الف مبروك نزول الرواية الجديدة ديدي

المقدمة جميلة

ان شاء الله اگدر اتابعها معكم

ربي يوفقچ حبيبتي

حوبتي الله يبارك فيكي حبيبتي.. تسلميلي

تسلمي ياروحي ده بسبب تشجيعكم

حونين الله يبارك فيك.. تسلمي

الله يبارك فيك.. تسلمي إنتي أجمل,.

الله يبارك فيك رنوش.. تسلمي يارب.. اه تمارا وسهيل وربنا يستررررررررر...

مساء الخيرات..
انتظروني غدا مع مقدمة الرواية بإذن الله..
دمتم في رعاية الرحمن..

مساؤكم سعادة أعزائي المقدمة ستنزل الآن.. متابعة وقراءة ممتعة..

المقدمة

كم هي عجيبة هذه الدنيا!..
كيف يمكن للأقدار أن تفرقنا حين نكون بأمس الحاجة إلي بعضنا..
نشعر بالخواء والوحدة الموت الموجع في الفراق..
وتجمعنا حين نكون كارهين لبعضنا حتي النظرة تكون حارقة بحقد أسود..
يجمعنا في وقت أشبه بحرب ضارية
توشك فيها علي قتل نفسك في سبيل رؤية الاخر موجوع من فرط الألم..
حقا غريب قدرنا فرقنا في أوج حبنا النقي..
وجمعنا بعد أن أصابتنا أسهم الكره الأعمي..
وسحقتنا أقدام الحاضر المهلك..
تري ما مصيرنا؟..
هل يتحول الكره إلي حب مرة أخري؟..
أم أن حتي القلوب بعد موتها لا تحيا؟..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

في السكن الجامعي دلفت إلي الغرفة المشتركة لفتاتين وأيقظت تلك الفتاة النائمة بهمس نظرت..
إليها الفتاه بدهشة ولكنها أشارت لها بصرامة آمرة بالخروج وعيناها تتوعد إذا إعترضت..
نهضت الفتاه بحنق وخرجت صاغرة وأغلقت الباب خلفها..
تحركت تجاه تمارا النائمة وضوء الغرفة الخافت مضاء كالعادة وجلست تتطلع إليها بأعين لامعة..
شعرت تمارا بمن يتسطح بجوارها من الخلف و يد تمتد لتتلمس بشرة ذراعها العاري برقة ثم إرتفعت اليد لتلامس وجنتها وأنفاس حارة تداعب وجهها وقبلة ناعمة تلتها قبلات كرفرفة الفراشة..
فتحت تمارا عيناها بتثاقل وهي تتململ في نومها ونظرت للفراش الآخر ولكنه كان فارغ.. رمشت بعيناها تحاول الإستيقاظ وعقدت حاجبيها بإستغراب وهي تشعر باليد تتحرك بحميمية علي جسدها فنظرت بطرف عينها من فوق كتفها..
لتنتفض وهي تنهض مبتعده تهتف بذهول متحشرج من أثر النوم:" روز!.. ماذا تفعلين هنا؟.."

ابتسمت روز وهي تنظر إليها بنظرات متفحصة لمنامتها الرقيقة المكونة من
قميص بحملات وبنطال يكاد يلامس ركبتيها، وقالت متنهدة بنعومة:" آسفة عزيزتي لم أقصد إيقاظك.."

نظرت لها تمارا بريبة وابتلعت ريقها متسائلة بتحفز:" ماذا تفعلين هنا؟.. وأين ذهبت كوردينيا؟.."

تمطت روز بتكاسل ولازالت علي ثغرها نفس الإبتسامة، وقالت بهدوء:" لقد أخرجتها من الغرفة.."

- لماذا؟..

- أريدك تمارا..

نظرت لها تمارا ببلاهة مرددة:" تريدينني؟!.."

أومأت روز برأسها وهي تعتدل وتنهض متحركة بخطوات متمهلة تجاه تمارا
وقالت بنبرة لاهثة بنبرة غريبة:" بلي أريدك عزيزتي..
وإقتربت تلامس ذراع تمارا مرة أخري و تدور حولها مكملة بهمس أجش..
أريدك فأنا أحلم بك منذ أن رأيتك.. واعدت الكثير من الفتيات ولكنك مختلفة.. أريدك.."
ثموقفت أمامها ودنت منها محاولة تقبيلها..

