمتع معه بمشاهدة العالم من الأعلى، لن تسمح لنفسها الضعيفة والجبانة أن تظهر اليوم.. اليوم هو لعشقها فقط، يوم مخصص لتحبه فقط..
انتظرته كثيراً وهي تعصر الكيس الورقي الذي وضعت فيه هديتها.. هديتها البسيطة، هل سيحبها يا ترى! هل سيرتديها أم سينساها بين أكوام ملابسه باهظة الثمن.. في البرد القادم هل سيتدفأ بها أم سيفضل واحدةً أرقى تهديه اياها ماريا تلك!
أحست بأصابع تطرطق على جبهتها العارية فقد لملمت شعرها بطوق للوراء لتستفيق من شرودها ناظرةً لتلك العينين وتلك الابتسامة.. الابتسامة التي تخبرها بصمت أن السعادة موجودة وحياتها مكللة بتلك الابتسامة، ستشتاقه.. ستشتاقه حقاً
كانت الشمس قد غربت منذ ساعة فأنيرت العجلة الدوارة بأزهى الأضواء الملونة، كان مبهوراً كطفلٍ صغير سعيد فابتسمت " مستعد !"
" وددت أن نكون وحدنا " قال معتذراً منها على وجود كبير الحرس خلفهم
اتسعت ابتسامتها أكثر تخبرها أنها ليست متضايقة بل سعيدة، سعيدة لأنها معه.. أرادت أن تخبره لكنها توقفت.. كلماتها بسيطة، اوه كم هي بسيطة
تحركت الحجرة التي استقلاها سوياً متجاهلين نداء كبير الحرس الذي منع من الصعود معهما فاستقل العربة التالية ، قهقه هو عليه بينما هي اكتفت بالابتسام ليقول فجأةً " ما بك ياسمين! "
أجفلت للحظة ثم تمتمت " لا شيء "
قال بثقة " هل أحضرت لي هدية وداع! "
ارتبكت أكثر فقالت هاربة " أنظر كم المكان رائع! "
أطل ينظر عبر النافذة الزجاجية المغلقة على تناسق الألوان لأضواء الشوارع والمراكز التجارية وسطوح بعض المباني التي التمعت بشتى الأشكال.. ابتسم لروعة المنظر ثم عاد يلتفت اليها عندما بدأت العجلة بالنزول وقد وصلت القمة.. أمسك بيدها ثم أخرج سواراً فضي ناعم.. ألبسها اياه وهو يهنس " أنا أحضرت "
ارتجفت وهي ترى لمعان ذلك السوار.. بسيطة، هي حقاً بسيطة.. ما الذي سيفعله بوشاح يدوي الصنع كالذي فعلته.. حمقاء لأنها تحمست لردة فعله.. سيكذب، سيقول أنه رائع لكنه سيرميه فوق أقرب كرسي في منزله لترميه المنطقة في الغد.. لن تعطيه، لن تعطيه تلك الهدية .. البسيطة
احس بألم بسيط في رقبته، كان قد غفى في جلسته منحني الرأس.. لا يصدق أنه فعل تاركاً حبيبته وحدها.. كانت نائمة هنا!!
وقف فزعاً عندما لم يجدها في سريرها .. بحث عنها فسمع صوت خرير المياه من دورة المياه.. اقترب قليلاً فالباب كان موارياً فقط ليسمعها تبكي.. فتح الباب ببطئ وقلبه يعتصر ألماً ليراها تمسك بصابونة الاستحمام وتفرك رقبتها بقوة ثم تغتسل بالمياه لتعيد الكرة مجدداً حتى أن الدماء قد سالت من الندب في رقبتها وقد تكون فتح.. هلع اليها ليبعدها ويخرجها من هناك، أجلسها على سريرها وبدأ يجفف شعرها الطويل المبلول وكتفاها العاريان وهي تبكي بحرقة.. مسح الدماء ووضع ضماداً عليه دون أن تتوقف عن النحيب فهمس لها
"ما الأمر عزيزتي! "
شهقت بملئ صوتها وهي تردد برجاء " أزل أثره ريان.. أزل أثره من جسدي "
كانت تبكي بحرقة وهو يعترف أنه كره نفسه لانصياعه لنزعته الذكورية.. كان مسحوراً بها، بشعرها المبلل وجسدها الضعيف الذي يهتف بحاجته اليه.. انحنى نحو رقبتها من دون وعي وقبل ذلك المكان الذي تكره أثره.. مرة بعد مرة، رفع رأسه نحوها وقد كانت قد غاصت في عالم آخر هي ايضاً ، تمتم بصوت أجش " هل زآل! "
كانت أضعف من أن تجيب وكان شوقه أقوى من أن ينتظر.. قبلها بشغف.. قبلها يخبرها أنه يريدها، أنها ملكه.. بكل أنانية أعلنها.. هي له وحده، سيحميها، سيحتويها، سيكون لها كل شيء طالما هنالك نبض يهتف باسمها في عروقه..
ابتعد عنها يلتقط أنفاسه فقال هامساً " أنت لا تنفرين مني "
سألها خائفاً .. كانه يريد منها أن توقفه عند حده.. كانه يترجاها أن تردعه عما سيندم عليه.. يخاف أن يندم.. يخاف أن يجرحها لكنها لم تشفي غليله.. كانت هي أيضاً تحتاجه.. بجانبها، بداخلها.. يدفئ الثلج الذي اعتمر قلبها من سنين.. اقتربت منه كجواب وتأكيد فعاد يقبلها برحابة صدر.. من دون أن يفكر لثانية.. عاد يبتعد وهو يردد " لماذا! "
تمنى لو أنها تخبره بأنه مميز عندها.. أنها لا تعده كباقي الرجال، ولا كباقي العالم لكنها صمتت.. وصمتها لم يعجبه، اراد المزيد منها.. اقترب نحوها ليدق جرس الباب.. ابتعد ووقف يعدل من نفسه، من كيانه المبعثر وخرج يرد على الباب بهدوء
دخلت ياسمين مسرعة تجر عمر خلفها وتغلق الباب هاتفة " ريان، اعتذر عن ازعاجك.. لكننا مضطرون للاختباء لدقيقتين فقط "
لم يعلق بل ترقب نالين التي خرجت تلملم نفسها التي تناثرت منذ قليل.. رحبت لصديقتها التي تدخلت قائلة " هل حصل أمر ما معكما! "
ارتبكت نالين وبحركة لا ارادية مسحت بكفها فمها ليبتسم بمكر ريان.. ازعجها ولكنه على حق.. سلمت نفسها له منذ قليل ولا يحق لها الاعتراض الآن.. تمتمت " أخبرت ريان أنني لست ابنة سالم أعمار "
تحججت بهذا فسارعت ياسمين تدافع " لا تلمها.. كان من المفترض أن تصمت "
صمت ريان قليلاً ثم نقل بصره نحو تلك التي تسكن كيانه ليرسل لها ما يريد أن يقصد حقاً في قوله " ما يزعج بحق.. أنها تصمت دائماً عندما يكون السؤال مصيباً "
لم تفهم ياسمين ولم تعلق.. استأذنت وخرجت بعد الحاح نالين أن تبقى، نالين التي هربت فور خروج صديقتها لغرفتها، هربت من الحقيقة التي تكللت أمام ناظريها فقد أصبحت تفهم الآن.. تفهم جيداً ماذا يعنيه أن تكون عاشقاً ...

