آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-05-17, 06:02 PM
| #1 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات 
|  سأخط النهاية - نوفيلا زائرة - للكاتبة المبدعة Enas Abdrabelnaby*كاملة & الروابط*  السلام عليكم عدت والعودة أحمدة ، بنوڤيلا من كتاباتى سأخط النهاية نوفيلا رمانسية وخصيصة لمحبى الفسر والترحال نوفيلا بتحكى ببساطة عن بطلة مريضة ، بتحلم تحقق حلمها بالسفر لبلاد العالم فهل بتحقق حلمها ؟! وهل بتلاقى اثمن أحلامها ؟! وهل بيكون الحب أقوى من الحلم ؟! مرض لا يكسر عزيمة و رحلة بدأت من قلب و انتهت بين يدي مالكها حب المغامرة و الترحال حب تحقيق الأمنيات حب آسيا للحياة .. مختلف !! نترككم مع الغلاف بريشة المبدعة كبرياء عنيدة      الفصل الأول الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع الفصل الخامس الفصل السادس الخاتمة  روابط التحميل على مركز الميديافاير على مركز الفورشيرد قراءة ممتعة للجميع أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه  التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 25-06-17 الساعة 02:14 AM | ||||
|  |
|
21-06-17, 11:37 PM
| #2 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة وقاصة ومدققة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وعضومتألق ونشيط بالقسم الأدبي وقلم فضي برسائل أنثى ومحررةبالجريدةالأدبيةوقاصة هالوين  
|  الفصل الاول أغلقت الدفتر الوردي بألم ... بعدما أطلعت على صفحاته البيضاء ... و التي تخبرها كل يوم بأنها فاشلة كبيرة ... لم تحقق أي حلم . كل أحلامها ذهبت في مهب الريح ... حين قررت أن تعيش الحياة العادية ... البائسة بحلوها و مرِّها . ارتعشت يدها الصغيرة البيضاء و هي تعيد الدفتر إلى مكانه المعتاد .... لتعود غدا و تلقي نظرة أخرى متألمة عليه . لسنوات ظلت تنظر إلى صفحاته البيضاء ... لا تيأس من النظر إليها ... و لكن ... لكن الآن إختلف كل شئ . لم يتبقى لها العمر الطويل لتنظر إليه كل يوم ... فقد كتب على حياتها النهاية ، دون أن تحقق أيً من أحلامها . نهضت ببطئ لتتقدم إلى شرفة غرفتها ... تطالع الظلام المحيط بوجوم . كانت حياتها عادية ... مثلها مثل أي فتاة ... أجتهدت في دراستها و نالت شهادات عديدة لتعلقها على الحائط .... تعمل في شركة كبيرة براتب مجزي .... تنتظر عريس !! بلى ... لقد انتظرت ... و انتظرت ... حتى طال الإنتظار ... فها هي إبنة الثامنة و العشرين عاما لاتزال تنتظر العريس المرتقب ... و الذي تدعوا والدتها و تبتهل في صلاتها كي تُمنح إياه . العديد من الشبان تقدموا لخطبتها ... و لكنها رفضتهم جميعا ... لم ترى بهم الشاب المناسب لها ... الشاب الذي سيخرجها من كئآبة حياتها و يساعدها في تحقيق أحلامها و لا يسخر منها . و لكن بوجود ذلك السرطان الذي ينهش جسدها ساعة بساعة إختلف كل شئ . لم تعد تريد العمل ..... و لا تلك الشهادات البالية .... حتى فتى الأحلام لا