آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree211Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-20, 06:03 PM   #181

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,823
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي


ياه على جمال البارت واشباعه والله حاسة كالجائع اللي اكل كل ما لذ وطاب

Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 01:41 AM   #182

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

. ...

اخلع فستاني ببطء ، اتركه في الأسفل لا قدره لي علئ التقاطه ..

ارتدي بجامتي الواسعه ، واندس في الفراش ، كنت متعبه جداً قدمي تنبض ورأسي كذلك ..

بدت سمر بفستانها الابيض الليله كأميره فاتنه ..
كانت اطلالتها ساحره جداً وكذلك كان زفافها بأكمله ..
حينما دخل زوجها برفقه والدها ، حاولت ان اكبح دموعي ..

دعوت الله ان يحفظه لها ، فقد اشتقت لوالدي ..

للتو رسمت صوره لكيف سيكون حضوره في زفافي ، صوره اختلستها من زواج سمر ..


حيث يدخل هو وصقر ، يضحك الجميع ويسعدون بأرتباطنا ، بينما اقف اراقبهم وهما يتقدمان نحوي بكل مشاعر الفرحه والحب ..

كان فلاح معهما ، وسأضمه لتخيلاتي ايضاً ، نعم سيتبع والدي وهو سعيد جداً بأرتباطي بصقر ..

بدأ لي انه لم يحب الدخول ، لم يكن يبتسم كان لا يملك اي تعابير على وجهه ، يكتفي بتوجيه نظراته لأقدامه فقط ، حتئ اقترب من سمر واحتظنها بخفه ، دقائق معدوده ثم غادر مسرعاً كما لو انه يهرب ..


وحين ما ذهبت لتحيتها ، همست في اذنها ان تسامحني ..
فأبتسمت لي وهي توبخني على طلبي : انتي اختي ياملاذ ..
....
بالعوده لتخيلاتي لزواجي لو كان والدي موجوداً ، لا انفك افكر ان الاحوال ربما ستختلف ، ربما سأكون متزوجه من شخص اخر عوضاً عن صقر ..
ربما كان وجود والدي سيغير حال الكثير من الامور وسيكون وضعي مختلفاً الان ..
ربما لم اكن سأحضئ بصقر بجانبي ، وسينتهي مصيره مع سمر ..




.....

يخرج صقر من دوره المياه بعد ان اخذ دش سريع ، يلتقط فستاني ويرميه في سله الغسيل ، يتقدم ليجلس علئ السرير ..

قطرات الماء تقطر ببطء من خصلات شعره على انفه وتسيل لتقع ويبتلعها مفرش السرير ..
، مضئ وقت طويل منذ ان اطال شعره ، كان جميلاً به ، في الحقيقه هو جميل ووسيم في كل الاحوال ، يكفيه من الجمال غمازته التي تستقر الان على خده ..

يمسح على رأسي ببطء : تعبانه ؟!
يلين قلبي لسؤاله المحمل باللطف ، لأنعكاس الحب في عينيه ، اهز رأسي دلاله "نعم ..

تتسلل كفه لقدمي تحت الغطاء ، يبدأ في تدليكها فيما يجفف شعره وهو ممسكاً بمنشفته بكفه الأخرئ..
يسأل عن كيف كانت الليله ،اخبره باحداثها ، اصف له جمال كل شئ ، الا سمر طبعاً !




اهمس له بتدلل بات يلازمني : صقر امسح مكياجي ..

يبتسم وهو يتجه لحيث اشرت ، ويلتقط كيس المناديل المبلله : ابشري ..

بدأ بمسح وجهي ، في البدايه كان رقيقاً لكنه بدأ بفرك عيني بقوه فألمني ، وصرخ بعد ان نظر للمنديل : ملاذ رموشك ؟!

حاولت ان اكبح ضحكتي ، وانا اراقب الخوف في عينيه ، اقترب ليتلمس عيني ، وجد الأخر فسحبه بأستغراب ، قلبه بين يديه ونظر لي بأستغراب : يع هذا ايش ؟!

اطلقت سراح ضحكتي ، اظن انها اول مره يرئ فيها رموش صناعيه في حياته ، تعابير وجهه هي اكثر مايثير ضحكي ..

اجيب على سؤاله ، وارضي فضوله ، فيبدأ محاضره ينصحني فيها ان ابتعد عن اي شئ من هذه الاشياء المصطنعه ، يتحدث وهو يعاود مسح مكياجي : والله العظيم انك ماتحتاجين اي شئ ، حطي بس حمره وخلاص ..

اشعر بالاطراء من حديثه ، والالم ايضاً من طريقه مسحه لمكياجي ..

ينتهي اخيراً، فأنتبه انه قد استخدم كل المناديل تقريباً ..
يجمع كومه المناديل المببله ويرميها .
ثم يتجه ليجفف شعره اكثر ويرتدي ملابسه ..

كنت غارقه في تأمله ، حتئ شعرت بركله قويه في بطني .
تتبعتها بيدي ، وناديت صقر ان يقترب ..

تقدم متحمساً ليضع يده على بطني بترقب ..
حاولت ان احدد موقع الركله القادمه ونجحت ، ركل اخيراً يده ...
ضحك سعيداً لأنه اخيراً شعر بركلاته ..

فصقر حين مابدئ هذا الصغير بالركل وهو يحاول ان يشعر بها بيده ، لكنه لا يعطيه فرصه فسرعان مايختفي نشاطه ويضيع حماس صقر سدى ..

اندس تحت الغطاء معي ، وهو مازال يضع يده على بطني ، كان منشغلاً ببتبع ركلاته ، وكنت منشغله بتأمله ..

اقترب واندس في حظنه ، ارفع رأسي ، يداعب انفي شعر لحيته ، اشم فيها رائحه العود العتيقه ، اظن انها رائحته الأصليه ، رائحه روحه العطره وجمالها ..

احبه للدرجه التي تجعلني اتسامح اخيراً مع الحياه ، الدرجه التي تجعلني اتمنى الكثير من الاشياء واسعئ للكثير من الاحلام ..

كانت ليله طيبه التي جائت بك ..ياصقر ..




————.



..

انه كما لو انني اغلقت عيني في خضم التجهيزات وفتحتها لأجدني قد وصلت لهذا المكان ..

بفستاني الذي ندمت انني لم ابدله قبل خروجي من القاعه ..
كان ثقيلاً وكبيراً لذلك كان التنقل به متعباً جداً ، لكن فلاح كان بجانبي ، يجمعه ويرفعه ويغطيني متئ ما انزاح الغطاء عن شعري ووجهي ..

كانت التبريكات تلفنا ، الكثير من الصخب مقابل الكثير من الهدوء الان ...
اشعر انني احلم ، كان يوماً كالحلم ، سيبقئ في ذاكرتي ماحييت ..

نظرات امي واخواتي ، عائلتي بإكملها ، حتئ جدتي ، الكل كان سعيداً ، والحفل سار تماماً كما خططت له ..


كان هتان في الخارج يتحدث مع فلاح ، دعوت الله ان يطول حديثهما حتئ استطيع ان اتمالك اعصابي واخفف توتري ..
انها اول مره يغلق علينا مكان لوحدنا ، اشعر بالقشعريره لمجرد التفكير في ذلك ..

لكن ينتهي الحديث يودعان بعضهما ، اسمع فلاح وهو يوصيه علي قبل ان يغادر ..

يغلق الباب ، ويدخل بخطوات هادئه لكن وقعها علي صاخب ..
عاد التوتر ليبلغ اشده ، التوتر الذي حاولت للتو ان اخفف منه ..

انزلت رأسي لموضع اقدامي ، كنت خجله جداً من النظر اليه ، الان الوضع مختلف عن كل لقاء جمعنا ، الان لاحواجز تذكر بيننا ..

يجلس بجانبي ،يمسك بكفي فيرتعش قلبي اكثر ، يقبلها ويريحها بين كفيه ، يتحدث ويصم نبض قلبي اذني عن سماعه ..
لكنه يخبرني بسعادته الان ، وفرحته بحصوله علي اخيراً ..

كنت عاجزه عن الرد ، فأكتفيت بالأبتسام .

....:اذا تبين تبدلين ، اغراضك في الغرفه الثانيه ..

يقف ممسكاً بيدي ، اشعر ان ركبي لاتحملني ، انها ترتجف ، يقودني ببطء خلفه ، فيما احاول ان اجمع اطراف فستاني ..

اوصلني حتئ الغرفه ، وامسكت بالباب اخيراً ، اردت ان اغلقه لكنه منعني بكفه ، اقترب من وجهي ، فأبتلعت ريقي بتوتر : انتظرك ..
وختم كلمته بغمزه ، ارتفعت حراره جسدي بسببها ..

اغلقت الباب بسرعه ،خلعت حذائي وتحررت منه ، وجلست علئ الارض لأغوص في جوف فستاني ..
اضع يدي على قلبي ، لما كل هذا الخوف والتوتر ..
لن يحصل شئ لا اريده ، انا احبه فلما كل هذا الخوف الان ..

انا فقط متوتره ، غادرتني الشجاعه علئ حين غره ، لأجدني ارتجف لا تكاد ركبي ان تحملني .

انا فقط خجله ، ولا اعرف كيف اتصرف ، انه وضع جديد علي كلياً ..

لكنني لن استسلم لهذا الخجل ، يجب ان اتجاوزه
لأعيش ليله للذكريات ..

اخلع فستاني ، احاول ان احمله للزاويه لكنه كان ثقيلاً فتركته ، ياللهي كيف تمكنت من التجول به وهو بهذا الثقل ..

امسح مكياجي واغسل وجهي ، افك كل شبابيك الشعر التي تنغرس في شعري، واعيد ترتيبه ..
اتأمل وجهي وهو خال من مساحيق التجميل ، لم يكن سيئاً لكنني اردت ان اكون في احسن صوره ..

