آخر 10 مشاركات
أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-20, 12:07 PM   #631

{ غلا !

? العضوٌ??? » 270200
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 538
?  نُقآطِيْ » { غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute{ غلا ! has a reputation beyond repute
افتراضي


شكرًا لك
تحياتي.




{ غلا ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 12:15 AM   #632

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

و انا انتظر الفصل
على بالي اليوم الاثنين


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 08:42 AM   #633

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

راح الاثنين و لا نزل االفصل 😭

ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 11:55 PM   #634

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

الفصل جاهز صبايا بتواصل مع المشرفات وباذن الله بينزل

Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 23-09-20, 07:21 PM   #635

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

الفصل الرابع عشر :
دخل الجناح بعد ان فتح لها الممرض الباب ... لتتصلب وهي تتطلع بضرار المستند على السرير الفندقي ، منتظرا لها بابتسامة سعيدة .. جزء منها فرح لتحسن صحته ولو قليلا .. وجزء آخر أراد ان يصب جام غضبه عليه ... يريد ان يقتله .. ويخنقه .. لا تعلم ولكن مشاعر جمه تتملكها الان ... خبط الباب خلفها لتقى وحيده معها لتشعر بنفسها كقطة محاصرة مما جعلها تغمغم محاولة استفزازه :
" أتمنى ان تكون اخذت احتياطك فحقا لا ارغب ان اتعامل مع زوجة تظنني اجري خلف زوجها وخاصة اذ كانت خائنة مثل زوجتك التي اظن انها ستظن انني امثل اخلاقها التي عملت بها سابقا معي .. وانا على ذمتك سابقا.."
قالت كلماتها واقتربت منه جالسة على ابعد مقعد عنه .. محاولة اظهار قوتها وحدتها التي لم تظهر بحق وهي تبتعد عنه خوفا من ان تتأثر بقربه ...
ابتسم بغضب وهو يرى كتلة الاستفزاز التي امامه تجلس بعنجهية بعيدا عنها وكانه حقا سيسمح لها ان تبقى هكذا بعيده :
" أرى ان لسانك قد بدأ باطلاق دفاعاته ... كي تحاولي ابعاد ضعفك غازيتي .."
ردت عليه بعصبيه ... من ياء التملك التي يضيفها على اسمها وكان له الحق المطلق بهذا ..:
"غاز ينفجر بوجهك قادر يا كريم .. من اين اتيت بياء المليكة تلك، اسمي غازية وللعلم انا ابنه عم زوجتك التي تبرأ ابي منها ومن عائلتها لا اكثر ولا اقل فلا تظن انك ستتلاعب معي بالكلام واخبرني بما قصدت ما الامر الذي تعلمه عن والدي قد يؤثر على حياتنا ؟؟"
تجاهل الرد على استفزازها الذي اصبح طفولي له وهي تعيد موضوع زواجه من ريا كل حين وداخل أي جملة نقاش بينهما ليتمعن بها بهيئتها المغرية للناظر بلباسها العملي تنورة سبور سوداء بخطين جانبيين بلون الأحمر القاني يعلوها توب شيفون احمر قاني كالخطين لونه ... بينما سترة سوداء ذات اكمام مكفوفة بطريقة سبور تعلو التنورة بينما حذائها الأبيض يزين قدمها ليظهرها المظهر بطريقة اصغر بكثير .. كما تظهر عادة بهيئتها الرسمية .. خاصة مع عدم وجود أي لون شفاه على شفتيها عدا مرطب لامع واضح له .. وعينيها الناعمة الخالية من أي حدة حتى قلم كحل لم تضع عليها ، فبدت اكثر براءة شهية بحق مما جعله يشتعل غضبا وهو يتخيل نظرات ذلك المحمود لها ... فكما علم فهو مدرس جامعي بدرجة الدكتوراه العلمية ذو وضع مالي جيد ويملك منزل مستقل مما يجعله بحق رجلا مناسبا ...
"حسناً بما ان مخالب قطتي قد ظهرت فلنكن صريحين ... والدك يملك ثأرا على رجل من رجالات الجبل .. من عائلة السرحان ... "
كانت صرخة استهجان وعدم تصديق هي ما خرجت منها مقاطعة حديثه بينما تغيرت جلستها المشدودة الى أخرى هلعه :
"ماذا ؟؟؟؟؟ ما الجنون الذي تتحدث به .."


