آخر 10 مشاركات
روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree56Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-17, 01:38 PM   #181

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,824
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي


في انتظارك ريري

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 02:44 PM   #182

ملك محمددد

? العضوٌ??? » 375280
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 172
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ملك محمددد is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رواية جميلة
تسلم إيدك
في انتظار التكملة


ملك محمددد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 05:50 PM   #183

soma saif
alkap ~
 
الصورة الرمزية soma saif

? العضوٌ??? » 319348
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » soma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond reputesoma saif has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
افتراضي

السلام عليكم
تسجيل حضور


soma saif غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 09:25 PM   #184

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بانتظارك 🌻


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 09:31 PM   #185

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بإذن الله هنزل البارت حالا
لكن عندي ظروف يوم السبت الجاي فمش هقدر انزل يوم السبت
فهنزل النهاردة 3 اجزاء عوضا عن تقصيري


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 09:34 PM   #186

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني عشر
استيقظت سناء من نومها باكرا , كانت متشوقة للعودة لحياتها القديمة بكل تفاصيلها , بعيدا عن رائحة تلك المطهرات و الأدوية التي تملأ اركان المشفي التي ظلت رهن جدرانها ما يزيد الثلاث شهور , وتلك المآسي التي تراها يوميا و القلوبة المفجوعه علي اعزائها المرضي, كل واحد منهم له حكاية مع مرض مختلف , لم تسمع الا أصوات الآهات المنبعثة من ضحايا الألم و البكاء الذي اضني احبابهم و زويهم
كانت شهورا طوال علي قلبها وكأنها قرون مديدة , حتي ملت ويئست لكن يكفيها سلامة ابنها و عودته بينهم سالما معافي
عادت لمطبخها مشتاقة لجميع اجزائه, ظلت تعد قائمة طويلة من الأطعمة التي ستعدها اليوم احتفالا بعودتها هي و ابنها للمنزل , شرعت في تجهيز الافطار لنور قبل ذهابها للجامعه , و بعد ان تناولت نور وجبتها و انصرفت بدأت مباشرة في اعداد بعض الفطائر و المخبوزات لحازم و نرمين , واثناء انهماكها في العجن استيقظت نرمين و اقبلت علي صوت عمل والدتها و الاوعية التي صوتها يملأ المكان
نرمين : صباح الخير الأول وبعدين انتي قايمة عالصبح تعجني
سناء بفرحة ترن في المكان : ياااااااه يا نرمين مش مصدقه نفسي اني خرجت من السجن ده , حاسة اني بقالي سنين محبوسة , حاسة اني عاوزة اطبخ كل الاكل اللي في الدنيا و اخرج و اشتري و اغسل و اعمل كل حاجه حاسة اني مش مصدقة و عاوزة اصدق
ضحكت نرمين علي اسلوب والدتها وقالت : حمدالله عالسلامة , امال نور مشيت صحيح و لا راح عليها نومة
سناء و قد تغيرت تعابير وجهها ماحية تلك الفرحة التي كانت تملأ وجهها : نور مشيت من بدري , وبتقول انها صحيت لقيت نور نايمه معاكي في اوضة حازم
نرمين : اه , انا اللي قلتلها تنام معايا
سناء: ما انا عارفة اكيد متنقلتش من نفسها , بس مش احنا قلنا ناخد حذرنا منها , تقومي انتي تنيميها في اوضة حازم اللي كلها اوراق مهمة و فيها كل الحاجات المهمه و الفيزات بتاعة اخوكي و اوراق البيت و كل كل حاجه
نرمين لتبرر موقفها: ياماما انا صحيت الفجر لقيتها عاوزة تصلي وقاعدة علي السرير جنب نور , وبنتك زي ما يكون متعمده انها تزنق عليها ونايمة فرده نفسها علي الاخر و حسناء محروجه تقولها تتاخر شوية , نايمة في 3 سم , معرفتش تنام للفجر فقلتلها تيجي تنام جنبي علي السرير الكبير , وبعدين متخافيش انا فضلت صاحية شوية علشان اتأكد برضة ولقيتها نامت علطول
سناء: ايا كان لازم نحاذر , احنا لا نعرف اصلها و لا فصلها , دي حتي نجلاء كانت بتسألني عليها معرفتش أرد و قعدت اجيب كلام من شمال و يمين علشان اغير الموضوع
نرمين بتعجب: وهي طنط نجلاء بتسأل عليها ليه ؟ اكيد عاوزاها لكريم ابنها , بس كريم لسة مكونش نفسه و لا مستعد للخطوبة
سناء و هي تكمل تقطيع العجينة لتجهز طهوها : هي سألت حسناء فقالتلها انها عندها ظروف عائلية ومش هتتخطب دلوقتي فبتقول زي حجز كده , يشوفها و تشوفه و لو فيه ارتياح يقرأوا فاتحه و يشتريلها دبله علي ما ربنا يسهله
نرمين وعلامات الدهشه و عدم التصديق تكسو ملامحها: سبحان الله , ان ربنا يقود لها الظروف وحازم يقابلها علشان تيجي لنصيبها , أنا هسألها النهارده و هحاول اقنعها بشتي الطرق , كريم محترم و هي طيبة فعلا جمع و وفق
سناء : استني نسأل عليها الأول يا نرمين , ومدام الاستاذ شوقي عارفها ناخد العنوان ونروح نسأل عليها
نرمين وهي تنهض لتجهز مع والدتها ما بيدها : والله يا ماما حسناء طيبة انا معاها بقالي شهر كامل وعمري ما شفت منها غير الأدب و الحياء و الالتزام و التدين ولا بتسمع اغاني و لا بتتفرج علي مسلسلات وحافظة المصحف كامل.....
قاطعتها سناء : ده جواز يا نرمين , يعني رابطه العمر كله , وبعدين مش عاوزين حد يجيب علينا لوم بعد كده , علي الأقل نعطيلهم العنوان وهم حرين بقي
نرمين : بس نتأكد الاول انها هتوافق
سناء وهي تغسل يدها : طيب انا هسيب القرص ترتاح و تخمر شويه و هروح اشتري شوية حاجات كده من السوبر ماركت
نرمين : استني بس هاخد دش و هروح انا , متتعبيش نفسك
سناء : لاااااا مش هتعب ولا حاجه سيبيني اخرج , عاوزة اشم هوا نضيف واشوف الدنيا بعيني , خدي دش علي ما أرجع و نجهز الفطار مع بعض و نصحي حازم
نرمين وهي تضحك: ههههه بتفكريني بالعيال الصغيرة أول يوم أجازة
سناء و هي تكتمت ضحكتها : شوفي شغلك يابت يلا
.............................................
فتح عينيه بكسل و هو يستدير لينام علي جانبه الأخر , وقعت عينيه علي الحائط مقابلته , للحظة شعر بالتيه , عقد جبينه و هو يحدق في المكان بتعجب , فلم يكن استوعب انه خرج من المشفي بعد
انفرجت اساريره و ظهرت ابتسامة فرحه علي شفتيه , ظل يردد (الحمد لله) و هو يعتدل جالسا
استند بظهره علي الوسادة , مادا ساقيه الطويلتين امامه , عاقدا ذراعيه أمام صدره , تثائب بعمق و كأنه علي وشك ان ينام وليس مستيقظا للتو, سمع صوت والدته بالخارج و هي تخبر نرمين بخروجها , وتتعبيرها عن مدي اشتياقها للحياه العادية التي يملها الناس و يسخطون عليها و كثيرا ما يلعنونها و يعيبون فيها
قال لنفسه : فعلا الواحد مبيحسش بقيمة الحاجه الا لما يتحرم منها , ماما اللي كانت مبتحبش الخروج عاوزة تجري في الشارع , الحمد لله ان الكابوس ده عدي علي خير
لا يعلم لما تذكر لحظتها ذلك الحادث الذي كان سببا في تدمير حياته و شلل أيامه و مكوثه عاجز بين الأجهزة لشهور , تذكر لحظة اقدامه علي الشاحنه دون وعي و عدم قدرته علي التحكم بسيارته في الوقت الضائع , لحظة اصطادمه بالشاحنه وعلوه أمتار عن الأرض , واحساسه في ذلك الوقت و هو لا محاله لن ينجو سالما بعد رحلة الطيران المأساوية تلك , ولحظة ارتطامة ثم لحظة ألم شدييييييد ثم سواد ولا شئ
كان يسرد تلك الأحداث علي عقله و كأنه يتعايشها و يشعر بها , وحين وصل للحظة الأرتطام شعر بذرات جسده بالكامل تقفز ذعرا , وضع يده علي صدره و ظل يلهث بشده و كأنه في سباق عدو طويل , وهو يفتح ملئ عينيه في الفراغ , ظل يستتتعيذ من الشيطان ويحاول تهدأة اعصابه المشدودة , و يقلل من ضربات قلبة التي تشبة صوت طرقات حدوة حصان هائج علي طريق أملس
أغمض عينيه بشدة و ضغط علي جميع ملامح وجهه بعصبيه , كاد قلبه يلفظ من بين ضلوعه لمجرد تذكره لتفاصيل تلك اللحظات العصيبه
نفض رأسه بشدة وكأنه يحاول نثر تلك الذكري من رأسه , حقا لو بقيت في خلايا دماغه ستدمرها خليه خليه ,
استنشق بقوة وقال ليهدأ نفسه : الحمد لله , ده عقاب من ربنا وعدي علي خير , انا فعلا كنت ناوي ابهدل حسناء و اطردها في وقت متاخر
برم شفتيه مستنكرا وعاتب نفسه قائلا : تهوري و عصبيتي دي غلط , لازم اتعلم من الدرس و احاول اتحكم بأعصابي لأكبر حد ممكن , خاصة مع حسناء , اكيد في سربينها و بين ربنا كبير علشان كده ربنا عاقبي اكبر عقاب بسببها , المفروض اخليها أول اهتمامتي و رقم واحد في قايمة مسؤلياتي , المره دي جات سليمة و كان انذار من ربنا لما نقضت عهدي اني اساعدها , المره الجايه ممكن تكون الاخيره و تكون سبب نهايتي , ولما كنت بساعدها و بجيبلها طلبتها ربنا وفقتني توفيق ما في افضل منه و الشركة خدت وقت قياسي و كل شئ بقي تمام بشكل غير متوقع , صحيح يا تري الشركة وصلت لإيه دلوقتي , وياتري الشركة القديمة و الفيلا
شردت بملامح متبعثره و هو يحاول تجميع ما فاته بسبب الحادث , وما يجب ان يفعل
قال بنفسه : انا هقوم اجيب ورقه و قلم و اخطط كده واشوف ايه الاهم ثم المهم , وطبعا لسه هشتري عربيه بعد اللي اتدمرت و غير عاوز اروح اشوف رصيدي في البنك وصل كام
وقف بجانب سريره يمدد عضلات جسده من أثر النوم , تنعل بحذائة المنزلي و خرج من الغرفة التي كان ينام بها متجها لغرفته الأصليه و التي كانت تنام بها نرمين , قد سمع نرمين و هي تخبر والدتها انها ستستحم وهاهو يسمع صوت خرير المياه بالحمام
قال و هو يتجه للأعلي : نرمين قامت يعني الاوضه زمانها اترتبت , كويس انا متشوق اشوفها و اقعد فيها قوي ياااااااه حاسس اني بقالي سنين مدخلتهاش , معرفش ان ليها معزة كبيرة عندي كده , ده انا هدخل ابوس جدارنها و سريرها و المكتب و كل حاجه فيها
صعدت درجات السلم بحذر متجها لغرفته , وضع يده علي مقبض الغرفة , فتح الباب , دلف للغرفة و هو يستنشق هوائها بقوه و يقدم للداخل بخطواته المشتاقه و عينيه تدور بسرعه تلتهم جميع اركنها بحب جارف حتي سقط نظره علي شئ ذهبي حريري الملمس ملقي علي وسادته متناثر بشكل عشوائي حول وجهها الملائكي , ارتدت للخلف خطوة بذعر , تجمدت جميع ذرات جسده و كأنه تحول لرجل ثلج
دقق النظر فأستقبلت خلاياه البصريه تلك الملامح الملائكيه هادئه ساكنه سابحة بسكينة في عالم النيام
خرج مسرعا من الغرفه و جسده يغلي خجلا , أغلق الباب خلفه ووقف متيبسا يستعيد هدوءه الداخلي , فرك جبهته بشده و هو يحاول تهدأة حراره وجهه الملتهب
وجد نرمين تلف شعرها بالمنشفه و تصعد الدرج تجاهه , صوب تجاهه صفعات من النظرات المعاتبة وكأنه يحاول تبرير جريمة اكتنفها , ويحاول القاء الذنب علي كاهلها
ما ان رأته يقف أمام غرفته وعلامات الصدمه و الخجل تاركه اثر كبير علي وجهه حتي شهقت بشدة و حدقت في وجهه و فاهها فاغر وتحاول التحكم في ضحكتها علي ما تري
ظلت صامته ساكنه لا يتحرك بها شئ , تحدق بعيني اخيها بدهشة , والذي لا يتغير حاله عن حالها كثير
وبعد دقائق تقدمت نرمين نحوه و هي تضم شفتيها بقوه حتي لا تنفجر ضحكتها ترن في ارجاء الفيلا , أمسكته من ذراعه و اتجهت نحو غرفة نور تسحبه خلفها , يسير منصاع لقبضتها دون اي ردة فعل كطفل بصحبة والدته في مكان لا يعرفه
دخلت غرفة نور و أغلقت الباب خلفهما , ثم تركت العنان لضحكتها لتنطلق بحرية تملأ سماء الغرفة و تمر بعض جزيئاتها تتغلل بين جزيئات الجدران خارجا
هاجمها حازم بعيني تصدر شرر و صوت يكاد يدمر طبلة اذنيها : انتي بتهرجي مش صح؟
لم تستطع نرمين تمالك نفسها و استمرت في هيستيريا الضحك و هي تشير بسبابتها تجاهه بسخرية
استشاط غضبا من ضحكتها تلك و اسلوبها الساخر , نظر لها بعيني حمراوتين كمارد غاضب و قال لها : وبتضحكي كمان , مش انتوا قلتوا انها هتنام في اوضة نور
حقا مظهره ازعج نرمين و بخرت ضحكتها تاركة بعض شظايا ابتسامة علي فمها و قالت : والله لقيتها الفجر مش عارفة تنام و نور مش سايبة حته تنام فيها فأخدتها تنام معايا
أكمل حازم كلامه : تنام في اي مكان مش فارق بس المفروض تعرفوني , افرض كنت دخلت عليها و هي مكشوفه مثلا ولا وهي صاحيه و فهمتني غلط
