آخر 10 مشاركات
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          عروسه المقامرة (63) للكاتبة Rebecca Winters .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزى ديزموند(62) للكاتبة K.L.Donn الجزء5من سلسلة رسائل حب Love Letters كاملة+الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كُن لي عناقً وسأكون لك ظلاً كُن لي مأوى وسأصبح لك وداد (الكاتـب : تدّبيج - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزى كايدج (59)للكاتبة K.L. Donn الجزء2 من سلسلة رسائل حب Love Letters..كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عزيزى كيليان (58)للكاتبة K.L. Donn الجزء1من سلسلة رسائل حب Love Letters..كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          متزوجان بحلول الخريف (56) للكاتبة: Melinda Curtis *كاملة & تم إضافة الروابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          وعد الإطفائي (55) للكاتبة: Kate James (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-22, 06:49 PM   #691

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس:

كانت تقلب بين أرفف أغراضها على ساعتها الذهبية ... تأففت بغضب وصوتها يرتفع منادياً نهاوند : " نهاونـــــــد " طل رأس نهوند من باب غرفتها متعجبة من نبرة اختها الغاضبة لتتكئ على الباب وهي تقضم شطيرة الجبنة بسخرية : " ما الأمر ؟! هل حلت الحرب العالمية ؟!؟ " " أين ساعتي الذهبية ؟!؟ ألم نتفق على الاستعارة والإرجاع لنفس المكان !؟" رفعت نهاوند حاجبها ببراءة مصطنعة وهي تهدل أكتافها بتصنع : "لقد سرقت مني أثناء تدريب الكورال ..." كادت غازية أن تصرخ بغضب إلا أنها تمالكت نفسها مكتفية بعيونها التي تقدح شرراً وهي تتمتم من تحت أسنانها : "أغربي عن وجهي..." هرعت نهاوند مغادرة الغرفة لتبقى غازية وحدها تحدق بغضب بأرفف الخزانة ... اخذت نفساً عميق وهي تستعيض عن الساعة الذهبية بأخرى قديمـة بين حاجياتها القديمة ذات لون عسلي تتناسب مع لباسها الا ان دفتر متوسط الحجم سقط عن قدميها ، صفحة من صفحاته حطت على مقدمة حذائها مما يدل على قدم أوراقة لدرجة انحلال الخيط الذي يربطها... في ثوانٍ كان وجهها المصبوغ غضباً أحمر ... أصفر شاحب ...يداها المشدودة غضباً على أغراضها أمست كالهلام مرتخية .... التقطت الصفحة لتقرأ بعض العبارات .... بل خاطرة صغيرة أعادتها عشر سنوات سابقة .... "
"عزيزي او لست بعزيزي أنى حين رآيتها تفترش سريري وتلبس قميصي ومتعطرة ببرفاني وجالسة مكاني وتتصور تصويرتي وتسرح تسريحتي وكيف أنى حين دخلت غرفتي وجدتها قد غيرت لون جدرانها من الوردى الفاتح الى القرمزى وأختارت للفراش ألوان ساخنة وألبست الشغالات ملابس ساخنة وصرت آنا الوحيدة نغمة نشاز كلكم ملحدين وآنا الوحيدة المؤمنة وكيف أن حقدي كان تافها لم تأبه له لم تلملم أشياءها ظلت مكانها وضعت يدها فى وسطها وظلت تنظر الى فى إنتصار وبدلا آن تذهب هى ذهبت أنا وآنت لم تهرول خلفي و ظللت جنبها وصُرت أنا إمرأةٌ حاقدةٌ تافهه" "
*اقتباس *
ابتسمت باستهزاء وهي تتذكر الألم الذي كانت تعانيه وهي تخط كلماتها على هذه المذكرات قبل عشر سنوات كان ورق هذه المذكرات رفيق خيبتها الأولى .... بدأت بالكتابة منفذه نصيحة والدها بالتعبير عما تشعر به بين جنبات الورق كي يتضاءل وجعها مع كل ورقة تخطها كانت الوقت يمضي حتى توقفت عند اللحظة التي شعرت فيها بانها تأقلمت نسيت او بالمعنى الأدق تناست .... لا تعلم حقا كيف مرت تلك الايام ووصلت لنقطة اللاشعور ولكن صدق من قال ان كل ما يمضي عليه الزمن مهما كانت بشاعته الا انه يبقى ذكرى ... وها هو طلاقها وهي في السادسة عشر اصبح مجرد سراب ماضي ... فلم يوثق قانونيا لان سنها الصغير سمح فقط بزواج مع عقد عند مأذون وربما هذا ما انقذها حقا ... قلبت صفحات المذكرة وهي تريح قدها على سريرها ، لتقف عند ورقة معنونة بـ(يوم الفراق ) ابتسمت بتعاسة وهي تتطلع للورقة مستذكرة ما كانت تشعر به في تلك الأيام .... ما ان نضجت علمت سبب ألمها الحقيقي الذي بالتأكيد ليس لأجل أرقم ... أبدا إنما لأجل نفسها وطيبتها التي استغلتها إنسانه كانت يوما بمقام أختها ... ولأجل رجل رسمته أمير مراهقتها بدرعه اللامع وصدقت أن هنالك غير والدها رجال حقيقيين ....... تتبعت عيناها بلحظة كلماتها بأسى وذكرى الالم عاودتها معها ... (علت الأهازيج من افواه النساء مصحوبة بنبرة عالية رافقها عيارات نارية متلاحقة إحتفالاً بالعريس ... ما زالت تؤرق ذاكرتي ... صورته جالسا جانبها .. بينما كفي قد ادمي وانا اشد بأظافري عليه مما كنت اشعر به يهدأ .. دقات قلبي تزداد وانا أرى نظراتها اليه ليتحول ضخ الدم داخل عروقي الى ضخ نيران حارقة ... وعيناني تلمحه يبتسم بتحفظ يخفي خلفه كل مشاعره كعادته .... طرف عينيه يلوح لباب الصالة للحظات من الزمن بينما يعتلي وجهه قلق لبرهة ثم يعاود ليتطلع بعروسه ..حينها كنت أشعر به وكأنما ينتظر وجودي .. لا اعلم ان كان خيالي المراهق المريض به هو ما خيل لي هذا .. لا أعلم يا قلبي فربما ربما ينتظر مني أن أدخل لأهنئه و ابعد عنه أي نغزه من ألم الضمير ... ولكن وقتها لم أرد أن أرح قلبه فقط أردت أن احرق كل ما من شارك بخداعي .. والدته أخواته إخوانه جدي أعمامي ...كلهم ساهموا بتزويجي وتدمير مستقبلي وكلهم ساهموا بأخذ الامل الوحيد بكل عتمتي ....ولكن لم يكن لي بتلك اللحظة سوى البكاء على ما أوصلني إليه القدر بكل قلة حيلة .. كنت أراقبه من بعيد متخفية خلف الجدران أتلصصّ على تفاصيل سعادته عالمة ان موعد رحيلي اقترب مع دقة اجراس الكرامة التي صنعها متجاهلا لي ومتناسيا ان لي عزة نفس أبيه رغم صغر سني ... تزوج بإبنة عمي صديقتي ورفيقتي منذ طفولتي ..متجاهلا أني أنثى تشعر ..تجرح ... تتألم وتتمنى زوجها بقربها ... أردت الصراخ اما الحاضرين مذكره إياهم ان من تجاهلوها وكأنها طفلة بل وكأنها جارية مرت في حياة العريس (إنه زوجي انا _ فارسي انا ) ... أردت الكثير يا دفتري في تلك اللحظة ولكن تذكرت شيئا واحدا وأنا أتطلع لضحكته ..هو لم يعد فارسي .. هو خانني ..حطمني ... متجاهلا أن ريفا كانت ابنة عمي قدوتي وصديقتي الأقرب .. "
أغلقت الدفتر و دمعة خائبة حطت على خدها ... باستهزاء فاليوم لا تشعر تجاه ريفا باي شيء ...الحياة مضت وكل شيء قد مضى معها ..ربما وهي تقرا الورق تشتعل قليلا وهي تستذكر احيانا تفاصيل الاستغفال الذي تعرضت له ولكن تتجاهل تلك التفاصيل ما ان تخطر لها في التو واللحظة ... حتى تلك اللحظات التي شعرت بانجذاب او دغدغة بسيطة داخلها تجاهه البارحة الا انها تعذر وتبرر لنفسها ذلك فهي تحب الجمال ... وهو رغم كل ما يعتمل بقلبها من كره لحقارته الا انه جميل ... زفرت وهي تنهض من مكانها معيدة الدفتر لمكانه ... مفضلة بقائه على ان تحرقها فكل ورقة تذكرها كيف تغيرت ولما ومن السبب .... اعادته لمكانه ثم تأكدت من حقيبتها وهي تغمغم بصوت مرتفع ملتقطة مفتاح السيارة
: " نهــاوند ، أنهي طعامك دقيقتين فقط ...و أجدك عند السيارة ... "
"حسنــــــــاً"
صرخت نهوند وهي تشرب كاس العصير بتعجل لتنزعج ايه ...:
" لم تخبرك غازية ان تقتلي نفسك خنقاً اشربي على مهلك ..."
ردت نهاوند وهي تاكل :
"لم تخبرني ولكنها ستقتلني اذ ما تاخرت ..."
ابتسم منذر وهو يمسح فاهه من بقايا الطعام بالمنديل ثم نهض من مكانه مغمغماً:
"وأنا كذلك يجب ان اذهب مبكراً اليوم ... "....
* * * * *
" سيدي وصالك زاد عليا حنيني زادني دلالك عشق وانت نسيني دانتا النسائم اللي بيها العمر حالي امتى ياسيدي تحس بية تروف بحالي..."
كلمات أنغام تحوم حولها مرسلة لقلبها مشاعر جمة ... تبعد أي تصادم عقلي مع صوت المنطق ، مركزة على ان تتمتع لأقصى حد بعبق قربه برائحته بتفاصيله بابتسامته بمكره بتأمله بتحليل عينيه لتصرفاتها قدر ما أمكنت حتى ولو تحت مسمى الزمالة ، فكلها يعلم ان لا مستقبل لها مع حبها المستحيل ولكن يكفيها ساعات معه لوحه خاصة ان اقترابها منه محصور بمكان لا يتواجد فيه نساء غيرها ... إنتشرت رائحة قهوة خالتها في صالة الشقة حتى وصلت لشرفة الشقة ...
"ما هذا المزاج العالي ، أنغام مرة واحدة ؟! "
غمغمت خالتها بمكر وهي تحمل فنجاني قهوة لها ولفضة ...
"سلمت يداكِ ..."
ابتسمت خالتها وهي تستنشق رائحة اشجار البرتقال بعمق ...
"ها ؟ اخبريني ما سر المزاج العالي اليوم ؟! "
ابتسمت فضة بحبور :
"نسمات الهواء الباردة والجو الغائم نسبياً آثار لدى كل مكامن السعادة ..."
"هل اصدق ام لا؟! "
غمغمت خالتها كلماتها بمكر ثم قهقهت وهي تتطلع لفضة المحمرة ... ثم اكملت وهي ترى ارتباك ففضة مما يؤكد شكوكها ...
"هيا اشربي قهوتك يا فتاة ... كي لا تبردد ... "
حل صمت ثقيل لثوانٍ لتنهي فضة احراجها مغمغمة :
"خالتي هنالك شاب سيأتي كل يوم للمكتبة التي اعمل مع كي اشرح له ...أحببت ان اخبرك .."
لمعت عينين خالتها كما وانها وجدت كنزاً ما ..:
" إحم حسناً ومن ذلك الشاب ؟! .."
اجابة فضة بخفوت وهي ترجع الفنجان بتعجل :
" زميل معي بالتخصص ، اعذريني خالتي ولكن مضطرة للخروج الأن "
أومأت خالتها وهي تقف كي تتتبعها مغلقة الباب خلفها وهي تربت على كتفها تدعوا لها بالخير ... "انتبهي الى نفسك يا ابنتي ..."
أومأت فضة بهدوء وهي تنزل الدرجات مسرعة وابتسامة حمقاء تزين محياها ... بقيت سلام متطلعة بجسد ابنة اختها الذي غادر بقلق ولو أنها تعلم جيدا ان فضة ذات عقل كبير وكأي فتاة في سنها لا بد ان تمر بالكثير من التجارب الا ان خوفها عليها خارج عن ارادتها لا تريد الضغط عليها لتفصح عما يساور قلبها الا انها ستنتظر على نار ان تاتي هي لوحدها ....
* * * * *
الأغاني الصاخبة ترتفع حوله مرسلة لكله شعلة نشاط بينما نسيم الهواء البارد يحرك شعره حول وجهه ليكتمل منظره بابتسامه واثقة ...مليئة بالنصر ...لا يعلم ولكن منذ أمد طويل لم يتشوق لبدأ تحدي ما لاندلاع الحماس داخل ليدخل الأماكن المخصصة لركن السيارات في الجامعة ....تتطلع للجامعة وهو يطفئ المحرك بحماس غير معهود وهو يرفع هاتفه ليضغط على عدة ارقام متصلاً باحد زملائه:
" أين انت ؟!.."
عند البوابة الخلفية لكليتنا ...
"حسناً جيد ... اجمع الشباب لنتوجه لمحاضرة ال د . ..... "
"لماذا هل هنالك أمر ما ؟!؟ ..."
غمغم ارقم بنفس :
"لا ، ولكن اريد الجميع هناك ... ولنركز على كلمة شباب دون أي إناث ..."
"حسناً ..."
ثم أغلق الهاتف متوجهاً للكلية ..
* * * * *
داخل مكتبة المنيف في فرع الشركة الرئيسي ، يجلس مقابل جهاز الحاسب الخاص به ... بينما سكرتيره الخاص يقف فوق رأٍسه مبلغاً اياه بالمواعيد والاجتماعات ..
" وهذا كل شيء لليوم .."
ابتسم ضرار بتهكم مغمغما بسخرية موجهه لذاته :
" فقط هذا ؟!؟ ..."
"اعذرني سيدي ولكن غيابك البارحة وتواجدك في المصانع قد كدس لدينا مواعيد العمل والعديد من الأوراق ..."
أجاب ضرار بهدوء ..:
" لابأس ، احضر لي فنجان من القهوة عل ما اراه ينتهي قريبا "
أومأ الرجل بصمت ثم خرج كما انه لم يستوعب سخرية رئيسه ...
بقي ضرار يحدق في الباب الذي اغلق قم نهض من مكانه متطلعاً للواجهة الزجاجية الممتدة من السقف للأرض .... مستذكراً ملخص ما جرى له البارحة فما ان عادوا حتى تعلق عاكف به مطالبا بقصة ... لينام عاكف بحضن ريفا بينما هو يقص له إحدى القصص التي يحفظها ... جو عائلي ممتاز يزيد نيرانه ... فريفا تعود لما كانت عليه ولكن كله يئن لتلك المراهقة اللعوب ... التي احبها ... تلك الطفلة التي أرادها بكل جوارحه يوماً ما حتى نفاها بعيداً عنه خوفاً عليها ... يذكر كل لحظة منذ أن تزوج ريفا حتى اليوم وهي لم تفارقه في كل مناسبة بل في اشد لحظاته قرباً من ريفا على فراشهما ... وهو يلامسها كان طيفها يحوم حولهما وهو يبحث عن عطرها بين حنايا ريفا ... طالما تجاهل رغبته مطالبة روحه وهو ينأ بمشاعره مكملاً زواجه ... الا انها عادت ... لتصبح قريبة منه انما بنفس الوقت بعيده .... زفر حانقاً من نفسه فكل ما يتعايش معه لا سبيل له للحياة ... ولا بأي شكل لا بأي طريقة ...
* * * * *
تطلعت فضة لجسده الجالس أمامها بصخب على احد المقاعد ، التزم بما اخبرها به ، لم يحدثها بل لم يلتفت لها كما وانها عادت لما قبل حديثهم البارحة ، مما ابعد عنها المزاج العالي الذي كانت تتحلى به ... نفذ لها ما يريحها الا ان عقلها فقط هو ما ارتاح اما عن قلبها قد تلوى لبعده بعد ان ذاق قربه .. جالساً أمامها يضحك مع أصدقائه بصوت مرتفع ... كل أصدقائه متواجدين الا حازم و الفتيات و( آسيا )... ابعدت أفكارها عن آسيا كي تستطيع اكمال يومها وهي تتجه بأفكارها لحازم لا تنكر ان غيابه منذ اخر موقف قد أثار لديها فضول غريب رغم عدم تطرقها لولا آسيا لموضوعه الا ان شاب متبجح مثله تتعجب لأنه لم يحاول اذيتها ...
التقطت هاتفها متطلعة للساعة محاولة إبعاد أفكارها عنه ليدخل إحدى أساتذة المواد العملية مخبراً اياهم ان الدكتور ...يعتذر عن محاضرة اليوم ... تهلهلت ملامحهم فرحاً وهم يخرجون من القاعة بعضهم متعجل ليعود للمنزل كي يدرس اختبار المادة المقرر ان يحدث بعد غد والبعض الاخر اخذها فرصة لتسكع.. اما عنها فكان لديها فراغ طويل الامد ... فالمحاضر التي تحل بعد هذه المحاضرة قد الغيت كذلك بسبب عقد امتحان مكان موقع المحاضرة مما جعل فراغ كبير يحل لديها ... فهل تذهب للمكتبه من الان ام تتجرأ وترسل له كي يحضر مبكراً رغم أنها لم تقبل طلب صداقته الذي ارسله ما بعد منتصف الليل مصرة على ان تقبله صباحاً فلا يضن أنها متلهفه له وبانتظار طلب الصداقة!! حمقاء ربما بتفكيرها ولكن اه من قلبها الغبي فهو من اوقعها معه .. ، فالأولى لها ان تموت على ان يظن انها ما صدقت ان ارسل لها الطلب ....تشجعت وهي تراه يتململ بوقفته على باب المحاضرة كمن يريد الخروج ولا يريد لتفتح التطبيق و توافق على الطلب ثم ترسل له في ثوانٍ وهي جالسة على نفس مقعدها مبعده عيناها عن جسده الذي انتفض مع صوت الاشعار :
" لا يوجد لدي محاضرات اليوم ، اذ ما اردت قابلني في المكتبة اذ لم يكن لديك محاضرة ما ؟! ولا تنسى ان تحضر دفتر فارغ مخصص للشرح ..."
ارسلت كلماتها ثم همت بالوقوف مكانها مغادرة من مخرج الخلفي للقاعة ...والخجل يتأكلها أكلاً ..... تطلع للإشعار الذي وصله منبهاً اياه بقبولها طلب الصداقه ليبتسم لثوانٍ سرعان ما تبعها بعده بعينيها فقد كانت جالسة في نفس مكانها ...وهي تكتب شيءً ما ... تمنى ان يكون له ... لتصل رسالة عبر تطبيق (الماسنجر ) الخاص به منها .... زاد الإصرار بعينيه وهو يتوجه لمكان مقعدها بنظراته الا انه وجده خالي ليبتسم بمكر عالماً ان الخجل الأنثوي الذي يفوح من كلماتها لا بد أنه كان السبب بهروبها ...:
" صاحبة الألف قناع ...."
غمغم كلمته بابتسامة إصرار وهو يرسل لها :
" حسناً عشر دقائق وسأكون لديك ..."
ضغط على إرسال ثم وضعه هاتفه بجيبه وهو يحي أصدقائه خارجاً من مبنى الكلية .....
* * * * *
بقي منذر محدقاً بباب المحل الخاص به .... جسد (عبد القادر )الجالس على الكرسي المتحرك صدمه بينما محمد خلف يمسك بالكرسي ليحركه .... ملامحه حزينة ..وفمه يوضح تأثير الجلطة عليه ... لم يعلم بما يتصرف ... فقد تجنب مكالمات محمد بعد ان خرج من المستشفى ووضع رقمه على قائمة الحضر ...وتوقع ان تصل الرسالة التي أراد إيصالها لهم ولكن يبدوا أن عبد القادر العنيد ما زال كما هو مهما كهل وكبر سيبقى عنيداً متمسك بمطالبه ...
"كيف حالك يا منذر ...؟؟! "
غمغم محمد كلماته مقاطعا نظرات منذر ليتمتم منذر بعبوس ...:
" الحمد لله ... "
ثم أكمل مسرعاً وهو يلتف حول مكتبه ليصل لهم مشيراً لمكان بسيط في نهاية المحل الخاص به مخصص للجلوس .... "تفضلا .." غمغم منذر كلماته برسمية وكله غاضب فلا يريد خسارة عائلته ولكن حال عبد القادر لا يسر رغم كل ما يشعر به تجاهه الا ان قلبه ... وآه من قلبه ... يتألم لحال الوالد الوحيد الذي عرفه....
* * * * *
هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ
أراهُ .. في ثوبي وفي عطري .. وفي أساوري
أراهُ .. مرسوماً على وجهِ يدي أراهُ منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنهُ
طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ
وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
لو أخبروني أنهُ
سيضرمُ النيرانَ في دقائق
ويقلبُ الأشياءَ في دقائق
ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائق

((اقتباس : نزار قباني ))

* * * * *
تتحرك في المكتبة بتوتر وهي تنقل دفترها وحقيبة كرتونية بها حاجيات للدراسة على الطاولة التي خصصتها للدراسة معه ... لتتوقف لحظة خلف رفوف الكتب تنظر للمرأة الصغيره المكسورة المعلقة هناك ....لتصدمها صورة هيئتها المرتبكة عيونها اللامعة جسدها الذي يشع توتر وانتظار ..... حاولت تمالك نفسها كي لا تفضح امام بأخذ نفس عميق ثم أغمضت عيناها لوهلة الا ان صوت أجراس باب المكتبة اخرجها من لحظة السكينة التي حاولت ادعائها لتنفض نفسها وهي تتقدم بهدوء مصطنع مزينة شفتيها بابتسامة ناعمة لا تصل لشفتيها بينما .. اطل عليها بهيئته الرجولية الشبابية ... صاخب كعادته بكل مرة تراه .. وكانها تقابل نجم بعيدا المنال ... بعيون لامعه و ابتسامة وقحة تسرق دقات قلبها غصباً ، بعيد وما أجمل قربه للحظات تسرقها من هذه الدنيا وحدها .
"مرحباَ ، أعتذر للتاخير .."
نطقت كلماته وهو يتطلع لها بعيون ثاقبة وكانه يحلل شيئا ما ...
" لا بأس ، هيا اجلس لنبدأ ..."
غمغمت كلماتها وهي تشير له بالجلوس على الطاولة المتواجدة نهاية الصف الاول من الكتب ، ليومئ لها وهو يتقدم بهيمنة من الطاولة جالساً عليها وهو ما زال يتطلع لها ، تبعته لتجلس جانبه بقلب مرتجف وهي تفتح كتابها وصوت عقلها يفكر: :
"اين عم محمود ، دائما يكون متواجداً في مثل هذا الوقت ..."
فلا تريد ان يظن للحظة انها سعت لجلسة مغلقة معها لوحدهما
غمغم ارقم مقاطعاً افكارها وهو يتطلع لها
" كيف حالك فضة ؟! "
نطقه لاسمها اثار قشعريرة داخلها وهي ترفع عينيها كي تتأمل هيئته المثيرة لعينيها ... والتدقيق الموجه نحوها وكانه يحاول دراستها !! ازاحت مقلتيها عنه و عبيره يصل لأنفها وكلها يستنشق بعمق لتجيب وهي تقلب اوراق كتابها ... بهدوء:
"الحمد لله ، وكيف حالك انت ؟"
كانت نظراته تخترق روحها وهو يغمغم بتساؤل: :
" جيد جدا في الواقع ، اخبريني هل تعملين هنا منذ زمن ؟!"
"أجل ، تقريباً منذ سنة وثلاثة أشهر ... "
القت اجابتها بروية وهي تنظر له بثقة ... اومئ لها بهدوء لتغمم مره أخرى :
" هل احضرت دفتراً معك ؟! "
حرك الدفتر امامها بخفة مغمغاً:
"اجل ، أنه كل ما احمل الان ..."
قال كلمته ثم وضعه امامه ...لتردف فضة بإبتسامة::
" حسنا جيد ، من اين تريد ان نبدأ ..."

* * * * *

"كي كي كيف ح حالك يــا ب بني "
ألقى عبد القادر كلماته بصعوبة بينما محمد بجانبه يتطلع لوالده بألم ...
اجاب منذر بغصة قاتلة وهو يقبل يدي والده:
" بخير ، كما ترى لى عمل جيد وحياة مستقرة الحمد لله انعم علي بالكثير ..."
سقطت دمعة من عيني عبد القادر بألم وكله يتآكل ندماً على ما فعله لسنوات بالامانة التي اخذها من أخيه ... حبه العميق لوالدة منذر جعل نيران الغيرة تقتله كلما رآه فقد احبها لسنين قبل ان تتزوج اخيه ولكن احكام العائلة زوجة اخيه من حلم عمره ... ولكن ما ان اصبحت له حتى فرغ جآم غضبه ونيرانه على هذا الطفل ويا ليته لم يفعل ... فهاد قد ذهبت الحبيبة غاضبة لما فعله بإبنها ... وبقي هو وحده ... مع ندمه وحمله الثقيل: ..
"وفقك الله ي يا يا بني..."
غمم عبد القادر كلماته بألم وحسرة وهو يتطلع لعيني منذر الذتي تشبه عيني محبوبته ...
"لما اتعبت نفسك وحضرت لهنا ،البارحة كنت لديك في المشفى .."
لم يستطع عبد القادر الرد لينظر لمحمد عله يجيب عنه: ...:
" والدي يريد العودة للبلد لم يعد يستحمل وجوده... هنا سيتم نقل ممرض و وأجهزة طبية معنا للقريه مناسبة لحالته ، حاولت الاتصال بك ولكن رقمك كان يفصل بكل مره " ولكنه اراد الاطمئنان عليك قبل.
اومئ منذر بهدوء وهو يتطلع لعبد القادر بألم فأين الرجل القوي الذي كان عليه من هذا الرجل الان
ليكمل محمد كلامه وهو يرى نظرات والده التي تحثه:
" اما حان وقت الصلح يا اخي ... عشر سنين مرت يا اخي ..."
تصلب منذر وهو يتطلع لمحمد ولعبد القادر لتحل مع كلمات محمد لحظة صمت طويلـة:
"لنؤجل هذا الحديث الى ان تتحسن صحتك يا والدي ..."
ليهز عبد القادر رأٍسه نفياً وهو يتطلع :
"لما تؤجلها يا اخي ، يكفي سنين من القطيعه والبعد .."
لم يتمكن منذر من كبح زمام إجابته وهو ينطق كلماته بحدة: :
"تركتكم ولدي ابنة مطلقة بعمر الزهور بعد زواج الحقير الذي كان يسمى زوجها من ابنة عمها بموافقة العائلة وكانهم يخبئون جرم الفتاة بفتاة أخرى ... ولدي فتاة ذات ساق مبتورة ... ولدي طفلان فتاة وصبي يعانيان من فوبيا الصراخ وزوجة تقطع نياط قلبها على حال اطفالها ، هذا الامر ليس بيدي أبداً ..."
شحب كل من محمد وعبد القادر ليسارع منذر مغمغماً بعيون محمرة ونبرة متعبة خالصة:
" اتمنى لك الشفاء والدي ... ولنترك كل شيء للزمن ... يوفقكما الله أتمنى لكما رحلة عودة طيبة ..."

* * * * *
ابتسمت أميرة وهي ترى زوجة الصايغ خارجة من عندها مذهولة الملامح من كم المعلومات التي عرفتها عن ابنها في غضون أسبوع .... زواج ابنها من خادمتها ... علاقاته السابقة ...زوجها وهفواته ...كل شيء عنها ... تقريباً.. .
دخل حيدر للغرفة الخاصة بأميرة وزبائنها النخبة متمتماً: :
" وجه المرأة وهي خارجة لا يفسر يبدو أنكي كسبتي زبونه جديدة .."
أومأت أميرة بابتسامة تشق شفتيها: :
"اجل ، الأمريتقدم بشكل جيد جيدا وكله بفضلك ..."
ابتسم حيدر بأسى .... مع نجاحه هنا تأكد انه قد امن مستقبله جيداً ... بل خط عالم المال من من اكبر أبوابه فتلك السيدة ستكون سبيل للموافقة على (عطاء مطاعم سياحية على البحر ) من خلال زوجها المسئول العام للعطاء في الدولة وهذا الذي ستضمنه أميرة مقابل خدماتها للمرأة ...
"حيدر "
ارتفع رأس حيدر خارجاً من شروده على صوت أميرة ...:
"ماذا هناك ..؟"
أريد منك الذهاب لفضة اليوم ، إقناعها بأي طريقة بالاتصال بوالدها والاطمئنان عليه شعيب عنيد وغاضب حقيقة واضحة تصرفه لم يعجبني بل ارفضه وبشدة ولكن فضة عنيدة واعلم إنها أحيانا تأخذ الإنسان لنقطة الغضب الكلي وتعميه عن التصرف الصحيح"
..
أومأ حيدر بهدوء وهو يخرج من الغرفة مفكراً بأخته فضة التي تملك خيار الحياة بهناء على عكسه هو تماماً ...

