آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي ثنائي اعجبكم حتى الآن
تمارا وسهيل 181 73.28%
جيك وفيبي 16 6.48%
مروان وميرا 9 3.64%
عمار وغريس 9 3.64%
عمار وتمارا 60 24.29%
روز وسايمن 11 4.45%
غريس ودايفد 4 1.62%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 247. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree264Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-17, 02:18 AM   #691

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الخامس عشر

قطع حديثه ينظر إلي سهيل الذي شحب وجهه بشدة يتنفس بصعوبة,
وصدره يعلو ويهبط بشكل ملحوظ..

فهتف بقلق:"ماذا بك سهيل؟.."

علا صوت تنفسه يفغر فاهه يحاول التنفس ولكنه لم يستطع،
اﻷلم يعصف بقلبه, وأضلعه تقبض علي صدره بقسوة تكاد تسحقه,
يشعر أنه سيصاب بنوبة قلبية حادة، الكلمات ثقيلة على لسانه لا يستطيع النطق..
جسده متجمد لا يستطيع تحريك مفصل بجسده, شلت أطرافه جميعها ونظراته زائغة..

اتسعت عينا سامر بهلع وجثى أمامه سريعًا يمسك بكتفيه يهزه,
متسائلاً بذعر:" اجبني سهيل ماذا بك؟.."

ولكنه لم يجد إجابة سوى انهيار جسد سهيل ليهوي على صدره..
وسامر يصرخ برعب حقيقي, وهو يتلقفه يحتضنه بقوة:" سهييييييل.."

تسارعت أنفاسه, هاتفًا برعب لاهثًا:" سهيل.. سهيل اجبني أخي, ماذا بك؟.."

ثقل.. ثقل شديد يجثم فوق صدره, التنفس بات عملية صعبة بالنسبة إليه,
بل الهواء منعدمًا حوله, صوت سامر يصله بصعوبة وكأنه ينادي عليه من مكان بعيد,
والرؤية أصبحت شبه منعدمة أمامه..

أغمض عينيه بضعف, وجاهد ليتحدث؛
فخرجت كلماته متقطعة بصعوبة:" س.. سأموت.. قلبي.."

ابتلع سامر ريقه بصعوبة ينظر له بوجه باكي مرتعب يداه ترتعشان,
هاتفًا بتحشرج:" اهدأ ستكون بخير.."

وحركه قليلاً يجلسه على اﻷرض يسنده للحائط,
ويجثو أمامه يمسك بيده يدلكها, مكملاً بلهفة:" تنفس ببطء سهيل.. انظر إلي.."

كانت نظرات سهيل زائغة حدقتاه تتحركان للأعلي, وكأنه على وشك فقدان الوعي..
ولكن سامر صرخ به, يهزه بقوة:" ابق معي.. إياك وأن تتركني مرة أخرى.."

ترك يده وأمسك بوجهه بين كفيه, يهتف بتوسل باكي كصغير مرتعب:"
إياك وأن تتركني يا أخي مرة أخرى أنا أخاف بدونك.. أنت حمايتي.."

اهجش سامر بالبكاء وتساقطت دموعه على وجنتيه ينظر إلى سهيل بعذاب
مكملاً:" لقد حرمت منك طويلاً، رأيت عذاب وتواريت خلف اﻷبواب كالجرذان بدونك،
كنت ذليلاً وحين عدت أنت؛ حينها فقط استطعت العيش"

جذ علي أسنانه وحقده وكرهه يتصاعد إتجاه تمارا,
قائلاً بشراسة وعيناه تزداد قتامة:" كل ماحدث لنا بسببهن،
النساء دومًا خائنات لا يأتي من خلفهن إلا الدمار.. انهض يا أخي لن تهزمك إمرأة..
لن تتركني وتبتعد عني بسبب حقيرة أخرى.."

خرجت كلماته اﻷخيرة صارخة حادة يهز سهيل بعنف.. يحثه على المقاومة

نظر إليه سهيل بإنهزام, هامسًا بحسرة:" ليست هذه سامر.. تمارا حياتي.."

اشتدت شفتا سامر حتى أصبحتا كخط حاد, وعنفه بقسوة حادة:
" كلهن سواء.. لا تكن جبانًا أرعن.. انهض وارهم سهيل رشدان..
انهض وانتقم منها كعادتك.. دعها تعض أصابعها ندمًا على تحديها إياك.."

أغمض سهيل عينيه يبتسم بعذاب, قائلاً:" ليست تمارا.. تمرتي..
لقد هجرت أرضي اقتلعت نفسها بقسوة من جذوري, وتركتني أجف حد الموت.."

اتسعت عينا سامر بإحتقان, ونهض ثم مال يجذب سهيل يوقفه,
قائلاً بغضب حازم:" دومًا كانت أرضك صحراء برمال ناعمة متحركة..
لا يستطيع أحد النجاة منها.. من يقاوم يغرق أكثر..
دومًا أنت المنتصر تمتص حد الموت.. لن تهزمك متطفلة كانت تنشد عطفك,
وكبرت لتتمرد.. ستريها أنك لم تنهزم, لن تحقق لها نصرها.."

وقف سهيل بتثاقل مترنحًا يستند بيديه الواهنتين وظهره للحائط خلفه,
يبدو كمن زاد عمره أضعافًا, هاقد تركته من كانت تشعل حياته بنارها؛
فرحلت وتركته رماد خلفها..
وقال بصوت واهن:" خذني للمنزل سامر.."

أمسك سامر بذراعه مسندًا إياه وتحرك معه بخطوات متمهلة,
وبداخله نيران مشتعلة وكره بات مرعبًا إزداد إتجاه تمارا أضعافًا يلعنها؛
وهو يري حال أخيه؛ ولكن بداخله عزيمة سيشفي سهيل من داء عشقها
تلك اﻷفعي السامة, سيقتلعها ويقطع رأسها..

بالسيارة أصر سامر على اصطحاب سهيل إلى المشفى؛
فوجهه شاحب بشدة وعيناه شاردتان يتطلع أمامه دون أن يرى,
ولكن سهيل لم يقبل, فقط يريد العودة إلى المنزل والهرب لغرفته, الإختباء مما حدث..

حين دلف للشقة أسرع إلى غرفته وتمدد على الفراش
ينظر للسقف بأعين متسعة غير مصدقة, كابوس..
كابوس وسينتهي, لا يعلم متى؛ ولكنه سينتهي ويستيقظ ليجدها تنتظره..

أغمض عينيه بقوة وأجبر عقله على عدم التفكير, ولدهشته,
وكأن عقله ترفق به فقد سقط في نوم غريب متناسيًا ماحوله..

وراقبه سامر طوال الليل جالسًا بجواره, وكأنه مرتعب من فقدانه,
عيناه تتابعانه بتركيز شديد يظن أنه لو أغفل عنه ثانية سيختفي من أمامه,
يتابع ملامحه الشاحبة المرهقة, يمسد شعره, ويقبل جبينه,
هامسًا برفق في أذنه:" ستنجو أخي, أنا لن أتركك أبدًا ماحييت.."

****************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:23 AM   #692

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



عيناها متسعتان بشدة تنظر للسقف بصدمة؛ بل لاوعى..
لا تزال لا تصدق ماحدث، لقد عقد قرانها على عمار..

كل ماحدث يجول بعقلها كشريط أحداثه تتسارع شيئًا فشيئًا
يجعلها تشعر بالتيه، قلبها فقد نبضاته بل ينبض؛ ولكن ببطء شديد برتابة،
تريد البكاء ولكنها لا تستطيع، دموعها متحجرة تأبي السقوط؛
بل لم تعد تدري على أي شئ تبكي..

حياتها، حبها أم الخيانة, المعاناة, والألم الذى تعرضت له من ذلك الحب..

