آخر 10 مشاركات
ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (الكاتـب : الحكم لله - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          69– يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة(حصريا) ( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نون عربية (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree211Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-17, 03:34 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


. اعود للداخل ، بعد ان اصلحت زينتي ..

ابتسم عندما اتذكر،نكتته التي اطلقها علئ عيني الباكيه ،الملطخه بالكحل ..

برغم انها شيء غير معتاد ، فالنكت كانت محدوده بيننا ..

كيف لها ان تقتحمنا ، بسهوله هكذا ..



اشعر بالأحراج ، من ماحدث قبل قليل ..

كيف لي ان اخبره شيء صعب علي ، بهذه السهوله ..

كيف استطاع هو ان يستخرجه ، بهذه السهوله ..



حين اخبرني انه بدأ بالزهد في علاقتنا ..

خفت ، لأول مره شعرت انه لابد لي ان اتمسك به اكثر ..

استشعرت قوتي به ، لم ارد ان اخسر قوتي المتبقيه ..

لكنني أيضا ، اشعر بالحاجز الطويل مازال قائما بيننا ..

كل مره اقترب ، يرحب بي ..

يبسط ذراعيه مستقبل ومبتسماً..

لكنني اتراجع ، اعلم انني سأرتطم بالجدار الفاصل ..

وانني وحدي في النهايه من سأنجرح ..

لن يتشرنق احد في زاويه غرفته سواي ..

لذلك حتئ وان أراده قلبي ، عقلي يتردد في ذلك ..

هو خائف جدا ..وانا لا ألومه ..



يصلني صوت جدتي الناقد: ملاذ ،وين اختفيتي ؟

اعتدل في جلوسي واخاطبها: ليه ياجده بغيتي شيء؟

اعرف كيف اتعامل معها جيدا ، الاسئله الصريحه ، لا يجب ان تعطئ اجوبه مباشره

.....: ماتعشيتي ،يوم نادينا عالعشاء اختفيتي ..

ابتسم ابتسامه متكلفه : بالعافيه عليكم ، انا من اهل البيت مايحتاج ..





بدأ المجلس ينقص تدريجيا ، لم يتبقئ سوا افراد عائلتنا ..

يصلني صوت الجده المرتفع :يابنات تغطن ،الشباب بيدخلون يسلمون ..

التقط عبائتي المعلقه، وانا ساخطه ، سيدخل صقر بالتأكيد للسلام علئ العمات ..

مامناسبه جلوسنا نحن الأصغر سنا .....

لا يوجد شيء ممتع في الجلوس الصامت الهادئ ..

لكنني سأجلس ، سأراقب تصرفات صقر جيدا ، سأقتنص اخطائه جيدا ..

اعود للجلوس ، ابحث عن سمر بعيني ، اجدها في زاويه المجلس ..

بجانب والدتها ، مازالت سمر اكبر حاجز يقف بيننا ..

لأنني دائما ما اشعر بالذنب نحوها برغم كل شيء ..

ولأنني أيضا اتسأل اذا مازال صقر يريدها .؟!

وانا ؟! ربما انا فقط زوجه بدافع الشفقه !

...

يقتحم المجلس الواسع صوت اكرهه :ياولد ..

امقته ، اكره وجوده في نفس المكان معي ..

يتقدم وينتصف المجلس ، فيبدأن بالسلام عليه ..

اجلس لا اتحرك ، لاسلام اقدمه له ..

كيف وهو من منع عني العيش بسلام ..لفتره من الزمن

ارفع رأسي ، تتصل عيني بعينه ، فأشحنها بالحقد علها توصل له مدئ كرهي ..

لاتختلف نظراته هو الأخر ، عينيه تطفح بالكره الخالص ..

شعور البغضئ بيننا متبادل ، لا نملك القدره لنجامل بعضنا ..

الجميع يعلم انني منقطعه عن السلام عنه ..

لا مجاملات اجتماعيه بيننا .. الحرب بيننا معلنه

ينادي من يقفون بالخارج ..

فيتقدمون بثيابهم القاتمه ، بأطوالها وهيئاتهم المتشابهه ..

يبزغ وجهه من بينهم ، فأبتسم ..



اراقبه وهو يلقي التحيه علئ عماته ..

يمسك بمسباحه ، يفرق احجاره ويجمعها ..



غمازته ما ان تبعث فيها الحياه حتئ يعاود قتلها ..

يلتفت بحذر كما لو انه يبحث عن شيء ..

تتعلق عينيه بي ، فيعقد حاجبيه ..

ادس ذراعي العاريه داخل عبائتي ، فيبتسم ..

منذ ان ارتبطت به ،وانا اتقبل غيرته

لأنني اتفهم كيف للشخص ان يكون متملكا ..

اتفهم كيف للغيره ان تكون موجعه ، قاتله ..

فأنا أغار عليه حتئ من دخوله هذا ..

أخاف ان ترتطم نظراته بسمر ..

اتمنئ لو ان هنالك ستاره فاصله فأسدلها لتبعد نظراتهن عنه ..

لا اتوهم فالكل معجب به ، محبوب العائله هو ، حفيد الجد ونسخته المطوره ...

اغار عليه نعم لأنني متملكه ، كل من يدخل منطقتي يصبح ملكي ..

وهو بالتحديد ملك خالص لي لا اقبل مشاركته مع أي كان ..

......





أتذكر فلاح ،أحاول البحث عنه ، واجده يقف بعيدا ..

يبدوا نحيل جدا ، شعره طويل يعجز الشماغ عن تغطيته ..

كيف لفلاح ان يكون بعيدا هكذا ، لا صدئ لحديثه او لقهقهاته ..

ثلاثه أعوام كانت كفيله لتغييره ، جلبت لنا شخصا لا يشبهه ..

حسنا ، انا أيضا اشبهه ..

ادرك كم القرارات والأفكار والمفاهيم التي تغيرت بعد عام من ارتباطي بصقر ..

لا الوم فلاح ، الزمن يستطيع تغيير كل شيء ،

حتئ علاقتنا أصبحت بارده جدا ..

ماعدت اجد فيه اخي ،الذي كان يعطيني حريتي بعيدا عن اسوار

جدي وعمي ، والذي مازلت مدينه له بالكثير ..



اشتاق له جدا لا شك في ذلك، لكنني لا اجد الان شيء بيننا كالماضي ..

كما لو ان ذكرياتنا ومغامرتنا الماضيه كانت حلم ..

يباغتني صوته :شلونك ياملاذ ؟ طيبه ؟

اشعر بالغرابه ، كما لو اننا عدنا الئ الماضي ، حين اسرح في الفراغ ..

فيهز كتفي ، ليخبرني تحديدا بما كنت افكر فيه ..

كان يقرأني جيدا ، يعرف ما انا علئ وشك قوله ...

ولا اعرف كيف يمكنه ذلك ..

الأن اتسأل كيف باغتني صوته في خضم تفكيري به ..

اتراه شعر بذبذبه افكاري؟ ، ربما هو فقط مازال يملك موهبته القديمه! ..



لم أتصور انني سأحدث فلاح يوما كما احدث أبناء عمومتي الأخرين ..

برسميه بحته ، ولكن هأنا افعل : الحمد لله ما أشكي بأس ، علومك انت... يافلاح ؟

غلبتني عبرتي وانا انطق اسمه ،غصصت به كالوجع ،اظن اني مازلت افتقد وجوده جدا

يرد : عايشين الحمد لله ..

يقطع حديثه صقر وهو يوجه الكلام لي : يالله ، مشينا ..

تبدأ عبارات المجامله تصدح في الجو ، "لا بدري ، اقعدوا شوي ..الخ

لكنه يعتذر بلباقه ...

.........لنخرج









...



اضع رأسي في حجر امي ، تمرر اناملها داخل شعري ..

فيتسرب النوم الي ..

تهمس : فلاح ، ادري ان ملاذ ربت معك بس ..

اتنهد فتكمل : ماله داعي ترد عليها هي بس ، بنات عماتك وعمانك جالسين كان شملتهم بالسلام ..

امد يدي ادلك بها جبيني : انا مااعرف غير ملاذ ، بس ...

يصلني صوتها الخافت : ليتك ماعرفتها ولا عرفناها ..

اقف واتجه لغرفتي ، يؤلمني كم الحقد الموجه نحوها ، نعم مازلت اتألم من حديثهم عنها ..

حاربت قديما لأغير كل شيء يحيط بها ، لكن لاجدوئ.

جميعهم يحملون نفس المشاعر الحاقده نحوها التي مازلت الئ الان لا اعرف مصدرها ..

وجاء صقر واحكم عقد المشاكل بأرتباطه بها ..

لو ، فقط لو انني لم اسجن ، لكنت الان ربما ... في مكانه ..

احميها ، الفها بجناحي ،وارفعها عن الأرض لتلمس الغيم ، فهي تشبهه ..

لدللتها ، لقبلتها الآف القبلات التي تستحقها ..

لو كنت مكانه ، سأهرب بها بعيدا ، سانام بجانبها افترش العشب والتحف السماء ..

لو كنت فقط مكانه ، كنت سأكون سعيدا جدا ، لن اطلب شيء من الله بعد ذلك ..

لكنني عوضا عن ذلك ..هنا

بسجل اسود ، بلا هدف بلاحلم سوئ الهرب ،

اقف هنا ، بلا أي رغبه في الحياه ، بلا أي شعور بالجدوئ ..

انا عبئ علئ نفسي وعلئ الجميع فقط ...

اتشرنق في فراشي ، ادس يدي تحت الوساده ،ابحث عن قطعه الورق ..

اجدها ، فأغطيها بكفي ، لا احتاج لرؤيتها الان ، انا فقط استمد بعض القوه منها ..

انا متعب جدا ، رؤيتها اليوم ، اصابتني في مقتل ..

لمحت عينيها وهي تسرق نظرات لصقر ، نظرات كنت اسرقها لها بدوري ..

كنت مشتاق لصوتها ، مشتاق له جدا ، وحين سمعته انتشئ سمعي ..

أشفق علئ نفسي ، كيف كنت ،وكيف انتهئ بي الحال الان ..

الزمن معظلتي الكبرئ ،لو امكنني العوده اربع أعوام للخلف ..

لكنت غيرت الكثير ، لأصبحت مختلفا جدا ،. عن فلاح الفاشل هذا ..



لكنت انا في النهايه من أقول لها :يالله ...مشينا ..











.....



اجلس مقابله له ، اشعر بتوتر كبير ، لا استطيع التنبأ به

حين توقفنا عند المنزل ، ودعته لأنزل ، لكنه امسك بكفي

اخبرني بهدوء انه سيدخل معي ..

بدأ كأنه يستئذن ، وهذه لم تكن عاده له ..

لأنه متئ ما أراد سيقتحم حتئ غرفتي ،بلا أي اذن مسبق ...

حين دخل المنزل ،اخبرته محاوله الهرب : ابصعد لغرفتي ابدل وانزل .انتظرني تحت ..

لكنه تقدمني صاعدا للأعلئ : لا مايحتاج ، تعالي بنتكلم ..



شعرت حينها انني لا استطيع التنفس ..

لا احب هذا المواقف ، تخنقني غرابتها وغرابه مشاعرها ..

اتوجس من أفكاره ، اعلم ان هنالك شيء يدور في عقله ..

لكنني عوضا عن القلق ، فكرت أولا في فوضئ غرفتي ..

حين دخلت ورائه شكرت ام يوسف علئ ترتيبها لها ..

سأقبل وجنتيها غدا شاكره ...





وهأنا الان اقابله ، اجلس في زاويه غرفتي الواسعه ،

اشتت انظاري نحو الجدران ، اتأمل الثريا ، ركن القهوه البعيد ، افرقع اصابعي

أحاول فقط ان لا اتواصل معه بالنظرات ..

يخترق الصمت ، صوت مسباحه الأصفر ..

يعبث بأحجاره ، فتدندن ..



يقترب ، فأتأمل اظافري ، اشعر ان قلبي سيقفز ..

اشعر بذراعيه تحيطني ، ورائحه مميزه تباغتني ..

اختفي في حضنه ، فاستشعر ضخامته بالنسبه لي ..

يزداد التوتر ، فأنا لا استطيع التنبأ بأفعاله بعد الان ...

...



حضنه دافئ جدا ،تباغتني لحظه استسلام ،تحاربها نفسي ..

تنتصر اللحظه ، تخبرني انها مجرد لحظه لا ضرر منها ..

امد ذراعي فأجذبه لي اكثر ، جل مااحتاجه الان هو حظنه ..

اغمض عيني ، اتمنئ لو اننا نستطيع ان نبقئ هكذا للأبد ..

بلا احاديث ، بلا عتاب ، هكذا فقط ..

اتنفس رائحته ببطء ، انتشي بها ..

لا خطه عندي لأبعاده ، واتمنئ ان لا يفعل هو ذلك بدوره ..

.......

....



يبعدني عنه قليلا ، اشعر بالهواء يعود ليفصلنا ..

كالعاصفه الثلجيه ، بعد موجه دفئ .



يصلني صوته الخافت : تدرين كم مره وقفت علئ بابكم ولهان ومسير 🎶 ..

اضحك واعجز عن الرد عليه ، يجيد الخروج من هذه المواقف ، علئ عكسي ..



اشهق ،حين شعرت به يرفعني عن الأرض ، اتمسك به جيدا ..

يجلسني بجانبه ، ملاصقه له بالأحرئ : تعالي هنا ،عشان اسمعك ..

اشعر بالخجل يخنقني ، فانشغل بخصلات شعري ..





.......





كيف لها ان تكون جميله بكل هذا البذخ ..

وكيف لي ان كون صبورا هكذا امامها ..

انا لا اطمع بالكثير ، سيكفيني منها ضمه ..

تروي ضمئ ، الأيام السابقه ..

وتكمل القبله التي حضينا بها في نفس المكان ..



حين ضممتها ،شعرت انني وجدت منزلي ..

تغريني رائحه شعرها ، ادس يدي بين خصلاته وانثره ..

استشعر دفئ حضنها ، كأنه يرحب بي ..

اطيل التمسك بها ، كالغريق حين يجد حبل النجاه ..

اشعر انني اكتم أنفاسها ، فأبتعد عنها قليل ..

اتامل وجنتيها الحمراء ،،فأغازلها بنكته غبيه ، لا ادري من أي طريق التقطتها ..

لكنها تضحك .. فتزيح الحرج عني ...

كم احب سماع صوت ضحكتها ، احب رنته..

احبها بمجملها .ولا استطيع ان اترجم ذلك لكلمات

لست بارع في صفصفه الأحاديث .

لكنني اجد ان العمر يمضي ، والكلمات تكبر في صدري ..

والمسافه بيننا تكبر كل مره اغلق فيها مشاعري واكمكمها ..



اتشجع لأن الليله سنتخذ القرار : شوفي ياملاذ ، انا ابي أقول لك شيء ..

يمكن مايطلع الكلام مثل ماانا ابي ، لكن راح أقوله علي أي حال ..

الماضي سوا اللي عشناه مع بعض او كلا علئ حدئ ..

انسيه ، احرقي فيه ، ارميه في البحر ،مايهمني الا انك بس تتركينه في الماضي ..

معاركنا ، ومواقفنا السيئه مع بعض ، انسيها ..

زمان كنت قاسي عليك ادري ، بس كنت ابي احميك من كل شيء ..

كنت طائش واسلوبي كان قاسي ادري ، لكن يشفع لك ان نيتي كانت حسنه ..

وانك كنتي همي وشغلي الشاغل طوال السنين الماضيه ..

انا اسف علئ الأشياء اللي قسيت عليك فيها ، اعتذر علئ كثير مواقف كنت طرف فيها ..

لكن كنت أحاول احميك ، أحاول واحاول ، ومازلت ..



اتنهد ، اشعر بالحديث يتسرب مني دفعه واحده ،فأكمل بتردد :

انا ابي اطلب منك شيء لكن قبل , تجاهلي اتفاقيات زواجنا الغبيه ،

تخيلي ان الحين هذي بدايتنا ، وانا جالس جنبك كذا ، رجل مرتبط فيك ..

ابي حياه طبيعيه ، حياه واضحه معك ..

ابي اهجر شقتي الي لها سنه تخنقني ..تعبت وانا انافق واكذب ..

الوضع هذا مايناسبني ، انا رجل متزوج ، لي كل الحق اني أعيش في بيتي ومع زوجتي ..

اللي انا اخترتها ، واللي هي انتي ..

تصمت ، تضهر علئ وجهها ملامح الصدمه ، اعلم انني الان اضرب بكل شروط زواجنا عرض الحائط .

وانني اقامر بكل ما املك ، لكنني لن اقبل بالرفض كرد ..

لو كلفني القبول عام اخر من التضحيات ، والمعارك ...

لأنني ماعدت اتقبل حياتي هذه بعد الان ..

يصلني صوتها :يعني ..كيف؟

اجيب : يعني انا اطلب حياه زوجين طبيعيه ، بيت واحد ، طاوله اكل وحده ، ......وغرفه واحده ..

ابصق الحقيقه مره واحده ، لا اجد أسلوب اقل حده ليسعفني ..



تتغير ملامحها ،تبدوا مختلفه عن ماكنت عليه قبل قليل ...

اندم علئ تسرعي ، ولا اجد طريقه لتصحيح الوضع ..

تهز رأسها وتقف برعب واضح : لا لا ، مااتفقنا علئ كذا ياصقر ،

اغمض عيني بينما استعد لسماع الأسوأ: انا مااقدر علئ كذا حياه ، ماعندي أي مشاعر اقدمها ،

احب حياتي اللحين .. ا .. صقر ،اتفاقنا ماتقدر تلغيه بس لأنك تبي ..

احاول التمسك بهدوئي :ليش ماتبين ؟ قولي لي ؟

تجيب وهي تتحرك بتخبط : بس كذا ،مااقدر ، صعب جدا علي ،صعب ..



كل مره كنت اقترب كانت تستجيب ،وتستسلم ..

لما الان الرفض ، اتراه فقط أسلوب تمنع ؟

اقف لأثبتها ، تحركاتها تشتتني ، اسأل سؤال اعلم انه لن يجد جواب صريح

وانه لايجب علي طرحه الان : ملاذ ، انا ايش عندك ؟ تحبيني؟ تشفقين علي ، تكرهيني؟

تجيب :صقر اعفني ارجوك ، خلنا نرجع لوضعنا قبل ..



اشعر بالغضب يتمدد بداخل عروقي ، ادلك جبيني أحاول تخفيف صداعي المفاجئ :

اسمعي ، خلاصه الحكي ..انا رجل بالغ ، ابي أكون اسره ، افتح بيت حقيقي ، تعبت من التنقلات اللي مالها داعي ..

يصلني صوتها ويقاطع حديثي: تتزوج ؟ ..

أحاول تفسير سؤالها .. تطلب مني ؟ ام هي خائفه ؟ ..

اصمت ،انتظر توضيح اكثر .. لكن اصطدم بصمتها هي الأخرى ..

تتحرك من امامي ، تتجه لدوره المياه : تزوج مايهمني ..ادري الموضوع هذا كله عشان بس تتزوج ثانيه ..



لا اعرف كيف اتعامل معها ، غبيه ،طفوليه ، لاتنفك عن محاوله جذبي وافلاتي ...

اعود لأجلس ،اخلع شماغي وملحقاته ، امرر اصابعي بين خصلاث شعري ، أحاول تدليك جبيني ..

متعب منها جدا ، مرتبطه هي ارتباط كلي مع الصداع ، والتوتر ..

الحديث معها ، تعذيب لأخر حرف .

لا تستسلم ،لا تتقبل أشياء جديده ، متزمته و عنيده ، متمسكه بأخطائها ..



صفات سيئه اورثها لها جدنا ، مثل مااورثها لي من قبل ..

لكنني تعلمت كيف اهذب جيناته هذه ، لابد ان تتنازل في مراحل عده من حياتك ..

المشاكل ، والعقد لا تحل نفسها ....

يصلني صوت الماء ، احسدها ..

احتاج دش ساخن انا الأخر ..بعد عناء اليوم ..

الان فقط سأستلقي هنا ، لن اغادرها ، سأخنقها بوجودي ..















انا مرعوبه ، كان يفلت الكلمات بلا أي حذر ..

لا يبالي بوقعها علي ،ويسترسل ..

ملامحه كانت صلبه ، كمن اتخذ قرار مسبق لارجعه فيه ..

واثق جدا ، بدأ انه لن يقبل الرفض ابدا ..

لكنني طرحت الرفض علئ الطاوله ..

كان اقرب لي من الموافقه ، واسهل ..

كيف يمكن ان اترك نمط حياتي الروتينيه ..

ان انسلخ من وحدتي ..

ايدرك حجم الموضوع الذي جلبه هذه الليله ..

كيف امكنه تجاوز الكثير من المواضيع ليصل في النهايه لهذا ..

لا اعرف ، لا اعرف ..

لكنني اعلم ان هنالك "إن ..

هو يعلم انني سأقابله بالرفض ، ..

فلما اذن جلبه ، بينما كنا نعيش بسلام ..

وحين صارحته بشكي : تتزوج ؟

صمت ، بلا أي تعابير ..

علمت ان هنالك شيء ما ، هو يخيرني اما حياه معه ..

او حياه له مع غيري ..

ليبني عشه السعيد ، بحديقه واسعه ، وزوجه لطيفه ، تنجب له صقور صغيره تشبهه ..

ههه ابتسم ، اقهقه ، ثم اختنق ، العبره تطفح من عيني ..

اتكور، أحاول لملمه شتاتي ...



نعم لا اريد له ان يبتعد ، لايحق له ذلك ..

هو ملكي في النهايه ..