لم يبجها بل اكمل ضرار بعملية وهو يحسب كلماته التي لم يطلع عليها أي كان سابقاً :
" عندما غاب والدك لسنتين في ساحل العاج لخدمة الوطن توفي معه زميل له من تلك العائلة وكما بينت بعض التحقيقات بعد عودة والدك ان موت الشاب كان نتيجة اهمال القائد الأعلى للكتيبة هناك ولكن تم التكتم على الامر ولكن بعض الحديث منه وصلني ... سابقا قبل عشر سنين مما جعل معارفي تتحرك لتغلق الموضوع فللأمر اكبر من تبعات محكمة عسكرية ربما ينجو منها والدكم ويكون بريءً وربما لا ؟؟ ستنشب حرب شعواء جراء الثأر فتلك العائلة تقريبا خسرت ابنهم الأكبر في الحرب .. وقبلها خسر هو زوجته وهي تنجب ابنه الوحيد ..قبل ان يسافر .. لم يبقى لهم من نسله الا ابنه الصغير ، مما جعل زعامة العشيرة تتحول للاخ الأصغر الذي بدورة هو من ربى ابن أخيه وكان كالابن بالنسبة له .. ولكن قدر الله وما شاء فعل .. ومنذ عشر سنين والرجل يسعى ليعلم سبب وفاة أخيه الذي كانت الردود عليه دائما بان الامر كان عطل تقني أدى للامر ولكن من بعض الاحاديث الجانبية التي كان يسمعها الأخ الأصغر لم يكن يصدق الرد .. فكان يعيد السؤال والاستفسار كل فترة ليصل للسبب الحقيقي للوفاة خاصة مع انتشار شائعات بوجود مسؤول عن موت الشاب ..وللان الموضوع لدي منذ عشر سنين كل الملف الذي يمثل القضية لدي رغم اتلاف الجيش لكل الملفات ولكن تحسبا لاي امر ابقيت معي نسخة عن كل شيء .. "
" ما المقصود من حديثك ... ؟؟"
كانت كلماتها جوفاء باردة وهي تتأكد من حقيقة كلماته المخيفة والتي يبدوا ناه لم ينطقها جزافاً ...
" بمجرد ان يصل الخبر لأي منهم يا غازية سيكون الثأر من عائلتك .. واقعا .. بقتل اخيك وابيك فتلك العائلة مثلما يقولون يحكمها رأس مجنون لا يأبه لاي قانون .."
تمتمت بصوت مرتجف حاد نسبيا وهي تتطلع له ويدها ترتجف وانفاسها تعلو وكلها يتخيل نتائج كلمات ضرار الكبيرة .. :
" وما دوري انا بكل هذا ، ما سبب الحديث المغلق هذا منذ عشر سنين !!؟؟ .."
تطلع لها وكله خائف عليها .. ولكن يقوي قلبها لانه يعلم ان الذي يفعله راحة لهما و لأي طرف ثالث سيعذب معها وقلبها له ... بل هو موقن بقلبها الذي لم ينساه ..
"اهدئي واشربي كاس المياه هذا .."
وقدم لها الكأس الذي كان بجانبه على المنضدة ...
لم تكن واثقة من قدرتها على حمل كأس الماء الممدود لها ...لتغمغم من جديد بجمود :
"ضرار الى ماذا تسعى بكل ما تفعل ؟؟ بكل ما تخبرني ؟؟"
بقيت متطلعه له الا انه لم يجبها ...بل بقي الصمت مخيما وهي تنتظر جوابه الى ان شعر بكله ينتفض بسبب وهي تغمغم بعصبيه ...
" هل تتلاعب بي تارة تخبرني بمصيبة تخبئها وتارة تريد ان تهدئني والان تصمت .."
ثم بلا وعي اقتربت منه ..وهي تنهض من مكانها ، لتشرف عليه ، وهي تصرح وتضرب صدره بكفها :
لعنك الله , ولعن الساعة التي دخلت بها حياتي فالتمت ها فالتمت .. ما الذي تريده اخبرني ..؟؟ "
حاول ان لا يظهر لها انه شعر باضلعه تتكسر جراء فعلتها العصبية الا ان الألم ظهر جليا وهو يغمغم وابتسامة مقتضبه تظهر على شفتيه بينما يلتقط يديها بعنف ... ..:
" لم اخبرك انني اريد فتح المصيبة يا غازية بل على العكس الامر منوط بك .. انت لفتحها ام لا .. ؟؟ "
التفت له وهي تغمغم باستفسار حاد :
"ما الذي تقصده ؟؟"
لينطق ببساطة .. قاتله لها ..
"تزوجيني "
"انت حقير .."
مامحها قاتمة وهي تعيد كلمته داخل رأسها ، لترد هذا الرد الأول الذي خطر في عقلها تجاه طلب ... أمر ..ابتزاز .. ضرار لها ...
"تبتزني لاجل مصلحة عائلتي وانت اعلم بما سببته انت لي سابقا ..والان تريد ان تؤذي عائلتي ..؟؟؟!! "
لم ينبس بحرف بينما بقي يراقب انفعالها وكلماتها الحارقة له .. .. مما جعله يغمغم بهدوء :
" انت تحبيني ومهما كابرت انا وانت خلقنا لبعضنا ... ولتراجعي كل ما جرى ستعلمين ان القدر أراد ان التقيك من جديد ... "
صرخت بصوت مرتفع وهي تكز على اسنانها :
"هل انت تحت تاثير مخدر ما ام مجنون ؟؟؟ انت تريد ان اتزوجك ؟؟ وانت متزوج بالأصل ومن من ؟؟ من ابنة عمي ؟؟ اتريد ان تحطم عائلتي ؟؟ ولاجل ماذا لاجل جنون يسكن عقلك الذي يبدو انه خرف خلال عشر سنوات ..."
قهقه مستفز لها ... عالما انه بحق يضحك من شدة قهره ... فهي تعري الحقيقة المرة امامه ولكن تبا لكل الحقائق ان كانت ستعده عنها ....
"هل تضحك هل انت مستمتع بما ترى ؟؟ ام تريد ان تتسلى لبعض الوقت ولم تجد الا انا ؟؟ .."
خبطت على صدره متجاهلة كونه لا يحتمل مثل هذا الامر ...
" أيها الحقير هل تضن اني سأقبل بك يوما ؟؟ سأقبل بفضلات ريفا ؟؟ أيها الخائن ؟؟ كيف تتجرأ وتنطق بهذا العرض ؟؟ من انت لتتجرأ على فعلها ..."
لحظة واحدة استجمع فيها كل ما يملك من طاقة بل لا يعلم حتى كيف امتلك هذه الطاقة ليقلب الوضع بينهما فتصبح اسفله على السرير بينما يعتليها هو وعيناه حمراء تقدح شرارا وغضبا بينما صوت أنفاسه تقريبا يهدر عاليا ... وكله يشتعل من كلماتها الجارحة
"لا خيـــار لك ... "
نطق كلماته بفحيح غاضب بينما اشتداد ملامحه اخافها بفزع ... لتصمت وهي تعيد كلماته بينما بقي يحدق بها بفزعها الظاهر .. بشفتيها التي تدعوه لارتكاب اكبر المجازر .. ولصدرها الذي يرتفع وينخفض مسببا زيادة في غضبه المحتدم وكله يتخيل ان يمتلكها عداه .. فللصبر حدود ومع كلماتها الأخيرة هي استنفذت كل الصبر .. ليضيف بجمود ممتزج بحزم ... ونبرته الغاضبة دعمت مخاوفها ...
"اما انا وبقاء عائلتك امنة واما ضياع عائلتك ومع هذا ساكون انا .. لاني لن اسمح لرجل اخر بالزواج منك ولكن اخواتك الباقيات .. ممم نهوند سيكسر قلبها ..هي وذاك الشاب الذي يريد خطبتها !! للأسف وانتِ لي ، كلماتي لهم مقابل زواجي منك ... لتبقى نيران اختك الصغيرة ذات الأربعة عشر عاما لا اكثر اتتخيلين ما الممكن ان يفعلوا بها .. .."
برود كلماته وخلوها من أي نوع من العاطفة اخافها ... مما جعلها تغمض عينها وتغمغم وكلها يتخيل بشاعة كلماته وهي يرتجف امامه ...:
"ابتعد عني .. "
قبل ريفا وللأن لم يخن .. فالحرام لا يقربه .. ورغم هذا لم يكون شغوفا مع ريفا بهذا القدر .. اذ طالما شعر بنقص ما .. من ناحية مشاعره التي لم تكن مع ريفا يوما ... ولكن غازية جعلته مراهق اخرق بمجرد نظرة تلتهب حواسة ويخر صريعا امامها وامام تفاصيلها ... لذا يريد ان يتزوجها بأسرع وقت فلم يعد يضمن نفسه ليس وهو يمارس اشد أنواع النهر على نفسه لفعلته هذه .... ابتسم بمكر مغمغماً ...
"لن ابتعد يعجبني قربك مني .. ويعجبني ضعفك امامي ..."
كانت يستفيض بما لديه فلطالما كان رجلا شغوفا وهو الأدري بنفسه ..لكن طالما كان ملتزما الحلال بكل شيء ....
عند سماعها لإجابته الوقحة المنافية للوضع المخيف وافكارها المرعبة التي زرعها داخلها هو ... ضربته على صدره بحدة شديد مستغله ارتخاء كفه على ساعديها المحكمين بكفه سابقا ...
"آآآه ..."
تأوه بعنف وهو يتطلع لها ليخر صريعا مره واحده على جسدها مما جعلها تصرخ ..:
"ابتعد عني .. ابتـــعد "
الا انه لم يجب وكلتا يديه تتراخى حولها ، مما جعلها تفزع خوفا عليه . حاولت تهدئة نفسها وهي تبتعد عنه ، الا ان اللزوجة التي انتشرت على كفها الموضوع اسفل جسده جعلاها تعي انه ينزف ... بسببها وللمرة الثانية هي سبب مرض له ... فلم تعي سوى انها تخرج من الغرفة بينما عيناها تتطلع تارة لغرفته وتاره تبحث بالممر عن ممرضه لتجده واقفا يدخن امام الجناح .. ... لتصرخ مسرعة مقتربة منه... والدماء تزين قميص غازية ..
"ارجـــــوك ضرار ينزف .. ضرار ينزف .."
كانت تصرخ بهلع مما جعل الممرض يتجاوزها ويدخل للغرفة مما جعل غازية تهلع هي تسمع صوته في الداخل يصرخ .. أحتاج طبيب ، لم تعي سوى انها تخرج مبتعدة عنه وعن خوفها من كل ما جرى .. بينما تتطع لسيارة الإسعاف التي على رنينها مقتربة ... من الفندق ..
على رنين هاتفها .. ليقطع افكارها الخائفة .. مما جعلها ..تهلع متخيلة انهم عائلة ضرار ..اهله ، الشرطة يبلغونها بانها السبب بكل ما جرى له ..بأنها ستحيا لتفقد وتراه يذهب اسفل التراب بسببها ، الا ان تكرار الاتصال جعلها تتطلع للهاتف الملقى على الكرسي وكلها يرتجف ... وهي ترى اسم ابيها وقع ..قلبها .. بين قدميها ..والف سيناريو يخيل لها مما جعلها تصف سيارتها على جنب الطريق لتلتقط الهاتف ..ويديها معبئة بالدماء ... وملابسها بحالة يرث لها من لطخات ما وصلها من دم ...
"غازية أين انت يا ابنتي ؟؟.."
تلعثمت .. رغم الراحة التي انتشرت داخلها وهي تشعر بوالدها طبيعيا ...
" انا بالطريق لفضة ، تريد ان اساعدها في مادة دراسية ..."
