آخر 10 مشاركات
2017-وأخيراً شاطيء الأمان - سارة تشانس - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2016 - الخائن - ويلي - روايات غدير** (الكاتـب : angel08 - )           »          2015 - غابة وثلوج - جين دونيللي - روايات غدير** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          2014 - دع الحب لوحده - ليندسي أرمسترونع - روايات غدير** (الكاتـب : angel08 - )           »          2013 - بعد كل هذا الوقت - ساندرا مارتون - روايات غدير** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          2012 -في سماء أول صباح- جانيت جويس - روايات غدير2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2011 - تذكرحبي - جوديت بيكر - روايات غدير** (الكاتـب : angel08 - )           »          2010- مجوهرات هيلين - جين دونيللى - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2008-عالم الديكور - جوان سميث - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2007 - عاطفة قديمة - روبين دونالد - روايات غدير ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-17, 03:33 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-9-

كانت المرة الأولى التى يحلق فيها .. تلاشى توتره سريعاً وهو يسبح بين السحب فوق هذا العلو الشاهق .. لم يحجز له خورشيد فى الدرجة الأولى كما فعل معها .. ولكن لا بأس .. يكفى وجودها بعيداً عنه ليستمتع بكل ما حوله
شرد ذهنه مرغماً وراح يفكر في ذلك القسم الذى أقسمه لخورشيد .. لماذا أصر عليه ذلك الطاغية إن كان سيلحق بهما خلال أيام قليلة كما أخبره ؟
الأمر مثيراً للريبة ..! هل أرسل نانا إلى باريس لحمايتها بالفعل أم أنه أراد التخلص منها ؟
قطعت مضيفة الطائرة أفكاره وهى تناوله وجبته مبتسمة .. بادلها بابتسامة شاردة لم تتحرر بعد من القلق الذى استبد به .. ماذا لو كان خورشيد قد ملها بالفعل فتركها له .. ولكن أيعقل هذا .. بعد هيامه الواضح بها ؟!
خرج من باب المطار وراح يدور حول نفسه بحثاً عنها .. وكأنها تبخرت من بين كل ركاب الطائرة .. لم يعثر لها على أثر ..
الشيء ذاته حدث في مطار القاهرة ..! ما الذى يحدث حوله .. ؟
لم يعد يفهم شيئاً ...!
لعلها هي أيضاً خططت للهرب من خورشيد حتى تريح نفسها من القلق والخوف المستمر الذى يحيط بصحبته ...
بماذا سيخبر خورشيد عندما يتصل به ويسأله عنها ..؟!
تنفس الصعداء عندما لمحها أخيراً تلوح له من داخل سيارة أجرة .. أشارت بصبر نافذ ليتقدم منها .. وما أن أصبح بجوارها حتى هتفت ساخطة :
- أين كنت كل هذا الوقت ؟
- كنت أبحث عنك
زفرت في وجهه حتى كادت أن تحرقه قبل أن تأمر السائق بالتحرك .. راح يحدق فيما حوله منبهراً بالمعمار الأوربي الرائع حتى نسى وجودها بجواره .. أطلق تنهيدة طويلة .. باريس فاتنة بكل المقاييس .. ورغم ذلك كان يفضل أن يكون في جنوب أفريقيا الآن .. حيث يوجد حلمه ..
انتفض عندما لكزته في عنف ليستيقظ من غفلته .. كان السائق قد توقف أمام فندق ضخم طرازه المعماري العتيق ينم عن عراقة وفخامة .. لا شك في أن رواده كلهم أثرياء مثل خورشيد.. إن لم يكونوا أكثر ثراءً ونفوذاً منه ..
تركته يحمل الحقائب كلها بما فيهم حقيبته الصغيرة .. لولا العجلات التي ساعدته على سحبها فوق الأرضية الرخامية لأصيب بانزلاق غضروفي قضى على مستقبله للأبد .. تأملها ساخطاً وهى تتقدمه في غطرسة مختالة كالطاؤوس حتى وصلت لموظف الاستعلامات الذى أكد لها وجود غرفتين بالفعل محجوزتين باسمها واسمه لمدة أسبوع كامل .. أخذ الحمال الحقائب من يده لتوصيلها إلى الغرف
يبدو أن غرفتها أيضاً كانت أغلى ثمناً وأرقى منزلة من غرفته .. ولكن لا بأس أيضاً هذه المرة .. راح يكرر لنفسه .. يكفى كونها بعيداً عنه
ما أن فتح باب غرفته حتى اتسعت عيناه سعادة وهو يطلق صفيرة إعجاب طويلة .. إن كانت غرفته الرخيصة على هذا القدر من الجمال والرفاهية فماذا عن غرفتها ؟
دون أن يخلع نعليه راح يلقى بنفسه مسحوراً فوق سرير لم يره منذ زمن .. هذا النوع من الأسرة خاصة كان يراه للمرة الأولى وإن كان يأمل بأن لا تكون الأخيرة .. فهو على يقين رغم ظروفه الصعبة أن الحياة ولابد ستبتسم له يوماً .. مضى بعض الوقت وهو يتقلب فوقه مستمتعاً بالملمس الناعم لمفرشه وأغطيته قبل أن يقرر أخيراً النهوض لتفقد بقية محتويات الغرفة
ابتسم شاكراً للحمام المرفق بها .. هز رأسه طرباً وهو يغنى أغنية يعشقها .. فتح الصنبور ليملأ حوض الاستحمام بالماء الساخن ونزع ملابسه ليغوص فيه عندما رن هاتفه المحمول فجأة ...
وكأنه سقط من علو شاهق راح يتطلع إليه محبطاً .. ومن يعرفه هنا سواها .. هادمة اللذات ومصدر البؤس كله .. ها هي قد بدأت في إزعاجه باكراً .. ليتها انتظرت قليلاً حتى ينال جرعة من المتعة تساعده على تحمل طباعها البشعة ولسانها الأقسى من المطرقة .. لكم يتمنى أن يقطعه لها يوماً من منبته ..!
