بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة*

[هجرة الأحلام]

مساء الفل على الكل
تسجيل حضور جاري الانتظار ....

[rontii]

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 16 والزوار 4)
‏rontii, ‏pearla, ‏y feryal+, ‏karwantweet, ‏KoToK, ‏Roro2005, ‏ام غيث, ‏جنى هيما, ‏هبوش 2000, ‏سلام لعيونك, ‏SOL@RA, ‏rihab91, ‏الاوهام, ‏NoOoShy, ‏sara osama, ‏وردة الياسمين الحلوه

[rontii]

مساء الخير يا بنات
انا جيت و معايا البارت
هانزله حالا
دعوة منكو لبنتي الصغيرة لانها من يوم الخميس تعبانه جداااااا
يالا اسيبكو مع البارت و يارب يعجبكو

[rontii]

الفصل الخامس


مكتب شريف

قامت بتثاقل راغبة في الانصراف مبكراً ، لن تصمد لاخر اليوم ، كل ما تريده ان تنفرد بحجرتها كي تبكي بحرية علي كل شئ .
تبكي علي حاجة للحب والأمان جعلتها تسقط بعلاقة خاطئة .
نعم تعترف انها أخطأت منذ انسياقها لكلمات شريف و اعذاره الواهيه ، تبرر لنفسها ظروفها العائليه المتخبطة .
لكن بينها و بين نفسها تعترف انها مذنبة ، فكرت بانانيه بدون ان تفكر في الطرف الثالث و اطفال ليس لهم ذنب .
اطفال كانت مثلهم بيوم من الايام ، تريد ان تذيفهم من نفس الكأس المر الذي تذوقته .
قامت بعزم ستعود لمنزلها و غداً قد تقدم استقالتها او تطلب نقلها لمكتب الغردقة لتبعد عنه و عن تأثيره السحري عليها .
يجب ان تكون اقوي و تصمد لاجل نفسها و حياتها ، حتى لا تحتقر نفسها أكثر على انسياقها في علاقة تعلم جيداً بفشلها .


بمجرد دخولها مكتبه قام شريف من مكانه و اقترب منها ليمسك يدها و يقبلها في حركة اعتاد عليها بالاونه الاخيرة ، رغم اعتراضها مرة تلو الاخرى لكنه اعتراض واهي لا يصمد سوى ثواني و بعدها تستمتع بكلماته و لمساته .
متلهفه ان تتنعم باحضانه رغم علمها بعدم احقيتها بها ، لهذا تصمد و ترفض بشده .
تعلم ان احضانه من حق اخرى زوجه و ام لاطفاله .
نظر لها و قال : ما بك ليال اشعر ان بكِ شئ متغير !! هل انتِ بخير ؟
ردت بضعف : نعم انا ..... توقفت للحظه تفكر هل تطلب الابتعاد هل تأخذ هي الخطوة الأولي ام تنتظر قليلاً لعل الامور تتغير .
استأنفت بتخاذل : انا بخير فقط بعض الارهاق لهذا أريد ان انصرف .
احتوى وجهها بين كفيه و اصبعيه الابهام يمسدا جانبي جبينها و قال باهتمام : الف سلامة عليكِ حبيبتي هيا كي اقوم بايصالك .
أغمضت عينها بوهن و قالت : لا داعي سأخذ تاكسي ، لا اريد لأحد رؤيتنا سوياً بهذه الطريقة .
اومأ موافق على كلامها و لكنه أقترب و بدون مقدمات احتواها بحضنه كأنه يحتوي اغلي ما يملك .
يزفر براحة و بسعادة و قال : احبك ليال و اتمنى ان وجودك دائم بين احضاني .
اغمضت عيناها و سكنت للحظة ... بل لحظتان ... فقط لحظتان ثم انتفضت دافعه اياه بكل قوتها .
تاركة اياه يزفر بحنق و يمشط شعره باصابعه و هو يفكر بما حدث ، يشعر بها تتسرب من بين اصابعه ، هو ابداً لن يسمح لها بالابتعاد .

اما هي تناولت حقيبتها و هرولت الي المصعد و هي تفكر هل حقاً انحدرت اخلاقها لان يحتويها بهذه الحميمية ، انا يراها لن تمانع لهذا التلامس الجرئ .
لا تنكر احتياجها له و شعورها بالامان معه ، لكنها تشعر ان لمساته بها شئ خاطئ ، لمسات تغلفها الرغبة و الشهوة لا الامان و الاحتياج .
انها متعبه من هذه الدوامه التي اقحمت نفسها بها ، تريد ان تتلاشى تماماً ، لا تفكر او تقرر او تبتعد فقط تتلاشى في صمت .
لا تعلم كيف وصلت منزلها ، امانها الوحيد . اغلقت الباب ثم اسندت جسدها عليه و انزلقت ببطئ و هي تشهق بالبكاء .

