آخر 10 مشاركات
إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          قلوبٌ محرّمة على النسيان *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بقايا بلا روح - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          وجهان العمله واحدة / للكاتبه L7'9t '3ram ، مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى القصص القصيرة المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-17, 07:37 PM   #1

هبة القلب
 
الصورة الرمزية هبة القلب

? العضوٌ??? » 381967
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » هبة القلب is on a distinguished road
افتراضي غريب الدار


قصة قصيرة
غريب الدَّار
بقلم / زهرة اللوتس (علياء)
2017

_ هناك في احدىٰ القرىٰ المصرية البسيطة تراصت البيوت بجانب بعضها البعض ، و في ذلك المنزل البسيط تعيش السيدة (مطيعة) و معها ابنائها الثلاث ؛ ابنها الأكبر هو (معتز) في الصف السادس الإبتدائي و ابنتها (نوال) في الصف الأول الإبتدائي و صغيرها الذي لم يكمل عامه الثالث بعد هو (عمار) . _ جلست (مطيعة) تحيك قطعًا في بنطال صغيرها (معتز) و تتحدث مع أمها قائلة "منه للّٰه .. هو السبب" قالتها ثم تركت ما بيدها و اجهشت بالبكاء أخذتها والدتها في حضنها و هي تربت علىٰ كتفها و تهدئها "استهدي بالله يا بنتي مش كده .. لازم تقفي علىٰ رجلك كده..و تصلبي طولك .. عشان عيالك دول" . _ تحركت (مطيعة) بعيدًا عن أمها و مسحت دموعها بقوة براحة كفها و قالت و هي تحمل (عمار) و تحضنه "مش هيشوف عيل فيهم" قالتها و نظرتها كلها حقد على زوجها الذي تركها بحجة أنه سيسافر للخارج لجمع قوته و قوت أولاده و زوجته لتفاجأ الأخيرة بخبر زواجه من فتاة تعيش في مستوىٰ أفضل و أيضًا في مصر و لم يسافر للخارج كما اخبرها . _ والدتها "اللّٰه يسامحه أبوكي .. هو اللي صمم .. و يا ما قولتله بلاش .. مسمعش كلامي .. و فضل يقولي ابن عمها لحمها و دمها .. هيحافظ عليها .. أولىٰ من الغريييب .. و أدي النتيجة .. رمىٰ عياله و مشي .. اتجوز" قالتها ضاربة بكفيها على فخذها حزينة علىٰ حال ابنتها الوحيدة فهي منذ أن علمت منها ما حدث لا تدري كيف تخفف عنها و تهون عليها و هي أيضًا مصدومة و حزينة لحال ابنتها و صغاريها فهي لم تكن راضية عن هذة الزيجة من البداية . _ (مطيعة) "بعد عشرة 13 سنة .. يسيبني و يروح يجوز .. ده الحاج سيد بيقول حالته كويسه .. و مريش *ميسور الحال ماديا* و عنده بيت و عربية .. و انا معيشني هنا" و جابت بنظرها جدران منزلها و هي تشير بيدها علىٰ كل ما يقع تحت نظرها و تابعت "الرطوبة كالتني انا و العيال .. يا ما صبرت عليه .. و اقول معلش يا بت الراجل شقيان و طافح الدم عشانك و عشان عياله .. خلي عندك دم يا بت الراجل يا حبة عيني مبيريحش علىٰ طول مسافر و متغرب و هو كله عشانك .. في الآخر يرميني أنا و العيال كده .. و اللّٰه يا اما ما هو معتب باب البيت ده تاني .. و أنا اللي هربي عيالي .. و هشتغل لحد ما اعلمهم أحسن علام و أكبرهم و جوزهم" قالتها بعزم و إصرار واضح في عينيها علىٰ تنفيذ ما قررته . _ مرت الأيام و نصحتها احدىٰ جارتها ببيع الخضار في السوق و.. _ (مطيعة) مستفسرة "إلا قوليلي يا محاسن ياختي .. أني يعني معنديش مانع إني آجي معاكي السوق ..بس فهميني بتجبيها منين ؟ .. في حد بتتعاملي معاه ؟!" _ (محاسن) "آآآه .. بجيب من غيطان الحاج جابر ..بتعامل معاه من زمان .. بيديني شوية من المحصول بنزل السوق ابيعهوله .. و بديله الفلوس بيحسبلي و يطلعلي نسبتي التلت في البيعة.. و تلت للراجل بتاع العربية اللي بتوديني و تجيبني من السوق .. و تلت ليه هو .. اكلمهولك يا مطيعة .. و هيبقى نظامك زيي كده .. دي طريقته في الشغل ها ايه رأيك .. استبينا *اتفقنا* ..ياختي" _ (مطيعة) "استبينا" _ ظلت (مطيعة) تعمل في بيع الخضار يوميًا حيث تستيقظ في الفجر تؤدي فرضها ثم تجهز الإفطار لصغارها و تأخذهم إلىٰ مدارسهم و الصغير تتركه في المنزل مع أمها التي تعيش معها ثم تتوجه إلىٰ غيطان الحاج (جابر) فيعطيها حصتها من الخضار و تذهب مع باقي الباعة في السيارة التي تقلهم كل يوم إلىٰ أسواق القرىٰ المجاورة فتبيع ما معها من خضر و تعود قبل المغرب بقليل عبر السيارة هي و رفاقها .. و تذهب إلىٰ الحاج (جابر) ليعطيها حقها ثم تعود للمنزل و تعد الطعام لصغارها و أمها مما لذ و طاب . _ و مضت الأيام و كبر الصغار ها هو (معتز) يدخل الصف الثالث الثانوي و لا زالت (مطيعة) تعمل و تصرف علىٰ البيت و اولادها و والدتها و ترفض أن يعمل أيًا من أبنائها و تصر علىٰ أن يكملوا تعليمهم و هي من ستوفر لهم المال الكافي لهم فبعدما كبروا و احتاجوا لمجموعات التقوية المدرسية بدأت بخبز الخبز *العيش البيتي* و تأخذه معها لتبيعه بجانب الخضار و في الشتاء تشتري كرات الصوف لتنسج منها القفازات و الكوفيات و الشرابات و الشيلان و القبعات الصوفية و تبيعها لجاراتها ، و لكن قرر (معتز) أن يساعد أمه فهو يعلم أن الحمل ثقيل عليها ، لذا اتفق مع صديقه المقرب (عمر) أن يعملان3 أيام مع العمال و المساعدة في البناء و 3 أيام يذهبون فيها للمدرسة . _ "يا أمي .. يااااا أمي" قالها (معتز) مناديًا لأمه بصوت عالي لتأتي إليه مهرولة "ها يا ابني .. النتيجة طلعت .. عملت إيه؟" قالتها بلهفة ليحتضنها و هو يدور بها "اتقبلت في هندسة يا أمي" لتطلق زغرودة عالية لتتوالىٰ التهنئات و المباركات علىٰ (معتز) من أصدقائه و (مطيعة) من جاراتها و رفيقاتها .


