|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي ثنائي اعجبكم حتى الآن | |||
تمارا وسهيل | 181 | 72.98% | |
جيك وفيبي | 16 | 6.45% | |
مروان وميرا | 10 | 4.03% | |
عمار وغريس | 9 | 3.63% | |
عمار وتمارا | 60 | 24.19% | |
روز وسايمن | 11 | 4.44% | |
غريس ودايفد | 4 | 1.61% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 248. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-07-17, 12:52 AM | #472 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الحادي عشر حين تشعر بأنك عدت صغيرًا تطفو من السعادة, كأنك تجلس علي أرجوحة ويدفعك أحدهم لترتفع, وتشعر بأنك تطير لتلمس السماء, ضحكاتك تتخلل الفضاء ضحكات من القلب.. ثم فجأة تسقط سقوطًا مريعًا من أعلي قمة إرتفاع للأرجوحة؛ مرتطمًا بأرض الواقع الأليم.. يهوي قلبك بين قدميك, وما تكاد تنحني لحمله لا تستطيع؛ فتدهس أنت وهو تحت وطأة الأقدام الساحقة.. مال دقات قلبي تتداعي أشعر بها تنبض ببطء وكأنها تخاف أن تتسارع.. هل شعرت بغزو موجع من قبل؟.. قد يبدو الحديث غير متناسق؛ ولكن هل تعرف كيف يكون القلب مقسوم؟.. كأن أحدهم يمسك بقلبك, وبيده الأخري نصل حاد يمرره من أعلي إلي أسفل برتابة؛ مرارًا وتكرارًا محدثًا شرخًا.. قيل دومًا "القلب مكسور".. ولكن كيف؟.. والقلب ليس زجاج!.. كان دومًا هذا ظني.. ولكن علمت هذا الشعور وفهمته بأبشع طريقة.. _عمي أريد أن أطلب يد ميرا.. هل صعقت؟.. لقد شعرت بصاعقة قد أردتها واقتلعت قلبها بكل عنف.. هل قال ميرا؟.. عقدت حاجبيها وضيقت عينيها لمحاولة استيعاب ماقاله للتو.. ألم يقل أنه سيطلبها؟.. ألم يعدها البارحة بعد مافعله؟.. هزت رأسها بقوة غير مصدقة تحدث نفسها لقد سمعت خطأ.. إنه يمزح حتمًا.. لن يكون بهذه الحقارة.. سيخبر العم الآن أنه يمزح ويطلبها هي.. نظرت له بأعين متسعة بذهول.. فإبتسم إبتسامة جانبية خبيثة يحدجها بنظرات قوية متسلية بتشفي وإنتصار؛ وكأنه قد قرأ مايدور بخلدها.. فأعاد حديثه بقوة أكبر:" بلى عماه, أريد أن أخطب ميرا.." عقد غسان حاجبيه بتعجب, وردد بدهشة:" ميرا.. ولكن مالذي حدث فجأه لتطلب الزواج سهيل؟.. أنت لم تمهد حتي للأمر!.." نظر إليه سهيل بجدية, وقال بقوة:" أريد أن استقر فتنقلي هنا, وهناك يستنزف الكثير من الوقت.. ثم ضحك دون مرح متهكمًا بسخرية.. ثم ألم تنصحني بالزواج عمي لكي أعف نفسي؟.. هل غيرت رأيك؟.." نظر إليه غسان بحيرة؛ أن يطلب سهيل ميرا, وفجأة دون مقدمات مثير للريبة, ولكن يبدو أن سهيل حقًا يريد أن يستقر فقد تعدي الثلاثين من عمره, وكثير مثله يعبث بحياته كثيرًا, وحين يقرر الزواج يكون قد مل من حياة الإستهتار ويريد بناء أسرة.. نظر إلي عاليا بجواره, والتي كانت تتابع الحديث بصمت محاولاً أخذ رأيها ومشورتها بالأمر؛ فوجدها تبتسم بسعادة وعيناها تتألقان برضا, تومئ برأسها موافقة.. ابتسم غسان متنهدًا بقلة حيلة, والتفت إلي سهيل قائلاً بحبور: " حسنا سهيل لك ماتريد, ولكن لنأخذ رأي ميرا.." نظر إلي ميرا الواقفة علي الدرج, والسعادة تتقافز من عينيها تنطقان بالموافقة.. سهيل بالنسبة إليها نجمة في السماء تنظر إليه بإنبهار, له هالة غريبة تجذبها إليه.. إعجاب شديد كانت تكنه إليه, هي تشعر بالرهبة منه؛ ولكن تلك الفترة التي مكثها معهم كانت تراقبه دومًا, لا تنكر أنه غريب في بعض الأحيان ولكنه يعاملها بلطف, ويسمعها بعض الكلمات الرقيقة التي تجعلها تبتسم, وتطرق برأسها خجلاً.. أن يفكر فيها ويطلبها لم تكن تتخيل الأمر أبدًا؛ بل لم تفكر به لأنه المستحيل بالنسبة إليها, تشعر بدقات قلبها تتراقص وهي تبتسم كالبلهاء, لا تستطيع أن تتفوه بكلمة, المفاجأة تجعلها في حالة من الصدمة, يكاد يغشي عليها من فرط ماتشعر به.. هي وسهيل!.. سهيل وهي!.. معًا!!!.. مؤكد هذا حلم.. هزت رأسها بذهول, وعيناها تتسعان بشدة بطريقة مضحكة, وتلك الإبتسامة لا تغادر ثغرها.. ضحك غسان من منظرها, ثم التفت إلي سهيل مرة أخري, وقال بمرح: " يبدو أنها موافقة.. مبارك سهيل.." ابتسم سهيل بتصنع وهز رأسه قليلاً, وقال بإيجاز وبساطة: " شكرًا عمي.. سأذهب الآن للعمل, وعند العودة سنتحدث بالتفاصيل.." أومئ غسان رأسه موافقًا, وقال:" حسنًا.." تحرك سهيل, يصعد الدرج يمر بجوار تمارا التي تجمدت بمكانها, ووجهها بلا تعابير كتمثال نحت من الصخر, وعيناها تشعان حقد أسود بشراسة.. مال عليها هامسًا بإذنها بتسلية واضحة, وإبتسامته الملتوية تزين ثغره: " ماهو شعوركِ الآن حبيبتي؟.." كان صدرها يعلو ويهبط بإنفعال وقهر, تجذ علي أسنانها بغل, ولكنها سيطرت علي جسدها بقوة؛ لقد ذبحها بسكين صدئ بكل قسوة, ودم بارد.. نظرت إليه بنظرات واثقة غريبة بإبتسامة مغلفة بالبرود المصطنع, الذي يخفي نارًا متقدة وكأنها علي آتون مشتعل؛ اقتربت منه بدورها ورفعت ذقنها بشفتين مشدودتين كخط حاد, هامسة بالقرب من أذنه بقوة غامضة تحمل بطياتها غلاً: " تريد أن تعرف ماهو شعوري؟.. حسنا انتظر فقط قريبًا وستعرفه جيدًا.. مبارك عليك الألم والعذاب مقدمًا أيها الصياد.." ثم ابتعدت تتحرك بخطوات واثقة رافعة رأسها بغرور, وتكبر, تتهادي بدلال يذيب عزيمة أعتي المحاربين.. حين ابتعدت عنه تريد الفرار لغرفتها تبدلت ملامح وجهها الصلبة إلي وجه يحمل كل علامات الألم والمرارة, ولكن عيناها كانتا شئ آخر.. محتقنتان, مظلمتان بغل أسود؛ تكادا تشعلا ماحولهما من فرط إشتعالهما.. جسدها يختض غضبًا بجنون تلعن نفسها ألف مرة, هاهي مرة أخري قد سمحت له بإهانتها, والتقليل من شأنها, بل تجرأ عليها وتطاول هذه المرة, وهي كالبلهاء صدقته.. أين وعودها لنفسها المرة السابقة لنفسها بنسيانه, وإخراجه من حياتها؟.. أين قوتها المزعومة التي تحدت بها الصعاب بحياتها؟.. كل ذلك ذهب مع الرياح مع أول كلمة, ووعد كاذب أخبرها إياه.. تستحق كل مايفعله بها؛ بل تستحق أكثر وأكثر مما فعله, لعنة الله عليك أيها القلب يامن القيتني بهاوية عشق ظننت أنه سيجعلني أحلق بالسماء, ولم أجد منه سوي السقوط بأعمق حفر الأرض وأحلكها ظلمة.. ولكن صدقًا سهيل, أقسم بحق مافعلته وكسرة قلبي؛ لأجعلك تتلوي بجحيمي, وتلتمس الرحمة ولن تجدها حتي بالموت.. *************** يتبع | ||||
