آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : CFA - )           »          229 - كذبة بيضاء - ديانا هاميلتون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : وهوبه - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-20, 09:17 PM   #611

زيزي غريب

? العضوٌ??? » 148274
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 636
?  نُقآطِيْ » زيزي غريب is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



زيزي غريب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-20, 09:40 PM   #612

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
نهاية فصل مـا...

* * * * *
كان يقف امام مرآة الحمام يحدداً لحيته بحرفية بينما بخار الحمام حوله يتلاشى رويداً رويداً ...على رنين هاتفه ...عقد حاجبية بتعجب ، ثم نفض يديه من اله الحلاقة خارجاً من الحمام ، لينظر لرقم حازم الذي ينير شاشة هاتفه تأمل الرقم لثوانٍ مقرراً تجاهله الا انه ي اخر لحظة اجاب ربما لانه يعلم طبيعة حازم اللحوح :
"مرحبا يا رجل ، غائب لمدة يومين عنا ،ولا اراك في الجامعة .. تجتمع مع الشباب دون ان تناديني !؟ ؟! "
رفع ارقم حاجبيه بإستهزاء: :
وهل انا حبيبتك لافتقد وجودك هكذا!؟""
وكانه صب دلو من الماء البارد على حازم الذي توقع ان يتراخى ارقم في غضبه معه
" حسناً افهم من ردك انك منزعج مني ؟!؟ "
ليغمغم ارقم بتكبر واضح: :
" تحمل نفسك الكثير يا حازم ، من انت لانزعج منك اصلاً؟؟ "
كاد حازم ان يقفل الخط بوابل من الالفاظ النابية الا انه حاول تمالك نفسه مغمغماً
" حسناً ، الوم لدينا سهرة مع الشباب ..ما رايك ان تأتي ؟!" :
ثم اتبع كلماته بضحكة صاخبة تدل على مقصده ...كاد ارقم ان يقفل الخط مفضلاً ساعة نوم على صخب حازم الا انه تراجع في آخر لحظة وعيناه تلتقط قطعة الشوكولاة الموجودة جانب سترته اذ يبدو انها سقطت منها ما ان خلعها ،وأفكاره تعاود سيرها لتلك الابتسامة الهادئة مما جعله يحرك رأسه نافضا ما فيه ..وهو يغمغم لحازم بصوت شارد : :
"حسناً ، انتظروني لن اتأخر ..."
* * * * *
"إجازة ؟! ولكن هل اعلمت سبب هذه الاجازة "
نطق استفساره بفضول قاتل:
ليغمم الموظف على الطرف الاخر:
"في الواقع سيدي هي أرفقت ذلك مع ظرف شخصي ، ولكن مما وصلني من فتاة تدور في المكاتب وتوزع الطلبات ، ان والدتها اتصلت بها مخبرة إياها ان تأخذ اجازة لوجود خاطب محتمل" ...
صمت طويل ساد عبر الهاتف ليغمغم ضرار بنبرة جوفاء من المشاعر:
"حسناً ، اعلمني بكل نفس تتنفسه ... لا اريد ان تغيب عن عينيك لحظة .."
اخذ نفساً عميق متطلعاً لكل ما وصل اليه وكل ما يملك لتنقلت اعصابه بلحظة مسقطاً كل مكتبة على الارض بلحظة غضب :
"لما عدتي ،لما عدتي الان اخبريني لمـــــا؟!؟ .."
صرخ كلماته وكله يغلي الماً وغضب .... لسنين وهو يتجاهل التفكير بها وان مرت به يستمتع بعبير ذكراها يستنشق بقايا عطرها ويعتقها من ذاكرته بعدها كي يستطيع اكمال حياته ولكن منذ ان رآها وما عاد منطقياً وكانه لم يعش لسنين دونها بل لم يعش سنين وكله يخبره ان ينساها ما يداعب طيفها ذاكرته وافكاره تشير له انها ربما تزوجت وانجبت اطفال واستمرت بحياتها .. ولكن بعد ان عشر سنين ها هي تقلب كيانه باسبوع واحد فقط وتدمر استقراره وتذهب لرجل آخر امام عينيه ...أستهزئ من نفسه عن هذه الكرة ليغمغمم بقهر:
" وهل لك فرصه معها اصلا ؟! هه "
شعر بصدره يضيق ليفك ربطة عنقه ويجلى على الكرسي مغمض العينين وافكاره تجيء وتذهب حول شخص واحد "غـازية "
* * * * *
"سامحك الله يا أمي ..."
كانت غازية تتمتم كلماتها وهي ترتب أوراق العمل الخاص بالغد كي تأخذه معها للمنزل ، فقد اتصلت بها والدتها مره أخرى لتؤكد عليها ان تأخذ الغد إجازة من العمل استعداد للخاطب ... لتتمتم بحدة
"كل ما ياتي من الرجال قلق وهم ... "
ودت لو تستطيع الاتصال بمحمود وتريه معنى ان يتخطاها بهذا الشكل فهي كانت زملته أقل واجب ان يخبرها بحضور اهله ان يسألها عن رأيها !!! ولكن حسنا هي كانت سترفض لذا هه تفهم ما يفكر به الان
عكفت افكارها الجنونية الان احتراماً لوالدها الذي أصبح بصورة الموضوع و إلا ما قالت والدتها للناس تفضلوا
* * * * * *
تجلس خلف منضدة المكتبة تطالع كتبها وتكتب ملاحظات محالة بها تبسيط محتوى موادها ، ، اذ لا يوجد غيرها اليوم في المكتبة.... العم محمود مشغول بشيء ما ...فمنذ الصباح لم يمر على المكتبة وعندما حاولت الاتصال به كان رقمه مغلقاً ... باغت جلوسها وحيدة دخول .....احد ما لترفع عيناها وتطالعها هيئة اخيها .."حيـــدر " عقت حاجبيها بتعجب وهي تزيح النظارة المخصصة للدراسة عن عينيها وتنهض مغمغمة بدهشة :
"حيدر ! لما أتيت الان ؟! هل هنالك شيء ما ؟؟!؟ "
تطلع حيدر لأخته بألم ، وندم .... لا يعلم متى ابتعد عنها روحياً بعد ان كان الاقرب لها ...تفضي له همها تضحك معه تخرج معه ترقص معه حتى تتعب الخطى ، قلبه ابتعد ربما منذ قررت ترك منزل والده والذهاب لدى خالته ... صانعة لنفسها حياة أخرى ..نظيفة ... حياة لا وجه له ليكون جزء منها .... رسم بلا أي ارادة ابتسامة آسية على شفتيه وهو يتطلع لها بشوق ...:
"وهل اخطئ عندما اتي لزيارة اختي ، ام انك اعتدي بعدي ..."
تطلعت فضة له ودموع غريبة ترقرقت داخل عينيها :
" ربما لانك نسيتني يا حيدر في خضم حياتك ... "
لم يجيبها سوى بأن فتح حضنه لها مغمغاً :
" وها انا اعوضك اليوم يا شقية
..."

* * * * *
نسمات الهواء الباردة تداعب ثنايا حجابها لتقشعر رقبتها من روعة النسيم البارد ... عيونها تلمع بسعادة طفولية خالصة ... وكلها يرقص على الحان( التانغو) الذي تجيده ... رقصة بعنوان السعادة ..... غمغمة حيدر المستلذة جعلتها تلتفت له يبدو كمراهق هارب من واجباته ببذلته التي خلع سترتها وثنى أكمام القميص كذلك لتكتمل الصورة بينما يحمل بين يديه علبه مثلجات بنكهة المانجا الذي يفضله ...
"اخي الغالي ، هيئتك لا تفوت أبداً ، اؤكد لك انك قادر على خطف قلوب الفتيات بسهولة ..."
ابتسم حيدر بغرور معطياً لهيئته مزيداً من السعاة الناطقة:
"لا أظن ذلك اختي ليس وأنت اعدتني لجنون السنوات السابقة ، اشك بأن تنظر لي فتاة عاقله وانا أكل المثلجات الباردة على الشاطئ في المساء مع الهواء البارد الذي ينخر العظام نخراً"
قهقهت فضة وهي تكمل اكل مثلجات الليمون بتلذذ امامه.
ليستلم نسيم الهواء زمام الذكريات ، مذكراً كلاهما بسنين ماضية اي قبل سنتين تحديداً عندما كان يخرجها كل يوم في فصل الشتاء تحديداً معه لتأكل المثلجات في مثل هذا المكان ...ثم يتسوق معها، او يذهب معها لخالتها او يشاركها افلام الرعب ما ان يعودا للقصر ...كان الاقرب لها ولكن الظروف ابعدتهم ... فهي نضجت وفهمت حياة والديها وهو غارق في هذا المستنقع ... ...
"اخبرني ، وبصراحة ها؟؟؟! "
اضافت اخر كلمة وهي تشير له بحاجبها بجدية رافعه إياه ::
ما الذي ذكرك بي بعد كل هذا الغياب ؟؟!! ولا تقل لي الحنين لو كان عليك لكنا بقينا بالمكتبة وتحدثنا ولكن ؟؟"
وحاولت اضافة درامية مضحكة على كلماتها كي لا تكسر أجواء القرب بينهما:
"انا وقلبي الطيب الذي لم ولن ينسى ايام الشتاء مطلقاً..."
ابتسم حيدر على طرافة اخته وحدة إدراكها ليغمغم بهدوء وهو يتكئ على مقدمة سيارته:
" حسناً ، قبل اي شيء انا اقر بذنبي ولا لا انكر انني كنت بحاجة لدفعة كي اقترب منك ، فأنا كنت اظن ان
لتكمل فضة عنه وهي تعلم بصعوبة ان يعبر حيدر عما يشعر به :
"لا تخبرني بما كنت تظن لأني افهمك ، ولكن عليك ان تفهم انا احبك ويستحيلان أتنازل عن إخِوَتِنا ولكن السنتين السابقات لم يكن لي قدرة لأطلب من اي كان قربه او محبته او دعمه لان اي ضعف في مركبتي كان سيدفعني لمنزلنا من جديد ... ولكن هذا لا ينفي انك ما زلت اخي واني سعيدة بوجودنا هنا بخلاف اي شيء آخر"
ابتسم حيدر لكلمات أخته غير عالم بما يخبرها ... فهي تفهمه تفهم صمته حديثه عيونه ... فضة فتاة ذات بصيرة غريبة تستطيع النفاذ لكل انسان من خلال عيونه ... تفاصيله ... ثغراته ...هي مميزة وهذا أكثر ما يحبه فيها ...
"والدتك أميرة هي من ارسلتني ، والدنا متعب يا فضة منذ ان رآكِ آخر مره ... عاكف بغرفته بعيداً عن الجميع يصب غضبه على الاتي والخارج من غرفته ... انه قلق عليك يا فضة "
رفعت حاجبها بعدم تصديق:
"وما الذي جد حتى يقلق لتلك الدرجة ؟!؟ ..."
"اظن سمعت بحوادث الاختطاف التي عمرت بالبلد اخر فترة والسرقة ... مقصدهما واضح السيارة هي أمان لك"
وضعت المثلجات على طرف السيارة وغمغمت بعمق وهي تحيط كفيها حول جسدها :
"لا انكر ان عصبيتي كانت مبالغة على والدنا ولا انكر اني كنت مُستفَزة يومها ....وربما كانت هذه امثل طريقة كي افرغ بها غضبي ولكن والدي بعيدين عني اميال ضوئية ، يظناني فقط أتمرد وأمارس حركات رعونة غير عالمين بل وغير آبيهن بكل ما أتعايش معه داخلي من صراعات بين ما أؤمن به وما يفرضه على واقعي .... ولنضع كل هذا جانباً وبعيداً عن كل ذلك ...ها انت مثال رغم بعدك عني الا انك تعلم بعملي من خالتي عكسهما .. واعلم انك تسألها أسبوعيا ًعن دراستي وتتفقد أموري ... ولكن هما ابتعدا ما ان ابتعدت انا ،كما وانني حمل وتخلصا منه بوجود خالتي ... فقط زيارات متفرقه تنتهي بشجار هي كل ما يمن علي به والدي ناهيك عن اني لم ارى امي منذ عقد ربما ؟!؟"
صمتت للحظات وهي تاخذ نفس عميق مغلقة عيناها
"دفع رسوم الجامعة والمال الذي يحول لحسابي شهريا ًوتلك السيارة لا تعبر عن حبهما يا حيدر .. انا لا اوافق كل ما يعيشان به ولا اقبل به واخاف منه .... بغض النظر عن أنك واقع معهما بهذا الامر وارجو ان لا تنزعج من كلامي فانا احبك ...احبهما ... الا إنني لم اكن لأقبل مال منهما لولا أني اعلم في داخلي أن جمع أقساط الجامعة وحدي سيجعلهما يعيدانني للقصر بغير إرادتي لما قبلت منهما الأقساط ... لا أريد هذا المال لا أريد هذا الاهتمام الناقص ولا اريد هذه الحياة يا حيدر ... ولكني احاول التعايش مع كل هذا فلا تفرض علي سيارة تكلف ثروة كي حافظ على اماني ونفسي بينما المال الذي اشتري السيارة قائم على نصب واحتيال يا اخي على كلن ...بمجرد ان انهي الفصل سأجمع مبلغ كي صلح سيارة خالتي واعاود استخدامها من جديد"
تطلع حيدر لها وكله يعلم صحة كلماتها فكلا والديها وبالأخص والدتها ...تعرف اخبارها منه ووالده لولا انهُ هو من حثه ما كان حضر ... لا يلومها ولكن ما بيده حيله هما يحبانها ولكن على طريقتهما ...
"حسناً ما رأيك بهذا الاقتراح ... غداً سارسل لك سياره ولكنها ليست بمال اي منهما او حتى مالي انها من ما جنيته ورث امي ...و لنعتبرها هدية دخول للجامعة متأخرة" "
قهقهت وهي تطلع له بحاجب مرتفع وكلها ينوي الرفض ، ليغمغم بجدية قبل ان تبدي رأيها:
"وهذا اخر اقتراح فضة ، اقبلي به او اقسم انك أتكفل بتوصيلك يومياً للجامعة وإعادتك كالأطفال ...وحقيقة انا لا امانع ...بهذا" "
نظرت له فضة مغمغمه وحسنا ان تأخذ هدية من اخيها امر جيد وان يكون ماله الخاص جيد اكثر :
"لنقل الخيار الاول هو الامثل.."
"سأتكفل من خلال معارفي بحجز مصف لك داخل الجامعة ، اما بالنسبة لمصاريف السيارة فهي هدية مني وأكد لك انها من ورث امي ، فكل ما كسبته منها قد وضعته في مشروع في احد الاحياء ولنقل انه كان ناجحاً جدا حتى كبر ليمسى سوق تمويني متكامل ... وللعلم هذا سر ...لا اريد لاي كان ان يعلم به"
ابتسمت فضة بفخر ولكها يعلم ان فوق كومة الغبار هنالك خير مغروس داخل حيدر ... فاستثماره بمال الدته بعيداً عن كل اللغظ في حياته دلاله على معرفته بان هنالك فرق بين ما يجنيه وما حصله من والدته من حيث المصدر .... غمغمت بدلال وهي تميل على كتفه:
"لن امانع ... استغلالي لك لراحتي امر مربح يا اخي "
ليغرق كلاهما في نوبة ضحك عميقة ويتابعا التقاط المثلجات ونمسة الهواء تداعب قلوبهما ...
* * * * *
دخل منزله متأخراً عن عمد ببذلته المجعدة نتيجة جلوسه لساعات على مقعد السيارة يجوب المدينة بلا كلل او ملل ، لا يستطيع العودة ورؤيتها فلا حيله له لأسئلتها او ربما لا حيلة له لقربها ...كله مثقل بالهموم والسبب واحد ( غازية )... اسم واحد قلب كيانه ... كلياً .
بخطوات منهكة فتح باب مكتبة ليغلقه بهدوء ، اسقط سترته على الارض ثم هبط بجسده على الاريكة الطويلة التي امامه ، وضع ساعده فوق عينيه وذكرى ساحقة تتجسد داخل ثنايا عقله الباطن ....
((الرمال تتلاعب حولهما بأعاصير رملية صغيره منذرة عن طقس ملبد بالغبار ... بينما كان ضرار واقفاً يتطلع عبر نافذة المنزل الصحراوي ...
""هل تخبرني الان ان مجلس العائلة قد وضع شرط زواجك من ابنة عم غازية في حال عدم حمل غازية في غضون ثلاثة أشهر ..؟!؟ .. "
كانت صوت حابس يصدح بتعجب حول ضرار الواقف معطيا لحابس ظهره ... بينما يديه قابعة داخل جيب بنطاله ..
"أجل ..."
تمتمها ضرار بأسى وخفوت..
ليجيبه حابسة باندفاع :