هبة القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-17, 07:44 PM   #2

هبة القلب
 
الصورة الرمزية هبة القلب

? العضوٌ??? » 381967
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » هبة القلب is on a distinguished road
افتراضي

هناك في احدىٰ القرىٰ المصرية البسيطة تراصت البيوت بجانب بعضها البعض ، و في ذلك المنزل البسيط تعيش السيدة (مطيعة) و معها ابنائها الثلاث ؛ ابنها الأكبر هو (معتز) في الصف السادس الإبتدائي و ابنتها (نوال) في الصف الأول الإبتدائي و صغيرها الذي لم يكمل عامه الثالث بعد هو (عمار) .
_ جلست (مطيعة) تحيك قطعًا في بنطال صغيرها (معتز) و تتحدث مع أمها قائلة "منه للّٰه .. هو السبب" قالتها ثم تركت ما بيدها و اجهشت بالبكاء أخذتها والدتها في حضنها و هي تربت علىٰ كتفها و تهدئها "استهدي بالله يا بنتي مش كده .. لازم تقفي علىٰ رجلك كده..و تصلبي طولك .. عشان عيالك دول" .
_ تحركت (مطيعة) بعيدًا عن أمها و مسحت دموعها بقوة براحة كفها و قالت و هي تحمل (عمار) و تحضنه "مش هيشوف عيل فيهم" قالتها و نظرتها كلها حقد على زوجها الذي تركها بحجة أنه سيسافر للخارج لجمع قوته و قوت أولاده و زوجته لتفاجأ الأخيرة بخبر زواجه من فتاة تعيش في مستوىٰ أفضل و أيضًا في مصر و لم يسافر للخارج كما اخبرها .
_ والدتها "اللّٰه يسامحه أبوكي .. هو اللي صمم .. و يا ما قولتله بلاش .. مسمعش كلامي .. و فضل يقولي ابن عمها لحمها و دمها .. هيحافظ عليها .. أولىٰ من الغريييب .. و أدي النتيجة .. رمىٰ عياله و مشي .. اتجوز" قالتها ضاربة بكفيها على فخذها حزينة علىٰ حال ابنتها الوحيدة فهي منذ أن علمت منها ما حدث لا تدري كيف تخفف عنها و تهون عليها و هي أيضًا مصدومة و حزينة لحال ابنتها و صغاريها فهي لم تكن راضية عن هذة الزيجة من البداية .
_ (مطيعة) "بعد عشرة 13 سنة .. يسيبني و يروح يجوز .. ده الحاج سيد بيقول حالته كويسه .. و مريش *ميسور الحال ماديا* و عنده بيت و عربية .. و انا معيشني هنا" و جابت بنظرها جدران منزلها و هي تشير بيدها علىٰ كل ما يقع تحت نظرها و تابعت "الرطوبة كالتني انا و العيال .. يا ما صبرت عليه .. و اقول معلش يا بت الراجل شقيان و طافح الدم عشانك و عشان عياله .. خلي عندك دم يا بت الراجل يا حبة عيني مبيريحش علىٰ طول مسافر و متغرب و هو كله عشانك .. في الآخر يرميني أنا و العيال كده .. و اللّٰه يا اما ما هو معتب باب البيت ده تاني .. و أنا اللي هربي عيالي .. و هشتغل لحد ما اعلمهم أحسن علام و أكبرهم و جوزهم" قالتها بعزم و إصرار واضح في عينيها علىٰ تنفيذ ما قررته .
_ مرت الأيام و نصحتها احدىٰ جارتها ببيع الخضار في السوق و..
_ (مطيعة) مستفسرة "إلا قوليلي يا محاسن ياختي .. أني يعني معنديش مانع إني آجي معاكي السوق ..بس فهميني بتجبيها منين ؟ .. في حد بتتعاملي معاه ؟!"
_ (محاسن) "آآآه .. بجيب من غيطان الحاج جابر ..بتعامل معاه من زمان .. بيديني شوية من المحصول بنزل السوق ابيعهوله .. و بديله الفلوس بيحسبلي و يطلعلي نسبتي التلت في البيعة.. و تلت للراجل بتاع العربية اللي بتوديني و تجيبني من السوق .. و تلت ليه هو .. اكلمهولك يا مطيعة .. و هيبقى نظامك زيي كده .. دي طريقته في الشغل ها ايه رأيك .. استبينا *اتفقنا* ..ياختي"
_ (مطيعة) "استبينا"
_ ظلت (مطيعة) تعمل في بيع الخضار يوميًا حيث تستيقظ في الفجر تؤدي فرضها ثم تجهز الإفطار لصغارها و تأخذهم إلىٰ مدارسهم و الصغير تتركه في المنزل مع أمها التي تعيش معها ثم تتوجه إلىٰ غيطان الحاج (جابر) فيعطيها حصتها من الخضار و تذهب مع باقي الباعة في السيارة التي تقلهم كل يوم إلىٰ أسواق القرىٰ المجاورة فتبيع ما معها من خضر و تعود قبل المغرب بقليل عبر السيارة هي و رفاقها .. و تذهب إلىٰ الحاج (جابر) ليعطيها حقها ثم تعود للمنزل و تعد الطعام لصغارها و أمها مما لذ و طاب .
_ و مضت الأيام و كبر الصغار ها هو (معتز) يدخل الصف الثالث الثانوي و لا زالت (مطيعة) تعمل و تصرف علىٰ البيت و اولادها و والدتها و ترفض أن يعمل أيًا من أبنائها و تصر علىٰ أن يكملوا تعليمهم و هي من ستوفر لهم المال الكافي لهم فبعدما كبروا و احتاجوا لمجموعات التقوية المدرسية بدأت بخبز الخبز *العيش البيتي* و تأخذه معها لتبيعه بجانب الخضار و في الشتاء تشتري كرات الصوف لتنسج منها القفازات و الكوفيات و الشرابات و الشيلان و القبعات الصوفية و تبيعها لجاراتها ، و لكن قرر (معتز) أن يساعد أمه فهو يعلم أن الحمل ثقيل عليها ، لذا اتفق مع صديقه المقرب (عمر) أن يعملان3 أيام مع العمال و المساعدة في البناء و 3 أيام يذهبون فيها للمدرسة .
_ "يا أمي .. يااااا أمي" قالها (معتز) مناديًا لأمه بصوت عالي لتأتي إليه مهرولة "ها يا ابني .. النتيجة طلعت .. عملت إيه؟" قالتها بلهفة ليحتضنها و هو يدور بها "اتقبلت في هندسة يا أمي" لتطلق زغرودة عالية لتتوالىٰ التهنئات و المباركات علىٰ (معتز) من أصدقائه و (مطيعة) من جاراتها و رفيقاتها .
_ و تخرج (معتز) أخيرًا من كلية الهندسة القسم المعماري هو و صديقه (عمر) و يتفاجآن بأن الأحقية في الوظائف لاصحاب الوسائط العليا و ليست للبسطاء من أمثالهم ، و بعد عام من البحث قررا البحث عن فرص للعمل بالخارج لعل مستقبلهم ينتظرهم هناك .


