آخر 10 مشاركات
خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-17, 01:51 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ


(البارت السادس)





ترك كل شيء من يديه ثم نهض من على الكنب الجلدي اللامع
رمى سيجارته على الأرض وقام بدهسها بقدمة اليُمنى
تقدم خطوتين للأمام وعيناه تحدّق بصاحبه بشرر: كيف يعني ما يرد عليك؟

شتت ناظريه عنه ونظر للهاتف لثانية مردفًا: أصلًا جهازه مغلق...
مسح على وجهه سريعًا بنرفزة قاتلة صارخًا: كيف يعني؟.....خلاص خالد ما عاد راح نشوفه؟

اردف الآخر عاضًا على شفتيه: هذا الواضح
صرخ بغضب: انقلع عن وجهي ....
خرج بعد تلك الصرخة التي زلزلت المكان بأكمله خرج وهو يرتجف خوفًا مما قد سيفعله صاحبه بخالد!
بينما هو عاد للكنبة التي اعتاد على ان يجلس عليها هو وحده دون سواه! تمعّن بنظره لساعة يده اطرق بكلماته القذرة أشد الشتائم لخالد ثم قال: أوريك يا خاد هيّن .....

ثم نهض متوجهًا للغرفة واغلق الباب !



.......

في تمام الساعة الثامنة والنصف
يبدو أنّ الجميع اصبح في منزل بو عبد الرحمن
عادت الحياة لهذا المنزل
الجميع يدخل بابتسامة وفرح وتفاءل لإفاقة فاتن من غيبوبة الشؤم
عليهم!
لم يعرفوا قدرها حقًّا إلا بعد حين فقدوها فجأة
ودخولها في سبات عميق...
مرّت عليهم أحداث متتالية وقاسية البعض منهم ودّ لو توفي ولم يعشها وبعضهم الآخر وكّل امره إلى الله ولم يتشاءم
بل سلم امره بيد رب العباد ولم يقنط من رحمته!
في (المجلس النساء) دخلت وحدها بعدما وصلت هي وأخوتها شعرت بالضياع بينهن فهي لم تزرهن مُنذ فترة زمنية طويلة
رأتها رهف فابتسمت لها
متقدمة إليها: هلا هلا.......وتين......حبيبتي دخلي....اخبارك؟
ثم انحنت لِتصل إلى مستوى طولها لتسلم عليها
انحرجت وتين لا تعرف كيف تتصرف ؟
تقدمت بخطواتها : الحمد لله
امسكت رهف بيدها وادخلتها في وسطهن
بادر الجميع بالسؤال عن احوالها
وهي تذهب لهذه وتلك لتسلم عليهنّ واحدة تلو الأخرى
جلست بالقرب من سارا التي قالت: اخبارك تِنتِن؟......والله كبرتي ....وصرتي قمر ما شاء الله عليك.....
ابتسمت مجيبة عليها: الحمد لله بخير....
أم فهد نظرت إليها بتمعن : ما شاء الله ....تشبه المرحومة ريانه...
ام عبد الرحمن: الله يرحمها.....
ثم التفتت على وتين بتساؤل: ليش ما جات معكم صيته؟
ام فهد عبست بوجهها للجهة الأخرى متمتمه بكلمات غير مفهومة ولكن تدل على عدم رضاها على المبادرة بالسؤال عن تلك المرآة
وتين بالكاد تتحدث معهن من شدة الاحراج كانت (تفرك) كفّي يديها ببعضها البعض إلى ان احمرّا : تعبانة

ام فهد بصوت لا يكاد يسمعه احد: يا عساها دوم....
لكزتها ام عبد الرحمن في جانبها الأيمن بعدما سمعت ما قالته
بسبب جلوسها القريب منها
نظرت إليها نظرة سريعة لتوقفها عن الهمهمة والهمسات
عليا نهضت بجانب الطاولة: وتين حبيبتي تبين قطعة تشيز كيك ولا كيكة ؟
وتين بهدوء: أي شيء....
سارا نظرت لعيناها ولتخفف من احراجها اقترحت: حطي لي ولها تشيز كيك......وخلونا نروح الصالة الجانبية
نهضت رهف: يله
ثم نهضوا جميعهن وانتقلوا للصالة الجانبية
وبقيت أم فهد مع اختها ام عبد الرحمن
تحدثت ام عبد الرحمن بغضب: استخفيتي يا شريفة؟
ام فهد(شريفة) بتعجب: وش فيك؟
ام عبد الرحمن بعصبية : بالله وش اللي سمعته؟......الحرمة......ما سوت لك شي وما زلتي.....تكرهينها.....وتدعين عليها....
الآن اتضح الامر نهضت وهي تقول: وأنا ش قلت!.......الحمد لله انها ما جات.......ياختي ما اطيقها.......صدق بو يزن.....ما عرف يختار حرمه له ولا لعياله.......
نهضت ام عبد الرحمن مشيره لأختها بتحذير: شريفة الله يرضى عليك.....انسي اللي فات.......واللي فات مات.....والرجال لم خذاها مقتنع فيها .....والفقر مو عيب......الحرمة ربت اعياله واحفظت له بيته.....وهي صغيرة!.....وقامت أبهم ......انسي انه تقدم لأختك وهي رفضته........خلاص.....أختك الحين تزوجت.....وعايشة حياتها.....

ام فهد بنرفزة: لأنها غبية......وما عاد براسها عقل ولا بو يزن ينعاف ؟
ام عبد الرحمن بيأس من عقلية أختها اللئيمة : الرجال مات .....وأنتي ما زلتي على هالموال........شريفة كبري عقلك.....

فجأة انفتح الباب والتزموا بالصمت
التفتت ام عبد الرحمن على ...: هلا.....هلا بأم تركي......يا هلا ويا غلا ......عاش من شافك ياختي ما بقيتي تجين؟
ابتسمت قائلة: هلا فيك زود......بعد عمري ....الحمد لله انا بخير... شخبارك واخبار زينة البنات فاتن؟
ام عبد الرحمن بابتسامة: الحمد لله بخير....يا عيوني ....تفضلي تفضلي جلسي....
نظرت لرنا: هلا يمه رنا.....اخبارك؟

رنا ابتسمت : الحمد لله بخير....اخبارك انتي يا خاله؟
ام عبد الرحمن : الحمد لله......اسفرت وانورت نورتوا المكان يا بعد عمري ....
ام تركي: المكان منور باهله.....
ام فهد بعدما سلمت عليهم سريعًا نهضت خارجا من المجلس اما هن جلست كل منهما وتبادلن اطراف الحديث مع بعضهن البعض

.....
امتلأ المكان برائحة البخور والعطور والعود
امتلأت الأجواء بروائح لعطور الغالية الثمن
وشاركتم الفرحة والسعادة المرتسمة على وجوههم المستبشرة
تحدث اكبرهم : شخبارك يا إبراهيم؟وش مسوي!
إبراهيم يحاول ان يضبط انفعالاته : الحمد لله يا عم....بخير....انت طمني عنك وعن صحتك؟
محمد (بو عبد الرحمن)ابتسم: الحمد لله بخير....(ثم سكت لثوان فاردف).....فاتن رجعت الفرح لقلوبنا وقدرت تجمعنا في هاليوم
....الحمد لله هم وانزاح من على صدورنا...الحمد لله قرّت عينا بشوفتها سالمة غانمة .....
تحدث أخيه بو فهد: الحمد لله على كل حال.....ربي يقومها بالسلامة وتطلع من المستشفى وتنور بيتك يا خوي....

تحدث إبراهيم بهدوء: ربي ما يخيّب عباده يا عم.....والحمد لله بعد الدعاء والصبر .....جلست من الغيبوبة ...ويا عساك....تفرح فيها عروس يا رب....

التفت سريعًا لينظر لإبراهيم بعدما رمى كلمته (تفرح فيها عروس)
لا يدري ماذا حدث لقلبه؟ شعر بوخز عظيم يخترقه بعمق إلى ان يصل ظهره ليخرج منه ثم يعود من ذلك الثقب الصغير مره أخرى
لزيد من ألم الوخز اضعافه
ازدرد ريقه ! ما الذي يحدث له
هل نسى ام تناسى حبها؟
ماحدث الآن لا يفضح أمر حبها في قلبه
بل يفضح الرعب والجُبن الذي تمكن من قلبه
ما فعله بها لا يُغتفر
لن يرحمه الجميع
ولن تسامحه !
يا تُرى ما هو مصيرها (لو) تزوجت شخصًا غيره!
شعر بحرارة شديدة تسري في جسده كله
خُيِّل لهُ بأن جبينه موسومًا بكلمة
يحدّق لها الجميع
وهي(خائن وقذر)
تحاى نظرات الجميع لديه
تبدو نظرات عادية جدًا
لا تشير إلى أي معانٍ أخرى
لا تثير الشك!
ولكن بتفكيره وخفه من افتضاح أمره
شعر وكأنهم عرفوا ما فعله بها!
لذا نهض دون ان يسأذنهم بالخروج
خرج لحديقة المنزل القريبة من المجلس!


.....

تحدث بصوت اشبه للهمس: أحلف عاااااد.....
سامي نظر للجميع بحذر: اسكت لا تفضحنا...
بكر وجهه لا يبدو على ما يرام تحدث
ما بين اسنانه: الله يفضحك يا قليل الخاتمة.......عشان عمامك يذبحونك بالمجلس.....
سامي ازدرق ريقه وتحدث بنفس الهمس: يا غبي مو انا اللي سارقها
ضرب بكر رأسه بخفة وبحركة قد لا تُلحظ: تستغبي علي أنت......كيف مو أنت؟
سامي بجدية: اللي سرقوها وركبت معهم على بالي سيارة واحد فيهم والحين ....امسكوهم خايف يبلشوني معهم...
بكر : وأنت كيف تماشي هالدشير ذول...

سامي بِلا مبالاه: عادي ياخي....
بكر لم يستحمل جنون تفكيره الغير مبالي
فشدة من معصم يده يحذره: اقسم بالله لو تطلع معهم مره ثانية ......مابشوف خير!......وراح أقول لإبراهيم ترا.......بعدك بزر.....منت فاهم شي......تقول لي سارقين السيارة وراكب معهم .....والحين الشرطة امسكتهم .......اكيد بجيبون طاريك ....عاد عمي جلال لو يتصلون عليه.....بيجن بعلقك مثل الذبيحة.....
سامي شعر بالذعر يعلم جيدّا إلى اي مدى قد يصله والده في العصبية : تكفى عـ......
الجميع التفت عليهما بعدما سمعا صوته المرتفع
نظر إليه ابراهيم بتسائل: خير....
بو فهد ابتسم بحسن نية:وش عندكم تتساسرون ؟
بو عبد الرحمن: خير سامي فيه شي؟

سامي شعر بالورطة العظمى
لم يستطع التحدث فاسعفه بكر قائلًا بتدخل سريع: لا ولا شيء.......بس يبني اعطيه مفتاح السيارة ....عشان...
قاطعه ابراهيم بحذر: اذا أنت عايف سيارتك عطى المفاتيح.....تراه لساته تعليمي....
سامي يبلغ من العمر سبعة عشر سنة
لم يحبذ حديث أخيه خرج من قوقعة خوفه : يعني قد أخذت سيارتك ؟ وصدمت فيها؟ ويّه وجهك!
ابراهيم لينهي المسألة:لا تعطيه يا بكر.

نهض بكر بهدوء: راح اركب معه وأشوف سواقته لاتخاف عليه انا معه.....
ثم نظر لسامي: يله سامي....
ومن بعدها خرجا من المجلس وصادفا اثنا خروجهما يزن وسلطان
ابتسم بكر: هلا بو تميم.....
سلم سلطان عليه: هلا فيك زود.....هااا.....شكلكم طالعين ...
تحدث سامي :نص ساعة راجعين
بكر بعجل: يله عن اذنكم...
ثم اتجها لناحية السيارة


يزن ابتسم لتميم: ادخل تميم جهاد وإياد ينتظرونك....
سلطان نظر لأبنه: العبوا مع بعض بهدوء...
تميم بطاعة امر: طيب....


.....

بعد أن قضى وقتًا ممتعًا مع عائلته
وذاق طعام والدته الذي افتقده لمد شهور طويلة
امتلأ قلبه بالسعادة لرؤيتها ولِرؤية اخته...
سامح الله والده لفعلته إبعاده عن حضن أمه
رغم سروره لرؤيتهم إلا انّ قلبه يؤلمه لإدمان أخيه
وخسرانه لمشاعر الأبوّه !
لماذا يحدث له كل هذا ؟
لِم كلما أراد أن يستمر في الفرح اتى أمر وأفسد عليه كل شيء
ما حدث لأخيه بسببه ولا يستطيع نكران هذا الأمر
ومن الواجب عليه أن ينقذه قبل فوات الأوان
سيحرمه من العمل معه
سيجبره لا محاله على الخضوع للعلاج سيدفع تكاليف السفر
والعلاج فقط من اجل الخلاص من تأنيب الضمير ومن كل شيء
يفسد عليه صفوة سعادته!
سيتوقف عن العمل هذه الفترة
بسبب انقلاب الامور رأسًا على عقب
عقله الآن متوقف عن التفكير خائف من عواقب لو زاد أمر أخيه سوءًا في الإدمان
سيخسر ولكن خسارته للأموال اهون عليه بكثير من خسرانه لإبراهيم!وخسرانه لسمعته امام عائلته !
الآن اهتم لأمر الفضيحة
أعترف ما بين نفسه ما يفعله امرًا شنيعًا ولكن
يجزم بانه لا يستطيع التراجع عن ذلك الطريق!
لا بد أن يُنهي امور كثيرة قبل إقباله على أم تركه!
ضرب بيده على مقود السيارة وتحدث
منهزماً: صعبتها علي كثير يا إبراهيم.....

وبعد مرور دقائق معدودة وصل إلى منزله المظلم يعلم أنها في المنزل
كئيبه ، بائسه، باهته، لا لون للحياة امام عيناها تنهّد بضيق وحاول ان يستعد نفسيًا لأمر لُقاياها
نزل من السيارة وترجل على قدميه تقدم لباب منزله الرئيسي
وفتحه!
مشى إلى ان وصل إلى صدر المنزل
الأنوار مغلقة العتمة تملأ المكان من جانب
ذهب لأزرار تشغيل الكهرباء
وبضغطه واحده أنار منزله!
أخذ ينظر للمكان بنظره خاطفة للأثاث المليء بالتراب والأرضية اكثر سوء منه!
هذا يدل على أن نفسية زوجته متعبة لدرجة جنونية ولو لم تكن كذلك لقامت بتنظيف وترتيب المنزل
أشاح بنظره عن الارضيةوركض بخطوات متسارعة لناحية الدرج
صعد مع ل خطوة يتقدم بها يشعر بخفقان قلبه
يعلم الآن ستعابته سينفجر البركان امام وجهه
ليس لديه ما يقوله!
أو يبرر لها ليخفف عنها وطأت الألم اذي تشعر به
هدوء منزله يرعبه وعدم صوتها ايضًا يجلب له الخوف
وصل إلى باب غرفتهما
وضع يده على مقبض الباب
وفتحه بهدوء
فاستقبلته بسرعة
برودة التكييف حتى جعلت جسده يقشعر إلى أي جنون وصلت إليه نسرين يا تُرى؟
الغرفة جدًا باردة
برودة لا تحتمل حقًا!
اشعل الانوار ولم يراها اضاء عتمة الغرفه بانوارها الهادئة
ولم يراها فأخذ ينظر بتعجب يمنةً ويسرى
لم يناديها لأنها وبكل بساطة لن ترد عليه ولن تجيبه بأي كلمة
تقدم بخواته وركز ناظريه في ارجائها الواسعة
باحثًا عن بصيص امل يدله عليها!
إلى ان وقع نظره على السرير
يا للهول
لقد هزل جسدها
حجمها اصبح صغيرًا لدرجة
لم ينتبه إلى جسدها المرمي على السرير بإهمال من أوّل نظره
شعرها مبعثر على وسادتها ووجهها مصفر ومصحوب بشحوب
افقد بشرتها بريقها وصفائِها
شفتيه جافتان ومبيضتان
هالات سوداء تحيط عيناها بعنف نومها على هذا الوضع
الغريب وكأنها ميتة
يداها على جانبيها مرمية بإهمال
والغطاء عل ى الجانب الآخر لا يغطي جسدها
لبسها غير متناسق وغير مختار بدقة بسبب عدم تناسق الالوان
يبدوا انها لبست القطعة العلوية والسفلية بعشوائية ودون اختيار دقيق لمراعاة التناسق بين اللونين!
جن جنونه انحنى ليصل إلى اكتافها امسك اكتافها كان يهزها صارخًا ولكن لا حياة لمن تنادي!
هزها مرة اخرى ورفع راسها قليلًا من على الوسادة فلفت نظره علبة دواء مرمية بجانب كتفها الايمن اخذه سريعًا وعيناه تلمع بشرر وخوف من إقدامها على الانتحار!
أخذ علبة الدواء وقرأ(زاناكس) دواء يساعد على النوم
إذًا زوجته اصبحت مدمنة لهذا الxxxx
وإن تعوّدت عليه فستظهر عليها آثار جانبية بِلا شك
نهض واتجه لأقرب قمامة ورمى العلبه بداخلها
ثم عاد يهزها لتستيقظ من سباتها العميق والغير مفيد !
تحديث: نسرين........نسرين.........نسرين... ..تسمعيني....قو مي.....
لم تبدي أي حركة
فهزها بعنف خشي من أي مكروه قد اصابها وهي هنا لوحدها وفي عزلتها : نسرين ردي علي.......نسرين......
اخيرًا قطبت على حاجبيها بإنزعاج وتململ شديدين ابعد يده عن اكتافها: انتي بخير؟
فتحت عيناها بصعوبة تشعر بثقل ليس هيّن في رأسها
اغلقت عيناها غير مصدمة حينما لمحت وجهه هي تحلم لا احد هنا المنزل لا يوجد به أحد غيرها !
تحدث تركي باهتمام: نسرين فيك شي؟

هذا صوته، لالا يعقل ليس تركي؟!
هل اتى ؟
ولِمَ جاء في وقتٍ لسيت هي الآن بحاجةٍ إليه؟
جلست وابعدت شعرها الكثيف من على اكتافها جمعته بقبضة يدها لتجعله ينساب على الجانب الايمن فقط!
نظرت إليه بنظرات عميقة وهادئة مرعبه له في الوقت نفسه
نظر لحركاتها وهدوئهاا تحديث ليقطع تلك النظرات التي لا توصل لقلبه سوى اللم وتانيب الضمير: نسرين أنتي بخير؟

نسرين بجمود ولا زالت عيناها عالقة في سوادت عينيه: يهمك يعني؟
تركي ازدرق ريقه بصعوبة امسك كف يدها لتيحدث معها
ولكن لم تمهله حتى سحبت كفها من يده ناهضة من على السرير صارخة دون سابق انذار: ليش جيت؟......أنا ما نيب بحاجة لك....ليش ازعجبتني وجلستني من نومي؟
ثم انحنت على السرير وأخذت تبحث عن علبة الدواء ولم تجدها
فجنّ جنونها واخذت تسحب الوسائد من على السرير بحركة سريعة ومن ثم ترميه على الارض وتحذفها من كل جانب
نهض وتقدم لناحيتها ليوقف م جنونها شيئًا بسيطًا على الاقل
امسك اكتافها قائٍلا بهدوء: اذا كنتي تدورين على المنوّم فأنا رميته في الزبالة
نسرين استشاطت قيضًا صرخت في وجهه ولم تترد في ضربه على صدره: بأي حق ترميه هاااا؟..........منو أنت عشان ترميه هاااا....
استفزته كثيرًا فقال بحده: أنا زووووجك....
نسرين ابعد يده عنها بقوة ودفعته بيدها
حتى جعلته يتراجع للوراء خطوتين وكاد ان يتعرقل في الوسادة الي وطأ عليه بقدمه!
لم تبالي له
ضحكت باستهزاء جنوني: هههههه زوجي....قال إيش قال....زوجي...ههههههههه....
تركي مسح على رأسه يبدو ان الطريق طويلًا في الوصول إلى نسرين الحقيقة والتلخلّص من شبحها هذا
اخذ نفسا عميقا: نسرين بلاها هالجنن......انا آسف......عارف انك الحين تمريـ....
قاطعته بصرخة: ما ابي اسمع صوتك......ولا أبي اشوفك.....غايب عني.....شهرين
واشارت له ببأصابع يدها بعصبية وبيد مرتجفة: لا تسأل ولا تتصل تقول عندي زوجة حامل اسأل عنها ......اهتم فيها....مات عمك....ولا دريت!.....عني وعن أحد......أنت (واشارت له)....ما يهمك....يء.....ما يهمك....إلا نفسك...ووناستك....والقذارة اللس تسويها.......لا تفكرني......غافلة عنك......أجل ليش تسافر؟.....أكيد ما ورا سفراتك غير القذارة........والحين جاي لي ....بعد إيش؟هااا........بعد إيش ؟



نظر إليها بشرر لم يتحمل كلماتها التي تطلقها عليه هالسهام المحددة لتخترق قلبه وكالسم القاتل الذي يضيّق عليه نفسه!
هي تتهمه دون دليل
يقسم أنه لم يفعل شيئًا مما يدور في عقلها سوى......لن اكمل!

تقدم لناحيتها فاقدًا قدرته على التحكم في اعصابه رفع يده ليلكمها كف!
ولكنها سريعًا ما تراجعت للوراء منهارة
صارخة: تبي تضربني بعد!.......مالك حق تضربني .....يا تركي......انا المفروض اللي اضربك......اطلع برا.....اطلع برا...
ثم ركضت لناحية القمامة الصغيرة جثلت على ركبتيها
واخذت تبحث عن علبة الدوا
صدمت زوجها لفعلها هذا
بقي في مكانه ينظر إليها وعيناه ممتلئتان بالدمع!
اخذت الدواء فابتسمت وسرعان ما انهمرت دموعها على خديها
تحدثت بجنون: انا ماني محتاجة لك......انا بحاجة لهذا (ورفعت الدواء امام وجهها).......أكثر منك.....اطلع برا....اكرهك.....اطلع برا....اكرهك.....اكرهك يا تركي.....اكرهك....
فتحت العلبة التقطت حبه واحده كانت ستدخلها في فاهها ولكن سرعان ما امسك تركي يدها لمنعها من إدخالها في فمها
تحدث بغضب: النوم مو حل لأوجاعنا .......لمتى بتهربين من مواجهتك.....لفقدنا للطفل....؟


بكت واخرجت صوت اننها صارخة: لا تقول فقدنا .......فقدي لوحدي.....انا.....أنت ما حسيت فيه .....ما حسيت ....بحركته ......ما حسيت بالألم.....اللي ممكن يسببه بس كان شعور حلو......ما حسيت ولا انتظرته ....تركتني وتركته
ورحت لوناستك....وللبنات اللي يملون عينك......يا قذر......
انزل يده سريعًا على خدها الايسر استفزته بما فيه الكفاية صرخ في وجهها:مالك حق تتهميني بهالاتهام الباطل.....
هزه بعدما شدها إليه بعنف:.....انتي تعرفيني زين....ما اسوي هالاشياء اللي ببالك!.........انا كنتمضطر ابتعد عشان ما اخسرك واخسر كل شيء......
صرخت باكية : اهىء اهىء.......كذاب.....اهىء اهىء....كذاب...
ما عدت أثق فيك.......ما أحبك.....قتلتني ببعدك......حرمتني من كل شيء....
تري ما زال يصارع غضبه هزها مرة اخرى : حرمتك؟.....انا الحين حرمتك من كل شيء؟
نسرين بانهيار تام: حرمتني من السعادة .....والراحة......
تركي هزها للأمام بعنف حتى اغمضت عيناها لشعرها بدوران وغثيان شديدين: هذا قضاء وقدر.....ولازم ترضين وتسلمين امرك لله.........وإن شاء الله ربي بعوضنا.....
نشرين فتحت عيناها فانسابت دموعها الثقيلة : ما ابي اصير أم .....منك.....طلقني.......ما ابي اعيش زود معك.......حياتي معك مستحيلة........ولا تطاق.........بصير اما بس مو منك.....مو منك يا تركي....!

ما ذا تقول هذه المجنونة؟
سقتلها تركي لا محاله
تستفز رجولته بجنون شعور بالفقد الألم
حديثها غير مرتب ولكن وقوعه في فؤاد تركي له اثر كبير!
لم يتردد في صفعها مرتين على خدها الايمن ومن ثم الايسر سريعًا
شدها من عرها صارخًا: جنيتي انتي؟......جنيتي عشان تقولين لي هالكلام المستفز؟....تبيني انهيك من على الارض .....
سقطت على الارض ومازال تركي يشد على شعرها
صرخت بقهر: تألمت كثير صفعاتك هذي ما تألمني.....اهمالك اوجعني اكثر منها ...شعور أني ابيك جنبي.....وأنت مسافر ولا داري عني ....قتلني أكثر من هالصفعات.....مات....متخيّل مات في بطني....ما عدت احس بحركته.....ما سمعت نبضات قلبه في خر مره سويت فيها سونار!......نار الألم اللي حسيت فيها وقت ما قالوا لي مات كوت لي قلبي ما خلتني احس بشيء بعدها.....اوجعني واتعبني ....وانت ما قصرت فيني.....
جثل على ركبتيه وارخى يده على شعرها
نظر لذبول عيناها اللامعتين بالدمع
لم ردف بحرف واحد على ما قالته
كل ما فعله احضتنها وطوقها ما بن يديه حاولت ابعاده عنها
صرخت بأشد الشتائم له ولكن لم يفلتها
من يديه بل شد عليها اكثر ليشعرها بوجوده
وكل ما فعله من هروب وابتعاد من اجلها ورغمًا عنه ليحافظ على حياته معها
تحدث بهمس وبصوت مكسور: اششش.......تكفين نسرين اسكتي..........عارف قد إيش عانيتي.......اوعدك ما عاد ابعد عنك اوعدك يا نسرين....
بكث أكثر وتحول بكائها إلى انين ونَوح بصوت عالٍ ارخت يداها على جانبيها خارت قواها لسوء تغذيتها الغير جيدة
فشدها تركي بيده ليمنعها من السقوط على الارض
اخيرًا استجابة لدف حضنه الذي اشعرها بالأمان قليلًا
فدفنت رأسها في صدره هامسة : أبي أناااااام
هي تقصد أريد الخلاص والهروب من الواقع
لا أريد الجِدال والحديث
لا اريد ان اتخيّل كيف سيكون شكله لو تت ولادته
النوم اقرب طريقة لها للنسيان ولكن تركي لن يسمح لها
في الاستمرار على النحو من الهروب
ابعدها عن حضنه طوّق وجهها بيديه قبلها ما بين عيناها ليقدم لها اعتذارًا طويلًا لضربه لها ولبعده اللئيم!
ثم نهض وساعدها على النهوض وتقدما بخطواتهما البطيئة لناحية السرير وما غن اقتربا حتى رمت نفسها على السرير بإنهماك
فألقى على جسدها الهزيل الغطاء ومن ثم جلس على طرف السرير ينظر إليها وإلى الحال الذي وصلت إليه أما هي اغمضت عيناها وحاولت ان تسرق شيئًا بسيطًا من النوم لكي تهرب منه ومن عينيه اللتان تراقبها!







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-17, 01:51 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



.....

الجدران تقترب منها تحاول ان تنهش عظامها
فجاة شعرت وكأن ذلك الأثاث باكمله يمتلك أسنان حادة وييحاول إلتهامها
حديث وتين معها كان بسيطًا ولكن كلمتها الأخيرة اشعلت في فؤادها حنين لا يُطفى وشوق لا يتوقف في استفزاز قلبها في مسارعة نبضاته
نظر إلى نفسها طويلًا من خلال المرآة عيناها جاحظتان
من كثرة الدموع محمرة للغاية
وجفنيها منتفخان ....
أخذت نفسًا عميقًا فكرّت مرارًا وتكرارًا ولن تتراجع عن قرارها ستخطو تلك الخطوة الجريئة
لم يخطر يومًا في بالها ولم تتوقع يومًا ان تفكر هكذا
ولكن عليها ألا تستمر في هذا البعد عليها ان تحاول في إعادة تلك العلاقة المنهدمة!
مضى من عمرها الكثير لا بد أن تحاول في إرضاء والدها لا بد ان تجعله راضيًا عنه وينسى كلمته الأخيرة ووعده الذي اخذه على نفسه!
أخذت حقيبتها الصغيرة ووضعت الغطاء على رأسها تحدثت بهمس: يا رب ألقاكم....
اخذت هاتفها متحدثة للسائق ذو الجنسية السعودية : الحين راح اطلع لك .....وعلى طول ابقاك تقفل جوالك....
اتاها صوته قائلًا: حاضر طال عمرك....


اغلقت الهاتف ترددت كثيرًا في الخروج
تعلم جيدًا ان يزن لن يمرر ما ستفعله على خير!
كان عليها إخباره لِم ستفعله ولكن تعلم ايضًا
انه لن يسمح لها بالمبادرة في فعل ذلك الامر!
تلك الساعات القليلة التي قضتها في هذا المنزل لوحدها لهذا اليوم
أيقظت تلك الفكرة في رأسها ستذهب للقصيم لوحدها ومع من؟
مع السائق!
ستذهب لمنزلهم القديم لعلها تجد اهلها فيه!
تبدو فكرة جنونية ستخوض مغامرة قد تؤدي بها للهلاك ستخرج
في هذا الوقت المتأخر وستأمن على نفسها مع السائق الذي لم يعرفهم ولم يعمل معهم إلا بضعة اشهرٍ قليلة!
الطريق طويل وشاق وستكون في غاية التوتر
رأسها ملي بالشتت والتشوشات والفوضى
ما ستفعله الآن
فعلته حينما هربت في اول ليلة من زواجها الأول
من ذلك الرجل المسن!
ولكن الفرق الىن ستهرب من ابن زوجها خوفًا من أن يوقفها من الذهاب إلى القصيم!
وستكون هذه المرة بقيادة السائق وفي سيارة مريحة لانهماك جسدها بدلًا من مشيها على قدميها في الشوارع المظلمة
اسدلت الغطاء على وجهها واغلقت الباب بإحكامثم ركبت السيارة : حرك وعلى القصيم ومثل ما قلت لك ...
السائق وهو ينظر للأمام ويبدو عليه التوتر خائفًا من ردت فعل يزن خائفًا من ان يطرده ولكن صيته ضمنت له حقه وحفلت ألا تسمح ليزن بأن يقوم بفصله عن العمل : حاضر طال عمرك
ثم حرك وقاد السيارة بعيدًا عن المنزل تأملت صيته الشوارع والأشجار المصابيح الكهربائية المضيئة
واخيرًا حدّقت بالسماء وبالنجوم التي اضاءتها فزادت من جمال منظرها تنهدت بضيق اخذت هاتفها واغلقته لا تريد ان تفتحه إلا بعدما تخرج من حدود الرياض وترسل رسالتها التي حفظتها في مذكرة الهاتف ليزن ستوقف ألسنة الناس عنها من بعد هذا اليوم
هي ستتغير ستفتخر بعائلتها رم ما فعلوه بها لن تصبح ضعيفة وهشة!بعد الآن
ستواجه الجميع بثقتها التي افقدها إياها والدها حينما رماها على ابا يزن
اسندت رأسها على المسند الخاص للسيارة واغلقت عيناها لتتوارى عليها الذكريات أمام عيناها لن تنسى تلك الذكرى ابدصا حينما جدلّت والدتها لها شعرها وامرت بالخروج من الغرفة والذهاب للمطبخ لغسل الأواني
حينها دخل والدها مبتهجًا قائلًا: عايشة ........عايشة....

أتت والدتها راكضة إليه بخوف: خير يا بو عرب؟....وشفيك تصايح!
صرخ بعجل : صيته جيبي لي ماي...
صيته أخذت كأسًا معدنيًا ملأته بالماء ثم خرجت لتقدمه لوالدها الملهوف شرب الماء في دفعه واحدة ثم قال: بيجي من يحقق حلمك يا صيته
صيته وجهت نظراتها لوالدتها من ثم والدها متفسرة: أي حلم؟
تحدث بهدوء: ما ودك ترجعين للرياض؟
صيته بخيبة أمل: ودي نرجع كلنا يبه......عشان أكمل دراستي واوشف صديقاتي....
أم صيته بعدم فهم: بو عرب .....خير.....وش جيب لك الطاري؟.....صاير شي!
بو عرب نظر لزوجته : متقدم لبنتك رجل طيب....أخلاق.....وفلوس.......وعاي شن بالرياض يا صيته
صيته انحرجت انقبض قلبها في الآن نفسه لم تستطع ان تحرك رجليها لتذهب بعيدًا عنهما لم تنقذها من الموقف ابدًا فبقيت واقفة تحدّق للاشيء بخوف وبخجل!
تحدثت والدتها: صدق؟
بو عرب مبتسما: إيوه صدق....
ام صيته بتساؤل : طيب من يكون؟
بو عذاب نظر لابنته الواقفة بجانبه الايسر: بو حمد المسفر

(لفتت انتباه:اسماء العائلات بشكل عام من وحي خيالي وإن طابقت الواقع فهذا محض للمصادفة ولا تمس الواقع بأي صلة )

ام عذاب عقدت حاجبيها بشك: تقصد بو حمد اللي مزوج ثلاث حريم ومرته الثالثة تو والد؟
بو عرب ما زال مبتهجًا: إيوه هذا هو ما غيره
نضهت والدتها سريعًا قائلة باعتراض: لا والله مانت بصاحي.......تبي تزوج بنتك لواحد اكبر منك؟........لالا.....بنتي بعدها صغيرة .....وبيجي رزقها......
بو وعرب تغيرت لامح وجهه من فرح وسرور إلى غضب اشار لزوجته باستنقاص: انا جاي.....اعطيك خبر بس......مو جاي آخذ رايك!.......انتي ما تعرفين مصلحة بنتك زين.....انا ابوها واعرف مصلحتها احسن منك......وش فيه بو حمد؟.....رجال طيب واخلاقه زينة......والرجال ما عيبه إلا جيبه......وهو بعيشها عيشة انا(واشار إلى نفسه)......ماقدرت اعشيها اياها.......خلي البنت تمشي في رزقها فاهمه ؟



اغرقت عيناها بالدمع لم ترى وجهه ابيها بوضوح حصورته مشوشة مبطنة بالقساوة واللؤم سيرميها على أبا حمد !
إذًا سينتهي امرها كله
سيسلب منها حياتها وستتلاشى احلامها
ستصبح شيئًا منسيا!
(لو) تم زواجها منه
ارتفع صدررها بشهيق صعب وقاتل وانخفض بفير خانق
تحدثت برعب من ان تغفو وتصبح فجأة في منزل ابا حمد : يبه انا عاجبتني العيشة اللي معيشني اياها .....وخلاص ما عدت ابي اروح الرياض.......خلاص تأقلمت بالعيشة هنا.....
نزلت دموعها
فتحدثت والدتها بقهر: ارحم صغر بنتك......ولا تكذب على نفسك هالبوحمد ماهوب عادل بين حريمه.....وراعي سفريات...وكلام ما ينقال!.......ولا هوب داري عن هوى دار عياله......وشوله تبيني ألوح عليه بنتي ......ما ظنيت تفكيرك ولا يوم بكون كذا.......بوعرب.....الفلوس مو كل شي......لا تبيع بنتك برخيص......لواحد ما هوب بكفو ولا يستاهل وحده مثلها....