عادت ضحكة نرمين تحدث رنين عاليا علي هذا الخاطر ثم اخرجت بعض الحروف من بين سيل ضحكاتها تقول: تصدق ههههههه دي كان زمنها اغمي عليها هههههههه دي لو عرفت ممكن تنتحر هههههههه
تلك الكلمات كانت كفيلة لتجعله أشد غلظه حتي وجه لأخته افظ النظرات و هو يضغط علي اسنانه و اعصابه بالكامل حتي برزت عروقه في عنقه و قال لها : هي دي حاجه تضحك , انتي مستفزة
ثم ولاها ظهره و خرج من الغرفة صافعا الباب خلفه بقوة , واتجه للأسفل بسرعه و كأنه يحاول الهرب من عقابا علي مصيبة اكتنفها
فتحت الباب سريعا تلحقه بخطراتها المسرعه وهي تضحك بصمت حتي لا تستيقظ حسناء علي صوتهما , حتي لحقته في نهاية الدرج و حاولت تملك ذراعه و لكنه افلتها بعنف و قصد حجرته التي كان ينام بها فتبعته, دخلت خلفه و اغلقت الباب و جلست بجواره علي طرف الفراش
قالت متوجسه خيفة من غضبه الغير محمود: والله يا حازم مجاش في بالي انك تطلع فوق, والحمد لله انها جات سليمه يعني
حازم : انتي ليه مستهينه بالموضوع
نرمين وهي ترفع حاجبها بتعجب: هو فيه موضوع اساسا
حازم وهو مقطب جبينه : يعني سهله اني ادخل علي بنت غريبه وهي نايمة , ترضيها علي نفسك ولا انا ارضاها علي واحدة منكم
نرمين : خلاص يا حازم هي كده كده معدتش هتنام هنا تاني و الحمد لله اني المره دي جات سليمة, انت كنت عاوز ايه من اوضتك و انا اطلع اجيبه
لم يرد حازم علي سؤالها فكان سابحا في شئ ما يدور بعقله , نظرت له مستفهمه الي ان نظر لها نظرة رجاء عميقة و قال لها : ارجوكي يا نرمين خلي بالك منها قوي قوي قوي , امانه في رقبتك لحد ما اقدر ارجع لحياتي تاني و هعفيكي و اخد بالي منها انا
وجهت نرمين له نظرات متشككه ومتعجبه في آن واحد : ولكنه فهم ما يجول بخاطرها فأكمل يزيل اي شك عنه و قال : تعرفي ان الحادثه اللي حصلتلي دي بسببها
بعثت له نرمين بكمية كبيرة من علامات الاستفهام عبر عينيها المصوبه تجاهه و قبل ان تستفهم بلسانها أكمل هو كلامه يشرح لها ما كان يفعله مع حسناء بالتفصيل و سبب حبسه لها و ايضا ما قاله له شوقي حين أخبر بها حتي وصل لموقفه الاخير حينما ثارت ثائرته و عزم علي طردها و التخلي عنها فأذاقه الله عاقبة نقض العهد و نيته السيئة تجاهها
كانت نرمين تتابعه بعينين مليئتين بالتركيز , تراقب تعابير وجهه و ما يسبببه تذكره للأحداث علي انفعالات ملامحه , كانت حقا تشعر بما يحس به قلبه , تعاطفت معه كثير و أخذت كلامه محمل الجد , لاحظت مدي تأثره الشديد بالحادث وما تسبب تلك الذكري من أثار سلبيه علي حالته النفسية , لاحظت تلك القشعريرة الشديده التي سرت في خلايا جسده عندما ذكر لحظة وقوع الحادث , غمضة عينيه بشدة و كأنه يحاول الا يراي ما حدث ثانية و لو بخياله
وبعد ان انهي كلامه كانت اعصابه شبه مفككه و كلماته متناثرة و عباراته متلجلجه , وصوته يهتز وكأنه كان في معركة حاميه مع الذكريات
صمت قليلا قبل أن يتابع سرده , اكمل : انا حاسس ان حسناء دي بينها و بين ربنا حاجه كبيرة و حاسس اني لو قصرت في حقها تاني او فكرت ا ئذيها ربنا هيعاقبني عقاب شديد, هو اعطاني انذار صعب و علمني درس لن انساه , فخايف اأقصر في حقها فيكون العقاب اصعب وتكون النهاية, فأرجوكي خليكي جنبي لحد ما اقدر اتحرك واروح و اجي وهشوف طلبتها انا
حقا أثرت تلك الكلمات في قلب نرمين , شعرت بأن دموعها علي وشك ان تقذف من عينيها , خرج صوتها من حنجرتها مختلط برغبتها في البكاء وقالت: ربنا يحفظك يا حازم و ينجيك , ومتخفش هي في عنيا ومعاها في كل كبيرة و صغيرة , وربنا يسها و تتجوز علشان تعتق رقبتك من العهد ده
لم تجد نرمين اي أثار لتلك الكلمات علي حازم فأردفت قائلة: هو انت متعرفش ان طنط نجلاء عاوزة تخطبها لكريم
زينت الفرحه وجه حازم وعلت اساريره , وقال بلهفه وكأنه وجد مخرج للخروج من نفق طويل مظلم أيقن الموت بداخله من شدة ظلمته وضيقه و قسوة حجارته : بجد؟ ربنا يتمم لهم علي خير , وانا معاها وهجهزها من الألف للياء و هجيبلها كل اللي نفسها فيه وكل اللي تطلبه و زيادة كمان
ردت نرمين موضحه : لا هي لسه موفقتش, دي ماما هي اللي حكتلي وقالتلي ان طنط نجلاء قالتلها و حسناء قالت ان عندها ظروف عائلية و مش عاوزة تتخطب دلوقتي
حازم : طيب ما تحاولي تتكلمي معاها و تقنعيها كده , كريم ابن خالك محترم و شايف مصالحة
نرمين : انا هكلمها النهارده و هحاول اقنعها ولو وافقت هنقول لخالوا احمد علي ظروفها و نعطيهم عنوانها و يسألوا عليها
كان حازم يسمع نرمين و هو شبه شارد مع ابتسامه كبيره وقال: ربنا يقدر ما فيه الخير
أزاحت نرمين المنشفه من علي شعرها و قالت : اطلع اسرح شعري بقي , احسن لو انتظرت شويه هضطر احلقه
نظر لها حازم وهو يضحك من كلماتها المستهزأه علي نفسها وقال: ساعتها ابراهيم هيبقي معزور انه يتجوز عليكي
نظرت له شذرا و قالت : كويس ان ماما جايبالي في جهازي سكاكين كتيره , ولو جدع بقي يبقي يعملها
ضحك حازم عاليا وهو ينظر لللفراغ الذي تركته نرمين مكانها بعد ان خرجت من الغرفة
.................................................. ...........................................
حركت جفونها لتطل بزرقه عينيها علي الدنيا , شعرت بالدوار عندما رأت مشهد مختلف عن الذي تراه يوميا عند استيقاظها , ولكنها مباشرة تذكرة احداث الليله الماضيه , ابتسمت و هي تداعب نفسها وتقول " ههههه الواحد فكر نفسه اتخطف "
اعتدلت بجلستها و لملمت شعرها المنتشر حول عنقها , وهي تجول بنظرها في الغرفة , نظرت بجانبها فلم تجد نرمين , فارتدت لتستند للوسادة تنتظر قدوم نرمين , واثناء جلوسها زارتها بعض الذكريات , التي حدثت أمس وكيف كانت فرحة نرمين تملأ الكون من حولها و همجية قلبها الفرح بعودة أخيها , لم تنكر ان قلبها هو الأخر كان يشبه قلب نرمين لحد كبير , فهي مع انها لا تعرف حازم و لكنه في وجهة نظرها يستحق كل الخير و تشعربالذنب إن لم تفرح من أجل سلامته و انقاذ روحه سالمة في جسده , فهو الذي انقذها أكثر من مرة حين انتشلها من بين مخالب الوحوش البشرية ثم من السجن حينما كانت سترمي بنفسها داخله ثم من الغرق و الموت كفر , وأخيرا حينماا انقذها من عالمها المعتم و يسكنها في جنة صغيرة بها ما لذ وطاب من الخير و الرفاهيه و اغدق عليها بالعطايا دون ان تطلب منه , سبق خيره لها أليس من الواجب ان تسعد لسلامته الان , بالأضافه طبعا احساسها الشديد بالاطمئنان لوجوده بحياتها
تذكرت سطوات سخطه ضدها , وكيف يتحول و يحيد عن الجنس البشري تماما ليكون اشبه بساكني الغابات من السباع و الوحوش عندما يتملكه غضبة و كأنه كائن أخر ليس له علاقه بحازم الاصلي
قالت بنفسها : فعلا اتق شر الحليم اذا غضب , بس مش شكله حليم , ايا كان يكفي اني عايشه في خيره , الحمد لله انه سخرلي البني أدم ده
واثناء تجولها بخاطرها بين ذكرياتها دخلت عليها نرمين و هي ترتدي ملابس العمل
نرمين بمزاح: قومي يا كسوووووله , خلق ربنا كلهم صحوا و هيناموا تاني و انتي لسه نايمة
قبضت ملامح حسناء و هي ترد عليها بتساؤل: هو احنا امتي؟
نرمين : الساعه 12 و نص
حسناء: بجد؟ وانتي رايحه فين؟
نرمين : والله الساعه 12 ونص , قومي يلا جهزي نفسك علي مااروح ازور حماتي عشر دقايق و أجي نتغدي و نمشي علطول
حسناء و هي تنهض مسرعه : لا استني متمشيش و تسبيني هنا , هاجي معاكي استناكي في العربية
نرمين : علشان بس منتأخرش يا حسناء ألبسي علي ما اجي , هي جارتنا اساسا يعني ربع ساعه علي ما تصلي و تجهزي هكون هنا
انصاعت حسناء لكلام نرمين ولكنها قالت : طيب خليكي معايا علي ما اتوضي
نرمين : اوك يلا
.................................................. .............................................
في ساحة الجامعه كانت تسير نور وسط صديقاتها بعقلها المشتت و عيونها المجنونه التي تدور بلهفه يمنه و يسرة دون توقف علها تلمح ولو طيف حبيبها التي لم تعد تطيق حرمانها منه
سألتها نسرين : عملتي ايه في الامتحان
نور و هي ما زالت تتلفت : قلت للدكتور اني مذكرتش و خدتها من قاصرها
وكأن صاعقه نزلت علي مسامع نسرين فقالت لها بصوت اشبه للصراخ : نعم؟..... انتي بجد ناوية .....
قاطعتها نور و هي تقرصها بذراعها و تشير لها بعينيها نحو هبه
ولكن نسرين لم تلبي رغبتها و قالت بصوت عالي: شوفتي يا هبه صحبتك المتخلفه لما عرفت ان اسامة الساقط هيعيد السنه , عاوزة تسقط زيه
وقفت هبه و مي يبحلقان بإندهاش في نور , كادت مي توبخها علي نيتها الهوجاء لكن هبه و التي تفطن جيدا طباع نور العنيدة قالت لها لتقلل فرصه الجدال الذي لا فائدة منه : عارفه يا نور لو عملتي كده و مجاوبتيش علي الامتحانات , انا هروح لمامتك و هقولها , وانتي حره بقي مع اهلك هم يتصرفوا معاكي , لأن مهما هنتجادل معاكي مش هتسمعيلنا فيبقي واجب علينا قدام ربنا نقول لأهلك
نظرت لها نور نظرة مرعبه و كأنها ستنقض عليها تتلذذ بطعم لحمها في فمها وقالت : ملكيش دعوة يا هبه
هبه بتوعد : والله يا نور هروح لمامتك وهقولها او أروح لحازم و هقوله , انتي مش بتحسي , يعني اخوكي قاعد يضيع شبابه علشان راحتكم و موفرلك كل وسائل الراحة و انتي مش في دماغك و عاوزة تضيعي نفسك علشان واحد فاشل
ضربت نور الأرض بقدمها و صرخت بوجه هبه : قلتلك ملكيش دعوة
ولكنها و جدت نسرين و مي يقولون: واحنا كمان معاها يا نور
نظرت لهم نور بحنق و قالت : انا اساسا اللي استاهل ضرب الجزمة اني ماشية معاكم
وتركتهم و انصرفت تناجي دموعها التي لبت طلبها في الحال و رافقتها في جلستها بمفردها حتي ملت و قامت لتعود لمنزلها تاركه الجامعه و ما بها
.................................................. .................................
جهزت حسناء نفسها و جلست في الغرفة تنتظر عودة نرمين , ولم يطل انتظارها , اذ جاءت نرمين كما وعدتها بعد الربع ساعه وقفت علي باب الغرفة , قالت لها : يلا يا نونه علشان نتغدي
حسناء بخجل: لا اتغدي انتي و انا مش جعانه هاكل في الشركة
نرمين بنفاذ صبر: برضه هطلعي روحي زي امبارح, يعني مفطرتيش و مش عاوزة تتغدي كمان
حسناء: هاكل في الشركة
نرمين : طيب بالعند فيكي مفيش اكل في الشركة و انا المديره و بأمرك
ابتسمت حسناء و قالت لها برجاء: ارجوكي يا نرمين متحرجنيش , هبقي اكل اي حاجه في الطريق
نرمين : تتحرجي من ايه يا حسناء
كان صوت نرمين عاليا بشكل يضمن وصوله للطابق السفلي , سمعت صوت حازم يناديها فردت عليه
حازم : انا هاكل في الاوضه جوه خليها تنزل تتغدي براحتها
حسناء و هي تضغط علي اسنانها : ينفع كده يا نرمين
نرمين و هي تضحك: هههههه والله ما انتي ماشيه الا لما تتغدي و الا هسيبك و امشي
حسناء: وبتحلفي ليه بس , خلاص هاتيلي اكل هنا في الاوضه
نرمين : لواحدك ليه ما تنزلي تاكلي معانا
حسناء: لا انزلي كلي انتي مع اخوكي و مامتك علشان تاخدوا راحتكم
نرمين : احنا واخدين راحتنا , طيب هجيبلك الأكل هنا و أمري لله
انصاعت نرمين لطلب حسناء و أتت لها بالطعام و بعد انتهائهما من الاكال انطلقتا لعملهما في الشركة
وهما في طريقهما قالت نرمين بتردد: امممم فكرتي في كلام طنط نجلاء
حسناء : طنط نجلاء مين؟
نرمين : مرات خالي اللي قالتلك علي كريم ابنها
صمتت حسناء و نظرت أمامها , لمحت نرمين نظرت شجن دفين داخل عيونها فاسترسلت حديثها لتبرز مدي صلاح ابن خالها و انه فرصه لا تعوض
نرمين : يا ريت تفكري يا حسناء و تصلي صلاة استخاره , بجد كريم ده انسان كويس جدا , انا مش بشكرلك فيه علشان ابن خالي , لا و الله ده يعتبر فرصه لأي واحده بالنسبه لأخلاقه و تدينه و اهله ناس كويسين , خالي ده افضل و اطيب واحد في اخوالي و مراته طيبه جدا و متدينه
قاطعتها حسناء دون ان تنظر لها و لكن بصوت يملأه الحزن : الموضوع مش كده يا نرمين ..... ثم صمتت قليلا....... المشكله في وضعي انا , افرض محصلش نصيب و بعد ما وافقت مرتحناش لبعض , ساعتها هكون في وجهة نظره ايه ؟ ده اذا هو وافق علي وضعي من الاساس , انا مش عاوزة افكر في حكاية الجواز دي الا لما اشوف وضعي مع اهلي الاول و لما ارجع اعيش تاني مع امي بعد ما ربنا يخلصني من جوزها , عاوزة اللي يجي يطلب ايدي يطلبها في بيت والدي وياخدني من هناك, مش وانا قاعدة عند حد غريب