"وما الحل ، هل ستتزوج ابنة عمها ؟!؟ وتأتي بأخرى مع غازية "
اجابه ضرار بأسى ..:
"الشيء الوحيد الذي أعلمه أنني مهما أمسيت مختلاً وعشقت طفلة بالسادسة عشر من عمرها وابتليت بتفاصيلها ، الا انني لن احرمها من طفولتها لن اجعلها تعاني ما عانت منه ... جمانة ...ابداً لن افقد غازية في سبيل هذه العادات البالية" .
تغضن جبين حابس لدى ذكر اخته "جمانة " والتي توفيت في الخامسة عشر من عمرها هي تلد طفلاً من زواجها الذي كان شرط سلم بين عائلتهم قبل اربع سنوات اثناء سفره هو وضرار للخارج للدراسة ... ومن حال اخيه المتعب فهو الوحيد الذي يعلم بمقدار ما يهز نفس اخيه الالم جراء تلك المشاعر العاصفة لتلك الطفلة ... لتسود لحظة صمت قطعها حابس باستفسار ....
"اتعجب لما لم يزوجوا من البداية تلك الفتاة التي تبلغ عشرين عاماً .... فالعادة تسري على البنت الكبرى!! من احفاد الشيخ واذا لم تتواجد فتنزل للحفيدة الاكبر من بنات أولاد الشيخ ؟؟؟"
قهقه ضرار بألم على غازية وعائلتها ...ثم تمتم بتعاسة مطلقة:
"لان الجد يكره بنات منذر يا حابس ... لذا رمى غازية كطعم ...ولكن عندما وجد انني أبعدت بطشه عن عائلته الفتاة واعدت الفتاة للدراسة معززة مكرمة ... جن .. وغضب ... وهذه كانت النتيجة ان حرض العائلة كي أتزوج الحفيدة الأخرى وكأن حياة الفتيات لعبة بين يديه" ....
"ولما يفعل ذلك ، ما الهدف من كل هذا ؟؟ "
"الامر غير محدد بالنسبة لي يا حابس ولكن الفتاة كيف نقولها اخبرتني تفاصيل ، ومنها ان منذر لا يعد ابن الشيخ ...بل ابن اخيه ... لذا ربما كان هذا سبب الحقد ... ولكن الذي يؤرقني هو حال والدهن قاربت السنة وهو غائب في خدمة الوطن دون اي اتصال او مكالمة على الاقل ؟!؟! حال عائلته لا يسر ربما لو لم تبكي غازية يوماً امامي خوفاً على امها ما علمت بحالهن وحال اخوها الرضيع" ..
اشمئزت ملامح حابس بتلقائية وبغض تجاه ذلك العجوز عبد القادر: :
"رباه اي نوع من البشر هو ؟!؟ أيستقوى على نساء كي يفرغ امراضه النفسيه ؟؟!؟ "
تمتم ضرار وهو يستدير لاخيه:
"المهم انهن بخير الان .... وعندما يعود الوالد لي حديث خاص معه ولكن الان هنالك مصيبة ... فأنا إما ان أتزوج تلك الفتاة او ان يعود الثأر فكرة حمل غازية مستبعدة نهائياً ... ابـــداً لن اضحى بها لأجل العادات ... ليس هي ... بل خاصة هي" ... ..
))))
تشدد جفنيه بإسدالهما وكله يهمس إسمها متمنياً لو يعود الزمن ويحارب كل شيء وتبقى جانبه... يحارب تلك العادات البالية.... يحارب الكل حتى يربيها يكبرها لتغدوا عروساً له عندما تنضج ثمرتها ....
بينما على الطرف الاخر كانت هي تنظر للباب المغلق ، وإحساسها ينذرها بحصول شيء ما ... شيء يتعلق بأنثى أخرى ...ربما...شيء يلامس احاسيسها .. شيء تعرف جيدا انه قادم لا محالة .. !!!
* * * * *
( ظهر اليوم التالي ...)
(يلا نرقص يلا ... عندي فرحة يلا يلا )
كانت نهاوند تغني كلمات الاغنية وهي تمسح الغبار عن كل التحف المتواجدة على الرفوف الزجاجية بينما تتمايل بخصرها رافعة حاجباً ماكراً لغازية الحانقة من حملة التنظيف التي فرضتها والدتها على المنزل ... والتجهيزات الشاملة للخاطب الجديد والذي بنظر والدتها لا مجال لرفضه الا في حال وجود سبب قاهر ...
"ما الوضع لديك غازية ، هل امتصت بشرتك القناع ام ما زال لزجاً "
كانت كلمات ايه الموجهة لغازية سبب لتتسع ابتسامة نهاوند بتسليه على اختها ... مما جعل غازية تنظر لنهاوند بغضب
"الوضع جيد جدا ..فقط المزيد من عصير الفراولة لو سمحت .." ....
"يكفي تراشق بالنظرات انت وهي ،وغازية اياك والعبوس نهائياً اليوم ... اريد ابتسامة واسعة واضحة ... بدون تكبر وترفع" .
كانت كلمات اية المحذرة القشة التي قسمت ظهر البعير لدى غازية مما جعلها ترغب بقتل محمود بأشنع الكلمات حالما تجلس معه ....
نسمة هواء باردة عبرت النافذة القابعة خلف غازية مما جعلها تنهض من مكانها عائدة لغرفتها وهي تغمغم:
"سأعود لغرفتي امي .. القناع قد جف ... ثم سأجهز ملابسي ...."
قاطعت نهوند غازية مغمغمه :
"انت تخطبين ونحن نتعذب هنا ... الله يا زمن ..."
رفعت غازية حاجبها بمكر لنهاوند مغمغمه: :
"الدنيا سلف ودين يا اختي لا تنسي يوما ما سيخطبك المغضوب عليه ..."
علت قهقهة غازية وهي تتجاوز اختها بينما نهاوند تهتف من خلفها بحنق وغضب : :
" بل فلتدعي امه في عبها لقبولي بابنها .... قال مغضوب عليه قال ..."
غمغمت ايه بهدوء لابنتها :
"هيا اكملي ما عليك .. وأنا سأكمل تجهيزات الضيافة "
"حسنــا ،أشكو امري لله فقط .."
قهقهت ايه وهي تبتعد عن ابنتها نهوند داعيه الله ان يحل لكل بناتها كل عقدة ومشكلة ويديم فرحهم مرحهم عليهم ..
* * * * *
جففت وجهها بالمنشفة الصغيرة أمام مرآة حمامها ..
" يبدوا أن نتائج القناع جيده ..."
تتبعت بعيونها بعض الشامات المتناثرة على رقبتها ... لتتذكر حوار قديم دفنته سابقاً ..حوار اسي مليء بكل أنواع الكذب الساحر .... ...
" هذه الشامات الصغيرة سرنا "(
"كيف ذلك ؟؟"
"عديها كلما اشتقتِ لي واعلمي ان كلما عدتها زاد شوقي لك وحبي بمقدار ضعفها عن سابق حبي وشوقي لك ")
تغضن جبينها باستياء نتيجة هذه الذكرى الغير مرغوب بها لتهز رأسها وتخرج من الحمام لتقابلها والدتها :
" هيا افتحي خزانتك لأرى ما لديك لترتديه ؟!!؟"
رفعت غازية حاجبها بتعجب من أمها ورفض ...: :
"امي!!! "
غمغمت ايه بنزق وهي تتجاوز غازية:
"ولا كلمة غازية ، هيا اريني ما لديك ... اعلم لو تركت لك الطوق لارتديت الاسود ..."
ثم اكملت وهي تتطلع لخزانة ابنتها:
" اللون الزيتي جميل عليك ولكن لا يناسب مناسبة كهذه ... والخمري جميل ومناسب لنرى ما لديك منه ... مممم خذي هذا انه جميل ..."
انهت ايه كلماتها وهي تمد الفستان الخمري على السرير وعيناها تحدق بالفستان وتقيمه
غمغمت غازية وهي تطلع لوالدتها:
" امي ما بالك متحمسة هكذا ، الامر ليس ضخم جداً انه مجرد ...عريس آخر ..."
اشتدت ايه بقامتها وهي تتجاوز ابنتها مغلقة باب غرفتها عليهما:
"لا بل انه ضخم .... قاربتي السابعة والعشرين وللأن ما زلتي ترفضين كل عريس يتقدم لك عدا عن اللذين ترفضينهم دون العودة لي او لوالدك ... عمرك يمضي وما زلتي عالقة في تلك الدوامة ...بينما هو تزوج وأنجب ويحيى حياته بالطول والعرض واين انت من هذا كله اخبريني ؟؟؟ اما اكتفينا يا غازية؟! ، أما اكتفينا يا فرحتي ؟"! ...
لتجيبها غازية بعيون غارقة بالدمع وضعف غريب احتل نبرتها :
" هل اصبحت حمل يا امي ؟!؟! ..."
لتقترب ايه من ابنتها مغمغمة بحنان : :
"أبدا ما عشت ولا كنت ان كنت أراك حملاً علي ولكن حالك الذي انت عليه أصبح حملاً على قلبي ...كأي ام تنتظر فرحتها بابنتها الكبرى"
ثم تابعت وهي تمسح دموع غازية ببطئ:
"اعطي نفسك فرصة يا اابنتي ..."
"امي انا لا ارفض بسببه ، انما ارفض لأني .... لأني ... لا أريد ان أخاطر باستقراري النفسي لاجل مطلق رجل ... سنين تعبت بها حتى وصلت لما انا عليه ... وتأكدي لو أتى رجل حقيقي لن امانع الا ان كلهم اشباه رجال"
اجابت ايه ابنتها بحنان .. وهي تمسك بها وتحتضنها لصدرها ...: ...
"الزواج يا ابنتي ليس مخاطرة ... انه سنة تسري عليها حياتنا ....انا لا اخبرك بان تقفزي عند حضور اول عريس ولكن اعطي لنفسك فرصه ... لا ترفضي من مجرد مبدأ الرفض ... الرجل لا ُيرد ووالدك سأل مسبقاً عنه من خلال معارفه بالشرطة سجله خالي من اي شرخ ... كما وان سمعته طيبة بالجامعة ... ومع ذلك يا غازية الخيار لك لكن إياكِ يا غازية ان ترفضي هكذا دون سبب ...إياكِ ، سابقاً كنت معك في رفضك ولكن اليوم تأكدي لو لم اكن متزوجة من والدك كنت تزوجت به" .
وغرقت ايه بموجة ضحك تبعتها غازية بعيون دامعة وهي تحتضن امها قريباً لقلبها ....كما كانت دوماً....
* * * * *
تتفرق المجموعات الطلابية على مدخل مبنى الكلية بينما نسمات الهواء البارد تملئ الاجواء مضفية مع الجو الغائم شاعرية محببة لقلب فضة ...
همس منادي بإسمها صدح خلفها بخفوت ...
"فضـــة"
توقفت للحظات ثم استدارت وهي تسحب نفس خفيف من انفها لتدفئة: ..
"مرحباً..."
كان جلال الذي نادى اسمها ، شاب كانت تدرس معه الفصل الماضي ضمن مجموعة دراسية ، أسمر البشرة بعيون زرقاء ... وشعر ملون بالبني والعسلي ، تركيبة عجيبة ملفتة للنظر خاصة مع طريقة لباسه (البوهيمية) وعيونه التي تلمع بغموض قادر على إرسال أعظم إشارات الارتباك لقلب اي انثى ....
"أهلا .."
نطقت كلمتها بنبرة مليئة بالفضول .. فلا تعتقد بوجود مواد مشتركة بينهما هذا الفصل .. ...
"جلال الصفدي ، هل تذكريني كنا ندرس الفصل الماضي سوياً ..."
غمغم كلماته بصوت اجش عميق وكأنه يغني لالا بل وكأنه يتغزل بحبيبته ، ونظراته تتطلع لفضة بغموض..
"أجل بالطبع اتذكرك ..."
ليغمغم مقاطعاً الاستفسار الذي كانت عيناها تنطقه: :
"اعذريني لمناداتك بهذا الشكل اعرف انك لا تحبذين هذا الامر ولكن منذ يومين وانا أحاول البحث عنك ولم أجدك في الكلية..او في مكتبة الجامعة، كما وان مواقع التواصل لخاصة بي قد سرقت لذا لم اجد سبيلاً لك .." "
عقدت حاجبيها ثم غمغمت بنبرة موضحة:
" لقد اعتذر بعض الأساتذة لذا لم ان اطيل تواجد بالكلية ، تفضل !!هل هنالك امر ما .."
تخلخلت أصابعه خصلات شعره ثم غمغم بنفس النبرة المثيرة للقشعرير
"في الواقع انا اعاني مع مادة الاحصاء بل اعاني وبشدة ... الفصل الماضي شرحتها للمجموعة والفصل هذا انزلت المادة ولكن ...حسناً انا ضائع" ..."
تطلعت له بالبداية بشك فهي تعلم بأنه من اذكى الطلاب ...ولكن قمعت الشك فشاب مثله ماذا يريد منها عدا شرح مادة ... :
"لا بأس بذلك ...يوم الاثنين والاربعاء لدى فراغ من الساعة العاشرة للثانية عشر ...سأشرح لك فيهما ...هل يناسبك هذا ؟؟؟
تهلهلت ملامح الشاب ولمعة نصر غريبة عبرت عينيه لم تتنبه لها فضة ليغمغم: :
"بالطبع ، ولكن اليوم سأفعل حساب جديد على الفيس بوك ، سأرسل لك طلب .. واي موعد او تغيير فقط اخبريني ..."
ابتسمت له بهدوء ثم فتحت دفترها لتكتب حسابها على الورقة : ...
"ها هو الحساب ، وأي طالب او طالبة معك في نفس المحاضرة يودون مساعدة انا حاضرة..."
"بالتأكيد "
قالت كلماتها بابتسامة هادئة :
"اعذرني ... لدي محاضرة الان "
غمغم بنبرة هادئة وعيونه تلمع:
"بالتوفيق وشكراً لك ..."
بقي جلال يحدق بها وهي تبتعد عنه: ...:
"واخيراً فضـة واخيراً..."
لم ينتبه الشاب للعيون التي تلمع بغضب ناري وهي تتطلع لنظراته لفضة بعد ان أنصت للحديث كاملاً بينهما ... محللاً عيون الشاب ونبرته وصوته بخبرة زير نساء محترف ..ليصل بتحليله لأمر واحد ..."ذلك الشاب مدله بفضة".....
* * * * * *
انتهت المحاضرة ولم تلمحه الا انها لمحت آسيا .. بعد غياب اسبوع تقريباً عن المحاضرة ها هي آسيا تعود منزوية متباعدة ومما يبدو لفضة ان ارقم قد انهى علاقتهم ...لتصبح ضحية أخرى لجنون مالك قلبها .... ارتجفت حناياها عند التفكير بهذا الامر ..ليتغلغل اليأس من جديد لها ... فهو رغم ما كانت عليه آسيا من براءة لم تؤثر عليه ...كما توقعت ان يحدث او ربما كما يحدث في غالب الروايات حيث تأتي الفتاة البريئة الجميلة لتعلق قلب الشاب العابث .... نهضت فضة من مكانها مقتربة من آسيا التي تجمع اغراضها بيد ترتجف و وجه شاحب ...
"آسيا ..."
التفت آسيا لفضة بحدقتين تهتزان لوجه فضة ...
"مرحبا..."
كانت تمتمتها خافتة ....ومليئة بالأسى ...
"هل انت بخير ... تبدين شاحبة ..."
في قرار فضة كانت تعلم السبب ولكنها ارادت ان تتأكد بسادية لم تقصدها ...وبقلق على حال الفتاة .... أمرين يصعب ان يجتمعا الا إنهما اجتمعا داخل فضة : ...
"انا بخير ... اول على الاقل أحاول ذلك ..."
كانت نبرة آسيا خافتة حزينة وبشدة....
"انا موجودة اذا احببت ان تتكلمي ..."
كانت كلمات فضة تنبع من قلبها او ربما غمغمتها بعفوية لا أكثر ولم تكن تظن أن آسيا لوهلة ستتحدث لها ...
" "لدي اختبارين اليوم ...ولكن هل يمكن ان اتصل بك ... انا بحاجة للحديث وانت وحدك من اثق بها هنا
كادت فضة ان تلعن قلبها وحالها وهي تسمع نبرة الفتاة المحطمة وخوف يزعزع خلاياها من ان تصبح مثلها يوماً اذ ما انساقت خلف قلبها ....
"سأنتظر اتصالك ... انتبهي لنفسك ..."