يالله انها تنهار ، تسقط بالبطئ ها هي تتجاوب مع لمساته الخبيرة كأرض بور تتعطش للمياة .
قد تكون غير ملتزمة ، قد تكون غير مواظبة علي الصلاة لكنها أبداً لم تسمح لرجل ان يلمسها بهذه الحميمة و الجرأة .
و لكن ماذا تفعل و هي تنهار امامه كفتاة غرة غبية منساقه له !!
كل يوم تعود لتصلي و تنهار باكية ، تدعو الله ان يغفر لها و يقويها ، ان يلهمها الصواب ، ان تتخذ قرار بالابتعاد .
و لكن تنهار كل حصونها بمجرد رؤيته و لمسه من يده ، ترفض ، تتمنع و لكنها راغبه .. راغبه ان تنهل من بحر عشقه ان يحتويها بذراعه ان يمرر يده عليها بحب .
لا تجذبها علاقة جسدية و لكن تتوق لحب ، لاحتواء ، لاهتمام ، لامان .
حتي الان هي صامدة ، رافضة ، لكنها تخشى من اليوم التي ستضعف به و تسمح له ان يتجاوز مرة ثم مرة ثم مرات .
تتعالي شهقاتها و هي تدعو الله ان يغفر لها، ان يقويها حتي يتم زواجهما علي خير .
اكثر ما تخشاه ان يكون شريف يتلاعب بها ، انها نزوة لا اكثر و سريعاً ما يعود لزوجته التي يدعي امامها ان زواجه منها كان تحت ضعط العائلة .
لكن عتابه لها اليوم و همسه باسمها و ارتياحه لكلامها يجعلها مرتعبة من سراب توهم نفسها به .
تنهدت بألم و هي تفكر ، تعلم مشاكله كثيرة و وعوده مخادعة ، لكنها تري حبه لها في عينيه و سوف تصبر حتي يصدق في كلامه و يكون لها .
برغم قرارها بالابتعاد إلا إنها اضعف من تنفيذ هذا القرار ، لكن ماذا بيدها لقد اقتحمها ، جعلها لا ترى غيره ، لعب علي وتر احتياجها للحب ، جعلها ترضى بما لم تتخيل بيوم ان ترضى به

الحل ان تصلي ركعتين قضاء حاجة و ركعتين استخارة ان يقدم الله لها الخير و يبعد عنها الشر سترضى بقضاء الله سواء معه او بعيد عنه يجب ان تخرج من هذه الدوامه فقد تعتب ، انهكت ، ارهقت ، غابت البسمه عن وجهها ، غابت الاحلام من نومها ، غابت الحياة من عينها
لهذا ستلجأ للذي لن يردها او يخذلها أبداً مهما اخطأت او ضعفت او تجاوزت ..

يتبع .......

[rontii]