سارت معه في عتمة الطريق ، صامتةً وجامداً .. أوصلها حتى باب منزلها دون أن ينطق وقد استطاعا أن يضيعا ذلك الحارس .. " مابك عمر! "
تمتم لها " ريان.. ذاك يبدو.. جيداً "
هل يغار!! عليها هي! أرادت أن تدافع لكنه فهم فربت على رأسها وحياها ليرحل.. رأته يبتعد.. لم تخبره.. ابتعد أكثر.. سيرحل وببساطتها لن تودعه غداً
رمت بما في يدها أرضاً .. حملت الوشاح وركضت نحوه مفكرة ..سيرونها الناس ، لا يهم.. هديتها بسيطة، لا يهم.. ما يهم هو أنها حقاً ومن كل قلبها تشعر به
نادت عليه فالتفت لها مجفلاً وبحركةٍ سريعة لفت الوشاح حول رقبته لتجذبه اليها ففارق الطول سيوقفها.. جذبته وقبلته.. بخفة وسرعة فهي لا تفقه عن هذه الأمور شيئاً.. ابعدته عنها وهي تتحكم فيه كالدمية من جفلته لتهمس له بوجنتين محمرتين " أنا حقاً أحبك "...


انـــتـــهـــىٰ



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-08-17 الساعة 05:18 PM
ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-17, 08:31 PM   #588

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدوئي يرهقني مشاهدة المشاركة
الف الف مبروك لاخوك ويارب زواجة العمر
عادي ياقلبي لو تاخرتي اهم شي راحتك
مع العلم اني منتظرة البارت على احر من الجمر
بس معليش في كل تأخيره خيرة
اطيب التحيات لكي غاليتي
الله يبارك فيك عزيزتي
شكراً لتفهمك ❤❤❤


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-17, 08:31 PM   #589

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة joury_c مشاهدة المشاركة
اليوم في فصل؟؟؟
اجل عزيزتي وقد تم تنزيله 🌼🌼


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-08-17, 10:25 PM   #590

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.