* * * * *
خارجة من الجامعة بنما المطر يتساقط .... لتهرع متعجلة ناحية المواقف الخارجية متعديه اياها وهي تقترب من المكتبة ....
فتحت الباب لترن الاجراس ويتنبه العم محمود لفضة التي دخلت ...
"كيف حالك يا ابنتي ...."
"بخير ، ولكن الجو ماطر بغزارة ليس وكأننا نودع الشتاء ..."
ابتسم العم محمود على حالها وهو يراها تنزع سترتها مقتربة من المدفئة الصغيرة المتواجدة بجانب المنضدة ...
"البارحة لم استطع الرد عليك زوجتي كانت متعبة ...وكنت معها عند الطبيب ...."
قاطعته مغمغمة :
"لا بأس يا عمي ، و اذ اردت سأفتح المكتبة وحدي ما ان انهي دوامي ... المهم صحة الغالية ..."
ابتسم لكلماتها بحنان:
"بارك الله فيك ...وهنا مربط الحبل ، سأحضر كل يوم صباحاً ما ان تكون الجارات مجتمعات عندها...وثم أعود مع الظهيرة ... فجاراتها رفضن ان اعد الغداء لها"
ابتسمت بهدوء ...:
"ادام الله المحبة حولها وصحتها ... لا بأس يا عمي بمجرد إنهائي لدوامي سأحضر لهنا ... ...لذا لا تقلق"..
اومئ لها بهدوء وهو يقف ليستل معطفه من خلف المقعد الذي يجلس عليه ...
"كما العادة الدفتر هو مرجعك يا ابنتي"
كادت ان تجيبه ...الا ان صوت الجرس قاطعهما لتقف فضة ما ان رأت ارقم ... بوجه مليء بالحيرة ..
"مرحبا ..."
كانت كلمات ارقم موجهه لفضة بعيون خالية من اي تعبير ...لترتفع عينيه بعدها بتلقائية للرجل العجوز الواقف جانبها ...
تنحنحت فضة وهي تعرف بأرقم للعم محمود:
"أهلا أرقم .... عم محمود هذا ارقم الشاب الذي أخبرتك عنه سابقاً..."
اومئ محمود متذكراً حديث عابر بينهما سابقاً اعلمته فيه فضة بشأن هذا الشاب :
"اهلا يا بني ... "
القى كلمته بترحيب ثم توجه نحو فضة الجالسة بنظراته وهو يرتدي معطفه :
"والان اعذريني يا ابنتي واي استفسار مدون ..."
"على الدفتر الاسود لا بأس يا عمي اتكل على الله ...."
غمغمت فضة كلماتها بهدوء ليخرج العم محمود بعد ان حيى أرقم بإيمائه بسيطة ..... بينما ارقم كان واقفاً على جنب وبين يديه يحمل دفتره ...ويبدو من هيئته المهندمة انه قد اتى بسيارته ...
"حسنـاً ، هل الوقت مناسب للدراسة ؟!؟ ..."
غمغم ارقم كلماته بعيون محدقة بتركيز بفضة مما جعلها تتوتر من نظراته ...
"في الواقع كنت سأرسل لك رسالة كي تأتي .."
"ولكن لم ترسلي !!!.."
غمغم ارقم كلماته بحدة فلتت منه.. ...
شعرت فضة برعشة غريبة تمر عبر اوصالها من تحديقة المستر بها واسلوبه الغريب ... بل ونظراته الغير معبرة عن اي احساس ...
"لا اعلم ما بالك اليوم ولكن للتوضيح كنت سأصلي واتصل بك ...لذا خذ راحتك بالجلوس بجانب المدفئة أصلي واعود لك .." ..
القت كلماتها وغادرت ... لم تنتظر توضيحه ظناً منها ان سبب حالته هي آسيا وإنفصاله عنها ...تقدمت من الحمام الصغير المتواجد خلف الرفوف واغلقت الباب عليها لتتؤضئ شاكرة الله على نعمة السخان الذي ركبه العم محمود في المكتبة ...
على الجهة الاخرى كان أرقم واقفاً بنفس مكانه يلعن تصرفه السابق ... تمتم من تحت اسنانه:
" ما بالك ... صحصح قليلاً ،غالبا الفتاة تظنك مختل عقلياً ."
داخله يعلم حقاً سبب غضبه ... فذلك الفتى الذي كان واقفاً معها ...خطر على هدفه وليس هو من اعتاد المنافسه فيما يضعه نصاب عينيه ، الشاب قريب من فضة بأفكاره وشخصيته بل إنها ستدرس معه امام الجميع على عكسه هو و عند هذا المنحنى حاول ان يضبط نفسه بأخذ نفس عميق ... وهو يقترب من مكان جلوسها قريبا بجانب المنضدة قرب المدفئة. ..
* * * * *
(مســـاءً في منزل غـازية )
كانت رائحة (اللافاندر) تفوح من منزلهم .... بينما رائحة البخور تعبق بملابس غازية بعد ان بخرت والدتها ملابسها بنفسها ....
"ربـاه غازية انه وسيم ...بل خشن ووسيم بل رجولي بحق عضلات وأسمر وحركات من هنا وهناك وكذلك مدرس جامعي كأنني بأحد الأفلام والمسلسلات تماماً"...
تطلعت فضه لنيران التي تصف محمود بعيون مراهقة حالمة لتبتسم بتلقائية وهي تتطلع لعيون اختها الحالمة واصابعها المشبوكة كما وانها تدعوا الله ان تحصل على رجل مثله وعند هذه النقطة قهقهت غازية وكأنها كانت تحتاج لمتنفس لتوترها ... لتتطلع نيران لاختها بعبوس وحيرة:
"لا تضحكي انا اتكلم بجدية هنا ... نصيحة لا تضيعيه ...انه وسيـــم ورجولي ربـــاه يجب ان تتزوجا كي أجد شخصاً مثله مستقبلاً بالتأكيد لديه اخوه سيحذون حذوه ... ولكن انا لم أرى معه اي أخوه .." .
استمرت نيران بثرثرتها بينما غازية التفت للقهوة كي تصبها في الفناجين .. حاولت ازاحة التوتر عن قسمات وجهها بابتسامة بسيطة الا انها تعلم يقيناً ان التوتر متمكن منها فلأول مره ستحاول ...لأجل عائلتها ولأجل نفسها ... لا تعلم حقيقة ما هي مقبله عليه ولكنها ستحاول ...
أغمضت عينيها لبرهة لتأتي صورة (ضرار ) امام عينها مما دفعها لتهمس بخفوت ..
"يكفي ..."
ثم فتحت عيناها لتمسك صينية القهوة بثقة و ابتسامة هادئة .....
تقترب منهم بخطوات واثقة كعادتها تسحره بكل تفصيل يخصها ... اللون الخمري أعطاها رونق انثوي ... زاد دقات قلبه ...بينما رائحة البخور والتي انتشرت بالغرفة زلزلت اتزانه كلياً ...نظرتها لا تحمل تحدي او سخرية مبطنة او مكر بل ثقة ولكن مهتزة ... على غير عادتها... جميلة الجميلات متوترة هذا ما نطق به لسان عقله ....
قدمت القهوة لكافة افراد عائلته والده والدته ،عمه وأخته ... وحان دوره ...قدمت الصينية امامه ليأخذ الفنجان وعيونه تتطلع بعينيها بنهم وشوق ليهمس لها قبل ان تبتعد:
"تخطفين الانفاس ..."
احمرت وجنتيها بتلقائية بينما كان كلٍ من عائلتها وعائلته يتحدثون بشأن السياسة ووضع البلد
..غير منتبهين لما جرى ... لتهدأ الأحاديث مره واحده وعمه يضع فنجان القهوة على الطاولة: ...
"سيد منذر ... اليوم أنا أتحدث نيابة عن أخي وابنه ونتشرف بطلب يد ابنتكم الفاضلة لابننا الغالي ...على سنة الله ورسوله ... لن أطيل الحديث او مثلما يقول البعض (لا تكثر الهرج ) ولكن ابننا قد رأى في ابنتكم من ادب واخلاق وعلم وطيب مما جلعنا اليوم نتقدم لنسبكم الطيب .... لعل الله ان يتم علينا وعليك يا سيد منذر الخير بإذن الله"
انهى عمه كلماته بينما والد غازية اجابه بصوت هادئ ورزين: ...:
"الشرف لنا بنسبكم الطيب ...وأنا لن ابخس ابنكم قدره يكفي سمعته واخلاقه ...ومن ناحيتي فأنا لي كل الشرف بقرب عائلتكم ولكن القرار النهائي لابنتي" ...
ابتسم العم بهدوء ليغمغم وهو يتطلع لغازية:
"بالتأكيد القرار لك يا ابنتي ... بالخير يا رب .. ما رأيك يا سيد منذر ان نتيح لهم فرصة الحديث سوياً".
أومأ منذر :
"بالطبع ... "
ليشير لعلي كي يقود محمود وغازية لغرفة الضيافة المجاورة... تبع محمود خطوات علي ... ليترك علي أخته التي تبعته معه ....
اخذ نفساً عميق وهو يتطلع لغازية التي جلست مقابلاً له وعيونها تتطلع له بلوم ...ربما ..:
"كيف حالك يا غازية ..."
ابتسمت ببطء وهي تغمغم: :
"الحال بخير ، ولكن لا اظن ان حالي يخفى عنك اذ يبدو انك تطمئن علي من اصدقائي ..."
وكانت كلماتها إشارة لاستفساره من فضة عنها... ليحمر ويرتبك وهو يتطلع لها ولابتسامتها المنتصرة ...
" إنه القلب عندما يشتاق لا يعلم من اين يحصل الخبر عن من يحب ..."
كانت إجابته نابعة من عمق مشاعره بوضوح دون مواربة ... مما جعل غازية ترتبك ..وبشدة ...لتغمغم محاولة اخفاء ارتباكها:
" لما لم تفاتحني سابقاً بهذا الموضوع ؟!؟ ..."
ابتسم هو لمحاولتها الفاشلة بالهجوم: .
"لأني أعلم برفضك المسبق دون سبب محدد ..."
"وما ادراك بإجابتي ...."
ليجيب بهدوء مليء بالمشاعر: :
"لان الذي يحب يفهم محبوبه يا غازية ... وانا افهمك ببساطة ..."
اجابت بحدة شديدة وكلها يغلي من ثقته :
"حب ... محمود بالله عليك هل تتعايش مع مراهقة متأخرة ؟؟! ..."
ليجبها بثقة رافضاً استهزائها :
"وهل الحب مراهقة متأخرة ؟!؟ ... "
ليأخذ نفس عميق ويكمل: :
"لم أتي من النافذة غازية ... بل اعددت كل ما يشرفك كي تكوني زوجه لي واتيت من الباب ... من خلال عائلتك كي اجد فرصتي لديك ...بحق ... لا مجرد رفض ينبع من تعنت ضد الذكور" ..
كادت ان تنفجر بوجهه وهي تكز على اسنانها: :
"وهل قيمتني الان ونعتني بالمتعنتة ؟؟! اظن ان هذا لوحده سبب كافي للرفض وهو عدم الاحترام .."
"لا اظن اني وصفتك بما ليس بك .. هذا اولاً وثانياً انا ابداً لن اسمح لنفسي بتقليل احترامك ... فالحب بالنسبه لي يعني احترام بالدراجة الاولى ولكن من قبل عندما حاولت التقرب منك بعد حرب العيون الطاحنة التي دارت بيننا ...انت رفضتي قربي حتى ...بل تعنت رافضة حتى الحديث معي بابسط الامور ...لأجد بعدها انك استقلت من الجامعة"
حاولت ان تجيبه دون ان تحاول تبرير اي نقطة عالمة ان محمود قد وصل لنقطة مهمة تتبعها هي بحياتها مع غالب الرجال فما ان يقتربوا منها حتى ترميهم بعيــــداً جداً....
"بغض النظر عن اي تصرف بدر مني ، هذا لا يعطيك الحق بأن تنحيني ... نحن كنا زملاء ..في يوم ما ..."
ليجيبها بثبات وهو يشبك اصابعه امامه بينما نبرة صوته اصبحت عاطفية ...مثيرة للرعشة بل تحديداً اثارت غازية بغرابه وكأنها تلامس الوتر الحسي لديها :
"غازية ...يا جميلة الجميلات أنا احبك ... بل اعشقك ...مهما بدر مني اعذريني ...ولدي استعداد لانتظارك لسنين حتى تحلي كل عقد الماضي المتواجدة داخل رأسك الجميل"
تعجبت من كلماته لتغمغم باستنكار وغضب :
"الماضي ؟!؟ حدد مقصدك بهذه الكلمة ."
اجابها بصلافة رجل محارب:
"لن اتنازل عن فرصتي أبداً ...الا لسبب واضح وصريح ... "
أجابت بإستهزاء متعمد :
"صريح ؟؟! حسناً لنرى هل نفوري منك ليس بسبب صريح ؟؟؟! "
كما وانه يهادن طفلها غمغمم لها بالرد:
"لا بل سبب داخل سبب يا جميلة الجميلات ... فأنا وانت نعلم ان للماضي شان برفضك كل ما يصنف تحت ذكر بالتالي نفورك مني بلا سبب واضح وانا لم تبدر مني حتى بادره واحدة سيئة"
لم تستطع الرد لذا حاولت ان تهاجم بلسانها وبحدة وغضب عاصف :
" أي ماضي الذي تعيد ذكره ... هل انا جالسة مع محلل نفسي ام خاطب ... اسلوبك وقح .... جداً "
"العفو لي منك يا جميلة الجميلات على اسلوبي ولكن لا تأملي ان اتراجع ...ابداً ... انا متيم وما على المتيم عتب"...
كانت نبرته غريبة تثير الارتباك داخلها وتجعلها متقلبه بين ان تعطي فرصه وبين ان تنصاع خلف غضبها تجاهه بسبب تعريته لها ... الا انها حاولت ان تسأله بغرابه :
"لم تجب على سؤالي السابق ما المقصود بكلمة ماضي هنا.."
صمت قليلاُ كما ليغمم بنبرة خافتة وعيناه تتطلع لها بحب فائض واضح لها حتى رغم غضبها :
"زواجك السابق ...."


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-20, 11:10 AM   #613

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن :
(عواطف مضطربة )