07-07-17, 12:55 AM | #473 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| راقبها سهيل بأعين قاتمة, يتنفس بعنف وقلبه ينبض بقوة.. هاهي تتحداه مرة أخري, يعلم أنها تتألم بشدة حد الموت؛ ولكنها تجابهه لتجعله يجن أكثر.. تحرك بخطوات متمهلة, وعقله يشتعل من الأفكار التي تعصف به.. خرج من المنزل ودلف إلي سيارته يجلس فيها دون أن يتحرك, عاقدًا حاجبيه بألم مما حدث؛ هاقد كسر قلبها مرة أخري, وشعر بقلبه قد تحطم وتفتت بشظايا نظرتها المقهورة رغم تظاهرها بالقوة.. نظر لمرآة سيارته الأمامية وتعابير وجهه تنضح بالعذاب, والبؤس الداخلي منعكسًا بوضوح عليه.. حين أغمض عينيه الليلة الماضية يشعر بالإنتشاء, والكمال بعد قبلة تمارا مبتسمًا.. فتح عينيه علي اتساعهما ينظر للمرآة مرة أخري بوجه مشرق, يكاد من يراه يظنه غر مراهق قد نال قبلته الأولي, وكانت أفضل مما حلم بها, هو الصياد وكأنه لم يلامس قبلها من النساء.. قلبه يرفرف بأجنحة السعادة التي طالما حلم بها؛ وكأنه قد ملك كل شئ, ولم يعد هناك مايهمه كل عذابه السابق قد اختفي, وتلاشي؛ كأنه مجرد وهم لم يكن له وجود.. عذابه, ألمه, حرمانه, ذله, وإنكساره, كرامته التي مرغت بفعلة لم يفعلها.. انتفض جسده بقوة, يهز رأسه نفيًا بأعين مذعورة خائفة.. تراجع للخلف متعثرًا شاهقًا بهلع من ذلك الشعور بالرضا واﻷمان.. عليه حقًا الشعور بالذعر اﻵن, عليه أن يركض مبتعدًا.. ضربت كلمات "سامر" عقله كمطارق فولاذية تدفعه للجنون.. تمارا تفقده صوابه, وتعقله لا يستطيع السيطرة علي نفسه وهو معها.. يصبح شخصًا آخر.. لو تزوجها واقترب منها مؤكد سيتغير, سيصبح عبدًا لها أكثر من ذي قبل.. عليه أن يحطم ذلك الرابط, ويقطع الحبل قبل أن يلتف حول رقبته.. ستحكم قبضتها عليه, يسير, ويصير طوع أمرها.. يشعر بالرعب الشديد.. ابتلع ريقه بصعوبة, وعقد حاجبيه بألم, عيناه تنطقان بالعذاب لا يمكن أن يكون لها.. كل مابناه سينهار.. لا لن تتحكم به.. سيتخذ القرار حتى ولو كان به هلاكه.. عاد من شروده ينظر إلي المنزل بأعين معذبة هامسًا بصوت باهت محدثًا نفسه ببؤس: " أخاف أن تتعري حقيقتي وروحي أمامكِ, أيتها المتجبرة التي ملكتِ قلبي.. أسيطر علي كل شئ كل شخص إلا أنتِ.. أجرحكِ خوفًا من سقوطي في هاوية سحركِ.. تتملكني رغبة في سحقكِ بين أضلعي, وأن أتحرر من قيود خوفي.. ولكن خوفي الأكبر منكِ, عيناكِ تتحداني دومًا, أخاف قربكِ؛ حتي لا نسحق كلانا في دوامة مشاعر, لن تجلب لنا سوي عذاب الجحيم.." أغمض عينيه يطبق علي جفنيه بقوة يبتلع ريقه بمرارة العلقم, أضلعه تطبق علي قلبه, عذابه لا يحتمل.. عبرات غريبة تلسع عينيه, تجعله يشعر بنيران مشتعلة تكاد تغشي بصره.. فتح عينيه ورفع وجهه للأعلي شاهقًا بعذاب؛ وكأن روحه تخرج مع شهقته, ثم عاد ينظر أمامه يدير محرك سيارته بعنف منطلقًا بها سريعًا, لا يعرف إلي أين سيذهب؟.. لا يريد رؤية أحد, ولا يستطيع أن يتحدث حتى, سينفجر باكيًا بقهر, لذلك تحرك بدون وجهة منعزلاً عما حوله.. ************************ يتبع | ||||
07-07-17, 01:00 AM | #474 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| في شقة جيك مساءً كان يجلس متسطحًا بإسترخاء علي أريكته يستمع لبعض الموسيقي الهادئة منسجمًا معها يغمض عينيه, يحرك يده بتناغم مع النغمات المنسابة حوله؛ لكنه فتح عينيه يعقد حاجبيه بتعجب؛ حين دق باب شقته, تبعتها دقات متتالية بإلحاح غاضب.. اعتدل سريعًا ونهض يتجه إلي الباب يفتحه؛ ليفاجئ بفيبي أمامه بملامح وجه غاضبة, وهيئة هجومية مشتعلة.. عقد حاجبيه أكثر من هيئتها, وتسائل بتعجب:" فيبي!.." كانت فيبي عاقدة حاجبيها تزم شفتيها بحنق, تحدجه بنظرات مشتعلة بعدم رضا, ثم هتفت بغضب:" كيف تفعل هذا جيك؟.." تراجع قليلاً للخلف, ينظر إليها بعدم فهم, وتسائل بحيرة:" ماذا فعلت فيبي؟.. أنا لا أفهم.." هدرت فيبي بقوة جعلت رأسه يرتد للخلف, وارتفع حاجباه بذهول من انفجارها: " لا تتغابي جيك.. أنت تعلم ماذا فعلت.. كيف تسمح لنفسك بفعل ذلك؟.. من تظن نفسك؟.." هز رأسه قليلاً, ورمش بعينيه محاولاً نفض ذهوله, وتنحنح متسائلاً مرة أخري: " فيبي.. حقًا لا أفهم سر هذا الغضب.. اخبريني ما الأمر, حتي أستطيع الرد.." زفرت بقوة, وقالت بصوت غاضب منفعل:" كيف لك أن تضيف مايك ببرنامج تأهيل دون أن تخبرني؟.. بل كيف لك أن تفعله من الأساس؟.." أومئ برأسه متفهمًا, وقال ببساطة:" هذا هو مايزعجكِ!.. وماذا بالأمر!.. هذا عادي.." صاحت بعصبية تشيح بيدها بوجهه, ليرتد خطوة للخلف:" ليس عاديًا جيك.. ليس عاديًا أبدًا.. ماذا تنتظر بفعلتك هذه أن نقول لك؟.. نحن ممتنون لأجلك.. شكرًا لك.. لا جيك لقد أسأت التصرف.." عقد حاجبيه ينظر إليها ببلاهة, غير ممتنين, وينتظر الشكر, لقد أضاف مايك ببرنامج تأهيل شهير للأطفال المصابين بالتوحد محاولاً مساعدته ليس أكثر, ولم يكن منتظرًا منهم أي شكر.. تبدلت ملامحه للضيق, وقال بإمتعاض:" فيبي.. أنا لم...." قاطعته فيبي بنبرة متحشرجة:" استمع إلي جيك.. مافعلته قد حط من قدري, أنت جعلتني أشعر بالدونية.. أنا...." لم تستطع أن تكمل فقط اختنقت الكلمات بحلقها تشعر بالمرارة, مافعله جيك جعلها تشعر بفرق المستوي بينهما, وأنه ينظر لعائلتها أنها أقل منه ولا ترتقي لمستواه, بل أن مايك يكاد يكون مسخ عليه أن يعدل منه حتي يليق به.. حين رن هاتف منزلهم, ردت والدتها لتجده أحد المسئولين عن مركز تأهيل خاص للأطفال المصابين بالتوحد, يخبرهم