لذلك قررت ان اضع بعض رتوش المكياج لتمنحني اطلاله اجمل ..

طرق الباب : سمر؟ ماخلصتي ؟

هه مابال كل هذا الاستعجال ، لم يمضي سوا دقائق معدوده ..

انظر لساعه معصمي ، لقد امضيت ساعه هنا ..

يعود ليتحدث : الفجر بيأذن ، وورانا رحله ، يالله ..

اقف عند الباب اتردد في الخروج ، لكنني اقرر كسر ترددي واخرج ..

افزعني حين ماوجدته واقفاً امامي .

يخطفني بسرعه ، يحيط خصري بذراعه فيما يمسك بمؤخره رأسي بيده الأخرى .
يثبتني علئ الجدار خلفي ، فأصرخ هلعه ..
ماباله الان ؟!

يضع كفه ليغطي فمي بخفه وهو يضحك : اششش .

يطيل النظر في عيني وهو مبتسم بغرابه ..
ترتفع اطراف فمه بتقوس غريب للأعلئ ، فتبدو ابتسامته كأبتسامه الجوكر ..
.....: خفت تقفلين الباب وتتركيني ..

لم يخطر علئ بالك ذلك ابداً ، لكنني لن انفي ذلك امامه ..
يتحدث بهمس وهو يقترب اكثر : اخيراً ياسمر انتهئ كل هالركض ، وصرنا وراء باب مغلق لوحدنا ..

اظن انه ينوي اخافتي ، ان كان ينوي ذلك فقد نجح ..

يلف خصله شعري علئ اصبعه ، كانت تعابير وجهه قد تغيرت ،يقترب اكثر ، حتئ بات ملاصق لي ، اشعر بالتوتر يبلغ اقصاه عندي ..
يقترب ليقبلني فأغمض عيني بسرعه وبقوه ، داهمتني رائحه انفاسه وقبلته..
كان جسده اقرب الي من اي وقت مضئ ..

شعرت برفرفه الفراشات في معدتي ، كنت اخاف ان افعل شئ خاطئ ، لذلك قررت ان اجعله يقود كل شئ ..

قطع القبله وابتعد ، عاد الهواء البارد ليلفح وجهي ..
شعرت بأن شفتاي تحترق ووجهي يحترق وانني كتله نار واقفه امامه ..

اغلق الأظائه القويه وحملني بسرعه فصرخت مره اخرئ ، عاد ليسكتني بكفه ...

يتجه بي نحو السرير ، ياللهي بهذه السرعه ؟!

احاول ان اتخلص منه يداهمني خوف سريع ، لكنه يقيد حركتي ويضمني لصدره ..

هل ستتحقق اشد كوابيسي ؟! هل هتان هو ذلك النوع من الرجال ؟!
الذي لا يلقي للمرأه اي اعتبار؟!
وسيأخذ مايريد عنوه من دون حتئ اي اسلوب استلطاف ؟!

يرميني علئ السرير بخفه ،ويستلقي بجانبي بعد ان رفع الغطاء بسرعه ..
يضمني في ما احاول انا ان اخلص نفسي ، لا لن تكون هذه ليله احلامي ، اين الحديث العذب والرومنسيه التي توقعتها ..؟!

يعود ليثبتني علئ السرير ويهمس :اششش بننام الحين ، ماراح اسوي شئ بس بننام ، ورانا سفر بكره ..

اهدئ ، يرتخي جسدي ، وينتظم تنفسي ..
اتطلع للسقف بصمت ، كأنني شعرت بخيبه امل؟!

.......


—————





..
كانت الاشاره تشير للون الاحمر لذا توقفت ، اتأمل السيارات من خلفي وهي تتوقف ، فيما تشتعل الاشاره المقابله باللون الاخضر ، فتبدأ السيارات المقابل في التحرك ..
انها محطات بداخل محطات ، في كل شئ هناك محطه للوقوف او التحرك ..

هاهي سمر تحركت ، وغادرت منزلنا ، مع من اختارته شريكاً لها ..

بينما انا علئ الصعيد الأخر قابع خلف الأشاره الحمراء ، حتئ اللحظه ..

وعاد السؤال القديم : الئ متئ ؟
اين النهايه يافلاح ، اين هي المحطه القادمه ؟
فأجيب نفسي ، متئ ما وجدت سبباً للأنتقال سأفعل .
.
.

كان يوماً صاخباً ، تذكرت فيه يوم زواجي ، ذلك الزواج الفاشل ، الذي لا اطيق حتئ التفكير فيه ..
كأنني كنت رجل اخر آنذاك ، كأنها كانت ذكرئ لشخص اخر لا يمت لي بصله ..
تطوف بي مجدداً رائحه الفراوله ، والجدائل ، وذكريات مهل ...

هرباً من ذكريات الماضي ، اعود لأسترجع احداث الزفاف ، كان الكل سعيداً ، واولهم والدي ..
تحقق له الشيئ الذي لطالما اراده ، استقرار سمر وزواجها ..
بكئ والدي اليوم ، لم اره يبكي الا في ذلك اليوم المشؤوم الدي ابلغني فيه بمرضه ، لكن اليوم كانت دموع فرح ، وربما دموع حزن ايضاً علئ فراق سمر ..
نعم فلن تكون سمر متواجده علئ مرأى عينيه دائماً كما اعتاد ..
وهو الذي لطالما دللها وخصص وقتاً لقضائه معها ..

وانا ايضاً سأفقدها ، فمهما كانت قريبه ، لكنها لن تعد قريبه كالسابق ، ومتوفره في كل الأوقات، لن تزعجني ، وتسهرني طوال الليل بأحاديثها وقصصها الممله ..

انا سعيداً لها ، لأنها حضيت بما ارادته ، واختارت هي بنفسها من ترتبط به ، لطالما كانت سمر تدافع عن ماتريده ، وينتهي الأمر بحصولها عليه ..

منذ طفولتنا وحتئ الان ..كانت نقيضاً لي .

لكن مالذي كان يجب ان افعله ، وكل شئ ضدي ..
انا يجب ان اقنع نفسي بانني لم املك القرار يوماً ، ولم اختار ابداً حياتي ولم ارسم مجرئ لها ..

لكنني اخترت في مرحله ما ، نعم اخترت ان انتقم انتقاما. غبياً ، يطاردني ذنبه دائماً ..
اخترت ان اتزوج بنيه الهرب ، ولم ينجح ذلك ايضاً ..

كان افضل شئ اخترته هو وظيفتي ، علئ الاقل لست بفاشل ومفلس ..

لم اطق العوده للمنزل ، اتصل بأمي، ابلغها انني سأسهر مع رفاق لي ، وان تتأكد ان والدي تناول دوائه ، اودعها واغلق الخط ..

لا اعرف اين اذهب ، انا اعاني من الفراغ ..
واعاني من انعزالي هذا ، وقله رفقتي ..

افكر ان اتجه نحو الجبل ، فأفعل ..

انه خيار جيد ، سأذهب واصلي هناك ، واجلس حتئ شروق الشمس ثم اعود للمنزل ..

....


اترجل من السياره اخيراً ، ابحث عن اي سياره في الارجاء لا اجد احداً ، حسناً لن اصادف بدر اذاً ..

اصعد الجبل ببطء وتأني ، استمع لصوت اقدامي وهي تحتك بالحجاره ، وصوت الصخور الصغيره وهي تتساقط نحو الاسفل ، انظر للجرف البعيد ، ذلك الذي حاول ابتلاعي في السابق ..

لم لم يكمل ما بدأه ، لما سلمني بتخاذل لكفي بدر لتنتشلني منه ..

انظر للأسفل ، انه ارتفاع كبير ، كان سينتهي امري بالتأكيد ..

هل اتمنئ حقاً الرحيل ؟ هل اخدع نفسي واحاول قلتها من دون ان تعلم ؟!
ربما انا اخاف عقوبه الله ، ولا اخاف الموت بحد ذاته ..
نعم انا اخاف من ان انهي عذاب لأبدأ عذاب اخر ، فالدنيا لم تقدم لي سوء العذاب ، لذلك كنت اخاف ان اخسر نعم الأخره ايضاً ..

فأنا اصلي ، واصوم ، واستغفر ، واتصدق ، افعل اي شئ اقدر عليه لأصنع لي مكاناً افضل في الأخره .

لكنني اعجز عن نزع هذا السواد الذي يلفني ، لا اقدر علئ تطهير نفسي ، والتخلص من هذه الافكار ..
حتئ الادويه ، اظن انه تزيد الامر سوءً ..



انه منتصف الشهر ، القمر مكتمل ، يضيئ الطريق كمصباح ، كل الرؤيا كانت واضحه ، كان منظر الاشجار وصدوع السيل البعيده مبهراً ..
تأملت في نقطه الالتقاء بين السماء والارض ، البعد الذي لا ينتهي ، مهما مشيت فيه ، رفعت رأسي تأملت النجوم ، كانت مصابيح بحق ...

كنت اصعد ببطء واطيل التأمل في كل شئ من حولي ، كان بدر محقاً بأختياره لهذا المكان ..
كان يميزه هدوئه ، وتحقق شروط العزله فيه ..




اصل اخيراً ، اتأمل الأرجاء بحثاً عن بدر ، فلا اجده ..
كأنني شعرت بخيبه امل ؟

. ...
كنت جالساً عند سريره ،
اضع اصبعي في وسط كفه فيمسكها هذا الصغير ويتشبث بها بكل قوته .

اخيراً رزقت بفتى ، اسميته محمد ..
على اسم عمي ووالدها ..
قطعه من قلبي وقره عين لنا ..
هل فرح والدي بقدومي مثل مافرحت انا به ..
كان اسعد يوم في حياتي.
اليوم الذي قابلته فيه ، وحملته بخوف بين ذراعي وأرجحته بخفه ، وقبلت جفونه الصغيره ..

