22-04-11, 10:12 PM | #71 | |||||
نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة
| اقتباس:
و الله سعيدة فطومة بمرورك و ملاحظاتك | |||||
23-04-11, 11:59 AM | #74 | ||||
نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة
| الفصل الثاني قال مراد بعد أن جلسا في مقهى "ميلي ميلو" قرب البحر: -ملك لما يجب أن تسكني وحدك؟ أنت لا تزالين في العشرين من عمرك ماتزالين صغيرة على أن تبدئي بتحمل مسؤولتك وحدك... ردَّت ملك بلامبالاة و هي تنظر إلى البحر و هي تدير الملعقة في فنجانها: -لن أسكن وحدي بل ستكون معي أسماء لقد إكترينا شقَّة صغيرة... كان المنظر رائعا على الرغم من أنَّ رمال شاطئ المركز بالمحمدية مختلطة بالتراب مما يجعلها تبدو رمادية بدل أن تبدو ذهبية...كان هناك العديد من الناس يجلسون هنا وهناك قرب البحر منهم من يلعب كرة القدم و منهم من يجري و منهم من يلعب الكرة الطائرة أو التنس و منهم من فضَّل الجلوس فقط لينظر إلى البحر وحيدا أو مع رفيق...كان الباعة المتجولون للمثلجات ينادون بأصوات مرتفعة كانت تصل إلى المقهى الذي يجلسان فيه... مقهى "ميلي ميلو" يقع مقابل البحر و يصطف إلى جانبه على طول الكورنيش صف من المقاهي... لطالما أحبت ملك البحر على الأقل هناك تستطيع التنفيس عن غضبها و حزنها دون أن يقول لها أيُّ أحد أيَّ شيء تستطيع أن تغضب أن تصرخ دونما الإهتمام...رغم أنَّه كان سبب عذابها منذ سنتين... صحيح أنَّ علاقتها بمراد قوية جدا حتى أنه أقرب لها من شقيقتيها الكبرتان ...كنه لن يفهم حاجتها للإستقلال... أمسك مراد بيدها و عاد ليسألها بإلحاح: -أنا أعرفك جيدا ملك...ما الأمر؟ ردَّت عليه ملك بسخرية و هي تسحب يدها منه لتأخذ فنجان قهوتها: -أريد أن أستقلَّ ! ثُمَّ إنَّ المسافة من البيت إلى الكُليَّة طويلة و يجب عليَّ أن أخذ وسيلَتَي مواصلات لذا من الأفضل أن أسكن هنا لأبقَى قرب الكُليَّة... -لديك سيارة لمالا تستعملينها؟ (قاطعها) نظرت إليه بسرعة و أخفضت نظرها إلى فنجانها المستقر بين يديها و قالت بحدَّة: -لا أريدُها! -لماذا؟ لقد إشتراها لك والدك بمناسبة عيد ميلادك.. -لا أريد شيئا من ذلك الرجل! (قالت ملك بحِدَّة) -لا تنسي أنه والدك! (قال مراد بغضب) نظرت إليه ملك بغضب وهي ترد بحدَّة: -و أنت أتدري ماذا فعل؟ هل أخبرتك ماما أم أخفت الأمر عنك؟ نظر إليها مراد بهدوء و ردَّ عليها بمنطق تكرهه: -أجل أخبرتني...لكن هذا لا يعني أن تقاطعي والدك فمهما حدث هو والدك و تحملين إسمه! -لقد تزوج مراد...تزوج فتاة تصغرني في السِن! هل هذا تصرف شخص عاقل ؟! (قالت ملك بعناد) -أنظري ملك هذه حياته يفعل بها ما يشاء المهم أنت لا يجب أن... -أن ماذا؟؟؟ أن أُصبح مغضوبا عليَّ؟ حسنا يا عزيزي لقد غضب عليَّ ذلك الرجل..(قاطعته ملك بسخرية) سكتت قليلا و هي ترتشف قهوتها.. ما إن رأت مراد يفتح فمه ليرد حتى أضافت بسرعة بغضب: -ثُمَّ هذه ليست حياته وحده نحن أيضا ننتمي لهذه الحياة أم تراه نسي هذا الشيء عندما رأَى جمال سامية! لذا لم أعد أريد شيئا منه...