هبة القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-17, 07:53 PM   #3

هبة القلب
 
الصورة الرمزية هبة القلب

? العضوٌ??? » 381967
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » هبة القلب is on a distinguished road
افتراضي

_ "يا معتز .. يا معتز .. عمر مستنيك بره بيقول لاقالك شغل .. يا اخي قوم بقىٰ" قالتها (نوال) و هي توقظ أخيها من النوم و الذي نفض عنه كل استسلامه للنوم ما إن سمع "شغل؟!!" قالها و هو ينهض مسرعًا من سريره.
_ (نوال) "آه .. قالي اصحيك عشان شافلك شغل معاه" .
_ (معتز) "و عمار فين دلوقتي ؟؟" قالها و هو يعدل شعره "عمار يا سيدي طلع من صابحية ربنا مع أمي السوق عشان متبقاش لوحدها" ابتسم (معتز) لشهامة أخيه "راجل الواد ده ما يتخافش عليه .. المهم حصليني بكوبيتين لمون يا نوال" قالها و هو يخرج من باب الغرفة لتجذبه (نوال) من ذراعة قائلة بصوت منخفض "مفيش لمون هنا .. أمك قالت هتجيب معاها و هي راجعة"
_ (معتز) متفهمًا "خلاص اعميلنا كوبيتين شاي مظبوطين" ردت عليه "حاضر"
_ نهض (عمر) من مجلسه علىٰ *مسطبة* أمام البيت ما إن رأىٰ صديقه "أهلًا بالناس الكسلانة .. صح النوم" ، (معتز) ضاحكًا "صح بدنك .. شايف الشغل مقطع بعضه يا خيْ" ، (عمر) "عشان كده جيتلك .. عايزك تجهز ورقك و جواز سفرك عشان هنسافر كمان أسبوع" .
_ فرح عارم اجتاح (معتز) فأخيرًا سيحقق حلمه و سيعمل بشهادته فهو مهندس معماري ، و لكن هدئت فرحته قليلًا هل ستوافق أمه ؟؟ ، هل ستتركه يسافر و هي التي كرهت السفر و سيرته بسبب فعلة والده ؟؟ ، تنهد ثم قال "فرحتني بجد يا عمر بس مش عارف أعمل إيه مع أمي مش هتوافق أنا عارفها" رتب صديقه علىٰ فخذه "متقلقش قول يااارب .. أمك مش هتقف في طريقك .. ما انت شايف مفيش شغل لينا في بلدنا .. و أهلنا عايزين مصاريف جامدة .. و السفرية دي إنت محتاجها أكتر مني .. و بعدين قولها ما تخافش أنا مسافر معاك و هخلي بالي منك" قال جملته الأخيرة ممازحًا صديقه الذي كاد يضربه لو لا سمعا صوت (نوال) تناديه لأخذ الشاي .
_ ما إن علمت (مطيعة) بعزم ولدها علىٰ السفر حتى أقامت الدنيا "ليه يا أبني .. تمشي و تسيب أمك ليه .. عايز تعمل زي أبوك .. و لا كبرت و عيشتنا ما بقتش تليق بيك .. يا باشمهندز" قالتها باكية ، "يا أمي أنا هسافر أشتغل و أرجعلك تاني .. مش مهاجر .. و لا عاجبك قاعدتي زي الولايا في البيت" ، لترد هذه المرة جدته "فشر .. ده أنت راجل و سيد الرجالة" ثم التفتت لابنتها "ما تليميها يا مطيعة .. مضيعيش مستقبل الواد" .
_ (مطيعة) "أنا يا أمه .. أنا أضيع مستقبل ضنايا .. أنا خايفة يسيبني .. و ين .. ينساااني" قالت كلمتها الأخيرة و أشتدَّ بكائها ليحتضنها (معتز) و هو يقبل رأسها "أنا هسافر عشانك يا أمي .. عشان تقعدي في بيتك بقىٰ معززة مكرمة .. و عشان خاطر نوال .. عايز أجهزها قبل ما تلاقي خطبها عالباب و مش عارفين نجوزها .. ده أنا كنت أولع في نفسي يومها" لتحتضه أمه بدورها "بعد الشر عليك يا ابني .. ان شا الله عدوينك" .
_ و أخيرًا بعدما نجح في إقناع أمه بسفره و توديعه لها و لجدته و إخوته ، ها هو في الطائرة بجوار صديقه (عمر) .
_ بعد عام كامل علىٰ سفره و غربته التي كانت موحشة لا يأنسه فيها سوا صديقه ، و أخيرًا جاءت فترة أجازتهم ، و قد تخرجت (نوال) من كلية التربية ، كما التحق (عمار) بكلية الطب ، عندما عاد (معتز) للمنزل تعالت الزغاريط فرحة برجوعه "معتز .. وحشتني يا ضنايا .. هانت عليك أمك تسيبها سنة بحالها" ضحك (معتز) و احتضنها و قبل رأسها و كفيها "مش هو ده العقد يا أمي .. هو كان بمزاجي" .
_ تركته أمه ليسلم علىٰ بقية أخوته و طبعا تلقىٰ (عمار) التهنئة الحارة من أخيه لدخوله كلية الطب و وعده بمساعدته في مصاريف كتبه و كليته ، و كذلك (نوال) هنأها لتخرجها أخيرًا من كليتها و اخبرها إن أرادت العمل فسيسعىٰ لها لكي تلتحق بالمدرسة كمعلمة لتجيبه أنها تفضل الجلوس بالبيت و مساعدة أمها و خدمة جدتها.
_ استيقظ من نومه ليذهب لأمه ، بينما جلست (مطيعة) تقنع ابنتها بالعريس المتقدم لطلب يدها "يا بنتي لما كان بيجيلك حد كنت بمشيه .. و أقول بتكمل تعليمها .. و مرضيتش اسمع لأي واحدة قالتلي هيخليها تكمل بعد الجواز .. خوفت ابقىٰ بضيع مستقبلك .. و طول عمري مبفرقش في العلام بينك و بين خواتك و حتىٰ لو قعدتي في كليتك عشر سنين مش أربعة مكنتش أميل بختك .. و أديكي الحمد لله خلصتي .. ليه بترفضي الجواز دلوقتي بقىٰ .. و متقوليش منين أخواتك هيساعدوكي و أنا كنت بأشيلك و أحوشلك الفلوس عشان أجهزك" ، (نوال) بعد أن دمعت عينيها "مش عايزة اتجوز يا أمه .. و لو لقمتي بقت صعبة عليكوا هانزل أشتغل" ، نهرتها (مطيعة) "انتي هبلة يا بت .. لقمة إيه اللي صعبة .. أنا كلامي واضح مش عايزة تتجوزي ليييه" ، سمع (معتز) الحوار و تدخل لينقذ أخته "سيبها يا أمي علىٰ راحتها" ، (مطيعة) "يا ابني أنا مغصبتهاش علىٰ حاجة أنا عايزة سبب لرفضها ده" ، لتجيب (نوال) من وسط دموعها "مش عايزة واحد يسيبني أنا و عيالي و لا يسأل فينا .. مش عايزة عيالي يتيتموا و هما عارفين أن أبوهم عايش .. مش عايزة أبات كل يوم معيطة عشان مش عارفة أدبر مصاريفهم وقت تعبهم" لتحتضنها والدتها و تمسد شعرها "لاحول و لا قوة إلا بالله ... إنتِ فاكرة كل الرجالة زي أبوكي ... طب بصي لإخواتك ربنا يحميهم ... صوابعك مش زي بعضها يا بنتي" لتهمس لها ابنتها "مش عايزة أتجوز يا أماه عشان خاطري" "حاضر اللي يريحك" و جلست تمسد شعرها و ترقيها بآيات من القرآن الكريم و الأدعية .