اناغشه ، اصنع دوائر بسبابتي على خده ، احاول ايقاضه ، اريد ان اراقب كل حركاته العشوائيه ..
لكنه يحب النوم ، طوال النهار نائم ، حتى انه لا يبحث عن الحليب او يبكي ..

تعاتبني ملاذ على محاولاتي لأيقاضه ، فأبتعد عنه واقترب منها ..

كانت تمشي ببطء تستند للجدار ممسكه ببطنها ، تحمل بين كفها رضاعه الصغير ..
لم تحب ان تجهد نفسها ؟

امد لها ذراعي فتمسكها ، واعاتبها : كلنا هنا لخدمتك ليش تتعبين نفسك ؟
....: ابي اتحرك، نحوني بالمشي ..


اجلسها والتقط الرضاعه منها ، بت خبيراً في صنعها الان
، املئها بالمقدار المطلوب من الماء والحليب ، واتجه لأقدمها بعد ان رججتها جيداً للصغير ..

لكنه كان غارقاً في النوم ، اضعها في فمه ، يتعرف عليها ويبدأ بالرضاع بسرعه ..

يذوب قلبي لمنظره الجائع الان ، كان مستغرقاً بالرضاعه وهو مغلق عينيه ، يخاف ربما ان يقاطع نومه ، لكنه كان جائع جداً فقرر ان يجمع الاثنتين ..

كان الجميع سعيداً بقدومك يامحمد ، الجميع على حد سوا ..
وردتني التبريكات والورود والتهاني من كل مكان ، لم يكف هاتفي عن الرنين الا بعد ان انتهت بطاريته..

الجميع كان بأنتظارك ، بت الان طفل العائله المحبوب والمفضل ..


.....


اغلق الاناره ، اجلس على السرير معها ، امسح على رأسها وامشطه بأصابعي ..
كانت تعاني من صعوبه في النوم ، عاد الارق مجدداً ، لكنني نبهتها ان لا تتناول اي ادويه له ..
فهي ليست حلاً ابداً ..

كانت تحكي لي عن احداث ولادتها ، عن الالم الذي تشعر به وعن مشاعرها آنذاك ..

احببت الاستماع لها ، لطالما احببت ذلك ، لكنها في مامضئ لم تكن تطلعني على اي شي اما الان فهي تخبرني وتتحدث معي عن كل مايجول في نفسها ...

في خضم حديثها ، يثقل لسانها تتقطع كلماتها ، وتغرق في النوم ..
رفعت خصلات شعرها عن وجهها. اقتربت لأقبل خدها ، وارحت رأسي على عنقها ، اشم الرائحه التي لاطالما تميزت بها ..
التقط عدوى النوم منها ، كنت اتأرجح مابين النوم واليقظه ..


استيقض من نومي حين سمعت بكائا خافتاً .

سحبت نفسي واتجهت لسرير الصغير ، كان قد حرر يديه من الغطاء الذي يلفه ، وبدأ بمص اصابعه كنايه الجوع ..

ابتسمت مرغماً لشكله ، ونزلت لأحمله ليرافقني في رحله صنع الحليب ..

اخيراً بدأ يبحث عن طعامه بنفسه ..



...

________.



..

خرجت من منزل سمر في ماهي تلوح لي من عند الباب ، كانت زياره سريعه لها بطلب منها ..
بالطبع كان هناك شئ ، حاولت ان تقنعني بشئ رفضته بقوه ..

الزواج !

...: فلاح اسمعني انت لازم وحده تراعيك وتدلعك وتنتبه لك ..
اقاطعها : ليه وش فيني عشان تنتبه لي ؟!

....:مافيك شى بس عادي يعني ترعاك وانت ترعاها ..


اخبرتها ان تنهي الحديث في هذا الموضوع ..
انا لا املك نيه للزواج ، ومتى ما شعرت انني ارغب سأسعى بنفسي لذلك ..

كان الموضوع مزعج ، امي وسمر وبقيه العائله وجهوا انظارهم علي وقرروا جميعاً ان يحثوني للزواج بسرعه ..

....

صرخت علي امي : كل شئ بعدين ، بعدين متئ حدد ؟
كنت اشعر بالصداع ، ولم املك الطاقه للنقاش ، لكن امي كانت مستميته للقتال ، تتقصى عن سبب رفضي ، تطرح امامي الخيارات والمواصفات تحاول ان تغريني بشتى الطرق ..
وفي النهايه تستخدم بطاقتها الاخيره : والله اني غضبانه عليك اذا ماسمعت شوري ..

تقف وتخرج من المجلس ، في مابقيت انا اتطلع للفنجان امامي بصمت ..

لن ارتكب نفس الخطاء مرتين ، ادرك ان الحياه ترمي بطعم جديد نحوي ، تنوي سحبي لمتاهه اخرى ، لكنني حفظت الدرس ، وتعلمت جيداً من اخطائي ..

....: يافلاح وانا ابوك تزوج واستقر ..

ارفع رأسي اجد والدي وهو يتطلع نحوي بنظرات صادقه ، اجيبه : وانا مستقر الحمد لله بوضعي هذا .

....: انا خابر علتك ..

ابهت لبرهه ، علتي ؟ مالذي يقصده ؟

يعاود الحديث وهو ينظر لعيني : ملاذ ، ادري انك كنت تبيها ومالله كتب لك نصيب معها لكن مهيب اخر بنت ...


افزع من معرفته ، احاول ان اسيطر على تعابير وجهي ، ابحث عن الكذب فأجده : ملاذ؟ ابداً ما ..

يقاطعني وهو يرفع كفه امامي : هالموضع خالصين منه ، انا من يوم حادث صقر وملاذ وانا متأكد ، النقطه الحين انها اختك وزوجه ولد عمك ، ولا حاصل لك ماتشتهي لو تطير ، اقضب الارض ودور بنت الحلال واستقر معها ..

الجميع يظن انني اكره الاستقرار ، انا ابحث عن الاستقرار ، اريد لروحي ان تستقر ، ان تكف الاسئله والذكريات عن ملاحقتي ، اريد ان اعود لنفسي ، لكن الجميع لا يعلمون انني اضعت نفسي مذ زمن مضئ ، واضعت الطريق الذي يؤدي اليها ، مالذي سيقدمه الزواج لي ؟ سيكون مسؤوليه جديده تزيد من تعبي اكثر ..


......


على مايبدوا سيكون هذا موضوعاً يلاحقني دائماً من عائلتي ، فبعد محاولات سمر في اقناعي ادرك ان الجميع قد تضامن ضدي ..
اجزم ان جدتي ستتصل بعد قليل لتخبرني ان اتزوج ايضاً ..

الجو في المنزل بات خانقاً ، لا يتحدثون الا عن زواجي او لطافه وجمال ولد صقر ..
يتداولون صوره ، يمتدحون جماله وهو مازال يحسب عمره بالاسابيع ..
في بعض الاحيان اظن انهم يستمتعون بإثاره جروحي ...


وكالعاده اتجه لطريق الجبل ، منزلي الذي بت اقضي فيه اغلب وقتي ، امر بمحطه اتزود بالماء واتأكد ان لا شي ينقصني ..
واكمل طريقي ..


....

اتوقف احمل اغراضي واغلق سيارتي ، اصعد الجبل بمهاره باتت تلازمني لكثره ترددي عليه ..

اصل واضع اغراضي اخيراً ، املئ ابريق القهوه ، اضعه فوق الغاز الصغير ، اخرج الصينيه وافرد قوائمها لترتفع ، اضع فوقها فناجين القهوه والتمر ..

تصلني رساله اشعار بتقديم موعدي .
في عياده الطب النفسي ..

لم اجد اي نفع فيهم ، ادويته الجديده لم تنفع معي ايضاً ..
معضلتي الحقيقيه هي كرهي للحياه ، اكره العيش بلا اي مشاعر ، اكره كوني لا اجد نفسي الا في الماضي ، وانني لا اتعرف عليها الان ابدا ..


المح طرف ثوب ارفع رأسي لأعلى فأجد بدر واقفا
..
اخافني للحظه ، لكنه حياني واستأذن ليجلس ..
تسألت : من وين تطلع دايم ..؟!

فانا لم اجد اي اثر لسياره ، ولم انتبه لوجوده ..
يجيب : من منافذ الزمن ..

احاول ان افسر كلامه ، ابحث في حصيلتي اللغويه عن اي تفسير لكلامه فلا اجد ، ادرك اخيراً ان فقط يمزح ..

مضئ وقت طويل منذ اخر مره رأيته ، اظن ان اخر لقاء كان حين انقذني من الجرف ..
يتأمل الارجاء كعادته ، بدأ متعباً يحيط بعينيه سواد لم يكن موجوداً قبل الان ..
اسأله عن حاله ، فيجيب مبتسماً : بخير ..
يعاود سؤالي عن حالي فأتقمص ابتسامته واجيب : بخير ..

كلانا لم نكن بخير ، لكن لم نكن على استعداد للشكوى ..

تنتهي القهوه ، اسكبها في الدله ببطء ..
اسأله : دائماً اتردد على هالمكان مااشوفك ؟

يلتفت لي مبتسماً : اظنك تتوقع ان ماعندي حياه الا على سفح هالجبل ..

اسكب له فنجان ، يلتقطه ويتحدث : كنت مشغول في مطارده اشياء كثير ..

أسأله بفضول بالغ : وحصلت عليها ؟
يرتشف من الفنجان ببطء ، بدأ كما لو انه لم يستمع لسؤالي ، لكنه يتنهد بضيق : خلنا نقول ان نفسي انقطع في خضم المحاوله ..