انتفضت تمارا مبتعدة للخلف وعيناها متسعة بذهول وقالت بإنشداه كمن يقرر واقعا:" يا إلهي أنت شاذة!.."

ابتسمت روز وقالت مصححة بخفوت ولا مبالاة:" تستطيعي تسميتها كما تشائين..
أنتم العرب تسموه شذوذ.. ولكنها حرية شخصية.. فنحن ببلد منفتح عزيزتي.."

زمت تمارا شفتيها بغضب ها قد عدنا.. تلك النظرة للعرب علي أنهم
متخلفون رجعيون وأن تلك القذارة التي يعيشون فيها هي الحرية واﻹنفتاح..

نظرت لها بإشمئزاز وأردفت بتقزز:" إن كانت تلك هي الحرية فلا نريدها..
مارسي حريتك بعيدا عني.. وأشارت إلي باب الغرفة آمرة.. هيا أخرجي من هنا.."

تهادت روز بخطواتها وإقتربت أكثر منها قائلة بدلال وقوة متسلطة:" وهل تظنين أنني سأتركك..
وقد أعجبتني!.. لا عزيزتي فأنا أحصل علي ما أريد.."

احتقن وجه تمارا وهدرت بغضب:" وهل تظني أنني سأرضخ لك؟!.. مخطئة..
هيا انقلعي من الغرفة قبل أن أطلب لك الأمن.."

أظلمت عينا روز واكفهر وجهها فلا أحد يعاملها بتلك الطريقة أبدا..
عائلتها معروفة ولها مكانتها بل أن لهم أسهم بالجامعة والسكن تحت
أيديهم من تلك الفتاة التي ترفضها.. بل عربية تنظر لها بعنجهية..

زفرت نفسا حانقا، وقالت بهدوء رغم غضبها:" حسنا تمارا أعلم أنك متفاجئة
ولكن لا بأس سأصبر عليك حتي تليني.. ثم تغيرت نبرتها لقوية محذرة..
ولكن إعلمي أنك تحت أنظاري.. وكل من هنا يعمل رهن إشارتي.. لا تغضبيني وإلا ستندمين..
وابتسمت إبتسامة جانبية مرسلة قبلة لها في الهواء وفتحت باب الغرفة وخرجت..

لتجد كوردينيا مستنده علي الجدار تقاوم النعاس وما إن رأتها إعتدلت
لتحدجها روز بنظرة غاضبة وتردف آمرة.. ادخلي وإياك أن تخبري أحد عما حدث.."

أومأت برأسها بإذعان ثم دلفت إلي الغرفة؛ لتجد تمارا تقف بمنتصف الغرفة تلهث
بإنفعال وعلي وجهها أمارات الغضب، وما إن رأتها حتي..

عنفتها بعصبية:" كيف تسمحين بذلك كوردينيا؟..
لما خرجت من الغرفة وتركتني معها؟.. لما لم تنبهيني؟.."

زمت كوردينيا شفتيها بإمتعاض، وتحركت نحو فراشها وجلست عليه
وقالت:" لم أعرف تمارا.. لقد دلفت وأيقظتني.."

حدجتها بنظرات مستاءة وقالت مستنكرة:" وأنت رضخت لها!.."

أطرقت برأسها وهمهمت بخفوت:" إنها *روز سيرمان* عزيزتي..
لا أحد يستطيع قول لا.. أو الإعتراض علي أوامرها.."

زمت تمارا شفتيها وجذت علي أسنانها بغضب، وقالت وهي ترفع
رأسها بإيباء وشموخ:" لست أنا من ترضخ لتلك الحقيرة.. سأريها.."

تنهدت كوردينيا بتثاقل، وقالت بقلة حيلة:" إفعلي ما تريدين، ولكن أبعديني عن هذا الأمر.."

اتسعت عينا تمارا فغرت فاها مرددة بذهول:" أبعدك عن اﻷمر!..
ثم تسائلت بترقب.. وماذا إن أبلغت عنها؟.. ألن تشهدي معي؟.."

تسطحت علي الفراش وأولتها ظهرها، قائلة بسلبية ولا مبالاة:" لا لن أشهد..
حلي مشاكلك بنفسك.. وإلتفت برأسها محذرة.. ولكن إحذري فروز وضعتك
برأسها ولن تتواني عن فعل أي شئ حتي تصل إليك.. تصبحين علي خير.."

نظرت تمارا لظهرها بأعين متسعة، وهي تهز رأسها بعدم تصديق..
ولكن هكذا هم الغرب لا يتدخلوا فيما لا يعنيهم كل يحل مشاكله بنفسه..