هبة القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-17, 08:12 PM   #4

هبة القلب
 
الصورة الرمزية هبة القلب

? العضوٌ??? » 381967
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » هبة القلب is on a distinguished road
افتراضي

_ في أحد الأيام جاءته أمه لتحادثه بأمر زواجه و أنها قد اختارت بالفعل عروسه ليوافق و يتم زواجه و بعدها بشهر حان موعد سفره للعمل مع صديقه ، ودعهم و سافر للعمل و بعد قرابة الأربعة أشهر أحضر زوجته لتشاركه غربته و التي لا يعرفان فيها أحد غير (عمر) ، و بعد عام رزق بطفلة جميلة أسماها (ضحىٰ) و ظل العام يجر العام الذي بعده و لم يستطع النزول لأهله لكنه كان يرسل النقود لشقيقه ليكمل دراسته و مصروف شهري لاخته و كما أرسل لهم النقود ليعيدوا بناء المنزل من جديد و الذي كان مهدد للسقوط ، مرت عليه خمس سنوات و أصبح لديه (ضحىٰ) و (أمير) و التوأم (رامي ، ربىٰ) و قرر أن يرسل زوجته و أولاده لرؤية أهاليهم بالذات بعد بكاء زوجته لأيام لاشتياقها الشديد لأمها و أبيها و أخواتها و كذلك لترىٰ أمه و أخوته و جدته أولاده و يتعرف الأولاد عليهم .
_ استقبلت زوجته بحفاوة لدىٰ عودتها من السفر هي و أطفالها من أهلها ، فقد اشتاقوا لها كثيرًا و صبيحة اليوم الثاني أخذت أطفالها و ذهبت لأهل زوجها ، كادت تطير (مطيعة) من الفرحة و هي تحتضن و تقبل صغار ولدها "حمد اللّٰه علىٰ سلامتك انتي و الاولاد يا مريم" قالتها و هي تحتضنها و ترحب بها و تركتها ل (نوال) ترحب بها و تتبادلان العناق ، و جاء (عمار) و سلم عليها ثم انشغل عن الجميع مع ابناء أخيه و يعلمهم أنه عمهم و تلك عمتهم ، و بعد انتهاء الطعام جاءت الصغيرة (ضحىٰ) ابنة الاربع أعوام لتدس نفسها في حضن أمها "ماما .. يلا نمشي" أخذتها (مطيعة) من أمها "تمشي ليه .. زهقتي منينا بسرعة كده" لتهز الصغيرة رأسها ايجابًا "آه" ، لتتدخل (مريم) بسرعة "بت عيب كده احنا هنبات مع نينة النهاردة" لتقفز الصغيرة من حضن جدتها و تصرخ باكية و هي تضرب بقدميها الأرض "إللللاء .. أنا عايزة بابا" ثم تركض تجاه الباب المغلق و "عايزة اروح لبااابااا" ليمسك بها (عمار) "تعالي معايا يا دودو و اخليكي تكلمي بابا" هدأت مقاومتها "وديني لبابا؟!!" أومأ (عمار) مبتسمًا "هتكلمي بابا" لتصفق بيديها فرحة و هي تردد "بابا .. بابا" ، لتناديه (مطيعة) "هتكلم أبوها فين يا ابني؟!!" ، ليطمئنها "متخافيش يا أمي هاخودها السنترال تكلم معتز و افسحها و اجبهالك .. ماتخافيش مش هاكلها العسل دي" قال جملته الأخيرة مداعبًا الصغيرة التي تعالت ضحكاتها لتملىء أرجاء المنزل .
_ و بعد أسبوع من وصول (مريم) و أطفالها لمصر هبطت الطائرة علىٰ أرض الوطن .. "اللي يشوفك و إنت متلهف عشان تنزل من الطيارة .. ميصدقش إنك مكنتش ناوي تيجي من أساسه" قالها (عمر) مبتسمًا ، (معتز) ضاحكًا "هههههه .. بصراحة لولا موضوعك و مساعدتك ليا اللي هتفضل دين في رقبتي مكنتش نزلت" ثم ابتسم ابتسامة واسعة "و عشان ضحىٰ اللي بوظتلهم الدنيا .. دي كلمتني لوحدها 4 مرات من ساعة ما نزلوا"
_ (عمر) مربتًا علىٰ كتف صديقه "متقولش كده احنا اخوات .. و أنا كمان وحشتني دودو أوي"
_ وصل (معتز) لمنزل والدته حيث لم يخبر أحد بقرار نزوله المفاجأ و لكنه علىٰ علم بأن زوجته و أطفاله قدموا اليوم لمنزل أمه ، وجد الباب مفتوح فابتسم ثم دخل ...
_ "السلام عليكم يا أهل الدار" و ما هي إلا لحظات ليجد (ضحىٰ) تجري عليه و خلفها (أمير) و هي تنادي "هيييه .. بابا جيه .. باااباا جيه .. بااااابااااا" صرخت بها بكل فرحتها و هي تلقي بنفسها في أحضان أبوها ثم (أمير) احتضنهم (معتز) بقوة و هو يقبلهم .
_ قدمت (مريم) مهرولة ما إن سمعت صوت زوجها في الخارج و ورائها (نوال) و التي احتضنته بقوة و انسابت دموعها لرؤية أخيها بعد غياب دام 5 سنين ، ثم تقدمت (مريم) لتسلم عليه و تهمس و هي تحتضنه "مفاجأة حلوة أووووي .. ربنا ما يحرمنيش من دخلتك عليا أبدًا" قبَّل جبينها و أمن علىٰ دعائها ، و "اومال أمي و ستي و عمار فين" قالها و هو يدور بعينيه بحثًا عنهم في المنزل ، (نوال) "عمار خاد أمي و راحوا يكشفوا علىٰ ستي" ، قلق (معتز) علىٰ جدته "مالها إيه اللي تاعبها" ، (نوال) مطمئنة له "لا متقلقش حكم السن ما أنت عارف ستي كبرت .. و عمار خادها يطمننا عليها .. شوية كده و تلاقيهم داخلين علينا" أومأ متفهمًا ، و بالفعل ما هي إلا دقائق و عادوا من الخارج لتفاجأ أمه بوجوده و ترحب به ترحيب حار و تطلب من (نوال) أن تذبح البطتين اللتان كانت تربيهم له .
_ و في المساء طرق (معتز) باب حجرة شقيقته فسمحت له بالدخول ، "كنت عايز أتكلم معاكي شوية يا نانا" قالها مبتسمًا لها بهدوء ، أخبرها أن هنالك من طلب يدها منه شخصيًا ، لترفض بشدة فكرة الزواج في الأساس مقدمة أسبابها التي أخبرتهم بها من خمس سنين مضت ، أخبرها أنه (عمر) و هو كان يعمل طوال السنين التي مضت ليطلبها من أخيها عندما يجهز و يكون نفسه ليستقر في مصر و لن يسافر ، و لم يتقدم لخطبتها لكي لا يوقف حالها كما أخبره و أنه قرر مع نفسه إن جهز و كون حالة و مازلتي موجودة فأنتِ من نصيبه ، و مع الحاح والدتها و فرحتها و موافقتها علىٰ (عمر) كزوج لها وافقت ، ليفاجأ الجميع (عمار) برغبته بإقامة عرسه مع شقيقته و ذلك انتهازًا لفرصة وجود (معتز) و أولاده بينهم و أن الجميع متواجدون ، و أقيم العرسان أخيرًا و فرحت (مطيعة) كثيرًا بولدها (عمار) الذي اختار أن يتزوج في شقته في المنزل مثل شقيقه .
_ عدَّىٰ علىٰ فرح صغيريها شهر ثم فوجئت في مساء أحد الأيام بموت والدتها و يخيم الحزن علىٰ المنزل ، و لكن بوجود أولادها حولها و جاراتها بجانبها استطاعت أن تجتاز حزنها علىٰ والدتها ، و انقضت فترة أجازة (معتز) و زوجته و أولاده و سافروا أخيرًا .
_ عدَّت السنوات بحلوها و مرها و عاش (معتز) و زوجته في غربتهم كم من مرة مرض (معتز) و لم يجد من يبث الطمأنينة في قلب زوجته ، و كأحد ضرائب الغربة عن الأهل كانت الوحدة الملازمة لهم ، و أحد تلك المرات التي مرض فيها (معتز) اصابه انخفاض في ضغط الدم مفاجأ عقب خروجه من المسجد بعد أداء صلاة الفجر نقل علىٰ إثره للمشفىٰ في حين كانت (مريم) قلقة للغاية علىٰ زوجها الذي تأخر علىٰ غير عادته و لا يجيب علىٰ هاتفه أيضًا و ليس لها أحد تعرفه لتهاتفه ليطمئنها علىٰ زوجها و وسط قلقها و حيرتها رأته أخيرًا يدخل من باب المنزل واضح عليه الإرهاق و...
_(مريم) "معتز .. كنت فين .. ايه اللي أخرك كده .. و مبتردش عالتليفون ليه .. مااالك"
_(معتز) بصوت مرهق "تعبت بعد الصلاة .. و اخدوني المستشفىٰ علقت محلول" أسندته إلىٰ غرفته و ساعدته علىٰ تبديل ثيابه ثم ساعدته ليستريح علىٰ فراشه و غطته بالبطانية ثم قالت "طب ليه محدش كلني و رد عليا .. كنت هموت من الرعب و القلق عليك" نظر اليها و "التليفون عامله صامت من وقت ما دخلت اصلي الفجر" تنهدت و قالت بهدوء "طب استريح علىٰ بال ما اجهزلك الفطار .. تاكل لقمة تسند بيها نفسك" .