كنت اتأمله ، كانت رؤيته وبعد كل هذا الانقطاع ، همم لا ادري ، ربما تشعرني بالسعاده ..
اشعر انه وبرغم اختلافنا ، يشبهني ..
التقط الكثير من الحزن والغضب المكبوت والخيبه في عينيه ، ابتسامته الكاذبه تفضحه مثل ماتفضحني ..

يدير وجهه نحوي ، ويسأل : ليه تطالعني كذا ؟
ارفع الفنجان لارتشف منه واتحدث بأستهزاء : معجب ..

يقهقه بحرج وهو يعود ليرتشف من فنجانه ، ثم يمدني به وهو يمتدح قهوتي ..

اخبره ان جدي علمنا كيف نصنع القهوه، في الحقيقه هو كان اول معلم لنا في كل شئ ، كان يصحبنا دائماً برفقته في رحلات تدوم لأشهر ، كانت رحلات صعبه لكن وانا اتذكرها الان اشعر بأنني كنت سعيداً جداً آنذاك .. فيسأل : من انتم ؟

لا انزعج من فضوله على العكس اسعد لأول مره بالاجابه : ثلاثه من احفاده ، ابناء عمومه ثلاثتنا ، ولدين وبنت ..
انا ....صقر وملاذ ..

.....: من الواو الي جمعت صقر وملاذ اكيد انهم اجتمعوا ، وانت بقيت لحالك ..

كان يتحدث ساخراً ، لكنه اثار رعبي ، تأملته بصمت وبتسؤال يكبر ، هل هو ساحر ؟ اما هو يعرفني ؟ يترصدني كما ترصدني مهل من قبل ؟

يقهقه : من تعابير وجهك ، واضح اني اصبت التخمين ..

لم يكن تخميناً ، كيف له ان يعرف كل هذا من مجرد تخمين؟!

اسأله بحده : تعرفني انت؟

يهز رأسه بنعم : ايه ، الرجل الي يصلي معي في المسجد ويحاول ينتحر من سفوح الجبال ..

يغيضني ببروده اعصابه وحديثه : انا اسألك صادق ، هذا ماكان تخمين عشوائي.

يعيد لي الفنجان لأملئه : بالتأكيد ، ماكان عشوائي لكنه كان تخمين !

يعاود ليسأل : وعشان كذا كنت تبي تنتحر ؟!


......







...
اتأمله وهو مستلقي بجانبي ، وقد خلص نفسه من شرنقه الغطاء ، ويرفرف بكفيه في السماء ،
كان صغيراً جداً ، لا استخرج اي شبه او صله تجمعه بنا ، لكن ملامحه لم تتضح بعد ، فهو حتى اللحظه لم يفتح عينيه جيداً ، ويمضي جل وقته في النوم ..

ابتسمت وانا امرر اصبع على انفه الصغير : صغيري اللطيف يمضي الكثير من الوقت في النوم حتى لا يتعبني ويعطيني قسطاً من الراحه ..

والده ايضا لا يتوانا عن المساعده ، ان كان سيشبه والده باللطافه سأكون اسعد النساء للابد ..
لأنني سأملك رجلين ليدللانني ..

امي تزورني كل يوم هي وعبق ، تصنع اطباق جديده لي كل يوم ، ومشروبات تضعها بجانب سريري وتوصيني ان اشربها في كل وقت ..

امسك بيد الصغير واقبلها ، اردت ان اسميه فلاح ، لكنني في الحقيقه خشيت من ان اثير حفيظت صقر ، لذلك تراجعت واوعزت له هذه المهمه ..

لكنه فاجأني حين اخبرني انه سيطلق عليه اسم والدي ، اخبرني انه يريد ان يستمر ذكره بيننا ولا يوجد من هو افضل من ابننا ليحمل هذا الاسم ..

كانت لحظات كالحلم ، كل شيئ كان سريعاً ، كل شئ خضته حتى اللحظه اشعر به كالحلم ..

الكل اتصل بي وهنئني ، حتئ ميثم اتصل ليبارك لنا ..
لم اعش الامومه جيداً بعد ، فجرح بطني لا يسمح لي بأن احمله كثيراً ، او امارس امومتي مباشره ..

الألم يمنعني من فعل اي شئ ، لذلك سأنتظر حتى اتعافى ثم سأغدق عليك كل المشاعر التي اكنها لك في قلبي ..
ساحملك واصحبك معي لكل مكان ، ستنام بين ذراعي وفي احظاني ..
انتظر حتى اتعافئ فقط ..





________



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 01:45 AM   #183

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

. خرجت من عملي على وجه السرعه ، بعد ان اتصل بي والدي لبلغني ان جدتي متعبه وفي المستشفئ ..
اخبرني ان اخرج مباشره لهناك ، فهو من نقلها ويحتاج لأن اكون متواجد معه ...

كان صوته خائف ، لا اعرف مالذي حدث فقد كنت معها البارحه وقد بدت بخير ، مالذي حصل ..

وصلت للمستشفئ ، اوقفت سيارتي وتوجهت مسرعاً لحيث اخبرني والدي ..


وجدته جالساً على احد كراسي الانتظار ، حين ماانتبه لي وقف وتوجه لي مسرعاً ليحتضنني..
احتضنته بدوري ، واثار خوفي بنشيجه الخافت ..
علمت ان هنالك خبر سيئ يلوح في الجو ، لكنني لم اسأل ، اثرت ان احتضنته بصمت حتى يبادر هو بالحديث ..

تحدث اخيراً : امي جتها جلطه ..
يصمت وهو يمسح دموعه بشماغه ويعاود الحديث : الحمد لله ربي سلمها ..

اتنفس الصعداء ، ادركت انني لم اتنفس جيداً منذ مكالمته ..

الحمد لله ، اسنده حتى جلس ، اخبرني ان اتصل بأعمامي واخبرهم ، فهو يشعر بالتعب والارهاق ..

اتأمل الارهاق البادي عليه ، حتى انه من فرطه لا يستطيع التحدث ..
لا اعرف متى ستعود قوه والدي ، مضئ مايقارب العامين ، تعفئ من السرطان ، لكنه لم يعد كالسابق ..

كان كل شيئ يتعبه ، ادنئ شئ يثير تعبه ويرهقه ..
كل ثلاثه اشهر اصحبه للمشفئ اجري له تحاليل شامله ، ابحث عن اي خلل يبرر كل هذا التعب ..
لكنهم يخبرونني انه لا يشكوا من شئ ، وان هذا التعب فقط يعود لسنه ربما ..

........

تجمع اعمامي وابنائهم في المستشفى ، الكل يريد الاطمئنان عليها ..
تكللت عمليتها بالنجاح ، واخبرنا الطبيب ان لا نرهقها بكل هذا الضجيج ..

اصر صقر ان نذهب وسيبقئ هو ، لكنني رفضت واخبرته انني سأجلس هنا وشجعته على الذهاب ...
....: فلاح رح بدل ، واخذ عمي معك ،وانا ابجلس هنا ..

اقنعني بعد محاولات طويله ، وكان والدي متعب ايضاً لذلك اصطحبته وغادرت ..

......


خلعت زيي العسكري ، التقطت منشفتي ، ودخلت تحت الدش ، كان الماء البارد ، هو كل مااحتاجه الان ..

بقيت تحت الدش ، استمتع بالماء وهو يرتطم بجسدي ، اميل رقبتي وادلك كتفي ، جسمي مشدود فأنا امضيت ست ساعات واقفاً امام بوابه مقرنا ..

ان في تقلب هذه الحياه عبره ، البارحه كنا مجتمعين عندها ، وكانت سعيده جدا بأجتماعنا ..
ان هذا احد اسباب خوفي من الحياه ، ذالك انه لا يمكن التنبأ بها ،ننام ضاحكين ونستيقض مفجوعين ، لكنني ازددت ايمانناً انها اختبارات ، ومراحل متلاحقه لابد لنا ان نعيشها في خضم هذه الحياه ، ولا نملك معها الا الصبر ..

قال بدر في السابق : لا تفكر في الحياه كمراحل ، لأنك راح تصادف حوادث في احد هالمراحل الي صنفتها ، وراح يتملكك هاجس الخروج منها ، لدرجه انك ماتنتبه انك قاعد تدور فيها وتتخبط من شده رغبتك في تجاوزها ، وهذا يخليك تقتنع انك ماتقدر تخرج منها وانها محاصرتك للأبد ، وبكذا راح تخسر حياتك وانت تدور في عجله هامستر ..
وختم حديث بأبتسامه كاذبه سرعان ماتلاشت ..


..



اقف امام المرآه ، اجفف راسي بالمنشفه ، واتأمل انعكاسي ، ازداد وزني ، تخلصت من ذلك النحف الذي كان يلازمني ، التحقت بنادي رياضي قبل مايقارب العام ، التزمت بنظام صحي ، تحسنت معه صحتي النفسيه ، انشغلت بالتمارين ، اظن انني حاربت الأكتئاب بها ، وخففت ادويتي بعد ان اتبعت نظام غذائياً مختلفاً ، مضيت بعامين من التغيير ..
تغيير في القناعات ، والافكار والاحداث من حولي ..

لكن لم اخض تغييراً كبيراً في حياتي ، بالنظر للخلف اجد ان حياتي لم تتغير كثيراً ، مازالت اعيش الروتين ذاته ،لكنني كسبت صديقاً جديداً على الاقل ، كان هو افضل شئ حدث لي منذ فتره طويله ..

بالتفكير في هذه العامين السابقه اجد فيه اشياء جيده ، تعافئ والدي من مرضه تماماً ، سمر سترزق بطفل قريباً ، حصلت على ترقيه في عملي ، وكذلك صقر ..

بذكر صقر ....
التقيت به عند جدتي البارحه، عاتبني على انقطاعي وعدم زيارته ، لم التقي به لما يقارب الثلاثه اشهر ، انشغلنا ولم نجتمع الا البارحه ..