غمغمت كلماتها وليدة اللحظة فهي لن تدخل المنزل ابدا وهي بهذا الشكل .. حتماُ ليجن والديها ...
"وفقها الله .. سلمي لي عليها .. في الواقع لن اعطلك ..بما انك في طريقك لها ولكن احببك ان اودعك .. سأذهب اليوم للبلدة واعود .. حصل امر طارئ .. ويجب ان اذهب ..."
ابتلعت ريقها متنية من الله ان لا يخص ضرار شيء بذهاب والدها ... لتغمغم بفضول وكلها ارتباك وصل لمسامع والدها المتعجب من أسلوب غازية فعادة كانت لتصبح بارده ..بالحديث ما ان تسمع عن البلده ..
"ما الذي جرى هناك ؟؟؟.."
صمت منذر للحظات .. ليغمغم دون تفاصيل .. وقد بدأ يقلقل على غازية ...
"عبد القادر متعب .. وانا ذاهب له ، ولكن ما الذي يجري معك انت مختلفة ، هل هنالك شيء اخبيني يا ابنتي .."
ردت عليه متعجلة وكلها قد ارتاح ما ان علمت سبب ذهاب والدها ...
"لا شيء ولكن قلقه عليك .. انتبه على نفسك .. وطمئني ما ان تصل ..."
كانت تتكلم بروتين .. وكانه كل يوم يذهب هناك ... ولكن لم يحبذ ان يضغط عليها .. خاصة مع الوقت الذي لا يملكه
"انتبهي على نفسك يا ابنتي .."
واغلق الخط لتبقى غازية متطلعه لنفسها ... عبر المرآة وكلها يقفز هلعاً من القادم ... بينما تحرك سيارتها متوجهه لاقرب محل ملابس ... فحتى فضة لن تجعلها ترى حالتها ,, وكلها يعلم ان وضعها يرثى له .. والخطأ بدأ منها عندما ذهبت للفندق عالمه انه وحده... ومريض ... وفعلت ما فعلت بيديها .. هي من اجرمت به هذه المره....
بقيت والدة ضرار تحدق بالساعة وهي تعض على شفتيها بغضب وقلة حيلة ... وخوف كذلك وقلق على فلذة كبدها ..
"لما امر الجميع بعدم الحضور اليوم ؟؟ ما السبب لا بد ان هنالك خطب ما ..."
كانت كلماتها موجهه لعم أولادها ... زياد النسور .. ليرد الرجل بدوره بهدوء :
" لان الزوجة الجديدة ستأتي لزيارته .. هذا ابسط تحليل سيأتيك مني يا ام ضرار .."
تدخل حابس بالحديث وهو يدخل الغرفة ليجلس بجانب امه ... متطلعا بعمه ..:
" وما الداعي لتحليلي يا عمي ضرار رجل ناضج وهو المسؤول عن خياراته الخاصة ..فلا تحلل ولا تتعب عقلك يا عم ."
طالما استشعر زياد نفور أولاد أخيه منه .. فمنذ ان اصبح ضرار اهلا للمسؤولية وعاد من سفره حتى تولى زمام العائلة واضعا إياه على الرف .. كمستشار لا يستشار أصلا .. ولولا ام ضرار التي مازالت تضعه بصوة أي شيء معتقده انه الأكبر عقلا بعد والأدري بمصلحة أولادها بعد وفاة والدهم ما تطلع له أي منهم ولا حتى تواجد في شقة عبد ،الان معهم ..
"انا احلل لأجل اخيك فلا سمح الله لا نريد ان تكون زوجته فتاة غير مناسبة وهذا واضح من البداية فأي محترمة تلك التي تزوره في المشفى دون رابط رسمي ..."
"اه والله يا زياد .. انك صادق .. حظ ابني مائل الأولى طفلة والثانية معطوبة والثالثة قليلة تربية .."
"أمـــي "
كان صوت حابس الهادر هو ما أوقف استرسال امه بكلامها ..
"عمـــي اياك وزرع مثل هذا الكلام هنا ... أيـــاك .. ان احتمل كلماتك شيء وان احتمل طعنك بفتاة ستصبح شرف اخي شيء اخر .. فليزوج ضرار برتغالية هندية اجنبية .. لا شأن لأي حد به .. سابقا استمع لكم ونفذ ما وجب عليه اما اليوم فلا اظن ان هنالك ما يمنع رغبته .. اليس كذلك امي ؟؟؟"
اومئت والدته وهي ترى غضب ابنها جراء اتهامات عمه التي أصبحت مزروعة داخلها .. بلا أي حيلة لتغيرها ..
"والان اعذروني يجب ان اغادر ..."
قال حابس كلماته وهو يخرج بينما الخادمة كانت تقدم الشاي لهم ... مما جعل زياد يخرج غضبه بالخادمة بينما يرمي الشاي على قدميها ...
" ايتها الغبية انه محلى وانا لا احبه هكذا ....."
لتهلع ام ضرار قلقً فالشاي ساخن والفتاة أحرقت بردة فعل زياد ...
"رباه الطف غادري يا ابنتي للمطبخ وسأتبعك بالإسعافات .. ..."
"هل نرضي الخدم يوما يا ام ضرار ..."
كانت كلمات زياد حادة وهو يرى زوجة أخيه المرحوم تقف لتتبع الخادمة التي تبكي هلعا والما راكضه للمطبخ ...
"لقدر حرقتها يا زياد سامحك الله ... "
لتخرج مبتعدة عن أي نقاش معه وقلبها مع المسكينة التي حرقت ...
"الان اخبروني ؟؟ متى الحفل سيقام .."
أجاب هادي بهدوء كعادته ولكن شغفه سبقه ولمعت عينيه وهو يتحدث :
"بعد أسبوعين من اليوم "
ابتسم منذر لهادي وهو يدخل هاتفه لجيبه ثم توجهت عينيه لايه التي دخلت للغرفة حاملة معها ضيافة تتضمن قالب من الكيك بالجزر والجوز كما يحبه هادي .. الذي صارح عائلتها من قبل بطلب الخطبة من نهوند التي رفضه ..ولكن تمسكه بها كزميل رفيق مرافق ..جعل منه زائر معروف لمنذر واية .. اللذين بتمنيا ان يوفقك الله قلب ابنتهما وتختار هذا الرجل الذي يشتري رضاها لترضى ...
" ما هذا كله يا ام علي "
ردت عليه ايه وهي تضع القالب بينما نهوند تبعتها وهي تضع صينيه الشاي ...مستمتعة بكلمة ام علي التي ينطقها هذا الشاب ...
" تشعرني بطريقة لفظها انني كبيرة .. منذر بالله عليك اخبره ان اسمي ايه .."
ابتسم منذر محذرا هادي :
"ام علي هي الأفضل للحديث والانسب لسنها .."
قهقهت نهوند على حال والديها الدائم في وجود هادي فهما يتعاملان امامه بانطلاق محاولان ان يخرجانه من زوبعة هدوئه الذي تقدره هي اكثر من غيرها فحقا لا تريد من يطالبها بالحديث او يريد منها الكلام :
"هادي لنأكل يبدوا ان والدي قد جنى على نفسه اليوم .."
قالت نهوند كلماتها بمزاح ليدخل بعدها الغرفة علي ونيران كالزوابع الرملية :
"بابا بابا ، سيارة الطلبات الخارجية قد أتت ..."
لفظها كل من علي ونيران في نفس اللحظة مما جعل نيران تغمغم بغضب ناري كلون شعرها :
"هاي انا من رأيت السيارة أولا لا انت ..."
"لا انه انا .."
"لا انا .."
"لا انا ..."
ليباغت نقاشهم الطفولي منذر مقتربا من نيران ليداعب شعرها بكف ومن علي بشعره بكفه الاخر ..:
" يكفي .. هيا ادخلا واتركا اللعب في الحديقة لتأكلا من الكيك ..."
وأضافت ايه التي تقطع القالب وهي تتطلع لأولادها ... :
"هيا ، يا نيران انت تحبين الجزر وكل مشتقاته .."
لتغمغم نهاوند لشقيتها بمزاج :
"لذا شعرها بلون الجزر ووجها مليء بنمش من نفس اللون ، كنتم سميتموها جزرة لا نيران افضل .."
ليقهقه هادي بلا إرادة .. ومنذر بينما تخصرت نيران المحمرة بغضب ...وهي تحرك شعرها الارجواني .. بدلع وثقة وتحرك حاجبها لنهاوند ...
" الغيرة انها الغيرة مني ... لن ارد عليك .."
لتعلو ضحكة هادي وهو يتطلع للميزة امامه ... نيران انها حقا نيران .. بينما نهاوند لم تستطع كتم ضحكتها وكلها يعلم ان قيقتها مميزة الطبع والطابع
غمغم منذر لنيران بحب ...
" لا اعلم من اين تأتين بردودك القوية هذه ..."
لترد نهاوند نيابة عنها .."
"البركة بدلالك لها يا والدي ..."
لتضحك نيران وتبتعد عن كف والدها بعد ان قفزت وقبلته ثم توجهت لوالدتها بفرح ...
"هاي هدئي من روعك ، لن يهرب الكيك يا حبة الجزر .."
كانت كلمات علي طفولية ساخرة .. الا ان منذر قاطعه بتحذير فنيران وعلي ان بدأوا الان لن ينتهوا للمغرب بنقاشهم ومناغشتهم ... ..:
" ما رايك ان تكبر عقلك وتترك عنك الكمات الجانبية يا ولد "
احمر وجه علي بخجل .. ليغمغم منذر وهو يلتفت لهادي الذي وقف بدوره يريد ان يخرج ، مع خروج منذر فلم يأتي الا كي يودعه ويتاكد ان يعلم منذر وايه انه هنا ..في حال احتجم أي شيء في غياب منذر " الى اللقاء يا بني "
لتغمغم ايه من خلفهما ..
"لم تأكلا الكيك بعد .."
ليجيب هادي ومنذر وهما يتوجهان للباب ..
"لاحقاً"
غادر هادي بعد ان ودع منذر ، ليبقى منذر مع عائلته ... عدى غازية التي اتصل بها قبل قليل ليعلمها بسفره للبلد وكلهم عالمين بدون أي حديث انه ،للقاء عبد القادر ...
توجه منذر للباب بينما ايه خلفه تغمغم بحب :
"استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ... انتبه لنفسك .. وما ان تصل اتصل بي .. ولا تهتم باي كان ، ادي ما املاه عليك ضميرك وعد لنا سالما .. واتركهم كالحطب يحترقون مع بعضهم البعض ... بالله عليك لا تتدخل بهم .. يكفينا ما جرى مسببهم سابقاً"
قبل جبهتها منذر مغمغما وهو يبتعد عنها ..
"لا حرمني الله منك ... نصائحك في قلبي قبل ان تكون في اذني ... اعتني بالأولاد وبنهوند .. عينك عليها اراها متوترة بسبب الحفل ..."
"ستعتني انت بها وبتدريبها .. لا تتحدث وكأنك ستغيب طويلا .. "
ابتسم منذر لها بهدوء وحب ..:
"لن اتاخر باذن الله اعتني بنفسك .."
وغادر وبقيت ايه تتطلع له ما ركب سيارة النقل الخاص التي ستنقله للبلد فقد قرر الذهاب تاركا لهم سيارته في حال حديث أي طارئ ليزداد حبه بقلبها وهي تعلم انه يفكر بهن وبأدق التفاصيل على الرغم من وجود غازية وسيارتها ولكن لم يرد حتى ان يربكوا ابنته الكبرى في حال حدوث طارئ وهي غير موجودة ...

