10-08-17, 08:31 PM
| #643 | |||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  الــفــصــل الــثــالــث والــعــشــرون كعادته دائماً ، بعد كل مرة تشتد الأمور بينهما يبعتد.. يختفي في عالمه واللعنة على عالمه المظلمه.. كانت تعلم، تعلم أنه وكما قال سالم أعمار ينفر منها.. قل احترامه لها وبدأ ينبذها بعيداً عنه.. تراه يهرب حتى في نظراته اتجاهها، لا ليس هروباً بل اشمئزازاً منها.. لكن لما الآن وليس اي وقت آخر، رفعت نفسها الراية البيضاء.. أحبته.. أحبته بكل استسلام.. احبته في حين بدأ هو بالفرار.. مشت في الجامعة مستنكرة.. الجميع يتهامس ويختلس النظر اليها.. ما الذي يحصل! سمعت صوتاً من مكبر الصوت يصدع في اروقة الجامعة " يرجى من الآنسة نالين التوجه نحو مكتب شؤون الطلبة " تكرر النداء مرة واثنتين وهي تتوجه الى هناك مستغربة هذا الاستدعاء المفاجئ.. طرقت الباب ودخلت بوقار عندما اذن لها بالدخول.. جلست امام مكتب الرجل الاربعيني صارم الوجه ليقول برسمية بالغة " سيدة أعمار، بلغتنا بعض الأخبار التي لم نتمكن من ادارك صحتها فنرجوا تعاونك معنا " ردت هي برسمية وهدوء " بالتأكيد " شبك اصابع يديه ببعضها فوق مكتبه وقال " تعلمين أن من شروط المنحة أن تكوني مغتربة حتى يتم الانفاق على دراستك من قبلها " قالت مستنكرة " أعلم ولهذا أنا لم أقدم على طلب الجنسية بعد " " لكن وردنا خبر أنك تزوجت، هنا في أميركا.. هذا يمنحك الجنسية " " متزوجة! " هتفت منصدمة.. ماذا يعني بمتزوجة! من أخبرهم! سرها.. حلمها.. حياتها حتى طموحها سيدمر ارتجفت وهو يزمجر بهدوء " ارجو أن لا تنفعلي! " ذكرها بواجب احترامه فاستكانت.. استكانت مخبئة بركاناً من القهر داخل جوفها.. سمعته يردد " نحن نقر بحسن تعاملك.. معدلاتك العالية و انضباطك داخل الحرم الجامعي لذا سنأخذ بعين الاعتبار تكذيب الخبر شريطةَ أن تحضري اوراقاً ثبوتية تؤكد أنك عزباء " " لكن.. " قاطع صوتها المرتجف بثبوت " نعلم أن الاوراق الرسمية تحتاج وقتاً لاحضارها وتصديقها من قبل الوزارة المعنية لذا سنمنحك اسبوعين لهذا والا.. ونأسف لقول هذا، لكن ستسحب منك المنحة " اعترضت راجية " تبقى لدي فصل اخير " عدل من نظارته ليردد " أخشى أنه سيتوجب عليك دفعه بنفسك بالاضافة لدفع تكاليف هذا الفصل ايضاً " تصلبت في مكانها.. فصلين! عليها دفع فصلين، وهي تخطو آخر خطواتها نحو هدفها، أنهم رسم اللوحات وجمعت المال لشراء المخزن المحروق، ستعمل في قسم الادارة لدى عائلة كنعان، أفضل محامين في البلد وستطلب من احداهم استرجاع حق وسمعة والدها وستغير كنيتها لنالين مطر واضعةً عمرها الحقيقي.. كانت ستنتقم من سالم أعمار أشد انتقام ولكن.. الآن ! لماذا؟ ..لماذا يقف القدر دائماً في صفه؟ لماذا دائماً تتلقى الصفعات في كل مرة تلتفت فيها الى النجاح؟ هل عليها تحمل المزيد! المزيد من سالم اعمار والمزيد من ريان فاضل،!! كانت ترتجف وهي تمشي نحو الخارج.. لا تقوى على متابعة الوقوف، تريد أن ترتاح، ترتاح من همسات ونظرات الجميع.. من يستنكر زواجها في سن مبكر ، ومن ينعتها بالمتعالية المنافقة فالأمس فقط كانت ترفض فكرة الخضوع تحت امرة رجل واليوم هي بكل بساطة.. متزوجة اصطدمت بمالك الذي حاول ايفاقها من انثناء روحها.. سمع الهمسات عنها وركض مسرعاً اليها.. سألته فوراً " أين ريان! " " قبل أمس كان آخر يوم له هنا.. أنهى كل متطلبات دراسته العليا، ينتظر فقط أن تصله شهادة الماجستير " سخرت من نفسها.. هذا الزوج، هذا الذي سيسبب لها خسارة روحها وحلمها لا تعرف عنه شيئاً.. كيف يحتسب زوجاً ها! هو ليس زوجها.. هو لا شيء " لا تخبره أرجوك " أجفل لمطلبها فاستنكر لتتابع وهي تتخطاه " لا اريده أن يتدخل، لو سمحت " كاذبة نالين.. انت لا تريدينه أن يرى ضعفك.. لا تريدين أن يشفق عليك ولا تريدين أن يشمئز منك.. انت حقاً لا ترغبين بأن يعتصر قلبك ألماً لانه يتجاهلك، ينبذك، يقلل من مشاعرك.. مشاعرك التي فاضت تفضحك.. احبتته وانت الآن نادمة، نادمة لتماديك معه لكن.. فآت الأوان، أحببته وانتهى الأمر دخلت للمنزل الفارغ وكما توقعت ، لم يكن في المنزل لكنه موجود، برائحة عطره الخفيفة و رائحة قهوته.. بكيانه الذي يسيطر عليها، على نبضها.. لو أنه هنا لاختبأت في حضنه، اليس هو من قال أنه سيحتويها! شخرت ساخرة هذا قبل أن تخبره بالحقيقة.. قبل أن تفقد احترامها عنده، قبل أن يشمئز منها رن هاتفها بنغمة قصيرة معلناً عن وصول رسالةٍ ما.. فتحته لتجد رسالة الكترونية من مجهول، بعث لها : اللوحة الأخيرة ليست صورة، انها بحوزتي.. وستدفعين ثمنها " رمت بالهاتف على الكنبة بغضب، تكاد تختنق، هل يراقبها! ليتعمد أن يصفعها عندما ترميها الحياة ارضاً ! حباً بالله لا تستطيع التنفس استلقت على سريرها منكمشة تكاد تغيب عن الوعي.. هواء، تحتاج هواءاً انكمشت تجلس فوق سريرها.. هاافها بهتز، لا داعي لتنظر فهي تعلم من يكون.. عمر، عمر الذي سيذهب الليلة، لن تودعه.. تكره الوداع، وذلك الرجل، الحارس المراقب هناك.. سيمنعها، سيذكرها كم هي بسيطة.. بسيطة لا تستحق أن تكون معه طرقات خفيفة دخلت بعدها خالتها لعندها، بان القلق في نبرة صوتها " عزيزتي، ما خطبك !" ابتسمت باصطناع وردت " لا شيء خالتي " " أنت لم تذهبي اليوم الى الجامعة، هل حصل شيء! " قهقهت مجبرةً نفسها لتزيح القلق عن بال خالتها " أنا دائماً ما أتغيب خالتي " " لكنك كنت تأتين لمساعدتي في المقهى، اليوم.. أتى عمر " لم تعلق.. كانت تعلم أنه سيذهب الى هناك، لهذا لم تساعد خالتها.. سيكون لبقاً كفاية ليودع المرأة التي تقابله من سنة تقريباً بوجه بشوش كل صباح.. لبق وأكابري بشخصيته التي تليق بهويته.. رئيس مجلس إدارة ووريثاً وحيداً .. هويته تلك التي تبعد كل البعد عن كيانها هي " هل أنت حزينة لفراقه! " لم تعلق على استفسار خالتها ففضلت هذه الأخيرة أن تنسحب بعدما قبلت جبينها متمنيةً لها راحة البال.. استلمت رسالةً بريدية.. كانت تشتاقه، تشتاق رؤيته، تشتاق صوته، تشتاق كلامه فتلهفت لقرائتها.. فتحتها وقلبها ينبض لتقرأ (( بعدما قلته ذلك اليوم تهربين.. الا تظنين أن هذا كثير علي!)) اعترافها.. اعترافها الغبي ذاك جعلها تقع، لم يكن عليها