جاهد ليبدو صوته هادئاً وهو يغمغم :
- سوف آتى حالاً
- أين ستذهب أيها المتخلف ؟
كان صوت خورشيد لا صوتها .. ابتلع ريقه قائلاً في تلعثم :
- عذراً يا سيدى .. ظننتك نانا هانم
- أين هى نانا ؟ انا أحاول الاتصال بها منذ أكثر من ساعة بلا جدوى
- في غرفتها .. بالكاد وصلنا إلى الفندق منذ قليل
- أعرف متى وصلتما .. فأنا لن أتركها معك بلا مراقبة
أخرسته المفاجأة بينما أردف خورشيد :
- هل سلمتها الحقيبة التي كانت بحوزتك ؟
- نعم
تنهيدة الراحة التي أطلقها خورشيد عبرت إليه خلال الهاتف حتى شعر وكأنه يرافقه في الغرفة قبل أن يعاود القول في هدوء :
- حسناً .. أذهب إليها الآن واطلب منها أن تحدثني فوراً
- أمرك يا سيدى
أغلق الخط وعاد يرتدى ملابسه مرغماً .. اتجه إلى غرفتها ساخطاً .. الطريق القصير الذى أخذه إليها كان أجمل من كل الحدائق التي تنزه فيها منذ صغره .. استنشق في نشوة عبير الورود التي وضعت في فن على جانبي الممر بين الغرف .. تبختر في زهو فوق السجادة الحمراء الطويلة .. كأنه نجم سيتسلم جائزة الأوسكار بعد قليل .. ولمَ لا ؟
أحلامه لم تنبت من العدم .. لم يأمل في الفوز عبثاً .. كل من رآه تنبأ له بمستقبل لامع .. ليس عليه سوى أن يلاحق أحلامه التي تجسدت أمامه قبل أن تختفى عندما توقف أمام بابها ...
تعلقت عيناه بالرقم المدون فوقه ليتأكد من صوابه قبل أن يطرقه بهدوء .. لم يتلق رداً في البداية فعاد يطرقه مرات حتى سمع صوتها يسأله عن هويته في شيء من الحدة .. وما أن عرفته حتى أطلقت للسانها السليط العنان وراحت توبخه بسيل من الشتائم التي يحفظها لكثرة ما رددتها على مسامعه قبل أن تختتم سبابها قائلة :
- ماذا تريد ؟
- خورشيد بك يريد التحدث إليك على الفور
- خورشيد ..!
- نعم .. أخبرني بأنه حاول الاتصال بك مراراً ولكن هاتفك لا يجيب
ساد صمت تخيل معه بأنها لم تستوعب حديثه فعاد يكرره من جديد ولكنها قاطعته من خلف الباب صارخة :
- سمعتك .. هيا اذهب
زفر في ضيق وتحرك ليغادر ولكنه ما كاد يصل لنهاية الممر حتى فتحت بابها وصاحت بصوتها المزعج :
- انتظر
استدار يتطلع إليها .. تسمرت عيناه فوقها لحظات وكأنه يتأكد من هويتها .. كانت قد لفت جسدها في منشفة كبيرة وغطت شعرها بمنشفة أخرى أخفت معظم تفاصيل وجهها .. هي أيضاً يبدو أنها قد خرجت للتو من حوض الاستحمام
عاد صوتها ينتشله من شروده في حدة :
- أعطني هاتفك
ناولها هاتفه في ارتباك فصاحت به ساخرة :
- وكأنني سأطمع في هاتفك الخردة ..!
خطفت الهاتف من يده كالحرباء ودخلت غرفتها .. الباب الذى أوصدته بعنف في وجهه لم يمنع صوتها المزعج من الوصول إلى أذنيه وكأنها تتحدث معه لا مع خورشيد
- نعم .. الحقيبتين أمامي الآن .. كنت أستحم عندما أتى ذلك الخرتيت ليخبرني باتصالك .. كلا .. يقف في الخارج منتظراً هاتفه .. عذراً .. نفذ الشحن من البطارية ولم أنتبه لإعادة شحنها .. حسناً .. سأحدثك من هاتفي بعد قليل
فتحت الباب وقذفته بالهاتف وهى تهتف مشاكسة :
- لولا يقيني بأن صوتي من خلاله يزعجك أكثر لاحتفظت به
تطلع إليها لحظات قبل أن يأخذ هاتفه ويبتعد عنها .. ابتسم مرغماً وهو يستعيد كلماتها الأخيرة .. يا لها من كتلة شر تلك التي تجسدت فيها وحولتها إلى شيطانة صغيرة .. كم يتمنى أن يوسعها ضرباً حتى تتحرر من الجنية التي تسكنها ..
صرخت لتصم اذنيه مجدداً :
- أجدك هنا بعد ساعة بالضبط .. حذار أن تتأخر
اغتسل سريعاً وبدل ملابسه بالزي الوحيد الذى وضعته له فوزية في الحقيبة الصغيرة .. كل هذا حتى يتسنى له حمل حقيبتها الكبيرة .. وكأنها في حاجة إلى المزيد من الملابس .. حقيبتان كبيرتان كاللعنة كادتا ان تتسببا له في انزلاق غضروفي لأجل قضاء أسبوع واحد في هذا الفندق .. من أين لها بالوقت لترتدي كل هذه الملابس ..؟!
اضطر لغسل ما كان يرتديه ووضعه بجوار المدفأة ليجف .. سيتوجب عليه شراء ملابس أخرى في أقرب فرصة ممكنة
ما أن طرق بابها حتى فتحت له هذه المرة وكأنها كانت تنتظره .. من الجيد كونه لم يتأخر فهو في غنى عن لسانها السليط .. انتهت من طلاء وجهها بـ طن المساحيق التي اعتادت أن تتزين به ولكنها لاتزال ترتدى قميص نوم بلا أكمام بالكاد يصل ركبتيها .. شعرها البنى الفاتح يغطى كتفيها.. يبدو أنه شعرها الحقيقي هذه المرة .. لكم أرهقت عينيه بألوان لا تنتهى من الشعر المستعار ..!
قميصها الحريري بلون السماء انسدل ليعانق بشرة فاقته نعومة وإشراقاً .. ابتلع ريقه فى صعوبة وهو يلتمس لـ خورشيد بعض العذر لافتتانه بها وغيرته عليها .. فهي بلا شك صيد ثمين لكهل مثله
دعته للدخول وهى تتبختر أمامه في لا مبالاة فتقدم ساخطاً .. تجاهل ملابسها وتحول بنظراته إلى تأمل محتويات الغرفة .. كتم أنفاسه انبهاراً بما حوله من فخامة وثراء .. كيف يتمتع أناس بكل هذا النعيم على الأرض وحدهم بينما أخرون يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً ؟!