أتبكي على حب ضائع كتب له الفراق منذ الأزل، أم على حبيب غادر وعدها بوعود كاذبة؟!..

دومًا كان كذلك وهي كانت كالطفلة الحمقاء تصدقه رغم أنه لم يفي بوعد واحد منهم..

أجل هي حمقاء بكل شئ بحبها وحتى إنتقامها، أرادت الإنتقام منه
فانتقمت منه ومنها، ولكنها لم تجني سوى العذاب وليس لها فقط؛
بل ولأكثر إنسان يهتم لشأنها عمار..

لقد جرفته معها في ثورة غضبها الأعمى, ودوامة مشاعرها المجروحة،
كم تشعر بالوضاعة والتدني، لقد باتت مثله لا تهتم سوى لنفسها، أنانية؛

بل هي دومًا كانت مثله نتاج يديه وصنيع أيامه، كانت ترتشف من صفاته يومًا بعد يوم؛
حتى ارتوت حد الشبع وأصبحت صورة مصغرة منه، لا تختلف سوى بالشكل..

ظاهريًا لامعة كنجم مضئ؛ ولكن بالداخل لا يوجد سوى دهاليز مظلمة ليل حالك كعينيه..

عيناه كم غرقت في عتمتهما حتى أصبحت لا ترى حولها إلا السواد..

اتسعت عيناها أكثر بطريقة مخيفة تراءت لها عينان سوداوان تجذباها لهوة سحيقة
لا تستطيع الهرب أو حتى الصراخ، أنفاسها تتسارع وكأنها بسباق فاصل تركض برعب مما خلفها..

ولكن هاتان العينين المخيفتين لا زالتا تجذباها وبقوة..
ولم تفق سوى على شهقة منها لاهثة بعنف حين لم تكن تشعر أنها كانت تكتم أنفاسها؛

حين امتدت يد يوسف هازًا إياها متسائلاً:" ماذا بكِ تاما؟.."

التفتت برأسها تنظر إليه بتشوش لاهثة؛ وكأنها لا تعى أين هى أو ماذا يحدث!..

طالعتها عينين خضراوين بلون الربيع ذكرتاها بعمار..
عينان خضروان بهما لمحة من الدفء والأمان؛ وليست تلك العينين السوداوين المخيفتين..

ابتلعت ريقها بصعوبة وأغمضت عينيها؛ حين رفع يوسف يده ولمس وجهها بأصابعه الصغيرة,

قائلاً بتعجب:" لِمَ أنتِ باردة هكذا, وتتصببين عرقًا؟..
لقد كنت أتحدث معكِ كثيرًا, وأنتِ لم تردي علي وتنظرين للأعلى.."

فغرت شفتيها قليلاً تتنفس بإضطراب, ولا تستطيع الحديث،
ثم فتحت عينيها ورفعت يدها, وأمسكت بكف يوسف الصغير تضغط عليه برفق,
واحتياج وكأنها تلتمس منه دعمًا..

وعينا يوسف تراقباها بحيرة طفولية.. بللت شفتها السفلى بطرف لسانها,
وهمست بتعب:" كنت شاردة جو.. اليوم كان مرهقًا.."

ابتسم إليها بحماس وقال:" كان يومًا رائعًا, لقد رقصنا فيه كثيرًا, ميرا ترقص بطريقة جميلة.."

ابتسمت إبتسامة قصيرة لم تصل لعينيها، ويوسف يكمل بمرح:
" لقد علمتني كيف أرقص على أطراف أصابعي.. ووعدتني أن نرقص غدًا كثيرًا بالزفاف.."

ردت عليه بصوت باهت:" يبدو هذا رائعًا جو.."

لمعت عينا يوسف, وهتف بلهفة:" أنا متشوق للغد لأرتدي بذلتي
التي اشتريناها سويًا.. ورؤية فستانكِ الأبيض.."

نظرة هلع ظللت عيناها لم تستطع السيطرة عليها.. فستان أبيض وزفاف،
حياة جديدة مع عمار.. رغم أنها تعرفه جيدًا, وقضت معه مايقارب نصف عمرها؛
ولكن فكرة الزفاف وحياة زوجية معه؛ أصابتها بالرعب وانتفض جسدها بقوة..

وزادت من تشبثها بيد يوسف، ولكنها بعد لحظات أخذت نفسًا عميقًا وزفرته بقوة,
قائلة بهدوء:" جو علينا أن ننام فالغد حافل,
ويحتاج لأن نكون نشطين.. لنؤجل حديثنا الآن.. هيا للنوم.."

أومئ يوسف برأسه موافقًا, وإبتسامته السعيدة لا تفارق شفتيه فالغد مغامرة بالنسبة إليه..

أما تمارا فقد احتضنته بقوة دافنة وجهها بشعره الناعم الطويل,
تزم شفتيها بقوة مغمضة عيناها, تعتصر جفنيها
تحاول محو تلك الأفكار التي تحوم برأسها عما سيحدث..

ولكن هذه الليلة رتيبة بكل مزعج, لا تستطيع النوم
لا تدري كم تقلبت بفراشها تارة تنظر ليوسف النائم,
وتارة أخرى تنظر للسقيفة, وتارة تشرد بالقادم,
وتارة أخرى تظلم عيناها بغل أسود تكسوه المرارة حين تتذكر سهيل..

نهضت من الفراش واتجهت إلى الحمام
ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها بصمت وعقلها يشتعل..

احتقنت عيناها بقهر مفكرة فيما يفعله سهيل الآن وبعد أن تزوجت عمار,
هل هو سعيد بما حدث, ويقضي ليلته خارجًا يلهو كعادته مع إحداهن؟..

أم يجلس ضاحكًا بقوة على تهورها وغباءها الأرعن
الذى دفعها لزج نفسها بحياة ليست بحياة, لم تكن تخطط لها؛
بل لم تخطر لها على بال؟!..

كيف ستبدأ مع عمار, إن لم تكن قد إنتهت من سهيل؟..

دمعت عيناها وترقرقت بهما الدموع حتى شعرت بحرقة شديدة
وثقل جفناها من الدموع, ولكنها أبت أن تبكي..

هذه الليلة فاصلة وعليها أن تتحمل مسئولية وتبعات قرارها المتهور..
عمار خيرها أكثر من مرة, وحثها على التراجع, وهي تعنتت وأصرت على قرارها بغباء..

لذلك فعمار يستحق منها الإحترام والتقدير, بل عليها أن تحاول إسعاده..

ستكون زوجة له رغمًا عنها وعن قلبها, ستبدأ هذه الحياة حتى لو إضطرت أن تجبر نفسها..

عند هذه الفكرة لم تستطع منع دموعها التى هبطت على وجنتيها, وتصاعدت شهقاتها المقهورة؛

فتراجعت للخلف وجلست تضم ساقيها إلى صدرها مستندة بظهرها على باب الحمام
تبكي بحرقة وتنتحب بخفوت, الليلة فقط ستبكي حتى تستطيع أن تواصل,
الليلة سترثي نفسها وحبها الضائع وحبيبها الذى غدر بقلبها؛

فمنذ الغد لن تفكر سوى بعمار وحياتهما القادمة كزوجة تليق به..

******************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:27 AM   #693

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



يوم الزفاف بغرفة الفندق الذي سيقام به العرس ارتدت تمارا فستان زفافها الأبيض
كم كان رائعًا حيث أبهر الجميل بتصميمه, وجمال تمارا,
وسمعت المجاملات من حولها ولكنها لم تكن معهن؛
بل كانت تنظر لتلك المرآه الكبيرة وترى انعكاسها عليه
غريب كل ماتراه فتاة بفستان ناصع البياض..

بصوت هادئ لبق طلبت من الجميع أن يتركوها قليلاً بمفردها، فإنصاعوا وخرجوا بهدوء..