* * * * *

التقطت غازية هاتفها الذي يرن مجيبة بهدوء :
" مرحباً ..."
"واخيراً أجبتي ..."
كان صوت والدتها المنادية لإسمها بصراخ ...تركت ما بين يديها مصدومة لتفاجئها والدتها وهي تغمغم بفرح :
" اتصلت اليوم بي امرأة لترتيب موعد معنا "
تعجبت غازية من كلمات والدتها لتغمغم :
" حسناً ، وهل هذا امر يستدعي الفرح كله امي ؟! "
ابتسمت ايه على الجهه الاخرى من الخط مغمغمه لابنتها بروية: :
"يا حمقاء المراة رتبت موعد كي تراكِ بل تحديداً كي تخطبك لابنها فعلى حد قولها ابنها قد رآكِ سابقاً عندما كنتِ تعملين بالجامعة .. لذا ستحضر مساء الغد هي وابنها وعم ابنها وأخوات ابنها كذلك" ...
لجمت غازية فلا فكرة لديها عن هذا الشخص المجهول لتغمغم لوالدتها مستفسرة ...:
"ومن هذا الشخص ؟ّ ! "
" إستاذ جامعي ، يدعى محمود النزال ..."
لجمت غازية بحق فلم تكن تتوقع جدية هذا الرجل معها... رغم كلام ففضة عنه...لتغمم بهدوء مودعه والدتها ... فلا تريد ان تعبر عن رفضها منذ الان فان عبرت عنه لابد ان تسأل والدتها عن السبب وهي حقا لا تملك سبب سوى انها فقدت ثقتها بكل جنس الرجال .... بل ما شعرت به تجدد بلقاء ذلك الاخير ..

* * * * * *

بقيت ريفا صامتة شاحبة وهي تستمع لكلمات والدها الجالس امامها ...
"هل تقصد انهم ربما يعودوا للبلد من جديد ؟! ..."
ازداد غضب غالب ليصرخ بها وهو يقلب الطاولة الصغيرة التي أمامه:
"بل انا متاكد ، والدي أن وضع منذر بباله سيعيده وان لم يعده فهنالك مصيبة اكبر ، فمنذر قد اصبح من وريثي والدي" ... "
لتشحب ريفا فكل ما يهم قلبها هنا هو ضرار فهي يعلم بل كلها يعلم ان طيف غازية ما زال مقترن بزوجها بطريقة او بأخرى ....ليكمل والدها وهو يجلس على الكرسي بإنهاك ..
"البارحة جدك طلب من محمد نقل حصة منذر بإسم منذر مباشرة قبل موته كي لا يعترض أي كان بعد موته او يشكك بنسب منذر .. رباه !!! هذا جنون نحن نتكلم هنا عن اراضي ها قد يصل سعره لمليون دينار او اكثر وكل ذلك يوضع بإسم ذلك الحقير"
...
لم تكن ريفا مركزه مع والدها الذي صمت وكله يتمتم بغل ما ان ألقى قنبلته وكلها يرتجف عالمه ان غازية إذ ما قررت العودة لضرار فهي قادرة بل قادرة على إزاحتها بسهولة ما خافت ان يحدث لها ان لم تنجب طفل آخر سيحدث لها إن اقتربت غازية من ضرار ... ستصبح الثانية ... كما كانت والدتها دوماً في حياة والدها على الهامش ... كما كانت حماتها دوماً في حياة عمها ...ستصبح مثلهن ... طالما كانت معه وشعرت بذلك ..شعرت وكأنه يبحث عن عطر تلك الطفلة بها بل وسمعت همسه الغريب لاسمها أحيانا بعد أكثر لياليهم قربا...
"يجب ان اغادر الان لارى ما الذي حدث مع محمد فقد اخذ والدي منذ الصبا وغادر معه على الرغم من حالة والدي الصحيه الصعبه ..."
لم تجب ريفا والدها ... بل انتظرت الى ان ابتعد ...
لتغمض عيناها وتتكور على الكنبة بوضعية الجنين مستذكرة ما جرى قبل عشر سنين ....
((كانت تتلصص على جدها مسترقة السمع فما ان رأت ضرار يدخل المنزل حتى هرعت كي تلمحه من جديد وهي تختبئ خلف باب المضيف المخصص لجدها ..
"خير يا حاج ما الذي استدعيتني لاجله ؟! "
نطق ضرار كلماته متعجباً ...
غمغم عبد القادر بصلافة وشدة بأس ...:
"لم اسمع بخبر الشطر الثاني من اتفاقنا يا ابن العم ؟! ..."
تعقدت ملامح ضرار لثوانٍ الا انه سرعان ما استوعب مقص الحاج ليغمغم بنبرة باردة :
" بأمر الله هذه الامور يا حاج ..."
ليغمغم عبد القادر بحدة :
"كل الامور تسري بأمره عز وجل ولكن ها هي نسائنا تتزوج وتحمل مباشرة الا زوجتك مضى على زواجك منها ستة أشهر دون وجود اي بشرة لاتمام الاتفاق" ...
حاول ضرار ان يمسك غضبه فهو يضغط عليه بل وينطق كلمة "زوجتك " متناسياً ان تلك الزوجة هي حفيدته ..
"لا عيب فيها لا فيني وأن اراد الله ان يمن علينا فهذه نعمة نحن ننتظرها اما استدعائك لي بهذه الطريقة لمناقشة هذا الامر وتحقيرك لحفيدتك بطريقة مبطنة فهذا امر مرفوض فهي زوجتي الان زوجة ضرار النسور يا عبد القادر" ..
وانهى ضرار كلماته بذكر اسمه دون لقب الحاج وكانه يوضح له مكانة كل شخص فيهم ...
ليغمغم عبد القادر بإستفزاز من هذا الشاب" :
"العائلة اتفقت ان نسلمها شرط الهدنة نهاية السنة ، وان لم يسلم الشرط فهنالك مجلس العشيرة لنتحدث به ، اما إذا كانت تلك الغبية عاقر فهنالك ابنة عمها تحل محلها وترفع رأسنا وأما اذا أحضرت فتاة فنزوج اختها الصغرى لأخيك اما ان كان العطل فيك فإن ... "
ولم يكمل عبد القادر كلماته بسبب ضرار الذي غمغم بإستحقار:
"انت مريض انصحك بعلاج نفسك ... تتحدث عنهن وكأنك تتحدث عن لعب لديك لا بنات ابنك يا مريض تقترح تزويج اخي من فتاة تكاد تبلغ العاشرة ؟!؟
ليغادر ضرار تاركً عبد القادر يغلي غضباً لما تجرا عليه ذلك الوقع .... وعلى الطرق الاخر من المجلس كانت هي تراقب بقلب يرقص فرحاً كل ما جرى ....)
فتحت عيناها مستذكره ما كانت تشعر به آنها وهي وتعيد كل كلمة قالها جدها وقلبها يرقص فرحاً لوجود بصيص أمل فقد اتتها فرصة من ذهب ... فرصة تجعل ضرار ينظر لها ... بل وتصبح زوجته فهي رغم انها كانت تحضر بشكل اليومي لمنزل غازية بحجة زيارتها فلم تكن تراه كثيراً وإن حدث ورأته يتعداها وكانها خيال ...
حركت رأسها خارجة من ذكرياتها ومشاعرها فضرار لها زوجها اختارها هي وطلق غازية رغم كل شيء وحتى وان عادت تلك الفتاة فزواجها منه مستحيل ليس بعد ان احضرت ونفذت شرط الصلح هي .... بل ومستحيل بوجود عمها منذر الحاقد على ضرار لزواجه بابنته الصغيرة واستغلالها ... ....

* * * * * *

بقيت فضة تتطلع ليدي أرقم الجالس جانبها لتغمغم له بهدوء :
" هل فهمت كل ما قلناه .."
اومئ ارقم لها بهدوء: :
"أجل ، لديك اسلوب بسيط للشرح .. لا اعلم ولكن ربما اعتمد عليك بباقي المواد "
ليبتسم تلك الابتسامة التي تخطف روحها ... وتبادله هي بمثلها بلا اي ارادة ...
" ابتسامتك جميلة يا فضة ...لا اراكِ تبتسمين كثيراً بالجامعة لما ؟! "
تعجبت من كلماته وهي تحرك القلم بتوتر من كلماته بين اصابعه الطويلة المطلية باللون الخمري، عيناها تتطلع لعينيه اللامعه بينما حمرة خجل رهيبة طغت على وجنتيها ...ليبتسم لها وشعور غريب يناغش قلبه شعور جديد الى ان قاطع تامله لها دخول أحد ما لترفع فضة عيناها للباب فتجد احد الزبائن هناك ...
"اعذرني ، ساعود بعد قليل..."
تحركت من مكانها ليستفيق من ما كان فيه وكله مصدوم بل مرتبك ... للحظة لا يعلم شعور غريب ربما لانه شعر بطيبتها او تلقائيتها او ربما لانها عادية بل طبيعيه ... لعن داخله فحتما لا يريد ان يتعاطف معها ابداً ....
عادت مكانها وهي تراه ينظر لنقطة ما بملامح غاضبة او ناقمة ربما !!
"هل حصل شيئاً ما ؟! .."
ظنت للحظة ان غضبه بسبب دخول زبون مفاجئ الا انه قاطع ظنونها مغمغاً :
"ابداً ولكن سرحت قليلاً..."
"اها ،لا باس اذن اليوم انهينا درسنا ... هل هنالك اي استفسار .."
كانت تسألة بنبرة جادة وقلبها يدق بجنون ...وكلها يصرخ بلا تجعله يغادر ولكن كيف ، اذ يستحيل ان تتصرف اي تصرف قد يفسر لامر مشكوك فيه ليس معه ... ابداً
"لا ابداً ،في الغد موعدنا اذن بمجرد ان تخرجي اتصلي بي لاتبعك ..."
اومئ لها وهو يجمع اغراضه لتمسك حقيبتها الكرتونية المخصصة للدراسة لتفتحها امامه وهي تراه قد التقط دفتره ، متمتمه بصوت خافت ..."
"خذ منها ما تشاء ، واعتبره هديه ما بعد الدرس ..."
تطلع ارقم للحقيبة المفتوحة امامه بصمت فآخر مره ربما رأى مثل هذه الفكرة عندما كان صغيراً بين احضان والدته لترتفع عيناه متطلعاً لها بلا اي ارادة وكله يصرخ بأن تتوقف عن هذه التصرفات الا ان غمغمتها الحرجة اخرجته من تامله:
" أعتذر اذ كانت لا تناسب ذوقك ..."
كادت ان تغلق الحقيبة الا أنه غمغم وهو يلتقط الحقيبة منها بمكر :
" كل شيء منك جميل يا فضة ، وحسناً انا احب (الكندر ) تذكرني بطفولتي نوعاً ما ..."
ابتسمت بعد ان اخذ حبة الشوكلاته وكلها كاد يبكي فما ان رأت صدمته بالحقيبة حتى يئست بخجل وهي تقارن بين ما قد يحب وما هي أحضرت له من راتبها الشخصي من اجر المكتبة: ...
"ولكن هل تفعلين هذا مع كل شخص تساعدينه "
غمغم ارقم بتساؤل ثم وضع الحقيبة التي تناولها منها على الطاولة ....
اجابت وهي تحاول استجماع نفسها ومنع اي احمرار من الطغيان على وجنتيها ..:
"في الواقع انها فكرة اعجبتني أخذتها من مجموعة طلاب كنا ندرس الفصل الماضي فكل واحد منهم كان يشرح مادة معينة لبقية الأفراد وانا من ضمنهم وما ان ينتهي شرحه حتى يوزع مثل هذه الاشياء بقدر ما يحتمل وضعه المادي ... لذا ها انا أطبقها معك" ..
جيد ... والان اعذريني نلتقي في الغد يا ....جميلة قال كلمته ثم غادر .. مانعا إياها من الرد عليه ..""
وكله قد تقصد النبرة الخشنة المحمومة التي انهى به كلمته الاخيرة ....

* * * * *

بقي يتطلع امامه لصورتها التي أخذها من ملفها الجامعي بعيون تلمع ...
"معذبتي يا العاشقة الدلال والغنج "
ابتسم ومواقف عدة تتراقص امام عينيه جرت لها امامه :
" صاحبة اللسان السليط ... والابتسامة الماكرة ..."
يشعر بالفرح بالسعادة رغم يقينه من طريقه الطويل معها هي عنيدة يقظة كل تصرف خارج منها محسوب وكل ضحكة تهرب من شفتيها محسوبة المعنى وكم تكون ابتسامتها على قلبه العاشق كالبلسم .... يعلم جيداً انه تأخر بطلب الخطبة ولكن لم يستطع ان يتقدم لها الا بعد ان سوى كل اموره فلا يعد لها اي شيء سلبي ضده ... كان بإمكانه قبل التقدم لها ان يحدثها بمثل هكذا موضوع الاانه لم يفعل فكله يعلم انها سترفضه كما فعلت مع غيره ولكن ما ان يحاصرها بكل ايجابياته امام والديها لن ترفض ... بل لن يجعل لها منففذ لترض ابــــداً
...



mansou likes this.

Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 06:59 PM   #692

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
نهاية فصل مـا...
* * * * *
كان يقف امام مرآة الحمام يحدداً لحيته بحرفية بينما بخار الحمام حوله يتلاشى رويداً رويداً ...على رنين هاتفه ...عقد حاجبية بتعجب ، ثم نفض يديه من اله الحلاقة خارجاً من الحمام ، لينظر لرقم حازم الذي ينير شاشة هاتفه تأمل الرقم لثوانٍ مقرراً تجاهله الا انه ي اخر لحظة اجاب ربما لانه يعلم طبيعة حازم اللحوح :
"مرحبا يا رجل ، غائب لمدة يومين عنا ،ولا اراك في الجامعة .. تجتمع مع الشباب دون ان تناديني !؟ ؟! "
رفع ارقم حاجبيه بإستهزاء: :
وهل انا حبيبتك لافتقد وجودك هكذا!؟""
وكانه صب دلو من الماء البارد على حازم الذي توقع ان يتراخى ارقم في غضبه معه
" حسناً افهم من ردك انك منزعج مني ؟!؟ "
ليغمغم ارقم بتكبر واضح: :
" تحمل نفسك الكثير يا حازم ، من انت لانزعج منك اصلاً؟؟ "
كاد حازم ان يقفل الخط بوابل من الالفاظ النابية الا انه حاول تمالك نفسه مغمغماً
" حسناً ، الوم لدينا سهرة مع الشباب ..ما رايك ان تأتي ؟!" :
ثم اتبع كلماته بضحكة صاخبة تدل على مقصده ...كاد ارقم ان يقفل الخط مفضلاً ساعة نوم على صخب حازم الا انه تراجع في آخر لحظة وعيناه تلتقط قطعة الشوكولاة الموجودة جانب سترته اذ يبدو انها سقطت منها ما ان خلعها ،وأفكاره تعاود سيرها لتلك الابتسامة الهادئة مما جعله يحرك رأسه نافضا ما فيه ..وهو يغمغم لحازم بصوت شارد : :
"حسناً ، انتظروني لن اتأخر ..."
* * * * *
"إجازة ؟! ولكن هل اعلمت سبب هذه الاجازة "
نطق استفساره بفضول قاتل:
ليغمم الموظف على الطرف الاخر:
"في الواقع سيدي هي أرفقت ذلك مع ظرف شخصي ، ولكن مما وصلني من فتاة تدور في المكاتب وتوزع الطلبات ، ان والدتها اتصلت بها مخبرة إياها ان تأخذ اجازة لوجود خاطب محتمل" ...
صمت طويل ساد عبر الهاتف ليغمغم ضرار بنبرة جوفاء من المشاعر:
"حسناً ، اعلمني بكل نفس تتنفس ... لا اريد ان تغيب عن عينيك لحظة .."
اخذ نفساً عميق متطلعاً لكل ما وصل اليه وكل ما يملك لتنقلت اعصابه بلحظة مسقطاً كل مكتبة على الارض بلحظة غضب :
"لما عدتي ،لما عدتي الان اخبريني لمـــــا؟!؟ .."
صرخ كلماته وكله يغلي الماً وغضب .... لسنين وهو يتجاهل التفكير بها وان مرت به يستمتع بعبير ذكراها يستنشق بقايا عطرها ويعتقها من ذاكرته بعدها كي يستطيع اكمال حياته ولكن منذ ان رآها وما عاد منطقياً وكانه لم يعش لسنين دونها بل لم يعش سنين وكله يخبره ان ينساها ما يداعب طيفها ذاكرته وافكاره تشير له انها ربما تزوجت وانجبت اطفال واستمرت بحياتها .. ولكن بعد ان عشر سنين ها هي تقلب كيانه بأسبوع واحد فقط وتدمر استقراره وتذهب لرجل آخر امام عينيه ...أستهزئ من نفسه عن هذه الفكرة ليغمغم بقهر:
" وهل لك فرصه معها اصلا ؟! هه "
شعر بصدره يضيق ليفك ربطة عنقه ويجلى على الكرسي مغمض العينين وافكاره تجيء وتذهب حول شخص واحد "غـازية "
* * * * *
"سامحك الله يا أمي ..."
كانت غازية تتمتم كلماتها وهي ترتب أوراق العمل الخاص بالغد كي تأخذه معها للمنزل ، فقد اتصلت بها والدتها مره أخرى لتؤكد عليها ان تأخذ الغد إجازة من العمل استعداد للخاطب ... لتتمتم بحدة
"كل ما ياتي من الرجال قلق وهم ... "
ودت لو تستطيع الاتصال بمحمود وتريه معنى ان يتخطاها بهذا الشكل فهي كانت زملته أقل واجب ان يخبرها بحضور اهله ان يسألها عن رأيها !!! ولكن حسنا هي كانت سترفض لذا هه تفهم ما يفكر به الان
عكفت افكارها الجنونية الان احتراماً لوالدها الذي أصبح بصورة الموضوع و إلا ما قالت والدتها للناس تفضلوا
* * * * *
تجلس خلف منضدة المكتبة تطالع كتبها وتكتب ملاحظات محالة بها تبسيط محتوى موادها ، ، اذ لا يوجد غيرها اليوم في المكتبة.... العم محمود مشغول بشيء ما ...فمنذ الصباح لم يمر على المكتبة وعندما حاولت الاتصال به كان رقمه مغلقاً ... باغت جلوسها وحيدة دخول .....احد ما لترفع عيناها وتطالعها هيئة اخيها .."حيـــدر " عقت حاجبيها بتعجب وهي تزيح النظارة المخصصة للدراسة عن عينيها وتنهض مغمغمة بدهشة :
"حيدر ! لما أتيت الان ؟! هل هنالك شيء ما ؟؟!؟ "
تطلع حيدر لأخته بألم ، وندم .... لا يعلم متى ابتعد عنها روحياً بعد ان كان الاقرب لها ...تفضي له همها تضحك معه تخرج معه ترقص معه حتى تتعب الخطى ، قلبه ابتعد ربما منذ قررت ترك منزل والده والذهاب لدى خالته ... صانعة لنفسها حياة أخرى ..نظيفة ... حياة لا وجه له ليكون جزء منها .... رسم بلا أي ارادة ابتسامة آسية على شفتيه وهو يتطلع لها بشوق ...:
"وهل اخطئ عندما اتي لزيارة اختي ، ام انك اعتدي بعدي ..."
تطلعت فضة له ودموع غريبة ترقرقت داخل عينيها :
" ربما لانك نسيتني يا حيدر في خضم حياتك ... "
لم يجيبها سوى بأن فتح حضنه لها مغمغاً :
" وها انا اعوضك اليوم يا شقية
..."
* * * * *

نسمات الهواء الباردة تداعب ثنايا حجابها لتقشعر رقبتها من روعة النسيم البارد ... عيونها تلمع بسعادة طفولية خالصة ... وكلها يرقص على الحان( التانغو) الذي تجيده ... رقصة بعنوان السعادة ..... غمغمة حيدر المستلذة جعلتها تلتفت له يبدو كمراهق هارب من واجباته ببذلته التي خلع سترتها وثنى أكمام القميص كذلك لتكتمل الصورة بينما يحمل بين يديه علبه مثلجات بنكهة المانجا الذي يفضله ...
"اخي الغالي ، هيئتك لا تفوت أبداً ، اؤكد لك انك قادر على خطف قلوب الفتيات بسهولة ..."
ابتسم حيدر بغرور معطياً لهيئته مزيداً من السعاة الناطقة:
"لا أظن ذلك اختي ليس وأنت اعدتني لجنون السنوات السابقة ، اشك بأن تنظر لي فتاة عاقله وانا أكل المثلجات الباردة على الشاطئ في المساء مع الهواء البارد الذي ينخر العظام نخراً"
قهقهت فضة وهي تكمل اكل مثلجات الليمون بتلذذ امامه.
ليستلم نسيم الهواء زمام الذكريات ، مذكراً كلاهما بسنين ماضية اي قبل سنتين تحديداً عندما كان يخرجها كل يوم في فصل الشتاء تحديداً معه لتأكل المثلجات في مثل هذا المكان ...ثم يتسوق معها، او يذهب معها لخالتها او يشاركها افلام الرعب ما ان يعودا للقصر ...كان الاقرب لها ولكن الظروف ابعدتهم ... فهي نضجت وفهمت حياة والديها وهو غارق في هذا المستنقع ... ...
"اخبرني ، وبصراحة ها؟؟؟! "
اضافت اخر كلمة وهي تشير له بحاجبها بجدية رافعه إياه ::
ما الذي ذكرك بي بعد كل هذا الغياب ؟؟!! ولا تقل لي الحنين لو كان عليك لكنا بقينا بالمكتبة وتحدثنا ولكن ؟؟"
وحاولت اضافة درامية مضحكة على كلماتها كي لا تكسر أجواء القرب بينهما:
"انا وقلبي الطيب الذي لم ولن ينسى ايام الشتاء مطلقاً..."
ابتسم حيدر على طرافة اخته وحدة إدراكها ليغمغم بهدوء وهو يتكئ على مقدمة سيارته:
" حسناً ، قبل اي شيء انا اقر بذنبي ولا لا انكر انني كنت بحاجة لدفعة كي اقترب منك ، فأنا كنت اظن ان
لتكمل فضة عنه وهي تعلم بصعوبة ان يعبر حيدر عما يشعر به :
"لا تخبرني بما كنت تظن لأني افهمك ، ولكن عليك ان تفهم انا احبك ويستحيلان أتنازل عن إخِوَتِنا ولكن السنتين السابقات لم يكن لي قدرة لأطلب من اي كان قربه او محبته او دعمه لان اي ضعف في مركبتي كان سيدفعني لمنزلنا من جديد ... ولكن هذا لا ينفي انك ما زلت اخي واني سعيدة بوجودنا هنا بخلاف اي شيء آخر"
ابتسم حيدر لكلمات أخته غير عالم بما يخبرها ... فهي تفهمه تفهم صمته حديثه عيونه ... فضة فتاة ذات بصيرة غريبة تستطيع النفاذ لكل انسان من خلال عيونه ... تفاصيله ... ثغراته ...هي مميزة وهذا أكثر ما يحبه فيها ...
"والدتك أميرة هي من ارسلتني ، والدنا متعب يا فضة منذ ان رآكِ آخر مره ... عاكف بغرفته بعيداً عن الجميع يصب غضبه على الاتي والخارج من غرفته ... انه قلق عليك يا فضة "
رفعت حاجبها بعدم تصديق:
"وما الذي جد حتى يقلق لتلك الدرجة ؟!؟ ..."
"اظن سمعت بحوادث الاختطاف التي عمرت بالبلد اخر فترة والسرقة ... مقصدهما واضح السيارة هي أمان لك"
وضعت المثلجات على طرف السيارة وغمغمت بعمق وهي تحيط كفيها حول جسدها :
"لا انكر ان عصبيتي كانت مبالغة على والدنا ولا انكر اني كنت مُستفَزة يومها ....وربما كانت هذه امثل طريقة كي افرغ بها غضبي ولكن والدي بعيدين عني اميال ضوئية ، يظناني فقط أتمرد وأمارس حركات رعونة غير عالمين بل وغير آبيهن بكل ما أتعايش معه داخلي من صراعات بين ما أؤمن به وما يفرضه على واقعي .... ولنضع كل هذا جانباً وبعيداً عن كل ذلك ...ها انت مثال رغم بعدك عني الا انك تعلم بعملي من خالتي عكسهما .. واعلم انك تسألها أسبوعيا ًعن دراستي وتتفقد أموري ... ولكن هما ابتعدا ما ان ابتعدت انا ،كما وانني حمل وتخلصا منه بوجود خالتي ... فقط زيارات متفرقه تنتهي بشجار هي كل ما يمن علي به والدي ناهيك عن اني لم ارى امي منذ عقد ربما ؟!؟"
صمتت للحظات وهي تاخذ نفس عميق مغلقة عيناها
"دفع رسوم الجامعة والمال الذي يحول لحسابي شهريا ًوتلك السيارة لا تعبر عن حبهما يا حيدر .. انا لا اوافق كل ما يعيشان به ولا اقبل به واخاف منه .... بغض النظر عن أنك واقع معهما بهذا الامر وارجو ان لا تنزعج من كلامي فانا احبك ...احبهما ... الا إنني لم اكن لأقبل مال منهما لولا أني اعلم في داخلي أن جمع أقساط الجامعة وحدي سيجعلهما يعيدانني للقصر بغير إرادتي لما قبلت منهما الأقساط ... لا أريد هذا المال لا أريد هذا الاهتمام الناقص ولا اريد هذه الحياة يا حيدر ... ولكني احاول التعايش مع كل هذا فلا تفرض علي سيارة تكلف ثروة كي حافظ على اماني ونفسي بينما المال الذي اشتري السيارة قائم على نصب واحتيال يا اخي على كلن ...بمجرد ان انهي الفصل سأجمع مبلغ كي صلح سيارة خالتي واعاود استخدامها من جديد"
تطلع حيدر لها وكله يعلم صحة كلماتها فكلا والديها وبالأخص والدتها ...تعرف اخبارها منه ووالده لولا انهُ هو من حثه ما كان حضر ... لا يلومها ولكن ما بيده حيله هما يحبانها ولكن على طريقتهما ...
"حسناً ما رأيك بهذا الاقتراح ... غداً سارسل لك سياره ولكنها ليست بمال اي منهما او حتى مالي انها من ما جنيته ورث امي ...و لنعتبرها هدية دخول للجامعة متأخرة" "
قهقهت وهي تطلع له بحاجب مرتفع وكلها ينوي الرفض ، ليغمغم بجدية قبل ان تبدي رأيها:
"وهذا اخر اقتراح فضة ، اقبلي به او اقسم انك أتكفل بتوصيلك يومياً للجامعة وإعادتك كالأطفال ...وحقيقة انا لا امانع ...بهذا" "
نظرت له فضة مغمغمه وحسنا ان تأخذ هدية من اخيها امر جيد وان يكون ماله الخاص جيد اكثر :
"لنقل الخيار الاول هو الامثل.."
"سأتكفل من خلال معارفي بحجز مصف لك داخل الجامعة ، اما بالنسبة لمصاريف السيارة فهي هدية مني وأكد لك انها من ورث امي ، فكل ما كسبته منها قد وضعته في مشروع في احد الاحياء ولنقل انه كان ناجحاً جدا حتى كبر ليمسى سوق تمويني متكامل ... وللعلم هذا سر ...لا اريد لاي كان ان يعلم به"
ابتسمت فضة بفخر ولكها يعلم ان فوق كومة الغبار هنالك خير مغروس داخل حيدر ... فاستثماره بمال الدته بعيداً عن كل اللغظ في حياته دلاله على معرفته بان هنالك فرق بين ما يجنيه وما حصله من والدته من حيث المصدر .... غمغمت بدلال وهي تميل على كتفه:
"لن امانع ... استغلالي لك لراحتي امر مربح يا اخي "
ليغرق كلاهما في نوبة ضحك عميقة ويتابعا التقاط المثلجات ونمسة الهواء تداعب قلوبهما