حتى ماله لم أعد ألمسه.... رفع مراد حاجبه و هو يقول لها ساخرا: -بماذا ستعيشين يا حُلوتي إذا تخليت عن المساعدة التي سيُقدِّمها لك والدك؟ من أين سوف تأتين بالمال تسدّدي أجرة شقتك؟ ماذا ستأكلين؟ -سوف أشتغل...لقد بدأت بالفعل في البحث عن عمل و سيساعدني صديق لي... ردَّت عليه بتصميم حتَى و هي تعرف أنَّها تكذب لأنَّها ليس لديها صديق سيساعدها لكنَّها لن تخبره بذلك...سعد ربما يستطيع ذلك، لكن إن طلبته مساعدتها سوف يتجرأ و يطلب منها ما تخشَى أن يطلبه منذ بدءا الخروج مع بعض منذ ستة أشهر... -ماذا ستعمل فتاة مثلك لا خبرة لها في الحياة ؟ (سألها ساخرا ثُمَّ أضاف بجِديَّة) ثُمَّ إنَّ أمك قلقة عليك... -لما لم تقلق على أمينة حين سكنت لوحدها أيام الكُليَّة ؟ لما تقلق عليَّ وحدي...لقد أصبحت ناضجة بما في الكفاية و سوف أتدبر أموري كونوا هانئي البال...(قالت ملك بحدَّة) - في ذلك الوقت أمينة كانت متزوجة يعني زوجها كان مسؤولا عنها...(ردَّ مراد موضحا لها) -إذن يجب أن أبحث أنا الأخرَى عن زوج لتتوقف ماما عن القلق عليَّ ! (قالت ملك بسخرية) ماهذه الرجعية! إننا في القرن الواحد و العشرين لقد تغيرت الدنيا... -سواء كنا في القرن الواحد و العشرين أو السابع عشر فهذا لا يُغيِّر شيئا في قلق أم على إبنتها هل للحب زمن أو قرن ؟ (قال مراد بصبر) -أهذا ما جئت من أجله مراد؟؟...ظننتك إشتقت لي كما قلت لكن يبدو أنَّ أمك بعثتك لتعطيني درسا في الأخلاق...ثمَّ من أنت لتحدثني هكذا؟ ألا تسكن أنت الأخر وحدك و قد إستقريت في كندا و لم يقل لك أيُّ أحد أيَّ شيء و لم تكن قد تجاوزت بعد العشرين من عمرك، لما يجب أن تؤنبني أنا ؟؟ أنظر لنفسك أولا...(قالت ملك متهمة) -أنا ذَكَر يا حبيبتي...(قال مراد بسخرية) -أها..أنت ذَكَر يسمح لك بكُلِّ شيء و أنا الأُنثَى الضعيفة يجب أن أكون تحت حماية ذكر لتَكُفَّ ماما عن القلق عليَّ...لا أفهم نظرتكم هذه للأمور! ألهذا السبب تزوج ذلك الرجل ليُنجب ذكرا يحمل إسمه و يرثه بعد موته! (قال ملك بسخرية) -ملك! أخر مرة أسمح لك بالتهكُّم عليه! صحيح أنه ليس والدي لكني لم أعرف والدا غيره لذا إحذري ملك أن تَرَي مراد أخر أمامك...(قال مراد محذرا إيَّاها) -حسنا مراد أنا أتأسف إذا تهكمت علَى والدك.(قالت ملك ساخرة) -ملك لما يجب أن تكوني عنيدة! (رد بسخط) -ربما أشبه شخصا هنا! (ردت بسخرية) -ملك أتكلّم بِجديَّة! -أعدك أن أزورهم خلال نهاية الأسبوع...و سوف أحاول أن أحترم قرار والدك رغم ما في ذلك من جور علَى ماما و سوف أتقبل زوجة أبي التي تصغرني في السن و أن أحب إبنه مثلك و مثل شقيقاتي... حسنا هل هذا يناسبك؟ (ردت ساخرة) نظر إليها بسخط إن هذه الفتاة تثير أعصابه...لكنه يُحِب شقيقته في الرضاعة لقد كانا منذ صغرهما متفاهمان...كانت دائما صاحبة الأفكار الخطيرة لكنَّ من كان يُعاقب؟ هو، تذكر مراد مبتسما، لقد كان حاميها منذ الصغر فهي فتاته الصغيرة التي يحبها أكثر من أي شيء أليست أخته الحبيبة...