* * * * *
كانت نبرته غريبة تثير الارتباك داخلها وتجعلها متقلبه بين ان تعطي فرصه وبين ان تنصاع خلف غضبها تجاهه بسبب تعريته لها ... الا انها حاولت ان تسأله بغرابه :
"لم تجب على سؤالي السابق ما المقصود بكلمة ماضي هنا.."
صمت قليلاُ كما ليغمم بنبرة خافتة وعيناه تتطلع لها بحب فائض واضح لها حتى رغم غضبها :
"زواجك السابق ...."
بقيت صامته للحظات وكانها ما زالت تستوعب الصدمة حتى بدأ وجهها يشحب تدريجياً ...خصوصيتها امر محظور التداول فيه ... مع اي كان سوى فضة ... فقط ... لذا معرفته بهذا الامر السري الذي لم يسجل على ورق حطمت ثقتها أمامه ...
"كيف علمت ..."
كان صوتها الذي نطق هذه الكلمة ... بنبرة جامدة باردة جوفاء خالية من اي شعور واضح ...
" علمت وانتهى الامر ربما عندما تعطيني فرصتي سأخبرك كيف ... ولتعلمي انه غير مهم بالنسبة لي ، وبل لا يهمني اصلاً ولكن ان كان سيمنعني من ان آخذ فرصتي معك فهنا انا سأقف أمامك... بعنف وحدة مانعاً اياك من سلبي فرصتي ..."
بقيت تحدق فيه ببلاهة كما وانه يخرفن جنوناً :
"هل تعلم معنى كلماتك ؟؟؟ انت شخص يتحدث عن زواجي السابق وما زال يريد فتاة كانت متزوجة وهي بالسادسة عشر ؟؟"
نهض من مكانه بحدة واقترب منها حتى جلس مقرفص امامها لتتراجع هي بجلستها بعيداً عنه مصدومة من تصرفه الطائش بل من كل شيء فهو يتصرف معها اليوم كما وانه بفيلم سينمائي تركي ... غمغم بلا مبالاة تجاه زواجها :
"لا يهمني زواجك السابق اللعين ، ما يهمني هو انت أنا احبك غازية بل اعشقك عليك استيعاب هذا ... وما احبه ليس القشرة الفارغة التي يتطلع لها الناس ... ولا القوة التي تدعينها وتثبت حزمك الشديد ولا المكر الذي تلبسينه عيناكِ ولا الأنوثة التي تنطلق منك كما الألعاب النارية عن بعد يارد محطمة قوة قلبي العاشق لكي ... بل انا عاشق لكل عيوبك غازية ... عاشق لقوتك لأنها تثير فيني ما لم تثره اي انثى ...واعشق مكرك حتى وانت تمارسينه على كل من حولك مزلزلة عالمهم بخبث انثوي تسحريني به واعشق تفاصيلك المنظمة الانثوية التي تسحر قلبي وانا اتطلع ليوم تمارسين فيه انوثتك أمامي ... في منزلنا وعلى كل تفصيل يخص حياتنا" ...
بقيت مسحورة بكلامه لدقائق ... لا تعلم ربما مرت ربع ساعه وهي تحدق به بجنون ... ليقاطع نظراتها ونهو يقف امامها شاكياً :
"لم أكن اعلم ان من يحب يجب ان تؤلمه ركبه ...رباه الم تحني على وتخبريني بالعودة لمكاني ..."
كانت كلماته مرحة ... تلقائية ليس وكأنه قبل قليل قد زلزل عالمها بمعرفته الحقيقة بل وبإصراره عليها بأجمل كلمات وصلت لمسمعها يوماً ....:
" أسبوع .... واحد وبعدها سيصلك ردي ..."
حاولت بقدر الامكان جعل نبرتها محايدة وابعاد عيناها عن عينيه لتتسع ابتسامته وهو يتطلع لتصرفها مما يدل على انه متأثرة مثله بمشاعره تجاهها ...
"أمرك يا جميلة الجميلات ... لك كل الوقت لآخر العمر ...دِ..."
احمرت بطريقة واضحة امامه بتلقائية اذابت قلبه وجعلتها تشعر بالحرج ... ليس وكانها فتاة ناضجة بالغة ... لتغمغم قاطعة الجو الدائر بينهم من مشاعر متزاحمة وهي تتطلع لعيناه وما زالت حمرة خجل منثورة على وجنتيها :
" هل والدتك وعمك يعلمان وضعي .. او اي كان عداك ..."
أجابها بهدوء وهو يستمتع بوقوفه مشرفاً عليها ... واستنشاقه رائحتها :
" لا أحد في الوقت الذي تريدين انت اخبريهم ... واذا لم تريدي فأنت حرة ...هذا امر يعود لك "
لتغمغم بجدية :
"بغض النطر عن الرد الذي سيصلك الا اني اريد ان اعلم كيف علمت ..."
اجابها بصوت حنون ...هادئ :
" يا رب اعني على قوتها ... أمرك يا جميلة الجميلات ... واتطلع للقبول منك ..."
ثم غمزها بشقاوة .... مؤكداً على جنونه بحبها ...
اومأت له بهدوء :
"هيا ، لقد تأخرنا ..."
ابتعد عنها لتقف متحركة أمامه كي تخرج من الغرفة ... الا انه تبعها ليقف خلفها للحظات مستمتعاً بإستنشاق رائحة البخور الصادرة منها :
"غازية ... "
توقفت للحظات ما ان سمعت غمغمته خلفها بإسمها الا انه غمغم قبل ان تستدير :
" لجسمك عطرٌ خطير النوايا، يقيم بكل الزوايا "
ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا
يعربش فوق الرفوف، يجلس فوق البراويز
يفتح باب الجوارير ليلاً، ويدخل تحت الثياب
لجسمك عطرٌ خطير النوايا
لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الأنوثة، كل النساء
يدوِّخني، يذوِّبني، ويزرعني كوكباً في السماء
ويأخذني من فراشي إلى أيّ أرض يشاء
وفي أيّ وقتٍ يشاء
أقتباس ))
كانت كلماته كالثلج مرضيه لغرورها ... على الرغم من تأثرها بمعرفته بِأن زواجها الا انه بطريقة او باخرها احتواها تعلم ... ولاول مره تشعر بانها وجدت من يستطيع استيعاب مشاعرها وحاجتها لمن يغتر بها ويراها شيء غالياً نفيساً ....
"أحبك ..."
كانت همسة اخيرة اضافها قبل ان تتحرك هي مبتعدة عنه....
* * * * *
سابقاً(ظهر اليوم )
خرجت من خلف الرفوف بعد ان انهت فريضتها ، عيونه تتطلع للراحة المرسومة على هيئتها ..الصلاة ... طالما كان والده يحثه عليها حتى كبر ... لا يعلم هل بسبب تباعده عن والده هو ابتعد عنها ام لانه انغمس بعالم آخر ... بعـــيد كل البعد عن تلك السكينة ...
"تقبل الله .."
غمم أرقم كلماته بتلقائية لفضة التي ردت عليه بهدوء على عكس ما توقع منها ان تتعجب او تستغرب
" "منا ومنك ..."
اخبرني كيف رأيت الدرس الماضي هل وصل لك كل شيء ؟!؟ .. ام لديك اسئلة متعلقه به ... ؟؟!؟" ."
كان استفسارها هادئ على عكس داخله... عدى ان عيونها كعادتها تتغير اثناء الحديث معه من الاسود الى البني ..لا يعلم عادة ما يشتد لون العين في نشوة الشعور بالحب او الحزن او العشق على عكسها ...لا يعلم وكأنها تُحيي داخلها عالم اخر غير ما تظهر فتفضحها عيونها تارة ... وتؤيدها تارة... تطلع لها بتركيز ليسألها بشكل مباغت وهو يستذكر ذلك الشاب الذي كان واقفا معها بانزعاج :
"فضة ..هل هنالك قصة حب تتعايشين معها ؟؟! ..."
رأى الصدمة لولهلة على محياها الا انها سرعان ما ارتدت قناع الثقة لتغمغم بهدوء مبعدة عينيها عن عينيه ..
" لا ..."
سألها سريعاً وكأنه لم يقتنع بإجابتها :
"لا يوجد فتاة في هذا الكون لم تحيا قصة حب على الاقل داخلها دون ان تفصح ...عذرية القلب أمر مبالغ به يا فضة بل غير موجود"
التقت عيناه بعينيها لوهلة ثم ازاحت عينها عنه لتطلع بالدفتر كعادتها ... تهرب منه لتجيب وهي تمسك القلم بين اصابعها الطويلة السمراء:
"المشاعر هي أمر متواجد حولنا يا ارقم ...وانا قد تتملكني المشاعر وربما الحب رداً على جملتك سابقاً ولكن مممم ان ابادل شخصاً ما الحب أمر عظيم يا أرقم ... فأن تسلم مقاليدك لإنسان لاهو امر جلل فانت تعطيه ورقة اعدامك .... بين يديه دون ادنى حول لك ولا قوة " ...
تطلع لها أرقم لثوانٍ ثم اتسعت ابتسامته ولمعت عيناه باعجاب .. :
"لأول مره تجيب أنثى إجابة كإجابتك ... دائما ما اجد نوعين يا نكران تام لتلك المشاعر مع عيون ملائكية ...وأحياناً أجد من تجاهر بتعدد اتجاهات قلبها ... ولكن لأول مره أرى من يخاف ... ويهاب معلناً بصراحة مثلك"
" اها .."
كانت هذه اجابنتها فقط وهي تتطلع له .... بتحليل ربما ... بينما كان امامها هو جالسا سارحا ربما
متذكراً نفسه وخوفه الدفين من ان يصبح كوالده ... جسد بلا حياة بعد ان تركه من أحب ...
بقيت تتطلع له بعيون مشتعلة ولأول مره يرى هذه النظرة منها ... شعر وكأنها تريد ان تسأله شيئا ما بل تريد:
"لديك حديث ... انطقيه ولا تترددي ...اولسنا أصدقاء او زملاء في طور التطور الى أصدقاء ..."
قال كلماته بعفوية غير عالم بما اثرت عليها تلك الكملة لتغمغم بهدوء وشفتيها تتسع بابتسامه نتيجة تشبيهه الغريب :
" أؤكد لك يا ارقم سؤالي لن يعجبك لذا لنعد لدرسنا افضل لنا ..."
اغلق الدفتر الذي امامها ليغمغم بهدوء لا تخافي كل شيء منك أجده خفيف على القلب" ..."
تعجبت من كلمته ولا تعلم لما شعرت بالحدة لتجيبه بغل :
يا عفو الله ، كم انك مجاملٌ نخب .. " ..."
قهقه بصت عالي:
"ليست مجاملة ولكن راحة ، انا ارتاح معك .. ولا تساليني لماذا فهذا الامر رباني بحت اذ يمكن ان نتحدث لأشخاص لمدة ساعه ونشعر بالثقة ..الامان الراحة ولكن هنالك من في حياتنا سنين ولم نرتح لهم يوما ونسلمهم الثقة .."
ثم تابع محاولاً خنق ضحكته وهو يتطلع لها فاغرة فاهها ...:
"لا تنزعجي ولكن حقاً كلمتك خفيفة علي لا اجدها ثقيلة ... حتى في بداية تعارفنا عندما اخبرتني بسمعتي الجيدة وجدت كلماتك خفيفة علي ... ثم هيا لا تتهربي اخبريني ما لديك واقسم اني لن انزعج"
اخذت نفساً عميق امام عينيه مغمغمة ...بتسليم وكلها يرتجف جراء كلماته السابقة ..: :
"حسناً انت من طلبت ... آسيا انها زميلة لي ... وهي لا تنتمي لأي من النوعين اللذين اخبرتني اياهم ... بل هي فعلا فتاة بلا تجارب ...لذا أرجوك عندما تتحدث معي حاول ان يكون كلامك صادق" ...
تطلع لها بصمت لثوانٍ من كلماتها لتتابع بمحاولة جدية لإنهاء الحديث
"ارقم انا لست ولية امرك ولا تعتبر كلمتي اساءة لك ...نحن هنا لندرس ولكن حقيقة اكره ان تغازلني بطريقة نفخ البالون ... ان كنت تظن بهذا اني سأساعدك فعلي العكس انا افعل معك ما افعله للجميع ... نقاشنا خاطئ سؤالي خاطئ اعتذر عنه .. ما كان يجب ان اتدخل باي من شؤنك " ....
ولم يجعلها تكمل عالماً انها ما ان تنهي الحصة سترفض الدراسة معه وهو لا يريد ....ذلك ..
"آسيا غلطة ... إنها لا تناسبني مثلما قلتي انها مختلفة ....تحديداً هي مختلفة عن نوعي ... ما جرى بيني وبينها انتهى باني لم اجد ما اريد لديها لم اكذب عليها لم اخنها لم استغل طيبتها فقط تركتها لمصلحتها قبل مصلحتي فلا مستقبل لنا ... وللعلم فضة انا لا اغازل بطريقة نفخ البالون هه بل اغازل بصراحة ووقاحة وجرأة .... اما معك فانا اعبر عما لدي بعفوية اولسنا أصدقاء"...
كادت ان تصرخ من اجابته المرنه وكلها يود لو يصرخ به "لسنا اصدقاء " الا ان قلبها المغرم بتلابيب هواه اخضعها وهو يشعر براحة لنفيه وجود اي مشاعر عميقة تجاه آسيا مما اشعرها بالحقارة تجاه نفسها ، لتغمغم بهدوء كاذب....:
" هيا لنكمل ...."
* * * * * *
(بعد مرور ساعة وربع )

"هل لديك اي استفسار ..."
قالت كلمتها وهي تضع القلم على الطاولة ..
"لا ، اسلوبك جيد ...ربما تصبحين احد المعيدات في الجامعة ..."
ابتسمت بهدوء وحالمية ليستشف انه فعلا قد وصل لحلم من احلامها :
" من فمك الى باب السماء ...."
"ممممـ فضة هل ما زلتي منزعجة من حديثنا السابق ..."
غمغم وهو يتطلع لها بفضول: ...
"لا ، اعتبره نقاش بين اصدقاء يا ارقم ... "
" ممممم، حسناً يا صديقتي ... السرية "
اضاف اخر كلمة بمكر لا يعلم ولكنه اراده فكله ود لو يقف معها امام الجميع كارهاً انها فعلا تخجل من الوقوف معه على عكس ذلك الشاب ... لم تعلق على اخر كلمة ليغمغم محاولاً توضيح نقطة مهمة لها ... لا يعلم ولكن فضة ابداً لن يجدي معها اي اسلوب اتبعه مع اي انثى قبلها ... غالباً صراحته هي ما ستعطيه المفتاح لها ...
" اتعلمين اننا متشابهان بالمخاوف ...."
بقيت للحظات تحدق به ...لتغمغم بإستنكار :
" تقصد فكرتي عن الحب ..."
"أجل "
كانت اجابته هادئة على عكس ما يجوف داخله فلأول مره يصل مع اي كان لهذه النقطة ...
" هل تخبرني الان انك لم تحب سابقاً؟!؟ ..."
غمغمت كلماتها بإستهزاء مبطن نابع من قهر انثوي ...او ربما غيرة انثوية تحاول دفنها بعيداً كي تحتظ بتعقلها ...
تطلع لها بحاجب مرفوع مشمئز من الصورة التي تشكلت داخل عقلها الباطن عنـــه ،لتعبر عن غضبه نظراته الموجهه لها :
"قلت لكي سابقاً اعطني فرصه ولا تحكمي علي من الخارج ، و للتوضيح أجل لم أحب ربما كان لي علاقات سابقة" .
قاطعته بإستهزاء لم تملك ان تمنعه ... وقد أغاضة ما سمع منها .." ...:
"بل العديد منها ...العديد ..."
ليكمل متجاهلاً رغبته بخنقها: :
"إلا انني محتفظ بدقات قلبي بعيـــداً ..."
كانت اجابته عاطفيه تخالف طبيعة شخصيته الا انها نابعة فعلا من واقع حقيقي ولأول مره يشعر بضرورة توضيح نفسه لشخص ما .او ربما توضيح مدى شروره فهو يعترف امام نفسه وامام الناس انه يمتلك من الشر الكثير ومتلك من اللامبالاة تجاه المشاعر الكثير والكثير ولكن هي تحديداً لا يريد ان ترى هذا الجزء فقط فيه ... بل يريد ان يزيل تلك النظرة السوداء بشكل كامل على الاقل عنه ... على السواد يصل للمنتصف ...
ردت عليه بهدوء ولا تعلم لما انقلبت نبرتها من سخريه الى هدوء معبق بالحنان :
"خذ كلامي بعين إحساسك ... و اعلم يا ارقم ان النهاية الحتمية لكل ما تفعله عنوانها دمار احساسك ..."
"دمار احساسي ؟!؟ اختيار عجيب للكلمات ..."
لتجيب وهي تتطلع بعيداً عن عينيه تجاه الدفتر الذي أمامها كي لا تفضح ما يحاكيه قلبها: :
" اتحدث عن أغلب الجيل هنا ليس عنك تحديدا ، صدق او لا تصدق الا ان من يتعايش مع دفن مشاعره ... وقمعها بنفس طريقتك سيعدم احساسه ... ولا اقصد بذلك فقط علاقتك مع الفتيات لانها شأنك ولكن باقي حياتك المقصود هنا فأنا متأكدة انك تتعامل مع الجميع بنفس الميزان على اختلاف انك تبقي الشك والحذر والحيطة تجاه كل من حولك" ..
ليجيب بتهكم:
وما ادراكِ بإحساسي او تعاملي مع الغير من ، لولا بعض الحديث الذي يصل لسمعك ...من فتيات يعشن على اسلوب المبالغة والزيادة لا غير" ..."
لتجيب وهي تزدري ريقها بعنف محاولة جعل صوتها عملياً بعيداً عن قلبها الناقم على حالة إحساسه :

"بغض النظر عما قيل لي الا اني سأعطيك نصيحة من صديقة ... وصديقة تنظر للخير داخلك يـا أرقم ... لا تقتل احساسك لأنك ستفقد لذة الحياة ... لذة السعادة ... لتبقى روح خاوية تبحث عما يريحها ولن تجده ...تأكد من ذلك"
لا تعلم كم دام صمتها وهي تطلع له بتفكير ... تحاول سبر اغواره ..بنظراتها بينما هو يبادلها نظراتها بنظرات مماثلة.. انها خطيرة وهو يسمح لها بالتمادي معه .. يسمح لها بالحديث عن دواخله .. وهذا لم يعجبه ابدا ...ولكن اعجبه بطريقة أخرى ..تناقض كبير يعيشه بلحظة امامها ليتمتم بخفوت نبع من اعماقه ... بلا حول وكأنه يرى فيها روح تؤنس روحه .... وبزلة منه بعيداً عن كل منطق تعايش معه
"تملكين شيء غريب ... لا يشابه عداكِ ، وارجوك لا تعتبريها مجاملة او محاولة غزل الا انها حقيقة ...أنت مختلفة بطريقة تؤنس الروح ...بل تحديداً تؤنس روحي"
لا تعرف ما ان نطق كلماته حتى شعرت بشيء غريب ... وكأنها ارض قاحلة تكرمت السماء عليها وامطرت ... لتسقط قطرات المطر بنقرات على شباك قلبها ...
خرجا على رنين هاتفه من نقاشهما .. مما جعلها تبعد عينيها عنه .. مقلبه بالدفتر امامها ....
* * * * *
لأول مره يستعصي عليها فهم تغيرات الطقس ... الاجواء في مثل هذا الوقت تكون شبه ربيعيه ... ولكن ما زال الشتاء محتل وبغرابه ...بعد سكون اسبوعين دون امطار او غيرها ها هي الامطار تعود بخير وفير ... ترافقه رياح عاتية صوتها يصم ألأذان ... من خلال الواجهة الزجاجية للمكتبة ومن مقعدها تحديدا تشعر بالوحدة الشديدة لاول مره في مثل هذه الاواء ... لا الكتب ... ولا قطرات المطر .. ولا ذرات الهواء البارد .. تنسيها أنه رحل قبل قليل ... بسبب مكالمة من فتاة ما..... لا حق لها بما تشعر اصلاً بل من غير المنطقي هذا ولكنها مع ذلك تشعر بالألم ينهشها ... بعمق ..... حديثهما اليوم كان سوط يأكل منطقها أكلاً ... فكلها ود لو يخبره بحبه ... او مشاعره او اي مما تذوب وهي تشعر به ولكن ... بقي صوت المنطق داخلها يحذرها ... وينبهها ...منه ....
على رنين هاتفها مقاطعاً جنون مشاعرها ...:
"الو ..."
كان صوت حيدر هو ما تناهى لها ، مما جعلها تحاول بقدر ما امكنت ان تجعل صوتها طبيعياً :
"اهلاً، كيف حالك ، وما سر هذا الاتصال ..."
قهقه حيدر جراء اسئلة اخته المتلاحقة :
"اولاً انا بخير ...ثانياً السيارة تنتظرك ...سآتي لنأخذ جولة بعد ان تنهي عملك ..كي تختاري ما يعجبك ..."
ابتسمت بهدوء بينما عيناها تلمع بدموع ابيه مستعصية النزول ... لا تعلم سبب دموعها الحمقاء هذه .
"حسنــاً احتاج ساعتين تقريباً ، لأنهي وسأنتظرك حينها عن المكتبة كي نذهب سوياً .."
" اتفقنا اذن ، الى اللقاء ...."
انهى حيدر المكالمة ليباشر عمله ،عيونه تتطلع للارقام التي بين يديه .... بعضها لخدم في قصر وزير العدل زبونهم الجديد ، وبعضها الاخر لحرسه الشخصيين القدامى واخر رقمين يعودان لابنة الوزير واحد منهما قديم والاخر جديد ... اذ انه اتى اليوم لينضم للركب ، ويسأل عن مصير حالة ابنته الصحية ، فقد عجز معها الاطباء ان تتحدث بعد ان تلقت صدمة ما لم يتبين ما هي اذ انها لا تعاني من اي ضعف جسدي ... اتى لعندهم كي يعرف السبب .. ابتسم حيدر باستهزاء لا إرادي من حياة الخداع التي يعيشها بل يعيشونها هو و زوجة ابيه ووالده ...فهو ووالده يجدان الحقيقة بين اطراف القصة ... ثم ياتي كل منهما معطياً ما لديه لأميرة ... فتنهي هي العمل بتحليلها لحركات الفرد الذي امامها وتظهر له ما يشعر وما يعاني جراء تفاصيل لحظية يقوم بها كل منهم مما يعطي صورة كاملة لأميرة التي تقص ما ليها على الزبون... تحت عنوان (عرافة)(قارئة مستقبل ) وغيــــرها ...

