آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          85- الانتقام الذيذ- دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          235 - دمعتان ووردة - جيسيكا ستيل-كاملة بصورة واضحة (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-17, 08:56 PM   #791

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي


الــفــصــل الــخــآمــس والــعــشــرون

طرقت الباب ودخلت بعد أن أذن لها بالدخول.. استنشقت الهواء بقدر ما تستطيع وجلست على الكنبة المجاورة للمكتب.. حيت مدير البعثات الدراسية في الجامعة بكل رسمية ولباقة " سيدي، طلبت مني أوراقاً تثبت أحقيتي في البعثة بعد أن انتشرت شائعة مفادها أنني متزوجة من رجل أمريكي "
أومأ لها باختصار فتابعت تقدم له ورقة ما " أعتذر.. لم أستطع الحصول على ورقة تثبت أنني عزباء في هذه المدة التي منحتموني اياها، لكني تحصلت على هذه التي تثبت وأنني الى الآن لم أنل الجنسية الأمريكية مما يخولني أن أستحق أن تدفع لي تكاليف هذا الفصل على الأقل "
تنفست الصعداء وهو يوقع على تكذيب الخبر وعدم الزامها بأي رسوم لهذا الفصل.. تمتم بجدية وهو يعدل من موضع نظاراته حينما رأى ابتسامتها " أظن أن العطلة بين الفصلين ستكون كفيلة بأن تمنحك الوقت الكافي لإحضار الأوراق المتبقية "
أومأت له وخرجت.. ستحل من هنا لوقتها كما حلتها الآن.. قابلتها ياسمين فأنبأتها بخبر سعادتها " وريان هنا أيضاً .. أتسمعين المباركات الصاخبة "
قهقهت وهي تشير لصوت الصفير والهتاف وفكرت نالين، لابد أنه أتى لاستلام شهادته.. كيف عليها أن تقابله الآن بعدما حصل البارحة.. كيف!
غابت عن حاضرها في رؤيا لها.. غاضبة وتغلي، رمت القلم على الطاولة وهدرت " لن أوقع، لن أطلق.. لن أخرج من حياتك بهذه البساطة لتنعم أنت بعدما رميتي في الجحيم "
تحركت تهرب لغرفتها فأمسك بها يوقفها.. حاول أن تفلت لكن ارادته بأن يفهم ما بها كانت أقوى منها، حثها على الحديث مراراً وتكراراً ...
" يبدو سعيداً حقاً " .. أيقظتها ياسمين من تلك الرؤيا موقفةً تسلسل الأحداث.. كانت تطوق لرؤيته مجدداً ، بالبذلة الرسمية السوداء التي لاءمت سمرته، لحيته النابتة، وقاره وشموخه.. كانت تطوق لشعورها به، ذلك النبض وتلك الرجفة.. كانت تخافها لكنها الآن تحبها، تشتاقها وتريدها.. تنتشي برائحته كمدمن الممنوعات.. هو بالنسبة لكبريائها ممنوعات، ابتسامته عادتها فابتسمت، تحب ابتسامته ،تحب تقطيبه حاجبيه ، تحب مشاكساته معها.. بالأحرى هي تحبه هو.. هي تعشق ريان فاضل..
كان قد أحس بوجودها حوله، ومتى لم يفعل! لها هالة لا يمكن أن ينكرها، رغم انكسارها تسير بجبروت، رغم حزنها ترفع أنفها بشموخ لذا لا يمكن لأحد أن يتجاهل نالين.. نالين مطر
رآها ليتذكر البارحة وما حصل.. هو حقاً لا يصدق ما حصل، فكر في باله مبتعداً عن كل تلك الضوضاء، أخرس الأصوات عدا صوتها، صوتها وهي تهدر به باكية، تعترف له بأنها تحبه هو ولا تريد هذا الطلاق.. بصورتها تلك وهو ممسك بيدها يمنعها من الهروب منها كما اعتادت أن تفعل.. أخبرته أنها تحبه، رغم أنفها، رغم كبريائها اعترفت له أنها قد وقعت في حبه
عادت الأصوات لتتكلم بصفير ومباركات وأمنيته هو أن لا يكون هذا حلماً
غادرت المكان فوراً وهي لا تقوى على رؤيته حتى.. ليس بعد ما حصل، لحقتها ياسمين تجلس بجوارها منتظرة قدوم البروفيسور فالتفتت لها نالين " حدثيني عن آدم "
أجفلت ياسمين من السؤال المفاجئ وقالت مستغربة " آدم ابن خالتي "
أرجعت شعرها خلف أذنيها وقالت " أعلم هذا.. أخبريني عنه، أعني هل هو معتاد على المزاح الثقيل! "
" آدم! .. لا هو أصلاً يتعامل برسمية مطلقة مع الجميع عاداي أنا وخالتي وأهله " .. ردت ياسمين باستنكار فغاصت نالين في بحر بعيد

مشى في الرواق المغطى بالسجاد المخمل والتماثيل باهظة الثمن ، أراد أن يدق الباب ويدخل فقد ضيع ما يكفي من الوقت في الانتظار حينما أوقفته امرأة بدت أنها قد اجتازت عقدها الرابع ..رفيعة القوام أنيقة الثياب ، تلائم تماماً رقي المكان
التفت لها متذمراً بلكنته البريطانية " بحق الله ، للآن لم أقابل جدتي ..
" انها مشغولة "
" الملكة اليزابيث تملك وقتاً أكثر من جدتي " قال ساخراً فردت باقتضاب " انتظر " فهتف "الى متى سأنتظر ؟"
قالت تلك المرأة بتعالي " الى أن تعدل عما تنوي اخبارها به "
" عفواً " .. صاح مستنكراً فأردفت " سترميك خارجاً فور أن تسمع عن هذه التفاهة "
" تفاهة .. لا أظن أنها ستفعل خالتي كما أنني حقاً أتمنى أن تفعل "
" أوه أنت جريء حقاً .. أيها العربي " .. قالت مشمئزة فابتسم راداً اهانتها " أنا كذلك .. فهي من أحضرتني مجبراً الى هنا .. ثم لا تنسي أنها تحتاج أحداً ينتقل في ولايات أميركا ليصلح ما أفسده زوجك .. صحيح ! "
أخرس حديثها بصفعة حقيقة فهو لا يستطيع ولا غيره أن ينكر تلك الحادثة التي زلزلت جدران هذا القصر عندما خسرت الشركة في أميركا أسهمها مما أدى الى افلاس أفرعها في باقي الولايات بسبب ادمان زوج خالته الذي كان مسؤولاً على لعب القمار ... ولا زال العار يلحق بخالته الى الآن وزوجها قد طرد من القصر محرماً عليه ان تطأ قدمه أرضه
" سيد عمر هناك زائر يرغب في رؤيتك "
أمر الخادم بالانصراف واتجه الى غرفة الاستقبال المصممة على الطراز البريطاني القديم ، حالما دخله هتف " عمي عادل "
وقف ذلك العجوز أشيب الرأس بعكازه الخشبي يحتضنه بشوق طبطب على كتفه متمتماً ببعض عتاب الشوق له " هكذا تنسى من رباك يا ولد "
ردد له عمر بالعربية وهو يجلس محاذاته " أنت تعلم أنني لست كذلك "
" ما الذي أتى بك يا ولدي "
تنهد عمر مبتسماً فقاطعه بكل جدية " لا تعد خطأ الماضي يا بني "
التفت له عمر بحدة مجفلاً أراد أن يستنكر غاضباً لكن عادل أوقفه مطبطباً على كفه بخفة " أقصد خطأ في حقها "
قطب حاجبية لا يفهم مقصد عمه فأردف الأخير " أستطيع أن أخمن كيف هي .. من رميك للألعاب التي كانت ترسلها لك جدتك لتلعب بالسيارة القديمة التي أعطيتك اياها .. من رفضك لأكل الطعام في احدى المطاعم الفخمة وتأتي تتضور جوعا تبحث عن حسائي البسيط .. حتى الثياب ، كنت ترفض تلك باهظة الثمن .. أستطيع أن أخمن كم هي فتاة بسيطة "
تنهد مدافعاً " ياسمين .."
قاطعه مرة أخرى " ياسمين .. اسمها جميل "
" كما روحها "
" هل هذا يكفي ؟"
استنكر عمر فتابع عادل بعد أن أركى عكازه جانباً " هي لست لعبة تستطيع دهنها لتبدو كما ترغب جدتك .. وليست طعاماً تستطيع أن تدعي أنها احدى وصفات أمهر الطباخين اليونانيين ، وليست قطعة قماش تضعها في كيس بملصق ( ماركة ) عالمية فقط لتسكت تعليقات خالتك .. لن تستطيع تعديلها لتنتمي لعالمك "
دافع عن نفسه "يستحيل أن أجعلها تشعر بهذا "
" ستقارن نفسها بك دائماً ، هذا ان لم تكن قد بدأت بفعل هذا .. لن تحميها من نفسها ، لن تحميها من اهانات خالتك .. رفض جدتك لكل ما قد تفعله ، همسات الخدم .. لن يتوارى أحد عن تفريط فرصة في اذلالها ، وهي ستصمت .. من أجلك ستفعل "
استكان فجأة وهمس متأملاً وجه مربيه " هل هذا ما عاناه أبي ؟"
تنهد ذلك العجوز بألم وهو يتذكر كم عانى صديق عمره من الاذلال .. آلمته كرامته مراراً لكن حمل زوجته كان سريعاً ، أربطه وأجبره على التحمل .. يذكر تماماً وجهه الشاحب عندما تلقى أمراً من المحكمة بالرحيل من البلاد دون أن يستطيع رؤية ابنه لمرة واحدة .. أسبوع واحد منذ وصوله ليطيح مريضاً بذلك المرض اللعين ويلحق زوجته الى عداد الأموات
" ليته لم يفعل ".. تمتم عمر ثم صمت لحظات ليردف بقهر " ليته لم يقبل الاهانة .. ليته غادر .. ليته لم يتزوج بأمي .. ليته لم يكن عربياً "
" على ماذا تلوم والدك يا بني !"
هتف " على ما يدمره فيّ دائماً .. طفولتي اليتيمة ، مراهقتي الضائعة .. شبابي الفاني والآن .. قلبي "
غادر المكان يغوص في دوامة أفكاره .. لا يدري هل القرار الذي اتخذه هو الصواب ، أم أنه فقط طيش صبياني...