نرمين وهي متأثره بكلامها : احنا اهلك يا حسناء , ولا انتي مش حاسه بكده
حسناء وهي تتمالك بقوه حتي لا تسقط دموعها امام نرمين : انتوا افضل من اهلي كلهم , والله انا حاسه معاكم بالامان و الحب اكتر من اهلي و عيلتي , بس المشكله في المجتمع صعب انه يتفهم كده , مش هيفهموا الا اني واحده هربانه من اهلها و لائجه عند ناس غريبة
لم تجد نرمين ولا كلمة في قاموسها لترد بها علي حسناء او علي الأقل تواسيها , فظلت لازمة صمتها حتي وصلوا للشركة وشرعا في بدأ يوم عملهم ككل يوم
.................................................. .......................
في المساء ذهبت نرمين لتكمل سهرتها برفقه والدتها و اخيها حازم بعد ان اوصلت حسناء لمنزلها
جلست مع والدتها ترحب بالضيوف و تقدم واجب الضيافة , وبعد رحيل الجميع و لم يتبقي سوي اصحاب الدار , جلسوا يتسامرون بمرح عدا نور التي لزمت حجرتها تواسي حالها وحدها و تقدم لقلبها عزاءا ساخنا
سألت سناء : كلمتي حسناء علي كريم يا نرمين , نجلاء كلمتني النهارد , شكلها مقتنعه بيها قوي
ردت نرمين وهي تتذكر عيون حسناء الحزينه عند رفضها وقالت : خليها تصبر شويه يا ماما
سناء: هي مش مستعجله بس تاخد الموافقه و يقرأوا الفاتحة
نرمين : الموضوع مش كده يا ماما , انا عرضت عليها الأمر و رفضت ...
قاطعها حازم : ما احنا عارفين انها رفضت , وكانت مهمتك انك تقنعيها
التفتت نرمين اليه و هي تسرد له ما قالته حسناء وتحاول تجسيد مظهر حسناء و تأثرها بالموقف
سناء: لا حول ولا قوة الا بالله , احنا لازم نحترم رغبتها و منتضغطش عليها , ولما ربنا يسهلها امرها نبقي نعرض عليها الامر تاني
حازم : خلاص يا ماما قولي لطنط نجلاء انها محجوزة و خلاص
نرمين : لا يا حازم مينفعش نضيع عليها فرصه زي كريم احنا نقولها ظروف عائلية و استني لما كريم يرجع من السفر
حازم : ماشي زي ما تشوفوا ,انا بقي هطلع اوضتي كده , صحيح يا نرمين الاوضة فاضية و لا هتفاجئ زي الصبح
اطلقت نرمين ضحكة صاروخية انتشر صداها في ارجاء الفيلا وهي تنظر لحازم و هو يصعد للأعلي و سناء تتابعهم بعيون مستفهمة
سناء: بتضحكي علي ايه
نرمين و هي تتمالك ضحكتها: هحكيلك دي كان موقف مسخره
.................................................. .......................
مرت الأيام متشابهه , لا شئ جديد ولا مختلف , نور وحيدة بعد ان هجرت صديقاتها تبكي مع قلبها المجزوع بعد حبيبها و جفاءه حتي كرهت الذهاب للجامعة , ونرمين عادت مع زوجها لشقتها , تتابع عملها في شركة اخيها حتي يسترد كامل عافيته , حسناء تتابع عملها بالشركة بالأضافة انها بدأت في اكمال مشروع الحياكة ولكن تلك المره كانت لملابس اطفال و حازم يقيم في الفيلا يستقبل كل يوم عدد كبير من الزائرين , ولكنه كان يعد الأيام و الساعات بل الثواني نفسها التي تمر عليه , حتي وصل زروة اشتياقه للعمل و مزاولة حياته الطبيعيه التي كان يعيشها سابقا
.................................................. .....................
استييقظت نرمين باكرا تعد لزوجها الافطار , سمعت صوت هاتفها , ولكن لم تتواصل الرنة طويلا , اتجهت ناحيته تستطلع من المتصل فوجدت حسناء
اتصلت عليها فردت حسناء بحرج: السلام عليكم , اسفه لو ازعجتك
نرمين : لا ازعاج ولا حاجه انا كنت صاحيه
حسناء بتردد: طيب ممكن لو ظروفك متاحه النهاردة تجيلي بدري شوية
نرمين : زمانك خلصتي تفصيل الهدوم صح
حسناء: ههههههههههه في عشرة ايام, لا انا عملت من كل مقاس 3 قطع بس , وعاوزة اوديهم دار ايتام
نرمين : اوك هعدي عليكي الساعه 12 تكوني جاهزة, انتي هتروحي دار ايتام معينه ولا اي دار ايتام
حسناء : لا اي دار ايتام
نرمين : اوك , هقفل بقي علشان اخلص اللي ورايا علشان متأخرش عليكي
حسناء: ماشي يا نرمين معلشي تعباكي معايا ربنا يجعله في ميزان حسناتك
نرمين : لا تعب ولا حاجه يا نونه , يلا سلام
حسناء:سلام
.................................................. ............
انهت نرمين ما بيدها و استأذنت من زوجها و اتجهت نحو حسناء لتسطحبها لدار أيتام , و اثناء سيرهم قالت نرمين : انا عارفة مكان دار ايتام قريبه هنا تعالي نروحلها
حسناء: اوك اي دار ايتام
نرمين : بس كويس يا حسناء انك بتفكري في حاجة زي دي
حسناء و هي تبتسم ابتسامة لا تعلم ما سببها حزن ام فرح: دول اخواتي في اليتم
لجمت نرمين فهي دائما تعجز عن الرد علي حسناء, ربما لأنها عاطفيه فتشعر بالكلمات التي تخرج منها فيصعب عليها الرد
وبعد برهة صمت قالت نرمين : انتي زرتي دور ايتام قبل كده
حسناء : ياااااه كتير, ده انا كنت لما الدنيا بتضيق بيا قوي كنت بروح أدور علي وظيفة مربية في دار الايتام القريبة مننا , بس للأسف كل مره مكنتش بلاقي , وبصراحه كنت بخاف اروح دار ايتام بعيدة
واثناء سيرهم مروا علي محل لعب و اقتنت منه حسناء الكثير من الالعاب
وصلتا لمقصدهم و ترجلا من السياره يحملون الاكياس المليئة بالملابس , اتجهتا نحو الغرفة الخاصة بالمدير , تحدثتا اليه و قدموا له الملابس و اعطته حسناء ظرفا مغلقا به بعض النقود
ثن استأذنت منه ان يدخلوا للخلوس مع الأطفال فأذن لهم
واثناء سيرهم بالردهه بإتجاه صالة الاطفال تمتت حسناء ببعض الكلمات
قالت نرمين : نعم ؟ بتقولي ايه ؟
حسناء و آثار التضرع علي وجهها : كنت بدعي ربنا , الواحد لما بيقدم علي طاعه له دعوة مستجابة
نرمين و عقلها يعمل : اه
دخلتا علي الاطفال وما ان وطأت قدم نرمين المكان حتي شعرت بقشعريرة بجسدها , ظلت تجول بنظرها بين الاطفال وهم علي وجوههم الفرحه العارمة عندما تعطي حسناء طفل منهم بعض الحلوي و البلالين و الألعاب
كلمات كثيرة ظلت تخاطب نرمين في صمت : معقوله كل الاطفال الصغيرة دي فقدوا امهم و ابوهم و عيلتهم بالكامل , فعلا الواحد مقصر جدا و عايش في غفلة و ناسي واجبه تجاه اليتامي , زمان حسناء حاسة بيها , الله يكون في عزنها زمانها دلوقتي بتفتكر حزنها علي باباها
تركت حسناء تلهو مع الاطفال و عادت لغرفة المدير واخرجت كل ما معها من نقود و قدمتها له
وبعد ان خرجت ظلت تتمتم بالدعاء وهي تعتصر رجاءا و تضرعا لله بأن يشفيها و يرزقها بالذرية الصالحه ونوت بداخلها ان تعود ثانية هنا لتؤدي واجبها تجاه تلك الكائنات البريئة التي ما زالت صغيرة علي ان تفهم معني كلمة يتيم و لكنها تعيشها وتشعرها بكل ما تحمل الكلمة من معني
وبعد ساعة قضتها حسناء في الترفيه مع تلك الأطفال و نرمين تتابعهم في عطف من جهه و بحنين و شوق للاطفال من جهه اخري, نظرت حسناء للساعه فوجدتها الواحده و النصف فقالت لنرمين المغيبة فكريا : يلا يا نرمين علشان منتأخرش علي الشركه
هزت نرمين رأسها تنفض عن عقلها الشرود و قالت لها : اوك يلا بينا
ودعت حسناء الاطفال و هي تقبلهم و تشير لهم بيدها و انصرفت مع نرمين , انطلقتا بالسياره نحو عملهم
اثناء سيرهم تنهدت نرمين و قالت : يااه الواحد اتأثر بالاطفال دي قوي , فعلا المفروض المجتمع كله يقف جنبهم و يقدملهم اللي يحتاجوه
عادت حسناء تبتسم ابتسامتها العجيبه و هي تقول : والله لو كل العالم قدملهم كل حاجه في الدنيا مش هيعوضوهم عن اللي فقدوه
نرمين : فعلا عندك حق, ربنا ما يكتبها علي اولادنا
حسناء : اللهم امين يارب
.................................................. ..................
أتي المساء الصيفي الرائع الذي يحمل معه بعض نسمات الهواء التي تجبرك علي السهر و السمر مع الاحباب
كان حازم يجلس برفقة امه في حديقة الفيلا يتناولون بعض اطراف الحديث
حازم : ماما انا زهقت من القعده , انا هروح الشغل من بكرة
سناء برجاء: ارجوك يا حازم استحمل شوية , الشغل مش هيطير يا ابني المهم صحتك و اعصابك
حازم : انتي بقالك اسبوعين بتقولي اصبر , ما انا صاااااااااابر اهو, عامة معاد كشفي بكرة , لو الدكتور أذن لي مش هقعد دقيقة
سناء: ماشي بس لو اذنلك الدكتور
حازم : اوك
ثم تابع : انا عاوز اشتري عربية , بس هجيب سواق لأن بصراحه اعصابي مش هتستحمل سواقه خالص دلوقتي
سناء: ربنا يستر , انا بقيت بكره العربيات و سيرتها
ضحك حازم لوالدته و هو يضع الهاتف علي اذنه ينتظر رد شخص ما و بعد لحظات آتاه الرد
حازم السلام عليكم
ابراهيم : وعليكم السلام , اهلا بالباشا
حازم : عيون الباشا يا باشا
ابراهيم : اخبارك ايه , وصحتك عامله ايه
حازم : الحمد لله تمام و جايلك الشركة بكره كمان
ابراهيم : ياه , تنور شركتك يا باشا , بجد ولا بتهزر بقي؟
حازم: والله انا بصراحه زهقت من القاعده , وخالتك سناء ماسكة فيا بإيدها و سنانها
ابراهيم : هههه ربنا يخليها ليكم و يخليكم ليها
حازم : ربنا يخليك , طيب معلش يا ابراهيم هتعبك معايا
ابراهيم : لا تعب و لا حاجه انا تحت امرك
حازم : انا عاوز اشتري عربيه , بس عاوزك تشوفلي سواق
ابراهيم : ماشي , هخلص الشغل في الشركة و هعدي عليك نروح نشتري العربية و نروح مكتب نشوف سواق ابن حلال كده
حازم : خلاص ماشي في انتظارك بس متعرفش نرمين اني هرجع الشغل خليها مفاجأه كده
ابراهيم : ماشي , انا اساسا لو قلتلها ما هتصدق و هتقوم قاعدة علطول و مش رايحه بكره
حازم : ههههههه لا دي تعمل حسابها تكمل الشهر علي الاقل علي ما ارتب حالي كده , هو الشغل تقيل علي قلبها قوي كده
ابراهيم : هي بتحب الشغل و الخروج بس انت عارف برضه انها تكون ماسكة شركة و مسؤلة عن كل كبيرة و صغيرة فيها حاجه متعبة برضة
حازم : اوك بس اظبط حالي كده و هخليها تمسك شغل معين في ايديها بدل ما تقعد في البيت و تزهق من القعدة
ابراهيم : ماشي يا باشا , خلاص علي اتفقنا بقي , ساعه بالكتير و هقفل الشركة و هاجي علطول
.................................................. ......................
داخل قاعة المحاضرات يقف المحاضر الوسيم , الهادئ الطباع المبتسم دائما و أبدا , محمد مسعد
كل الطلاب صامتون , تركيزهم حاضر , يتابعونه في سكون و كأن علي رؤوسهم الطير
واثناء تجوله بعينيه بين وجوه الطلاب لاحظ عدم وجود نور , والتي حقيقة مكثت بالمنزل معتزله عن العالم بأكملة بعد ان فقد حبيبها و صديقاتها المقربات , حبييسة بين دموعها و ألامها و آهاتها وحيدة
وحينما لم يجدها الكتور محمد موجوده جاء بخاطره ان يكون سبب غيابها هو خروج حازم من المشفي فاستبشر خير و نوي ان يذهب لمنزله ليتأكد من تلك البشري التي خمنها
تابع درسه بجد و اخلاص دون أن يعبأ لتلك العيون التي تشع اعجاب و لا يبدي اي التفات لتلك الفتيات التي تحاول لفت انتباه بشتي الطرق
ولكن في نهاية المحاضرة جاء بخاطره ظن شيطاني اسود , قال بنفسه أيمكن ان يكون حازم لم يكتب له بقية من العمر و قبض الله روحه لذلك تغيب نور , تزللت اعصابها و اهتز توازنه و شعر بدمه يجري بسرعه داخل عروقه فاستعان بمقعد ليستعيد اعصابه وجلس باقي وقت المحاضرة
تعجل في سرد باقي المحتوي التعليمي و أسرع لينهي المحاضرة ليتأكد من سبب غياب نور من صديقاتها , فليس لديه صبر ان ينتظر ليمر النهار ويمر بمنزل صديقه ليطمئن عليه
وبعد ان انهي الدرس وقف أمام قاعة الدراسة ينتظر صديقات نور غاضا بصره للأرض
نظرت نسرين في شاشة هاتفها المغلق الذي يعكس صورتها تضبط من هندامها وديكور وجهها الملون
تعجلتها مي و هبه فهمست لهم بأن الدكتور محمد ينتظر بالخارج
خرجوا من القاعه فوجدوا كلام نسرين صحيحا , تقدمت نسرين نحوه تسبق زميلاتها وتصنعت عدم اكتراثها لوجوده , فلفت انتباهها بقولة : احم احم السلام عليكم
وقفت البنات الثلاثه ليدروا عليه : وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته
محمد : هي نور غايبة ليه
نسرين : تعبانه شوية
محمد : طيب متعرفوش اخوها عامل ايه دلوقتي
نسرين : الحمد لله بقي كويس و خرج من المستفي من حوالي اسبوعين
محمد باستنكار: ياه طيب ونور معرفتنيش ليه , انا قلتلها تعرفني لما يخرج
نسرين و هي تحدق بوجهه باستعطاف : والله قلتلها بس هي نسيت
محمد : ماشي يا بنات شكرا
وانصرف بعيدا عنهم ليكمل باقي يومه و ترك خلفه نسرين ذائبه بين احلامها التي بدأت تتلألأ و تسمو بها في اعالي السماء , تطير بها من جنه إلي اخري
لاحظت هبه ذوبانها في عالمها السعيد بعد انصراف الدكتور محمد فقالت لها : نسرين فوقي انتي كمان هي نا
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 09:37 PM   #187