اخرج من جيبه ورقة رماها على زوجته صارخًا: انا ما نيب بايعها ...انا ابي مصلحتها.....شوفي كم عطاني مهر لها........هي بتعيش في نعيم.....وما راح تندم راح تدعي لي بعدها!
بكت ولم تتحمل : يبه أنا ما ابي ازواج.......ما ابي ازوج....
صرخ في وجهها : مو على كيفك.......وزواجك بكون الاحد الجاي....
تحدثت والدتها بعدم تصديق: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا بو عرب.....حسبي الله ونعم الوكيل....
صرخ في وجههما: تحسبي علي من هنا لبكرا.....ما نيب متراجع عن قرار تزويجها منه....أنا اعطيت كلمة للرجال.....وبكرا ....بيجي يملك عليها ترا....




فاتن لم تتحمل الكم الهائل من شعور الرخص الذي خالجها
سيذلها والدها من اجل المال؟
سيبيعها كسلعة رخيصة لذلك الرجل فقد من اجل حصولة على القليل من المال
شعرت بخفقان شديد في قلبها اضطربت كل خلية في جسدها الخوف بدأ يأخذ مأخذه ليسري في جسدها بلا توقف
ضاق نفسها
دارت الدنيا بأكملها بها
عيناها لا ترة سوى السواد وجسدها استرخى على الارض لم تشعر بهم!

.........

شعور الاختناق عاد لها من جديد من تلك الذكرى فاخرجت دوائها الخاص (البخاخ الخاص، لمرضى الربو) رفعت جزء بسيط من غطائها وضعته في فاهها ضغطت على الزر الصغير ليبخ كمية قليلة من موسع الشعب الهوائية(الثيوفيلين )رفعت رأسها على المسند اغمضت عيناها وحاولت ان تستعدي نفسها من تلك الضيقة ابعدت عنها الذكريات
وضعت يده على قلبها واسترسلت في قراءة ما تيسر من القرآن بصوت هامس لا يسمعها غيرها!



.....
في اثناء إنشغال الجميع بالترتيبات الخاصة لوضع العشاء نهضت وجلست بالقرب من اختها لكزتها في جانبها الايسر لجذ انتباها هامسة في اذنها :قومي ابي اكلمك....
التفتت لتنظر لوجه اختها: وش فيك؟
نهضت لتمسك يدها: قومي....
ثم تحدثت بوصت عالي: رهف بصعد غرفة فاتن أنا وسارا
.....بنغير المفارش....وبننزل....
وضعت الكؤوس جانبًا: اوك.....الغرفة مفتوحة ما هيب مقفلة.....والشنطة اللي فيها مفارش تحصلينها بالدولاب الجانبي
عليا ابتسمت: طيب.......
ثم سحبت اختها لتصعد للغرفة..

....

رهفت ابتسمت : وتين إياد وجهاد ما جاو معاكم؟
وتين بدأت تنسجم معهن : إلا بس في مجلس الرجال....
رهف بحماس: صدددق......خاطري اشوفهم .....ياحبي للتوائم....صدق....يتشابهون ولا توأم مختلف....
رهف ضحكة بخفة: هههههه بتقنعيني ماقد شفتيهم ....؟
رهف وضعت الملاعق في أماكنها المخصصة: إلا.....بس وين من لم كانوا صغار......أكيد الحين تغيروا علي.....
تين تحدثت وهي ترسل لصيته(يمه تعشيتي؟)ثم رفعت رأسها للرهف مبتسمة: لا ابشرك....ما تغيروا.....ونسخة من بعض...بس جهاد ...أضعف من إياد بشوي....
رهف قبل أن تدخل للمطبخ: خليهم يدخلون هنا بعدين....
تين عادت تنظر لشاشة هاتفها تنتظر ردًا من صيته: طيب...

...ز

اغلقت باب الغرفة ثم وجهت ناظريها لوجه اختها : تعرفين لو رايحين الندوة كان استمتعنا واستفدنا؟

سارا كتفت يديها : مو لازن نروح مع بعض كان بإمكانك تروحين لوحدك.......
عليا تقدمت للأمام لتقترب من اختها: أصدقيني القول .....ليش ما تبين تطلقين من فيصل....
كانت ستتحدث سارا ولكن رفعت عليا يدها لتوقفها: وتراني ما اقتنعت انك حبتيه......وش هالحُب السريع.!؟
سارا لم يعجبها حديث اختها برأيك الوقت مناسب عشان نتكلم في هالأمر
عليا بجدية: هو جاء وقت مناسب اتكلم فيه ورفضته؟....يا انا انشغل ...يا انتي تكونين مشغولة ولاهية بدراستك......واقول لا تكلمينها الحين هي تعبانة من الدراسة ......وأجل الموضوع؟
سارا بملل: ما ابي اتكلم في هالموضوع طيب....
عليا دون سابق انذار نظرت لعيني اختها: صار بينك وبينه شي في فترة الخطوبة؟
اشاحت سارا بوجهها عن اختها بنرفزة عظمى لا تريد ان تجادلها في الحديث عن امر فيصل!

عليا بشك: يعني صار؟
سارا بعصبية": مجنونة تسألين وتجاوبين على نفسك؟!

عليا بغضب : أجل ليش ما تبين تطلقين؟....ترى ما فيه وحدة عاقلة....تعرف عن خطيبها .....أنه كان مزوج ومخبي هالشي من البداية عليها ومادري وش صار له وصار بعدها عقيم.........وتبقى معه....إلا لاسباب قوية .......

ثم اردفت بحدة: بالله قولي لي وش هي اسبابك القوية اللي مخليتك على ذمته للحين؟
سارا حاولت أن تلتزم الهدو لم تستغرب من حديث اختها فحديثها بالأمس اثناء مكالمتها الهاتفية معها
وفوضوية الكلام الذي اصدرته لمسامعها ولّد الشك في فؤاد اختها لن تلومها على قساوة حديثها الآن...


.

تحدثت بهدوء: انا اللي دريت عنه انه كان ....مزوج...
عليا بجنون: وعقيم........وقريتي التقرير اللي طاح بين يديك بالغلط....واعتقد مانتي غشيمة وفاهمة .....وتدرسين طب فأكيد فهمتي اللي مكتوب بالتقرير الطبي....

سارا نؤلمها الذكرى فاختصرت الحديث بنبرة غاضبة: وش المطلوب مني الحين يا عليا؟
عليا باصرار: ليش ما تبين تطلقين منه؟
سارا بنبرة مترددة: ما ابي اقهر ابوي
عليا بتسرع في الحديث: أنتي قهرتيه .....لأنك باقي ما خلعتيه ....يا سارا...
سارا لم تتحمل نزلت دموعها بألم: القهر اللي يحس فيه الحين أهون عليه بكثير من القهر اللي بيحس فيه بعد ما اطلق من فيصل.....
عليا لم يعجبها هذا الحديث العقيم!
ليتها تعلم كيف تنظر اختها إلى هذا الامر؟
الامر ليس هيّن الجميع بدأ بالحديث اين فيصل؟
ولماذا لم يتم الزواج؟
وهل ستتطلق سارا منه!
وما هو الداعي من ذلك الطلاق؟
ما هي المشكلة؟!
تشعر بالقهر على اختها وقلبها منفطر لذلك رقّ قلبها وانخفض صوتها بألم : سارا.......ابوي والله مو عاجبه الوضع يبيك طلقين منه......بس ما يبي يجبرك على شيء انتي ما تبينه......وحتى فهد وبكر ينقهرون لم يسمعون عن فيصا اشياء يمكنها صدق ويمكنها كذب ويحز في خاطرهم .....كثيير......ليش تعذبين نفسك؟.....هااا.....انتي بعدك صغيرة وبجيك اللي احسن منه....


سارا لتنهي المسألة ولتريح اختها من اعباء الحديث
تحدثت ومازالت دموعها تجري خلف الذكريات : لو تطلقت وتزوجت غيره ......بتكرهون اليوم اللي تطلقت فيه!

عليا اقشعر جسدها ازدرقت ريقها امسكتها من اكتافها نظرت لعيناها المحمرتين: قرب منك؟.....خليتيه يقرب منك!.....وين عقلك؟......وين راح.....وين الثقل.....والرزانة؟......وين ثقة اهلي فيك....

سارا ببكاء : بالحلال يا عليا....لا تحسسيني ....أني مسوية منكر....


عليا هزتها بعنف: بس غلط.......غلط....اللي سويتيه.....قبل العرس.....قبل الزفة....


سارا انهارت باكية وبدأت بالهذيان لتقنع نفسها: الحفل ....والكوشة.......والفستان....وا� �زفة ......وتكاليف الزواج......بس شكلية......هو زوجي....على سنة الله ورسوله ....ما سويت شي غلط...



لم تتحمل عليا جنون أختها فألكمتها كف : ليييييش؟؟.....سلمتي له نفسك.....ليه حسستيه ....انك سهله......عارفة اللي صار بالحلال.....هو زوجك.....بس والله ماحد برحمك.....اظن تعرفين عاداتنا وتقاليدنا ......لو يعرفون سواتك....ما بتعينين خير.......وين هو الحين؟!.....هاااا.....الله رحم أنه عقيم......لو ما كان....وحملتي؟.......وين بتودين وجهك .....مجتمعنا ما يرحم.......وكيف تسمحين يدخل عليك في فترة خطوبة وتعارف ....ما توقعتك......خفيفة سا را......والله ما توقعتك خفيفة....

صرخت سارا منهارة على ركبتيها: صار هالشيء ....وانا خايفة...ومو راضية.....بس ما قدرت امنعه.....
عليا وضعت يداها على راسها نزلت دموعها على خديها: حسبي الله عليك......يا فيصل حسبي الله عليك....
نظرت لأختها : شوفيه هج.....ما عاد يبيك....ولو رجل بيرسل ورقة طلاقك....عطتيه كل شي على طبق من ذهب....شافك سهله......شبع منك....خلاص.....ما عاد يبيك


سارا يؤلمها حديث اختها لا تريد سماعه صرخت: سكتي.....سكتي......ما ابي......اسمع منك ولا كلمة....
عليا بقهر: ارجع واقول....نقذي نفسك....وبيني له عكس اللي هو يفكر......فيه واخلعيه....
سارا ببكاء مستمر: ما اقدر...
عليا بصرخة: تقدرين....
ثم اكملت: اهم شي تطلبين الخلع.......ولو رفض وافقي على زواجك منه.....ابقي معه اسبوع ...وطلبي الطلاق.....هذا افضل شي...
سارا بخوف وانهيار: لا....ما ابي.....

عليا: خايفة ...لأنك عارفة ........راح يطلقك.....انا منصدمة ....مرا منك.....يا سارا .....خليه يطلقك وبعدها لكل حادثٍ حديث......من بكرا فاتحي ابوي بهالموضوع....وانهي هالمصخرة اللي عيشتينا فيها....
ثم توجهت للدولاب لأخذ الحقيبة
ومن ثم تخرج المفارش منها : قومي غسلي وجهك ونزلي تحت ....

سارا بقيت في مكانها تبكي على الارض !
....


يتبع غدًا





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-17, 04:30 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ


(البارت السابع)



تُغرقني عيناها
في هوى ليس لهُ حواجز تُحيده
علّقتني في مُقلتيْها تائِهًا
تمنعني من الخروج...
لِتُزيد جنون عشقي عشقًا
في مروج حُبها السرمدي
دعيني....أروي ظمئي....دعيني ألتفتُ لمرضي...
وهل هُناك ما يرويني؟
غير صوتكِ الحاني!
وهل هُناك ما يُشفي مرضي ؟
غير حُضنكِ الدافي!
إني اعرف نفسي في عيناكِ
فلا تغمضيها لكي لا انساني!
واصبح كجسد بِلا روح...




.....
نظر طويلًا لشاشة هاتفه ، فكّر قبل ان يرسل كلماته .....هل حذفت رقمه؟
لا بد أن يُعرِّف بنفسه لكي لا تتسرع في حذف رسالته!
ظنًا منها انه شخص مجهول!
ولكن ماذا (لو) عرفت رقمه دون ان يعرِّف بنفسه ؟ولم تجب عليه!

هذا أمر طبيعي ووارد حدوثه ردًا على فعلته !
ولكن عليه أن يرسل تلك الرسالة لكي يلمح شيئًا بسيطًا منها
يوقظ مارد الأمل بداخله في إرجاع كل شيء وجعله على ما يرام
كتب (فيصل) في آخر محتوى رسالته ثم ارسلها
تنهد(آه) واسند رأسه على الوسادة
اغمض عينيه ، كان عليه ألا يتجرد من رجولته أمامها ويتحوّل
إلى وحشٍ قاتل ينهشها بِلا رحمة تاركًا لها طريق مؤلم ، ومؤذي بسببه!
كان عليه أن يدع لها الخيار في ان تتركه ام تبقى معه ولكنه كان انانيًا لم يترك لها حرية الاختيار حتى انقضّ عليها لِيُبقيها معه للأبد!
يعلم انها ستسكت ، ولن تطلب الطلاق منه، خلال تلك الفترة ...
إلا أن صحى من غيبوبة اللّذة، ووعى لِما فعله بها ....
شعر بعظم ما فعله ، شعر أنه اتى بمصيبة عظيمة لا يمكن الخلاص منها
تأسف منها ولكن لم يرى منها سوى الهدوء والصمت
لن ينسى ذلك اليوم
حينما سقطت الأوراق في حضنها عندما كانت في السيارة
كانت سعيدة معه، الفرحة تملأ عيناها العسليتين ، وما إن قرأت ما كُتِب في التقرير الطبي حتى تحوّلت إلى كتلة من السكون والهدوء

عندما شرى ما يحتجانه عاد للسيارة فتح الباب الخلفي وضع الاكياس جانبًا
ثم اغلق الباب ليفتح الباب الامامي وما إن دخل ابتسم
ونظر إليها : هاااا.....عمري مستعدة؟
لم تجيبه ....كانت تنظر لفراغٍ ما
في الحقيقة هي لم تسمعه
غاصت في سرحانٍ عميق آخذها إلى عالمٍ بعيدٍ عنه
عالم التشتت والخذلان!
عقد حاجبيه: سارا ....وين رحتي؟
انتبهت لصوته استيقظت من صدمتها قليلًا
ألتفت عليه نظرت لعيناه بجمود: ودني البيت!!!
فيصل امسك مقود السيارة بيده اليسرى وانحنى قليلًا على جانبه الأيمن تعجب حينما طلبت منه العودة للمنزل عقد حاجبيه: ليش؟......وش فيك؟ تعبانة!.....فيك شيء؟

ارتجفت شفتيها غير قادرة على الحديث معه
تشعر بالاختناق امتلأت عيناها بالدمع
فأشاحت بنظرها عنه سريعًا
عضت على شفتيها لتمنع نفسها عن البكاء!
(هزّت) رجليها دلالةً على التوتر
اخيرًا نطقت بصوت مكسور ومرتجف: تكفى ........ودني البيت....
فيصل لم يعجبه وضعها
كانت بخير
ماذا حدث حتى انقلب حالها رأسًا على عقب
وضع يده على كتفها بتعجب : مو قبل اعرف وش فيك؟
ابعدت كتفها عن يده واقتربت من باب السيارة بحركة تُثير الشك في فؤاده: وخر عني...ورجعني للبيت....
نظر إليها طويلًا
لم يفهم لِم تفعل معه هكذا
احرجته في الحقيقة عندما ابتعدت عنه وكأنه شيء
لا يستحق لمسه!
حركتها تلك اعدمت وجوده من السيارة
ولكنه اصرّ على ان يعرف ما هو السبب الذي قلبَ حالها إلى هذا الحال
تحدث: وش فيك؟....وش اللي غيّرك....كنتي وش زينك....وفرحانه...وش اللي غيّر....

لم تتمالك نفسها تريد الانفجار تريد منه مبررًا
الكون بدأ يلتهما بضيقة!
اجتمع قهرها في آنٍ واحد لتنفجر رافعة الاوراق امام وجهه: هذول؟

فيصل كان يقود نظر للأوراق ومن ثم الفت عليها: وش هذول؟

سارا ، انهمرت دموعها لم تعد قادرة على السيطرة على مشاعر الغيرة والاستغفال ايضًا
ولكي تنتقم منه وتستفزه رفعت الغطاء من على وجهها
تعلم جيّدًا لا يحبذ ان تكشف وجهها في الشوارع
بسبب غيرته وحبه لها!!!
تحدثت بصوت محشرج من البكاء: عقد زواجك....وتقرير طبي.....

اغمض عيناه فجأة
توقف جانبًا بسيارته
التفت عليها بهدوء: كنت بقولك يا سارا ....
سارا بصوت مرتفع وانهيار عظيم: كنت؟.....متى يعني؟!......اصلًا المفروض اهلك قالوا لي.....قبل لا أوافق عليك......انت واهلك خدعتوني....خدعتوني....!
فيصل استفزته بكلمته هذه
تحدث بعصبية: أهلي ما يدرون عن شي......وغطي وجهك.....وخليني افهمك.....بعدها...
سارا ببكاء وصوت عالٍ: ما ابي اسمع منك شي......رجعني للبيت.....اهىء اهىء....

فيصل حاول أن يهدّا من غضبه اخذ نفس عميق ثم نطق: سارا......انا كنت مزوّج كاثرين.......لم كنت ادرس هندسة ببريطانيا.....مضى على هالأمر سنوات.....جبت منها بنت ...اللي قريتي اسمها (مريم)....نفسها إيلي.....سوينا حادث.....شنيع....وتوفوا وأنااااا.......
نظرت إليه وبتدخل سريع قاهر: صرت عقيم....

فيصل طأطأ برأسه
اغمض عيناه لوهلة
ثم قال بنبرة حزن: أثر فيني الحادث ....بشكل كبير....اثّر فيني نفسيا وجسديا......ما قلت لأهلي.....عن زواجي....ولا عن كوني أصبت بالعقم.....من بعد الحادث......كذبت عليهم وقلت... سويت حادث بسيط وماله داعي تجون لي وزروني وكلها كم يوم واطلع من المستشفى .....ما صدقوني واخوي وافي جاء لي......وما قلت له ....عن كل شي....ظليت في بريطانيا لوحدي...اصارع كل شي........لين ربي فرجها علي...

ثم التفت عليها : كنت بقولك...بس....
سارا بصرخة : بس إيشششششششش؟.....بس إيييش؟.....رجعني...البيت....رجع ني اقولك....
فيصل بهدوء: سارا،.......انا مستحيل اتخلّى عنك.....مستحيل....

سارا اجهشت بالبكاء
تحدثت ما بين شهقاتها: رجعني البيت.....رجعني ولا تكلم....ما ابي اسمع صوتك.....

أوصلها إلى المنزل فعلًا بعد مرور ربع ساعة من طريقهما
فتح عيناه نظر لهاتفه بعدما استيقظ من نوبة الذكرى إلى الآن لم تفتح الرسالة وضع هاتفه جانبًا وانتظر....


..........

طرقت الباب ثم دخلت توجهت لفاتن متحدثة بعربية غير متقنه: ماما.....خل اشوف يد انتا....

فاتن بلعت ريقها بصعوبة
ولكن عليها أن تريها إياها
فلقد المتها كثيرًا
رفعت يدها ببطء من تحت الغطاء
سحبت يدها تحت انظار والدتها وانشغال خالتها بالحديث مع عليا
امتلأت يدها بالدم وجفّ على جلدها
لم تردف للمرضة حرفًا واحدًا ولكن سريعًا ما قامت بتنظيف يدها
تحدثت والدتها بخوف بعدما رأت يدها: فاتن وش في يدك؟....وش صاير لها يا يمه...!
فاتن اغمضت عيناها : ما فيها شي يا يمه...
سارا بتعجب : ساحبة المغذي من يدك؟!
تقدمت إليها بخوف مسحت على شعرها بخفة: ليش شلتيه؟
فاتن لا تريد التحدّث معهن بقيت صامتة تنظر لِلّاشيء من الامام
ومن ثم اغمضت عيناها بعدما شعرت بنشوة البكاء واجتماع الدمع في محجر عيناها المحمر!
نهضت ام فهد متجه لناحيتها: الله يهديك ....يا يمه......عورتي يدك ....



اصمتوا..........هذا الضجيج يؤلم فؤادها!

وتين نظرت للأرض بعدما سقطت حقيبتها وانحنت لتأخذها : حتى الارض فيها دم خالتي
رهف بتدخل سريع وبذعر: ايوه صدق.....عبد الرحمن لم شالك....من على الارض.....كنتي طايحة؟
لم تتحمل الكم الهائل من الأسئلة التي تنحذف عليها من كل جانب
نزلت دموعها وارتجفت شفتيها أمامهن
اعلمت انهزامها
تجرّدت من صمتها ببكائها ودموعها المنسابة على خديها بِلا توقف
بكت كثيرًا
وكأنها تترجاهن واحدة تلو الاخرى بداخلها ان يصمتا
ولا يكثرن الأسئلة عليها
يتعبها حديثهن لا تدري لماذا؟!

تقدمت والدتها تسمح دموعها بيدها: اسم الله عليك يا يمه......اسم الله عليك
ثم نظرت للممرضة : بشويش على يدها....لو سمحتي...

سارا بتعاطف كبير : خلاص يا فاتن....خلّصت....لا تبكين....
خرجت الممرضة بعدما نظفّت يدها كليًا من الدم
وقامت بوضع محلول من (المغذي) بإيصال الابرة وذلك الانبوب الصغير في يدها الاخرى!



سمعت وتين رنين هاتفها
اخرجته من حقيبتها مجيبه: هلا يزن
فاتن شدّت على طرف الغطاء
عضت على شفتيها لتمنع صوت بكائها
مازالت مغمضة لعيناها !
مسحت ام فهد على كتفها
الجميع ظن انها تتألم من جسدها بسبب الحادث
واثره الكبير على جسدها الضعيف !

عليا بتأثر: عمري فاتن.....قولي....لا إله إلا الله......اذكري الله....

فاتن انهارت بالبكاء بدأ صوتها يخرج على شكل أنين
وشهقات متتالية
وتين بخوف: وش يألمها؟
سارا التفت على وتين لتطمئن قلبها: هي بخير حبيبتي....
وتين همّت بالخروج قائلة: انا بطلع.....يزن اتصل علي بنمشي...

ارتفع صوت فاتن اكثر بالبكاء وشدت على الغطاء بجنون وكأنها تريد أن تحمي جسدها من شيءٍ يريد التهامها !

ام عبد الرحمن نهضت من على الكرسي : الله معاك...سلم لي على صيته يا يمه....
ثم التفت على ابنتها مسحت على كتفها : اسم الله عليك......فاتن يمه....قولي لي وش يعورك؟
فاتن لا تجيب على أحد
بل استمرت في بكائها المفاجئ لهن

.......




عندما خرجت وتين ذهبت بجانب اخيها
سألها اخيها: اخبار فاتن؟

وتين بقلق: ما هي طيبة.....جالسة تبكي....وتتألم....الكل يسألها وش فيك.....وما ترد....على احد....
يزن سكت بلع ريقه بصعوبة
شعر بضيق لسماعة لحديث اخته
قبض على يده بقوة ودّ لو يستطع ان يدخل ويطمئن عليها بنفسه
تحدث بتوتر: ليش؟
وتين رفعت اكتافها : مادري
يزن رمى مفتاح السيارة على اخيه
ليلقفه خالد سريعا: روح خذ اخوانك....وشغل السيارة ثواني وراجع


خالد بطنز: جاء الفرج.......يارب لك الحمد...



يزن تركه فهو ليس بمزاجٍ عالٍ ليرد عليه
اتجه بجانب عبد الرحمن
حاول ان يهدأ من عواصفه الداخلية ومشاعره المبعثرة: عبد الرحمن ....وتين تقول فاتن تبكي....ادخل ....اتوقع تعبانة....روح شوفها....
عبد الرحمن نظر لوالده
ثم نهض من على الكرسي: طيب....طيب...
يزن: عن اذنك...


...

ام فهد تطبطب على ظهرها: اللهم انت الشافي المعافي....فأشفيها يا رب.....اللهم انت الشافي المعافي.......فأشفيها يا رب...
طرق الباب قائلًا : انا عبد الرحمن....

ابتعدت سارا وعليا
ووضعت كل منهما الغطاء على وجهِهُما


دخل ونظر لأخته
تحدث لوالدته: يمه وش فيها؟
ام عبد الرحمن بحيرة عظيمة لحال ابنتها : شكلها تتألم من شي......بس ما هيب متكلمة ......اقولها يدك....تهز راسها لا....
سريعا نظر ليدها الملفوفة بالشاش
تقدم اكثر لناحية السرير
جلس على طرفه
وضع يده على كتفها
شعر برجفة جسدها عقد حاجبيه: فاتن.....فاتن.....وش يألمك؟
فاتن لا تجيبه
فقط ترتجف وعيناها منهمرة بالدمع وتنظر بشتات

عبد الرحمن بقلق: ترى بنادي للدكتور احمد...

فاتن حركت رأسها بثقل بلا
عبد الرحمن بحنية: اجل قولي لي وأنا اخوك وش فيك؟
فاتن سكتت لا تريد ان تبوح لهم عمّ يزعجها ويضايق فؤادها
اشارت له بيدها بمعنى (ما فيني شيء)
عقد حاجبيه: أبي اسمعها منك....لا ترجعين للحركات ....هذي...
فاتن اغمضت عيناها وانسابت دمعه ثقيلة على جانبها الايمن تحدثت بصعوبة: ما فيني شي

ام فهد: كيف ما فيك شي.....يا بنتي...وانتي تبكين؟

فاتن سكتت بغصة ألم فؤادها

ام عبد الرحمن برجاء: يمه فاتن....طمني لي قليبي.....وش اللي يألمك....يا بعد دنيتي انتي...قولي لي يا يمه...

ارتجفت شفتيها نظرت لعيني والدتها الخائفة
رحمت ضعف تلك النظرات
فأردفت لتقطع الحديث: جسمي كله....يوجعني....
سارا وعليا بقيتا واقفتان تنظران إليهما بحسرة لحالها
هذا بينما ام فهد ما زالت تقرا عليها
ما تيسر من القرآن الكريم
بصوت هادئ وبترتيل يُجبرك على الانصات والاستماع والبكاء ايضًا


عبد الرحمن تنهد سريعًا: الله يخفف ألمك يا اختي.....حاولي تنامين حاولي....
وضعت والدتها يدها على رأسها مسحت عليه : نامي يمه.....محنا متحركين إلا لم تنامين....

فاتن اغمضت عيناها بشدة!

......
سامي بتعجب: وش في عبد الرحمن قام وكأنه مقروص...

بكر : اظن اخته فيها شي....
بو تميم(سلطان) اخذ نفس عميق: الله يستر...
ثم نظر لابنه قائلا: تميم وانا ابوك.....ادخل وناد لي أمك...
تميم نهض من على الكرسي: طيب...
ثم توجه لناحية الباب...

.....


بو فهد بصوت واطي: والله ما هوب عاجبني الوضع بس ما أبي اجبرها على شيء ما هي تبيه...

بو عبد الرحمن انزعج حقًّا من هذا الأمر: لكن يا صقر.....يمكنها مستحية وماهيب عارفة تقول لك يبه ابي اطلق .....فانت ابدأ....وقول لها...
بو فهد بقلة حيلة: لا......قد سألتها امها....وقالت ما تبي تطلق....
بو عبد الرحمن : طيب ما سألتها ليش ؟...او خليت امها تسألها
بو فهد بنبرة حزن عليها: لا يا بو عبد الرحمن .....ما حبيت اضغط عليها.....عشان دراستها ونفسيتها السيئة.....من نجيب لها طاريه ....يعتفس مزاجها...
بو عبد الرحمن انفعل قليلًا: إذا تكره طاريه.....ليش تبيه.....,,طيب يا صقر.....تبيني اكلمها؟
بو فهد بتردد: كلمها يمكن........على يدك....تغيّر رايها



بو عبد الرحمن حرك رأسه بأسى : على خير .......بكرا راح أجي بيتكم....وراح اكلمها....
بو فهد نظر لعبدالرحمن الخارج من الغرفة: على خير يا بو عبد الرحمن
ثم نهض من على الكرسي : خير عبد الرحمن وش فيك؟
التفت عليه والده : خير يابوي اختك فيها شي؟
عبد الرحمن كسره بكائها ومنظرها المتأزم
من الألم
لم يرى يومًا اخته تتألم هكذا
اضعفها التعب
سرقها من السعادة والفرح
تلك الآلام التي تخوضها والصراع التي تعيش معه الذكريات يقتلانها ببطء
شديد
ازدرق ريقه : تعبانة.....الحين هي نامت....
بو عبد الرحمن بانفعال شديد: وشفيها؟.
عبد الرحمن اشار لأبيه بان يهدأ وألا ينفعل: اهدأ يبه....تعبانة اشوي...جسمها يعورها .....لسى جسمها في خمول ......كلها كم يوم وان شاء الله ما تحس بهالألم ..........تطمن الحين هي نامت ....وهي بخير...واذا مانت مصدقني ادخل وشوفها...
عبد الرحمن توجه لباب الغرفة بعجل وخوف كبير على فاتن ....
دخل ليطمئن قلبه عليها...

.....

وصل إلى شقة أخيه لم يخرج من سيارته بقي في داخلها
ولم يُقبل على فكرة النزول وطرق باب شقتهما
لا يُريد ان يثير الخوف في فؤاد زوجة اخيه
ولا يريد ان يشعرها بالخطر الذي يجول حول زوجها
والأفضل لكل هذا ان يبقى في سيارته ويراقب شقتهما عن كثب!
....

أما هي
انجزت شيئًا ليس هيّن في بحثها الطويل
خلال النصف ساعة !
رفعت رأسها عن الحاسوب نظرت لساعة يدها
تشاغب قلبها لِتأخر زوجها في المجيء: تأخر سعود....
نهضت متجه للسرير المُلقى عليه هاتفها النقّال سحبته
واتصلت عليه لِتُطمئِن قلبها !
كان هاتفه مُغلق!
عقدت حاجبيها
ظنت به فأردفت متذمرة: اكيد راح الجامعة ....وسحب علي...
ضربت برجلها على الارض بخيبة : هيّن ...يا سعود أنا أوريك.....كان من البداية ...قلت ما أقدر أغيب....ومانت ساحب....مو تعشمني بفطور وسحبة جماعية ....
ابعدت شعرها للخلف بحركة سريعة وغاضبة
ثم عادت للكرسي لتجلس امام الحاسوب
اكملت بحثها بغضب ظنونها حول سعود!

.....

اما سعود عاد من المستشفى وبعدما نزل من سيارة الأجرة رآه اخاه فخرج الآخر من سيارته سريعًا وتقدم لناحيته : سعوووووووود
ألتفت سعود على اخيه ابتسم له
ليبث في قلبه الاطمئنان عليه
وما إن اقترب منه
احتضنا بعضهما البعض بشدة
تحدث ابا إبراهيم بخوف : ألف الحمد لله على سلامتك.....
سعود ما زال مبتسمًا: الله يسلمك.....عدّت على خير....
بو إبراهيم ما زال مذعورًا لِم حدث لأخيه: ما شفت وجهم؟
سعود حرّك رأسه بالنفي : لا.....كانوا لابسين أقنعة على وجيهم....للأسف....

ثم انتبه لوقفتهما في الشارع فقال: تفضل.....تفضل.....أدخل ...
فتح باب الشقة ودلفا الباب بدخولهما
تحدث سعود: نوّرت شقتي يا بو إبراهيم....

.....
سمعته زوجته وهو يردف جملته تلك
عقدت على حاجبيها : بو إبراهيم؟؟؟؟

نهضت لتتقدم بخطواتٍ متسارعة وحذرة لباب الغرفة
حاولت ات تسترق النظر لكنهما جلسا بالجهة المقالة للشرفة وهي بعيدة عن غرفتهما
تأففت (افففف) ثم عادت تغوص في بحثها !
......
بو إبراهيم : كيف دراستك؟
سعود وضع كأس الماء امام اخيه: والله تمام....الحمد لله....ماشية الأمور...

بو إبراهيم أخذ الكأس من على الطاولة وبدأ يشرب الماء: إلا منت ...نازل للسعودية...؟
سعود شعر بألم انفه الموضوع عليه اللاصق الخاص
عقد حاجبيه فأردف: إلا راح انزل الاحد الجاي.......إلا صدق شقتك إلا هنا بعتها؟

وضع الكأس على الطاولة : لا.....
سعود بتفكير: اممممم.....فكرت اغيّر....مكانا......ونغيّر الشقة......ونروح لشقة ثانية......خايف عيال(....).....يسوون لي ولزوجتي مكيده....وما صرت بصراحة مطمئن من اللي صار لي....
بو إبراهيم هز رأسه بتأييد ولكنه اطرق بعد ان فكّر لوهلةٍ قصيرة: بس بعيدة على جامعتكم....