كانت قد انتهت من إفراغ محتويات إحدى الحقيبتين ورتبتها في خزانة ملابسها .. أشارت إلى الحقيبة الأخرى قائلة :
- أرفع لى هذه فوق السرير لأفرغ محتوياتها هي أيضاً
تطلعت إليه وهو ينفذ ما طلبته منه بلا عناء وابتسمت قائلة :
- أنت خرتيت بالفعل .. حاربت لأفعلها ولم أستطع
تجاهل وقاحتها قائلاً :
- هل أستدع العاملة لمساعدتك
- كلا .. وعدت خورشيد أن أرتبها بنفسي
ضاقت عيناه وهو يتطلع إلى الحقيبة في شك .. هناك حدس خفى يغزوه بشأنها .. طبيعة خورشيد الإجرامية واهتمامه غير العادي بها يستحق الريبة .. فتحت الحقيبة بمفتاح خاص كان بحوزتها .. فازداد يقينه بأن خورشيد يخفى شيئاً فيها ...
تناولت بعض الملابس منها ووضعتها في الخزانة .. همت بتناول المزيد عندما رن هاتفها فأسرعت تلتقطه .. جلست فوق فراشها ووضعت ساقاً فوق الأخرى فازداد الأمر سوءًا .. ولكنها أيضاً لم تبال بوجوده .. وكأنه هواء وبخار .. لا عيون بين قسماته .. أتخاله أعمى ؟
همست بصوت ناعم يزيدها عهراً :
- حبيبي .. كنت سأتصل بك حالاً
تطلعت إلى باسل وأردفت :
- نعم .. أنا بمفردي .. انتهيت من ترتيب ملابسي ووضعتها بنفسي في الخزانة .. نعم أفرغت محتويات الحقيبتين .. المفاجأة ..؟ نعم .. رائعة جداً .. لم أتوقع هذا الكم الهائل .. شكراً حبيبي .. لن أحتاج سوى وجودك معي .. وأنا في انتظارك .. إلى اللقاء يا حبى
أغلقت الخط وألقت الهاتف بلا اهتمام وهى تغمغم ساخرة :
- أصبح معك كنزاً سيكفيك العمر كله .. لن تحتاجي شيئاً بعد الآن .. وكأنني سأكتفى بما وضعه في هذه الحقائب من ملابس ..!
تسمرت عيناه فوق الحقيبة وابتلع ريقه صامتاً .. كان واضحاً أنها تكرر كلمات خورشيد لها دون أن تفهم معناها الحقيقي .. خورشيد يخفى كنزاً في هذه الحقيبة ولكنه ليس الملابس بالطبع ....
عادت تثرثر مستنكرة :
- بالله كيف أكون في باريس عاصمة الموضة ومستودع الماركات العالمية ولا أشترى شيئاً جديداً ..؟!
فتحت الباب فجأة وأزاحته خارج الغرفة قائلة :
- انتظرني هنا .. سأبدل ملابسي ونذهب للتسوق
- وماذا عن الحقيبة ؟
تطلعت إليه في تساؤل فأردف في هدوء أبعد ما يكون عنه :
- أنتِ لم تنته من إفراغ كل محتوياتها بعد
- ولكن خورشيد عرف أنني انتهيت منها وهذا ما يهمني .. سأرتبها فيما بعد
استند برأسه على الحائط بجوار بابها شارداً .. ترى ما الذى يخفيه خورشيد في هذه الحقيبة ؟ ما هو الكنز الذى هربه معه إلى هنا مستغلاً سذاجته وعدم خبرته ؟
مضى وقت طويل قبل أن يطرق بابها بصبر نافذ .. جاءه صوتها آمراً :
- انتظر .. لم أنته بعد
زفر ساخطاً وراح يذرع الأرض ذهاباً وإياباً حتى خرجت أخيراً وتقدمته في لامبالاة قائلة :
- اتبعني
- اغلقي الباب بالمفتاح
- الفندق آمن
- لا ضرر في المزيد من الحرص
زفرت في وجهه بضيق ولكنها عادت بالفعل وأغلقته وما لبثت أن صرخت في وجهه مجدداً :



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-07-17 الساعة 09:49 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 03:34 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-10-

5- تعويض ..!

حذرها لحظة خروجهما من الفندق أن الطقس ينذر بعاصفة ودعاها لتعويض نزهتها لاحقاً ولكنها كعادتها لم تنصت له .. كل ما فعلته هو أنها عادت إلى غرفتها وأمرته في غطرسة أن ينتظرها .. عادت بعد لحظات ترتدى معطفاً للمطر ..
السحب الرمادية كست الأفق كاملاً .. مراكز التسوق التي خرجت من أجلها بدأت في غلق أبوابها قبل الموعد المحدد لها .. وليتها اتعظت .. لازالت تريد السير في الطرقات بلا هدف واضح يهدئ البركان الذى يغلى داخله ..
باريس .. بلد الجن والملائكة كما يلقبونها .. ازداد الطقس سوءًا وهطل المطر غزيراً مصحوباً بعاصفة شرسة تزداد ضراوة لحظة تلو أخرى .. فهربت الملائكة وتركوه وحده معها ..
لا يبدو عليها أنها تكترث كثيراً للأمر .. ولماذا تفعل وهى ترتدى معطفاً للمطر وتتدثر بقبعته بينما ابتل معطفه الصوفي حتى أمطر هو أيضاً .. احتضن نفسه بذراعيه يلتمس دفئاً فازداد برودة حتى كاد أن يتجمد
هتف بصوت هزمه المطر وزوابعه فخفف من وطأته :
- نانا هانم .. علينا أن نعود الآن
وكأنها لم تسمعه استمرت في تهورها .. بل ازدادت جنوناً ونزعت القبعة عن شعرها الأحمر فبدت كالشعلة الملتهبة بين الثلوج التي بدأت تنهمر فوق رأسيهما في شراسة فاقت شراستها ..
كطفل مشرد أبله راحت تطارد حبات الثلج .. رفعت وجهها للسماء مستمتعة بصفعاتها فوقه وهى تستنشق رائحتها في نشوة محروم جائع ..
كل من عاشره يعلم بأنه يمتلك أعصاباً أكثر صلابة من عضلاته الفولاذية التي عذبته قبل أن تعذب خصومه .. يشهدون له بكونه خير من يحكم نفسه ويروضها في أشد المواقف تفتيتاً للصخور ..