بضرورة حضورهم مع مايك للإتفاق علي برنامج لتأهيله والبدء معه, التفتت إليها والدتها بدهشة, ولكنها سألت المتصل من الذي قام بتسجيله, فأخبرها أنه جيك.. تبدلت ملامح والدتها وشكرت المتصل متمتمة ببعض العبارات الهادئة.. ولكن حين أنهت الإتصال غضبت بشدة من فعلته, وأخبرت فيبي أنهم لا ينتظروا أن يمن عليهم جيك أو يتصدق عليهم, تستطيع أن تعتني بصغيرها دون مساعدة من أحدهم.. أن ينظر إليهم جيك بدونية ذلك لا يغتفر, إن كانت فيبي علي علاقة به لا يخوله أن يتصرف من تلقاء نفسه بخصوص مايك, هو مع فيبي ولا شأن له بحياتهما.. رمقتها والدتها بنظرات غاضبة لا تخلو من الإحساس بالمرارة, جعلت فيبي تشعر بالقهر الشديد, والأسي إتجاه والدتها.. هي تعلم مدي حساسية والدتها إتجاه مرض مايك, تراعيه بنفسها, حتي حين عملت فيبي لم تطلب مساعدتها في علاجه, وتكفلت بكل تكاليفه.. لم تجد نفسها إلا وهي تسرع إلي شقة جيك, وتفرغ غضبها بوجهه.. تأمل جيك ملامحها ووجهها المطرق بتعجب, مد يده يمسك بذقنها يرفع وجهها, فهاله تلك الدموع المترقرقة بعينيها الزرقاوين, ونظرتها المنكسرة.. فهتف بإرتياع:" فيبي.. أتبكين؟.." ارتعشت شفتاها بأسي, وقالت بخفوت منكسر: " جيك لقد جعلت عائلتي تشعر بمدي فقرها, بل جعلتني أشعر بالخزي أمام أمي.. لقد نظرت إلي بخبية أمل لم أرها بعينيها من قبل.. لماذا فعلت ذلك؟.." قالت كلماتها وانفجرت ببكاء شديد, جعل جيك يسرع ويحتضنها بقوة يعقد حاجبيه بألم, ويقول معتذرًا:" فيبي لم أقصد أن أفعل ذلك أبدًا.. أقسم لكِ, لقد أردت مساعدته فقط.. أنا...." رفعت يدها تمسك بقميصه تتشبث به بضعف, دموعها التي بللت قميصه, ونبرتها المختنقة بمرارة جلية:" لقد جعلت أمي تظن أنك تحاول شرائي كعاهرة, ثم تلقيني بعد ذلك.." تجهم وجهه بغضب من كلماتها فأبعدها عنه, وقال آمرًا:" انظري إلي فيبي.." كانت مطرقة برأسها تبكي بخفوت ولم تنصاع إليه, فأعاد كلماته بقوة أكبر يرافقها بمد يده يرفع وجهها إليه, فتصدم بوجهه العابس بغضب.. _ هل تظني أنني أفعل ذلك لأنني أريد منكِ مجرد علاقة؟.. لم ترد عليه فأضاف بنبرة جليدية قاسية:" إن كنت أريد مجرد علاقة؛ كنت لألتقط أي فتاة في طريقي من أي ملهي أو ناصية, وما أكثرهن.. وأنتِ تعلمين ذلك.. أريد منكِ إجابة واضحة.. هل تظني بي ذلك؟.." أسبلت جفنيها, وهزت رأسها نفيًا.. فقال بسخط:" إن كنتِ تعرفين ذلك.. لِمَ لم تدافعي عني أمام والدتكِ؟.." كان جسدها يرتجف تشهق كالأطفال أمامه.. فغرت فاها لتجيبه, ولكنه قال بقسوة وكأنه يقر أمرًا واقعًا:" ليست والدتكِ من تنظر إلي تلك النظرة فيبي، رغم ماحدث بيننا ولكنكِ تخافين مني, وتظنين أنني قد أترككِ فيما بعد، كنت أظنكِ تعرفينني وتعرفين أنني لن أفعل ذلك أبدًا.. حين أخبرتي بحبكِ لي كنت أستطيع استغلالكِ وقتها، كنتِ تعملين عندي وتحت رحمتي ولكن لم أقترب منكِ إلا حين تأكدت من مشاعري إتجاهكِ، لم أشعركِ أبدًا بأي فرق بيننا رغم أنكِ دومًا تشعرينني بأنني دخيل عليكِ, تنتظري خطأ لي لتثبتي نظريتكِ الحمقاء.." رغم قسوة نبرته؛ ولكنها كانت تقطر مرارة واضحة؛ جعلت فيبي تشعر بالخجل وتزم شفتيها، تتحرك حدقتاها بتوتر محاولة الحديث.. ابتلعت ريقها ورفعت يدها تمسح دموعها, وهمست:" جيك أنا لم أقصد أن......" لم يستمع لحديثها وتركها ودلف إلي الداخل, متجهًا إلي أريكته يجلس عليها بصمت.. فتبعته بخطوات مترددة ووقفت أمامه, هامسة بضعف:" جيك.." زفر بقوة وملامح وجهه رخامية, ثم قال بإقتضاب: " لا بأس أنا سأتحدث مع والدتكِ وأفهمها الأمر، يمكنكِ الرحيل.." عقدت حاجبيها تنظر إليه بتوسل؛ ولكنه أشاح بوجهه عنها برفض.. فجثت علي ركبتيها أمامه, قائلة برقة:" جيك انظر إلي.. أنا آسفة حقًا لغضبي واندفاعي، ولكن مافعلته أزعجني بشدة, وأمي أيضًا كان عليك أن تخبرني.. أمي حساسة إتجاه مايك, ولا تحب أن يتدخل أحد بينهما.. أنت لا تعلم كم تحبه وتقول أنه هبة لها من السماء.. ثم تجمعت الدموع بعينيها مرة أخري وأضافت بألم.. إنه رائع جيك رغم مرضه، أنا أحبه كثيرًا.. لا نحب أن يمسه أحد بكلمة.." لانت ملامح جيك رغم عبوسه, وقال:" أعلم ذلك، لقد رأيت نظراتكم إتجاهه إنه طفل جميل يدخل القلب؛ لذلك حاولت أن أمد يد المساعدة؛ ولكن مايزعجني الآن هو تفكيركِ بي فيبي.." عضت علي شفتها السفلي بحرج, وقالت بخفوت معتذر: " لأنني أحبك جيك أخشي أن تتركني، اعذرني فأنا حمقاء حين يتعلق الأمر بك.. لقد أصبحت هوس بالنسبة إلي.." زم شفتيه بقوة يحارب إبتسامته, وقد لامست كلماتها قلبه بقوة, وحافظ علي عبوسه.. عقدت فيبي حاجبيها تنظر إليه بتوسل معتذر, ولكنها لم تجد منه أي تفاعل فنهضت بتثاقل, وقالت بصوت باهت تطرق برأسها:" حسنا جيك.. يبدو أنني أزعجتك كثيرًا، طابت ليلتك.." وتحركت بخطوات متعثرة تجاهد دموعها التي تهدد بالإنفجار, شاعرة بأنها قد خسرته بغباء كلماتها وشكها به.. ولكن ما أن وصلت لباب الشقة المفتوح شهقت منتفضة؛ حين وجدت بيد جيك تغلق الباب, وجسده يحاصرها.. هامسًا بأذنها ماكر:" هل سترحلين قبل أن تصححي خطؤكِ عزيزتي؟.. لا أقبل أبدًا.." كانت غافلة عن نظراته المتسلية بعبث واضح؛ فإهجشت بالبكاء هاتفة:" أحبك جيك.. آسفة.." والتفتت إليه واندفعت تحتضنه بقوة مطوقة خصره بذراعيها.. ضحك يهز رأسه بيأس, قائلاً بقلة حيلة" وأنا أحبكِ فيبي.. لقد علمت أنكِ كارثة حطت فوق رأسي حين أتت بكِ تمارا, كارثة بكل المقاييس ياحمقاء.." ضحكت من بين دموعها وابتعدت عنه قليلاً, هاتفة برجاء:" قلها ثانية.." رفع حاجبه بمكر وتسائل وعيناه تجولا علي ملامحها بشوق شديد:" أقول ماذا؟.." ابتسمت ولمعت عيناها بنظرة ماكرة كنظرته, وقالت بإغواء ناعم:" قل أحبكِ ثانيةً.." مال برأسه للجانب قليلاً, وتسائل بخبث فظ:" وماذا سأنال بالمقابل؟.. لقد أزعجتني كثيرًا الليلة.." تمايلت بدلال وتراقص حاجبيها, هامسة بنعومة:" حسنًا أعلم كيف أراضيك حبي.." واندفعت تستطيل علي أصابع قدميها تقبله بقوة, وأصابعها يدها تتلاعب بأزرار قميصه, هامسة بعاطفة:" آسفة لشكي بك.." ضحك بخشونة يلف ذراعه حول خصرها يجذبها إليه, يقربها أكثر هاتفًا بين شفتيها: " أحبكِ فيبي.. أحبكِ كثيرًا.." *********************** يتبع | ||||