بالجانب الاخر كانت لمى تكلم سهى بانزعاج كبير و هي تقول : سهى يجب ان نخلص ليال من هذا الحقير المدعي الكاذب .
ردت سهى بعقل ليس غريب عليها و قالت : هل انتِ متأكدة انه يكذب عليها ؟
سكتت لحظات و قالت : اعني هل هو حقاً سعيد مع زوجته ؟
ضحكت بسخرية و قالت : هل نسيتي كلامك سهى ؟
حتى لو تعيس معها ليس من حق اي شخص الدخول بينهما الا بعد الانفصال رسمياً و ان ليال هكذا تعتبر خاطفة رجال .
ثم استطردت بهدوء قائله : انا متأكدة من انه كاذب ، مخادع ، متحرش ، بها و بغيرها و هناك من تصده و هناك من تصدقه ، لكن الاهم انه سعيد مع زوجته و لا ينوي الانفصال بأي شكل من الأشكال لذا ...... و تركت جملتها معلقة لتنتبه حواس سهى لكلامها فقالت بحذر : هل حاول هذا الحقير التحرش بكِ ؟
اصدقيني القول لاجعل سامح يذهب له غداً و يجعل وجهه مكان قفاه .
ضحكت لمى بشدة و قالت من وسط ضحكتها : جزاكِ الله خيراً سهى اضحكتني يا فتاة .
اعلم ان سامح قادر ان يغيير ملامح وجهه و انا قادرة ايضاً علي وضعه بحجمه الطبيعي ،
لكن الاهم ان تفتح ليال عينها و تعلم اي حقير تحب .
صمتت سهي دقيقة و قالت بعدها : هاتي الخطة و غداً ننفذها
ضحكت لمى بانتصار قائلة: اراه احيانا هو و زوجته بمنطقة الالعاب او منطقة المطاعم في المجمع التجاري المجاور لنا يوم الجمعة عندما اذهب مع علي و علا .
كل ما علينا الذهاب سوياً ، واحدة تكون مع ليال والاخري تبحث عنه و بعدها نجر ليال كأن الأمر صدفه لتراه مع زوجته و تقتنع انه علي وفاق تام معها .
ابتسمت سهى بشيطنه مؤكدة : دعي لي مهمة البحث و التقصي و قد استعين بسامح لمراقبته منذ بداية اليوم لتتأكد ان كان سيذهب ام لا ؟
ضحكت لمى بحماس و قالت : اذن غداً نرتب لقاءنا معها لقضاء يوم الجمعة سوياً .
انهت سهى المكالمه و سامح يرفع حاحبه بقلق منها و من مخططات صديقتها فهتف يقول : اعرف جيداً هذه النظرة سهى ، انسي لن اشترك بأي مخطط و انتِ كذلك .
قامت سهى تنظر له بحب و هي تعدل شعرها و اقتربت منه واضعه يده علي صدره و تتلاعب بأزرار البيجاما و قالت بدلال :تهون عليك سوهي حبيبتك تحرجها امام صديقاتها و انا من كنت اتباهى بك و انك تساندني بكل شئ .
بلع ريقه بعد ان ارتفعت يدها تداعب راسه من الخلف ، شعر بالضعف تجاهها لابتعاده الطويل عنها نظراً لسوء حالته النفسيه فرد و هو يتصنع الجدية : انسي سوهي لن اسمح بالتدخل بشئ ليس لنا شان به .
ارتفعت علي اطراف اصابعها و قبلت ذقنه ثم ارتفعت لتقبل جانب فمه باغواء و قالت تستعطفه : هل ترضى ان يضحك هذا الحقير علي ليال ، انه يدعي انفصاله عن زوجته و يعمل بإجراءات الطلاق بينما هو يمرح هنا و هناك .
الم تقل لي انك ترى ليال كاخت صغرى لك خاصا بعد معرفة كل ظروفها .
ثم قبلته علي فمه برقه و قالت بعتاب : لم اعهدك سلبي هكذا حبيبي .
اختفت كل مقاومته و تبخرت حالته النفسية السيئه في الجو ليحل محلها رغبة قوية في تعليم زوجته المتلاعبة درس لن تنساه قريباً
ثواني ووجدت نفسها طائرة في الهواء لتستقر بين ذراعيه القوية ليقول منهياً النقاش : حسناً اشرحي لي الخطة بالتفصيل و لكن بعد ان اشرح لك انا خطة اخرى اكثر إثارة و تشويق
بينما هى تهمس بسعادة : أخيراً انتهى الاعتصام

يتبع ....

[rontii]