اخباره.. كان كما توقعت تماماً ، منصدماً مجفلاً لجرأتها، ثم سعيداً جداً بهديتها.. لم يزلها من عنقه بل رحل بها.. لكنها تعلم تماماً أنه عندما ذهب لشركته في الصباح تجاهلها وارتدى وشاحه الغالي الثمن.. بسيطة حمقاء، كل ما فعلته هو تعقيد الأمور.. لو أنه فقط يرحل.. يرحل بهدوء كانت قد استيقظت على رائحة القهوة والظلام قد حل.. أتى دون أن يوقظها، دون حتى أن يتفقدها .. نبذها فعلاً فلا يعلم بوجودها.. خرجت من الغرفة تغتسل فآلمتها حدة الضوء، شعرت به يخرج من المطبخ فأسرعت هي تدخل الحمام.. لا تريد أن تراه، هكذا.. يؤلمها، قلبها وكرامتها سيجرحان اغتسلت وخرجت سمعته يقول " أنت تعلمين أنني لا أطيق هذا" تصنتت من مكانها فقد صمت لدقيقة وعاد يقول " أمي فقط اخبريني، لا تقولي مفاجئة.. " أدركت أنه يتحدث مع والدته عبر الهاتف.. دخلت إلى غرفتها تفكر ساخرة، مفاجئة له! قد تكون عروساً تنجب له الطفل الذي يتمناه الجميع.. أقفلت على نفسها باب غرفتها، فتحت حاسوبها المحمول وبدأت بالبحث عن حلول.. عليها ايجاد مصدر للمال.. عمل آخر في العطل السنوية والأسبوعية، قرض للطلبة.. نظرت لخزانتها مدمعة العينين، هل ستضطر لاستخدام الأموال التي جمعتها لشراء مخزن والدها! اتت ضحكة سالم أعمار في أذنيها لتشهق باكية محنيةً رأسها للأسفل.. لقد هزمت.. لا تعلم لماذا ردت على اتصال آدم فقد كانت عازمة على الانطواء مع نفسها هذه الليلة.. لكن هذا أفضل، جعلها تضحك.. وجعلها أيضاً تهدأ الا أنها أصرت أن تعود بتفكيرها اليه.. ذلك الذي ينوي الرحيل فسألت فجأة " آدم، هل أنا بسيطة! " كانت تريده أن يشجعها.. أن يفهم مايدور بالها وينفي بساطتها ليدعها تذهب الى حبيبها الا أنه قال " أجل.. وهذا أجمل ما فيك " " اوه " .. تمتمت بخيبة أمل، لا يمكنك انكار الحقيقة ياسمين.. ذلك الرجل معه حق أنت أقل من أن تكوني مع عمر سمعته يردد " هل يزعجك كونك بسيطة! " " الآن! أجل " " لما لا تزيحين عنك هذه الصفة؟ " قالت ساخرة " وهل يمكن للمرء أن يغير نفسه !" هتف دافعاً " ان كان من أجل نفسه فأجل.. وأنت خير دليل ياسمين، أنت من كنت تنحنين عند كلمات اخوتك أصبحت الآن ترفضين أوامر شخص عليك.. أصبحت تفكرين بعقلانية أيضاً ..لم تعودي جبانة " رعدت كلماته في صميم قلبها.. هذا ما أصبحت عليه نعم.. هذا هو ما فعله بها عمر، هذا هو الذكرى التي تركها عمر لها.. في نفسها وفي قلبها. ودعته وأخلقت الخط.. ارتدت ثيابها وخرجت مسرعة.. لن تسمح له بالرحيل دون وداعها.. لن تكون جبانة أبداً مسح كف وجهه بتوتر، عليه أن يستقل القطار لكنه لم يراها.. رباه قذفته بأجمل الكلام، اعترفت له بحبها ثم ركضت تختفي في منزلها.. تركته يصارع تلك الرغبة في احتوائها لكنها منعته حتى من رؤيتها، فعل كل ما يمكنه فعله... ذهب لجامعتها، للمقهى، وقف تحت شباك غرفتها.. لم يتبقى سوى أن يقتحم المنزل.. " عمر " سمعها تنادي، هو يتخيل صحيح! يالا حالته البائسة ،" عمر " ليس كذباً .. أصبح الصوت اقرب، اقرب جداً .. صوت خطوات تتباطئ ولهيث أنفاس تعبة.. استدار، رائحتها، وشعرها.. انها هنا، نعم