13-05-17, 08:58 PM
| #272 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب 
|  مساء الخيرات والعافية على عيونكم الفصل السادس نبدأ بسم لله الفصل السادس ........................ أرخى الليل ستاره وعمّ الهدوء في المنزل لا يسمع فيها غير دقات الساعة الرتيبة وهي تتحرك ببطء شديد.. ارتدت غلالة نوم سوداء مغرية جدا ووضعت عطرها المميز ثم نظرت لانعكاس صورتها في المرآة وهمست بألم: "لِمَ يرفضني! لِمَ يصد كل محاولاتي للتقرب منه! لِمَ دائما يجرحني ويحرجني بكلامه؟!" كسا عيناها بريق جليدي وهي تتوعده بسرها: "لن أستسلم روسيندرو, يجب أن تقع بقبضتي لم يخلق بعد من يرفض لوسيانا " رفضه الدائم يجرحها ويزيد من تشبثها به وعنادها.. بخطوات هادئة نزلت السلم لتتجه إلى غرفته غير أن ضوء خافت كانت يأتي من ناحية الصالة أكد لها بأنه لا يزال مستيقظا.. دلفت إلى الداخل ليقع نظرها عليه كان يجلس على مقعد كبير أمام الموقد بيده كأس الشراب, كان يبدو شاردا حتى أنه لم ينتبه لدخولها.. اقتربت بحذر ووضعت يديها على عينيه وهمست بصوت مغوي: "من أنا؟!" صرخ بحدة وهو يبعد يدها عنه بفظاظة: "للمرة الألف أقولها لكِ.. لا أحب ألاعيبك لوسيانا!" قلبت شفتيها وهي تدّعي الحزن ثم جثت على ركبتيها أمامه: "وأنا التي أردت مفاجأتك!" غمغم وهو مقطب يركز على النيران المتراقصة أمامه: "وأنا لا أحب هكذا مفاجآت" قالت برقة وهي تضع إصبعها ما بين حاجبيه: "يا إلهي ما هذه التقطيبة العميقة أهي بسببي؟!" لم يجبها بشيء.. ضحكت بتوتر وهي منزعجة من بروده التام "حسنا أنا آسفة" جلست على الأرض وهي تشعر بدفء السجاد الوثير يدغدغ بشرة ساقيها العاريتين..همست وهي تشاركه النظر إلى النيران المتقدة: "إلى متى تبقى على حالك روسيندرو؟!" رفع حاجبه وأجابها ببرود: "وما بها حالتي؟! أنا بأتم صحة وبأحسن حال" همست بألم: "وأنا؟" أجابها بتعجب: "وما بك أنت لوسيانا؟!" هتفت بعذاب: "ألا تشعر بعذابي روس؟ ألا تنظر لانعكاس حبك في ...." لم يدعها تكمل.. هبّ واقفا وهو يقول لها بحدة فيكفيه ما هو فيه ويكفيه تدخلاتها المقيتة وكأنها زوجة غيورة لقد سكت عن تصرفاتها الطفولية طويلا إكراما للصداقه التي تربطهما لكن إلى هنا وكفى لم تعد لعبة الغباء واللامبالاة تعجبه سيضع حدا لها لكي لا تعقد الكثير من الآمال: "أنا آسف لوسيانا.. أنا لم أعد أصلح لا لكِ ولا لغيرك, جسدي قبل قلبي أصيب بالعطب.. افتحي عينيك جيدا وانظري حولك هناك من يحبك بصدق فقط اعطيه الفرصة" وقفت تهتف بدورها وهي تمسك ياقة قميصه: "وأنا لا أريد أن أرى حولي.. لا أريد إلا...." قاطعها مرة أخرى وهو يبعد يدها: "لن تفهمي أبدا مهما شرحت لك" همست بحشرجة: "لا أفهم إلا شيئا واحدا روس هو أني أريدك وبقوة أرجوك حاول أن تفهمني .." همس بشراسة وهو يثبت نظره على وجهها المحتقن: "حاولي أنتِ تفهميني.. أنا لم أعد أصلح.. لم أعد ..