رسالة إلى شخص دون تسميته (وهو يعمل مديراً عاماً لشركة تجارية).

ما هي إلا رسالة قصيرة أهديها لك، وأعلم أنه حتى الصدفة لن تتيح لك أن يخطر ببالك أن تتصفح هذا المنتدى لتصل إلى هذه الرسالة، وربما لن تعرف أنها مني أنا أو أنها موجهة لك.

أقول لك : لقد تركت لك هذه الحياة بملذاتها لك وحدك، لن أقاطعك فيها، ولن أنافسك فيها.
لقد تركت لك أماكن الترفيه كلها تلعب بها وحدك، فلن أشاركك في شيء من ألعابك.
لقد تركت العمل الذي كان يجمع بيننا، فاختر ما شئت من الناس لتعيش دور المدير عليهم.
لقد تركت لك مكان العمل والذي كنت أسميه بيتك الخاص - فلم تكن رجلاً إلا داخل حدود بيتك فقط، وفي الخارج انت لا شيء يذكر إلا بنقودك.
أترك لك الساحة لتلعب فيها بين أحضان (بابا) الخاص بك، فأنت دلوع البابا، فأنت مُصطنع من أولك إلى آخرك.
تركت لك الألقاب الفخرية كلها، أكنت دكتوراً او مهندساً أو (شخص صنعته شهادة مصنوعة من ورق مقوى) ثم كانت الوظيفة بانتظارك. وأنت لا تفقه شيئاً.
إنني لن أسيء الأدب هنا، فليس من الحكمة أن أشتم بهذه الوسيلة، وأن أختبيء، لا، لست أنا من يفعل ذلك، على الرغم أن القلب قد تألم بسبب ظلمك.
إبقى في مكتبك مع أصدقائك وتدخن الأرجيلة (في مكتبك) ما شئت، فلقد كرهت الأرجيلة بسببك!
تركت لك ألعابك (من الدراجات النارية) لقد مللت من صوتها العالي والمزعج في كل صباح تحضر بها إلى العمل.
لذا تركت لك الرفاهية كلها.
أترك الساحة لأطفالك الصغار الذي اعتادوا على تخريب المكتب من أوله إلى آخر - وأن من ينظف ورائهم، أليس هذا عيباً عليك أيها المتعلم ؟!
تركت لك (عليك أن تبجل أفراد عائلتي)، تركت هذا الدور لغيري.
تركت لك الكبرياء والكبر فأنا لست من مقامك، ولا أريد أن أتعب كثيراً لأكون من مقامك الكبير.
تركت لك كل أنواع السيارات، تقتني في كل سنة واحدة.
تركت لك البلدان لتزورها عشر مرات في السنة.
وتركت كل هذا لأني لم أكن ولن أكون وقد ندمت أني اعتقدت أنه من الممكن أن نكون أصدقاء.
لم أدرك منذ البداية أنك عدو، وأن العدو لا يُعامل إلا بأنه عدو.
وتركت لك ولأبيك كثرة الكلام وطول الخطابات والعشق للمقابلات الصحفية.
وتركت لك الذكاء الخارق، فمن أنا حتى أنافسك في هذا الذكاء.
وتركت لك كلمة (هذا الموضوع عندي وسأدافع عنك) ما أجمل كلمات الكذب على لسانك يا رجل !!
وتركت لك الغضب فاغضب الآن كما تشاء، فالنسبة لي، فقد قدمت استقالتي من هذه الحياة.