انهى أخيراً حديثه مع والده وتلقى التهاني من جميع أفراد عائلته .. استكان هاتفه عن الرنين أخيرا واستطاع أن يسمع احتجاج قلبه .. حبا بالله يجب أن يحادثها بعد عاصفة البارحة .. لا يجب أن يدع الأمر يمر مرور الكرام .. لاح على باله منظرها وهي خجلة .. تكاد تبكي تحت الضوء الخفيف .. أخبرها أنه يحبها وأنه لا ينوي حقا أن يتخلى عنها .. أنها قطعة من روحه .. أنها حبيبته
أمسك المغلف الذي يحتوي على تلك الأوراق اللعينة وخرج فقابلها .. أرادت ان تهرب ، لا تستطيع أن تواجهه بعدما حصل تتخيله يبتسم مستمتعا بتوترها .. بخجلها ربما ، أوليس هو دائما هكذا .. يتمتع بردات فعلها
رأت المغلف الذي بين يديه .. أوراق الطلاق ، تخطته وهي تتخيله عندما قطعها الى أشلاء ، بعدما رفضت التوقيع .. بعدما أخبرته أنها تحبه واعترف أنه يعشقها .. أمسك تلك الاوراق ومزقها لألف قطعة
دخلت تتنهد .. لا تستطيع أن تغير ما حصل ، ما فعلته . أعدت نفسها لتخرج بصحبة ياسمين فهي مجبورة ، وفق قوانين العمل أن تأخذ اجازتها ولو لمرة واحدة على الأقل ، لاقتها في مقهى طغى عليه الدفء بالنار المشتعلة في احدى زواياه محمية ببعض الرخام المتراص .. النوافذ كانت مغلقة مبللة بقطرات المطر .. احتضنت كوب قهوتها الساخن وهي تستمع لياسمين التي تحدثها عن سبب قدوم آدم معها " كان حزينا يائسا في المنزل فدعوته للقدوم "
" آمل أن هذا لا يزعجك .. نالين " .. قال بلباقة معتذرا على تدخله وسط اجتماع الفتاتين فابتسمت نالين بتكلف ورددت " اذا ، ماذا تفعل لتكسب قوتك ؟"
تدخلت ياسمين مقهقهة " حكواتي "
" لست حكواتي .. أنا أعمل في مجال البرمجيات في احدى شركات الاتصال "
" وما حكاية الحكواتي ؟".. استفسرت نالين باسمة لقهقهات صديقتها فرد " أوه لدي مدونة على الانترنت أكتب فيها حكايات للضحايا "
" ضحايا ! " قالت مستنكرة فوضح لها " ضحايا فساد ، سرقة ، كوارث ، اغتصاب .. أحادثهم لأنشر قصصهم التي يروونها لي دون أن أذكر أسمائهم .. يساعدهم هذا في ارضاء أنفسهم حينما يجدون طريقة يشكون بها حالهم للناس ، يتعاطف معهم القراء ومنهم من يعرض مساعداتهم ليحصلوا على تعويضهم "
قالت بإعجاب " هذا رائع ، عن ماذا تكتب الآن ّ"
عادت ياسمين لتدخل " أوه أنت لن تقرأي هذه القضية "
" لما !!" استنكرت نالين فأوضحت ياسمين مقهقهة " يتحدث عن قضية اغتصاب .. بحق الله كأنك تحتاجين دافعاً آخر لبغض الرجال "
قالت بتعالي غير مقصود " الأهم أن لا ينحاز ابن خالتك لجنسه وينسى أنه في صف الضحية هنا "
هتف آدم " أوه لا .. أنا سأسرد الحكاية كما وصلتني ، الأمر الذي يوترني أنه علي ذكر اسمها "
استنكرت ياسمين فأوضح " صديقتها ، التي أوصلت لي أحداث الواقعة طلبت هذا ، راجية أن يتذكرها الناس بخير بعد كل هذه السنين "
" ألن تواجه الضحية مشكلة في ذكر اسمها ؟"
" أوه لا .. سلمى الفخراني قد توفت من ثلاث وعشرين عاماً "
أجفلت نالين فجأة وابتلعت ريقها بعدما جف حلقها وهي تردد " من؟"
التفت لها آدم قائلاً بهدوء " سلمى الفخراني .. تعرضت للاغتصاب من قبل مديرها ، وبعد سنة من الحادثة توفت "
ارتجفت وهي تستمع لياسمين التي قالت متعاطفة " لا تخبرني أنها توفت نتيجة ذلك الحادث "
" أجل ، عاشت في الوحل فتدهورت صحتها الى أن توفت .. لم تستطع الاحتمال أكثر .. جسدها لم يحتمل "
" المعذرة " .. استأذنت ذاهبة الى دورة المياه تحت استغرابهما فهتفت ياسمين " لابد أن الأمر أزعجها "
" لهذا الحد !" استنكر آدم فأوضحت ياسمين " نالين ، وبشكل أبداً لا يصدق تمقت الرجال وتمقت تسلطهم على النساء تكره العادات التي تجعل المرأة دمية ، مذنبة وخطيئة فنعم لهذا الحد "
دخلت الى دورة المياه تنظر الى نفسها في المرآة تأخذ شهيقاً وزفيراً مرة بعد مرة تحاول أن تخفف رجفة جسدها ، كيف لهذه المرأة أن تعد ضحية ! ها ! تلك المرأة التي استدرجت والدها ، آدم مطر في تلك الليلة ناشرةً بعد ذلك أنها عشيقته فقط من أجل سالم أعمار كيف !
صحيح أنها توفيت نتيجة اعراف غبية لكنها هي التي لم تفكر في العاقبة اعمت بصرها عن هذه النتيجة أمام بريق المال .. هي من استسلمت لشجعها ولم تفكر في ما قد يحصل لها .. المهم عليها أن تحصل على المال ، ذلك الوصل يؤكد هذا .. يؤكد انها استلمت المال .. العقد المبرم بينها وبين سالم أعمار المخط بتوقيعهما كان ينص على هذا .. لو أنها مجبرة ، لو انها ضحية لما وقعت ولما استلمت صحيح .. لا يمكن أن تسمح للناس بشتم والدها حتى وهم لا يعرفون أنه هو .. لابد ان يتذكر أحد ما تلك الواقعة ذلك الحدث .. وحتى يمكنهم البحث عن تلك المرأة فيحصلون على ذلك الخبر الملفق الذي نشر في الصحيفة فتعود الشتائم واللوم ليقع على والدها فيربح سالم أعمار جولة أخرى دون حتى أن يضع مجهوداً لهذا .. رباه كن معي
سالم أعمار .. نسته تماماً وسط هذه الميمعة ، عادت الى المنزل .. كانت تنوي الذهاب اليه لكنه كان يقرأ كتاباً ما في الصالة ، كعادته لم يلحظ وجودها بل كان داخل صفحات الكتاب .. لابد انه فلسفي أو ربما بوليسي فهذا ما يثير نشوته ويجعله يغيب عن هذا العالم .. أصبحت تعرفه ، تحفظه عن ظهر قلب .. لا أصبحت تعشقه
وقفت أمامه وكلها توتر لا تعرف كيف عليها محادثته ... ابتلعت ريقها وقالت " ريان "
التفت لها مجفلاً " ما الأمر ! " .. لا لم تجفله بل أجفله اسمه .. قالت اسمه لذا فهناك مشكلة ، هي خائفة وتريد ان تحتمي به .. اظهرت ابتسامة جانبية تسخر " ليس هناك ما يثير القلق "
هدأ من روعه فتابعت متوترة " هل علي أن أحضر معك حفل الزفاف .. أعني هل علي العودة الى الوطن !"
تأمل ارتباكها للحظات ثم تمتم " أجل ، الجميع سيسأل عنك أعني .. كما انا كنت بجانبك في زفاف أختك عليك أن تكوني أنت "
ابتلعت غصتها .. لم يفهم أنها لا تريد ان تدخل بيت سالم اعمار وهي لم تكلف نفسها أن توضح له بل لم ترد أن توضح له .. لا تريده أن ينظر اليها مجدداً باشمئزاز .. ليس بعد ما فعلته البارحة ...