كيف له ان يثير موضوع حساس كهذا فقط ليجد فرصه للرحيل..

ربما كان لحضور سمر هذا المساء بالغ الأثر عليه ..

نعم ، في النهايه سمر كانت خطيبته لعامين ، ربما كانت علاقتهما اعمق من ما أتوقع ..

رسائل ، مكالمات ، وربما مواعيد سريه ..



افتح صنبور الماء البارد ، يختفي الدفئ وتكتسح جسدي البروده ..

اشعر بالبرد ، والكثير من التحسن ..

تبا لك ياصقر ، ليتني بقيت مرميه في بيت عمي اللعين ..

ليتني لم امسك بهاتفي تلك الليله ،لأجيب عليك ..

أتذكر تلك الليله جيدا ..





بعد ان استقريت في فراشي ،متعبه ..

بخد متورم ، ومعصم ملفوف ..بدموع متكوره لا تسيل بل تسقط مباشره ..

كان اليوم طويل جدا ..

عانيت فيه كثيرا ..

امد يدي ، التقط علبه الدواء المركونه..

مشاعري باهته ، رماديه جدا ..

معركه اليوم كانت سيئه للغايه ...

مازالت عباراته الحاده تجرح اذني ..

يمكنني انهاء كل شيء الان ..

سيعفوا الله عن ذنبي هذا ..

،لأنه يعلم بمدئ الأذئ الذي اقاسيه كل يوم ..

افتح العلبه ، لم اتناول منها شيء منذ صرفها لي الطبيب ..

كنت متخوفه ، لم احبذ فكره تعاطي للحبوب النفسيه ..

لكنني الان سأعوض أيام ترددي عنها دفعه واحده ..

سأتألم ؟ لا اعلم ..

لكن سينتهي كل شيء ..

لانجاه من لعنته ،لا سبيل للهرب ..

انثرها بكفي ، تتراكم فوق بعضها دفعه واحده ..

ادعوا الله ان يغفر لي ..

ان يطهرني من ذنبي هذا اذا لقيته ..

يرن هاتفي ،التقطه ،كعذر للتوقف ..

رقم اعرفه جيدا ، من الأرقام المحدوده التي اعرفها ..

اجيب ،كأنني وجدت طريق للهرب من دوامتي ..:الو ..

يصلني صوته الهادئ :السلام عليكم ..

ارد وانا اراقب الحبوب البيضاء تتراقص امامي :عليكم السلام ..

يسأل عن حالي بلغه رسميه بحته ، اجيبه كشئ اعتدت عليه ..

يصمت ، تصلني أنفاسه المتردده ..

اعتدل في جلوسي ، يثير فضولي ..

اعيد الحبوب الئ علبتها ،حبه حبه .

ترن ،تشكل نغمه قاسيه ..

يصلني سؤاله ،يختلط مع موجه النغمات : اذا خطبتك من عمي ،توافقين ؟











......

وها انا بعد مايقارب العام ، تحت الماء البارد بشكل يثير الشفقه ..

معروفه كبير علي اعلم ، لأنه كان حاضرا في اصعب ليله ..

منعني سؤاله المفاجئ ،عن استدعاء الموت ..

لم اخبره حتئ اللحظه انني مدينه له بذلك ،حتئ اليوم ..

كنت ضعيفه جدا ومازلت ، لكن كان يزيد علئ ضعفي قله ايماني ..

اخبرني طبيبي انني اعاني من بوادر أكتئاب ..

اخبرني ان لا استسلم ، ان اشغل نفسي بالعمل ، ان ادفئ روحي بالعائله ..

ان استمر في طموحاتي بعد التخرج ..

لكنني كل مره اخرج من عنده ، اغلق الباب اندس بداخل سريري ..

لأتناول جرعات نوم هائله ، تصل لليومين كأقصئ حد ..

...

مازلت اعاني من الأكتئاب ، اشعر به يتربص بي ..

في زاويه غرفتي ، خلف كتبي ، تحت وسادتي ..

لكنني اعرف كيف اتعامل معه ، اعطيه حصته ، ليقدم هو لي حصتي من الحياه ..

.....

انا مدينه حقا لصقر علئ سؤاله تلك الليله ...









.....

انا انانيه ، لأنني اتمسك به ..

لأطلق سراحه اذا ، فصقر هو الضد مني ..

بالتأكيد يريد منزل دافئ ، زوجه هادئه وأطفال يملئون المنزل بالشغب واللعب ..

يريد أشياء تخليت عنها منذ زمن طويل ..اشياء لا اجد لها وقع في نفسي ..

يكفيني منه ان يسأل عني بين الفتره والاخرئ ..

ان يعاتبني ، ويتعارك معي علئ أشياء تافهه ..

ان يضمني كل ماسنحت له الفرصه ..

أشياء اريدها منه فقط لتبقيني علئ قيد الحياه ...

...

اقف امام المرآه ،امسح بيدي بخار الماء المتجمع فوق سطحها ..

تترائئ لي امراءه لا تشبهني ، بكحل سائل ، وشعر ملتصق ..

امسح كحلي ، الباقي من مكياجي ، امد يدي للمنشفه القريبه ،الف شعري بها ..

التقط الروب الطويل ، واندس بداخله ..

افتح الباب واخرج ..

اتجه لدولابي ، التقط اقرب بجامه ، واعود مره اخرئ ...

ارتديها علئ عجل ، اخلع المنشفه ، انفض شعري

لا قدره لدي لأجففه او لأمشطه ..

اخرج ببطء ، اختلس النظر لزاويه البعيده..

واتفاجئ بوجوده ، خلت انه سيغادر ، وانني انهيت حوارنا برحيلي ..

اقترب واقف لاتأمله ، مستلقي بسلام ، ذراعه تغطي عينيه ..



شفتيه مغلقه بأحكام وتتقوس للأسفل .....

اتراك حزين ومشتت ياصقر مثلي ؟

لكنك ، تملك الكثير ، علئ عكسي ..

بدوني ستعيش ، لهذا طرحت هذا الموضوع ، انت لا تملك شيء لتخسره

علئ عكسي ..

فقط لأنني اعترفت لك انك عائلتي ..

بدأت بمساومتي ، اما انا ، او اخرئ ..

...















اغلق اللاب ، انزع نظاراتي ..

التفت للنافذه ، أبتسم لتساقط الثلج ..

قلبي البدوي اعتاد عليه جيدا ..

التقط معكازي ، واقف ببطء وبكثير من الضغط ..

اشعل الفرن ، املئ الابريق بالماء واضعه فوقه ..

اشتهي قهوه عربيه ، بالزعفران والهيل ..

القهوه العربيه بالنسبه لي هي مكافئه ..

اقدمها لنفسي كل ما أنجزت شيء ..

وحين انظر للمسافه الطويله التي قطعتها .في هذا الزمن القصير

انا فخور جدا بما أنجزت حتئ اللحظه ..

فمن كان يتوقع ان المعاق ، المركون في غرفته ..

سيخرج ليواجه العالم وحده ، ..

وها انا وبعد عام ويزيد من المعارك والدموع والجهد ..

اقف بمعكازي في شقتي الصغيره

اكمل دراستي ، اعمل ، واتنقل بين المستشفيات لعلاج قدمي ..

تجاوزت الكثير ، وسأستمر في فعل ذلك ..

انا مدين للأنسانه الوحيده ، التي انتشلتني من ماكنت عليه ..

وساعدتني لاكون ما انا عليه الان ..

مدين لها بالكثير ، برغم انني ماعدت اعرف عنها الكثير ..

سوا زواجها قبل عام من صقر ..

يليقان ببعضهما جدا ، فصقر كان اخ وصديق .

برغم انه لم يدعم خطوتي للرحيل ، وحاول اقناعي بالعدول عنها

لكن برغم ذلك كنت اتفهم خوفه ..

لم يثق بقدراتي سواها ،هي من اخبرتني انني اقدر ..

وانني اكثر من مجرد شاب مقعد ،

اشتاق لعائلتي ، لكنني لا اشتاق لحياتي السابقه معهم ..

لن اعود حتئ اتجاوز فتره العلاج الطبيعي ،

حتئ استطيع السير بلا معكاز ..

سأكون فخورا بالعوده حينها ...

يرن هاتفي ، ادس يدي في جيبي والتقطه ..

أرد بسرعه :hello

...:السلام عليكم

....:هلا وعليكم السلام

...:شلونك ياميثم ..

رقم خارجي ، من الديار البعيده ..

لا اميز هذا الصوت لذا اسأل : من معي ؟

...:فلاح ولد عمك ..

.......











لا انفك عن التفكير في ملاذ هذا اليوم ..

كانت غريبه ، كأن هنالك شيء تغير فيها ..

بدت سعيده ، واثقه ،اجتماعيه جدا ..

شعرت انني مركونه في الزاويه هذه الليله ..

وان هناك من انتزع الأضواء مني ..

الجميع كان مبهور بها ، كأنها اختارت هذا اللون الصارخ لتحذبهم ..

ولأول مره ،ندمت علئ اختياري لفستاني الأسود ..

ندمت علئ تسريحه شعري ، طلاء اظافري ،وحذائي العالي ..

وددت لو اننا فقط عدنا للمنزل ..

بدلا من بقائي هناك بكل هذه الثقه المهزوزه ..

حتئ صقر الهادئ الرزين ، لمحته يتسلل للغرفه التي دخلتها قبله ..

ما هذا ؟ لايملكان منزل يجمعهما ؟ لا يطيقان الصبر لبضع ساعات ؟

بدأ لي صقر مراهق ، لم احب رؤيته كهذا ..

حتئ عندما دخل افراد العائله للسلام ..

كانا يختلسان النظرات لبعضهما ..

..

لا اعرف ،ربما انا فقط اشعر بالغيره ..

لأن صقر اختارها في النهايه علي ..

برغم انني اعلم ان هذا الذي كان يجب عليه ان يفعله ..

فهو يحبها ، لما اذا يرهن حياته لي ..

لكنه تأخر ، لما اطال الصمت والأنتظار ..

لما لم يحسم الجدل من البدايه ويقطع كل التعليقات التي كانت تدور حولنا ..

لا اعلم ..

بت لا اعرف شيء ،

اتناسئ كم الأعمال الغير منجزه و المركونه فوق مكتبي ...

واغار الان كالمراهقات ، اذرف دموعا غبيه فوق مخدتي .

أحاول شحن طاقتي ، انفض الغطاء عني :اووف ،خلاص ..

يالله نشتغل ياسمر ،يالله ..

أتوجه لمكتبي ،اعيد توزيع الأوراق ، لاجدوئ من كل هذه التفاهات ..

الحب والزواج هي أمور جانبيه ..

الغيتها حين ما قرر صقر الرحيل ..

الأن العمل والأستقلاليه هي كل ما احتاجه ..

اخترت هذا الحياه ، وسأستمر في فعل ذلك ..

لأن التحديات تغريني للتقدم ،انا امراءه تحب استدعائها ..

أتفقد ايميلي ، اجد رساله لأكبر عقبه تواجهني ..

المتذمر غريب الأطوار ، يريدني ان اعيد العمل علئ مشروعي الذي سلمته له ..

لا يضع توضيح كافي للأشياء التي يريدها ان تتغير ..

كالعاده يريد ان ابادره انا بالأسئله ..

لكنني لن افعل ، ليمت بغيضه ..

لكن ، هو المسؤول ، وهو العقبه الكبيره في مسيرتي المهنيه ..

وانا ماهر في تجاوز العقبات ، لأتحلئ اذا ببعض الصبر واتجاوزه ..

ارسل له ،استفسر ..

لا يصلني رد ..سيرد حين أكون منشغله حقا ..

كعادته....

لكنني اعدك ياهذا،انني سإنتزع منصبك امام عينيك ..

، اثق انني سافعل ،حينها سأعاملك بالمثل ..

وستندم ......













...

اضع الغطاء فوقه ، يشتد البرد كلما اقترب الفجر ..

ويبدوا انه بوضعيته هذه قد شعر به ..

اصابني الأرق هذه الليله ..

علئ عكس توقعاتي لها ،كانت الأسوء ..

ظننت انها ستنتهي بشئ جميل ..

عوضا عن ذلك انتهت بمشكله اخرئ ..

يباغتني الالم في أبهامي ، يبدوا انني تعمقت وانا أقضم اظافري ..

اقف لاصنع لي قهوه ، اتراجع عن ذلك ..

واتجه للسرير ،اندس بداخله ..

اشعر بالفراغ الشديد ، لا استطيع وصف مشاعري هذه اللحظه ..

صدري اجوف ، لا يحمل أي مشاعر ..

اندم علئ جعل الباب موارب له ..

لو انني اغلقته من البدايه ،ماكان ليساومني هكذا ..

لو انني بنيت جدار فاصلا من الفولاذ لكانت الأمور افضل الان ..

اشعر بالخدر ، يبدإ من اطراف اصابعي ، يتمدد وينتشر ..

عيني تغمض ببطء ، وتنفسي يبدأ بالأنتظام ..

انه النوم أخيرا ...



...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 07:54 PM   #22

حنيني ليك

? العضوٌ??? » 382647
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » حنيني ليك is on a distinguished road
افتراضي

مبسوطه برجوع الروايه شكرا للكاتبه وشكرا لامارا

حنيني ليك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-18, 11:52 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



. بدأت اخطط لمشوار السفر ..

سيدعمني والدي متئ مااعطيته سبب مقنع ،

"دعم ميثم والأقامه معه ، والعمل وتطوير نفسي ...

لن يرفض ، خصوصا انني حقا ذاهب لأحقق ذلك ..

قبل ذلك ، هنالك الكثير لأفعله ..

منها حسابات قديمه تستحق التصفيه ..

وهأنا ذاهب الان لأفعل ذلك ، اقف بجانب منزل صديق قديم ..

صديق ؟. نعم هكذا كان هو بالنسبه لي ..

انتظره وانتظر ، تقف سيارته امام المنزل ..

يهبط هو بأبتسامه تشق وجهه ،يحمل اكياسا لاتعد ..

تتبعه ثلاث نساء ، ..



انفث دخان سيجارتي وانا اشاهده يتجه لي بعد ان وزع الأكياس بينهن ..

يضرب النافذه ، اختبر صبره ..

سأنهي سيجارتي أولا ،

يعاود الطرق علئ نافذتي ..

فأنزلها لأرمي عقب السيجاره بعيدا

،وانفث كل الحقد الذي في قلبي مع دخان السجائر علئ وجهه ..

بدأ مصدوما ، خائفا ، متوترا ..

لا اعلم ،

لكنه أيضا بدأ سعيدا قبل قليل ..

هو وعائلته ،بلا أي شعور بالذنب ..

ابتسم في وجهه حين نطق اسمي بكل هذه الصدمه : فلاح؟

اضرب المقعد بكفي : تعال اصعد ، ورانا مشوار ..

اتفاجئ به يفتح الباب ،يجرني من ياقه ثوبي : وش جابك هنا انت ؟!

وش ناوي عليه ؟ ..

حسنا ! اتعجب انه اختار ان تكون المعركه عند باب بيته ..

لا بأس ، لا اجد شيء لأخسره ..

اسقطه علئ الأرض الوي معصمه واثبته ، اتلذذ وانا استمع لصراخه .كل ما تعمقت في شد معصمه

، حتئ وان كسرته هذا فقط سيزيد من سعادتي ومن عذابه ..

تمتد يد صغيره وناعمه ،مزينه بخاتم الماسي ،مطليه اظافرها باللون الوردي ..

يد فقط لمست يدي لتبعدها ، ففعلت ذلك بدون أي مقاومه ..

ابتعدت عنه وانا اتأمل الباكيه امامنا ، ينهرها ويأمرها بالعوده للداخل ..

فتلتفت لي ، تتسلل خصلاتها الشقراء من حجابها المرتخي ..

اتأملها بشئ من الغرابه ، كأنني رأيتها في زمن ما ..

عينيها الواسعه ، ملامح وجهها الطفوليه ، بدت انها قادمه من زمن قديم ..

تخذلني ذاكرتي ،لكن نظراتها لي كانت غريبه ..

لم تكن كره خالصا كما يجب لها ان تكون ..

يعاود الصراخ عليها ، فتدخل المنزل مسرعه ..

يهدأ الوضع ، يتقدم للسياره ، يصعد بلا أي جدال ..

ابتسم ، للسعاده التي سيلاقيها معي ..

سيتسرب حقد الثلاثه أعوام عليه دفعه واحده ..



انزل بسيارتي للطريق الترابي ..

تنتهي الرحله ، لا اريد التعمق بعيدا ، سيارتي غير مؤهله لذلك ..

اشعل سيجارتي ، والتفت له ..

طوال الطريق كان صامت ..لاينبس بكلمه ..

علئ كل حال لا يوجد شيء ليقوله ،او يبرره ..



اميل لأفتح بابه ، ادفعه بقدمي ليسقط علئ حين غفله منه ..

اترجل من السياره وانا افكر ..اي عذاب سيألمه اكثر ..

اقف امامه ، اراقبه من عليائي ..

مستلقيا باستسلام ، كشخص ينتظر العقاب ولا يتجنبه ..

انزع السيجاره من فمي ، اوجهها لأقرب بقعه مكشوفه من جسده ..

تستقر في رقبته ، اضغطها حتئ تنطفئ شعلتها ..

يصرخ ويدفعني ، فارميها بعد ان تأكدت من موت شعلتها ..

فيسبني ، يسب امي ، واخواتي ...

وكأنه قال كلمه سريه ،لأصب عليه غضبي مره واحده ..





...







استيقض بجسد متوعك ، برقبه متشنجه ..

أحاول التعرف علئ المكان حولي بنصف عين مغمضه ..

فأتذكر ،احداث البارحه ..

اقف ،امدد اطرافي وافحص الغرفه ، المح الجسد المتكور

تحت الأغطيه ..

سأصلي الان ،وبعدها سأفكر في خطه ما ..

اتجه لدوره المياه الملحقه بالغرفه ..

الكثير من المنتجات مصفوفه بجانب بعضها ..

لا تفرق بينها الا بالألوان ..

المناشف مرتبه بعنايه ، واحده فقط مرميه بجانب المغسله ..

امد يدي لها و اعلقها ..

هي فوضويه نوعا ما ، ولا بأس معي في ذلك ..

اتعجل بالوضوء ، فصلاه الفجر قد خرج وقتها ..

اخرج بهدوء ، إستقبل القبله واصلي ..

..

دعوت الله ان يلهمني الكثير من الصبر .

فانا متعب بسببها ، ..

في السابق لم يكن لي عليها سلطه ..

كنت أحاول ردعها عن كثير من الأمور ..

لكنها كانت عنيده جدا ..

اما الان فأنا اقرب مايمكن اليها ..

لكنني بعيد كل البعد عن ذلك ..

كل ماافعله منذ ان تزوجنا ،هو اثبات وجود .

أحاول اقحامها في الأجتماعات العائليه ..

أحاول جعلها شخص افضل ..

فانا اعلم انها تملك الكثير ولكن عمي وسنين عيشها عنده ..

كمكمت الكثير من احلامها ، وزرعت بداخلها الخوف من التجربه

لم تكن ملاذ القديمه ، تشبه لملاذ الحاضر ..

قديما كانت صاخبه جدا ، تحب الضحك ، التسلل ،والمغامرات ..

اما الان ،فهي رماديه ، ترفض أي فرصه للتقدم أي كانت ..

اعتب علئ عمي ،هو من كسر في نفسها الكثير ..

لا تعلم أي وجع اصابني تلك الأيام ..

كنت أقاسي الأمرين ، كنت اسعئ للتخرج من الكليه ..

اسعئ لأكون نفسي ، في مجال احبه ..

وكنت ليلا افكر فيها ،ادعوا ان لا يتقدم احد لعمي طالبا الزواج منها

كنت ادعوا الله ان يمهلني لإستطيع ان اثبت نفسي ..فأتقدم لها ..

وحصل ذلك ، حقق الله اكبر مساعي ..

تخرجت وارتديت بذلتي السوداء ،علقت الرتبه ..

واتصلت بها ،لأسألها شيء قادما من اقصئ قلبي ..

شيء تمناه صقر الطفل والمراهق والشاب ،

اذا خطبتك من عمي ... بتوافقين ؟

وكانت اجابتها لي بعد صمت طويل : ايه ..



...

عانيت كثيرا بعدها ،في محاوله اقناع والدي ، امي ،اخوتي البنات ..

جدتي واعمامي ..

الكل كان ضدي ،كان الكل يدفعني لسمر ..

لم يهمني من اخسر ، كل من اردت رضاه هو عمي الوصي علئ ملاذ

لأنني اعلم ان كل الحل والربط بيده ، وحدي من سيعاني اذا خسرته ..

وكنت محقا ،اقنع بدوره العائله ،

غضب من غضب ، وقبل من قبل ...لايهمني ..

لن افرط فيها ابدا .. ..

وها انا الان بعد كل تلك المعارك ، لم اجد الراحه بعد

أعيش كالراهب ، في شقه تخنقني لا اكثر ..

اتلذذ بزياراتها ،بينما هي تتملل مني ..

كل شيء كان قابل للتحمل ، حتئ فاجئتنا القبله علئ حين غره منا ..

بعدها اكتشفت لذه جديده ،

خلعت فيها ملابسي الكهنوتيه ،

باتت تزورني كل ليله ، بعينيها ، بنظراتها الذابله

تغازلني ذكرئ قوامها ، شفتيها ، رائحتها ..

فأجد نفسي لا انفك عن التفكير فيها ..

كنت اظن انها بارده ، صقيعيه لاتملك أي مشاعر نحوي ..

لكن تلك الليله اثبتت لي العكس ، وانها تملك الكثير من الدفئ..