لكنها تغيرت تلك الطفلة لقد أصبحت مريرة و ساخرة... -أهذا أخر ما سوف تقولينه ملك ؟ (سألها رغم أنه يعرف الإجابة) نظرت ملك بسرعة لساعة يدها التي تشير إلى السابعة لقد أمضت ساعتان من التحدث إلى مراد دون أن تحس بمرور الوقت...و أسماء الأن وحدها بالشقة التي إكتريتاها فقد تركتهما قائلة أنَّ بينهما حديث سنتين.... -أجل...حسنا هيَّا نذهب أكيد أسماء سوف تقتلني الأن لقد سبقتني إلى البيت...سوف تبقَى للعشاء؟ هيَّا قل أجل! (قالت ملك تترجاه) -حسنا لكن يجب أن أتصل بماما لأخبرها أني سأبقى معك... -أوكي...لا بدَّ أنها ستظن أنك أقنعتني بالعودة معك إلى البيت...(قالت ملك ساخرة و هي تقوم من كرسيها) ****** غير بعيد عنهما كان يجلس أنور و يوسف يحتسيان القهوة...أكيد لم تلحظهما الأميرة المدلَّلة (فكر يوسف منزعجا) -ما بك يوسف منذ جلسنا لم تنزل عينيك عنها كأنَّك تعرفها...(قال أنور مؤنبا إيَّاه) -أعرفها ؟؟!! و هل هي من النوع الذي من الممكن أن أخرج معه ؟؟؟!! (ردَّ يوسف ساخرا) أنت تعرف نوعي في الفتيات و هي أكيد لا تشبه و لا واحدة ممن أعرفهن... رفع أنور حاجبه الأيمن و هو يقول ساخرا: -إذن لما أصريت أن نجلس في مقهى "ميلي ميلو" بدل "السندرلا" التي أنت متعود على الجلوس فيه؟؟ و لما لم تنزل عينيك عنها؟؟ نظر إليه يوسف بغضب و هو يرفض التفكير في ما يشير إليه أنور...أجل صحيح أنَّه أصَّر على الجلوس في "ميلي ميلو" بدل المقهَى الأخر عندما لمها تجلس مع شقيقها لكنَّه فقط يشعر بالفضول نحو هذه المتعجرفة التي تجرأت و تركت مجمعا هو فيه في حين الفتيات يمتن لكي يقف معهن فقط فما بالك بالجلوس معهن في مقهى... -إيه... أين رحلت؟؟؟!! لقد ذهبت حسنا لم يعد هناك من داع لأن تنظر إلى تلك الجهة... (قال أنور ضاحكا) نهض يوسف و هو غاضب لكنَّ أنور أمسكه من يده يمنعه من الذهاب... -إيه...إجلس لقد كنت أمزح فقط -مزاح سخيف ! (ردَّ يوسف بغضب) -حسنا لما الغضب؟؟! واحدة لم تقع صريعتك يا يوسف أين المشكلة ؟؟ ليست الأولى التي لم تقع صريعتك و لن تكون الأخيرة...(قال أنور بسخرية) عضّ أنور على شفتيه حين تذكر الأمر لكن فات الأوان ليتدارك ما قاله...تركه يوسف و ذهب دون أن يرد عليه، هذه المرة لم يمنعه أنور...لقد ذكره بجرحه.... تبعه أنور بعد أن دفع الحساب لكن يوسف لم يرد التحدث فضَّل الجلوس على الرمال بدل الحديث.... ******* في طريق العودة أخذ مراد يختلس النظر إليها و يتساءل هل هذه هي ملك حبيبته الصغيرة؟ لا إنها إنسانة أخرى لقد أصبحت قاسية و ساخرة من كلِّ شيء لقد لاحظ كيف تحدثت مع هؤلاء الشباب لقد إعتذرت منهم بكلِّ برود و ترفع حتى أنها كانت قد نسيت وجودهم لولا أنَّ أسماء نبهتها لهم...و عندما سألها عنهم مهتما ليعرف منهم و لما هم معها ردت بدون إهتمام أنهم يدرسون معها لم يرد يقول شيئا فهو يعرف ملج إذا ردَّت بلامبالاة فحقا الأمر لا يعنيها بتاتا... لكنه يظن أنَّ هناك شيء أخر إذا أخذ بعين الإعتبار النظرة التي خصَّها بها ذلك الشاب الأشقر لقد كان غاضبا منها لأنها إعتذرت منهم بسرعة لتذهب معه...