أ ص ل ح" هتفت بحيرة وهي تزوغ بعينيها: "إنها تلك الخادمة البدينة أليس كذلك؟!" صمت ينظر لها ببرود لتكمل بغيظ: "اعترف أنها تعجبك روسيندرو, أنا أرى نظراتك المصوبة نحوها.. أنت تكاد تلتهمها.. مابك ألهذه الدرجة ذوقك انحدر؟! إنها بشعة وبدينة و..." قاطعها وهو يغرس أصابعه بذراعها: "كفى..كفى..لا تتكلمي عنها بسوء ثم أي شيء يخصني هو ليس من شأنك فهمتي اعتبري هذا آخر تحذير لوسيانا وإلا... سأنسى الصداقة التي تربطنا وأنتِ تعرفين جيدا أني لا أمزح!" تركها ورحل بهدوء وكأن شيئا لم يكن.. ضربت الأرض بقدمها بقوة آلمتها وهي تتمتم بغيظ: "تبا لك روسيندرو لِمَ أنت عنيد بهذا الشكل؟!" إلى متى سيبقى على حالة الجمود واللامبالاة؟! متى يستسلم كما فعل غيره؟! هي لوسيانا التي طالما كانت محط أنظار الرجال يكون هذا حالها ! الرفض المستمر! لقد اعتقدت أن بعد إعاقته سيتنازل عن موقفه لكنه عنيد وثابت كالجبل لا يتزحزح أبدا! ............................................ في الأيام الثلاث التي قضياها جون والمدعوة لوسيانا كانت لارا تتصرف بغضب وغيرة لا تعجبها نظرات لوسيانا التي توجهها ناحية روسيندرو.. كانت تحوم حوله كقطة متشردة أينما يذهب تلتصق به.. تأفأفت بملل متى ستغادر؟ إنها ثقيلة الدم ومتصنعة بالتأكيد روسيندرو لن يهتم بها! ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراقبهم من شباك المطبخ كانوا في الخارج مستغلين شروق الشمس التي ألقت أشعتها ودفئها على المكان ليقوموا بشواء اللحم وسط ضحكات لوسيانا المغناجة وروسيندرو كان يشاركم بابتسامة صغيرة.. همست بغيرة وخوف:"ترى هل يفكر بها؟!" أجابت نفسها بألم.. بالتأكيد يا غبية, إنها رائعة الجمال لِمَ لا ينظر لها؟ يكفي رشاقة جسدها وأناقتها, تبدو سيدة مجتمع راقية وليس مثلك مجرد نادلة تافهة بدينة وبشعة. لكن عندما أخبرها بعدم حاجتها إلى التنحيف وهي من يومها قد بزغ شعاع الأمل والتفاؤل داخلها.. صدى يخبرها أنها وجدت الشخص الذي ستكمل معه حياتها.. شخص رأى داخلها لا خارجها لكن ومع ظهور صديقته تلاشى حولها كل شيء, منذ وصولها القلق والحزن والغيرة لا يفارقوها ترى ما مدى العلاقة التي تربطهما؟! صوت جون ينادي باسمها أيقضها من أمواج أفكارها المتلاطمة.. مسحت دموعا كانت عالقة برموشها واتجهت إليهم تدّعي اللامبالاة "نعم جون هل من خدمة؟!" أجابها بلطف: "أجل لارا الشواء أوشك على الانتهاء هل لكِ أن تجهّزي الطاولة؟ سنستغل شروق الشمس ونأكل هنا اليوم" أومأت بصمت ثم اتجهت إلى الداخل لتحضر ما يلزم فقد احتوت باحة المنزل على طاولة دائرية وعدة كراسي خشبية.. بعد أن أعدت الطاولة كانت على وشك الدخول غير أن جون أوقفها قائلا بمرح: "إلى أين لارا؟! تعالي ستنضمين إلينا, فأنا أعددت الكثير من اللحم" هزت رأسها النفي وهي تبتسم قائلة باعتذار "آسفة جون لقد سبقتكم وأكلت قبل قليل" قطب جون قائلا: "أنا لم أركِ تأكلين شيئا منذ الصباح!" ثم أضاف بخفة وهو يوزع اللحم في الأطباق: "هيا.. هيا شاركينا لا داعي للخجل" تدخلت لوسيانا قائلة بلهجة ساخرة جعلت الدموع تتجمع بعينيها: "اتركها جون لا تحرجها فربما تتبع حمية غذائية لتخفف من وزنها ولا تريد إخبار أحد" هل جرّب الإنسان الهبوط من مكان مرتفع إلى مكان منخفض؟! كان هذا شعورها تماما, قلبها سقط بين قدميها من المذلة والخجل الذي احتلها! "لماذا أصبحوا يجيدون التمتع بإهانه الآخرين وجرحهم؟" همستها لارا بسرها.. أرادت التكلم غير أنها لم تستطع .. "هي لا تحتاج لاتباع حمية لوسيانا.. فلارا تملك قواما تحسدها أغلب الفتيات اللواتي يدّعين أن الجمال هو بنحافة الجسد" كان هذا صوت روسيندرو الهادئ الذي خرج عن صمته فقد كان يراقب ما يجرى بملامح غامضة.. أحست لارا بمشاعر جارفة ليس لها علاقة بالامتنان.. إنها تحبه أجل الآن تيقنت من أنها تحب هذا الرجل المدعو روسيندرو حتى لو كانت تشك بمقدار واحد بالمائة من مشاعرها لكن الآن هي متأكدة جدا بما لا يقبل للشك بأنها باتت... تعشقه. قالت لارا بأنفاس مضطربة وقلب يخفق بجنون: "عن إذنكم سأذهب لتفقد.. ال ... ال الكلب" انطلقت تسير بخطى ثابتة بينما داخلها يتراقص سعادة.. امتقع وجه لوسيانا وهي تستمع لدفاع روسيندرو عن تلك الخادمة.. إنه يهتم بها لا بل ربما يحبها.. أحست بالقهر الشديد.. أرادت أن تحطم أي شيء لتطفئ شعلة الغضب التي اتقدت داخلها تنفست بهدوء ثم قالت بتعمد: "إنها مجرد خادمة روسيندرو لم تدافع عنها هكذا؟!" أجابها بغضب مكبوت: "وهل لأنها خادمة يعطيك الحق بإهانتها بهذا الشكل لوسيانا؟!" جرت حرب هوجاء بينهما وهما يتبادلان النظرات بصمت.. منذ الليلة التي أذلت نفسها أمامه وهو رفضها يتعمد تجاهها.. أرادت السفر إلا أن جون رفض ببراءة مقترحا عليها البقاء ليومين إضافيين..كانت تحسب الثواني لتمضي الساعة سريعا لكي تهرب من أمامه لتعيد ترميم كبرياءها الذي جرحه روسيندرو بكل برود! أحس جون أن الأمور ستأخذ منحنى آخر فتدخل قائلا بمرحه المعهود: "هيييي أنتما الاثنان ماذا جرى لكما؟!" نظر لروسيندرو قائلا بلامبالاة: "هيا روسندرو إن لوسيانا لم تقصد كانت تمزح فقط.. أليس كذالك لوسيانا؟" نظر للوسيانا وهو يهز رأسه كأنه يطلب منها أن تؤيده صمتت لوسيانا قليلا ثم ظهرت ابتسامة صغيرة باردة على شفتيها: "أجل بالتأكيد أنا أمزح فقط.. ولأثبت لك صدقي سأذهب لأعتذر منها بعد قليل" تنفس روسيندرو بعمق ثم غمغم قائلا بجدية: "لا أحب المزاح والاستهانة بمشاعر