07-07-17, 01:05 AM | #475 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| في الشركة لم يكن سامر يعلم بأمر خطبة سهيل لميرا بعد, فهو لم يعد للمنزل ولم يتواصل مع أحدهم, كان بحالة من الغضب الشديد, سهيل لم يكلف نفسه عناء الإتصال به ومعرفة أخباره, كل ما يهمه تلك الحية الخبيثة, تسرقه منه.. في غرفة مكتبه كان سامر غاضبًا, بل الغيظ يتآكله.. لا يكاد يحتمل كلمة من أحد بعد أن عنف أحد العاملين, وهدد بطرده من الشركة دون ذنب, خرج الموظف مهرولاً بعيدًا عنه.. في حين وقف سامر يهز ساقه بعصبية, يلوح بيده في الهواء, قائلاً بغل من بين أسنانه:" تلك المغوية الخبيثة.. ماذا تفعل له لكى يحبها هكذا؟.." ثم هز رأسه مضيفًا بإستهزاء مستاءً:" بالطبع تغويه, وأخي الأحمق يلهث خلفها وهي تتهادي كاﻷفعي.." وتحرك يتمايل مقلدًا تمارا, يحرك يديه برقة كالفتيات, ويردف بنعومة ساخرة:" اوه سهيل.. يالك من وغد حقير.." ويضيق عينيه بغل مردفًا بإمتعاض:" تغريه كلماتها الساخرة منه.." في حين كان مروان واقفًا بعد أن دلف ليتحدث معه بأعين متسعة, وحاجبان مرفوعان وقد تدلي فكه بغباء؛ ينظر لحركات سامر المائعة, ثم هتف بنبرة مشدوهة:" يا إلهي.. ماذا تفعل؟.." أجفل سامر ونظر خلفه سريعًا, ليجد مروان, عقد حاجبيه بحنق متسائلاً بحدة:" ماذا.. ماذا تريد؟.." تحرك مروان للداخل بعد أن أغلق الباب, وقال ضاحكًا بذهول: " ما هذا الذي رأيته؟.. هل كنت تؤدي عرضًا ما؟.." زفر سامر بضيق, وجلس يلقي بجسده علي المقعد زامًا شفتيه, قائلاً بإقتضاب:" سهيل وتمارا.." زفر مروان بملل ينظر إليه, ويمط شفتيه هازا رأسه بيأس: " ثانيةً!.. سامر لقد أصبح الوضع مزعجًا.. سهيل ليس صغيرًا؛ ثم إن تمارا ليست سيئة كما تقول.." التفت سامر بجسده سريعًا ينظر إليه بإستنكار, هاتفًا بحدة وسخط: " ليست سيئة!.. كلهن حقيرات وأنا أعلم ذلك.. هي تريد أن تتمكن منه ثم تخونه.. لكني لن أسمح لها.." اتسعت عينا مروان, هاتفًا بعدم تصديق, يحرك يديه في الهواء: " يا إلهي.. كف عن هذا إنها ابنه عمك.. تلك العلاقة التي ترتبط بها مع سهيل أصبحت هوس لك.. تشعرني أنه زوجك وتغار عليه من تمارا.." نظر له سامر بطرف عينه بإمتعاض, ومط شفتيه للجانب بضيق ولم يعلق.. رفع مروان حاجبه, وأردف متسائلاً بمكر مستفز:" أصدقني القول سامر.. هل تحب تمارا, ولذلك أنت غاضب منها؟.." انتفض سامر كالملسوع, صارخًا بحدة مستنكرًا: " أحبها!.. أنا!.. هل جننت؟.. بالطبع لا, أنا لا أطيقها.. كف عن حماقاتك.. أنا قلق على أخي فقط.." تنهد مروان بتثاقل يهز رأسه يأسًا؛ حالة سامر غريبة وتعلقه بسهيل أغرب, هو رأي العديد من الأخوة المترابطين المحبين لبعضهم؛ ولكن ليس كسامر.. هناك شئ غامض به خاصة تجاه تمارا.. هو دومًا يكره النساء ويعتبرهن وسيلة لإشباع رغباته, يسعي للإنتقام منهن لسبب ما لا يعرفه.. حاول مرارًا أن يعرف, ولكن سامر وسهيل متحفظان بشأن هذا الموضوع.. ولكن سهيل تعامله عادي مجرد أخ, ولكن سامر مختلف يتبعه كظله يكاد لا يفارقه.. نظر مروان لسامر بريبة وشك, ولاحظ سامر تلك النظرات, فعقد حاجبيه متسائلاً بفظاظة:" لماذا تنظر إلي هكذا؟.." أجابه مروان وهو لايزال ينظر إليه بحذر:" في الواقع بدأت أشك بك سامر.. أخبرني.. هل لك ميول إنحرافية إتجاه الذكور؟.." نظر له سامر ببلاهة وعدم إستيعاب, ولكن بعد لحظة تجهم وجهه وظهر الغضب عليه, قائلاً بتحذير:" هل تريد أن أضربك مروان؟.. ثم صدح بعصبية.. أيها الغبي أي ميول إنحرافية تلك؟.. أتريد القول أنني شاذ؟.. وماذا عن الفتيات التي أضاجعهن؟.." هز مروان كتفه بلا مبالاة, وأردف ببساطة:" يمكن أن يكون مجرد تمويه لنا حتي لا تنفضح.. كثير يفعل ذلك.. ثم إن حالتك مع أخيك غريبة حقًا.." زمجر سامر بغضب وجذ علي أسنانه بغيظ شديد, وإتجه لمروان الذي وقف متراجعًا بحذر, وقال بتذمر معللاً:" مارأيته منذ قليل, وتلك الحركات المائعة جعلتني أشك بك.. كف عن غيرتك من تمارا سامر؛ وإلا سيشك الجميع بأمرك.. عافانا الله وإياكم.." هز سامر رأسه بذهول وفغر فاهه محاولاً الحديث, ولكنه لم يستطع التفوه بكلمة من حديث مروان.. ذلك الأحمق ماذا يقول؟.. أيقول عليه شاذ؟!.. سيحطم فكه, ويقتله.. كيف يجرؤ؟.. هو لا يعلم ماعاناه جميع النساء أفاعي لا أحد يسلم من مكرهن.. كان ينظر إليه, ويضيق عينيه بتفكير, لتلتمع برأسه فكرة, فإبتسم بخبث وقال بنبرة ذات مغزي ناعمة, وهو يقترب منه بخطوات متمهلة: " ربما معك حق مروان.. أنا مولع بسهيل وأحتاج للعلاج.. لذلك لِمً لا أتجه إليك؟.." عقد مروان حاجبيه, ونظر له بربية متسائلاً بتحفز:" ماذا تعني؟.." ابتسم سامر إبتسامة مغوية, وقد قفز بخطواته ووقف أمامه مباشرة وجذب ذراعه, قائلاً بغموض:" سأجرب معك أنت.." وبلحظة ألقاه علي الأريكة, فصرخ مروان بهلع وحاول النهوض؛ ولكن انقض عليه سامر مشرفًا عليه يكبله, ومروان يحاول الفكاك منه بهلع حقيقي بعد أن وجد يد سامر تتسلل علي جسده.. ثم أمسك بمقدمة قميصه يجذبه بعنف, وصادحًا بجنون: " سأعلمك ألا تمزح معي هكذا مروان.." وكال له اللكمات.. وحاول مروان الدفاع عن نفسه, وركله بمعدته فأبعد سامر يده متألمًا.. نهض مروان دافعًا إياه بقوة, يمسك بفكه, قائلاً بحنق لاهث: " أيها الأحمق كدت تصيبني بنوبة قلبية.. استمع إلي ماتفعله حقًا غير صحي, ابتعد قليلاً عن أخيك.." ثم مط شفته السفلي بإزدراء مكملاً بإمتعاض معدلاً ملابسه بعنف: " غريب الأطوار.. عافانا الله مما ابتلاك به.." في حين كان سامر جالسًا علي الأريكة, ممسكًا بمعدته متألمًا, ينظر لمروان شزرًا, ويحاول الإعتدال.. مد يده بغيظ ليمسك به مرة أخري, ولكن مروان أسرع بالخروج من المكتب لينكب سامر ساقطًا علي وجهه, عندما أمسك الهواء, يتمتم بكلمات غير مفهومة متوعدًا مروان المزعج.. ******************** يتبع | ||||
