دموع الوسادة

[برنس اية]

لا يوجد أحدا منا و إلا نزلت دموعه على وسادته لأسباب كثيرة منها الظلم او الشوق الحنين ،الحب ،المرض ،اليأس،الفراغ والضياع، أو حتى لمجرد الإحساس بالذنب.

دموعنا تحكي قصصنا وتبرد نارنا وتحسسنا بالراحة و التفشي من الكبت والحزن الذي يلاحقنا فذرفها تزيل العيون على الخدود وترتاح القلوب وينطفي ما بداخلها لتبحر بنا سفينة الهدوء والطمأنينة بعد القلق والسكينة بعد الأرق لتجمعنا على سحائب الرضا وتمطر الهموم وتسقط منا كل واحدة تلو الأخرى هنا أما أن تنام وتحلم بواقع أجمل وتغيرات تحولك من شخص هالك الي شخص منفتح ومحب للحياة ليرحل التشاؤم أو تفكر بعقل وتنظر بعين الرضا أن كل ما يحدث للخير تدركه أو لا وعليك أن لا تستلم بل تناضل وتكافح من أجل الوصول للغاية والمنال بهمة صابرة وأراده قوية وعزيمة تهد الجبال فإن السماء لاتمطر ذهبا اجتهد اعمل بكل ما لديك واصعد السلم درجا درج ولا تخاف أن الخوف ليس شيم المؤمن ولا فصائله تمسك بالواح التفاؤل وتمدد على أرض العطا لتنهل من من الحياة أجملها وانفعها بل إن تقضي العمر بين هفوات المعاصي او جفا الاحبة او الجري خلف الأبواب المغلقة لتغرق بين طيات النسيان وتلتهمك الذاكرة .

دموع الوسادة ترصد لك كل الخطوط وتضعها أمام عينيك لتري النور يخرج من أين وتصنع لنفسك مذكرة تزكرك بالاهم ثم المهم وتعلمك كيفية الانحياز والتباعد عن فكرة الاستسلام لتنهض من غفوتك وتشغلك بمجاهدة النفس وتحررك من قبضة الكسل لقمة النشاط لتنسيك مرارة الأسى والفقدان وإهمال أشخاص لك أو ظلمك تعرفك طريق النجاح وتغرزك في باطن العمل لتعيد حسابات المكوث في مكانك دون هدف .

البكا على الوسادة يحكي قصة عاشق فرقه الزمن من احبته أو رفض الحبيب له ليفضض عن شده إلمه لينادي كم بقي من العمر حتى انسى وكيف أعيش العمر بعده هنا تخبرك الدموع أن الكل مفارق وأن الحب يأتي بعد العدواة وأن كان لك سيعود وأن لم يكن فهو خير لك ففي الحياة يوجد من يحبك لشخصك لاخلاقك ولابتسامتك أو حتى لشكلك يوجد من يهتم ولا يمل من يحن ولا يقسو من يقرب المسافات ليصلك ويعيدك من حيث بدأت لتتلم الجروح وتبرأ على يده وينقيك من حنين الاشتياق المر لتنقع عل محيطه مبسوطا مسرور تتغير ملامحك بحنكة الاهتمام والسؤال عنك وتفقد أحوالك ليزيد عمرك عمرين ويومك أيام تتمنى أن لا تنقضي.

دموع الوسادة تحكي ألم المرض بين قلب شخص ضعيف اضعغه الوجع وتلاعبت به تشخصيات المرض ليحلل الزمن أن ما به علامات يأس ودموع في قاع العين تتلألأ كقطرات المطر على النهر وهنا تحس به وتدرك مشاعر الضعف والخوف معا لتبكي وجعا وحيدا تحكي وسادتك تتمني العافية فتاتيك السكينة على هيئة روح أو نسمة هبت من أعلى السماء تزكرك بأن من خلق المرض قادر على أن يعافيك وينزع منك مرارة الآهات ويصيفك من الذنوب العالقة على صفحتك لتتركها بيضاء.

دموع الوسادة توقفك على محطة محاسبة النفس لتركب على متن الاستغفار والتطهير من النوايا الخبيثة وتزكرك بالنار والحساب والرجوع إلى الفطرة دون الارتكاز على عصا الماضي لأن الله غفور رحيم.
دموع الوسادة هي الاصدق وبالاحري لأنها لا يعلمها إلا الله تنجرف من الرياء وعزة النفس والكرامة دموع نابغة من تحت جدار القلب التي تحركه عضله لا ارادية ليحوي كل ما بداخله ويخرجه لنا نعيد ترتيبه ويحكم ما بنا من فوضى ويحسم الأمر ويجعلك متوازنا صريحا متسامحا مع نفسك عموما تنقذك من بئر هاوية الوساويس الهارمة المميتة لقلبك.

ابكي وادمع على وسادتك لتعرف الفرق وماذا تعني دموع الوسادة هي تسمعك جيدا وتنصحك وتفيقك من وهن الروح لتجمع دموعك وتهزك هزا عنيفا لتخالف هواك وتسندك لان ما تفعله هروب من الضيق والوجع لتعطيك فرصة لاتهدر الوقت وتشعرك بجمال اللحظات قبل ان تصبح ذكري.
احتضن قلبك ولا داعي للعتاب فالكل يدرك أفعاله واغرق في حب نفسك واحترامها حتى آخر نفس قد لا يتحقق لك كل ما تريد ولكن رضي الله يجعل لك الحياة كما تريد فقلبك مكشوف بين يديه تكلم أو لا تتكلم يفهمك حتى لو لم تفهم نفسك واعلم أن لذة البكاء البكاء من خشية الله .
والبكاء من عدم الخشوع في الصلاة اوالهجران لتلاوة كتاب الله فيا ربي كف عنا اختناقنا وهدينا واجعل اللهم ذرف دموعنا شفاء ودواينا بذكرك وتسبيحك والهمنا الفلاح وزكينا.

وعلى قول الشاعر :

قل للذي ينام والأحزان تخنقه
وهمه في ظلام الليل يشقيه
هون على قلبك المحزون أن له
ربا” سيملؤه نورا” ويرويه

منقول للامانه من برايسيش