حمدت الله أن مجتمعها الشرقي عكس ذلك.. حتي وإن كان به بعض المساوئ والسلبيات
ولكن لا أحد يجاهر بالفواحش.. وما أن يقع أحد بمشكلة حتي تهب ألف يد لمساعدته
ويكونوا خير العون..

كان مجتمعها الشرقي بنظرها كشمس مضيئة تشعر بالفخر منه؛ ربما لأنها عايشت
المجتمع الغربي في سنوات دراستها الأخيرة، وقارنت بينهما ووجدت فضله عليها..
وكم تشتاق للعائلة واﻹحتواء..

اﻹحتواء!.. ضحكت داخلها بسخرية مريرة.. أي إحتواء تتحدث عنه.. ذلك كان بالماضي البعيد..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

بعد يومان دلفت تمارا إلي الغرفة لتجد فتاه أخري تجلس علي الفراش
بالغرفة وترتدي من الثياب ما لا يستر وتنظر لها من أعلي رأسها حتي
أخمص قدميها نظرة تقييمية لا تخلو من الإستخفاف..

عقدت تمارا حاجبيها، وتسائلت بتوجس:" من أنت؟.. وماذا تفعلين هنا؟.."
لوت الفتاة شفتيها للجانب وقالت بلامبالاة: " أنا رفيقتك الجديدة.. كوردينيا تم نقلها.."
اتسعت عينا تمارا بدهشة، ثم تسائلت بترقب:" بأمر من؟.."

-أظنك تعرفين جيداً..

أظلمت عينا تمارا وقد فهمت مغزي الحديث.. ليس سواها روز..
حذرتها كوردينيا أنها وضعتها برأسها ولن تتواني عن الوصول إليها، ولكن
ليست تمارا من ترضخ أو تخاف من أحدهم..

اقتربت تمارا بخطوات واثقة من الفتاة، وإنحنت مواجهة لها وقالت بتشديد
بطئ وعيناها تكاد تحرقها غضبا وإزدراءً:" أخبري من أرسلتك، أنني لن أزعن لها..
ومهما فعلت لن تستطيع أن تقترب مني.."

ثم قلبت شفتها السفلي ونظرت لها نظرة تقييمية مشمئزة وابتعدت
عنها تجمع بعض أغراضها، ورحلت من الغرفة صافعة الباب خلفها بعنف..

تنهدت الفتاة وهي تلوي شفتيها بإمتعاض متمتمة بحنق وعدم رضا:"
ماذا بتلك العربية تعجبها لكي تفعل ما تفعله.."
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

صراخ وبكاء صغيرة تحاول جاهدة الوصول إليه؛ ولكن يد صارمة تمسك بذراعها تمنعها،
وفتي آخر يقف متوارٍ يبكي بصمت ويرتجف لا يستطيع الإقتراب أو الحديث..
من ذلك الساقط أرضا أسفل السلم ينظر إليهم بأعين دامعة ونظرات متظلمة،
يحاول جاهداً الحديث ولكن.. صوت أحدهم الهادر بقسوة:" لن أستمع منك كلمة واحدة..

ينظر له من علوه بنظرات محتقرة.. أمثالك مكانهم أسفل أرجلنا.. انقلع ولا ترني وجهك مرة أخري.."

رفع عيناه ينظر للصغيرة التي تحاول الإفلات بشراسة، وقال
بنبرة مختنقة مدافعا بضعف:" أقسم لك لم أفعلها.. استمع إلي أرجوك.."

هدر الصوت مجددا بعنف آمرا:" أخرجوه من هنا.. لا أريد رؤيته أبدا.. ثم أكمل بتوعد..
سأريك.. أقسم أن أجعلك تندم وتري العذاب لما فعلت.."

ثم أيادي تسحبه وترميه خارجاً، وصوت الطفلة يصل إلي مسامعه تصرخ بإسمه:" سهيييييييييل.."

إنتفض من نومه ينظر حوله بإرتياع وتشوش يتصبب عرقا، ثم هدأ تدريجيا وأغمض عيناه
يبتلع ريقه بصعوبة، ويأخذ نفسا عميقا ثم يزفره.. تطلع للساعة المعلقة علي الجدار أمامه
ليجدها الواحدة مساءً.. حرك رقبته يمينا ويسارا بألم خفيف، وصداع يعصف برأسه؛
يبدو أنه أكثر الشرب ليلة أمس وعاد إلي المنزل بعد قضاؤه ليلة مع إحداهن..