_ و هكذا الحال دائمًا إن مرض لا تستطيع مغادرة المنزل فهي لا تعرف الأماكن و علاوة علىٰ ذلك عادات و تقاليد المنطقة التي تسكنها تعيب بشدّة علىٰ المرأة و الفتاة الخروج من المنزل دون زوجها أو شقيقها أو والدها و كذلك لا سبيل لها للذهاب للمشافي أو العيادات دون استقلال السيارة و لا تأمن لسائقي الأجرة أبدًا و لا تحفظ الأماكن.
_ في يوم من الأيام عادت (ضحىٰ) من المدرسة و لكن علىٰ غير عادتها المرحة دائمًا و لاحظ (معتز) ذلك و عندما وصلوا إلىٰ المنزل دخلت حجرتها مباشرة ، طلب (معتز) من (مريم) الدخول إليها و معرفة ما بها هل حدث ما أزعجها في المدرسة اليوم أم ماذا ، و لم تكذب خبر (مريم) و دلفت لحجرة طفلتها لتصدم عندما رأتها متكورة علىٰ سريرها بثياب مدرستها و تدفن وجهها في وسادتها و تبكي ، لتسارع إليها و تحتضنها و .."بسم اللَّٰه الرحمٰن الرحيم .. ايه اللي حصلك يا ضحىٰ مين زعلك يا بنتي؟" لم تجيبها و لكن احتضنت أمها و استمرت في بكائها "حد ضربك .. الأستاذة زعقتلك" هزت رأسها بالنفي و هي تبتعد عن أمها و تنظر في عيني أمها و تقول "ماما .. هي المصرية وحشة" فوجئت (مريم) بحديث ابنتها "ايه الكلام ده .. لاء طبعًا مش وحشة .. مين اللي قالك كده" لم تجيبها و لكن سألتها مجددًا "هما المصريين شحاتين و بيشتغلوا هنا خدامين عند الناس دول؟" في اشارة منها لأهل البلد التي هم فيها ، و هذه المرة الصدمة أكبر ما هذا الكلام من سمّم رأس صغيرتها بهذه الأفكار "لا يا ماما مش شحاتين .. احنا ملقيناش شغل كويس في مصر عشان كده سافرنا هنا .. و بابا بيشتغل عشان يجيب فلوس نعيش بيها بتعبه و شقاه .. مين اللي قالك كده يا ضحىٰ" سألت صغيرتها و هي تحتضنها لتجيبها "نورة بنت الأستاذة جواهر .. بقولي يا المصرية و خلت البنات كل ما تشوفني تقولي يا المصرية .. و بتقولي ابوكي و كل المصريين بيشتغلوا عندنا" حسنًا لابد إذن من زيارة لمديرة المدرسة .
_ و في صباح اليوم التالي ذهبت (مريم) مع طفلتها للمدرسة و ...
(معتز) "طيب أنا هاستناكي لحد ما تخلصي" أومأت برأسها مجيبة "تمام .. يلا يا ضحىٰ" و دلفت للمدرسة و سألت أحدى العاملات عن مكان المديرة فأخبرتها أنها الآن في غرفتها و ذهبت إليها و طرقت الباب الذي كان مفتوح لتسمح لها المديرة بالدخول و كانت معها الوكيلة و سلمنا عليها و علىٰ ضحىٰ و ..
(مريم) متحدثة بهدوء و وضوح "أنا جاية النهاردة أشتكي من طالبة بتضايق بنتي"