اليوم التالي صباحاً

تجلس لمى وتقلب في الاوراق بملل و هي تفكر كيف ستقنع ليال بالذهاب معها يوم الجمعة فهي تتجنب التجمعات العائلية لشعورها انها دخيلة .
لكنها ستجبرها علي الذهاب معها فالامر يستحق .
ابتسمت تلقائياً عندما تذكرت قرب عودة إياد انه يذكرها بعادل بكل شئ حتي علاقته بها علاقة اخوة و صداقة ، حتى مع عادل لم تكن تنطلق بالكلام مثلها مع اياد .
و بعد سفره ظلا علي تواصل بالرسائل و الاتصالات .
دخل بجاد ليري ابتسامتها الحالمة فقال بصوت عالي كي ينبهها لحضوره : صباح الخير يا لمى
وقفت سريعاً و هي تقول : صباح الخير يا بجاد كيف حالك ؟
دخل مكتبه و هي خلفه و سمعته يرد : بخير اريد فنجان قهوة و الفطار و بدون نقاش يومياً ستتناولي افطارك معي .
اومأت بدون اعتراض و خرجت لثواني و عادت معها حافظة طعام تحتوي علي عدة علب بلاستيكية و تنحنحت بحرج و قالت : بجاد
رفع رأسه و لاول مرة يشعر باسمه مختلف ، انها تنطقه بطريقة مميزة .
نظر لها باستفهام فقالت و هي تضع علبة بلاستكية و قالت : انا صنعت الافطار لنا اليوم
هذه شطائر مربي البرتقال بالجزر المفضلة عندك .
ثم فتحت علبة اخرى و قالت : هذه بعض من المعجنات محشوة بالجبنة و الزيتون اصنعها بنفسي لعلي و علا فصنعت كمية اضافية كي تتذوقها .
ثم و بنفس الحماس و لكن يشوبه بعض الخجل : امممم اما هذا محشي بذنجان و بضع اصابع من الكفته المشوية اعلم انك تحبهما لقد صنعتهما لك خصيصاً لوجبة الغداء .
تلجلجت و قالت : انا اعلم انك بمفردك و بالتأكيد كل طعامك من المطاعم ففكرت انه .... اعني ان تأكل اكل بيتي صحي و نظيف .
ظل محدق بها لفترة حتي تململت حرجاً من تحديقه و هو بعالم اخر هل تهتم به تفكر باكله و تقلق علي صحته .
يالله لم يذق منذ زمن بعيد .... بعيد جداً طعم الاهتمام .
فدائما ما كان يهتم باخوته و امه .
نعم امه رمز العطاء و الحنان و الاهتمام كانت مغيبة عن كل هذا بعد ان طعنها والده مرة تلو اخري لتدخل بحاله صمت و حزن يليها فترات اكتئاب ، لا تتكلم ، لا تهتم ، لا تجد اي رغبه بالتواصل مع الاخرين .
و بما انه الاكبر و الاكثر وعي فيهم ، اهتم بها و باياد و نهاد ، بطعامهم و صحتهم و دراستهم و كل ما يخصهم لكنه ابداً لم يجد من يهتم به الا .... الا الخالة زينب هي من قرأت حاجته للرعاية و لكنه كان وقتها علي اعتاب المراهقه فبكل بساطة خجِل من اهتمامها به و تمسك برعونه بدور رجل البيت ، لكنه كان يتلمس حنانها و اهتمامها علي استحياء .
و لمى ماهي الا نسخه مصغرة منها تفيض حنان و احتواء لمن حولها .
همستها بأسمه جعلته يفيق من حواره مع نفسه و اخذ العلبة منها بسعادة ظهرت جلية علي وجهه و قال بصوت ممتن : شكراً لمي لاهتمامك و تفكريك بي .
ثم تناول شطيرة المربي و اكلها بتلذذ و قال : انها رائعة دائما ما تفوقت خالتي بصنعها .
ردت بابتسامة تنبض حياة : لا انا من صنعتها ، امي لم تعد تدخل المطبخ هذه الايام الا قليل .
نظر لها باعجاب و قال : لقد اخذتي الكثير منها
وضعت المعجنات و قالت : تذوق هذه فانا اعشق صناعة المعجنات و اخبزها بمزاج خاص
ضحك و تذوقها و قال : سلمت يداك لومي انتِ مميزة بكل شئ حتي الطبخ و فنونه .
اجلسي للتناولي الطعام معي هيا كي استمتع به اكثر .
جلست بتردد سرعان ما تبخر و تناولوا طعامهما سوياً ثم قامت و اخذت حافظة الطعام الموجود بها المحشي و قالت : سأضعها بالثلاجة كي لا يفسد و ضعها بالميكرويف لدقيقة واحدة ستجده ساخن و جاهز للطعام
رد بامتنان و سعادة لم يشعر بها منذ وقت طويل .... طويل جداً : شكرا لمى حقا لا اجد ما يفيكي حقك من الكلمات .
ردت و هي تنسحب من امامه بخجل : لا تشكرني كنت لافعل هذا مع اياد لو انه هنا .
علا الوجوم وجهه بعد جملتها المقصودة و الغير مقصودة .
هي حقاً تقصدها يعلم انها لم تكن تتأخر عن إياد و كانت لتهتهم به اضعاف مضاعفة لو هو هنا .
و غير مقصودة لانها حقا لم تقصد ان تقوم بافاقته من وهم انها تهتم به لاجله هو ، بل لانها طبيعه بشخصيتها رعاية الاخرين و الاهتمام بهم .
ااااه يا بجاد ماذا فعلت بنفسك و الي اين تنتهي ؟


يتبع ...