اليوم التالي ..
دخل للجامعة منطلقا براحة ، يحيى امراً جديدا غريباً عنه ولكن مع هذا لا يريد ان يتورط .. يحاول ان يقاوم تلك السعادة المفرطة داخله ... فكله كان يتنازع كي يرسل لفضة كلمات تذكرها بمواقف البارحة بينهم .. وقفتها على الشباك غيرته غضبه .. تأثيره عليها وتأثيرها عليه ، فكر ان يكسر الحاجر بينهما بكلمة ... كي يعبر عن ما دار البارحة ويذكر نفسه انها كالباقيات مهما اختلفت عنهن ستحن لرجل عاطفي يشعرها بكم يحتاج قربها ولكن خاف .. خاف ان يخسرها .. لأول مره يعد افعاله مع احد قبل فعلها .. يعلم يقينا انها تجرح بسرعه مهما بينت قوتها فهي ضعيفة .. ستحلل وتفكر انه فعل هذا مع من قبلها فهو يفعله معها ...وحقا لا يعلم مدى بعد افكارها عنه .. فمجرد كلمات من اسيا جعلتها تنهار ... ليكتشف قناع اخر لها ووجها اخر لهالا الا وهو الضعف الذي نفاه سابقا قبل ان يرى دموعها ... كم ازعجت قلبه دموعها .. ونظرتها المكسورة له .. .. وكم كره اسيا بكلها لاجل ما شعر به من انكسار تجاهه في عينيها ... وكم افرحته نظرتها معه ..وهما في المعرض مما جعله يلغي أي فكرة للعبث ..هي فضة،ملكه ألان ولن تستطيع ان تبتعد عنه هو متأكد بعد نظرتها البارحة ان له سطوى على قلبها ، طالما هو يعلم بحق كيف يتعامل معها يبقيها صريعة هواه ... فلن يكرر ابدا حكاية والديه ويسمح للحب ان يكسره كما كسر والده سابقا ... سيقربها له .. يشبع من كل ما يشعر معها ويرتوي منها ..والى اين ستؤول الأمور لا يعلم ..للان ..
اقترب حازم من ارقم مربتاً على كتفه من الخلف بينما كان ارقم على وشك الاقتراب من باب المحاضرة :
"اين انت يا رجل خرجت مبكرا ولم تتصل .. قلقت عليك .. اعدت الاتصال بك البارحة ..ولم ترد ؟؟ اين مخفي عنا "
كانت كلمات حازم خبيثة .. محملة بغاية وصلت لارقم مباشرة ..
" تعبت قليلا وها انا امامك بخير ... فلا داعي لقلقك يا حازم .."
"آها حسناً .. هيا اخبرني بحق ما الذي جرى مع تلك الفحمة السوداء ؟؟ .. هل جعلتها خاتم فضة بأصبعك ام هي من جعلتك فكما أرى لا يبدو ان النتائج ظهرت بعد للرهان ..."
ارتفع غضب ارقم بحدة من كلمات حازم المهينة لفضة الا انه تماسك ولكن هنالك كلمات ترفض ان تخرج من لسانه تظهر له انه مهتم بفضة بحق ... فلا يريد ان يرى أي كان ضعفه ، او يشعر به ... حتى نفسه لا يريدها ان تشعر بضعفه ...ليجيب ببرود ظاهري
" الامر انتهى ... ابتعد عن فضة فقد انهيت الامر واترك تفاهاتك .."
ليرد حازم بتلاعب :
"هل تخبرني انك انهيت الامر بتحطيم قلبها ام تمريغ وجهها النحس بالتراب .. او هه هي من جعلتك خاتما بأصبعها .."
انفلت عقال غضب ارقم ..ليهجم عليه ممسك بقميصه :
"اخرس أيها الحقير لم تلد بعد من تجعلني خاتما بأصبعها انا ارقم الفايز .. واغرب عن وجهي فحقا لم اعد احتمل كمية قرفك .."
ابتسم حازم باستهزاء ولمعة نصر زارت عينيه وهو يغمغم بصوت عالي متجاهلا الموقف الذي احتد بينهما ومما يرى بدأ الطلاب بالتجمع حولهما ... :
" يبدوا ان الفحمة السوداء قد جعلتك تشفق عليها ربما .. فحقا لا اصدق انك تريدها لك ؟؟ هه .. انها بشعه بحق الله ، لم اعلم ان نظرتك يمكن ان تحط الى اشكالها ..."
لكم ارقم حازم الذي نجح باستفزازه ... ليرتد جسد حازم للحائط الذي خلفه .. شاعراً بظهره يتحطم جرا قوة ارقم ، الذي اخفض صوته واقترب من حازم وهو يغمغم بشراسة وعينيه تتابع التجميع الذي بدأ حولهما :
" سأقتلك ان تحدثت عنها هل تفهم ... واياك ان تتحدث او تنبس بكلمة يا حازم عن أي رهان والا اقسم انك اقتلك ..."
كانت كلمات حازم صعبة النطق بحق الا انه غمغم بخداع وهو ينفض نفسه وكله يرتجف امام ارقم ...
"حسناً حسناً اهداء يا رجل انتهى الموضوع لا نقاش فيه .."
التفت ارقم عن حازم وهو يعل ياقته ..بخلاء .. وكل ظنه ان حازم ، يمكن ان يرتد .. لاجل صداقة بينهما ربما!! ...الا ان حازم كان يغلي بقوة وهو يغمغم بصوت عالي مفرق الجميع من حولهم :
انتهت المسرحية هيييا من هنا ..."
طالته نظرات شماته .. من بعض الواقفين .. مما زاد غضبه واجج ناره .. وكله يتوعد ارقم بكل ما يحرق القلب وهو يشيع جسده بنظراته ...
وعلى بعد منهم كان هنالك من يستمع ويحفظ كل ما يجري بعينيه ... وهو يحلل كل حرف منذ ان بدأ النقاش بصوت منخفض الى ان كبر ... والتم الناس حولهما وشعور بالألم والغضب من وعلى فضة التي كما يبدوا انها موضوع رهان ابتسم بتشفي لما سيؤول له حال فضة التي فضلت اخر عليه مع شعور بالحقد متنامي على ارقم وامثاله ...
كان عمر يتطلع باخيه بحاجبين منعقدين فالبارحة كان يسبه ويريد ان يرفع الامر للمحاكم بينهم بالنسبة للشركة والان يأتي لمكتبة مطالبا أياه بالحديث وفنجان قهوة ... ليغمغم بعملية وهو يعقد أصابعه امامه بجدية ويتطلع لهشام محاولا فهم ما يرمي اليه بزيارته :
" ما الامر هشام ؟؟ اخبرني ما الذي جد بمصالحك لتاتي بعد ان توعدتني البارحة بالدمار .."
ابتسم هشام بشامته وهو يخرج هاتفه من جيبة مغمغما ًمقدما إياه لأخيه بشماته واستهزاء :
" اخي الغالي يبدو انك مستعجل ولا تريد ان تضيفني فنجان قهوة لذا سأقدم لك هديتي المتواضعة والتي وصلتني صباحا ولم استطع حقا إخفاء الامر عنك .. فكما تعلن الدم يحن يا اخي .."
تعجب عمر من حديث أخيه مما جعله يأخذ الهاتف ليرى الصورة امامه .. واضحة كقرص الشمس .. ايزابيلا عذابه شقائه حبيبة روحة ترتدي فستان زفاف في محل فساتين عرائس بينما شاب اسمر طويل قوي البنيه يافع يقف بجانبها ممسكاً إياها بجديه وتعليق بسيط اسفل الصورة من الفتاة التي حملت الصورة على موقع -الانستغرام –
" عمتي الغالية اجمل عروس ...."
شعر بقلبه يتحطم لقطع صغيرة وهو يرى الصورة والسعادة التي تلمع من عيني ايزابيلا اشتعلت نيران المه مما جعله يغلي وهو يشعر بصدره يغلي الماً ... روحه التي هجرته منذ ثماني سنوات تتزوج تصبح ملكاً لغيره .. اليست هي من حلفت ان تبقي وفيه له مهما ابتعدت .. كيف ؟؟ كيف ؟؟؟ تكون لشاب يصغرها هكذا كيف وهي ايزابيلا خاصته ؟؟؟؟
"اخرج يا هشام الان ..."
غمغم عمر الكلمة بإنهاك وتعب وهو يشير لاخيه بالخروج بينما يده بتلقائية وضعت على صدره
كان مظهر عمر بالنسبة لهشام صادم فهو لم يتوقع تاثر أخيه لهذه الدرجة بالمر ولكن يبدوا من العرق الذي ظهر فجأة واصفرار وجه أخيه وارتجاف جسده انه بالفعل تحطم .. أراد وضع نقطة عليه ولكن لم يرد ان يقتله ... فالأول مره يرى أخيه بهذا الشكل بلا ان يحاول إخفاء ضعفه .. مما جعله يهرع خائفا وهو يرى جسد أخيه ينتفض مره واحدا ويفر صريعا ليسقط راسه على طاولة مكتبه ...
"أخــــــــــــــــــــــ� �ــــــي ..."
كانت هذه الكلمة ما جعلت السكرتير يدخل لغرفة مكتب عمر ليهلع وهو يرى السيد عمر بهذا الشكل ..
" اتصل بالاسعاف أيها الحمق هيــا "
كانت هذه كلمات هشام لسكرتير بينما يحاول هو رفع جسد أخيه وانعاشه بالضغط على صدره بتتالي ....
ابتسمت فضة مطلقة نفسا عميق مع تنهيدة راحة وهي تتطلع للجميع حولها بسعادة داخلية بينما تغادر كانت على وشك ان تغادر الجرم الجامعي كي تلتقي ارقم ولكن فضلت الجلوس قليلا قبل ذهابها كي تتحكم بنفسها وتضبط دقات قلبها التي تفضحها وسعادتها التي تنطقها عيناها .. شعرت بالغباء والسعادة والاحراج من نفسها فهي تتصرف كمراهقة عاشقة لا كصبية جامعية اطلاقا.. فهي اليوم احست بشعور الفراشات المحلقة داخل المعدة والارتجاف من شدة الشوق والسعادة فقط جراء ابتسامة من تحب ..... انها تشعر بحقيقة شعوره ، فما غرض شاب مثله من ان يحب مثلها ... ويجن بمنتصف الليل ويأتي لأسفل نافذتها وهي حتى لا تملك مقومات الجمال وهذا بحسب نظرتها لنفسها ...
رفعت فضة عينيها تلقائيا مع شعورها بمن يجلس قربها في مكانها المعتاد للجلوس .. التفت بتلقائيه لتتعجب من جلوس جلال جانبها .. عقدت حاجبيها ونهضت من مكانها متعجبة من جرأته بجلوسه جانبها بل من هيئته المخيفة المختفية جزئيا اسفل قبعة سترته .. عين منتفخة زرقاء بينما بقع نهدية تزين فكه مما جعلها تهلع بحق وعينيها تتسع وهي ترى نظارته المخيفة الموجهة لها ، لتغمم متفاجئة :
" ما الذي جرى لك ؟؟ .."
ابتسم بتهكم وهو يتطلع لها بينما عينيه تحدد بشدة :
"اظن ان حبيبك المصون لم يخبرك بما فعله بس يا سيدة العفة والطهاره .."
عقدت فضة حاجبيها متعجبة وهي تغمغم :
"هل تتحدث معي ... "
ثم استدارت للخلف ولليمين والشمال ... محاولة فعلا استيعاب كلماته موجهه لمن ..
" لا داعي لادعاء البراءة .. انا وانت نعلم ان ابن الفايز هو حبيبك فلا تمثلي دور الحمقاء معي .. "
شحبت ملامح فضة محاولة استيعاب مقصد جلال فهل ارقم فعل هذا ؟؟ ومتى فالبارحة فقد صارحها بشعوره ولم يفعل هذا مع شاب كجلال أصلا ؟؟ ..
اكمل جلال بنبرة مستخفة حقودة مستهزئة وهو يرى شحوبها مما يؤكد على ان ارقم فعلا حبيبها ... :
" خطفت .. وضربت .. وعذبت فقط لاني اعرفك ، لان اعجابي لك كان واضحاً لعينيه ، حسنا ولأعترف بصراحة .. "
رأى الصدمة مرتسمة على عينيها جليا مما جعله موقناً انها ليست بعالمه باي مما يجري ولكن جرحه ..وما يشعر به وشعر به بسبب ارقم .. أراد ان يعكسه لها .. ان يحطم صورة ارقم عندها و يري قلبه وعقله انها فعلا متأثرة بأرقم ...يكمل بنبرة محتقرة لنفسه ولها بنفس الوقت :
"اجل كنت معجبا بك بأخلاقك بهدوئك بأسلوبك بغموضك ولكن كله تبخر وانا اعلم انك كغيرك تلهثين خلف اشباه الرجال .. أصحاب المال .. أولئك من يتسلون بك وثم ينظرون لغيرك هه ... "
"اخـــرس "
كانت كلمتها الحادة هي ما جعلت غضبه يشتعل .. بزيادة مما يجعله ينتفض واقفا امامها بعيونه الزرقاء الحادة ونظرته المخيفة وسماره البرونزي اللامع رغم تشوهه كان يعطيه منظرا ساحرا وكانه وحش جميل ربما ...
" ماذا هل ازعج سموك الحقيقة ... حسناً اشفق عليك فعندما تعلمين حقيقة ما يفعله بك ابن الأغنياء سرعان ما ستعلمين انك مجرد خرقة بالية لن يتطلع لها أمثال ابن الفايز .. ستعلمين بحق قدرك .."
اصابت كلماته الهدف مما جعلها تغمغم بشحوب :
" ما الذي تقصده ؟؟ يا جلال ؟؟ وما التخريف الذي تتحدث عنه "
"ارقم ارسل رجاله ليضربوني محذرين اياي من الاقتراب منك وانا وان كنت محطم الجسد فكرامتي فوقك وفوق صحتي وفوق حبيبك النذل ...الجبان فأحبت ان اقترب منك وليس لأجل سواد عيونك بل لاخبرك بأن من تتحدثين عنه اليوم كان يخبر صديقة حازم بانه كسب الهران الخاص بك ... وجعلك خاتم بين يديه .. وعلى مسمع العديد من طلاب الكلية حدثت مشادة بينه وبين حازم على المدة التي حقق بها إنجازه .. "
ثم تابع وهو يختلف تفاصيل ، ويعظم بما سمع ويرش عليه القليل من البهارات ، على الرغم من ارتجاف جسدها الذي امامه ليتجاهل شعور الشفقه عليها ، مكملا بحادة باستهزاء :
" لقد كانوا يلقبونك بالفحمة السوداء والغراب الأسود والساذجة .. وربما ربما الحمقاء .. لظنك بتطلع ارقم الفايز لفتاة بمستواك وجمالك وهذه نتيجة اختيارك له ها هو اظهر معدنه يا فضة هه والان الى اللقاء ..."
حرف جلال بكلمات ارقم ولكن من شدة المه .. الطاغي فلم يكن ينوي الاقتراب من فضة سابقا بعد ما جرى ولكن منذ ما سمعه صباحا وكله يريد التشفي وها هو فعل و يا ليته لم يفعل فنظرتها المحطمة لم ترح قلبه بل حطمته ... مما جعله يلتفت بعيدا عنها متحركا بسرعه وكله ما بين غضب وندم وحيره من فعلته التي لم يعهدها من نفسه سابقاً ...
لم تكد تجلس بجسدها وهي ترتجف وتنزل دموعها بلا أي حول او قوة الا وقد فاجاها هاتفها برنينه تجاهلته اول مره وهي تحاول استيعاب ما سمعته .. ما حطمها الا ان الرنين ارتفع مره أخرى مما جعلها تجيب بحدة بينما تشعر بقلبها محطما لأجزاء ولسانها مكبلاً عن التعبير ... وكلها يموت نزفا لحظات فقط جعلتها تعشر هكذا الا ان الصوت الذي اتاها جعلها تستفيق من صدمتها .. كان صوته ويبدوا انه يبكي ... ومحطم ربما ؟؟؟ وما حالتها هي ؟؟؟ اليست مهشمة لا محطمة فقط ... :
" فضة ....انا احتاجك ...والدي بين الحياة الموت ..."
القى كلماته ثم بقيت المكالمة مفتوحة وهي تستمتع لصوت فتاة تتحدث مخبره ان المريض حالته حرجه والهاتف بعدها اغلق الخط .....