تريده ... كل ما تريده أن تحقق أمنياتها !! تحقق إنجازاً قبل أن تموت ... تترك أثراً لها ... و تسعد نفسها قبل أن يبتلعها قبرٌ مظلم . منذ علمت بمرضها و كل شئ تغير ... أفكارها الروتينية ... الناس من حولها ... كلهم يخافون عليها كطفلٍ رضيع ... هي لا تريد ذلك ... كل ما تريده أن تنطلق ... أن يطلقوا سراحها و تنطلق !! ستجوب العالم ذهاباً و إياباً و لن تمل ... تريد أن تملأ دفترها الوردي صوراً لذكراياتها و هي تحقق كل ما تمنت . هل ما تطلبه كثيرٌ ليحققوه لها ؟! و لكنها أتخذت القرار ... ستعمل على ملئِ دفترها بالذكريات . **** _ أمي كفى بكاءاً حبيبتي . إحتضنت أمها برفق تربت على ظهرها بحنو لتسمع والدتها تقول بإختناق : _ لماذا تفعلين بي هذا يا آسيا ؟! .... أنتِ إبنتي الوحيدة لا تتركيني . همست آسيا بصوتا حاولت أن يكون دافئا : _ أمي ... يا حبيبتى ... أنتِ تعرفين أن الأعمار بيد الله ... فلما البكاء ... كلنا سنموت !! إزداد بكاء والدتها و هي تشهق قائلة : _ و لكن يجب الأخذ بالاسباب ... و كما قال طبيبك ... مرضك بحالاته الأولى ... و علاجه سيكون بسيطاً . إحتضنتها آسيا بقوة ... و قد بدأت بالبكاء : _ أمي ... هذا العلاج هو أساس التدمير ... سأذبل أمامك أسرع .... سأفقد الكثير ... و حتى و إن تم شفائي ... سيعود المرض أشد بعد بضعة سنوات . صمتت قليلا تنظر إلى وجه والدتها الحزين لتقول أخيراً بحب : _ حبيبتي .... ألا تريدين مني أن أحقق أحلامي .... أن أحقق آخر أمانيَّ في هذا العالم ؟! صمتت والدتها عاجزة عن الكلام ... فزادت آسيا من إحتضانها برفق حاني ... هامسة بكلمات رقيقة ... تحاول أن تخفف الألم عن والدتها . **** أغلقت الكتيب الصغير مبتسمة بإرهاق . الدوار يلاحقها منذ بداية اليوم ... إلّا أن فرحتها كانت أكبر من أن تلتفت لألمها . نظرت إلى ساعتها الوردية الصغيرة بمعصمها لتطَّلِع على الوقت .... و لكن أصابها الضيق حين علمت بأنها معطلة . نظرت إلى اللوحة الرقمية الكبيرة التي تتوسط قاعة الإنتظار فى المطار ، موعد رحلتها قد إقترب ، و إقترب معه بدأ رحلة جدّية بعالم أمنياتها الوردية . إستفاقت من شرودها على الصوت الإلكتروني الذى يعلن عن وصول الطائرة ، و على الركاب التوجه لها . حملت حقيبتها متوسطة الحجم بعزيمة و إصرار ، و هبت واقفة بقوة عاكست إرهاق ملامحها ، لتبدأ الخطو بثبات في طريقها الذي إختارت أن تخلّد به آخر أيام حياتها . **** دلفت آسيا إلى غرفتها بالفندق الذي حجزت به مسبقا ، ألقت بجسدها سريعا على الفراش الوثير لتغرق بالنوم العميق ، فبضع ساعات من الجلوس الممل في الطائرة و الدوار أرهقوها . فتحت عينيها لتجد بأن الصباح قد حل ، فإبتسمت بشرود و هي تقفز من سريرها بطفولة و تتجه إلى باب الشرفة ، لتفتحه بقوة فيصطدم وجهها الساخن بفعل النوم مع الهواء المتجمد بقوة جعلتها تنتفض قليلا .. شعرت للوهلة الأولى بالتجمد إلّا أن روح الإثارة تلبستها و هي تنظر إلى ذلك المشهد البديع أمامها . جبال شاهقة تغطها