[rontii]

بعد ثلاث أيام بالمطار

يمسك بجاد هاتفه و يتكلم بعصبية و يقول : نهاد كلامي لن اكرره مرتين اياد لن يعلم شئ عن رغبة يحيى بالزواج من لمى فهمتي
ردت بعناد : لماذا ؟ اريد ان أفهم ، طبعاً تخاف عليها و تخشي ان يصدم بها اياد عندما يعلم انها ستتزوج زوج اخته .
جز علي اسنانه غاضبا و هو يدعو ليحيى علي تحمله اخته طوال هذه السنوات وقال : الان تأكدت انه تم استبدال مخك بفردة حذاء قديمة و مستهلكة .
زوجك من فكر بزواجه منها بناء علي زجك بها بكل مشاجرة بينكما و تخيلك بوجود علاقة بينهما الي ان قمتي بلفت نظره لها بذكاءك الخارق .
هي لا تعلم بشكك بها و لا تعلم برغبته بالزواج منها .
افهمي كلامي لاني لن اعيده، لمى ليست طرف باي مشكلة بينك و بين زوجك .
المشكلة تتلخص في شكك الدائم و انعدام ثقتك بنفسك و اطلاع حثالة البشر باسرارك الزوجية .
زوجك قدرته علي التحمل نضبت لا يوجد رجل يتحمل الشك والغيرة و الاتهام .
لا يوجد رجل يرضي ان تكون حياته الخاصة حوار لأصدقاء زوجته بالنادي .
تهديده بالزواج من اخرى ليس الا تمرد منه و هروب من المشاكل بينكما .
لذا لا تجعلي لمى الشماعه التي تعلقي عليها اخطاءك و تمرده.
مرر اصابعه في شعره و أردف بتعب : و انا ساتأكد بابعادها عن طريق يحيى حتى لو اصر على طلب الزواج منها .
اكمل بقسوة : لكن اذا علم اياد اي شئ او حدث اي إهانة للمى انسي اي دعم او مساعدة مني يا نهاد . هل كلامي واضح ؟
ردت نهاد بصوت باكي : اصبحت لا تطاق يا بجاد تتهمني دائما و لا تتردد في اهانتي لقد سئمت كل هذا .
رد بنفاذ صبر وهو ينظر للساعة امامه : اصبحت لا أطاق لاني اواجهك بعيوبك نهاد لا اربت علي كتفك و اهادن تصرفاتك الخاطئة .
يجب ان تستعيدي ثقتك بنفسك لتقدري علي استعادة زوجك .
اغلق معها الهاتف و هي تفكر بكلامه ، نعم المشكلة بيحيى هو من يفكر بالزواج و هي من اهدته الفكرة علي طبق من فضة .
بعد مواجهتها العنيفة مع شاهي تأكدت من غبائها و ثقتها المنعدمة بنفسها
تأكدت ان الخطأ الاكبر منها و عليها إصلاح هذا لكن هل سيصبر عليها يحيى حتي تصلح أخطائها ام سيظل متشيث بفكرته عن الزواج من اخرى .


يتبع .....

[rontii]