سعود برضا: عادي...اهم شيء نبعد ...من هنا....وخلاص اجرها علي.....
بو ابراهيم اعترض: افااااااا......أأجرها عليك!!!.....لا والله مانيب ماخذ منك ولا ريال.......روح انت...وزوجتك.....اسكن فيها....بدون أجار....
سعود بعدم رضا: لا....لازم أدفع.....ياخوي....وعشـ...
قاطعه بو ابراهيم بحزم نبرة صوته: والله ما تدفع ولا شيء.....
ثم نهض : اليوم الساعة اربع بجيك وبلسمك مفاتيحها .....لأني راح ارجع السعودية....

سعود نهض: توصل بالسلامة ...ودير بالك على نفسك....يا خوي....
بو ابراهيم ابتسم: الله يسلمك...وانت بعد دير بالك على نفسك وعلى زوجتك......وإذا صار شيء....اتصل علي....طيب....
سعود حرك رأسه: طيب....
بو ابراهيم: عن اذنك...
سعود أوصله للباب: الله معك...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-17, 04:31 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بعدما خرج اغلق الباب متنهدًا
دخل غرفتهما
وما إن دخل رفعت رأسها بتذمر: لا بالله...لا كان....
لم تكمل وبترت جملتها بعدما رات انفه المحمر للغاية
والملصق عليه اللاصق الخاص!
نهضت بسرعة وخوف: يمه قلبي.....وش صار لك....
ابتسم لشكلها المذعور اشار لها بيديه : اسم الله على قلبك......ما فيني شيء....
ليان بصوت عالٍ ومرتبك: من اللي كسر خشمك؟...يا جعل يده الكسر...
سعود لينهي المسألة سريعًا دون تساؤلات اخرى : تعرّضت للسرقة....
ليان شهقت (هأأأأأ) وضعت يداها على فمها لتمنع نفسها عن البكاء!
سعود بهدوء: عدّا كل شيء على خير....
ثم اردف : هااا...وين وصلتي في بحثك؟

ليان اغرقت عيناها : ما عليك من بحثي....قول لي ما تعورت...في مكان ثاني....غير خشمك....
سعود ابتسم ابتسامة عريضة لتطمئن : لا والله حتى شوفي...
فردى يديه جانبًا وبدأ بالدوران حول نفسه
وما عن توقف حتى فاجأته باحتضانٍ شديد
وبكاء: ربي لا يوريني فيك مكروه.....والله ما اتحمل...لو يصير لك شيء....
ابتسم اكثر طبطب على ظهرها ثم ابعدها عن حضنه وقبّل ما بين عيناها
تحدث: ربي يخليك لي...يا ام قلب رقيق وطيب....
ليان مسحت دموعها
وأردفت بصوت محشرج اثر بكائها: تطنز علي؟
سعود ضحك بخفة : هههههههههههه.....شسوي فيك....إذا صدق قلبك رهيف...ورقيق.....وتبكين بسرعة.....أنا ما ادري كيف داخله تخصص طب جراحة....
ليان ابتسمت رغمًا عنها وهي ما زالت تحارب دموعها بيديها !
أردفت ساخرة: قلت اعاون زوجي وادخل نفس تخصصه...
ثم قالت بنبرة جادة: انا مستحيل أعالج شخص اعرفه...وقريب من قلبي.....لأني بنهار ما اقدر.....اشوف أي مكروه بشخص أعزه.......
سعود بجدية: بس إذا اضطريتي تعالجينه؟......لا زم تعودين قلبك على القوة والتحكم في مشاعر العاطفة حتى من ناحية لو شفتي مكروه بشخص .....تعزينة..... عشان تقدرين بعدها تنقذينه من اصعب المواقف مو تبكين وتنسين نفسك....وروح فيها.......
ليان ابتعدت عنه لمسافة قليلة: لا قول لي كذا....حاولت اغيّر هالشيء فني....بس ما قدرت....
سعود تقدم لناحية الدولاب: راح تتغيرين ....المواقف راح تغيرك....

ليان بقلق: الله لا يجيب هالمواقف على قلبي....

ابتسم بعدما اخرج له ملابسه: اقول ترى...بنغيّر الشقة وبروح شقة اخوي....
ليان رفعت رأسها له
وابعدت يدها عن لوحة المفاتيح بعدما عن جلست على الكرسي وعادت النظر لشاشة الحاسوب: ليش؟
سعود لم يخبرها بالحقيقة لكي لا يشغل بالها ولا يبث الرعب وعدم الامان من حولها: شقته كبيرة ......وعلى كذا....بدون أجار.....جات لي ببلاش....ارفض يعني؟
ليان ضحكت: ههههههههههههه
سعود ابتسم: على إيش تضحكين؟
ليان بنبرة حازمة: ترا مانيب شايلة شيء....
ثم نظرت لعيناه ولِتستعطف مشاعره اردفت بصوت حزين وبتمثيلية
حاولت ان تقنعه اكثير حينما قالت: اصعب علي أشيل هالعفش.....واحطه بكراتين......ارحمني وانت شله......انا زهري يعورني....


سعود لم يتأثر ابدًا : لا يا عمري...اثنينا....بنتقاسم...الش قة....وانشيل عفشنا......اثنينا

واشار لأصابع يده وشد على كلمة(اثنينا)
ثم قال بعدها: يله بس خلصي من بحثك....عشان نروح الجامعة....وبس نرجع ...نبلش ...شيل وحط.....وترتيب....
ليان بتذمر: اغلب اغراضنا شايلتهم انا لرحلتنا للسعودية.....الباقي خله يولي....
سعود بعصبية: وشو اللي نخليه يولي؟....كل شيء بفلوسنا.....حنا اللي اثثنا الشقة....وكل شيء شريته بفلوسي.....ما راح اخليه....
ليان سكتت ولم تردف حرفًا واحدًا بعد نبرته هذه
واستمرت في عمل بحثها
...............




تشعر بالخوف الشوارع شبه مضيئة بنور خافت
الهدوء يطرق في فؤادها وينثر عليه مسامير الذعر
كان عليها ألا تُقدم على هذا الأمر ولكن جنّ جنون اشتياقها ليقودها لطريق الخطر ويدفعها لسكرة جنون مؤذية!
بللت شفتيها بلسانها الذي جفّ من الرعب!
ومن ثم بلعت ريقها بصعوبة
قلبها غير مطمئن تعترف بهذا هي غير مطمئنة!
رغم أن السائق محترم ولم يحاول ان ينظر إليها
ولكنه شاب في مُقتبل العمر
ماذا لو هاجماه أُناس لا يعرفون الله حق معرفته!
(يا رب ألف بنا)
سحبت هاتفها من الحقيبة فتحته ومن ثم قامت بإرسال رسالتها التي كتبتها قبل ان تخرج من المنزل
رسلتها لِيزن!
...........

خرجوا من السيارة كانت وتين تتثاءب اما اخوتها التوأم غفوا قليلًا في السيارة
فأخرجهما يزن بلطف
إلى ان استيقظا من تلك الغفوة
وركضا بخطواتهما على الدرج!
ومن ثم تبع اخوته بخطواته الهادئة
الجميع يشعر بالنوم والنعاس
تأخر الوقت كثيرًا!
بعدما دلف باب المنزل توجها اخوته للدرج للصعود إلى غرفتهم
اما هو بقي جالسًا على الكنبة في صالتهم المتواضعة!
ألقى برأسه على مسند الكنب!
تنهد بضيق عميق يختلج صدره
ما يحدث لها الآن بسببه
ألمها
وضيق تنفسها
وعدم تقبلها للحياة كل هذا بسببه
ستجن عن بقيت على هذا الحال لفترات طويلة !
عليه ان يحدثها قبل ان تفقد صوابها !
ولكن كيف؟
فمن الصعب عليه ان يلتقي بها
فمن الصعب جدًا!
تنهد من جديد (آه)
سمع رنين هاتفه لينبه بوصول رسالة جديدة
سحب هاتفه من مخبأ ثوبة
كان الوقت متأخر للغاية
عقد حاجبيه عندما رأى اسم المرسل !
ثم قرأ محتوى الرسالة بهدوء
(هلا يزن.....أنا آسفة وعارفة اللي سويته بضايقك كثير بس كنت مضطرة اسوية واجرّب يمكن تصطلح اموري وتزين أيامي انا رحت القصيم مع السايق وأحلفك بالله ما تسوي للسايق شيء لرجعنا أنا قفلت جوالي خفت ترجعون بدري وتتصل علي لفقدتوني بالبيت وتمنعني من اني اجرب واروح للقصيم عارفة تصرفي متهور ومتسرعة بهالقرار بس انا مليت وقلبي تعب أبي اشوف اهلي عايشين ولا ميتين آسفة يزن )


نهض سريعًا من على الكنب استشاط قيضًا
رمى هاتفه بعيدًا عنه ليرتمي في احضان الكنبة المجاورة !
تحدث ما بين اسنانه: مجنونة....غبية.....

ركض سريعًا للدول العلوي توجه لغرفته
فتح دولاب ملابسة بعجل
اخرج منه بذلة وبنطالًا!
هم في تبديل ملابسة ليهم بعدها بالخروج ليتبعهما في الطريق
ولكنه تذكر اخوته!
لا يستطيع ان تركهم لوحدهم في المنزل
رمى ملابسه على الارض بقوة وبعصبية لا تعرف الرحمة!
وضع يده على رأسه
حيّرته
وضعته صيته في مأزق كبير لا يستطيع ان يترك اخوته هنا لوحدهم
ولا يستطيع ان يخرج ليتبعها!
جلس على طرف السرير سيتصل عليها
نهض وبحث عن هاتفه بجنون
فتذكر بعد نوبة غضبه انه تركه على الكنب في الاسفل
فخرج من الغرفة بخطواتٍ سريعة ومشتتة
مرّ بجانب غرفة أخيه
فتوقف عندما سمع صوته قائلا: وش يبي فني هالتافه؟.....خلاص ما عاد برجع لكم......عرفت قذارتكم.....كلكم يا (....).....بطّلت امثل ....ايوا...كنت امثل عليكم.....إني شاذ وواطي.....وأني اسوي اشياء ما تخطر على بال احد فيكم......لين خسرت اخوي.....يزن.....واقتنع صدق اني شاذ.....لعبت هاللعبة بس....عشان....اعرف الحقيقة....اللي اخوي ما انتبه لها....
يزن صُعق بل همّ بالدخول
فتراجع عندما
اردف اخاه بعصبية: خل يسوي اللي يقدر عليه انا ولد مقرن...ما اخاف إلا من ربي....والحمد لله اخذت الاوراق اللي تبرأ ابوي من نواياكم يا (...)
ثم اغلق الهاتف ورماه على السرير
وفجأة دخل يزن ليلتفت عليه خالد بسرعة
كان يخبأ هاتفه عن يزن خشيةً من ان يأخذه منه
كما اخذ هاتفه الأول
هو لديه هاتفان
الاول ليمارس به جنون خططه لكشف مشاري
والآخر ليتواصل مع اصحابه
فاضطر في الاوان الاخيرة ان يتواصل مع احدى رجال مشاري بهاتفه الاخر!

يزن
غضبان
منصدم
مشتت
لم يفهم شيئًا مما قاله أخيه
تقدم لخالد وعيناه محمرتين ليس له طاقة كافية على تقبّل الصدمات
يكفيه ما حدث !

تحدث بهدوء بعكس العاصفة التي تعبث بداخله: ما كنت شاذ.....كنت تلعب دور الشاذ....بس عشان تبرأ ابوي......نواياهم ؟

طأطأ برأسه
هو لم يتعرف على هذا الأمر إلا بعدما تعرّف عليهم بالصدف
بالنسبة إليه ولكن هم خططوا لذلك لفترة وجيزة!
حاولوا بطرّق شتّ في خداعة
وإيقاعه في فخهم !
ولكن ذات يوم سمع إحدى مكالمة كبيرهم !
الساخر في قوله
(والله وبنطيّح سمعة عايلته هالمقرن والأوراق اللي تثبت انه حرامي وخاين لوطنه بيدي .....إيوه لالا.....لا تحاتي ...ما يبين انها مزوّرة)

حينها استيقظ على مكرهم الخدّاع
وحاول ان يكون محبوبًا لدى كبيرهم
هو في الحقيقة لم يفهم شيء مما يريدانه منه!
ولا يعرف لِم يحاولون محاولاتهم في إنزال سمعة عائلته
وتخريب حياتهم!
ولكن اكتشف نواياهم القذرة اتجاهه!
كانوا يريدون ان تختل فطرته وتنحرف عن الطريق المستقيم
وينحرف لطريق الزلل ودواعيه!
ظنوا به
أنه سيقدم على فعل كل ما هو قبيح من اجل أن يصوروه
وينشروا افعاله القذرة للملأ
ولكنه لم يخضع لحديثهم الذي يزيّن له المعصية !

ذات يوم سرق مفتاح الصندوق الموضوع في غرفة صيته دون ان تشعر به
ذلك الصندوق الذي يحتفظ بجميع اوراقهم الثبوتية والاوراق الخصوصية
والكثير الكثير من الاوراق المهمة
بعثر الأوراق يريد ان يفهم ما دخل مشاري بوالدي
هل يعقل انه صاحبه !
يسمع اباه دومًا ما يتحدث عن الصفقات
هو لا يفهم ماذا يعني ذلك بشكل دقيق
ولكن يريد ان يتوصل لأوراق تثبت علاقة مشاري
بأبيه
وفعلًا قرأ ورقة تحمل عنوانًا
(صفقة مشاري)
لم يفهم منها شيئًا سوى انّ خسارة والده بسبب ذلك الرجل المدعو بـ (مشاري)
بكى كثيرًا لكون مشاري سببًا لوفاة أبيه
حرمهُ من حضن ابيه في وقتٍ هو في أشد الحاجةِ إليه!
وفكرّ طويلًا
وقررّ ان يخوض مغامرته معهم إلى أن يسرق الأوراق التي ستنزل على رؤوسه الجميع كـ الصاعقة التي تخطف انفاسهم!
الحسد ، والحقد اعمى قلب مشاري لتمكِّن مقرن (بو يزن)
في الربح وكسب صفقة المجمعات الشرقية تلك الصفقة كانت مربحة للغاية
ولكن مشاري منافسًا لمقرن ولا يرضى بالقليل ولا يرضى بالخسارة !
إلى ان كاد لابي يزن بمكيدة وبدأ بخططه الجنونية ومن ثم إيقاعه في خسارة كبيرة لا تغتفر
قسم بها ظهرة وقلبه إلى نصفين
جعله حديث الملأ والإعلام!



...

صرخ يزن : تكلم.....وش مخبي علي من مصيبة؟
خالد ليس هناك مجال ان يكذب على اخيه طال الزمن ام قصر
سيعرف يزن ومن الواجب عليه ان يخبره لكي يتصرف فهو لا يستطيع ان يفهم كل شيء وأن يحلّه ما زال صغيرًا في السن وهو بحاجة إلى مشورة أعقلهم وحكمة كبيرهم!
تحدث بقهر: انا ما نيب شاذ .....لعبت هاللعبة عشان احمي سمعة أبوي الله يرحمه وسمعة العيلة ....كلهاااا......يمكن تشوفني بزر ما أفهم شيء .....بس انا نقذت حتى أختي.....وتين ....من اشياء ما احد انتبه لها...
يزن بنفاذ صبر: اختصر علي من تكلم....وش الأوراق اللي تبرأ ابوي.....
خالد بلع ريقه : مشاري...هذا واحد نذل......عرفن يعلى ناس اكبر مني.....وحاول يخربني.....وكنت بروح بطريقهم ....لين سمعت ما كلمته مع واحد وجاب طاري ابوي.....وأوراق مزورّه ما فهمت من مكالمته غير انه يبي يسوي كمين لي ولعايليتي....
يزن بغضب شد على قبضة يده: اختصر.....
خالد أخذ نفسًا عميقًا : مره سرقت مفتاح الصندوق اللي ابوي يحط فيه كل الأوراق المهمة.....وفيه أوراق كثير.....ولقيت ورقة عن صفقة مشاري قريت اسمه وهو نفسه اللي يحاول يدمرني......وعرفت بعدها هو السبب في خسارتنا لكل شيء.....وهو السبب في موت أبوي......وحاليا مسوي اوراق مزورّة ضد ابوي انه خاين لوطنه...وكذاب ومادري إيش....

سحب الأوراق من على( الكومدينة) وقدمها لأخيه: أنا آسف....إني عاملتكم هالمعاملة بس حبيت أغيّر من اسلوبي عشان اقدر اطلع وأدخل وأشوف مشاري وش يبي يسوي؟......
يزن اخذ الاوراق من يديه
شعر بالضيق
عقله توقف عن التفكير لوهلة (مشاري)
سأل أخيه عن اسمه كاملًا لِينصدم أكثر هو الرجل نفسه الذي اشترى جميع ما باعه يزن لتسديد الديون!
ضرب يزن على الجدار
فتحدث بغضب: هـ الحيوان جالس يستغفلنا كلنا.....وش لون تروح له ؟....لو قاتلك ......لو حارق قلبي عليك ....

خالد جلس على طرف السرير : هو ما همه قتلي......همه تخريب السمعة
يزن بتفكير مشتت: لازم نبغ الشرطة حاليًا انت في خطر....اكثر منا كلنا...

خالد بخوف: لالا.....لا تبلغ ....ما عندنا دليل كافي.....ينمسك فيه....
يزن بصرخة أشار بيده للأوراق: وهذول.....
خالد بجدية : انا ما افهم ...بهالسوالف.....بس لو تقدمها للشرطة ....بيطلع ابوي هو الخاين وكلام كبير....
يزم بصراخ عالي: من وين تطلع لي هالبلاوي؟.....من وين!
وش يبي هالنذل.......فلوسنا وخذهم......وابوي ومات....وش يبي زود؟.....وش يبي....!

خالد حرك كتفيه بعدم فهم لِم يريده مشاري!

أتت وتين بخوف : شفيكم ؟...تصارخون...امي فيها شيء...!
يزن لم يتمالك اعصابه: امك بالقصيم....هـ المجنونة طالعه مع السايق....
خالد بعدم فهم: أهلها بالقصيم؟!!؟
يزن شعر بالعجز
من هنا وهناك تتعصب عليه الامور
زوجة ابيه ومشاري وسمعة العائلة!
وما فعله بحبيبته!
كل شيء يؤلم قلبه ويشعره بالعجز
فأين السبيل من الخروج من كل هذا الضيق الخانق!
سألت وتين: متى راح ترجع؟
يزن شعر بكتمه عظيمة تكتم صدره وتسرق منه انفاسه
صرخ على اخته دون وعيٍ منه : انقلعي ولا تكثرين اساله....


استغرب خالد من نبرته ومن عصبيته نظر إلى اخته وإلى وجهها
الذي انقلب إلى الاحمرار ويدل رغبتها في البكاء والإحراج!
حاول ان يعود خالد ذاك الشاب الطبيعي دون تمثيل
ربما في الأوان الأخيرة ام يمثل عليهم دو الشاب العاصي بل فعلًا رأى نفسه عاصيًا لأفعال أخيه المستفزة وحينما يعود لصوابه يتحسر ندمًا على ما فعله خاصة زوجة أبيه يعلم جيدّا كم آذاها بالحديث والأفعال
الضغوط والانغماس في تلك الشخصية القاسية اجبرته على التعوِّد على هذا الاسلوب! اللذيذ بالنسبة إليه!
فهو يبقى شاب مراهق مُحب لتجريب كل ما هو جديد
ومتسرّع في قراراته
تصرفاته الاخيرة كانت رد فعل لشدة يزن عليه انغمس في دور تلك الشخصية لكي لا يثير شكوكهم وينقذ عائلته بتهوره!


....تقدم لناحية أخته مسك يدها: وتين روحي نامي أمي بتجي بكرا!

استغربت حينما نطق(أمي) هزت رأسها له
فابتسم!
ثم نظرت ليزن
بلعت ريقها ثم ذهبت لغرفتها!
ألتفت خالد على يزن واتقرب منه: انت منت راضي يعني صيته تروح لبيت اهلها؟....عشان كذا زعلان عليها؟
يزن اجتمعت الدموع في عينيه هناك ضيق يخالج صدره يصعب عليه ان يشرحه لجميع الناس ملّ من حياته وصعوباتها
نظر لأخيه ساخرًا: زعلان عليها!!!!!!!!!!!.....خالد نام وانا اخوك......ولا تلكم الحقير مشاري.......انا بصرّف......بهـ الموضوع....
ثم خرج من الغرفة بخيبة!

......
لن يتصل على صيته
متى عادت سيلقنها درسًا لا محاله!
اخوته بحاجته أولًا!
وثانيًا نفسيته في انحدار ومُتعبة للغاية
لا يستطيع ان يفكر بإجابيه وهو على هذا الحال
ذهب لغرفته ورمى نفسه على السرير استلقى على ظهره نظر للسقف
همس وعيناها تذرف دموع الندم: سامحيني يا قلب يزن ....يمكن تروح عني هـ اللعنة!

..........






خرجت من الخلاء أكرمكم الله بعد ان غيّرت ملابسها ولبست (بجامة النوم) رمت نفسها على السرير ولكن كـ عادتها لن تخلد إلى النوم إلا بعدما ان تفتح هاتفها وتتصفح بعض المواقع المهمة بالنسبة إليها!
رأت في الإشعارات الخاصة إشارة تنبيه لرسالةٍ ما!

عقدت حاجبيها ....فتحت الرسالة وبدأت بقراءتها تعمقّت بالقراءة
أكثر لِتستوعب ما كُتِب فيها....اقشعرّ جسدها ذعرًا وألمًا للذكريات!
تفاجأت كثيرًا لرسالته......وامتلأت عيناها دمعًا لمكالمته
ارتجفت شفتيها ....وضعت يدها على فمها لتمنع صوت بكائها ...إلى الآن هو يريدها.....ليس كما قالت لها اختها!
تسارعت نبضات قلبها ...خائفة، ومترددة في الرد عليه
فيصل بعد مضي سنة وثمانية اشهر يعود لها؟!
ازدرقت ريقها رمت الهاتف جانبًا على السرير نهضت وعادت للخلاء
نظرت لنفسها من خلال المرآة فبكت وابتسمت في الآن نفسه!
جنون......الحٌب هو جنون.......يأخذك من أعلى شيء تتوقعه.....إما ان
يوقعك على وردٍ وأزهار والحانٍ شجية
او يوقعك على صخورٍ وأشواك ونوتاتٍ مؤذية!
عادت سريعًا لهاتفها
امسكت به من جديد
قرات ما كتبه لها فيصل لتتأكد....مما كتبه....
اشتاقت له حقًّا ...ولكن يبقى هُناك جرحٌ غائر في فؤادها
بسببه
لا تعرف بما تجيب عليه...ولكن ستخبره بالألم الذي سببه لها طيلة تلك الفترة!
عجزت عن فهم ابتعاده عنها
خيّب لها ظنونها وسرق منها احلامًا وردية
قد عاشتها في الخيال بدلًا من الواقع!
كتبت له
((ما هو الذنب الذي اقترفته بحقك، لتحكم عليّ هذا الحكم ! اتعلم ماذا فعل بي هذا الحكم الغير عادل؟، ألتهمني بألسن سليطة لا تعرف الحق أبدًا ، اتهموني باطلًا، ألّفوا قصصًا خُرافية لا حقيقة لها بالواقع، ألمني حُكمك وسوط العذاب الذي ضربتني به ، شوّه لي قلبي، انا لم أعد كما في السابق ،سرقتني من نفسي يا فيصل، لدرجة إنني لم اعرفني، اعد لي نفسي من فضلك، ومن ثم ارحل عن قلبي بسلام))


بكت بعدها .....لا تريد ان تبيّن له ُ ضعفها تكفيه تلك الكلمات ستوصل له معانٍ لا تستطيع ان تشرحها امامه!
رحل دون مبرر.....سرق منها أغلى ما تملك ...لِيُجبرها على البقاء في ذمته! حاولت الوصول إليه ولكنه صدّ ابواب الوصول له بعنف إلى ان تراجعت بخطوات الخيبة للوراء وتركته في أنانيته يخوض ويلعب دون مراعاةٍ لقلبها المكسور تركت هاتفها على (الكومدينة) استلقت على جانبها الايمن بقيت مستيقظة ، خائفة، تائه من اللاشيء الجميع يريد منها ان تتخلص من هذا الزواج الذي حُكم عليه بالفشل لِتسد ألسنة الناس وتبدأ حياة جديدة ولكنها لن تفعل هذا الامر الذي يريدونه منها يصعب عليها كثيرًا
لا تريد الخوض في تجربة لا تعرف عُقباها فيما بعد
ها هو عاد إليها....ستؤلمه ...بقدر ما ألمها!....ستعاقبه...ولكن دون ان تخسره ...!
...........

قرأ رسالتها
فهو لم ينم بقي مستيقظًا
ينتظر رسالتها بفارغ الصبر
قرأ كلماتها مره
ومرتين
وثلاثة ....عض على شفتيه ...بندم...لن تسامحه...سيصعب عليه الوصول لقلبها المكسور....
همّ بالاتصال عليها...ثم تردد كثيرًا
لم يجرؤ على الاتصال بها
فكتب لها
((انا الذنب، انا العاصي، انا الهارب، أنا الجبان، ولكن ارجو ألا يقسو قلبكِ عليّ، ارجوكِ لا تحرمنني من لذة النظر إلى عيناكِ، كل ما فعلته دفعت ثمنه مؤجلًا! كان ثمنهُ غاليًا ، الجميع يظنني هربت، ولكنني انا في الحقيقة تشرّدت !، الذنب شردني ، والهوى اصدر حكمه القاسي ليبعدني عن احضانكِ، لا تلومنني أجلِّي اللوم الآن، وطمئني قلب الملهوف، واخبريني كيف هو الحال؟))

...
سمعت تنبيه لرسالة جديدة
فنهضت سريعًا لتمسك بالهاتف بلعت ريقها
ثم انسابت دموعها على خديها بِلا توقف
كتبت سريعًا
((لا أنصحك ان تعرف كيف يكون حالي))
.....

شعر لوهلةٍ بالعجز امام ما كتبته.....دبّ الخوف في فؤاده ماذا حصل لها في تلك الفترة يا ترى؟.....

كتب برجفة يديه((يُهمني ان اعرف وغن كان ذلك قاسيًا على قلبي!))

.....

ابتسمت بسخرية ، يريدها ات تعبّر وتفضح له الرعب الذي شعرت به
حينما جردّها من كل شيء
يريدها أن تخبره بعدد المرات التي شكّت أنها تحمل طفلًا منه!
ونسيت بانه عقيم لا يُنجب !
يريد ان يفلق قلبها مرةً اخرى وتحدثه عن عزلتها المؤقتة، لا لن تخبره بهذا مباشرة ...ستكتب له ...

((حالي انا لا اعرفهُ !، حقًّا لا اعرفه.....ولكن سأخبرك بشيء آخر، الشتات الذي سببتهُ لي كان مؤذيًا لخلايا جسدي، سرقت موطني ورمتني كهذا دون وطن، ربما أحببتك وظننت إنني اسعد فتاة حُظيت بفارسٍ مثلك، ولكن لعنت حبي لك آلاف المرات، أتعلم لماذا؟، لأنك لا تستحقه!، عنّفت مشاعري بالتجاهل طيلة تلك الفترة إلى انْ بهت ذلك الُحب، وبهت لوني (انا) معه، أصبحت حياتي رمادية باهته لا لون لها اصبحت أكثر قساوة على نفسي ، وربما على من هم حولي! اريد الخلاص منك ولكنك ماكر أوقعتني على شوكٍ لا يمكنني الخلاص منه، فيصل انت القرار الخاطئ الذي اتخذته في حياتي ، انت غلطة لا يمكنني التخلّص منها ليس من اجل الحُب ولا من اجلي، فقط من اجل سمعة عائلتي!، سأبقى معك وسأكون لك، وها انا اعترف لك بذلك، ولكنني سأبقى بجانبك كـ جسدٍ فارقت الروح منه وبقي خاليًا بِلا روح وبِلا حياة.....عمّت مساء))


.................



ضرب بيده طرف السرير لكلماتها التي ضربته بعنف على قلبه
ازدرق ريقه ألجمته بكلمتها، لم تعد تريده!
ستتنازل عن حياتها فقط من اجل السمعة ما فعله بها شوّه قلبها وأبعدهُ عن حبه! كان عليه ان يكون منصفًا ، كان عليه ألا يكون انانيًا .....عضّ أصابع الندم ، كتب لها
((أبي اسمع صوتك))

فلم يأتيه ردًا عليه....اتصل مره....ولم تجيبه....فاتصل مرةً اخرى....فاغلقت الخط في وجهه!
اما في المرة الثالثة كان مغلقًا
رمى هاتفه على الجدار الذي امامه بغضب حتى سقط على الأرض واصبح كل جزء منه بعيدًا عن الجزء الآخر

مسح على رأسه ...بعد ان اشتد غضبه.....ضيّع (سارا) من يديه
ضيعها ...بكذبه، وانانيته، وبحب التملك الذي خالج فؤاده !
ولكن ما الذي سيفعله الآن
بعدما اعترفت له لم تعد تحبه!
لا بد ان يستعيد (سارا) التي يعرفها
سيفعل كل شيء من اجل ان تعود كما كانت عليه في السابق
لن يسامح نفسه ابدًا ...لِم فعلهُ بها
جردّها من حياتها ....كلها!
لم تعد قادرة على العيش بسلام
يعترف بذلك
ليزيد انين الندم في فؤاده




انتهى




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 10:24 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ


(البارت الثامن)

.
.
.
لفت انتباه: اسماء العائلات .......وجميع اسماء الشخصيات لا تمس الواقع بصلة وإنما كتبتها لكي لا يضيع القارئ ويفقد تركيزه ما بين الشخصيات والعائلات المختلفة فأرجو الانتباه لهذا الأمر!





.
.
.
.
اشرقت الشمس وأنارت الدنيا بأشعتها الدافئة
اتى يوم جديد....يحمل بين طياته حِكايات جديدة ...
سعيدة واخرى مُحزنة....
البعض حذفوا ما حدث لهم في سلة المهملات وألقوا الذكريات خلف
ظهورهم لِيتمتعوا بهذا اليوم ويعيشوه بِلا تكرار وروتين ممل ومزعج...
والصنف الآخر منهم بقي على ذكرياته يرتعد خوفًا منها ويرجوها بالابتعاد عنه لوهلة صغيرة لكي يحظى بخمس دقائُق لِيكون فيها سعيدًا دون تكلّف في تصنّع السعادة ورسم الإبتسامة على وجهه رغمًا عنه....
.
.
.
شعرت بتوقف السيارة عن الحركة!.....فتحت عيناها لتنظر إلى السائق من خلف نافذة السيارة نزل لإحدى(البقالات الصغيرة) المطلّة على الشارع الهادئ والبعيد عن ضجيج الناس بعكس شوارع الرياض التي عادةً ما تكون مزدحمة ومليئة بالإزعاج والقليل من فوضى الصغار وحتى الكِبار فوضة الحديث والضحك وحتى الشِّجار!
تبدو الفوضى بالنسبة إليها شيئًا لا بد منه لِيطمئن قلبها!
أخذت نفسًا عميقًا....كم مضى من الوقت وهما في الطريق؟
نظرت لساعة يدها الذهبية ...كانت تُشير xxxxب الساعة إلى السابعة والنصف صباحاً...انصدمت!
نظرت لمن حولها نظرة خاطفة فلم تجد سوى الهدوء والسكون !
قلبها ما زال غير مُطمئِن
هي خائفة وتحاول ان تخبأ خوفها خلف ستار القوة التي تحاول أن تُظهرها في المقدمة لِتكون خط الدفاع الأول للمواجهة صارمة!
تعترف كل شيء تغيّر
القصيم تبدو لها مختلفة عمّ في السابق!؟
تغيّرت الشوارع ، البيوت ، المحلّات الصغيرة ، لا تدري هل ستتذكر منزل والدَيْها ؟ ام ستخونها الذاكرة!
بلعت ريقها بصعوبة من فكرة عدم معرفتها للطريق الصحيح !
اتى السائق وبيّده كيس يحمل بداخله بعضًا من العصائر المختلفة ، وبعضًا من الماء البارد والشطائر !
فتح الباب تحدث بهدوء: طال عمرك هنا الحين بالقصيم وين تبين أوديك؟
سكتت، لا تعرف شيء عن (الحي) الذي كانت تسكن فيه واحتضن بين طرقاته شقاوة طفولتها البريئة وجريُها في الشوارع واللعب مع صغار حارتها لا تتذكر أين هو بالضبط؟
ولكن تتذكر لقبه كان ملقّب بـ(حي بو ذيبان) أردفت بتردد: حي بو ذيبان.....(وبتردد اعادة)....اقصد ودني لحي بو ذيبان
عقد على حاجبيه ، هو لا يعرف القصيم وطرقاتها جيدًّا
تردد حينما قال: طال عمرك....أنا ما أدل شوارع وطرقات القصيم ....ولا اعرف المخارج اللي تودي للأحياء الصغيرة....فأخاف نضيّع...

هذا ما لم تحسبه، توترت كثيرًا هل تُكمل المغامرة؟
هي اتت هنا ليس لتتراجع وتخاف...بل للإقبال وكسر حواجز الرهبة التي تطوّق قلبها من الداخل وتسكنه باجتياح مدمِّر!
بللت شفتيها عندما قالت : اسأل أي أحد....وإذا ما عرفته ...خلاص نرجع ...عارفة يا صالح أنك ما نمت.....وتعتبك...معي...و....

لم تكمل جملتها حينما سمعت رنين هاتفها
أخذته من حقيبتها نظرت لشاشته المضيئة باسم(يزن يتصل بك)
بلعت ريقها ثم اردفت: تحرك يا صالح....
بدأ صالح بالقيادة وهو يتثاءب يشعر بالنعاس الشديد ولكن يحاول ألا يسيطر عليه الشعور بالنوم لِألا يحدث لهما ما لا يتوقعانه يومًا!
.....
أجابت على يزن
.....