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثالث عشر
وانصرف بعيدا عنهم ليكمل باقي يومه و ترك خلفه نسرين ذائبه بين احلامها التي بدأت تتلألأ و تسمو بها في اعالي السماء , تطير بها من جنه إلي اخري
لاحظت هبه ذوبانها في عالمها السعيد بعد انصراف الدكتور محمد فقالت لها : نسرين فوقي انتي كمان هي ناقصة جنون مش كفاية الهبلة نور
مي : متعلقيش نفسك قوي يا نسرين علشان متفوقيش علي صدمة
نسرين غير مهتمية بنهرهم لها وقالت بهيام : اوووووه ااااااااه هييييييييح كويس انك غبتي النهاردة يا نور
مي : والله انت وهي متختلفوش عن بعض وانت اللي عاملة نفسك واعية و بتنصحيها
هبه : صحيح عاوزين نروح نزور نور و نصالحها زمانها مدمره و احنا داخلين علي امتحانات
استساغت نسرين الفكره بشدة و قالت : ياريت النهارده يا بنات قبل ما نفسيتها تتعبها , خير البر عاجله
قالت لها مي و هي ترفع حاجبيها بتشكك : خير البر عاجله برضه ولا زمانك عارفه ان الدكتور محمد هيروح عندهم النهارده فعاوزة تروحي مخصوص علشان كده
نسرين و هي تحاول تصنع الجديه : علي فكرة انتي فهماني غلط يا مي
هبه : يا شيخه
نسرين : هههههههههه أيا كان نروح النهارد بالليل
هبه : تمام
مي : ويارب نروح منلقيش الدكتور محمد هناك
ضربتها نسرين بخفه علي ذراعها وهي تقول : اعوذ بالله علي النفسنه انتي مالك , ده ايه الشر ده يا بشر
هبه و مي :هههههههه
.................................................. .....
في المساء كانت الفتيات الثلاثه في طريقهم إلي صديقتهم نور يحاولون نيل رضاها و مسامحتها , ليس من أجل انفسهم و لكن من اجل مصلحتها هي , فهكذا تكون الصحبة الصالحة , استأذنت الفتيات بعد ما سلموا علي سناء و صعدوا لغرفة نور ليفاجئوها بقدومهم
كانت نور تنام في فراشها مختبأه بغطاء خفيف يحيطها الظلام الدامس ليغلف جسدها مثل قلبها المغمور في ظلمة القهر
سمعت طرقات علي باب الغرفة فلم تجيب , فتح الباب و دخلت الثلاثه بصمت تام وفتحوا مكابس الكهرباء ليملأ النور الغرفة
صرخت نور من تحت الغطاء: اقفلي الكهربا ياماما قلتلك مش عاوزة اتعشي
فجأة وجدت الغطاء يسحب من فوقها و اصوات هتاف صديقاتها حولها
نظرت لهم شذرا و اكملت نومها بغضب
نسرين : قومي يا بايخه و بلاش شغل العيال الصغيرة ده
هبه : طيب قومي سلمي و بعدين نامي علي الاقل كواجب ضيافة يعني
اقبلت مي نحوها و أحاطتها بذراعها من الخلف وقالت لها : تصدقي يا بت يانور السرير بتاعك ده مريح وطري قوي مش زي السرير الاسفلت اللي بنام عليه
لم تتمالك نور ضحكتها ولكنها خبأت وجهها بوسادة صغير
نزعتها نسرين من بين يدها وقالت : قومي اعمليلي الايس كريم اللي كنتي عملتهولي المره اللي فاتت وكتري الشيكولاته لو سمحتي وياريت لو حبايتين فسدق ولوز
اعتدلت نور وهي تمسح وجهها , حقا هي فرحه بزيارة صديقاتها لها فقد شعرت بالوحده و الضياع بدونهم
نظرت لهم وقالت وهي تحاول التحكم في ابتسامتها : لو سمحتوا اخرجوا يلا علشان عاوزة انام , ومش المفروض اللي يجي يزور حد يستأذن الاول
هبه : قومي يا بخيلة قومي
نظرت نور لنسرين : وانتي مالك كده متظبطه كأنك جايه فرح
مي : جايه ترسم علي حازم اخوكي
نور: ميتهيأليش
نسرين : اصل حبيب القلب جايز يجي عندكم النهارد , فيلا ننزل نقعد تحت
نور: بالعند فيكي هنقعد هنا
هبه : يعني سمحتينا , وصافي يا لبن
نور بوجه عابس مبتسم : صافي يا لبن
هلل الاصدقاء في صوت مازح
هبه : وخدي دي المحاضرات و السكاشن اللي فاتتك و دي تلخصيات جبناها من المكتبه
نور بإمتنان : شكرا يا هبه
هبه : بس متضيعيش فلوسي في الفاضي وذاكري ده انا و الله مصوراهم ب 3جنيه و نص بحالهم
نور : ههههه اللي يسمعك يقول 3الاف و نص
وهكذا عادت علاقتهم كما بالسابق بفضل اخلاصهم لبعضهم البعض و تخليهم عن الانانية و حب المصلحة الذاتيه
وبعد ان قضوا معها ليلتهم استأذنوا للرحيل قبل ان يتأخر الوقت, فاصطحبتهم نور لبوابه الحديقه تودعهم
ظلت نسرين تتلفت في ارجاء الفيلا فم تجد مبتغاها فقالت لنور بصوت منخفض: هو اخوكي مجاش له ضيوف دلوقتي
نور : حازم اساسا في مشوار من العصر
نسرين لهبه و مي: انت وشكوا فقر
هبه : ربنا يهدي
وغادرت نسرين مع صديقاتها وعلي وجهها خيبة أمل و حسرة
ولكن يا لحظها السئ فقد حضر الدكتور محمد بالفعل و لكن بعد مغادرتهم بساعه , فاتصلت بها نور لتخبرها و تزيدها حسرة و تستمتع بإستفزازها
.................................................. .............
كانت نرمين و حسناء يجلسون بعد صلاة العصر يتناولون وجبة الغداء في غرفتهم بشركة حازم , ويتبادلون حديثهم المازح بعد ان نمت الالفه بينهم و كبر صدقاتهم حتي اصبحوا مثل الاختين التوأم
نرمين : تعرفي يا نور اني متغدية قبل ما اجي
نظرت حسناء لوجهها و كأنها تقول لها , هل ما سمعت صحيح ام انه صرير اذني فقط
ضحكت نرمين و هي تقول لها : يا بنتي بيني و بين الاكل قصة عشق كبيرة , بس انا والله باكل مخصوص علشان عارفه ان زمانك متغدتيش , مش عارفه ازاي عايشه علي عيش وجبنه بس
حسناء: انا اساسا لما برجع من الشغل مش بتعشي , بشرب كوباية شاي و بنام
لم تنتبه نرمين لكلمات حسناء الأخيرة فكانت تدقق السمع و تنصت لصوت أتي من خارج الغرفة , صوت مألوف , تعرفه جيدا و لكن لم تصدق أذنها
نرمين بدهشة : حازم؟
حسناء بتعجب: نعم؟
نرمين بفرحه : حازم بره في الشركة
حسناء و أوصالها بدأت ترتعد : طيب بسرعه نلم الأكل أحسن يزعق
نرمين : متخافيش كملي أكل انتي انا متغديه مره قبل كده
تركتها و خرجت تستقبل اخيها بالخارج , فأسرعت حسناء تلملم الطعام و تخبأه و كأن حملة مرورية ضد الاكل أتيه في الطريق ثم جلست مكانها بأدب
دخلت نرمين و معها حازم الذي ألقي السلام علي حسناء دون ان ينظر اليها
حازم : السلام عليكم , ازيك يا حسناء
حسناء بصوت منخفض: وعليكم السلام الحمد لله
جلست نرمين في الكرسي الذي أمام المكتب الكبير وقالت لحازم: اتفضل مكانك يا باشا
حازم : اتفضل ايه , انتي مالك مستعجله كده
نرمين : كل ده و مستعجلة, ده انا بقالي 3 شهور و نص , دماغي خربت يا اخي
حازم وبابتسامة : صبرا صبرا و انتي نازله عليا هجوم كده , سيبيني بس اسبوع كده و هسلمك شغل سكرتيرة في المكتب و هشيل بدل منك
نرمين بمزاح : ساعتها هتيجي تسلمني وظيفتي و تاخدني من مستشفي المجانين
حازم برجاء : ههههه معلش يا نرمين استحملي علشان خاطري
نرمين : ماشي يا سيدي
جلس حازم علي كرسه و قال لنرمين : وريني يا باشا شغلك كده اشوف هعطيكي جيد و ممتاز
قامت نرمين تقدم له بعض المستندات و الاوراق
ظل حازم يقلب الصفحات و يراجع الاوراق وبعد ما يقرب من النصف ساعه قالت نرمين : ايه الاخبار
حازم : عشرة علي عشرة و نجمة كمان , انا شايف انك تستاهلي تفضلي في مركزك و شغلتك دي
نرمين بسرعه : لا معدش في دماغ للتركيز ده
قام حازم من مكانه و هو يلملم الاوراق و يقول لها : للدرجه دي , عامة زي ما اتفقنا اسبوع و همسك بدالك و شوفي ايه اللي يناسبك في الشركة و امسكيه
نرمين : ماشي خليني سكرتيرة زي ما قلتلي
حازم : تمام , ثم وجه كلامه لحسناء: وانتي يا حسناء شغلك تمام و لا حابه تغيريه , عاوزة تفضلي هنا مع نرمين و لا تيجي معانا الشركة التانيه
لم تستوعب حسناء لبرهه ان الكلام موجه لها , ردت و لسانها يكاد يبلع : لا هو كويس – ثم اكملت بخوف – هو انت مش هتكون موجود معانا هنا في الشركة
لا يعرف لما تلك الكلمة و نبرة صوتها ذكرته بلحظة ما قال لها بالمشفي انه سيخرج للعالم , لحظة ما شعر بمدي احتياجها له في حياتها و كأنه يمثل لها العالم بأكمله
فهاهو الآن ليس مجرد يحافظ علي حياته بإهتمامه بها و لكن ايضا حفاظا علي امنها الداخلي و طمئنينتها بوجوده معها
هم ان يرد ولكن صوت نرمين سبق رده: لا الشركة التانية ايه , انا محتجاها معايا ضروري هنا
ابتسم حازم لكلام نرمين و أراد ان يشاكسها فقال لها : أصل ابراهيم محتاج سكرتيره
نرمين بحنق: ما هو معاه سكرتير هناك
حازم : لا ما هو استقال و مشي
نرمين هي تنظر له بغضب و تضغط علي اسنانها: حااازم , انا محتاجه حسناء معايا هنا
ابتسم حازم وقال : خلاص ماشي يا حسناء خليكي مع نرمين هنا
وعندما لم يسمع ردا من حسناء اختطف نحوها نظره سريعه لم تتجاوز طولها لحظة و لكنه رأي في عينيها نظرة مليئة بخيبة الأمل فأكمل كلامه : انا كده كده هكون موجود الفترة المسائية هنا
نرمين برضا: تمام
ابتسم حازم لنرمين و اتجه ليجرج و لكنه عاد ادراجه نحو حسناء و قال لها دون ان ينظر نحوها : لو سمحتي يا حسناء انا هروح البيت اللي انتي فيه ,محتاج شوية أوراق من الاوضه
وقفت حسناء تنظر نحوه مندهشة من كثرة أدب ذلك الرجل , حقا كلما تعاملت معه كلما انبهرت به اكثر و اكثر و تعجبت من أخلاقه وخصاله التي لم تجدها باحد غيره
ردت من تحت وطأة دهشتها : اتفضل
قال لها و هو متجه نحو الباب : شكرا
.................................................. .......
انتهي اليوم و حل الليل , اغلقت نرمين الشركة و استقلت مع حسناء سيارتها لتوصلها إلي منزلها
دخلت حسناء المنزل و هي مجهدة بعد يوم مليئ بالاعمال و الاعباء فقد ضغطت علي نفسها اليوم كثير في انجاز كمية كبيرة من الملابس التي تحيكها يوميا قبل الذهاب للشركه
قالت بوهن : اه كوباية شاي و ادخل انام علطول , مش قادرة
اتجهت مباشرة للمطبخ تعد كوبا من الشاي كعادتها ولكنها فوجئت بشيء لم تكن تتوقعه , شئ ذكرها بماضي مزدهر بالعطايا , مليئ بالخير بوجود صاحب الخير
وجدت المطبخ مكتظ بالاكياس المليئة بالأطعمة والفواكه و المعلبات و التسالي و الحلويات وكل ما تشتشهي الانفس , حقا لأول مره تشعر بالفرحه الحقيقه عند رؤية الاكياس
ظلت تفتحها واحدة تلو الاخريبفرحه و دهشه , بضخب و فرحة طفله مدللة , وبعد ان انتهت ظلت تتراقص كطفله صغيرة فرحة بهدية العيد التي جلبها لها والدها ,
ظلت تردد بالدعاء الصالح لحازم و هي تنظر للسماء بوجه طلق ملئ بكل ألوان الفرحة و السعادة , شعرت بقدومها علي عصر جديد مختلف , ستنتقل من عالمها هذا لعالم جديد ربيعي الالوان و كأنها وردة ستنمو من اليوم في بستان اخضر مغطي بثمار الخير وزهور العطاء الفواحه و بالكثير من الامان و الطمئنينه
كانت فرحتها طاغية كافيه لتغرق العالم سعادة , تكفي البشر اجمع لمدة اعوام و اعوام
ظلت تأكل من هذا و هذا وهذا , وهي تتلذ بسرور و تقول : بجد انا اول مره اكون فرحانه بالشكل ده , اخيرا رجعت يا حازم , مع اني كان معايا فلوس و اقدر اشتري ده كله بس و الله فرحانه بأنك انت اللي جايبلي الحاجات دي مش فرحانه بالحاجات نفسها
ملئت الاطباق بشتي الانواع المختلفه من الفواكه و الحلويات و غيرها و اتجهت للأسفل امام التلفاز وهي تقول : شكل السهره النهارده هتبقي طويله , مفيش نوم دلوقتي خالص
اشعلت الانوار و فتحت جهاز التلفاز و همت بالجلوس فلمحت بعض الاكياس علي منضدة الصالون
اسرعت نحوها تاركة ما بيدها جانبا , فتحت الاكياس فوجدت الكثير من الشامبوهات و مستحضرات العناية بالشعر و البشرة و مستحضرات التجميل و العطور و كل ما يخصها كإمرأة شابه , و كيس أخر به الكثير من مجلات نسائية و روايات و كتب دينية , و أخري بها نقود و ورقة مخط بها بعض السطور
تركت كل شئ بغ÷مال و التقطت تلك الورقة بسرعة تقرأ ما بهما وهي متشوقه لحروفها التي خطت بيده
فتحت الوقة المطويه و هي تجلس علي مقعد الصالون و تلوك بفمها قطعه من الحلوي , وبدأت القراءة
"السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخط كلماتي تلك لأعبر لكي عن كامل اسفي و اعتذاري عما سلف مني سابقا تجاههك و اتمني ان تقبلي اعتذاري هذا , و اعدك ألا انقض معك العهد الذي تعاهدنا عليه وسأبقي .. ما دمت حيا.. أمنك و سلامتك أولي مسؤلياتي و توفير الحياة الكريمة لك أهم اهتماماتي... وارجو منك ان تخبريني عن اي شئ ينقصك او بحاجه الية و ستجيدنه رهن اشارتك"
كانت كلماته قليلة و عبارته مقتضبه و لكنها حقيقة كانت تحمل بين طياتها كل دعائم حسناء النفسية و تلمس كل حاجتها الروحيه
بعد ان مررت عينيها علي تلك الحروف حتي شعرت و كأن أحدهم دثرها برداء الدفء النفسي و الاستقرار الروحي
أعادت قراءة الخطاب مرة أخري وبتأني و كأنها تحاول تذوق كلماته حتي تتأكد من مقصد كل كلمة و تحلل ما تحمله من أبعاد
كلماته مختصرة لغاية, شئ يشعرها بالأطمئنان منه وتجاهه , وهذا يؤكد لها صدق نيته من مساعدتها فلم تكن نيته التقرب لأجل جمالها الفاتن كما يفعل الأخرون غيره مما تعودت ان تراهم طوال حياتها , اسلوبه يوحي بالجد و اهتمامه بما يشعر تجاهه بالمسؤليه
قامت من مكانها ثانيه و هي تطوي الورقة و فتحت الكيس التي بها النقود , التقتطها بأناملها و هي تقول : بس انا هحتاج فلوس لإيه بقي ماهو جابلي كل اللي محتجاه
ولكنها لمحت ورقه صغيرة وسط النقود ومكتوب عليها " راتبك الشهري "
قالت : اه راتبي
عادت تجلس مكانها و هي تقول: لما نشوف هيقبضني كام
وظلت تعد حزمة النقود التي بيدها حتي وقفت عند أخر و رقه و هي تنطق : ألف و خمسمائة
ضحكت وقالت : بس هعمل بالمرتب ايه , انا هرجعهوله بكره و هقوله كفايه اللي جبتهولي
وضعت النقود بالكيس مكانها و التقطت الورقة وبدأت تقرأها للمره الثالثه
وقفت عند كلمة " وارجو منك ان تخبريني عن اي شئ ينقصك او بحاجه الية و ستجيدنه رهن اشارتك"
ارتد بظهرها للخلف تستند علي ظهر الكرسي و وضعت ساق فوق الأخري و هي تقول بشكل كوميدي آمر : تمام , رهن اشارتي , امممممم ماشي يا عم حازم – قالت و هي تشير بسبابتها – انا ينقصني خدامة و عربية مرسيدس و فيلا أوسع شويه و امممم عامة هاتلي الحاجات دي بس الأول و بعدين هطلب الباقي
اعتدلت و هي تضحك و تقول : ده انت عليك كلمات , قال رهن اشارتي قال , ربنا يباركلك
وضعت الخطاب بأحد أدراج المكتبه مع الخطاب السابق و جلست بهدوء و سط النعيم الذي احضره لها حازم تلتقط بأناملها وتضع بفمها و تستلذ الطعم بقلبها و احساسها
و جلست تشاهد التلفاز
حقيقه لم تكن تري شئ مما تصوب نظرها تجاهه , فكانت مشغوله العقل بذلك الشخص و الذي برأيها الافضل علي وجه الأرض , رأته شخص مثاليا كامل قالت بنفسها : فعلا كمل من الرجال كثير – رأته بنظرها كامل الخلق وتناست ما بدره منه سابقا و الذي ذكرها به للتو في خطابه ولكن خيره ظغي علي مساوءه حتي محاها تماما من عقلها , ربما لأنه الشخص الوحيد من نوعه الذي قابلته في حياتها بعدما أذاقت البخل من أخوالها و التملص من تحمل مسؤليتها و استنكار أعمامها لها و لأمها و تخليهم عنها بحجه أو بأخري , و بعدما أذاقت كل انواع العذاب علي يد زوج أمها وسبب لها كرها لكل ما يحمل في بطاقته لقب (ذكر), و ايضا لم تجد من ذلك الصنف الرجولي سوي الطمع في حسنها وجمالها و لم يتقرب منها احد من قبل الا لمطامعه الشهوانيه , و في نهايتها رحلتها أتي لها ذلك الرجل المجرد من كل انواع الطمع و الجشع و الانانيه و الشهوانيه و هاهو يفيض عليها بالكثير و الكثير من العطاء دون انتظاره لمقابل
نظرت للأموال الملقاه علي المنضده و قالت : لازم ارجعهاله بكره
تخيلت نفسها و هي تقدم له النقود و تقول له : شكرا , مش محتاجاها ( لم تتوقع منه اي ردة فعل سوي الغضب و تشنج الاعصاب و ماشابه )
شعرت بطفره خوف عابره علي اعصابها , قالت : لا انا لازم اقدمها بشكل كويس
تمددت في جلستها و استلقت نصف جالسه علي الأريكه و ظلت تجمع بعض الكلمات الأنيقه و تنسجها لتكون العبارات اللائقه المناسبه لذلك الموقف
تصيغ عبارات و تمحوها من عقلها و تعيد صياغة عبارات اخري اكثر لياقه و ارقي في كلماتها
ظل علي وضعها هذا حتي شعرت بالنعاس يداعب جفونها فقامت من مكانها و اتجهت لسريرها و نامت وعلي ثغرها بسمة عذبه تتنم عما بداخلها من شعور جميل استعادته بعودة حازم للحياه بعدما فقدته منذ ان اختفي منذ اشهر
.................................................. ..............
كانت حسناء تجلس بجوار نرمين بالسياره و يجول بخلدها الكثير من الحوارات التي تخيلتها ان نتحدث بعد دقائق عندما تقدم لحازم النقود , حقيقة كلها كانت مرعبه , فكما انه مصدر أمنها في الحياه لكن هي لا تغفل عن غضبه فقد ذاقت مرارته اكثر من مره
وماهي الا دقائق حتي أصبح أمامها بشحمه و لحمه يجلس علي مكتبه بإنتظار نرمين , عندما وقعت عينيها عليه تذكرت ما ظلت ترتبه له منذ ليلة أمس, شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدميها الضعيفتين بشكل يرسل لذرات قدميها الضعيفتين ذبذبات قويه تهتز معها جميع اوصالها , ابتلعت ريقها بصعوبه وجلست علي مكتبها بهدوء
ظلت تتابع حديث حازم ونرمين بأذنيها فقط حتي سمعت حازم يخبر نرمين عن رحيله
أغمضت عينيها بقوه و كتمت الهواء داخل رئتيها و هي تحاول تجميع شتات شجاعتها لتقوم تواجه الوحش حازم
وفي لحظة ثقه قامت فجأه بشكل لفت انتباه حازم و نرمين ثم فتحت حقيبتها وأخرجت النقود و اتجهت بخطوات منتظمة كقائد كتيبه حربية و هي تحاول ببساله الحفاظ علي ما جمعته من ثقه داخلها , اقتربت منه تحت ناظره هو ونرمين و قدمت له يدها التي تقبض علي النقود وقالت برسميه غريبة : شكرا يا استاذ حازم , انا مش محتاجه مرتب كفايه اللي حضرتك جبتهولي و كفايه البيت اللي انا قاعده فيه
نظرت لنرمين فوجدتها تقبض يديها بقوة و انفاسها محتبسه داخلها و عينيها محدقتين مخافة ثورة حازم من كلام حسناء و كأن السماء ستنهار فوق رأسها حالا
وعندما لم تجد رد من حازم نظرت نحوه فوجدته ينظر لها نظرة محذرة وقال لها : خدي الفلوس يا حسناء و اقعد ي مكانك و اياك تتكلمي في الموضوع ده تاني , مدخليش الأمور في بعضها
حسناء بصوت الصيصان و قد اصبح وجهها كجمرة مشتعلة : بس
قاطعها حازم بحزم : حسنااااء اقعد مكانك و خدي الفلوس
اختطفت حسناء نظره نحو نرمين فوجدتها تنظر نحوها نظره محذره شديده فسحبت نفسها بهدوء و بيدها النقود و جلست مكانها بأدب تحاول تهدأة اعصابها و حرارة و جهها الملتهب من شدة التوتر
انهي حازم كلامه مع نرمين و هم بالخروج وقبل ان يخرج قال لنرمين : مش عاوزة يا نرمين
نرمين : شكرا
ثم تابع : مش عاوزة حاجه يا حسناء
لم تنتبه حسناء لكلامه من شدة توترها فأعاد كلامه بصوت مرتفع : مش عاوزة حاجه يا حسناء
نظرت له كطفل مخطأ و قالت بصوت مبحوح و نظرة خائفة : شكرا
لم يستطع كبت ابتسامته علي هيئة حسناء و التي تبدي مدي خوفها منه فاسرع في الالتفات و الخروج من الغرفة ليخفي ابتسامته العريضه عن عيونها
وبعد ان خرج نظرت نرمين لحسناء نظرة شماته و قالت لها وهي تضحك : تستاهلي , مش بتيجي الا بالعين الحمرا و انا فضلت اسابيع اترجي فيكي , انا كده عرفت طريقه , اي حاجه تنشفي دماغك فيها هقول لحازم و هو يجي يشخط فيكي شخطتين
نظرة لها حسناء و علي ملامحها باقايا الارتباك وقالت : بس يا رخمة , بس انا مش عاوزة مرتب بجد كتر خيره و كفايه اللي بيجيبهولي
نرمين : حسناء مع حازم بالذات متجادليش , حازم مش بيحس بقيمته و رجولته الا لما بيعطي و يحس انه قايم بمسؤلياته علي اكمل وجه , فلما بتجادلي معاه بيعتبره اهانه لرجولته , فمتنتظريش ساعتها الا لكمه في وشك او قلم علي خدك او ما شابه
حدقت فيها حسناء بتعجب فأكملت نرمين بمزاح : اه انا بحذرك و قد اعذر من انذر
لم تجيب حسناء عليها بغير بالمزيد من الدهشه و النظرات المتعجبه
نرمين : انت خايفه كده ليه , ههههههه انا بهزر مش هتوصل للضرب بس هيضايق
حسناء : خلاص ماشي بس انا مش عاوزة احس اني حمل عليه
نرمين : مش حمل ولا حاجه يا حسناء , انتي واحده مننا
حسناء بحياء: ربنا يخليكم ليا و يكرمكم يارب
.................................................. ..................
.................................................. ..........
انهت حسناء قطعة ملابس اخري , رفعتها بيديها مقابل عينيها تدقق النظر لها لتتأكد من شكلها النهائي ثم قالت : تمام , كفايه بقي النهارده انا انجزت ك كتير الحمد لله
نظرت للساعه وقالت : يااه الساعه بقيت 9 انا شغاله من الفجر يعني بقالي اكتر من خمس ساعات , اقوم اقرأ سورة الكهف و اصلي علي النبي 1000 مره النهاردة الجمعه
قامت من علي مقعد الحياكة و هي تتمدد بتعب وقالت : عاوزه اريح شويه بعد الظهر احسن تعبت قوي
فتحت النافذه لتتسرب اشعة الشمس داخل الغرفة , وفجأة رأت سيارة تقف في فناء الفيلا و بوابه الفيلا مفتوحه
شعرت بفزع يكاد يقتلها , من هؤلاء الذين اقتحموا الفيلا يا تري , سيارة حازم كانت سوداء ولكن تلك يغطيها اللون الرمادي و يبدو انها ليست نفس الموديل
اغلقت النافذه ثانية بسرعه و ارتد تجلس علي الكرسي خلفها بأوصال مرتعده من كثرة الخوف و يدين مثلجتين رغم حرارة الطقس
جلست تضم ساقيها بقوة و تفرك يديها بخوف , قالت : ممكن يكونوا حراميه , انا هتصل علي نرمين تعرف حازم
أخذت الهاتف و اتصلت علي نرمين واثناء انتظارها للرد أخذت تغلق في النوافذ المفتوحه و تتأكد من انها اغلقت البوابه جيدا
تأخرت نرمين بالرد نظرا بإن اليوم اجازة , مما ادي الي زيادة توتر حسناء
واخيرا سمعت حسناء صوت نرمين الناعس :ازيك يا حسناء
حسناء بصوت محمل بالخوف و التوتر : نرمين فيه عربية غريبة واقفه قدام الفيلا و بوابه الفيلا مفتوحه
نرمين بتعجب : عربية غريبة , طيب هتصل علي حازم هعرفه
حسناء بصوت اكثر خوفا : ياريت يا نرمين انا مرعوبه
نرمين : متخافيش يا حسناء اقفلي بس علي نفسك كويس و انا هخلي حازم يجيلك حالا
أغلقت حسناء الهاتف و هي تجلس علي سريرها و ساقها يهتز بشده و لسانها لا يفتر عن الدعاء
............................................
اغلقت نرمين الاتصال مع حسناء و اتصلت علي الفور بحازم
حازم : السلام عليكم , ازيك يا نرمين
نرمين بقلق : حازم حسناء اتصلت عليا دلوقتي وبتقول ان فيه عربية واقفه قدام الفيلا و بوابه الفيلا و الفيلا مفتوحه
حازم : وانتي مالك مخضوضه كده
نرمين بتعجب: بقولك عربية غريبة
حازم : مش غريبة يا نرمين , انا اللي في الفيلا
نرمين : يا نهاااار , دي حسناء ميته من الرعب , دي صوتها بيتهز و علي وشك تعيط من كتر الخوف
حازم : ههههه طيب هاتيلي رقمها علشان كل لما اجي الفيلا اعرفها علشان متخفش
نرمين : ماشي و يانوبك ثواب اتصل عليها حالا , دي مرعوبه
حازم : ماشي
.................................................. ....
كان القلق اخذ من حسناء مأخذ عظيما , اثناء اندماجها في حلقة رعبها المخيف سمعت صوت هاتفها , التقتطه بسرعه و همت ان ترد ولكنها لاحظت ان رقما غريبا يظهر بالشاشة وليس رقم نرمين , رمت الهاتف بعيد عنها بخوف و كأن احدهم سيقفز لها من داخل الهاتف
شعرت بأن احد يلعب بأعصابها و يريد ان تكون نهايتها بسبب رعبها
ظلت تنظر للهاتف بتوجس و عندما عاود الرقم الاتصال مرات
مسكت الهاتف باصابع مرتجفه وردت علي المتصل بصوت مهتز مبعثر الكلمات: السلام عليكم
جاء صوته الغليظ ليبدد غيوم الرعب التي تكاد تغرقها : وعليكم السلام , انا حازم يا حسناء و وانا اللي في الفيلا متخافيش
قالت بصوت مموج وكأنها تحاول التأكد من كلامه : انت عربيتك لونها اسود
قال لها بصوت ينم عن ابتسامه ارتسمت للتو علي شفتيه : ما هي اتدمرت في الحادثه و دي عربيه جديده لسه شاريها , متخافيش , كده كده مفتاح الفيلا مش مع حد غيري
تنفست الصعداء محاوله استعادة بعض هدوءها و قالت : ماشي