هنا.. أمامي تقف احتضنها فجأة يمنعها من الحديث، عاتبها في احتضانه لم يتحدث لكنه أشد حصار ذراعيه عليها.. فهمت هي فتمتمت " أنا آسفة لأنني تحامقت " ال معاتباً " تحامقت فقط! " ابتسمت تقول " لا تكن قاسياً في آخر لحظاتك " ابتعد عنها وقد عاد ذلك الهادئ ليقول " من القاسي هنا ؟" بان عليها الحزن وهي تردد " أدركت أنني بسيطة، بسيطة جداً لدرجة لا تخولني لأن أكون بجانبك " " ما هذا الهراء! " هتف مستنكراً فتابعت مسرعة " أنا أعلم أنني كذلك لكني لن أستسلم لهذا.. سأثابر، سأني دراستي وأعمل.. سأعمل لأن أصبح شخصاً يلق بك " ابتسم لما يراه في عينيها من تحدٍ واصرار.. همس لها " بصفتك ماذا؟ زميلة! " منعت ضحكتها وقد فهمت سخريته من آدم الذي كان يظنه زميلاً " أجل زميلة " وضع يديه في جيبه ليتابع مستمتعاً بحفظ كل زاوية في وجهها " ماذا عن صديقة! " قالت مسرعة " سأكون صديقتك " دنا منها متحديا ً " وحبيبة! " ابتلعت شهقة خجلها واحمرت وجنتاها سريعاً .. طأطأت رأسها الى الأرض لا تقوى على مواجهة بريق عينيه، سمعته يهمس " ألا تريدين أن تكوني حبيبتي! " همهمت بخفوت لكنه تخابث وادعى أنه لم يفهم لذا شدت على نفسها لتهتف بملئ أنفاسها " أريد " احتضنها مبتسماً وهمس بأذنها " وكأنني سأسمح بأن تكوني غير ذلك " بادلته العناق وهي تدرك أنه الأخير.. هذا هو الوداع، هذا هو الذي كسر فؤادها مر يومان على ذلك اليوم المليء بالمشاعر، كانت فتاة عملية جداً فبدأت بتوفير المال،.. قررت أن تبيع الذهب الذي كان هدية زفافها من خالاتها وعماتها تاركةً الذهب الذي اشتراه لها ريان والمهر الذي قدمه لها فقد كان كبريائها أكبر من حاجاتها.. اوقفت عملها في الوجبات السريعة وانتقلت لتعمل في مقهى براتب أكثر وجهد أكبر حتى انها تقدمت لترويج منتجات الكترونياً .. استقلت المصعد لتلجأ لمنزلها، تريد أن ترتاح.. تريد أن تبكي، نعم واجهت الأسوء لكن ذلك لم يمسس حلمها بشيء، ذلك لم يجعل حلمها يبتعد.. صحيح أنها استطاعت أن تجمع رسوم فصل لكن ولتحصل على رسوم الفصل القادم عليها استخدام المبلغ الذي جمعته لسنين لتستري المخزن.. ستبكي، لن تحتمل دخلت المنزل واتجهت لغرفتها فوراً لتجده يقف أمام خزانتها يمسك احدى رزمات النقود الذي خبأتها.. هتفت مسرعة نحوه وكل خلية تنبض بالغضب " ماذا تظن نفسك فاعلاً !" نظر لها ببرود ولا مبالاة كأنه لم يفعل شيئاً ، وقفت أمامه ..بينه وبين الخزانة ، وضعت النقود في مكانها وأغلقتها ثم التفتت اليه تواجهه بغضب متأجج ،ردد بهدوء " من أين لك هذه النقود ؟" رفعت ذقنها بكبرياء وقالت " ومادخلك أنت! " بدأ الغضب يتسلل اليه ويظهر على وجهه " نالين، من أين لك هذه النقود ولما تحتاجين هذا القدر! " عادت تهتف " وما شأنك أنت ها! " اقترب منها وحاصرها بالخزانة.. واجهها بنظرات قاسية قاتلة " لصبري حدود " قالت ساخرة تخفي رجفة قلبها " أوه أنت تقترب مني الآن، ألم تكن تشمئز مني حتى هذا الصباح!! " " ما الذي تقولينه بحق الله! " هتف مستنكراً فصرخت وقد طفح بها الكيل، ستنهار، ستبكي " أنا حقاً لا ينقصني سوى أنت لتفسير