لكم ودَّ أن يلكمه مراد على النظرة التي خصَّ بها ملوكته لكنَّه في كندا تعلم ضبط النفس و لولا ذلك لم يكن ليصمد لسنتين في الغربة بسبب العنصرية.... وصلا إلى الحي الذي تسكن فيه و الذي يقع قرب الكلية يمكنهما أن يذهبا إليها مشيا على الأقدام... كانت الشقة تتألف من غرفتين بإحداهما سريران و قد كانت بعض ثيابهما ما تزال بالحقائب و الأخرى منتشرة هنا و هناك فوق السريرين و على الأرض...و بالغرفة الثانية كنبتان صغيرتان وطاولة و قدإستغنت الفتاتان عن التلفاز، كما قالت له ملك أنَّه يكفيهما الكمبيوتر المحمول الذي أحضرته معها...المطبخ صغير به مايلزم من أدوات مقلاة، عدَّة كؤوس ،أطباق، و فرن كهربائي صغير، مقلاة...و الحمام به بانيو صغير و أيضا لم تنس ندَى عُدَّة الحمام خاصَّتها ذات اللون الوردي (فكَّر مراد ضاحكا)... صحيح أنَّ الشقَّة صغيرة لكنها أعجبته و حتى الحي الذي إكترت فيه ملك الشقة كان هادئا و يبدو أنَّ الناس الذين يسكنون حولهم كلُّهم عائلات محترمة...كم ودَّ لو يطرق باب أحد هذه البيوت ليطلب منهم أن يهتمو بشقيقته لكن لو فعلها فستكرهه ملك و سوف يفقد ثقتها فيه و هذا أخر مايريده... جلس مراد و هو يقول بصوت مرح: -عجيب أنَّ الشقَّة بها كُلُّ هذه الأشياء و أنت تقولين أنَّك إكتريتها منذ أسبوع فقط... من أين لك كُلُّ هذه الأشياء؟ جلست ملك إلى جانبه و هي تقول بدون إهتمام: -لقد أعطتني إيَّاها ماما...أصرت عليَّ أن أخذها فقام خالي محمَّد بإيصال هذه الأشياء إلى هنا...أرأيت أمي ليس معارضة فكرة سكني بعيدا عنهم كما تُحب أن تظهر... لم يرد مراد بشيء عليها لأنَّ أسماء جاءت بالعشاء و قد حضَّرت طبق اللازان و قد كان لذيذا... -لذيذ أسماء...(قال مراد بينما يتناول طعامه) -لولا مساعدتي لها لم يكن الطبق ليكون لذيذا (قالت ملك بسخرية) -أها...لقد بشرت لي فقط الجبن فوق اللازان (ردت أسماء بسخرية و هي تضحك) و تقول لولاها لما إستطعتُ إكمال تحضير الطبق!! -سر الطَّبخة يا عزيزتي في الجبن الذي بشرتُه لك! (ردت ملك ساخرة) -حسنا ملك لَولا مساعدتك لأسماء لما أكلنا اليوم...هل أنت راضية الأن؟ (قال ضاحكا) -أراك أخذت صف أسماء؟! (قالت ملك متصنعة الغضب) -لا! أبد لم أخذ صف أحد غير صفك يا حبيبتي فأنت نور حياتي...(ردَّ مراد باسما) بعد العشاء لعبت ملك و مراد الورق بينما أسماء قامت بجلي الأطباق...كانت تسمع من حين لأخر صراخ فَرحِ من ملك التي دائما تفوز على مراد...أو هو من يسمح لها بأن تفوز عليه...إبتسمت أسماء إنها تحسد ملك على هذا الأخ لطالما رادت أن يكون لها هي الأخرَى أخ ليخاف عليها بدل أن تكون وحيدة والديها...لا أحد لديها ليخاف عليها من بعدِهما... مراد فقد والديه مبكرا جدا ، والدُه مات في حادث قبل ولادة إبنه البكر فأثّر هذا الشيء على نَفسِية والدته التي ما إن ولدته حتى تعرضت لمضاعفات ما بعد الولادة و توفيت و عمر مراد أسبوعين و هكذا تكفَّلت به خالته حياة ،أم ملك، التي كانت هي الأخرَى قد ولدت إبنتها الصغرَى ملك و هكذا كانت ترضعهما معا لهذا كانت ملك تخبر الكُل أنَّ مراد هو شقيقها التوأم...