وعادت لمرآتها، تتأمل فستانها ربما يرسل نظرات الإعجاب بأعين من حولها؛
ولكن بنظرها لا يعكس سوى الرعب، وكأنها ليست بعروس؛
بل ميتة محاطة بكفن أبيض وستزف للموت، لم تشعر بهذا الشعور المقبض!..

كل الضحكات حولها وكأنها تحولت لأصوات مزعجة متباعدة لا تميزها
وكأنها تستمع إلى بكاء وعويل، إن كانوا برأيهم سيزفوها إلى زفافها
وحياتها السعيدة، هي لا تري إلا أنهم سيشيعوا جثمانها لقبر مظلم..

مظلم مخيف.. هل هذا عمار بالنسبة إليكِ تمارا؟.. قبر وزفافكِ جنازة!..
يالكِ من ناكرة للجميل.. حقًا لا تستحقين سوى الموت بل العذاب،
كم أنتِ مقيتة غبية، تهوين العذاب, وتريدين من يؤلمكِ ويجعل قلبك منكسرًا!..

لا تستحقين رجلاً كعمار؛ بل لا تستحقين أي شئ على الإطلاق.. عديمة الفائدة, حمقاء..

هل تريدين من أذلكِ وحطم قلبكِ!.. هل تحتاجين إلى غدر آخر؟..
هل أصبح لعنتكِ الأبدية، وأصبحت تعشقين ساديته؟!..

يالكِ من مثيرة للشفقة، عليكِ أن تصلحي من ذاتكِ المشوهة..

أغمضت عينيها بقوة تهز رأسها تحاول نفض ذلك الصوت المعنف لها
والذي يجلدها بلا رحمة، ثم فتحت عينيها المتسعتين بطريقة غريبة
تتطلع للمرآه مرة أخرى, ولكن بهلع تبًا ماذا يحدث معها؟..

وكأن بداخلها شخصيتان إحداهما ضعيفة تريد سهيل,
والأخرى قوية متعنتة ترتسم على ملامحها؛ حتى أنها تراها تبتسم بالمرآه
تظهر صلابتها المعتادة وتعيدها إلى واقعها..

ارتجفت كليًا ورفعت يدها تتلمس وجهها بأصابع مرتعشة تحاول معرفة أي شخصية تكون,
ومن تلك التي بالمرآه، ثم أغمضت عينيها مرة أخرى تتنفس بإضطراب
وصدرها يعلو ويهبط بشكل ملحوظ، لم تعد تدري من تكون..

ولكنها أجفلت تفتح عينيها بتأهب حين شعرت بيد تلامس وجنتها الأخرى
وجسد يقف خلفها, وهمسًا حازمًا بأذنها:" لم يعد هناك مجالاً للتراجع.."

وكأن كلماته أعادتها لواقعها فنظرت للمرآه لتقابلها عينان خضراوان..

_عمار..
همستها التي تكاد تسمع جعلته يبتسم,

قائلاً برقة:" جميلة تمارا, تبهرين النظر.."

أسبلت جفنيها وأطرقت برأسها, هامسة بمرارة:" من الخارج فقط.."

تنهد بتثاقل ثم أحاط خصرها بذراعيه وقربها منه أكثر,
هامسًا بحنانه المعتاد:" بل ومن الداخل عزيزتي..
وسترين مع الوقت كم أن جمالكِ الداخلي أروع من الخارجي بكثير.."

زفرت بألم تبتلع ريقها وغصة مسننة استحكمت بحلقها،
ورفعت رأسها ببطء تنظر للمرآه التي يبدو وكأنها أصبحت رفيقتها هذه الأيام..

نظرت بصمت لإنعكاسهما عمار بهيئته الأنيقة رائع إنه وسيم بطريقة تخطف الأنفاس
بدءً من شعره البني الفاتح, وعيناه الخضراوين المشعتين دفئًا, ووجهه المبتسم دومًا,
وجسده الرائع الممشوق الذي تحتضنه تلك البذلة السوداء التي تبدو وكأنها صممت لأجله..

حقًا رائع, وروعته تكمن بنقاء داخله..

غريب رغم خوفها مما هي مقبلة عليه؛ ولكن كلما نظرت لعينيه
شعرت براحة واطمئنان يلفها, ويجعل روحها الملتاعة تهدأ..

لم تتمالك نفسها ولم تستطع منع ضحكاتها,
وهي تقسم بداخلها أنها مصابة بالإنفصام، شخصيتان..

واحدة تريد سهيل, والأخرى عمار..
ولكن من انتصرت هي من تراها أمامها بالمرآه..

عقد عمار حاجبيه بتعجب، وتسائل بحيرة:" ما الذي يضحككِ تمارا؟.."

هدأت ضحكاتها وتنحنحت مجلية حنجرتها، وقالت مشاكسة
لتخفي ما تفكر به:" تبدو وسيمًا جدًا.. بل أجمل مني وأنا أشعر بالغيرة.."

هز عمار رأسه يأسًا من حالتها الغربية؛ ولكنه لم يعقب
يعلم ما تمر به وهذا قد يجعل تصرفاتها غريبة؛

فابتسم وابتعد عنها قليلاً قائلاً بهدوء:" والآن هل يمكننا الرحيل؟.. فالزفاف قد بدأ وينتظرنا.."

هزت رأسها موافقة, وتحركت تتبطأ ذراعه رافعة ذقنها مبتسمة بأناقة؛
وكأنها ملكة متوجة وخرجا من الغرفة, تاركة بداخلها
تلك التمارا البائسة تنتحب على سهيل حبيسة المرآه لا تستطيع التحرر..

انتحبي كما تشائين ياحمقاء أما تمارا القوية فستحتفل بزفافها المنتظر
وحياتها القادمة السعيدة رغمًا عن أنفكِ, وأنف ذلك الغادر..

******************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:31 AM   #694

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



بالأسفل سلطت كل الأنظار والأضواء على العروسين بنظرات منها السعيدة ومنها الحاسدة..
فبكل زفاف تجد تلك الأنواع من البشر حتى في الطبقة المخملية..
يحسدون العروس على عريسها الوسيم الثري, متمتمات أنها لا تستحقه,
وأن إحدى بناتهن هي من تستحقه وأفضل منها..

ولكنها لم تعير أحد إنتباهًا حتى والدتها التي أتت وقبلتها
ولكنها للأسف لم تشعر بأي مشاعر أمومة من ناحيتها
مجرد واجهة لوالدة العروس التي أتت مرغمة..

أما جاد فنظراته كانت تشع دفئًا جعلها تبتسم برقة بوجهه
وهو يقبل جبينها مباركًا لها على الزواج متمنيًا لها السعادة..

وما جعل إبتسامتها تتسع وتنير وجهها يوسف الصغير الذي ما أن رآها
حتى اتسعت عيناه بشدة ناظرًا لها بإنبهار طفولي,
ثم مالبث أن صاح بمرح وراح يدور حولها يتلمس قماش فستانها الأبيض..

يبدو وسيمًا جدًا ببذلته الصغيرة التي إختارتها له بنفسها, عادت بنظرها إلى عمار..

هو ويوسف نسختان متطابقتان يختلفان فقط بالحجم..
لمعت عيناها وهي تفكر أنها ستكون جزءً من هذه العائلة وستكون سعيدة..

أما عن عاليا فكانت وجهها مشرق وإبتسامتها متسعة وعيناها دامعتان من الفرحة,
وهي تبارك لهما وتتمتم لهما بالأدعية الحافظة, وغسان يغمرها بحنان أبوي معتادة عليه منه..

أما ميرا فقد باركت لهما ثم انزوت بجانب تحمل هاتفها وتتصل كل دقيقة بسهيل,
لقد تأخر كثيرًا على القدوم, زفرت بأسى لِمَ لم يأتي, ويصطحبها أليست خطيبته؟..
غريب كلما مرت الأيام تزداد حيرتها من تعامله معها..