* * * * *
(امام منزل منذر مساءاً)
طوال اليوم وهو يحاول التعايش مع افكاره غيرته .. جنون احساسه الذي يخيفه من ان يتعايش مع مشاعر فقدها مره أخرى .....خائف من يعود من جديد ليتغذى على قناعاته بانها هكذا افضلل دونه ولا مستقبل لهما سوياً ... واقفاً امام منزل غازية ،يتطلع بالسيارتين الغريبتين المصطفتين امامه ...وقلبه يستعر بنيران الغيره متخيلاً وضعها وهي تقترب بفنجان الشاي تارة وتضحك بوجه الشاب تارة وتحمر خجلاً تارة وموافقة والدها تارة أخرى ... شعر بجسده يفور ألماً ليخبط بكفه على المقود بعنه :
"اللعن اللعنة اللعنة ...."
بعثر شعره بجنون حتى التقطت عينيه جسد رجلين كبيرين بالسن يخرجان من منزلها مرتديان ملابس رسمية ... تتبعهما سيدتين وشاب طويل القامة يرتدي بذله رسمية تقريباً ...حاول ان يدقق في المنظر حتى تبين له منذر خلفهم ومعه ايه زوجته .... ليتأكد من كلمة الرجل الذي سرب له المعلومات اذ يبدو ان الشاب خاطب ...لغازيــــة ...
* * * * *
(نهايـــــــــــــــــة الفصل الثــامن )


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 03:27 AM   #614

nes2013

? العضوٌ??? » 311799
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,029
?  نُقآطِيْ » nes2013 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nes2013 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 06:50 AM   #615

الميزان

? العضوٌ??? » 16701
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 742
?  نُقآطِيْ » الميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond reputeالميزان has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعة تسلم ايديك

الميزان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-08-20, 11:41 PM   #616

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع :
(لحظات مسروقة )

* * * * *
نغمات فيروز تصدح مزينة عبق الصباح ... ورائحة (الافاندر) الذي تفضله أية يضيف لرونق الصباح رونقاً من نوع آخر ...بينما قطرات الندى تهدي على النوافذ تثير رائحة عميقة في النفوس ...
"صباح الخير يا عصافير الحب ..."
كان صوت غازية يغمغم براحة مرفقة بنبرة أجشه ... مما جعل كل من ومنذر وأية الجالسين على الشرفة الخلفية للمنزل يلتفتان لها ...
غمغم منذر براحة لرؤيته غازية مرتاحة الملامح:
"صباح الخير يا ابنتي اجلسي ..وصبي لك من الابريق كأس شاي بالزعتر ..."
شددت غازية السترة حول أكتافها بهدوء مقتربة من والديها لتجلس مقابلا لهما على الطاولة المستديرة البيضاء الصغيرة ، بينما كأس الشاي بين كفيها يقبع ...
تمتمت اية بهدوء هي تتطلع لابنتها :
" ما بالك مستيقظة على غير عادة مبكراً ..."
ابتسمت غازية لوالدتها التي وكأنها تحثها على الحديث دون ان توضح ذلك بشكل مباشر :
" التفكير يا أمي ... "
رد منذر بنبرة هادئة وهو يتطلع لملامح ابنته :
لا تشغلي بالك بالتفكير الكثير ... خذي الأمور ببساطة يا ابنتي .. الأمر يحتاج لروية لا أكثر وبالنهاية القرار يجب أن ينبع من قناعة هامة لا من ضغوطات أفكارك"
تطلعت غازية لوالديها ثم غمغمت كلماتها بصراحة تامة :
"ألامر ليس كذلك والدي ، ليس ضغوطات تنطبق تحت كلمة مخاوف بل انها شيء اعمق .. لأول مره أشعر بأن هنالك رجل يريد غازية وهو يعلم كل شيء عني ... كل شيء وبهذا اسمحا لي ان اخبركما انه يعلم بأمر زواجي السابق"
لجم كل من والديها الا انهما لم يبينا شيء هذا الامر حتى لم يوثق على ورق رسمي حتى يتم الاخذ به ومعرفته:
"وكيف علم ؟؟! ولما لم يذكر لنا واليه معرفته ؟؟"
ابتسمت غازية لوالدها القلق الذي يحاول ان يظهر صوته بشكل مطمئن أمامها :
"لا أعلم وحقيقة لا يهمني ... بالبداية حالما اخبرني بالأمر وكانه يقول صباح الخير بل إنه متقبل للامر ويريد الزواج بي ليس وكأن لا عريس تقدم قبله ولكن لأول امر ارغب بأن افكر بالأمر اعطي فرصة ... حقيقة واضحة وجلية لن اختبئ خلف اي شيء انا اريد وقتً ارى به ما يميله علي قلبي وعقلي "
أومأ والدها بهدوء ليحل صمت هادئ بعدها وكأنما والدها قد شعر بما تريد ... بينما بقيت ايه تحدق بفنجان الشاي الخاص بها وقلبها يرقص فرحاً لما سمعته من فاه ابنتها ...
"صبــــــــاح الخير يا خونـة ...."
كان هذا صوت نهاوند الذي زلزل الهدوء والصمت السائد مما جعل غازية تتأفف بغضب :
"الا تعلمين معنى كلمة هدوء ؟!؟ .."
"لا ..."
كان جوابها بارد وحانق بينما شعرها منثور بلا اي ترتيب حول وجهها .... مما عل كل من واليها يغرقا بموجة ضحك على ابنتهما المخبولة ... مما جعل غازية تنهض وهي تبتسم بخفة :
"نحن خونة اما انتِ فكسولة لذا هيا ... لنبدأ بتجهيز نفسنا لاوصلك للجامعة مبكراً واتوجه لعملي ..."
* * * * *
كانت تضيف اللمسات النهاية على لباسها بينما تطلع بالمرآة ليبدأ رنين هاتفها بالعلو .. مما جعلها تلتفت لسريرها الصغير المرمي عليه الهاتف .... بقيت تحدق بالرقم لوهلة ولا تعلم لما خطر ببالها محمود للحظات الا انها تجاهلت هذه الفكرة وتجاهلت الاتصال لتكمل تجهيز نفسها متوجهة بعدها لسيارتها ....
على الطرف الآخر كان جالساً داخل سيارته متوجه للجامعة وعينيه تحدق بالهاتف بابتسامة نمر متربص بفريسته ... ليتمتم بشقاوة وخفة ويكتب كلماته لها ... وعلى الطرف الاخر كانت هي تقرأ كلماته وكلها يشعر بالزهو ..
" الحب ليس حرب عادلة يا جملتي ... انه حرب مشروعة الاسلحة والوسائل ... "
* * * * *
كانت فضة تنظر للساعة بغضب فمحاضرة الصباح قد الغيت انما بعد ان حضرت لها في هذه الاجواء الباردة ، مما جعلها تلعن المحاضر في سرها ... الا ان صوت صدح خلفها جعلها تستدير :
"فضـة ..."
بنبرة صوت عميقة وكأنما يغني إسمها كان جلال يتطلع لها بإبتسامة مشرقة :
"اهلا ، جلال ..."
كان صوتها هادئ متحفظ فهي حقيقة لا تحب ان يتكرر وقوفها مع شخص ما لوحدهما كثيرا....
"ما بالك ، لما لم تدخلي لمحاضرتك ؟! ..."
اجابت بعملية وعيناها تتحرك في المكان حولها فعيون جلال تربكها لسبب لا تعلمه ... وكأنها تخترقها وتحاول سبر اغوارها ...
" المحاضر لم ياتي والغى المحاضرة وها انا ...هنا ..."
ابتسم بهدوء ثم اردف وعيونه تلمع بوضوح لعيونها الهاربة منه :
ما رأيك ان نتوجه للمكتبة ... هناك يوجد تدفئة كما وانه يمكن لنا ان نتناقش بمادة الاحصاء ، بالطبع اذ لم يكن لديك مانع .."
كادت ان ترفض فكلها قد احبط مما جعلها خارج مزاج الدراسة الا ان ارقم الذي لمحته من بعيد يتكلم مع أصدقائه غير حساباتها فلا تريد البقاء وحيدة تندب حظها .. وتفكر مما جعلها تغمغم وهي تعود بعينيها لجلال:
"بالتاكيد ... هيا بنا ... "
* * * * *
كاد ان يحطم الزجاج الملون الخاص بالفواصل بين اقسام المكتبة ، هو يتطلع لها كيف تشرح لجلال الجالس امامها بينما عينا ذلك الحقير تلتهمانها ...كله يشعر بالنار تحرقه ... لأول مره يشعر وكأنما هو اقل من شخص ما ... فما ان لمحهما صباحاً حتى زالت كل ثقته بنفسه تماماً .. صاحبة الالف قناع اثارت داخله العديد من الامور...مشاعر طفولية وكأنما عاد ليصبح طفل محتج اناني يريد العابه لنفسه ....تتكلم مع جلال بأريحية امام قاعة المحاضرة بينما الخجل يزين تصرفاتها بل ليس الخجل انما الرزانة ... وذلك الحقير يتمتع بهذا كما يتمتع هو بمحاولة فهمها ....هو رجل يعلم معنى نظرات جلال اكثر من غيره ...وهذا يحرقه ...
للحظات حاولت ان يبرر ما يشعر وهو يتمتم لنفسه بحنق :
"لن اخسر الرهان .... أبـــدا "
الا ان عقله قد حذره بصمت
وهل يحركك الان الرهان؟؟"! "
ليتجاهل الاجابة ويتجاهل ما يشعر مركزاً على أمر واحد الا وهو رغبته بخنق ذلك الجلال وحرقة حياً بل ونفيه بعيداً عن فضة...
ليقاطع نظراته لفضة صوت كان قبل أيام معدودة يبتسم له ... او على الاقل حرك فيه مشاعر كثيرة ... ولكن الان ...
"أرقم "
آسيا .... نبرتها المتعبة عيونها الذابلة هي اول ما لفت انتباه أرقم مما جعله يغمغم بشفقة لا ارادية ...
" مرحبا... "
ابتسمت بألم وهي تطلع له مما جعلها تغمغم بجرح واضح :
"كيف حالك ..."
بقي يحدق بها لثوانٍ معدودة ثم غمغم :
"بخير ... وانت ؟؟ "
اجابته بعملية قاتله: :
" كما ترى ... "
واشارت لنفسها ... ثم استدركت كلماتها مغمغمه بأسى وهي ترى الشفقة تطل من عينيه : :
" انتبه على نفسك ... ربما....نتحدث لاحقاً .."
وانهت كلماتها وكأنها لم تعد تحتمل نفسها وهوانها على نفسها ، الذي قامت به امامه ...
يتطلع بطيفها الذي غادر متعجباً من شعوره ناحية هذه الفتاة فهي ربما الوحيدة التي ابعدها.... ونفاها بعيداً لعلمه انها احبته ... او ربما ...لأنها تمتلك صفاء نية غريب .... لم يعهده ... ولا يقترب منه عادة... ....
عادت عيناه لفضة الا انها لم يجدها ..امامه ... مما يوضح له انها غادرت لكن الشاب ما زال في نفس المكان جالساً ويمسك بين يديـه شال صوفي ... دقق أرقم قليلاً مما جعله يتذكر هذا الشال الذي رآه سابقاً على فضة.... مما جعل بركان غضبه يتفجر بجنون وهو يلتقط هاتفه بشدة ليتصل على احد معارفه: .
"مرحبا ، سيد ارقم ..."
"اهلا جواد ... بدون مقدمات أريد ان اعطيك اسم شاب ، لتعطي له ما في النصيب من معروف ، مضافً له درساً يربيه لجد الجد"
غمغم الرجل بحزم وتأكيد :
"امرك سيد أرقم ...فقط ارسل المعلومات وسأريه النجوم في عز النهار "
ليتابع ارقم بحدة هوجاء على غير عادته :
"اريد ان اكون حاضر معكم ... غدا الجمعة .. على اكبر تقدير اريد الشاب ..."
"أمرك سيدي ..."
ثم اغلق ارقم الخط هو يتطلع بالشاب والشال القابع بين يديه وهو يشتمه وكله يغلي بحقد لا يعلم من اين وُجِدَ....

* * * * *
أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني
ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني
تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النسيـانِ
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ

(اقتباس )