ماذا يحصل لك.. لا أدري بماذا أهتم، أبالجامعة التي ستسحب مني المنحة.. أم بطلاب الجامعة الذين يتهامسون بعد أن عرفوا بزواجي أو ذلك الأحمق الذي يهددني بلوحات أبي " لهثت تحاول التقاط أنفاسها في حين أن تصلب متفاجئاً " لا تقذفي القنابل تباعاً في وجهي هكذا " أشاحت بوجهها وقد بدأت عيناها تدمع.. حثها لتتحدث " لما ستؤخذ منك المنحة ومن ذا الذي علم بزواجك.. نالين أجيبي " شهقت بقوة لتنهار باكية ،ارتجف قلبه فوضع يده على كتفها لا يعلم ماذا يفعل.. التفتت له منحنية الرأس لتشهق مرةً أخرى بخوف " ريان! " احتضنها ليحتوي خوفها شاتماً نفسه التي حثته على الابتعاد عنها.. تلك النفس التي ضعفت أمام غرائزه ذلك اليوم فقد كاد أن يستغل انثناءة روحها لولا قدوم ياسمين في الوقت المناسب لتمنعه.. تمنعه عن التمادي في أمر يريده لكنه كان سيجعله ينزف ندماً على فعلته.. تقطع قلبه وهو يشعر بارتجافها ويسمع نحيبها " سيضيع حلمي.. سأخسر أمام ذلك الوغد.. ريان " ترجته أن يساعدها بين طيات حديثها.. من هذا الوغد يا الاهي الذي نشر خبر زواجها، هو شخص يريد أذيتها هي فقط لهذا لم يذكر أن ريان هو الزوج، هل هو سالم أعمار! ذلك الوغد، سيدفع الثمن غالياً ولو كلف هذا كل حياته... خرجت من الجامعة بعد أن أنتهت محاضراتها، كانت تشعر بالضيق فقد علمت ما آلت اليه الأمور مع نالين عندما واجهتها آمال بكل غرور لتشمت.. لم تدرك أن هذا دماها أخذتاها الى ذلك المكان، المكان الذي اعتادت أن تغجأ اليه عندما تحزن، عندما تفرح، عندما تنهي يومها الحافل، الحديقة التي عرفتها على عمر.. سبب سعادتها، بقت الحديقة ولم يبقى عمر دمعت عينيها وهي تشتاقه، متى ستكف عن هذه العادة! متى ستدرك نفسها أنه لن يكون هنا أبداً .. رنّ هاتفها فأجابت فوراً بعد أن رأت اسمه يشع في الشاشة " عمر " " أنت في الحديقة صحيح " كان يبتسم وهو يسمعها تؤكد، تؤكد له أنه مازال يشعر بها ويحفظ عن ظهر قلب روحها.. حدثته عما حصل معها، مع خالتها، مع نالين.. كل شيء .. توقفت عندما سمعت صوت فتاة يحادثها " اذاً أنت ياسمين " همهمت مستنكرة فردت تلك الفتاة بتعالٍ " اوه أنت محظوظة بسيدك المثالي لكن للأسف ألم الفراق لا مفر منه " همست ياسمين " ماذا تقصدين! " قالت بفحيح مترقبةً رد فعل ياسمين " ستفترقان فور أن تتم خطوبتنا أنا وهو.. أنا التي ستمضي بجانبه " رمقها عمر بنظرة استغراب بينما ياسمين اقتضب صدرها.. صمتت لتقول " انه امر مثير للشفقة " استنكرت الفتاة لهدوء ياسمين رغم تلك الكذبة " اوه هل تشعرين بالألم ياسمين ؟ " أن تكوني مجبرة على خطبة ذلك الجليد هو حقاً أمر مثير للشفقة " صفعتها برودها ذاك ففتحت عينيها منصدمة، كيف! ألم يخبروها أن عمر وهي يحبان بعضهما!! أليست تتحدث لياسمين التي من المفترض أنها حبيبته!! تابعت ياسمين وقد جلست على الكرسي الذي جمعها بعمر " ذلك الرجل، غامض بغيض يستمتع بتعذيب فكرك فيه.. حتى أنه أحمق يتجاوز الحدود ثم يعتذر بابتسامة مستفزة " همست تلك الفتاة لعمر " أوه من تظن أنها تحبك حقاً انها تشتمك.. عليك سماع هذا " ظغطت على زر مكبر الصوت ليصدع صوت ياسمين في ارجاء المكتب " على أي حال، هذا الرجل يا عزيزتي.. عمر، أنه لي " ظهرت شبح ابتسامة على شفتاه بينما انصعقت تلك الفتاة تبحلق في شاشة الهاتف.. عادت ياسمين تقول " قد يكون انتقل لولاية أخرى لكني متأكدة أنه سيعود وأيضاً عزيزتي.. ليس لدي أي نية في تسليمه لك ..