07-07-17, 01:10 AM | #476 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| حين رن هاتف عمار ووجد المتصل تمارا, زفر بحنق هاهي عادت تتصل به مرة أخري, لقد بات يشعر باﻹختناق الشديد.. تتصل به عشر مرات يوميًا أو يزيد.. إما للسؤال عن أحواله, أو لتذكيره بيوسف.. حمقاء.. هل له أن ينسي صغيره, ويحتاج إليها لتذكره؟!.. لكنه يعلم خوفها, وعقدتها بعد انفصال والديها, ولا يعلم لِمَ يتحمل منها كل ذلك, ولا يستطيع تركها!.. يشعر بمسئولية كبيرة إتجاهها؛ فهي لديه كيوسف بل أشد تعلقًا به، لولا معرفته بحبها لسهيل؛ لكان ظن أنها تحبه وبجنون.. ضحك يهز رأسه بيأس من أفكاره, وضغط زر اﻹيجاب, قائلاً بملل: " حسنًا تمارا أهتم بنفسي وأتابع الطبيب، هل اتصلتِ لتوصيني علي يوسف؟.. اطمئني لقد كنت معه منذ قليل.." صوتها الخافت بإحتياج يائس:" عمار أنا بحاجة إليك.. فلا تخذلني.." جعله يعقد حاجبيه, شاعرًا بالقلق, فتسائل:" ماذا بكِ تمارا؟.." رفعت رأسها للأعلي تحاول التنفس, ابتلعت ريقها وتلك الغصة المسننة بحلقها تشعرها باﻹختناق, هامسة بعذاب:" عمار أرجوك، أحتاج إليك لا تتخلي عني.. أريدك بجانبي.." هذه المرة شعر بهلع شديد جعله, يهتف تلقائيًا بقوة:" سأكون معكِ غدا تمارا.. لا تخافي.." همهمت بضياع, وكأنها تحدث نفسها:" خائفة وأحتاج إليك.." عيناها دامعتان بقهر, ولكن تأبي البكاء, لا تستطيع التنفس يزداد شعورها بالإختناق أكثر مع كل ثانية تمر.. إن كانت تحدت سهيل, وقالت له بكبرياء أنه سيعرف شعورها وتركته بلا مبالاه ظاهرية, هاهي تهرع لعمار ملاذها الوحيد من لا تخجل أو تخاف إظهار ضعفها والمها أمامه.. حين تشعر بالضعف والألم الشديد عليك ألا تخشي أن تظهره لأكثر شخص تشعر بالأمان معه, من تتعري بكل عيوبك ومخاوفك أمامه, وأنت تعلم أنه سيساندك ويكون خير عون لك, تلك المكانة المميزة يمكن أن تجدها بشخص واحد بحياتك البائسة, لكن عليك التشبث به بقوة حد الإستماتة.. وعمار ذلك الشخص بالنسبة إليها.. شهقت باكية بعذاب بصوت مختنق:" عمار أسرع من فضلك.." كانت أنفاسه متسارعة بشكل ملحوظ, يشعر بألم يغزو صدره من ضعفها, يبدو أن تمارا تعاني مشكلة كبيرة بحق.. هي لا تكون بهذا الشكل إلا إن كان حدث ما يفوق إحتمالها, تلك الفتاة متعجرفة بشدة تأبي أن تظهر ضعفها, أو تطلب المساعدة من أحد حتى منه؛ لكن أن تتصل به بهذه الحالة يبدو أن هناك خطب جلل.. ابتسم بحنان رغم ألمه عليها, وقال برفق وقوة يبثها الطمأنينة: " لا بأس تمارا, ستجديني فوق رأسك غدًا, هل تستطيعي المقاومة للغد؟.." أومأت برأسها إيجابًا, وقالت بضعف:" للغد فقط.." ضحك بخفوت وقال بدفء, وأعين مشفقة يحدثها كأنه يحدث طفلة صغيرة خائفة: " للغد فقط عزيزتي.. وسأكون بجواركِ, ولن أدعكِ حتي الغد أنا معكِ دومًا, تذكري هذا.." عقدت حاجبيها وأغمضت عينيها, تزم شفتيها المرتعشتين هامسة: " سأفعل.. شكرًا لك.." وأغلقت الهاتف سريعًا.. وهمست لنفسها بحرقة تشهق باكية: " ومنك اكتفيت.. وكرهت حالي علي يديك.." ********************** يتبع | ||||
07-07-17, 01:13 AM | #477 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بالشركة باليوم التالي ذهب سهيل بعد أن جافي النوم عينيه وأرهقه التفكير بتمارا.. وهناك دلف إلي مكتبه وأمر مديرة مكتبه أن تستدعي سامر, وبالفعل حضر سامر بوجه عابس, وخطوات متكاسلة.. نظر إليه سهيل بإبتسامة ساخرة, وقال متهكمًا:" ماذا بك يا أخي؟.. هل توفي لك أحدهم؟.." زم شفتيه بإستياء ورمقه بطرف عينه, وقال بإقتضاب:" ماذا تريد سهيل؟.. لدي الكثير من الأعمال.." ارتفع حاجبي سهيل بدهشة, وردد بإنشداه:" ماذا أريد!.. منذ متي تتحجج بالأعمال سامر؟.." زفر سامر بحنق وأطرق برأسه, يحرك جسده بتململ ولم يعلق.. نظر إليه سهيل مطولاً بصمت يراقب تعابير وجهه العابسة, يعرفه جيدًا, ويعرف أنه غاضب بسبب ماحدث بينهما في تلك الليلة, سامر كالطفل الصغير خاصة معه هو, أفعاله وتصرفاته طفولية بغيرة واضحة, يريد أن يستحوز عليه لنفسه, وغيرته من تمارا منذ الصغر.. تنهد سهيل, وقال بترقب:" ألن تبارك لي سامر علي خطبتي؟.." تجمد سامر واتسعت عيناه بطريقة مضحكة, وفغر شفتيه بغباء, ثم ترنح يكاد يسقط من المفاجأة, سهيل قام بخطبتها!.. سيتزوج تمارا!.. لا.. لا يمكن أن يحدث ذلك, رفع وجهه ينظر لسهيل بنظرات مصدومة غير مصدقة, يحاول الحديث ولكنه لا يستطيع, ارتعشت شفتيه يكاد يبكي قهرًا.. فالتوت شفتي سهيل بإبتسامة ماكرة, وتسائل بخبث: " ماذا هناك أخي؟.. ألن تسألني من التي قمت بخطبتها؟.." ابتلع ريقه بصعوبة, وزم شفتيه بقوة, يعقد حاجبيه شاعرًا بالدوار والتشوش.. واسم واحد بإبتسامة متشفية يصدح برأسه.. "تمارا.. تمارا.. تمارا.. تمارا.." _ لقد قمت بخطبة ميرا.. عاد ينظر لسهيل بوجه شاحب وعينان متسائلتان بتشوش, هامسًا:" من؟.." زفر سهيل بقوة, وقال بإبتسامة باهتة:" لقد قمت بخطبة ميرا سامر.. ميرا ابنة عمك غسان.." هذه المرة لم تستطع قدما سامر أن تحملاه فسقط أرضًا بطريقة جعلت سهيل ينتفض واقفًا من خلف مكتبه ويسرع إليه, وينحني متسائلاً بإرتياع:" ماذا بك سامر؟.." نظر إليه سامر, وقال بصعوبة وصوت يكاد يسمع:" سهيل.. بالله عليك هل ماتقوله صحيح؟.." ضحك سهيل دون مرح وجلس بجواره, قائلاً بصوت باهت: " أجل ياصغير, ابتهج, لقد خطبت ميرا, وخسرت تمارا.." رمش سامر بعينيه عدة مرات محاولاً استيعاب مايحدث؛ ثم اتسعت عيناه بشدة صارخًا بإنفعال:" لقد فعلتها.. لقد تحررت.." واندفع يحتضن سهيل بقوة جعلته