(المديرة) "ليييش .. مين زعل الحلوة ضحىٰ" لتجذب الوكيلة (ضحىٰ) من يدها و تجلسها بقربها و هي تحتضنها بذراعها "ايش اللي صار يا ضحى مين اللي ضايجتك؟"
(ضحىٰ) بصوت خافت "نورة .. بنت أستاذة جواهر و صديقاتها" و قصت عليهن الحكاية و المضايقات التي تعرضت لها من الفتيات .
(المديرة) "و انت يا ضحىٰ ليش ما جولتي لها إن المصرية ماهب شينة .. و إن السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام و أم سيدنا إسماعيل عليه السلام كانت مصرية و إن أم إبراهيم ولد الرسول محمد صلىٰ اللّٰه عليه و سلم كانت مصرية"
(ضحىٰ) "اهي تجول إني خدامة عندها و إن أبوي بعد شغال عندهم و إن المصريين كلهم كذا"
(الوكيلة) "لا محشومين يا بنيتي" و قبلت رأسها ، ثم قامت (المديرة) باستدعاء الأستاذة (جواهر) و التي ما إن علمت من ضحىٰ ما جرىٰ بينها و بين ابنتها حتىٰ سارعت بالإعتذار ل (مريم) و احتضنت الصغيرة و قالت "ليش ما جولتيلها إن اللي علمت أمك كانت مصرية .. و بعدين يا ضحىٰ إن كان علىٰ نورة أفرجك أيش باسوي فيها .. لكن إنتي يا بنيتي بسم اللّٰه ما شاء اللّٰه بنات المدرسة كلها تحبك .. الأصغر منك و الأكبر ..صح و لا لا "
أومأت (ضحىٰ) برأسها موافقة و هي مبتسمة و أيضًا فخورة بمصريتها و التي نسبتها مديرتها لأمها هاجر .
_ عوقبت الفتيات المشاغبات من المديرة وأمرتهم بالإعتذار ل (ضحىٰ) في حين أخبرت (ضحىٰ) أن أي مشكلة تواجهها تتجه علىٰ الفور لمكتبها أو إلىٰ الوكيلة دون تردد.
_ تعاقبت الأيام و السنين و كبر أولاد (معتز) و ها هي (ضحىٰ) بالصف الثالث الثانوي و (أمير) بالصف الثاني الثانوي و التوأمان (رامي) و (ربىٰ) بالصف الثالث الإعدادي و عند هذه المرحلة قرر (معتز) "أمي و إخواتي وحشوني يا مريم .. أنا خايف أموت هنا و لا حد يحس بيا و تتبهدلوا هنا" لتسارع (مريم) "بعد الشر عليك يا حبيبي .. ايه بس لازمته الكلام ده .. ضحىٰ أهي في آخر سنة ليها هنا و بعدها هننزل كلنا مصر عشان تقدملها في الجامعة و يبقىٰ أنزلها كل سنة أطمن عليها و أهي شقتنا موجودة و هتبقىٰ وسط عمها و عياله و جدتها مش لوحدها يعني" تنهد (معتز) ثم نظر إليها و قال بعزم "احنا فعلًا بإذن اللّٰه نازلين مصر بس مش عايز نرجع هنا تاني" لتقطب (مريم) متسائلة ليكمل موضحًا "بمعنىٰ إني تعبت خلاص عمرنا ضاع في الغربة نتعب محدش بيحس بينا .. و أنا خايف أمي تموت قبل ما أشوفها و لا ألحق أقعد معاها ده أنا كان يجرالي حاجة يا مريم .. و بعدين عايز العيال يعيشوا وسط أهلهم و يعرفوهم ميبقوش قافلين علىٰ نفسهم .. أنا عايز استقر في بلدي وسط أهلنا يا مريم .. عايز استقر بقىٰ" قال جملته الأخيرة و قد تملكه الإرهاق لتجيبه (مريم) بعيون دامعة "و أنا كمان نفسي نستقر بقىٰ أمي و أبويا وحشوني و إخواتي .. و خلاص اكتفيت من تعب الأعصاب ده اللي أنا فيه أنا في ولداتي ملقيتش أخت تساعدني .. و وقت ما عملت عملية الزايدة إنت يا حبة عيني اللي أخدت أجازة ادهالك بالعافية عشان تراعيني و تخلي بالك من العيال .. فعلا خلاص تعبنا و العمر بيجري بينا .. من حقنا نرتاح بقىٰ .. و العيال مش هيعترضوا بالعكس من كتر كلامنا عن مصر و هما نفسهم يروحوها .. بعدين احنا بقالنا 12 سنة منزلناش .. متقلقش يا معتز ربك هيسهلها إن شاء اللّٰه" قالتها مربته علىٰ ذراعه.
- وكما توقعت (مريم) ما إن علم أبنائها بقرار والدهم بالسفر و الإستقرار في مصر حتىٰ سعدوا كثيرًا و جلسوا يتخيلون حياتهم في شقتهم و استيقاظهم صباحًا و ذهابهم مع أبناء عمهم (عمار) و عمتهم (نوال) للنادي ، و أولاد خالتهم و أخوالهم ، كيف سيكون أصدقائهم و كيف ستكون مدارسهم أما بالنسبة ل(ضحىٰ) راحت تفكر بجامعة القاهرة حلم جميع الطلبة كما أخبرها والدها مرارًا و تكرارًا ، و اجتهد الجميع في استذكار دروسهم بجد و حماس شديدين و كلهم شوق للعودة لمصر ، ودَّع الجميع أصدقاؤه سواء كان (معتز) أم الأولاد في مدارسهم و علىٰ وعد بالتواصل معهم عبر شبكة التواصل الإجتماعي *فيس بوك* ، حتىٰ (مريم) سلمت علىٰ جارة لها عرفتها حديثًا و كانت مصرية و ودعتها علىٰ أمل اللقاء بها في مصر بإذن الله .