ولكنها أسرعت حين لمحت سامر يدلف وسألته بلهفة عن سهيل
وأخبرها بإبتسامة مصطنعة أن هناك عمل طارئ يشغله عن الحضور,
وأمسك بيدها برقة داعيًا إياها للرقص محاولاً أن ينسيها تجهمها بسبب غياب أخيه..

تركها بعد إنتهاء الرقصة وذهب لبعض رفاقه ومنهم مروان الذي بعد أن رحب به
إتجه إلي ميرا ووقف أمامها بإبتسامة رقيقة رغم حزن عيناه..

رفعت رأسها عن هاتفها ونظرت إليه فابتسمت بتلقائية غريبة,
وقالت برقة:" مرحبًا مروان.. سعيدة لحضورك.."

رمش مروان بعينيه قليلاً قبل أن يقول بهدوء:
" لم أستطع أن أفوت حفل زفاف عمار وتمارا..
وأنتِ أيضًا قد أردتِ قدومي.."

انحنت زاويتي عينيها بحزن شاب ملامحها الرقيقة,
وقالت بخفوت:" أنت حضرت لطلبي ذلك منك,
ولكن هناك من لم يحضر رغم أن وجوده أساسي.."

انتبه مروان لحديثها وتطلع إلى وجهها الحزين, وقال برفق:" ماذا هناك ميرا؟.."

دمعت عيناها بقهر, وهمست بصوت متحشرج:" سهيل لم يحضر, بل لا يرد على إتصالاتي.."

ألم عصف بقلبه جعله يغمض عيناه لحظة محاولاً إخفاء شعور المرارة العالقة بحلقه,
ثم ابتلع مرارته وفتح عينيه,

قائلاً بمواساة يحتاجها هو أكثر منها:" ربما يكون عمله ميرا هو ما يؤخره.. لا تحزني عزيزتي.."

أومأت برأسها بخفة, ثم رفعت وجهها تنظر لوجه مروان الهادئ
وشعور غريب يكتنفها, مروان وحديثه معها يشعرها براحة غريبة,
بل يكاد يكون بلسم شافٍ لحزنها, وجهه يشعرها بالسكينة والدفء بداخلها..

عقد مروان حاجبيه ينظر إليها بدهشة متسائلاً حين طال صمتها وتطلعها إليه:" ماذا هناك ميرا؟.."

أجفلت على صوته وأسبلت جفنيها تبتسم برقة وقد احمرت وجنتاها بخجل,
وقالت بخفوت:" لا شيء مروان.. فقط سعيدة حقًا لرؤيتك.."

ابتسم بهدوء مرة أخرى ومد يده إليها, قائلاً بلباقة:" هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟.."

نظرت إليه بإبتسامة مشرقة وأمسكت بيده,
ولاتدري ماهذا الشعور الذي إجتاحها من دفء داخلي اتجه مباشرة إلى قلبها
جعلها تود لو تستطيع ألا تترك يده أبدًا.. واتجها إلى ساحة الرقص يرقصان..

ومروان رغم ألمه ولكن وجودها أمامه كمسكن سريع المفعول
رغم أن الألم يعود وأشد كل مرة, ولكنه راضٍ أن يتناسى الأمر الآن مؤقتًا..

أميرة جميلة تراقص الصبي الفقير رغم معرفته بأنها لن تكون له,
ولكن لا أحد يستطيع أن يلوم القلب على الحب وتمني ما لا يمكن أن يناله..

*********************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:36 AM   #695

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



كانت تمارا ترقص مع عمار شاردة الذهن.. تكاد تكون مغيبة عما يحدث حولها
وعمار ينظر إليها بإشفاق يعلم الصراع الشرس الذي تشعر به بداخلها..

هو أيضا يفكر بغريس وحالتها اﻵن وهي تعرف أن حفل زفافه يقام،
قبضة جليدية تعتصر قلبه، يعلم أن ماقام به خطأ كبير؛
ماكان عليه أن يوافق علي اﻷمر ويتزوج تمارا هو شجعها علي اﻹنتقام، بل غذاه بداخلها..

كان يستطيع أن يجد حلاً آخر غير الزواج، ولكنه فكر بنفسه أيضًا،
أراد اﻹبتعاد عن غريس وقمع أي محاولة منها لإستعادته،
وهو أيضًا أراد قتل فرصته ومقاومة رغبته في العودة إليها؛
واستخدم واستغل حاجة تمارا إليه..

يشعر بالحقارة واﻹشمئزاز مما فعله..
ولكن سبق السيف العزل وقد تزوجها، وعليه أن يتحمل تبعات فعلته..

عاد ينظر إليها محاولاً اﻹبتسام, وفتح حديث بينهما فغر فاهه
ولكن لم تغادر الكلمات شفتيه حين وجد كفًا تربت علي كتفه؛
فالتفت برأسه ينظر من فوق كتفه بطرف عينه؛

ليجده سامر بإبتسامته الواسعة ووجه المشرق.
قائلاً بمرح:" دعني أرقص مع العروس, وأبارك لها عمار.."

عقد عمار حاجبيه بتعجب فهو يعلم بغض سامر من تمارا، وقال بريبة:" منذ متى سامر؟.."

ضحك سامر بخفوت وتأوه بتصنع, معاتبًا بمرح:" منذ اﻵن..
هي عروس الليلة سأضع خلافاتنا جانبًا.. علي أي حال تعد كأخت لي.."

تنهد عمار بإستسلام تاركًا تمارا يفسح المجال,
لسامر الذي أسرع يضع يده علي خصر تمارا,
ويده اﻷخرى يمسك بها يدها الحرة..

كل ذلك وتمارا تنظر له بجمود لا ترمش بعينها مترقبة ماسيفعله ويقوله..

نظر إليها سامر بأعين لامعة، متمايلاً بها بحركات رشيقة محترفة علي نغمات الموسيقي،
وقال بإرتياح واضح:" لم أستطع تفويت حفل زفافكِ, وأتيت ركضًا، لا تتخيلي ما أشعر به اﻵن تمارا.."

ضحكت بإستهزاء, وقالت متهكمة بسخرية:" لولا معرفتي بكرهك لي؛ لكنت ظننت أنك سعيد لأجلي.."

اتسعت ابتسامته, وقال مؤكدًا يومئ برأسه:
" أقسم لكِ أنني أسعد مخلوق على وجه اﻷرض الليلة؛
لأنني تخلصت منكِ أخيرًا، وتخلص أخي من أسره وسحركِ.. "

ارتفع حاجبيها بدهشة, ورددت:" أسره وسحري!.. لهذه الدرجة؟!.. هل كان بحرب ولا أدري.."

نظر إليها بأعين قاتمة بغل، وقال بإزدراء:" أجل وأكثر..
لم تكوني سوى أفعي سامة أغويت سهيل، ولكنه تحرر منكِ
ومن ألاعيبكِ المفتعلة لجذب إنتباهه.. ولفظكِ حين اكتفي منكِ.."

أظلمت عينا تمارا تكتم غضبها من كلماته تحاول عدم إظهار إنفعالاتها،
اقتربت منه حتي لامس وجهها كتفه, هامسة بالقرب من أذنه بنعومة خبيثة:
" لا تظن أنك تخلصت مني بهذه السهولة سامر.. هذه ليست سوى معركة، وأنا من ربحت بها.."

ارتفع حاجبه ينظر إليها بسخرية, واستخفاف، مرددًا: أنتِ من ربحتِ!.."

أومأت برأسها وقالت مؤكدة، ترفع ذقنها بكبرياء:" بلي أنا من ربحت،
وربحت كثيرًا.. لقد تزوجت من هو أفضل من أخيك، هل تظنني حزينة عليه؟..
مخطئ.. لقد تزوجت عمار لأنني أعرف أنه من سيسعدني..
حركت رأسها قليلاً مضيفة بسعادة زائفة.. انظر إلي عمار وكيف يشع بهجة ودفئ،
وليس أخيك الذي يشع حقدًا ومعاناة.."