يسقط علي ظهره وسامر فوقه, يقبل وجهه بطريقة مضحكة, هاتفًا بسعادة:" هاقد عاد أخي.. هاقد عاد الصياد.. لقد عدت لرشدك, وشفيت.. يا إلهي قلبي سينفجر فرحًا.. شكرًا لك.. شكرًا لك يا أخي.." تصرفه جعل سهيل يتسمر ولا يستطيع التحرك, مافعله سامر يذكره بما حدث منذ سنوات, حين دلف لغرفته بعد عودته, وزجره سهيل بعنف ليخرج من غرفته, ولكنه لم يستمع إليه واندفع يحتضنه بقوة, يقبله بلا وعي باكيًا بشدة يتوسله ألا يتركه مرة أخري, شاكرًا عودته ووجوده بجانبه.. أجفل ينظر إليه, ورفع يديه يدفعه, محاولاً إبعاده, هاتفًا بنفاذ صبر: " ابتعد يا أحمق, ماذا تفعل؟.. هل تظن نفسك لازلت صغيرًا!.." ابتعد عنه سامر واستوي جالسًا, يقول بنبرة متأثرة فرحًا:" من فرحتي يا أخي.." رفع سهيل حاجبه وقال بدهشة:" لهذه الدرجة سامر تكره تمارا!.." عقد سامر حاجبيه وقال بحنق:" بل وأكثر إنها...." ولكنه لم يكمل كلماته حين رأي عينا سهيل قاتمتين بتوعد رغم حديثه.. فزم شفتيه يبتلع كلماته, ثم قال سريعًا:" لا بأس.. لا يهم الآن.. ليس لنا شأن بها.." ولكن سهيل قال بتعجب:" كنت أظنك ستنزعج من ارتباطي بميرا!.." ابتسم سامر, وقال بمرح:" من؟.. ميرا!.. بالطبع لا.. ميرا مناسبة لك.. والآن دعني لأحتفل بخطبتك يا أخي.. ونهض سريعًا هاتفًا.. سأصرف للجميع مكافأة بمناسبة الخبر السعيد.." نهض سهيل بدوره وتحرك إتجاه مكتبه وجلس علي كرسيه, ولم يعلق.. في حين اندفع سامر إتجاه الباب ليخرج, ولكنه عاد راكضًا إتجاه سهيل وانحني يقبل وجنته بقوة, قائلاً بإمتنان:" شكرًا لك أخي أنك لم تفضلها علي.." ثم خرج سريعًا قاصدًا مكتبه.. تطلع سهيل للباب المغلق بإبتسامة معذبة, محدثًا نفسه بألم: " بل فضلت معاناتي علي سعادتي يا أخي.." ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي واستسلمت لرياح اليأس راياتي جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى، ما أثمرت شيئاً نداءاتي عامان ما رف لي لحنٌ على وتر ولا استفاقت على نور سماواتي أعتق الحب في قلبي وأعصره فأرشف الهم في مغبر كاساتي **************** يتبع | ||||
07-07-17, 01:18 AM | #478 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| في مكتب سامر أسرع يطلب مروان الذي حضر إليه وتعجب من تبدل حاله البارحة كان مستاءً واليوم يكاد يطير فرحًا, يدور بمكتبه بغير هدي ويتحدث سريعًا في الهاتف بنبرة مرحة.. بعد أن أنهي مكالمته, هتف مروان بفضول:" ماذا هناك سامر؟.." التفت إليه سامر بوجه مشرق, واندفع يحتضن مروان هاتفًا:" مروان.. لا أحد بمثل سعادتي اليوم.." ابتسم مروان وقال بترقب:" اخبرني.. أم أنك تتذكرني بهمك فقط!.." لمعت عينا سامر وقال بفرحة:" من اليوم لن يكون هناك همًا.. لقد ذهب البؤس مع رحيل تلك الأفعي وتحرر أخي منها.." عقد مروان حاجبيه بحيرة, ثم قال مستفهمًا:" ماذا تعني سامر؟.." _لقد خطب سهيل ميرا.. نظر إليه مروان بعدم إستيعاب وتسائل ببلاهة:" ماذا؟.. من؟.." اتسعت إبتسامة سامر, وقال بقوة:" لقد طلب يد ميرا من عمي وسيتزوجها.." تلاشت إبتسامة مروان تدريجيًا وشحب وجهه بشدة متراجعًا للخلف خطوة بصدمة يهز رأسه بعدم تصديق, ميرا ستتزوج سهيل, ولكن.. ولكن كيف؟.. سهيل يحب تمارا, كيف له أن يطلب ميرا.. يشعر بقلبه يتمزق بطريقة مؤلمة, يكاد يتوقف من عذابه.. ابتلع ريقه بصعوبة وقال لاهثًا بهمس:" كيف حدث ذلك سامر؟.." هز سامر رأسه, وقال بلامبالاة ملوحًا بيديه بالهواء:" لا يهم.. كل ما أريده منك أن تصرف مكافأة لجميع الموظفين, وأن تكتب تهنئة كبيرة جدًا لتخبر بها الجميع بخطبة أخي.. هيا مروان.. هيا.." سعادته بلا حدود, ميرا مناسبة لسهيل بطريقة خرافية, رقيقة مسالمة, مجرد زوجة لأخيه لن تستطيع أن تجادله أو تتحكم به, كتمارا.. لم ينتبه سامر من فرط سعادته لتبدل حال مروان ووجهه الذي ينضح ألمًا وانكسارًا.. هز رأسه بوهن وتحرك بخطوات بطيئة, يجر قدميه جرًا, مفكرًا بعذاب, هو من سيصرف للجميع مكافأة؛ بل وسيكتب التهنئة, حبيبته من يهيم عشقًا بها ستكون لغيره, وليس لأي أحد.. يبدو أن تفكيره كان صائبًا وميرا لا تنظر إليه سوى كصديق, وليس من مستواها الإجتماعي.. بعد أن فعل ما أمر به سامر, رحل سريعًا من الشركة إلي منزله, تعجبت جدته من عودته مبكرًا وحاولت سؤاله لكنه لم يرد عليها ودلف لغرفته وأغلقها خلفه بإحكام.. وفتح حاسوبه ينظر لصفحة ميرا يراقب منشوراتها, يحاول أن يكذب ما سمعه, وفوجئ برسالة من ميرا حين وجدته قد ظهر.. ولكنه لم يرد عليها.. فقامت بالإتصال به علي هاتفه.. التقط هاتفه, ينظر لرقمها بألم, وضغط زر الإيجاب وقال بخفوت:" مرحبًا ميرا.. كيف حالكِ؟.." وصله صوت ميرا المشرق بنبرة سعيدة:" مروان.. أين كنت منذ البارحة؟.. يا إلهي أنت لا تعرف ماحدث.." عقد حاجبيه بألم وتسائل بمرارة:" ماذا حدث؟.." هتفت بفرحة:" أنا لا أصدق مروان.. لقد.. لقد طلب سهيل يدي من أبي.. هل تستطيع أن تتخيل ما أشعربه!.." ابتلع ريقه وتلك الغصة المسننة التي استحكمت بحلقه, وقال بصعوبة: " تبدين سعيدة جدًا ميرا.. هل تحبينه لهذه الدرجة؟.." ضحكت ميرا بمرح, وقالت بعفوية:" إنه سهيل مروان.. سهيل.. كنت دومًا انظر إليه بإعجاب شديد ولا أتخيل أن ينظر لي أو حتى يلتفت ويلمحني.. أن يقوم بخطبتي.. هذا أمر لا يصدق.. سأطير فرحًا.." زم شفتيه بقوة محاولاً الحد من إرتعاشهما, قلبه يؤلمه بطريقة مهلكة, عيناه دامعتان بقهر, فغر شفتيه شاهقًا بصمت, وهمس بصوت مذبوح:" مبارك لكِ.." ارتمت ميرا علي فراشها تنظر للسقف بأعين حالمة تكاد تري فراشات الحب ترفرف حولها, قائلة برقة جعلت معاناته تزداد بطريقة لا تحتمل:" مروان أنا سعيدة جدًا جدًا.. وأمي تخبرني أنه من الرائع أن يطلبني سهيل, فهو مناسب لي.." لم يعد يحتمل أكثر, فقال سريعًا منهيًا المكالمة: " ميرا.. علي الذهاب الآن جدتي تنادي.. إلي