لم يذق طعم النّوْم ، جفاه النوم لِينتقم منه أشد الانتقام وليهمس في اذنيه
ذق ما جنته يداك، ذق مرارة الذكريات وحدك هُنا ما بين جدران غرفتك الكئيبة والتي تُعكس كآبتك من داخلك وتظهرها بالخارج لِتفضحك امام نفسك عشرات المرات لِيزداد جنون ضميرك بالتأنيب ويضربك بسوط عذابه الشديد!
بقي على سريره ساكِنًا بِلا حراك ينظر لفراغٍ ما
عيناه محمرتين ....قلبه يعتصر ألمًا بينما عقله يترجاه بألا يجهده من التفكير!
ينتظر ويعد الساعات لتشرق الشمس ويتمكن من الخروج من قوقعته المظلمة !
عقله جن ولم يعد قادرًا على التركيز، تحطّم كل شيء من حوله ، سيحدثها وفيما بعد سيذهب لمشاري، سيذهب للموت برجليه ليرتاح، يريد ان يفهم ويطلِّع على الحقيقة الخفية والتي تبدو غير واضحة له ، مشاري عبد الله عبد الجليل المسفر ! ذلك الرجل المتسبب في خسارتهم لكل شيء يا ترى لِمَ فعل بوالده وبهم كل هذا؟ هُناك سر لابد ان يكشفه ....
نهض من على سريره توجّه إلى غرفة اخيه خالد بخطى مليئة بالخيبة والحُزن
فتح الباب الغرفة بهدوء فرأى خالد غارقً في نومه مستلقيًا على ظهره والغطاء تحت رجليه ولا يغطي جزءًا من جسده ...
تقدم بخطواته لناحية السرير انحنى وسحب بيده اليمنى الغطاء لِيُغطي به جسد اخيه ليحميه من برودة التكييف!
نظر لخالد طويلًا .....ليتذكر من ملامحه وجه ابيه ووالدته ايضًا
ملامح وجهه مختلطة ما بين الشبه لوالديه! بلع ريقه وتراجع للوراء
حتى خرج من الغرفة!
ومن ثم اتجه لغرفة التوأم فتح بابهما بخفة لكي لا يوقظهما من سباتهما
فرآهما يحتضنان يدهما ووجههما متقابلين لبعضهما يبدوان انهما في اشد الارتخاء والنوم السعيد ابتسم رغم العواصف التي تحاول ان تهدم ما تبقى منه من الداخل!
ومن ثم اغلق الباب...
بقي ان يطمئن على اخته تردد كثيرًا في الدخول لغرفتها
تذكر ما فعله لها بالأمس فقد افقدته صوابه واثقل عليها بالحديث إلى ان كدّر خاطرها وقسى على قلبها الرقيق ! ولا سيما احرجها وبشدة
لا يدري هل بكت ام لا؟
هل هي مستيقظة الآن ام نائمة ؟
أخيرًا بعدما تنهد طويلًا(آه) دلف باب غرفتها
لتستقبله رائحة الورد تلك الرائحة التي تعشقها
عطرها المفضّل؛ العطر الخاص والملطّف للجو
تقدم خطوة للأمام وهو ينظر إليها بهدوء كانت مستلقية على جانبها الأيمن حاضنة وسادتها بشدة عاقدة على حاجبيها بانزعاج
كانت عيناها منتفختان نوعًا ما ليس بسبب النّوْم لا من الواضح انها بكت طويلًا بالأمس.....إلى ان خلدت في سباتها العميق من النوم
انحنى ليصل لمستوى جسدها المرتخي على السرير بهدوء!
قبّل جبينها ليقدم لها اعتذاره الأخوي!
وما إن استقام في وقفته حتى تحركت بخفة وانقلبت لجانبيها الأيسر ابتعد عن سريرها ثم خرج من الغرفة ليعود لغرفته!

كل شيء يصيبه بالجنون
قلبه يؤلمه، وصوتها الباكي الصارخ يتردد صداه في أرجاء غرفته
موت أبيه وخسارتهم لكل شيء
مشاري الذي خرج لحياتهم لِيفسد عليهم لذتها
كل شيء يقتله ببطء يا ترى متى سينتهي عقابه الشديد هذا؟
متى سيذهب هذا الكم الهائل من المتاعب؟
انحنى ليسحب هاتفه من على الطاولة الخشبية ذات الزخارف البسيطة واللون المحروق كحرقة قلبه!
عيناه محمرتان ويزداد احمرارهما كلما مضى من وقت سهره وقتًا اكثر واطول!
شفتيه مبيضتّان لعدم شربه للماء طولة فترة سهره
حاول ان يتمالك اعصابه وهو يحدّثها
تحدث بهدوء وهو مغمض لعيناه: هاااا.....عساك وصلتي بالسلامة لبيت أهلك؟
نبرته الهادئة هذه تخبأ لها الكثير من العواصف
شعرت بسخرية كلامه شدّت على طرف عباءتها: لا لسى....
ضحك بسخرية بعدما جلس على طرف سريره واغمض عيناه هذه المرة بشدة ويده قابضها وكأنها سيلكم أحدًا : متى إن شاء الله توصلين؟.....لين يغلب النوم عين السايق؟.......ويقلب السيارة فوق راسك!
سكتت ليس لديها ما تقوله اجتمعت الدموع في عيناها !
اكمل بسخرية: أحمدي ربك....ما سوى فيك شيء.....أو على الاقل جا له النوم كذا وغفى......وسوا حادث بك ومتي......ما شاء الله عليه عمره صغير بس يعرف يمسك طرق ....

انسابت من عيناها دموع مشتتة
تتبعها شهقات مكتومة ومحفورة بجانب صدرها الايسر
تشعر بحرارتها المُّرة!

يزن لم يتحمل بعد
يريد ان تستفزه لينفجر عليها بالحديث
ولكنها لن تبدا بهذا
فبدا هو باستفزازها اولًا
ولكن لم ترد عليه سكوتها اكبر استفزازٍ له
فانهال لسانه عليها بغضب: والله لو يصير لك شيء لو يعتدي عليك احد....لو تموتين...ما راح اواجه....اللي بصير لك......وإن متي ما راح احضر عزاك......خلي العند اللي براسك يطيح......ورجعي....وخلي ال(......)....اللي عندك يفتح جواله وكلمني.....ولا قسمًا عظمًا ما راح يحصل لك طيب.......
صيته بكت
بصوت عالٍ
سمع السائق بكائها فعقد حاجبيه
وبلل شفتيه بتوتر ملحوظ!
انهارت في الحديث معه: مالك دخل فيني يا يزن.....ما راح ارجع إلا لين اشوف اهلي......انا ما خاطرت بحياتي ...عشان انسحب في نص الطريق....

يزن صرخ في آذانيها : إنتي ما خاطرتي بحياتك وبس؟......شوفي يا صيته والله إن جت الساعة ثمان الليل وانتي مو في البيت ....اقسم لك بالله ما عاد بشوفي عيالك.......وما راح اخليك تعيشين معنا....خلي اهلك اللي تبروا منك....ينفعوك.....وصالح التبن هذا....أنا اصرّف معه ...وهذاني اقولك قولي له يفتح جواله...ولا قسمًا بالله ....اسوي شي عمرك ما شفتيه...ولا خطر على بالك.....



ازدردت ريقها بصعوبة وخوف
يزن ليس على ما يرام يبدو انه تحوّل لوحش كاسر
جن جنونه وفقد وعيه يهذي بحديث غير سوي
اسمعها وابل كلماته المؤذية لمشاعرها دون مراعاةٍ منه
لم تتحمل ان تكمل توبيخه فأغلقت الخط في وجهه
تحدثت ببكاء: صالح افتح جوالك....

فكرّت بأولادها
رقّ قلبها عليهما
ربما بَكاء لعدم وجودها بجوارهما وقراءة قصة ما قبل النوم
كيف ناما؟
هل قرأ يزن لهما قصة!
ام ضربهما لينما سريعًا ولا يكثرا الحديث والاسئلة عليه
بسبب اختفائها؟!
اجهشت بالبكاء واعادت تتذكر من جديد
والدها هو من تبرأ منها ولكن والدتها لم تفعل
تريد رؤيتهم جميعًا!
هل تستمر في البحث.....ولا تعود للرياض إلا بعدما تراهم ؟!
ماذا لو نفّذ يزن تهديداته!
بكت اكثر لحيرتها الضائعة ما بين دهاليز الذكريات!
سمعت رنين هاتف صالح وارتجف جسدها
اجاب صالح على يزن لينهمل عليه يزن بوابل كلماته السامة: اسمع يا حيوان.......الحين.......الحين ترجع......وتمسك خط الرياض من جديد....لا تسمع لحكي عمتك.....هذي مجنونة وما تفهم وغير مسؤولة عن تصرفاتها....ارجع الحين.....وانتبه للطريق زين.....وبس توصل أخذ اغراضك.....من الملحق كلها....وراح تحصل ظرف فيه مبلغ دبر أمورك فيه......واسمعني زين....إن جت الساعة ثمان الليل ....وما جيت....اقسم بالله.....راح ابلغ عليك......واخليها قضية اختطاف.......واقدر اخليها بعد قضية اغتصاب!



ثم اغلق الخط في وجهه ازدرد ريقه شعر بخراب منزله
فهو مسؤول عن اسره كاملة مكونة من أم وخمس إناث وذكرين
جميعهم في سن لا يتحمل العمل الشاق لذا هو من تكفّل بهم وبالعمل من اجل ان يسد حاجتهم صيته قطعت رزقه !
حتمًا لن توفي بوعدها له فيزن لن يسمح لها بأن تُبقيه يعمل معهم بعد الآن
قاد سيارته في الطريق المعاكس للعودة
تحدث وعيناه محمرة كالجمر!: يزن راح يطردني....
صيته وعيناها مليئتان بالدموع : ما راح يطردك وإن طردك أنا بمشي لك راتب....
سكت لا يدري بما يجيبها عقله مشوّش وخائف على اسرته
اكمل طريقه بخوفه من المجهول وهي اكملت بكائها!
.......

اما يزن بعد تلك المكالمة غيّر ملابسة
ولبس ثوبه وغترته على عجلٍ من امره
وذهب لشركة مشاري بعدما عرف موقعها جيّدًا من إحدى اصدقائه
وصف له موقعها
وأين يكون ؟وعلى أي شارع ؟وبالقرب من ايّ مخرج؟
ترك اخوته في المنزل وكان مجبرًا على ذلك اوصى الخادمة بألا تسمح لخالد بالخروج من المنزل ابدًا وتنتبه للتوأم فهم كثيرين حركة
ومحبين للعب واللهو .....والمغامرات ....يبدوان أنهما آخذا كل ذلك من والدتهما المجنونة !
اخذ نصف ساعة وربما اكثر بقليل!
إلى ان وصل للشركة
دخل بهيبته وبطوله وعرضه
ووجههُ الخالي من الحياة شاحب
لا قدرة له على امتصاص السعادة لِتلوّنه
تقدم لناحية السكرتير: لو سمحت مشاري موجود ؟
السكرتير كان غارقًا في الاوراق منهمكًا في ادخال بعضًا من البيانات السهلة في الحاسوب رفع رأسه لينظر ليزن ووقفته المتزنة : إيوا
يزن بنبرة حادة ومزاج حاد: ممكن أشوفه؟
السكرتير ترك القلم الأزرق الجاف من يده ووضعه في منتصف الملف : عندك موعد مسبق؟
يزن بنفاذ صبر تنفّس بعمق: قوله يزن مقرن الحاذي


(اكرر ولعلّى في التكرار منفعة لفهم ما انبهكم عليه اسماء العائلات والشخصيات لا تمس الواقع بصلة ابدًا وإن صادفت الواقع فهذا محض الصدف)

السكرتير بتفهم رفع السماعة وضغط على الزر الذي يحوّله لمكتب مشاري لم يأخذ ثوانٍ عدّه حتى اجابه واخبره عن يزن فتقبّل امر دخوله واذن له بذلك بعدما اغلق الهاتف :تفضل تقدر تدخل....

يزن رتّب غترته , بتوتر ومشى متوجًا للمكتب بخطوات هادئة
دلف الباب وتقدم ليصبح في صدر المكتب
كان مكتبًا فاخرًا وفاحشًا بالغنى....
الاثاث، الستائر، اللوّح الفنية، الكنب ، الطاولة ، الإضاءة، كل شيء هنا مختلف ويبيّن إلى أي مدى من الغنى يصله السيد مشاري؟
كان كل شيء يوحي لك بالهدوء والاسترخاء في هذا المكتب الارستقراطي!

نظر يزن لوجه ذلك الرجل القبيح كما يراه هو بقلبه ليس بعينه
فبي عينه هو ذات ملامح جميلة وحسنة المنظر بعكس افعاله
وبعكس ما يراه قلبه!
نهض مشاري لِيرحب به: اهلًا......اهلًا......هلا مشاري....اخبارك؟
مد يده لِيصافحه!

نظر يزن طويلًا لعينيه السوداويتين ولبشرته الحنطية اللامعة يبدو انه مهتمًا كثيرا بنفسه ملامح وجهه حادة ولكن من الواضح انه كبير عمره ليس صغيرا لم يكن طاعنًا في السن ولكن من الواضح انه يكبره بسنوات كثيرة يبدو انه في أواخر الثلاثينات لم يمد يده ليسلم ويصافحه!
فعلته هذه احرج بها مشاري جعلته يفرّك اصابع يده بخفة وكأنه يتخلّص من شيءٍ ما!
عاد ليجلس على الكرسي الرسمي اللامع المصنوع من الجلد النادر والمستورد من ابرز الدول المصنّعة لأفضل الاثاث الذي يُليق بمقامه
تحدث بهدوء بعدما شبك اصابع يديه بعضهما ببعض: خير يا يزن.....جاي تبي منا دعم؟......ولا شراكة؟........ولا تعقد صفقة....؟


اصبح يمقت مسمى (صفقة، صفقات، عقد، عقود، وما يشابه معناها) تبدو تلك الكلمة نقطة سوداء لحياة عائلته كلها
تحدث دون سابق انذار وعيناه تحدّق في عيني مشاري: ابعد عنّا........ابعد عن اخوي.....وعن عيلتي......ابعد.....اطلع من حياتي....

عقد حاجبيه ونظر ليزن لوهلة قصيرة بتعجب
كيف عرف نواياه؟
ابتسم بعدها ابتسامة جانبية خبيثة: اوه.....الأخ جاي يهدد...
يزن بعصبية وعيناه صارمة في النظر إليه: وش تبي منا مشاري؟.....وش تبي؟......فلوس وخذت......واراضي وهم اخذت......وابوي ومات....وش تبي زود؟


نهض مشاري من على الكرسي واضعًا يديه خلف ظهره بطريقة مرنه
مشى بخطواته الهادئة وهو ينظر لأرضية مكتبه الخشبية ذات اللون البني المحروق واللامع وصل ليزن وقف امام وجهه رفع رأسه ببطء
ونظر لعيانه تحدث بتحدي كبير وبنبرة مستفزة جدًا لمسامع يزن: ابي
واكمل جملته بنبرة اشبه للهمس وبخبث: صيته!!!!!!!!!!!!!!!

اتسع بؤبؤ عيني يزن حدّق بمشاري بدهشة عظيمة وغير متوقعة شد على ياقة ثوبه وكاد ان يحطم وجهه ولكن مشاري ذا بنية عضلية جسدية قوية !
استطاع ان يردع يزن عن ضربه امسك يده وشدّ عليها بقوة حتى كاد ان يكسرها ومن ثم تركها ليدفعه من صدره بعيدًا عنه
جعله يترنّح إلى ان سقط على الكنب
انحنى ليصل لمستواه قائلًا: راح آخذها .....صدقني طال الزمن ولا قصر .....راح آخذها.......مكانها اصلًا مو في بيتكم.....يا يزن ......
يزن دفعه بيده ليجعله يستقيم بوقفته شتمه بأشد الشتائم وبنفس متسارع: (.....).....تخسي.......تاخذها منو انت اصلا.......عشان تجزم أنك بتاخذها.....كذا بسهولة؟
مشاري بدأ الغضب يأخذ مأخذه منه ضرب كتف يزن بقوة: اششششششششش..........أنا ما قهرت ابوك......وخليته.......يموت.....عش ان......تظل عندك....
يزن حاول بشتى الطرق ليضربه حديثه هذا يؤلمه ويفقده صوابه ولكن مشاري يستطيع صد ضرباته المشتتة بسهولة
تحدث يزن ما بين اسنانه: يا الخسيس
مشاري ضحك مستهزئًا: هههههههههههه شكلك ما عرفتني عدل....
يزن انفجر ينبوع غضبه هذه المرة
ليجعله يصيب مشاري بلكمته على وجهه : ما راح تزوجها...
لم تؤثر لكمته بشكل كبير في مشاري مسح انفه سريعًا بالمنديل الذي سحبه من على الطاولة لم يهتم لهذه الضربة يعلم انّ ضربات كلماته اشد من ضربه ليزن!
لذا ضحك ليغرق المكتب بصدى ضحكته المزعجة لخلايا عقل يزن ابتعد عن يزن قليلًا : منو قال لك بزوجها؟!
ثم جلس على الكنب المجاور ووضع رجله اليمنى على اليسرى: أنا مشاري ولد بو عبد الرحمن.........اوووه....شكلك ما تعرف السالفة......انا ولد طليقها اللي هربت منه .....

تعجب يزن وانعقد لسانه؟!
لم يفهم شيء
صرخ بجنون: وش دخل هذا باللي جالس تسويه في عيلتي....وابوي الله يرحمه؟!
مشاري ينظر للمنديل ولقطرات دمه دون مبالاة: السبب صيته
صرخ يزن مرة اخرى بغضب فاقدًا وعيه وسيطرته: وش دخلها هي في الشغل
مشاري نهض من على الكنب بغضب من اسئلة يزن المثيرة لذاكرته ذكريات لا يريد ان يتذكرها يومًا : اسألها هي وش سوت لأخوي ...واسألها بعد وش سوت لأبوي؟

يزن بعد فهم ....هناك زلزال بداخله يجعله غير قادرة على الاتزان في وقفته والتركيز في حديث مشاري تحدث بانهماك لعقله: اللي اعرفه انها هربت في ليلة زواجها من أبوك....يعني ما يمديها تسوي شي....يستحق الانتقام لجله....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 10:26 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ضحك مشاري بقهر
ثم نظر لعيني يزن التائهتين: اسألها وهي راح تجاوبك.....

ثم اقترب منه اكثر واضعًا يده على كتف يزن الايسر: خليت ابوك ينهار على شركته وفلوسه مثل منهار ابوي على ولده ....وخليته يموت مثل ما مت انا لحظة تلقي الخبر ......اثرت فيه بشكل كبير عشان ينهار وموت لاني عارف هي راح تتعذب عارف ما عندها أهل بعده.....تبيني اوقف من خراب عايلتكم ؟......خلها تزوّج ابوي....وراح تطلعون من كل هالدوامة.....
ثم ربت على كتفه وابتعد عنه خطوة!
ليتركه في شتاته
شعر يزن بالدوران والغثيان في الآن نفسه....شعر برغبة شديدة في الاستفراغ لا يدري لِم يأتيه ويخالجه هذا الشعور
تراجع خطوتين للوراء هو لا يفهم شيئًا مما يقوله مشاري!
فهو يتحدث بشفرات لا يستطيع فكها ! ما حدث لهم بسبب صيته!!!!
وانتقامًا ايضًا؟ ردًا لمِم فعلته بوالده واخيه!
ماذا فعلت لتجعله ينتقم منهم اشد الانتقام؟!
هي لم تخبره عن كيفية هروبها لم تسرد له التفاصيل ووالده كيف لم يعرف مشاري
كيف لم يعره انه ابن ذلك المزعوم أبا عبد الرحمن لم تخبره صيته عن اسمه؟!
او ماذا؟
ماذا حدث ، لينهال عليهم مشاري ضربًا بالانتقام ليوسمهم بسوط عذاب لا يُطاق!
رأسه يؤلمه ازدرد ريقه عشرات المرات
سأل وجفن عينيه بدا بالارتخاء بسبب التعب: وش سوت عشان تنتقم منا؟
مشاري ملّ من تساؤلاته تحدث بنبرة حادة: اسالها هي وش سوت ما هوب انا اللي ينسال؟
يزن اغمض عينيه ليعيد تركيزه ثم تحدث جاهدًا بهدوء بعكس ما بداخله من عواصف وبراكين وزلازل: لا تأذي اخوي خالد ابعد عنه....
مشاري بتلاعب رمى قلمه على الطاولة: بشرط تزوج صيته لأبوي....وصدقني من بعدها ما راح تشوف رقعة وجهي....



يزن سكت ، اين صيته؟ أين أم المصائب؟ فـالتأتي ليُلقنها درسًا
والله قلبه حاملًا عليها الكثير ودّ لو يراها الآن لينهال عليها ضربًا ما إن دخلت منزلهم حتى توارت عليهم المصائب من كل جانب
مصيبة تتلو مصيبة اخرى ومصيبة عُظمى تنتهي بصُغرى لا حلّ لها؟!
ما الذي فعلته؟ هل سيجني ثمار ما فعلته كردًا قاسيًا لِم فعله بتلك المسكينة ؟
تساؤلات كثيرة تطرق رأسه طرقًا لتوقظ بداخله الندم !
سيزوجها للخلاص من الخطر والذعر وكل مشاعر الخوف الذي احتضنته في ليلته المعتمة بالأمس حرّك رأسه برضى
لفكرة اجبارها على الزواج وليس اقناعها عليه!
سيجبرها من هذه الزيجة
سيزوجها من طليقها الذي هربت منه خوفًا ، حتى اضاع من حضنها آمالًا واحلامًا بسيطة
تحدث بتعب شديد وانهيار كلي: صيته بإذن الله بتكون زوجة لأبوك....بس تكفى يا مشاري ابعد عنا واكفينا شرك....


مشاري جلس على الكنبة المقابلة ليزن اشعل سيجارته البنية ونفث سم دخانها في الهواء الخانق!: صدقني متى صارت حرم طويل العمر عبد الله عبد الجليل المسفر ما راح تشوف حتى ظلي ...

دخل يزن في حالة انهار تام انهيار لا يشعر به احد سواه
يقتله من الداخل لا قدرة له على تحمله هو ضائع يريد والده ووالدته يريد رؤيتهما الآن ليخففا عنه وطأت ذلك الألم الذي يخالجه بين الفينة والاخرى لم يتحدث ولم يردف حرفًا واحدًا بعدما وعده مشاري بان يبتعد عنهم ما دام على وعده في تزويج صيته لوالده خرج من مكتبه
وهو يجر خلفه اذيال الخيبة من هذه الحياة
هو تعيس، تعيس لدرجة الهذيان الذي لا يُطاق سماعه
لا يشعر بالحياة ، سُرِقت من عينيه الحياة، مُنذ أن خرجت من شقته بحالتها المزرية ، مُنذ أن وصل خبر وقوع الحادث لها في صباحه السيء
مشى في زحمة الرجال وانشغالهم في عملهم الدؤوب ، هو لا يراهم
هم فقط من يرونه ، ويرون انكساره، وخيبته المرسومة على وجهه الحائر والشاحب، هو كئيب يحتاج لمتنفّس ـ ليتنفس من ألمه ويتخلص منه ويطرحه بعيدًا كل البعد عن قلبه .....يحتاج أن يهرب من عقله، يفكر ايضًا ان يهرب من نفسه في بعض الحين .....خرج من الشركة بخطوات هادئة وبطيئة نوعا ما!....ما عن وصل لسيارته حتى فتح بابها وركب بداخلها ....قام بتشغيل المسجل الصوتي علّى صوته إلى ادنى حد ممكن لا يريد ان يستمع إلى صوت ضميره وصوت شتاته من الداخلة لا يريد ان يسمع سوى تلك المرأة التي تغني بكلماتٍ قاسية وقد تصف حالته لا يريد ان يستمع إلى أي صوت سيجعله ينهار !بدأ بالقيادة وانطلق ليسلك الطريق الذي سيوصله لأقرب مكانٍ بعيد عن ضجيج الناس، ذلك المكان الذي اعتاد على زيارته كلما شعر بالضيق والبؤس!
.
.
.
.
(سيمر كل ما هو مُّرْ ،ثقِ بربكِ!)
قرأتها مرارًا وتكرارًا كانت مكتوبة في بطاقة صغيرة معلّقة بطرف كيس ورد الجوري الاحمر!
كانت من إحدى صديقاتها المقربات
أتت لها بالأمس لتؤنس وحشتها من كل شيء شاركتها الحديث الممتع واجبرتها على الضحك رغم ذلك من الصعب حدوثه! مضى الأسبوع المنتظر لقدوم عمها سعود وزوجته ليان ها هو اليوم الثالث من قدومهم للمملكة!
مضى على الأحداث القاسية اسبوعًا كاملًا لم يسمح الطبيب أحمد المعتني لحالة فاتن بالخروج لها تنفيذًا لفكرة الطبيب غسان
كان سينفذ الامر لو لم تتقاعس حالتها للوراء!
وتصبح هكذا مشوّه بِلا حياة، اصبحت اكثر قساوة على نفسها ،لا تطيق جسدها ولا تطيق النظر لوجهها من خلال المرآة ! تعنِّف وتعذب نفسها بيديها الناعمتين.....نهضت من على السرير بصعوبة بعدما ملّت من الاستلقاء صعوبة نهوضها ليس بمثل صعوبة محاولتها لأول مره للنهوض!
تعودت على الألم الذي ينخر عظام ظهرها، تأقلمت على طقطقت عظام ساقيْها حينما تنهض وتصبح واقفة على قدميها، تغيّرت فاتن ولم تبالي للآلام جسدها ولِآلام قلبها!
هي هشة وقاسية في آنٍ واحد ، وإن ثارت مشاعر الكره تجاهُه تصبح أكثر قساوة في تهذيب تلك المشاعر!
ولكن ما إن تشعر بالندم والخوف من المستقبل تنقلب حالتها لجنون من البكاء وتصبح هشة لا تستحمل نسمة الهواء فهي تؤلم فؤادها!
متناقضة هي في افكارها ما بين الخوف ومحاولة التجاهل ....لم تعد فاتن التي يعرفها الجميع بصلابة كلامها وفكرها ومحاولة إعطاء بعضًا من الحلول !
ما قراته من الكتب في تلك السطور الكثيرة والتي لا تستطيع ان تقدّر عددها
رمته بعيدًا عنها ......بعيد جدًا وإن كان مفيدًا لها الآن لو اتخذته وعملت به لخفف عنها آلامَا ليست هينة
لم تعد تطيق العيش اكثر وفكرة الانتحار ما بين الفينة والاخرة تطرق رأسها ومخها الجالب لها الذكريات القاتلة ، ولكنها لم تتجرّأ يومًا على القدوم على تلك الفكرة المشينة!
هناك ما يردعها من الداخل على عدم قبول تلك الفكرة$

تقدمت لناحية النافذة اعتادت على ذلك المنظر، منظر ازدحام السيارات ،والناس المارة والداخلة للمستشفى، والمباني الضخمة ....امسكت الحديدة المعلق بها المحلول والذي يسمى(مغذي)شدّت عليها بقوة ومن ثم اسندت رأسها عليه بدأت بالهذيان هذه المرة هذت لأبيات نزار قباني ذلك الكاتب الذي لا تحب قصائده الغزلية دومًا ما تقول
(هو كاتب عظيم في أعين بعضًا من الناس وفي عيني لا اكذب هو عظيم لحدٍ ما ولكن جريء للحد الذي يخجلني من الإقبال على قراءة قصائده الغزلية)
اردفت بكلماته بصوتٍ هادئ ، حزين، مكتظ بالألم اغمضت عيناها تردد

أدمنت احزانــــــــــــــــي
فصرت اخاف ان لا أحزنا
وطعنت ألافا من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولُعِنْتُ في كل اللغات
وصار يقلقني بان لا ألعنا
لم تكمل القصيدة فباقي ابياتها لا تشبه حالتها هذه !
حتى وهي على هذا الحال تنتقي ما قد يصفها من كلمات وتمثلها الجمل

فتحت عيناها وانسابت دموعها على خديها الشاحبين والمصفرين
نظرت للسماء ولأشعة الشمس الدافئة ، عضت على شفتيها لتمنع نفسها عن الاستمرار في البكاء شدّت على طرف ملابسها لتهمس: ما عاد فيه شي يستحق اعيش لجله.......الحُب اللي خيّب ظني ووصلني لهالحال.....الحُب اللي سرق مني أغلى ما املك......هو ما هوب حُب من الأساس يا فاتن!......عمرك ما كنتي غبية......عمرك ما كنتي ساذجة تمشين ورى قلبك.....عمرك ما سمعتي لقلبك.....بس وش صار؟.....ليه تماديت على نفسي قبل لا اتمادى على الكل.....ليه ذليت نفسي وخليت
واردفت بسبه لا يستحق ان اذكرها لكم الـ(.....).....يدوس علي.....ويسرقني من نفسي!.....وخلّى حياتي سودة......
تنهدت بضيق واغمضت عيناها تذكرت مواقف كثيرة ومتداخلة عندما كانت في أشد سكرات الحُب فعنفّت نفسها بضربها لفخذها الايسر! اخذت تكرر ضرباتها وهي تقول: كنت غبية......عمري ما آمنت بالحُب اللي قبل الزواج ....دائمًا أجزم عليه بالفشل......شاللي صار وخلّى قلبي ينبض بهالمشاعر؟.....وعقلي تتغيّر افكاره!......انا غبية.....غبية.....غبية....لدرجة كنت بموت وانا عاصية!!!

بكت اكثر وهي تُنفي ذلك: لا لا......مو عاصية.....هو خدعني وما كنت راضية باللي سواه فيني.....انا كنت ضحية حُب وهمي.....انا صرت ضمن....المغتـ.....

لم تكمل تلك الكلمة حتى غاصت في بكائها
اهتز جسدها مع كل شهقة وشهقة!
وبخّت نفسها كثيرًا لقبولها لتلك المشاعر هي لا تدري أنّ تلك المشاعر اتتها فجأة ومن المستحيل الخلاص منها الحُب يأتي المرأ فجأة دون ان يستأذنه يسرقه من نفسه للحظات وما إن يفشل ذلك الحب لا يستطيع استيراد تلك النفس الضائعة ما بين هفوات حُب فاشل وربما طائش ومنحرف عن الطريق المستقيم!
مسحت دموعها بيدها اليسرى وما زالت يدها اليمنى قابضة على الحديدة الحاملة لكيس المحلول
حاولت ان تواسي جروحها وقلبها الملتهب، ما زال عقلها يناقض قلبها ليفسد عليها لحظة العيش بسلام ودون ذكريات ....سمعت طرق الباب لم تلتفت ولم تأذن للطارق بالدخول فطرق مرة اخرى
قائلا: فتوش ئلبي.....أذنتي لي ولا ما اذنتي انا راح اقحم المكان بطلتي الفخمة.....


فتح الباب على مصرعيه ليدخل
وتسبقه تلك الابتسامة العريضة
اغلق الباب بعدما دخل ونظر لوقفتها اقترب من سريرها
ليضع سلة الشوكولاتة على السرير تحدث وهو يرتب شماغه
ويتقدم لناحيتها: وش هالتأمل!!!

لم تلتفت عليه كل ما فعلته مسحت دموعها سريعًا قبل ان يباغتها ويطل في وجهها الشاحب.....اصبح خلفها تمامًا وضع يده على كتفها
تحدث دون ان ينظر لها بل كان ينظر لِم خلف النافذة
نبرته وهو يتحدث تدل على سخريته الصريحة: منظر يستحق التأمل....
ثم نظر إليها يقول: وش تناظرين؟......وأنا عمك.....من حلات المنظر؟!

لم ينتبه إلى الآن للدمعة العالقة ما بين أهدابها تحدثت بحشرجة صوتها: عاجبني المنظر

ضحك بخفة(ههههههههههههه)وهو يحدق للسيارات المزدحمة: دامه عاجبك راح يعجبني ....غصبن عني...بس ما راح أطوّل كثير في هالتأمل البايخ....
لم تعلّق على ما قاله بل بقيت على ما هي عليه تحدق للاشيء بضعف ورأسها ما زال مسند على تلك الحديدة التي حملت اثقال همومها!


سريعًا تحرك سعود واصبح امام وجهها نظر لبؤسها، ولنظراتها الباهتة، نظر لتلك الدمعة العالقة التي لم تعد عالقة بعدما اغلقت عيناها لكي لا تنظر إليه فسقطت على خديها، تعلم جيّدًا كم يفهمها عمها سعود، لا تريد ان يفهمها الآن ويفتضح امرها امامه، تركته ينظر لها بيأس !دون ان تتحرك!
امسكها من اكتافها وحركها بخفة ليجبرها على أن تفتح عينها أما هي شدّت على عيناها لتمنعهما من ان يفضحاها أمام عمها القريب منها من أي عم آخر
تحدث بهدوء: أنتي تبكين ما هوب عشان حادث صار.....وما هوب عشان سنة كاملة ضاعت من حياتك.....ما ابي اتفلسف عليك.....بس صرتي تبكين اكثر مما يستحقه الامر!!!.......يعني السنة اللي راحت وكنتي في غيبوبة تقدرين تعوضينها بهالسنة ادري شي متعب وصعب....بس اللي اعرفه انك ذكية وإجابية وتقدرين تشكلين وتسهلين اللي تبينه....بمنطوقك اللي موضّح لنا انه بنتنا ما هي هينة وحكيمة.....الحادث مأثر عليك بشكل كبير بس اشوفك قدرتي تتعاملين معه......بقهرك للألم الجسدي اللي تحسين فيه....ووقفتك هذي تكفيني وتقنعني أنك تعايشتي مع ذكراه....بإصرارك.....على انك تتخطينه....وتجاهلك لألمك الجسدي ...ومحاولتك أنك تمشين بدون أي مساعده.....كل هذا يثبت لي انك قادرة تتخطين ذكرى الحادث وتتقبلين الوضع!......بس فيه شي ثاني....مسيطر عليك...تبكين عليه اكثر من أي شي ....الدكتور غسان قال لعبد الرحمن وقال لي بعد.....فيه شي مسيطر عليك......وغيّر شخصيتك يا فاتن....ومخليك ضعيفة لدرجة ما صرت اعرف فاتن اللي متعوّد عليها...
هزها قائلا ليوقظها من معمعة ما يجول في عقلها: واجهي عمك.....واجهيني انا ....انا ما هوب عمك وبس....انا ابوك واخوك......وأنا اكثر واحد افهمك من بعد عبد الرحمن ....بس الفرق....عبد الرحمن متعاطف معك كثير لدرجة ما عنده الجرأة يسألك مثل ما أنا اسألك الحين!....وش هالشي اللي مو قادرة تتخطينه؟

بكت اكثر ولم تفتح عيناها ها هو ماسكها ما بين يديه سيجعلها عالقة ما بين الذكريات تحاول ألا تتجرأ ذكرى من هنا وهناك في الطيران إلى فاهها وتجبرها على الحديث! ارتعش جسدها ما بين يديه كعصفور يتلوى ألمًا ويصارع سكرات الموت !
خشي عليها من نوبة البكاء هذه احتضنها وقبّل جبينها لم يتحدث لكي لا يزيد بكائها بكاء اشد واخطر عليها !
امسكها من جانبها الايسر وساعدها في مراقصة الخطوات للتقدم لناحية السرير رفع الغطاء ساعدها على ان ترفع جسدها لتجلس على السرير
ومن ثم رفع ساقيها عن الارض ليساعدها على الاستلقاء وما إن رضخت لأمره واستلقت ألقى على جسدها الغطاء
جلس على طرف السرير مسح على شعرها
همس بحنان عظيم!: فاتن.....انتي مثل بنتي.....وما ارضى اشوف بنتي بهالحال.....أنا ما جبت معي ليان عشان اقدر آخذ واعطي معك.....ريحي عمرك وقولي لي وش اللي يألمك وش اللي مضايقك.....وش اللي مضعفك كذا...؟

نظرت للفراغ ، ما زالت تبكي شدّت على طرف فراشها واهتز جسدها من جديد بسبب نوبة البكاء المصاحب معه شهقات متتالية ومؤلمة !