حازم وقد شعر من صوتها مدي خوفها : متقلقيش و انا بعد كده قبل ما هاجي هتصل عليكي اعرفك
قالت برجاء: ياريت
حازم : حاضر ,
.................................................. .........................
مرت الأيام بهدوء , أيام عاديه بالنسبه للجميع سوي حسناء والتي وصفت أيامها تلك بأنها أكثر الايام هدوءا و سعادة فعلي الأقل كانت أيام خاليه من الأاحزان و المفاجاءات المزعجه التي تعودت ان تزعجها بها الايام , سوي اتصالها بشوقي و الذي لا يتغير عن كل مره تسبقها , تحذيرات و تهديدات يستعد بها زوج والدها لعودتها في اي يوم و يبث سمومه السيئه تلك في عقل والدتها , حتي كرهت الاتصال بشوقي و اكتفت بأن تعيش ايامها مع تلك الاسره الغريبه و التي اصبحت بالنسبه لها اقرب من جميع اهلها وخاصة في وجود عمود الاسرة حازم
سارت قدما في مشروع الحياكه خاصتها تحاول الابداع فيه و اخراج كل ما لديها من افكار و كل ما تملك من طاقه و صبر حتي تخرج شئ مميز يساعدها في تسويق ما انتجته اناملها بشكل مرضي و لا يكون مضيعه للوقت فقط
بالاضافه لذلك تابعت عملها بالشركه برفقة نرمين و التي تركت اداره الشركة لحازم و استلمت عمل سكرتيرة له في شركته القديمة , كان حازم يحضر الفتره الصباحيه و نرمين و حسناء في الفتره المسائيه ,
ومع ان حسناء لم تكن تري حازم و لكنه كان يملأ الحياه حولها , تشعر به في كل ذرات الهواء التي تستشقه من خلال عطاياه الفائضة و التي تزداد مع الوقت و كأنه منبع العطاء في الحياه , كنهر جارف من العطاء لا ينتهي ابدا , كان يزداد في نظرها عظما و احتراما مع كل يوم يمر عليه و مع كل موقف يجمع بينهم , في الحقيقه لم تري مثله في الكون أحد بنبل أخلاقه و أدبه و حياءه , بالاضافه لكرمه
ولربما اكثر شئ يشعرها بمدي اختلافه عن جميع جنسه و يزيدها احتراما له , هوعدم طمعه بجمالها كما اعتادت من جميع الرجال , لم تذكر يوما ان نظر لها مباشر او تحدث معها و هو يعبث بعيونه في وجهها بلا حياء , بل دائما ما يعلق نظره بالارض اثناء كلامه معها , ولا يتحدث معها الا باحترام وفي المطلوب و الضروري فقط
.................................................. .....
مرت اسابيع ووصلت اختبارات الفصل الدراسي الثاني, وبدأت نور في اختباراتها في الصف الثالث من كليتها , وفي اليوم الاول وبعد ان انهت اختبارها , افترقت هي وصديقاتها فإتجهت هي لشركة اخيها التي بجوار الجامعه لكي يوصلها إلي المنزل و صديقاتها استقلوا اقدامهم نحو موقف السيارات
واثناء اتجاههم إلي بوابه الجامعه وبعد ان قطعوا مسافه كبيرة بعيدا عن كليتم , هتفت نسرين وهي تقف مصدومه و تحدق بشئ ما : بنات شايفين اللي انا شيفاه
مي : مالك كده في ايه؟
نسرين و هي متيبسه من المفاجأه : بصي تحت الشجره اللي هناك دي
نظرت مي و هبه مكان ما تشير اليه عينيها فرأوا شئ توقعوه , رأوا أسامه يحيط فتاه في قمة التبرج و السفاهه بذراعه و تستلقي هي الاخري علي كتفه بإنعدام حياء
نسرين : والله لأروح اهزأه
جرتها مي و هبه من ذراعيها بعيدا عنه حتي لا تتهور و تذهب اليه و تفرغ غضبها به
هبه : بس يا غبيه , وانتي كنتي مفكره انه بيحب نور
نظرت لها نسرين نظره توحي بشدة صدمتها و عدم استيعابها لما يحدث فأردفت هبه : كل اللي اسامه كان بيعمله مع نور و يقولها البسي واخلعي دي تلكيك علشان يشوف واحده تانيه يتسلي بيها بس للأسف نور حبها ليه عميها تماما
مي: بس انتي يا نسرين اوعي تعرفيها اي حاجه علي ما الامتحانات تعدي
نسرين : لا انا هقولها انا لا يمكن اسيبها تتعذب و تعشم نفسها وهو قاعد هنا يستمتع ويعيش حياته ولا في دماغه
هبه بتحذير: نسرين اياكي, هي خلاص أقلمت نفسها علي اللي هي فيه, متجديدش عليها حاجه علشان مترجعش متتصدمش و ترجع تعيط و تسيب مذاكرتها ولما الامتحانات تعدي نعرفها علشان متعلقش نفسها بيه اكتر من كده
ضغطت نسرين علي اسنانها و أغمضت نصف عينيها بتوعد وقالت : ماشي يا اسامة الكلب و قاعد تضحك عليا و تقولي نور بتعاند و مش بتسمع كلامي وانا اللي قاعده اقولها ارضيه و اعملي اللي عاوزه منك وانت متستاهلش الواحده تذكر اسمك و تلوث لسانها بيه
هبه : وياريت متقعديش تقوليلها بعد كده ظبطيلي الدكتور محمد و انا اظبطلك اسامة
لم ترد عليها نسرين فقد كانت تمشي كالانسان الألي تردد عبارت السب و اللعن علي ذلك المخادع اسامة وهي تمشي بجانبهم دون ان تري شئ امامها
.................................................. ................................................
وصلت نرمين برفقه حسناء للشركه , دخلتا مباشرة لغرفة المدير فسمعوا صوت مميز يعرفوه جيد ينبعث من داخل الغرفة
نرمين بوهن : كويس ان حازم لسه هنا عاوزة اتفاوض معاه اخد اجازة اسبوع كده احسن حاسة اني تعبانه
حسناء : وهو هيرفض ليه؟
نرمين : هيقولي هتعجزي من كتر قاعدتك في البيت
ابتسمت حسناء: فعلا هتعجزي أصل لو مجتيش الشركة انا مش هاجي انا كمان , فأنا موافقاه الرأي
نرمين بمزاح : يا بت يا بتاعة مصلحتك
لم ترد عليها حسناء فقد دلفتا داخل غرفة المدير بالفعل , ورأوا اشارة حازم بيديه لهم بأن يصمتوا حتي يلا يسببوا ضجيجا حتي يكمل مكالمته الهاتفيه و التي يبدو مدي اهميتها واضحا في تعابير وجهه بشدة
جلست حسناء مكانها بحياء , فهي دائما ما تشعر بقلة حجمها وضئالة شجاعتها عندما تراه أمامها و كأنها تتقلص بوجوده
أخذ حازم الهاتف وخرج يكمل مكالمته خارجا في شرفة الشركة ليستطيع التركيز أكثر , انتقلت نرمين إلي الكرسي و عقدت ذراعيها علي المكتب و ألقت بجبهتها عليهما , يبدو ان تعبها بدأ يتزايد عليها
قامت حسناء بقلق و دنت منها , ربتت علي ظهرها و هي تنحني نحوها وقالت : نرمين انتي كويسه؟
رفعت نرمين وجهها بضعف وقد انتشر اللون الاصفر يكسو وجهها و كأن الدماء هربت منه وقالت : دايخه شويه , خاصة لما طلعت السلم
حسناء : اناديلك حازم
نرمين : لا مش مستاهله انا هقوم اغسل وشي
قامت نرمين حتي توهم حسناء انها بخير , وهمت واقفه لتتجه نحو الحمام تغسل و جهها و لكن قدماها خانتاها و فقدت توازنها و سقطت ملقاه علي الارض فاقده للوعي
حاولت حسناء انقاذها و اسنادها حتي لا تقع و لكنها لم تستطع ,ف تملك الخوف و القاق اعصاب حسناء و اصابها جنون الهلع
وقفت بملامح يملأها الفزع و هي تصيح بصوت مختلط بالدموع : نرمين : يا نرمين
جلست بجوارها علي الارض و ظلت تربت برفق علي وجهها علها تفيق ولكن دون جدوي
فأسرعت حسناء تجري خارج الغرفة تطلب النجده من حازم , ودموعها تغرق وجهها وهي تنادي ببكاء: بشمهندس حازم
انتفض حازم ذعرا عندما وجدها بهذا المظهر , واقبل نحوها محدق االعينين بقلق: في ايه يا حسناء
حسناء: الحق نرمين
حازم و قد تملك القلق قلبه اكثر: مالها؟
حسناء وهي تمسح دموعها و جسدها يرتجف: مش عارفه
اسرع حازم الخطي نحو اخته حتي كاد ان يتعثر و من خلفه حسناء , وعندما دخل و رأي اخته ملقاه علي الارض اقترب منها و تحسس انفاسها وبعدها قال : مغمي عليها يا حسناء انتي رعبتيني , افتحي الخزنه الاخيره دي و هاتي زجاجة برفيوم منها
اسرعت حسناء للخزينه التي اشار حازم نحوها و أتت بزجاجة العطر وهي لم تتوقف عن البكاء و النهنهة
اعطتها لحازم بسرعه فأخذ ينثر العطر حول انف نرمين و حسناء تقف علي مقربه تضع يديها علي فمها و تحدق بنرمين بقلق و دموعها تواصل سيرانها في نهرين نحتتهم علي وجنتيها
بدأت نرمين تحرك جفونها بوهن فإلتفت حازم نحو حسناء و قال لها: تعالي اسنديها معايا يا حسناء
اقتربت حسناء وبدأت في اسناد نرمين حتي ساعدت حازم في رفعها علي كرسي و بدأت نرمين في الاستفاقه
حازم : هاتي يا حسناء من التلاجه علبة عصير
اسرعت حسناء وأتت بعلبة عصير و قد سرت الطمئنينه في اوصالها نسبيا بعد أن رأت نرمين تستعيد وعيها لحد كبير
اقتربت من نرمين و فتحت و العصير و وضعتها علي فمها و قالت لها : اشربي يا نرمين
بدأت نرمين في ارتشاف العصير من يد حسناء و ححسناء تربت علي ظهرها باليد الاخري
حازم : ده انتي ترعبي يا حسناء
نظرت بخجل للأرض و هي تقول بتوتر و جمل كلماتها غير مرتبة : انا كنت خايفه عليها , وقعت فجأه , ومش اعمل ايه
حازم بلهجه ساخره : تعملي ايه ؟ كنتي افقدي الوعي و اترمي جنبها انتي كمان , مش المفروض انك خريجه صيدله و عارفه تعملي ايه
لم تنبت شفتي حسناء و لا بكلمة واحدة من شدة خجلها و ظلت تتهرب بوجهها الدموي بعيدا عن ناظره للجهه الأخري
وجه حازم كلامه لنرمين : خير يا ستي المرعبه , البنت كانت هتموت بسببك النهاردة
ابتسمت نرمين بوهن وقالت : دايخه قوي
حازم : فجأه كده
نرمين بملامحها أشبه بالأموات : لا من الصبح و انا دايخه
حازم : طيب و جيتي ليه ما دام تعبانه
نرمين : طيب روحني و بعدين نتكلم
حازم : طيب يلا اسنديها يا حسناء و تعالوا نروح
حملت حسناء حقيبتها و حقيبة نرمين و بدأ حازم يلملم الملفات التي علي المكتب و يضعها أماكنها و يغلق الشرفه و النافذه و خرج خلف نرمين و حسناء بعد ان اغلق الباب جيدا بالمفتاح
.................................................. ..........................
نزلت نرمين الدرج بمساعدة حسناء و اتجهوا نحو سيارة حازم
ركبت نرمين برفقة حسناء بالخلف و حازم و السائق بالأمام , ساد الصمت دقائق قبل ان يسأل حازم
حازم لنرمين : تروحي شقتك و لا تروحي عند ماما
نرمين : لا عند ماما , علي ما ابراهيم يجي ياخدني
حازم : طيب استني لما اكلمه صحيح ..... ثم ابتسم ابتسامة خبث قبل ان يكمل : ولا اقولك لما نوصل البيت
وبعد ما يقرب من الربع ساعه كانوا يعبرون بوابه الفيلا و سناء تستقبلهم بوجه مرتعد و ملامح مشدوده
فما ان وقعت عينيها علي نرمين حتي خبطت بيدها علي صدرها و هرولت تجاههم و هي تقول: استر يارب مالك يا نرمين
ابتسمت نرمين ابتسامة ضعيفة وقالت بصوت منخفض : متخافيش يا ماما
سناء: مخفض ايه يا بنتي, انتي منظرك زي اللي طالع من المقابر , وشك زي الليمونه
نرمين : كا ن مغمي عليا و الحمد لله فوقت
اسرعت سناء و جلبت كرسي لنرمين فاعترضت نرمين وقالت : لا عاوزة انام علي سرير
اسندتها سناء مع حسناء و اتجهوا لغرفة نوم بالطابق السفلي
استلقت نرمين علي السرير و بسطت حسناء عليها غطاء خفيفا
جلست سناء بجوارها تنظر اليها نظرة الأم الحنون الولهانة من شدة خوفها علي فلذة كبدها و قالت : مالك يا نرمين ايه اللي حصل , مكلتيش كويس ولا ايه
حازم باستهزاء: ماكلتش ايه بس يا ماما استغفري ربنا انتي كده وقعتي في واحده من اعظم الكبائر , وبعدين مالك كده بتقولك فاقت و بقيت حلوة و انتي شيفاها ماشيه علي رجليها اهي
نهرته سناء : بس يا حازم , وده وقت هزار
حازم : اصل غريبه قوي , شويه وحاسس انك انتي اللي هيغمي عليكي , مش كفايه اللي حسناء عملته فيا
سناء بنبره حزن : من يوم حادثتك يا حازم وبقيت بخاف , بخاف قوي
حازم : خلاص يا ماما , متفكرنيش
التفتت سناء لحسناء التي كانت تقف بجوار السرير من الجهه الاخري تتابع الموقف بصمت : حسناء... صحيح يا حببتي معلش منظر نرمين خلاني نسيت اسلم عليكي
ابتسمت حسناء و استدارت حول السرير , اقتربت منها و سلمت عليها و هي تقول : لا عادي ولا يهمك يا طنط
ظلت سناء تقبلها و تحتضنها بشدة وقالت لها : تعالي اقعدي جنبي واقفه ليه
جلست حسناء بجوارها فأكملت سناء: حسناء هي كمان عملت فيك ايه يا حازم
حازم بلهجه ساخره ولكن اكثر احتراما و التزاما للحدود: حسناء , مفيش دي بس جابتلي صدمه عصبيه , اللي يشوفها وهي جايه تجري و تعيط و تنادي يقول الشمس شرقت من المغرب
ضحكت ثلاثيهم علي كلام حازم فأكمل حازم : انتوا يا ستات بتخلوا النمله فيل , قلبكمرهيف
, صحيح , اما اتصل علي ابراهيم