انهى اتصاله و هو ينتظر وصول اياد بعد ان اعلنوا عن وصول الطائرة من ساعة تقريباً
إذن اوشك على الخروج بعد انتهاءه من اجراءات السفر .
لمحه من بعيد فاشار له حتي اقترب و اخذه في حضن اخوي خشن و هو يقول : اخيراً قررت العودة ، اشتقت اليك .
ابتسم اياد و قال : نعم عدت لنعود لايام الشقاوة و الجنون .
ربت علي كتفه و حمل الحقيبة الصغيرة منه و جر العربة التي عليها باقي الحقائب .
بعد عدة دقائق بالسيارة سأل اياد مباشرة : ما سبب سفر يحيى و نهاد للغردقة ؟
ابتلع بجاد ريقه بتوتر و قال : نهاد بمنزلها لم تسافر معه .
نظر له و سأل بفروغ صبر : قص علىّ المشكلة بجاد لن اسحب منك الكلام .
ركز بالطريق و قال : لا يوجد مشكلة يا إياد انت تعرف عصبية نهاد و تأخر الحمل و غيرتها الزائدة فمل يحيى من كل هذا و قرر الابتعاد قليلاً كي يريح اعصابه و بعدها تسافر له .
لن يستطيع بجاد شرح التفاصيل لانه لو علم بوجود لمى طرف بالمشكلة سيثور علي نهاد و غباءها و سيفهم سريعاً من تعامله معها انه يخطط لابعادها و هذا سيسبب الكثير من المشاكل بينهم .
سأل اياد : و انت اين تمكث ؟
ببديهيه رد : منزل العائلة .
بابتسامة ساخرة : اي منزل فيهما يا بجاد هناك المنزل القديم بالشقه الملاصقة لعادل و هناك المنزل الاخر الذي انتقلنا له بعد وفاة امي بأمر من السيد الوالد .
برر بجاد بنفاذ صبر : المنزل الجديد يا اياد هناك ملابسي و اوراقي و أشيائي، منزلنا القديم لم يفتح منذ وفاة امي سوي مرة او اثنان .
اغمض عينيه و القى رأسه علي مسند السيارة و قال : سأذهب معك حتي اجد من ينظف المنزل القديم ، احتاج للمة العائلة ان اكون بالقرب من خالتي زينب و أبناء عادل و مساعدة لمى .
صمت قليلا و قال : و نهاد إما تمكث معي او معك اذا اصريت انت علي بقاءك بالمنزل الاخر
رد بجاد بسخرية : اصبحت تلقي الاوامر و كانك انت الاكبر يبدو انك نسيت اني هنا اكبركم سناً
منذ عدة سنوات كنت لا تتحرك الا قبل مشورتي . ام لعلك نسيت !
ضحك إياد : انا مسافر منذ ثمانية سنوات يحق لي بعض السيطرة ، لأول يوم على الاقل .
تنهد بحرارة و أردف : اريد ان نجتمع ، ان نكون سوياً ، لم اعود ليكون كل منا في منزل بعيد عن الاخر .
ثم قال بجدية مصطنعة : ثم كيف تسمح لنهاد بالاقامة بمفردها هل الإقامة مع الاجانب بالغردقة جعلتك تنسي ما يصح و لا يصح
انفجر بجاد ضاحكا : يا الهي كدت اصدقك .
ضحك و رد ببساطة : هذا كي تعلم اني أستطيع ان اكون جاد و مسيطر في بعض الاحيان .
اكد بجاد : اعلم جيداً ان واجهتك الساخرة ما هي الا هروب من كل المشاكل حولنا .
و اعلم ايضا مدي نجاحك بالخارج و رأيت أكثر من اعلان من اخراجك و اعتقد انك ستسبب نقلة بشكل الإعلانات هنا .
ثم اكمل : نهاد تحتاج ان تجلس بمفردها ، تعيد حسابتها ، تقييم افعالها ، عدة ايام فقط و ساطلب منها ان تنتقل للاقامة معنا او تلحق بيحيى حتى لا تزيد الفجوة بينهما .
قال اياد : اشعر ان الامر أكبر من مشكلة عابرة
رد : ستعرف كل شئ بالتفصيل قريباً
صمت للحظات و قال : لماذا طلقت جاكلين و ماهي خطوتك الجديدة بمجال العمل هنا
رفع كتفه بلامبالاه و قال : لم اتزوجها للاستمرار معها فقط اردت علاقة شرعية و هي وافقت و بعد فترة تسرب الملل لحياتنا و قررنا الانفصال بهدوء .
اما بالنسبة للعمل فلدي عدة افكار اولها كيفية الترويج لشركتنا بالخارج .
صورتنا بالخارج سيئة للغاية و الكل أصبح يخاف السياحة هنا لتركيز الاعلام هناك على بعد الحوادث الارهابية بسينا .
العالم يظن ان الانفجارات و الارهاب بكل شارع من شوارع مصر .
لهذا يجب عمل حملة دعائية لشركتنا تعتمد علي صور حية و اراء السائحين الذين تعاملوا معنا و زاروا محافظات مختلفة ، هذه الحملة تستهدف الدول التي لا تحذر مواطنيها من زيارتنا و علاقتنا السياسية بهم جيدة .
اما بالنسبة لعملي الخاص سأتواصل مع بعض الشركات و اعرض عليهم اعمالي بالخارج و انتظر رأيهم .
تكلم بجاد بفخر و قال : لا اصدق انك انت إياد صاحب اشهر المقالب و اقل ساعات للدراسة كي تنجح سنوياً بدرجات الرأفة
ضحك اياد و شرح : الدراسة بالخارج مختلفة تماماً غير اختياري للمجال الذي احبه جعلني اعيد اكتشاف نفسي .
اتركنا مني و حدثني كيف حالك الم تقرر الزواح و الاستقرار ؟؟
بسخرية اجاب : تجاربنا عن الاستقرار غير مشجعه أبدا فالنموذج الوحيد المستمر حتي الان امامي هو يحيي و نهاد و هذا ايضا غير مضمون استمراره .
فلا ... لا افكر بالاستقرار بالوقت الحالي .
اصر إياد : الا يوجد من شغلت عقلك او قلبك بهذه المده .
مط شفتيه و قال بينما خيالها يتراقص امام عينيه : لا يوجد من تستحق ان تشغل اي منهما حتي الان .
انا لا انتقل من علاقة لاخرى و ان كان هناك علاقة جدية كنت اخبرتك.
ضيق إياد عينه و قال : و صوفيا هل لازالت علي علاقة بها ؟؟
وضح بجاد : انت تعلم علاقتي بها مرهونه بحضورها للغردقة اثناء رحلات الطيران لعملها كمضيفة .
اي عندما يسمح وقتها نلتقي غير هذا لا يوجد اي اتصال او التزام .
نتبادل احيانا رسائل الواتس اب لكن منذ اكثر من شهر لم نلتقي او نتحدث .
سأل : لماذا لم تفكر بعلاقة دائمة لقد تخطينا الثلاثون و يجب علينا تكوين اسرة .
رد بتهكم : أبدأ بنفسك اولا بعدها اسير علي خطاك .
رد إياد بجدية : لن اتزوج بدون حب و حتي أجدها قررت العزوف عن اي علاقة لقد مللت .
لكن أفكر بجدية في الأمر فقط اجدها و اتزوج مباشرة .
ضحك بسخرية و قال : اما انا لا اعتقد اني مؤهل لبناء اسرة طبيعية ، و لا اريد إذاء انسانة ليس لها ذنب .
و بالتاكيد لا ارغب في الوقوع مع انسانه انتهازية كل تفكيرها بالمال و المكانة الاجتماعية .
رد اياد بحدة : ما هذا الهراء كيف تفكر بهذه الطريقة العقيمة .
هل اخذت نماذج زوجات والدك كمثال
او تخيلت نفسك مكان والدي ستنتقل من زيجة لاخرى !
صمت لثواني و قال بصوت هامس كأنه يحدث نفسه : لا اعلم انا اخشى الفشل او الاختيار الخاطئ و لا اريد المغامرة .
قال اياد بهدوء : لانك لم تجدها بعد ، لكن ان وجدتها و اصررت علي موقفك هذا انا من سيقف لك .