.......



دخل طفل صغير ، بعينين جميله ، تعرفت عليه بسرعه ..
ونفرت منه ، وكرهت الشعور الذي تملكني نحوه ..
لذلك ناديته ، تحديت مشاعري وواجهتها كما نصحني بدر ..
وحين اقترب فتحت له ذراعي ، فجاء بسرعه ليحظنني ..
لف رقبتي بيديه الصغيره ، كما لو انه يعرفني ،برغم انها المره الاولئ التي التقيه فيها منذ ولادته ، نعم لعامين كامل كنت المحه من بعيد و اتهرب من مواجهته ..

لطالما تسألت لما اتوتر واتهرب من لقاء هذا الطفل ذو العامين ...

لكنني الان وهو يحظنني بكل هذه اللطافه ادركت انني كنت اخاف ان احبه ، او اتعلق به ..

وكأن حظنه قد عرفني على حب جديد ، وقفت وحملته ،نظرت لوجهه ، لعينييه البريئه اللامعه ، ولوجنتيه الممتلئه ، وطبعت قبله على خده ..

دخل صقر خلفه مبتسم ، وتبعته ملاذ ..
انه لشئ غريب ان احمل طفلهم الان ..
بصدر خال من اي شعور سوا الحب لهم جميعاً ..

واتذكر نصيحه بدر : في يوم ما ، راح تسترجع ذاتك ، وتنجلي كل هالغمامه الي غطت عيونك ، وراح تدرك يافلاح ان اجمل ايام عمرك انقضت بسرعه ، وانك فرطت فيها لانك فقط حصرت نفسك في صوره معينه وراح عمرك عبث وانت تلحقها ..

......

ادركت ليلتها في ذلك الاجتماع السريع ، انني مافتئت احبهم ، حتى حبي لملاذ ،لم يكن خاطئ بسبب تلك الحادثه ، لا انه خاطئ بسبب رغبتي الشديده لتملكها ، لم آخذ في عين الاعتبار انها كانت غارقه في حب صقر وانها لم تلتفت لي يوماً في حياتها كأكثر من اخ ، كنت اكره نفسي واكره مشاعري ، وخيل لي من فرط ماانا اكرهها ، ان كل شئ كان ضدي ، وان الاحزان تتبع اثار اقدام سعادتي لتبترها ، لم احسن الظن بأي شئ ،علقت سعادتي بأشخاص بدلاً من اطلاق سراحها ..



.......


من كان يتوقع ان ذلك الشاب الذي كان يتمدد بعد الفراغ من الصلاه ويكتفي بتأمل السقف سيكون اقرب شخص لي الان ...

اظن اننا لم نكن مستعدين للصداقه ، لكنها قدرت لنا ..

لقد غير بدر الكثير من افكاري ، اصبحت اتطلع اليه ..
اكتشفت ان البرود الذي يسكنني هو من فراغ ، اما البرود الذي يلون تعابيره ، ويندس بين نبرات صوته هو من تشبع ، كان بدر قد اكتفى من كل شئ على عكسي ..

انه لشيئ غريب ان يغير فيك شخص الكثير وتلتقي به كل فتره وان تتطلع اليه دائماً ، لكنه لا يعرف حتئ رقم هاتفك ، جل ما تبادلناه منذ لقائنا هي اسمائنا ...



........



نزلت للاسفل وجدت الجميع متوترين ، كانت امي تجلس تمسح دموعها ، تسألني عن جدتي اطمئنها قدر المستطاع ، واجلس لأسكب لي فنجان قهوه ، انها جل مااحتاجه الان ..
بدأت امي بالحديث عن جدتي ، تزيد من احزان الجميع ، تثني عليها وافعالها ..

توجه حديثها لي : المسكينه تعبت وهي تطلبك تتزوج ، ياخوفي يصير لها شئ وماحققت لها رغبتها ..

التقط نيه امي ، كذلك يفعل والدي ، ويبدأ في توبيخها : اعوذ بالله لا تتفاولين على امي ، وزواج فلاح شئ راجع له ، لا تزيدينها عليه ..

في الحقيقه لم يأثر فيني حديث امي ، فهي محقه كانت جدتي تحاول ان تقنعني بالزواج منذ فتره طويله ، لكنني مازلت رافضاً ، قطعاً لن اتزوج الان ، سأتزوج متى ماوجدت انني مستعداً تماماً له ..

ولا اجد انني سأقبل مرغماً فقط لأجل ارضئ الناس من حولي ...



تدخل سمر للمنزل كانت الصدمه تلون وجهها ، قبلت والدي وهي تدعي القوه ، تخبره ان جدتي ستكون بخير ولا يجب عليه ان يقلق ، تخبره بقصص اشخاص تعرضوا لمثل وضع جدتي وشفوا تماماً ، تجلس معه وتطيل الحديث في ما استمع لها انا معجباً بقوتها وتجلدها ..

ان سمر تملك تناقض غريب في داخلها ، لكنه بطريقه ما متوازن..
فهي قويه لكنها ضعيفه ايضاً ، تتجلدبالصلابه لكنها هشه جداً ..

تنتبه لوجودي و تتقدم لتحضنني ..
تخلصت من غطاء قوتها ، لتبكي خوفاً على جدتي ..

شئ جديد لازمني ..
اصبحت كتف يتكئ عليها الجميع للبكاء ..
اظن هذا غير الكثير في شخصيتي ايضاً ، لأنني كنت محتاجً لأن اُحتَاج..
اردت احداً ليتطلع الي ، ويحتاجني ..
وتحقق لي ذلك في كل عائلتي ، الجميع يشكو لي ويتكل علي ويتطلع الي ..
ولم اشعر بالعبئ على الاطلاق ..

سحبتها من شعرها بخفه لتبتعد عني ، صرخت متألمه وعاتبتني على جلافتي ..
اخبرتها انني لا احب رؤيتها تبكي وسأتبع اسلوباً جديداً لإسكاتها ، سأشد شعرك فقط لتبكي بحق حينها ..

مسحت دموعها بكفها ، فعدت لأحتظنها ، همست في اذنها :يادبه ..

لكمتني في بطني ، فضحكت رغماً عني من وجهها الغاضب ، انها تتحس من اي تعليق عن وزنها ..

تسأل : اوجعتك ؟
اجيبها كاذب : ايه ..
تغادر غاضبه بوجه محمر لتجلس جانب والدي : احسسسسن ..


.......








————




...

كنت استمع للفتاتين يجلسان بجانبي ، يمتدحن صقر الواقف بعيداًوهو يتحدث على الهاتف ..
...: ماشاء الله يجنن ..
...: تحسينه فخم ، ريحته ريحه عود ازرق .

حسناً اتعجب انها حززت رائحته جيداً ..

....: سبحان الله جسم ورسم وكشخه ووسامه ..
...: ياحظ الي بتأخذه ..
...: ياحظ زوجته شوفي الدبله في يده ...

ازم شفتي وانا ادير دبلتي ، اكبح ضحكه تحاول التمدد على وجهي ..
شعرت بالغيره بالطبع لكنني شعرت بالفخر ايضاً ..
لا يدركن ان زوجته التي يغبطنها تجلس بجانبهن ..
يمتدحن شكله وهيئته الخارجية لكنهن لا يعلمن كيف هو من الداخل ، طيبه قلبه ، حبه الا مشروط ، كرمه ، ولسانه العذب ...

ان الجمال ينبعث من داخله ليتشكل على وجهه ويحيطه بهاله نادره ..
لذلك هو ملفت للنظر دائما ..

يتقدم فأعدل نقابي جيداً ، اريد ان ابدو في احسن صوره امامهن ..

لكنه كان متجهماً ، وجهه يخبرني ان هنالك شئ يضايقه ..
اقف ادفع عربيه الصغير نحوه ، فيتحدث : جدتي تعبانه ، لازم اروح لها ..
اسأله عن القصه ، فيخبرني بأنه لا يعلم ..

كنا البارحه مجتمعين عندها ، مضئ وقت طويل على اجتماعاتنا العائليه الصاخبه ..
كنت للتو قد بدأت اتقبل الجميع ، وبدأ الجميع في تقبلي ..
واستمتعت لأول مره وانخرطت في جو عائلي معهم تماماً البارحه ..
هل آن لهذا الاجتماع ان يفض ؟
انه كما لو ان الحياه عادت لتقتص من سعادتي ..
ان جدتي هي اساس اجتماعاتنا ، بدونها لن يكون للأجتماع اساس ..

.....


اوصلني لمنزل امي وغادر مسرعاً للمشفي .
اخبرته ان يتواصل معي ليخبرني بأخر المستجدات ..

اطرق الباب ولا اجد رد ..
امسك بهاتفي اتصل بها ولا ترد ..
اكرر الاتصال ولكنني مازلت لا اجد اي رد ..
انها الساعه الحاديه عشر صباحاً ، لابد انها نائمه!
كان الخطا مني ، لم اتواصل معها قبل ان اخبر صقر ان يوصلني لمنزلها ..


يأتيني صوت من خلفي : السلام عليكم ..
التفت فأجد درع واقفاً يبتسم بغرابه ..
ارد السلام واحاول ان اخبئ احساس التوتر الذي داهمني لرؤيته..


يسأل عن احوالي ، ويدعوني لأدخل عند زوجته ، الى حين تفتح امي الباب لي ..

اتعذر منه ، فيعاود الطلب : ليلى موجوده وانا اصلاً طالع ، ادخلي وانتظري عندها لين ترد عليك امك ، حياك الله ..

تتجه انظاره للصغير النائم بداخل العربيه ، يبتسم ويسأل : ماشاء الله مبروك ماجاكم ،وش اسم الرجال ؟

كنت احاول ان لا انظر لعينيه ، اجبته : الله يبارك فيك ، اسمه محمد ..