تملك مقدار يدفئني ويسد حاجتي ..

لذلك ازداد طمعي بها ..



......

أجلس بخفه علئ طرف السرير ..

لايضهر من ركام الشراشف الا شعرها بخصلاته الملتويه

اسحب الغطاء قليلا ، يظهر لي وجهها النائم بسلام ..

كم اتمنئ لو نملك حياه طبيعيه ..

مثل كل الأزواج ، كنت سأقبلك حتئ تستيقظي ..

مئات القبلات او يزيد ..

اشعر بالكسل يداهمني ، فاستلقي بجانبها

اقترب قليلا ، بهدوء وخفه ..

جل مالا اريده هو استيقاظها الان ..

اضع رأسي علئ مخدتها ، فتغزوني رائحتها ..

اقترب ، يكاد انفي ان يلامس.انفها ..

ويصلني صوت تنفسها المنتظم ..

اشعر بالكثير من الظلم ، كيف لها ان تبخل علي بهكذا حياه بسيطه ..

لا اطلب الكثير ،

شيء بديهي ..

لا اظنها تجهل ان الشروط التي بيننا اضمحلت تلقائيا بعد زواجنا ..

واننا رويدا كنا نتقدم ونتقترب ، لما اذن كل هذا العناد ..

لا اعلم ، مازلت اجهلها ، اجهل طبيعتها ..

ربما كل النساء هكذا ، غريبات اطوار ، يمارسن الشد والأفلات ..

ربما انا فقط مخطئ في طريقه تعاملي معها .



لا اعلم

الان انا فقط سأستسلم للنوم هنا ، بجانبها ..

....















ادخل للمنزل علئ روؤس اصابعي ..

اتجه لغرفتي بسرعه واغلق بابها ...

لا ينقصني ان يراني احد وانا علئ هذه الحال ...

ادخل دوره المياه ، انزع ملابسي ، ادخل تحت الدش ..

لا اشعر بالذنب ، علئ العكس ، سعيد جدا ..

لكنني مازالت لم اشعر بالرضا التام ..

القصاص منه مازال مستمر ،لحين سفري ..

مازال حقدي عليهم يشتعل ، سأقتنصهم واحد تلي الاخر ..

لكن هو تحديدا يأكلني الحقد عليه ..

لأنني لم أتوقع خيانته ، كان صديقي ..

رفيق دراستي ، اشتركنا حتئ في العائله ..

وجعه وخيانته لي كانت اعمق ، من البقيه ..

لأنه يعلم ، الاحلام التي كنت اسعئ لها ..

كنت اخبره كل شيء ، كل شيء حرفيا ..

..

يعود غضبي منه ليجتاحني مره اخرئ ،



تعود ذكراه وهو يضحك ، يمدني بالسيجاره فأرفض ..

يدخنها وهو ينظر للطريق : مر بيت أسامه ، ابي منه شيء ..

لا اسأل، اتجاوب مع طلبه بسلاسه ، فهو طلب لا يبدوا غريب البته

كم الندم الذي اشعر به الان ، يقتلني ..

مضئ الزمن ،لكن مازلت لا استطيع تجاوز قهر تلك الأيام ..

خسرت كثير من طاقتي وانا أحاول ان لا اقتله اليوم ..

أتذكر ثوبي المرمي بعيدا ، التف بالمنشفه ،

والتقطه معي لداخل الغرفه ، ارميه بداخل كيس مخفي ،

اربطه واخبئه تحت سريري ،حال مااخرج سأخذه معي لأقرب برميل نفايات ..

ستحصل مشكله كبيره لو رائ احد الدماء التي تلطخه ..

اندس في فراشي ،فاشعر بالدفئ ..

اشعر بأنغلاق جفني ، وارتخاء عضلاتي ..

استكن للنوم واستقبله ..

لكن يرن الهاتف ،امد يدي من تحت الغطاء ..

التقطه وانا اقرب للنوم من اليقظه : الوو..

نشيج خافت ، تنهدات قصيره ، اكتفي بالصمت ..

يصلني صوت ناعم صغير :حرام عليك ،ايش سوالك ؟

يتملكني الفضول ، انظر للرقم بتفحص من جديد ، غير معروف ..

اجيب بصوت ناعس :غلطانين ..

قبل ان اغلق الخط ،يعود الصوت مستفسرا : فلاح؟

اضع الهاتف علئ اذني مجددا : أي فلاح ، من معي ..

يعود البكاء فينقطع الحديث ..

اتنهد واجلس ، الفضول يجلسني مرغما :من معي ؟

....:ليه يافلاح ، كيف صرت كذا ؟ كيف تغيرت ؟

رائد والله يعزك ، ليه تسوي فيه كذا ..



حسنا ، لابد انها من عائلته ، اسأل :انتي من؟

تجيب بين التنهيده والأخرئ : انا ..ترف ..



ترف ؟ مرت ذكرئ لفتاه شقراء صغيره ، وقصيره ،

تتعلق بذراعي ،تطلب الحلوئ دائما ..



اتذكرالمراهقه التي رأيتها معه اليوم ، اقارنهن ببعض ..

واكتشف ان تلك الجميله ماهي الا اخت رائد الصغيره ..

كم تبلغ من العمر الان ، سته عشر ،سبعه ربما ..



:طيب وش تبين ؟

تبكي :رائد تعبان ، كيف تسوي فيه كذا ..

ابوي بيبلغ فيك الشرطه ، ليش تسوي كذا ..

تبدو متوتره ، تعيد السؤال اكثر من مره ،

هناك نقطه تريد ان تصل لها ، لكنها لاتجد طريقه لطرحها ..

اتأفف : طيب ، بلغوا ، سووا اللي بتسوونه ، ليش جايه تقولين لي ..

تصمت لبرهه ، اتحلئ بالصبر ..

اعود لأستلقي ، اثبت الهاتف علئ اذني ،واتدثر بالغطاء ..

وانتظر ان تتكلم ، لايصلني سوا صوت تنفسها ، وتنهداتها القصيره ..

انتظر ، اغمض عيني ، ستتكلم في النهايه ..

يصلني صوتها : انت ماكنت كذا ، كنت طيب ..

تصمت ثم تعود للتحدث بتردد : كنت انتظرك تطلع ، احسب الأيام . بس خساره ..

..........نغمه انقطاع الخط ..........

اغلق الهاتف ، تستقبلني لحظه برود ..

افكر ، مامناسبه حديثها ..

بدأ حميميا جدا ، كما لو انها تحدث شخص تنتظره منذ زمن ..

حسنا ، هي قالت ذلك !

تنتظرني ! انا ؟.

مالذي يجعل مراهقه بعمرها تنتظر خروجي وتتطلع له ..

لاتربطها بي علاقه ، انا حتئ لا اتذكرها جيدا ..

...

بدا خبث اسود يتسلل لصدري ، خطط وأفكار ما ان ارفضها حتئ تعود ..

صغيره، لعبت معها قديما ، اعطيتها حنان عادي بالنسبه لي ..

لكن ..ربما لم يكن عاديا بالنسبه لها ..

هه ، لنلعب مع الطفله قليلا ..

هي من أتت الي ، هي من ارادت ذلك ..

لين يشفي غليلي في رائد الضرب العادي ، سأسدد له ظربه علئ حين غفله منه ..

جرح سيدمره للأبد ، جرح سيصدر من عقر داره ..

امسك بهاتفي ، اعاود الأتصال برقمها ..

اسدل علئ صوتي بعض من العطف والسكينه ..

لايكاد يرن الا وجاء الرد ، لابد انها كانت تنتظر :هلا ..



للحظه فقط للحظه قررت التراجع ، لكنها كانت لحظه ..

امحيها الان : ترف ، انا اسف علئ كلامي قبل شوي ..

بس فيه أشياء ماتعرفينها ..مع الأيام راح اوضحها لك ..

يصلني صوتها مستفسرا : ايش اللي بينكم ؟ انا خايفه مابي علاقتكم تخرب

هه لاتعلمين انها انتهت منذ زمن : أشياء شباب ، المهم انتي من وين جبتي رقمي ؟

.....

اعلم ان هذا ماكان يوما من شيمي ، لكن الأنتقام لا يملك قوانين او شروط ..

سأطفئ النار التي في صدري ، حال مااشعلها في منزلهم ..

بعدها سأسافر ، هو من بدأ ليتحمل العواقب اذا ...















....



اقترب من المسبح ، المح جسد يكتسيه البياض واقف بالقرب منه ..

اقترب اكثر ، اكاد اميزه من ظهره ..

امد يدي ،اهزه ، لايلتفت ..

يتقدم من المسبح ، فأحاول منعه ، اسحب يده ..

فيجرني معه ويتقدم ، يرميني في المياه ..

اختنق ،امد قدمي ،أحاول الوصول الئ القاع ..فلا اجده

أحاول النجاه من الغرق ، لا اجد شيء لأتشبث فيه ..

احرك يدي اشعر بالرعب ، أحاول الصراخ فيقتحم الماء فمي ..

....

اصرخ بكل طاقتي ، اشعر بذراعين تلفني :بسم الله عليك ..

افتح عيني ،والتفت ، اتعرف علئ غرفتي ..

..الحمد لله ، لا مسبح او ماء هنا ..

التفت للخلف ،اجد صقر بشعره القصير ،وعينيه الناعسه ..

اتأمل سريري ، مالذي جلبه اليه

كيف انتهئ به الامر الئ هنا ..

أتذكر الأمس،بمشاعره ،وحديثه ،وقراراته ..

اذكر انني رفضت ، اذا ماهذا الان ..؟

يبتسم ، فتشرق غمازته ،

بصوت مبحوح ووجه مبتسم :اول مره اشوفك كذا ، طلعتي بشعه ..

استعد لأصرخ في وجهه ، كيف له ان يتجاوز كل شيء ليستقر بجانبي علئ السرير ..

يكمكم فمي ،ويرميني لأعود علئ السرير :اششش ابي انام ،تعبان ..

يلتقط الغطاء ،يختفي نور الغرفه البسيط تحته ..

ابتعد عنه ،يجرني اليه :اشش ،ابي انام ..

انكمش في حضنه ،اضع ذراعي فوق صدره أحاول صنع مسافه فاصله ،

حسنا ،هو من ارغمني ، لا قدره لي فأبتعد ..

لأنام انا متعبه أيضا ..

..

ينتظم تنفسه ، افتح عيني ، ارفع رإسي قليلا ..

تدغدغ جبيني لحيته القصيره ، لا استطع رؤيته ..

كل ما اراه هو صدره العريض ، يرتفع وينزل بأنتظام ..

ارتفع قليلا ، قريب منه جدا ..

ما سبب انجذابي لك هكذا ..

كيف لك ان تحطم حصوني ، تتجاوز الحراس ، العمالقه ، والتنانين ..

كل عقبه وحاجز وضعته امامك ..

كبطل قصص ، تعاملني كأميره ..

تحارب لتنقذني كل ما جاء البعد ليخطفني ..

لا اعرف مشاعري ، انا لا افقه شيء عن نفسي ..

الأكتئاب القديم ، سلب الكثير من قدرتي علئ التعرف علئ مشاعري ..

سلبني القدره لأعيشها ، لأتلذذ بها ..

جل مااعرفه ان قربك يجلب لي الطئنينه ، احبه جدا ..

لكنني ،اخافه جدا ، أخاف من ما سيحدث بعد ان ينتهي ..

ربما ستمل ، ربما مايجعلك تحارب الان هو شعورك بالفضول ..

تريد اكتشاف جوانب جديده مني ، ربما حال ما استقبلك ..

ستزهد فيني ، لن تجد شيء يثير اهتمامك لتبقئ وتكتشفه ..

ماعدت املك سواك ، لاشئ يبقيني علئ قيد الأمل سواك ..

حال ماتغادرني ، سأتحطم حقا ..

لا اريد لذلك ان يحصل ياصقر ، لا اريد ان احطم نفسي بنفسي ..

ساحاول صنع الحواجز ، سأضع الوحوش والغيلان في طريقك ..

لتطول رحلتك معي ، انت لا تستسلم وانا لن امل ...

يكفيني هذه اللحظات ، التي أكون فيها قريبه منك جدا ..

بعيده عنك جدا ..

لحظات لن تستطيع تمييز موافقتي فيها من رفضي ..

...

اضع جبيني علئ صدره ، اقترب منه ..

التصق به اكثر ...

انت الان ياصقر ، ابي وجدي الميتين ، امي الراحله ، وفلاح الغريب ..

انت الان تسد فراغ الجميع ...

معك ، الحياه قابله للعيش .....

معك انت فقط ...

........

























اغلق الهاتف ، أضمه لصدري ..

لقد ظلمته ، هو محق الأصدقاء يتشاجرون كثيرا ..

لكنني لم أتوقع ان يكون اول لقاء بيننا هكذا ..

خلت انه سيأتي لصديقه بفرح حال ما يخرج ..

لكن صدمتي بمعركتهم اليوم ، والحاله التي عاد بها رائد كانت كبيره ..

فلاح اعرفه جيدا ، لايخطئ ..

انا احبه جدا ، منذ زمن طويل ، احب حديثه واحب وجهه ..

حتئ شعره الطويل يلائمه جدا ، كان وسيم جدا اليوم ..

اجمع صديقتي في مكالمه ،اريد اخبارهن ان حبيبي تجاوب معي أخيرا ..

أتذكر طلبه "لاتقولين لأحد انك تواصلتي معي ، تعرفين الناس ظنهم سيئ ..

ابتسم ، اشعر انه يغار علي ..

اغلق الخط ،لن اخبر احد ،ستكون سري الصغير ..

حتئ تنتهي المشكله هذه ،وتمر بسلام ..

لم أتوقع انه يذكرني ، اشعر بالخجل حين مااخبرني انني ازددت جمالا ..

اقف امام المراءه ، اتأمل شكلي ..

نعم انا جميله ، ماعدت الطفله الصغيره تلك ..

اصبح جسدي ممشوق ، احب كوني أصبحت بالغه الان ..

يبدوا انه معجب بي ، يبادلني الشعور..

برغم انه لم يقل ذلك ،لكن استشعرته في صوته ..

لم اكن أتوقع ذلك ، بدأ سعيدا بمكالمتي ..

ارمي نفسي علئ سريري ، التقط دلفيني السماوي ، اقبله واضمه بسعاده ..

يالله انا سعيده جدا ،

الحب جميل جدا ..





















اغلق معطفي واخرج ، انهيت عملي الجزئي في المكتبه ، حان وقت الذهاب للمشفئ ..

بقايا الثلوج تجرف لزوايا المباني البعيده ،

ادخل يدي في معطفي ،

متئ سيمكنني ان اضع يدي الأخرئ في جيبي ..

لأستطيع التحرك بلا معكاز يقيدها ،لتتحرر هي قبل قدمي ..

تضيئ اشاره المشاه ، اعبر الطريق ببطء وتمهل ..

تألمني قدمي كثيرا ، لكن لن التفت لألمها ..

برغم ان الطبيب حذرني عده مرات من تجاهلي للألم ..

أحاول مابوسعي ان استغل وقتي ، ان املئ كل فجوات الفراغ

لا احب ان ابقئ لوحدي في المنزل كثيرا ..

وهاهو فلاح ابن العم القديم يريد ان يسكن معي ..

انا لا ارفض الفكره لكنني أيضا لا احبها ..

اعلم انني سأخسر جزء كبير من راحتي وروتيني ..

لكنني رحبت بالفكره ،لأنني التمست فيه عجز كان يسكنني قبل مده من الان ..

وصلتني اخبار عودته من السجن ..

قالوا انه غريب ، مختلف ، لم يعد ذاك الفتئ المبتسم ،الضحوك ..

تخبرني امي بخوف انه بات مرعب بعد خروجه ،كالمريض النفسي ..

بالطبع امي تحب ان تبالغ ، لكن هناك سبب بالتأكيد لكل هذا النفور نحوه ..

بالنسبه لي ،قبلت طلبه ..

قال ان يحاول البحث عن نفسه ،سيطوي مرحله من حياته ليبدأ اخرئ ..

لم يبخل علي هو بشئ من المحبه ،قبل سجنه ..

كان يرعاني اكثر من صقر ،يحارب ويتحايل علئ قرارات والدي المجحفه ..

مازلت لا اصدق انه سجن ..

شخص طيب وشفاف مثله ، لا مكان له في السجن ..

لكنني اعرف أيضا ان هناك مجال للأخطاء في حياه الجميع ..

وفلاح أخطاء وبدأ لي انها يريد صفحه جديده خاليه من الماضي ..



اجلس علئ المقاعد ، فرصه لأريح قدمي و انتظر الحافله ..

اتأمل البياض من حولي ..

لايسليني الا انني سأعود يوم ..

انني لن اصاحب هذا الثلج لسنواتي القادمه ..

اتأمل المشرد في الزاويه البعيده ، اشفق عليه ..

اتمنئ لو استطيع ان اصنع فرق يوما ما ..

اترك بصمه ، ليردد الجميع ، هاهنا مر "ميثم ..

























.....





امسك بكوب الشاي ، كتابي ، واصعد السلالم للسطح

اريد استنشاق بعض الهواء ، اشعر انني اختنق ..

الأفكار هذه تخربش علئ عقلي .

تمنعني من اكمال اعمالي ...

أتذكر شجاري القصير مع غريب الاطوار ..

كان لابد منه ، فأوامره لاتطاق ، مريض ، معتل نفسيا او ماشابه ..

كان والدي محقا ، الشركات المستقله تستنزف طاقه الفرد فقط ...

لا فرصه لي للتقدم اذا استمريت علئ هذا الحال ...

اما ردعهم من استغلالي او الرحيل ..

سأنتظر ريثما اهدئ ، ارتب اوراقي واقوالي

ثم سأعود لأجادله ..

أتنهد أحاول ازاحه شيء يقبض علئ صدري ..

اريد تغيير الكثير ، التقدم بسرعه ..

مضئ مايقارب العامين وانا اسير علئ نفس الوتيره

لاشئ يفلح معي ..

مابال هذه الطاقه السلبيه المفاجئه ؟

لماذا اشعر انني حمل علئ نفسي ، علئ عائلتي علئ الجميع ..

لكنني ، مستقله ، نعم انتي ياسمر مستقله ..

لا مجال لهذه الأفكار الان ..

يجب علي تجاوزها ، حال ما افكر فيها اكثر ستخنقني اكثر ..

اعود لكتابي ، اقلب صفحاته لأقف حيث انتهيت ..

اشششش ، لتهدأ افكاري قليلا ...











....



اخرج من المسجد ، يتبعني الصغير بخطئ سريعه ..

يتبعني بمرح ، وهو يرفع ثوبه عن الأرض ..

يقفز بجانبي في السياره ، يعبث بالمداليه المعلقه ، بالحزام ...

حال ما انطلقنا أشار للمحل القريب ..

ابتسم ، واقف لانزله فيه ، ثم نعود بعد دقائق للسياره بكيس مملوئ بالحلوئ ..

يبدأ بأكلها فور تحركنا ، لم يرث هذا الفتئ الصبر مني ..

هو أيضا ثرثار نوعا ما ، يشي بالأطفال من حوله ..

صفه لم يرثها مني بالتأكيد ...

لكنه عوض عن هذا ورث عصبيتي ، عقده حاجبي الدائمه ..

وربما صداعي النصفي في المستقبل ، لا اتمنئ لك ذالك ..

بعيدا عن هذه الصفات ، انا لا اتمنئ له حقا ان يشبهني ..

بقرارات جبانه يندم عليها ،بندم يكاد يقتله ..

بعائله تكاد تتساقط ، لا اتمنئ لك يامحمد ذلك ..

حال ماتكبر ، سأفلتك ، سأعطيك حريتك ، لتفرد جناحيك كيف ما شئت ..

اقف امام المنزل اترجل ، واحمله ..

ادخل المنزل ،فينفلت مني ، يركض جهه امه ، يعانقها ..

تحضنه كيف ما اتفق ، تعود لأحتساء قهوتها ...

اجلس بمواجهتها ، اخلع شماغي الأبيض ، ادلك جبيني ..

أوجه الحديث لها :هيه قهوه لو سمحتي ..

تتجاهلني كالعاده ، امد يدي فالتقطها واسكب لي فنجان ..

شجاراتنا كثرت هذه الفتره ، لانفهم بعضنا البعض ..

لا تواكب احلامي ، ولا استطيع مواكبه ما تحب ..

لايجمعنا الا الطفلين ، لاسبيل للفراق الان ..

اتأملها ، جميله جدا ، فاتنه ..

عينيها ناعسه ، تبدوا هيئتها هادئه جدا عكس ماهي عليه حقا ..

تعود العينين تلك من جديد ، النظره السريعه ..

اغمض عيني ، اعيد تكرارها مرارا في مخيلتي ..

عينيها كالوجع اللذيذ ،ليتني سلمت منها ليلتها ..

لكنت بقيت علئ اخر ذكرئ لها ، حيث لقيتها قبل عام ونصف من الان ..

امام بوابه منزلها القديم ، بمفاتيح تحركها بين اصابعها بتردد ..

لم اعرفها بسبب وقوفها امام المنزل او بسبب السياره ..

عرفتها لأن قلبي ،نبض حال مالمح طولها وحجمها ..

وحال ما التقت عينينا ..

عدنا أعوام للوراء ..

حيث كانت طفله ، اغار عليها من أبناء عمومتها ..

من تحركاتها الطائشه ..

من خروجها الدائم وتسكعها بلا أي خوف ..

....

اللي ماخذ عقلك ....!

افتح عيني ، اخبئ ملاذ في زاويه ما ..

واجد الجميله ، ترمقني بنظرات غريبه ..