يتبع .....

[rontii]

اليوم التالي اسفل الشركة

يضحك إياد و هو يجلس بجانب بجاد الذي يحاول إيجاد مكان للسيارة ويقول : بجاد إياك و كشف المفاجأة تدخل انت تلقي تحية الصباح بدون اي كلام زائد و انا بعدها افاجأها بوجودي .
نظر له بسخرية و قال : هل تحاول اقناعي ان المفاجأة فقط وجودك اكاد اجزم انك تحضر مقلب من مقالبك و بعدها تلصقها بي بكل براعة .
هل تصدق ان لمى حتي اليوم مقتنعة ان كل المقالب القديمة من تأليفي و إخراجي .
ضحك بصوت عالي و قال بشقاوة : دائماً ما كنت الصق اي خطأ افعله بك و انت بصفتك الاخ الأكبر كنت تصمت و تتحمل اللوم وحدك .
رنين هاتف بجاد قطع حوارهم فقال بجاد سريعاً : اغلق السيارة و سانتظرك امام المصعد لا تتأخر .
اغلق اياد السيارة و اتجهه ناحية البناية و لكن استوقفه مشاجرة قوية بين سيدتين و بينهما طفل باكي وقف يتابع ما يحدث و ما سبب المشاجرة و سبب الدفاع المستميت لهذه الصغيرة التي تتشبث بالطفل و تصرخ بوجهه المرأة الاكبر سناً التي امامها .
توقف فجأة و هو يتأمل هذه الفتاة ، لا بل حورية من الجنة خطفته من النظرة الاولي جميلة سمراء بملامح شرقية و براءة تنطلق من عينيها برغم لمحة الحزن الساكنة داخلها .
هل من الممكن لنظرة واحدة ان تقلب كيانه هكذا !!!!
ان يتعالى نبض قلبه كأنه في سباق للركض مسافات طويلة !!!
وجد نفسه ينساق لا ارادياً تجاة هذه الصغيرة التي حركت مشاعره بطريقة لم تحدث من قبل و هو يجزم انها ابدا لن تكون فتاة عابرة في حياته .


يتبع .....