حتى ولو كان قد فقد صبره مؤخراً فهو معذور .. يكفى ما تعرض له من خداع لخمسة أعوام متتالية استنفذت كل قدراته على الصبر والتحمل ..
على أيه حال ها هو قد نال جزاء تهوره بأسرع مما يتخيل .. وكأن الزمن كان يترقب هفوته وينتظر لحظة طيشه ويتلهف لمعاقبته ..
في حكم عاجل رماه أسيراً في قبضة هذه المجنونة وعشيقها المستبد ...
زفر غاضباً وهو يراها ترقص وتدور حول نفسها غير مبالية .. لو لم يكن مجبوراً لتركها وذهب وحده قبل أن يلقى حتفه معها .. عاد يهتف بصوت جهور :
- نانا هانم .. الطقس أصبح لا يحتمل
قالت دون أن تنظر إليه :
- اخرس
فكر في حملها إلى الفندق عنوة .. ما الذى يمكنها أن تفعله به أكثر مما تفعله الآن .. أمسك ذراعها في شيء من القسوة فاستدارت نحوه ورفعت وجهها إليه في غضب صارخة :
- ماذا تفعل أيها الأحمق ؟
أجفل لحظات وابتلع ريقه جزعاً .. المساحيق السوداء والحمراء التي تلطخ بها وجهها سالت مع المطر لترسم فوق ملامحها صورة أكثر بشاعة مما رسمها هو في مخيلته لها .. حولتها إلى جنية بالفعل ..!
استعاد جأشه قائلاً في حسم أدهشه قبل أن يدهشها :
- إن لم تأتى معي الآن .. سأعود بمفردي
لم يكن ينقصها سوى عينيها التي احمرت غضباً وهى تهتف :
- لا زلت عصياً إذاً .. كان خورشيد محقاً عندما أخبرني بأنك تتملقني لا أكثر .. حذرني منك مراراً ولكنني لم أتعظ
تتطلع إليها صامتاً .. لم يدهشه كون داهية مثل خورشيد سبر أغواره واكتشف رغبته المكبوتة في الانتقام منهما معاً وليس منها فقط .. ما أدهشه هو كونه استأمنه وحده على حمايتها دوناً عن سائر رجاله .. رغم كل شكوكه وظنونه به..!
أتراه حقاً يثق في قسمه إلى هذا الحد ..؟!
أشار لإحدى سيارات الأجرة فتوقفت بجوارهما .. فتح بابها وانحنى يشير لها بالدخول فى لياقة مزيفة زادتها جنوناً بينما همس :
- تفضلي يا سيدتي
راقبته في عدم تصديق وهى تغمغم :
- وماذا لو رفضت .. هل ستذهب وحدك بالفعل وتتركني هنا ؟
أجابها بلا تردد :
- نعم
لم تستمر في مجادلته طويلاً بل صعدت إلى السيارة ساخطة متوعدة كعادتها كلما غضبت .. هذا الوقح .. استغل وجودها وحيدة معه في هذا البلد الغريب ليذلها ويجبرها على طاعته .. ولكن هيهات لو ظنها سوف تستسلم لخنزير مثله ..
غمغمت في قهر :
- أيام قليلة ويلحق بنا خورشيد إلى هنا .. سأطلب منه أن يقتلك بالفعل هذه المرة .. لن تفلت بفعلتك هذه أبداً
تنهد صامتاً ولم يعلق .. إن كان خورشيد يمتلك عقلاً فيجب عليه أن يشكره لا أن يوبخه .. بفعلته لم ينج بحياته فقط .. بل أنقذها هي أيضاً من الإصابة بالتهاب رئوي مؤكد .. تطلع من زجاج السيارة بحثاً عمن يراقبهما كما أخبره في الهاتف ولكنه لم ير أحداً .. داهية مثله لن يسقط في هفوة كهذه .. لن يترك رجاله في مرمى بصره بالطبع .. ولكن رجاله سوف يخبرونه بما حدث للتو .. وهو سوف يعقلها بالتأكيد وسيعلم أنه لم يخطئ
ولكن .. إن كان خورشيد يمتلك عقلاً بالفعل ما كان سقط في عشق مجنونة مثلها منذ البداية .. الرجال عادة يفقدون عقولهم عندما يتعلق الأمر بالنساء .. خاصة عندما يقعون في العشق .. وخورشيد يعشقها .. يستطيع أن يقسم رغم قلة خبرته بأمور العشق والهوى أن هذه الشيطانة هي نقطة ضعفه الوحيدة
الشيء الجيد الذى صدق فيه شفيق هو تحذيره له من مكرهن .. كانت الحسنة الوحيدة بين كل مساوئه ...
توقفت السيارة فأسرعت تغادرها .. عبرت بوابة الفندق كزوبعة رعدية سقطت مع المطر .. شكلها المرعب جذب أنظار الموجودين في الردهة فأجفلوا كما فعل هو منذ قليل .. ابتسم مرغماً عندما تنبهت لنظراتهم المستنكرة وهمساتهم وابتسامتهم التي لم ينجحوا في كبتها فزادتها عدوانية وغيظاً....
حمد الله كونهم لا يفهمون اللغة العربية حتى لا يترجموا سبابها ولعناتها التي انهمرت في كل الاتجاهات بعنف يضاهى السيول خارج الفندق....



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-07-17 الساعة 10:13 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 03:35 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-11-

تركها غير مبالٍ بوعيدها واتجه مسرعاً إلى غرفته .. نزع ملابسه المبتلة وألقى بها أرضاً .. البلل وصل جلده واخترقه ليعبر إلى عظامه فيبسها .. غمر نفسه بالماء الساخن حتى استعاد جسده حرارته .. اكتفى أخيراً وغادر حوض الاستحمام ليبدل ملابسه فواجهته فاجعة غابت عنه .. ملابسه التي غسلها منذ ساعات قليلة لم تجف بعد ..
ماذا سيرتدى الآن ..؟
من الجيد أنه لم يغسل معطفه الآخر .. ولكنه بالطبع لا يكفى ..!