...: ابد مصدع شوي .. ليش؟

تقف : اشوفك تتبوسم ..

تتجاوزني ، بعد ان قدمت لي نظره لم استطع تفسيرها ..

غريبه جدا ، مضئ لي الكثير معها وما استطعت فهمها ..



........











اخبئ وجهي بغرابه ، اشعر بالخجل ، ليتني استيقضت قبله ..

عوضا عن ذلك فتحت عيني حال ما فتح عينيه هو ..

فمرت بيننا لحظه صمت ..

، اقف بسرعه واتجه للدوره المياه ..

اغلقها ، اشعر بالكثير من الحرج ، الجو مشحون بطاقه غريبه ..

كيف له ان يتصرف بتلقائيه هكذا ، كأن لا شيء من هذا يأثر عليه ..

هه ربما انا خجوله فقط ..

لابأس كنا متعبين ، استلقينا بجانب بعضنا فقط ..

والاحضان ؟ حسنا كنت مجبره ..

يصلني صوته : بنت خلصي وانزلي بنطلع نتغدا..

اعض شفتي السفليه ، أحاول ان لا افلت كلمه

مابال هذا الغداء المفاجئ ..

اغسل وجهي ، اتوضأ ،واخرج لأصلي ..

اندم علئ تأخيري للصلاه ،

...

اسلم وانهي صلاتي ، اتجه بسرعه اغلق الباب ..

لا احب كيف يفرض نفسه علي ..

كما لو انني شئت ام ابيت سيكون متواجد ..

اسرق بضع رتوش ازين بها وجهي العاري ..

اغير بجامتي بسرعه ارتدي اقرب بنطال جنز ، اغلق ازره قميصي ..

اتردد في تمشيط شعري ، اقرر ان لا امشطه ، جميل هو هكذا ..

يطرق الباب : هلو ...

افتح له الباب أحاول تغيير ملامحي للتملل : نعم ..

يتجاوزني للداخل وهو ينادي ويبحث : ملاذ ، ملاااذ ..

لوهله صدقت انه لم يراني ، حتئ انحنئ ليبحث تحت الطاوله ،

خنقت ابتسامتي ، لاشئ مضحك هنا ..

يلتفت يمثل الصدمه : هذي انتي ملاذ ، سبحان الله كنت نايم جنب وحده وفتحت لي الباب وحده ثانيه ..

يحب اغاظتي كالعاده ، لا القي له بال ..

يلتقط شماغه من زاويه الغرفه : يالله امشي ..

أحاول الرفض ، لا يجعل أي مجال ، يلتقط عبائتي المعلقه يرميها علي : يالله يالله ..

استسلم ، لابأس ياملاذ ،غداء بسيط لايضر ..











..

استيقض من غفوتي القصيره ، اشعر بألم في كفي ..

اتفحصها بنصف عين مغمضه ، تغطيها الكدمات .والجروح ..

حسنا ، لابد من ذلك ، عذبتها مع ذاك اللعين ..

تنير شاشه الهاتف ، اشعار رساله ،،

"نايم ؟ "

أتذكر المراهقه تلك ..

أي مأزق وقعت فيه ، كيف لي ان اتصرف بكل هذه الرعونه ..

كيف انتهئ بي الامر هنا ..

اخيط حول مراهقه أوهام سوداء ، أحاول ايقاعه في فخ نهايته الموت ..

امسك بهاتفي ، سأخبرها بكل شيء لتبتعد ..

اكتب : شوفي خلاص لاعاد ترسلين انا .......

امسح كل شيء ، اين الانتقام يافلاح ..

هل الضرب يسدد ثلاثا أعوام من القهر والظلم ..

لايسدد ذلك الا ظلم وقهر اكبر ..

فليغفر لي الله ، انا مقدم علئ ذلك ..

ساؤذيه بشئ لن يتخيله ..

حينها سأشعر ان الدين ، سدد ..

هي مراهقه جدا ، تبدو مغرمه بي جدا ..

حديثها سريع و غير منمق ،

تحاول اثاره اعجابي ، بطرح مواضيع تضن انها تهمني ..

لن يعجزني ايقاعها في فخي ..

لكن رويدا رويدا ، خطوه خطوه يافلاح ..

ارد عليها " مشغول شوي ، ارسلك الليل ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 12:48 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

. امدها بالفنجان لتضعه بداخل صينيتها الحديديه ، امدها بالفنجان الاخر الذي انهيته قبله ..

تبتسم وتضع قاروره الماء علئ سطح المكتب ، وتخرج ..

هذه البلاد بارده جدا ، وانا رجل لايطيق البرد ..

اكاد احترق شوقا للعوده لبلدي ..

لا اعرف لما يرميني جدي في هكذا أماكن دائما ، كيف له ان يرسلني دائما لأنجاز أعماله في مدن الثلج ..

الا يملك مهام لي في بلدان اكثر دفئ ..

حسنا لم يبقئ الكثير علئ العوده ..



امسك بالقاروره اسحب منديل ، امسحها جيدا ، لا احد يعلم كم من وباء يستقر فوقها ..

اعيد ترتيب مكتبي ، اصف الأوراق ،والملفات ، اعدل وضعيه كل مافوقها ، لتكون مستقيمه ..

امسح لوحه مفاتيح اللاب بمنديل مبلله ، امرره بين الحروف والأرقام جيدا ..

انتهي من تنظيفه السريع واثبته جيدا امامي ..

واعود لأستريح علئ مقعدي ، انتظر ، اشعار رساله جديد ..

تطور الزمن ، تطورت طرق التواصل ، مابال التواصل بالأيميل الان !



عرضت التواصل معها عن طريق الرقم ، رفضت ..

الأيميل كما تقول رسمي وعملي اكثر ..

وها انا انتظر احدثه كل دقيقه ، تصل الكثير من الاشعارات والاعلانات ..

يصل الكثير الا رسالتها ..



للتو تشاجرت معي ، فجاءه قررت ان تخبرني كم انا غير مسؤول ، انني لا استحق مركزي ..

انني عنصري ، وقح ، غير عملي البته ..

حسنا ، في مامضئ توقعت انها تمقتني ، شيء لم اكن لاجهله ..

، لذلك ركزت علئ كل الاعمال التي هي مسؤوله عنها ..

واكتشفت متعه جديده في هذا العمل وتحت ضغطه

، احب كيف تتحدئ نفسها ..احب طرح التحديات في طريقها ..

فقط لأرئ كيف ستتجاوزها ..

انتشي وانا أحاول إيجاد الأخطاء في أعمالها ، اختلق الكثير بعض الأحيان ..

فقط لانها تسبب لي الكثير من المتعه ..



اسحب الدرج ، اتأمل الورقه التي بداخله ..

سحبت قرار ترقيتها حين ماوصل ، اجلته لوقت لاحق ..

اعترف انا مدين لها به ،

لكنها أيضا مدينه لي بأعتذار ..

كيف لها ان تصفني بهكذا عبارات وانا المسؤول هنا !

جدي هو مالك الشركه ، لا سلطه لها لتتكلم علي هكذا ..

لربما لأنني اوليت لها اهتمام خاص ..

وبت اتواصل معها شخصيا ، علئ عكس البقيه من الموظفين



امرر اصبعي ، احدث الأيميل ، فأستقبل رساله منها ..

" انا أسفه ،علئ مابدر مني قبل قليل ..

لكنني اسفه اكثر علئ كم الجهد الذي بذلته في سبيل تطور هالشركه..

لإني ارهقت نفسي اكثر من الموظفين الأخرين ، وبذلت طاقه اكبر من اللازم ..

من بكره خطاب استقالتي راح اسلمه لمدير شؤون الموظفين، ..

واللي اتمناه منكم هو اعطائي كل مستحقاتي ، وشهاده الخبره ..



....



شيء لم اكن اتوقعه ، الموظفه النشيطه تستقيل ..











.،.،.،.،.





أحاول ان أكل براحه وان لا ابدو غريبه ، تتحجر اللقمه في بلعومي ..

اكاد اشعر بعينيه المتسمره علي ..

كأنه لأول مره يراني ، اضع الملعقه ، امد يدي للعصير

أحاول دفع اللقمه به ، مابال هذه النظرات الان ؟

ارفع رأسي له ، فتلتقي نظراتنا ، يبتسم ابتسامه غريبه ..

هو غريب حقا هذا اليوم ، غريب جدا ..

ايظن اننا اصبحنا زوجين حقيقين الان؟

اننا سنعيش تحت سقف واحد للأبد ؟

ربما هو يشعر انني اعطيته الضوء الأخضر !

لكنني لم افعل ولن افعل ، لا لشئ سوا انني لااريد ان تكون حياتي هكذا ..

لا اريد التعلق بأشياء اكثر .

علئ عكس صقر ، هو يطمع بالكثير في المستقبل ..

المستقبل !

كيف سأكون ياترئ حينها ؟



في معتزلي ، احتسي قهوتي ، اتأمل الستائر ادمج الوانها مع السجاد والثريا ..

لن أكون اكثر من ما انا عليه الان ..

حسنا شيء ليس بسيئ ..

وصقر ، كيف سيكون حاله متئ مااخبرته بما دار في بالي ليله البارحه ؟



اغمض عيني ، اتخيله ...

في مجلسه الواسع ، تجلس بجانبه مرمر ذات الجديلتين ، تمده بفناجين لا تعد من القهوه ..

تمازحه فيبتسم ، ينادي اطفاله فيحيطون به ..



وانا ؟ سأكون في بيتي بالطبع ، سعيده ، معتزله ، وامزج ألالوان من حولي مع بعضها البعض.

" وين وصلتي ....

افتح عيني ، يبدو وجهه عابس ، كما لو انه لا يحب سرحاني المفاجئ ..

اظن ان لحظه الحديث قد حضرت ..



امسح عيني ، اطفئ سخونتها بكفي البارده ..

اتنهد كأستعداد : صقر ..ابي أقول لك شيء ..

يعود للأكل فجاءه : خليه بعدين ، مو وقته ..

امد يدي ، اصمت صوت ارتطام السكين والملعقه بالصحن : اسمعني ..

يرمي السكين علئ الطاوله امامه : شتبين تقولين ؟ أشياء تافهه .. كعادتك ..

لا يوجد مبرر لهكذا غضب : صقر قصر صوتك !

، انا قررت خلاص ، واتوقع انت من البدايه تدري ..



أصمت انتظر مقاطعته ، لا يوجد شيء ..

..: هذي الحياه اللي انت تبيها انا مااقدر اجاريك فيها ، وفي نفس الوقت مااقدر امنعك تعيشها ..

احب كوني وحيده ، ماابي أشياء واشخاص يعلقوني في الحياه اكثر ..



وبحديث كاذب اشعر بمرارته فيي صدري ، أكملت : فكرت وقررت البارح ، اذا تبي تتزوج بغيري ، ماعندي مانع ابدا ..

يصلني صوت قهقهته الساخره : لو ابي اتزوج تزوجت من زمان ، ماانتظر موافقتك ..



اشعر بأستهزائه يخترق تضحيتي ، كيف له ان يقابلها بهكذا رده فعل ..



يقف ويأمرني : قومي انتظرك في السياره ..

اعيد ترتيب حجابي ، اشد نقابي ، والتقط حقيبتي ..

الحق به للخارج ..

حال ما انطلقنا صرخ في وجهي : انتي شفيك بالله ، فهميني بس ..

تعبت معك ، والله العظيم تعبت

فيك مرض نفسي ، يوم أي يوم لا ..

علئ حسب مزاجك تقبلين وترفضين ..

اذا فيك مرض نفسي ، تعالجي ، عادي اتحمل تكاليف الطبيب ..





كأنه لمس جرح في ذاكرتي ..

حيث اجلس بجانب عمي وهو يرغي ويزبد ..

يصفعني تاره ويشد شعري تاره اخرئ : رايحه الطبيب النفساني ليه ؟!

مجنونه ؟! فيك قل صح ..

كل المسلمين دروا ان بنتنا تتعالج عند دكتور مجانين وانها مجنونه ..

فضحتينا الله يفضحك ، ماقعد احد ما درئ ..

مااكون أبو ميثم اذا ما أدبتك ، انتي ناقصك تربيه ..

..





...

يوقضني من الذكرئ الموجعه صوته : جننتيني قسم ، انا تعبت ، فهمتي كيف تعبت ..؟

التفت له : وانا تعبت ، ماابي هالتغيير الجديد ، كيف افهمك ؟!

يلتفت لي هو بدوره : طيب ليه هالتناقض ، ليش احسك تبين وفي نفس الوقت رافضه ..

اصد عنه للأمام ، يقع نظري علئ مؤخره الشاحنه أمامنا أصرخ لينتبه : صقر ........

...............











كما لو انك تثير دايما مايؤلمني ..

تعرف جيدا اين يكمن وجعي ، فتنبشه ..

لابد ان الأمر ممتع لك ، لاشك في ذلك ..

والا فما الجدوئ من كل هذا الصراع..

كنت صغيره جدا ، مغرمه بك جدا ..

اخيط حولك احلامي ، ابني معك بيتي طوبه طوبه ..

كان كل شئ من حولنا جميل ..

حتئ نطقت اسمها في حاله هذيان نادره ..

نطقت اسمها ، ناديتها ، وصفتها جيدا ..

كما لو انها امامك ، كما لو انها اخيرا امامك ..

اتدرك حجم ألمي تلك الليله ،

كم من مره حاولت ان اناقض نفسي فيها ..

ابتسم اهز رأسي ، لابد انه حلم فقط ..

هذيان لأسم مر علئ مسمعه واعجبه ..

لاشي من هذا حقيقي ..

لكن في كل مره اكذب حدسي .

كنت اتلقئ صفعه تلي الإخرئ ..

لم اندم لحظه نبشت ماضيك ..

حين بحثت بين ركام اوراقك ، لأجدها ..

كل اسم خطيته لها خربشت عليه ..

لكنه كان واضح كما لو انك خفت ان تجرحها بخربشته ..

كلفني الكثير من الأعوام ، وطفلين لأكتشف في النهايه ان لا جدوئ منك ..

وانك لست ملكي من البدايه ، وان جمالي وصيتي ومهاراتي المتعدده لن تحرك فيك شئ جديد ..

كان خطئي الوحيد هو انني لم اخبرك انني اعلم بوجودها بيننا ...

اعلم انها تسكن قلبك ، قبل كل شئ..

كان خطاء فادح ارتكبته ، ومازلت افعل ..

لأنه في النهايه تظن انك مظلوم جدا ، ان علاقتنا تغيرت بسببي ..

لا انفك افكر ان. كل شيء تقدمه لي ،كان بالأصل شيء تريد تقديمه لها ..

..

و الان انتهينا بالكثير من المواقف السيئه ..

لم نصل حد مفترق الطرق بعد ..

لكننا علئ وشك ذلك ..

جل مايربطنا هما الطفلين ..

والكثير من المجاملات المجتمعيه الباليه ..علئ الأقل من جهتك !



انهي الكتابه ..



التفت له فاجده يضع الصغير في حضنه يلاعبه ، يشي وجهه بالتعب والأرهاق ..

أشفق عليه بعض الأحيان ، ونعم مازلت احبه ..

لكنه جرحني وكسر الفرح بداخلي ..

مما يجعلني عاجزه عن التواصل معه جيدا ..

يرن هاتفه ، يحمله و يقف مبتعدا ..

يبكي الصغير ، ويمد يده لي ، فأحتضنه بدوري ..

اقبل عينيه ، اعيد ترتيب شعره الناعم ..

فيتكئ برأسه علئ صدري ..

..

لما ابتعد بالهاتف هكذا ، كما لو انه يهرب بسر ما ..

اتراه يحدثها ؟

لا لا فهي امراءه متزوجه ، درع ليس سيئ لهذه الدرجه ..

اذا لما كل هذه الأسرار من حوله ..

اشعر انه يحضر لشئ ما ..

طوال اليومين السابقين كان كثير الحركه ، علئ غير العاده ..

استشعر الكثير يجري من حوله هذه الأيام ..

لايهم، لن يجلب شئ سيئ اكثر من حالتنا هذه ..



يعود ليجلس ..

ينادي المربيه لتأخذ الصغير بعيدا ..

يجلس مقابل لي ، يبدأ باحاديث هادئه ..

كما لو انه حوار عادي ..

ابتسم ، لا بد انه يريد ان تعود المياه لمجاريها بيننا ..

لابد لي ان لا ارضئ بهذه السهوله ، سأتمنع قليلا ..



لكنه صدمني : انا قررت اتزوج ...



علئ خلاف ظني السابق ، كان قادرا علئ جلب ماهو أسوأ من حالتنا ..

كان هناك الكثير في جعبته ليؤلمني به ..

تخفت ابتسامتي ، اجد انه لم يكن يسألني ، كان يخبرني فقط ، يطلعني علئ الأحداث القادمه ..

كيف ارد ؟ شكرا؟ لا لاتتزوج بأخرئ؟ اكرهك؟ كيف تتجاوب النساء بالعاده لهكذا موقف ؟

أبصق عليه ؟ افلت شتيمه لزجه لتلتصق به دائما ؟ ارميه بحذائي ؟ ..

لا اعلم ، انا ولأول مره اشعر ان هنالك شئ تفوق علئ صدمتي ليله هذيانه ..

اكتشفت الأن ان هناك شئ أوجعنئ اكثر منك يا ...ملاذ ...



..........





منذ ذاك اليوم المشئوم وانا لااحب مجالسه امي ..

فهي تجلب كل الدعاوي السيئه والمروعه وتصبها في طريقه ..

لا اتحمل الجلوس معها وهي تدعوا الله عليه ..

لاتعرف امي شيء ، لو كان رائد مظلوما اذا لما رفض التبليغ علئ فلاح ..

لما رفض ان يأخذ حقه منه ..

وهو أيضا من بدأ الشجار ذاك اليوم ..

رأيت ذلك بأم عيني ..

فلاح، شخص جيد ، أعلم ذلك يقينا ..

برغم انني لا اعرف ماهي المشكله بينهما ، لكنني رغم عني اقف بصف فلاح ..

لأنه هو الوحيد الذي وضح لي كل شي ، برغم انه تحفظ علئ بعض الأشياء ..

لكنه هو الوحيد الذي برئ ساحته ، علئ عكس رائد ..

كما قال لي فلاح ، انا لن اهتم او اتدخل ، لأنه مسأله وقت وتعود المياه لمجاريها ..

ثم سيعودان ليكونان أصدقاء ، سيزورنا فلاح كما اعتاد في الماضي ..

سأرئ وجهه الوسيم مره اخرئ ، ربما سأجد فرصه أيضا لأحدثه وجه لوجه ..

ابتسم لهذه الأفكار ، كيف هي مقابلته ياترئ ..

كما في المسلسلات ، سأتحدث له بعيني ، لتصل له كل مشاعري نحوه ..

لن افعل شيء اكثر من النظر لوجهه ، وتأمله ..

اريد حقا ان اخبر صديقتي بوجوده واننا أخيرا اصبحنا ثنائي لطيف ..

لكن كل مره يقفز تحذير فلاح امامي ، فأتراجع ..

تعود دعوه امي علئ فلاح لتخترق افكاري الجميله ..

اقف بتأفف ، مابال هذا الجو الان ، سأذهب لغرفتي ..

اصعد لها بسرعه ، اغلق الباب ، اخرج هاتفي من جيب بنطالي ..

لارساله تذكر منه ، مابال هذا البرود ..

اكاد اموت شوق للتحدث اليه ..

وهو لا يبادر ابدا ..

حسنا سأخاطر ، واحرك الوضع الراكد قليلا ..

اجمع شعري الأشقر للجانب الأيمن ، اضع احمر شفاه ، اعيد وضع طبقه جديده من المسكارا ..

اقف بجانب الأناره ، أحاول التقاط صوره جميله لي ...

وأخيرا احصل عليها ، أرسلها له ، بلا تردد ..

لا اعرف كيف ستكون رده فعله ، لكن لابد انه سيكون سعيدا بها ..

تتصل زميلتي لابد انها ستخبرني بجديد الواجبات ..

اغلق الخط ، لاتهمني ، لايهمني الأن سوا رده ..



.............







افكر في اخبار امي اليوم ، عن سفري ..

لكنني لااعرف طريقه لأفعل ذلك ..

امي هي اكبر عقبه امامي ، علئ عكس والدي الذي سيدعمني اكثر ..

كيف اخبرها ، لامقدمات تسعفني لأفعل

سأصمت الأن ، لانتظر الفرصه المناسبه ...

..

تصلني صوره لفتاه جميله بشعر أشقر ، اعيد التدقيق فيها ..

جميله جدا ، جسد ممشوق ، وبشره مخمليه ..

تحاول أبراز مفاتنها بطريقه واضحه ، هه طفله ..



أبتسم ، لابد انها تنتظر رأيي ، سأعطي نفسي وقت اكثر للتفكر ..

تمدني امي بصحن الكعك ، التقطه واضعه بجانب فنجاني ،

اضع الهاتف في جيبي ،لأستمتع بما بقي من الوقت مع امي ..

ترن رساله " كيفك ..

هه يالها من طفله حقا ..

اكتب لها شيء اخجل منه " اسف مارديت ،انبهرت بالصوره قعدت اتأمل ، صراحه فتنه ...

اذيل الرساله بوجه يرسل قبلات لامعدوده

ارسله وانا اشعر بالكثير من الحموضه ، كيف لي ان اكتب شيء مبتذل كهذا ..

ربما لن يعجبها ذلك ، ستشعر انني غريب اطوار ..

ترد بسرعه " يسلمو حبيبي ..

ترفق قلب احمر نابض ،

حبيبي ! حسنا وصلنا اذا لمرحله الحب ..

تحركاتها سريعه جدا ، لابأس تسهل الكثير علي ...