عادت تضغط على زر الاتصال للمرة .. لا أعلم ، العاشرة ! لا يجيب .. لما بحق الله لا يجيب ، قضمت أظفرها بتوتر كبير .. لا تعلم لماذا تشعر بهذا القلق المبالغ .. هل حدث له مكروه ، هل أجبروه على الاقامة عندهم .. قال أن عائلته متمسكة بالتقاليد القديمة لذا ربما أودعوه في قبو منزلهم حتى يعدل عن قراره بالارتباط بها .. ربما تجري مقايضته للاختيار بينها وبين ما امتلكه الى الآن
عادت تتصل به والأفكار السوداء تعصف رأسها .. ايضاً لا يجيب ، رباه كم تبعد بريطانيا عن هنا .. هل يمكنها الذهاب والاطمئنان عليه في يوم واحد دون ان تضطر لإخبار خالتها التي لن تسمح لها بالذهاب بالتأكيد ؟
قاطع سلسة تفكيرها طرقات على الباب فأذنت له بالدخول .. آدم الذي فجأة أصبح يلتصق بها كثيراً .. هل هذه اشارة لها على أنها تملك خياراً بديلاً عن عمر .. ان تركها سيكون آدم بجانبها يخفف عنها ! رباه لا
جلس بجانبها وحادثها قليلاً لينتقل لسؤال أهم " نالين .. صديقتك ، أريدك أن تخبريها أنني نشرت مدونتي .. لتقرأها "
أومأت له فقال مصراً " ستفعل صحيح .. أعني ستقرأها "
" أظن أنها ستفعل .. القراءة .. لابد أنها أصبحت تحبها "
" لما ؟".. قال مستنكراً فصممت تنفي أي سبب وجيه مخفية ما يدور في بالها حقيقةً .. ريان ، هي أكثر من يعلم كم هو مهووس بالقراءة .. في كل مرة كانت تتتبعه لتراه ، تتعرف عليه أكثر عندما كانت تحبه كان يقرأ .. حاولت أن تقرأ بقدره الرواية التي يقرأها لكنها لم تستطع .. بدت مملة جداً ، طويلة .. رواية الجريمة والعقاب لكاتب لم تستطع حتى قراءة اسمه .. لم تكملها قرأت بضع صفحات لتصاب بالضجر .. بحق الله ما همها هي بحاجب شخص عابر في الطريق رآه البطل .. لكنه ورغم هذا كان مستمتع .. كان يغوص فيها بعمق وهذا كان عزائها عندما تأتي آمال لتلتصق به وتحادثه فيتجاهلها تماماً مستمتعاً بكل حرف في تلك الصفحات.. شخص كهذا، شغوف بالقراءة سينقل مرضه بعدوة قاتلة لنالين . تماماً كما فعل معها
“ ما رأيك بنالين.. أعني بغض النظر عن أنها صديقتك " .. أخرجها من أفكارها وذكرياتها مستفسراً فاستنكرت " ما حكايتكما أنتما الاثنين! .. كل يتساءل عن الآخر "
بدى متحمساً لما قالته " هل، سألت عني؟ "
قطبت حاجبيها مستغربة وقالت " سيد آدم.. ما رأيك بإخباري عن الذي يحصل هنا "
لا يمكن أن يكون قد انجذب لنالين صحيح! .. كان يحبها منذ أشهر قليلة ومستعد للزواج منها .. يا الاهي، الرجال حقاً معتوهين ، حك مؤخرة شعره بتوتر وقال مبتسماً " الأمر فقط أنها تثير فضولي.. أعني شخصيتها القوية.. متعالية ومغرورة ومع هذا.. أمم لطيفة "
قهقهت ياسمين ساخرة " فضول ها! " ليرمقها آدم بنظرات حقد مازحة.. عادت تقول " ان نالين.. كيف أصفها ، صحيح أنها متعالية لكن برقي.. مغرورة لكن بكبرياء، ليست مغترة بنفسها هي فقط تعلم ما تملك.. لا تفكر بأشياء تافهة، لديها هدف عليها تحقيقه لذا لا تسلك طرقات فرعية بل تحاول قدر الامكان أن تبقى على الطريق الرئيسي "
" رائع " .. التفتت لهمسته وقد أجفلتها فأمعنت النظر فيه ليقف هارباً " ليس ما تظنين " وأسرع يخرج من غرفتها وسط ابتسامتها.. لقد تخطى حبه الفاشل اذا، فكرت هكذا وهي تغوص في بحر من الخوف.. هل عليها هي ايضاً في يوم ما أن تسعى لتخطي هذا الحب!

أسكت هاتفه عن الرنين وهو يراقب جدته تحتسي الشاي بكل هدوء وصمت .. ظن أن هذا الأمر سيطول كأنها تعاتبه على ما رأته يفعل ، ما الذي فعله بحق الله ، كان فقط يحادث الخادمة التي أحضرت صينية الشاي فدخلت جدته لتجدهما يقهقهان سوياً .. أمرت الخادمة بالانصراف ومن وقتها قد مضى نصف ساعة تقريباً دون أن تتحدث لكنها تمتمت بلكنتها البريطانية النقية " ما الذي اتى بك الى هنا"
كاد أن يرد على استفسارها لكنها عادت تقول " يبدو أنك لا تستطيع تجاهل عرقك العربي الملوث "
حاول أن يحافظ على هدوءه وهو ير " عرقي العربي هو الذي يمنعني من التقليل من احترامك "
" هل تفتخر بهذا العار !"قالت مستنكرة فردد مدافعاً " عفواً منك .. لكن هذا العار الذي تتحدثين عنه هو من علمني الا أقامر لهذا أنت سلمتني الشركة .. هذا العار منعني من خيانتك .. أولئك الذين يملكون دماً نقياً – كما تصفينهم – هم من أخطأوا بينما انا لم أفعل "
" لهذا تريد ان تخطئ الآن ! "
أراد أن يذكرها بالأخطاء الفادحة التي اقترفها أولئك الذين أسكنتهم قصرها ظناً منها أنهم الأنسب .. زوجها خانها ، زوج ابنتها قامر بأموالها ، حتى ذلك الذي منتحه كل ثقتها ، مساعدها الخاص كان ينهب أموالها في كل فرصة تتاح له لكن وسط انفعاله أسكتته بهدوئها .. هدا هو ايضاً وهو يتمتم " هي ليست خطا "
" خطأ أن تكون في حياة الوريث لعائلة ماندون "
" ما دخل الوريث في حياتي !"
ارتشفت بعضاً من الشاي وقالت بأرستقراطية " أن تكون وريثاً عليك أن تتحلى بصفات معينة ، وان لم تكن فيك يتوجب عليك نحت نفسك لتلائم تلك الصفات .. نحت شخصيتك ، طباعك ، مبادئك ، ما تحب وما تكره "
قاطعها هاتفاً " لست قطعة خشبية "
" عليك أن تكون ".. ردت بحزم هادئ " عائلتنا قطعة أحجية عليك تركيبها لتتضح صورتها .. كل قطعة منحوتة بطريقة معينة تجعلها تمتلك مكاناً محدداً لا يمكن تغييره ولا يمكن تغيير القطع المجاورة لها .. مكانك أنت كوريث لا يمكن أن يعاد تشكيله ولا يمكن تغيير أشكال أولئك الذين عليهم أن يكونوا بجانبك .. وتلك بالتأكيد لا تملك الشكل المناسب "
قال باستسلام " أنت لا تعرفينها حتى "
" اوه جازمين ، لا أوافقك الرأي "
ابتلع ريقه يزيل الغضب الذي انتابه .. عليه أن يهدأ، استفزته بسكونها وشربها لذلك الشاي اللعين بكل برود فقال مهدداً " ماذا ان لم أكن الوريث ! .. ماذا ان خرجت من هذا الباب ولم اعد "
وضعت الفنجان جانباً وقالت " ستدخل الى الجحيم اذاً "
قال مستهزئاً " تقصدين بالجحيم هو عيشي في غرفة بسيطة بدل هذه الغرفة الفاخرة و استقلالي الحافلة بدلاً من سيارة آخر طراز أم تقصدين عدم قدرتي على أكل الكافيار مرة أخرى ! .. اوه جدتي هل تسمين حياتي التي عشتها جحيماً!! "
يبدو انها قد نست أو تناست كما فكر أنها قد نبذته عن هذا القصر ليعيش مع عمه عادل في بيت صغير يتكون من غرفة وصالة ، لا تعلم انه في وسط هذا الرقي والترف كان يعيش الجحيم بحد ذاته
وقفت تعدل من لباسها المهندم فرغم كبر سنها وشيب شعر رأسها كله كانت تحافظ على مظهرها .. فستان غير مرقط ينساب عليها يغطي جسدها بتحفظ عرفته العائلات البريطانية في الحقبة السابقة ، تضع الحلي المناسبة وتسريحة شعرها متحفظة .. تمتمت بصوت ثابت " حياتها هي ستصبح جحيماً "
غادرت غرفته تاركةً اياه مصعوقاً .. يرتجف ، لا يمكن ان تؤذيها صحيح .. كيف ستؤذيها ! ليس لديها نفوذ في امريكا لكن لديها اموال لا تأكلها النيران ، ستدفع ما يجب لإشعال النار تحت حياة حبيبته .. ياسمين الصغيرة ، دفن وجهه بين كفيه وشيء واحد يدور في باله " أن ترتبط بها هو أمر خاطئ .. بحقها هي "