الآخرين فحذاري أن تكرريها لوسيانا" أجابت مرغمة: "أنت تعلم أني لم أقصد الاستهانة" غمغم ساخرا: "بالتأكيد أعلم" جلس جون وهو يقول بمزاح محاولا قدر استطاعته احتواء الأمر دون مشاكل "هيا الآن دعونا من الكلام ولنبدأ بالأكل, سيبرد الطعام". ....................................... كانت تجلس في المطبخ رغم جرح لوسيانا لها إلا انها كانت تشعر بسعادة كبيرة فيكفي أنه دافع عنها.. لقد وقف إلى جانبها ولم يعر صديقته أدنى اهتمام! ماذا يعني هذا؟! هل يكن لها المشاعر؟ ابتسمت ببلاهة ووضعت يدها على خدها تتنهد بعمق.. سمعت صوت الباب يفتح التفتت لتتفاجأ بدخولها اقتربت منها بخطوات متمهلة وقالت بهدوء: "اسمعيني جيدا يا فتاة.." نظرت لها لارا ببراءة لتكمل بحدة وعيناها تتجولان على وجهها بغضب: "أنتِ تعملين هنا فقط مجرد خادمة وبصورة مؤقتة.. لا تحلمي بأكثر من ذلك.. إياكِ ثم إياكِ أن تفكري بروسيندرو.. هو من المستحيل أن ينظر لفتاة ببدانتك وبشاعتك لذلك وفري طرقك الرخيصة والمكشوفة لجذب انتباهه!" ما إن أحست بدخول روسيندرو حتى هتفت وهي تعتدل بجزعها: "آسفة لارا صدقيني كنت أمزح معك لم أقصد شيئا سيئا أبدا!" أجابتها لارا باختناق بينما كلماتها السامة ترن بأذنها كانها مطارق حديدية مزعجة "لم يحصل ما يدعو للأسف آنستي" أومأت وهي تنظر لها بترفع ..كانت ملامح روسيندرو مسترخية وكأنه كان سعيدا باعتذار لوسيانا لها. .................................................. .. طوال أيام بقائهم في المزرعة حاولت قدر استطاعتها أن تتحاشى الاحتكاك بها فقط جون هو من كان يهون عليها الأمر فقد كانا يتنزهان معا ويتكلمان عن مواضيع شتى إلا أنه أبدا لم يتطرق لماضي روسيندرو ولا عن طبيعة علاقة لوسيانا به.. بالمقابل كان روسيندرو يراقب ما يجرى بينهما ومشاعر غريبة تتأجج داخله, كان يرغب بأن يذهب معهما أينما تواجدا ليسمع ما يدور بينهما.. لكنه كان يدّعي اللامبالاة ويشغل نفسه بأي شيء غير أن عينيه كانتا لا تفارقان وجهها الضاحك أبدا. .......................... اندفع روسيندرو إلى المطبخ بقوة صدره كان يرتفع وينخفض بسرعة بينما قلبه يقرع بشدة,عينه الحادة تراقب ما تقوم به بانتباه.. إنها تمثل ترتيب الصحون غير أنه واثق من أنها شعرت به, لقد تمادى جون كثيرا بتصرفاته خاصة عندما ودعها بتلك ال ... ال ... الطريقة الحميمة تبا كان على وشك تقبيلها.. لم يستطع التحمل أكثر قال بصوت غيور غاضب: "ما الذي قاله لكِ جون قبل رحيله؟!" التفتت تنظر له بعينين متسعتين.. إذن فقد رأه! فلقد همس جون قرب أذنها: "انتبهي له لارا إن روسيندرو إنسان طيب جدا يحتاج إلى المساعدة يحتاج إلى الرفقة فكوني قربه ما استطعتِ" صمت قليلا ليكمل بهدوء: "أعرف أنكِ تكنين له بعض المشاعر" نظرت له بصدمة ووجهها يشع احمرارا: "أنا ..