لا انكر انني اشعر بالكثير من عذاب الضمير الان ، لكن شعور الأنتقام تغلب عليه ..

لن يهنئ لي بال حتي انتقم منه ، انتقام كهذا هو جل ما سيحطمه ...

يلقي السلام صوت ناعم ، سمر الجميله ..

ابتسم لها ،لكنها لاتبادلني الأبتسام ..

تجلس بجانب امي بهدوء ، ماذا بها ؟

يعود جرس الرساله ليرن " مشغول؟

اصور لها فنجان القهوه " أتقهوئ مع الوالده ..

ترسل " وانا ابي اتقهوئ معك ،كيف ؟!

اعقد حاجبي متفاجئ ، مابال الفتيات هذه الأيام ، مابال كل هذه العجله ..

اكتب رد اكسبه بعض من الحميميه "قريب ان شاء الله ياحبيبتي ..

اضع قلب نابض ، اغلق الهاتف ، اصمته أيضا ..

اشعر بالذنب ، واشعر انني أيضا اريد صفعها ..

كيف لها ان تثق بي بهذه السهوله ..

.............







اغلق اللاب ، قرار سريع لكنني لن اندم عليه ..

خسرت الكثير وانا ابذل لصالح هذه الشركه ، يتقدمني الكثير من من هم اقل كفاءه مني .

واقل جهد وإصرار ..

لذلك لاداعي للأستمرار ، سأستمع لوالدي هذه المره ..

لافائده من كل هذا العناد والأستمرار ..

هم كالباعوض ، لايكتفون ابدا ..

لكنني سإضع حد لهذا الأن ، لن اخسر دمي بينما انا واقفه اشاهد واساعد في ذلك ..

لأنزل الان ، وقت القهوه العائليه ..





، سأجدد نشاطي ، لن يقف في طريقي احمق غريب اطوار ..

المح فلاح يجالس امي ، شعور جيدا انه خرج أخيرا ..

اخطو بخفه ، أحاول اخافته ، لنصنع متعه لطيفه ..

اقترب منه اكثر ، فاصتدم بالصوره التي تنير شاشه جواله ..

فتاه جميله جدا ، بشعر اشقر وعينين فاتنه ..

اقف لبرهه ، فيكتب "

اسف انبهرت بالصوره قعدت اتأمل ، صراحه فتنه ...

بدا فلاح كا لو انه وحش ، بلكنته المصطنعه ، واسلوبه الغريب ..

تجاوزته ، وانا اشعر ان القلب الذي ارسلته تلك في اخر المحادثه كالوجع في قلبي ..

لا يلزمني الكثير لأعرف انه يكذب ..

وانه يتلاعب بها ، كما هو حال الكثير من المستهترين ..

كانت عبارته تلك بحد ذاتها كافيه لاتأكد من ذلك ..

لكن مالذي يبحث عنه ، يعوض حبه القديم ؟ يملئ وقت فراغه؟

لا اعرف ، لكنه ربما هو ليس طيب ونظيف كما أتوقع !















...

اجلس بجانب الجمر المشتعل ، التقط ابريق القهوه من عليه ..

اسكب القهوه بداخل دله الرسلان العتيقه ..

تجتاح رائحه الهيل المكان من حولي ، فأنتشي بها ..

جدي يقف بعيدا ، يمد كفه المجعده لناقته ، يمسح رقبتها ويتغنئ بأبيات ورثها من اجداده ..

فلاح يجلس تحت شجره الطلح الكبيره ، وتجلس بجانبه ملاذ ..

يلتقطان الحجاره يصفانها جيدا ، ويتحدثون بصخب ..

اريد مشاركتهما ، لكن لا اظن انهما يستلطفان رفقتي في وقت لعبهم ..

اعود لقهوتي ، اسكب لي فنجان ، اشمه قبل احتسائه ..

احب رائحه الهيل ، منذ ان تعرف انفي علئ رائحته وانا مدمن عليه ..

اردد اخر شطر يصلني من أبيات جدي الواقف بعيدا ..

اردده اكثر من مره ، واتغنئ به ..

يقبض ألم رهيب علئ صدري ، يسقط الفنجان من كفي ..

..

افتح عيني ، أصوات متداخله ، أحاول تمييز شيء فلا أقدر ..

أظاءه تخترق عيني ، أيدي تشدني ، تحركني الئ اليمين والشمال ..

اتنفس شيء دافئ ، استشعر الرطوبه ، وضيق النفس ..

صوت غريب يناديني : صقر ..

أرفع بصري له ، فيعود لمناداتي ..

انظر لوجهه ، لا اجد ملامح واضحه ، أغمض عيني ، واعاود فتحها ..

ينادي : تسمعني ، صقر !

اريد ان اخبره انني اسمعه ، لا تسعفني حنجرتي ، أحاول هز رأسي ، فلا اقدر ..

أحاول تحريك اطرافي فلا اقدر ، كما لو انني ألتحمت بحائط أسمنت ..

جامد ، ممد ، لا أقوئ علئ الحركه ..

يناديني مره اخرئ ، واخرئ ..



أستسلم ، أغمض عيني ، وأستنشق الكثير من البخار ..

يعاود الصوت الحديث ، مصطلحات لا افهمها ،حديث لا يترجمه عقلي جيدا ..

اشعر كما لو انني في دوامه ، تدور الأرض من تحتي ، يدور رأسي معها ..

....



.

.



اراقب معالم الصدمه علئ وجهها ..

شفتيها منفرجه بخفه ، عينيها لاترمش ، وجسدها متيبس

كنت اعلم ان شيء كهذا سيصدمها . لكنني مللت من حياتنا هذه ..

كل هذا هو بسببها ، هي من بدأت كل شيء ..

وصنعت كل هذا البعد بيننا ..

لم افكر في يوم انني سأقدم علئ هكذا خطوه ..

حتئ شجعني صديقي ، نعم لا عيب في الزواج بأخرئ ..

انا قادر ان اتحمل تبعات هذا الزواج ، لذا لابأس به ..

حياتي معها سيئه جدا ، لن امضي حياتي وانا غارق في هذا السوء ..

انا رجل بالغ ، اصنع القرارات واعلنها ، لارأي لأحد يهمني ..

اعلم ان الجميع سيكون ضدي ، لكنني لن اهتم ..



لايجمعنا سوا الأبناء ، حياتنا باهته جدا ..

اجد انني احتاج لمتنفس ، احتاج بيئه جديده ..

وبالطبع سأعطيها الخيار ، اما البقاء او الرحيل ..

أعاود النظر لها ، صامته ، وهادئه جدا ..

ترفع رأسها لي ، ترمقني بنظره دامعه غريبه..

تتصل نظراتنا ، أحاول التقاط الذي تريد قوله من عينيها لكن مهارتي تخذلني ..

كانت هذه اول مره ترتسم نظره كهذه في عينيها ..

اعجز عن قطع اتصالنا ، شيء في عينيها يشدني اكثر ..

تسيل قطره ، وحيده هزيله ، تمر علئ خدها ، تستقر علئ شفتيها ..

اصمت وأستمر في تأملها ..



حزن؟! اهي حزينه؟. نعم كانت نظرتها حزينه جدا ؟!

للتو استطعت التعرف عليها وترجمتها..

مابال الحزن المرير الان ، الم تكن علاقتنا بارده جدا ..

تهمس .....

اقترب لإستمع ، فتعاود الهمس : ليه ؟ ماكانت ذيك توجع كفايه ، قلت اجيب وحده جديده؟



تؤلمني هي الان ، في كل مره تلمح بكيان "تلك .بيننا اشعر بقلبي يقفز

، لا لشئ سوا انني اشعر برهبه مرورها بيننا ..

هي تتصرف بدراما نحوها ، تظن انني لا اعلم بمعرفتها ..

بين الفينه والأخرئ ، ترمي علي لغز ، تظن انني لن افهمه ..

تمارس دور المتغافله ،لكنها لاتجيده ..

لم تصارحني ، ولم تصمت ..

بقينا معلقين في المنتصف ، نتأرجع بين البين ..



، تتصرف كما لو ان تلك لم تكن سرا من اسراري ..

سرا أنتهكته ووددت لو انها لم تطلع عليه ، لو انها لا تحاول إخراجه للسطح ..

ماعدت استطيع ان أكون كما اعتدت عليه معها ..

حتئ ابتعدت انا ، وماعدت ابذل جهد للأقتراب ..

وابتعدت هي بدورها ، ثم ارتفاع الجدار اكثر ..

وطالت المسافه اكثر ، لايربطنا مع بعضنا الا الطفلين ..



تقف فجاءه ، تشرع أبواب الدواليب ..

تلتقط حقيبه ،تجمع فيها إشيائها ..

أستلقي ..لا أجد شيء لأقوله فأكتفي بالصمت ..

يرتفع صوتها وهي تنادي الخادمه ، اخاطبها : انتبهي تحسسين الأولاد بشئ..

...

كان قرار الزواج سريعا ، لكنني لن أندم عليه

...





.....



اضرب بقدمي الأرض ، أحاول أسقاط قطع الثلج عن حذائي ..

امسحه في البساط المفروش امام بوابه المبنئ ، واتجاوزه للمصعد الجانبي ..

اعض قفازي الجلدي ، انزعه بأسناني أصبع أصبع ،

أودعه جيبي ،واحرك مفاصل كفي لتتحرر ..

أحاول التوازن علئ معكازي بيدي الأخرئ لأنزع القفاز الأخر ..

تخترق ذراع مجالي الخاص فجاءه تحاول الوصول للوحاه مفاتيح المصعد ..

،تنعدم قدرتي علئ التوازن ..

اغمض عيني ،وانا اشعر بالأرض تقترب ..

كان الأرتطام مؤلما جدا ، لكن كان شعوري بالضعف والهشاشه اكثر إيلاماً

تمتد يد لتمسك بي وتساعدني علئ الوقوف ، اقبل المساعده ،..

ذات اليد تمدني بمعكازي ، التقطه واطلق بضع كلامات تعني الشكر ..

اضغط رقم طابقي من لوحه ارقام المصعد ..فيصعد الرجل أيضا ..

يخرج منديل يمسح أصابعه يرن هاتفه يلتقطه ويستمر في مسح كفه ..

يرد بلكنه غريبه ، يصرخ فجاءه ، يطلق شتيمه ..

أحاول تشتيت نظري ، التقط هاتفي أعبث به ..

اصل لطابقي ، امشي ببطء اتكئ علئ معكازي ، اشعر بأن سقوطي السابق سيكون له أثر سلبي علي ..

حسنا لا بد من الحوادث ، لابد من الصعاب ..

يصلني صوته من وراي وهو يتحدث ويطلق شتيمه بين الفينه والأخرئ ..

اكره هذا النوع من الشخصيات ، لااحب كيف يطلق شتائمه في الأرجاء بلا خجل ..

رجل بالغ بمثل عمره يجب ان يكون وقورا اكثر وهادئ .

التفت لصوت نغمه المفاتيح بجانبي ، اجده يحاول فتح باب شقته ..

..حسنا جاري هو الأن ..

لكن اين ذهب الاتيني الذي كان يقطن هنا..

ربما هذا قريبه او ماشابه ، نعم فهو يبدو كلاتيني ..

يرمقني بنظره متفحصه ، بعقده حاجبين وجبين مقطب ..

انزع نظراتي عنه ، ادخل شقتي واقفل الباب ورائي..

اعلق معطفي ، انزع حذائي واركنه بجانب الجدار ..

استلقي علئ الأريكه ، اشعربمفاصلي تغوص فيها ..

تنبض قدمي كالعاده ، تشكو لي مدئ الألم الذي أسببه لها ..

اعرف ياعزيزتي ، لكن لتشفي لابد لك ان تتجاوزي الكثير ..

انا متعب اكثر ، جسدي بمجمله ينبذني هذه الفتره ..

كل جزء منه ، يصرخ بي ، يريد حقه من الراحه ..

لكنني اجد سعادتي في المقاومه ، لزمن طويل كنت مقيدا في الكرسي ..

احركه في محيطي المعروف والمصرح لي به ..

ماكنت احلم ان اتسلق السلالم يوما ما ..

كسر ابي قدمي ، طاقاتي ، وقدراتي ، حال مااجلسني علئ ذاك الكرسي ..

لم يبحث احد عن دواء ، لم يسأل احد سبب ..

حتئ انا كنت مستسلما لفكره انني سألازم هذا المقعد طيله حياتي ..

لكن حال ما قدمت لبيتنا ، رويدا رويدا ..

كانت تتقصئ ، تسأل ، تحاول إيجاد سبل لعلاجي ..

وكانت محقه ، حين قالت انني اقدر ، وان قدمي تستحق شرف المحاوله ..

لم يؤمن احد بي سواها ، تمر بي ، تزودني بالكثير من المقالات والقصص عن حالتي ..

تخبرني عنها بالتفصيل ..

زودتني بالكثير من المعلومات ، بالكثير من الأشياء التي لا اظن انني استطيع تسديد ثمنها لها ..

افكر فيها دائما ، هذه الأيام تحديدا ..

لا ادري لما ، امي تخبرني انها سعيده مع صقر ..

اتمنئ انها سعيده حقا ، لكن شعور ما يخبرني انه بعيدا هناك ، حيث الديار ..

ان هنالك شيء يحدث لها لن احبه ...





.........




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 12:49 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

. اقنعت والدي للتو ان يذهب هو والجميع، وسأبقئ انا هنا ..

في هذا الممر البارد ..

أنتظر الاخبار والتطورات لأبلغهم ..

وها انا انتظر ، يطول الأنتظار ولا اجد خبر جديد ..

اشعر كما لو ان الدم جف في عروقي مره واحده ..

أتألم من شيء لا اعرف ماهو ، كما لو ان الحادث وقع لي ..

مجرد التفكير ان ملاذي تنازع الموت بالداخل يجلب لي طن من الوجع ..

حتئ اللحظه انا لا اصدق ، انني اجلس هنا بينما رفيقي يفترشان البياض و يحاربان الموت ..

اتراجع يالله عن امنيتي القديمه ، اتراجع عن دعائي السيئ آنذاك ..

لا اريد لهما الرحيل حقا ..







...

، للتو اخبرني انه سيتخرج عما قريب ..

أطلعني علئ خططه ، ومشاريعه المستقبليه ..

بدأ كما لو انه لايبدو بخير ، كما لو ان هنالك شيء يخبئه ..

أسئله : صقر عندك شيء تبي تقوله ؟

يبدو متفاجئ : كيف يعني ؟!

أصمت ، انتظر حديثه القادم ، اعلم ان هنالك شيء..

يبدو متوترا علئ غير العاده ..

يضمنا الصمت لدقائق ، حتئ يقرر هو قطع عناقه ..

شيء ما اخبرني انه سينطق بوجعي ، انه سيخبرني بشئ سأندم ماحييت علئ سماعه ..

اطرقت برأسي ، اتأمل الأصفاد التي تلف ساقي ، اغطيها بطرف ثوبي ، اخجل منها كالذنب ..

..: فلاح انا ابي اخطب ملاذ ..



كما لو انه أطلق سهما لصدري ،و أصابني في مقتل ..

كل شيء الا ملاذ ، هي كل مابقي لي ، هي الوحيده التي انتظر الخروج لأجلها ..

يعود صوته مره أخرئ : حياتها عند عمي سيئه ، وانا .. تعرف ، من زمان ابيها ..

أصمت ،اكتم الوجع بداخلي ، لا اجد شي لأقوله ، وددت لو انني استطيع إيجاد سبب لأمنع ذلك ..

يعاود السؤال بنبره خافته كما لو انه أراد لسؤاله ان يعبر بخفه بيننا ، او ان لاتلتقطه أذني : فلاح ابي أسالك ، خلخالها ، وش جابه عندك؟

أتذكر لحظه التقاطه ، أتذكر كيف تمسكت به بشده ..

كيف له ان ينتهك خصوصيتي هكذا ، ان يعبث بأسراري ومقتنياتي الثمينه ..

كذبه كبيره يترجمها عقلي ، يلقنها لساني : تركته عندي لما زارتنا ..

اراقب امتقاع وجهه ، اشعر بغضبه ، لكن لن اهتم ، سأكذب ، سأتسلق عرش الكذب واتربع عليه

لن اهتم لتبعات الكذبه ، لن يقتلني هنا علئ أي حال ، وان فعل ، فشكرا له ..

اقف وانا اشعر بالحرج من صوت السلسله الحديديه : انا ابي ملاذ وهي تبيني ، اطلع منها ياصقر ..

ارتطم بالجدار خلفي في سرعه البرق ، يثبتني علي الجدار ،

وبصوت يبدو كما لو انه جلبه من الجحيم : ادري تكذب ، انا اكثر شخص يعرفكم الأثنين ..

كنت بس اختبرك ...!

اذا انت قليل مروئه وتقول كذا عن بنت عمك ، فأنا شيمي ماتسمح لي اصدق فيها هالكلام ..

تخترق نظراته عيني ، تشتعل الحرائق فيها ، وبأبتسامه شامته : أصلا صعب عليك تأخذها ..صعب ، جدا صعب ..



خرج مصطحب معه أبتسامته الشامته ، تارك لي شعور عميق بالعجز والكثير من الشك في اخر جمله بصقها في وجهي ..

ادعوا الله : يارب احرمه منها ،يارب يكفيني من القهر مكاني هذا ، مافيني حيل قهر جديد ..









وهاانا اجلس في الممر بشعور كبير من الخزي ، شعور كريه لهذه الذكرئ..

لو امكنني الغاء الثلاث أعوام الماضيه لدفعت كل ما بيدي لأجل ذلك ..

اقف الان ، حيث دعوتي علئ وشك التحقق ..

ادعوا الله العكس ، ان يبطل مفعول دعوتي السابقه ..

أتخيل ملاذي فوق السرير الأبيض تحارب لأجل الحياه ..

اشعر بدمعه تطفح من عيني ، ساخنه موجعه كما لو انها عصاره قلبي ..

ادعوا الله سرا "يارب خذني انا ، واتركها تعيش ..

امرر يدي بين خصلات شعري ، اشده للخلف ..

في رأسي دوامه ، الكثير من الذكريات والمخططات والأفكار ..

انا متعب جدا ، من كل مايحيط بي ..

والان ، جاء هذا الحادث ليكمل سلسله الوجع ..

لكن هذه المره اشعر بالخوف اكثر ، انا مرعوب جدا ..

أخاف ان يغادر احدهما ، او كلاهما ..

ان اخسر كل شيء مره واحده ..

اشعر انني اريد البكاء ، الصراخ في مكان معزول ..

اريد ان اخرج ضيق بداخلي ..

لكنني كالعاده لا اجيد طرد وجعي للخارج ، عقدتي التي لاتحل ..



..

يرن هاتفي برساله " صاحي ؟

من دون ان افكر ، اتصل بها ، أحاول تجاوز ساعات الأنتظار ..

أحاول ان لا افكر اكثر ، ان لا تسرقني الدوامه اكثر فأضيع ..

يأتي صوتها مرحبا ..

بعيدا عن كل شيء احب صوتها وهي ترحب ..

صوت ناعم طفولي ينطق بتراحيب الكبار ..

تتحدث كالعاده وتسترسل بالحديث ..

اجد نفسي منصتا علئ غير المعتاد ..

شيء يسليني تحت وقع هذا الأنتظار الرهيب ..

تسأل : ايش صار في يومك ؟

اتسال بدوري ، مالذي حدث في يومي ، مالحدث المهم ..

بعيدا عن هذا اليوم ، مالذي حدث لي بالأمس ، باليوم الذي قبله ؟

لاشئ ! ، لا احداث مهمه ؟

اجيب : صار حادث لناس غالين علي ، ادعي لهم ..

اعود لأفكاري ، كيف لرجل بمثل عمري ان يكون فارغ من كل شيء ..

ان ينام ويستيقظ ليعود للنوم ، كحياه الفاشلين تماما ، كحياه العاطلين عن الحياه ..

فلاح؟ انت معي ؟!

اعود لها : أي أي معك ..

سمعت وش كنت أقول ؟

اعتذر : لا سرحت شوي ..

...: كنت أقول متئ نلتقي؟ ابي اشوفك ؟

الا يجب ان اطرح هذا الموضوع انا ؟ كيف تحول الزمن بهذه السرعه ؟. حسنا لن تكون اجرأ مني ..

..: أي وقت تامرين عليه ، بس أمري ..

تصلني ضحكه ناعمه : في أقرب وقت ، تقدر عليه ..

أسالها عن المدرسه ، استمر في تحريك الحوار بيننا ..

تبدأ بالأسترسال ، تخبرني بالصديقه الخائنه ، والأخرئ الجديده ..

تخبرني بأسماء المعلمات المفضلات لديه ، والعكس ..

اجد نفسي مندمج معها في احاديثها ، أسألها ، فقط لتستمر في الحديث ...



........



أقف امام النافذه ، ازيح الستاره ..

يقف في الأسفل يصافح والدي ، يبتسمان ..

كما لو ان شيء لم حدث ..

يركض الصغير له يضمه ويحمله ..

يداعب الصغير فيطلق ضحكات صاخبه ..

ابتسم ، واتناسئ أي جرح اصابني به ..

اخنق الأبتسامه حال ما تكورت العبره في بلعومي ..

فراقك صعب ، صعب جدا يادرع ..

كنت استمر بالعيش معك ، فقط لأنني اعلم ان لاقدره لي لتركك ..

حتئ وان عشنا كالأخوه ، كان لدي شعور ان كل شيء بخير في النهايه ..

وستنتهي معركتنا ، وستعتذر علئ طيشك ، ثم اسامحك ..

لكن الأن !