كذبتك لن تنطلي علي.. أنا أثق به " ابتسامته اتسعت بينما أغلقت تلك الفتاة الخط غاضبة، رمت الهاتف على المكتب وخرجت تشتم هذين الأحمقين المتيمين عشقاً ببعضهما.. كانت غاضبة من تلك الرسالة التي تلقتها من ذلك المجهول اللعين، لماذا عليها دفع الثمن، وثمن ماذا.. اللوحة الأخيرة، يملكها وقد قال أنه والدها لم يصورها.. رسمها قبل عجزه بيوم.. آخر ما خطت يداه كان توقيعه على تلك اللوحة، لما قد تكون في حوزة ذلك الشخص!! ليس سالم أعمار بالتأكيد فلو يملك مكاناً لتخبئتها لخبأ الصندوق الذي يحمل الوصولات التي تدينه معها.. من يكون يا الاهي، من يكون!! " على رسلك !" استدارت له فزعة ..استنكرت قوله فأشار برأسه لنفسها .. كانت مبللة وقد أمضت ساعة او اثنتين في تنظيف المطبخ " هل تركت العمل في مطعم الوجبات السريعة!! " " أجل، " ردت باختصار.. لا تريد أن تطيل الحديث معه ولا حتى الوقوف أمامه " دعيني أساعدك " هتفت بنفاذ صبر " فقط ابق خارج الموضوع وستكون قد اسديت لي خدمةً كبيرة.. حقاً لا ينقصني همسات وتعليقات لاذعة أكثر " قال متجاهلاً نبرتها " أنا أتحدث من ناحيةٍ مادية " أغمضت عينيها تبتلع الغضب الذي تأجج فيها " ان كنت تريد مساعدتي حقاً لما لا تطلقني ونرتاح!! " تصلب فكه لكنه حافظ على هدوءه " ليوصل حسام الخبر على طبق من ذهب لأهلي وأهلك صحيح، نكون في شيء لنصبح في شيء أسوء " رمت ممسحة القماش على الطاولة بغضب وخرجت تتجاوزه الى غرفته متمتمة " حقاً لا أستطيع انتظار لحظة تخلصي من هذا العذاب " صفقت الباب وارتمت على سريرها بينما هو تجاهل قولها.. تجاهله وقد أدرك لتوه الأمر.. هذا بالفعل ما يريده حسام أخرجت آخر صينية كعك من الفرن، مسحت عرق جبينها والتفتت تخرج من هذا الاستواء لتجده يقف مبتسماً لتهتف " آدم! " ابتسم آدم وهو يسلم عليها " لقد عدت سريعاً !" هتفت متفاجئة من قدومه فقهقه " هل أعود أدراجي! " " لا، ليس هذا ما قصدته " عاد يقهقه مجدداً وردد بهدوء " أتيت لأتم ما بدأته " تأملت وجهه الباسم، لا تدري لماذا لكنها غير مطمئنة لعودته السريعة، هل علمت والدتها بعزمه الزواج منها، هل عاد بسبب الحاح أمها عليه أن يطلب يدها! أليس هذا ما أحضره لأمريكا في المقام الأول!! رن هاتفه فابتسم برضى، أشعل سيجارة ليستمتع قدرما يشاء، رد على الهاتف وهتف " أوه ريان، كنت أظنك أذكى من هذا.. لقد اتخذت وقتاً طويلاً يا عزيزي " " حذرتك حسام، حذرتك.. نالين خط أحمر " قهقه حسام بملئ صوته " أوه هل تأذت تلك الصغيرة! " قال بنفاذ صبر " أن كنت رجلاً فقط اعترف.. اعترف لترى سواد الدنيا يحيط بك " نفخ الدخان من نفه وهمس له بمكر " إن كنت رجلاً لاحترمت رغبتها في الطلاق ، أوه ألا اذا كنت لا تحترمها! " التزم ريان الصمت.. لم يكن يريد أن يرد بالكلام.. يريد صفعه، لو يعلم أين هو الآن فقط! ..