ثلوج بيضاء رائعة الجمال ، فغرت شفتيها بإنبهار و هي تنظر إلى تلك الأكوام المتراكمة من الثلج الأبيض . لقد كانت أول أمنياتها هي رؤية الثلج الأبيض ، و اللعب به و التزلج عليه أيضا . أغلقت الشرفة بسرعة ،لتتجه إلى الحمام و بغضون بضع دقائق .. كانت تخرج مرتدية كامل ملابسها الشتوية الثقيلة ، و تتجه بسرعة لتناول فطورها في القاعة المخصصة لذلك . بعد أن أنهت فطورها بسرعة خرافية ، كانت تركض إلى البراح الواسع ، حيث الجبال .. و الثلوج و هي بعيدة عن جميع الناس . لمعت فكرة حمقاء بعقلها ، و بكل تهور كانت تركض مندفعة لتنفذها و هي تنظر إلى ذالك الجبل الشاهق أمامها. أخذت تسير و تسير .. مبتعدة عن الفندق بحماقة ، و كل همها تنفيذ حلمها بتسلق الجبال . وصلت إلى نقطة البداية و رفعت نظرها تنظر إلى قمة الجبل البعيدة ، لم يقلقها بعد القمة عن الأرض كثيرا ، فالجبل لم يكن وعرا للغاية ، بل كان سهل السير عليه . بدأت مسيرتها بعزيمة ، تسير على القطع الصخرية المغطاة بالثلوج بثبات ، تصعد و تصعد غير آبه بالإرتفاع . و لكن مع إزدياد الإرتفاع ، كانت تنتابها حالة من عدم القدرة على التنفس ، و البرد الشديد الذي بدأ يجمد أطرافها المغطاة بالكامل . وقفت مجهدة تنظر من مكانها إلى الفندق الذى نزلت به ، إنه يبدوا صغيرا من هنا ، و بعيد . لمحت بطرف عينها كهفا صغيرا بالجوار ، فلجأت إليه بسرعة ، محتمية به من تلك التيارات الهوائية الباردة التي تجمدها . جلست على الأرض الصخرية ، ملتفة حول نفسها .. تحتضنها بوضعية الجنين ، تشعر بالقلق بل الرعب لما أوصلها إليه إندفاعها غير المحسوب ووغبائها اللا متناهى . نصف ساعة مرت عليها و هي بوضعها ، البرد ينهش عظامها .. و القلق يفتك بعقلها .. لقد كانت فكرة سيئة اللجوء لهذا الكهف ، فهو أكثر برودة .. وقد جعلها تتجمد و لا تستطيع الحركة . أغمضت عيناها ببطئ ، تدعو بالرحمة على روحها .. فها هي ستموت بالبرد بدلا من الموت بالمرض . _ اللهم لا إعتراض ، أنا هكذا سيئة الحظ من يومى ، حسنا على الأقل لقد أنجزت شيئا ، وداعا أيتها الدنيا ، وداعا أيها ... أيها ... عاااااا. صرخت بذعر وهى ترى شيئا ما يلمع بالظلام فى نهاية الكهف ، إنها عينين .. لحيوان !! إن كان هذا سيئا ، فالأسوء هو ذلك الإنهيار الذي يهدد بأن يحدث ، وذلك نتيجة لصرختها الرقيقة .. الرقيقة ؟! نهضت ببطئ تبتعد وهى ترى ذلك الحيوان الذى لم تتبين ملامحه بسبب الظلمة يقترب منها ، تنظر خلفها فترى الثلوج تتسابق على باب الكهف . فما كان منها إلّا أن إندفعت خارجة ، رغم تحجر قدمها .. وشعورها المفرط بالألم . خرجت مندفعة لتسقط على الثلوج البيضاء ، نظرت خلفها بذعر لتجد باب الكهف قد أغلق ، فتنهدت بإرتياح .. ولكن إرتياحها لم يدم .. وهى ترى شلالات من الثلوج تندفع نحوها ، فنهضت بتعثر تحاول الإبتعاد .. و لكن داهمتها الثلوج البيضاء بقوة ، فسقطت أرضا لتغطيها الثلوج .. وتشعر بجسدها يتجمد هذه المرة بحق ، و ما هي إلا دقائق حتى دخلت بضباب