تكبر ابتسامته : اجل تطلبونا السمايه مثل مانطلبكم ..
اكبح ابتسامتي أحاول ان أكون رسميه معه قدر المستطاع ، انه شئ غريب انني اتعامل معه بهذه الاريحيه ، وانتي فقط لا اخشئ من شئ سوا رده فعل صقر لو علم انني التقيت به ..

يفتح الباب بسرعه ، تخرج عبق بعينين شبه مغلقه ، تتثاوب وهي تحييني ، وتتسع ابتسامتها حال مالمحت النائم في العربه .

اتجاوز درع بصمت بينما هو واقفاً بغرابه ، انحرجت من ان اغلق الباب وهو واقف لذلك ودعته : في امان الله ..

كما لو انه انتبه ، يغادر مسرعاً وهو يردد : فمان الله ..
.....


ادخل اتبع عبق ، تخبرني ان امي نائمه وقد طلبت ان لا نزعجها حتئ تستيقظ هي بنفسها ..

حسناً امي التقليديه ، تحب ان تعطي نفسها حقها في كل شئ ، في الاكل والنوم والسعاده ..

اسأل عبق ان تناولت الافطار تهز رأسها بلا : توني صحيت الحين ..

اخلع عبائتي ، واتجه للمطبخ ، لأعد لها هي والصغير شئ ليأكلوه ..

لم اكن اشعر برغبه في الطعام برغم انني كنت جائعه للتو ..

كنت خائفه ومتوتره ، احاول ان اطمئن نفسي ، لكنني اعجز وافكر في جدتي واتسأل عن حالها ..

اتطلع للهاتف كل دقيقه انتظر خبر من صقر ..
لكنه يتأخر ، لذلك ارسل لفلاح ، اسأله عن حالها فيجيب برساله صوتيه ، يخبرني انها بخير اجروا لها عمليه جراحيه واخبرهم الطبيب انها ستكون بخير بأذن الله ..

اشكره ، اهم باغلاق هاتفي ، لكنني اسحب محادثتنا للأسفل ..

تحسنت علاقتي به ، هناك الكثير من الرسائل بيننا من جهتي غالباً ، لكننا على تواصل على الاقل ..

كنت احاول استعادته ، ملكت كل شئ الا وجود اخ في حياتي ، وكان هوالخيار الدائميًبًط لدي ، ليسد هذا الفراغ ويقوم بهذا الدور عندي ..

لكنني لا اتذكر متى اخر مره واجهته فيها قبل البارحه ..
مضئ وقت طويل ، كان كما لو انه يتجنب لقائي انا وصقر ، حتئ محمد .
اعرف انه لا يكرهنا ، على العكس اثق انه يحبنا ، لكن هو في الحقيقه تغير كثيراً ، وبات واضحاً انها لا يشعر بالراحه في وجودنا ..

وقد اثبت لي ذلك لقائي به وجهاً لوجه ..
وجلوسي معه في ذات المكان ومراقبتي لكل تصرفاته ..
تغير بالكامل ، داخلياً وخارجياً ..
كثير الصمت ، حين يتحدث يستنفر الجميع لسماعه ، وحين يبتسم ، يبتسمون جميعاً بلا استثناء كما لو انها معجزه نادره الحدوث ..

انحرجت ليلتها من رسائلي له ومحاولتي الدائمه للبقاء على اواصل معه ، بدأ كما لو انه رجل اخر في الواقع ..

وقررت ان اقلل من تواصلي معه ، لكنه كان اول شخص طرأ علي اليوم ، لأتطمن على جدتي حيث ان صقر لم يتصل بي بعد ...


حين قابلته البارحه ، تمنيت لو ان علاقتنا تتبدل للأحسن ، وان نتخلص من هذا الحرج والبعد الذي يقف بيننا ..
كانت علاقته بالصغير لطيفه ، كما لو انه تعرف على خاله ، وبدأ فلاح واقعا في حبه تماماً ..

الايام كفيله بتحقيق المعجزات ، ربما سعيي الدائما سينتهي اخيراً بمعجزه ..
وربما سيحدث ان اخي فلاح الذي خسرته في الماضي ، سيعود لي كما كان ، لا كما هو الان ..


.



احجز اقرب رحله للعوده ، افزعني اتصال والدي بي ، فهو قاطعني منذ عامين ، تحديداً منذ ان غادرت الوطن ، وحملني لعنات وشتائم ودعوات مازالت تلتصق بي حتى الان ..

اخبرني ان جدتي متعبه جداً ، وانه يجب علي ان اعود على وجه السرعه .

حجزت بعد غد ، كان هذا اقرب موعد متوفر ..

اجهز اغراضي من الان ، لا اجمع الكثير ، فقط ما احتاجه ..

فانا لا انوي ان اطيل البقاء ، فجامعتي على وشك البدأ ..

قبلت في برنامج دراسي ، على نفقات الدوله ، برنامج جاء كالمعجزه ليواكب احلامي وتطلعاتي ..

وانخرطت في الدراسه بجد واجتهاد ، كنت اسعئ لأثبت لنفسي اولاً قبل اي احد انني قادر ..
فادراً على تحقيق الكثير لنفسي ، والسعي وراء احلامي ..
وتجاوزت الكثير بفضل اصراري وتيسير الله..

كانت اشد امنياتي هي ان اتخلص من العكاز ، وبالفعل مشيت بدونه ، مازلت اعرج قليلاً لكنني على الاقل مشيت بدونه ..
لكنني احمله فقط تحسباً لأي طارئ يحل بقدمي ..
اخبرني الطبيب انني مازلت في مرحله العلاج ، وانه سيلزمني اعوام قادمه لأتأقلم على المشي بدونه ، لكن يجب علي ان احمله معي ، وان لا اجهدها واحملها مالا طاقه لها به ..

لكنني قررت ان لا اصحبه معي في رحله العوده ، اردت ان يشاهدني والدي امامه ، واقفاً بلا اي عكاز ليسندني ، ويدرك انني لم اكن هنا للهو
، وانني طوال المده السابقه كنت اعمل بأجتهاد واصنع ميثم اخر ..

انا مشتاق للجميع هناك ، اتواصل معهم دائماً لكن الرسائل لا تطفئ الشوق ..

مضئ وقت طويل حتئ على لقائي بدرع ،كان قد زارني هو هتان العام الفائت ، استرجعنا بزيارته ايام الجيران القديمه ..

سألتقي به هناك ،بعد ان اطمئن على جدتي ..
.....

ازيح ستاره غرفتي ، اتأمل الشارع ، انه احد تلك الايام القليله التي يكون فيها الجو صحو ..

يوم كهذا كنت سأقضيه اتسكع في المدينه لوحدي ، اتنقل بين رفوف المكتبات ، وطاولات المقاهي والمطاعم ..
لكنني لا املك مزاجاً لكل هذا ، فبرغم انني لم اكن مقرباً لجدتي ، لكنني اشعر بالقلق عليها ..
ولا املك القدره لأتجاوز شعور القلق هذا ..
..
اجزم ان لو احد اطلع على حياتي لاشفق علي من من شده وحدتي ..
لكنني في الحقيقه مرتاح جداً وسعيد بها ..
ربما لأنني اعتدت عليها ، فباتت امر عادياً ..
واكتفيت بنفسي ، وكنت لها الصديق ادللها واشد عليها واشجعها ..

.........













...

تأملت تجاعيد يدها ، النمش الذي يغطي كفها ، والحناء الذي وضعته قبل يومين من الان ..
انزلت رأسي لأقبل كفها ، فتحتها وقبلت باطنها ، استنشقت رائحه الحناء التي لم تستطع رائحه المعقمات ان تنتصر عليها ...

هذه الكف ذاتها هي من مسحت على رأسي ، واطعمتني ، ومدتني بالنقود والحلوئ لمئات المرات او يزيد..

كنت المفضل عندها ، من بين كل احفادها ، كنت اقضي الكثير من الوقت معها ، احب تدليلها لي ..

انه منظر يفجع قلبي ، انا ازورك هنا ..
بعد زحام الفرح الذي عشناه مع بعضنا البارحه ..
تنام بين الإسلام والابر ،و تتنفس من خلال انبوب ..


اعجز عن كبح غصتي ، كان المكان خالياً لذا اسمح لدموعي ان تخرج ..
..
تسقط على كفها المخضبه بالحناء ، تسيل كما لو انه تغسل بهتانه ، ترسم خطاً بالغ الأحمرار في كفها ..

الحمد لله انها بخير ، املي بالله كبير ، سيبعثها الله. مجدداً لتقف بيننا ، وتخلع عنها كل هذه الأسلاك والاجهزه ...

امسح دموعي ، تردني رساله من ملاذ ، للتو تذكرتها ..
اخرج واتصل بها ، اجابت بلهفه ، وبدأت بسؤالي عن جدتي ..
اخبرتها انها ستكون بخير ، الاطباء يطمنونا ، ونحن نملك ثقه كبيره في عطف الله ..

تدعوا لها ، فأسئلها عن محمد ، تخبرني انه بخير ، ومنشغل الان باللعب مع عبق ..

ابتسمت وانا اتخيله راكضاً ، او يقفز ، او يضحك فتظهر اسنانه الأماميه بشكل لطيف ..

ودعتني وتركت تخيلات هذا الصغير في معي
..
اشتقت له ، برغم اني لم امضي الكثير من الوقت بعيداً عنه ..
لكنني ادمنته ، اصبح هرمون سعاده لي ..
ادمنت صخبه ، ورائحته ، ومراقبه حركاته ..

هو محبوب العائله ، الكل يسأل ويبحث عنه ، لذلك هو لا يخاف او يستنكر من اي احد ، اعتاد على ان يتلقى الحب من الجميع ..

كانت جدتي هي اكبر معجباته ، انها تحبه كثيراً ، تتصل علي يومياً توصيني ان أتي به في اقرب فرصه لها ..