* * * * *
جدولك اليوم مزدحم سيدي ... هنالك اجتماع في التاسعة يتبعه مناقشة المشاريع الزراعية الجديدة مع السيد عبد الباري ... ثم هنالك رحلة استطلاعية للمصانع ... كما ان ..."
قطعة ضرار مغمغاً بحدة مبالغة :
"حسناً يكفـي الى هنا .... اوجعت لي رأسي ..."
لجم السكرتير من كلمات رئيسه الهادئ غالباً الا انه تجاوز ذلك وهو يستدير خارجاً من المكتب ....
بقي ضرار منزلاً رأسه للأسفل بينما كلا كفيه يحيطا رأسه .. أفكاره تدور حولها .. حول حياتها ... واسئلة كثيرة تقبع داخله ... هل هي مرتاحة الان ؟! هل هي تحيا قصة حب وقد كللت اخيراً بالزواج ؟؟ ام انها قصة زواج تقليدي ؟؟! هل تتفهم مقدار ما ضحى به لأجلها ؟؟! ...
تأوه بعنف مره واحدة وكله يشعر كما وانه قنبلة على وشك الانفجـــار ، من جهة ريفا التي اشتكت البارحة صراحة من بروده معها ... ومن جهة اخرى قلبه المتعب ومن جهة أخرى المشاعر المتأججة داخله المشاعر المستحيلة التحقق ؟؟... مما جعله يغمغم بإنهاك وهو يتطلع للفراغ بشرود :
" يجب ان اراها يجب ان اسمع منها .. يجب ذلـك ..."
وكله يقين بأن قلبه ما عاد يحتمل مقدار ما يعتمل داخله ....
* * * * *
اسم اسيا يصدح على شاشة هاتفها معلناً اتصالها من جديد اذ لم ينفك رقمها عن الاتصال منذ يومين ،محفزة جزء سادي منها يرغب بأن تسمع كلمات اسيا عل قلبها يتعظ وترى بعينها نتيجة القرب من ذاك المهلك ، الا ان جزء أكبر يرفض ان يرد لمجرد ان تتمتع بلحظة مسروقة معه لحظة عادية ستنتهي مع نهاية الفصل الدراسي ، لذا ما الذي ستخسره ... هذا ما كان قلبها وعقلها يتزاحمان حوله ... مما جعلها تهرب منه تهرب من نفسها ... رافضة ان تراه متعللة بالانشغال هذه الفترة كلما اراد ان يأتي لتشرح له ... تعاني هي بصمت من فكرة ان تعتاد القرب ويصعب عليها البعد أكثر مما كان صعباً ... اذا سابقاً كانت تحيا دون أمل بحبها البعيد معزية نفسها بنظرة تسرقها لهيئته ، بصوت ضحكة يصل لاذنها ... بعبق عطر يهرب لرئتيها اذا ما مره من جانبها دون ان يشعر بقلبها المعذب المدله بحبه .... ادارت الهاتف على وجهه كي لا ترى اسم آسيا من جديد ... تلكم الفتاة التي رأت فيها طيف يشابهها ،لتكتشف انها افضل منها بمراحل لتصل لتلك الدرجة التي جعلت منها يوما قريبة من ذآك المهلك ... البعيد ..
تمتمت لنفسها وهي تدخل الفراش بتعب نفسي :
" سامحيني يا آسيا .. فما انا حمل لما ستخبريني به لا والله ..."
وعلى الطرف الاخر كانت خالتها تشرب كأساً من الشاي وبالها منشغل بابنة روحها فضة ... تلك التي اصبحت شاردة متباعدة جدا ... بل في اخر يومين اصبحت مشتتة الذهن لابعد حد ... تعلم يقينا ان هنالك دقات قلب ورائحة قصة حب في ما تستشعره الا انها لا تريد ان تباغت فضة او تجرحها ... بل ستنتظر الفرصة المناسبة لتحدثها فلا مجال للصبر هنا ... ابـداً ...
* * * * *
(نهاية الاسبوع )
ترتشف العصير بهدوء ونسمات الهواء العليل تداعب خلجات صدرها ، أنفاسها مليئة برائحة البحر بينما اطراف حجابها الازرق تتطاير حول كتفيها ...
" هيا اخبريني ما سبب رغبتك بالحديث أمام البحر .."
القت فضة بتساؤلها وهي تتبع تنهدات غازية العميقة المجاورة لصمتها ، وحدسها يخبرها بأن الامر يتعلق بزوج غازية السابق وتأثيره على خطبتها الوشيكة ،منذ اتصلت بها صباحا تطلب رؤيتها :
"محمود يعلم بشأن زواجي السابق ... "
غمغمت غازية كلماتها بشرود وهي تتطلع لأمواج البحر أمامها ..
" يا الهي ،كيف علم ومن من وهل علم والديك بمعرفته ؟؟.."
التفت غازية لفضة مغمغة بإرتباك واضح :
" لا اعلم كيف علم انما اعلم انه متقبل للامر بل ويريدني يا فضة مع معرفته بطفولتي المشوهة ، لقد غازلني بشعر هه بل بقصيدة غناها القيصر بعد ان اخبرني بأنه يعلم وكأنما يخبرني بكم حبه لي ... "
لحظة صمت مرت دون ان تعلم فضة بما ترد به على كلام غازية المفرح من جهة والمربك من جهة اخرى بالنسبة لفتاة كغازية اعتادت ان تضع حواجز بينها وبين كل ذكر ...
"علم والداي بأنه يعلم ولما يكثرا الحديث بشأن الامر ، كما وانهما مقتنعان بأن معرفته حتمية للأمر والدتي متقبلة لموضوع الخطبة بل مصرة عليها ولاول مره يقف والدي على جنب دون ان يتصرف ، ربما الامر يرجع لأن عبد القادر قد عاد من جديد بريحه لحياتنا لذا يريد ابي ان يحميني بخطبتي من اذى يطالني من عائلة عبد القادر وربما يرى كلا والداي ان محمود لا يرفض ... "
غمغمت فضة محاولة مراعاة حالة غازية :
هوني عليك الامر بسيط شاب ذو مواصفات رائعة تقدم لخطبتك وبعيدا عن كل هذا يحبك ..متقبل للماضي المؤلم الخاص بك ... "
لتكمل فضة بهيام مصطنع لتغير اجواء الكآبة :
" بل ويسمعك قصائد غناها القيصر الله الله علقي خرزة زرقاء حتى لا تطالك عيني ..."
قهقهت غازية على كلمات صديقتها :
"خمسة بعين الحسود ..."
" بل قولي عين الحسود داخلها عواد قادر يا كريم ..."
تمتمت غازية وهي تنهض بينما تنفض ملابسها من الرمال العالقة على ثيابها ...:
"هيا ، الن نفطر عصافير معدتي كادت ان تلد من الجوع ..."
ابتسمت فضة وهي تغمز غازية بخبث ،وتنهض مقابلة لها :
" يبدو ان سيرة الخطيب تفتح نفسك جيدا "
لتنهي حديثها بغمزة ماكرة مما جعل غازية تحمر خجلا بوضوح على غير عادة ...
* * * * *
يتطلع للهاتف بينما يفطر هو ووالده اذ ان افطار الجمعة يجمعها كل اسبوع ..
"من الذي تنتظر مكالمة مهمه في هذا الصباح ..."
رفع ارقم عينيه لوالده بعدم استيعاب لثانيتين ، ليعقد حاجبيه بانزعاج ما ان فهم مقصد والده مما يدل على ان ارتباكه كان مكشوفاً بوضوح لوالده :
"شخص ما ، اخبرني ما الجديد لديك ؟ هل هنالك امر مستنجد بشأن شحنة الاسمنت ..."
لم يعلق عمر بشأن تغيير ابنه للموضوع مجيبباً استفسار ارقم :
" ليس بعد الشحنة ما تزال عالقة على الحدود للان ، على كلن اليوم سيتم تسوية الموضوع ،بقدر ما حاولت ان ابقي الموضوع بدون تدخل مباشر مني حاول عمك ان يضع نفسه بمواجهتي بكل الطريق الممكنة ..."
رفع ارقم منديل الطعام مجففاً فمه :
"لا بأس بقرصة اذن له ، اذ يبدو ان تساهلنا معه قد فهم بطريقة خاطئة "
لم يرد عمر بل اكتفى برشفه من الشاي ...وهو يتطلع لارقم بينما يلتقط هاتفه بارتباك ما ان على رنين الهاتف مره أخرى
"اعذرني والدي مضطر للمغادرة اراك مساءً "
اومئ عمر بهدوء ليستدير ارقم مغادراً المكان كله ...
سارع ارقم بالرد على الهاتف ليأتيه صوت الرجل :
"باشا انا بانتظارك الشاب قد اصبح لدينا ..."
"حسناً ، اريد ان تحسنوا ضيافته ، وقدموا له ما في النصيب الى ان اصل ..."
"أمرك يا باشا ..."
ليغلق ارقم الهاتف مفكراً للحظات بصحةتصرفه الا انه سرعان ما تجاهل الامر بغرور وثقة بنفسه وخطته متجاهلا ناقوص ضميره المغمور عن صحة ما يقوم به لايقاع فتاة لا تشابه نوعه المفضل بشباكه .
تطلعت فضة بغازية التي غادرت متوجهة لمنزلهم بعد تناولا الافطار في احدى المطاعم المطلة على البحر ، اعادت فضة وضعية السيارة للقيادة وفي نيتها التوجه للمنزل بل منزل خالتها فهو منزلها ومقصد راحتها الوحيد ... الا ان صوت هاتفها صدح مقاطعا هدوئها ... لتجيب وتضعه على المكبر لتستطيع القيادة براحتها :
"جمعه مباركة عم محمود ..."
اجاب الرجل ببشاشة وراحة :
"علينا وعليكي يا رب ، كيف حالك يا ابنتي ؟؟ "
اجابت فضة بهدوء :
" بخير الحمد لله ، كيف حالك وكيف حال زوجتك ؟؟ "
اجاب براحة :
"بأتم صحة وحال اليوم استطاعت المشي براحتها بل وصنعت لنا قهوة من تلك التي تشتهيها نفسك "
ليتابع بخجل وصوت مرتبك : يا ابنتي اريد ان استفسر اذ ما كان بإمكانك ان تفتحي المكتبة اليوم عني فلا استطيع ترك زوجتي اليوم ابدا ... وشحنة من الكتب ستصل لا استطيع تجاهلها ..."
ابتسمت فضه بحنان متمنية ان يرسل لها الله من يرعاها مثلما يرعى عم محمود زوجته ...:
" بالطبع، نصف ساعه وسأتوجه للمكتبة يا عم ... ولن انسى الدفتر الاسود وتدوين كافة الملاحظات عليه "
اجابها بصوت مرتاح بشوش :
"انار الله دربك واراح بالك واراح بالك كما ارحتي بالي الان ..."
ابتسمت فضه وغمغمت مودعه :
"اللهم أمين ، الى اللقاء يا عم وجمعة مباركة "
لتغير طريقها متوجه ناحية المكتبة ، براحة لإيجادها ما يشغلها ، اذ ان خالتها مشغولة اليوم بجمعة نسائية في جمعية الحي النسائية ..
* * * * *
كان منذر جالساً بجانب ايه يتطلع كل منهما للاخر بحديث عيون صامت في غرفة الموسيقى والمشغل الخاص بمنذر ..
" وما الذي خرجت به ... من حديثك مع والدك .."
"اخبرته الاجابة واخبرتك سابقا الامر لم يعد بيدي ابداً ، قد اسامح بما يخصني ولكن بما جرى لكم وانا غائب وبما فعله بعائلتي ، ببناتي عندما ناتهك طفولتهن ، بك عندما حرمك الطعام وانت ام طفل رضيع بعلي الذي نشا هو ونيران برعب من صوتِ عاليِ يذكرهما بمدى بشاعة ما تعايشتم معه لا يستطيع قلبي السماح هنا ... لا يستطيع ولا اجد مبرراً له "
تطلعت ايه له بصمت غير عالمة بما تجيب وكأن حديث الاعين بينهما كان كافياً لتقترب من احضانه زارعة نفسها بعمق دفئه ... مغمغمة بخفوت :
"اترك كل شي لوقته يا حبيبي ..عل القلوب مع قرب فرحنا بغازية ترتاح قليلاً ..."
" يا رب ..."
تنظر لهاتفها بإبتسامة حمقاء متطلعة لكلمات الغزل المرسلة اليها ... بخدود محمرة وانفاس لاهثة لا تعلم ... حقا ما بالها دائما ما كان الذكور حولها كثر عشره في الخلف غير العشرةِ شناكل وكانت لا تعي قربهم ولا تريده اصلا مكتفية بترفع واستحقار يطال اي من يحاول قربها .... ولكن هو يصل لدواخلها لقلب الانثى داخلها بسهولة يزرع وروده بسرعه لا تعلم ماهيتها بعد ... منذ ان اتى هو واهله ولم ينفك كل صباح يرسل لها احلى الكلمات وكل مساء قبل النوم يرسل لها اجمل مقاطع الاغاني المعبرة بحق عن وضعهما وهي لا ترد وهو مستمر بما يفعل وكأنما يثبت حقاً انه يريد ان يحاول بداية بأبسط الامور ...بل وكأنما يخبرها انه لا يهتم لأي شيء عدا رضاها وها جديد عليها فكل من حولها يرى الواجهة اللامعة الا هو يعلم بان البضاعة مضروبة مثلما يقولون الا انه يستمر بالمحاولة ... ومحاولاته تؤنس قلبها ... بشدة ..لم تعي سوى لوصول رسالة اخرى وهذه المرة كانت تسجيلاً صوتياً على الواتس اب :
"صباحك سكر يا غازية قلبي ... لا اعلم ولكن اليوم جميل بشمسه جعلني اتذكر احلامي بأيامنا القادمة ... يا جميلة الجميلات ...."
قهقت بخفة ونشوة من السعادة تمتلئ داخل صدرها ... تشعر بنفسها مراهقة تأكل من احرف الغزل الخاف به بلا ان تقول كفى ....
* * * * *
ترتب الفواتير بدقة ، بينما ينقل العامل كراتين الكتب الجديدة .... الشمس المشرقة اعطت لفضة راحة نفسيه عالية ...
قاطع عملها العامل متحدثا بهدوء بينما يخرج ورقا لتوقع فضة عليه :
"أنستي ارجو ان توقعي على الوصل هنا ..."
لم تكد تنهي التوقيع حتى داهمها راحة عطر قريب ... قريب جدا لقلبها ... بل عطر اصبحت تحيا لياليها على استرجاع عبقه ... لترفع عيناها لباب المكتبة مغمغة بتساؤل :
"أرقم ؟؟ ..."
تتطلع ارقم لفضة للحظات بنظرة غامضة غير واضحة المعالم نظرة اثارت الخوف داخلها منه ...
" جمعة مباركة ... يا نشيطة ..."
غمغمة ارقم بنبرة أجشه خشنة معبقه بشيء ما شيء جديد عليها لا تعلم ما هو الا انها قد سبق وسمعت نفس النبرة و كلها يستذكر بلحظات نبرته وهو يتحدث مع تلك وتلك بنفس النبرة هذه ...مما سبب قشعريرة مؤذية انتشرت بجسدها الا ان عقلها نفى ما يتصور لها فأين هي وأين هو ... كانت اجابة كل ما شعرت به ...
"علينا وعليك يا رب ... ممممـ ما الذي اتى بك اليوم ..."
تطلع لها وهو يقترب كفهد متربص ، بينما انصرف العامل من بينهما ما ان اخذ التوقيع :
" في الواقع اشتقت لك ... ببساطة ودون كذب وحاولت ان اجرب حظي ..وحسنا ها انت هنا "
فغرت فاهها وهي تتطلع له وكأنما ترى حلم من احلامها الوردية الا انها اتكى على منضدة المكتبة مغمغماً بمكر :
"ما بالك مصدومة هكذا الامر طبيعي اشتياق الاصدقاء لبعضهم ؟؟ "