• * * * * *

دخل منزله متأخراً عن عمد ببذلته المجعدة نتيجة جلوسه لساعات على مقعد السيارة يجوب المدينة بلا كلل او ملل ، لا يستطيع العودة ورؤيتها فلا حيله له لأسئلتها او ربما لا حيلة له لقربها ...كله مثقل بالهموم والسبب واحد ( غازية )... اسم واحد قلب كيانه ... كلياً .
بخطوات منهكة فتح باب مكتبة ليغلقه بهدوء ، اسقط سترته على الارض ثم هبط بجسده على الاريكة الطويلة التي امامه ، وضع ساعده فوق عينيه وذكرى ساحقة تتجسد داخل ثنايا عقله الباطن ....
((الرمال تتلاعب حولهما بأعاصير رملية صغيره منذرة عن طقس ملبد بالغبار ... بينما كان ضرار واقفاً يتطلع عبر نافذة المنزل الصحراوي ...
""هل تخبرني الان ان مجلس العائلة قد وضع شرط زواجك من ابنة عم غازية في حال عدم حمل غازية في غضون ثلاثة أشهر ..؟!؟ .. "
كانت صوت حابس يصدح بتعجب حول ضرار الواقف معطيا لحابس ظهره ... بينما يديه قابعة داخل جيب بنطاله ..
"أجل ..."
تمتمها ضرار بأسى وخفوت..
ليجيبه حابسة باندفاع :

"وما الحل ، هل ستتزوج ابنة عمها ؟!؟ وتأتي بأخرى مع غازية "
اجابه ضرار بأسى ..:
"الشيء الوحيد الذي أعلمه أنني مهما أمسيت مختلاً وعشقت طفلة بالسادسة عشر من عمرها وابتليت بتفاصيلها ، الا انني لن احرمها من طفولتها لن اجعلها تعاني ما عانت منه ... جمانة ...ابداً لن افقد غازية في سبيل هذه العادات البالية" .
تغضن جبين حابس لدى ذكر اخته "جمانة " والتي توفيت في الخامسة عشر من عمرها هي تلد طفلاً من زواجها الذي كان شرط سلم بين عائلتهم قبل اربع سنوات اثناء سفره هو وضرار للخارج للدراسة ... ومن حال اخيه المتعب فهو الوحيد الذي يعلم بمقدار ما يهز نفس اخيه الالم جراء تلك المشاعر العاصفة لتلك الطفلة ... لتسود لحظة صمت قطعها حابس باستفسار ....
"اتعجب لما لم يزوجوا من البداية تلك الفتاة التي تبلغ عشرين عاماً .... فالعادة تسري على البنت الكبرى!! من احفاد الشيخ واذا لم تتواجد فتنزل للحفيدة الاكبر من بنات أولاد الشيخ ؟؟؟"
قهقه ضرار بألم على غازية وعائلتها ...ثم تمتم بتعاسة مطلقة:
"لان الجد يكره بنات منذر يا حابس ... لذا رمى غازية كطعم ...ولكن عندما وجد انني أبعدت بطشه عن عائلته الفتاة واعدت الفتاة للدراسة معززة مكرمة ... جن .. وغضب ... وهذه كانت النتيجة ان حرض العائلة كي أتزوج الحفيدة الأخرى وكأن حياة الفتيات لعبة بين يديه" ....
"ولما يفعل ذلك ، ما الهدف من كل هذا ؟؟ "
"الامر غير محدد بالنسبة لي يا حابس ولكن الفتاة كيف نقولها اخبرتني تفاصيل ، ومنها ان منذر لا يعد ابن الشيخ ...بل ابن اخيه ... لذا ربما كان هذا سبب الحقد ... ولكن الذي يؤرقني هو حال والدهن قاربت السنة وهو غائب في خدمة الوطن دون اي اتصال او مكالمة على الاقل ؟!؟! حال عائلته لا يسر ربما لو لم تبكي غازية يوماً امامي خوفاً على امها ما علمت بحالهن وحال اخوها الرضيع" ..
اشمئزت ملامح حابس بتلقائية وبغض تجاه ذلك العجوز عبد القادر: :
"رباه اي نوع من البشر هو ؟!؟ أيستقوى على نساء كي يفرغ امراضه النفسيه ؟؟!؟ "
تمتم ضرار وهو يستدير لاخيه:
"المهم انهن بخير الان .... وعندما يعود الوالد لي حديث خاص معه ولكن الان هنالك مصيبة ... فأنا إما ان أتزوج تلك الفتاة او ان يعود الثأر فكرة حمل غازية مستبعدة نهائياً ... ابـــداً لن اضحى بها لأجل العادات ... ليس هي ... بل خاصة هي" ... ..
))))
تشدد جفنيه بإسدالهما وكله يهمس إسمها متمنياً لو يعود الزمن ويحارب كل شيء وتبقى جانبه... يحارب تلك العادات البالية.... يحارب الكل حتى يربيها يكبرها لتغدوا عروساً له عندما تنضج ثمرتها ....
بينما على الطرف الاخر كانت هي تنظر للباب المغلق ، وإحساسها ينذرها بحصول شيء ما ... شيء يتعلق بأنثى أخرى ...ربما...شيء يلامس احاسيسها .. شيء تعرف جيدا انه قادم لا محالة .. !!!
* * * * *

( ظهر اليوم التالي ...)
(يلا نرقص يلا ... عندي فرحة يلا يلا )
كانت نهاوند تغني كلمات الاغنية وهي تمسح الغبار عن كل التحف المتواجدة على الرفوف الزجاجية بينما تتمايل بخصرها رافعة حاجباً ماكراً لغازية الحانقة من حملة التنظيف التي فرضتها والدتها على المنزل ... والتجهيزات الشاملة للخاطب الجديد والذي بنظر والدتها لا مجال لرفضه الا في حال وجود سبب قاهر ...
"ما الوضع لديك غازية ، هل امتصت بشرتك القناع ام ما زال لزجاً "
كانت كلمات ايه الموجهة لغازية سبب لتتسع ابتسامة نهاوند بتسليه على اختها ... مما جعل غازية تنظر لنهاوند بغضب
"الوضع جيد جدا ..فقط المزيد من عصير الفراولة لو سمحت .." ....
"يكفي تراشق بالنظرات انت وهي ،وغازية اياك والعبوس نهائياً اليوم ... اريد ابتسامة واسعة واضحة ... بدون تكبر وترفع" .
كانت كلمات اية المحذرة القشة التي قسمت ظهر البعير لدى غازية مما جعلها ترغب بقتل محمود بأشنع الكلمات حالما تجلس معه ....
نسمة هواء باردة عبرت النافذة القابعة خلف غازية مما جعلها تنهض من مكانها عائدة لغرفتها وهي تغمغم:
"سأعود لغرفتي امي .. القناع قد جف ... ثم سأجهز ملابسي ...."
قاطعت نهوند غازية مغمغمه :
"انت تخطبين ونحن نتعذب هنا ... الله يا زمن ..."
رفعت غازية حاجبها بمكر لنهاوند مغمغمه: :
"الدنيا سلف ودين يا اختي لا تنسي يوما ما سيخطبك المغضوب عليه ..."
علت قهقهة غازية وهي تتجاوز اختها بينما نهاوند تهتف من خلفها بحنق وغضب : :
" بل فلتدعي امه في عبها لقبولي بابنها .... قال مغضوب عليه قال ..."
غمغمت ايه بهدوء لابنتها :
"هيا اكملي ما عليك .. وأنا سأكمل تجهيزات الضيافة "
"حسنــا ،أشكو امري لله فقط .."
قهقهت ايه وهي تبتعد عن ابنتها نهوند داعيه الله ان يحل لكل بناتها كل عقدة ومشكلة ويديم فرحهم مرحهم عليهم ..

* * * * *
جففت وجهها بالمنشفة الصغيرة أمام مرآة حمامها ..
" يبدوا أن نتائج القناع جيده ..."
تتبعت بعيونها بعض الشامات المتناثرة على رقبتها ... لتتذكر حوار قديم دفنته سابقاً ..حوار اسي مليء بكل أنواع الكذب الساحر .... ...
" هذه الشامات الصغيرة سرنا "(
"كيف ذلك ؟؟"
"عديها كلما اشتقتِ لي واعلمي ان كلما عدتها زاد شوقي لك وحبي بمقدار ضعفها عن سابق حبي وشوقي لك ")
تغضن جبينها باستياء نتيجة هذه الذكرى الغير مرغوب بها لتهز رأسها وتخرج من الحمام لتقابلها والدتها :
" هيا افتحي خزانتك لأرى ما لديك لترتديه ؟!!؟"
رفعت غازية حاجبها بتعجب من أمها ورفض ...: :
"امي!!! "
غمغمت ايه بنزق وهي تتجاوز غازية:
"ولا كلمة غازية ، هيا اريني ما لديك ... اعلم لو تركت لك الطوق لارتديت الاسود ..."
ثم اكملت وهي تتطلع لخزانة ابنتها:
" اللون الزيتي جميل عليك ولكن لا يناسب مناسبة كهذه ... والخمري جميل ومناسب لنرى ما لديك منه ... مممم خذي هذا انه جميل ..."
انهت ايه كلماتها وهي تمد الفستان الخمري على السرير وعيناها تحدق بالفستان وتقيمه
غمغمت غازية وهي تطلع لوالدتها:
" امي ما بالك متحمسة هكذا ، الامر ليس ضخم جداً انه مجرد ...عريس آخر ..."
اشتدت ايه بقامتها وهي تتجاوز ابنتها مغلقة باب غرفتها عليهما:
"لا بل انه ضخم .... قاربتي السابعة والعشرين وللأن ما زلتي ترفضين كل عريس يتقدم لك عدا عن اللذين ترفضينهم دون العودة لي او لوالدك ... عمرك يمضي وما زلتي عالقة في تلك الدوامة ...بينما هو تزوج وأنجب ويحيى حياته بالطول والعرض واين انت من هذا كله اخبريني ؟؟؟ اما اكتفينا يا غازية؟! ، أما اكتفينا يا فرحتي ؟"! ...
لتجيبها غازية بعيون غارقة بالدمع وضعف غريب احتل نبرتها :
" هل اصبحت حمل يا امي ؟!؟! ..."
لتقترب ايه من ابنتها مغمغمة بحنان : :
"أبدا ما عشت ولا كنت ان كنت أراك حملاً علي ولكن حالك الذي انت عليه أصبح حملاً على قلبي ...كأي ام تنتظر فرحتها بابنتها الكبرى"
ثم تابعت وهي تمسح دموع غازية ببطئ:
"اعطي نفسك فرصة يا اابنتي ..."
"امي انا لا ارفض بسببه ، انما ارفض لأني .... لأني ... لا أريد ان أخاطر باستقراري النفسي لاجل مطلق رجل ... سنين تعبت بها حتى وصلت لما انا عليه ... وتأكدي لو أتى رجل حقيقي لن امانع الا ان كلهم اشباه رجال"
اجابت ايه ابنتها بحنان .. وهي تمسك بها وتحتضنها لصدرها ...: ...
"الزواج يا ابنتي ليس مخاطرة ... انه سنة تسري عليها حياتنا ....انا لا اخبرك بان تقفزي عند حضور اول عريس ولكن اعطي لنفسك فرصه ... لا ترفضي من مجرد مبدأ الرفض ... الرجل لا ُيرد ووالدك سأل مسبقاً عنه من خلال معارفه بالشرطة سجله خالي من اي شرخ ... كما وان سمعته طيبة بالجامعة ... ومع ذلك يا غازية الخيار لك لكن إياكِ يا غازية ان ترفضي هكذا دون سبب ...إياكِ ، سابقاً كنت معك في رفضك ولكن اليوم تأكدي لو لم اكن متزوجة من والدك كنت تزوجت به" .
وغرقت ايه بموجة ضحك تبعتها غازية بعيون دامعة وهي تحتضن امها قريباً لقلبها ....كما كانت دوماً....
* * * * *
تتفرق المجموعات الطلابية على مدخل مبنى الكلية بينما نسمات الهواء البارد تملئ الاجواء مضفية مع الجو الغائم شاعرية محببة لقلب فضة ...
همس منادي بإسمها صدح خلفها بخفوت ...
"فضـــة"
توقفت للحظات ثم استدارت وهي تسحب نفس خفيف من انفها لتدفئة: ..
"مرحباً..."
كان جلال الذي نادى اسمها ، شاب كانت تدرس معه الفصل الماضي ضمن مجموعة دراسية ، أسمر البشرة بعيون زرقاء ... وشعر ملون بالبني والعسلي ، تركيبة عجيبة ملفتة للنظر خاصة مع طريقة لباسه (البوهيمية) وعيونه التي تلمع بغموض قادر على إرسال أعظم إشارات الارتباك لقلب اي انثى ....
"أهلا .."
نطقت كلمتها بنبرة مليئة بالفضول .. فلا تعتقد بوجود مواد مشتركة بينهما هذا الفصل .. ...
"جلال الصفدي ، هل تذكريني كنا ندرس الفصل الماضي سوياً ..."
غمغم كلماته بصوت اجش عميق وكأنه يغني لالا بل وكأنه يتغزل بحبيبته ، ونظراته تتطلع لفضة بغموض..
"أجل بالطبع اتذكرك ..."
ليغمغم مقاطعاً الاستفسار الذي كانت عيناها تنطقه: :
"اعذريني لمناداتك بهذا الشكل اعرف انك لا تحبذين هذا الامر ولكن منذ يومين وانا أحاول البحث عنك ولم أجدك في الكلية..او في مكتبة الجامعة، كما وان مواقع التواصل لخاصة بي قد سرقت لذا لم اجد سبيلاً لك .." "
عقدت حاجبيها ثم غمغمت بنبرة موضحة:
" لقد اعتذر بعض الأساتذة لذا لم ان اطيل تواجد بالكلية ، تفضل !!هل هنالك امر ما .."
تخلخلت أصابعه خصلات شعره ثم غمغم بنفس النبرة المثيرة للقشعرير
"في الواقع انا اعاني مع مادة الاحصاء بل اعاني وبشدة ... الفصل الماضي شرحتها للمجموعة والفصل هذا انزلت المادة ولكن ...حسناً انا ضائع" ..."
تطلعت له بالبداية بشك فهي تعلم بأنه من اذكى الطلاب ...ولكن قمعت الشك فشاب مثله ماذا يريد منها عدا شرح مادة ... :
"لا بأس بذلك ...يوم الاثنين والاربعاء لدى فراغ من الساعة العاشرة للثانية عشر ...سأشرح لك فيهما ...هل يناسبك هذا ؟؟؟
تهلهلت ملامح الشاب ولمعة نصر غريبة عبرت عينيه لم تتنبه لها فضة ليغمغم: :
"بالطبع ، ولكن اليوم سأفعل حساب جديد على الفيس بوك ، سأرسل لك طلب .. واي موعد او تغيير فقط اخبريني ..."
ابتسمت له بهدوء ثم فتحت دفترها لتكتب حسابها على الورقة : ...
"ها هو الحساب ، وأي طالب او طالبة معك في نفس المحاضرة يودون مساعدة انا حاضرة..."
"بالتأكيد "
قالت كلماتها بابتسامة هادئة :
"اعذرني ... لدي محاضرة الان "
غمغم بنبرة هادئة وعيونه تلمع:
"بالتوفيق وشكراً لك ..."
بقي جلال يحدق بها وهي تبتعد عنه: ...:
"واخيراً فضـة واخيراً..."
لم ينتبه الشاب للعيون التي تلمع بغضب ناري وهي تتطلع لنظراته لفضة بعد ان أنصت للحديث كاملاً بينهما ... محللاً عيون الشاب ونبرته وصوته بخبرة زير نساء محترف ..ليصل بتحليله لأمر واحد ..."ذلك الشاب مدله بفضة"
* * * * *