و هي لم تكذب في هذا الأمر فهما متشابهان في كثير من الأمور... تنهدت أسماء و هي تضع أخر طبق من يدها و بعد أن جففتها خرجت من المطبخ الصغير لتلتحق بمراد و ملك...لتجد ملك تقول ضاحكة لمراد: -كان يجب أن ألاعبك على شيء... أراح مراد ظهره إلى المخدة التي وضعها على الكنبة و هو يقول ضاحكا: -ماذا تريدين أن أحضره لك ؟؟...رغم أني أرَى أنه لا ينقصك شيء بالنسبة لفتاة لأول مرة تجرِّب العيش بمفردها...(قال مبتسما) -تنقصني ثلاجة.(قاطعته ملك) -حسنا سوف أطلب من بابا أن... قاطعته ملك بسرعة و قد إنقلبت سِحنَتها لتظهر عابسة: -لا شكرا..لم أعد أريد شيئا...ثُمَّ على العموم فصل الشتاء على الأبواب... قاطعها مراد ضاحكا: -حبيبتي فصل الشتاء في شهر دجنبر و نحن مازلنا في سبتمبر...إذن لما تكابرين... -حسنا لم أعد أريد ثلاجة!(ردت ملك بحِدَّة) -حسنا ملك هوِّني عليك (تدخلت أسماء) نظرت أسماء لمراد و أفهمته منها أنَّ ملك متكدِّرة من هذا الموضوع هزَّ مراد رأسه بالإيجاب على أنه فهم مقصدها... -مارأيك مراد بما أنك هنا أن ترافقني لسوبر ماركت أريد شراء أشياء تنقص البيت...فأنت تعرف أنَّ هذه المدللة تفطر برقائق الذرة و قد نفذت (قالت أسماء مغيِّرة الموضوع) -حسنا يسعدني أن أرافقك أسومة (قال مراد و هو يناديها بإسم الدلال الذي كان يخصها به عندما كانو صغارا) خرجا إلى الشارع تاركين في البيت ملك غاضبة حتَى أنها لم تنتبه لخروجهم...كان الجو دافئ في الخارج تمشيا في الشارع صامتين عدّة أميال قبل أن يصلا إلى السوبر ماركت إشتريا ما أرادا و خرجا بعد أن أصر مراد على الدفع قائلا أنَّ ملك مدلَّلته هو... دون إنتظار تشجيع من مراد بدأت أسماء تشرح له سبب غضب ملك من والدهما -أنظر مراد، ملك مجروحة من والدكما جدَّا في الحقيقة الحق معها فكيف فكَّر خالي في الزواج من فتاة أصغر منَّا...لقد تعرَّف عليها في أحد الملاهي الليليَّة و أقاما علاقة و بعد وقت جاءته تقول أنها حامل منه...الحق يقال خالي لم يتزوجها إلا بعد أن أجرَى الفحوصات اللازمة و تأكَّد من أن الجنين هو إبنه...تظنه ملك تزوج فقط لينجب صبيا و أنه يستاء من أنَّ خالتي حياة لم تنجب سوى البنات... -لكن يا أسماء، هذا لا يعطيها الحق في أن تكره والدها فمهما فعل هو والدها و يجب عليها أن تحترمه مهما فعل... -مراد أنت تعرف جيِّدا أنَّ ملك حساسة زيادة عن اللزوم... قاطعها مراد موقفا إياها و قد وضع الأكياس التي كان يحمل بيده على الأرض و أمسكها من ذراعها: -ما بها ملك؟ أظن أنَّ المسألة تتجاوز أنَّ والدنا تزوج أليس كذلك؟ فهي لم تكن ناقمة على الرجال بهذه الشكل من قبل...ماذا حدث معها؟... إبتلعت أسماء ريقها و هي *****ة بين أن تحكي لمراد أو ألا تقول له أيَّ شيء...