اريد ان يكبر محمد معها كما كبرت انا ، ادعوا الله ان يطيل بعمرها حتئ تدلل اولاده ايضاً ..

انا اجد نفسي دائما انتمي لكبار السن ، احب احاديثهم وقصصهم واسلوبهم في التحدث ، اشعر انني اشبه لهم ولا انفك اتمنئ لو انني ولدت في وقتهم وعاصرت كل احداث زمنهم.....

.....

كنت قد ذهبت في الصباح لتناول الافطار مع ملاذ في الخارج ، حين ما وصلني اتصال من فلاح ..
يخبرني عن ماحدث لجدتي ..
تملكني الخوف ، توقعت انه يكذب علي حين طمنني عليها ، وان هنالك شئ أسوأ يخبئه عني لحين وصولي فأنا قد واجهت كذبه في حادثي القديم ..

كان وجود الجميع مزعج ، ويبعث بالقلق ، لذا شجعتهم على الذهاب حتي يسمح لها الطبيب بالزياره وان هذا فقط سيكون ضغط عليها ..



اعود لأجلس واتأمل منظرها وهي تغوص بجسدها في هذا السرير ، بوجه مكشوف مافتئت ان تغطيها ببرقعها ، برغم مناوشاتي لها وطلبي ان تخلعه لتريني جمالها، لكنها كانت تكره ان تخلع برقعها ، تتمسك فيه بقوه لأنها نشأت معه منذ القدم ، واصبحت تعامله كجزء من جسدها ...


بقيت انا ، ورفضت ان اسمح لاي احد ان يبقئ معها غيري ..
كنت اريد ان اتحدث معها في كل شئ ..

تحدثت معها عن حياتي ، من البدايه ، اخبرتها بقصه كفاحي مع ملاذ وسعيي لأحصل على حبها ، لسعادتي الحاليه التي اعيشها مع ملاذ وابني ، عن مشاعري نحو فلاح والبعد الذي بدأ ينشئ بيننا ، عن علاقتي بأعمامي ، وعن ذكرياتي مع جدي ..

مازلت اشتاق لجدي ، لا املك قدره لأشتاق لها ايضاً ..
اطلب منها ان تستيقظ بسرعه وان نغادر هذا المكان بسرعه ...

يدخل الطبيب اقف وأسأله عن حالها ، يتفقدها بروتينيه ويتحدث : تمام الحمد لله كانت الجلطه خفيفه واسرعنا في علاجها ، هي الان تحت تأثير البنج ، اسبوع كذا وتكون تمام التمام ان شاء الله ..


.....







يتصل بي هتان يخبرني انه سيأتي لأصطحابي ، يتذمر من طول الساعات التي قضيتها في بيت عائلتي ..
....: ارجعي وبكره روحي اذا مشيت لدوامي ..
اعتذر منه : مااقدر ياهتان اترك ابوي في هالوضع ، حزين مره وتعبان ..

....: خلاص بس بكره بعد دوامي راح اجيك ..
اوافق على عرضه ..

فيتحدث بهمس ساحر : اشتقت لك مرمر..
اعاود ارتداء انوثتي واهمس له : وانا بعد اشتقت لك ..

...: طيب لا تتأخرين ، والله مااقدر انام بدونك ..

يرق قلبي لرومنسيته المعتاده ، لكن قلبي يرق اكثر حال ماتذكرت والدي
..
يسألني : فلاح يضايقك ؟
اجد فرصه للشكوئ : ايه يقول "دبه ..
يقهقه ساخراً : ماعليك اهم شئ عاجبتني ، وهو اشوف شغلي معه ..

كنت اعلم انه لا يحب الالتقاء بفلاح فمابالك بمناقشته ، فبينهما تنافر عجيب ..

اعلم ان شخصيه هتان يصعب تفهمها ، وانه يبدو معتداً بنفسه ومتكبر ، ولكنه في الحقيقه يملك شخصيه طفل ..
ما ان عرفته حتى تبين لي انه مفرط في كل شئ ..
في الحب والرومنسيه ، في العطاء ، في العمل ، في كل جانب من جوانب حياته..
ولأنني اب ل قصارئ جهدي في كل شئ ، شعرت انه كان مطابقاً لي تماماً ..


يسأل عن حال ابنه ، فأطمنه انه بخير ..

منذ اللحظه الاولئ التي علم فيها بحملي وهو يضيق الخناق علي ، هممم حسنا هو يضن انه يدللني لكنه فقط يجعلني كالعاجزه ..

كل شئ هو خطر علي بالنسبه له ، لا يسمح لي حتى بالمشي لمسافات طويله، او السهر ..

خضت معه نقاش في بدايه حملي كان يريدني ان استقيل من عملي لكنني رفضت تماماً ..

ادرك انني مدمنه عمل لكنني قادره على الاعتناء بنفسي ..
لكنه لايصدق ذلك ، يخبرني ان التوتر والارهاق سيأثران سلباً علي وعلى الطفل ..

لكن سمر العنيده ابت ان تستسلم وتخالف قناعاتها ..
لذلك استمريت في العمل ، الا قبل شهر من الان قدمت استقالتي !
نعم استيقظت يوماً متعبه ، وبعد تفكير طويل ، ايقنت انني احتاج للراحه ، وادركت ايضا انني لن استطيع ان اوفق بين طفل رضيع وبين عملي ، واخترت طفلي ، ذلك انني سأتوظف متئ اردت ، لكنني لن اكون اماً دائما فهو سيحتاجني في هذه المراحل تحديداً ..

يومها كاد ان يطير هتان من الفرحه ، لكنه كان يحاول ان يبدو متفهماً وان لا يتضح عليه اي استفزاز لي يعدلني عن قراري ..


استغربت وانا اقدمي استقالتي ، انني لا املك اي مشاعر تأثر ، برغم انني امضيت سنوات في هذا المكان وارتحت فيه تماماً ، لكنني لم اكن متأثره اطلاقاً ..
اظن ذلك يعود لأنني دائما ما اختار قراراتي بقناعه تامه ، لا ارغم نفسي على شي لا اريده اطلاقاً..
وهذا ماجعلني اعاود الجلوس في المنزل براحه وبلا اي تأثر او ملل ..


امسح على بطني المنتفخ ، لقد تعبت من كل هذا الانتفاخ الذي اعيشه ، متئ ستخرج للحياه ياصغير ..
طال انتظارك ، بدأت افقد صبري ..
الثقل الذي اشعر به غير محتمل ..
ومزاجي متعكر دائما ، لأنني سأمت من كل هذا الوزن الذي اكتسبته بفضلك ..
ذلك انك تشتهي كل شئ ، ترغمني على اكل كل شئ ..
ووالدك بالطبع شريك في الجريمه معك ..
فهو يشجعني ويجعل كل ما تشتهيه في متناول يدي ..

هتان يخبرني انني اصبحت اجمل ، في ما يناقضه فلاح وينعتني بال"دبه دائما ..
اعلم انه فقط يحب ان يمازحني ، لكني حقاً اكره ذلك لأنني لم اعد ارتاح في جسدي ..

سجلت في نادي من الان ، وبدأت في البحث نظام غذائي مناسب وبالطبع استعنت بفلاح ، اخبرني انه متحمس لولادتي ، اسعدني ذلك ظننت انه عبر عن مشاعره وعواطفه ، وانه اشتاق لرؤيه ابني ، لكنه تحدث ساخراً : عشان اعذبك تمارين ..

ان التغيير الذي خاضه فلاح في هذا الوقت القصير يجعلني اثق في قدراته لتغييري ، فتجربته خير برهان ..

امي تخبرني ان كل هذا الوزن سيتناقص بسرعه بعد الولاده ..

وتنظم جدتي لرأي هتان وتثني على جمال جسمي ، تخبرني انني للتو اصبحت انثئ ، فهي تكره الجسد النحيل على المراءه ..

اه اشتاق لها ، ندمت على الايام التي كنت متفرغه فيها ولم ازرها ، لم لا ننتبه للنعم الا حين نشارف على خسارتها ..

لكن لن نخسرها بأذن الله ، انا متفائله جداً و مطمئنه انها ستكون بخير ..


....

يطرق الباب فأذن بالدخول ..
يطل فلاح من خلفه ويحييني ، اشير بيدي له ان يتوقف : اذا بتناديني دبه من الحين بررا ..

يبتسم بسخريه ، ويجلس غير أبه بكلامي : وش فيها الدبه زعلانه ..؟

يثير غضبي فألتزم الصمت ، يحاول ان يزيحني عن صمتي بأسئله شتئ لكنني اتمسك به ..

....: انا قررت اتزوج ..

اعتدل جالسه بسرعه ،أسأله ان كان صادقاً ..
يقهقه :خدعتك ، عشان مره ثانيه ماتتجاهليني ..

اخبره ان يخرج فقط لأنني متعبه واريد النوم ..
يقف وقبل ان يغادر ينقر بأصبعه بطني بخفه : خليه بس يجي والله احاسبه ..

يخرج ويغلق الباب ، اندم على طردي له ..
لكنني احتاج ان انام ، لا املك طاقه للحديث ، خصوصاً مع فلاح ..

خفتت علاقتنا بعد زواجي ، لأنه لم يكن هنالك مواعيد محدده لأجتماعنا.
كنت مشغوله، مابين مسؤوليات الزواج والعمل ، وكان هو ايضاً مشغول ، حتى تراجعت علاقتنا .

كنت دائما قلقه عليه ، ولا اقطع الاتصال به او التواصل معه ..
لكنه منذ ان التقئ المدعو بدر وهو مختلف ..

سأظل مدينه لبدر هذا بالكثير ..