أنتشر خبر الخطبه ، يبدو انك متعجلا جدا ..

تحاصرني امي واخواتي بالأسئله ، لماذا ؟ كيف ؟ متئ؟

لا اجد شيء لأبرر به ماحدث ، فأكتفي الصمت ..

كيف لأمرأه جميله متعلمه مثلي ان تنتهي بمصير كهذا ..

انا محطمه جدا ، واشعر انني غير مرغوبه ..

حطم درع كل المشاعر الجميله بداخلي ..

احالني لأمرأه مختلفه ..

سلب كل الألوان مني ، بت مجرد كيان حالك السواد ..

القهر بداخلي يكبر ، يتضخم اكثر ..

كيف له ان ينبذني بهذه السهوله ، كم لو ان مهمتي انتهت ..

هو حتئ لم يمنع رحيلي ، كما لو انه أراده ..

أتأمل المرآه المتربعه في الزاويه ، اراقب الجسد الواقف امام النافذه ..

اشد ظهري ، ارفع قامتي ، هكذا يجب ان أكون ..

انحنائي لن يضهر ابدا ، انا مازلت انا ..

قد يحرق مابجوفي ، يحيلني لحطام ..

لكن كل هذا سيكون فقط من الداخل ..

من الخارج ، مازلت الحسناء ، ملفته النظر ، ذائعه الصيت ..

لن اختفي بهذه السهوله يادرع

سأطاردك كاللعنه ، لن يهنئ لك بال ..

ستتمنئ عودتي ، ستقف امام هذه النافذه ، لتخبرني عن حنينك لي ..

حينها فقط اقسم انني لن استقبلك ، وسأهجرك ..



..





اغلق مصحفي ، ادخل خصلات شعرها تحت القبعه البلاستيكيه الرقيقه ..

اتأمل وجهها ، فمها المائل بسبب أنبوبه التنفس ، الإسلاك والأجهزه تنير بخفوت ..

تبدو اقرب للجثه ، امد يدي امسك بكفها ،..

اناديها بصوت خافت : ملاذ ..

اقترب من اذنها ، اعاود مناداتها : ملاذ ، اصحي ياملاذ خلاص ..

تخنقني العبره ، تسقط دمعه علئ وسادتها ..

اشفق عليك ياملاذ، كم من عذاب عاصرتيه ..

مازلتي صديقتي ، حتئ وان كنتي لاتريدين ذلك ..

رفيقه العمر والعائله والدراسه ..

اهمس : تذكرين يوم كنتي تدافعين عني لما يتنمرون علي البنات ، كنت شجاعه علي عكسي ..

سأدعوا الله ان يشفيك، سأبذل كل طرق الطلب والسؤال

تسديد لدفاعك القديم عني ..

اقف اعيد ترتيب حجابي ، اربط نقابي واخرج لوالدي الجالس أمام الغرفه ..

يقف حال مالمحني ، يسأل عنها فأهز رأسي بلا ..

اسأله : صقر شلونه ؟ ماصحئ ؟

يجب وهو يتقدمني : لا والله ..

اتبعه بخطا بطيئه ..

اشعر بالأسف عليهما ..

نصطدم بفلاح في الطريق ..

يسأل عن ملاذ حال مارأني ..

طوال الثلاثه أيام السابقه ، لم ينم ، لم يأكل ..

بدأ كما لو انه يقتل نفسه معهما ببطء ..

اضع يدي علئ خده: فلاح ليش كذا ، روح للبيت ريح ، الكل موجود هنا ..

يلتقط كفي يضمها بين كفيه: خليك مني ، ملاذ تغير فيها شيء ..

اجيب : لا ، علئ وضعها ..

يتجهم وجهه اكثر ، يتقوس فمه ، وتذبل عينيه ..

اشعر بك يافلاح ، تصلني كل ذبذبات مشاعرك ..

ألست تؤامي ،قبل ان تكون اخي ..

اعي أي وجع انت غارق فيه ..

..

.

.

.





اعقد يدي خلف رأسي

أستلقي علئ الرمال الناعمه وأضع ساقي فوق الأخرئ ..

يغني فلاح فينهره جدي :اصمت ياولد ،حزه مغرب استغفر

تقهقه ملاذ بخفه ساخره منه ..

تشير بكفها الصغيره للسماء ،توجه الحديث لفلاح : ليش السماء حمراء كذا ؟

يجيب : لأنها اذا جت بتروح تأخذ كل الألوان معها شوي شوي واخر لون تسحبه هو الأحمر ..

يبدوا فلاح واثق من اجابته ، لذا نصدق عليها ..

أتأمل السماء ، جميل لونها ، اتمنئ لو انني طير ..

ان احلق مثل صقر ،ان المس السحاب ، واقترب من الشمس ..

..

اريد ان أشاهد الجميع من الأعلئ ..

سأقف فقط لأراقبهم ..

كيف سيكون الجو هناك ياترئ ؟

أراهن انه سيكون جميل جدا ..

ينادي جدي : صقر ..

اجيبه وانا اتأمل السماء: همم ..

ينادي مره اخرئ : صقر ،..

أشعر بالضيق من ندائه المتكرر : هممم

يمسك ذراعي يهزها : صقر ، أصحئ !

..

يرتعش جسدي ، أشعر بقلبي يكاد يخرج من جسدي ..

تختفي السماء ، اواجه البياض الأن ..

مازال جدي ينادي ،ويشد ذراعي ويهزها ..

احرك رأسي ، تألمني رقبتي ، أغمض عيني واعيد فتحها ..

تتضح لي الرؤيه اكثر ..

اتلمس الأرض تحتي ، لا رمال هنا ، اميز ملمس الشراشف ..

ألتفت لجدي ، مالذي يريده مني ..

لا يملك هذا الرجل هيئه جدي ،

جدي ؟ الم يمت جدي ؟

الم ابكي عليه واغسله وادفنه ..

نعم ، كنت احلم، لكنني سمعته يناديني ؟

بنفس ضخامه الصوت ..

اين انا اذا ؟

اعاود تأمل الرجل ، يبدو غريب لا اجد له في ذاكرتي صوره ..

يناديني يطلب مني تحريك اطرافي ، يسلط النور علئ عيني ..

مابال كل هذه التصرفات ، اين انا بالضبط ..

أتأمل المحيط من حولي ، الستائر والأسلاك ورائحه المعقم ..

مستشفئ ؟! كيف انتهئ بي المطاف هنا ..

يباغتني سيل من القبلات ، لااميز هذا الجسد ..

لكنني اميز رائحته وصوته ،امي ؟

لما تبكي ؟ مالذي حدث ..

..:الحمد لله علئ سلامتك ، ربي ماخيب دعائي ، يارب لك الحمد ..

أحاول السؤال ،اشعر ان حلقي جاف ، سيجرحه الحديث لا محاله ..

أشير بأصبعي ، لااحد ينتبه ..

ابذل طاقه كبيره للتحرك ، لكنني لا اقدر ، اشعر انني منهك ..

لأحد ينتبه لسؤالي ، لااحد ينتبه لي وانا أحاول طرحه ..

اغلق عيني اشعر بالدوار ..

أتذكر مؤخره الشاحنه الضخمه ، كنت أقود ، حاولت الأنحراف ..

لم استطع ، كان الأرتطام موجع ، نعم أتذكر الأن ..

لكن ملاذ ! كانت ملاذ معي ..

بجانبي ، كنا نتشاجر ، صرخت فجاءه بأسمي ..

افتح عيني ، اشعر ان تنفسي بدأ يضيق ..

اللعنه مابال صوتي لا يخرج ..

أشحن يدي بالقوه اتمسك بأقرب جسد لي ،

أضغط عليه بكل طاقتي ، انتبه ، أحاول ان اسأل ..

يقترب الجسد مني ،أتكلم ببطء :ملاذ ؟ وين ؟

يقترب اكثر ...

اللعنه ، أسال مره اخرئ : ملاذ ؟ ملاذ ؟ ..

يضغط علئ ذراعي : ملاذ طيبه وبخير ، مافيها شيء ..

أبتسم ، أشعر بالأرتياح ، كأن العافيه للتو سرت في عروقي ..

الحمد لله ...



........

.

.

.



اخرج من شقتي ، يصادف خروج جاري ..

اغلق الباب وانا اراقبه ..

اشفق عليه شاب فيه عمره يمنعه عكازه عن الكثير ..

يعتمد عليه اعتماد كليا ..

احمد لله علئ نعمته علي، لا بد للشخص ان يشكر الله دائما ..

يرن هاتفي اجيب عليه وانا اتجاوزه للمصعد ، أوقف المصعد وانتظر قدومه ..

يسرع في خطواته ، اريد ان اخبره ان لايتعجل لكن ربما لن يحب شفقتي ..

يدخل المصعد يهز رأسه كتحيه ، فأجيبه بالمثل ..

يخبرني الموظف بكل شيء ماعدئ الذي طلبته منه ..

اتحلئ بالصبر : وش صار علئ الموضوع اللي قلت لك عليه ، نسيته كالعاده ؟

يتأتأ ، أتنهد ، فيبدئ بالأعتذار : اسف أستاذ والله نسيت غاب عن بالي ..

امسح وجهي ادلك جبيني : انت مدير شؤون الموظفين ، من اللي يحل هالمشكله ؟ انا مثلا ؟!

يعتذر بتهذيب كاذب ، يعدني كالعاده ،اغلق الخط في وجهه..

كان مزاجي جيدا للتو ، تعكر الأن ..

اصل للباب قبله ، افتحه وانتظر ، لأدري لما ، لكنني فقط اشعر انني يجب ان افعل ذلك ..

يرمقني بنظره غريبه ويتجاوزني ، لايشكرني كما يجب عليه ان يفعل ..

البرد قارس ، احتاج شيء يدفئني قبل مباشره اعمالي ، كوب قهوه سيقوم بالمهمه ..

اكره حين يلتصق الثلج بملابسي ، ببنطالي خاصه ..

اشعر بالقشعريره ، لولا حس الموضه الذي يسكنني ، لكنت ارتديت ملابس بلاستيكيه وحذاء بعنق عالي ..

ادخل المقهئ ، واقف في الطابور القصير ..

اميز الشخص الواقف امامي ، ماهو الا جاري ذو المعكاز ..

حسنا ،صدف غريبه ..

يطلب نفس الطلب الذي اريده ..

يخطو بخطوات بطيئه ليستلم طلبه من الجهه الأخرئ ..

أتقدم للطلب ثم اتجاوز الطابور لأقف بجانبه ..

أعبث بهاتفي ، اتفقد ايميلي احدث الصفحه لا رساله مهمه ..

لارساله منها تحديدا ..

يصلن صوت عربي : خذ هالطلب شكلك مستعجل ..

أنا متفاجئ ، ظننت من البدايه ان هنالك شيء غريب يقربني منه ..

لم يكن شريك اللغه فقط يبدوا انه ابن البلد أيضا ..

أبتسم اهز رأسي : لا لا شكرا ، علئ العكس ماعندي شيء اليوم ..

يتجاوزني بأبتسامه مجامله ، جميل ان تجد رفقه من الديار البعيده ..







السلام عليكم ..
أعتذر علئ تأخري ..مررت بأجازه متعبه ، علئ عكس ماتوقعت لم استمتع فيها ..
الحمد لله علئ كل حال ��
عموما ، كل حرف جميل مشجع او ناقد كتب لي انا سعيده به جدا ..
اشعر انه يعطيني حافز لأكتب ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-18, 01:19 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



. &.&.

انقلب الئ جانبي الأيمن ، أثبت يدي علئ ابره المغذي ...

اشعر بالأعياء ..

لثلاثه أيام لم استطع فيها العوده للمنزل او اخذ قسط من الراحه ..

انا مرهق جدا ، اشعر بأطرافي ترتعش ، تتبرأ مني ..

ماعدت املك قدره علئ الوقوف اكثر ..

اعلم انه لم يمضي سوا ساعه منذ اغمائي وحتئ الأن ..

لكن اريد ان اذهب لأتفقدهما ..

ظننت انهما سيستيقضان بعد ساعات فقط ..

طمئنني الطبيب ، ورجح ذلك ..

لكن ، حتئ الان لم يفق احد منهما ...

اشعر بالقلق ،لكنني أيضا لا قدره لي علئ المشي ..

استسلم ، يهزمني التعب

اغمض عيني ، فتقفز صورتها ..

ملاذي ، كيف اصبحتي الان ..

كيف هو حالك في تلك الغرفه ..

امازلتي نائمه ، تعانقك الأسلاك والأبر ؟

امازلت تحاربين للعوده ؟

وحده الله يعلم ، انني اتمنئ مكانك ..

انني ادعوه ان يستبدلك بي ..

منذ ان عرفتك ، تمنيت ان أكون جدار فاصل .

يعزلك عن المرض والتعب والوجع ..

منذ ان جمعنا جدي ..

وانتي تتوسطين دائره اهتمامي ..

لاشئ يأتي قبلك ، ولا شيء يهمني بعدك ..

تموت الأشياء حال ما اقارنها بك ..

تفقد بريقها ما ان تقف بجانبك ..

......



اجلس فوق الكرسي الدوار ..

أدور عليه ، كما لو انني احد الدراويش ..

غارق في رقصه صوفيه دواره ..



بين الأوراق تجلس ،ترفع شعرها الطويل بعشوائيه ..

تتلطخ عبائتها بالغبار ، يختلط لونها ببياضه..

ترفع الورقه تلي الورقه ، تزم شفتيها وتلمع عينيها ..

تسيل دمعه ، تمسحها بسرعه ..

ادور ،وعيني مثبته عليها ،

حال مايبعد الدوران صورتها ، يعود ليجلبها مره اخرئ ..



أتأملها ، وافكر !

لما لا تبالي بوجودي ، كأنني خيال مأته لا اكثر ..

مقتنعه هي جدا انني اخ ، انني عائلتها الوحيده ..

لذلك اشعر بالعجز ..

لااستطيع ان اتجاوز الخط الذي رسمته هي ..

تراودني رغبه قويه ان اطلب منها ان تتحجب بوجودي ..

اريد ان اشعر انها تراني رجل غريب ، ربما ، فقط ربما يوما ما سيقترن بها ..

لكنني لا افعل ، أخاف ان اخسرها مره واحده ..

مخاطره كبيره لا قدره علي لفعلها ..



حال ماطلبت مني ان اصحبها لبيت والدها ،شعرت بالخوف ..

لكن كالعاده وككل المغامرات الأخرئ التي جبلتني عليها .. وافقت ..

تسللت من منزل عمي ، ركبت معي في السياره وانطلقنا ..

وحين ماوصلنا ، آمرتني بالعوده ، لكنني طلبت البقاء قليلا ..

" ابتفقد البيت اول شيء ، من زمان ماجاه احد ، ابتأكد انه آمن واروح ..

كان عذر جيد ، استغليته جيدا بدوري ..

لساعه كامله وانا اجلس هنا ، فوق الكرسي الدوار ..

ادور وادور ، وعيني لا تفارقها ..

منبهر من جمال تعابيرها ..

ترمش بخفه وببطء ، تمسح أنفها بظهر كفها ..

تعطس بسرعه ، فأبتسم ..

اتمنئ لو نبقئ هكذا للأبد ،

سأمضي عمري جالسا فوق كرسي دوار ، لا يهم ..

المهم هو ان تكونين هنا ، تنتهي دوره الكرسي عندك وتعاود البدء منك من جديد ..







...

مازلت ادور ، مضئ الكثير من الأعوام منذ تلك اللحظه ومازلت ادور ياملاذي ..

لم اجد سبيل لك حتئ اللحظه ، كل الطرق ، المعابر ، الأبواب ، كلها أغلقت في وجهي ..

كأن العالم بكل مافيه ، اجمع علئ ان يفرقنا ..



بعض الأحيان ، اتمنئ ان يعود الزمن ، للوراء ..

لكنت ابتعدت عنك ، لركضت هاربا منك ..

فقط لأكون شخص طبيعي ، شخص لا ينبض قلبه حين يلمحك ..

لا يحلم كل ليله بك، يندب حظه العاثر معك ..

انتي حلمي ، قهري ، نار صدري الغير قابله للأنطفاء ..



والان .. انا اموت معك ببطء ..





...

يدخل والدي فجاءه بوجه سعيد: أبشرك !

، اقفز واقفا ..

قبل ان ينطق ،سألته : ملاذ صحت ؟

تخفت أبتسامته ، يتأملني بنظره غامضه ..

أتقدم منه ، اتجاهل الدوار ، ابحث عن شيء يثلج صدري ..

ينطق : صقر صحئ ، جيت ابشرك ..

أبتسم فرح ..وأسأل : وملاذ ؟

يصمت والدي ، يعاود تأملي بصمت ..

كانت اجابته واضحه ، مطبوعه علئ وجهه : لا ..

أتمتم بعبارات لا افقه ماهي فقط لأجد فرصه للعوده للسرير ..

استلقي فوقه ، اسحب الشرشف ..

أنا سعيد لأجل صقر .. الحمد لله ..



لكن ، ملاذ !

كيف هو حالها ؟

اشعر بشئ يجثم علئ صدري ..

أخاف ان تسلبها الحياه مني ، وانا واقف اشاهد ، كما هو الحال دائما..







.......





















المنزل فارغ جدا ، وبارد ..

لم اعلم ان لها وجود فيها ، حتئ رحلت عنه ..

لا احب شعور الوحده ، انا رجل لم اعتد عليها ..

ترعرعت في منزل كبير ، يجتمع فيه الكل ..

اعتدت علئ الضجيج ، هذا الهدوء يخنقني ..

اتراني اخطئت حين بدأت كل هذا؟

لم اخطئ ، لكنني كنت متعجلا ربما..

كنت متعجلا للتغيير في حياتي ،ضربت بكل شيء عرض الحائط

لو انني فقط تمسكت بها ، اقنعتها بالبقاء ..

ربما لكان الوضع مختلفا ، لربما رضيت وبقت هي والصغار هنا ..

افتقد الصغار ، ضحكهم ، ألعابهم ، وضجيجهم ..

بالعوده للأيام الماضيه ، كان كل شيء سريع ..

خطبتي ، شجاري مع امي وابي ..

محاوله اقناع الجميع ، وخساره أسرتي الصغيره ..

أحاول اقناع نفسي انني لم اخسر شيء ..

فهم ليسوا علئ علم بما يدور بيننا ..

يظن الجميع اننا عائله سعيده ، لكننا لسنا كذلك ..

لا احد يعلم اننا بعيدين كل البعد عن ذلك ..

حسنا ..مازلت شابا ، استحق ان اجد اهتمام ما ..

اهتمام كالذي عشته معها اول أيامنا معا ..

افتقد تلك الأيام بشده ..كنا نعيش بسعاده مطلقه ..



اتراني تعجلت حقا ؟

ربما لو ناقشتها اكثر ، وتحملت ، ربما سيكون حالنا مختلفا ..

لكنني حتئ الان لا اعرف كيف اتعامل معها ..

بماذا اخبرها ، انا اسف علئ اعجابي بتلك ..

علئ انني تمنيت لفتره طويله من الزمن ان اقترن بها ..

هي حتئ لاتخبرني بشئ صريح ، فقط ترمي الألغاز ..

تحيطني بمعرفتها ، لكنها لا تواجه ..

ماذا عساي افعل معها ؟

حسنا النقطه الان انني اريد ان تعود لمنزلها مع أبنائها ..

لن يؤثر عليها زواجي كثيرا علئ كل حال..

مابال غضبها المفاجئ وغيرتها ؟

سيسقط عنها حضوري اليومي للمنزل ، غير ذلك لاجديد ..

لكن كيف أقنعها للعوده ، لن تعود ابدا ؟

...

التقط هاتفي ، اقرر الاتصال بها ..

لا اعرف مالذي سأقوله لكن سأرتجل ..



يصلني اشعار بمكالمه فيديو ، من صاحب النصائح البراقه ..

صديقي صاحب الأقتراح الذي مازلت اتوجس من تبعاته ..

اضغط الموافقه فيضهر لي وجهه ،

بعينيه الذابله ، وشعره الأشعث ..

لوهله ارعبني ، اذكر اسم الله واستعيذ به من الشيطان ..

يصلني صوته : شايف جني يالامير ؟

أسأله : شكلك تو قمت من النوم ؟!

يتثاوب ويعيد ترتيب شعره : اسمع ، ابسألك ..

تعرف واحد اسمه صقر عمر السالم صح؟..



اعرفه ، كيف لا اعرفه ، صاحب الحظ الاوفر ..

اجيبه : أي اعرفه ، رجال والنعم ..



يقاطعني : ماسألت عن رايك فيه الله يجزاك بالخير ..

بس تعرفه تعرفه مره ؟ يعني علاقتك فيه قويه ؟

اذكر زمان قلت انك كنت تعرفهم او شيء زي كذا ؟



اتذكره واعبس : أي اعرفه بس عاد مو ذاك الزود ..

وش خلاك تسأل عنه ؟

يتثاوب ويجيب : جدي تو مكلمني يقول ان صار له حادث هو وأهله ..

اقفز جالس : وش دراه جدك؟

يجيب : تعرف جدي وابوك علاقتهم قويه مع جدهم ، شيء زي كذا ..

المهم هنا ، طلعت ذيك البنت بنت عمه ..



أسأل : صار لهم شيء ؟!

..:مدري عنهم ، بس اقولك طلعت بنت عمه ..

اقاطعه :كيف ماتدري ؟ جدك وش قال ؟

...والله مدري ،يقول صقر هذا كان في غيبوبه وتو يصحئ ..

اعاود السؤال : وأهله ؟

يمسح علئ شعره بغير اهتمام بسؤالي :مدري عنهم ، وش دراني ..