كان ممول العرض الذي وافق على جعلها بديلة لرسام خالف وعده قد استدعاها ليسلمها تسجيلاً للحفل كذكرى لأول معرض لوحات أقامته .. اتجهت اليه فحياها بحماس ، دعاها لتحتسي القهوة في مكتبه فلبت الدعوة
" لا أصدق هذا النجاح الباهر رغم أنك مبتدئة بحته "
قالت بفخر " صاحب هذه اللوحات لم يكن مبتدئاً أبداً "
ابتسم وقد كان على علم مسبق أنها قلدت لوحات والدها المرحوم بعدما أكلها النيران فقال " ألا تستطيعين رسم لوحات أخرى !"
" من وحيه ، لا أظن "
" عيشي حياته من جديد .. اذهبي الى تلك الأماكن التي اعتاد ان يزورها ، يحبها ويقضي جل وقته فيها .. أحبي ما كان يحبه وسيأتيك ذات الوحي "
بدت كمن اقتنعت وصدقت تلك الفكرة فقال مسرعاً " هناك اناس كثر قد طلبوا شراء تلك اللوحات .. فكرة أنك ستقيمين معرضاً آخر وهو على علم ان اللوحات التي رأوها قد بيعت هي بحد ذاتها دافع لأن يحضروا المعرض الجديد ولو كان في أقصى البلاد .. وأنا حقاً أود أن اتبرع بإقامته في باريس بعد سنة ان أردت "
فاضت مشاعرها فرحاً لقوله .. هذا يعني انها نجحت ، حققت ولو جزءاً بسيطاً من حلمها وحطمت أول زاوية في جدار سالم أعمار " سأرى ماذا يمكنني أن أفعل بشأن بين اللوحات وسأرد لك خبراً عمّا قريب "
" أوه ، هناك شخصٌ لا يحتمل الانتظار يريد شراء لوحة الطفلة الصغيرة "
عادت لجديتها " تلك بالأخص ليست للبيع .. انها لوحة أصلية بريشة آدم مطر .. آخر ما خطت يداه "
" المبلغ الذي ينوي دفعه يستحق حقاً اعادة النظر بشأن بيعها "
شعرت بالخوف فجأة ..ليس وكأن تلك اللوحة احدى أعمال دافنتشي او ما شابه ، ذلك الشخص الذي يريد دفع مبلغ كهذا قاصد تماماً لوحة آدم مطر .. ارتجفت في خطوتها نحو المنزل ، خائفة تريد الاختباء ، دخلت لتجده قد غفا فوق الأريكة فابتسمت .. لا تستطيع أن تهرب من دغدغة قلبها التي تشعر بها عندما تراه ، تحبه وآه كم تحبه
أحضرت بطانية خفيفة كانت موضوعة على احدى الأرائك وغطته بها .. جلست بجانبه وتأملته قدر ما تستطيع فهذه فرصتها الوحيدة .. لو تستطيع أن ترى سمرة عينيه للحظة فقط .. لو تستطيع أن تنتشل الأمان من عمقهما ، شخرت بسخرية من نفسها .. كم هي بائسة في عشقه حقاً .. رغم كل ما حصل لا تستطيع أن تهدئ من عشقها قليلاً .. نالين ، منذ متى وأنت تتوسلين حماية أحد !
ابتسمت تنظر اليه هامسةً حتى لا توقظه " يبدو أنني سألجأ الى الخزانة في النهاية "
أرادت أن تغادر لكنه ، وكما تمنى قلبها ، همس " أليس ظلماً أن تقارنينني بخزانة !"
التفتت له ساخرة " أنت حقاً تهوى أن تجفلني "
اعتدل في جلسته فاقترب منها مرغماً وهمس كأنه يدرك تماماً ما تفعله همساته بها " خائفة من ماذا ؟"
قالت قاصدة أن تقارنه " الخزانة لا تسألني ، تحتويني فقط "
والآن قد ادركت أنه يعلم تماماً تأثيره عليها بتأمله لعينيها بتلك الطريقة همس مجدداً " هل تريدين مني أن أحتويك !"
توقفت عن التنفس للحظات وقد تصلبت تماماً .. غاصت في سمرة عينيه ، ارتجف قلبها.. تماماً ككل مرة يبرع في جعلها تتذكر ضعفها أمامه، تأثيره عليها وعشقها له .. أخرجت زفيراً طويلاً تزيح ذلك الانجماد الذي أصاب أطرافها وابتسمت " لا .. لا داعي "
أشاحت بوجهها عنه مانعةً نفسها من تعاطي المزيد منه ليرفض هو امتناعها ذاك ممسكاً بيدها يخلل أصابعه بين أصابعها " أنت تغلقين باب الخزانة سامحةً لها أن تحميك .. اسمحي لي اذا ، مهما حصل في ما بعد "
ابتسمت تنظر اليه قائلة باستسلام "ان كنت في وقتها بجانبي سأختبئ ورائك .. أعدك "

ردت بسرعة فورما رأت اسمه على شاشة هاتفها وقالت معاتبة " لما لم تكن تجيب بحق الله ؟"
أتاها صوته الهادئ و تنهيدة خرجت منه لتدرك أنه ابتسم " لا داعي لهذا الخوف "
هتفت به " أتعلم ماذا يحصل لي عندما تتأخر عن الرد فقط عمر "
قال معتذراً " كنت حقاً مشغولاً "
" هل حادثت جدتك ؟"
أغلق عينيه بألم .. كيف سيخبرها بما قالته جدته .. بأمرها اياه أن يتخلى عن محبوبته " لا ليس بعد "
تنهيدة خيبة خرجت منها ، مازالت فكرة ارتباطهم قيد التفكير " اذا بماذا كنت مشغولاً"
قال مازحاً وهو لا يقوى حتى على الضحك " بك "
قهقهت " الآن اطمأن قلبي انك بخير "
لا لم يكن بخير .. كان يحتاجها لكنه أجبن من ان يخبرها لماذا .. لا يريدها ان تقلق ، لا يريدها أن تجعله يلقي بوعد كاذب .. لازال غير متأكد حتى من سلامتها
أغلق كلاهما الخط .. كانت هذه المكالمة من المفترض أن تريح قلبيهما لكنها فقط اوقدت نار القلق داخلهما هو لم يكن على ما يرام وهي تدرك ذلك بينما هو كان آخر همه أن يخبرها أنه يحبها كما اعتاد ان يفعل فما يشغله عنها هو هي وما قد يجعل طموحاتها تتحطم بسببه.. لأول مرة يظن أن عليه ان يستسلم من دون النهوض مجدداً ، من دون ان يقاتل حتى


باعت لوحتين من لوحات والدها وأعادت رسم لوحة الطفلة الصغيرة لتعطيها لمن أراد شرائها .. كانت خائفة منه من دون سبب ، هو فقط أراد رسمة تشبه ابنته الصغيرة التي توفت جراء المرض عن عمر لم يتجاوز العامين ، أرادت حقاً أن تحتفل بهذا مع والدتها .. أمسكت الهاتف واتصلت بها فلم تستطع .. لم يظهر الرقم ولا الصورة التي وضعتها لها .. هل قامت بحضرها !! لا لا ربما لا تملك حزمة انترنت
قامت بشراء رصيد كافٍ لإجراء مكالمة دولية ، سمعت صوت الرنين مرة الى أن توقف .. أعادت تتصل مرة أخرى وايضاً لا مجيب ، وصلت الى المنزل فاتجهت الى ريان ليحاول هو الاتصال من عنده لكنه كان غاضباً جداً .. يتحدث في الهاتف وكما فهمت مما سمعته أنه يحادث والدته .. انتابها الفضول فتسمعت على سبب غضبه
" أمي .. لا اريد أخبرتك أنني لا أريد "
هتفت أمه من الناحية الأخرى للخط " من حقنا عليك ان تفرحنا بطفل ريان "
" ليس بهذه الطريقة "
" نالين لم تستطع أن تفعل لذا عليك احضار أخرى "
نال منه الغضب كل ذرة صبر " أنت تتحدثين عن انسان أمي ليست آلة انجاب .. ثم اخبرتك انها ..."
قاطعته حازمة " بحق الله ، لقد مرّت ستة اشهر على تلك الحادثة .. أظن أنها مدة كافية لان تحمل مجدداً على الأقل "
" ماذا ان كنت أنا السبب .. ماذا لو انني انا لم أتجاوز تلك الصدمة "
قالت تواسيه " هي السبب عزيزي .. لو أنها كانت اكثر حذراً .."
شتم حظه في سره وقد عاد لغضبه من جديد ..سمعها تتابع " ريان .. ستتزوج رغماً عنك أتسمعني "
هتف وقد كان غضبه كفيلاً بجعله ينسى الاحترام الذي يتوجب عليه بحديثه " أنا لا أريد أن أنجب منها أطفالاً ، ولا من غيرها .. وعطاف تلك.."
قاطعته مصححة " عفاف "
صرخ أكثر " اللعنة تلك لن اتزوج منها "
أغلق الخط رامياً الهاتف على سريره يتأفف .. تباً ..تباً لماذا عليهم التدخل .. لماذا يجب أن تكون هي الملامة دائماً ؟ لماذا ! كان يغلي فلم يلاحظ انصفاق باب غرفتها ، تلك التي انهارت باكية للحظات ، لا يريد منها طفلاً طبعاً فهي تلك الفتاة التي لا يحترمها .. يشمئز منها ، تلك الفتاة التي تحرش بها رجل آخر .. بالطبع الملامة ستقع عليها هذا أمر بديهي في مجتمعها التافه
رن هاتفها فنظرت لترد على أمها مسرعة .. كانت قلقة لعدم ردها عليها في المقام الاول " ما الأمر أمي لما .."
قاطعتها أمها ببرود " لا تتصلي بي مجدداً حتى تعتذري من والدك نالين .. ستنسين انني امك إن لم تفعلي "
" ماذا ! " هتفت مستنكرة فقالت أمها تعاتبها " تخبرين ريان أنك لست ابنته فيطرده من المنزل دون مأوى في تلك الغربة ، دون اي اعتراض منك ! كيف استطعت فعل ذلك ؟ "
صرخت مستنكرة أكثر " أنا ! .. "
قاطعتها والدتها مجدداً " لا أريد اي تبريرات .. نسيت كل ما فعله من أجلك ! لولاه لكنت في عداد الأموات .. أطعمك ودرسك وأرسلك الى حيث أنت الآن .. كان لك افضل أب لتجازيه أنت هكذا !! .. لا تتصلي بي مجدداً "
أغلقت الخط ببرود غير سامحةً لنالين أن تدافع .. أن تخبرها أنها كادت ان تموت بسببه .. أنه أطعمها ودرسها مقابل أن ينزع عنها اغلى ما تملك فهربت الى هنا .. أنه لم يكن أباً بقدر ما كان وغداً ، أن ريان طرده لأنه وغد .. خرج من هذا البيت مهاناً لكنه أخذ معه احترامها وعزوتها
طرق على باب غرفتها عندما سمعها تصرخ مستنكرة ، أراد ان يطمئن عليها فمسحت آثار دموعها بعزم وقد استيقظت نالين التي تضع كرامتها وكبريائها فوق كل شيء .. فتحت الباب بقوة لتستقبله بحزم أخرسه عما أراد قوله
" أنا لن آتي معك لحفل زفاف أخيك "
استنكر قولها .. هيأتها فأردفت " لن آتي معك واضعةً نفسي في جحيم سالم أعمار "
" لست مضطرة لأن .."
قاطعته " أنت تعلم انني لن أدخل منزلك لأنام معك في نفس الغرفة صحيح ! "
صمت ولم يرد فأردفت " وإن اهتم أحد للسؤال عني فأخبرهم بالحقيقة .. أخبرهم أنني وقعت تلك الأوراق بدم بارد وأنك انت .. وكأنك تنتظر أن أفعل بنفاذ صبر أخذت تلك الأوراق الى المحكمة مرسخاً بذلك وقوع الأمر .. أخبرهم أننا تطلقنا "
ضحك ساخراً " لا تلعبي معي هذه اللعبة نالين "
" لعبة ماذا ؟"
" أن تحمليني انا مسؤولية ما حصل "
" أنا لا أحملك مسؤولية افعالي .. أنت فقط لم تنجح بالوفاء بالوعود التي تقطعها الا هذا الوعد .. فلا تتحدث كأنك مكره على فعله "
" أليس هذا ما كنت تريدينه ! "
ارتجفت تتذكر نفسها التي صارعت لأن لا توقع .. نفسها التي جعلتها تتخيل .. تتخيل فقط انها لو صرحت له انها تحبه .. لو انها أنها اخبرته كم كانت تكره عشقها له ، لو انها لم توقع تلك الاوراق أنه سيخبرها كم يحبها هو أيضاً وسيمزق تلك الأوراق نافياً فكرة أن ينفصل عنها .. لكنها ، رغم خيالاتها صباح اليوم التالي .. رغم خيالاته هو أيضاً ، وقعت .. أجل كان كبريائها وكرامته أقوى من أي شيء .. حتى من العشق ..
قالت تخفي كسرتها " أعلم الى ماذا تريد ان تصل .. تريد مني ان أذهب معك الى هناك .. رغم انك تعرف ان والدتك لا تطيق رؤيتي ، وبرفضك الزواج من اخرى قد تكون الآن تسير في أرجاء المنزل وتهذي للجميع أنني ربما اكون قد سحرتك .. أنام معك في نفس الغرفة وبهذا أكون تلك الفتاة التي تتخيلها .. الفتاة عديمة الاحترام التي تظن أنك تعرفها ، فمن تجعل رجلاً رباها يتحرش بها ستقبل بهذا .. تظهر للناس أنك طلقتها وبهذا أدخل انا الدائرة .. دائرة الفتاة المكسورة التي تنحني تحت امرة رجل .. المطلقة التي تسجن في المنزل فقط لأنها مطلقة ، أمنع من العودة الى أمريكا ، أمنع من تحقيق حلمي .. تماما كما تستحق أي فتاة عديمة الاحترام "
أمسك معصمها بغضب " فلتسمعيني نالين .. انت مريضة حقاً .. مريضة بداء الكبرياء ، ان كنت أريد حقاً منعك من حلمك فسأفعل دون العاب ، ان كنت أريد أن أفضحك فسأفعل وأنت تعلمين انني استطيع بكل سهولة .. لذا لا تتحادقي علي ، أيؤلمك حقاً أنني طلقتك ! هل جرحت كبريائك لأنني انا من بدا بتلك الخطوة ؟ .. تباً لمرة واحدة تنحي جانباً عن ذلك السم .. من اجلك انت "
غادر الى غرفته صافقاً الباب ... غاضب جداً وهو يشتم نفسه التي ضعفت وتخيلت للحظة أنها تحبه ايضاً .. تباً له ، لنفسه ، لحبه .. اجل تباً لحبه .. ذلك الحب الذي لا تنفك عن مقاومته لتربح معركة كبرياء خاسرة .. تباً لابد انها تكن له بعض المشاعر لهذا هي معركة خاسرة .. تأثيره عليها الذي اعترفت به .. تجاوبها معه لحظة ضعفها وضعفه .. كل ذلك لا يمكن ان يكون من فراغ
لم تسمح لنفسها أن تبكي .. لا يستحق دمعةً منها .. أحمق ، هو أحمق ..لتزيح تلك الأفكار ، لتزيحه هو من بالها أشغلت التسجيل الذي أعطاها اياه منظم الحفل ، ضحكت على العامل الذي سقط وهو يمسح الأرضية سريعاً وعلى تلك التي كانت تحرص على ترتيب الكؤوس من الأكبر الى الأصغر حجماً كأن هذا ما يتوقف عليه نجاح المعرض ، لملمت ضحكتها وهي ترى اللقطة التالية .. أوقفت العرض وتأملت الصورة بعينين متسعتين وقلب يخفق بقوة .. كبرت الصورة لترجع رأسها للوراء " تباً ، ما حكاية تلك العائلة !"