أظلمت عينيه يجذ علي أسنانه بغل شديد،
يغرز أصابعه بخصر تمارا بقسوة آلمتها ولكنها لم تبالي، تشعر بالتشفي بسامر,

الذي قال من بين أسنانه بشراسة:" أخي يشع معاناة أيتها المتطفلة،
سترين كيف ستكون حياته كلها بهجة وسعادة لأنه ابتعد عنكِ..
ولكني أشفق على يوسف الصغير لأن له زوجة أب مثلكِ..
ومال عليها هامسًا بأذنها بإحتقار.. تبدين مثلها تمامًا.."

أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته علي مهل, وقالت بنفس نبرته:
" إن كنت تظن أنني مثلها أيها اﻷجرب فيوسف لن يكون مثلك أبدًا..
لن يختبئ خلف اﻷبواب يسمع ويرى؛ ولكن جبنه يدفعه للصمت،
لن يكون أنت أبدًا.. وأنا لن أكون هي.. عمار ليس والدك
لنكون نسخة بائسة منكم.. افق سامر وارثي حالك بعيدًا عنا.."

توقف عن الرقص وتحفز جسده بهيئة هجومية،
تسارعت أنفاسه بشده ينظر إليها بأعين مشتعلة تكاد تحيلها رمادًا
يقبض بكفه علي كفها بعنف يكاد يحطم أصابعها.. ويغرز أصابعه أكثر بخصرها,

هامسًا بفحيح مخيف متوعد:" يومًا ما سأقص لسانكِ واقتلكِ بيدي..
يومًا ما ستتوسلين مني الرحمة أيتها الحقيرة, وسأستمتع بعذابك..
سأحاسبكِ على كل كلمة نطق بها لسانكِ القذر.."

تجمدت ملامح وجهها تنظر إليه بشراسة, وجسد متحفز مثله,
قائلة بإحتقار:" لست أكثر قذارة منك أيها العفن.. لن أترك لك الفرصة..
سأرد لك الصاع صاعين, أنت وأخيك.."

اتسعت عينيه بطريقة مرعبة وقد كاد يفقد أعصابه, ويقتلها فعليًا؛
ولكن تدخل عمار الذي كان يراقبهم, وسحب تمارا يجذبها إليه برفق,

قائلاً بتحذير, وإبتسامة مصطنعة:" يكفي هذا عليك سامر.. عد لرفاقك ودع تمارا.."

رمقها سامر بنظرة شرسة مشتعلة, ورحل بخطوات ساخطة يكاد يغلي من الغضب..

تلك الحقيرة لا تدع له مجال ليشعر بالسكينة أو السعادة،
تذكره دومًا بماضيه وضعفه المخجل ولا يستطيع الرد عليها،
سليطة اللسان كلماتها كسم اﻷفعي تسري بجسده لتسبب له آلالامًا مهلكة لروحه المعذبة..

هي أفعي تلتف حوله لتعصره عصرًا, وتُخرج ذكرياته وتجلده بها؛
ولكنه سيجعلها تندم على ماقالته أشد الندم..
زفر بحنق وابتسم بتصنع حين وصل لرفاقه يتجاذب معهم أطراف الحديث
رغم اشتعال عقله بأفكاره السوداوية الحاقدة،

وتفكيره بوضع سهيل الذي يلازم غرفته منذ البارحة؛
حين علم بزواج هذه الأفعي، يتعذب ويعاني؛ ولكنه سيشفى مؤكد..

هي كانت كمخدر دس بعروقه وما يعاني منه اﻵن مجرد أعراض إنسحاب السم من دمه،
سيشفى ويتعافى منه مع الوقت، ويستعيد حياته..

أما عند تمارا وعمار كانت تزفر بغضب عاقدة حاجبيها بغيظ،
تطرق برأسها ذلك الأجرب العفن يثير أعصابها تكاد تغلي غضبًا منه,
كانت تستطيع أن ترد له الكلمات القاسية لتريه حجمه..

نظر عمار إلي رأسها المطرق وهز رأسه يأسًا،
يعلم تشاحنها الدائم مع سامر ولكن ليس بيده حيلة، أخطأ حين تركهم يتحدثان معًا..

قال ممازحًا محاولاً جذب إنتباهها:" تبدو معضلة ما تفكرين به اﻵن.."
رفعت وجهها العابس, وقالت بإقتضاب:" لا أفكر بشيء.."

مال برأسه قليلاً ينظر إليها بعدم تصديق, وقال متهكمًا:" أري ذلك من وجهكِ المشرق.."

زفرت بقوة وقالت بسخط:" سامر أزعجني.."

ضحك بخفوت, وقال بإشفاق مصطنع:" وأنتِ بالطبع كنتِ وديعة, ولم تتفوهي بكلمة.."

زمت شفتيها ونظرت إليه بغضب, فأكمل بإبتسامة مرحة:
" لقد شعرت بأن الحفل سيشتعل, التذبذبات الغاضبة لجسديكما وصلني عن بعد.."

رمشت بعينيها, وقالت بتذمر طفولي:" هو من بدأ الشجار وليس أنا..
كفي حديثًا عنه, ودعنا نعد للحفل.."

تنهد بإستسلام وضمها أكثر إليه, فوضعت رأسها علي صدره تغمض عينيها وتتنهد بحرارة..

********************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:38 AM   #696

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


مر وقت طويل نسبيًا حتى انتهي الزفاف وعاد الجميع للمنزل ومعهما العروسان..

وهناك استعد الجميع للذهاب لغرفهم ولكن يوسف
أسرع يمسك بيد تمارا متسائلاً:" تاما هل سننام الآن؟.."

ضحكت عاليا وهي تقول بمرح:" الليلة ستنام مع ميرا جو, فتمارا ستذهب مع والدك.."

تجمدت أوصال تمارا واتسعت عيناها بشدة ورعب يهاجمها,
ولكنها عادت سريعًا لتسيطر على نفسها وأخذت نفسًا عميقًا وزفرته بروية..

ويوسف يعقد حاجبيه بتبرم, قائلاً بحنق:" يستطيع أبي أن ينام معنا.."

وهنا تعالت ضحكات غسان وعاليا على نبرته الحانقة؛ وكأن تمارا دمية خاصة به
لا يريدها أن تبتعد عنه, وإن أرادها أحدهم, ليتشاركها معه ولكن دون أن يبعدها عنه,
ذلك التقارب بينها وبين يوسف يسعد عاليا والجميع, وينبأهم بحياة سعيدة متفهمة..

هبط عمار إلى مستواه, وقال بإبتسامة هادئة:" جو تمارا لن تستطيع النوم معك الليلة,
هي عروس الليلة, وستبقي معي أنا, هل تفهم ما أقوله؟.."

عبس يوسف أكثر بوجهه ثم أطرق مفكرًا, قبل أن
يقول مستفهمًا:" هل تعني أنها ستبقي معك كما يبقي جيك مع فيبي؟.."

رمش عمار بعينيه, ثم هز رأسه إيجابًا قائلاً:" أجل.. كجيك وفيبي, ولكن الفارق أننا تزوجنا عزيزي.."

أومئ يوسف برأسه بخفة وهز كتفيه الصغيرين بلا مبالاة ولازال وجهه عابسًا,
وقال بإمتعاض:" حسنًا.. سأنام مع ميرا الليلة.. تصبح على خير.."

ابتسم عمار بوجهه وقبل وجنته بحنان, ثم استقام واقفًا,
فمالت تمارا وقبلت وجنته برقة, هامسة بأذنه:" أراك غدًا جو.."