_____________________________________
نهاية الفصل الرابع عشر ...


Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 12:20 AM   #636

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل يجنن مو اول مره اقرائه
متشوقه للاحداث القادمه


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 03:58 PM   #637

Fowz othman

? العضوٌ??? » 456540
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » Fowz othman is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزتي marahعلى فكرة عجبتني الرواية كبداية وعندي توقعات كبيرة فاستمري يا مبدعه وتوقعاتي عاليه فلا تبخلي علينا بالفصول يا عسسسسسل وشكراااااااااا على الرواية الحلوه🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

Fowz othman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 02:32 AM   #638

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

باانتظار الفصل على نار

ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-20, 08:33 PM   #639

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

ليه ما نزل الفصل
الروايه رووووووعه اتمنى تتابعوا تنزيلها حتى يلتفت لها الكل


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-20, 12:29 AM   #640

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر :
ولم (أقع ) في الحب ...لقد مشيت اليه بخطى ثابتة...مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما....اني ( واقفة) في الحب..لا (واقعة) في الحب...أريدك...بكامل وعيي...أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك!!..قررت أن أحبك...فعل إرادة...لا فعل هزيمة...وها انا أجتاز نفسك المسيجة...بكل وعيي أو (جنوني ).. وأعرف سلفاً...في أي كوكب....أضرم النار...وأية عاصفة أطلق من صندوق الآثام ..
اقتباس ***غادة السمان **