أنا..." قاطعها بلطف: "لا يوجد داعٍ للإنكار مشاعرك واضحة تماما حتى الأعمى يمكن أن يميزها" قالت بخيبة وقد قررت الاعتراف: "لكنه لا يعطيني فرصة" أجابها بإصرار: "فقط كوني معه ولا تيأسي وأنا سأتصل بك لاحقا لأخبرك كل شيء" عادت من شرودها على صوته المتوعد: "لم أجد جوابا بعد؟ لقد بدأ صبري بالنفاذ لارا" أجابت بحدة تماثل حدة صوته وهي تضع يديها على خصرها: "ما شأنك أنت سيد روسيندرو؟!" قال لها بعدم تصديق: "ماذا؟! ماذا قلت؟!" كررت بتحدي وكأن اللعبة راقتها جدا: "قلت ما شأنك سيدي؟ إن عملت لديك لفترة مؤقتة لا يعطيك الحق بالتدخل بأموري الشخصية" عقد حاجبيه قائلا بنبرة استخفاف: "أمورك الشخصية؟! بهذه السرعة أصبحت تربطك أمور شخصية مع جون!" أجابت باندفاع وتسرع: "لكل منا أموره الخاصة حتى أنت فمن الواضح أن رابطة قوية تربطك بلو....." سكتت بسرعة بعد أن علمت فداحة ما اعترفت به, بادلها النظرات وقد انفرجت أساريره بينما ظهر المرح بعينيه العسليتين, بدا كأنه يكبح ابتسامته بصعوبة قال بتسلية: "أكملي لارا مابها لوسيانا؟!" تلعثمت وهي تجيبه: "أنا ...أنا ..لم ...لم.." حثها بنعومة وهو يقترب منها خطوة خطوة: "ماذا لدينا هنا أشم رائحة غيرة؟!" اتسعت عيناها برعب حقيقي وقلبها يدوي بصخب قالت بصوت لاهث: "ولِمَ ...أغار... ما شأني... أنا؟!" أجابها بهمس وقد اقترب منها أكثر حتى ارتطمت بالمجلى خلفها لتتمسك به بيديها: "لا تفكري كثيرا صغيرتي, لا شيء بيني وبينها هي مجرد صديقة فقط" اختنقت أنفاسها وهي تدير وجهها إلى الناحية الأخرى, شعرت بحرارة جسده تنتقل إليها دون حتى أن يلمسها بينما شعره الكثيف يلامس وجنتها برقة.. بدت أمامه رائعة الجمال بشعرها الأشقر الذي انسدل حول كتفيها وفمها المنفرج كحبة فراولة شهية تدعوه ليتذوقها.. المطبخ كان دافئا وحميميا وإبريق الشاي كان على الموقد يطلق بخارا أبيض بينما السماء غائمة والهدوء يعم المكان, أغمض روسيندو عينيه واستنشق عطر شعرها بعمق.. قلبه خفق بسرعة لأول مرة قلبه يخفق بسبب شيء آخر.. شيء بعيد عن روحه المظلمة! هناك بزاوية بعيدة في دهاليز قلبه كان ينبثق النور ويتدفق من ثقب صغير ليتسع شيئا فشيئا.. أدارت وجهها ناحيته لتلتقي نظراتهما بصمت, أرادت أن تتحرك غير أنه كان لا يزال يحاصرها بجسده الصلب لتصطدم بالمجلى أكثر وأكثر.. فما كان منها سوى أن همست بخفوت: "أرجوك!" ابتسم بهدوء قائلا بهمس يماثل همسها: "أرجوك ماذا لارا؟! مالذي تريدين مني أن أفعله؟!" تجمعت الدموع بمروج عينيها الخضراء لتتدحرج على وجنتها الناعمة ببطء.. رفع يده الخشنه ليمسح دمعتها بطرف إبهامه كأنه يخشى على بشرتها أن تنخدش.. اقترب من وجنتها الموردة ليلتقط دموعها التي هبطت من جديد