أسود .. ظنت بأنها النهاية . **** فتحت عينيها ببطئ ، على ضوء أبيض يداعب جفونها .. و يتسلل من فتحتهما ليلامس حدقتيها ، فيجعلها ترمش قليلا ، ثم تفتح عينيها . طافت عينيها بأنحاء الغرفة ، لتكتشف بأنها بالمشفى !! كيف وصلت ؟! .. و من وجدها ؟! .. و جاءت الإجابة من رجل يقف بجوار سريرها ، طويل و ضخم الجثة .. ينظر إليها من علوه فأرعبها .. دققت النظر ثانية لتراه .. أسمر البشرة .. جذاب الملامح .. جسده العملاق اكتسى بالعضلات النافرة التى تشي عن قوته ... شعره أسود طويل غير مرتب .. أعطاه مظهر طفولي عابث ... عينيه سوداء و لكنها تلمع ببريق جذاب . أخفضت وجهها بخجل ما إن لاحظت تفحصها به .. لتجده يقول بصوت هادئ : _ كيف حالك آنستي ؟! إلتفتت له بسرعة .. و هي تجد به الخلاصة لأسئلتها .. فقالت بسرعة و حروف متعثرة : _ كيف .. كيف وصلت إلى هنا ؟! ابتسم ببطئ حتى شمت البسمة وجهه : _ لقد وصلتي إلى هنا .. بواسطتي .. وأشار بأصبعه إلى نفسه . فإنعقد حاجبيها بضيق ، و قالت بغموض : _ و ماذا كنت تفعل في ذلك المكان ؟! وجدته تجاهل الرد ، وإلتفتت ليأخذ كرسي من خلفه ليضعه أمام سريرها .. و يجلس عليه براحة .. واضعا قدم فوق أخرى ، همس بخفوت و كأنه يحكي سرا : _ إقتربي مني .. قليلا قليلا .. سأحكي لكِ قصة قصيرة مختصرة لما مررت به . لقد جئت هنا لتغيير الجو ... و للإستمتاع كما تفعلين أنتِ ، إلا أننى و أنا بمطعم الفندق .. وجدت طفلة صغيرة ، لا ليست طفلة .. هى أكبر من الطفلة بقليل .. تأكل في الطاولة المقابلة لي بشراهة و سرعة غير عاديين . لكن للحق .. في البداية شعرت بنفور منها نوعاً ما ، و لكن مع تأملي لهاِ .. إنمحى النفور و عم محله مشاعر أخرى أعجبتني . ولكن فجأة و أنا أحلل مشاعري .. إندفعت الصغيرة راكضة كطفلة إلى الخارج .. فلحقت و تابعت .. وزاد تعجبي نظراتك المنذهلة للثلج و لعبك به مثل الأطفال بفوضى . ظلت عيني تتابعك .. إلى أن وجدتك تقفين فجأة ، ثم تتجهين إلى ذاك الجبل ، كنت أعلم بأن تسلق الجبال يحتاج إلى عدّة .. فعدت إلى الفندق و جلبت حقيبة خفيفة حملت بها ما أحتاجه ، و تابعت ... كنتِ قد إبتعدتي عني قليلا ، و لكن صرختكِ الجميلة تلك هي التي جعلتني أصل إليكِ و يحدث ذلك الانهيار . عندها وجدتك قد غطت الثلوج جسدك ، فأشربتك شرابا ساخناً و حملتك إلى هنا سريعاً . كيف حالك الأن ياصاحبة القدم الطويلة ، و الجسد الرفيع ؟! نظرت له بغضب ، و قالت من بين اسنانها : _ أنتَ يا هذا .. أنا متشكرة لانقاذي ، و لكني لست متشكرة للسانك الطويل السليط .. فإحترم طولك و هيبتك و عد من حيث أتيت . بدلا من إحتفاظه بماء وجهه و الخروج من الغرفة ، وجدته يضحك بسماجة ، ليقول ببساطة في نهاية ضحكته : _ خفيفة الوزن ، و بقدم طويلة .. لسان سليط .. و شراسة لا متناهية .. و ملامح طفولية لذيذة .. أنتِ حقا ممتعة ، و لذلك سأرافقك في رحلتك . صرخت به بعنف أكبر ، و وجه أحمر من شدة الغيظ : _ أنتَ يا هذا .. أنقلع عن وجهى .. فلا ينقصني غيرك . تحدث بسماجة و هو يضع يده فى جيب بنطاله : _ بهدوووووء .. بهدوء عزيزتي .. فأنتِ لازلتى صغيرة بالعمر .. و قد تصابين بالضغط أو السكر ، كذلك شئ يا حلوة .. أنا سأرافقك .. شئتي أم أبيتي .. هيا تعافي بسرعة قبل أن تنفذ أيام عطلتك .. سأذهب و أسال الطبيب عن إمكانية خروجك من هنا الأن و في هذه اللحظة .. فالرحلة لم تنتهى . إلتفت مغادراً و قبل أن يغلق باب الغرفة خلفه ألتفت إليها ليقول مبتسما بجاذبية : _ أدعى يامن ... يا آسيا . و اتبع جملته التعريفية ،بغمزة شقية من عينه اللامعة .. ليغلق الباب أمام عينها المذهولة ، لتُتَمتِم ببطئ : _ يا ... يامن . **** نظرت له بغضب .. إنه طفل .. بل أكثر طفولة من الأطفال .. شقي و غليظ بذات الوقت ، يقذفها بكرات الثلج معلنا الحرب الأهلية بكرات الثلج .. _ الطفولي . همست بغضب و كادت تتركه و تعود للفندق ، إلا أنها فجأة وقفت من الصدمة . كرة ثلجية باردة ... حطت على وجهها بعنف .. لترسل البرد إلى جميع أطرافها . فكرت بهذيان من هول صدمتها .. لا لا .. لن تسكت لذلك الحقير . إلتفتت تلتقط كومة ثلج من الأرض لتكورها بيديها الصغيرة ، و تلقي بها عليه بأقصى قوتها فإصطدمت الكرة الثلجية بصدره . و من هنا بدأت الحرب الأهلية بكرات الثلج ، و بين كل قتال و أخر .. هدنة لإعادة بناء حصن كلٍ منهما .. بعد مدة .. أكتفوا فيها من المرح و الركض .. و اللعب ... إرتميا على الثلج بقوة يلهثان . فقالت برقة و هي تلهث ضاحكة : _ يا إلهي ... لقد تعبت من كثرة الجري . إلتفت إليها ينظر إلى عينيها بقوة مبتسما : _ و أنا أستمتعت باللعب .. و لا يزال أمامي الكثير لأملأ به جدول رحلتك . هدأت أنفاسها ، لتبعد وجهها عنه بخجل و إرتباك و هي تنهض واقفة .. لينهض هو الآخر مواجها لها .. فقالت بإرتباك و هي تعدل حجابها : _ لما لا تريد تركي و شأني .. أنا لا أحب التعامل مع الناس الغرباء بمثل هذا التساهل . نظر لها شاردا و قال بصوت هادئ : _ لقد قلت لكِ بأنني سأرافقك في رحلتك ، و سأكون المسئول عن إسعادك خلال الرحلة ، و أما عن الأشخاص الغرباء ، فأنا أعرفك بنفسى يامن العزاوي .. رجل أعمال .. جئت إلى هنا لأستمتع بوقتي و أرتاح من ضغط العمل . تنهدت بيأس و هي تبتعد عنه ، فلحقها ليقول بهمس و هو يقترب منها : _ و لن أتركك مهما فعلتي ، لذا إختاري .. إما أنا و إما أنا ؟! نظرت له بغيظ و هي تقول : _ أنتَ لست ظريفا .. فلا تحاول .. فهذا يقلل من مظهرك كرجل أعمال مشهور في البلاد . وفرت بنفسها من مهلكه .. ومهلك عيونه القاتلة .. و لكنها لم تستطع صم أذنها عن ضحكته العالية المستمتعة . فإبتسمت ببطئ، و لكن لم تلبث أن مسحتها و هي تكمل طريقها بسرعة .. **** يوما يركض خلفه آخر .. ترافقه في رحلاته بالإجبار أو الإختيار .. ليس هنالك فارق .. مادام القلب راضٍ . كانت تحمل معها دائما كاميرا وردية .. تلتقط بها صور عديدة لنفسها .. في كل مكان تذهب إليه .. أو كل نشاط تقوم به . حمل أسبوعها الكثير من الذكريات ،و بدأ دفترها