* * * * *
كانت تتطلع عبر نافذة المشفى بينما تنظر للشمس التي على وشك ان تغيب .. وقلبها يصارع عقلها .. بينما صورة ارقم المتعب المنهك لا تبارح عقلها مسببة لها هلعا داخليا ، ربما منذ دخولها الجامعة قبل سنة ونصف تقريبا لم ترى يوما عينيه ذابلة الى هذا الحد ، دائما كان قويا شديدا وحتى وهي ترى في ندرة ملامح انهاك تظهر عليه ولكن لا يظهر ضعفا ابدا ليس كما راته اليوم ، ومع كل ما يختلج بقلبها تجاهه من الم.... الا ان كلمات جلال تنخر في موضع المها وهي تتذكر تلك الألقاب التي وصفت بها .. الفحمة السواء ؟؟! هل حقا قال ارقم عنها هذا ؟؟ هل تراه عينه بهذا الشكل هل يراها بانها اقل من المستوى ؟؟ ...
" كيف تريدين من أي شخص ان يراك جميلة وانت ذاتك لا ثقة لك بانك جميلة لا ثقة تملكينها بنفسك .."
كانت جملة غازية الدائمة تتردد في عقلها كلما قلت ثقتها بنفسها ولكن اليوم بالذات لا ترى تاثير لهذه الجملة وفي داخلها شرخ قد مسته كلمات جلال ... والتي ربما تكون صادرة من شفتي أرقم ...
ولكن هل يصدق قلبها تلك الكلمات ؟؟ وهو ما ان انهار لم يطلب الا هي، قال احتاجك ؟؟؟ وهذا كان دافع لها لتعاود الاتصال على رقمه عشرات المرات حتى ردت عليها ممرضة ما واخبرتها ان صاحب الهاتف اوقعه في مستشفى الفايز الاختصاصي قسم العمليات الجراحية .. وها هي هنا تقف على هذه النافذة بينما هو خلفها يتكئ برأسه على الكرسي المتواجد في غرفة خصصت له من قبل الإدارة .. بعد ان أصيب بهبوط حاد في الضغط خارج غرفة عمليات والده .... ابتعدت عن النافذة مكتفية بساعه بقيت فيها تحدق به ... دون كلمه منه فقط قابلها بعيون متعبة ما ان رآها تدخل من الباب قبل ساعه، فلم تغمغم هي باي كلمة ولم ينطق هو باي حرف .....
"كيف أصبحت الان ...؟؟!"
كلماتها كانت عملية بلا أي إرادة منها لم تستطع ان تظهر أي من مودتها وخوف يتملكها من ان يستهزئ بها .. من ان يظهر لها حقيقته الان في اللحظة التي تخلت فيها هي عن كل شكوكها لتكون جانبه ..لتدهس على كرامتها وصوت المنطق داخلها .... ان تكون كلمات جلال حقيقة ... وكانت مجرد لعبة بالنسبة له ...
" لن اجامل امامك نفسي وادعي القوة ..هل ترين هنالك إجابة افضل من كلمة سيء يمكن ان اخبرك بها واريحك ؟؟"
كان صوته مستهزئ الى حد بعيد خالي من أي نبرة تعاطف ويبدوا بحق انه ياني من عينيه التي قاربت على الانفجار جراء ضغطه على اعصابه ... ولكنها عذرته مغمغة ..
"وانا لا اريد مجاملات لا طائل منها .. أتمنى ان يتحسن والدك علك تتحول من السيء الى الممتاز "
قالت كلماتها وهي تتطلع لقميصه مبعدة عينيها عنه فلا حيلة لها لاي نظرة منه يمكن ان تسبب لها انهيار عاطفي مخزي امامه ... بينما كان هو يتطلع لجديتها ..نظراتها المتباعدة .. قناع البرود الذي اتخذته على الرغم من انه استنشق عبير القلق عليه اثناء حديثها مع الممرضة التي كانت تقيس ضغطه للتأكد من وضعه ..... ولكنها مع هذا متباعدة ، وهذا افزعة على الرغم من همه الكبير ازعجه بشدة وجودها حولة بغير طريقة الصباح بوجنتين محمرتين و نظرات هيام تطل من عينيها ، تفاصيل تدل على انها بعيدة جدا وهنالك سبب ..
"ما سبب ارتدئك قناع البرود الان ؟؟.."
ارتفع حاجبها بلا إرادة جراء سماعها نبرة الاستهزاء الخاصة به مما جعلها تلقائيا ترفع عينيها مقابلا لعينيه لثواني سرعان ما جبنت خلالها لتلتفت للنافذة من جديد مبتعدة عن تأثيره ..
"أي قناع ؟؟ هل ترى الظرف مناسب لكلماتك ؟؟ .."
كانت تعلم انها تعيش لحظات عجيبة فهي تتحدث معه بانطلاق بينما كلها يجب ان يحذر منه .. ومع هذا قلبها يرتجف لقربه..
"وهل الظرف يعينك يا فضة حتى تتأثري وتتجاهلي اجابتي ؟؟ او تتغيري حتى انه والدي ليس والدك حتى ؟؟ "
كانت كلماته مستهزئة .. بل ومحملة بغضب يبدوا انه قد وجه لها بسبب تباعدها لا يعلم ام بسبب هلعه الذي يعيشه الان ام بسبب شعورة بالضعف لأول مره بسبب انثى ام بسبب حاجته المخجلة لوجودها حوله ومكالمته كانت تعبير تلقائي ندم عليه الان وهو يرى برودها وتباعدها ...
كلماته التي القاها تؤكد انها غريبة مجرد أخرى لا يحق لها ان تحزن مع حزنه وحقا باتت تشك بانه اتصل بها او ربما خيالها صور لها كلماته ؟؟.... وكلها يريد ان يجيب" كل ما فيك يعنيني "... الا انها تنفست بعمق متجاهلة الرد ، بينما يبدوا ان اذان العصر قد اذن مما جعلها تتنبه انها لم تصلي الظهر حتى !! ...
" اعذرني سأتوجه للمصلى فالظهر فاتني والعصر أذن ..."
وتوجهت للباب متجاهلة الرد على كلماته مما استفزه اكثر فوقف كالطود رافضا فكرة ان تتجاهل وجوده و الرد عليه ، فغمغم باسمها بحدة من مكانه بينما رفض حتى ان يقترب منها على الرغم من ان كرسية قريب من باب الغرفة ...
"فضــة "
تصلب جسدها جراء نبرته العنيفة المظلمة بينما صوت أنفاسه الغاضبة اخافتها بحق ..
" عودي لمكانك .."
كان صوته هادرا بحق مما جعلها تتطلع له بغضب ..فلا تحب أسلوبه عندما يغضب .. يشعرها وكأنها دمية لا يجب عليها ان تفعل الا إرضاء صاحبها ...
" لا اريد.. سأذهب للصلاة .. اعذرني .."
وكادت ان تخرج من الغرفة وهي تلتقط مقبض الباب ... الا ان يد من الفولاذ خبطت الباب بحدة لتعي انه ارقم خلفها تماما لا يفصل بينهما شيء تقريبا بينما أنفاسه تداعب عنقها المغطى بحجابها التوتي اللون ...
"اياك اياك ان تتجاهليني بهذا الطريقة او تخالفي ما اخبرك به .. والا سترين مني ما لن يعجبك ابـدا ...يــا "
وصمت قليلا ليحول نبرته المخيفة العدائية الى نبرة عميقة وهو يأخذ عبيرها المتأصل بها ..عبير الكتب .. مما يجعله يبصم انها دودة كتب ... بحق
"فضــــة "
وابتعد عن الباب فورا وهو يعلم انه حتى بقربه هذا لم يلمسها حتى مكتفي بعدم لمسها لا يريد ان تغضب رغم انه غاضب منها بحق الجحيم انها تتعداه بل وتتصرف معه وكانه شخص عادي ..صديق ليس وكانها في البارحة ، ذابت فقط من نظراته لها .. وخوف كبير بدأ يدخل له من ان تكون صورته السوداء هي ما غيرت تصرفاتها ، تلك التي يعلم انه رسمها بعلاقاته بين فتيات الكلية والجامعة وربما البلد ... ولكن بحق الجحيم هي ليست مثلهن ابدا له ... (ومن هي بالنسبة لك اذن ؟؟؟) صوت داخلي عبر ليسأل نفسه هذا السؤال ولتبقى دون مجيب وهو ما زال يراها تقف على الباب ولكن محنية رأسها للأسفل وكأنها ما زالت تستوعب تصرفه مما جعله يقاطعها بجنون ...
"ابتعدي عن الباب واجلسي هناك ثوان وسأجعل الممرضة تحضر لك لباس الصلاة والسجادة هذا اذا لم تجديها هناك في الرف الداخلي القابع جانب السرير ... عادة ما يضعون به هذه الأشياء والحمام هناك لتجددي وضوئك .. .."
قال كلماته بعملية مما جعلها تستدير له وتغمغم بحدة بينما ترفع اصبعها في وجهه ..خدودها محمرة الغضب او الخجل .. ولباسها الذي يتمثل ببنطال واسع عملي من القماش تعلوه سترة من نفس النوع بلون الأزرق البحري جعل منها كتلة من الانوثة الخالصة امامه ..:
" أياك ، اياك انت ان تقترب مني بهذه الطريقة او تحاول ان تؤثر بي بنفس الطرق التي تتعامل بها مع نساءك .. "
وكادت ان تخرج هذه المره بحق الا انه سارع من جديد ليغلق الباب بالمفتاح الذي كان فيه وسحبه مبتعدا عنها ..
"اعد المفتاح الان وابتعد عني .."
رغم اسلوبها المستفز له ولكنه يستمتع برؤيتها غاضبة ... مما جعله يردف محاولا ان يسيطر عليها بنبرته الجادة الحازمة ..:
" ابعدي تلك الترا هات من عقلك واجلسي فضة .. قلت لك تصلي هنا وتبقي هنا .. ولا داعي لكل هذا الجنون ؟؟ اولم تأتي للاطمئنان علي ؟؟؟ فما الذي جد الان لتجني هكذا فقط لأني اقتربت منك .. رباه حتى انا لم اقترب لم المسك حتى .. ثم ما كلمة نسائك هذه ، هل تظنين اني املك حرملك من النساء مثلاً... "
ثم اكمل بحدة واستهزاء ممزوجين بغضب موجه لكلماتها التي ازعجته بل ربما جرحت ثقته بنفسه ثقته بانه سيملكها لا محالة حتى تصبح عصفورة تحلق فقط في قفصه دون القدرة على الابتعاد عنه ....:
" وللعلم لم تصل أي من نسائي التي تريدين ان تساوي نفسك بهن الى ان ابتعد عنها احتراما لها .. وانا معك فعلتها متجنبا كافة الأفكار التي طرأت لي بلحظة واحدة فقط لذا تجنبي غضبي الذي الجمة احتراما لك مره أخرى واجلسي الان فضة ...."
نظرة واحدة كانت هي ردها عليه مع احمرار وجنتيها وانفاسها الغاضبة الخجلة بنفس الوقت من كلماتها ومن نفسها الا ان سعادة غريبة تربعت داخلها وهي تسمعه يؤكد انها مختلفة له .. لتبتعد عن الباب متوجه للمنضدة وهي تبحث عن مستلزمات الصلاة متمنية ان يخرج في اقرب وقت علها تأخذ أنفاسها التي سلبها بكلماته الأخيرة ...
وبالفعل خرج ليترك لها مسافة كي تتوضأ ما ان تأكد من وجود ما تريد في المنضدة ... وهو يلمح ممجنتيها المحمرة والابتسامة التي تظهر بلا إرادة على وجهها ... رغم حدة حركتها ... الا انه تاكد ان زمام الأمور بينهما يجب ان تحكم جيدا فهي عاطفية انفعالية وذات مبادئ لذا يجب ان يتعامل معها بكافة حواسه المتأهبة وكافة قوته وسيطرته .. ذات الالف قناع ستتعبه وما احلاه من تعب على قلبه .....
خرجت فضة من الغرفة بعد ان انهت صلاتها وعينيها تبحث عنه .. عالمه ان موعد مغادرتها قد حان .. فقد تركت الجامعة قبل حضور أي محاضرة بينما هاتفها مغلق فلا قدرة لها على الكذب على خالتها او على حيدر التي تعلم انه ربما من الصباح يرسل لها على الواتس اب او اتصل بها وهي لم ترد .. والمكتبة التي تركتها ولم تفتحها مسئوليات كثيرة تراكمت عليها في خضم قلقها عليه ...لذا يجب ان تعود ولكن ليس قبل ان تطمئن على حال والده ..