ابتسم لها وهز رأسه مرة أخرى, ثم أمسك بيد ميرا وتحرك معها إلى غرفتها..

*************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:40 AM   #697

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



ربما التظاهر بالقوة شئ رائع.. بل ومطلوب في كثير من الأحيان..
ولكن عند المواجهة تهرب القوة ويحل الهلع محلها..

هاهي الآن بالغرفة تتطلع حولها بخوف شديد وعيناها متسعتان بتأهب
وجسدها يختض مع دقات قلبها التى تبدو وكأنها في سباق مع الحياة،
عمار وهي بغرفة واحدة بعد انتهاء الزفاف.. ماذا سيحدث الآن؟.. ماذا ستفعل، بل ماذا سيفعل هو؟..

تكاد تصرخ بذعر وتلك الأسئلة تجوب برأسها لتثير رعبها أكثر.. وتنظر حولها بنظرات مثيرة للشفقة..

وعمار يقف بالقرب منها يراقب ملامحها وخوفها وكأنه يري مابداخلها
رغم أنها تحاول أن تبدو طبيعية ومتقبلة ولكن ماذا عنه هو!..
هو هل متقبل للوضع تمارا الصغيرة أصبحت زوجته؟..
هل سينسي غريس ويبني معها مستقبله؟.. أي مستقبل عمار!..
بل قل الوقت المتبقي من عمرك، أي كان ماذا سيفعل معها؟..

عمار تمارا لم تعد صغيرة اختارتك واختارت أن تبني حياة معك..
بل اختارت مريض مثلك لمعرفتها بقرب أجلك..

_لا توهم نفسك وتمنيها بأحلام تافهة عمار, أنت تعلم حبها لسهيل أفق عمار..

كلماته الهامسة وصلت لتمارا؛ فجعلتها تنتبه من شرودها المذعور،
فالتفتت إليه عاقدة حاجبيها,
متسائلة:" ماذا تقول عمار؟.."

أخد نفسًا عميقًا ثم زفره بقوة، وقال بجمود:" أعلم لِمَ وافقتِ علي..
أنتِ تحبين سهيل ولكنه جرحكِ.. وزواجنا ليس إلا لعبة.."

أظلمت عيناها حين ذكر سهيل واكتست ملامحها الجمود،
وقالت بجدية:" ربما كان كذلك بالبداية، ولكنك قلت أن لا مجال للتراجع..
وأنا قبلت بك, وسأبدأ حياة جديدة معك.."

ضحك عمار ضحكة قصيرة، ثم قال ساخرًا بمرارة:" كيف تبدأين حياة مع واحد مثلي؟.."

تلك النبرة التهكمية المشبعة بالألم لمستها تمارا, وشعرت بها
وكأنها جمرة متقدة أشعلتها، يالكِ من حمقاء لقد جعلتِ بتصرفاتكِ الغبية عمار يشعر بالألم..

فاتجهت إليه ووقفت أمامه, تنهره بقوة:" تجلد عمار ولاتبخث من قدرك، أنا لا أحب الرجال الضعفاء.."

التوت زاويتي شفتيه بإبتسامة مريرة وطالعها بنظرات يائسة،
قائلاً بأسي:" تحبينهم مثل سهيل أليس كذلك؟.. ولكني لن أكون مثله.."

رقت نظراتها وابتسمت لعينيه, ورفعت يدها تتلمس وجنته،
هامسة برقة صادقة:" أنا لا أريدك أن تكون مثله, أريدك كما أنت..
تدعمني وتبثني دفئك وحنانك الذي أدمنته.."

ثم ارخت يدها وعبست بوجهها، قائلة بحنق مصطنع:" والآن ماذا!..
هل ستفعل ذلك ليلة عرسي، وتجعلني أشعر بالبؤس؟.. احترم مشاعري وعاملني كعروس.."

ابتسم عمار يهز رأسه يأسًا، وهمس وهو يأسر عينيها:" أيمكنني أن أقبلكِ الآن؟.."

لم تستطع تمارا أن تحيد بعينيها عنه رغم تلك الرجفة التي اجتاحت جسدها،
ابتلعت ريقها بعصعوبة, وهمست مؤنبة بإبتسامة مهتزة
محاولة إخفاء هلعها الداخلي:" أنا زوجتك عمار أتطلب الإذن!.."

زوجته ذكري نفسكِ بهذه الكلمة دوما تمارا..

أصابع يدها تلتف وتقبض بقوة على ساعده، وذراعاه يلتفان حول خصرها يقربها إليه،

أعينهم مغمضة وبقوة يعتصرا أجفانهما وكأنهما لا يريدا أن يريا أي واقع هما به..
وقبلة احتياج كانت بداية ليلتهما..

ليلة طويلة ومرهقة بمشاعر لم يستطيعا تفسيرها؛ وربما ولن يستطيعا..

***************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:44 AM   #698

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


أما عن سهيل فقد عاد سامر من الزفاف وطرق باب غرفته ولم يجد ردًا
فدلف ولكنه لم يجده، طلبه على هاتفه فسمع صوته بالغرفة
وتحرك ناحية الصوت فوجد الهاتف ملقي على الفراش بين الأغطية المبعثرة..

بحث عنه بأرجاء الشقة كلها ثم وقف يتطلع حوله بعجز،
وزفر بقوة ورفع يده يشد شعره بعنف حتى كاد يقتلعه من جذوره
مفكرًا بجزع أين ذهب سهيل بهذا الوقت؟..

بهذا المكان المظلم المخيف الساكن.. لا يسكنه سوى الأموات
ويهيئ للمرء أن هناك أشباح مخيفة تحوم حول المكان..

مكان بظلمته الحالكة مع غياب القمر ليزيده ظلامًا
يصيب النفس بالرهبة, والرعب, ويجعلك تركض أميالاً..

مكان تأتي لزيارته حين تشتاق للأحبة وتريد أن تتواصل معهم
تبثهم حزنك واشتياقك إليهم تبكي لوعة على فقدانهم؛
ولكن رغم ذلك تشعر بإنقباض روحك وألم داخلي لا تستطيع نزعه،
مجرد فكرة أن هناك حبيب قد توارى تحت التراب يهلكك..

مكان يقصده الملكومين ليبكوا وينوحوا على أحبتهم..

أما هو فلا يثير به هذا المكان أي خوف أو وجل.. يأتي إليه شامتًا حاقدًا،
مترقبًا أي ردة فعل من ذلك الرابض بقبره منذ سنوات..

ولكن الليلة أتي ملكومًا ميتًا, يود لو يدفنه أحدهم بجوار أبيه..
قلبه قد مات ولكن رغم ذلك يشعر بألم شديد يكاد يهلكه..

عيناه تفيضا بدموع الندم والحسرة.. يبكي وينوح على حبيبته
التي فقدها الليلة وكل ذلك بسبب ماضيه الذي مازال يطارده..

وقف يهتف بجنون باكيًا وجسده يختض من فرط عصبيته:
" لقد خسرتها ودمرت حياتي أكثر.. أنا أموت كل لحظة.. اخبرني أبي..
هل تتألم مثلي، أم أنا من كتب علي العذاب وأنت تقف دائما مراقبًا؟..
هل تضحك على غبائي ودماري؟.. هل تلعنني لحالتي البائسة الآن،

وتنظر إلي بإزدراء كما كنت تفعل؟.. هل أستحق كل هذا الألم؟..
هيا اخبرني لِمَ لا ترد علي؟.. أنت سعيد أليس كذلك لهجرها لي؟..
رميتني بالسجن حين رأيتني أراقبها بعد طردك لي؟.. وحجبتها عني..
وحين اقتربت هي؛ أنا ابعدتها.. هل أنت راضٍ الآن؟.."

خرجت كلماته صارخة منفعلة بقهر مهلك لروحه..