تنهد قليلًا
تحدث ليحثها على الحديث معه!: كلنا صار لنا موقف سيء.....حزين.....وتخطيناه.....مه� �ا كان حجم هالموقف بيظل موقف....عابر ما نقدر نحذفه من حياتنا ونخليه ما صار ولا نقدر نعيده عشان نغيّر من تصرفنه ونغيّر منه عشان يكون افضل بالنسبة لنا بس نقدر نتجاهله ونتعايش معه .....بطريقة تفكيرنا له...

بكت اكثر كلامه يؤلمها ويخدش قلبها الرقيق نعم هي لا تستطيع أن تعيد موقفها معه لردعه عن فعلته الماكرة ولا تستطيع حذف ذكرياتها عن تلك اللحظات لتعود كما كانت !

انتبه لشدت بكائها هذه لم تغب عنه حركة عيناها عندما تحدث بجملته الأخيرة تحدث بقساوة ليجبرها على الحديث: اوجعك كلامي؟
ثم نظر إليها طويلًا بصمت
تنهد : آه.......كل اللي فهمته يا فاتن.....انه صاير لك شي كبير.....وما هوب سهل....بس صعب عليك تتكلمين عنه....
ها هوا عمها بدا يقرأ تفاصيها ودّت لو تطرده قبل أن يكشف امرها ويخنقها بيديه!

اكمل بهدوء: ما راح اسمح لنفسي اني اشك فيك لو واحد بالمية أنك مسوية شي غلط.....لأنك فاتن.....فاتن العاقلة....الذكية....اللي من المستحيل احد يقدر عليها....لا في نقاش....ولا في افعال!!!


خيّبت ظنونهم كثيرًا وحديثه هذا وثقته الكُبرى فيها وتعظيمه لعقلها ورزانته يؤلمها للحد الذي احببت فيه ذلك الماكر!
بكت اكثر ...هل اتبّع اسلوب استفزازها لتتجاوب معه بالحديث وتفضح امرها بنفسها؟!
هل يُسمعها كلماته ليقرأ إيماءاتها الجسدية ليصل إلى عظم تلك المصيبة التي وقعت فيها واتسخت بوحلٍ لا يمكن الخلاص منه ابدا؟!
ربما هذا ما وده وهذا ما أقنعها وايقنت منه حينما
قال بعدما ازدردت ريقها وانهارت ترتعش بدموعها: خيّبتي ظنونا فيك .....يا فاتن......ليش انهرتي لم قلت كذا؟........ما أحب اشوفك ضعيفة.....وتغلطين لي مفاهيمي عنك.....المشكلة انك قدام واحد دارس لغة الجسد وعنده خبره ما هيب هينة في هالمجال!.......ما راح اضغط عليك......اكثر.....لأني ما ابي اعرف من إيماءاتك....اكثر من كذا.....ابيك تتكلمين....وقولي لي فاشل انت ..... في قراءة لغة الجسد......تكلمي يا فاتن.....دافعي عن نفسك قدام شكوكي....اللي بدت لي واضحة


اوقعها في الفخ ، تبدو فاتن واضحة بالنسبة إليه بسبب إيماءاتها التي تصدر منها كرد لقوله القاسي، ها هو أول من كشفها وأول من سيشارك في ذبحها! هذا ما دار في عقلها انكمشت حول نفسها واحتضنت ساقيها لتلصقهما في بطنها، ابتسم ابتسامة جانبية
وهزّ رأسه بخيبة: وصرتي تخافين مني بعد.......شتات عيونك....يا فاتن كسر لي قلبي......صدقيني ما راح اصدق اللي وصلت له من خلال إيماءات جسدك......إلا لم تقولين لي بلسانك؟

لم تتحمل عيناه اللامعة ووجهه المليء بالخيبة
حاولت جاهدة أن تبعد ظنونة السيئة عن عقله
حينما قالت: قلبي يعورني....
ولكن زادت جملتها الامر سوء حينما اجابها: من إيش بالضبط يوجعك....فحوصاتك شاملة لكل شي....وفيها عن فحوصات خاصة للقلب....قلبك تعبان ما هوب من الحادث...انتي متعبته من تفكيرك ومن مشاعرك...المتلخبطة....

ازدردت ريقها عشرات المرات ....ليس هناك مفر منه
دوما ما يحجر عليها بتفسيراته الصحيحة والتي من الصعب نكرانها
بكت بصمت ودون حراك
نهض وتوجه إلى النافذة
قائلا دون سابق انذار ليدخلها في معمعة جديدة لمسابقة الذكريات: منو اللي سرق فاتن القوية؟......وسرق قلبها وخلاها لنا...هشة.....وبس تبكي...زي الاطفال...

فتحت عيناها على الآخر
فهم أنّ هناك شخص(ذكر)وراء كل دمعة تذرفها لم تتحرك تيبّس جسدها على الفراش نظر إليها وفهم أنها تغوص في صدمة كبيرة : بعدت عنك لأني بظل شاب شرقي ما يقدر يقول هالكلام لا لأخته ولا لبنته....ولا حتى لبنت اخوه.....ما راح اتحكم في نفسي ...لو لمحت إيماءه منك على صحة كلامي فانا...
وولّه بظهره لكي لا يراها جيدّا: ابي اسمع منك.....منو اللي اضعفك يا فاتن....
حركت رأسها تنفي ما يقوله بشدة
يطعنها حديثه دون ان يعلم إلى أي مدى من الاذى قد يصيبها ويؤذيها تريد الهروب من الهروب ومن اللاشيء شعور يصعب عليها ان تصفه وان وصفته للقِّبت بالجنون !
رفعت رأسها وظهرها من على السرير بسرعة أدّت إلى مضاعفة ألم ظهرها استقام ظهرها ولم تستطع الحراك!
جلست على ركبتيها وهي على السرير تحدثت بصوت عالٍ وظهرها يقابل ظهر عمها سعود البعيد عنها لمسافة قصيرة نزلت دموعها: لا تظن فيني هالظن





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 10:30 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ستحاول إقناعه بعكس ما يظنه بها، وليس من السهل إقناع سعود في ذلك ولكنها ستحاول لكي يشيح نظره عن ما دار في عقله : انت تعرفني زين.....انا كل دمعة اذرفها.... اذرفها لالم جسمي ....وشعوري بالذنب

ألتفت سريعا ما إن قالت بالذنب.....ليراها على وضعية جلوسها المسبق ذكراها
عقد حاجبيه: أي ذنب؟

فاتن ستكذب، ستبدأ بكذبة جديدة لتستر الحقيقة بها وإن كانت تلك الكذبة ذات عمر قصير ولكن ستنجيها لفترة من الزمن من عقوبته لها ....
تحدثت ببكاء: موت السايق.....برقبتي....أنا السبب...في موته.....انا السبب .....أنا اللي آمرته يسوق لجل يوديني للمكتبة......
سكتت لم تستطع ان تكمل تلك الكذبة عيناها تبكي من اجل مرارة كذبتها الاولى وها هي تختلق كذبة لترافق اختها الاولى وتؤنسها وتصعّب الامور على فاتن!
سعود نوعًا ما بدا يقتنع لأنه لا يريد من الاساس الاقتناع لِم توصل إليه ظنه انه اخطأ في قراءة افكارها وإيماءتها ولكنه سيحاول ان يعرف ما مدى صدقها
تحرك من مكانه وقابل وجهها رأى كيف تحاول وتمنع نفسها من الحراك ...أما هي لم تبالي بالوجع .....حدّقت في عيناه بلا خوف لتقنعه
تحدث: اللي صار لكم....مقدر ومكتوب.....الله كتب له يتوفى.....وهذا يومه وانتي مالك ذنب....

بكت وملّ البكاء منها اردفت هذه المرة: انا احس قتلته لم آمـ.....
قاطعها بحنية: اشششش....وش هالكلام؟....يا فاتن!....قولي الله يرحمه.....والحمد لله على كل حال.....
حركت رأسها برضى وهي ما زالت تبكي

شعر بعدم ارتياحها للجلوس بهذه الطريقة فقال: انبطحي وانا عمك...
بكث اكثر : ما نيب قادرة اتحرك ظهري يوجعني....

امسكها من اكتافها وهو يردف : بساعدك يا قلب عمك أنتي.....خلاص اهدي وناجل كلامنا بعدين؟



ولِمَ يؤجل الكلام؟ ألم يقتنع بحديثها هذا! هل سيصبح الطريق طويلًا في إقناعه !
شدّت على زند يدهُ اليسرى بقوة فالألم الذي تشعر به يفتت عظامها وخلايا دماغها بكت وصرخت حينما تحركت قليلًا: لالا.....اهىء اهىء....لا تحركني ما نيب قادرة اتحمل.....
سعود نظر لعيناها الغارقتين بالدمع تحدث بحنان: لا انا اشوفك قادرة انك تتحملين......مدي رجلينك....وعلى مهلك....بشويش....يله حاولي....


فاتن اصبحت فُتات، الألم اضعف قلبها بغتةً حاولت مد رجليها ولكن الألم اقوى من محاولتها هذه فعضت على شفتيها لتنتقم من عواصف الوجع! ساعدها عمها في الاستلقاء حينما قدّم الوسادة الليّنة خلف ظهرها مباشرة رفع رأسها على الوسادة الاخرى ليسنده عليه بهدوء وروية دون ان يلحق بظهرها الأذى بحركة غير مقصودة منه!
وما عن استتاب الأمر، وهدئت عواصف فاتن وبدأت بالتنفس بهدوء
قبّل ما بين عيناها بحنان ورفق
همس لها وهو يطبطب على كتفها
وهي مغمضة لعيناها وما زالت تفرّغ ألم في عض شفتيها لتسكت آلامها الجسدية : اللهم رب الناس مذهب البأس اشفيها أنت الشافي لا شافي إلا انت...

ثم بعدها أخذ يكرر بصوت هادئ : اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك.........اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك....
أما هي فتحت عيناها اللامعتين
حدّقت به بتحدي رغم الرياح العاتية التي تعصف وتهدم كيانها
نظراتها تلك تريد منه ان يغيّر ظنونه اتجاهها لا تريد ان تخسره
ولا تريد أي أحدٍ أن يطلع على حقيقة الأمر !
نزلت دموعها العالقة في اهدابها المنحنية خجلًا!
فمسحها عن خديها بحنان أبوي لم تتحمّل حنانه المُعطاء ونظرات الاهتمام منه فسحبت يده سريعًا لتقبلها باكية: اهىء اهىء......عمي......تكفى ....لا تظن فيني .....انت مثل أبوي.....رغم أنه من المستحيل تجيب بنت قد عمري.......لا تغيّر نظرتك اتجاهي......اهىء اهىء......أنا مو مثل ما تظن......أنا.....فاتن.....نفسي ما تغيرت .....والله يقتلني ظنك ....اهىء اهىء

ابتسم، حرك رأسه برضى لخضوعها للحديث بأريحية معه وخروجها من قوقعة الصمت الآن بدأ يفهمها مسح على رأسها
باسمًا: ما راح تتغير نظرتي اتجاهك......دامك تكلمتي.....وبررتي لي......شكوكي هنا تلاشت وأنا عمك....وآسف لو ضغطت عليك بالحكي......
بكت فقال: يكفي بكى......يكفي يا فاتن.....غمضي عيونك....ونامي.....نامي....



استجابة لأمره اغمضت عيناها وبدأت بالتحليق من جديد للسماء ولكن هذه المرة حلّقت لوقتٍ مؤقت.....وتحليقها هذا اشعرها بالراحة والامان.....لا تدري لماذا؟......ولكن يسعدها ان تشعر بالراحة وراء هذا التحليق....!ّ




*
*
*
*
*
كان ينتظرها
معدته فارغة ويتضرع جوعًا ومتلهفًا لطبختها
أخيرًا سيذوق طعام محبوبته ، ولكنها تأخرت كثيرًا في إعداد الطعام
لذا نهض وتوجه للمطبخ ليساعدها
ولكن المفاجأة ما إن اقترب من باب المطبخ حتى بدأ يكح ويسعل بشكلٍ متتالٍ دخل ليتوسط المكان فعبس وجهه حينما رأى الدخان يتصاعد من القِدَر الذي تطبخ فيه زوجته ! وضع يده على انفه وذهب مسرعًا بجانب زر تشغيل المدخنة ومن ثم عاد ليتقدم لناحية زوجته ابعدها عن الفرن ومن ثم اخذ فوطة صغيرة بللها بالماء وامسك بها القِدر المحروق وابعدها من على الفرن وسريعا ما سحب زوجته للخارج خشي عليها بان تصاب بأذى
تحدث ليخفف حرج زوجته العابسة بوجهها: ولا يهمك.....الحين اطلب لنا من احلى مطعم بالرياض....
مدّت شفتيها كطفل صغير سرقوا من يديه لعبته: كان ودي تذوق طباخي....
ابتسم لشكلها الطفولي : قدامنا عمر طويل بإذن الله بذوق طباخك يا رهف....
رهف باستياء: القدر احترق...
فهد امسك يدها وقبّلها: يفداك ألف قِدر وقِدر.....

رهف بدأت تنسجم معه وبدأت تتأقلم مع جرءته التي تعاكس خجلها
اصبحت تُبيح له نوعًا ما بمشاعرها اتجاهه وهذا امر اسعد فهد لدرجة كبيرة
نظرت لعيناه: تدري يا فهد إني احبك....

فهد ابتهجت اساريره: لالا....انا كذا ما اقدر......إذا انتي تحبيني....فثقي إني انا مجنونك!

رهف ضربته على جبينه بخفة وبدلع أنثوي : احلى مجنون والله....
فهد قبّل خدها هامسًا: كل يوم حرقي لك صحن وقِدر عشان تطلع الطاقة الرومنسية اللي عندك....
رهف ابتعدت عنه ونظرت إليه بنصف عين: لا والله ......عشان تذبحني.....وقول خسرتيني....

فهد اقترب منها ضاحكًا ، فابتعدت عنه لتجلس على الكنبة
ومن ثم قامت بتشغيل التلفاز: اقول تراني....مرا جوعانه....اطلب لنا غدا....ولا انا بطلب....
فهد سحب هاتفه من على الطاولة الزجاجية ورمى نفسه بجانبها: الحين بطلب.....

وقبل أن يتصل على الطعم رنّ هاتفه (عبد الرحمن يتصل بك)عقد حاجبيه: اخوك متصل...
رهف بانسجام مع مسلسلها التركي : رد عليه.....
فهد رفع حاجبه الايمن باستغراب: هلا عبد ....
قاطعه على عجلٍ من امره: لا يكثر.....افتح لي الباب

فهد ابتسم رغمًا عنه: لا حول لله ولا قوة إلا بالله......وش الي جابك بهالوقت؟
عبد الرحمن وضع يده على خصره ممسكًا بالكيس : لا بعد قول لي انقلع من على باب شقتنا......وارجع للمكان اللي جيت منه
فهد نظر لزوجته المندمجة في متابعة مسلسلها المفضل
تحدث بنبرة مازحة: والله تسوي خير....
ومن ثم نهض وتقدم لناحية الباب

عبد الرحمن بغضب: صدق انك ما تستحي ومانت راعي واجب...وعلوم مرجلة....
ما عن وصل فهد للباب حتى فتحه بسرعة: أدخل بس مسوي فيها زعلان ...
عبد الرحمن ابتسم بخبث: شخبار الغدا؟
فهد حاول ألا يضحك: الغدا احترق الله يسلمك....
سمعت صوتهما رهف فنهضت متوجه إليهما رآها عبد الرحمن فرفع صوته قائلا: أنا بعد ما شفتك كاتبة لأمي.....يمه علميني كيف اسوي كبسة؟.....وانا غاسل يدي منك.....قلت خلاص بترجع ارهيف لنا....وافهيد اللية بطلقها...
تحدث فهد بعصبية: فال الله ولا فالك.....
أكمل عبد الرحمن رافعًا الكيس في وجهه: على العموم عارف أختي رفلة ...ما تعرف....شي.....رحت شريت غدا....وجيت....اتغدا عندكم!
رفع حاجبه الايمن مكملًا: عندك مانع لا سمح الله....

انحرجت رهف لحديث اخيها كيف قرا رسالتها هل فتّش في هاتف والدتهما ليقرأ الرسالة أم في حين وصول رسالتها كان جالسًا بالقرب من والدتها فقرأها!

اغلق فهد الباب: ادخل حسبي الله عليك....
عبد الرحمن تقدم لناحية اخته التي غرقت في خجلها المعتاد
مدّ لها الكيس : وانتي اخذي الغدا جهزيه لنا...ولا بعد ما تعرفين ؟

فهد تقدم لزوجته ووضع يده حول اكتافها ليحضنها من جانبها الايسر: اقول لا تنافخ على زوجتي....
عبد الرحمن نظر لفهد مازحًا: تراها اختي يالخوي.....فانقلع.....لا افقع وجهك....ولا عاد تمسكها...
فهد امسك يد رهف وقبّلها امام عيني اخيها فدخلت رهف في عواصف خجلها!
وضع عبد الرحمن يديه على عينيه صارخًا: حسبي الله عليك....تبي تخرب لي اخلاقي!

فهد ضحك بخفة : ههههههههههه اخلاقك من غير شي خربانه....
عبد الرحمن نظر لوجه رهق فابتسم وانتهز الفرصة ليقوم بإخجالها اكثر: اقول خف عليها......تراها ماتت من الحياء....
فهد نظر لرهف وما زال مستمرًا في ممازحة اخيها: اسكت عنها لا اذبحك....

رهف حاولت الهروب من امام عيناهما ولكن امسكها عبد الرحمن من يدها: صدق قليلة ادب.....تراك ما سلمتي علي
فهد سحبها من يده: اتركها يا تبن....

عبد الرحمن باستهبال مستمر: وأنا اقول لك اتركها انت وخلها تجهز الغدا....تراني جوعان...
فهد نظر لرهف ولصمتها وخجلها هي هكذا عندما تخجل تتخذ من الصمت طريقًا للهروب: اخليه ولا اطرده؟
عبد الرحمن بانفعال: شف شف.......صدق انك ما تستحي.....
فهد ابتسم: اقول اهجد....
عبد الرحمن نظر لأخته ثم ضحك مردفًا لفهد: ههههههههههههه اتركها عشان يفك السحر.....منها وتجاوبك...

رهف بدأت بالتعرّق تحدثت وهي تنظر لأخيها: حسبي الله عليك...
ثم توجهت للمطبخ
فغرق عبد الرحمن في نوبة ضحكه: ههههههههههههههههههههههههه هههههه تحسبي على زوجك.......هو اللي باسك.....ما هوب انا......الحمد لله والشكر.....

فهد ضرب عبد الرحمن على كتفه: صدق انك ما تستحي .....ياخي احرجتها...
توقف عبد الرحمن عن الضحك ونظر لفهد بتحدي وبروح مليئة بالمزاح ولكن مزاح من النوّع الثقيل!: قد هالحركة؟
فهد مشى من أمام وجهه: يعني وش بسوي ويّه وجهك.....
ما ان قال كلمته هذه حتى انقض عليه وألوّى ذراعه وجعله خلف ظهره تحدث بصرخه: اللــــــــــــــــــــــ ـــــــه ياخذك......اترك يدي......يا غبي.....عورتها صدق.......لا تكسرها لي....توني عريس.....
عبد الرحمن بجنون الاستهبال اشتاق لهذه الشخصية التي غابت منه حينما رقدت اخته فاتن لتخوض صراعات الغيبوبة ويخوض حزنها معه: قول لي آسف يا عمي

فهد بوجع: تخســــــــــــــــــــــ ـــــــــــي....وتبطي عظم....
ضغط عبد الرحمن على يده ليجعله يصرخ بقوة
فخرجت رهف تركض بخوف
وما ان رات اخيها ممسكًا بيد زوجها صرخت: وجع.....وش تسوي...؟
اقتربت منه برجاء: عبد الرحمن.....تكفى اتركه.....وش فيك؟....جنيت....ما عاد فيك عقل؟

عبد الرحمن نظر إليها: قولي له يقول لي آسف يا عمي.....
فهد عقد على حاجبيه: يا غبببببببببببببي.....اترك يدي بدت توجعني زود ....
رهف بعصبية: عبد الرحمن....عن المزح الثقيل....اتركه لا تصير بزر....

عبد الرحمن شد على يد فهد بقوة: الله الحين صرت بزر نسينا ما كلينا اخت رهف.....نسينا أني اكبر منك....وانتي البزر ...
رهف دون تقبل لحديثه السامج!: رايق مرا...
عبد الرحمن كان سيرد عليها وارخى يده قليلًا من الضغط على ذراع فهد
فانتهز فهد الفرصة وحاول ان يلتفت على ابن عمه بسرعة وهذا ما فعله
واطرح عبد الرحمن بقوة على الارض وامسك برقبته بكل خفة فصرخت رهف : فهـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــد
فهد نظر إليها مبتسمًا بمكر: هااااا اذبحه؟
عبد الرحمن يحاول ان يتملص ويفلت بنفسه من يدي فهد : وخر خنقتني.....
فهد غمز له بخبث: قبل قول لي آسف يا عمي....

رهف تقدمت لناحية زوجها: فهد....
ونطقت سهوًا : حبيبي تركه عشاني.....
وبذعر : مزحكم ثقيل......أخاف تتقاتلون صدق....
فهد نظر إليها : والله بتركه عشانك يا قلب قلبي....!
صرخ عبد الرحمن: هــــــــــــــــــــــــ ــــــي انتوا.......حبيبي.......قلبي.؟..... ..قلب قلبي.....وش هالقرف.....موتني قبل لا استفرغ عليك الحين.....

ضحك فهد ثم ضغط على رقبته بخفة: يله موت....
صرخت رهف وبدأت تفقد سيطرتها: لالا......لا فهد.....يله تركه....حسبي الله عليكم.....ابعدوا عن بعض.....اطفال ...والله انكم اطفال.....
فهد ارخى قبضة يده عنه ونهض من على الارض وابتعد عنه ليردف لزوجته: عشانك بس.....
عبد الرحمن نهض وقام بترتيب بذلته قلّد صوت فهد: عشانك بس....

تقدم إليه فهد وكل ما يجري هنا من باب الممازحة والهزل ولكن رهف لا تتقبل هذا النوع من المزاح اصبحت في وسطهم ووضعت يداها لتمنع ايهما من الاقتراب صارخة: شف انت وياه قسمًا عظمًا لو تضاربون برمي الاكل بالزبالة!!!!!!!!
عبد الرحمن نظر إليها مستهبلًا : فهد وش في الحكم عصب؟
فهد ضحك بخفة يجاريه في الحديث: علمي علمك.....
رهف خرجت عن طورها صارخة: تعدّل انت وياااااااااااااااااااه.....� �ما نيب حاطة الاكل ...حطوه انتوا....
عبد الرحمن توجه للمطبخ: بس ما تاكلين معنا...
رهف بزعل: اصلا سديتوا نفسي....
فهد اقترب منها ضاحكًا: هههههههههههههههه صدقتي انه نضارب....
رهف بمزاج عكر بسببهما: لا بس....ما احب المزح الثقيل...لأنه بعدها يقلب جد...واخاف عليك وعليه....
فهد بتلاعب حرّك حاجبيه: تخافين على منو اكثر؟
رهف نظرت إليه بنصف عي وبحده: ولا واحد....
ثم ابتعدت عنه

فهد: ههههههههههههههههههههههههه هه تضحكين وانتي معصبة....
رهف جلسة على الكنبة وامسكت الكنترول لتقلّب القنوات الفضائية : اقول روح ساعد عبد الرحمن
فهد ما زال يضحك : هههههههههههه حاضر عمتي...
ثم توجه للمطبخ وهو (يُدَنْدِنْ) بكلمات اغنيته المفضلة!


..................


لا تجيبه مُنذ أن ارسل لها تلك الرسالة، اتصل عليها وأرسل الكثير من رسائله ولكن ما من مجيب، خرج من المستشفى فأُسعدت والدته بقدومه إليهم بعد انقطاعه عنهم لفترة طويلة من الزمن بينما والده بقي على صرامته وزعلة الكبير منه ولكن نبهته زوجته بألا يتحدث عن أي شيء له إلا عندما تراه مستعدًا للحديث، هو الآن لا يهمه سواها يريد الوصول إليها قرر الذهاب لمنزلهم ولكن فجأة تراجع عن هذا القرار بعدما فكّر طويلًا في عواقب قدومه على ذلك، شعر أنّ الوقت ليس مناسبًا لزيارتها يحتاج متسع من الوقت ليتخلّص من ارتباكه في الحديث والنقاش
اطرق باب غرفة اخيه ثم دلف الباب ودخل!
التفت عليه اخي ابتسم له
وتقدم لناحيته فجلس على طرف سريره: اخبارك اليوم؟
فيصل بانشراد الذهن: تام وعال العال....
وافي وضع يده على كتف اخيه: فيصل ......اعتقد جا الوقت اللي المفروض تصارحني فيه.....بكل شيء صار لك؟

فيصل نظر لأخيه بشتات : وش تبي تعرف بالضبط؟

وافي تنهد بضيق: ......ليش خبيت علينا سالفة زواجك
؟.....وليش كذبت علينا في مسألة الحادث!

فيصل نظر لفراغ ما: تزوجت كاثرين كطيش شباب بس مع الوقت ما انكر صار بيني وبينها مشاعر حب!......حملت وجابت لي مريم او زي ما تسميها هي(إيلي)....سوينا حادث وتوفوا!.......فليش افتح السالفة لكم واقول لكم كنت مزوّج؟!
وافي بجدية: ليش خبيت علينا سالفة العقم؟....على الاقل قلت لنا....حنا....
فيصل بشتات: شيء مثل هذا ما يستحق الذكر...

وافي لم يعجبه حديث اخيه: في نظرك أنت ماله داعي تقوله....بش شف نفسك لوين وصلت بسببه!....خسرت كل شيء يا فيصل.....كان المفروض تقول لنا ....عشان نوضح لخطيبتك ونترك لها الخيار مابين الرفض والقبول.....خبيت لين طاحوا الأوراق بيدها......وانتشر كل شيء....
فيصل نظر لعيني اخيه بحزن: سالفة زواجي انا اللي وضحتها لكم اما سالفة العقم.....
وافي وقف بعصبية وقاطعه عن الحديث: هي اللي انشرتها......وأنت ولا على بالك....هجيت....وخليت كل شيء على راس ابوي وعلى راسي انا....علّقت البنت كعقاب أنها افضحت هالامر....فيصل....
قاطعه فيصل بحده: ووووووووافي........انا عارف حتى ابوي يبي يلومني بس أجلوا هاللوم والعتب.....وهالكلام الفاضي...مانيب مستعد اسمعه.....انا تعبان.....ابتعدت لأني تعبان.....ما رجعت لكم إلا لم....
قاطعه وافي بغضب: إلا لم تصعبت الامور علينا.....تدري ابوي يبيك تطلق سارا؟

تحدث بعصبية جنونية: والله ما نيب مطلقها
وافي اشار لأخيه: فيصل لا تصير اناني......كافي عقاب عاقبتها بما فيه الكفاية.......لدرجة خليتها علك في لسان اللي يسوى واللي ما يسوى .......
فيصل لم يتحكم في اعصابه اتلفها اخيه بحديثه القاسي على قلبه
دفع اخيه من صدره ليجعله يتراجع خطوتين للوراء صارخا: منو قال تركتها عشان اعاقبها؟!........وطلاق ما نيب مطلق.....انا تركتكم وتركتها لأني......كنت بحاجة أظل لوحدي عشان...اتخلص من كل شيء سيء فيني!......هجيت على قولتك......لأنه ما قدرت اواجها......بعد اللي صار بيني وبينها.....تركتها لأني ما نيب قادر استعيد سارا الأولية!...قلت ابتعد عنها عشان افكر إيش اسوي؟.....شفت نفسي اغرق في اشياء اكبر واعظم....لم صحيت على نفسي وقسيت عليها وتعالجت من إدماني جيت لكم....ارتحت الحين؟.....ارتحت لم عرفت ليش هجيت....وهربت...على قولتكم!

انصدم وافي وتبعثرت الحروف من فاهه شعر بالطامة الكبرى، تسارعت انفاسه
نظر لأخيه: كنت مدمن!!!!!!!!!!!!!!!
فيصل اشاح بنظره عن اخيه: ما رجعت لكم إلا بعد ما تعالجت

وافي جلس على الكرسي الجانبي منصدم، لا يدري ماذا يقول ؟وبما يردف....نظر لأخيه نظرات خيبة، وحزن....
فيصل نظر لأخيه بهدوء: وافي عارف المفروض اكون قدوة حسنة لك! بما اني الاكبر......بس اعترف اخطائي كثيرة .....وحاولت اصلحها.....ولو طلقت سارا.....بكون هذا اكبر خطأ سويته.....ما اقدر اطلقها......انا تعلقت فيها ....وحبيتها.....حب ما يعلم به إلا رب العباد!.....حبيتها لدرجة حبي لها ضرها.....لازم ارجع كل شي...زي ما كان وافضل.....
وافي بسخرية رمق اخيه بنظرات : ما راح يرجع كل شيء زي اول.....روح كلم ابوها واخوانها وبتفهم وش اقصد.....
ثم نهض: عن اذنك....
فخرج من غرفة اخيه....ليجعله ينهار ضربًا لكل شيء امامه...
فكّر طويلًا كيف سيتخلص من كل هذه الهموم؟
كيف سينجو من هذه المواقف الصعبة؟
بدأ إبراهيم في هذه الأيام اكثر جنونًا واشد إدمانًا عاد وادله من السفر
ولا يستطيع رؤيته في كل الاوقات! والد ابراهيم لا يكره ولا يحب تركي ولكن من الواضح يجامله من اجل ألا يزعّل زوجته فهو ابنها الاول وحبيب قلبها !
اتصل عليه وهو مبتعدًا عن زوجته النائمة تحدث بصراحة : ابراهيم ابي اشوفك....


ابراهيم في حال يُرثى له، يداه ترتعشان عيناه بدآ السواد يحيطهما بشكلٍ ملحوظ ، يشعر بعواصف تعصف جسده كله ، جميع الاقراص المسكنة لآلامه نفذت من يديه!، وتركي حرمه منها
تحدث بصوت مكسور اكسر قلب اخيه : انا اصلا ابي اشوفك.....ضروري.....ضروري يا تركي.......ما نيب قادر استحمل هالألم......عطني حبوب تكفيني ولا اقسم بالله.....اسوي شيء انت ما تبيه

اغمض تركي عينيه بشدة يؤلمه الحال الذي وصل إليه اخيه نظر ليده بهدوء: تعالج يا ابراهيم تعالج.....انا اسافر معك......تكفى تكفى


ابراهيم حكّ انفسه بعجل: بتعالج....بتعالج....بس عطني حبه حبه يت تركي......لو نص حبه هم انا راضي.....ما هيب مشكلة.....اهم شيء تسكن هالألم اللي فيني....

تركي بضيق صدر وخاطر: راح اجي بيتكم....وبفاتح ابوك في موضوع السفر....بقول له انت طلبتني اقنعه في سفرتك لأمريكا.....عشان تاخذ كورس انجلش يدعم وظيفتك لمدة شهرين!.....

ابراهيم اغمض عينيه بشدة وتحدث ما بين اسنانه: موااااااااافق بس تكفى تعال.....


حرك تركي رأسه بأسى : طيب ربع ساعة بس وانا قدامك...مع السلامة...
اغلق الهاتف
وانسابت دمعة حارقة على خده الايمن واتبعتها الدمعة الاخرى على خده الايسر يؤذيه ضميره لدرجة لا تطاق
تقدم لناحية النافذة والصق جبينه بها شدّ على عينيه بقوة كرر: انا السبب في خرابه....أنا السبب...
عضّ على شفتيه بقهر رجالٍ لا يعرف، ودّ لو يحطم كل شيء امامه
ركل برجله اليمنى الكنب فاخرج صوت عالٍ وتردد صداه في ارجاء الغرفة مما ايقظ نسرين من النوم مفزوعة
تحدثت بصوت مليء بالنوم: وش صاير؟

التفت عليها وتقدم لناحيتها سريعًا مسح على شعرها ليهدئها ولكن ابعدت يده عنها بقوة: كل خير ......نامي...
نسرين نظرت لعينيه المحمرتين ولعرق جبينه عقدت حاجبيها بتساؤل وبنرة جافة: صاير شيء؟

هي تقصد (فيك شيء) ولكن ما زالت حاملة عليه الكثير في قلبها لا تستطيع مسامحته ولا تستطيع تقبّل وجوده معها!
تحدث بهدوء متجاهلا سؤالها: جهزي نفسك بنسافر.,,,,,,

نسرين ألقت برأسها على الوسادة : ما ابي اسافر ولا ابي اروح أي مكان ....
تركي بصرامة : بس حنا بنسافر....رضيتي ولا مارضيتي....
لم تجيبه بل بقيت مغمضة لعيناها....
تركي توجه لدولاب ملابسه: جهزي اشناط السفر....
نسرين وضعت الغطاء على وجهها دون ان تتحدث اما هو اخرج ثوبًا له مع غترته وضعهما على الكنبة الجانبية ثم نظر لزوجته بنظرات لا تفسر وبعدها دخل للخلاء!