الزبده تعرف الموظفه طلعت بنت عمه ..

اقاطعه غير مهتم : يالله مع السلامه ،اكلمك بعدين ..

اغلق الخط غير مابالي بمحاولات اعتراضه ..



اعاود الأستلقاء ، أتذكر العينين مره اخرئ ..

بنظرتها الخاطفه ،تلتصق بعيني وتتجاوزها لذاكرتي ..

اتمنئ ان يكون احد غيرك ياملاذ ، امنيه سيئه لكنها جل مااريده الان ..

اتمنئ ان تكونين بخير ، شيء في نفسي يريد لك الخير دائما ..







اترجل من سياره والدي ،أتقدم من المنزل ، لكن شيء في الممر الضيق يجعلني اتراجع عن الدخول ..

اغير اتجاه خطواتي ، أحاول اسدال الهدوء عليها ..

اجدها تقف فوق الجدار ، بفستانها الصيفي ، وشعرها المنسدل ..

يبدو كما لو انها تبحث عن شيء ما ..تدير رأسها بفضول ..وتحاول التوازن ..



مابال هذه الان ؟ مالذي تبحث عنه ؟

الم تتعلم الدرس بعد ، هناك الكثير من المرضئ في الخارج ..

أقترب منها اكثر ، أحاول اخافتها بصوتي :بنت ! شعندك ؟!

تقفز متفاجئه ،وتلتفت للخلف بسرعه ..

حال ما ألتفت لي ، وقعت في قلبي ..

كانت التفاتتها جذابه ، جذبت قلبي او ربما خطفته ..

كان في عينيها بريق لا يفسر ، كأنها مبهوره بي ..

سعيده برؤيتي ..

أبتسم لأحمرار وجنتيها ، لتوترها الواضح ..

اعاود السؤال : شعندك هنا ؟

تتوتر ، تتأتأ ، تسدل مقدمه شعرها ثم تعيده خلف أذنها ..

تصمت ، ترفع بصرها لي ، وتتأملني بخجل واضح ..

كما لو انها تبحث في ملامحي عن شيء ما ..

انتظر اجابتها ، ولكنها تطول ..

المكان مرتفع جدا ، لا اعرف كيف تسلقته ..

امد يدي بعفويه ، وانزلها عن الجدار بسرعه ..

ترتعش برعب حال ما لمستها يدي ، فأتذكر ذاك اللعين ..

اشعر بدمي يفور من جديد ، وكأنني اعود لنفس المكان ..

هذه الطفله تبدو غير مباليه ، اظن انها لا تخاف ..

انهرها :متئ بتفهمين الدرس ؟ الدنيا مو امان ..

تصمت ، تعيد خصله شعرها خلف أذنها للمره الألف ..

ثم تعقد ذراعيها خلف ظهرها وتستند علئ الجدار :السجن صعب ؟ فيه مجرمين صح ؟ كيف طلعت ؟

تجلب لي اسألتها أبتسامه عريضه ، احب جانب الفضول الجديد هذا ..

استند علئ الحائط من خلفي :حبه حبه يابنت ، سؤال وجواب بعدين سؤال وجواب ..

علئ ذكر الأسئله ، يلح في نفسي سؤال فأطرحه : انتي الحين كم عمرك ؟

تجيب : تو دخلت الثانيه عشر ..



صدمه ! مازالت طفله ..شكلها يوحي بعمر اكبر ..

أمرر يدي في شعري ، احك ذقني أحاول صياغه ما اريد قوله :

اسمك ملاذ ؟صح ؟

تهز رأسها موافقه ..

اعاود الحديث : شوفي ياملاذ ..خلاص تحجبي الحين ..

وصلتي لعمر المفروض تغطين فيه وجهك ،وتلبسين عبايه ..

وانتي جميله ، واكبر من عمرك ..

يعني احسن وكذا ..امم فهمتي ..!



اعلم انها مازالت طفله ، لكن هي تتجاوز عمرها ، بسنوات ..

ستتعرض للكثير من المضايقات ، لن يحترم احد طفولتها او عمرها ..

أأمرها : يالله روحي بيتك ، لا تطلعين الا لأشياء مهمه ..

تبتسم تهز رأسها موافقه ، انتشي فرحا ، لأن هنالك من يستمع لأوامري وينفذها ..

تتجاوزني بأبتسامتها الخجوله ..

اراقبها وهي راحله ، فتكبر في نفسي اكثر ..

شيء فيها يجعلك لا تمل ، لا ترمش ، يجذبك كالمغناطيس ..



يومها ظننت انها ستبقئ جارتي حتئ تكبر ، ظننت آنذاك انها ستكون جزء كبير في حياتي ..

بقيت ارقب مواعيد خروجها وعودتها ، حفظت جدولها عن ظهر قلب ..

لأعوام عديده ، كانت هذه هوايتي ..

كنت اكره مجيئ جدها وزيارته الشبه يوميه ، هو ورفيقيه ..

اكره تسكعها في الأرجاء مع المدعو فلاح ..

واكره جلوسها الدائم معهم ، لا ادري هل كان حب تلك الأيام ام رغبه في حمايتها

لو كان لي سلطه آنذاك لحرمتها من مجالسه الرجال والأطفال والتسكع في الخارج ..

تتولد هذه الرغبه وتزداد فيني كل ما تذكرت صراخها واستنجادها للخلاص من ذلك الحيوان ..

هي لن تعرف ابدا ان هنالك الكثير من المرضئ الذين سيرونها فتنه لهم ..

وكان خوفي ان تستنجد في يوما ما ، ولا تجدني ، او تجد احد يدفع الاذئ عنها ..



أرتبط والدي بعلاقه صداقه قويه مع جدها ، بعد ان كان رفيقاً عزيز لوالدها ..

لذلك كثرت فرص اللقاء ، كنت اجلس معهم في كثيرا من الأحيان ..

لاحباً بهم ولا بأحاديثهم الممله ، كنت فقط اتأمل وجهها وتعابيره الممتعه ..

كنت مراهقا ، مرهقا من كثره التفكير فيها ..

وكانت لقائتنا الجماعيه تلك تجلب لي بعض العزاء ..

...

مازالت نفسي معلقه بها ، مازلت اريدها ، وسأبحث عنها في كل النساء .. المهم ان اجدها ..

لتطيب نفسي علئ الأقل وتستكن روحي ، ويتسرب مني شغفي السري بها ..

قديما سمعت امي تقول عن قريبتها "نفس فلان فيها ..عشان كذا ماتوفقت ..

حسنا منذ عرفتها وحتئ الان "نفسي فيها وبقوه "

أخاف ان يكون هذا الحادث ماهو الا من تبعات طاقتي السلبيه ..



يارب ، ان يكون "اهله "..شخص غيرها ..

المهم ان لايصيبها اذئ ..























اغلق المصحف ، اضعه بجانبي ، واستلقي ..

اشعر بفقرات ضهري وهي تفرقع ، سيمفونيه عظيمه ..

انقلب علي جانبي الأيمن ، وكالعاده اشعر بقدمي تنبض ..

كل مره ارتاح فيها تجد فرصه للنبض والشكوئ ..

امد يدي تحت الغطاء ،المسها ..

ساخنه جدا ، ناقمه علي ربما ..

ادلكها بلطف أحاول شحنها بالطاقه للغد ..

يرتفع صوت أرتطام ، صوت صراخ رجل وبكاء غريب لأمراءه ..

اتنهد ، ظننت ان مشاكلهما انتهت ، مضئ مايقارب الأسبوع بدون صراخ ..

مابال هذا اللعين الان ..

استغفر الله ، لكنني حقا ناقم عليه ..

لما يتسلط الرجال علئ النساء بالضرب دائما ؟

مالذي يخولهم لفعل ذلك ؟

ضعفهن ؟

دائما ماابذل الكثير في سبيل ردع نفسي عن التدخل ..

لكنني في كل ليله انام واتجاوزهما انقد علئ نفسي كثيرا

اناوم واستيقظ مشحوناً بطاقه سلبيه ..

لأنني أتذكر بيتنا قديما ...

حيث كان والدي يعذب ملاذ ..

يمارس معها شتئ أنواع الضرب ..

كنت أحاول التدخل ، لكن كرسيي كان عائقا ..

يدي آنذاك كانت واهنه لاتقوئ علئ ردع عنف والدي ..

كان شعور العجز تلك الأيام يصل لمراحله القصوئ بداخلي..

تملكني حتئ بت لا اتدخل في شجارتهما ..

لأنني آمنت تلك الأيام بعجزي ، فأستسلمت عن كل شيء ..

سامح الله ابي ، كان ظالم ، متجبر ..

لااعرف لما كان يعاملها بكل تلك القسوه ، لما كل هذا الحقد عليها ..

وحتئ الان أحاول ان اجد سبب ..فلا اجد ..

في البدايات كانت قويه ، تواجهه بكل قوتها ..

حتئ انها في احدئ المرات ، رمته بتحفه كانت امام المدخل ..

حال ما ضربها ، ووصف أمها بعباره نابيه ..

كان حدث تاريخيا ، شهده الجميع ..

غضب الكل منها ،انقلب الجميع عليها ..

لكنها لم تهتم ، كانت غريبه اطوار حقا ..

كما كانت روحها حره آنذاك ، كانت قويه جدا ..

كنت اتمنئ لو انني املك قليل من قوتها وعزيمتها علئ التحمل ..

وحدث لي ذلك ...

كبر العزم والتحدي في قلبي ، واجهت والدي ، وتحملت تبعات قراري ..

هي من أمدني بالقوه ، وشجعني ..

كانت تكون كل يوم فيني شيء جديد ، تصنع مني شخص مختلفا كل يوم ..



لكنها قبل سفري ، تغيرت!

باتت هادئه، تلتزم الصمت وتستسلم حال ماتبدأ المعركه ..

تغلق باب غرفتها ، لا تحدث احد ، لا تذهب لإي مكان ..

تعتزل ، وتمضي الكثير من وقتها وحيده في غرفتها ..

كأن قوتها انتقلت لي ، وتركتها هيكل خالً من القوه..

ومع ذلك كانت معاركهما ، مازالت تدور ..

كل يوم كان هناك قصه جديده ، ظلم جديد ، وصراع كبير ..



ذكريات سيئه اود لو اتخلص منها ..

لما لا يعيش الناس بهدوء بعيدا عن الصخب والضجيج والمشاكل ..

وينشغلون بأنفسهم وبأعمالهم ...

ستكون الحياه اسهل حينها ..

اتمنئ ان تكونين بخير ياملاذ ، ان تكون حياتك هادئه وجميله كما تستحقين ..

واثق ان صقر رجل طيب ، لكنني لااثق بعائلتنا ..

اتمنئ ان تكونين بعيده عن المشاكل والأذئ والوجع ..





يعود موال الضرب والصراخ من جديد ..

التقط بضع كلمات عربيه من حديث الرجل ،شتائم وكلمات نابيه ..

علئ مايبدوا ان هذا المبنئ مليئ بالعرب ، من النوع المعتاد علئ اطلاق الشتائم ..

افكر جديا بالأنتقال ، الطاقه السلبيه تأثر علي .

اما انتقال او سأتدخل في شأن لا يعنيني فقط لأنهي هذا العراك الدائما







....























أغلق الخط في وجهي فجأه ، لم يلقي بال لما كنت اخبره به ..

، ربما فجعته بهذا الخبر ..

لكنني تقصيت في البدايه ، بدأ انه شخص لايربطه به الا المعرفه ..

حسنا لن اتجاوز جزئيه انه اغلق الخط في وجهي ..

سأعيدها له يوما ما ..

كانت قريبه جدا اذا ،منذ الوهله الأولئ ، شعرت ان اسم عائلتها مألوف..

لم انتبه الا حال مااخبرني جدي انه سيزور ذاك في المستشفئ ..

أبناء عمومه اذا ..

اشعر بالحرج من ما كنت افعله لها طوال فتره عملها ..

لو علم جدي اقسم انه سيقتلني لامحاله ..

لأن جدها تجمعه علاقه وطيده مع جدي ووالد درع ..

وتربط عائلاتنا علاقه صداقه وثيقه استمرت حتئ الان .. ..



لو علم جدي عن قرار الترقيه المؤجل ، والتقارير الغريبه التي اطلبها منها ..

اشك ان الأمور ستمضي بخير ..

لكنني أيضا سعيد ، ولا اعرف لما انا سعيد بذلك ..

اتراني اطمح لعلاقه اكبر ؟

تتجاوز العمل والأوراق ورسائل الأيميل ؟

لن اكذب ، انا معجب بها ، واحاول ان اثير الكثير من المواقف بيننا ..

اشعر انها لا تلتفت لوجودي ، انني ابدو كشخص عادي ،

كأي شخص تصادفه في الطريق ...

لا اجد في عينيها ما اجده في أعين الموظفات الأخريات ..

لأنني حال مااتجول في القسم اشعر بهمساتهن ، بضحكاتهن الناعمه من خلفي ..

تصلني عبارات المديح ، والأعجاب منهن جميعا ..الا هي ..

تبدو زاهده في كل شيء الا العمل ..

حاولت الأقتراب منها ، لكنها تحول دائما دون ذلك ..

لذلك كنت اصنع الكثير من الجدل ، تعجبني ردودها ..

تعجبني فكره التواصل معه شخصيا ، حتئ ولو انه عمل بحت ..

لكنها الان ، تريد الرحيل ..

لكنني لن اسمح بذلك ، بات الأمر رسميا الان ..

بعيدا عن قصه الأعجاب ، صلتي مع جدي ستتأثر بموضوعها ..

سأحول ان احله في اسرع وقت ممكن ، سأقدم الحوافز والترقيات وأغريها للعوده ..

وحتما ستوافق ..

.......



























































......





































كان كل شيء سريع ، منذ لحظه استيقاظي وحتئ الان ..

وانا اشعر بالضياع ..

مازال صوت الزجاج وصفير عجلات السياره يتردد في اذني ..

يختلط مع صرخه ملاذ بأسمي ..

منذ البارحه والأطباء يتداولون الزياره لغرفتي ..

الكثير من الأجرائات والمصطلحات الطبيه تدور من حولي ..

كل ماسألت عن ملاذ يخبرونني انها بخير ، وانها في المنزل ..

لكن لما لم تزرني حتئ الان ؟

اتراني غير مهم لهذه الدرجه؟!

الجميع قدموا لزيارتي هذا اليوم ..

حتئ جدتي قدمت لزيارتي والأطمئنان علي ..

اذا ماعذرها ؟

كيف امكنها تجاهلي هكذا؟!

اشعر بالخيبه منها، ..

لكن ربما هي متعبه ؟ نعم ربما هي مصابه ،او ربما شيء أسوأ ؟

اتراهم يكذبون علي؟

ربما هي أيضا مصابه ؟ او ..

لا لا مستحيل ..

أتنهد والتفت ليميني ،حيث يجلس فلاح متلثم بشماغه ويسند رأسه للجدار..

أناديه ، يأتي مسرع :هلا صقر ، تبي شيء ؟ تحس بشئ ؟

اهز رأسي علامه النفي ، اشعر بالخجل من سؤاله لكن لايوجد احد سواه

لن يكذب فلاح علي : ملاذ ، فيها شيء ؟

يصمت لدقائق ، يتحدث وهو يعيد لف شماغه : لا مافيها شيء ..

اتأكد : فلاح اسألك بالله تقولي ، أخاف كلهم يكذبون علي!

يعبث بخاتمه :لا يابن الحلال طيبه وفي بيتها ..

يزداد توجسي ، بدأ الخوف بأستعمار قلبي

امد يدي اطلب منه هاتفه ،يتعذر بفراغ بطاريته ..

انا موقن ان هنالك شيء يحاول الجميع ردعي عن معرفته .

شيء اقسم انني أخاف من اكتشافه ..

اربت علئ كتف فلاح : ارجع للبيتكم ارتاح ، انا ابي انام ..وتعال بكره الصبح ابيك



استلقي بصعوبه واتغطأ ، اسمع وقع خطواته مبتعد ،

سأنتظر لدقائق اخرئ ، وسأتحامل علئ نفسي ، لأتاكد ..

لأضع حدا فاصل ، بين افكاري السيئه واقوالهم التي اتمنئ ان تكون حقيقه..

انتظر ، وانتظر ..

اجلس ببطء واشعر بالم يسري في عظامي ..

انزل قدمي ،وأقف لأستند علئ دعامات السرير ..

الدوار يداهمني ، والم مفاصلي يزداد ..

امشي ببطء متحاملاً علئ نفسي ، استند علئ الجدار واكمل ..

كما لو انني أعيش كهولتي ...

أخاف انا اتجاوز باب غرفتي ، ان تتضح لي حقيقه انا في غنئ عنها ..

اقسم انني اكاد اشعر بالوجع ينتظرني في الخارج ..



المح فلاح يجلس علئ اكراسي الممر ، ويصلني صوته الخافت : متئ بتقول له طيب ؟

صقر بيحس اكيد ، والمفروض من البدايه ! لا ....سألني وقلت انها طيبه وفي بيتها ..



اشعر بتنمل اطرافي ، كنت اعرف ان هنالك شيء ..

تتكور الصدمه في صدري ، تتجاوزه وتمتزج مع العبره وتتحشرج في بلعومي ..

اشعر بالهواء يقل ، وانا استمع لافكاري المتعدده ..

احتمالات تصدح في عقلي .. لما آلت اليه الأمور معها ،

أحاول لملمه صدمتي ، تدارك نفسي قبل ان يسرقني اللا وعي ..

أتقدم منه اتشبث بدعامات الممر ،يقفز كالملدوغ حال ماوقعت عينه علي ..

أتقدم منه اكثر ، كل مااقتربت كل ماقلت رغبتي بالمعرفه ..

لكنني اريد ان اعرف ، حق لا جدال فيه ..

اسأله: ملاذ وش فيها ؟

يتأملني بصمت لوهله ، فأتقدم منه واجلس بجانبه ، يصلني صوته : مافيها شيء قلت لك ..

اصرخ في وجهه : سمعت كل شيء مايمديكم تكملون الكذبه يافلاح ..

يجلس بجانبي ، ويدلك جبينه ببطء ، يطول صمته فأختنق به اكثر : ملاذ معك هنا في هالمستشفئ..

تسرب مني اليأس ،وتجدد فيني الأمل ، كان الأهم ، انها معي ، علئ قيد الحياه ..

يعاود الحديث فيصيبني في مقتل : بس في غيبوبه ، للحين ماصحت ..

أغمض عيني ، تعود صرختها مره اخرئ لتصدح في أذني ..

فيكبر الذنب اكثر بداخلي ..

اخبره ان يصحبني لها فيخبرني ان الطبيب منع زيارتها..

فيزداد اصراري ، انا بعيد كل البعد عن الرغبه في رؤيتها علئ فراش المرض ..

لكنه الم لابد لي من مواجهته ..

كنا علئ بضع خطوات من السعاده ، كنت اتحايلها لنسلك طريق مخترص لها ..

لكنها مازالت تقاوم ، لا اعرف هل هي التي تختار الطرق الصعبه ام الطرق الصعبه هي من تختارها..

اشعر بتربيت فلاح علئ كتفي ، بعباراته ومواساته لي ..

كنتي تعانين ياملاذ ، وانا من كنت اظن انك في المنزل ، ترفضين بأنانيه زيارتي ..





.....







































..

















اضغط زر الأنتظار في المصعد ، انتظره ليجر خطواته للداخل ..

اتأمله وهو قادم ، وسيم جدا ، كما يقولون" ربك يأخذ ويعطي ..

اخذ منه قدره المشي الطبيعيه ، واعطاه الوسامه ..

لابد ان هنالك العديد من فتيات المدينه هذه ، من وقعن تحت سحر وسامته ..

يرن هاتفي ، أخيرا ، بعد مايقارب العشرين مكالمه له ..

ارد ، اعطيه نشره موجزه ، تحتوي قليل من الشتائم والصراخ ..

اسأله : شصار علئ موضوع سمر حمدان السالم ..

أرتطم بحائط المصعد من خلفي ، التفت له بصدمه ..

تسرع الأفكار في عقلي ، نشال ، إرهابي ؟

يمسكني بياقه قميصي ،: شعرفك سمر ؟

أحاول فهم سؤاله ،فيعود ليثبتني علئ الحائط من خلفي ..

يضغط ازره المصعد ، يعيدنا لدورنا العلوي ..

يصرخ : قل وش عرفك بسمر السالم ؟

المح عكازه المرمي في الزاويه ، كيف له ان يكون بهذه القوه ..

اجيب : وانت وش دخلك ؟

أدفعه عني فيعود مره اخرئ لتثبيتي ويسأل :ان سألتك ، وش عرفك سمر ،

انزع قبضته عن ياقه قميصي : مااعرفها، موظفه في شركتنا ..

..

يبتعد فجاءه ، يستند علئ الحائط ويلتقط عكازه ..

أنفض قميصي ، اعيد ترتيبه ، مابال هذا الأحمق الان ..

حسنا ،يبدو ان الأعاقه ليست في جسده فقط ..

يصلني صوته معتذرا : اعذرني ، انفعلت فجاءه مو عاده لي ..

يعاود ضغط زر المصعد ، ويعاود الأعتذاز ..

العذر منك ، هي تصير لي عشان كذا انفعلت ..

يثير فضولي ، ينزل فأتبعه ، اعاود فتح الباب له ، واستمر بالمشي بجانبه ..

نتجه للمقهي المعتاد يلفنا الصمت ، أسأل : وش تقرب لك ..

يجب : ابوها عمي ..

هه ، لوهله كنت علئ وشك الضحك ، باتت تحاصرني هذه الأيام ..

الصدف تجمعني بها اكثر ..