برقة.. أصيبت أطرافها بالخدر وتغلغل عبق أنفاسه إلى رئتيها.. جسدها ارتجف كعصفور مبلل, رائحته الرجولية بعثرت كيانها وجعلتها كالهائمة تنظر له بعينين شبه مغلقة.. انتقلت قبلته لتحط على شفتيها, كانت في بادئ الأمر ناعمة فهو أراد أن يقبلها قبلة صغيرة فقط لكن تلك القبلة تحولت إلى أخرى جائعة بدائية ومتوحشة وكأنه انتظر هذه اللحظة ليخرج المارد القابع داخله الذي كان ينتظر إشارة منه ليعود للتحرر من جديد! قلبها هدر بعنف.. إنها المرة الأولى التي يقبلها بها أحدهم.. لم تكن تعرف أن لقبلته هذا الطعم الرائع العطر!! قبلته سلبتها أنفاسها وروحها.. سرقت ما تبقّى من دقات قلبها الواهن وأطلقت مئات الآلاف من الشحنات الكهربائية التي زلزلت كل ذره بجسدها.. تناغما معا على إيقاع واحد, كل منهما يرتشف رحيق الآخر بجوع, رفعت ذراعيها دون أن تعي لتحيط رقبته تقربه منها أكثر.. تشعر بكل خليه من خلايا عضلاته النافرة وهي تصطدم بليونه جسدها.. أما روسيندرو فقد كان يضغط بجسده ناحيتها بقوة ويده الضخمة تحتضن جانب وجهها.. بينما يده الأخرى كانت تصعد وتهبط على خصرها وردفها كان يعتصرها بيأس يريد أن يشعرها بما يعتمر بقلبه من وحده ويأس وخذلان.. اندمجا معا كأنهما كيانا واحدا.. ضاع وتشتت تفكيره وهو يستكشف ويتلذذ بحلاوة شفتيها.. كلما تعمق بقبلته أكثر كلما طالب جسده بالمزيد.. كم قبّل سابقا من النساء غير أنه لم يتذوق قبلة كهذه أبدا.. وما زاد من جنونه هو استجابتها البريئة.. يا إلهي إنها لم تشمئز, لم تنفر, مبادلتها لقبلته كانت صادقة جدا, لقد عرف ذلك منذ أن لمس شفتيها.. كيف لا يعرف وهو الخبير بكل أمور النساء! تركها على مضض ليلتقط أنفاسه المختنقة.. ركز نظره على شفتيها التي انتفخت واحمرت من أثر هجماته ثم ابتلع ريقه بصعوبة.. لعقت لارا شفتها السفلى بعفوية كادت أن تودي بحياته, قبض أصابعه بقوة ثم ابتعد عنها.. لم يجد ما يقول.. بم سيبرر فعلته وتهوره؟ غمغم بخشونة: "سأتفقد إسطبل الخيول" تركها ورحل..أطلقت تنهيدة ساخنة وهي تضع يدها على قلبها النابض لتهدئ من ثورته المراثونية وهي تهمس بوجه متوهج: "يا إلهي أنا أحبه حقا". ................... ما إن خرج إلى باحة المنزل حتى أطلق زفيرا حارا وطويلا .. كيف قبلها؟! كيف ضعف أمام إغراء شفتيها المثيرتين؟! طوال حياته وهو يستطيع السيطرة على مشاعره بمهارة, فماذا حدث له الآن؟! يا إلهي! لقد رغب بتذوقها, رغب بما هو اأكثر من القبلة.. ورغبته للآن متأججه داخله.. يريد العودة إليها مرة أخرى وتناول شفتيها من جديد, مذاقهما رائع كأنه مذاق من الجنة.. رغبته العميقة بها أخافته, هزت جسده الضخم, جعلت نبضات قلبه الميتة تعود للحياة.. قلبه نبض ونبض بشدة مهولة كأنه عداد يسابق الزمن.. لقد أقسم بأنه لن يقرب النساء بعد أن لمح نظرات الشفقة والخوف بعيونهن.. لكن لارا.. لارا.. آه من تلك ال لارا المغوية وكأنها شيطان متمثلة بامرأة اسمها لارا ! لكنه رغم كل شيء سعيد بتلك القبلة.. سعيد بأنه تذوق شفتيها وكان طعمها فعلا كمربى الفراولة الشهية. ............................................ عادت لارا إلى المنزل وهي تشعر بالدوران لا زال طعم قبلته بفمها دلفت إلى الداخل واتجهت مباشرة لغرفتها.. أخذت حماما دافئا ووقفت أمام المرآة مسحت بخار الماء عن المرآة ونظرت لوجهها وجسدها.. بروز صدرها الكبير وذراعيها المكتنزتان لتهمس بعينين دامعتين: "أمن الممكن أن ينظر لي روسيندرو كأنثى مرغوبة وجميلة؟ أمن الممكن أن يحبني ولو قليلا فقط ؟!" أغمضت عينيها لتهمس بوجع وهي تسترجع كل ما قالته لها لوسيانا: "كلا كلا طبعا لا يمكن ذلك من ينظر لدب الباندا بإعجاب ؟!" ......................... "لقد تأخرت جدا" همسها روسيندرو وهو يشبك يديه خلف ظهره و ينظر من نافذة الصالة إلى الباب الخارجي ينتظر وصولها.. شعر بالقلق, أتراها غضبت بسبب قبلته المجنونة؟! هل أخافها؟! هل اشمأزت منه؟! ابتلع ريقه بحزن ثم قال بصوت مرتفع وكأنه يقنع نفسه: "كلا كلاااااا لقد كانت مرحبة وسعيدة لقد.. لقد.... بادلتي القبلة !" مرر أصابعه بشعره الكث وهو يفكر بصوت عالي.. أتراها مريضة أم ربما جدتها تعاني خطبا ما؟! سيجن من كثرة تفكيره هي عادة تصل في وقت مبكر جدا من الصباح.. بعد مرور عدة دقائق لم يحتمل الانتظار التقط معطفه ومفتاح سيارته وانطلق بخطواته البطيئة ليتوجه للمدينة ربما يعرف شيئا ما.. قطب بتوجس وهو يرى الفوضى وسيارات الشرطة والاطفاء موزعة على طول الشارع الرئيسي همس بقلق حقيقي:"ترى ماذا هناك؟". ....................................... نهاية الفصل السادس | ||||||
|  |
|
13-05-17, 09:00 PM
| #273 | |||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب
| اقتباس:
نزلت الفصل يا فاطمة يارب يعجبك ياقمر | |||||||
|
| |
|
13-05-17, 09:37 PM
| #276 | |||||||||
| عضو ذهبي 
| فصل تخفه جدا ايه دا دا روسيندرو بقي رهيب ..لوسيانا دي رخمه جدا والحمد لله خلصنا منها وجون صديق حقيقي لروسيندرو لارا والغيرة الرهيبة بس ليه القفلة دي ياروكا ياتري ايه اللي حصل وشرطة ايه دي ربنا يستر في انتظارك ان شاء الله ياحبيبتي | |||||||||
|
| |
|
13-05-17, 09:38 PM
| #277 | |||||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 14 والزوار 19) ام زياد محمود, سوما 333, 3nbar23, redrose2014, fatma ahmad, رغد الوزان 1, اسراء المصري, ناي محمد, mariem23, ام مامون, khaoulouta, امل الصباح, taljaoui | |||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
4Likes
العرض العادي