تغير فلاح كثيراً ، كان يخرج في رحلات تخييم طويله مع هذا البدر ، ويعود شخصاً مختلفاً كل مره ..
لم اعد اخاف عليه كالسابق ، خصوصا الان بعد ان اخبرني انه استغنئ ببطء عن اشد الادويه التي كان يتناولها حتى قطعها تماماً ..

كان فلاح لا يحتاج دواء بعينه ، كان يحتاج فقط لشيئ يملئ حياته ..
ولو انه يستمع لنصيحتي ويتزوج ، لمتلئت حياته بالصخب ..
لكنه على مايبدوا حضي بتجربه سيئ في السابق ، حتى انه ماعاد يفكر في الامر ...

.....

....


_________.


اجلس بجانبه في السياره ، بعد ان انزلت محمد وشافي عند امي ..
كان قد اخبرني انه سيصحبني للتناول العشاء ..
فاجأني بذلك ، واه كم احبه هو ومفاجاته ..


حين وصلنا كانت هناك طاوله بحجز مسبق في انتظارنا ، كان جو المطعم مريح للغايه ، وهادئ جداً ..

يزيح لي الكرسي ويمسكه لأجلس ، يرفرف قلبي لرومنسيته ..

جلس وامسك بيدي ، اخبرني ايضاً انه حجز جناحاً في فندق فخم لأجلنا ..
كنت سعيده بالطبع لكنني استغربت ، انه كما لو ان اليوم ذكرئ زواجنا !

كان يمسح على يدي وهو يتطلع خلفي ..
التفت للخلف ، فوجدت صخباً قادم نحونا ..
كان موظفي المطعم قادمين بأتجاهنا يحملون الشموع والبالونات ..
يقتربون اكثر وانا مازلت انفي انهم يتجهون نحونا تحديداً ..
لكنهم يضعون الكعكه على الطاوله ، واكياس الهدايا ، ويغادرون بعد ان امطرونا بالتهاني ..
كانت الكعكه على شكل كتاب ، كتابي انا ..
كتب عليها " مبروك اصدار الكتاب ..


لم اكن اتوقع حتى في احلامي ان يحتفل احد بكتابي ..


اخبرني وانا مازلت في شعور المفاجأه ان افتح احد الهدايا ..
افتحه بترقب ، فأجد قلم من ماركه مشهوره ، اعرف سعره تماماً ..

يمدني بورقه : وقعي لي هنا ، بكره لا صرتي مشهوره ابيع توقيعك ..

ويختم حديثه بأبتسامه ، كنت سعيده جداً ..

ندمت على الايام التي ترددت في اخباره ، وتأجيل اطلاعه على كتابي ..
في الحقيقه لم اتوقع ابداً كل هذا الاحتفاء منه ..
ظننت انه سيعاتبني على عدم اخباره ، لو كنت اعلم انه سيكون بهذه السعاده لأخبرته منذ البدايه .

....:كان ودي نحتفل مع اهلنا ، لكن لأنك ماحبيتي احد يدري عن كتابك ، نحتفل مع بعض احسن ..
....

اخبرني انه انهاء قرأته في يومين ، امتدحه ، وعاتبني على عدم اخباري عنه مبكراً ..


لم يكن يعلم انني كنت متردده، ولم اكن مستعده لأطلاعه على ما اكتبه ..
خشيت انه سيجد مااكتبه غير مجدي او مهم ..

......

كلفني هذا الكتاب مايقارب العامين من الكتابه ..
كنت اريد شئ مختلفاً اكتشف فيه قدراتي واختبرها ..
، وكان هذا الكتاب مختلفاً عن الذي سبقه ..

افتح الصفحه الأولى اجد الأهداء ..

" الى درعي ، للرجل الأول في حياتي ..
طاب قلبي عامراً بوجودك ..


اخذ نفس عميق ، احبسه للدقائق ثم افلته ..

امسك بالكتاب واتجه لحيث يجلس درع ..
وهو منخرط في التحدث على الهاتف ..
اجزم انه هتان ، زوجه درع الثانيه ..

انتظره حتى اغلق ، يلتفت نحوي ويرحب بي : هلا بليلي هلا ، وين كنتي من اليوم ؟!

اجلس بجانبه ، ينتبه اخيراً للكتاب الذي بين يدي ..
يبدو عليه الترقب ..

كنت اعلم ان الفضول كان يسيطر عليه ، في كل مره اغيب عنه في مكتبي ، منخرطه في الكتابه ..

كنت انشغل عنه بها ، لكنه لم يسأل ابداً ، برغم انني رأيت السؤال يدور على وجهه وينعكس في عينيه .

اضعه بين يديه اطلب منه ان يفتح الصفحه الأولى ..

يفتحها بتمهل ، يقرأها بتعابير جامده ...
يمضي وقت طويلاً في التمعن فيه ، اظن انه يحاول ان يستوعب انه المقصود بالاهداء ..

يغلق الكتاب ، يتأمل غلافه واسمي الأول الذي وضع في الاسفل ..

.....: اخيراً ياليلى قررتي تشمليني بعطفك وترضين فضولي ..

ابتسم له ، اطلب منه ان يقرأه جيداً ، ويطلعني على رأيه بكل صدق ..
فيعدني بذالك ..



......

لم اتوقع انه سينهيه وسيحتفل به ايضا ..!






........

.
.

. تمت

في حيث كنا ، اجتمعنا
تبادلت معكم الحروف والكلمات ..
في زمن قبل الان لم اكن لأتخيل انني سأنشر اياً من افكاري في روايه ..

لكنني وانا انهيها الان اشعر ان هذه افضل هديه اقدمها لنفسي ..
ذلك انني شاركت افكاري وتخيلاتي مع اشخاص يشبهونني ..
واطلقت سراح كل هذه التسؤالات والافكار التي يضج بها عقلي ..


سأسمح الان لنفسي في النهايه ان اشارككم بأفكاري عن "حيث كنا ..

اردت ان اصور الواقع وابسطه ..
كل بطل من ابطال روايتي يملك جوانب عده ، انعكاس واقعي لنفوسنا البشريه ..

هذه الروايه تحمل الكثير من قناعاتي ايضاً.

حيث انني اؤومن انه لا يوجد احد مكتمل الطيبه ولا احد مكتمل الشر ..
جميعنا نملك مشاعر سوداء بداخلنا ، الفرق هو في طريقه تعاملنا معها ..
..
احببت كل بطل منهم ، بأختلاف شخصياتهم ..
فصقر كان المسؤول دائما ..
وملاذ هي المحاربه في هذه الروايه ..
وفلاح هو مفرط الحساسيه لكل شيئ ..
سمر ، ليلئ ، ميثم ، درع وهتان ..
سأشتاق لهم جميعاً على حد سوا ..


ادرك ان هنالك الكثير من الاخطاء في هذه الروايه كما لو انها كتبت على عجل ..
لكنها في الحقيقه كتبت بمشاعر صادقه ، تنفر منها حتى الأجهزه وتمسحها على حين غفله مني ..
مما يجعلني اعاود استنزاف مشاعري مجدداً في الكتابه ..
لم اتوقع انني سأجد كل هذا الحب والتشجيع ،
جعلني ذلك ادرك شئ جديداً عن نفسي ، هو انني اصبحت متعطشه دائماً لسماع الاراء والافكار عن هذه الروايه ..

انه ادمان صريح ..!
فلا تحرموني منه .

انا سعيده انني عدت لأكملها ، لأنني كنت معلقه معها ايضاً ..
والان وانا انهيها ، اشعر بالراحه لا بالحزن كما كنت اتوقع ..

لا اعرف اذا ماكنت سأكتب مجدداً ، لكنني اعرف جيداً انني ان كتبت روايه في المستقبل ستكون اكثر نضجاً واقل اخطاء ..

شكراً على كل الحب الذي احطتموني به ..
دمتوا في رعايه الله ..
كونوا بخير جميعاً ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 05:28 PM   #184

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألف ألف مبرووووووك اكتمال روايتك وإن شاء الله نرى لك روايه جديده


رابط لتحميل الرواية


هنـــــــــــــــــــــــ ــــــا


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 01:02 AM   #185

قلب حر

? العضوٌ??? » 390381
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » قلب حر is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك نهاية الرواية روايتك جميلة جدا باسلوبها المتفرد

قلب حر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-20, 08:27 PM   #186

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
Icon26


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبروك اكتمال الرواية

رواية جميلة ومميزة .. مبدعة انتِ يا ملذ باسلوبچ وبطريقة سردچ ووصفچ لصراع الشخصيات واضطراباتهم ومعاناتهم حتى يوصلون للسلام النفسي

موفقة بإذن الله ... لكِ مني أجمل تحية .


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


رد مع اقتباس
قديم 11-09-20, 01:40 AM   #187

دكتورة صيدلانية
 
الصورة الرمزية دكتورة صيدلانية

? العضوٌ??? » 456902
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 347
?  نُقآطِيْ » دكتورة صيدلانية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آه على جمال وروعة هذه الرواية أتمنى من الكاتبة أن لا تتوقف عن الكتابة وتتحفنا بالمزيد من الجمال الطاغي رواية من شدة جمالها احتفظت بها على هاتفي ❤❤

دكتورة صيدلانية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 02:23 AM   #188

ghanayim

? العضوٌ??? » 1941
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » ghanayim is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
مبروك اكتمال الروايه الاكثر من رائعه وسلمت اناملك وبانتظار رواية جديدة منكم


ghanayim غير متواجد حالياً  
التوقيع
مراحب
رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 01:22 AM   #189

ليلاك

? العضوٌ??? » 429105
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » ليلاك is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة واسلوب راقي اعطيتي كل شخصيه حقها . النهاية كانت سريعة نوعا ما

ليلاك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 06:50 PM   #190

noor oman

? العضوٌ??? » 292082
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 443
?  نُقآطِيْ » noor oman is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيكم شكراً جزيلاً

noor oman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.