نهض ودلف إلي حمامه ونزع ثيابه، ووضع نفسه أسفل المياه الباردة علها تخفف مما يشعر به..
و شرد بحلمه؛ هاقد عاد كابوسه مرة أخري منذ مده لم يحلم به، ولكنه عاد ليطارده مره أخري..
مط شفتيه للجانب بحنق، أغلق المياة وخرج من الحمام وإرتدي ثيابه ونظر نظرة تقييمية
لنفسه بالمرآة وهو يعدل خصلة من شعره بأصابع يده، وإبتسم بغرور ورضا لهيئته..

سهيل رشدان صائد النساء المخضرم الملقب "بالصياد".. وكيف لا!..
فبهيئته الوسيمة وجسده المتناسق النحيف، وطوله المناسب ليس الفارع ولا القصير..
ونظرته الوقحة وإبتسامته الجانبية من تستطيع مقاومته.. ضحك بسخرية بداخله..
كلهن فاسقات ينجذبون للرجال بدون تفكير لا يهمهن سوي المال أو المظهر.. أو الشهوة..
ويعيبون علي الرجل إذا كان زير نساء.. والنساء هن الضحية.. ضحية خبيثة كفريسة
تجذب الصياد بإستفزاز لصيدها ولا تبذل إي جهد للمقاومة..

ابتسم بإغواء وغمز لنفسه بالمرآه.. وتناول متعلقاته وخرج من غرفته وهم بالذهاب
لعمله؛ ولكنه لمح ضوء غرفتها مضاء.. عقد حاجبيه وتسائل عما تفعله هنا..
من المفترض أن تكون بجامعتها.. زفر بحنق شديد وإتجه إلي الغرفة وهم بالدخول
ولكن توقفت يده علي مقبض الباب تعتصره بعنف، وهو يستمع إلي صوتها الحانق
المتذمر وحديثها الذي جعل عيناه السوداء تتزداد قتامة كعتمة بئر ساحق لم ير قاعه الضوء أبدا ويده..

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

علي الهاتف كانت تمارا تحادث صديقتها فيبي وتخبرها بما حدث
من روز وتغيير رفيقتها بالسكن وتوعد روز لها.. حيث أن فيبي قد مرت علي تمارا
بغرفتها بعد الدوام ولم تجدها..

فيبي متسائلة:" ولما رحلت تمارا؟.."

زفرت تمارا بنفاذ صبر وقالت:" ألم تسمعي كلمة مما قلته لك فيبي..
تلك الحقيرة تتقرب مني.. ولا تريد تركي بحالي.."

أومأت فيبي برأسها متفهمة ولكنها قالت بتريث:" أفهم عزيزتي
ولكن مافعلته يسمي هروب.. وسيوضح لها خوفك.."

عقدت تمارا حاجبيها بحنق وإنحني كتفيها وهتفت بتذمر:" أعلم.. أعلم فيبي..
ولكن علي أن أفكر فيما سأفعله مع تلك ال....... وإقشعر جسدها بصورة ملحوظة
وهي تكمل بتقزز.. أقسم لكِ أنني أشعر بالتقزز والغثيان كلما تذكرت لمستها
علي ذراعي.. ولكن علي التفكير جيدا.."

مطت فيبي شفتيها للجانب وحركت حدقتاها بتفكير:" امممم.. معك حق؛ فهي روز سيرمان.."

هتفت تمارا بجدية وهي تنتصب بشموخ وتفرد جسدها كقوس مشدود الوتر
ورفعت سبابتها:" أنا لست خائفة منها.. كل ما في الأمر أنني أريد أن أفكر دون تهور..
وإلا سأقوم بنتف شعرها وألقنها درسا لن تنساه أبدا.."

ضحكت فيبي بمرح وهي تهز رأسها موافقة وقالت بتسلية:" نعم..نعم.. هاقد ظهرت نزعت المجنونة..
و..... قطع حديثها صوت أحدهم يتحدث خارجا.. لذلك عادت تهمس لتمارا بتبرم..
حسنا تمارا سأحدثك فيما بعد.. فيبدو أن سبب معاناتي قد وصل.."

ضحكت تمارا وقالت وهي تحرك حاجبيها بتسلية ماكرة:" ااااه.. أتقصدين جيك!.. لا بأس.. سأتركك الآن.."