سالت عن قسم العناية الفائقة ... فكما علمت من الممرضة ان الرجل قد نقل لذلك القسم بعد ان كللت عمليته بالنجاح ولكن جسمه المنهك فرض ان يتم وضعه هناك .. .. ما ان دخلت للقسم حتى مر بجانبها فتاة ترتدي بنطال اسود ،وأخرى ترتدي الأسود ولكن بصورة لا تدل على الاحتشام انما مجرد فستان قصير يشف ويظهر الكثير عبره ... يتبعهن رجل كبير في السن يخرج البذخ من رائحة عطره .. بينما امرأتان كبيرتان تبعتا الرجل يرتدين الأسود كذلك .. تعجبت من وجود الكبير هذا ولكنها لم تأبه وهي تكمل سيرها والذي صادف ان كان نفس اتجاههم ... لتعقد حاجبيها وتتوقف وهي ترى الفتاة ذات الفستان تقترب من ارقم حاضنه إياه ودموع من حيث لا تعلم بدأت بالهطول بينما الأخرى تمسك بعضده مغمغة ببعض الكلمات .. لتبتعد الفتاتان و الرجل الكبير يقترب ليربت على كتف ارقم ويحتضنه للحظات لم يبادل فيها ارقم أي منهم العناق وكانه مصدوم او متعجب من حضورهم .. وتتالت عليه السلامات من المرأتين بعد الرجل لتحلل الامر خلال ثانية وتستنج كونها عائلته قد حضرت ... لتشعر فجأة من جديد انها بعيدة عنه ... بعيدة جدا عن جمال قريباته و البذخ المطل منهم .. بعيدة حتى عن أفكار ارقم ذاته هما مختلان وسرعان سيكتشف هو ان الاختلاف هذا ممل له ... فأي حب هذا الذي سيعوض عن الجمال الذي يطل من الفتاتين امام عينيها ...
"ابتعدت والتفت بعيدا وافكارها تأخذها وتأتي بها ... بجنون ... لتشعر بانها عادت لنقطة الصفر .... من جديد .. فحبها المستحيل يستحيل ان يكتمل .. فلا من ناحية الشكل هما متكافئان ولا الأصل ولا هي نفسها تحبذ البذخ الذي يحياه هو ... ولا حتى والاهل .. ليبس وانها تخجل اذ ان أهلها ليسوا من أصحاب المال .. ولكن تخجل من أهلها بنوا مالهم بالغش والخداع والدجل وهذا بحد ذاته سيكون عائق بين نسبة العريق وبين وضعها الغير قابل للإنصاف في هذا المجتمع مع ابسط مقارنة مع أمثال تلك الفتاتان ...
كان واقفا يأخذ كلمات مغمسة بالنفاق الاجتماعي .. وهو يعلم ان عمه وعمته يقيمان حفلاً لمرض والده .. ولكن ادعاء ابتسامة هادئة بملامح لا تدل على شيء هي اول ما بدر منه جراء ما يراه .. من نفاق من العيار الثقيل .. فكلهم الان يفكرون بالمال وحصصهم في حال جرى لوالده شيء ما، تبادر له صوت عمه بتمتم بذبول :
"ارقم اريد الحديث معك جانبا .. "
تطلع له ارقم باستهزاء ليغمغم :
"وهل ترى ان الوقت مناسب الان للكلام عمي ...!! "
رد عليه عمه بحزم وكان الذنب يقتله :
"بل يجب ان اتحدث معك والان خاصة .. لننزل للكفتيريا لنتحدث براحتنا اكثر "
كاد ارقم ان يصرخ به ولكنه تمالك نفسه ففي مثل هذا الموقف يجب ان يعلم ان مصيبة أخرى يخبئها عمه له ...
بقيت عمته وبناتها ينظرون لجسد هشام وارقم المبتعدين عنهما لتغمغم علا بملامح منزعجة ونبرة مستاءة :
"اتينا لنراه ونقف معه .. وعمي يسرقه "
لتكمل عاليا بذات النبرة انما بانزعاج من الموقف ككل :
" علا ،صاحبة الشأن هنا ... لا اجد مبرر لوجودي الان ..."
ردت عليهن والدتها بصرامة وصلافة وهي تعدل زر سترتها السوداء وتجلس على الكرسي بهدوء ..بينما نبرتها الجليدية هي ما خرجت لتسكت ابنتيها باسلوبها الحـاد كالعادة ..:
"اجلسن وبصمت لننتظر الان ولنرى ما القادم ... خالكما يعلم جيدا ما يفعل ... اما وجودكن الان ففي صالحكن .. وبدون نقاش اريد ان يصدر منكن الصمت ..والدموع فقط ..والمواساة لأرقم ..فقط هل فهمتها ام اعيــد ؟؟ .."
ارتجفت اوصال كلا من الفتاتان لكلمات والدتهما .. مما دعاهما لتومئا بصمت بينما بادرن للجلوس جانبها ..
وعلى الجانب الاخر جلس ارقم يحاول استيعاب كلمات عمه الفجة والصورة الظاهرة امامه على الهاتف .. :
"والدتك سبب ما جرى لوالدك ... ايزابيلا قد تزوجت بمن يشابهك عمرا ...هل تعلم ما سببته الان لوالدك من ألم ..؟؟"
كان ارقم مصدوما بشكل تام وهو يمسك الهاتف قابضا عليه بعنف بينما عيناه أصبحت غائمة بغضب جنوني عاصف بينما روحه تكاد تزهق غضبا من والدته .. لما سببته لوالده ومن نتائج فعلتها وربما من نفسه ولا يعلم لما ..ربما لانه بلحظة واحدة كاد ان يفعلها ويسلم سلامة تفكيره لمطلق انثى :
"كيف علمت ان هذا السبب ..."
كان صوته ناريا مليئا بالخزي ومشبع بالألم .. مما جعل عمه يرد عليه بخوف وارتباك .. فهو لما يكن ينوي الحديث وإبلاغ ارقم ولكن اخته اخبرته بضرورة هذا ...ففي حال استيقظ والده اذن عليه ان يدخل لاخيه ويطلب سماحه ليكسب الصفين ويقرب ابن أخيه له في نفس الوقت بوضع شيء مشترك بينهما اما اذ لم يستيقظ فعليه جذب ارقم له بكافة السبل .. ومثلما يقولون امشي مع التيار سيكسب ارقم لصفة باي وسيلة ممكنة ولو كانت بأن يجتمع معه بكره شخص ما .. عل هذا العامل المشترك يقربه منه ... ليغمغم بنبرة عملية وكانه قد حفظ الكلام صماً .. وهذا ما جرى :
"لقد كنت بالمكتب اتحدث معه وفي نفس الوقت وصله الخبر الامر كان مربك لي ولكن اتيت لاخبرك الان لتكون على الاطلاع فمهما اختلفنا نبقى سندا لبعضنا ولا احبذ ان تكون كالآطرش بالزفة على الاقل تكون على دراية بمن سبب كل هذا لوالدك ..."
نهض ارقم بعنف عن الكرسي والغضب يأكله على ما جرى لوالده ... اما والدته فقد تجاهل ربما اكثر من عشرين اتصال لها هذا الشهر .. نادر ما يرد ونادرا ما يقترب منها ... فمنذ ان تطلق والداه عادت والدته لاسبانيا .. وغابت دون ان تفكر بالعودة اطلاقا ...فتواصلهما متقطع بسببه ..بالبداية كان يذهب هناك كل عطلة صيفية يراها ويستمتع معها وما ان كبر ..اصبح اكثر تباعدا عنها وهو يرى حزن والده المتزايد وهو يرى دموع والده ليلا في مكتبة وحيدا وهو يتطلع لصورة والدته .. ليصبح مع الوقت صديق ورفيق احزان والده الوحيد الشاهد الأوحد على انكساراته والمه طوال السبع سنين الماضية .. مما ولد عهد داخله على عدم الخضوع مجددا وولد بنفس الوقت نفورا داخله تجاه والدته .. وتجاه فكرة ان يسلم مقاليده لمطلق انثى ..
"اعذرني يا عمي ولكن يجب ان اعود لأجل والدي وأتمنى ان تحتفظ بما لديك ..لديك وحدك دون ان تذيعه بالعائلة ..يا عمـــي .."
واكنت كلمته الأخيرة حادة كنصل السكين وعنيفة بطريقة مخيفة وكانه يقصد بها تهديد لا طلب .. ليغمغم هاشم وهو يرى ارقم يستدير مبتعدا تاركا إياه خلفه ...:
"من شابه ابيه ما ظلم .."
بملامح قاتمة وعينين يتطاير منها الغضب ابتعد متوجها ناحية الغرفة التي كانت بها فضة .. وفي داخله شك بانها رات عائلته وخرجت كي لا يعلم احد عما بينهم او ينظر لها بنظرة شك وهذا ازعجه ... ازعجته تلك الفكرة لمجرد ان استشعر تصرفها دون علمه !!! وربما كرد فعل اتى شديد على كلمات عمه .. على ذكريات ماضيه اثبتت نتيجة ضعف والده تجاه والدته ليس وكانه زوج فضة او هنالك شيء جدي ولكن هو المسيطر ونقطة ...
فتح باب الغرفة بعنف وكانه يصب جام غضبه عليه ، ودخل الى الغرفة ليرى انها فارغة تماما كما توقع مما جعل غضب جحيمي يتملكه .. غضب موجه ناحية مخلوقة واحدة اثارت داخله ضعف غير مستحب ..
"فضة .."
شعور بالضعف أراد ان يحرقه تماما بخطواته القادمة ..ليشعر بانه هو المتحكم بكل شيء ..رفع الهاتف وهو ينوي الاتصال بها ويصب جام غضبه الجحيمي عليها كي تتعلم كيف تنبس بحرف الا بعد الرجوع له ، ان لحظة واحدة جعلت من جسده يتصلب داخل الغرفة المعتمة ليدقق بالتفاصيل الباقية خلفها .. كسجادة الصلاة المطوية ..ولباس الصلاة الموضوع فوقها بترتيب ... عبقها المنتشر بالغرفة تلك الرائحة المميزة لها ليس وكانه يوما اشتم تضع عطرا لها انما عبق يحتفظ به جسدها أينما كان ... اشتعل جسده بحرارة خانقة ، مما جعله يخلع سترته الجلدية ويجلس على الكرسي الذي كانت تجلس هي عليه ربما بتعمد !! ليأخذ نفس عميق ويغمض عينيه ويتنهد بتعب .. وملامح الألم غزت معالم وجهه بعد ان منعها وصلب نفسه ليقف كالجبل بمثل هذا الموقف .. ولكن الان وهو ة وحده .. شعر بالعجز ..يريدها الان ..بجانبه ..ليستشعر سكينته ي مما جعله يصرخ لاعنا :
"اللعنة اللعنة عليكن جميعا ..."
اشتعل غضبه من جديد لينهض ويحلل خلال ثوانٍ الخطوة القادمة ... ليرفع الهاتف ويتصل برجل والده :
" ارقم بك .."
"اهلا يا عزت .. هنالك فتاة سأرسل لك بعض المعلومات عنها وأريد كافة التفاصيل عن حياتها نشأتها مراهقتها كل شيء ان يكون لدي خلال مدة أقصاها يومين ... وكذلك اريد ان تعين رجل ليتتبعها .. مع تقرير يومي عنها ..يصل لي ..والاهم دون علم أي كان يا عزت ..اي كان .."
وشدد ارقم على اخر كلماته ..
ليرد عزت بحزم :
"امرك .."
اغلق الخط بملامح متجهمه .. ممتنا لنفسه على هذه الخطوة المتأخرة ..وممتن لعمه الذي نبهه لان النساء أساس البلاء .. على الأقل يجب ان يضع موضوع فضة في جيبه ..لتصبح مكشوفة امامه مسذكرا كلماتها سابقاً انه لا يعرف فضة الحقيقة حتى تنكسر بينهم الحواجز المداية كما لمحت سابقا ..لذا يجب ان يعرف حقيقة تفاصيل حياتها ... فلا يريد ان يتحول لضحية كوالده ...يجب ان تصبح كدمية المار يونيت لا تتحرك الا تحت طوع بنانه ولا يخفى عنه شيء يخصها ... اما والدته فيجب ان يخفي موضوعها نهائيا بحيث لا يكشف شيء للصحافة ، لذا اهم من يجب ان يتأكد من صمته عمته .. وبناتها فلا مصيبة تحصل بالعائلة الا ولها علم بها اما الباقي هين ما ان يستيقظ والده ...
خرج من الغرفة حاملا سترته الجلدية وعبق رائحتها اخر ما استنشقه بعنف من الغرفة جعل نيران غضبه تزداد ... غضب لا يعلم على من سيصب ...