اتصل بخدمة الغرف وطلب منها المساعدة .. لم يمض وقت يذكر حتى طرقت بابه إحدى العاملات وأخذت ملابسه لتجففها .. وعادت بها في زمن قياسي مفرودة نظيفة وكأنها اشترتها للتو خصيصاً لأجله .. كل شيء بدا رائعاً عدا ذلك المبلغ الكبير الذى طلبته ثمناً لخدمتها .. لم يتردد طويلاً وهو يخبرها بإضافته إلى فاتورة نانا هانم مدعماً طلبه برقم غرفتها فى الفندق
ارتدى ملابسه الدافئة واسترخى آملاً في غفوة قصيرة .. بل ما الذى يمنعه من غفوة تستمر حتى الصباح .. من المفترض أن تغفو هي أيضاً مادامت محسوبة على البشر
ما كاد يغمض عينيه قليلاً حتى عاد ليفتحهما على اتساعهما ما أن تذكر الحقيبة .. كنز خورشيد .. هل اكتشفته تلك الحمقاء أم ليس بعد ؟
أسرع يغادر غرفته إلى غرفتها للمرة الثالثة خلال ساعات قليلة .. طرق بابها فلم تجبه .. حرك مقبض الباب فانفتح معه .. هذه الغبية لم تحكم إغلاقه مجدداً ..!
عبر إلى غرفتها بلا تردد .. كانت في الحمام .. الموسيقى الصاخبة التي تسمعها حجبت عنها كل الأصوات الأخرى
تطلع إلى الحقيبة وتسارعت نبضاته إثارة وهو يقترب منها .. كانت لاتزال فوق السرير كما تركاها قبل أن يغادرا الغرفة .. حاول أن يبدو حريصاً وهو يخرج الملابس منها ليضعها فوق السرير .. كان قد اقترب من نهايتها عندما عثر على ذلك الصندوق الكبير ...
فتحه بأنفاس لاهثة توقفت كلها ما أن وقع بصره على ما يحتويه من مجوهرات تكفى لفتح متجر ضخم .. استعاد رشده أخيراً وقد كاد يفقده للأبد .. نعم .. كان كنزاً يكفيها لتحيا به ملكة ما تبقى من عمرها حتى وإن كانت في بدايته ..
ولكنه لم يعد لها الآن ......
إن كان خورشيد قد استغل سذاجته فهو سوف يستغل كنزه في المقابل .. الانتقام منهما غايته وها هى قد أتت اللحظة الحاسمة .. سوف يحقق انتقامه من كليهما بضربة واحدة .. وبسهولة لم يتخيلها
الصندوق أضخم من أن يخفيه في معطفه رغم اتساعه .. لفه في أقرب قطعة من ملابسها وأسرع يغادر به قبل أن تشعر بوجوده .. هو من حمله من مصر إلى باريس .. ويستحق أن يحمله معه أينما ذهب ..
هو الملك الآن .....
أغلق باب غرفته واستند عليه طويلاً حتى استعاد أنفاسه مجدداً .. وضع الصندوق فوق سريره .. فتحه ووقف يتطلع إليه في حيرة .. سيكون عليه أن يغادر الفندق قبل أن تكتشف الأمر وتبلغ خورشيد به .. ولكن كيف وما يملكه من نقود لن يمكنه من الذهاب بعيداً ؟
قطعة واحدة من محتوياته كفيلة بحل كل مشكلاته .. فقط لو استطاع أن يتصرف فيها .. ولكن كيف ؟
عليه أن يتمهل حتى لا يورط نفسه في مصيبة أكبر .. لو حاول بيع أي منها الآن قد يعرض نفسه للمساءلة القانونية .. ثم ماذا عن رجال خورشيد الذين يلاحقونه أينما ذهب ؟!
ارتجف مرغماً عندما رن هاتفه فجأة .. ابتلع ريقه وهو يراقبه حتى توقف عن الرنين دون أن يجرؤ على لمسه .. عندما عاود الرنين مجدداً كان قد استعاد رباطة جأشه إلى حد ما
النبرة المرتعدة التي تتحدث بها وهى تدعوه للمجيء إلى غرفتها على الفور .. أنبأته بأنها قد اكتشفت الأمر .. أخذ نفساً عميقاً قبل أن يغلق الصندوق ويضعه في الحقيبة الصغيرة التي أعطتها له فوزية .. وكأنها أحضرتها من أغراضها الخاصة .. من منزلها المتواضع .. فمثلها لا يليق بـ خورشيد وعشيقته
كانت رخيصة ولكنها لم تعد كذلك الآن ..
من الجيد أن مظهرها لا يغرى أحداً لسرقتها .. ولكنه رغم هذا أخفاها في خزانته وأغلق بابها بالمفتاح .. أغلق باب غرفته أيضاً بإحكام .. لو أمكنه أن يطرد كل رواد الفندق ويغلقه هو أيضاً بالمفتاح لكان فعلها دون تردد......



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-07-17 الساعة 10:48 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-17, 11:45 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-12-


باب غرفتها مفتوح .. كانت تنتظره على أحر من الجمر .. ما أن أبصرته حتى صاحت معنفة :
- أين كنت أيها الغبي ؟
تطلع إلى وجهها الخالي من المساحيق وغمغم في هدوء :
- كنت استحم .. ماذا حدث ؟
عضت على شفتيها في اضطراب قائلة :
- تسلل أحدهم إلى غرفتي بينما كنت استحم أنا أيضاً
- ومن فتح له الباب ؟
عادت تعض على شفتيها في إحساس بالذنب قائلة :
- يبدو أنني نسيت إغلاق الباب بالمفتاح
- رغم أنني نبهتك لهذا سابقاً
- لم أطلب منك المجيء لتعظني أيها الخرتيت عديم الجدوى .. لُم نفسك قبل أن تلمني .. أنت السبب .. أنت المسئول عن حراستى
تجاهل ثورتها قائلاً :
- هل سرق شيئاً ذو قيمة ؟
اقتربت من الحقيبة وراحت تعبث في محتوياتها بعصبية قائلة :
- عبث بمحتويات هذه الحقيبة فحسب
- ما الذى اختفى منها ؟
- وكيف لي أن أعلم .. خورشيد هو من أعدها بنفسه
قال بسرعة حتى لا تفكر في سؤال خورشيد واطلاعه بالأمر قبل أن يتمكن هو من الهرب بكنزه ومغادرة فرنسا كلها :
- أنت أخبرته سابقاً بأنك أفرغت محتوياتها .. سوف يغضب إذا علم بأنك كذبت عليه
- كف عن إخباري بأشياء أعرفها وأخبرني ماذا أفعل الآن ؟
هز كتفيه في لا مبالاة قائلاً :
- لا شيء .. ربما كان ما اختفى منها لا يستحق القلق بشأنه
تطلعت إليه في شك فأردف بسرعة :
- قد يكون أحد عمال الفندق راقه شيئاً من ملابسك فقرر الاحتفاظ به
- أتظن ذلك ؟
- لا يوجد تفسير آخر .. ومن سيتجرأ ويدخل غرفتك سواهم ..؟ رواد الفندق أثرياء وليسوا في حاجة إلى ملابسك
- هذا لو سلمنا بأن ما سرق كان ملابس بالفعل
- وماذا سيكون غير ذلك ؟
تطلعت إليه في حيرة وراحت تذرع الغرفة ذهاباً وإياباً وهى تحدث نفسها قائلة :
- قلبي يحدثني بأن هذه الحقيبة كان بها شيء أكبر من مجرد الملابس .. لماذا فتشوني في المطار إذاً ؟
خرجت عبارتها عفوية ولكنها لم تسقط كذلك على مسامعه .. لا شك أن خورشيد كان على علم مسبق بأن هذا حتماً سيحدث .. لذلك لم يضع المجوهرات في الحقيبة التي كانت تحملها .. بل وضعها في الحقيبة التي حملها هو لكونه بعيداً عن الشبهات .. وللسبب ذاته طلب منه التظاهر بأنه لا يعرفها حتى يصلا إلى باريس .. لو وجدوه برفقتها لكانوا فتشوه هو أيضاً
كانت مغامرة غير مضمونة من ذلك الطاغية .. لو تم تفتيشه في المطار كان سينكر معرفته به ويتركه يتلقى بمفرده المصير المظلم .. وإذا نجح في المرور بها سالماً سوف يسلمها إلى عشيقته وكأن شيئاً لم يكن .. هذا الحقير ....