انتهت المحاضرة ولم تلمحه الا انها لمحت آسيا .. بعد غياب اسبوع تقريباً عن المحاضرة ها هي آسيا تعود منزوية متباعدة ومما يبدو لفضة ان ارقم قد انهى علاقتهم ...لتصبح ضحية أخرى لجنون مالك قلبها .... ارتجفت حناياها عند التفكير بهذا الامر ..ليتغلغل اليأس من جديد لها ... فهو رغم ما كانت عليه آسيا من براءة لم تؤثر عليه ...كما توقعت ان يحدث او ربما كما يحدث في غالب الروايات حيث تأتي الفتاة البريئة الجميلة لتعلق قلب الشاب العابث .... نهضت فضة من مكانها مقتربة من آسيا التي تجمع اغراضها بيد ترتجف و وجه شاحب ...
"آسيا ..."
التفت آسيا لفضة بحدقتين تهتزان لوجه فضة ...
"مرحبا..."
كانت تمتمتها خافتة ....ومليئة بالأسى ...
"هل انت بخير ... تبدين شاحبة ..."
في قرار فضة كانت تعلم السبب ولكنها ارادت ان تتأكد بسادية لم تقصدها ...وبقلق على حال الفتاة .... أمرين يصعب ان يجتمعا الا إنهما اجتمعا داخل فضة : ...
"انا بخير ... اول على الاقل أحاول ذلك ..."
كانت نبرة آسيا خافتة حزينة وبشدة....
"انا موجودة اذا احببت ان تتكلمي ..."
كانت كلمات فضة تنبع من قلبها او ربما غمغمتها بعفوية لا أكثر ولم تكن تظن أن آسيا لوهلة ستتحدث لها ...
" "لدي اختبارين اليوم ...ولكن هل يمكن ان اتصل بك ... انا بحاجة للحديث وانت وحدك من اثق بها هنا
كادت فضة ان تلعن قلبها وحالها وهي تسمع نبرة الفتاة المحطمة وخوف يزعزع خلاياها من ان تصبح مثلها يوماً اذ ما انساقت خلف قلبها ....
"سأنتظر اتصالك ... انتبهي لنفسك ..."

* * * * *

خارجة من الجامعة بنما المطر يتساقط .... لتهرع متعجلة ناحية المواقف الخارجية متعديه اياها وهي تقترب من المكتبة ....
فتحت الباب لترن الاجراس ويتنبه العم محمود لفضة التي دخلت ...
"كيف حالك يا ابنتي ...."
"بخير ، ولكن الجو ماطر بغزارة ليس وكأننا نودع الشتاء ..."
ابتسم العم محمود على حالها وهو يراها تنزع سترتها مقتربة من المدفئة الصغيرة المتواجدة بجانب المنضدة ...
"البارحة لم استطع الرد عليك زوجتي كانت متعبة ...وكنت معها عند الطبيب ...."
قاطعته مغمغمة :
"لا بأس يا عمي ، و اذ اردت سأفتح المكتبة وحدي ما ان انهي دوامي ... المهم صحة الغالية ..."
ابتسم لكلماتها بحنان:
"بارك الله فيك ...وهنا مربط الحبل ، سأحضر كل يوم صباحاً ما ان تكون الجارات مجتمعات عندها...وثم أعود مع الظهيرة ... فجاراتها رفضن ان اعد الغداء لها"
ابتسمت بهدوء ...:
"ادام الله المحبة حولها وصحتها ... لا بأس يا عمي بمجرد إنهائي لدوامي سأحضر لهنا ... ...لذا لا تقلق"..
اومئ لها بهدوء وهو يقف ليستل معطفه من خلف المقعد الذي يجلس عليه ...
"كما العادة الدفتر هو مرجعك يا ابنتي"
كادت ان تجيبه ...الا ان صوت الجرس قاطعهما لتقف فضة ما ان رأت ارقم ... بوجه مليء بالحيرة ..
"مرحبا ..."
كانت كلمات ارقم موجهه لفضة بعيون خالية من اي تعبير ...لترتفع عينيه بعدها بتلقائية للرجل العجوز الواقف جانبها ...
تنحنحت فضة وهي تعرف بأرقم للعم محمود:
"أهلا أرقم .... عم محمود هذا ارقم الشاب الذي أخبرتك عنه سابقاً..."
اومئ محمود متذكراً حديث عابر بينهما سابقاً اعلمته فيه فضة بشأن هذا الشاب :
"اهلا يا بني ... "
القى كلمته بترحيب ثم توجه نحو فضة الجالسة بنظراته وهو يرتدي معطفه :
"والان اعذريني يا ابنتي واي استفسار مدون ..."
"على الدفتر الاسود لا بأس يا عمي اتكل على الله ...."
غمغمت فضة كلماتها بهدوء ليخرج العم محمود بعد ان حيى أرقم بإيمائه بسيطة ..... بينما ارقم كان واقفاً على جنب وبين يديه يحمل دفتره ...ويبدو من هيئته المهندمة انه قد اتى بسيارته ...
"حسنـاً ، هل الوقت مناسب للدراسة ؟!؟ ..."
غمغم ارقم كلماته بعيون محدقة بتركيز بفضة مما جعلها تتوتر من نظراته ...
"في الواقع كنت سأرسل لك رسالة كي تأتي .."
"ولكن لم ترسلي !!!.."
غمغم ارقم كلماته بحدة فلتت منه.. ...
شعرت فضة برعشة غريبة تمر عبر اوصالها من تحديقة المستر بها واسلوبه الغريب ... بل ونظراته الغير معبرة عن اي احساس ...
"لا اعلم ما بالك اليوم ولكن للتوضيح كنت سأصلي واتصل بك ...لذا خذ راحتك بالجلوس بجانب المدفئة أصلي واعود لك .." ..
القت كلماتها وغادرت ... لم تنتظر توضيحه ظناً منها ان سبب حالته هي آسيا وإنفصاله عنها ...تقدمت من الحمام الصغير المتواجد خلف الرفوف واغلقت الباب عليها لتتؤضئ شاكرة الله على نعمة السخان الذي ركبه العم محمود في المكتبة ...
على الجهة الاخرى كان أرقم واقفاً بنفس مكانه يلعن تصرفه السابق ... تمتم من تحت اسنانه:
" ما بالك ... صحصح قليلاً ،غالبا الفتاة تظنك مختل عقلياً ."
داخله يعلم حقاً سبب غضبه ... فذلك الفتى الذي كان واقفاً معها ...خطر على هدفه وليس هو من اعتاد المنافسه فيما يضعه نصاب عينيه ، الشاب قريب من فضة بأفكاره وشخصيته بل إنها ستدرس معه امام الجميع على عكسه هو و عند هذا المنحنى حاول ان يضبط نفسه بأخذ نفس عميق ... وهو يقترب من مكان جلوسها قريبا بجانب المنضدة قرب المدفئة. ..

* * * * * *
(مســـاءً في منزل غـازية )
كانت رائحة (اللافاندر) تفوح من منزلهم .... بينما رائحة البخور تعبق بملابس غازية بعد ان بخرت والدتها ملابسها بنفسها ....
"ربـاه غازية انه وسيم ...بل خشن ووسيم بل رجولي بحق عضلات وأسمر وحركات من هنا وهناك وكذلك مدرس جامعي كأنني بأحد الأفلام والمسلسلات تماماً"...
تطلعت فضه لنيران التي تصف محمود بعيون مراهقة حالمة لتبتسم بتلقائية وهي تتطلع لعيون اختها الحالمة واصابعها المشبوكة كما وانها تدعوا الله ان تحصل على رجل مثله وعند هذه النقطة قهقهت غازية وكأنها كانت تحتاج لمتنفس لتوترها ... لتتطلع نيران لاختها بعبوس وحيرة:
"لا تضحكي انا اتكلم بجدية هنا ... نصيحة لا تضيعيه ...انه وسيـــم ورجولي ربـــاه يجب ان تتزوجا كي أجد شخصاً مثله مستقبلاً بالتأكيد لديه اخوه سيحذون حذوه ... ولكن انا لم أرى معه اي أخوه .." .
استمرت نيران بثرثرتها بينما غازية التفت للقهوة كي تصبها في الفناجين .. حاولت ازاحة التوتر عن قسمات وجهها بابتسامة بسيطة الا انها تعلم يقيناً ان التوتر متمكن منها فلأول مره ستحاول ...لأجل عائلتها ولأجل نفسها ... لا تعلم حقيقة ما هي مقبله عليه ولكنها ستحاول ...
أغمضت عينيها لبرهة لتأتي صورة (ضرار ) امام عينها مما دفعها لتهمس بخفوت ..
"يكفي ..."
ثم فتحت عيناها لتمسك صينية القهوة بثقة و ابتسامة هادئة .....
تقترب منهم بخطوات واثقة كعادتها تسحره بكل تفصيل يخصها ... اللون الخمري أعطاها رونق انثوي ... زاد دقات قلبه ...بينما رائحة البخور والتي انتشرت بالغرفة زلزلت اتزانه كلياً ...نظرتها لا تحمل تحدي او سخرية مبطنة او مكر بل ثقة ولكن مهتزة ... على غير عادتها... جميلة الجميلات متوترة هذا ما نطق به لسان عقله ....
قدمت القهوة لكافة افراد عائلته والده والدته ،عمه وأخته ... وحان دوره ...قدمت الصينية امامه ليأخذ الفنجان وعيونه تتطلع بعينيها بنهم وشوق ليهمس لها قبل ان تبتعد:
"تخطفين الانفاس ..."
احمرت وجنتيها بتلقائية بينما كان كلٍ من عائلتها وعائلته يتحدثون بشأن السياسة ووضع البلد
..غير منتبهين لما جرى ... لتهدأ الأحاديث مره واحده وعمه يضع فنجان القهوة على الطاولة: ...
"سيد منذر ... اليوم أنا أتحدث نيابة عن أخي وابنه ونتشرف بطلب يد ابنتكم الفاضلة لابننا الغالي ...على سنة الله ورسوله ... لن أطيل الحديث او مثلما يقول البعض (لا تكثر الهرج ) ولكن ابننا قد رأى في ابنتكم من ادب واخلاق وعلم وطيب مما جلعنا اليوم نتقدم لنسبكم الطيب .... لعل الله ان يتم علينا وعليك يا سيد منذر الخير بإذن الله"
انهى عمه كلماته بينما والد غازية اجابه بصوت هادئ ورزين: ...:
"الشرف لنا بنسبكم الطيب ...وأنا لن ابخس ابنكم قدره يكفي سمعته واخلاقه ...ومن ناحيتي فأنا لي كل الشرف بقرب عائلتكم ولكن القرار النهائي لابنتي" ...
ابتسم العم بهدوء ليغمغم وهو يتطلع لغازية:
"بالتأكيد القرار لك يا ابنتي ... بالخير يا رب .. ما رأيك يا سيد منذر ان نتيح لهم فرصة الحديث سوياً".
أومأ منذر :
"بالطبع ... "
ليشير لعلي كي يقود محمود وغازية لغرفة الضيافة المجاورة... تبع محمود خطوات علي ... ليترك علي أخته التي تبعته معه ....
اخذ نفساً عميق وهو يتطلع لغازية التي جلست مقابلاً له وعيونها تتطلع له بلوم ...ربما ..:
"كيف حالك يا غازية ..."
ابتسمت ببطء وهي تغمغم: :
"الحال بخير ، ولكن لا اظن ان حالي يخفى عنك اذ يبدو انك تطمئن علي من اصدقائي ..."
وكانت كلماتها إشارة لاستفساره من فضة عنها... ليحمر ويرتبك وهو يتطلع لها ولابتسامتها المنتصرة ...
" إنه القلب عندما يشتاق لا يعلم من اين يحصل الخبر عن من يحب ..."
كانت إجابته نابعة من عمق مشاعره بوضوح دون مواربة ... مما جعل غازية ترتبك ..وبشدة ...لتغمغم محاولة اخفاء ارتباكها:
" لما لم تفاتحني سابقاً بهذا الموضوع ؟!؟ ..."
ابتسم هو لمحاولتها الفاشلة بالهجوم: .
"لأني أعلم برفضك المسبق دون سبب محدد ..."
"وما ادراك بإجابتي ...."
ليجيب بهدوء مليء بالمشاعر: :
"لان الذي يحب يفهم محبوبه يا غازية ... وانا افهمك ببساطة ..."
اجابت بحدة شديدة وكلها يغلي من ثقته :
"حب ... محمود بالله عليك هل تتعايش مع مراهقة متأخرة ؟؟! ..."
ليجبها بثقة رافضاً استهزائها :
"وهل الحب مراهقة متأخرة ؟!؟ ... "
ليأخذ نفس عميق ويكمل: :
"لم أتي من النافذة غازية ... بل اعددت كل ما يشرفك كي تكوني زوجه لي واتيت من الباب ... من خلال عائلتك كي اجد فرصتي لديك ...بحق ... لا مجرد رفض ينبع من تعنت ضد الذكور" ..
كادت ان تنفجر بوجهه وهي تكز على اسنانها: :
"وهل قيمتني الان ونعتني بالمتعنتة ؟؟! اظن ان هذا لوحده سبب كافي للرفض وهو عدم الاحترام .."
"لا اظن اني وصفتك بما ليس بك .. هذا اولاً وثانياً انا ابداً لن اسمح لنفسي بتقليل احترامك ... فالحب بالنسبه لي يعني احترام بالدراجة الاولى ولكن من قبل عندما حاولت التقرب منك بعد حرب العيون الطاحنة التي دارت بيننا ...انت رفضتي قربي حتى ...بل تعنت رافضة حتى الحديث معي بابسط الامور ...لأجد بعدها انك استقلت من الجامعة"
حاولت ان تجيبه دون ان تحاول تبرير اي نقطة عالمة ان محمود قد وصل لنقطة مهمة تتبعها هي بحياتها مع غالب الرجال فما ان يقتربوا منها حتى ترميهم بعيــــداً جداً....
"بغض النظر عن اي تصرف بدر مني ، هذا لا يعطيك الحق بأن تنحيني ... نحن كنا زملاء ..في يوم ما ..."
ليجيبها بثبات وهو يشبك اصابعه امامه بينما نبرة صوته اصبحت عاطفية ...مثيرة للرعشة بل تحديداً اثارت غازية بغرابه وكأنها تلامس الوتر الحسي لديها :
"غازية ...يا جميلة الجميلات أنا احبك ... بل اعشقك ...مهما بدر مني اعذريني ...ولدي استعداد لانتظارك لسنين حتى تحلي كل عقد الماضي المتواجدة داخل رأسك الجميل"
تعجبت من كلماته لتغمغم باستنكار وغضب :
"الماضي ؟!؟ حدد مقصدك بهذه الكلمة ."
اجابها بصلافة رجل محارب:
"لن اتنازل عن فرصتي أبداً ...الا لسبب واضح وصريح ... "
أجابت بإستهزاء متعمد :
"صريح ؟؟! حسناً لنرى هل نفوري منك ليس بسبب صريح ؟؟؟! "
كما وانه يهادن طفلها غمغمم لها بالرد:
"لا بل سبب داخل سبب يا جميلة الجميلات ... فأنا وانت نعلم ان للماضي شان برفضك كل ما يصنف تحت ذكر بالتالي نفورك مني بلا سبب واضح وانا لم تبدر مني حتى بادره واحدة سيئة"
لم تستطع الرد لذا حاولت ان تهاجم بلسانها وبحدة وغضب عاصف :
" أي ماضي الذي تعيد ذكره ... هل انا جالسة مع محلل نفسي ام خاطب ... اسلوبك وقح .... جداً "
"العفو لي منك يا جميلة الجميلات على اسلوبي ولكن لا تأملي ان اتراجع ...ابداً ... انا متيم وما على المتيم عتب"...
كانت نبرته غريبة تثير الارتباك داخلها وتجعلها متقلبه بين ان تعطي فرصه وبين ان تنصاع خلف غضبها تجاهه بسبب تعريته لها ... الا انها حاولت ان تسأله بغرابه :
"لم تجب على سؤالي السابق ما المقصود بكلمة ماضي هنا.."
صمت قليلاُ كما ليغمم بنبرة خافتة وعيناه تتطلع لها بحب فائض واضح لها حتى رغم غضبها :
"زواجك السابق ...."


