شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   التوحد (https://www.rewity.com/forum/f365/)
-   -   أم أبيها -قصة قصيرة عن التوحد (https://www.rewity.com/forum/t372798.html)

Just Faith 09-04-17 04:02 PM

أم أبيها -قصة قصيرة عن التوحد
 

https://www.rjeem.com/up/images/z6hqgv8g99zn830dgwao.gif



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسمحولي أقدم قصة قصيرة فجرتها روزا 63

بجد نفسي المرض ده ينمحي من الوجود
معنا
شكرا لكل متوحد يحاول أن يتحدى
شكرا لأنه يفتح لنا أفاق معارك في دروب الحياة


https://gulf-up.com/do.php?img=298020




https://gulf-up.com/do.php?img=300018
أم أبيها

جذبت عينيه تلك الكتلة من الحنو ،والعطف لم يجد يوماً مثلها ..لم يعد هناك أحد يهتم بأي أحد مهما كان سنه ولكنها أهتمت ووقفت تساند هذا الرجل وتساعده للنزول من الحافلة الكبيرة رافعة أحدى كفيها الصغيرتين بدت أمامه طفلة صغيرة تمسك بكف هذا المسن وتقوده للطرف الأخر من الطريق مجبرة الجميع على الأنصياع لأمرها بالتوقف فاصطفت السيارات كوحوش صغيرة مزمجرة تنوي الفتك بمن اوقفت مسيرتهم العملية لينهبوا الأرض حاملين قائديها لاعمالهم الصباحية ..
فكر بتلك البصمة اللعينة التي حولت الكثير لألات وساعات زمنية تأوه متذكراً أن العمل لن ينتظر ذاك الرجل حتى يعبر امامه فيقود سيارته لطريقه.. نظر للرجل المرتجف يبدو خائفاً من عبور الطريق مدركاً أن الرجل به علة نفسية..عاد ينظر لساعته في ادراك ان الطريق تعطل بما فيه الكفاية بسبب الزحام المروري ..نظر لللغط المزين باصوات هادرة حوله في تلك الصبية الشابة التي تركت عملها فقط لتمد يد المساعدة للرجل الكبير فقط لتنجيه من خطورة الطريق السريع القادر على ان يحمله لربه بأي سياره يقودها متهور أو حتى سائق عادي كما تسمح سرعة الطريق ..

https://gulf-up.com/do.php?img=300016
يبدو الرجل المار أمام سيارته الآن لا يتحرك انه خائف كطفل صغير ينظر لطائر محلق ثم ما لبث أن حاول متذمراً جذب اصابعه من كفها الصغير وصار معانداً بأن يستخدم كفه الحر في تقليد الطائر الحر المتمتع بحريته ..عند هذا سمع ضجيج صاخب من آلات التنبية للسيارات الفاقدة الصبر ثم بدأت تتحرك متجاهلة تلك الشابة وما تحمله من عبء هذا الرجل الطفل.. بينما هو ظل بمكانه حتى تتحرك سرعان ما نبتت بعقله فكرة كانت فكرته الاساسية هي حمايتها ،واكمال دورها الخيري تحرك ببطء يمينا لتكون هي ورجلها عن يساره ،وعمل على انارة ضوء السيارة اليمين ليعلم الجميع من خلفه بإتجاهه واشار لها بكفه ان تتبعه تحركت لتكون خلف سيارته مباشرة ظل يجتاز الحارات الثمانية للطريق السريع الفاره الإتساع حارة.. حارة ،وهي بحماية السيارة الفارهة واحدة تلو الأخرى حتى اطمئن على وصولها للجهة الأخرى من الطريق وعلى هذا الرصيف الأسود الحالك خرج من سيارته متجاهلاً هذا الخاطر الذي يلح عليه أن يتابع طريقه لأنه سيفوت على نفسه البصمة اللعينة التي لا تعرف أي إنسانية .

"لماذا تضيعين وقتك معه.. كنتي أكتفيت بإنزاله من الحافلة "
لم يدرك ان ما شغل فكره صعد على قمة لسانه اللاهث ليخرج كلماته بصورة عصبية تحمل اللوم أكثر من إهتمامه ..نظرت له بلؤلؤتين داكنتين وابتسامة شاحبة غير مرحبة "لأنه أبي حملني صغيرة وحان الوقت لأحمله "وأشارت خلفها لدار ضيافة "اوصله ليجد من يرعاه حتى أعود من عملي "فتح شفتيه يبتلع هواء يكفي لانعاش عقله ليناقش بمزيد من الإعتراض "ولم لا تتركيه هنا لمدد طويلة "رفعت كف ابيها وصغيرها لشفتيها تقبلها بحنو "هذه اليد لم تتركني صغيرة وهو شاب متوحد بدرجات قليلة ولكن العمر وصروف الزمن جعلت المرض يزداد مفشلا العلاج القديم ليتراجع امام المرض في افساد لأي نتيجة ايجابية.. فهل الآن اتركه ؟!..لا ..لأنه أبي "..تركته الصغيرة كشجاعة تحمل دماء المردة داخلها ..لقد ضغطت عليه بكل قوة لينزف جرح نفسه الإنانية "ليتذكر امرأة له أشهر لم يراها كل ما يربطه بها هاتف مسائي يتهرب منه كونها المتصلة يجيب عليها مضطراً مرة أو مرتين بالشهر نتيجة ألحاح منها يهمس وهو يعود لسيارته باحثاً عن أول ملف ليدير إتجاهه فلا عمل اليوم ..انه يوم الرحم "انها أمي "كأنه أستيقظ للتو من جرمه بحقها يتخيل أنها الأن تعد طعامه وتنادي عليه "هيا عمرو تعال إفطارك سيبرد "مكملة بتأنيب وتوجيه "الطعام لو برد سيكون طعمه سخيف "توقف أمام أحد المحال ليبتاع لها ولأول مرة طعاماً تحبه رغم انه يدرك أنها ستعاتبه بصوتها الحنون "أنا أحب أن أعد لك طعامك نظيفاً بيدي أخاف ممن يمدون أيديهم بطعامنا أخشى عليك يا ولدي "فرت دمعة لائمة لرجولته التي تمردت قديماً على هذا القلب الذي أحتواه يوماً لخلاف عابر تركه خلفه كأنه لم يحتويه لحظة..عمد لهاتفه رفعه متصلاً وما أن فتح الطرف الأخر مجيباً بوهن "ألو " وجد صوته يهتف بهدوء"أمي أنا قادم "ارتج الصوت الوجل بهمهمة دامعة"حقـ..قـاً" يكاد يقسم ان دموعها تنزل على بشرتها البيضاء حافرة أخدوداً يضيف بهاء لأخاديد تجاعيدها الرائعة فكل اخدود ظهر كان من أجله وأجل شبابه هو.. هتف "أحبك يا أجمل امرأة "..