عادت لرشدها ما ان حلت كلمة اصدقاء على سمعها مما جعلها تغلي داخليا دون ان يظهر هذا على وجهها ليس وكانها تنتظر ان يخبرها بحبه لتمسي كآسيا وليس وكانه اصلا سينظر لها ولكن لا تريد ان يضعها بهذه الخانة ابـدا تفضل ان تكون غير مرئية على هذا ...الا انها تنحنحت لتجيب ببرود :
" بالطبع ، ولكن كمثل هذا اليوم لا اكون متواجدة كيف توقعت وجودي ؟؟"
ابتسم واجاب بتلقائية صادقة بحق خالية مما كان يمكر به قبل قليل :
" الحظ ، ولحسن حظي وجدتك ..."
عقدت حاجبيها بتسأل :
"ترتاح هنا , في المكتبة ؟؟ يبدو انك اصبحت محباً للهدوء والكتب ؟؟؟ .."
اجابها بابتسامة ماكرة وهو يبتعد ليجلس على الكرسي الصغير المقابل للمنضدة :
"لا بل محب للأجواء التي تصنعيها انت "
لم تعرف بما تجيبه للحظات الا انها ارتدت قناع الجدية واحساسها يدق نواقيس الخطر ، لا تعلم لما تشعر به غريب اليوم لا يتعامل معها بصداقة كما يقول ولا بهدف مصلحة بل تشعر بوجود شيء جديد ولا تستطيع تحديده ... غمغمت بصوت جدي وهي تبعد عيناها عنه لتعاود ترتيب الفواتير :
" أرقم ، هل تعلم ان العلاقة التي تربطني بك هي صداقة تحت مسمى زمالة كي اساعدك بمادة دراسية وليس كي تتكلم معي باسلوب غريب ..."
اجابها رافعاً حاجبه وابتسامة غريبة تلتمع على شفتيه :
"ما الغريب الا الشيطان ... "
اجابت بلوم وحدة دون ان تنظر له كآبة ابتسامة على رده البارد :
" أرقم !!"
اراد ان يجيب "عيون ارقم " الا انه تراجع مغمغاً :
" يا الله ما اجمل اسمي من فاهك ...."
في حالة اخرى كان سيقول شفتيك بدل فاهك الا انه اختصر غضبها وكله يعلمانها عصبية ... صنف جديد ... فتاة الاقنعة ... فتاة واضحة فتاة جديدة .. فتاة جميلة ليست بشكل خارجي انما بشكل جديد عليه ... بعيداً عن الغاية بتحقيق الرهن التي عادت لتتجدد من جديد داخله ، تطلعت بلوم نحوه ليغمغم بأسف وهو يغمزها :
"انا اسف ، حقاً انما اتصل بك انت مشغولة وقد احتجت ان اراك ، ارتحت لك ... و كما قلت بالنسبة لي انت صديقة وما اريد ان اثبت لك ان ما ترينه من بعيد كواجهة لا يشابه المضمون ... ابـدا .."
كما وانه فهم داخله ان الصورة السوداء المرسومة عنه جعلت منها حذرة معه رغم ان اخر نقاش بينهما كان مثمر جدا ، بل اوضح له من هي فضة ولو بنسبة قليله ، رغم انا يتعايش مع جانب غامض منها نظرة خاطفة منها لا يستطيع فهمها ابدا ...
اجابت وهي ترفع عيناها له مع دقات كادت ان تفضحها من شدة قرعها داخلها :
" هل هنالك شيء تريد الحديث به ...؟؟؟ "
اجابها برجاء :
"أجل ، لا اعلم ...حقاً اريد الحديث معك باي شيء ... دون كلمة لماذا ، هل يمكن هذا ؟؟"
تطلعت له فضة للحظات ، عقلها يخبرها "لا " بشكل واضح وقلبها الاحمق قد مطق بكلمته الاخيرة وكله رغبة بسرقة المزيد من اللحظات ... عله يشبع جوعه الشديد لسيد قلبه :
" لا بأس ..."
تطلع عبد الباري لعيني اخيه المرهقة الممتلئة بآثار السهاد والارق ليغمغم بتسأل :
"ضرار ، ما الذي يحصل معك ؟؟ "
اطلق ضرار نظرة لاذعة لعبد وهو يمسد عضمتي انفه نتيجة ألم رأسه ...
" لا يحصل معي سوى كل خير .."
كان رد ضرار جاف .. بارد وكأنما اعتاد على ان يعيد نفس الكلمة ... الا ان عبد كان متأكداً ان غازية لها يد بهذا الامر ... ليغمغم بجراة على غير ما اعتاد في الايام الماضية ان يهرب من وجه اخيه خوفا من ان يرى وجها لضرار لا يسر لا عدواً ولا صديق ...
" هل علمت بأنها تعمل بشركتك الجديدة ؟؟ "
للحظات تصلب جسد عبد اما عيني اخيه بينما اغمض جفنيه وكانما يتعايش للحظات مع مشاعر قديمة ...ذكرى قديمة ...
ليغمغم عبد مقاطعاً سكونهما :
" أما زلت تحبها ؟!؟! "
رفع عيناه بسخرية لصدمة أخيه أثناء طرحة السؤال وكأنما قد صدق فعلا بأنه نسيها ... صمت قليلا لم يجب مباشرة إنما شبك كفيه أسفل حنكه متطلعا لنيران مدفئة الخشب ...
"الحب ؟! هه حقيقة لا اعلم ، لكن منذ تركتها وأنا منهك ...منذ سنين ...وكأنني اذوي دونها قربي ... تحوم حولي ... تسترق بعض النظرات الماكرة الطفولية من هنا وهناك ....و حينما لا أستطيع سماع كلماتها المتلعثمة واستنشاق رائحتها أشعر بالمرض لأبحث عن رائحتها عبر ذاكرتي وكأنها علاج يعيد اتزان جسدي الثلاثيني .. وكلما نظرت لصورها عالما أنها كانت لي يوما ولم أحافظ عليها اجن أحترق أشعر بطوفان من الندم لا يمكن إخماده لما اقترفته"..
صمت قليلا ثم تابع بعينين مثخنتين بالألم مما طغى على نبرته الساخرة تماما ...
" "عدت أراها من جديد بكل مكان أذهب أليه ... وكأن يقيني حبها كطفرة نشأت بجسدي بعد رحيلها عني منذ سنين ولكن كلي رفض تلك الطفرة بعنف ، طفرة أصبحت جزءً مني رغم تحاشي جسدي روحي وعقلي ذكرها ، ومع السنين أقنعت نفسي أنني بخير مع تلك الطفرة المخفية ولكن عيناها كانت" ..."
أطلق نفسا عميق ثم تابع: :
"عنياها كانت مفتاح ليعود يقيني بأن هنالك جزء مني عاد للحياة منتهكا خلايا تعاستي بلا أي رحمه مع عودتها .... أبدا لا تغيب عن أفكاري عن يومي وكأنما لم أكن أحيا سنين دونها .. تلازمني كأنفاسي منذ أن"
منذ ؟!"!"
اشتدت أنفاسه بعنف رافضا الإكمال فلا قوة له على مواجهة حقيقة ما خسر ربما ؟
"لماذا صمتت فجأة ...
"أكمل منذ متى ؟"
رد بصوت مثخن بالتعب وهو ينهض بجسده عن الأريكة وكله يئن بإنهاك
" انتهى الحديث يكفي إلى هنا يا عبد "
وغادر الغرفة بينما سرح الآخر نظراتٍ ثاقبة خلفه موقنا أن العاصفة القادمة ستحطم العديد من المسلمات في واقع اخيهتستمع من خلف باب غرفة المكتب المنزلية الاخر لكلمات زوجها بوجهه شاحب وقلب يخفق بخوف وهلع من القادم وهي تسقط بكلها مستشعرة تمزق روحها جراء كلماته التي طعنت فؤادها بعمق ، بل واردت انوثتها وهي تشعر بكم الحب والعاطفة التي أكنها وما زال يكنها ضرار لتلك الفتاة المراهقة ..
لتغمغم بالم وقهر :
" سيذهب سيتركني "
وبقيت تردد كلمتها بخفوت وهي تحرك جسدها الذي سقط اما الباب للامام والخلف ... وكلها كان يشك منذ اسبوعين تقريباً بوجود خطب ما كما وانها استشعرت وجود انثى اخرى الا انها كذبت ذلك .. لعلمها بكم يخاف ضرار الله ويستحيل ان يدخل بعلاقة محرمة الا انها علمت الان من هي التي تستثنى من القاعدة .... الا وهي الزوجة الاولى وابنة عمها ...عدوتها الاولى .
* * * * *
(قف عل لحظة من الزمن تطبع بذاكرتي لابد الآبدين ) ....
جالسة داخل المكتبة على نفس الطاولة التي يجلسان عليها عادة ، بينما تنظر لأرقم الذي اتصل على مطعم لاحدة الوجبات السريعة كانما يقرر عنها ان يريد الجلوس القرب الحديث والكثير من الامور تستشعرها من نظرته دون ان تجروء على تفسيرها ...
"ما الذي تريد الحديث به ..."
القت كلماتها بهدوء مصطنع وهي تتطلع لارقم الجالس على الكرسي المقابل لها ...بينما عيناه تأكل تفاصيلها اكلاً :
"لا اعلم انا فقط اريد ان اتحدث معك ... "
نظرت له بلا اي مشاعر ظاهرة مما جعله غير قادر على استشفاف اي شيء منها ...
" فضة ، اخبريني عنك .. عن حياتك عن ما تحبين ..عن والديك .. "
اجابت متطلعه له بتعجب :
"وهل اتيت لنتحدث عني ..."
اجابها بتلقائية :
"لا وضحت لك لما اتيت ...وهيا لا تحرميني ذلك .. فربما اريد ان انسى حزني بكلماتك .."
قال كلماته الاخيرة بدهاء ممزوج بفضول قاتل ناحيتها ... ليس ناحية حياتها فهو يستطيع ان يعرف عنها الكثير باشارة ولكن عما تشعر وعما تحس به :
" ممم حسناً ، اسمي فضة ابلغ من العمر 19 عاما ادرس ....."
قاطعها ارقم مغمغماً ببتسامة حمقاء :
" هذه جديدة هل اسمك فضة لم اكن اعلم يا الله !!!! هل نحن بمقابلة عمل وانا غائب مثلاً "
قهقهت على كلماته مغمغمة بنبرة حازمة مصطنعة :
" لا تقاطعني اريد ان اكمل ... اعيش مع خالتي ..حالياً لظروف دراستي ..."
اخبرته كلماتها بنفس النمط الذي تخبره لاي شخص عندما يسألها عن سبب توجدها مع خالتها دون ان تكون مع والديها ...
" كما واني اعمل هنا منذ مدة قصيرة ، احب الكتب وهذا اول ما جذبني لهذه المكتبة .. كما واحب ان اعيل نفسي دون ان اطلب من اي شخص اي شيء ... في الجامعة اشارك بالعديد من المجموعات الدراسية ... متمكنة بشكل جيد من اللغة الفرنسية والانجليزية بشكل متوسط ممممم، حسناً لا اعلم بما اتحدث اكثر ..."
انهت كلماتها بخدود محمرة واضحة لها مما جعل شعور جديد يداهمه ... لا يعلم ربما شفقه او هذا ما صوره له عقله ... فأن كان يوما قد ترك اسيا لأنها مختلفة فضة شي جديد ، امر يحرك داخله هواجس كثيرة اهمها هاجس ان يكره نفسه ، بل وقادر على أذيه شخص لا حيله لا ولا قوة ولا يملك سوى نفسه ليعتل همها ...
سألها بهدوء متجاهلا أفكاره وهو يميل رأسه بفضول :
" الا تشعرين بتقييد او ملل من التكرار للـ(الروتين ) والنمط ذاته كل يوم .."
ردت عليه بهدوء وهي تتطلع لأكواب العصير الذي اشترته من بقالة بجانب المكتبة ... تقريبا ...
"لا ، لقد اعتدت هذا النمط بل هذه حياتي اذا لم اقرا كل يوم اختنق واذا لم استنشق عبير الكتب اشعر بالنقص واذ لم اصنع شيء جديد لانسان غيري واقدم أمراً يفيد يتملكني شعور بأن لا هدف من وجودي ... هل تفهمني انا احيا بهذه الحياة كما انت معتاد على نمط حياتك ... كالسمكة التي تخرجها من الماء اصبح دون هذا النمط .."
رد عليها ارقم متمتماً بتساؤل حقيقي مسترسل بأفكاره معها وبإنصاته لها وكأنما الذي يحركه لها عفوية منطلقة .. :
" حسناً أظن ان الصورة قد وصلتني .. أتعلمين ربما من امد لم اتعايش مع شخص يشابهك "
رفعت حاجبها بفضول لمعنى كلماته الا ان اكمل مجيباً لها :
" لا اعلم انت جديدة واظن ان من ترينني اجلس معهم مختلفون عنك وهذا كافيٍ لتفهمي قصدي ..."
صمتت قليلاً ... لتغمغم باستخفاف :
"ما تراه الان شيء مكرر لذا لا تبالغ هنالك عشرات الآلاف مثلي يا ارقم ... ..."
واكملت داخلها " وآسيا اولهم " كانما تعيد نفسها لذكر اسيا بعرضية ، تذكر نفسها بالا تنجر خلف كلماته ووعود عينيه ونظرته اللامعه.... فربما هو منبهر ولو انها لا تصددق بانه قد ينبهر بها او بغرابتها عمن حوله الا انها متأكدة ان اي شعور منه سواء صداقة انبهار او تعاطف لا مجال لا ترد عليه بمثله فهي تحبه حتى النخاع منذ سنه ... ولا مجال لهذا الحب ان يزدهر لا الواقع يسمح ولا نظرتها لنفسها تسمح ولا للفرق العظيم بينهم ان يسمح ولا هي ستسمح لنفسها بالانجراف خلف وهم رأت ما فعل بآسيا عن قرب ....
" مممم لن اتحدث اكثر اذ يبدوا ان خدمة التوصيل قد وصلت ..."
ورفع هاتفه مسيرا لها بأن رقم المطعم يتصل به ....
مما جعلها تغمغم :
"ما كان عليك ان تكلف نفسك ...هكذا ..."
اجابها بحزم وابتسامة خلابة مرسومة على شفتيه :
" ما رأيك بأن تصمتي فلا احبذ هذا الكلام ..."
القت عليه احدى ابتساماتها وهي تغمغم :
"المره القادمة علي ... وهذا امر أكيــــد "
قهقه بخفة على كلماتها واشارة اصبعها له بتاكيد :
" تدللي ...."
للحظات اغنتها هذه الكلمة عن الكثير بل الكثير الكثير ... مما جعل قلبها يرفرف الى اعالي السماء ....
تأكل امامه بينما تأخذهما الاحاديث للعديد من القصص والحكايا والنقاشات والمناوشات ...
"بالله عليك لقد كان دكتور حمدي طيباً معنا .. بل ومتسامح الا انك اصدقائك استغلوا طيبته ليتحول جو المحاضرة لمقالب ونكت ..."
قهقه أرقم وهو يتطلع لها ولانطلاقتها بالحديث معه :
"اصدقائي علموه درس بمعنى ضبط المحاضرة ...."
" بل قل كي تتحول من شخص متسامح الى شخص حازم بشــــدة ...."
ابتسم ارقم وهو يلتقط حبة بطاطا من امامه ...:
" حسناً وما المانع ... على شرط ان لا يكون حازماً معنا ....."
ليكمل ...:
"اين كنتِ عني سابقا مما تحكينه لي يبدوا انك قد كنتِ معي بأغلب المواد التي اخذتها سابقاً .."
اجابت محاولة ان تجعل تظهر عفوية الموضوع ليس وكأنها ستخبره بتعمدها تسجيل نفس مواده :
" ولا انا كذلك طالما لاحظت مجموعتكم انما لم احفظ شكلاً واضحاً لأي منكم حتى انت ..."
ابتسم بهدوء لتغمغم فضة بعد لحظة صمت ...:
"لقد اخبرتك عن نفسي .. وحان دورك لتخبرني ... "
اجابها بهدوء وهو يكمل مضغ لقمته :
" ما الذي تريدين معرفته "
اجابت :
" ما لا ترغب بأن اعرفه .."
نهاية الفصل التاسع