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 07:03 PM   #693

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثامن :
(عواطف مضطربة )


كانت نبرته غريبة تثير الارتباك داخلها وتجعلها متقلبه بين ان تعطي فرصه وبين ان تنصاع خلف غضبها تجاهه بسبب تعريته لها ... الا انها حاولت ان تسأله بغرابه :
"لم تجب على سؤالي السابق ما المقصود بكلمة ماضي هنا.."
صمت قليلاُ كما ليغمم بنبرة خافتة وعيناه تتطلع لها بحب فائض واضح لها حتى رغم غضبها :
"زواجك السابق ...."
بقيت صامته للحظات وكانها ما زالت تستوعب الصدمة حتى بدأ وجهها يشحب تدريجياً ...خصوصيتها امر محظور التداول فيه ... مع اي كان سوى فضة ... فقط ... لذا معرفته بهذا الامر السري الذي لم يسجل على ورق حطمت ثقتها أمامه ...
"كيف علمت ..."
كان صوتها الذي نطق هذه الكلمة ... بنبرة جامدة باردة جوفاء خالية من اي شعور واضح ...
" علمت وانتهى الامر ربما عندما تعطيني فرصتي سأخبرك كيف ... ولتعلمي انه غير مهم بالنسبة لي ، وبل لا يهمني اصلاً ولكن ان كان سيمنعني من ان آخذ فرصتي معك فهنا انا سأقف أمامك... بعنف وحدة مانعاً اياك من سلبي فرصتي ..."
بقيت تحدق فيه ببلاهة كما وانه يخرفن جنوناً :
"هل تعلم معنى كلماتك ؟؟؟ انت شخص يتحدث عن زواجي السابق وما زال يريد فتاة كانت متزوجة وهي بالسادسة عشر ؟؟"
نهض من مكانه بحدة واقترب منها حتى جلس مقرفص امامها لتتراجع هي بجلستها بعيداً عنه مصدومة من تصرفه الطائش بل من كل شيء فهو يتصرف معها اليوم كما وانه بفيلم سينمائي تركي ... غمغم بلا مبالاة تجاه زواجها :
"لا يهمني زواجك السابق اللعين ، ما يهمني هو انت أنا احبك غازية بل اعشقك عليك استيعاب هذا ... وما احبه ليس القشرة الفارغة التي يتطلع لها الناس ... ولا القوة التي تدعينها وتثبت حزمك الشديد ولا المكر الذي تلبسينه عيناكِ ولا الأنوثة التي تنطلق منك كما الألعاب النارية عن بعد يارد محطمة قوة قلبي العاشق لكي ... بل انا عاشق لكل عيوبك غازية ... عاشق لقوتك لأنها تثير فيني ما لم تثره اي انثى ...واعشق مكرك حتى وانت تمارسينه على كل من حولك مزلزلة عالمهم بخبث انثوي تسحريني به واعشق تفاصيلك المنظمة الانثوية التي تسحر قلبي وانا اتطلع ليوم تمارسين فيه انوثتك أمامي ... في منزلنا وعلى كل تفصيل يخص حياتنا" ...
بقيت مسحورة بكلامه لدقائق ... لا تعلم ربما مرت ربع ساعه وهي تحدق به بجنون ... ليقاطع نظراتها ونهو يقف امامها شاكياً :
"لم أكن اعلم ان من يحب يجب ان تؤلمه ركبه ...رباه الم تحني على وتخبريني بالعودة لمكاني ..."
كانت كلماته مرحة ... تلقائية ليس وكأنه قبل قليل قد زلزل عالمها بمعرفته الحقيقة بل وبإصراره عليها بأجمل كلمات وصلت لمسمعها يوماً ....:
" أسبوع .... واحد وبعدها سيصلك ردي ..."
حاولت بقدر الامكان جعل نبرتها محايدة وابعاد عيناها عن عينيه لتتسع ابتسامته وهو يتطلع لتصرفها مما يدل على انه متأثرة مثله بمشاعره تجاهها ...
"أمرك يا جميلة الجميلات ... لك كل الوقت لآخر العمر ...دِ..."
احمرت بطريقة واضحة امامه بتلقائية اذابت قلبه وجعلتها تشعر بالحرج ... ليس وكانها فتاة ناضجة بالغة ... لتغمغم قاطعة الجو الدائر بينهم من مشاعر متزاحمة وهي تتطلع لعيناه وما زالت حمرة خجل منثورة على وجنتيها :
" هل والدتك وعمك يعلمان وضعي .. او اي كان عداك ..."
أجابها بهدوء وهو يستمتع بوقوفه مشرفاً عليها ... واستنشاقه رائحتها :
" لا أحد في الوقت الذي تريدين انت اخبريهم ... واذا لم تريدي فأنت حرة ...هذا امر يعود لك "
لتغمغم بجدية :
"بغض النطر عن الرد الذي سيصلك الا اني اريد ان اعلم كيف علمت ..."
اجابها بصوت حنون ...هادئ :
" يا رب اعني على قوتها ... أمرك يا جميلة الجميلات ... واتطلع للقبول منك ..."
ثم غمزها بشقاوة .... مؤكداً على جنونه بحبها ...
اومأت له بهدوء :
"هيا ، لقد تأخرنا ..."
ابتعد عنها لتقف متحركة أمامه كي تخرج من الغرفة ... الا انه تبعها ليقف خلفها للحظات مستمتعاً بإستنشاق رائحة البخور الصادرة منها :
"غازية ... "
توقفت للحظات ما ان سمعت غمغمته خلفها بإسمها الا انه غمغم قبل ان تستدير :
" لجسمك عطرٌ خطير النوايا، يقيم بكل الزوايا "
ويلعب كالطفل تحت زجاج المرايا
يعربش فوق الرفوف، يجلس فوق البراويز
يفتح باب الجوارير ليلاً، ويدخل تحت الثياب
لجسمك عطرٌ خطير النوايا
لجسمك عطرٌ به تتجمع كل الأنوثة، كل النساء
يدوِّخني، يذوِّبني، ويزرعني كوكباً في السماء
ويأخذني من فراشي إلى أيّ أرض يشاء
وفي أيّ وقتٍ يشاء
أقتباس ))
كانت كلماته كالثلج مرضيه لغرورها ... على الرغم من تأثرها بمعرفته بِأن زواجها الا انه بطريقة او باخرها احتواها تعلم ... ولاول مره تشعر بانها وجدت من يستطيع استيعاب مشاعرها وحاجتها لمن يغتر بها ويراها شيء غالياً نفيساً ....
"أحبك ..."
كانت همسة اخيرة اضافها قبل ان تتحرك هي مبتعدة عنه....

* * * * * *
سابقاً(ظهر اليوم )
خرجت من خلف الرفوف بعد ان انهت فريضتها ، عيونه تتطلع للراحة المرسومة على هيئتها ..الصلاة ... طالما كان والده يحثه عليها حتى كبر ... لا يعلم هل بسبب تباعده عن والده هو ابتعد عنها ام لانه انغمس بعالم آخر ... بعـــيد كل البعد عن تلك السكينة ...
"تقبل الله .."
غمم أرقم كلماته بتلقائية لفضة التي ردت عليه بهدوء على عكس ما توقع منها ان تتعجب او تستغرب
" "منا ومنك ..."
اخبرني كيف رأيت الدرس الماضي هل وصل لك كل شيء ؟!؟ .. ام لديك اسئلة متعلقه به ... ؟؟!؟" ."
كان استفسارها هادئ على عكس داخله... عدى ان عيونها كعادتها تتغير اثناء الحديث معه من الاسود الى البني ..لا يعلم عادة ما يشتد لون العين في نشوة الشعور بالحب او الحزن او العشق على عكسها ...لا يعلم وكأنها تُحيي داخلها عالم اخر غير ما تظهر فتفضحها عيونها تارة ... وتؤيدها تارة... تطلع لها بتركيز ليسألها بشكل مباغت وهو يستذكر ذلك الشاب الذي كان واقفا معها بانزعاج :
"فضة ..هل هنالك قصة حب تتعايشين معها ؟؟! ..."
رأى الصدمة لولهلة على محياها الا انها سرعان ما ارتدت قناع الثقة لتغمغم بهدوء مبعدة عينيها عن عينيه ..
" لا ..."
سألها سريعاً وكأنه لم يقتنع بإجابتها :
"لا يوجد فتاة في هذا الكون لم تحيا قصة حب على الاقل داخلها دون ان تفصح ...عذرية القلب أمر مبالغ به يا فضة بل غير موجود"
التقت عيناه بعينيها لوهلة ثم ازاحت عينها عنه لتطلع بالدفتر كعادتها ... تهرب منه لتجيب وهي تمسك القلم بين اصابعها الطويلة السمراء:
"المشاعر هي أمر متواجد حولنا يا ارقم ...وانا قد تتملكني المشاعر وربما الحب رداً على جملتك سابقاً ولكن مممم ان ابادل شخصاً ما الحب أمر عظيم يا أرقم ... فأن تسلم مقاليدك لإنسان لاهو امر جلل فانت تعطيه ورقة اعدامك .... بين يديه دون ادنى حول لك ولا قوة " ...
تطلع لها أرقم لثوانٍ ثم اتسعت ابتسامته ولمعت عيناه باعجاب .. :
"لأول مره تجيب أنثى إجابة كإجابتك ... دائما ما اجد نوعين يا نكران تام لتلك المشاعر مع عيون ملائكية ...وأحياناً أجد من تجاهر بتعدد اتجاهات قلبها ... ولكن لأول مره أرى من يخاف ... ويهاب معلناً بصراحة مثلك"
" اها .."
كانت هذه اجابنتها فقط وهي تتطلع له .... بتحليل ربما ... بينما كان امامها هو جالسا سارحا ربما
متذكراً نفسه وخوفه الدفين من ان يصبح كوالده ... جسد بلا حياة بعد ان تركه من أحب ...
بقيت تتطلع له بعيون مشتعلة ولأول مره يرى هذه النظرة منها ... شعر وكأنها تريد ان تسأله شيئا ما بل تريد:
"لديك حديث ... انطقيه ولا تترددي ...اولسنا أصدقاء او زملاء في طور التطور الى أصدقاء ..."
قال كلماته بعفوية غير عالم بما اثرت عليها تلك الكملة لتغمغم بهدوء وشفتيها تتسع بابتسامه نتيجة تشبيهه الغريب :
" أؤكد لك يا ارقم سؤالي لن يعجبك لذا لنعد لدرسنا افضل لنا ..."
اغلق الدفتر الذي امامها ليغمغم بهدوء لا تخافي كل شيء منك أجده خفيف على القلب" ..."
تعجبت من كلمته ولا تعلم لما شعرت بالحدة لتجيبه بغل :
يا عفو الله ، كم انك مجاملٌ نخب .. " ..."
قهقه بصت عالي:
"ليست مجاملة ولكن راحة ، انا ارتاح معك .. ولا تساليني لماذا فهذا الامر رباني بحت اذ يمكن ان نتحدث لأشخاص لمدة ساعه ونشعر بالثقة ..الامان الراحة ولكن هنالك من في حياتنا سنين ولم نرتح لهم يوما ونسلمهم الثقة .."
ثم تابع محاولاً خنق ضحكته وهو يتطلع لها فاغرة فاهها ...:
"لا تنزعجي ولكن حقاً كلمتك خفيفة علي لا اجدها ثقيلة ... حتى في بداية تعارفنا عندما اخبرتني بسمعتي الجيدة وجدت كلماتك خفيفة علي ... ثم هيا لا تتهربي اخبريني ما لديك واقسم اني لن انزعج"
اخذت نفساً عميق امام عينيه مغمغمة ...بتسليم وكلها يرتجف جراء كلماته السابقة ..: :
"حسناً انت من طلبت ... آسيا انها زميلة لي ... وهي لا تنتمي لأي من النوعين اللذين اخبرتني اياهم ... بل هي فعلا فتاة بلا تجارب ...لذا أرجوك عندما تتحدث معي حاول ان يكون كلامك صادق" ...
تطلع لها بصمت لثوانٍ من كلماتها لتتابع بمحاولة جدية لإنهاء الحديث
"ارقم انا لست ولية امرك ولا تعتبر كلمتي اساءة لك ...نحن هنا لندرس ولكن حقيقة اكره ان تغازلني بطريقة نفخ البالون ... ان كنت تظن بهذا اني سأساعدك فعلي العكس انا افعل معك ما افعله للجميع ... نقاشنا خاطئ سؤالي خاطئ اعتذر عنه .. ما كان يجب ان اتدخل باي من شؤنك " ....
ولم يجعلها تكمل عالماً انها ما ان تنهي الحصة سترفض الدراسة معه وهو لا يريد ....ذلك ..
"آسيا غلطة ... إنها لا تناسبني مثلما قلتي انها مختلفة ....تحديداً هي مختلفة عن نوعي ... ما جرى بيني وبينها انتهى باني لم اجد ما اريد لديها لم اكذب عليها لم اخنها لم استغل طيبتها فقط تركتها لمصلحتها قبل مصلحتي فلا مستقبل لنا ... وللعلم فضة انا لا اغازل بطريقة نفخ البالون هه بل اغازل بصراحة ووقاحة وجرأة .... اما معك فانا اعبر عما لدي بعفوية اولسنا أصدقاء"...
كادت ان تصرخ من اجابته المرنه وكلها يود لو يصرخ به "لسنا اصدقاء " الا ان قلبها المغرم بتلابيب هواه اخضعها وهو يشعر براحة لنفيه وجود اي مشاعر عميقة تجاه آسيا مما اشعرها بالحقارة تجاه نفسها ، لتغمغم بهدوء كاذب....:
" هيا لنكمل ...."