اللقاء.." وأسرع يغلق الهاتف يكتم صرخة قهر تكاد تشق صدره, ويغمض عينيه يطبق علي جفنيه بقوة يعتصرهما محاولاً منع دموعه.. تحرك بخطوات واهنة إلي باب غرفته يفتحه, متجهًا إلي حيث ملجأه الوحيد, جدته, التي حين نظرت إلي وجهه المعذب أسرعت بفتح ذراعيها تستقبل جسده المرتعش, تضمه إلي صدرها, يبكي بحرقة هاتفًا بتعلثم:" لقد ضاعت مني جدتي.. لقد طارت فراشتي وعلقت بشبكة لن تستطيع أن تفلت منها.. شبكة علي قدر مستواها.. وليس شبكتي الواهية بالنسبة لها.." عقدت جدته حاجبيها بألم ومسدت شعره بحنان تقبل رأسه هامسة برقة: " لا بأس صغيري.. لا بأس.. كل ذلك سيمر.." احتضنها بقوة يلتمس منها العون وهتف بتوسل:" لا تتركيني جدتي.. أتوسل إليكِ.." هتفت جدته بقوة, تحتضنه بقوة أكبر:" لن أتركك يا صغيري.. أنا معك ولن أتركك حتى ينقضي عمري.. لا تخاف.." تحرك وجلس علي الأرض يضع رأسه علي ساقها وعيناه دامعتان ينظر للفراغ بعذاب.. وكل تفكيره أن ميرا لم تفكر به لأنه ليس بمستواها الإجتماعي, غير مناسب لها.. ممزق أنا لا جاه ولا ترف.. يغريكِ فيّ فخليني لآهاتي لو تعصرين سنين العمر أكملها.. لسال منها نزيف من جراحاتي لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي.. لكن عسر فقر الحال مأساتي عانيت عانيت لا حزني أبوح به.. ولست تدرين شيئاً عن معاناتي أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة.. عليّ أخبي عن الناس احتضاراتي لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني.. ولا سبيل لديهم في مواساتي يرسوا بجفني حرمان يمص دمي.. ويستبيح إذا شاء ابتساماتي معذورة أنت أن أجهضت لي أملي.. لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي أضعت في عرض الصحراء قافلتي.. وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي وجئت أحضانك الخضراء منتشيا.. كالطفل أحمل أحلامي البريئات غرست كفك تجتثين أوردتي.. وتسحقين بلا رفق مسراتي واغربتاه مضاعُ هاجرت مدني عني.. وما أبحرت منها شراعاتي نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي.. ودمروا كل أشيائي الحبيباتٍ خانتك عيناك في زيف وفي كذب.. أم غرك البهرج الخداع مولاتي فراشة جئت ألقي كهلى أجنحتي.. لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي أصيح والسيف مزروع بخاصرتي.. والغدر حطم آمالي العريضاتِ وأنتِ أيضاً ألا تبت يداك؟.. إذا آثرت قتلي واستعذبت أناتي من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي؟ إذن ستمسي بلا ليلى يا ليلى .. حكاياتي " قصيدة أنا وليلي.. لحسن المرواني.." ********************** يتبع | ||||
07-07-17, 01:20 AM | #479 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| فوجئ عمار كثيرًا حين اتصلت به عاليا تخبره عن خطبة سهيل وميرا.. كيف يمكن ذلك؟.. سهيل يحب تمارا بل يعشقها.. هي بالنسبة إليه كل شئ، رغم أفعاله الحمقاء معها؛ لكنه يحبها يحميها بل يحيطها من كل إتجاه.. لا يخفي عليه تظاهره باللامبالاه إتجاهها، لكن حين يمسها سوء يهرع إليها دون علمها حتمًا هناك خطب ما.. ولكن انحنت زاويتي عينيه بألم؛ هذا ماجعل تمارا تتصل به وتطلب عونه، ذلك الأحمق كسرها بقسوة هذه المرة، يكاد يري وجه تمارا الحزين.. يعلم أنها ترسم قناع الصلابة ولكن هذه الطفلة البائسة تعاني حد الهلاك، ستنهار حتمًا، عليه أن يكون معها كما وعدها قبل معرفة السبب.. أسرع يحجز للسفر بأقرب طائرة وسافر باليوم التالي.. فوجئ الجميع بحضوره ولكن طغا عليهم السعادة.. عاليا التي كانت تطير فرحًا بخطبة ميرا, رغم كل شئ المظاهر مهمة, أن يطلب ابنتها سهيل ذلك رائع.. سهيل رشدان رغم أنه ابن أخ غسان, ولكنه معروف فهو قطب العائلة اﻷقوي وذو الصيت، لتفتخر بخطبته لميرا وتتباهي به.. يبدو أن اﻷمور تسير علي مايرام صغيرتها ستتزوج.. ولا يبقي سوى عمار والتي لن تقبل له سوي بتمارا شريكة له.. وستطرق علي الحديد وهو ساخن هي تعلم أن عمار متعلق بها.. ستستغل وجوده هنا لتتحدث معه وتقربهما من بعضهما لتكلل مخططها بالنجاح وتزوجهما.. اتسعت إبتسامتها واقتربت منه تحتضن ذراعه بذراعيها بحب جعل عمار ينظر إليها بحاجبين معقودين بريبة فنظرتها إليه كانت غير مريحة ولكنه ابتسم برقة وعيناه تجولا المكان بحثًا عن تمارا.. هتفت عاليا بمكر, وهي تري نظراته:" إن كنت تبحث عن تمارا فهي بالشركة.. ثم تنهدت بتثاقل وأضافت بتأثر خبيث تراقب وقع الكلمات.. لا أدري مابها هذه الفترة تبدو غريبة.. ألم تتحدث معك عمار؟.." تحركت حدقتي عمار بتوتر, وقال بأسي لم يستطع التحكم به:" ربما تواجه مشكلة ما أمي.." تهللت أسارير عاليا وقالت بلهفة:" عمار تمارا تكن لك معزة خاصة.. بني ارح قلبي وقم بخطبتها.. لن ينفعك غيرها.." قلب عينيه بملل ورفع وجهه للأعلي يلتمس الصبر هاهي قد بدأت هجومها ولم تنتظر حتى يرتاح قليلاً, السيدة عاليا والدته العزيزة ستجعله يعاني حتى يستجيب لها, وهو ليس بمزاج جيد لمجاراتها أو حتى التفاوض معها, يشغله حال تمارا.. لذلك نظر إليها بإبتسامة مصطنعة, وقال بهدوء:" أمي أنا......." قاطع حديثه صوت تمارا التي وصلت للمنزل وحين رأته أسرعت إليه بإحتياج تضمه بقوة تلتمس الدعم, فضمها إليه بدوره, وعاليا تشاهد مايحدث بسعادة جلية, ووجه مشرق تكاد تبكي فرحًا من منظرهما, قلبها يخفق بعنف, لن تترك عمار يسافر؛ إلا وقد خطب تمارا علي الأقل.. ****************** يتبع | ||||