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 09:38 PM   #188

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الرابع عشر
حازم بلهجه ساخره ولكن اكثر احتراما و التزاما للحدود: حسناء , مفيش دي بس جابتلي صدمه عصبيه , اللي يشوفها وهي جايه تجري و تعيط و تنادي يقول الشمس شرقت من المغرب
ضحكت ثلاثيهم علي كلام حازم فأكمل حازم : انتوا يا ستات بتخلوا النمله فيل , قلبكم رهيف
, صحيح , اما اتصل علي ابراهيم
سناء: متخضهوش يا حازم
فأشار لها حازم بأن تنتظر وهو يبتسم ابتسامة صفراء
حازم : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ابراهيم : وعليكم السلام
حازم بلهجه قمة في الحزن المصطنع : ايه يا عم مش بتأكل البت ولا ايه
ابراهيم بتعجب: بت مين؟
حازم : و بتتبري منها كمان و بتدعي انك مش عارفها حتي , ده اعلان غير رسمي عن ايه بالضبط ؟
ابراهيم : فيه ايه يا عم فهمني
حازم : يبقي اكيد مش اغمي عليها بقي , اكيد دي انتحرت من فوق الكرسي , والحمد لله حسناء انقذتها بإعجوبه
نرمين بغيظ : خلص يا حازم
ابراهيم بقلق : نرمين اغمي عليها؟
حازم بلهجة القضاه و المحققين : اه , اعترف حالا معليلها الضغط ولا مجوعها
ابراهيم : وبتقول عليا بالي رايق , وقاعد تتريق عليها ولا في دماغك , انا جاي حالا
حازم : انت اتخضيت كد ليه يا ابراهيم متخفش هي الحمد لله فاقت و قامت للانتقام منك
ابراهيم : يعني كويسه؟
حازم : والله كويسه متقلقش
ابراهيم : طيب في شركة جديده بتاخد من عندنا مجموعه تابلت و اول ما هخلص هاجي عليكم علطول واخدها علي الدكتور
حازم : ماشي يا ابراهيم , بس اشربلك كوباية لمون احسن تيجي تنام جنبها
ابراهيم : طيب سلام و هكلمكم و انا جاي في الطريق
حازم وهو يخبط كف علي أخر : لا حول ولا قوة الا بالله العظيم و انا اللي بقول الستات اللي قلبهم رهيف طلع عم ابراهيم رهيوف هو كمان
نرمين بغيظ : هو انت مالك فرحان كده اني اغمي عليا
حازم : هقولك بعدين , تعالي يا ماما عاوزك
ثم خرج من الغرفة و تبعته سناء بعدما استأذنت من حسناء و وعدتها بالعودة حالا
وفي خارج الغرفة وعلي بعد أمتار قليله وقف حازم يشير لوالدته بأن بطنه متكوره
نظرت له سناء بتعجب و هي تقترب منه وتقول: هو في ايه يا حازم
همس لها حازم وهو ينحني نحوها : مش ممكن تكون نرمين حامل , قلبي الجواني بيقولي كده
اضاء وجه سناء من شدة الفرحه لذلك الحدس وقالت بفرحه احدث اهتزاز بصوتها : تصدق ممكن , - اكملت برجاء و يديها مرتفعين للسماء- يارب اسمع من بقك يا حازم , وانا بقول حازم فرحان كده ليه ان نرمين اغمي عليها , طيب انا هطلع اجهز و اقدم حاجه لحسناء علي ما ابراهيم يجي علشان اروح معاهم عند الدكتور
.................................................. ...
بعد ان خرج حازم و سناء من الغرفة ظلت عيني حسناء معلقتين بشرود في أرضية الغرفة ثم ارتسمت ابتسامة تلقائيه علي شفتيها
نرمين : بتضحكي علي ايه
حسناء : مفيش , بضحك علي اسلوب حازم , متصورتش اشوفه بيهزر كده
نرمين : علي فكره حازم طيب جد ا جدا ومرح والله بس مشكلته لما بتعصب بيبقي صعب صعب صعب جداااااا , وخاصة لما بيكون حاجه في دماغه تلقيها واخده كل تفكيرة و اعصابه بتبقي مشدودة , يعني الايام اللي كان بيفتح فها الشركة دي كانت ماما بتخاف تكلمه , حتي قبل ما يبدأ فيها كان قايل لماما تشوفله عروسه و ظهر قدامها واحده كويسه جدا ومناسبه و فيها كل الشروط اللي طالبها بس خافت تكلمه من شدة عصبيته و توتره وقتها
ما ان نطقت نرمين بتلك الكلمات حتي شعرت حسناء بنار تهيج في جسدها و ضيق يسد رئتيها و كأن حجرا يستقر فوق صدرها , حاولت ان تبدو طبيعيه ولا يظهر عليها اي علامات لذلك الضيق ولكن وجهها والذي يمثل وكاله انباء عالية المستوي عما يحدث بداخلها أظهر كل شئ
بعدها دخلت نور مسرعه وهي تقول : مالك يا نرمين
حقيقه دخول نور اعتبر انقاذ لموقف حسناء و الذي خرج عن سيطرتها ,
نرمين : مفيش كويسه كنت دايخه و وقعت بس
نور بفتور: اه ازيك يا نور
ثم اقبلت عليها تصافحها و تقبلها من واجب الضيافه و ليس ترحيب بها
سلمت عليها حسناء ثم بقيت متقوقعه داخل صمتها تاركه نرمين ونور تتابعان حديثهما , حتي دخل حازم وبيده الهاتف
رفعت حسناء ناظرها نحوه فاصطدمت بملامح المستبشرة , لا تعرف لماذا شعرت بمشاعر غريبة لا تفهمها و لا تعرف سببها او تفسيرها ولكنها اكتفت بأن حولت نظرها للجهه الأخري
حازم : خدي يا نرمين كلمي جوزك
اخذت نرمين منه الهاتف و وضعته علي اذنها: الو
ابراهيم بلهفة: مالك يا حببتي قلقتيني عليكي
ابتسمت نرمين و هي ترد علي زوجها : لا انا كويسه متقلقش
ابراهيم : طيب دقايق و هكون عندك , اجهزي علشان اخدك اكشف عليكي
نرمين و قد تغيرت ملامحها : ماشي توصل بالسلامة
أغلقت نرمين الخط و تجمدت ملامحها في الحال , نظرت نظرة مريبة نحو حسناء ثم ظلت تجول بنظرة رجاء شديده بين حازم ونور وقالت : ابراهيم جاي في الطريق
فهموا مباشرة ما تظهره عيني نرمين و تقصده من كلامها
هز حازم رأسه مستنكرا غيرة نرمين و لكن نور قالت : تعالي معايا يا حسناء في اوضتي فوق علي ما نرمين تروح تكشف و ترجع
وقبل ان ترد حسناء قال حازم : لا تعالي يا حسناء ارجعك بيتك قبل ما اروح الشركة الجديدة ما دام ابراهيم جاي و سيبها , و علشان مش عارف هرجع امتي ولا تحبي تروحي الشركة
حسناء: لا , هروح
هدأت اعصاب نرمين و التي كانت اصبحت في قمة التوتر , قامت حسناء تودع نرمين بسلام قبل ان تغادر ولكن سناء دخلت عليهم بعلب البيبسي
سناء بعتاب: ماشيه ولا ايه يا حسناء
حسناء: معلش يا طنط علشان حازم يرجعني البيت , وهبقي اتصل علي نرمين اطمن عليها
سناء: طيب اشربي الكانز الأول
حازم وهو يلتقط العلب بيده : هنشرب في الطريق يا ماما
سلمت حسناء علي نرمين و سناء و نور و انصرفت خلف حازم ليعيدها لمنزلها
.................................................. ...........
أوصل حازم حسناء لمنزلها وبعد ان دخلوا فناء الفيلا وتوقفت السيارة , نزلت من السيارة و اتجهت لمنزلها
نزل خلفها و قال: حسناء اقفلي علي نفسك كويس
حسناء دون ان تلفت اليه : حاضر
حازم : انا هقف لحد ما اطمن انك دخلتي و هقفل البوابه كويس , متقلقيش
حسناء و هي تشعر بغصة تقف بحلقها : شكرا
ظل حازم حتي دخلت حسناء و اغلقت البوابة بالمفتاح ثم صعد السيارة و طلب من السائق بأن ينصرف
دخلت حسناء المنزل و قلبها مقبوض و محمل بثقل كبير لا تعرف لماذا , وكأن كلمات نرمين التي قالتها عن حازم من قليل لم تكن مكونه من حروف عربية بل من سكاكين حاده خرجه مباشرة نحو حسناء ليستقبلها قلبها و ليس اذنها
تركت حقيبتها بفتور علي اول كرسي قابلها ثم جلست علي الكرسي التالي وكأنها مغيبة التركيز
ظلت كلمة نرمين تجول برأسها " عروسة و مناسبة لشروط"
ودت لو احضرت نرمين امامها الآن و تهبط عليها بسياط الاسئلة " من تلك العروسه المناسبه – وماهي المواصفات و الشروط التي يطلبها حازم في شريكة حياته – هل تلك الشروط تتوفر بها – بالتأكيد لا فهي لم تلحظ اي اعجاب بادي من حازم تجاهها
لكن هل يمكن ان يري فيها شئ يناسبه بالتأكيد لا ..........)
ظلت الأسئلة تدق برأسها حتي أحدثت به صدع عميق إلي ان شعرت ان رأسها اوشكت علي التفتت)
سألت نفسها بلوم : وانا مالي اساسا , هو ليه اهتمامه بيا و كرمه معايا خلاني افكر بشكل غلط و احس احساس مش من حقي .........لا انا لازم افوق , ده انا اتجننت تقريبا , وبغبائي ده ممكن اضيع حياتي تاني , ان كان اهتمامه بيا بالشكل ده خلاني اشوفه افضل حد في الدنيا بس منساش ان زمان نظرته ليا مجرد متسوله و بيعطف عليها بصدقة
وصل ذلك الخاطر بعقلها , فكون حبيبات دموع علي مشارف جفونها و لكنها وئدتها في الحال , ووقفت فجأ ه و قالت لنفسها كأنها أم تنهر صغيرتها بعنف : لا يا حسناء , فوقي , اياكي تفكري بالطريقه دي تاني ابدا ابدا , وعلشان تكوني عارفه بداية كده حازم عمره ما هيفكر فيكي ابدا , ولو هتضايقي انه يخطب و لا يتجوز يبقي من بكره تروحي تعيشي مع جوز امك احسن , مفهوووووم , وراكي مستقبل ركزي فيه بدل ما تضيعي خالص و الموت يبقي احسن ليكي , و لازم تكوني عامله حسابك انه هيتجوز و الله اعلم ساعتها مراته هتوافق علي وجودي ولا , لازم أكون متأهبه اني هيجي يوم و اعيش لوحدي و هتحمل مسؤلية نفسي و هعيش من غير مساعدة حد و حازم مش هيستحمل يستمر بالشكل ده علطول خاصة لما يكون عنده زوجه و اولاد و الله اعلم ممكن يكون قريب جدا
كانت كلماتها واقعيه بالمرة و لكن قلبها ظل ينزف ألما و يتمزق اربا كلما القت علي مسامعها حرفا , ولكنها اقتنعت برأيها , وحاولت بأن تنتزع احساس ضيقها من قلبها و القته بعيدا وشرعت في الحياكة بتركيز وهي تردد ذكر الله علي لسانها حتي تمحي اي شبح من صورة حازم تجول بخاطرها , وتحاول الانشغال بما بين يديها علها تطبق ما أملته علي نفسها من أوامر و نصائح و تحذرات منذ دقائق
.................................................. ............
وصل ابراهيم و اصطحب معه نرمين و سناء للطبيبه
كانت دقات قلب سناء تكاد تسجل الرقم القياسي في العالم في سرعتها من شدة قلقها الممزج بشوقها و طمعها في كرم الله لأبنتها بالذرية الصالحة بعدما تحدث اليها حازم و اخبرها انه يظن ان ما يحدث لنرمين ربما بسبب الحمل
استلقت نرمين علي السرير و تركت الطبيبه تقوم بعملها , وسناء تقف مقبضة يديها ببعضهما و تردد الدعاء بتضرع شديد بأن يجعل حدس حازم صحيح
دقائق مرت كالساعات علي ثلاثيهم , قالت الطبيبة : قومي كده يا نرمين اعملي التحليل ده
نرمين بفرحه : ممكن يكون حمل يا دكتوره
الطبيبه : ربنا يكرم يا نرمين , قومي بس و قولي يارب
قامت نرمين و فعلت مثلما طلبت منها الطبيبه و كانت النتيجه ايجابيه
الطبيبه : الف مبروك يا نرمين
نرمين بعدم تصديق وهي تلتقط شريط الاختبار بيدها : بجد يا دكتورة؟
قام ابراهيم من مكانه هو الاخر ينظر بالشريط الذي بيد نرمين وقال بفرحه عارمة: الحمد لله ,
أما سناء فتركت العنان لعيونها تفيض بالكثير و الكثير من دموع الفرحه لتغرق و جهها و هي تردد عبارات الحمد و الشكر