* * * * *
(بعد مرور ساعة وربع )

"هل لديك اي استفسار ..."
قالت كلمتها وهي تضع القلم على الطاولة ..
"لا ، اسلوبك جيد ...ربما تصبحين احد المعيدات في الجامعة ..."
ابتسمت بهدوء وحالمية ليستشف انه فعلا قد وصل لحلم من احلامها :
" من فمك الى باب السماء ...."
"ممممـ فضة هل ما زلتي منزعجة من حديثنا السابق ..."
غمغم وهو يتطلع لها بفضول: ...
"لا ، اعتبره نقاش بين اصدقاء يا ارقم ... "
" ممممم، حسناً يا صديقتي ... السرية "
اضاف اخر كلمة بمكر لا يعلم ولكنه اراده فكله ود لو يقف معها امام الجميع كارهاً انها فعلا تخجل من الوقوف معه على عكس ذلك الشاب ... لم تعلق على اخر كلمة ليغمغم محاولاً توضيح نقطة مهمة لها ... لا يعلم ولكن فضة ابداً لن يجدي معها اي اسلوب اتبعه مع اي انثى قبلها ... غالباً صراحته هي ما ستعطيه المفتاح لها ...
" اتعلمين اننا متشابهان بالمخاوف ...."
بقيت للحظات تحدق به ...لتغمغم بإستنكار :
" تقصد فكرتي عن الحب ..."
"أجل "
كانت اجابته هادئة على عكس ما يجوف داخله فلأول مره يصل مع اي كان لهذه النقطة ...
" هل تخبرني الان انك لم تحب سابقاً؟!؟ ..."
غمغمت كلماتها بإستهزاء مبطن نابع من قهر انثوي ...او ربما غيرة انثوية تحاول دفنها بعيداً كي تحتظ بتعقلها ...
تطلع لها بحاجب مرفوع مشمئز من الصورة التي تشكلت داخل عقلها الباطن عنـــه ،لتعبر عن غضبه نظراته الموجهه لها :
"قلت لكي سابقاً اعطني فرصه ولا تحكمي علي من الخارج ، و للتوضيح أجل لم أحب ربما كان لي علاقات سابقة" .
قاطعته بإستهزاء لم تملك ان تمنعه ... وقد أغاضة ما سمع منها .." ...:
"بل العديد منها ...العديد ..."
ليكمل متجاهلاً رغبته بخنقها: :
"إلا انني محتفظ بدقات قلبي بعيـــداً ..."
كانت اجابته عاطفيه تخالف طبيعة شخصيته الا انها نابعة فعلا من واقع حقيقي ولأول مره يشعر بضرورة توضيح نفسه لشخص ما .او ربما توضيح مدى شروره فهو يعترف امام نفسه وامام الناس انه يمتلك من الشر الكثير ومتلك من اللامبالاة تجاه المشاعر الكثير والكثير ولكن هي تحديداً لا يريد ان ترى هذا الجزء فقط فيه ... بل يريد ان يزيل تلك النظرة السوداء بشكل كامل على الاقل عنه ... على السواد يصل للمنتصف ...
ردت عليه بهدوء ولا تعلم لما انقلبت نبرتها من سخريه الى هدوء معبق بالحنان :
"خذ كلامي بعين إحساسك ... و اعلم يا ارقم ان النهاية الحتمية لكل ما تفعله عنوانها دمار احساسك ..."
"دمار احساسي ؟!؟ اختيار عجيب للكلمات ..."
لتجيب وهي تتطلع بعيداً عن عينيه تجاه الدفتر الذي أمامها كي لا تفضح ما يحاكيه قلبها: :
" اتحدث عن أغلب الجيل هنا ليس عنك تحديدا ، صدق او لا تصدق الا ان من يتعايش مع دفن مشاعره ... وقمعها بنفس طريقتك سيعدم احساسه ... ولا اقصد بذلك فقط علاقتك مع الفتيات لانها شأنك ولكن باقي حياتك المقصود هنا فأنا متأكدة انك تتعامل مع الجميع بنفس الميزان على اختلاف انك تبقي الشك والحذر والحيطة تجاه كل من حولك" ..
ليجيب بتهكم:
وما ادراكِ بإحساسي او تعاملي مع الغير من ، لولا بعض الحديث الذي يصل لسمعك ...من فتيات يعشن على اسلوب المبالغة والزيادة لا غير" ..."
لتجيب وهي تزدري ريقها بعنف محاولة جعل صوتها عملياً بعيداً عن قلبها الناقم على حالة إحساسه :

"بغض النظر عما قيل لي الا اني سأعطيك نصيحة من صديقة ... وصديقة تنظر للخير داخلك يـا أرقم ... لا تقتل احساسك لأنك ستفقد لذة الحياة ... لذة السعادة ... لتبقى روح خاوية تبحث عما يريحها ولن تجده ...تأكد من ذلك"
لا تعلم كم دام صمتها وهي تطلع له بتفكير ... تحاول سبر اغواره ..بنظراتها بينما هو يبادلها نظراتها بنظرات مماثلة.. انها خطيرة وهو يسمح لها بالتمادي معه .. يسمح لها بالحديث عن دواخله .. وهذا لم يعجبه ابدا ...ولكن اعجبه بطريقة أخرى ..تناقض كبير يعيشه بلحظة امامها ليتمتم بخفوت نبع من اعماقه ... بلا حول وكأنه يرى فيها روح تؤنس روحه .... وبزلة منه بعيداً عن كل منطق تعايش معه
"تملكين شيء غريب ... لا يشابه عداكِ ، وارجوك لا تعتبريها مجاملة او محاولة غزل الا انها حقيقة ...أنت مختلفة بطريقة تؤنس الروح ...بل تحديداً تؤنس روحي"
لا تعرف ما ان نطق كلماته حتى شعرت بشيء غريب ... وكأنها ارض قاحلة تكرمت السماء عليها وامطرت ... لتسقط قطرات المطر بنقرات على شباك قلبها ...
خرجا على رنين هاتفه من نقاشهما .. مما جعلها تبعد عينيها عنه .. مقلبه بالدفتر امامها ....

* * * * *
لأول مره يستعصي عليها فهم تغيرات الطقس ... الاجواء في مثل هذا الوقت تكون شبه ربيعيه ... ولكن ما زال الشتاء محتل وبغرابه ...بعد سكون اسبوعين دون امطار او غيرها ها هي الامطار تعود بخير وفير ... ترافقه رياح عاتية صوتها يصم ألأذان ... من خلال الواجهة الزجاجية للمكتبة ومن مقعدها تحديدا تشعر بالوحدة الشديدة لاول مره في مثل هذه الاواء ... لا الكتب ... ولا قطرات المطر .. ولا ذرات الهواء البارد .. تنسيها أنه رحل قبل قليل ... بسبب مكالمة من فتاة ما..... لا حق لها بما تشعر اصلاً بل من غير المنطقي هذا ولكنها مع ذلك تشعر بالألم ينهشها ... بعمق ..... حديثهما اليوم كان سوط يأكل منطقها أكلاً ... فكلها ود لو يخبره بحبه ... او مشاعره او اي مما تذوب وهي تشعر به ولكن ... بقي صوت المنطق داخلها يحذرها ... وينبهها ...منه ....
على رنين هاتفها مقاطعاً جنون مشاعرها ...:
"الو ..."
كان صوت حيدر هو ما تناهى لها ، مما جعلها تحاول بقدر ما امكنت ان تجعل صوتها طبيعياً :
"اهلاً، كيف حالك ، وما سر هذا الاتصال ..."
قهقه حيدر جراء اسئلة اخته المتلاحقة :
"اولاً انا بخير ...ثانياً السيارة تنتظرك ...سآتي لنأخذ جولة بعد ان تنهي عملك ..كي تختاري ما يعجبك ..."
ابتسمت بهدوء بينما عيناها تلمع بدموع ابيه مستعصية النزول ... لا تعلم سبب دموعها الحمقاء هذه .
"حسنــاً احتاج ساعتين تقريباً ، لأنهي وسأنتظرك حينها عن المكتبة كي نذهب سوياً .."
" اتفقنا اذن ، الى اللقاء ...."
انهى حيدر المكالمة ليباشر عمله ،عيونه تتطلع للارقام التي بين يديه .... بعضها لخدم في قصر وزير العدل زبونهم الجديد ، وبعضها الاخر لحرسه الشخصيين القدامى واخر رقمين يعودان لابنة الوزير واحد منهما قديم والاخر جديد ... اذ انه اتى اليوم لينضم للركب ، ويسأل عن مصير حالة ابنته الصحية ، فقد عجز معها الاطباء ان تتحدث بعد ان تلقت صدمة ما لم يتبين ما هي اذ انها لا تعاني من اي ضعف جسدي ... اتى لعندهم كي يعرف السبب .. ابتسم حيدر باستهزاء لا إرادي من حياة الخداع التي يعيشها بل يعيشونها هو و زوجة ابيه ووالده ...فهو ووالده يجدان الحقيقة بين اطراف القصة ... ثم ياتي كل منهما معطياً ما لديه لأميرة ... فتنهي هي العمل بتحليلها لحركات الفرد الذي امامها وتظهر له ما يشعر وما يعاني جراء تفاصيل لحظية يقوم بها كل منهم مما يعطي صورة كاملة لأميرة التي تقص ما ليها على الزبون... تحت عنوان (عرافة)(قارئة مستقبل ) وغيــــرها ...
* * * * *
(امام منزل منذر مساءاً)
طوال اليوم وهو يحاول التعايش مع افكاره غيرته .. جنون احساسه الذي يخيفه من ان يتعايش مع مشاعر فقدها مره أخرى .....خائف من يعود من جديد ليتغذى على قناعاته بانها هكذا افضلل دونه ولا مستقبل لهما سوياً ... واقفاً امام منزل غازية ،يتطلع بالسيارتين الغريبتين المصطفتين امامه ...وقلبه يستعر بنيران الغيره متخيلاً وضعها وهي تقترب بفنجان الشاي تارة وتضحك بوجه الشاب تارة وتحمر خجلاً تارة وموافقة والدها تارة أخرى ... شعر بجسده يفور ألماً ليخبط بكفه على المقود بعنه :
"اللعن اللعنة اللعنة ...."
بعثر شعره بجنون حتى التقطت عينيه جسد رجلين كبيرين بالسن يخرجان من منزلها مرتديان ملابس رسمية ... تتبعهما سيدتين وشاب طويل القامة يرتدي بذله رسمية تقريباً ...حاول ان يدقق في المنظر حتى تبين له منذر خلفهم ومعه ايه زوجته .... ليتأكد من كلمة الرجل الذي سرب له المعلومات اذ يبدو ان الشاب خاطب ...لغازيــــة ...
* * * * *

mansou likes this.

Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-08-22, 01:11 AM   #694

Märäĥ sämį

كاتبة في منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية Märäĥ sämį

? العضوٌ??? » 334943
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 553
?  مُ?إني » عمان _الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Märäĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond reputeMäräĥ sämį has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
ذات يوم .. لم يكن أجمل من عينيكِ سوى عينيكِ .. فما أشقاني وما أسعدني بهما !هل تغيّرت عيناكِ ايضا .. أم أن نظرتي هي التي تغيّرت .؟!
افتراضي

جميلاتي اتمنى أن تكون العودة لطيفة جميلة ومنها نأتي باقتباس الشاب الكاتب أسامة الشجراوي المعبر فعلا عن الفصول القادمة باحداثها ....
"‏ثمـة شخص واحد سيأتي على مقاساتك تماماً في هذه الحياة، إما أن تحظى به وتعانقه كما يليق بك، وإما أن تظل تتحسس خسارته للأبد، وتظل تتذكره في كل موقف عصيب يمر بك، تظل هكذا حتى لو تعرفت على ألف شخص من بعده، فأنت ببساطة في دنيا ليست سخية بالعواطف، عدا عن أنك لا تملك إلا قلبًا واحدًا في هذا العمر . . "

مع تمنياتي لكن بالاستمتاع في الفصول القادمة ❤️❤️❤️ بعد كل غيابي السابق


Märäĥ sämį غير متواجد حالياً  
التوقيع
تنزل في قلوب أحلام


رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 02:54 AM   #695

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

عودة حميدة كاتبتنا العزيزة وان شاء الله تكون اخر الغيبات
Märäĥ sämį likes this.

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-22, 06:57 AM   #696

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

انستي ...♥️سعيدة بعودتك موفقة يارب

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-24, 06:57 PM   #697

حميدة حميدة

? العضوٌ??? » 471793
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 533
?  نُقآطِيْ » حميدة حميدة is on a distinguished road
افتراضي

فين تكملة

حميدة حميدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.