انتهى







أتمنى يعجبكم البارت







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-17, 06:17 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عارفة فيه متابعين خلف الكواليس


اعتذر منكم لعدم تنزيلي للبارت في الوقت المحدد
بس علّق علي الجهاز

حتى خفت ينحذف البارت واكتبه من جديد
بس الحمد لله
تضبط الحين :



رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ



(البارت التاسع)

.
.
.
لفت انتباه: اسماء العائلات .......وجميع اسماء الشخصيات لا تمس الواقع بصلة وإنما كتبتها لكي لا يضيع القارئ ويفقد تركيزه ما بين الشخصيات والعائلات المختلفة فأرجو الانتباه لهذا الأمر!



ارتفعت اصواتهم بـ الصراخ وضجّ صداه في ارجاء المكان
(هي ) تركض و(هو) يتبعها ويحاول ان يمسك بها ولكن باتت محاولاته بِلا جدوى
اما هي بدأت تلهث وتتسارع نبضات قلبها واستطاعت خلال دقائق ان
تخطر وتتجاوز العتبة المرتفعة قليلًا عن مستوى الأرض
لتدخل مباشرة إلى المطبخ
وتتجه سريعًا بالقرب من والدتها وتختبأ خلف ظهرها
تحدثت بنفس متقطّع: يمه......شوفي ولدك .....بيضربني...

نظرت والدتها لابنها المحمر وجهه
اشارت إليه بالمقرفة : خير وش فيك هايج....كأنك ثور .....على اختك...
حاول ان يتقدم للأمام ويقترب من والدته ليسحب اخته رغمًا عنها
فتحدثت والدته ناهيته عن الاقتراب: سامي جنيت؟
رنا شدّت على طرف ملبس والدتها لتحمي نفسها منه ومن جنونه!
تحدث بغضب: أي جنيت...
ام ابراهيم (والدت تركي ايضًا): ليش؟....وش تبي....ثايرن علينا كأنك بركان......
سامي رمق اخته بنظرات غضب يتطاير منها شظايا عصبيته: اساليها الـ(...).....وش مسوية بجهازي اساليها....
ام ابراهيم نظرت لابنتها : وش مهببه يا بنت؟
رنا بخوف: والله ما كان قصدي والله
اقترب سامي منها وشدّ على شعرها بقوة قائِلًا: ليش اصلًا أخذتيه بدون علمي؟هااا!......
ام ابراهيم حاول أن تبعده عن اخته: اتركها يا ولد ......اتركها ...
رنا بصراخ: أي أي......يماااااااااااااااااه .......شووووفيه......ي وجعني....وخّر.....
سامي ما زال يشد على شعرها: كذا........خليتي كل تعبي يروح...يا تبن......ضربتي جهازي بفيروس بفلاش صديقتك.....يا الـ(.....)...والله .....والله لا اذبحك....يا الـ(.....).....
اتاه صوت قوي وصارم بنبرته اخرسته عن حديثه : سامممممممممممممي...
ألتفت ليرى والده غاضبًا يحدّق به بعيني جاحدتين: اترك اختك.....وابعد عنها...

تركها ودفعها بقوة عنه
ام ابراهيم نظرت لابنتها: ليش اخذتيه؟.....بدون اذنه!.....هاااا...ليش ؟
بكت خوفًا من ابيها وألمًا من شد اخيها لشعرها!
تحدث بو ابراهيم بحده: اسمع يا سامي إياني وإياك تضرب أختك.....مرة ثانية....أو تتلفظ عليها بهـ الألفاظ الشوارعية والسوقية .....اخترب جهازك طيب؟.....وش بصير للدنيا يعني!.....تقدر تصلحه ..
سامي بقهر: بحوثاتي اللي للمدرسة راحت ....كل شيء راح بسببها....وفيه اشياء مهمه ....تقول لي اصلحة!؟.....كذا بسهولة.....
صرخ والده مرة اخرى: اسكت ولا كلمة......وهذا أنا اكرر عليك....قسمًا عظمًا.....لو اشوفك ماد يدك عليها.....مرة ثانية ما تلوم إلا نفسك....
سامي تغيّرت ملامح وجهه كليًّا تنرفز بشدّة
مشى وهو يخرج من المطبخ متذمرًا: هي تخرّب وأنا آكل تبن عادي....
نظر لأخته سريعًا: الله ياخذك...وافتك منك...
ثم خرج ونظر والده لرنا : وانتي إياني وإياك تاخذين شيء بدون استئذان فاهمه......روحي على غرفتك....
تركت والدتها وهي تبكي ثم ذهبت راكضة للخارج وشهقاتها تتبع ركضها المهتز من شدّت البكاء....

ام ابراهيم : الله يصلحهم ......كبروا وما زالوا.....يتصرفون بتصرفات الاطفال....
بو ابراهيم: الله يهدِّي النفوس .....إلا ابراهيم ما طلع من البيت...
ام ابراهيم عادت لعملها المنزلي
نظرت للرز الذي تطبخه: لا ما طلع....
بو ابراهيم بشك: من رجعت من السفر وهو ملازم في غرفته ....هالولد ما هوب عاجبني هـ الليام....
ام ابراهيم وضعت الغطاء الخاص للقِدر التي تبطخ فيه الغداء: تلقاء تعبان من الشغل....
بو ابراهيم حرّك رأسه : راح اروح اشوفه ...
خرج من المطبخ متوجهًا لمصعد منزله ليصل بسرعة للدور
العلوي
ومن ثم اتجه لناحية باب غرفة ابنه ابراهيم
طرق الباب ثم دلف منه للغرفة
ألتفت ابراهيم لوالده وحاول أن
يسيطر على رعشات جسده المتتالية
نظر إليه أبيه بنظرات تتفحصه جيّدًا : ابراهيم وراك ما رحت الشركة اليوم؟......خليتني أأجل سالفة الاستيراد ....كان المفروض تكون مع حاتم....عشان يتم الموضوع ...وتوقع على الاوراق

ابراهيم نهض من على السرير كتّف يديه بقوة لكي لا يرى والده رجفتهما
تحدث بتردد: أنا......انا.......كنت بروح...بس....فجأة ....جتني حرارة ...وما قدرت حتى اقوم من فراشي....
اقترت جلال منه
فابتعد ابراهيم سريعًا عنه
كان والده سيضع يده على جبينه ليتحسس مدى حرارته
عقد حاجبيه: وش فيك؟
ابراهيم تلخبطت الحروف لتخرج من فاهه بخوف: اخاف اعديك.....
ابتسم ابا ابراهيم
طبطب على كتف ابنه وارخى يده عليه: ايوه وأنا ابوك....أنا بسرعة اتعاده......وما تحمل الحرارة ابد.....بس ما يمنع هالشي إني ما اتطمن عليك....وإن شاء الله منت معديني....
حاول أن يبتسم ابراهيم لأباه
ازدرد ريقه وشدّ على جسده بقوة حينما انتابته رجفة لم يستطع التحكم بها
إلا بعدما فضحته عند والده
عقد حاجبيه : يا بوي شكلك حدك تعبان جسمك يرتجف...
ابراهيم ودّ لو يضرب رأسه في الحائط ليوقف جنون الألم الذي يشعر به
ويهرب من أمام وجه أبيه وضغطه عليه بالكلام
تحدث ابراهيم: أي احس ببرد...
بو ابراهيم بهدوء: طيب روح المستشفى......ولا ما تقدر تسوق؟.....إذا ما تقدر أوديك ...
قاطعه وهو يضغط على زند يده: لالا....تركي أخوي بيجي....بوديني...ويبي يكلمك....قبل ما نروح...
عقد على حاجبيه : وش يبي؟
شتت ناظريه عن والده: ما دري....
بو ابراهيم رمق ابنه بنظرات الشك : إن شاء الله خير....عن اذنك...
ثم توجه للباب وما إن اغلقه رمى ابراهيم نفسه على السرير ودّ لو يصرخ
دفن رأسه ودسه تحت وسادته عضّ على شفتيه
قبض بيده على طرف الفراش شد عليه متنهدًا من الألم
بقي على هذا الحال لمدة نصف ساعة
زادت رجفته وبدأ يرمي كل شيء يعيق عليه حركته المضطربة
اتصل على اخيه ليستعجله في القدوم إليه
فاخبره بانه في الطريق وسيصل حالًا وعليه أن يكون موجودًا في المجلس الخاص للرجال!
....
فأغلق الهاتف وتوجّه للخلاء أرشح وجهه عدّت مرات بالماء الساخن أثر حرارة الشمس!
وما زالت يديه ترتعشان بِلا توقف
رغبته في تناول ذلك السم اصبحت بنسبة كبيرة جدًا
ولكي لا يُثير شكوك والده غيّر ملابسه للذهاب إلى المستشفى كما اخبره قبل قليل!
خرج من الغرفة بخطوات سريعة
ومن حسن حظه لم يراه احد وهو يشد على يديه ويلعن هذا الألم الذي يفتت خلايا عقله وجسده!
والده كان في مكتبه الخاص منشغلًا في القراءة أما والدته بدأت تحضر طاولة الطعام للغداء
خرج للمجلس الرجالي المنعزل جانبًا
دلف من الباب واغلقه عليه
جلس على الأريكة الجانبية
هزّ رجليه بتوتر
لم يتحمل الآلام التي تعصف به
فصرخ وبما أنّ المجلس كان معزولًا
وبالخارج بالقرب من حديقة منزلهم المتواضعة
لم يسمعه أحد
جثل على ركبتيه وضغط على رأسه
وتارة يضغط على يديه يحاول ألا يؤذي نفسه
وألا يؤذي المكان بدفع الطاولة الزجاجية التي أمامه!
سمع رنين هاتفه فامسكه سريعًا واجاب: تركي.....تكفى...بموت.....بموت..... ما وصلت؟.....ليه الطريق طويل....!
تركي خرج من سيارته نظر للسائق الذي يسقي بعض الشجيرات والنباتات الصغيرة والاشجار
تحدث: وصلت...
ابراهيم وقف على قدميه: تعال لي......انا في المجلس لازم آخذ الحبة قبل لا انادي ابوي ولا والله...
قاطعه: هدي هدي.....فهمت خلاص
ثم اغلق الهاتف ألقى التحية على السائق اخبره انه اتى لرؤية ابا ابراهيم ليسمح له بالدخول!
ألتفت يمينًا ويسارًا لم يرى احدًا في الفناء الخارجي للمنزل
فركض لناحية المجلس بعجل يريد ان ينتشل آلام اخيه بأقراص مخدرات مميته
وصل
فتح الباب رأى اخاه يتلوّى ويعتصر وجعًا على الارض
اغلق الباب
توجه إليه
ابراهيم بكل رجاء محاولًا ان يقبّل يديه
ولكن تركي ابعد يديه عنه صارخًا: لا تسوي كذا.....لا توجعني ...لا توجعني يا ابراهيم....انا اللي وصلتك لهالحال....الله لا يسامحني...الله لا يسامحني....
ابراهيم حكّ انفه واغمض عينيه بشدة تحدث ما بين اسنانه: أنت اللي لا توجعني .....وعطني الحبة....
تركي اخرج الأقراص من مخبأ ثوبه قام
حيث قام بلفها في منديل ليخبئها!
مد يده لأخيه بيد ترتجف من الخوف كان واضعًا
(حبيتَيْن)
رآهما ابراهيم
عرف إلى ايّ نوع تنتمي فصرخ: هـ النوع ما يسكن راسي أبد أبد...
تركي شدّ على اكتاف اخيه: جبت لك حبتين ومفعولهم راح يصير زي اللي تاخذهم
ابراهيم برجفة ابعد يدّي اخيه عنه: لالا.....اعرف ذول ما يسوون شيء ...
تركي برجاء: ابلعهم وخلصنا قبل لا يجي ابوك....ابلعهم ولا وربي آخذهم وامشي الحين....
ابراهيم بخوف سحبهما من يدي اخيه: لالا....لا تاخذهم ...خلاص ببلعهم...
فـ ابتلع الحبتَيْن في دفعة واحدة ودون ان يشرب عليهما ماء
ومن ثم ألقى بنفسه على الأريكة محاولًا أن يصمد
ويسيطر على رعشاته المتتالية!
تركي جلس بجانبه ازدرد ريقه: ابراهيم ....حاول تصحصح ...معي.....ناد لي ابوك....بعد ما تهدأ......وراح اقول له على سالفة السفر...
ابراهيم إلى الآن لم يفقد وعيه ولم يبدأ بهلوساته: طيب....طيب...انا كذبت عليه.....أنك جاي....تكلمه....عن موضوع مهم...وانه راح نروح المستشفى لأني تعبان....
تركي شد على يد اخيه: حلو.....صدقني ...لتعالجت ببعد عنك....والله ببعد عنك.....وما راح....اسمح لنفسي ارجعك معي للشغل ....ولا را اقحمك في مشاكلي...
لم يجيبه
فقد بدأ مفعول ذلك السم
وبدأ يتجوّل في عالمه الخاص
بدأت خلايا جسده بالارتخاء
شيئًا فشيء ارتخت عيناه قليلًا
تحدث تركي عندما ضرب خده بخفه: ابراهيم .....ابراهيم .....قوم ناد لي ابوك....حاول تضغط على نفسك....الحبوب اللي عطيتك إيّاه ما راح يخليك تفقد وعيك كليًّا ....عارف أنك تسمعني حاول ما تغرق في شعور الاسترخاء ....قوم


ابراهيم شعر بثقل جسده حاول النهوض ولكن حركاته تبدو غير متزنة: طيب بقوم....بس ساعدني....
تركي خشي من ان يكشفه جلال فهو ليس هيّن وشديد الذكاء والانتباه
فسحب يد اخيه: اجلس خلاص....اجلس....لا تجيب فينا العيد...بتصل عليه انا...
ثم سحب هاتفه من مخبأ ثوبة اتصل عليه وهو ينظر لأخيه المسترخي على الأريكة وعيناه مرتخيتان اشد الارتخاء ونفسه منتظم نوعًا ما: هلا يا عم....
بو ابراهيم ازاح عن عينيه النظارة : هلا تركي....قال لي ابراهيم ....تبي تكلمني خير....؟
تركي ازدرد ريقه وتحدث بتردد ملحوظ: الخير بوجهك ...أنا جيت الحين...
بو ابراهيم نهض من على الكرسي: راح اخلي ابراهيم ينزل ويستقبلك للمجلس....
تركي يحاول أن يتزن في حديثه: ابراهيم فتح لي الباب وهو معي....بالمجلس.....قلت له يناديك....بس الحرارة مبهدله جسمه وما هوب قادر يتحرك ...
بو ابراهيم سكت لوهلة من الزمن ثم قال: طيب...انا جاي...
ثم اغلق الهاتف...

تركي رفع رأس اخيه من على مسند الكنب: ابراهيم يرحم لي امك.....اصحى ...حاول تضبط نفسك.....ابوك بيجي....
عقد ابراهيم حاجبيه : طيب طيب.......لا تزن فوق راسي....
ساعد ه تركي على الجلوس بشكل مستقيم على الكنبة
وابراهيم لم يستطع اسند رأسه على المسند قائلا: لا تخاف ما راح يكشفني...هو عارف قد إيش اتعب لجتني الحرارة....
فجأة
انفتح الباب نهض تركي بربكة: هلا هلا يا عم....
بو ابراهيم نظر إليه ومن ثم نظر لابنه
وبعدها مشى خطوة للأمام ليقترب منهما
اردف دون نفس: اهلا تفضل
ثم قال لإبراهيم: زادت حرارتك؟
إبراهيم رفع رأسه قليلًا ابتسم لوالده ابتسامة بلهاء وأوقع في قلب اخيه الخوف هل سيبدأ بالهلوسات اثر المخدرات؟
ازدرد ريقه تركي ولكن اطمئن قليلًا عندما اردف أخيه: لرحت المستشفى بخف.....بس قبل.....راح يتكلم(وبثق اردف)....السبّع ....بقول لك وش يبي ..؟
بو ابراهيم نظر لتركي: خير تركي وش فيك؟
تركي بدأ بالتعرق ازدرد ريقه لألاف المرات! حاول ان يسيطر ويكبح مشاعر التوتر والقلق : انا جاي....لك بموضوع يخص ابراهيم...
بو ابراهيم بدهشة: ابراهييييييييم؟!
ابراهيم بدأ العالم كله غير مرئي بالنسبة إليه لا يرى فيه سوى نفسه
السعادة بدأت تختلج قلبه فجأة بدا يبتسم وتارة يغمض عينيه تحدث: يبه....اترك فرصة يكمل لك(وبثقل شديد)....تركييييي الموضوع....
بو ابراهيم لم يعيره ابنه أي اهتمام ولم يركّز بناظريه عليه لم يرى تأثيرات وجهه جيّدًا كان ينظر لتركي باهتمام بعدما فهم أن الموضوع يخص ابنه ابراهيم
فخشي ان تكون هناك مصيبة ستقع على ابنه : تكلم يا تركي ...
تركي بهدوء: قد كلمني هو عشان افاتحك بالموضوع....وبعد عشان اقنعك...
بو ابراهيم: وش تقنعني فيه؟.
ابراهيم رفع صوته المثخن ببحة ذهاب العقل، كان ينطق الاحرف بثقل وبركاكة شديدة: يـــــــــــــــــــبــــ ــــــــــه.....يسعد لي جوك....خل يكمل ....تراني....بد....
قاطعه تركي بخوف: ابراهيم...يبي يسافر شهرين لأمريكا...عشان ياخذ كورس انجليزي ....وهـ الشيء بيدعم وظيفته ...خاف يقولك وترفض....لأنه المدة طويلة...فقال لي...حتى اكون وسيط بينه وبينك واقنعك في هالامر....
بو ابراهيم نظر لابنه بشك: انا ما عمري رفضت له ولا لأخوانه طلب اذا كان في مصلحتهم ...فما له داعي يا ابراهيم....تقول لتركي عشان اقتنع ولا ما اقتنع!!!
ابراهيم ابتسم ونظر لأبيه لم يراه بوضوح تحدث: أي عارف أنك كريم وانا استاهل....عمرك ما رفضت لي طلب....
تركي بدأ يقلق من لقلقة لسان اخيه وحديثه الغير مرتب بدأ يدخل ويتعمق في هلوساته باتت هلوساته ملحوظة وهذا امرٌ في غاية السوء
نظر بو ابراهيم لتركي: الاخ بدأ يهلوّس من الحرارة ....على العموم اذا هالشيء في مصلحته ما راح ارفض....
نهض قائلا: روحوا المستشفى ولرجعتوا ....غداكم ...بكون جاهز....عن اذنكم....
فخرج!

تركي نظر لأخيه: اافففففففففففف......يا ابراهيم كان راح يكشفنا...قوم.....قوم....نروح أي مكان ...لين ترجع لوعيك....
ابراهيم ضحك فجأة ومن غير سبب: ههههههههههههههههههههههههه هههه ما ابي اروح أي مكان....المكان هنا حلو....والجو رايق....
تركي نهض وسحب اخيه من على الاريكة رغمًا عنه : قوم وخلصني....قوم
ابراهيم نهض وبدأ يترنّح يمينًا ويسارًا
وللأمام والخلف!
امسكه اخيه جيدًا محاولًا ان يجعل خطواته متزنة
إلى ان خرجا من المجلس وتوجها للباب الرئيسي للخروج من المنزل
واخيرًا خرجا واقتربا من السيارة
كان ابا ابراهيم ينظر إليهما من خلال النافذة وما إن غابا عن انظاره
تحدث بنبرة هامسة: الوضع فيه إنّ......ابراهيم ما هوب طبيعي...!

...............



مُنذ أن وصلت وهي تحاول أن تشرح له سبب إقبالها على امر الذهاب للقصيم ولكنه يتهرب منها لكي لا يفقد صوابه ويجن جنونه ويمد يده عليها !
وهي مصرّة على توضيح السبب وتلاحقه من اجل ان يتفهم امرها ويعيد السائق لوظيفته
ولكن كل هذا يحدث بِلا جدوى
هو في الحقيقة ما زال غارقًا في التفكير بشأن مشاري وفكرة إجبارها في تزويجها من والده يشعر انه سيظلمها ان اجبرها على هذه الزيجة!
ولكن لا بأس بذلك ان كان فيه خيرًا له ولأخيه واخته
لا بأس إن ابتعد مشاري عنهم !
إن ابتعد؛ يعني انهم سيكونون بخير...
لم يفاتحها بشأن موضوع الزواج أبدًا
فوقته لم يسمح له بان يتنازل ويجلس معها بضع دقائق ليتسامر معها او إن صحّة التعبير يتشاجر معها بشان هذا الزواج كله
فهو يخرج للعمل في الشركة لساعات طويلة وباقي الساعات على حسب جدولة الجامعي يقضيه في محاضراته الدراسية ....
اما الساعات القليلة المتبقية
هي ساعات راحته وحبس نفسه عن الجميع في الغرفة
يترك الجميع فقط من اجل ان يسكت الضمير والآلام التي تعبث به من الداخل
كل يوم تطرق صيته باب غرفته مترجية في فتح الباب والاذن لها بالدخول ومن ثم تبرّأ نفسها مما فعلته ولكن لم يعطيها هذه الفرصة الذهبية لا يجيب على ندائها المتكرر
ولا لطرقها المستمر على الباب!
شهيته اصبحت شبه معدومة يأكل ما يسد جوعه بقدرٍ قليل
وبدأ يقسي على نفسه ويصّب جهده في مشاريع شركته وبحوث دراسته
والتدقيق في الحسابات الخاصة لممتلكاتهم التي ورثوها من والده
المنزل اصبح لا يُطاق بالنسبة إليه والخروج منه لساعات طويلة
افضل بكثير من مكوثه في غرفته الكئيبة!
...
في صباح يوم الاربعاء
في تمام الساعة الثامنة والنصف
نهض من سريرة وجلس على طرفه
لا يسمع صوت اخوته ويبدو انهم ذهبوا لمدارسهم
اما هو لم يذهب للشركة !
بقي في المنزل يريد أن يكلّم زوجة ابيه
يريح ان يستوضح منها امور كثيرة لعلى وعسى يفهم ما يجري حوله!
لم يخرج من الغرفة لأنه واثق
ستأتي بعد قليل تطرق باب غرفته لإيقاظه من النوم والتأكيد عليه بالنهوض والخروج للعمل...
يعلم جيّدًا انها مهتمة لأمرهم!
وفعًا لم يأخذ ربع ساعة إلا وطرقت الباب
فقال بجمود صوته وببحته الرجولية: ادخلي صيته
فدلفت الباب
كانت عيناها تحدّق به
طويلًا
اقتربت قليلًا
رمشت مرتين بسرعة كانت عيناها محيطتان بالهالات ذات اللون البني بسبب ارقها وقلّة نومها في الأوان الأخيرة
تحدثت بجدية وهي تشد بيدها اليمنى على اصابع يدها اليسرى: يزن وربي....إني ندمت على تسرعي......بس تفهم مشاعري ووضعي....كنت مشتاقة لأهلي....كنت في حالة اشتياق غير طبيعية.....أوّل مرة احس بهالشعور....شعور يطعن القلب.....ما قدرت اتحكم فيه....شعور اني ابي اشوفهم......واشم ريحتهم ....كان فوق طاقتي وارادتي...
نهض من على السرير وصلّب ظهره
تعبيرات وجه لا تطمئن القلب وعيناه تحدق بها بجمود
اقترب منها قليلًا: ما يهمني هـ الشيء...
اخرسها بكلماته
شعرت بوخز عظيم في قلبها
ازدردت ريقها عند نطقه لتلك الكلمات
سيعود لقساوته بسبب فعلتها هذا ما يدور في عقلها سيعود يزن كما في السابق
هاجمها في سؤاله الغير متوقع بالنسبة إليها: صصصصصيته.....وش سويتي لعبد الله قبل لا تهربين....وش سويتي له ولولده؟
اتسع محجر عيناها
دُهشت بصدمة رهيبة
جعلت البرودة تتسلل لأطرافها النحيلة
اقشعر جسدها وانكمشت حول نفسها لوهلةٍ سريعة
ازدردت ريقها مرتين على التوالي
ارتجف حنكها ولم تستطع ان تُجيبه!
فأمسكها يزن من اكتافها لم يسيطر على رغبته الجنونية في توبيخها بأشد الكلمات هزّها بعنف وبلوم وعتاب شديدين ارتفع صوته صارخًا خارجًا عن طورة : بسببك.....كنت راح اخسر اخوي خالد......واختي وتين.....خالد ما هوب شاذ.......لعب علينا عشان ياخذ أوراق من مشاري ولد زوجك.....السابق......اوراق راح تخلي سمعتنا بالارض.....وكل هذا بسببك...بسببك انتي....

كانت جامدة مصلبة الاكتاف غير قادرة على تحريك جسدها
حدقّت لغضبه ولعيناه المحمرتين فلقد بلغ اشد مراحل الغضب
لم يكن في حال يسر الناظرين
بل على العكس ملابسه غير مرتبه وشعره ايضًا غير مرتب
اخيرًا حرّكت شفتيها المرتجفتين: أنا ما سويت له شيء.....والله....
هزها قبل ان تكمل الحلف وعيناه تجحدان بالعصبية والغضب
لا يرى امامه سوى شيطان يستحق أن يموت الآن اختفت من أمام عينيه صيته
وما يراه الان شبحها اللعين هكذا صوِّر له من شدة جموح غضبه: لا تكذبين ....يا صيته.....هو جالس ينتقم فينا ....بسببك....قولي لي...قبل لا تهربين ...وش سويتي.؟!؟؟!؟
كل هذا كان فوق طاقتها لم تستحمل اصراره في حث ذاكرتها على تذكر الموقف الصعب
بكت وحاولت ان تتخلص وتتملّص من يديه صارخة: لو يبي ينتقم ما طلقني.....هو طلقني ولا قال لأبوي وش سويت......
يزن تقدم خطوة للأمام بعدما ابتعدت عنه بقدر تلك الخطوة المماثلة لقدومه!
شد على عضدها: قولي لي وش سويتي ولا تختبرين صبري يا صيته؟؟؟
بكت اكثر وبدا يتحوّل بكائها لنحيب وعويل
لا تريد ان تتذكر الموقف
لا تريد ان تتجرّع مرارة الذكريات
يكفي تذكرًا ويكفي وجعًا؟
إلى متى وهي تتلو ذكرياتها بصوت لا يسمع
إلى متى وهي تبكي خوفًا من اشباح الماضي
إلى من تلجأ وإلى من هو الملتجأ؟
يتعبها هذا الاصرار
يرهق فؤادها هذا الجنون
دخلت في نوبة بكاء شديدة ومرعبة لتهيّج ذاكرتها
لتعيد لها الماضي في زمنها الحاضر البائس!
مما جعلت يزن لا يكبح رغبته في ضربها
لذا دفعها سريعًا بكلتا يديه ليسقطها على السرير ارتد جسدها وارتفع بقدر بسيط جدًا وهوت على الفراش باكية
هو دفعها ليحميها من يديه التي لا تطيق صبرًا في ضربها ابعدها عن نفسه قبل ان يؤذيها بشكلٍ غير محتمل!!!
ضرب بيده على الجدار بقوة صارخًا بلا وعي: رااااااااااااااح ازوجّك عبد الله ....بس عشان يبعد عنا وعن اخواني....لا تقولين لي لا.....لانه ما هوب على كيفك....راح إزوجك إيّاه ...غصبن عنك....وكل هـ اللعبة اللي لعبها ...خسارة ابوي.....وموته....وبيعنا للاراضي بس عشان....
واشار إليها بيد مرتجفة: يوصل لك ويزوجّك لأبوه...

بدأ رأسها يطرق ابواب الذكريات جميعها
والده....وصوته صارخًا في اجبارها على زواج
وصوت والدتها التي تصرخ وتحلف بالله بألا تتزوج ذلك الغير كُفء
صوت اخوتها الصغار الباكين من شدّة المرض
وصوتها هي المخنوق الذي يرتد بداخلها ليصعِّب عليها نزول الدموع من عيناها
ارتجف جسدها وقلبها رعبًا لالا
هكذا كانت تحرّك رأسها نافية لا تريد ان تتجرّع مرارة الخوف مرةً اخرى
لا تريد أن ترى تجاعيد عيناه والتي من المؤكد زادت خطوطها
وامتدّت اكثر في وجهه لا تريد ان ترى ابتسامته الماكرة
هي هربت من الجلّاد فكيف تعود إليه؟!
سيجلدها انتقامًا لهروبها اضعاف مضاعفة
وهذا امرٌ مفروق منه!
سيحطمها وسيجعلها فتات مع أي هبة هواء ولو كان بسيطًا ستتطاير!
انتابتها رجفة شديدة في جسدها كله
نظرت ليزن
ونهضت من على السرير مسكت يده
ولم تستطع قدميها ان تحملها لفترة طويلة
لذا
خارقت قواها
حتى جثلة على ركبتيها بكت بشدة لدرجة الاختناق بالبكاء
تحدثت وهي تشعر بضيق تنفسها
اصبح الامر اكثر صعوبة في سحب الهواء وادخاله في رئتيها
صدرها اخذ يصعد ويهبط بشهيق وزفير غير منتظمين!
بدأ جبينها بالتعرّق
لم تمهلها نوبة الربو حتى دخلت في صراعاتها القاتلة
بدأت تكح بشكلٍ مستمر ومميت
كحت عدّت مرات قبل ان تتكلم وتقول: ارجوك يزن....
لم تكمل جملتها حينما شعرت بدوران رأسها
واجتياح الضباب لعينيها
تشتت بصرها لهذا الضباب
فعقدت حاجبيها واخذت تحاول ان تسحب الهواء ببطء
ولكن بِلا جدوى تخنقها غرفته للحد الذي كرهت زوجها الاوّل
اندهش يزن من حالها هذا لأوّل مرة يراها هكذا تصارع الموت!
ما بها يا ترى؟
انحنى ليصل لمستوى جلوسها على الارض فتشبثت بطرف بذلته وكأنها غريق ويحاول ان ينجو من غرقه...
بدأت عيناها تذرف الدموع
حاولت التحدث بصعوبة : آ......آآ.....آآآ....دواي...آآآ....آ ....بـ....خـــ ...اااااااا...خ.......آ...بخاخ.....� �ففففي.....آآآ. ....غغغغغرفتتتتي.....بـــ.....خـ ــــ....ااااخ..... ..بببببخخخختننننق....
عقد حاجبيه واشتدّ خوفه لشكلها المبهذل ولجهودها المبذول في سحب الهواء بدأ وجهها يتلوّن بالحمرة
فهم أنها تعاني من مرض مزمن ومدمّر في لحظات الغضب والخوف في بعض الحين
نهض سريعًا ويداها ورجلاه ترتجفان ركض لغرفتها بلا شعور وهو يكرر: مررريضة.......فيها ربووو....ما كنت اعرف....لا تموت ....يا رب...... لا تموتين(صرخخخخ وهو يبحث ويبعثر فراشها ).....صصصصصصصصصصصصصصيته........


اما هي ..بقيت على حالها تحاول ان تهدّا من ذعرها
تحاول ان تسحب الهواء ببطء دون خوف من الاختناق
اسندت رأسها على طرف السرير ارخت جسدها بالكامل واصبحت يداها مسدولتنا بجانب جسدها ورجلاها ممددتان للامام
حركت يدها اليمنى بثقل ووضعت كفها على قلبها لتهدأ من نبضات قلبها المتسارع بتلاوة ((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعنَا لَكَ ذِكْرَكَ، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَب ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب))
تلتها دون صوت فقط شفتيها تتحركان وعيناها تحدّقان بالسقف وعيناها تنهملان بالدموع
تنظر برجاء بأن يلطف الله ويرحم حالها
شعرت بعجزها وعدم قدرتها على فعل أي شيء
شعرت بمرارة سكرات الموت
وهي لا تريد الموت دون ان ترا ابنيها!
والآن نفسه تريد ان تنسلخ من هذا الشعور القاتل
دارت عيناها كالمغشي عليه وسريعًا ما اغلقتهما
ولم تفتحهما ارتخت يدها اليمنى من على صدرها وسقطت في حِجرها!
انحنى رأسها للوراء
وصرخ يزن : لقييييييييييييييييييييييي ييييييييييييته
واخذ يركض من غرفتها لغرفته!