07-07-17, 01:25 AM | #480 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| حين رأت عمار أسرعت نحوه مندفعة تحتضنه بقوة تلتمس اﻷمان والدعم.. كل طاقتها اهدرت وتشعر بالضعف الشديد.. القهر مما يحدث لها.. دومًا تسائلت لم يحدث هذا معها؟.. وكأن الدنيا لا تنفك تصفعها بصفعات كل منها أشد من اﻷخري، والديها.. طلاقهما.. حياتها المشتتة، ثم سهيل وما فعله معها.. هل هي بذلك السوء كي تعاقب؟.. ما الذنب الذي فعلته لتنال كل ذلك؟.. كل ماحولها يشعرها باﻷلم.. عذاب غير محتمل وعليها أن تواجهه، لكن اﻵن فاق إحتمالها وعليها أن تظهر ولو بعض ألمها, تحتاج أن تستسلم لضعفها ولو قليلاً؛ لتعود وتقاتل؛ وإلا ستنهار نهائيًا, ولن يكون لها عودة.. عمار هو ملاذها ومن سيستطيع احتواءها.. بغرفتها كانت تبكي بشدة تذرع الأرض ذهابًا وإيابًا تتحدث سريعًا بكلمات تكاد تكون غير مفهومة، وعمار يجلس علي طرف الفراش ينظر إليها بيأس, منتهدًا بإشفاق من حالتها المزرية.. حين وصل أسرعت وجذبته إلي غرفتها تبكي وتنوح؛ وكأنها كانت تنتظره لتنفجر بكل مافيها، زفر بقوة ونهض بتثاقل وتحرك إتجاهها ووضع يده علي كتفها فالتفتت تنظر إليه بوجه أحمر باكي, وعينان مورمتان ملامحها تنضح ألمًا.. عقد عمار حاجبيه ينظر إليها بمواساة, قائلاً برفق:" تمارا يكفي عزيزتي.. أعلم أنه قد جرحكِ؛ لكن منذ متي وأنتِ بهذا الضعف؟.." فغرت شفتيها وقالت بصوت متحشرج متألم بحرقة:" أنت لا تعلم مافعله به عمار.. لقد.. لقد دمرني هذه المرة.. كيف يفعل هذا بي؟.. ماذا فعلت له؟.. لِمَ يحدث لي كل ذلك؟.. أنا......" لم تستطع أن تكمل كلماتها فقد انفجرت باكية.. تشعر بالقهر بالألم.. لماذا يفعل كل ذلك؟.. لِمَ يتلذذ بمعاناتها؟.. هل هو سادي لهذه الدرجة؟.. هل ينتقم منها ويعذبها لإرضاء نفسه المريضة؟.. ولكن لماذا هي؟.. ماذا فعلت له؟.. لقد حطمها.. لِمَ عليها أن تعاني طوال حياتها, ويأتي هو ليقضي عليها؟.. زفر عمار بقوة وأسرع يحتضنها يربت علي ظهرها, وبيده الأخري يمسد شعرها.. يشعر بألمها بطريقة غريبة يكاد يشعر بقبضة جليدية تعتصر قلبه.. وقال بخفوت مسترضيًا:" لا تحزني حبيبتي.. لن يتم الأمر.. لن يتزوجها سهيل.." قالت بنبرة مختنقة تهز رأسها نفيًا, شاهقة كالأطفال:" أنت.. أنت لا تعرف مافعله بي عمار.. لقد.. لقد...." عضت علي شفتها السفلي لا تستطيع أن تخبره بما فعله سهيل معها تشعر بالخزي الشديد.. عقد عمار حاجبيه بريبة, ذراعاها يشتدان حول خصره؛ وكأنها تستمد منه الأمان, جسدها ينتفض وكأن شخص ما انتهكها، نظر إلي رأسها المنكس, وأبعدها عنه قليلاً ينظر إلي عينيها بتفحص، وتسائل بتحفز مخيف خشن بعيدًا عن لطفه المعتاد: تمارا.. ماذا حدث؟.. ماذا فعل بكِ سهيل؟.. تحدثي.." ارتجفت شفتها السفلي، وأسبلت جفنيها تهرب من مواجهة عيني عمار، وتحركت حدقتاها بتوتر.. اتسعت عينا عمار يحدجها بنظرات مخيفة, ومد يده يمسك ذقنها يرفع وجهها إليه, هادرًا بعصبية:" تحدثي تمارا.." عقدت حاجبيها تنظر إليه بوجل، وهمست متهربة: لم يفعل عمار.. ثم اهجشت باكية مضيفة بحرقة.. ألا يكفي وعده لي, بالزواج كذبه علي؟.." رفع عمار حاجبه، وقال بشك:" هذا فقط!.." أومأت برأسها إيجابًا وعادت تبكي مجددًا.. تنهد عمار بإرتياح حين ظن أن سهيل قد يكون فعل لتمارا شئ ما شعر بنيران تتأجج بداخله.. تحركت بخطي متثاقلة تشعر بأن قدميها لم تعد تستطيعا حملها, وجلست علي الفراش تبكي, عيناها شاردتان بالفراغ ذلك الشعور بداخلها لا يوصف ألم لم تجربه من قبل.. أن تتناسي كل مافعله مرة بعد مرة متغاضية عن أخطائه؛ ليعود بجرح أكبر ذلك لا يحتمل.. سهيل من كانت تتوسم فيه الحب تتيه في بحور عشقه.. عتمة عينيه تأسرها رغم أنها تخيفها, ولكنها كانت تتظاهر بالقوة تمد نفسها بها.. تمني نفسها بالسعادة معه رغم عيوبه، تلتمس الأعذار له بسبب ماضيه، لكن الآن من يواسيها هي, ويزيح عنها همها.. رفعت وجهها للأعلي تفغر شفتيها تحاول التنفس الدموع تغشي بصرها.. قلة حيلة وعجز يكتنفاها، غضب عارم, ورغبة شديدة في الإنتقام تجتاحها وتحتاج إليها.. ولكن كيف؟!.. اقترب منها عمار ووضع يده علي كتفها فرفعت عينيها الباكيتين تنظر إليه بنظرة جعلته يود الركض ولكم وجه سهيل ليحطمه, كيف له أن يحطم قلبها بهذا الشكل؟.. أخذ نفسًا عميقًا, وتسائل بخفوت:" ماذا ستفعلين تمارا؟.. هل تريدين السفر معي ترك البلاد؟.." عقدت حاجبيها تنظر إليه بتشوش, مرددة بعدم إستيعاب:" اترك البلاد!.." أومئ برأسه, قائلاً بمواساة:" أجل حبيبتي.. أظن بعد ماحدث لن تريدي رؤية وجه سهيل.." ولكنه أجفل متراجعًا للخلف خطوة حين انتفضت واقفة تنظر إليه بأعين دامعة بشراسة, هادرة بعصبية حادة:" أترك البلاد عمار.. أهذا ما استطعت فعله لي!.. هل تظن أنني سأدع سهيل يفلت بفعلته وينتصر علي؟.. لا أقسم أنني سأجعله يعض أصابعه ندمًا.. سأذيقه الألم حتى يتوسل الرحمة ولن يجدها.. سأجعله يعرف من هي تمارا, وأن اللعب بمشاعري ليس سهلاً أبدًا.." عقد حاجبيه بقلق شديد وهو ينظر لهيئتها الهجومية, وعيناها المتسعتين بقتامة مخيفة, لاهثة بإنفعال, وتسائل بحذر مترقبًا:" ماذا ستفعلين تمارا؟.." زمت شفتيها بقوة ونظرت إليه بعينين لامعتين بنظرة مريبة لا توحي بالإرتياح أبدًا, وقالت بغموض:" ستري عمار ماذا سأفعل.. وكل ما أريده منك أن تظل داعمًا لي.." وعادت شفتها السفلي بالإرتعاش واحتقنت عيناها, قائلة بحرقة: " ما أشعر به يفوق إحتمالي عمار.. لن أهدأ إلا إن رددت له الصاع صاعين.. ولن أتراجع إلا حين أفعل ما أريده, وسامحني إن نال من حولي الأذي, لن يكون بيدي.." نظر إليها عمار بصمت مفكرًا تمارا حالتها غريبة, عقلها يكاد يكون مغيب, لا تفكر سوى بالإنتقام, تنازع بين ألم قلبها, وخوفها مما ستفعله, وهو لن يدعها تتدمر وتدمر ماحولها.. لذلك زفر بقوة وتحرك يقف مواجهًا إليها, يمسك بيدها, قائلاً بقوة متسلطة جعلتها تنظر إليه بدهشة: " وأنا لن أدعكِ تقومين بأي حماقة تمارا.. أنا من سيتصرف.." فغرت شفتيها متسائلة بحيرة, ولكنه قاطعها قبل أن تبدأ, هاتفًا بجدية, وعيناه الخضراوين تلمعان بتصميم: " يكفي نفذي ما سأقوله, ولكن لا تراجع صغيرتي.." ************************ يتبع | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|