.................................................. ..............
عادت نرمين مع والدتها و ابراهيم لمنزل والدتها لتبقي هناك بضعة الايام حتي تستقر حالتها الصحيه نسبيا و تعتاد اعراض الحمل
كانت الفرحة تشع من وجوه الجميع و هم ملتفون حول نرمين المستلقيه علي السرير , الجميع يهنؤها و يعبرون عن مدي سعادتهم بذلك الخبر الرائع
وأتت أم ابراهيم لتبارك لنرمين ذلك الخبر و الذي يعتبر الاسعد علي مسامعها منذ أن تزوج ابنها , وبعد ان انهت جلستهااستأذنت مع ابراهيم و عادوا لمنزلهم تاركين حلقة الفرح قائمة بأهل الدار
طالت جلستهم وبدأوا في تناول بعض الآحاديث الجانبية و الفرح جليسهم الاضافي الذي اصر ان يبقي معهم حتي اخر الجلسه حتي تغير مجري الحديث علي لسان نرمين
نرمين لحازم : انا كده براءة يا باشا , شوفلك سكرتيرة تانيه
حازم و فرحته تعم اركان وجهه : لا ارتاحي خالص , اهم حاجه اسمع كلمة خالوا ,واخد اللقب , مش مهم سكرتيرة
نرمين وكأنها تذكرت شئ للتو: صحيح و حسناء , خليها بقي معاك في الفتره الصباحيه
حازم وكأن الأمر سبب له ارتباك في افكاره و ترتيب اعماله : اووه صحيح , هضطر اروح اخدها و ارجعها و افضيلها مكتب في الاوضة الكبيره بالشركة
نرمين برجاء: لا يا حازم , حسناء فعلا عندها حاله نفسيه و تشنجات من الرجاله , يبقي قاعدتها في البيت احسن , خليها معاك في اوضتك
سناء: لا حرام يا ولاد متحبسوهاش زي زمان
حازم و كأن الأمر بدأ يضايقه : لا يا نرمين مينفعش تفضل معايا في الاوضة انتي بتهرجي
نرمين : هي بتثق فيك يا حازم , ويا سيدي سيب الاوضة مفتوحة
حازم بنظرة تظهر حنق بدأ ينشب داخله : لا مش هينفع نهائي يا نرمين , ازاي واحدة غريبة تبقي معايا في الاوضه
تذكرت نرمين في الحال الضيق الذي ظهر علي وجه حسناء عصر اليوم فقالت بتوجس وتصطنع المزاح احتياطيا مخافة لغضب حازم: خلاص يا حازم اخطبها
لم يخيب حازم ظنها ونظر لها حازم نظرة المتوحشين و كأنه سينقض عليها ليذيقها طعم العذاب الحقيقي وقال محاولا التحكم في غضبه المكبوت : نرمين انتي حصلك حاجه في مخك
نرمين بمزاح ممزوج بالخوف: انت تطول , ده انا الي واحده ست بتوه في جمالها و بعدين دي محترمه وطيبه جدا والله وبكرة لما تتعامل معاه هتكتشف ده
حازم و بدأ وجهه يتوقد و عروقه تبرز: نرمين انا بقول انك اكتر واحده فهماني و عارف دماغي واني مش ببص للجمال الظاهري اللي بيتاكل مع الايام , وبعدين انا ليا شركات محترمه في السوق و السمعه مهمه جدا للحفاظ علي الشركة وعلشان اعدائك ميقدروش يعثروا علي ثغرة ضدك , انت عارفة ان عالم البيزنس زي ساحة الحرب و فيه بعض المنافسين اهم حاجه عندهم ينتقم من الناجحين علشان السوق يخلي ليهم , مينفعش حسناء نهائي احنا لا نعرف اصلها و لا اهلها , مش ممكن يكونو شبهه , وارتباطي بيها يدمر مستقبلي و يضيع تعب سنين
نرمين : خلاص اسأل عليها , صدقني حسناء فرصه لاي راجل
سناء: كلامه صح يا نرمين , احنا واجب نساعدها و نقدملها كل اللي نقدر عليه بس , والبنات كتير مش هتيجي علي حسناء و هيخلصوا
نرمين لتغير الموضوع الذي اثار جو توتري صاخب : خلاص يا حازم انا كنت بهزر المهم دلوقتي هتعمل ايه في حكايه شغلها
حازم و مازال الغضب يسيطر علي جزء من اعصابه : مينفعش تقعد معايا في الاوضه
نرمين : بس صدقني بتترعب من الرجاله
حازم : يا بنتي مصدقك و مجرب احساسها انا اللي رجال خايف اسوق عربيه بعد الحادثه , مقدر احساسها والله , بس مينفعش تقعد معايا في نفس الاوضه
لم تعلق نرمين و تركت حازم يشرد قليلا بملامح غاضبه ثم قال : خلاص تيجي معايا الشركة الجديده علي الاقل اقدر اوفرلها اوضه لوحدها
امتغصت نرمين من مجرد سماع هذا , ولكن مزاج حازم لا يستدعي اي اعتراض في الوقت الحال فاستسلمت لما قاله و لربما تخرج من مأزقها هذا فيما بعد و ردت مؤيدة لكلامه : ماشي كويس
تابع حازم بشرود : بس المشكله وقتي ضيق قوي , آهيبقي صعب اروح اخدها و ارجعها كل يوم
نور : وانت مالك متضايق كده , لو شايف انها حمل عليك و مش فاضي تجيبها و توديها ما خلاص بلاش تشتغل و كفايه انها عايشة في بيتك , ولو انها المفروض تشتغل بأكلها علي الأقل , وبعدين هي صغيرة انها تروح مواصلات شحات و عاوز فطير, ولا بتستهبل و تقول بتخاف من الرجاله و مستعبطاكم و انتوا تصدقوا , ده اسمه كهن ,
نظر لها حازم نظرة قد تكون الافظع و الأبشع في حياة حازم و قال لها من بين تشنجاته محاولا التحكم في غضبه حتي لا تتهور يداه , يفسد اجمل يوم في حياة نرمين : نووووور ملكيش دعوة , انت ايه دخلك , وعلشان تكوني عارفة حسناء دي اهم عندي من اي حد حتي منك انتي يا نور و اياكي تتكلمي في موضوعها تاني بالشكل ده
نور بغيظ : خليك عايش في وهمك و مفكر انها سبب حادثك و سبب نجاح شركتك و خليها تستنزف كل خيرك و لا كأن فيه حاجه اسمها قضاء و قدر , اللي انت فيه ده أصلا شرك بالله
حازم و هو يضغط يديه بشده ويغمض عينيه ليغض النظر عن نور وصوته اشبه بصوت رعد مخيف : نوووووور اخرجي من هنا
نور : من غير ما تقول انا خارجه بدل ما يجيلي جلطه من دماغك الغريبة دي
قامت سناء من فورها تسحب نور من ذراعها وتخرج من الغرفة حتي لا يصب حازم حمم غضبه بها بعد تلك القنابل النوويه التي خرجت من فمها
وقبل ان ينطق حازم بكلمة سمع صوت هاتف نرمين وبعده صوتها : السلام عليكم , ازيك يا حسناء
حسناء : وعليكم السلام ازيك انتي يا نرمين اخبارك ايه
نرمين : الحمد لله
حسناء: رحتي كشفتي
نرمين : اه
حسناء : والدكتور قالك ايه طمنيني
نرمين : لا اطمني , كل الحكاية انك هتبقي خالتو حسناء قريب
حسناء بفرحة: بجد والله , ألف مبروك يا نرمين , ربنا يتمملك فرحتك علي خير و يقومك بالسلامه و يرزقك طفل صحيح معافي
نرمين بإبتسامة وهن : ربنا يخليكي يا حسناء
حسناء : طيب اسيبك تريحي بقي و هاجي ازورك ان شاء اله قبل ما ترجعي شقتك
نرمين : ماشي يا حببتي و شكرا علي السؤال
حسناء : شكرا ايه بس , والله قلقانه من الصبح عليكي
لوح حازم لنرمين بأنه يريد التحدث إلي حسناء , فأشارته له بإيماءة موافقة من رأسها و قالت لحسناء: حازم عاوز يكلمك يا حسناء , بخصوص الشغل
شعرت حسناء بكلمة نرمين نزلت علي مسامعها و كأنها حجر سقط داخل بركة ماء فملأها بالتموجات والتوترات مبددا سكونها , ولكنها قالت : اوك
اعطت نرمين الهاتف لحازم فالتقطه منها و قال : السلام عليكم
حسناء بصوت يبدي مدي ما يحدث داخلها من فوضي القلق مع اشياء اخري لا تعجبها معناها و لكنها عازمه علي محوها تماما او علي الاقل تجاهلها : وعليكم السلام
حازم : ازيك يا حسناء
حسناء: الحمد لله
حازم : عامة نرمين هتاخد اجازة علشان حملها , فإن شاء الله انا اللي هاجي اخدك بالعربية , بس هتيجي الشركة الجديدة
حسناء : تمام
حازم بحرج : بس معلش يا حسناء , انتي عارفه والله وقتي ضيق فهستأذنك انك تيجي شغلك 3 أيام في الاسبوع بس و بنفس المرتب
شعرت حسناء بالاحراج الشديد من استأذانه و همت ان تقوله له لا داعي لعملها و لكنها خافت من ظلمة الحبس و التي ذاقتها سابقا فردت عليه بخجل: انا اسفه جدا يا بشمهندس عارفة اني هتعب حضرتك معايا , بس ان بخاف اركب تاكسي لوحدي
قاطعها حازم : حسناء , مش تعب ولا حاجه , انا لا يمكن اسيبك تركبي مواصلات لوحدك في الزمن ده
حسناء: شكرا
حازم : علي ايه ؟ خلاص ان شاء الله هاجيلك بكرة الساعه 2 الظهر
حسناء : ماشي ان شاء الله هكون جاهزة
حازم : خلاص اوك تصبحي علي خير
حسناء و: وانت من اهله
أغلقت حسناء الهاتف و وضعت يدها علي صدرها وهي تحاول تهدأه ضربات قلبها و تنفسها السريع , قالت : يا خبر انا مش عارفة بخاف منه قوي كده ليه , ربنا يستر من شغلي معاه , حاسه اني هبقي محرجه قوي
تمددت علي فراشها تستعد للنوم كي تستيقظ باكرا وظلت تسبح بخاطرها في بعض المواقف التي مرت بها وجمعتها مع حازم, بدأت بالمواقف المرعبه و كيف يكون غضبه و تحولاته الفجائية و مدي صرامة كلمتة و التي تشبه حد السيف , ولا يقبل نقاش بعدها , ولا يعرف شئ سوي طاعة الآخرين لكلماته , توجست خيفة للتعامل مباشرة معه , وشعرت بأنه كالبحر والذي يستمتع الناس بمظهره و لكنهم يخشون أمواجه و الغرق داخله , حاولت تهدئة نفسها وقالت : معقوله هخاف منه , ده كفاية كلمته الي لسه قايلهالي " انا لا يمكن اسيبك تركبي مواصلات لوحدك في الزمن ده " , ويكفي انه حتي لما يزعق بيرجع يتأسف بشكل غير مباشر و يحاول يرضيني كأنه هو اللي محتاجني مش انا اللي محتجاله
وظلت تسرد علي عقلها مواقفه الحسنه و التي لا تشبه إلا مواقف النبلاء و العظماء , ومدي عظمه في نظرها بعد كل موقف يصدر منه و مدي حفاظه للحدود و الادب في التعامل معها , حتي وجدت روحها تسبح مع كلماتها نحو منطقة محظورة , و منطقه ما كان لمثلها من الملتزمات و المتمسكات بدينها و شرع ربها ان تحيد نحوها او تقترب منها إلأا حينما يسمح لها الشرع و الدين بذلك , في رضا الله كي تستلذ بطعم الحلال
اعتدلت جالسه بإشمئزاز و عصبيه و قامت تجلد روحها بألزع أنواع التبويخ و التجريح كي تلتزم بما اعتزمت عليه منذ ساعات بألا تترك الشيطان و الهوي يتلاعبوا بقلبها و يغمسانه في برك الضلال و الظلام
ثم استعاذت بالله من الشيطان و قرأت اذكار النوم ونامت كي تستيقظ غدا وتبدأ مرحله جديده في عالمها لا تعرف ابعادها و لا ملامح دقائقها ولكنها لا تنكر ما تضمره داخل قلبها من خوف وقلق منها


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 09:39 PM   #189

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

موعدنا ان شاء الله يوم الثلاثاء القادم

REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-17, 11:59 PM   #190

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,824
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

ليه حازم بيبص لحسناء نظرة دونية المفروض يسأل عليها الأول وبعدين يقرر

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
-أفضل رواية رومانسية, الوحش, حبيسة, حبيسه, رحاب عمر, رومانسية, روايات رومانسية, رواية, قصر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.