.............
رسائله ، واتصالاته المتكررة، وحديث عمها أبا عبد الرحمن لها شتتّا لها افكارها، هي تريده ولا تريده في الآن نفسه، تعرف جيّدًا انها سقطت في قاع مظلم ومليء بالشوك القاتل ولا تستطيع الخروج منه ، تتذكر كلمات عمها
{يا بنتي.....انتي بعدك صغيرة وراح يجيك اللي احسن منه......حنا ما راح نجبرك على الانفصال......بس من واجبنا ننبهك عشان مستقبلك ...كافي .......}
كلام كثير لا تريد أن تتذكره
الجميع يظن انها تريد الزواج فقط دون أن يفكر لِم هي تريده من الأساس
وبالأخص لِم هي تريد الزواج منه هو دون غيره؟!
هناك اسباب ....يجهلها الجميع ما عدا أختها التي تعرفت عليها
اسباب تجبرها على التمسك بهذا الزواج ....
ضجيج هاتفها حينما يضيء باسمه
يهيّج لها مشاعر الحزن والكأبة!
اسمه وحده يصيبها بنوبة بكاء وخوف غير مفهومين؟!
تريد الخلاص من هذا البركان
ومن هذا الثقل الراقد على صدرها
ولكن لا تريد ان تثبت له كم هي ضعيفة
وكم هي مهزوزة من الداخل؟
لا تريد ان تبوح له بانكسارها
ولا تريد ان تخبره عن العود الذي انكسر ولا يوجد من يستطيع أن يُجبره!
لن تجيب على اتصالاته لكي لا تضعف وتنهار ألمًا لِم فعله لا تريد معاتبته لأنها ستكون معاتبة بِلا فائدة لن ترجعها كما كنت عليه في السابق!
لذا
احبّت ان تخرج من دوامتها
فتركت الهاتف على السرير وخرجت من الغرفة
متوجهة لغرفت اخيها بكر
طرقت الباب ومن ثم دلفت من خلاله الغرفة
تحدثت بملل: بكر طلبتك.....لا تردني...
بكر ترك الحاسوب المحمول من يديه
نظر إليها: وش فيك؟...وش تبين؟!
سارا تقدمت إليه بخطى هادئة: ابيك تساعدني في شيء....
بكر عقد حاجبيه بعدم فهم: اساعدك؟؟؟؟....في إيش!.....صاير شيء؟
سارا ...جنون ، هذيان، فوضاء، لا تعرف طريقًا لترتيب كل هذه المشاعر التي تعصف وتقصف بها من الداخل!!
تريد الخلاص من كل شيء تريد الخروج حالًا من قوقعة ذكرياتها: ابيك توديني لمقر الجمعية الخيرية اللي دايم اجدد اشتراكي فيها.....خاطري اروح بنفسي اشتري الحاجات الضرورية معهم.....ما ابي اقول لأمي لأني عارفة راح تمنعني...وقول لي حولي لهم الفلوس......بحسابهم.....بس انا هالمرة ابي اروح معهم ...واشاركهم الفرحة....
بكر بحيرة: سارا....عارفة كم من الوقت راح يستغرقنا هـ الشيء؟......وغير كذا مقرهم بعيد مرا....
سارا ذهبت بجانبه وبالقرب منه امسكت يده برجاء: تكفى بكر.....احس اني مخنوقة .....ابي اطلع....ابي اسوي شيء......يسعدني......يوم واحد ما راح يضرك......نروح ونشارك....معهم في التسوّق.....وبعدها في التوزيع .....تكفى....تكفى بكر ....
بكر اسند ظهره على الكرسي واطرق بتفكير: اممممممم.....كذا راح تخليني اكذب على امي....
سارا وشعورها بالاختناق يزداد: لا ما نكذب....نقول بنشارك في الجمعية......بدون ما نذكر التفاصيل ....تكفى بكر....
بكر بنفس عميق نظر لضعف اخته ولشحوب وجهها: طيب روحي جهزي نفسك
ابتسمت له ولمعت عيناها بلمعان وبريق الضياع المُبهم : ربي يخليك لي يا احلى اخ بهـ الدنيا...
بكر اغلق الحاسوب باسمًا: وخليك لي يا مجنونة....
سارا ضحكت بخفة: ههههه مقبولة منك....بروح البس عباتي....
ثم خرجت من الغرفة أما بكر نهض لغيّر ملابسه!
............




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-17, 06:18 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


اغلق الباب بهدوء ووضع غترته على الأريكة
ثم جلس على الأخرى
اسند ظهره ونظر لسقف الغرفة
حرّك رجله اليُمنى دلالةً على التوتر والقلق
حيال تساؤلاته التي تدور ما بينه وما بين نفسه
ماذا حدث لها لينقلب كيانها لهذا الحال
؟

هو الآن اتضّح له جزء بسيط مما تعانيه ولكن يخشى عليها من ظنونه وافكاره$
لا يريد أن تصبح هذه الافكار لواقع مرير يتعايشون معه رغمًا عنهم
شدّ على عينيه بأصبعيه السبابة والابهام!
يحاول طرد ما توصل إليه من حِكايات مؤلمة
اصلًا كيف سمح لنفسه أن يصل لهذا الاستنتاج الشاذ..
تذكرها حينما غرقت في سباتها وهي تردد في احلامها كلمات وجمل مُبهمة حاول ان يفسرها ولكن رأى نفسه يغرق في متاهات معانيها الحقيقية
فتركها واركمها جانبًا من عقله
تنهد بصوت مرتفع وأخذ نفسًا بعدها نظر لزوجته النائمة بسلام
فـ ابتسم رغمًا عنه ، لمنظرها
تبدو غارقة في النوم بشكل جنوني نهض وقرّر أن يقيضها من سباتها هذا
اطفأ التكييف وابعد عن جسدها الغطاء بازعاج خشخشة وطء قدمه على الاكياس الملقاة على الارض
ابعد الاكياس المتكوِّمة قائلًا: ليان........ليان.......قومي بسك نوم....قومي صحصحي.....ورتبي هـ العفسة ...اللي بالغرفة.....وش هـ الاكياس؟....اللي رميتها على الارض.....قومي.....

عقد حاجبيها واستلقت على بطنها
وقامت بدفن رأسها تحت الوسادة لتنعم ببرودة الفراش
لا تريد ان تفتح عيناها ولا تريد ان يَعبر الضوء خلالهما لم يدعها سعود
سحبها بخفة من رجلها اليمنى لتبتعد عن وسادتها
قائلًا بصوت مزعج لمسامع أي شخص لم تستيقظ بعد خلاياه من النوم : يا خيشة النوم.........قومي.....الساعة ثلاث ونصف قومي وصلي......من وين وأنا طالع وانتي لساتك نايمة....!
ليان ابعدت رجلها عن يده واستلقت على ظهرها واضعة يداها على رأسها فتحت عيناها ببطء وانزعاج شديد : يا ربي وش هـ الازعاج....تكفى سعود اطلع برا......وخلني اكمل نوم......تعبانة...حدي ....جسمي متكسر.....اطلع برا الغرفة....
ثم سحبت الغطاء وأعادت تغطية جسدها به
وسريعًا ما سحبه سعود من على جسدها ليصرح مازحًا: قومي صلي....قبل لا اذبحك...
ليان جلست على السرير ورجلاها ممددتان للامام نظرت إليه بغضب: بطني يعورني.......عاد انت افهمها.....
ثم استلقت من جديد قائلة: شغل التكييف...ابي انام....
فهم ما ترمقه إليه فضحك: هههههههههههههههههههههههه أها.....عشان كذا المزاج عندك صفر....
ليان شدّت على الغطاء واغلقت عيناها : وعشان لا يصير تحت الصفر اطلع برا...
سعود بعناد سحب الغطاء من على جسدها: والله ما نيب طالع...
ثم رمى نفسه على السرير ليكون بجانبها الأيمن، اهتزّ جسدها حينما رمى نفسه وتقوّست شفتيها بألم
وانعقد حاجبيها بتذمر: وججججججججع
سعود باستفزاز لمزاجها العكر: يوجع العدو....
ليان سحبت الغطاء وابتعدت عنه للناحية اليسرى وانقلبت لتوّلِّي بظهرها له
سعود
ابتسم لن يستفزها اكثر
يعلم جيّدًا انها تصارع عواصفها التي تعصف بها كل شهر!
سيرحم حالها
اغمض عينيه وتاه من جديد في فكره
لو كان صحيحًا ما توصل إليه من ضياع فاتن
فتحدث بصوت هادئ: ليان انا تعبان....
ليان ما زالت مغمضة لعيناها: يا كثر المستشفيات اللي مغطية الرياض......من شرقها وغربها.....روح لأقرب مستشفى ونظرون وش علتك....؟
ابتسم ابتسامة عريضة
وانقلب ليكون امام ظهرها: يا شين نفسيتك بأوّل يوم منها...
ليان وضعت الغطاء على وجهها: جوز عني واسكت....
سعود ابتسم بخبث
ورفع الغطاء من على وجهها اقترب منها سريعًا وقبّل خدها الايسر
فاستشاطت غيظًا
وسريعًا ما جلست تحدّق به
بشرر: سعود...يرحم لي امك....نام ولا اطلع برا...
سعود جلس على السرير ونظر لعيناها العسليتين: حاولي تضبطين انفعالاتك.....ولا....
قاطعته بعصبية: ابي افهم بس.....مَن مسلطك علي اليوم؟
سعود تنهد بضيق ونظر إليها بشتات: أفكاري....
ضحكت بسخرية: ههههههههههههههههه لا .....لا جد والله.....احلف قول والله.....سعود نام....شكلك بديت تهلوّس من التعب...
سعود حاول ان يتحدث بجدية: جد ليان...افكاري.....خايف يصير جد اللي توصلت له....خايف تطيح على روسنا كلنا مصيبة ما نقدر نلاقي لها حل ...
ليان تعجبت من نبرته الجادة
واختلج فؤادها بالشك والخوف....
فاكمل وهو ينظر لفراغٍ ما: عمري ما سمحت لنفسي أفكر بهـ الطريقة ...بس هي اجبرتني ....افكر بهـ الـ طريقة الغريبة....والمتعبة
اثار مشاعر الغيرة حينما اردف(هي اجبرتني)
فتساءلت بغضب: اجبرتك؟؟؟؟مَن تقصد!.
استيقظت من معمعة الخوف والتفكير
ثم نظر لعيناها لا يريد ان يفضح بنت اخيه امامها
الى الآن هو لم يتأكد من صحة وصدق ما انتابه من شكوك وظنون وافكار غريبة
فاحبّ ان يتلاعب بها قليلًا
ابتسم بخبث: حبيبتي ....
ثم استلقى على الفراش وقام بتغطية وجهه
اما هي نهضت من على السرير واتجهت لجهته
سحبت الغطاء بقوة عن جسده والقت به على الارض
تحدثت بغضب وهي تضرب كتفه بخفة: من تكون؟.....قوم لا تنام ....قبل قول لي من هي؟....اصلًا روقانك اليوم....ما هوب طبيعي...اكيد الموضوع فيه بنت....وانت اعترفت بجرمك يا مجرم...
انفجر ضاحكًا وهو مستلقي على ظهره
فضربته على صدره بجنون: وتضحك بعد .....لالا....واضح عقلك مفصول....ربي يفصلها من الدنيا كلها...
سعود دمعت عيناه من الضحك بسبب انفعال زوجته واضطراب حالها
نهض وجلس على السرير : يفصل من؟
ليان ويبدو انها دخلت في زوبعة الغيرة: اللي ما تنتسمى وماخذ عقلك جعلها ما تتهنى....
سعود لم يتحمل انفجر ضاحِكًا من جديد: هههههههههههههههههههه بالله ليان انتي بعقلك...ولا شاربة شيء؟.....ولا هذي ضربت لك عقلك.......وخلتك.....تصدقين.....أ� � شيء...
ليان : لا طولها معاي......وقول لي مَن هي البنت؟.....اللي قلبت كيانك!
سعود لينهي الحديث استلقى على ظهره: فاتن
ليان كانت ستنهار في شتمها: فاتن الـ......
لم تكمل شتمها
عقدت حاجبيها وتساءلت لتتأكد: بنت أخوك....
سعود نظر لها بضياع نظراته
وشتات افكاره اخذت ترهقه: أي....
ليان رفعت شعرها وابعدته عن وجهها
ثم جلست على طرف السرير مقابل زوجها: وش فيها؟
سعود شتت ناظريه عنها: ما زالت على ما هي عليه....
ليان بتأثر لحالتها: الله يقومها بالسلامة وخفف عنها هـ الألم...والله ولهت عليها ودني لها بالليل...
سعود مسح على راسه بهدوء: على خير....
نهضت متجه لباب الغرفة: طيّرت لي نومي.....بقوم اسوي لي اندومي ....تبقى؟!
سعود ابتسم رغمًا عنه: انا ما اردي كيف دارسة طب....
ليان التفتت عليه واضعة يديها على خاصرتها: وش دخل هذا بهذا؟
سعود : ههههههههههههههههههههههههه ههه الاندومي مضر بالصحة يا بيبي....
ليان بعدم اقتناع: حاله حال المكرونة بالنسبة لي......
سعود بسخرية: بالعافية مقدمًا....
ليان بحلطمة توجهت للباب خارجة: مسوي انا الصحي والدكتور المثالي اللي ما ياكل اندومي ولا شبسات ولا المعلبات ...وهو من جنبها....ما هوب لازم اصير مثالية عشاني دكتورة يا دكتور سعود...
سمع حديثها واتسعت ابتسامته ومن ثم اغمض عينيه محاولًا أن يغرق في نومه
ويُبعد الافكار السيئة عن عقله أما هي ذهبت للمطبخ وما زالت مسترسلة في (الحلطمة) اخذت قِدر صغير ملأته بالقليل من الماء ثم وضعته على الفرن
ليغلي ...وما إن بدا بالغليان فتحت كيس (الاندومي بنكهة الدجاج)
ووضعته في قلب الماء الحار
رنّ الهاتف الارضي
عقدت حاجبيها بملل: من اللي متصل بعد ....صدق مالي خلق شيء...
ثم خرجت من المطبخ متوجهة للصالة الرئيسة تقدمت بخطوات متسارعة باتجاه الاريكة ومن ثم رمت نفسها عليها وسحبت السماعة : الو....
كعادتها قبل أن تجيب من اتصلت عليه تصرخ : تميييييييييييييييم.......حبي� �ي لا تلعب بالموية خلاص اطلع بسك لعب صار لك ربع ساعة
اتاها صوت تميم صارخًا لتسمعه: ماما انا اسبح
يبدو انها نست نفسها : اطلع لا اجي واطلعك بالغصب
ثم وضعت السماعة لتردف: هلا ليان
ليان ابتسمت مازحة: يمه منك يا القوي
عليا ضحكت بخفة: هههه والله هالولد مجنني....مطلّع لي قرون عنيد وراسه يابس...
ليان اخذت نفس عميق: جيل الايباد عصبيين وما فيه اعند منهم...
عليا حركت راسها بتأييد ثم اردفت: المهم اتصلت عليك....عشان نتفق....
عقدت حاجبيها ليان : على ايش؟
عليا ابتسمت بسعادة: راح نسوي حفلة صغنونة كذا.......ونجمّع حنا بس البنات ...
ليان بسخرية: ما عدنا بنات.....صرنا حريم...هههههههههه
عليا اكملت: واضح انك مروقة....
ليان التفتت عندما سمعت وطء قدم زوجها المتجه للخلاء: والله ازعاج عمك يروّق اللي ما ينتروّق
عليا ضحكت: هههههههههههههههه انتي تمشين على العكس اجل الازعاج يروقك؟
ليان ضحكت: هههههههههههه اسلك لك يا قلبي....
عليا : صدق انك تبن.....المهم فيه مفاجئة ورا الحفلة هذي
اشتغل عرق الفضول تربعت على الكنبة: وش هي؟
عليا بعند: ما راح اقول إن قلت ما راح تكون مفاجئة...
ليان عبست بوجهها واشارت بيدها: كش عليك بس....المهم أي يوم...
عليا بحماس: الخميس هذا.....
ليان : تمام حلو...
خرج سعود وتقدم لناحية زوجته جلس بالقرب منها وهي تضحك وتقول: والله يا عليا شكلك ما عندك ما عند جدتي...وش هالمفاجئة ....قولي لي عاد....
عليا : لالا...تعرفين بعدين ...يلا مع السلامة وسلم لي على عمي....
ليان نظرت لسعود: الله يسلمك
ثم اغلقت السماعة : بنت اخوك عليا تسلم عليك
سعود قام بتشغيل التلفاز: الله يسلمك وسلمها
نهضت : ما نمت....
سعود اسند ظهره على الكنب: ما عرفت انام.....فيني ارق...وبعدين ضحكك جلسني...
شهقت : هأأأأأأأأأأأأأأأ.....يا ذا الكذب......
سعود ضحك بخفة: ههههههههههه لا تموتين علي....بس
ليان نظرت اليه بطرف عيناها: والله انك كذاب اصلا ما ضحكت......بقوة....
سعود غيّر القناة واستقر على القناة الاخبارية: وش عندها عليا...
ليان تكتفت ونظرت اليه بتعالي: مالك دخل سوالف بنات....
سعود بطنز: اجل صرتوا حريم...
ليان انهارت لنبرته الساخرة سحبت وسادة صغيرة ورمتها عليه ومن ثم توجهت للمطبخ وهو يقهقه بضحكته الطويلة
ثم اردف: اعوذ بالله ...منكم يا بنات الصامل لجتمعتوا....
..........
عقله مليء بالأفكار الشيطانية ولا يسعه الانتقام هذا
لن تهدأ عواصف إلا بعد ان يجعل قلبها حطامًا ما فعلته بتوأم روحه لا يغتفر بالنسبة لقوانينه
والده ربما اشاح بنظره عنها كليًّا ولم تطرأ فكرة الانتقام في ذاكرته يومًا
ولكن فاجئه ابنه حينما ذكر له في إحدى الايام
(صفقة الموارد وما إلى ذلك
الذي عقده مع ابا يزن حينها تعجب من الصدفة التي في الحقيقة ليست صدفة بل خبث اختلقه ابنه ليوقع المسكينة في فخه العميق
اقنعه ان يبقى على وصال مع أبا يزن فقط من اجل تلك الصفقة التي قسمت ظهره !
يظن أن ابنه مشاري منزهًّا عن الاخطاء
وافعاله نظيفة ولا تمس الخبث والمكر بصلة
لم يطرأ في عقله بان تلك الخسارة التي تجرّع ابا يزن مرارتها كانت مدبّرة من ابنه
هو في الواقع انشغل في امور زوجاته وخاصة بزوجته الثالثة التي توفيت مؤخرًا لم يهتم لأمر الانتقام ولم يهتم حتى بنفسه عندما تقدم به العمر شعر بالمسؤولية العظمى وشعر بانه سيخسر ابنائه في لحظة بسبب بعده عنهم وعدم اهتمامه بشؤونهم
قلل من سفره ورحلاته وقسّم الأيام لأربع بيوت ليسد حاجاتهم الضرورية
ويشعرهم بحنانه الذي لم يغدقه عليهم في الصغر!
هو كبير في السن ولكن قبل ان تحدث تلك الاحداث القاسية عليه
مهتم لصحته ومنتظم في ممارسته الرياضية
إلى الآن ولكن ليس مثل قبل!
الآن صبّ جهد اهتمامه بأبنائه وزوجاته لكي لا يفقدهم حاول بشتى الطرق ان يعيد شمل العائلة التي تشتت بسبب اهماله ورغباته الغير منتهية!
ترك ملهيات الدنيا التي لا تعود عليه إلا بالمضرة والذنوب تركها خوفًا على نفسه وخوفا من عقاب الله له
ولكن لم يتخلص من العادات السيئة
فـ هناك الكثير من الأمور الغير مرغوب فيها ما زال يمارسها ويفعلها ولكن لم يفكر يومًا بالانتقام ابدًا!
اليوم أحبّ أن يأتي إليهم ويتناول معهم العشاء
نزل من السيارة وسار بخطوات بطيئة ولكن هادئة ومتزنة
رغم كبر سنة إلا انه لا يعكز على عصا ولا يستند على أي شيء من هذا القبيل
هو اهتّم بنفسه وساعدته الرياضة فجعل جسده مرن وذا لياقة
شكل جسده لا يوحي لك بانه رجل مضى من عمره الكثير
وحرصه على تناول الأكلات الصحية والابتعاد عن المضرّة قللت نسبة اصابته بالأمراض القلبية...
ودومًا ما يذهب لمراجعاته عن طبيبه المتابع لحالته من نواحي اخرى!
تقدم لناحية الباب
فتحه
دخل
الهدوء يطرق اركان منزله هذا
تحدث بصوت عالٍ: ميري......يا ميري...
أتت إليه ابنته مسرعة
خارجة من المطبخ : هلا ابوي.....نورت بيتك يا الخقة....
ابتسم رغمًا عنه
فتاته الجميلة هذه دومًا ما تقلب كيانه ومزاجه العكر يحبها ويخشى عليها من كل سوء كم كانت كئيبة بعد وفاة والدتها التي صارعت مرض السرطان لمدة سنتين لم ترزف بأخ أو باخت فحالة والدتها الصحية كانت جدًا سيئة ولا تحتمل حمل المزيد من الابناء فبقيت هي وحيدة والدتها!
وبعد وفاة والدتها كرهت العيش في تلك الفيلا الواسعة
فكل زواياها تذكرها بوالدتها فخشي عليها والدها من الجنون واتى بها إلى فلته لتعيش مع اخويها التوأم الفاقدين والدتهم ايضًا زوجته الأولى والثالثة توفيا في سنوات متقاربة وهذا ما جعله اكثر قربًا من ابنائه ولكن زوجاته الاخريات خشيا ان يتزوج عليهن فأصبح الوضع الان مسموح له بالزواج ولكنه هو لم يفكر في الحقيقة بذلك فـ هناك امور اولى أن يفكر بها من هذه التفاهات التي تبدو له وكأنها أمر سخيف
ابتسم وفتح يديه ليقول: تعالي يا عين ابوك انتي
ركضت لناحيته وارتمت في حضنه قبّلت له راسه ويده
تحدث برضا: ربي يرضى عليك...
ثم سكت يقول: فين اخوانك؟
تحدثت بهدوء: مشاري لسى ما رجع البيت....وحمد في بيتهم وضاري كالعادة في غرفته الخاصة لهواياته اللي يمارسها....
عقد حاجبيه واردف بتساؤل: هواياته!!!!
ضحكت بخفة: هههههههه أي ....تصوير ...خدع بصرية....وفي تشوب ....ومن هالخرابيط....
حرّك رأسه بعدم رضا: ومتى يرجع مشاري؟
ما إن ذكر اسمه حتى دلف من الباب قائلا: السلام عليكم
نظر لأبيه فابتسم واتجه لناحيته قبّل رأسه
نطقت ريهام ببلاهة: ذكرنا الئط جانا ينط....
مشاري رمقها بنظراته النارية: ئط في عينك....
تقدم والدهم ليجلس على الاريكة : روحي نادي اخوك ضاري......راح نتعشى جميع......وقولي لميري تجهز العشاء على السريع....
ريهام بحماس وسعادة لرؤية ابيها: حاضر يا احلى عبد الله بهـ الدنيا....
مشاري بغضب: هي هي....وش عبد لله؟
ابتسم والده نظر إليه بمعنى(اتركها عنك) ومن ثم وجّه ناظريه إليها: روحي يله....

ابتعدت ريهام عن انظارهما
فالتفت على ابنه: اخبار الشغل معك؟
مشاري رمى مفاتيح سيارته على الطاولة الخشبية التي أمامه: تمام.....
تحدث بهدوء: حمد اخوك يقول منك راضي توقع
قاطعه قبل ان يكمل : وش اوقع يا يبه.....هـ الرجال نصّاب وكذاب وشركته سمعتها بالأرض كيف تبينا نشاركه؟.....بس عشانه صاحبه راح يجبرني اوقع واخلي الفرع التابع للشركة من ضمن شراكتنا مع هـ اللي ما ينتسمى ؟
سكت والده لوهلة ثم اردف: انا راح ادرس الموضوع من جديد واشوف مدى مصداقية هالرجال الكذاب على قولتك....
مشاري مسح على شعره ببطء: براحتك سو اللي تبيه....
بو حمد تذكر امرًا: إلا صدق اخبار ريهام؟
مشاري ابتسم ابتسامة جانبية بتعجب: ما هي كانت قدامك قبل اشوي وشفتها بخير...
بو حمد رمى سبحته في حضنه: لا ماهوب قصدي كذا.....
مشاري ركّز ناظريه في عين والده: وش تقصد يبه؟
بو حمد بجدية: اخبارها معاكم...ومع اخوك...اعرف بنتي هبلة....وعليها حركات تبيّن أنها غير مهتمه بس بداخلها عكس هالشيء وفيه اشياء واشياء؟؟؟
مشاري دون مبالاة لامرها: عادي.....تأقلمت معنا ...وعايشة تمام التمام...
بو حمد بحده: وكيف معاملتك معها؟
مشاري بملل اسند ظهره على الكنبة: معاملة كل اخو لأخته....
كان سيتحدث ولكن اتاهما صوتها وهي تقول: وأخيرًا البرنسيس ضاري تكرّم وطلع من مقبرة الإلكترونيات....
ضاري رفع رأسه ليرمقها بنظراته: صوتك ازعاج....
ريهام كانت تدفع كرسيه للأمام ولناحية والدها فأخيها مقعد تحدثت بتهديد: اسكت لا تخليني افحك ابك الحين....
ضاري ضحك بسخرية: ههههههه صدق من قال عليك مجنونة...
ثم نظر لوالده وما إن قربته اخته بجانبه سحب يد ابيه وقبّلها : اخبارك يا الغالي....
بو حمد رت على كف ابنه: بخير يا عين ابوك انت...
ريهام رمت نفسها بجانب ابيها وتعلّقت بذراعه: اذا هو عينك انا وش اطلع...؟
بو حمد التفت عليها مبتسمًا: قلبي....
مشاري ضحك بخفة وأحبّ ان يشاركهم في هذه الاجواء العائلية المحفوفة بالمحبة: ههههههههههه وأنا يبه وش اطلع....
ريهام رفعت حاجبيها وبلعانه: انت امعائه الغليظة.....
ضحك ضاري على اخيه ولملامح وجه التي بدأت تظهر مدى غضبه
نهض مشاري متجهًا لناحية ريهام شد على كتفها: السانك يبيله قطع...
ريهام بخوف: يبه شوف ولدك....
بو حمد بنبرة صارمة: مشاري اتركها....هي تمزح معك...
مشاري تركها وعاد ليجلس في مكانه
تحدث والدهم: كلكم عيالي ولكل واحد منكم له معزة خاصة بقلبي ربي لا يحرمني منكم....
ريهام احتضنت كته من جديد: ولا يحرمنا منك...
ضاري نظر لأخته ولتعلقها بأبيه
مُنذ أن توفيت والدتها وهو يلاحظ تعلقها يزداد بأبيه يومًا عن يوم
ابتسم عندما رأى وجهها مطمئنًا : خلاص وخري ...خنقتي ابوي...
ريهام اخرجت لسانها عنادًا: مالك دخل....
مشاري سكت كان يفكر كيف وبأي طريقه سيفاتح فيها اباه بشأن الزواج
ظن انّ الأمر سهًلا ولكن الآن عندما اصبح يواجه هذا الامر وجهًا بوجه شعر بصعوبته
تحدث بتردد: يبه ...
التفت بو حمد عليه: خير يا يبه....

اتت الخادمة لتقول: ماما العشا جاهز
ريهام ضربت بيدها على خديها بانهيار: يا ويل حالي!......الحين انا ام سبعطعش سنة صرت ماما......ميري فكيني من هـ اللقب اللي يجيب الهم ...وقولي لي ريهام....
ضاري: هههههههههههههههههههههههه بشويش على نفسك....لا تموتين علينا ...
الخادمة هزت رأسها بطاعة ومن ثم انصرفت
بو حمد نهض: يله قوموا نتعشى
ثم نظر لابنه: وبعد العشاء قول لي وش عندك يا مشاري
حرك مشاري رأسه برضى
ريهام نهضت وامسكت ذراع والدها واسندت راسها عليه اما ضاري بدأ يحرك كرسيه بيديه ولوحده ليتقدم معهم
مشاري بسخرية: ترى ابوي ما راح يطير عنك...
ريهام عبست بوجهها: مالك دخل....
بو حمد ربت على كف يدها : اتركها براحتها...
ضاري بهدوء: اكثر بنت مغرمة بأبيها بنتك ريهام يا يبه
بو حمد جلس على الكرسي ليتوسط الطاولة ضحك بخفة: ههههههه يا حظي بهـ البنت .....والله يا انها تشرح لي قلبي لضاق ....شوفتها تشرح الصدر والنفس...
ريهام نظرت لأخويها وبدأت تحرّك حواجبها لتقهرهما
مشاري سحب الخبز من الكيس: بشويش على حواجبك لا تطيح....
ضاري ابسم ابتسامة واسعة: انتبهي ترى ابوي نادر ...فـ احلمي يجيك واحد مثله ....
بو حمد بجدية: إن شاء الله ربي يرزقها بزوج احسن مني....
ريهام بدأت بالأكل : والله ما فيه أحسن منك يا يبه...
مشاري انتهز فرصته عندما اتوا بهذا الحديث الخاص عن امر الزواج: إلا صدق يا يبه منت مزوّج؟
سريعًا ما كحّت ريهام وغصّت في لقمتها قدم لها والدها كأس الماء بخوف ونهض ليربت على ظهرها: اسم الله عليك.....
ضاري خشي عليها حينما رأى وجهها يحمر: صحة.....صحة....
شربها والدها من كأس الماء قليلًا حتى هدأت كحتها واخذت تخف شيئًا فشيء
تحدثت وعيناها تدمعان اثر كحتهما تلك : تزوّج انت ...
مشاري رفع حاجبه : الحين غصتي بأكلك بس عشاني سألت ابوي هـ السؤال؟
ضاري : ههههههههههههههههههههههه والله شكلك توحفة...
ومدّ كلمته الأخيرة

بو حمد بعدم رضا لسخريتهما عليها : بس انت وياه....اكلوا وانتوا ساكتين...
مشاري نظر لوالده: ابوي ترة من جدي اسالك ....
بو حمد نظر لصحن الطعام: لا وسكر على هـ الموضوع
شعرت ريهام بنشوة الانتصار واشارت لأخيها: حرّة على قلبك...
مشاري بعناد اشاح بنظره عنها ووجه نظر لأبيه مرة اخرى: يبه تراها مزيونة ....
ضاري نظر لأخيه: ورى ما تزوجها أنت دامها مزيونة ...
مشاري بخبث: المزيونة ما يليق لها إلا هـ المزيون
واشار لوالده
بو حمد ضحك رغمًا عنه: ههههههههههههه في راسك شيء انت...
مشاري استمر في اقناع والده بطريقته الخبيثة: والله يا يبه أنها مزيونة.....وغير كذا ....واثق انك راح توافق عليها لو قلت لك من تكون؟
ريهام رمت الملعقة في الصحن: صدق أنك قليل أدب ...تزوجها أنت ...لازم ابوي يعني يزوّج ...الله ياخذك....
مشاري رمى عليها علبة المناديل لتضرب كتفها: لا تدعين علي...
بو حمد ارتفع صوته: لا تمد يدك على اختك....
مشاري سكت
بينما ضاري تظاهر بعدم اللامبالاة
وريهام نظرت لوالدها بنظرات رجاء
تطلب من خلالهما ألا يخضع لعرض ابنه الماكر
ولكن خيّب لها ظنونها حينما قال: من تكون؟
مشاري ابتهجت اساريره ابتسم بخبث: وحده كان لك خاطر فيها بس....صار اللي صار و....
قاطعة والده بنظرات شك: كان لي خاطر فيها؟!......يعني كنت راح ازوّجها!
ريهام نهضت بزعل شديد
وكانت ستترك العشاء
ولكن صوت ابيها اجبرها على الجلوس: ريهام عن الدلع ...واجلسي كملي عشاك ولا راح اقوم وامشي....
جلست وعيناها تنذرها عن نزول الدموع
أما ضاري لم يعجبه حديث توأمه...
أكمل مشاري دون ان يراعي مشاعر اخته: أي كنت راح تزوجها....او خلينا نكون صريحين.....أنت تزوجتها....وطلقتها...
سريعًا فهم ما يقصده ابنه
فتحدث بجدية: انسى....وأنا ابوك....انسى
مشاري لن يستسلم في اقناعه: يبه انا ما هوب قصدي زي ما تفكر....بس البيت محتاج من يقوم به.....وأختي ريهام بعدها صغيرة...تدرس...
ضاري إلى الآن لم يعرف من تكون تلك العروسة الفاتنة!
ريهام تحدثت بصوت مكسور : انا اقدر اسوي كل شيء.... يا مشاري....لا توسوس لعقل ابوي...تكفى....
مشاري لم يلقي لها بالًا: يبه كذا ولا كذا....البيت محتاج مره....حمد وتزوّج وطلع في بيت لحاله....وأنا لو تزوجت وظليت هنا ما راح تاخذ زوجتي راحتها وتقوم بهـ البيت لأنه ضاري موجود وبكون بيت مشترك....فـ الافضل انت تزوج....
بو حمد لم يغيب عن باله أمر اصرار ابنه على الزواج من تلك الفتاة خاصة: وليش هي بالذات....؟
مشاري وبدأت الذكريات
تلعب دورها في عقله: انت قد قلت جملة عمري ما راح انساها
بو حمد يجاريه في الحديث: اللي هي....
مشاري نظر لأخيه ومن ثم لأبيه : راح اكسرها مثل ما كسرتني بولدي راح ازوّجها لو بعد مية سنة.....
بو حمد تنهد بضيق من هذه الذكرى: قلتها بلحظة غضب....
ضاري توقف عن الاكل وفهم ما يتحدثان عنه أما ريهام باتت نظراتها مشتته بينهم لعدم فهمها لهذا الحديث....
مشاري يحاول ألا يفقد اعصابه: يبه انا ما اقول لك تزوجها عشان تنتقم ...بس....
بو حمد نهض قائلًا: المره تزوجت وعيّلت...
مشاري نهض وفقد سيطرته على نفسه: وترملّت ....زوجها مات....وأنت عارف بهـ الشيء...يبه تزوجها....
ضاري اخيرًا تحدث: ليش يزوجها هي بالذات يا مشاري....
ريهام بفضول تساءلت: يبه من هي؟
مشاري بقهر: يبه....أرجوك تزوجها.....خلها تشوف وش سوت لأخوي.....خلها تعيش بتأنيب الضمير.....لا تعذبها....بس تزوجها هي اصلا من الاساس لك....يا يبه....كافي عاشت سنوات كثيرة ولا على بالها....باللي سوته.....لازم تعيش تأنيب الضمير....
ضاري طأطأ برأسه
ريهام بتعجب: وش سوت هي؟....يبه تكلم....
بو حمد بحده: عمري ما فكرت انتقم ولا راح انتقم...يا مشاري....واللي صار مقدر ومكتوب....
مشاري حاول ان يكبح مشاعر غضبه : يبه ...فكر بالموضوع....السالفة ما هيب سالفة انتقام...