زمت فيبي شفتيها بإمتعاض وقالت بفظاظة مضحكة:" وهل هناك بلاء غيره؟..
وداعا.." وتنهدت بتثاقل منهية الحديث وإلتفتت لتنظر خلفها لتجده..

يقف ينظر لها برفعة حاجب وأعين زرقاء مترقبة متسائلا بفظاظة:" خيراً آنسة فيبي..
هل هناك مشكلة؟.. يبدو أنكِ مستاءة من شئ ما.. "

ابتسمت فيبي ابتسامة صفراء وقالت بنبرة هادئة متهكمة:" بالطبع لا سيد جيك..
فهل من يعمل هنا سيجد مشكلة؟.."

ابتسم جيك بتسلية وقال بنبرة رقيقة مصطنعة:" مايهمنا هنا راحة العاملين..
وأنا يهمني شخصيا راحتك.. فهل هناك ما يزعجك؟..
خاصة وأنني سمعت أن هناك من هو سبب معاناتك.."

نظرت له فيبي بوجوم وهي تود لو تضربه بأي شئ أمامها؛ لتنزع تلك
الإبتسامة السمجة عن وجهه.. يسألها ماهو سبب معاناتها،
حسنا ماذا لو قالت له أنه إنسان سمج، مستفز، مثير للأعصاب؛
يكاد يصيبها بإرتفاع في ضغط الدم.. يتفنن في إثاره غيظها وحنقها..
وما يثير غضبها أنه مرح ومتواضع مع الجميع إلا معها هي..
يتعمد إلقاء المهام علي عاتقها ويوبخها إذا أخطأت..

عندما أطالت النظر إليه؛ هتف جيك بنبرة جافة آمرة:" إذا كنت قد أنهيت النظر
إلي فعودي إلي عملك.. وإقترب منها ومال إلي أذنها هامسا بتحذير..
وكفي عن الشكوي لتمارا، فهي لن تستطيع فعل شئ لك.. إلا إذا أردت
الإنتقال إلي عمال الإستقبال.. ولا تنسي قهوتي"
وإستقام منتصبا وتحرك ناحية مكتبه بإبتسامة واسعة متسلية
يكاد ينفجر ضحكا علي منظرها الحانق..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

في غرفة تمارا ما إن أنهت المكالمة حتي أجفلت منتفضة بمفاجأة
حين وجدت الباب يفتح بعنف، وسهيل يدلف بهيئة غاضبة متسائلا بعصبية:" ماذا تفعلين هنا؟.."

نظرت له بتوجس وأعين متسعة تبتلع ريقها بصعوبة، ثم إستجمعت قوتها
هاتفة بفظاظة حانقة:" وما شأنك أنت؟.. أليس منزلي كما هو منزلك.."

إقترب منها خطوات بطيئة وعيناه تطلق شررا جعلها تتراجع للخلف بخوف تحاول مداراته،
وهمس بنبرة مخيفة:" ألم أخبرك من قبل ألا تأتي إلي هنا دون سابق إنذار..
ثم هدر بجنون.. أنا بمفردي هنا أيتها الحمقاء.."

عقدت تمارا حاجبيها وهي تنظر له بقلق، ثم قالت بنبرة متريثة كمن
يخاطب طفلا صغيرا:" لست بمفردك بالمعني الحرفي.. هناك مدبرة المنزل.. وأيضا أنت لن تأكلني.."

جذ علي أسنانه بغضب وكور قبضتيه بقوة حتي إبيضت مفاصل أصابعه
وقال من بين أسنانه آمرا:" سأخرج الأن وأعود لأجدك عدت إلي سكنك الجامعي..
لا أريد أن أري وجهك هنا.. سمعتي.." ثم خرج مسرعا وكأن الشياطين تطارده..

نظرت بتبرم إلي الباب حيث خرج وتنهدت بأسي حيث كان منظرها كطفل وبخ لتوه..
لا تفهم سبب غضبه منها كلما رأها، ماذا فعلت له ليعنفها.. دوما سهيل هكذا..
منذ ما حدث وغيابه تلك السنوات وبعدها عودته تحول إلي ذلك الشخص البغيض..
زفرت بيأس ثم إبتسمت برقة وهي تستمع إلي رنين هاتفها ونغمته المميزة،
نظرت لشاشة هاتفها لتطالعها صورة لوجه دافئ وعينان بهما حنان ورقة،
أمسكت به وضغطت زر الرد..