- باسل .. أين ذهبت ؟
تطلع إليها في دهشة .. ما كاد يستوعب أنها نطقت اسمه للمرة الأولى بلا إهانة حتى لكمته في فكه بشراسة وكأنها تعفيه من أي إحساس بالتعاطف معها قبل أن تصرخ فيه :
- أنا أستحق الشنق لأنني ثرثرت بوجعي مع خرتيت مثلك
تعجب لكونه لم يحقد عليها هذه المرة كعادته كلما أساءت إليه .. ربما شفقة بضعف لم يلمسه فيها من قبل .. وربما ......
رن هاتفها فأسرعت تلتقطه كطوق نجاة ..
هتفت في شبه انهيار :
- خورشيد ...
- ماذا بك يا حبيبتي ؟
- لا شيء .. أنا فقط اشتقت إليك
مضت فترة من الصمت قبل أن تعاود الحديث وكأنها تحث الطرف الآخر على الحديث بدوره :
- حبيبي .. ألا زلت على الخط معي ؟
- نعم .. نعم يا حبيبتي أنا معك دائماً .. إن لم يكن بجسدي فـ بعقلي وروحي وكل كياني
- أنا في انتظار بعد الغد على أحر من الجمر .. كدت أجن بغيابك عنى
عاد الصمت مجدداً فهتفت ساخطة :
- خورشيد لماذا تستغرق كل هذا الوقت للرد .. هل حدث شيء ما ؟
- اسمعيني جيداً يا نانا .. أنا لن أستطيع المجيء إلى فرنسا
- ماذا ؟
- أنت أيضاً يجب أن تغادريها على الفور
- ماذا تقول ؟
- يجب أيضاً أن تسحبي كل رصيدك من البنك الليلة إن أمكن .. افتحي لك حساباً جديداً .. ويفضل أن يكون باسم باسل
- وكأنك جننت .. وتقودني أنا أيضاً للجنون
- حبيبتي .. رصيدك الحالي لا يستحق كل هذا الغضب لأجله .. علمت الأسبوع الماضي فقط أن الشرطة تضع اسمى ضمن قوائمها السوداء .. تأكدت من ذلك عندما تم تفتيشك في المطار
صرخت في انهيار :
- أنت تعلم إذاً .. ورغم ذلك تصر على بقائك بعيداً عنى .. تتركني في الغربة وحدى
- بالله يا نانا لا تصعبي الأمور .. يكفيني ما أعانيه هنا .. أنا على يقين بأن باسل سيعتنى بك .. وحتى إن لم يفعل .. المجوهرات التي بحوزتك سوف تغنيك عن كل شيء
صرخت في هيستيريا :
- أنا لا أريد مجوهراتك ونقودك .. أنا أريدك أنت .. وعدتني أن نبدأ حياة جديدة .. عاهدتني على أمان لم أشعر به يوماً .. وها أنت قد خنثت عهودك من جديد .. أهديتني المزيد من الخوف والقلق .. إلى متى تظنني سأحتمل هذه الحياة ....
ألقت الهاتف أرضاً وراحت تنتحب في انهيار لم يتوقع أن يصيبها يوماً .. حول أنظاره في حيرة بينها وبين الهاتف قبل أن ينحني ليمسك به قائلاً :
- أنا باسل يا خورشيد بك
- أين نانا ؟
- نانا هانم .. أعصابها متوترة قليلاً
- اسمعني جيداً يا باسل .. لم أعتد الوثوق بأحد قط ولكنني وثقت بك .. أنا على يقين بأنك ستفي بالقسم الذى عاهدت الله قبل أن تعاهدني به .. خذ نانا واهرب إلى لندن حالاً .. أنا ......
لم يكمل جملته .. حتى باسل فقد النطق وهو يستمع في ذهول إلى صوت الرصاص الذى حل بديلاً لصوته قبل أن يغلق الخط فجأة .. ظل يتطلع كالصنم إلى الهاتف بين يديه طويلاً .. انتفض عندما عاود الرنين بعد قليل .. وضعه على أذنيه صامتاً وراح يستمع في ترقب إلى صوت محدثه .. لم يكن صوت خورشيد هذه المرة .. كان شيطاناً آخر قال في نبرة خشنة :
- اسمعني جيداً يا حلوتي .. من الخير لكِ أن تخبريني بمكان الألماس قبل أن أرسلك إليه في الجحيم
حانت من باسل نظرة إليها .. كانت لا تزال منهارة بكاءً غير مستوعبة لما يحدث من حولها .. غادر الغرفة في هدوء قبل أن يقول مخاطباً محدثه على الهاتف :
- من أنت ؟ وعن أي حلوة تتحدث ؟
صمت الآخر قليلاً وكأنه يستوعب صوته قبل أن يغمغم ساخطاً :
- أنت رجل إذاً وليس امرأة كما سجلك هذا اللعين على هاتفه
صمت باسل ولم يعلق فأردف الرجل في وحشية :
- لا يهمني إن كنت رجل أو امرأة .. كل ما يهمني هو الألماس فقط .. إن كنت تظن أن فرنسا بعيدة فأنـ........