_ وصلوا إلىٰ مطار القاهرة و كان في استقبالهم (عمار) و (عمر) و شقيق (مريم) ، و تم استقبالهم حارًا جدًا فلم يرىٰ (معتز) شقيقه و رفيقه منذ 12 سنة و كذلك (مريم) احتضنت شقيقها و هي لا تستطيع إيقاف دموعها فرحة بعودتها أخيرًا لأرضها .. لموطنها .. شعر الأولاد جميعهم أن والديهم كعصفور كان محتجز في قفص و اليوم أطلق سراحه .. ابتسم الأولاد لبعضهم فرحًا لبدء مرحلة جديدة من حياتهم و استعدادًا لتنفيذ ما خططوا له منذ معرفتهم بخبر عودتهم .
_ دلفت (نوال) لحجرة (مطيعة) و التي كانت مستلقية علىٰ سريرها و قد أثر عليها عوامل الزمن من اجهاد و ارهاق ، احتضنت أمها و قبلت رأسها ثم جلست بجانبها علىٰ الفراش و .. "أخبارك يا أمي .. أنا جيت عشان عرفت إن معتز و مريم و عيالهم جايين النهارده" رتبت (مطيعة) علىٰ كف ابنتها الممسكة بكفها الأخرىٰ و الفرحة تكاد تقفز من عينيها "اه أخيرًا .. ربنا يوصلهم لي بالسلامة .. عارفة يا بت يا نانا .. لو كنت بصحتي .. كنت قمت رقصت من فرحتي برجوع الغالي" ضحكت (نوال) بصوت عالي و قالت و هي تحاول تمالك نفسها "عالعموم يا أم الغالي .. أنا و لبنىٰ مرات عمار اللّٰه يباركلها .. عملنا المحاشي اللي معتز بيحبها غير اللحوم لبنىٰ اتوصت فيها .. و عملتله دكر بط علىٰ ست أجواز حمام و حطتهومله في التلاجة في شقته يا دوب عالتسخين .. و خير ربنا كتير بس هو ياكل هو و عياله" ابتسمت والدتها و هي ترفع كفيها و تدعي بصدق "ربنا يحمكي يا بنتي انت و مرات أخوكي و يحفظلكم عيالكم و ما يورنيش *لا يوريني* فيكم وحش أبدًا" أمنت (نوال) علىٰ دعاء أمها ، و بعد عودته ارتمىٰ في حضن أمه و بكا و هو يقبل كفيها و وجنتيها و جبينها و رأسها و أنخفض بجسمه ليصل لقدميها و يقبلهما فاسرعت (مطيعة) لجذبه لحضنها و هي تبكي لا تصدق أنه أمامها بعد اثنىٰ عشر سنة ها هو في حضنها ، و بعد ذلك اللقاء الحافل و الفرح العارم للجميع جلسوا و تناولوا الطعام و (مطيعة) تصر علىٰ (ضحىٰ ، و أمير ، و ربىٰ) علىٰ تناول الطعام رغم اخبارها أنهم ليستطيعوا بلع لقمة واحدة بعد ، في حين كان (رامي) يجلس بجانبها و هي تدلله و كل ما أن تضع في صحنه شيء أكله دون اعتراض لينال علىٰ استحسانها و رضاها .
_ و بعد مرور شهر علىٰ تواجدهم و فرحة (معتز) الغامرة لانسجام و اعتياد أولاده سريعًا علىٰ المكان و الناس من حولهم ، جلس مع صديقه (عمر) يجهزون أوراق أبنائه للاسعداد لاجراءات التقديم لهم .
_ بدأت الدراسة و واجهتهم بعض الصعوبات في البداية و لكن سريعًا ما اجتازوها و عدىٰ الفصل الدراسي الأول بسلام ، و تعرفوا و كونوا صداقات مع زملائهم ، استمتعوا باجازتهم (رامي و أمير) مع ابني عمهم (يوسف و زياد) رغم صغر سنهم فهم في الصف الاول الإعدادي و السادس الإبتدائي و كذلك ابن عمتهم (معاذ) و الذي لا يتركهم إلا للذهاب للمدرسة أو النوم و هو من سن (يوسف) و لٰكن كرة القدم لا تفرق الصغير و الكبير الجميع يحب لعبها ، أما بالنسبة للفتاتان (ضحىٰ) تجلس دائمًا بالقرب من جدتها و تساعد في أعمال المنزل ، أما (ربىٰ) فقد و جدت أخيرًا في ابنة عمتها (سارة) خير رفيقة و بئر أسرار لها .
_ و قرب بداية الفصل الدراسي الثاني فوجيء الجميع بوفاة (مطيعة) بعد أدائها لصلاة الفجر ، و شيع جثمانها كل جيرانيها و أحبابها فقد كانت لا تتأخر عن مد يد العون لأحدهم و لم تؤذي أحد قط طيلة حياتها ، عدىٰ شهر علىٰ وفاة (مطيعة) و الجميع لا يستطيع بعد التأقلم علىٰ عدم وجودها وسطهم ، و بدأت الدراسة و لكن الجميع امتنع عن الذهاب و غلفوا أنفسهم بالحزن ، و لكن عصر أحد الأيام جاءت صديقة (ضحىٰ) في الجامعة و....
(ضحىٰ) بصوت حزين "و الله يا أماني ما لي نفس أفتح كتاب أو أروح الكلية"
(أماني) مربته علىٰ كتفها "معلش يا حبيبتي .. لازم تجي تحضري المحاضرات اليومين دول بالذات .. الميد ترم قرب و كله عايز الشيتات"
(ضحىٰ) و قد التفتت لها بجسدها "بصي يا موني .. أنا بجد مش هاقدر اروح .. ممكن تجيبيلي المحاضرات و اصورها منك اذاكر منها و احل الشيتات"
(أماني) و هي تخرج من حقيبتها ملف بلاستيكي بيه بعض الأوراق و تمد يدها بيه ل(ضحىٰ) "عيييب عليكي و دي حاجة تفوتني .. خودي دول كل المحاضرات في كل المواد من أول الترم ما بدأ لحد النهاردة .. أي خدعة انت تأشر بس يا جميل" قالتها غامزة بعينها ممازحة لتبتسم لها (ضحىٰ) و لكنها تلاحظ بعض التردد علىٰ وجه (أماني) فسألتها "مالك يا منمن .. في حاجة عايزة تقوليها؟"
(أماني) محرجة "بصراحة أنا خوفت عليكي من كتر الغياب درجات الحضور تروح عليكي فعملت حاجة كده .."