[rontii]

تهرول سريعاً لتلحق بعملها حتى لا تتأخر أكثر من هذا .
تحمد الله انه ارتدت اليوم بنطالها الاسود المريح و القميص الابيض مع حذاء اسود خفيف بدون كعب يساعدها علي سهولة الحركة
التقطت أنفاسها و صعدت الرصيف كي تدخل البناية لكنها وجدت طفل صغير يبكي و امه تضربه بعنف و تمطره بعبارات مؤذية : ايها الغبي الفاشل انت لن تفلح أبدا ، لماذا لا تسمع الكلام ايها العاق ؟ لماذا رزقني الله بك ؟ أكيد تخليص ذنوب .
وجدت نفسها تندفع لارادياً لتقف كحائط سد بين الطفل و امه و هي تقول بابتسامة مقتضبه : سيدتي لا يجوز تعنيف الطفل هكذا
رفعت السيدة حاجبها وقالت : و ما دخلك انتِ ابني و اربيه كيفما اشاء .... و همت لتجذبه لكن يد ليال منعتها و هي تقول بهدوء محاولة السيطرة علي غضبها : عفواً على تدخلي و لكن هذه الطريقة في التربية تترك ندوب لا تمحى مع الزمن .
صرخت السيدة بغضب : و ما علمك انتِ بالتربية لتنصحيني انتِ حتى لم تنهي تعليمك الجامعي اي لا خبرة لك انا ام و عندي غيره ثلاثة مثله فاشلين اغبياء .
اغمضت عينها تستدعي كل هدوء اعصابها وقالت : ليس بالضرورة ان اكون ام لاعرف فقد كنت طفلة صغيرة و اعلم جيداً مدي تأثير الضرب والعبارات السلبية كنعته بالغباء و الفشل و عدم رغبتك بوجوده .
صدقيني سيخرج للمجتمع طفل مشوه ، غير واثق بنفسه ، سيصدق انه فاشل بينما من الممكن ان يكون احد العلماء لكن عدم تشجيعك سيجعله يخاف التجربة .
قالت المرأه بنفاذ صبر و هي تربت على كتف ليال بعنف : اسمعي يا حبيبتي يبدو اننا نعطلك عن جامعتك لهذا امضي في طريقك و لا تتدخلي بشئون الآخرين مرة أخرى .
نظرت لها ليال طويلاً ثم قالت بصوت خفيض لكن مؤلم : في يوم من الايام عندما تحتاجين يد تربت عليكِ ، تراعكي ، تهتم لصحتك ، لا تندمي عندما يعطيكِ ابناءك ظهورهم لانكِ لم تربيهم علي العطاء و الحنان و الحب بل ربيتهم علي القمع و الخوف و الاهانة
مجرد تجربة لعدة ايام احضنيه ، قبليه ، قولي له انه اذكي طفل ، انكِ تتباهين به ، انه نعمة منّ الله عليكِ بها ، وقتها ستجدين امامك طفل اخر
فقط جربي و لن تخسري شئ ...
وتركت المرأه تنظر لها ببهوت من كلامها و هي تفكر بآخر مرة احتضنت ابنها و اثنت عليه لكنها للاسف لم تتذكر فدائماً تدعو عليهم و تضربهم .

التفتت ليال لتدخل الشركة التي تأخرت عن ميعادها نصف ساعة علي الاقل لتصطدم بشخص واقف محدق بها باعجاب و انبهار كأنها كانت تقوم بتفكيك قنبلة موقوتة
ليس فارع الطول و لكن ليس بقصير ملامحه جذابة شعر اسود بشرة قمحية عيون سوداء و ذقن نامية و لكن اكثر ما يميزة طابع الحسن بذقنه و غمازات ظهرت مع ابتسامته لها
وجدته يخطو للخلف خطوة و هو يتأمل ملامحها بإعجاب و قال : لقد كنتِ رائعة كلامك صحيح جداً اتمنى ان تنفذه هذه السيدة
ضيقت عينها و احمرار طفيف يزحف لملامحها و قالت بسرعة تداري خجلها و هي تتجاوزه : شكراً لك ، اعذرني لا املك وقت لتبادل الحوار
و تركته يحدق بها بانفاس متقطعة بانبهار و إعجاب لشخصيتها القوية برغم هشاشتها الواضحة كلامها يبدو عن تجربة مؤلمة مرت بها .
هل كانت امها تعنفها و هي صغيرة ام والدها يضربها بقسوة ام اخ متنمر يفرص سلطته عليها
ابتسم بشقاوة و هو يجدها تدخل نفس البناية و قال : اذن الصغيرة تعمل هنا جيد جداً . ساستعلم عنها فهي بكل ما فيها مبهرة !!