لكن إصراره عليها و ضغطه على ذراعها أجبرها على أن تخبره عن سبب نقم ملك على كلِّ الرجال ، و أنَّه هو الرجل الوحيد الذي لا تزال تثق به تركها مراد و هو يحس بنفسه غاضبا من نفسه لأنه في ذلك الوقت لم ينتبه لها كان جُلُّ إهتمامه منصب على دراسته و الحصول على تأشيرة كندا و لم ينتبه إلى أنها كانت تتألم... و لكن كيف أمها لم تنتبه إليها شيء غريب من أمِّ ألا تنتبه لإبنتها الصُغرى ألَم ترى ألمها أم أنَّ كبرياء ملك منعها من أن تظهر لأحد ألمها... تذكر مراد أنه في ذلك العام رسبت ملك و أعادت سَنَتَها...لغبائه ظنَّ أنَّ الأمر عادي أن يراها مكتئبة بسبب رسوبها... لقد كان أقرب شخص لها...كيف غفِل عن أنَّ ملك كانت متألمة؟... -كيف حدث و لم ينتبه أحد إلى أنَّ ملك كانت تتألم في ذلك الوقت ؟ (تساءل مراد كأنه لا ينتظر جوابا من أسماء) -الكبرياء مراد ، أنت تعرف ملك أكثر مني فهي حتى و إن كانت تموت لا تخبر أحدا بشيء...(ردَّت أسماء) -و لماذا أخبرتك أنت ؟ (تساءل *****) -مراد نحن بنات مثل بعض أكيد ستخبرني ثُمَّ إنّنا كنَّا في نفس المدرسة و لم يخف عليَّ ما كانت تمُرُّ به في ذلك الوقت... سكتا بعض الوقت ثُمَّ قال مراد بغضب و هو يضرب عمود النور الذين بقربه براحة يده: -أه لو يقع ذلك السافل بين يديَّ سوف أقتله أكيد... أمسكت أسماء يده و هي تقول متوسلة: -مراد أرجوك لا تخبر ملك أني قلت لك أيَّ شيء سوف تفقد ثقتها فيَّ و أنت تعرف كم هي مهمة لي صداقة ملك فهي بمثابة أختي التي لم أحظى بها في حياتي... -حسنا أسماء لك هذا...لكن يعزُّ عليَّ أن أرَى أختي تتعذب و ألا أستطيع تقديم المساعدة... -أعرف شعورك...رغم أنه ليس عندي أخ أو أخت لكن أعرف هذا الشعور أن تكون غير قادر على مواساة شخص عزيز عليك... أكملا طريقهما دون أن يتبادلا الكلام مرة أخرى...و عندما دخلا إلى الشُقَّة وجدا ملك مستلقية على الكنبة و هي تضع السماعات بأذنيها و قد حملت في يدها رواية تقرأ فيها...إقترب منها مراد و قرأ عنوان الرواية إنَّهَ لأغاتا كريستي "جزيرة الموت". -كنت أظن أنَّ الفتيات مولعات بقراءة قصص الحب لكني أرى أنِّي مخطئ بحقك حبيبتي... لم تسمعه ملك لأنَّ من متعها أن تستمع للموسيقَى على درجة عالية...نزع لها السماعات من أذنيها... -إيه...ماذا تفعل؟ (صرخت به غاضبة) -مابك ماذا فعلت؟ (سألها ممازحا) -لقد قطعت عليَّ إنسجامي مع الرواية! -لم أكن أظن أنك تحبين قصص الغموض و الجريمة كنت أظن أنك تحبين قصص الحب على العموم هذا ما تحبه عامة الفتيات !(قال ساخرا منها) -ها أنت اليوم عرفت...أجل أحب أن أقرأ لأغاتا كريستي على أن أقرأ روايات تافهة لأنه يا حبيبي لا يوجد هناك شيء إسمه حب... قاطعها مراد و هو ينزل لها رجليها ليستطيع الجلوس على الكنبة بجانبها: -تتحدثين عن تجربة حبيبتي؟(سألها بفضول) نظرت ملك إلى أسماء نظرة قاتلة...ردَّت عليها أسماء النظرة و أفهمتها منها أنها لم تقل شيئا لمراد لكنَّها في الحقيقة كانت تمسك قلبها بيدها لخوفها من أن يخطئ مراد و بدافع حُسن النيَّة و يخبر ملك أنَّه يعرف أمر منير... -لأني أراك تتحدثين بثقة أنه لا وجود للحب..