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-20, 11:40 PM   #617

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

والله تستاهلي

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-20, 02:58 PM   #618

Refat hasan

? العضوٌ??? » 434710
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Refat hasan is on a distinguished road
افتراضي

للاستفسار فقط هل تم اعادة كتابه الروايه ام تعديلها

Refat hasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 12:43 AM   #619

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر :
(صباح يوم الأحد )
( البرود أمر مبالغ بتقديره نسيبا معظم الاشخاص الذين يتمتعون بهذه الواجهة هم أكثرهم حساسية من ادق التفاصيل الا انهم نالوا من الدنيا ما جعل قلوبهم تخشى من اظهار اي شعور واجسادهم مضبوطة على عدم ابداء اي رد واضح المعالم وعقلوهم مبرمجة على ابسط الردود بتلقائية ... )
تسير عبر ممر المصنع مرتدية بنطال ربيعي اسود اللون بنمط كلاسيكي يعلوه قميص ابيض من الصوف الناعم .. وشال زيتي يزين جمالها الغامض بينما طلاء شفاه أحمر اللون يعلو شفتيها ... تقطع ممر الشركة بخيلاء واضحة لا تعلم ولكن للحظة واحدة بانانية مطلقة تمنت لو ان هنالك خاتم يزين يديها علها تظهر لضرار ان الطفلة التي تخلى عنها نضجت كبرت وامست شيء آخر ... بعيد المنال ..رغم يقينها بانه يحيا سعيداً مع ريفا الا ان تلك الرغبة بالشعور بلذة النصر وهي ترى عينيه تتجه لخاتمها لتتمعن برد فعله ببطئ ودقة ،الا انها ابعدت هذه الفكرة وكلها يعلم ان هذه الافكار ستقودها لان تصبح على ذمة رجل وهي غير متأكدة بعد ... فهذا الاندفاع قاتل لا يقتل الا صاحبه لأجل رغبات فانية ربما تنتهي مع شعورها بالنصر ...
فتحت باب مكتبها ، ثم القت بعض ملفات العمل على سطح مكتبها متوجهه نحو الشباك لتفتحه متمنية من بعض النسمات اخراج الغبار والرائحة الغير مرغوب بها من الغرفة ...
دق هاتفها بصوت رسالة لتتجه لهاتفها بلهفة ولكن سرعان ما توقفت قبل ان تمسك الهاتف منتبهه للهفتها لتعدل قميصها وتنفظ الغبار عنه محاولة ان تبطئ خطواتها بتدارك وتلتقط الهاتف بهدوء وكأنما هنالك من يراقبها ..
"صباحك معبق بالقرنفل يا جملة الجميلات ..."
ارتسمت ابتسامة على شفتيها ببطئ ... وهي تتطلع للكلمات ..
"غازية ..."
التفت مع سماع اسمها لمصدر الصوت لترى المراسلة "عبير " واقفة على بابا المكتب بابتسامة واسعة كعادتها ولكنها هذه المهر تحمل باقة من القرنفل الاحمر ..
" أجل ؟! ؟؟"
ابتسمت عبير بخجل وخدود محمرة ...وهي تغمغم بخجل :
"إنها لك .. قبل قليل وصلت مع عامل التوصيل وقد كانت بطاقة التوصيل بإسمك ... لكنني اردت التخفيف عنك ووقعت عنك وحملتها لك ...واعذريني الا اني شممت عبيرها الأخآذ "
ابتسمت غازية داخليا الا انها بقيت عادية الملامح وهي تغمم لعبير :
"ضعي الباقة على الطاولة ..."
ابتسمت عبير وهي تجرك رأسها ايجاباً ووتجه لتضع الباقة على المكتب .. مغمغمة وهي تلامس الاقحوان الاحمر وتشتم عبيره مودعه للباقة التي خلبت لبها ..:
" إن القرنفل يحاكي العشق بحبيبٍ مميزٍ ليس له مثيل والقرنفل الاحمر خصيصاً يرمز إلى الحب العميق .."
القت عبيري كلماتها تاركه خلفها غازية تتطلع بالورد بابتسامة غبية ... على المجنون الذي دخل لحياتها
* * * * *
"ما رأيك بالمسابقة التي طرحها الدكتور قبل قليل ..."
كان هذا صوت افنان زميلة فضة في التخصص فتاة تعرفت عليها الفصل الماضي ...
" تحدي لكل دفعتنا بل تكون منافسة مستعرة الحمى ... فأن يضع مشروعاً برمجياً كهذا نصب عيني طلاب دفعتنا مقابل منحة دراسية كاملة للماجستير ...إنه لامر .. مشوق .."
وانتهت فضة كلماتها بحماس وكلها يود لو تستطيع ان تحصل على هذه المنحة ..
"اجل ستكون منافسة من العيار الثقيل .. ولكن الا ترين ان جلال غير متواجد اليوم غلاً هو الفائز هنا فكما تعلمين في المشاريع البرمجية العملية لكليتنا لا يوجد من يتفوق عليه .."
ابتسمت فضة مغمغة ...:
"حقيقة لم انتبه ولكن مثلما قلت ستكون منافسة حامية ..."
شعرت فضة بمن يربت على كتفها ...لتتبعها غمغمة خافتة :
"فضة.."
استدارات لترى امامها اسيا حاملة كتبها بينما شعرها يتناثر حول كتفيها بجمال أخآذ .. اضاف لحزنها الظاهر شيء من الجاذبية ...
"أهلا آسيا .."
اجابت فضة عليها بهدوء منافيء لما بدء يغلي داخل قلبها ..لاعنة حضها وكلها يود ان يستلذ بكل يومٍ باقٍ لها بوجود أرقم بهدوء دون ان تحرك عقلها كثيراً لإيمانها بأنه ما ان يتنهي الفصل لن ينظر لها .... :
"اتصلت بك يوم الجمعة كثيراً ولم تجيبي هل هنالك خطبٌ ما ..؟؟"
اجابت فضة بتلقائية وكأنما دربت نفسها على هذا اللقاء في حال حصوله :.:
"هاتفي معطل في الواقع لقد سقط لذا حذفت كل الارقام ولم اصلحه بعد لذا لا اجيب على الارقام المجهولة ما ان تنزل على هاتفي .."
ابتسمت اسيا بتصديق لتردف لأفنان الواقفة خلف فضة :
"كيف حالك يا افنان ...؟؟
"بخير الحمد لله .."
ردت عليها اسيا بهدوء وعفوية :
"اتمنى ان تسمحي لي بسرقه فضة منك ، فأنا بحاجة لها لامر ضروري ؟؟..."
أجابت افنان :
"بالطبع خذا راحتكما بالحديث، في الاصل كنت متوجهه نحو المواقف لاعود مبكرا للمنزل ..."
ثم غادرتهما أفنان لتبقي كلا من فضة واسيا واقفتين مقابلاُ لبعضها البعض ... وعيون آسيا تتطلع لفضة بنظرة غريبة ...جديدة مختلفة لم تعهدها فضة ....
* * * * *
نهضت من مكتبها متوجهه نحو منطق رئاسة المصنع اذ ان التقارير التي ارسلتها قد تم النظر بها وتحتاج للمناقشة بما يخص المحاصيل الجديدة ...
توجهت لمكتب السكرتير مغمغة بنبرة عملية وكلها يظن ان ضرار قد وكل امر المصنع لنائبة .. فكلها ينفي ان يكون باقياً هنا ...لاجل اي سبب فلا سبب مقتنع لبقائة بعيدا عن مقر الشركة ملتصقاُ بهذا المصنع المرتمي على اطراف المدينة...:
"هل المدير متواجد في الداخل ؟؟"
" اجل تفضلي أنسة غازية .."
توجهت للمكتب حاملة بين يديها نسخة من التقارير مزودة بملاحظات خارجية لتفتح الباب متوقعه وجود المدير خلف المكتب الا ان ما وجدته هو مكتب فارغ للتطلع بعينيها في المكان بتوجس مستذكرة دخولها السابق للمكتب ونصرها الصغير على ضرار ... الا ان سرعان ما اختفت اي لمحة للسعادة داخلها ليحل التوتر وهي ترى من جانبها ضرار واقفاً ويبدوا انه خارجا من زاوية الحمام في المكتب قميصة مرفوع الى بداية عضدية وقطرات مياه شعره تتساقط بخفة على صدر مما يدل على انه ربما كان يتوضأ بينما بشكير صغير ملقى على كتفه باهمال ، بحركة لا ارادية ابتعدت عن الباب متوجهه بخطوات ثابته ناحية المكتب لتجلس مقابلا للكرسي الفراغ وكأنها تخبره بأنها لا تفضل الا العملية التامة معه ...
"صباح الخير غازية ..."
القى كلماته وهو يجلس امامها على نفس حاله الا انه كما يبدوا قد تخلص من البشكير ...
"الحمد لله سيد ضرار ... التقارير معي هنا مزودة بنقاط اضافية اذا ما وجدت السابقة تملك ضعفاً ما .."
تطلع لها ضرار بتمهل ليجيب باستفزاز ..بينما يرمي البشكير جانبا :
" تريثي قليلا ..واخبريني كيف هي صحتك ؟؟"
ثم اكمل مغيضا لها :
" وما رأيك بتأثير التعديلات الاولية التي طرحت لكافة اعاملين ؟؟"
اجابت وهي تزم شفتيها بهدوء متجاهلة سؤاليه ...:
"اعتذر ولكن لست مخولة للنقاش باي شيء عدا عملي ... هذا ما افهم به ..اما الباقي فهو ليس شان لك سيدي بل هي شأني وحدي سيد ضرار .."
تطلع لها ضرار بعيون تلتمع غضباً وكأنما استطاعت بكلماتها ان تيقظ المارد الذي حاول ان يكبحة وهو يعلم من المراسلة عبير بحديث سهو عن الاقحوان الذي انار المصنع ... موجهاً لها ...
أحرقها من مكانه متطلعاً لها بملامح صقيعية وعيون تلتمع غضباً ...
"يبدوا ان لسانك قد طال زيادة عن الحد يا صغيرة .."
انفعلت مره واحدة مجيبة بغضب وهي تخبط على الطاولة :
"لا صغير هنا عداك ، وإياك ان تتحدث معي بهذه الطريقة ..."
لتنهض من مكانها تريد مغادرة المكتب الا ان يد حديدية التفت حول ساعدها مديرة اياها بعنف :
"غــــازية منذر ... إياك ونسيان نفسك هنا ... إيـــاك ..."
لم ترد عليه فصوت العالي ارعب قلبها هز كيانها ولمسته بقدر ما المتها بقدر ما حرقت مساماتها بذكريات قديمة ارتبطت بنفس اليد ...
بقي كل منهما يتطلع للآخر وصدر كل منهما يتحرك متسارعا ليغمغم ضرار مقاطعاً صمتهما بنبرة منهكة مرتفعة النبرة :
"لما تفعلين هذا ؟؟ اخبريني لما تفعلين هذا ؟؟ "
"لا افعل شيء ولا أحاول فعل شيء ، والان اترك يدي ..."
قالتها بعنف وكأنما كلماته اعادتها للواقع ...
افلت يدها وكأنما ما فعله احرقه حرقا وجعل كله يشتاق لحقه بها ..
"هل الحديث العادي معي صعب ؟؟ هل لهذه الدرجة تمقتيني ... ؟؟؟"
قال كلماته برجاء وكأنما كله يعاني ... حت انفجر بهذه الطريقة ..
"اجل صعب ولنقل حقيقة ان وجودك غير مرغوب نهائيا .."
لجم من اجابتها الا انه غمغم :
"لما ؟؟؟"
طرح خاطئ كلمة خاطة مع شخص عاش ذكريات عصيبة معه ...
قهقهت بصوت مرتع لتضع يها على فمها بحركة اعتذار زائفة :
"ممم حسناً لنبدأ وجهك يذكرني بماضي مخزي مثير للقرف ...واذا ما اردنا التعمق قليلا .. فأنت تزوجتني وانا بالسادسة عشر لتتزوج بعدها باشهر بابنة عمي بعرس كبير حكت عنه كل البلد ..ارسلتني الى امي بحجج واهية بينما انت تحضر سكيناً جيدة لتكمل مخططات عبد القادر القذرة بتحطيم عائلتنا بسبب غيرة ومرض نفسي عميق داخله .. "
بهتت ملامح ضرار بينما جسده بقي متصلبا أمامها لتكمل بإستهزاء اثار مكامن ألمه :
"وللعلم فقط يا ضرار بك فكلك على بعض لا تهمني لا انت ولا الخائنة التي تزوجتها فأنتما كما طنجرة ووجدت غطاءها خائن وممثل ممتاز تزوج بمن تشابهه بالصفات ... فكما ترى ها انا بأحسن حال ولكنك هيئتك تذكرني بكم القذارة التي مورست على عائلتي لذا اتمنى ان لا ارى وجهك مطلقاً ابــدا ابــدا ..."
ثم التفت مغادرة المكتب تاركة اياه خلفها يلهث الما .. فلم يضحي بها كي تكرهه لم يضحي بها كي تراه بهذا الشكل ... لم يحاول يوما ان يكمل أي خطط لعبد القادر ..لم يحتمل الزواج من غيرها الا لأجلها أولا ثم ليبعد عبد القادر عن الثأر ثانيا .. منهم ومن عائلته ....
لم يشعر الا بجسده يهوى على الارض مره واحـــده والم كبير يضغط على صدره ...
* * * * *
ألوم معذِّبي ، فألومُ نفسي
فأُغضِبها ويرضيها العذاب
ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه
ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟
ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى
ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب
ولو وُجد العِقابُ فعلتُ،
لكن نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب
اقباس: احمد شوقي

بقيت فضة تحدق ببخار الشاي المتصاعد من الاكواب الورقية التي اشترتها كل منها واسيا ..
"تفضلي اسيا.."
ولم تكد تنهي فضة كلمتها حتى باغتتها آسيا بإنفعال اهوج :
"ما العلاقة التي تربطك بأرقم ؟؟؟.."
للحظات تصلبت يد فضة حول الكوب الورقي لتتطلع لآسيا بملامح خالية من اي تعبير ...
لتكمل بارتباك وهي ترى ملامح فضة الغاضبة .. مما جعل كلامها ممزوج باضطراب والم يطغي على كلماتها ..:
"انا اقصد .. في الواقع انا ....."
لتسقط دمعة مجنونة من عيني آسيا اما فضة التي بقيت محدقة بها ولكن مع نظرة شفقة وخوف باطن من ان تمسي كآسيا بعد ان ينتهي الفصل وتنتهي صداقته المصلحية معها ...
مسحت اسيا عبرتها :
" لقد انفصلنا فجاة دون مقدمات اخبرني انه لا يريدنيي ... وانا... انا فقط شعرت بروحي تخرج من مكانها الما ... يحاوليت ان انسى الا اني لم اقدر ... لذا تبعته بل تتبعت حركته منذ اسبوع ..ورأيته يخرج من الجامعة ليأتي للمكتبة التي تعملين بها .. يجلس معك ... يتحدث معك ..وانا احلم فقط بسماع صوته .. اتتخيلين مقدار المي وانا من كنت احق الناس به ..احلم اليوم فقط بسماع صوته همسه .. ولو بكلمة عابرة .... اشتاق لعطره لتفاصيلة بينما غيري ينعم بها .."
توقفت اسيا لثوانٍ لتبتلع غصتها وتكمل بارتباك جنوني ترجو به فضة بأن تخبرها بما لديها :
"اعلم انه من المستحيل ان تجمعكما علاقة ولكن نظراته ضحكته الموجة لك اثارت جنوني اثارت نيراني غضبي، كالكسيحة كنت وانا اره يمنعني عنه يحرمني منه وانت تحضين بتفاصيل اصبحت احلم بها ... اقسم لك فضة اني لا اشك بك اعلم انك لست نوعه ولن ينظر لك ولكن اخبريني اريحي قلبي فقط بالله عليك ؟؟؟"
كانت اسيا كالمجنونة تهذي بغير ان ترتب كلماتها ... الا انها بدت لفضة كالضائعه تماماً...
شعرت فضة بألم مبرح داخل قلبها وغيرة مشتعلة تؤلم قلبها ودونية واضحة بكلمات اسيا ونظرة صلفة واضحة لحالهما ... وكأنما لا ترقى فتاة مثلها لتصبح مجرد رقم بقائمة ارقم بالنسبة لآسيا ... لتنهض من مكانها بغير وعي وكانما حديث آسيا اشعل نيران قلبها .. فلم تعد قادرة على البقاء امامها مواجههة لها ...وهي تعلم عمق ما شعرته اسيا ناحية ارقم ...حلمها المستحيل ... الا انها غمغمت قبل ان تغادر :
"ارقم زميل وربما اقل مجرد طالب طلب مساعدتي بمادة ما ... لا اكثر ولا اقل يا آسيا ، ورتبت ان اشرح له ظمن وقت يسمح لي ... أتمنى ان لا اسمع منك أي كلام مرى أخرى اسيا فلن تحبذي رد فعلي ابدا .. لا شأن لي بكل هذه الدراما ... ومثلما قلتي من المستحيل ان تجمعنا علاقة "
وغادرت المكان تاركة اسيا خلفها تنظر لجسد زميلتها التي غادر ... غير عالمة بالعيون التي لمحت فقط نهوض فضة عن طالولة اسيا وكلماتها الاخيرة لها ...
* * * * *
بقي ارقم يتبع فضة بخطواتها السريعه المتوجهه ناحية المكتبة بينا يتمتم لنفسه :
"اللعنة عليك آسيا ، ما الذي فعلته الان ؟؟؟ اللعـــنة "
دخلت فضة الى المكتبة مغلقة الباب خلفها بعنف بالمفتاح لتهرب بجسدها مسرعه خلف الؤفوف بقلب ملتاع ودموع تهدد بالسقوط وكلها يريد فقط ان يغلق عليها باب صغير لتنتحب داخل حيطانه ... فلا يسمعها احد ولا يعلم بمصاب قلبها المتضرر احد ... الا ان صوت ضرب على زجاج المكتبة قد على مما جعلها تقف قليلا وهي تستمع للصوت العالي المنادي على اسمها ...
"فضة افتحي الباب ... فضــة"
كان صوت ارقم عالياً نسبياُ الا انها هرعت للحماما لتغسل وجهها وتاخذ نفساً عميق متطلعه لهيئتها لتخرج من خلف الرفوف لتفتح الباب ....وهي تتطلع له
تصلبت يديه وهو يراها امامه بتلك الهئية عيون محمرة من الدموع .. اثارت فجيعة قلبه بجنون .. لأول مره يتأثر بدموع انثى وليس اي انثى بل يخاف يخاف ان تبتعد عنه بحجج واهية ..لم يحلل لم يفسر لم يجعل لنفسه اي عذر وهو يدخل للمكتبة مخبراً ايها بلهفة :
"لما تبكين ؟؟لما العيون المحمرة اخبريني "
بقيت تتطلع له وكلها يتألم .. ويعلم انها لم تعد تحتمل قربه ليس بعد كلمات اسيا ...ابــدا ..
"لا شأن لك ، ولا يحق لك ان تخبط على الباب هكذا ... "
اجابها بعصبية ناتجة عن هلعه من نفسة من ردات فعله الفجائية تجاهها :
"بل لي كل الشأن .."
اجبته ببرود متقن وإستهزاء ظاهر :
" واخبرني شأنك بالله عليك ..."
بقي صامتاً لدقائق ليشعر وكانما دلو مياه قد صب عليه .... وهو يجيبها بخفوت
"صديقك ..."
"لست صديقي ... نحن زملاء فقط لا اكثر، مصلحة هي ما تجعلك تتحدث معي هنا لا اكثر لذا احفظ حركات الرجل الجنون لفتياتك وليس لي .... "
اشتعل بغرور ابي وبغضب منها وعليها فكله يعلمكم تصبح الانثى مؤذية عندما تجرح و واسيا كذلك فكما يبدوا انها أذت فضة بالكلمات وعلمت انه يدرسها مما خيل لها العديد من الحكايا ...ليسألها من تحت اسنانه :
"ما الذي تهذين به ... وما تشاركناه الجمعه وقبلها من حديث ؟؟ هل هو بدافع المصلحة ايضا ؟؟.. لا تخبريني انك لا تشعرين بشيء تجاهي ولو بسيط .. فضة لن اصدقك ولا اريد ان اصدقك .."
بقيت تتطلع به لثوانٍ بصمت وكانما تحسب ما تريد ان تخبره به ....
"حسناً على بلاطة لاخبرك .. انا فتاة تشرح لك هنا لسبب الا وهوسمعتك السيئة .. واليوم قد طالني بسببك حديث جارح مؤذي ...لذا وبإختصار لا اريد ان اراك هنا بقربي فلا اظن ان امثالك عاجزين عن ايجاد خمسين شخصا مثلي بل وافضل واعلم مني بمادتك ... "
ثم توجهت ناحية الباب بقلب يرتجف كليا وهي تفتحه مشيرة لله بالخروج :
"اتمنى ان تحفظ النهاية كما بدأنا بصورة جيدة ننتهي كذلك ... "
تطلع ارقم لها بتحليل للحظات وكأنما يريد الحديث ولكن أراد تركها كي ترتاح .. قليلا .. لذا لم ينبس بحرف وملامح جليدية واضحة ليضع يديه داخل جيبة ويغادر المكان دون نبس حرف واحد تاركاً خلفة من اغلقت الباب لتعاود البكاء خلف الرفوف بقلب مكسور ....
* * * * *
كانت عيني غازية تحدق بارتباك بالحركة الجنونية التي صدرت عن الموظفين حولها ما ان غادرت مكتب ضرار بدقائق ... فسيارة الاسعاف قد حضرت مما اثار هلعهم الا ان صوت عبير العالي وهي تخبر أحمد بسبب حضور السيارة جلعاه تشحب مره واحدة :
"المدير لقد اصيب بذبحة صدرية ..والاسعاف ينقلونه الان للمشفى ..."

نهــاية الفصل العاشر


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 06:24 PM   #620

عفة وحياء

? العضوٌ??? » 404643
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 335
?  نُقآطِيْ » عفة وحياء is on a distinguished road
افتراضي

شكرا وبارك الله فيك

عفة وحياء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.