أسرع باسل يغلق الخط .. لم يعد يهمه ما سيقوله ذلك المجرم .. يكفيه أنه على علم بمكانه وقد يصل إليه بين لحظة وأخرى .. أسرع يدخل غرفتها من جديد .. كانت لا تزال تبكى وإن كان انهيارها قد بدأ يقل إلى حد ما ..
قال في انفعال :
- نانا هانم لابد أن نغادر فرنسا حالاً
رفعت إليه وجهها غاضبة .. هزت رأسها فى عناد صارخة :
- كلا .. لن أطيعه هذه المرة .. لقد سئمت وعوده الباطلة لي بالأمان
- أرجوكِ نانا هانم ليس هناك وقت .. لقد قتلوا خورشيد وهم في طريقهم إلينا الآن
اتسعت عيناها ذعراً فأردف لبث الطمأنينة فيها :
- لا تقلقي .. سأبذل قصارى جهدي لحمايتك .. لقد أقسمت بـ.........
غمغمت في ذهول :
- ماذا قلت
- أقسمت على حمايتك
- كيف علمت بأنهم قتلوا خورشيد ؟
- سمعت صوت طلقات الرصاص على الهاتف قبل أن يغلق الخط .. كما أن أحدهم عاود الاتصال بي وهددني ......
سقطت فجأة مغشياً عليها قبل أن يكمل عبارته .. يبدو أن الصدمة فاقت تحملها .. تحرك في عصبية ليلتقط إحدى زجاجات العطر بجوار مرآتها في محاولة لإسعافها بأسرع وقت ممكن .. ما أن استعادت وعيها حتى راحت تنتفض في هيستيريا وما لبثت أن ألقت نفسها فوق صدره وراحت تنتحب في حرقة غسلت كل أحقاده عليها دفعة واحدة
امتدت كفه في حركة لا إرادية لتمسح شعرها بحنان وهو يقول بنبرة هادئة تحمل إلحاحاً :
- أنا أقدر أحزانك .. ولكن صدقاً .. لابد أن نغادر فرنسا حالاً كما أمر خورشيد .. فهو أدرى بهم منا
- خورشيد مات ..! مستحيل ..!
- كان واضحاً من نبرات صوته القلقة أنه على علم مسبق بالخطر المحدق به وبنا نحن أيضاً .. بل يبدو أنه كان يعلم بذلك حتى قبل أن يرسلنا إلى هنا ..
انخفض صوته وأردف :
- كل همه كان حمايتك أنتِ ...
عادت تبكى في هيستيريا وتعض على شفتيها في ألم .. همس في مزيج من التعاطف والقلق :
- بالله يا نانا هانم .. دعينا نهرب من هنا بأقصى سرعة ممكنة
ابتعدت عنه وهزت رأسها في انكسار دون أن تتوقف لحظة واحدة عن البكاء .. ربت على كتفها وهو ينهض مشيراً إلى حقيبتيها قائلاً :
- أعيدي ملابسك إلى هذه الحقائب ماعدا الضروري منها
رفعت إليه وجهها المبلل بالدموع في تساؤل فأردف :
- سأذهب وأشترى حقيبة صغيرة لتضعي فيها مستلزماتك الضرورية فقط .. أما هاتان فسوف نتركهما في أمانات الفندق حتى لا تعيقا حركتنا
ما كاد يصل إلى باب الغرفة حتى عاد يسألها بعض النقود .. فتحت حقيبتها وأخرجت كل ما بها من مال ووضعته بين يديه صامتة .. تطلع إليها في دهشة .. بدت كالطفلة فجأة لا حيلة لها ولا قوة ..
وبقدر انكسارها وجد نفسه مسئولاً عن رعايتها ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-17, 12:06 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-13-

6 - الهروب

لم يشتر حقيبة واحدة بل اثنتين .. ملأ إحداهما ببعض الملابس الرجالية المستعملة دون أن يقيسها للتأكد من مدى ملائمتها لجسده الفارع .. على أية حال فهو لن يرتديها كلها .. سيلف بعضها حول كنزه الثمين ليمنحه الدفء والأمان حتى يعود إليه ما أن تستقر أوضاعه ..
دخل إلى غرفته أولاً وأخرج صندوق المجوهرات .. لفه بإحكام ببعض الملابس التي اشتراها للتو قبل أن يضعه في إحدى الحقيبتين ويغطيه بالمزيد منها .. بعد تفكير مرهق قرر أن يتركه في الأمانات هو أيضاً ..
نعم .. هذا هو الحل الأمثل .. فهو ليس في حاجة إلى المزيد من القيود والقلق .. يكفيه قيدها الذى تورط فيه دون وعى .. وضع ما تبقى من ملابسه في الحقيبة التي أعطتها له فوزية وأسرع يغادر الغرفة عائداً إليها 3 a
كانت لاتزال ترتب ملابسها في الحقائب وقد وضعت بعض مستلزماتها جانباً كما طلب منها .. تطلع مستنكراً إلى التنانير القصيرة .. بلوزات بلا أكمام .. قمصان النوم العارية التي لا يعرف لمن سترتديها بعد أن مات خورشيد .. ؟! 8 a
هتف وهو يناولها الحقيبة التي اشتراها ساخطاً :
- ضعي هنا ما يلزمك فقط
- ولكنها صغيرة جداً
هتف مستنكراً وهو يتطلع إلى الأشياء الكثيرة التي نوت أخذها معها :
- نانا هانم نحن نحاول الهرب .. معظم هذه الأشياء لا جدوى لها
ألقت بالحقيبة في تذمر قائلة :
- رتبها أنت إذاً
وكأنه كان ينتظر أوامرها راح يجرد أغراضها بسرعة ليعيد معظمها إلى الحقيبتين مكتفياً بالقليل جداً منها غير عابئ بنظراتها المستهجنة .. بل تجرأ أيضاً وبدل بعض القطع الثمينة التي لطالما تباهت بها بأخرى صوفية ثقيلة كان خورشيد هو من اختارها لها دون رغبتها
هتفت معترضة :
- ألا ترى أنك تماديت كثيراً ..؟! أنا في حاجة إلى هذه الملابس
- ستحتاجين هذه أكثر
- وماذا عن مستحضرات التجميل ؟ هل سنتركها في أمانات الفندق هي أيضاً ؟
- نعم .. اطمئني .. سوف نستعيدها قبل أن تفسد .. وإن فسدت سيكون هذا أفضل
- ماذا ؟
غمغم وهو يغلق الحقائب استعداداً للرحيل :
- لا شيء .. هيا بنا
وضع الحقائب الثلاث باسمه في الأمانات .. من الجيد أن رجال خورشيد أنفسهم لا يعرفون عنه شيئاً .. أدرك الآن فقط لماذا كان يتعمد هذا الشيطان أن يبقيه بعيداً عنهم ..