الوردي يمتلئُ بالصور .. كانت تقلب في الصور بابتسامة حزينة ، كل الصور لها وحدها .. بالرغم من صراخ يامن بها مرات عديدة أن تصوره .. أو أن تجمعهم صورة واحدة .. و لكن ردها الدائم ببرود .. لا . فهو دفتر أمنياتها هي .. و لا تريد لأحدٍ أن يتشاركه معها . أغلقت الدفتر بهدوء ، و اتجهت إلى فراشها .. الليلة هي آخر ليلة لها في هذا المكان .. و بعدها ستذهب إلى فرنسا .. حيث حلمها برؤية برج إيڤل . **** حزمت حقائبها .. و اتجهت لتنهي حسابها في الفندق ، ثم قادت حقائبها إلى الخارج حيث سيارة الأجرة التي طلبتها لتقلها إلى المطار . وضعت حقيبتها ، و استقلت السيارة فى الكرسي الخلفى .. خلف السائق مباشرة .. ثوان و وجدت الباب الآخر يفتح .. ليدخل ذلك اليامن .. و يجلس بجوارها في الكرسي الخلفي و هو يأمر السائق بمنتهى الهدوء أن يسير فى طريقه . ماذا .. و كيف و لماااااااااااذا ؟! صرخت به بعنف بعدما أفاقت من ذهولها : _ أنتَ أيها السيد .. ألا تتركني و شأني .. كيف واتتك الجرأة لتستقل السيارة معي .. أنتَ يا هذاااا أنا أحدثك . و لكنها لم تجد أي رد سوى أنه يمسك هاتفه و يقلب محتوياته ببرود ، و بلحظة غضب و حماقة .. مدت يدها بسرعة لتأخذ الهاتف ، و لكنه بخطوة أسرع منها .. و ببرود تام ..رفع الهاتف ثانية ..فإنظرت له بغضب وألتفتت للسائق تقول بعنف : _ أوقف السيارة .. هاااي أنتَ الآخر .. أوقف السيارة . نظر السائق لها بتعجب ، و بالفعل لم تمض ثوان إلّا و أوقف السيارة ، ففتحت الباب بقوة و كادت تخرج إلّا أن يداً حديدية أمسكت بمعصمها لتديرها إلى ملامح غاضبة مخيفة .. أول مرة تراها من صاحبها . جذبها له أكثر .. إلى أن أصبح وجهاهما متقاربين ليقول بأنفاس نارية : _ استمعي أيتها المجنونة الحمقاء ، أنتِ تعجبينني بكل وضوح و صراحة ، و قد قلتها لكِ مسبقا .. و سأعيدها عليكِ كثيرا .. أنا لن أتركك لأنني أريد أن أمضي وقتا مسليا .. أريد أن أستمتع بعطلتي .. وأينما ذهبت أنتِ .. فأنا ذاهب .. ببساطة لأن العطلة لها طعم آخر معكِ . ترك يدها ببطئ ، فنظرت له طويلا قبل أن تسكن بمكانها .. و تنظر أمامها وتقول بصوت مرتبك : _ سر بطريقك أيها السائق . ألقت نظرة خاطفة إلى الشخص المجاور لها ، لتشعر بقلبها يقفز بطريقة لم تعدها مسبقا . كم هو قوي .. جسدا وقولا ... بشخصيته الهادئة المرحة المشاغبة ، و وقت الغضب .. مخيفة و مهلكة . ماذا يريد ، و ما النهاية .. و لم لا تضع حدا له ، فهي ليست بمثل ذلك الخنوع و القبول ؟! و لكن للحق .. هى راضية ، و لكن لا تعرف مايقودها إليه رضاها ؟! **** | ||||||||
|
| |
|
21-06-17, 11:48 PM
| #8 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة وقاصة ومدققة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وعضومتألق ونشيط بالقسم الأدبي وقلم فضي برسائل أنثى ومحررةبالجريدةالأدبيةوقاصة هالوين
| الخاتمة تمت بحمد الله 4/4/2017 | ||||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
العرض العادي