(ضحىٰ) مضيقة عينها و هي تميل عليها هامسة "عملتي ايه اشجيني"
ابتعدت (أماني) عنها قليلًا ثم قالت بسرعة "كنت كل فترة أكتب اسمك في ورقة الحضور بس اتقفشت النهاردة و الدكتور غيبني و عايز يشوفك"
اتسعت عيني (ضحىٰ) "قولي إنك بتهزري"
هزت رأسها نافية ثم قالت و هي ترفع يديها أمام وجهها كحماية "كان نفسي .. بس د.حامد كمال هددني إنه يلغيلي درجات أعمال السنة لو ما جبتكيش معايا بكرة تحضري محاضرته"
_ اضطرت (ضحىٰ) للذهاب صباح اليوم التالي للجامعة لمحاولة انقاذ صديقتها المتهورة فرغم كل شيء هي كانت تريد مصلحتها و حضرت محاضراتها و كانت محاضرة دكتور (حامد) آخر محاضرة و..
(أماني) و هي تميل علىٰ صديقتها هامسة "بعد المحاضرة ما تخلص هنروح نسلم نفسنا" أومأت (ضحىٰ) محاولة كبح ضحكة صغيرة كادت تفلت منها .
_ و بعد انتهاء المحاضرة انتظر د.(حامد) قليلًا حتىٰ انتهاء الطلاب من أسئلتهم و انصرافهم ، و وقع نظره علىٰ (أماني) و (ضحىٰ) و هما تتحايلان علىٰ بعضهما من تتقدم أولًا ليشير لهما بيده مبتسمًا .....
د.(حامد) مبتسمًا "أهلًا .. لازم نهدد علشان نشوفك يا ست ضحىٰ"
(ضحىٰ) ناظرة له باحراج "أنا آسفة يا دكتور .. بس كان عندي حالة وفاة"
د.(حامد) بصوت خافت "البقاء للّٰه"
(ضحىٰ) هامسة "و نعم باللّٰه"
تنحنح د.(حامد) قليلًا ثم التفت إلىٰ (أماني) "تمام يا آنسة أماني .. و أنا لسه عند كلامي طالما جيبتي صاحبتك مش هاحذفلك درجات أعمال السنة بتاعتك .. و كمان مغيبتكيش امبارح" لتنظر له (أماني) بذهول مصحوب بفرحة ليكمل محذرًا و هو يشير بسبابته "بس متتكررش تاني لا معايا و لا لأي دكتور أو معيد غيري .. مفهوم" أومأت برأسها ايجابًا "مفهوم" ثم استأذنت لتترك لاستاذها و (ضحىٰ) فرصة للتحدث و الفاهم و ايضاح سوء الفهم .
_ د.(حامد) مبتسمًا "ضحىٰ معتز شوكت سليمان المصري .."
أومأت له (ضحىٰ) ايجابًا "أيوة"
د.(حامد) "أنا طبعًا مش محتاج أنبهك لدراستك لأن واضح أن مستواكي الترم الأول كان ممتاز .. بس كل اللي اقدر اقولهولك إن الحزن في القلب يا ضحىٰ .. و إن كان الحزن بيرجع اللي ماتوا و سابونا كنا فضلنا في حزن طول حياتنا .. دي سنة الحياة يا بنتي"
أومأت برأسها موافقة و وعدت استاذها علىٰ اجتياز تلك المرحلة و العودة لمواصلة دراستها بجد ، و لكن في نهاية اللقاء قال لها "ضحىٰ أنا كنت عاوز أقابل أستاذ معتز والدك..." و حدد لها مكان اللقاء في أحد النوادي ، و عندما أخبرت والدها استغرب و لكنه حسم أمره فلابد له من الذهاب لمعرفة سبب طلب د.(حامد) ذاك مقابلته .
_ و في أحد النوادي جلس (معتز) بعد أن اتفق مع د.(حامد) هاتفيًا علىٰ مكان المقابلة و أي طاولة تحديدًا ، نظر في ساعته .. من المفترض أن ذلك الأستاذ أنهىٰ محاضراته الآن ، و لكن لا بأس من الإنتظار فهو من حضر مبكرًا جدًا عن الميعاد لكي يصفي ذهنه قليلًا بهدوء ، مر الوقت عليه دون أن يشعر ليجد رجل و سيدة محجبة يبدوا عليهم الوقار و الإحترام يقتربان منه .. وقف للسلام علىٰ الرجل و الذي عرف نفسه "أنا دكتور حامد كمال .. و دي حرمنا نرمين سليمان"
ثم اتخذ كل منهم مقعده و طلب (حامد) للجميع مشروبه ثم بدأ حديثه موجه إلىٰ (معتز) "يا باشمهندس أنا طلبت مقابلة حضرتك بعد ملاحظتي لاسم بنتك ضحىٰ و الشبه الكبير باسم نرمين مراتي .. و اللي اتضح أنه الإسم لنفس الشخص شوكت سليمان المصري"
قطب (معتز) متسائلًا و قال بحزم "ممكن توضح أكتر من فضلك"
تبادل النظرات (حامد) مع زوجته (نرمين) المتوترة فامسك بيدها ليطمأنها و التفت ل(معتز) و قال بهدوء "يعني إنت و نرمين أخوات من الأب يا باشمهندس"
حقًا صدم (معتز) من تصريح (حامد) له و نظر ل (نرمين) أحقًا هي أخته من أبيه .. أبيييه .. أبيه الذي هجرهم طوال تلك السنوات و لم يراعي اللّٰه في أمه و إخوته .. أبيه الذي حرمهم من وجوده و تركهم أيتامًا في حياته .. أي أبٍ هذا .. و أين هو في الأساس ..
(معتز) ناظرًا ل(نرمين) "و هو فين أصلًا أبويا .. و إيه قصتك؟!!"
بدا الحزن علىٰ وجه (نرمين) "بابا مات اللّٰه يرحمه" لا يعلم لماذا هذه الكلمات وقعت علىٰ قلبه مثل الصاعقة ، لماذا هذا الحزن عليه ألم يعتبره ميت منذ أن تركه و ترك إخوته و أمه المسكينة و التي عانت الويلات ليصبح لما هو عليه الآن .. لكن ماذا هل تمنىٰ أن يراه و يخبره أين وصلوا في بعده عنهم .. ربما صدمته هذه المرة لأنه لم يعد سبيل لرؤيته حتىٰ و لو لآخر مرة .
_ قصت (نرمين) قصتها علىٰ شقيقها في حين امتنع (حامد) عن التدخل بينهما و لكنه لم يكن ليترك زوجته بمفردها و تحسبًا لأي رة فعل من الطرفين ....
(نرمين) تتحدث و هي ناظرة في نقطة وهمية أمامها و كأنها ترىٰ مشاهد ذكرياتها "بابا اللّٰه يرحمه اتجوز ماما و قعدوا سنتين ماما بتخلفش لغاية ما ربنا رزقها و حملت لكن كل الأطباء اللي راحت لهم أكدلها إنها لو احتفظت بالطفل هتفقد حياتها أصرت إنها تتابع الحمل و مارضيتش تفرط في طفلتها أبدًا ... و في الشهر السابع ولدت طفلة بعد ما شافتها و خادتها في حضنها ماتت و اضطر بابا يكمل لوحده مع بنته و جابلي دادا و رباني و علمني لحد ما جه حامد اتقدملي وافق و اتجوزنا ... " سكتت لتمسح دموعها التي انهمرت فلم تستطيع المتابعة ليأخذها (حامد) في حضنه مهدئًا لها و أكمل بالنيابة عنها "عمي شوكت اللّٰه يرحمه .. مات بعد جوازنا بتلت سنين .. و أحب أوضحلك نقطة .. إن احنا لغاية خمس أيام بس مكناش نعرف عمي كان متزوج قبل والدة نرمين و إن ليها اخوات .. إلا لما لقيت اسم بنتك ضحىٰ قدامي وقتها تأكدت بنفسي و عرفت إنكم إخواتها .. عشان كده طلبت مقابلتك" .
_ تفهم (معتز) و بدأ في استيعاب ما حدث و طلب منهم اعطاؤه فرصة لكي يوضح لبقية إخوته القصة ، و بالفعل اجتمع (معتز) ب (عمار) و (نوال) اللذان صدما في البداية و لكن في النهاية قرروا أن لا ذنب لشقيقتهم الصغرىٰ فيما حدث فلقد توفي جميع أطراف الخلاف المتمثلة في أمهم و أبيهم و زوجته فلماذا يوطدون العداوة بينهم ، و لماذا يتركونها وحيدة أما تكفيهم وحدتهم صغارًا و كبار ، يعلمون تمامًا أن قوتهم في قربهم و جمعتهم مع بعض هم الآن عائلة فمرحبًا بشقيقة تجد إخوتها سند لها وقت حاجتها ، و قرروا أنهم حقًا اكتفوا من الغربة ، و اجتمعوا جميعهم بأولادهم في منزل (مطيعة) و قامت (نرمين) ببيع شقتها التي ورثتها من والديها و اعتطها ل(معتز) و الذي بنا لها شقة في منزلهم و قام بتشطيبها ، و اتفقوا علىٰ قضاء فترات العطل في المنزل كل في شقته و مع أولاده (معتز) بشقته و (عمار) بشقته و (نوال) بشقتها و (نرمين) بشقتها ....
_ جلس (معتز) مع رفيقه (عمر) أمام المنزل علىٰ *المسطبة* و هما يحتسيان الشاي ..(عمر) مبتسمًا "و اللّٰه الواحد بقىٰ بيستنىٰ الأجازات علشان نتجمع" ابتسم له (معتز) "و مين سمعك .. ده الواحد حاسس زي ما يكون .. كان غريب في حياته كلها .. و بجمعتنا مع بعض و أشوف ولادنا قلبهم علىٰ بعض أحس كإني رجعت داري"
_ وافقه صديقه في رأيه ، و هكذا هي حالنا جميعًا فابتعادنا عمن نحب مكرهين علىٰ ذلك ، حالنا حال .. غريب الدار ....



تم بحمد اللّٰه


هبة القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-17, 06:46 AM   #5

هيتاج

? العضوٌ??? » 404321
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » هيتاج is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . افضل قصص قاريتها بصراحة بشكرك جدا وياريت لو في قصص اطفال وتكون قصص قصيرة عشان نقراها بسرعه
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


هيتاج غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.