متذكرًا ذهابه لمدرسة تمارا بعد طرده من المنزل وانتظاره لها,
وحين رأته الصغيرة ذات الثمانِ سنوات أسرعت إليه تقفز متعلقة برقبته تحتضنه,
هاتفة بفرحة وأعين لامعة:" سهيييييل.. لقد اشتقت إليك.."

ضمها سهيل إليه وأغمض عينيه يتنفس رائحتها الطفولية المحببة,
قبل أن يبعدها وهو يتطلع إلى وجهها بإشتياق غريب, قائلاً بخفوت:" كيف حالكِ تمرتي؟.."

اتسعت إبتسامتها, وقالت لاهثة بإنفعال:" لست سعيدة بالمنزل سهيل,
بدونك يبدو سيئًا, وذلك الأجرب سامر يزعجني, ولكنه يبكي كثيرًا.. متى ستعود؟.."

انحنت زاويتي عينيه بألم, وقال بأسى:" لا أعرف تمارا,
ولكن لا تصدقي أي كلمة سيئة تقال عني.. اتفقنا.."

أومأت برأسها موافقة, تمسك بيده بيدها الصغيرة مشددة عليها, قائلة بقوة:" لا أصدق, أنا....."

ولكن صوت هادر غاضب أوقف حديثها:" تماراااااااا.."

أجفلت مرتجفة من الصوت, وشحب وجه سهيل وهو يرى والده يتقدم
نحوهما بخطوات سريعة غاضبة, يسحب ذراع تمارا بعيدًا عنه, يدفعه بعنف..

قائلاً بشراسة:" ابتعد عنها أيها الوضيع..
ألم احذرك أنني لا أريد رؤية وجهك القذر, لقد جنيت على نفسك.."

والتفت برأسه مناديًا بقوة على الحراس يأمرهم بإمساكه..

وبلحظة وجد نفسه يسحب بعيدًا بقسوة, وتمارا يسحبها والده
وهي تصرخ بإسمه مرة أخرى يدفعها للسيارة ويغلق الباب بعنف
ويلتف للباب الثاني وتنطلق السيارة,
وسهيل يجر جرًا من قبل حراس المدرسة, ويجز به إلى السجن..

عاد من ذكراه يصرخ ويصرخ, وجسده يتشنج من فرط من يشعر به..

إن كان المكان يفزع الروح؛ فصوت صرخاته يفزع الموتى,
ويجعل الأشباح تركض ذعرًا من هول ألمه, وفرط عذابه صرخاته محملة بألم لا يحتمل..

ولكن بهذا المكان لا مجيب لأسئلته, ولا مواسٍ لعذابه..

ظل يصرخ ويصرخ ويصرخ؛ حتى بح صوته وانهار جاثيًا على ركبتيه,
منكسًا رأسه, يبكي بلوعة ومرارة,

هاتفًا بصوت مبحوح يحمل مرارة العلقم:" ياليتك كنت قتلتني يا أبي
وارحتني من عذابي.. ابنك مازال ضعيفًا,
ولا يملك قدر الشجاعة ليقتل نفسه ويرتاح من معاناته.."

ومال أكثر حتى لامست جبهته الأرضية الترابية الخشنة,
يضم قبضتي يديه المضمومتين إلى صدره ضاغطًا على قلبه المتألم,
يبكي وشهقاته تعلو ولا مجيب له..

*****************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:48 AM   #699

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


في إيطاليا طرق سايمن باب مكتب فيكتور الذى أذن له بالدخول سريعًا,
فدلف ووجد فيكتور يجلس على الكرسى خلف مكتبه،

وماركوس, وميشيل جالسان بالكرسيين المقابلين للمكتب يتحدثون في بعض الأمور..

حين رأي ماركوس سايمون حدجه بنظرة حارقة رغم هدوء ملامحه,
يشعر بالغضب الشديد؛ فهو يشعر بالريبة وأن سايمن يراقبه،
ومايثير جنونه أنه يراقب غرفة روز ولا يستطيع الدخول إليها,
كالسابق فحارس سايمن يخبره بأي شخص يقترب من الغرفة,
وتلك الحقيرة روز لا تغادرها أبدًا سوى مع ميشيل..

كم مرة تحجج بالدخول للإطمئنان عليها, ولكنه لا يستطيع أن يقترب منها
ويفعل بها مايريد كالسابق فبقاؤه أكثر من دقائق
قد يثير ريبة سايمن وقد يجده فوق رأسه بأي لحظة..

زفر بقوة مكورًا قبضتاه حتى إبيضت مفاصل أصابعه محاولاً التحكم بغضبه؛
حتى لا ينقض على سايمن ويطرحه أرضًا..

كم تمني منذ سنوات أن تكون روز بالمنزل بموقعها هذا حتى يستطيع أن يعيد لياليه معها
ويستمتع وهاهي بعد أن أصبحت تحت يديه يأتي ذلك الغبي ويبعدها عنه وبطريقة غير مباشرة..

تبًا له عليه التخلص منه بأقرب وقت؛ فهو لم يعد يستطيع الصبر أكثر من ذلك..
روز تجذبه إليها بطريقة غريبة منذ أن كانت صغيرة, منذ أن وقعت عيناه عليها
وذلك الشعور بالتملك إتجاهها قد إنتابه, صغيرة بعمر الثالثة عشر,
تحرك ماركوس الرزين وتشعل بداخله رغبات عنيفة..

حين أراد التودد إليها أبعدته عنها, وونفرت منه, وحاول الإبتعاد عنها
ولكنه لم يستطع, ليجد نفسه يعتدي عليها وتلك الأفعال السادية
تصدر منه بطريقة لاإرادية, وتحولت مع الوقت لجنون, وعنف إتجاهها..

وهاهو الآن يكاد يحترق شوقًا إليها, وذلك الواقف أمامه يمنعها عنه.. سحقًا له..

أخرجه من شروده صوت سايمن القوي:" سيد فيكتور.. أريد أن أطلب منك طلبًا.."

التفت إليه فيكتور بإنتباه, وقال بإهتمام:" تفضل سايمن.."

أخذ سايمن نفسًا عميقًا ثم زفره, وشد جسده وانتصب ظهره كوتر مشدود,
قائلاً بنبرة عملية:" سيدي.. أريد أن أكون مسئولاً عن الآنسة روز.. وأتكفل بتدريبها.."

التفتت إليه الثلاث رؤوس بعدم فهم, فاستطرد موضحًا:
" سيدي تعلم أن هناك حركة مريبة بالبلاد وإغتيالات لأشخاص مهمة,
ونحن نتابع الأمر.. ولكن علينا أن نهيئ الجميع لأي طارئ قد يحدث.."

تساءل ميشيل:" وماذا تعني بهذا سايمن؟.."

رمقه سايمن بنظرة جامدة وأضاف:" لقد دربتك سيد ميشيل
لتستطيع الدفاع عن نفسك إن هاجمك أحدهم, وأريد أن أفعل ذلك مع الجميع,
والآنسة روز أيضًا.." ورمق ماركوس بنظرة جانبية ذات مغزى..

عند هذه الكلمة ضحك ماركوس بعصبية وقال مستنكرًا:" أي دفاع عن النفس سايمن!..
روز لا تخرج بدون ميشيل, بل تكاد لا من غرفتها نهائيًا.."

جذ سايمن على أسنانه بقوة يرمقه بنظرات مستعرة,
هو يعلم مايفعله ماركوس وقد بات متأكدًا, ولكنه لا يستطيع الحديث الآن,
فقد يقلب ماركوس الموازين ويظهر بمظهر الضحية..

لذلك رفع ذقنه وقال بهدوء:" سيد ماركوس على الجميع معرفة
حتى القواعد الأساسية للدفاع عن النفس, وهذا ما أتحدث عنه.. فأنا...."