أخذ الطعام وعاد لسيارته يقود وهو يتذكر البصمة مغمغماً اللعنة عليها وعلى مخترعها ومستخدمها"في إدراك معنى خصم اليوم إنه يوم في رحاب امه.

صوت بوق الحافلة العالي أجفله فسرق نظره إليها وإلى مستخدميها من ركاب ليجد تلك الفتاة همس داخله "أم أبيها "رفع كفه بالتلويح والتحية أراد شكرها ولكنها لم تعي أنها من الروعة بأن ذكرته بعقوقه لأغلى من ملكت قلبه ..امتد بصره للحافلة التي شقت طريقها أمامه بالطريق وكأنها تحتفل بأم أبيها ..أرتسمت إبتسامة على شفتيه زادته وسامة ثم انتبه لطريقه يتصور أمه تطل من الشرفة في إنتظاره ..آآه كم اشتاق للدفء المشع من قلبها كم اشتاق لعطرها ..انها أجمل امرأة بالكون .

Just Faith




https://gulf-up.com/do.php?img=298020


https://e.top4top.net/p_168z8mk1.gif

rosa_63 10-04-17 12:14 AM

https://gulf-up.com/do.php?img=300017

https://gulf-up.com/do.php?img=300027

انجوانا 10-04-17 09:13 AM

مش عارفه شو اقول
ما ضل كلام ...يعني مذهله...ام ابيها " حبيتها حبيتها
اقرأ ودموعي تنزل ...بكيت على الحال ...
يالله شي مؤلم ويحمل امل ...
قصه مميزه وجميله وصادقه ...
شكرا ايمي شكرااا على الابدااع ....
لا تحرمينا جمال كلامك ...دمتي مبدعه

rosa_63 16-04-17 12:15 AM

https://gulf-up.com/do.php?img=303044

Just Faith 23-04-17 06:24 PM

شكرا لك انجوانا انت وروز
ربي يديم الود والتفاؤل يارب
امووووووووووووووووووووووه

y feryal 02-05-17 05:47 PM

أحببت جدا هذه القصة
رائعة ومؤثرة للغاية
دخلت قلبي إبنة أبيها
مافي مثل الأم والأب
مثل ماحملونا واحنا صغار لازم نشيلوهم فوق روسنا وهم كبار
مبدعة انتي إيمي تحفففففففة

rosa_63 03-05-17 11:59 PM

https://www11.0zz0.com/2017/05/03/23/145955262.jpg

modyblue 31-05-17 10:54 PM

لأنه أبي حملني صغيرة وحان الوقت لأحمله "وأشارت خلفها لدار ضيافة "اوصله ليجد من يرعاه حتى أعود من عملي "فتح شفتيه يبتلع هواء يكفي لانعاش عقله ليناقش بمزيد من الإعتراض "ولم لا تتركيه هنا لمدد طويلة "رفعت كف ابيها وصغيرها لشفتيها تقبلها بحنو "هذه اليد لم تتركني صغيرة وهو شاب متوحد بدرجات قليلة ولكن العمر وصروف الزمن جعلت المرض يزداد مفشلا العلاج القديم ليتراجع امام المرض في افساد لأي نتيجة ايجابية.. فهل الآن اتركه ؟!..لا ..لأنه أبي "..تركته الصغيرة كشجاعة تحمل دماء المردة داخلها .
روووووووووووووووووووووووو وووووعة اعجز عن التعبير سلمت اناملك

قيثارة 20-09-18 08:41 PM

https://www.rewity.com/forum/data:im...AAAElFTkSuQmCChttps://e.top4top.net/p_993hvp931.jpg

Just Faith 28-09-18 11:48 AM

تسلمووووووووووووووووووووو وووووووووو
تذكرتها الآن وعاد لي نفس الشعور وانا اكتبها

وبامر الله هتكون نواة لروايتي القادمة

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووه


الساعة الآن 06:45 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.