كسر باب شقته وهو يطرقه بعنف حتى خرجت امرأة عجوز تخبره أن حسام لم يأت منذ أسبوع.. سمعه يهمس مجدداً " ألم تقلها أنت بنفسك! نالين تلك صاحبة كبرياء .. أوتعلم ما يقتل هذا النوع من الناس! قلة الاحترام " أغلق الخط في وجهه دون أن ينتظر الرد، أطفأ سيجارته وهو راضٍ فقد أدرك تماماً أنه سدد ضربة قاضية لريان الذي وأخيراً قد امتلك نقطة ضعف.. " وأخيراً " هتفت بسعادة، فبعد أن فقدت الأمل في ترويجها الالكتروني البسيط أرسل اليها أحدٌ يريد الشراء.. زودته بكل المعلومات وأخذت رقم هاتفه ثم راسلت الشركة وتم تأكيد حصولها على نسبتها.. لم تكد أن تغلق حتى راسلها شخص آخر.. عادت تهتف وعادت تمارس عملها ونالت حصتها.. قطعت ابتسامتها وقد خطرت في بالها فكرة ازعجتها فوقت مسرعة تخرج حيث يتواجد هو لتجده وكما توقعت يعبث بهاتفه بكل اهتمام.. اطبقت على فهمها وهي تتخيل أنه من يراسلها ليشتري فتحصل هي على نسبتها ، تمتمت له " مع من تتحدث! " رفع رأسه نحوها مجفلاً مستنكراً " عفواً!" كتفت يديها تحاول الحفاظ على هدوئها " لست أنت فقط من لديه الحق في التدخل " ابتسم وهو يجيب على اتصال قد ورده تواً " أهل أمي.. اوه تأخرت في الرد لأني كنت أحادث نالين.. لا لا لكنها شعرت بالغيرة عندما رأتني مندمجاً في حديثي معك" لم يزح نظره عنها فأمسك ضحكته لاستنكارها الواضح.. عاد يقول لوالدته " والآن أخبريني.. ما هي المفاجئة! " صمته دام.. كانت تنتظر أن ينهي مكالمته لتعترض بملئ صوتها على استهزاءه بها لكنها تناست كل غضبها وهي تراه يتصلب أمامها ويجمد.. أغلق الخط ووقف بشموخ ثم تمتم " سينتهي عذابك " لم تفهم ماقاله فسألته أن يعيد قوله لكنه تابع " في هذه العطلة سنتجه الى الوطن! " همهمت تتسآئل عن السبب فقال ببطء وحزم " أخي ونسرين.. سيتزوجان " انـــتـــهـــىٰ | |||||||||
|  |
|
10-08-17, 08:47 PM
| #644 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
بانتظارك .. اسرعي فقد نزل فصل جديد | ||||||||||
|
| |
|
10-08-17, 08:49 PM
| #645 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اهلا بك 💚💚 | ||||||||||
|
| |
|
10-08-17, 08:50 PM
| #646 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
نورتيني 😍😍 | ||||||||||
|
| |
|
10-08-17, 08:51 PM
| #647 | ||||||||||
| كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اهلا بك 🌹🌹 | ||||||||||
|
| |
|
10-08-17, 09:42 PM
| #650 | ||||
| نجم روايتي  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .gif "Eh S(7)") فصل جميل يا هوبة الجميلة كم تالمت لنالين حسام توقعت ان تكون انت السبب :7R_001: عمر وياسمين قلوب قلوب  ادم زعلانة علشانك بس القلب له احكام الفتاة ال كلمت ياسمين  من الذي يبعث لها رسومات والدها  اه مش ممكن القفلة هل حان وقت الانفصال تحياتي لك وفصول بديعة باسلوب راقي وممتع  | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
183Likes
.png)
العرض العادي