ليصلها صوته الهادئ برفق:" كيف حال الصغيرة اليوم؟.."
ابتسمت بإشراق وقالت برقة:" بخير عمار.. إشتقت إليك.."

ضحك عمار بخفوت وقال بمرح:" حسنا إيتها الصغيرة حضري نفسك
فهناك مفاجأة سارة.. وصل بعد إنتظار.."

قفزت تمارا تهتف بعدم تصديق وسعادة جليه:" حقا عمار؟!.."
أومئ عمار بسعادة وقال:" بلي عزيزتي.. هيا سأمر عليكِ بعد قليل لتريه.."

أومأت تمارا برأسها سريعا وقالت بلهفة:" حسنا..حسنا.. دقائق وأكون جاهزة.. أنا بالمنزل مر علي.."
عقد عمار حاجبيه بإستغراب وتسائل بتعجب:" بالمنزل!.. ماذا تفعلين هناك؟.."

هتفت تمارا سريعا منهية الحديث:" سأخبرك فيما بعد وداعا الآن لأحضر نفسي.."
ابتسم عمار برقة وقال بهدوء:" حسنا.. اراك فيما بعد.."
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

في السيارة كان غضبه يكاد يعميه عن الطريق، أمسك هاتفه وعبث بأرقامه
ليجد مبتغاه؛ يضغط زر الإتصال ليأتيه الرد بعد عدة لحظات..

جيك بنبرة مرحة:" مرحبا سهيل.. هل لازلت نائم حتي الأن؟.."
جاؤه صوت سهيل بشراسة آمره:" جيك أريد أن تحضر لي عنوان فتاه تدعي * روز سيرمان*.."

ضحك جيك بتسلية وقال بترقب:" ماذا أيها الصياد هل هي فريسة جديدة؟!.."
صرخ سهيل بجنون جعل جيك يجفل بإرتياع:" كف عن الحديث وإبدأ بالبحث حالا.. أريد مكانها فورا.."

ابتلع جيك ريقه بتوتر وقال بقلق:" حسنا اهدأ، نصف ساعة وستجد العنوان.."

أغلق سهيل الهاتف وهو ينظر أمامه بنظرات مخيفة ينتظر وكأنه علي آتون مشتعل
يقود سيارته بلا وجهة وبعد بعض الوقت تلقي اتصالا من جيك يخبره العنوان..
لينطلق سريعا إليه.. بعد عشر دقائق كان يقف أمام الباب يدق الجرس بإلحاح
لتفتح الباب فتاه ترتدي ثوب فاضح تتسائل بحنق:" ماذا هناك؟.. من أنت وماذا تريد؟.."

تسائل سهيل بهدوء مخيف:" هل أنت روز سيرمان؟.."

تأففت الفتاة قائلة بإنزعاج وكأنه قاطعها عن شئ ما:" لا.. لست هي.. هي بالداخل.. من أنت؟.."

نظر لها سهيل نظرة مرعبة وقال وهو يدفعها بقسوة خارج المنزل
ويدلف هو:" إذا ابقي خارجا.." وأغلق الباب بوجهها المذهول من فعلته..

لتتدارك الأمر وتطرق الباب صائحة بغضب:" هااااااي.. أنت افتح الباب.. ماذا تفعل؟.."

لم يعيرها إنتباه وتحرك تجاه الصوت بالداخل الذي وصله متسائلا:" من الطارق ملين.....؟.."

ولكن قبل أن تكمل وجدت سهيل يقف امامها ينظر لها بقتامة متسائلا بتحفز:" هل أنت روز سيرمان؟.."

نظرت له روز برفعة حاجب مترقبة وهي تجلس بأريحية علي أريكتها الفاخرة،
تنظر له من أعلي رأسه حتي أخمص قدميه قائلة بدلال:" بلي.. من أنت؟.. وماذا تريد؟.."

ولكنها ارتاعت وتراجعت في جلستها من مظهره المرعب الخطير؛
وهو يتحرك نحوها بخطوات فهد مفترس يحوم حول فريسته وقد وقعت في فخه..

اندفع إليها سهيل يجذب شعرها بعنف جعلها تصرخ بخوف وهو يقول
من بين أسنانه بشراسة مرعبة:" سنتعرف الأن جيدا أيتها الوضيعة.. أنا سهيل رشدان.. إبن عم تمارا.."
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

قراءة ممتعة... تنسوا تعليقاتكم