بو حمد بغضب شديد: هي كل اللي سوته خوفًا مني فكيف تبيني ارجعها على ذمتي وهي اصلًا تخاف مني ومغصوبة علي .....وأنا من الاساس ما ابي اتزوّج....وانتهى....
مشاري انهمل في الحديث : تزوجها ...يا يبه....تزوجها...قد سمعتك وانت تحلف انك راح تاخذها ...وقد....
قاطعه بصرخة: حلفي باطل........وكل كلمة قلتها وانت سمعتها في ذاك الوقت طلعت من فمي من حر ما في قلبي لا اقل ولا اكثر...
ضاري عقد حاجبيه من صراع ذكرياته للماضي....
بينما مشاري انهار: تزوجها مانت خسران شيء.....قلت لك السالفة ما هيب سالفة انتقام....قول عناد أي....يمكن...بس صيته لازم تشوف وش سوت بتوأمي....وأظن ندبة الجرح ما زالت بكتفك....تزوجها....يا يبه....
بو حمد نظر لابنه ومن ثم تركه خارجًا من المنزل فتبعته ريهام راكضة : يبه .....يبه....لا تروح....ما عليك منه....يبببببببببببببه...
ولكنه لم يستمع لحديثها ولم يلتفت إليها بل خرج وركب سيارته وامر السائق بالتحرك سريعًا من امام وجهة المنزل!
ضاري نظر لأخيه بغضب: مشاري شيل من راسك سالفة الانتقام هذي...
مشاري بصوت عالي: متى وافقة على العلاج....شلتها من راسي....
ضاري بنبرة صارمة: الحرمة ما هيب قصدها توصلني لهـ الحال...
مشاري بأنانية: ما راح اكون مثالي مثلك...ومثل ابوي....لازم تتعاقب....وانا اعرف كيف اقنع ابوي عن اذنك....
ثم توجه لسلم...
أتت ريهام لتنظر للطاولة ولأخيها بشتات وبدموع عالقة في اهدابها
تحدثت بنبرة بكاء : ليته ما قال له شيء.....راح وما عاد بشوفه إلا اسبوع الجاي....
ضاري تعكر مزاجه كليا لا يريد الحديث مع أي احد لذا حرك كرسيه مبتعدًا عن طاولة الطعام .....ومن ثم توجه للغرفة الخاصة
ليمارس فيها هواياته ويفرّغ كل طاقته السلبية تاركًا اخته
لتجلس على الكرسي وتبكي بشهقات متتالية!



انتهى




قراءة ممتعة اعزائي

حبيت هالمرة احط اسالة للتفاعل
وأتمنى ما يخيب ظني واشوف تفاعل اكبر بالبارتات الجاية



قبل كل شيء اول سؤال


ما هو رأيكم بالرواية من ناحية الفكرة؟ ومن ناحية السرد؟ ومن ناحية الحوار وما إلى
ذلك؟

بالنسبة لبارت اليوم واسالته


هل سيستطيع مشاري اقناع والده من أن يقبل على الزواج من صيته؟

عليا وحديثها مع ليان وتلك المفاجئة ؟برأيكم ما هي المفاجئة التي ستتحدث عنها !

فاتن اعلم لا يوجد هنا بهذا الجزء موقف لها ولكن برأيكم هل سيأتي يوم وتبوح بصدق عمّ يضايقها ؟
وهل شكوك سعود اتجاهها صحيحة هل لامستم صحة ما توصل إليه من خلال الاحداث التي مرّت؟
فيصل وسارا وما حدث في حياتهم القصيرة ، هل سيعود كل شيء على ما يرام ام ستبقى حياتهم هكذا مذبذبة؟

ساترك لكم ساحة التوقعات
واعتذر لكم اشد الاعتذار على التأخير وعلى بعض الأخطاء الاملائية
نزلت البارت دون مراجعته بسبب تأخيري فعذرا لكم


دمتم بخير


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 10:28 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ



(البارت العاشر)

.
.
.


هواءٌ خانق، يكتم الصدّر من ثقلهِ وعدم قدرت استنشاقه على مهلٍ من الذكريات المتسارعة التي تحاول امتصاص نبضات قلبك لتضعفه ، ليعرق جبينك وتقطب حاجبيك بانزعاج ممل ومتكرر! قد يعد من الجنون محاولة الهروب من هذا الاختناق ؛ لأنك هنا ستقتل نفسك دون ان تشعر ، سيتحول الهواء فجأة إلى دخانٍ اسود أو كالسناج المتصاعد من مداخن المصانع يتكاثف من حولك....
ومن ثم يرقد على صدرك بمهل إلى ان يقيّد ويطبق بيديه الخياليتين على عنقك....يجعلك تتلفت يمينًا ويسارًا محاولة النجاة ولكنك فجأة تغرق في المزيد من الدخان...
هذا ما شعرت به في نومها....اختناق....يدين ملطختين بالقاذورات وبعضًا من الدماء تحاول ان تخنقها ....تصرخ بِلا صوت...وتتفلّت من اللاشيء دون جدوى للهروب.....عينين تحاول أن تخترقها من شدّت التحديق بها...وفجأة تتراجع للوراء لتصطدم بجسد ألّد اعدائها بعد فعلته المشينة بها....التفتت لترى ابتسامته البائسة.....طوّق وجهها بيديه واقترب منها ليقبّل جبينها وما إن ابتعد رأت شفتيه تنزفان بالدم وتتشققان لتزيد كثافة الدم السائل منهما....وسالت الدماء من جبينها بشدّة بعدما وضعت يدها اليمنى على موضع قبلته! ....تسارعت انفاسها لمنظر الدم ....واضطرب كيانها...ابعد يديه الملطختين بالدماء عنها.....وبلمحة البصر ...اخذ يبكي بِلا صوت وبدل الدموع كان يذرف دمًا.....ويبتعد عنها للوراء لخطوات شاسعة منها...وهو يكرر

_سامحيني يا فاتن
_سامحيني يا فاتن
_سامحيني يا فاتن

كان يتردد صدى صوته بجنون وبتردد قوي ومؤذٍ لغشاء الطبلة
حركت رأسها بعدم رضا لكل ما يحدث .....ازدردت ريقها واخذت تجثو على ركبتيها تكرر بحركة رأسها نافية كل ما تراه أمامها

_لا
_لا
_لا
إلا أن....
فزّت من نومها...واستقامة بجلستها على السرير بطريقة سريعة
وضعت يدها على قلبها وأخذت تضغط عليه بشدة ...
بللت شفتيها ونظرت لأرجاء الغرفة
كانت تنظر بنظرات خاطفة يلتهمها الشتات والضياع...
مسحت قطرات العرق من جبينها اغمضت عيناها
لتتذكر على حين فجأة
صراخها وعويلها ومحاولتها في الهروب
فتحت عيناها بسرعة لتبعد تلك الذكرى المزعجة
ومن ثم رمت نفسها على الوسادة دون ان تراعي ألم ظهرها
اغمضت عيناها من جديد
فتسللت ذكرى اخرى
لتراها بوضوح...
حزنٌ مثخن بالألم قد تهاوى على جسدها
واختناقُ مذاقه مُر تحاول لفظهُ من فمها
ركلت الهم تارة واخرى ركلت فيها الغم و هاجمت الحقيقة بنعومة أظافرها
حدّقت في عيناه برجاء
همست : تكفى لا....
فتحت عيناها لتعود وتجلس على السرير بسرعة جنونية ومؤذية
شدّت على رأسها وهي تحركه بنفي تام للذكريات: لا لالا....خلاص....تعبت....تبت....مل يت....بس ...بس ....ما ابي اذكر شيء....بس
إلى ان اختنق صوتها ببحة البكاء وانخفضت نوتات جنون لوعة الذكريات
احتضنت ساقيها والصقتهما ببطنها تكوّرت حول نفسها طأطأت برأسها إلى ان التصق جبينها بركبتيها
بكت وكأنها لم تبكي يومًا!
بكت بشدة لتوحي لِم يراها انها تعزي نفسها لفقدان عزيزٍ قد توفى وغالٍ على قلبها ....شدّت على الغطاء لناحية صدرها ....تحاول التماسك امام هذا الفقد الغالي....تحاول ان تعود كما كانت ولكن جميع الابواب مؤصدة امامها وجميع الطرق الذي تُئدي لذلك صعبة....
نحيبها يزداد.....كلما مرّت دقيقة....ودقيقتين...وثلاث...
(كان لي كـ الحلم اريد ان اعانقه على ارض الواقع
ما إن احتضنته
حتى كُدت اختنق
فابتعدت عنه ولكن لا زالت اشواك حُبهِ عالقة بملابسي
كذنبٍ عليّ ان اتجرّع مرارة عقوبته !
كل يوم!)

لنبتعد قليلًا عن كآبتها ....
ولكن لن نبتعد كثيرًا
ولكن على بُعد امتار قليلة
في مكتب الطبيب المشرف على حالتها
كان عبد الرحمن وسعود يتحاوران معه لمعرفة ما هو المستجد لحالتها بشكل دقيق....
د. احمد: الحمد لله.....بدت تتحسن بشكل افضل....والخمول مع حركتها ولله الحمد ما عادت له سيطرة على جسدها بالشكل الكبير....وتجاوبها مع العلاج....يوحي إلى أي مدى من التحسن وصلت له....
ابتسم عبد الرحمن بابتهاج كبير: يعني قريب نقدر نقول راح تطلع من المستشفى؟
د. احمد ابتسم: نقدر نقول موعد خروجها الاحد الجاي...
اتسعت ابتسامته اكثر : الحمد لله يا رب
سعود كان يستمع لهما بحرص شديد
ابتسم لذلك الخبر وتلك الكلمات ادخلت في نفسه البهجة والسرور ولكن تساءل : طيب حالتها النفسية ...
د. احمد: خروجها من المستشفى راح يساعدها على تخطيها للي صار لازم تنشغل في اشياء عشان ما تسمح لنفسها بالتفكير اكثر....واذا حابين تستفسرون عن حالتها النفسية اكثر ....فالدكتور غسان موجود....
سعود باهتمام نهض: بروح اطمئن عليها قبل....ومن ثم بروح للدكتور غسان ...
عبد الرحمن نظر لعمه: طيب....وانا راح اروح...
قاطعه الطبيب: اجلس عبد الرحمن لازم اخليك تطلّع على جدول مواعيد المراجعة لها....والادوية اللي لازم تاخذه ...
عبد الرحمن بتفهم : طيب
.......
خرج وقبل ان يذهب للطبيب غسان ...تنهّد طويلًا وقادته رجلاه سريعًا لناحية غرفتها قلبه غير مطمئِن على ابنت اخيه يشعر بالأسى لحالتها ، ولانشغال ذهنها في الأمر الذي تخفيه ،يخيفه ذلك الأمر لدرجة بدا يؤرق له عيناه ويسرق منهما نومه ، وضع يده على مقبض الباب وقبل أن يشد عليه ليفتحه سمع صوت انينها ونحيبها، كان صوت بكائها واضحًا ومؤلمًا لقلب من يسمعه، فتح الباب سريعًا واغلقه واتجه بخطوات متسارعة لناحيتها
نظر إليها بانكسار شديد، قطبّ حاجبيه ، لِم هذا البكاء؟ ما هو الداعي للبكاء بهذه الطريقة ؟بكاء قاهر ،حزين، عاجز كانت تحرّك جسدها بتوتر وقلق وتحاول ان تحتضن ساقيها اكثر من هذا الشد والاحتضان!!!!!
وجهها منكّسًا ومستندًا على ركبتيها بينما شعرها مبعثر وحجابها على الوسادة مُلقاة بإهمال....
اقترب منها وعيناه تجحدان بألم وخوف من هذا النحيب...
وضع يده على كتفها وسريعًا ما انتفضت ورفعت رأسها قائلة
بصوت عالٍ : ييـــيـ
لم تكمل اسمه بل ضاعت الاحرف من فمها
ازدرت ريقها بصعوبة شديدة نزلت دموعها الثقيلة على التوالي
لا تريد أن ترى عمها ، لا تريد أن يرى احدًا حالها هذا لا يجب على اهلها ان يروها وهي على هذا الحال وإلا انفضحت!!.....يُتعبها قلبها ، من الصعب ان تعيش طوال حياتك في دوامة الخوف من الصعب ان تتجرّع آلامًا لا تستطيع الخلاص منها ،بكت اكثر واغمضت عيناها واعادت رأسها مدفونا ما بين رجليها
جلس على طرف السرير
ابعد شعرها للوراء تحدث بهمس: فاتن ......حبيبتي....ليش هالبكى؟.....ليش تبكين....وش فيك يا عين عمك انتي؟
لم تجيبه بل شدّت بيدها على ساقيها وحاولت ان تبتعد عنه بمقدار بسيط ولكن اقترب سعود منها وامسكها من اكتافها واجبرها على ان ترفع رأسها
ليرى احمرار وجهها اثر البكاء ويرى دموعها الثقيلة التي ما زالت تنهمر بِلا عناء
تحدث : ليش تسوين بنفسك كذا؟
كل ما اردفت به بصوتها الهامس وعيناها الضائعتين في النظر لوجهه: ما ابي اشوف احد.....تكفى عمي اطلع برا......ابي اظل وحدي....
صُدم لطلبها ...حدّق بها طويلًا وهي مازالت تحدّق به
وشهقاتها مستمرة ورجفتها تزداد اكثر حينما يشد اكثر على كتفيها
تحدثت بصوت متقطع: لا تناظرني كذا......انا تعبانة وما ابي اشوف احد......ابكي ....لأني انا ابي ابكي!!!....اي جنيت....فاتن اللي تعرفها...ماتت.....أنا الحين فاتن ثانية.....فاتن اللي عمركم ما راح تتقبلوها....فاتن اللي ببالكم دفنوها تكفون....وانسوها.......ولاحد يقارني فيها!.....لأني تغيّرت ومستحيل اصير زي اوّل....مستحيل....عمي تكفى اطلع برا....ما ابي اشوف احد.....انا ابي اظل وحدي.....ابي ابكي براحتي.....بدون ما احد يسالني وش فيني وما فيني؟....لأني ما عندي جواب له...
ازداد بكائها اكثر: اهىء اهىء....انا نفسي تعبت مني.....انا مليت من حالي.....ومن هذا...
واشارت لرأسها لتقصد به ذاكرتها التي تؤرقها باسترسالها في مرور شريط الذكريات عليها باستمرار!

كان يحدق بها ، بأسى وبانكسار شديد كل ما فعله بها
احتضنها وهي تتخبط في نطق احرفها
شدّ عليها اكثر ليهمس لها: خلاص اسكتي....هدي....
حاولت ان ترفع نفسها من حضنه : اتركني يا عمي....اتركني....بختنق....بختنق ....احس بموت...
ابعدها عنه سريعًا ونظر لعيناها الغارقتين بالدمع : اسم بالله عليك من الموت.....فاتن تعوذي من الشيطان....لا تسوين بنفسك كذا...ريحي نفسك وعقلك وقلبك.....

انفتح الباب على مصرعيه
ودخل اخيها عبد الرحمن بخطى هادئة وبجه مستبشر بكل خير
ولكن ما إن نظر لوجه اخته حتى تبدّلت ملامح وجهه للقلق
نظرت له هي ايضا ببكاء: اهىء اهىء.....تكفون طلعوا....ما ابي اشوفكم...
عبد الرحمن عقد حاجبيه ونظر إليها بتعجب: افا.....يا ذا العلم....ما تبين تشوفينا؟
اقترب اكثر ليصبح بالقرب من سريرها من الناحية اليمنى
بكّت بشدة وهي تترجاهما: تكفون طلعوا.....اهىء اهىء....ما ابي اشوفكم ....ما ابي....ما ابي.....طلعوا برا.....تكفون طلعوا.....
وبدأت بالصراخ والانهيار إلى
ان ازداد احمرار وجهها اكثر وعرق جبينها وخارت قواها ...ضربت على فخذها بجنون لتصرخ : طلعووووووووووووووووووووا
عبد الرحمن امسكها من معصم يدها ليهدّأ من انفعالاتها وحركاتها العشوائية: فاتن......فاتن اهدي...
كانت تصرخ وتحدّق لهما بعشوائية
وسعود ينظر إليها بنظرات لا تفسر كان جامد التعبيرات والملامح
صرخت بجنون وهي تقرّب ساقيها من بطنها من جديد: ما ابي اشوف احد......انتوا تتعبوني....اكثثثثثثثثثثثثثث ثثثثثثثثثثثر...براااااا ااااااااااااااااا...اهىء اهىء.....
عبد الرحمن احتضن رأسها بيده نظر لعيناها: اشششش.......لا تصارخين....راح نطلع ....بس هدي من نفسك....قولي لا اله الا الله....
ابعدت يدي عبد الرحمن عن وجهها بقوة ودفعته من صدره
ليتعجب وينصدم من حالها اكثر لا يجد تفسيرًا لِم تفعله بالأمس كانت بخير ماذا حدث لينقلب كيانها إلى هذا الحال ...
ارتفع صوت بكائها اكثر : اهىء....اهىء....انا بطلع...انا....
وحاولت النهوض ولكن منعها هنا سعود
وامسكها من يديها...
ولكنها حاولت التفلت منه
وهي تركل وترفس وتبكي وتصرخ
بلا وعي منها
كانت في حالة جنون ....
نظرت لعمها ببكاء شديد: وخّر عني.....وخروا....والله لا اذبح نفسي....طلعوااا برااااااااااااااااااااااا ا...اكرهكم انا ...اكرهكم

طرررررررررررررررررررررررا ااااااااااااخ
ألكمها سعود على خدها
ليسكتها...
ألكمها دون ان يشعر بنفسه ازدرد ريقه لفعلته هذه
اما هي من شدة صدمتها حدّقت لعيناه دون ان ترمش وبدا جسدها يرتجف خوفًا ...
أما عبد الرحمن اتسعت عيناه وتحدث: عمييييييييييييي.....
ولكن لم يبالي له....لأنه مصدوم لِم فعله ولكن اراد ان يسكتها ويخرجها من جنونها الغير المتوقع هذا..
لذا
امسكها من اكتافها وحركها بعنف وهو يتحدث: اصحي على نفسك يا فاتن.....اصحي.....وش هالجنون اللي تسوينه؟.....انتي بخير...ما فيك شيء.....ما فيك إلا العافية.....تقبلي وضعك....وتقبلي اللي صار...وحنا ماحنا طالعين.....وإن كان فيه شيء صاير لك ومضايقك...قوليه ...بس لا تسوين في نفسك كذا....لا تصعبين الأمور اكثر ما هيب صعبة....تكلمي....وش فيك....وش اللي مخليك مجنونة كذا.....وش اللي محزنك...ومخليك منك طايقة حتى نفسك....
كانت عيناها تذرف الدموع دمًا
وشهقاتها تُصعب سحب الهواء إلى رئتيها ....
شعورها بالدوران بدأ يسيطر على خلايا جسدها كله
وصدرها يرتفع ويهبط بنفسٍ مضطرب وعبد الرحمن بدأ يحاول ان يهدأ عمه ليتركها من يديه
عبد الرحمن: عمي اتركها....
أما عمه صرخ في وجهه: اسكت عبد الرحمن هي لا زم .....تتقبل اللي هي فيه...وتقول لنا وش مضايقها....مو تسوي هالخبال والجنون...
عبد الرحمن ازدرد ريقه: أي بس ما هوب بهالطريقة يا عم....
سعود حدّق في عيناها المذعورتين: جيتها بزي اسلوبها...يمكن تستوعب ....
بدأ عقلها اللاواعي يسيطر عليها بدأت تفقد حواسها ورجلاها بدأت بالارتخاء وعيناها تحدّق به دون ان ترمش حركت شفتيها المرتجفتين بخوف: اذيتني .....اذيتني....
سعود حركها بعنف يبدو انه وصل لمراحل غضبه الشيطاني: ما اذيتك...انا خايف عليك من نفسك...يا فاتن...
ازدردت ريقها وارتخت يداها على جانبها واصبحت معلقة ما بين يديه: اذيتني....والله اذيتني...
ارتخت عيناها
وسريعًا ما اغمضتهما وتدلّى رأسها للوراء
صرخ عبد الرحمن: فاااااااااااااااااااااااا اااتن
سعود حركها بخوف: فاتن....بنتي.....فاتن....
عبد الرحمن اقترب منها حرك رأسها بخفة: فاتن.....فاتن تكفين ردي علي...فاتن
سعود حملها ما بين يديه ليجعل جسدها في اريحية عندما وضعها على السرير صرخ على عبد الرحمن: ناد الطبيب...
عبد الرحمن تسارعت انفاسه
ركض لناحية الباب ليخرج
أما سعود حركها وضرب على خديها: فاتن....فاتن فاتن ردي علي....
اخيرًا فتحت جزء بسيط من عيناها وببطء شديد
سعود بخوف : فاتن....ردي علي تسمعيني...
فجأة دخل الطبيب مع ممرضتين لمساعدته
عبد الرحمن اتى بجانبها ونظر لعيناها المفتوحتين ومازالتا تذرف الدموع...
اتى طبيب آخر على حين فجأة تحدث بحزم: اطلعوا برا لو سمحتوا....
سعود شد على يد بنت اخيه: فاتن ....
اتى عبد الرحمن بصوت متهجد قائلا: عمي....تعال ....
د. احمد بدأ يعاين حالتها قائلا: اطلعوا برا....
عبد الرحمن سحب عمه ليخرجا رغمًا عنهما...
سعود ازدرد ريقه ومسح على وجهه بيده
نظر لعبد الرحمن المتوتر
لم يحدثه كل ما فعله ذهب عن انظاره متجهًا للخلاء!
........
ارتد بذلته سريعًا ، ثم اتجه لناحية الكومدينة سحب من عليها مفتاح سيارته ومحفظته ثم خرج من الغرفة....متوجهًا للسلم والنزول من الطابق العلوي ليصل إلى صالة منزلهم الرئيسية توجه للباب الرئيسي للخروج ولكن
اتاه صوت ليستوقفه: فيصل....
توقف عن فتح الباب والتفت لمصدر الصوت لم يردف ولا حرفًا واحدًا...
تقدم إليه بخطوات متناسقة ووجه يخلو من أي تعبير تفهمه لسبب استوقَافه له...
تحدث بجدية الأمور : فيصل حان الوقت اللي تطلق فيه بنت الناس....
ما إن سمعت تلك الجملة حتى تركت من يدها كوب الشاي
وقفت وأخذت تنظر إليهما بقلق من ردود افعال كل منهما...
تحدث بعدما ادخل يديه في مخبأ سروالة الجينز: اعتقد الأمر انا اللي اقرره ....ما هوب انتوا.....
اقترب منه اكثر ليحدّق في عيني ابنه متحديًا اياه : وأنا اعتقد بعد سواد وجهك.....وغيبتك الطويلة وتعليقك للبنت......راح تطلقها غصبن عنك....
نظر لأبيه بهدوء : يبه......انا بصلّح كل اللي سويته.....اعترف اني غلطان....بس طلاق ما نيب مطلّق....
بو فيصل استشاط غيضًا: وش راح تبرر لهم....وش بقول لهالمسكينة......انت اصلًا ما انت عارف وش تبي...تركتها ...وخليتها علك في حلق اللي يسوى واللي ما يسوى......البنت سكتت وما طلبت الطلاق....لانه عايلتها مرت في ظروف ما هيب سهله...بس الحين جاء الوقت ...اللي راح يتكلمون فيه....فقبل لا يطلبون منك تطلقها....طلقها بدون أي مشاكل....والطلاق افضل حل....بينكم....
فيصل شد على قبضة يده : ما راح اطلقها......بكلمها هي....وبكلم ابوها...بس طلاق ما نيب مطلق....
بو فيصل بعصبية: وش بقول لها...ولأبوها...كافي يا فيصل...فشلتني قدام هالعيلة لين قلت بس......وش بقول....وانت قدامي ولا بررت لي سواتك....وش بتبرر لهم....
فيصل بإصرار: زواجي من سارا راح يتم.....وبرضى الجميع...
بو فيصل ابتسم بسخرية: عجييييييب والله ماخذ الوضع عناد...
فيصل ازدرد ريقه لا يريد ان يطول هذا النقاش: انا مستحيل اتخلى عنها....
تدخلت هنا والدته قائلة: يا بو فيصل ....اتركه يكلمها ....يمكن يصطلح وضعهم .....
بو فيصل رمقها بنظرات: انا اقول انتي اسكتي...
ازدردت ريقها وسكتت خشيةً من ان تتحدث وتزيد النار حطبًا !
ثم نظر لابنه: طلقها...يا فيصل ....وراح اقول لأبوها...عن الأمر...
فيصل بدأ يفقد اعصابه: يبه.....تكفى .....لا تصير انت والزمن علي.....عطني فرصة اعدل الوضع ......انا بكلمه خلاص وإن ما فاد.....بطلقها....عن اذنك
ثم همّ بالخروج
ولكن تحدث والده بصوت عالي: وين رايح؟
فيصل بقهر وبكذب ليتخلّص من هذا الضغط : مع بندر...
ثم خرج
ام فيصل نظرت لزوجها ....
أما بو فيصل ضرب بيديه على مسند الاريكة ثم توجه للسلم...
....


ركب سيارته....
ضرب مقود السيارة واسند رأسه عليه
تنهد بضيق ومن ثم اتصل على رقمها...
ولم تجيبه
اتصل مرة ومرتين وثلاث...
ولكن دون جدوى من ردها عليه...
ارسل لها رسالته(ربع ساعة وبكون في بيتكم)
....

كانت تقرأ رواية(ليلة لا تنتهي ) للكاتبة الكبيرة اجاثا كريستي كانت مندمجة في القراءة كل الاندماج ولكن اتصالات فيصل المتتالية افسدت عليها لذة القراءة والخلو بالنفس بما هي تحبه! ابعدت عنها الهاتف واستمرّت في القراءة ولكن عقلها لم يكن معها كما كان قبل قليل بدأت تقرا دون تركيز....دون فهم من هو المتحدث دون ان تربط بين الاحداث اتصالاته شتت لها عقلها وتفكيرها سمعت تنبيه عن رسالة تضجرّت واخذها الفضول لتنهض وترى تلك الرسالة .....
سحبت الهاتف من على السرير فتحت رسالته وما إن قرات كلماته حتى شهقت : هأأأأأأأأأأأأأأأأ مجنون..مستحيل ....
(أن نفترق هذا مُحال
وأن يجمعنا سقفٍ واحد ليس بمستحيل
ولكن من الصعوبةِ تقبّل الأمر
فقلبي وعقلي متضادان
كل منهما يجبرني على أمرٍ آخر
وأنا ما بينهما حائرة ورأسي مليء بالشتات!)
رمت الهاتف من يدها وبدأت تفرك يديها ببعضهما البعض
تسارعت انفاسها وهي تكرر: الله يستر ......الله يستر...يا رب.....يا رب...
اجتمعت الدموع في عيناها
ازدردت ريقها آلاف المرات
بكر لن يتقبّل وجوده وكذلك والدها
ولكن ماذا تفعل لردعه ؟
ماذا تفعل؟!
سكتت حينما اتت اليها فكرة
ولكن نفتها: لالا...مستحيل اكلمه...
ولكن ماذا لو اتى؟
وتشاجر مع بكر....
وطلب منه والدها ان يفترقا...
بكت وجلست على طرف السرير: يا رب سترك....يا رب....
ثم اخذت هاتفها بيدين مرتجفتين
بللت شفتيها نظرت لرقمه مطولًا
اردفت بصوت متهدج اثر بحة بكائها الصامت: لازم اقوله لا تجي...لازم...وإن رسلت له رسالة ما راح يقراها.....وبعاند....
مررت اصبعها على (اتصال)
وقلبها يرجف خوفًا
من صوته
من الذكريات
من خيبتها
ومن كل شيء يربطها به!
.....
كان يقود بجنون يريد ان يصل قبل فوات الأوان...
قلبه يحثه على الاستمرار نحو هذا الطريق
قطع عليه حبل افكاره رنين هاتفه
اخذه وهو يشتم احد السائقين حينما كاد ان يصدمه لسرعته الجنونية
نظر لأسمها ....ابتسم رغم كل شيء سيء من حوله....
وسريعًا ما توقف جانبًا ليجيب عليها: ما بقيتي تردين....
صوته لم يتغيّر هذي هي نبرته الحانية
لن تجيبه الآن تريد ان تسمع صوته مرة اخرى
لتختبر ما تبقى له من مشاعر في قلبها
قلبها الآن ينبض ليس حبًا لا بل كان ينبض خوفًا
ستعطيه فرصة اخرى
عقد حاجبيه : سارا...
لم تجيبه
اغمضت عينيها لتتسلل منهما دموع ساخنة ومؤذية
نبضات قلبها ما زالت تنبض خوفًا
ازدردت ريقها....وعضت على شفتيها لتمنع خروج تلك الشهقات المُفضحة لأمر البكاء!
تحدث بفقدان صبر: تكفين ردي.....ترى خمس دقايق واكون ببيتكم....
تحدثت بلا وعي: لا....تكفى لا تجي....تكفى...
فيصل ابتسم : اخيرًا سمعت صوتك....
سارا وضعت يدها على فمها عقدت حاجبيها شدّت على بذلتها موبخه نفسها لاستعجالها على الرد السريع ورجائها هذا ...
فيصل اخذ نفس طويل: عارف ليش متصلة علي...يا سارا...ما تبيني اجي بيتكم.....
سار نهضت من على السرير اخذت نفس عميق لتهدأ من عواصفها : أي ما ابيك تجي.....الوقت ما هوب مناسب....وما عندي استعداد احد يفتح لي موضوعك ابد.....وإن جيت ......ما ادري وش ممكن يصير لا بكر طايق يشوفك ولا ابوي.....ولا حتى انااااااااا....
سكت ، حدّق لمن حوله بشتات....كل شيء من يديه رحل وضاع ولا يستطيع إيجاده إلا بصعوبة، يعترف أنه كان متسرع لم فعله، يعترف أنه كان انانيًا وبشدة قاتله، ولكن ما بال قلبه الذي ينبض شوقًا لرؤياها هل يعد ذلك ايضًا انانيةً منه، اسند رأسه للوراء اغمض عينه وتحدث
برجاء: سارا....أنا آسف......آسف على كل شيء سويته لك....سامحيني واعطيني فرصة.....
سارا، امتلأت عيناها بالدموع، وتراجعت ذاكرتها بها للوراء حركت رأسها لتنفض عنها تلك الذكريات تحدثت بصوت باكٍ لم تستطع اخفاء نبرتها الباكية: ما نيب مسامحتك.....لأنك جبرتني على اتخاذ قرار ما نيب مقتنعه فيه ابد.......انا ما ابيك تبرر لي ليش سويت كذا ....وليش هربت.....انا ما ابي اعرف شيء منك.....بس متى ما صار فيه وقت مناسب تتكلم فيه مع ابوي......انا اقولك متى واي وقت...حاليا لا يا فيصل لا ...ولا عاد ترسل لي شيء.....انت بتاخذني....بس غصبن عني.....انت جبرتني على هالخيار....بس ما راح تطول هالسالفة ابد ابد...مستحيل اقسي على نفسي كل هالقساوة بيجي يوم ...وتطلع سارا من حياتك مثل ما انت اجبرتها تدخل هالحياة مجبورة.....
عضّ على شفتيه بندم، تحدث بانكسار: سارا.....اللي صار بينا بالحلال....
قاطعته لا تريد أن تتذكر هذا الامر: ما ابي تجيب لي هالطاري......عارفه بالحلال......ما سويت شيء غلط.....الغلط انت اللي سويته ....سويت كل شيء بدون رضاي.....ما احترمت رغبتي ....ما احترمت رفضي وخوفي....كنت وما زلت اناني.....ما علي من هالسالفة امور كثيرة انت خدعتني فيها....زواجك ....بنتك.........وعقمك....فيه اكثر من كذا بعد....قول ....ترا اليوم رديت عليك ...بعدها لا...
فيصل ، مسح على شعره بتوتر: صرت اناني عشاني احبك.....سارا انتي ما تدرين وش صار لي بعد ما ....
قاطعته وهي تفهمه جيّدًا ماذا يقصد : وانا ما ابي اعرف وش صار فيك...
مسحت دموعها شعرت بقوتها عندما سمعت نبرته المهزوزة : فيصل ....لا تحاول ولا في أي يوم انك تشوف سارا اللي حبتك قبل ما تعرف كل انانيتك.....انت خدعتني ....خدعتني....فيه شيء تبي تقوله قبل لا اقفل الخط...
فيصل اغرقت عيناه بقهر رجال لا يعرف طريقًا للرحمة يبدو انه سينتقم لها من نفسه!: احبك.....عطيني فرصة....
بكت سارا وتسلل لمسامعه صوت شهقتها الاولى: اذا عطيتك فرصة ....انت وش بتعطيني؟....حب عشق مثلا... انا ما ابي هالاشياء....سرقت مني كل شيء....خدعتني.....وخدعت اهلي معاي....رجعني زي ما انا كنت عليه تقدر؟....طبعا لا ما راح تقدر....طيب فرضًا ورضيت فيك.....ما راح اقدر اعيش معاك بسعادة....لاني ما راح اقدر .....اتخطى مرحلة اني اغتصبت منك.....منك انت يا فيصل ...من الشخص اللي المفروض يخاف علي وبكرا بكون زوجي...عارفة بالحلال....بس ما هوب برضاي ولا عادتنا وتقاليدنا تقول عادي يصير هالشيء...قبل اعلان الزواج.....لو فرضًا وحملت وش بكون موقفي بين اهلي...اوه نسيت
اردفت بسخرية: واضح انك ماهتميت لهالامر لأنك عقيم .......اهتميت بنفسك لتشبع رغبتك بس ولا حتى اهتميت لنفسيتي ...ولا لرجائي لك....وقول لي بعد تحبني....لا تكذب علي.....خلاص صرت لي مثل الكتاب المفتوح يا فيصل ...كتاب قذر وكريه بس مجبورة اني اقراه...
فيصل لم يستطع ان يجيبها بأي شيء
يعلم جيدًا انها في حالة انهيار من الحديث الذي كان من الواجب عليه ان يسمعه قبل ان يختفي عنهم فجأة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.