اتجه اليها غاضباً ... لن يستطيع ، لا يمكنه ان يفعل ، أعني بحق الله كيف يستطيع شخص أن يتخلى عن روحه بهذه السهولة
طرق الباب فلم تجب ، سأم من هذه الألاعيب فدخل عنوة ، لا حاجة لهذه الأمور الثانوية في مثل هذه الأوقات .. جناح جدته كان منظماً بفخر زائد ،يطل الباب على مكتب عريق يتقدم مكتبة ضخمة ، على يمينه نافذة كبيرة تطل على الحديقة المزينة بإتقان بالغ وعلى اليسار باب آخر يؤدي لغرفة نومها ، تقدم من المكتب وقد قرر أن ينتظرها هناك .. جلس يتأمل المكان ، اللوحة الكبيرة المعلقة فوق الباب الذي دخل منه .. لوحة تظم أفارد عائلة ماندون .. كانت وقفتهم شامخة وثيابهم أنيقة حتى نظرتهم كانت ملائمة تماماً لتلك الوضعية .. لوحة كاملة لا تشوبها خطأ ، شخر ساخراً ، أي خطأ والمصور كان يعلم تماماً انه ان تنفس بطريقة خاطئة قد يقتل أو ينفى الى أقاصي البلاد
انتبه الى ذلك المغلف الموضوع باستفزاز على طرف المكتب .. التقطه عابثاً فيه .. كان تقريراً عن بعض الأماكن التي قد تكون مناسبة لافتتاح المشروع الجديد للشركة في أميركا .. تملل وهو يتقلب بين الصفحات فهو من حضر هذا الملف باعثاً اياه لجدته .. شركة التمويل المهجورة التي تقع شمال العاصمة ، و البناية الضخمة التي لا يسكن فيها سوى ثلاثة أشخاص هو متأكد انه لو عرض عليهم السكن في شقة أخرى على حسابه لن يترددوا البتة في ترك بناية الأشباح تلك
توقف فجأة وقد اجفل .. اعتدل في جلسته مزيحاً قدمه التي كان يضعها فوق الأخرى .. يا الاهي هو واثق انه لم يدرج مطعم السيد أسامة هنا ، المطعم الذي حضر افتتاحه مع ياسمين .. انه زوج خالتها بحق الله من المستحيل أن يسلط أضواء جدته عليه
هدأ من روعه قليلاً وقد بدأ يعي ما الذي حصل ويحصل وسيحصل .. هناك أحمق بعث تقرير المطعم كاقتراح لمكان المشروع .. تتبعت جدته الأسباب التي جعلته يلغي اقراح ممتاز كهذا فعلمت بعلاقته بياسمين والآن هي تهدده .. أحد أبواب الجحيم التي سيفتحها على ياسمين هو خسارة ذلك المسكين لمطعمه .. خسارته لآلاف الدولارات
وضع الملف جانباً وتنهد آخذاً نفساً عميقاً جداً وفي زفيره انكسر متألماً .. رباه ما هذه النار التي تشتعل في صدري ... ضغط على زر الاتصال للفتاة التي دخلت حياته .. للفتاة التي سيرتكب جريمة شنيعة بحقها ، ردت عليه بعفوية مطلقة آلمته ، همس لها ببرود " لن أعود الى أميركا ياسمين "
شعر بها تتصلب كما تخيلها أمامه ترتجف وهي تقول غير مستوعبة لما يحصل " ماذا تعني بانك لن تعود ؟!"
أغمض عينيه ألماً من تلك النار الذي تتأجج في صدره ، يا الاهي ما هذا الألم " انتهى كل شيء "
سمع نبرتها الباكية " هل رفضت جدتك .."
قاطعها وهو لا يقدر على تحمل ذلك الألم الغريب " لا ، لم أحادثها بعد "
" اذا لماذا ؟" .. هتفت به فقال باختصار " لا لشيء "
وأغلق الخط .. أنهى قصته معها .. أنهى ذلك الجحيم الذي لم يبدأ ، ستبكي قليلاً ثم تنساه صحيح .. ياسمين طفلة صغيرة .. ستبكي على ضياع لعبتها حتى تنام لتصحو في الغد تلعب بلعبة جديدة .. هذا فقط لأنها ياسمينته الصغيرة
اذا لماذا ؟.. لماذا لا يتوقف الألم ؟ .. لماذا هذه الحرقة في صدره .. تشبه تماماً تلك الحرقة التي شعر بها عندما أجبره زوج خالته السكير أن يحتسي قطرات من الخمر في صغره .. لماذا لم تنطفئ لهيبها ؟ .. لا أستطيع التحمل .. الرحمة يا ربي ..
كفكفت دموعها واتجهت بحركات آلية الى آدم .. تحتاج التحدث معه ، يا الاهي .. ليفهمها أحد ما الذي حصل .. انهى كل شيء ببساطة واقفل الخط ، لا لم يقفل هاتفه بل ركاه الى أعمق وادٍ في الدنيا .. لا يجيب على رسائلها ولا اتصالاتها ... يدين لها بتفسير على الأقل .. بهذه البساطة ينهي ما أدخلها فيه .. أليس هو من رماها في قعر حبه ؟ فلما يرحل ..
طرقت على باب غرفته فلم يجب ، فتحتها ببطء لتراها خالية .. نزلت الى الطابق السفلي واتجهت الى الخادمة التي تعمل لدى خالتها وسألتها عنه لتخبرها أنه خرج في موعد .. " موعد ! " .. استنكرت ياسمين لتقهقه لتك الخادمة المعتادة على المزاح معها " أوه تلك الأناقة لا يمكن أن تكون للتسكع فقط "
صعدت الى غرفتها بهدوء ، هي وحيدة الآن .. تركها ذلك الأحمق وحيدة دون حتى أي تفسير لهذا ... دون حتى أن يضع اعتباراً لمشاعرها .. تمددت على سريرها لتبكي دافنةً رأسها بالأغطية تحاول محو كل تلك الذكريات التي هاجت أمام عينيها معه