ولكن فيكتور الصامت مفكرًا, قاطع حديثه قائلاً بصوت حازم:" جيد سايمن,
في الواقع أنا أثق بكل ما تفكر به, لك ماتريد, ابدأ بالتدريبات متى شئت..
والآن اعذرنا فلدينا الكثير من الأعمال.."

أومئ سايمن برأسه بخفة ورمق ماركوس بنظرة مرة أخرى
ثم تحرك خارجًا بإبتسامة منتصرة مفكرًا, روز عليها أن تدافع عن نفسها
وألا تتجمد حين يقترب منها أحدهم وهو سيقوم بذلك,
حتى يستطيع أن يكشف ماركوس ويظهره للجميع..

أما عن ماركوس فنظر بأثر سايمن يكاد يشتعل غضبًا من فرط مايشعر به,
سيتخلص منه وبأقرب وقت, وروز ستعود تحت سيطرته مهما تطلب الأمر..

*********************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 02:53 AM   #700

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد يومين عاد سهيل إلى منزل عمه وقد غارت عيناه بحزن عميق,
ولكن بالمنزل لم يكن ينتبه لحالته أحدًا لإنشغالهم بتمارا وعمار, وسفرهم السريع,

شعر بقلبه ينتزع منه ويرحل خلفها يشيعها بألم لم يخف منذ تلك الليلة التى انهار فيها..

لقد تزوجت عمار ولم يستطع أن يمنعها رغمًا عنه.. لإستغلالها الموقف بذكاء وإتمام الزيجة سريعًا..

انتظرت عودته بعد غيابه عن المنزل هربًا من رؤيتها مع رجل غيره
امتلكها لتواجهه بكل قوة, وقسوة, وعيناها الماكران تتحدياه,

تلمعان بنشوة الإنتصار والتشفي من حالته الرثة,
وتنفيذها لمخططها إنتقامًا لكرامتها, وقلبها الكسير..

نظر إليها بأعين معذبة قابلتها بجمود غريب, ومرت بجانبه وكأنها لا تراه,
وعمار يمسك بيدها يحثها على التحرك..

للحق تعترف لقد تفاجئت بحالته الغريبة وذلك الحزن والألم المطل من عينيه,
ولكن بنظرها يستحق إن كان يريدها لِمَ لم يأتي وينتزعها كما قال لها من قبل؟..

كانت حالته مزرية وهو ينظر إليها بأعين مذهولة غير مصدقة,
ومن ثم علامات الإنكسار وكتفاه المنحنيين ببؤس..

كان يود لو يصرخ منتزعًا إياها؛ ليعلن للجميع أنها حقه؛ لا بل ملكه.. تلك التمارا..

تمرته التي رعاها منذ أن كانت نبتة صغيرة مظللاً عليها,
حاميًا لها من أي محاولة لإقتطافها, أو حتي لمسها..

من يجن جنونه إن رأها تتذمر من أحدهم..
رغم مايظهره من عدم المبالاة لحديثها, وينظر إليها بسخرية..

إلا أنه كان يسترق السمع لحديثها وشكواها مسجلاً كل حرف؛
لينقشه على خلايا عقله يحفظه عن ظهر قلب؛ ليسرع لذلك المتطاول عليها,
والذي أوقعه حظه العسر بيديه, ليبيده جراء مافعل, ومن ثم يعود وكأن شئ لم يكن..

بعد زواجها كان يشعر بأنه قد مات جسد متحرك بلا روح,
كل يوم يمر يزداد عذابه وشعوره بالفقدان..
قد سلبته تلك المتجبرة روحه, قلبه معها إينما ذهبت..

عقله لا يصور له غيرها توقف عن العمل.. عيناه قد أصابهها العمى إلا من رؤية خيال تمارا..

ثم ذلك ال.... ذلك العمار.. كم يشعر عندما يتذكر أنها معه الآن بالجنون والغضب الأسود..

عيناه تبرقان بطريقة مخيفة, وهيئته ترعب من يراه وكأنه يري الشياطين تتقافز أمامه؛
بل من يراه يظن أنه الشيطان بعينه من فرط غضبه,

وعقله الذي يسول له قتل عمار؛ بل إنه يكاد يذهب إليهم في ثورة جنونه؛
حيث يجد قدميه تندفعان ركضًا إلي الخارج بلا وعي حاملاً هاتفه..

يطلب تمارا متوعدًا لها بأغلظ الأيمان أنه قادم من أجلهم؛ لينهي حياتهم..

ليقابله صوتها الخبيث بجملة واحدة مستفزة: "ارني ما لديك.."

يكاد يحطم الهاتف محاولاً الوصول إليها وخنقها, أو تعذيبها بأبشع الطرق
التي تتراقص بمخيلته في تلك اللحظة؛ حتى تطلب منه الرحمة, والعودة إليه..

ولكنه لا يستطيع يعود ليتهاوي أرضًا بجوار سيارته بتهالك,
وعذاب ضامًا الهاتف إلي صدره يغمض عينيه بعذاب, وإشتياق..

صوتها الناعم كالسم يندفع إلي خلايا جسده منتشرًا بمجري دمه كالمخدر..

رغم أنه سيؤدي بحياته؛ ولكنه لا يستطيع الإستغناء عنه؛ كالإدمان في أشد مراحله لا علاج له..

في المنزل بعد مرور شهر كامل على معاناته.. كان يجلس شاردًا يفكر بمعذبته,
وميرا أمامه تتحدث دون إنقطاع عن ترتيبات الزفاف وماستفعله..
لم يستمع إلي كلمة واحدة مما قالته..

انتبهت لشروده فعقدت حاجبيها بتعجب, متسائلة:" سهيل هل تسمعني؟.."

نظر إليها بهدوء, أجاب بنبرة خافتة, ولكن قوية:" أجل ميرا.."

ابتسمت بإشراق, فسهيل هذه الفترة يتواجد بالمنزل
ويجلس معها رغم أنه يكون شاردًا في بعض الأحيان
ولكنه معها وهذا ما يهم, سيتزوجان قريبًا, وعليهما أن يقوما بترتيب كل شيء..

أردفت بنبرة سعيدة متحمسة:" حسنًا سنقوم بتجديد كل شيء,
والقيام بترتيبات الزفاف.. سيكون أسطوريًا.. وسأنتقي لك بذلتك.."

ابتلعت ريقها بتوتر حين رمقها بنظرة غامضة, وقالت مصححة بحذر:" هذا إن أردت بالطبع.."

ضحك بهزء وابتسم إبتسامة لم تصل لعينيه, ومن ثم نظر لها يمد يده إليها
فاقتربت سريعًا تمسك بها, وتجلس بجواره تنظر إليه بأعين لامعة بفرحة..

كان ينظر إليها مطولاً يتفرس ملامحها, يبحث في طياتها عن شخص آخر..
صفة, لمحة..

ولكن هيهات شتان مابين هذه وتلك..

من تجلس أمامه رقيقة ناعمة كطفلة بملابس أنثي..
كلمة ناعمة تذيبها, همسة مداعبة تجعلها تحلق في السماء..

وتلك البعيدة, القريبة قرب الروح.. من يهفو إليها قلبه,
قاسية تملكه كالعبد المنساق خلف سيده.. لا يستطيع أن يكون لغيرها..

تبدلت الأدوار" كانت له وكان للجميع إلا لها.. والآن أصبحت لغيره ولا يستطيع أن يكون إلا لها.."


أخذ نفسًا عميقًا محاولاً أخذ أكبر قدر من الهواء يملئ به رئتيه؛ عله يخفف من إشتعاله ولو قليلاً..

ثم ابتسم وقال بنبرة هادئة متريثة بصوته الرجولي القوي
وقد إتخذ قراره:" ميرا علينا أن نتحدث.."

نظرت له ميرا بإهتمام, متسائلة:" ماذا هناك؟.."

_ميرا نحن لن نتزوج..

********************


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.