(أكمل مراد موضحا فهو لم تفته النظرات التي تبدلاتاها) لكم تمنَى مراد أن تحكي له ملك ما أصابها لكنَّها متكبرة عنيدة... سمعها تقول بسخرية: -لا..لست مجرِّبة شيئا لكني أقول هذا إنطلاقا من تجربة أمي مع ذلك الرجل... -ملك ! (قال بغضب) -حسنا أنا أسفة "أبي" هل هذا أفضل مراد ؟ (ردَّت ضاحكة) -حسنا ملك سوف أذهب الأن لقد تأخر الوقت و تعرفين ماما تخاف من أيِّ شيء لقد إتصلت بي أكثر من خمس مرات و لم أنتبه للهاتف ستظن المسكينة أنَّ شيئا ما قد حدث لي (قال مراد و هو يقوم من على الكنبة) -إلى متَى ستبقَى هنا؟ -سوف أمضي شهر رمضان هنا و بعدها سوف أطير مرة أخرَى إلى كندا لإستكمال دراستي فالفصل الدراسي لن يبدأ قبل شهر دجنبر... -حسنا...عُد لزيارتي مرة أخرَى...على العموم سأكون عندكم أخر الأسبوع. طبع قبلة على خدها و خرج بعد أن تمنَى لهما ليلة سعيدة...في طريق العودة أخذ تفكِّر فيما قالته له أسماء...ليته عرف هذا الشيء في ذلك الوقت لكان إنتقم لشقيقته من ذلك السافل لكن ما باليد حيلة الأن لقد مرت سنتان...لكن لو رأه الأن يقسم أنَّه لن يتوانَى عن قتله.... إنه يستغرب كيف انَّ أهل أسماء سمحو لها بالذهاب مع ملك...فهي وحيدتهم و غريب أنّهم تركوها تترك العش العائلي مبكرا...أكيد هم يثقون بها كثيرا...حسنا فصداقتها مع ملك ستنفع هذه الأخيرة فأسماء عاقلة و هذا على ما يظن سبب موافقة أمِّه، و لو مكرهة، سكن ملك وحدها... ***** -فيما تحدثتما ؟ (سألت ملك بدون مُقدِّمات) -لا شيء...فقط ذهبنا إلى السوبر ماركت لشراء الأشياء و عدنا...مابك ملك؟ (سألتها أسماء) -لا شيء لكنَّ سؤاله لي عن الحب لم يعجبني، ظننتك قلت له شيئا...(قالت ملك و هي تَهُزُّ كتفيها بلامبالاة) -سؤال عادي جدا ملك ما الغريب فيه؟ -لأني و مراد لم يسبق لنا أن تحدثنا عن موضوع الحب...رغم كُلِّ القرب الذي بيننا... -عادي ملك لقد رأك تقرئين لأغاتا كريستي وهذا شيء غريب لفتاة في سنِّك... -هذا لأني لست تافهة ولن أقرأ أشياء تافهة ! (قالت ملك ضاحكة) -ملك على من تضحكين؟ إننّا وحدنا الأن! ألم تكوني تقرئين روايات هارلوكين عندما كنت تُحِ...(قالت أسماء و توقفت بغتة) -هيّا أكمليها حبيبتي لن أغضب منك صحيح كنت أقرأها أيام كنت أحب منير لكنَّ ذلك الزمن ولّى إلى غير رجعة حبيبتي لقد أنضجتني تلك التجربة...لن أقول لك أني ندمت على ما عشته من أحاسيس لكني نادمة لأني إخترت الشخص الخطأ ! (قالت ملك بواقعية) تعرفين لقد خفت أن تكوني قد قلت شيئا لمراد...لا أريده أن يأخذ عني فكرة خاطئة عني فهو شقيقي الذي أحب إنه توأم روحي... -أحسدك ملك على توأم روحك... -حسنا دعينا من الحديث عن أخي فلنتكلَّم عن الشباب الذين ضيعنا عليهم الخروج معنا (قالت ملك ضاحكة) -أه يا ملك! لو شاهدت وجه صديق ذلك الشاب أنور لقد كان غاضبا جدا... -فليغضب ماذا يهمني منه يبدو أنه متعجرف و هو ليس ستايلي في الشباب...