وصلت الى ساحة المعرض وقد اتفقت معه على الالتقاء هناك .. رأته مهندماً ينتظرها بابتسامة لم تعد تصدقها .. حياها بمرح وقال " لم أتوقع أن تدعينني للخروج "
ابتسمت بتكلف ورددت " لا تفهم الأمور على هواك .. هناك أمر أريد تفسيراً له "
تبدلت ابتسامته الودودة لابتسامة ثقة فجأة وقال " اسألي ما شئت "
تركت هاتفها الذي كتبت فيه رسالة الى ريان تخبره عن موعدها مع آدم في ساحة المعرض .. في حال حصل لها أي شيء سترسلها اليه .. لا تعرف لماذا هو لكنه حقاً خطة سلامتها الوحيدة
تنهدت بقوة وهي تردد بثبات " من أنت ؟"
أدركت تماماً أن تقطيبة حاجبية تلك مصطنعة ...هو لم يستغرب سؤالها بل توقعه فعادت لتهاجم " هل علي أن أريك التسجيل الذي يوضح انك انت من علق تلك اللوحة في المعرض "
قال ببرود " لا ، انا معترف بهذا والا لأخفيت وجهي امام كمرات التسجيل "
اقتربت منه غاضبة " من اين لك بتلك اللوحة ! "
صمت ببرود فهتفت تهز كتفه بغضب " من أعطاك لوحة أبي ؟.. من هو ذلك الشخص الذي يرسل لي تلك الرسائل المجهولة ؟ أخبرني "
أمسك بمعصمها هادراً " أنا "
استكانت وهي تحاول استيعاب ما قاله فرددت بخفوت " من انت بحق الله ؟"
قهقه فجأة ليقول " اهدأي نالين فأنا وأنت متشابهان جداً .. أنت نالين سالم أعمار كما انا آدم باسم نهيان وفي ذات الوقت .. انت نالين آدم مطر كما أنا .. "
شد قبضته على معصمها وتابع ببطء " آدم آدم مطر "
انفجرت مقلتيها اجفالاً وعقلها قد توقف عن العمل للحظات .. ابتسم وهو يشعر بها ترتجف وترتخي امامه ، تماماً كما تخيل ان تكون .. نفضها عنه فارتجف صوتها وهي لا تستطيع حتى ان ترمش بعينيها المتسعتين " ماذا .. كيف .. آدم مطر "
اتكأ على حافة السور المحاط بالساحة وقال باستمتاع " ببساطة عزيزتي .. آدم مطر هو أبي "
مسحت وجهها بكفها تحاول أن تعيد لنفسها وعيها من جديد ورددت بسخرية " الأفلام الهندية حقاً مأساة "
قال مردداً "أوه هذا ليس فلماً .. هذا واقع .. واقع شنيع اقترفه والدك " .. بدأت نبرته تحتد غضباً عندما تابع " عندما ذهب الى تلك المرأة .. سلمى الفخراني التي أخبرته أنها تملك دليل براءة مصنعه .. ذهب اليها ثملاً واعتدى عليها تاركاً اياها هناك، وحيدة تواجه المجتمع الذي اتهمها أنها عشيقته .. تركها دون حتى أن يكفر عن خطأه .. لم يسأل عنها لهذا هو لا يعرف أنها حملت منه لترحل وتعيش في الوحل وتلد في الوحل فتموت .. تموت تاركةً رضيعها وحكايتها لصديقتها .التي ربتني كأنني ابنها وحرصت على تسميتي آدم .. تماماً كما طلبت امي في رسالتها تلك "
اقترب منها ليوجه كل ذلك الغضب الذي بداخله نحوها " تلك الصديقة كما تعرفين هي خالة ياسمين .. عندما اخبرتني الحقيقة ، كرهت نفسي وكرهت اسمي الملوث بذلك الوغد .. كنت عازماً على الانتقام لتتأجج ناره عندما رأيتك لأول مرة في منزل ياسمين .. كنت تشبهينه الى حد كبير وياسمين كانت غاضبة منك لسبب ما جعلها تكتب حقيقة هويتك في رسالة لشخص يدعى ريان "
رددت باستسلام ترجف من تلك الصفعة التي وجهها اليه " أنت لا تعرف شيئاً عن الحقيقة "
أرادت ان تخبره أن سالم اعمار وراء كل هذا .. أرادت ان تخبره بالحقيقة ولكن كيف لها ان تخبره عن والدته .. عن تلك الوصولات .. تكاد ان تقع ارضاً فقدماها قد خارتا وتنفسها بدا يضعف شيئاً فشيئاً
قهقه ساخراً " اوه أختاه .. انا اعرف تماماً الحقيقة وأنت ستدفعين الثمن فلن أسمح له ان يرقد بسلام "
اتكأت على السور تسند نفسها وقالت بوهن " أنت احمق .."
" هذا الأحمق يا أختي قد استطاع تعذيبك كما أحب .. جعلك تعيشين في توتر دائم من مجهول يملك كتيب صور للوحات والدك الذي تركه في تلك الليلة الظلماء "
اتكأت بيدها الأخرى على السور وانهيارها قد اصبح وشيكاً فظن انها قد ضعفت من الصدمة ليرميها بقنابل أخرى " برأيك ما الذي جعل حسام كيلاني ، بعد كل هذا الوقت أن يخبر مدير البعثات عن زواجك ؟.. بعقله الصغير ذاك لم يكن ليدرك هذه الفجوة لولا انني راسلته "
أخذت نفساً عميقاً بقوة فبدت كأنها تحتضر لكنه لم يهتم فهذه اللحظة التي كان يتمناها تماماً وهي حقاً تتجسد كما تخيلها .. بكل تفصيل فعاد يسدد لكته الأخيرة ليهمس لها " يا لها من صدفة غريبة ان يلغى حجز طائرة سالم أعمار ليبقى معك في ذات البيت .. ليبقى معك اكثر رجل تكرهين ، صدفة لعينة فيالا حظك العاثر يا أختاه "
التفتت له مصعوقة وهي تتذكر تلك الحادثة .. تتذكر رجفتها وخوفها .. تتذكر اشمئزازها منه ومن نفسها .. تتذكر ضحكته ودموعها ، بدا الغضب يتأجج فيها .. الغضب والحقد سيطرا عليها أمام قهقهاته المنتصرة
همست له " كدت أن تدمر حلمي من اجل انتقامك .. أدخلت سالم اعمار الى نعيمي وأخذت مني احترام زوجي لي "
قهقه مجدداً فصفعته بقوة ، أراد ان يثور لكن ثورتها كانت أقوى وأكثر غضباً ، هدرت به " أنت أعطيت لسالم أعمار الفرصة ليعتدي علي ، أخي "
قالت جملتها الأخيرة مستهزئة فأجفل هو أيضاً لتردف " يا أخي .. سالم أعمار ذاك عندما تركته معي كاد ان .."
قاطعها هاتفاً " انت كاذبة "
ضربته على صدره مرة وهي تهاجم " بل هو كذلك "
صربته مرة أخرى وهي ترى تأثير الصمة عليه " سالم أعمار هو من دمر حياة أبي في المقام الأول "
ضربته مجدداً " سالم اعمار هو من دفع لسلمى الفخراني لتضع المسكرات في قهوة أبي "
تعمدت أن لا تجرحه أكثر فلم تقل أنها أمه بل سمتها ليجفل ناظراً ليها .. ضربته ليسقط جالساً على حافة السور " كان على سلمى الفخراني ان تفكر في العاقبة قبل أن تستلم النقود من سالم اعمار .. على سلمى الفخراني ان تحسب حساباً لرد المجتمع عليها قبل أن توقع موافقةً على التشهير في نفسها أنها عشيقة لآدم مطر .. كان عليها ان تغمض عينيها عن بريق النقود لتفكر في مصيرك .. ما أوصت أن تسمى باسم ابيك الا لعلمها كم ظلمته "
كان يهمس لها بخفوت أنها كاذبة وعيناه تبلعان الأرض متسعتين تماماً .. دنت منه وهمست في أذنه " ما هي الا أيام فقط وستسمع عن سالم اعمار يدفع ثمن ما فعله .. جعلتني أجلس في الجحيم فتفضل أنت لتجلس على الدرجة الاولى "
تركته منهاراً تماماً بعدما علم بحقيقة والدته .. مشت ترتجف وتتنفس ، لم تقوى على السير فجلست على الرصيف تبكي بحرقة .. تندب حظها وتلوم سالم أعمار على سواد حياتها


سافر عائداً الى وطنه ليحضر حفل زفاف أخيه .. ودعته بصمت وهي تتلصص عليه من نافذة الشرفة ، الوداع الأخير فهي لن تراه الا في الصدف البحتة ، فليتمزق قلبها كما يشاء فقد عقدت العزم أن لا تنحني لحبه .. رغم انها تشتاقه الآن الا أنها أقوى .. عليها ان تنهي هذا الفصل الأخير وتوطد علاقتها مع عائلة كنعان لتضمن مكانها في شركتهم وتستطيع ان تحصل على انتباههم الكامل بشأن قضية انتقامها .. عليها ايضاً ان تساند صديقتها التي غابت عن الحياة تماماً بسبب رجل آخر .. وكأنها حقاً تحتاج سبباً آخر لمقت الرجال ..