أعتذر بدوري منه ، ولا ادري لما اعتذرت ، اشعر انني لم احد شيء لأقوله فأستعنت بألاعتذار ..

يطلب قهوتين ، يبتسم : علئ حسابي ، اعتذار يعني ..

..

















....





هذا الصباح التقي به في المصعد للمره الالف ، اكره حين يعاملني معامله المعاق ..

بشفقته الظاهره علئ وجهه ، التي انا في غنئ عنها ..

كالعاده يتحدث علئ بالهاتف ، يطلق بعض الشتائم ويرتفع صوت توبيخه للطرف الثاني ..



اشعر بالغرابه من تصرفاته ، يتحرك قبلي يفتح الأبواب لي ، مابال هذه التصرفات ..

لا ادري لما لا استلطفه ..اعتدت ان لا احكم علئ الناس بوجوههم او بمظهرهم ..

هذا لا ادري ، اشعر انني لا احبذ وجوده من حولي ، يبعث لي بعدم الارتباح ..

تلتقط اذني اسم اعرفه جيدا : سمر حمدان السالم !

لم اشعر بنفسي وانا مندفع له ، مالذي يربطه بها ..

كيف له ان يتداول اسمها بهذه السهوله ، لتجاور سبابه وشتائمه ..

لم اشعر بنفسي حتئ اخبرني انها موظفه في شركته ..

استوعبت مكاني ، التقطت عكازي ، وحاولت ان اعتذر له قدر المستطاع ..

هذه المره انا غريب اطوار ، ماضير السؤال بدون عنف ؟!

يلحق بي ، يعاود ممارسه روتينه ، كان شيء لم يحصل ..

حال ماوصلنا المقهئ ، طلبت له قهوه ، شيء كالأعتذار ..

اشعر بالحرج ، وانا اراقبه كل دقيقه يعيد ترتيب ياقه قميصه ..

لم التفت لهذا قبل الان او بالأحرئ لم اهتم ..

لكن هذا الرجل ، يعاني من وسواس ما ..

يمسح يديه بين الفينه والأخرئ ، يسب الثلج الملتصق علئ اطراف بنطاله ..

المناديل المبلله لاتكاد تفارق كفه ..

ناهيك عن القميص الذي يمسحه كل دقيقه ..

ربما يكره ان يلمسه احد ..

كنت محقا ، منذ الوهله الأولئ بدأ لي انه غريب اطوار ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-18, 01:11 AM   #27

عهد العمر

? العضوٌ??? » 403840
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 815
?  نُقآطِيْ » عهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond reputeعهد العمر has a reputation beyond repute
افتراضي

طريقة بكتابة روعة وطريقة سرد تفاصيل اتلذذ بها استمري

عهد العمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-18, 02:16 PM   #28

حنيني ليك

? العضوٌ??? » 382647
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » حنيني ليك is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعه بالتوفيق

حنيني ليك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 03:02 PM   #29

قلب حر

? العضوٌ??? » 390381
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » قلب حر is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة بطريقة سرد سلسة واسلوب جميل

قلب حر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 12:41 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


. مضئ الكثير من الوقت وانا اجلس علئ هذا الكرسي ، امسح علئ كفها البارده ..
اضغط عليها وافلتها ، أحاول ان اخترق غيبوبتها ..
أحاول تفادي النظر لقدمها ، اشعر بالذنب يحيط بي ويخنقني ..
واشعر بالخوف يسانده ، فيجتمعان علي معا ، وانا اعزل بلا أي امل او ثقه لأصدهما ..
اخبرني الطبيب ان علاماتها الحيويه جيده جدا ، لكنه لايعلم الئ أي مدئ ستستمر غيبوبتها ..

ضئيله الحجم ، يبتلعها السرير ، فتختفي فيه ..
تحيط بها الأسلاك والأبر والمحاليل ...
لا شيء يصف مااشعر به الان ، لا شيء !
كل هذا بسببي ، وانا من ظننت انني سأمنع عندك الأذئ ..
في لحظه نقاش جلبت لك الوجع في أكمل حالاته ..
وددت لو اني لم اصحبك معي من البدايه ..
ليتني لم استيقظ لأواجه حقيقه جسدك الممد هنا كالجثه ..

امد يدي اقبل كفها ، أقلبها واقبل باطنها
استنشقها فتداهمني رائحه المستشفئ الملتصقه بها ..
أشعر برغبه كبيره في البكاء ، لكنني لا اعرف كيف أمارسه ..
اريد ان أبكي وجعي واطرده للخارج ، لكن عوضا عن ذلك تتحجر دموعي
كل ماتحجرت كل مازادت هذه الرغبه فيني
تدخل الممرضه ، تمارس عملها بتلقائيه ..
يصلني صوتها وهي تطردني الئ الخارج ..
أحاول التشبث بمقعدي كطفل ، فتوبخني لأغادر ..
انزع جسدي المرتخي علئ المقعد ، أقف وادنو منها ..
اقبل جبينها ، عينيها ، ووجنتيها ، ..
اميل لأذنها ، بصوت خافت :
والله ان قلبي يبيك ويحتريك ..
كثر ماجاني وجاك من التعب ..

اقبل طرف خدها ، لماذا هي بارده هكذا ..
لماذا اشعر بخدها يثلج شفتي ..


اغادر الغرفه كما لو انني تركت جسدي بكل مافيه ، جالسا بجانبها علئ الكرسي ..
التقي بوالدي ، لا افهم مايحاول قوله ..
يتحدث بحديث لا يصلني منه شيء ، أضغط علئ عيني ..
أحاول التركيز معه ، لكنني مازلت لا استطيع نزع تفكيري عنها..
يسندني ، يأخذني معه ..
لأادري الئ اين نتوجه ، كل الطرق والممرات متشابهه الان ..
حتئ طريق منزلها ، الذي كان يثير حماسي في ما مضئ ..
ماعدت اريده ، زهدت في كل الطرق التي تؤدي الئ مكان لا يسكنه جسدها ..
انا ادور في دوامه ، اشعر ان هنالك شيء يناديني ..
أشعر بالتعب ،بالكثير من الصداع والتشتت ..
اشعر بأشياء لا اعرف ماهي ، تقتحمني وتشتت مابداخلي..
ادعوا الله ان يرحمني بها ، ان يعيدها لي مره اخرئ ..
وسأعاود التمسك بها بشده ، لن افرط ابدا بنعمته هذه ...












اجلس في أنتظار الحافله ، يتساقط الثلج بخفه..
يتراكم امامي ببطئ ، فتطأه السيارات المسرعه ..
أتأمل ملامح العابرين ، يبدوا لي انهم ترعرعوا مع الثلج طوال حياتهم ..
حتئ امتزج مع الوان بشرتهم وتصرفاتهم ..
منذ ان قدمت هنا ، وانا اشعر انني اتحول تدريجيا لواحد منهم ..
الا ان لوني النجدي ، يحول دون التغيير الكلي ..
ألتفت لليمين حال ماسمعت صفير حاد ، واجده يقف هناك ..
بأناقته المفرطه ، يبتسم ويلوح بيده لي ..
أطلق لأجله أبتسامه جانبيه صغيره والوح له بدوري ..
تقف سياره فارهه امامه ، ينزل السائق مسرعا ليفتح له الباب
الفتيات الثلاث بجانبي يبدأن بالحديث عنه يطفح من حديثهن الأعجاب ..
وهو علئ الصعيد الأخر يبدو مزهوا بنفسه ..
اشعر انني علئ موعد مع احد مشاهد افلامي الكلاسيكيه القديمه..
حيث البطل يكون انيق وغني ، يثير أنتباه ورغبه النساء من حوله ..
تتجاوزني سيارته ، فأبتسم ..
أتذكر حديثي معه قبل وقت من الأن ، حين اخبرني انه ينحدر من عائله متعددة الأعراق ، فاحشه الثراء ..
لا اعرف لما بدأ له انني لا اصدقه حين تسألت لما اذاً هو جاري في ذلك المبنئ ..
قال لي :بس عشاني اسكن شقه عاديه مايعني ابدا اني كاذب ..
وهاهو الأن بطفوليه يحاول أثبات صدق كلامه ..

حسنا رحل ، وترك ثلاثه افواه بجانبي لاتكف عن الحديث عنه ..
يطرن علئ الحذاء ، علئ الساعه البراقه ، علئ البذله الأنيقه والمعطف الثقيل ..
كل واحده تصب مافي جعبتها من المديح في هذه المحطه ..لتنتهي ..
يحاولن نثر الحديث كله هنا ، حتئ لايبقئ له أي صدئ في أنفسهن ولاتعود صورته الفخمه لتهاجم أحلامهن ..
أضع سماعاتي ، اكتفي من كل ضجيج المديح المثار حوله ..
حال ما المس زر التشغيل ، يختفي كل شيء ..
يبنئ حاجز صلب ، بيني وبين العالم ..

بقيت انا وسماعتي ،ننتظر الحافله ...

أقف حال ماتذكرت الملف المركون فوق المكتب ..
اتنهد بأسئ واعود مسرعا لأجله
وأشعر بالهواء البارد يلفح وجهي و يتداخل مع خصلات شعري ..
ارفع الشال الصوفي ليغطي انفي ، ليقيني من صفعات البرد القارس ..
ادخل المبنئ ، اشعر بالدفئ .
اتجه للمصعد ، ثم الئ شقتي الصغيره ..
اتجه للمكتب مباشره لا أهتم بالسجاد الذي لطخه حذائي ..
لابأس ، المهم ان لاتفوتني الحافله ..
اغلق باب شقتي .. ثم أحاول التوازن علي معاكزي، لأضع الملف في حقيبتي ..

أشعر بشئ يهز كم يدي الممسكه بالعكاز ، التفت له ، فأجد يد نحيله بعروق خضراء بارزه ،تمسك به وتهزه ..
يد رقيقه ضئيله ، لا املك وصف لها ..
تقف صاحبتها بجانبي ، عينين جميله ذائبه ، وجه أبيض شاحب ، وشفتين مرتجفه ..
وجهها يبدو مألوف لي ، تحرك يديها في الفضاء بحركات عشوائيه ..
عينيها مستجديه ، تطلب مني شيء ما ، شيء لم استطيع ان افهمه ..
يتبين لي انها تتحدث بلغه الإشاره ، لكنني لا افهم شيء فيها ..
تجر كمي ، تريد مني ان اتبعها ..
لكن الحافله ستفوتني، والمشفئ ينتظر ، وسيتحتم علي ان انتظر الحافله الأخرئ التي لا احفظ موعدها ..
او ان اضرب بمخطط مزانيتي عرض الحائط واطلب تاكسي ليقلني ..
تعود لتجر كمي ، تشير بيد واحده بسرعه ، تدمع عينيها ..
اتنهد ، اشد علئ معكازي والحق بها ، مازالت تمسك كمي كأنها تخاف ان اهرب ..
لا ادري الئ اين اتبعها ، حدس في داخلي لايخطئ ، يخبرني ان لا اتورط ..
لكنني اركنه ، واتبعها حتئ نصل للشقه مشرعه الأبواب ،المجاوره لشقتي ..
حسنا لهذا بدأ وجهها معروفا ، هي جارتي ، تلك التي يعنفها ذلك الرجل ..
تدخل للداخل ، ثم تعود لتشير بيدها لي لأدخل ، اتردد ..
ماذا لو كانوا عصابه ؟! فخ او ماشابه ؟!
تتقدم مني تعاود جر كمي بخفه ، تدمع عينيها اكثر ، تحاول الحديث تفرج شفتيها وتعاود اغلاقها بعجز ..
يكسر قلبي عجزها عن الحديث ، أتشجع واتقدم للداخل .
تسبقني هي تشير للرجل الممد علئ الارض ، اشعر بالرعب ماذا الأن هل سأتورط في جريمه قتل او ماشابه
تجلس علئ ركبتيها بجانبه ترفع رأسه لفخذها ، تحرك يديها بعشوائيه ، حركات لا افهمها ..
تضع يدها بجانب أذنها ، أفهم هي تشير للهاتف ، اخرج هاتفي فتهز رأسها ..
حسنا الهاتف ، امدها به تضغط رقم ما ، تهز رأسها وتعيده لي ..
أتأمل الرقم ، رقم الأسعاف
فهمت الأن هي تريدني ان اتحدث ..

يصلني صوت أمراءه ، اخبرها بأن جارتي بكماء علئ مايبدوا ان زوجها فاقد للوعي او ماشابه ..
اعطيها العنوان ،و أطلب منها ان تسرع ..

تبدو مشغوله بمحاوله ايقاضه ، لابد انها تحبه ..
فالخوف باد علئ وجهها ..
كيف لها ان تعامله هكذا وهو سيئ معها .
في كل ليله يرتفع صوت تعنيفه وضربه لها
اظن ان هكذا هي طبيعه النساء يقابلن الأساءه بالأحسان ..
حسنا استند علئ عكازي ، وانتظر شيء لا اعرفه ..
أريد سؤالها عن الذي حدث له ، لكنها لن تجيب علئ أي حال ..
ربما هي لاتسمع أيضا ..
مسكينه ، اشفق عليها ، شيء صعب ان تسلب منك القدره علئ التواصل او الحديث ..
لا تستطيع التعبير عن ماتريد ، حتئ طلب المساعده شيء صعب .
احمد الله انه فضلني علئ كثير من خلقه ، أتأمل معكازي الأسود ..
حسنا يارفيق لست سيئ لهذه الدرجه ، مازلت اريد التخلص منك ، لكنك لست بذلك السوء حقا ..
لا اعرف ، هل اخرج الان ؟! حسنا انتهت مهمتي ، اليس كذلك ..

أصفق ،ترفع راسها لي ، تبا مابال التصفيق الان !..
اشير بيدي لها بمعنئ انني سأخرج ، تمسح عينيها و تهز رأسها موافقه..
اخرج واحاول الأسراع في خطواتي ، اتفقد ساعتي ، لابد ان الحافله قد فاتتني ..
لابأس ، نحتاج التوقف بعض الأحيان لتقديم المساعده ..
...


اقف امام المرآه ،اجفف شعري بالمنشفه ثم ارميها لتسقط في سله الغسيل ،
اتوقف لبرهه ، اتأمل شكلي ..
كيف مضئ الوقت سريعا هكذا ، كبرت جدا ..
لن يصدق احد انني فلاح القديم ، الفتئ الوسيم ، المتأنق ..
الأن اقف بشعر طويل مافتئت امي ان حاولت تشجيعي لقصه ..
وبجسد نحيل ، ممتلئ بالندوب ..
اقف هنا لأحاول إيجاد ذلك الشخص القديم فلا اجده ..
سلبه مني السجن ، سلخه عني بالأحرئ ..
في كل ليله كنت اجلس علئ فراشي هناك ، اتأمل الجدران ..
ادخن سيجاره تملني قبل ان املها ..
ثم اتمدد وارسم علئ السقف ، كل ما كنت اسعئ له آنذاك ..
كل ما أحببت ، وكل ما اردته من أعماق قلبي ..
ثم انقلب علئ احد جانبي ، فتتبخر الرسوم المشبعه بالأحلام ..
وتبقئ مجرد أحلام ، مااستطعت تحقيقها حتئ الان ..
في اول عام لي كنت لا اكف عن البكاء والنحيب ، كطفل تائه ..
كنت اشعر بالظلم والقهر، حتئ عائلتي لم تصدقني ..
كل شيء كان ضدي ، بح صوتي وانا اشكوا للجميع ..
لكنهم اخبروني فقط ان اكف عن التذمر ، واتشبث بالصبر لأعوامي القادمه ..
حينها علمت ان لا احد يهتم ، لا احد ..
فتوقفت عن كل شيء ماعدئ التنفس ..


لن انسئ وحع ظلم رائد لي ، لن أنسئ انه بسببه مررت بكل هذا ..
خسرت الحب ، الاحلام ، وفرصتي الذهبيه مع الحياه ..
سأتغاضئ عن الأخرين ، من يهمني الان هو رائد ، سأنتقم منه ..
سأنتقهم للأعوام التي كنت قابع فيها ، مع تجار المخدرات ، والمجرمين ،والقتله ..
بلا أي ذنب يذكر سوا ثقتي العمياء به ، وبصداقته ...
بينما كان هو حرا ، طليقا ، يسرح ويمرح مع الخونه الأخرين ..
كيف امكنه النوم ، تلك الليله !
كيف تمكن من تجاوز فكره ان صديقه يخسر فرصته في الحياه ظلما بسببه ..
اللعنه عليك يارائد ، كان صقر يخبرني ان لا اختلط بك .انه لايحب شيء فيك ..
وكان محقا ..
كل افعالك هذه سترد لك قريبا ، الانتقام مستمر ، ستتمنئ لو انك لم تعبث معي من البدايه ..
كل ليله ستمر عليك بعد ذلك ستذكرك بي ، رغما عنك ستتذكرني ..
دع الحياه تلهيك قليلا ، لكن اعدك لن تنسئ حجم العار الذي سألحقه بك ..


ارفع يدي اتأمل الندوب التي تغطي معصمي ،
كم من عذر وقصه اخترعتها لأجل ان اشبع فضول والدي والعائله ..
الكل يسأل عن سببها ، فأجيب بقصص كاذبه ، لا أساس لها من الصحه ..

"هذه علامه عجزي ، وسم سأحمله ماحييت ..
واعلم انني سأسأل عنه ، في كل اجتماع ومجلس ولقاء ..
الكل يريد ان يعرف قصه هذه الأثار ، شيء يسد حاجتهم للأكشن في حياتهم ..

ارتدي ملابسي سريعا ، اضع شماغي كيف ما اتفق ..
واخرج لأواجه حقيقه ان ملاذي مازالت تقاتل الموت ..
وانا هنا ،اقف عاجزا ، بلا حول مني او قوه ..

المح العائله مجتمعه ، اتجاوزهم للخارج بسرعه ..
لا اريد ان يجبرني والدي كما اجبرني البارحه للعوده ..
يرن هاتفي ، ارد وانا أقوم بتشغيل سيارتي :الوو ..
..:الو فلاح ..
اللعنه ، انه صوتها تلك الطفله ، تعاود الحديث بلهفه :وينك ؟ ليش ماترد ؟
كنت اتجاهلها منذ مده ، لم اكن املك الوقت الكافي لأجلها ..
يعود صوتها باكيا :فلاااح ، ليش كذا ماترد علي ؟! خفت عليك ..
امسح عيني ،، احرك السياره وارد :هلا آسف كنت تعبان شوي ..
..:ليش ؟ عسئ ماشر ؟
هذه الطفله ، كيف تورطت معها ، أحاول ان ارقق صوتي : الشر مايجيك ياقلبي ..نزله وعدت ..
تضحك بمرح :قلبي انتآ ، الحمد لله ..
اتنهد ، إشفق عليها ، مراهقه لاتعرف الحب ، تتوهمه فيني ، بعض الأحيان ازهد بهذا الأنتقام ..
أسألها:شتسوين ؟
تجيب :ابد جالسه في غرفتي ..
تداهمني صوره رائد فاسأل :رائد وين ؟
تجيب بحماس: ضعيف أخيرا طلع ، مخيم مع أصحابه في البر..
أشعل سيجاره ، أحاول ان اسيطر علئ اعصابي بها :وامك وخواتك ..
...: رايحين للصالون ،خالتي عندها حفله ،
....:وانتي ليش في البيت لحالك؟
....:ماما تركت راكان عندي عشان مايزعجها ، وعلئ أساس عندي اختبار وتبيني أذاكر ..
تضيئ فكره في رأسي ، فكره جلبها شيطاني فأتداولها جيدا قبل ان اقولها ..
هل سترضئ ، سأسأل لاضير من ذلك :ترف حبيبي ..
تجيب بلهفه :قلبي انت لبيه ..
اسحب نفس من السيجاره ، أتأمل الأشاره الحمراء وانفثه ببطء: ابي منك شيء بس ماترديني ..
تقاطعني :لا مااردك اطلب من عيوني ..
أحاول ان ابعث في صوتي قدر كبير من المشاعر :ابي اعطيك هديه من زمان بس ماجات فرصه ، تعبت هالاسبوع
ولاكنت ناوي أرسلها لك ، بس الحين ،يعني مادام مافيه احد عندك ، ابي امرك اعطيك الهديه عند الباب وامشي ..
تصمت ، تثير توتري ، يعود صوتها :مااقدر فلاح ، أخاف ..
اسرع محاول اقناعها :ليش الخوف ، لايكون خايفه مني ؟ اف...
تقاطعني : لا لا موكدا فلاح لاتفهمني خطأ ..بس صعبه ..
...:ليش صعبه ، ماراح ادخل بس عند الباب احطها واروح ..اعتبريني مندوب ..
تتعذر مجددا :لا لا أخاف من الجيران ، يقولون شيء ...
اقاطعها انا الأن :اجيك من الباب الخلفي ، مافي مشكله اهم شيء انتي عندي ...
...:فلاح خلاص نتواعد في مقهئ او أي مكان ، صعبه بيتنا ..
لن تغلبني هذه الطفله ، املئ صوتي بالحزن :افا ياترف ، كذا يعني تزعليني ؟ اهون عليك ؟
انا عمري ماكنت شخص سيئ ، وبذات معك ، بس تبين لي انك تضنين فيني العكس ..
وببطء محاول اثارتها للموافقه :خساره حبي لك ، مع السلامه ..
يصلني صوتها :لا لا فلاح لاتسكر ، اوك موافقه .. بس لين اتصل عليك تجي ..
أبتسم منتصر واغلق الخط ، أغير وجهتي لمول قريب ،
سأحاول إيجاد هديه مناسبه لها ، هديتها الأولئ والأخيره مني ..




.....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.