هل رأيت صديقه أنور كم هو وسيم... -حسنا هو وسيم لكنَّ شخصيته لا تبدو مثل من إعتدت الخروج معهم...(ردَّت أسماء مفكرة و هي تنام على بطنها فوق السرير) من أي جهة من المغرب أصله؟؟؟ -أظنه أمازيغي إذا أخذنا بعين الإعتبار لكنته... و صديقه يبدو ريفي... (ردَّ ملك مفكرة) ضحكت أسماء بصوت عالي وهي تقول: -و كيف عرفت أنَّه ريفي لأنَّه بالكاد تكلم... -عزيزتي ذلك الغرور في عينيه و وقفته و كل شيء فيه يدل على أنَّه ريفي مغرور... ضحكت أسماء مرة أخرَى: -حرم عليك ملك ليس كل الريفيين مغرورين...أنا أعتبرهم رجالا بحق و مسؤولون... رمتها ملك بالمخدَّة وهي تضحك: -من يسمعك يقول أنَّك أعجبت بذلك المغرور الذي يقف و هو يظن نفسه هبَة من السماء لكل أنثنَى على وجه الأرض...لقد أعجبني أنور يبدو هادئ و هذا ما يعجبني... قاطعتها أسماء و هي تقول -صحيح أنَّه من ناحية الشكل يشبه من النوع الذي يعجبك في الرجال لكن لا أظن أنَّك تحبين الرجل الهادئ على العموم كل من خرجت معهم لا يشبه في الشخصية ذلك المدعو أنور.... إستقامت ملك و هي تستمع بإهتمام لأسماء التي أضافت: -إعذريني ملك لما سأقوله و لكن أنت تحبين الخروج مع من هم من نوع منير وسامة، مركز إجتماعي ممتاز... لكن أنور ليس من ذلك النوع... أقرت ملك أنَّ أسماء محقة، ثم قالت: -و هل تظنين أنَّ ذلك الشخص...ماذا كان إسمه؟ -يوسف...(ردَّت أسماء) ضحكت ملك و هي تقول: -تتذكرين إسمه؟؟! هل أعجبت به حبيبتي... و كإجابة عليها رمتها أسماء بالمخدة التي سبق و رمتها عليها ملك... بقيتا تتكلمان إلى ما بعد منتصف الليل و بعدها نامتا... | ||||
23-04-11, 12:26 PM | #77 | |||||
نجم روايتي
| اقتباس:
اسعدني شخصيا رأية ذلك، الدنيا لسب بخيــــــر يا جدعان هههههههههههههههه:279433 465: بلاش تهيني في انور بليييز لانه شاب عادي ما فيه عقد ههههههههه | |||||
23-04-11, 12:42 PM | #79 | ||||
عضوة في فريق الترجمة
| جيمي ..... غاليتي وووووووواوووووووووووو احداث جنااااااااان .... مع اني كنت حابة لو الفصل كان اطول عشان تصل الفكرة النا اكثر طبعا احداث الرواية...... المهم ....... جيمي انت دائما مبهرة في كتاباتك ........ يعني استغربت انو ابوها كان الو علاقة خارج الزواج مما ادى الى كوارث عائلية طبعا وهي زواجو من البنت الهي سامية وان ملك اخذت فكرة سيئة عن ابوها.... وامها شو رأيها في الموضوع يعني شكلها مو سائلة والله حرام عليه بس رجال الايام هاي عنياهم ناطة يعني بتلف ودور ........ وما بسألوا اذا كان تصرفهم بيإذي حدى ولا لا ...... يعني عليك يا ملك ومراد اتوقع انو راح يحاول انو تكون عيلاقتو مع اختو اكثر ارتباطا عن قبل ويوسف راح يعمل اشي مع ملك بس شو هو الله اعلم ...... منتظر الفصل القادم على احر من الجمر ..... دمتي في ود ... ودي وحبي لك ... قبلاتي لكي يا اغلى صديقة وكاتبة على قلبي .......... | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
إحترق، الجليد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|