مر عام على تلك الأحداث .. تماماً كما ارادت أن تكون ، تعينت في منصب جيد في شركة المحاماة ورفعت قضية تعويض على سالم أعمار .. تعويض مالي هو أقصى ما استطاعت فعله بسبب مرور ثلاثة وعشرين عاماً على تلك الحادثة لكنها استطاعت ان تخرجه من حياتها ، طلبت والدتها الطلاق وبخزي منه ترك أختها الصغيرة في رعايتها .. أصبحت الآن نالين مطر ونفضت عنها غبار الوغد .. نجحت ولا تستطيع ان تصدق انها وأخيراً حققت ما سعت اليه منذ ست سنين
ياسمين أيضاً تجاوزت محنتها و استطاعت ان تستدرك نفسها في الوقت المناسب .. استطاعت ان تحقق ما طمحت له .. انسانة ناجحة راقية تعمل في شركة لتصميم المعماري ، لم تعد تلك الياسمين البسيطة بل فتاة ملائمة لأن تكون بجانب شخص كعمر لكن الفرق أنها لا تريد ان تكون بجانبه اليوم .. تريد فقط ان تحافظ على تقدمها ونجاحها
لديها اجتماع مع تلك الشركة اللعينة .. شركة ماندون ، ماذا في هذا ؟ هي لا تعرف شخصاً من تلك العائلة ولم يسبق لها ابداً ..أبداً أن اختلطت بأحدهم
طرق مديرها باب مكتب مدير الشركة ودخل بعد ان أذن لهم بالدخول .. جلست تتجاهل تلك الرجفة وتتجاهل انحناءة مشاعرها ، تتجاهل نظرته المتفحصة لها ، لم تكن لتصدق أنها نظرة اشتياق بل هي نظرة صدمة ..فياسمين التي كانت تندب له وتتصل به ليست ياسمين التي تجلس أمامه بكل ثقة وفخر
حادثه المجير لكنه لم يكن يسمع شيئاً فبعد هذه المدة رآها .. لم يكن ينوي ذلك لكنه فعل ..أرسلت له ادنى أفضل هدية على صبره وجعله تلتقي به .. يا الاهي كم أصبح شعرها أطول لكنها انحف .. جميلة كعادتها ..راقية لكنها لم تنسى بساطتها ، لازال يلمح بريقاً في عينيها كذلك الذي كان يعشق تأمله
" سيد عمر "... حثه المدير على الالتفات له فقال معتذراً " عفواً "
تابع المدير " كما كنت أقول ، شركتكم طلبت منها تصاميم لمنتجع سياحي ، ستعرض لك ياسمين التفاصيل والتكاليف "
التفت لها بلهفة لان يرى بريق الشوق في عينيها عندما تنظر اليه لكنها خيبت امله بجمودها ..لم تنظر اليه بل تمعنت الملف الذي أمامها وقالت بآلية عملية " بالمساحة المذكورة سيتم خصم أربع امتار مربعة من كل جهة للمدخل ومصف السيارات ، كنتم قد طلبتم خمس طوابق ، لذا سيتوسط الطابق الأول نافورة وسيتم فتح السقف العلوي لقبة المنتجع "
كانت تغني في الطاحون فهو لم يكن يستمع بل كان يتمعن في أدق تفاصيلها ..لو تعلم انه كان ينتظر أن تنتهي جدته من المشروع الذي كان يهدد زوج خالتها بالإفلاس ليعود اليها وها قد عاد أخيراً ليضمها اليه معوضاً كل ثانية بعد فيها عنها .. كان يعلم انه لو برر لها في ذلك الوقت سترفض وستكون اقوى منه .. ستجعله يعدل عن قرار الابتعاد وسيرى الجحيم يلتهم بسمتها .. كان متأكداً انها ستشفى منه لكنه لم يعلم انه سيمرض بها ، وباء شوقها كان أوقى من أي علاج
تمتم " اظن انني موافق على التصميم لكن التكلفة .."
قال مدير ياسمين برسمية " اخشى يا سيد عمر أنني لن أستطيع التفاوض معك فالأمور المالية من اختصاص جازمين "
كان يعلم هذا تماماً فهو حرص على تقصي أخبارها اولاً بأول ، التفت اليها مبتسماً " اذا حديثنا معاً سيطول "
نظرت اليه بثبوت " أرجو أن نصل الى حل يرضي الطرفين "
كان متفهماً جداً لجمودها معه لكنه لن يتوارى أبداً عن المحاولة لاسترجاع ما ضحى به ...

بعد مرض سالي من ولادة ابنها الأول تعهدت نالين على تربيته ومساعدة أختها به .. كان شقياً وأسوء ما في الأمر أنه لم يتعلم سوى عناد وكبرياء خالته حتى في عمره الصغير هذا ..حتى وهو لا يستطيع أن ينطق بحرف فعناده واضح تماماً .. سمته سالي آدم كاعتذار منها عن صنيع والدها سالم أعمار لذا كان ملتصقاً بنالين طوال الوقت ..
لم تخبر والدتها عن طلاقها من ريان ..كانت في كل مرة تسألها عن سبب بقائها هنا وعدم حضورها حفل زفاف زياد ونسرين تتهرب مفكرةً أن ما عرفته والدتها الى الآن يكفي فلا تريد أن تزيد حمل افكارها عليها
جلست ترسم احدى اللوحات التي تنوي عرضها مجدداً في مخزن والدها الذي اشترته ورممته .. تذكر تماماً أول معرض أقامته لتعزم سالم أعمار بعد ان طردته من حياتها لحضور المعرض ..قبل دعوة المجهول ووطأت قدمه أرض نجاحها ومدينة آدم مطر ليدرك انه شبح سيلازمه مدى حياته
سمعت تهاليلاً من بعيد فخطر على بالها ذلك اليوم الذي سمعت فيه ذات التهاليل لتخبرها نسرين أنهم من أجل قدوم ريان.. زوجها.. سخرت من ذكرياتها التي عادت نفسها في ذلك اليوم الذي عادت فيه الى وطنها أنها ستنسى كل شيء مضى، وأنها ستبدأ حياة جديدة بعيدة كل البعد عنه..
أنهت رسمتها أخيراً وهي تنظر لتلك اللوحة حيث يقف رجل على عرش ملوكي بشموخ بينما يجثو آخر أمامه.. لا تظن أن هذا من وحي والدها بل هو فقط من صميم ألمها فالعشق قد جثا في حضرة الكبرياء...

في اليوم التالي كانت قد استعدت أتم الاستعداد لموجهته.. تعلم أنه لا ينوي أن يتفاوض بالسعر بل يريد أن يتفاوض معها هي
دخلت مكتبه بعد أن أخبرتها مساعدته أنه بانتظارها.. وجدته يتحدث على الهاتف يقف كما اعتاد أن يفعل.. يتأمل التحفة النباتية لحديقة شركته
أغلق الهاتف ودعاها للجلوس، رفضت ضيافته وبدأت تقول بعملية جداً ما استطاعت تخفيضه بقاطعها " ياسمين "
تجاهلت ندائه وتابعت حديثها فعاد ليناديها مجدداً لتهتف " سيد عمر.. لو سمحت أنا هنا في عمل، "
وقف متحركاً ليصل اليها " أنت تعلمين أنني لا أريد التحدث عن المفاوضات "
قالت بحزم تلملم أغراضها " وانا ما اتيت الا للتحدث عنها لذا.. اعذرني لا داع لبقائي"
وقفت راحلة تمسك بأغراضها فاستوقفها ممسكاً بيدها لتنفضه عنها " لا تلمسني"
أجفل لردة فعلها تلك لتقول بعتاب " هل تظن أنك تستطيع أن تلمسني !"
رد بهدوء " لم تعترضي قبلاً"
غضبت فجأة " قبلاً .. عندما كنت غبية، بسيطة "
تألم لقسوتها عليه " ما حصل كان رغماً .."
قاطعته حازمة " لا يهمني.. لا تنتظر مني أن أعذرك في أي وقت على ما جعلتني أعيشه "
اقترب منها مفسراً " كنت لتعيشي أسوء لو لم.. "
ابتعدت عنه تهدر " اياك أن تقرب.. ماذا تظن ها! أنني سأضعف وسأسامحك بمجرد أن تقترب مني "
" تعلمين أنني لا أفكر بهذه السطحية "
" لا أريد، تبريراً منك ولا أريدك في حياتي.. أتفهم "
أرادت أن تخرج من هناك، تخرج من كيانه الذي تشتاقه ،لكنه أمسكها رافضاً كل اعتراض منها " لم أترك سوى لسبب وجيه.. صدقيني او كما تريدين لكن، وكما مازالت أحبك أنت مازالت تحبينني.. لذا لا تنكري "
ابتعدت عنه وفتحت الباب لتخرج فاستوقفها " سأجعلك تسامحيني ياسمين "
وصلت بسيارتها بصعوبة.. أغلقت على نفسها لتبكي وقد استرجعت كل أحاسيسها اتجاهه.. تعلم أنه ان حاول ستستلم له.. فلتستسلم يا الله فلتستسلم ولتعد تحبه من جديد عل هذه الحرقة تزول، ضعيفة ! اجل انها كذلك ولتكن، أليس قلبها محطماً وهو فقط من يستطيع جبره!!