( بعد منتصف الليل )
كان منذر عائدا على الطريق السريع في سيارة التوصيل من عند والده .. وهو يشعر بالصدمة التامة وبنفس الوقت يشعر بالفرح والخوف ... اعتراف عبد القادر بأحقية بنصف الورث لأنه ابن أخيه ..امام جميع اخواته بحضور شهود من نفس العشيرة .. أي له نفس نصيب والده الا وهو نصف التركة الكاملة لجده اما باقي أولاد عبد القادر فسيتقاسمون تركة عبد القادر الا وهي النصف الباقي فقط .. في حال توفي هو ... وهذا اخافه .. لقد خرج بعد ان وقع الورق مباشرة رافضا أي استضافة لعبد القادر له .. وكانه يهرب من اشباحه الماضية .. ليجلس في السيارة مع نفسه ويتذكر التعنيف الذي عاناه طوال حياته ، من بعده عن والدته ومن مرضها وموتها وحرمانه من رؤيتها لأسباب واهية من اختراع عبد القادر ..لحرمانه من تعليمه لتلك اللحظات التي كان يسرقها خفية وهو يعزف العود بعيدا عن اعين الجميع خوفا من عبد القادر وبطشه لان يطال عوده الخاص ..الضرب والحرمان والشقاء المبكر الذي عاناه بينما يرى أولاد عبد القادر يعاملون احسن معاملة .. ويأخذون المال دون شق الانفس الذي كان يعانيه .. اخذ نفسا عميقً مستذكرا بلمح البصر كل ما جرى ما ان جلس داخل المجلس ....
((
" يرى عبد القادر متكئ على فراشه وحوله رجال من البلد ومن العشيرة ورجلين احدهما يحمل كتاب ككتب العدل والأخر يلبس بذلة وكبير بالسن .. يبتسم له بحب .. ليتذكره .. انه محامي عبد القادر .. ليلقي السلام على الجميع ...متعجبا من الموقف ككل الا ان هذا كله لم يظهر على ملامح وجهه المغلفة بالجدية ..
ليقترب من والده ، اجل رآه والده وليس عبد القادر ... وهو يتالم لما اضحى له من هزل .. مقبلا يده بلا اي ارادة مستذكرا لحظات كان والده فيها بكل صحته .. رغم كل بطشه الا انه الوالد الوحيد الذي عرفه ..
ليقطع كل هذا دخول اخويه ان صح القول او اولاد عمه ... محمد وغالب والدة ريفا .
بدا غالب ببث كلماته اولا :
"هل استدعيتني يا والدي لأجل رؤية هذا ؟؟ .."
كانت كلمات غالب مستهينة .. مما اثار أعصاب منذر الذي يمقته بشدة .. بقدر ما سبب هذا الرجل لابنته من مصائب .. وبقدر ما يعلم انه كان يريد ايه زوجة له ..
" حاذر يا غالب .. قلبي مليء ناحيتك ولا احبذ ان أريك مقدار نفسك جيدا .. الان .."
قال منذر الكلمات وهو يشتعل غضبا بينما يقف بعنف امام غالب الواقف مع محمد في مدخل المجلس ..
نهض معتز ومعه أولاد غالب ..لتهدئة الوضع .. فكل منهم وصله امر من جدهم ان يكبحوا انفسهم في حال صدر كلام او أفعال بين الاخوة .. لذا كبح خالد ابن غالب غضبه وهو يقترب من والده مغمغماً بهدوء :
"اهدء يا ابي ولا تشمت الجميع بك .."
ثم اتبع الكلام بشد والده له ....ليغمغم معتز بهدوء لوالده محمد :
" هيا لنجلس ونسمع كلام جدي .. هيا يا ابي "
كان هذا ما تبادر فقط لسمع منذر الذي جلس بدوره كذلك ليسمع كلمات محامي عبد القادر والتي يبدوا ان عبد القادر هو من اخبره بها .. :
" العفو منكم جميعا ولتعريف بس لمن لا يعرفني انا جابر العرابي ،محامي السيد عبد القادر منذ ثلاثين سنه ..والمسؤول عن كافة معاملاته القانونية .. وبناء على طلب السيد عبد القادر فسوف اقرا لكم ما يريد ان يخبركم به وقد كتبته على الورق لصعوبة نطقه إياه كما وانه يا سادة قد وثقت الورقة في المحكمة قانونيا ..كي نكون متأكدين من صحتها وقانونيتها بعد ان تعلموا ما تحتوي .. "
"لخص علينا ما الذي تقصده يا أستاذ خالد ..."
كانت كلمات غالب حادة مما جعل خالد يمسك بيده مهدئً إياه ...
غمغم المحامي متجاهلا لكلمات غالب .. وهو يلبس نظارته .. ليقرا المكتوب على الورقة للجميع ..:
"احم احم أتمنى ان تستمعوا جميعا وتكونوا شهودا على ما كتبته .. يا سادة كذلك قبل شهر تقريباً ،اخبرت ابني محمد ان يحول نصيب منذر القانوني بالارث له ولكن .. مرضت ولم اتابع الامر وتناسى الجميع طلبي واشكر الله على هذا .. فهنالك حق يمتلكه منذر وانا اعلم يقينا اني انكرته عليه منذ طفولته .. اما الحقيقة التي يعلمها الجميع هي ان منذر ابن اخي .. الكبير ولكن وفاة اخي سببت ان اتزوج الراحلة زوجته واربي ابنه ..وبناء على تلك الحقيقة التي للأسف لم توثق قانونيا وهذا ما لا يعلمة المعظم ..منذر مسجل على خانتي وذلك من خلال تلاعب قانوني اقر به امامكم فما ان ولد حتى تزوجت والدته مباشرة وضميته لاسمي ...وهذا الامر اكل حق منذر ..بالورث فلشرع يقول ان له نصف تركة والدي بما ان لم يكن لوالدي ورثة غيري انا واخي بالتالي ابنه له النصف ..وعلى هذا فأنا عبد القادر النسور اقر امامكم وبكامل قواي العقيلة ...بان نصف ورثتي هي حق لمنذر النسور ابن اخي ..وابنِ الروحي .. "
لحظة صمت عبرت المكان ...لحظة قاتلة واتى بعدها صوت غالب ... وهو ينهض من مكانه صارخا بعنف وحدة :
"مــــــــــــاذا هل جننت يا ابي لتعطي هذا النكرة النصف .. لم اكن لأرضى له الربع لتعطيه النصـــف!!! "
لحظة واحدة وكان خالد يمسك والده من الخلف بينما اتى صوت المحامي جابر وهو يتطلع لخالد باستهانة ...:
"احم لنتابع يا سادة فهنالك باقي للوصية والتي أؤكد انها قانونية و موثقة ....""
صمت الاغلب بينما صوت تمتمة بين خالد وغالب قائمة اما الجميع .. بعض العيون توجهت لمنذر الشاحب كليا والذي لم يبدي أي رد فعل ...والبعض الاخر يتطلع لوجه عبد القادر المنهك ووجهه المصفر ولكن يتخلل كل هذا ابتسامة راحة .. وانتصار .. ليأتي صوت جابر منهيا كل النظرات :
"اما الباقي الورث فيوزع كالتالي :
"عشرة بالمئة سيتم رصدها بحساب بنكي وتحت اشراف حفيدي معتصم مع رقابة المحامي الخاص بس لبناء مسجد ..وبناء مركز صحي جديد للبلد ..عدا عن الموجود أصلا ... وخمسة بالمئة تقسم مناصفة بين احفادي معتصم وخالد .. والخمسة والثلاثين بالمئة الباقية ستقسم ناصفة بين اولادي غالب ومحمد ومعتز وابنتي رفيعة ..مع التأكيد على تسلم ابنتى الورث قبل اخوتها وذلك لضمان الحق ومع التأكيد على ان كامل التقسيم الذي نصت عليه وصيتي قد تم بكامل قواي العقيلة .. وغير قابل للطعن ..""
وانهى جابر الكلمات ليزيد من عنده بنبرة جادة ونظرة حازمة :
" هنالك تفصيل واحد سيد منذر يخصك وحدك بالنسبة للورث ويجب ان تكون على اطلاع به ، فلك حرية الاختيار ان اخبرك به وحدك او امام الحاضرين .."
غمغم منذر وكانه بدأ يستوعب ما قبل ... :
"بل امام الحاضرين ..."
غمغمها منذر وهو يشعر بالنصر الداخلي جراء سنوات لم يفكر بالمال الذي سلب منه حتى وهو يعمل ويكدح ليجمع لقمة طعام لعائلته ليجد سعر العلاج لجلسات العلاج النفسي التي خاضها كل أولاده لم يكن يتمنى مساعده ولكن طالما حز بنفسه كم الشقاء المكتوب له ليصل وكم الهناء الذي تمتع به اخوته بدون ادنى حق ... .. وما اجمل زهو الشعور بان حقه قد رد له وامام كل كبار البلد واخوته او أولاد عمه ان صح وقال ...
"السيد عبد القادر قد نص بوصيته وبالقسم المخصص لك بعض التقسيمات والتي يجب ان تكون على علم بها .. فورثك مقسم كالتالي لتكون وصيا على جزء منه .. أراضي الجبل بالبلد والمخازن .. على ان تكون كافة أراضي الجبل باسم ابنتك نهوند تحديدا ..والمخازن باسم غازية ..ونيران تملك نصف المنزل الكبير هذا ..ويبقى من الورث على هذا ثلاثين بالمئة وهي صافية لك .. ويتمني السيد ان يكون للسيد علي منها نصيب فانت ادرى بمصلحة ابنك ولكن الفتيات لهن تقسيم خاص .. وحدهن ووجب ان يستلمن الورث بعد توقيعك بما انك ستكون وصيا على ورثهن ..."
جنون بجنون بعدها ما جرى كلمات غالب ومحمد وبعض رجال البلد .. اللذين هنئوه وبعضهم خرجوا والغيرة تاكل عيونهم ..لم يذكر بعدها جرى .. سوى ان غالب اقترب منه ليضربه وهو يصرخ ..مما جعل ابنه يمسكه وهو يحاول ان يهدأ الوضع ولكن معتز لجم الموقف بمنعه ابن عمه من ابداء أي رد فعل ..:
"يكفي يا خالد خذ عمي واخرج ..ردت الحقوق لأصحابها ومن يعجبه فأهلا به ومن لم يعجبه فمه السلامة .."
اومئ خالد بعدها خارجا وهو يبعد والده الذي يعيد ويزيد بالكلام والسب والشتم ونعت والده بأفظع الكلمات ولكن مع كل هذا كان خالد يعلم بداخله ان الحقوق قد ردت لأصحابها فسنين تعليمه وعمله كضابط جعلته بعيدا كل البعد عن تفكير والده ...
))
خرج منذر من ذكرياته .. منهكا .. متعبا ولكن راضيا اجل .. فلعائلته حق وله حق ان ينعموا بما للهم عل هذا يحفظ مستقبل بناته وابنه وزوجته في حال جرى له شيء ....
***********************
نهاية الفصل الخامس عشر



Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.