كانت تسير في حديقة واسعة بالعربة التي تحتوي ابن أختها الصغير عندما ناداها " نالين! "
التفتت مجفلة لتراه يقف كعادته ..واضعاً يديه في جيبه ويقف بشموخ ..كان هناك شيئاً ناقصاً في طلته.. الثقة ! ربما لكنها سعدت لرؤيته من جديد ..حاولت ان تنكر لكنها لم تستطع ، ليس ونبضات قلبها متلهفة لرؤيته
أخذت نفساً عميقاً قبل أن ترد عليه بابتسامة حاولت الا تكشف أسارير فرحتها " اهلا ..ريان "
ابتسم لترديدها اسمه لكن هذه المرة لم تكن خائفة ..كانت تتوهج بذلك اللون الأبيض الذي طغا على ثيابها ، شعرها كعادتها لا تستطيع أن تضمه ..كأنه مثلها يعلن تمرده على كل شيء قد يفكر بربطه
حياها ينظر باستنكار للطفل الذي يلهو بخشخاشته فرحاً ..ابتسمت أكثر وهي تنظر لذلك الطفل " ابن سالي ، آدم"
لاعبه منحنياً نحو فانقبضت أنفاسها وهي ترى ابتسامته ، لم تكن تعي أنها قد اشتاقته الى هذه الدرجة ، "نالين "
عاد يناديها مجدداً فالتفتت له وهو يعتدل مقترباً منها ..انتظرته أن يتحدث لكنه اكتفى ان يقترب منها أحست بمشاعرها تشتعل من جديد ..لحظة ومتى انطفأت ! عندما تقضي ليلها تشتاقه أو عندما تحقق شيئاً فتفكر في رأيه فيها.. أجل اذا هي حقاً نسيته
قال بجدية " سمعت ما حققته الى الآن... كيف حال والدتك! "
“ لا تزال تندب حظها وتبكي "
“هل أخبرتها؟ "
“ عن طلاقنا! "
ظهر شبح ابتسامة على محياه ليقول مصححاً " عما كان يفعله معك "
“ أوه " ..همست سارحة، تلبكت تقول " لم أجرؤ "
“ نالين لا تجرؤ! " .. قال ساخراً ليزيح عنها سحابة الكآبة
فابتسمت ساخرة " عندما تنهدت براحة لتأكيدي لها على عفتي صباحية زفافي أدركت أنها ستلقي اللوم علي "
رأته يشخر ساخراً فسألته " لما أتيت ريان!.. لما عدت الآن "
“ ظننت أن كبريائك قد يقل مع مرور الوقت لكن.. "
وقف أمامها واقترب منها فانكمشت على نفسها وهمس ببطء لها " ان لم يقل في اللحظات التي كنت تموتين فيها فكيف سيقل الآن! "
استنكرت قوله ليردد مجدداً " لم تكوني راضية على الطلاق.. مع هذا وقعتي "
نظرت له مجفلة فابتسم بثقة.. عاد كما ريان الذي لطالما عهدته " هل هذا صحيح! .. هل ندمت على قرارك "
حثها واستفزها لأن تجيب فصرخت به " أجل.. أجل ندمت، فكم ندمت على منحي اياك الحرية التامة بعد أن كبلتني بهذا المرض.. هذه العلة.. بعدما جعلتني ضعيفة "
لم يكن هذا الجواب الذي أراده فأجفل.. لما، لما لا يمكنه أن يتناقش معها من دون أن يستفزها، من دون أن تغضب، من دون أن تهتف وتغضبه " أنا أضعفتك !''
“ أجل، أجل " .. أشهقت فجأة بالبكاء كما غضبت منه فجأة.. كأنها كانت تنتظر نغزة ابرة لتفرغ ما في قلبها " تجعلني ضعيفة بحاجتي لوجودك.. ضعيفة باشتياقي لك.. ضعيفة بعدم قدرتي حتى على التنفس بدونك.. أنا أكرهك ريان فاضل .. أكرهك لأنك جعلتني أعشقك "
تصلب تماماً وهو يستمع لكلماتها، انتفض نبضه لاعترافها الهاتف.. رباه لا يصدق هذا الشعور ، تنملت أطرافه وهو يستوعب الحروف التي قالتها.. همس بتردد " اذا لما.. لما وقعت تلك الأوراق .. ان كنت أحببتني.. "
قاطعته صارخة بحزم تحاول أن تدعي القوة " في اللحظة التي سيهينني فيه حبي ، هي اللحظة التي سأدعسه فيها تحت قدمي "
قال راجياً " بحق الله لما دائماً عليك تعقيد هذه الأمور "
“ لن أخضع لشخص كان يشمئز مني.. لا يحترمني "
هتف وقد ذاق ذرعاً من رأسها العنيد " من قال أنني.. "
اقتربت منه تهتف " منذ ذلك اليوم الأسود الذي أخبرتك فيه عن سالم أعمار وأنت تنفر مني "
أمسكها يثبتها أمامه حتى تسمع اعتراضه " لم أكن أنفر بل أهرب "
خفض صوته وهو يتأمل وجهها " كدت ألوثك.. كدت أستغل ضعفك ذلك اليوم... كدت "
بتر كلمته وهو يتذكر دناءته.. أكمل مستسلماً " لا يمكن أن اقلل من احترام تلك التي وضعت لي حداً في كل مرة وأجهها، لن أقلل من احترام امرأة تفرض على الجميع احترامها.. لن اقلل أبداً من احترام فتاة عشقتها "
على وهنٍ منها لتلك المشاعر العاصفة من عينيها وعلى ضعف منه لما يشعر به من شوق وعشق اقترب منها.. قبلها باعثاً كل ذرة حب، شوق ولوعة يكنها لها اليها.. يحبها يا الله كما يحبها ولا يطيق بعدها عنه أبداً
ابتعدت عنه تشهق.. تريد تلك المشاعر لكن ليس هكذا.. لم يعد يحق لها هذا، تمتمت " أنا وأنت لم يعد "
احتضن وجهها بكفيه وقال بصوت أجش فلازال متأثراً بما حصل " أنا أضعف من أن آخذ تلك الأوراق الى المحكمة.. لا لم أفي حتى بذلك الوعد.. لم أجرؤ على خسارتك حتى عندما رحلتي "
عاد يعانقها كأنه يخاف أن تهرب.. وتعانقه كأنها تخاف أن تستيقظ من حلم لطالما حلمت به..
في تلك اللوحة، لم يكن العشق من ينحني بل كان الكبرياء من يجثو في حضرة العشق..



الــنــهــايــــة


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 09:03 PM   #792

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

لم يكن الكبرياء أبداً نداً للعشق الطاهر وقد هزم أمام النبضة والرجفة
انتهت الرواية .. الحكاية وقد بدأت فصلاً جديد في حياة كل شخصية
أرجو ان تكون قد نالت اعجابكم كما يجب
كم احب ان أشكر كل المتابعين على تعليقاتهم المشجعة والناقدة
أتوجه بالشكر لتصميم الغلاف الرسمي : كاردينيا73
وتصميم قالب الصفحات الداخلية : حلا
وتصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز :
والبنر الاعلاني : دينا عبدالله*
والأخص ebti فلقد أتعبتها حقاً في تعديل الفصول

في النهاية
أرجو أن تتركوا رأيكم الصادق في الرواية بشكل عام

شكراً لحضوركم العطر
الى اللقاء في رواية أخرى


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 10:07 PM   #793

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة جدا
بانتظار جديدك


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 10:11 PM   #794

هدوئي يرهقني

? العضوٌ??? » 387783
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 178
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » هدوئي يرهقني is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رباااااه ماهذا هبه بحق الله ماذا فعلتي بي يا هبه
ماذا فعلتي بقلبي الصغير اهى
والله عيوني دمعوا يوم عرفت انها النهاية ويالها من نهاية روعة بصراحة من دهشتي بالبارت مدري ايش
اقول هبه انتي مذهلة بحق فسلمتي وسلمت اناملك الذهبية على كتابة رواية كهذه
رأي بروايتك اكثر من الروعة وانا انتظرك من الان بروايتك الثانية تقبلي خالص شكري واحترامي غاليتي


هدوئي يرهقني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 10:54 PM   #795

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى المطر مشاهدة المشاركة
رواية جميلة جدا
بانتظار جديدك
شكرًا جزيلًا على اطراءك هذا
نورتيني 💛💛💛


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 10:56 PM   #796

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدوئي يرهقني مشاهدة المشاركة
رباااااه ماهذا هبه بحق الله ماذا فعلتي بي يا هبه
ماذا فعلتي بقلبي الصغير اهى
والله عيوني دمعوا يوم عرفت انها النهاية ويالها من نهاية روعة بصراحة من دهشتي بالبارت مدري ايش
اقول هبه انتي مذهلة بحق فسلمتي وسلمت اناملك الذهبية على كتابة رواية كهذه
رأي بروايتك اكثر من الروعة وانا انتظرك من الان بروايتك الثانية تقبلي خالص شكري واحترامي غاليتي
شكرًا لك عزيزتي
شهادة اعتز بها حقاً
نورتيني
تقبلي امتناني لمتابعتك 💙💙


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 11:04 PM   #797

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم كل عام وانت بخيىدر
واحلي هدية تقدميها لنا استمتعت بقراءة روايتك منذ البداية حتي نقطة النهاية
اسلوبك راءع ومعبر راقي وصادق
واخيرا انحني الكبرياء ف حضرة العشق
بس كان نفسي اطمن عل عمىدر وياسمين كمان
ادم كان صدمة و القضاء عل سالم وعودة ابحق الي الاب الحقيقي
بجد روعة احييك وبرغم صدمة الفراق فالفصل ضخم ومعبر
انتظر بشوق روايتك الجديدة
تحياتي واطيب التمنيات ودومتي بخير وابداع


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 11:08 PM   #798

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروك على انتهاء الرواية
النهاية كانت رائعة 😍😍
شكرا على هذة الرواية الممتعة
بالتوفيق ان شاء الله
بانتظار روايتك القادمة
💚💜💛💖💙❤
كل عام وانت بخير
عيد أضحى مبارك
🌸🌸🌸🌸🌸



زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-17, 12:04 AM   #799

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروك على انتهاء الرواية
النهاية كانت رائعة 😍😍
شكرا على هذة الرواية الممتعة
بالتوفيق ان شاء الله
بانتظار روايتك القادمة
💚💜💛💖💙❤
كل عام وانت بخير
عيد أضحى مبارك
🌸🌸🌸🌸🌸

كل عام وانت بخير
عساكم من عوادة
نورتي
شكراً لحضورك 💜💜


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-08-17, 12:06 AM   #800

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم كل عام وانت بخيىدر
واحلي هدية تقدميها لنا استمتعت بقراءة روايتك منذ البداية حتي نقطة النهاية
اسلوبك راءع ومعبر راقي وصادق
واخيرا انحني الكبرياء ف حضرة العشق
بس كان نفسي اطمن عل عمىدر وياسمين كمان
ادم كان صدمة و القضاء عل سالم وعودة ابحق الي الاب الحقيقي
بجد روعة احييك وبرغم صدمة الفراق فالفصل ضخم ومعبر
انتظر بشوق روايتك الجديدة
تحياتي واطيب التمنيات ودومتي بخير وابداع
شكرًا لحضورك عزيزتي
نورتي روايتي بردودك العطرة
شرفتني متابعتك 💚💚


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.