وهى لم تجادله ولم تتشبث بحقائبها .. يبدو أن ثقة خورشيد التي نالها دون قصد منه كان لها مفعول السحر عليها حتى بعد مقتله .. ذلك الطاغية كان عبقرياً بالفعل .. سيبقى أكثر من صادفهم ذكاءً وفطنة .. ليته استغل ذكاءه في الخير .. لو سلك طرقاً لا يجرمها القانون لأصبح ثرياً أيضاً .. ربما تأخر ثراءه قليلاً .. ربما احتاج لمضاعفة جهده أكثر مما اعتاد ..
ولكن الشيء الأكيد هو أنه كان سينجح في النهاية ...
ربما لم يكن ليحقق هذا القدر من الثراء والنفوذ .. ولكن للأمان مذاق أشهى من أن يضحى به .. على الأقل ما كان مات هذه الميتة البشعة .. بماذا نفعه كل ما حصده من مال ..؟
أطلق تنهيدة مريرة وحمل حقيبته ليذهب .. ما كاد يتحرك مبتعداً عنها حتى جاءه صوتها فى غطرسة لم تتخلص منها بعد :
- وماذا عن هذه ؟
تطلع إلى حقيبتها التي أشارت إليها وهم أن يعنفها لكنه لم يفعل .. عيناها المتورمتان .. قسمه لخورشيد ..أم شهامة تربى عليها واعتادها منذ صغره ..
لا يدرى ما الذى منعه من عصيانها هذه المرة ؟
ولكن عليها أن تعلم بأنه لم يعد عبداً لها .. صار حراً .. بل صار ملكاً .. يمكنه أن يشتريها الآن بنقوده ويذلها كما أذلته هي من قبل ..
غادرا الفندق بخطوات ثقيلة ولسان أثقل .. كان المطر قد توقف وإن كان الصقيع لا يزال يخترق العظام .. حانت منه التفاتة إليها فوجدها في عالم آخر .. شاردة .. حزينة .. دموعها تتساقط في صمت .. لم يكن يتخيل أنها تكن لـ خورشيد كل هذا الحب .. ولكن ربما كان حزنها لمجرد كونها فقدت مصدراً للثراء والأمان لا أكثر
تنبهت لنظراته إليها فجففت وجنتيها بظهر يدها وغمغمت بصوت خافت :
- أين سنذهب الآن ؟
صمت قليلاً يفكر فيما طلبه منه خورشيد .. هل ينبغي أن يسافرا إلى لندن ؟ ولكن إن كان سفرهما مفروغ منه .. فلينقذها ويحقق حلمه في آن واحد ..
قال في حسم :
- سوف نسافر إلى جنوب أفريقيا
- ماذا ؟
- حتى أنتِ لم تتوقعي وجهتنا .. فما بالك بمن يلاحقنا ؟
صمتت قليلاً وكأنها تحاول استيعاب الأمر قبل أن تقول بنبرة شاردة :
- لم أزرها من قبل .. هل زرتها أنت ؟
- كلا .. ولكنني أحلم بزيارتها منذ زمن
- هل هي جميلة لهذا الحد ؟
- بالنسبة لي هي كذلك
تنهدت في ضيق ولم تعلق .. كانت تعلم بأنه لم يعد من حقها الاختيار .. عقلها أيضاً توقف عن العمل .. عليها فقط أن تتبعه حتى يظهر لها بديل سواه .. سارت بجواره حتى شعرت بالإنهاك فتوقفت وهتفت ساخطة :
- استدع لنا سيارة أجرة
- لم أحدد وجهتنا بعد
- أتقصد بأننا سنستمر في السير على غير هدى حتى الصباح ؟
- كلا بالطبع ..
تأملته ساخطة فعض على شفتيه في حيرة قائلاً :
- نريد فندق صغير في ضاحية منعزلة
أخرج ما تبقى معه من نقود .. عدها بسرعة وأردف :
- بعد أن نحجز تذاكر السفر لن يتبقى لنا إلا القليل
- وماذا ستفعل ؟
- سأبحث عن عمل .. لا تشغلي بالك بهذا الأمر .. كل ما عليكِ هو أن تكوني حريصة في إنفاقك حتى نتدبر مصدراً آخر للمال.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-17, 12:46 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-14-


تمعنت في ملامحه قائلة :
- معي بعض النقود في البنك .. طلب منى خورشيد أن أسحبها كلها وأسلمها لك لتضعها في حساب آخر باسمك
اتسعت عيناه وهو يتطلع إليها في شك قائلاً :
- وهل ستفعلين ؟
- نعم
- أتثقين بي لهذا الحد ؟
- يكفى أن خورشيد كان يثق بك
ظل يرمقها صامتاً حتى صاحت به :
- إن كنت شعرت ببعض الراحة ولو مؤقتاً .. استدع لنا سيارة أجرة .. كدت أسقط إرهاقاً
نفذ ما طلبته منه شارداً .. تبدو ضائعة عديمة الحيلة .. لطالما تحامل عليها كثيراً فيما مضى .. كان يعتقد بأنها هي من أغوت خورشيد وأسقطته في شباكها ؟
لكنه يعتقد الآن بأنها من كانت ضحيته ...
قادهم سائق الأجرة إلى فندق صغير في ضاحية saint-Denis لا يمت للرفاهية التي تركاها للتو بصلة .. ترجل باسل من السيارة ولف ليفتح بابها ويدعوها للخروج منها ولكنها تسمرت فى مكانها وهى تتطلع إلى الفندق الرخيص متذمرة .. ابتسم مشجعاً حتى استجابت أخيراً ليده الممدودة وغادرتها مضطرة وهى تغمغم في تقزز :
- فندق قذر .. ألم يكن في استطاعتك تدبر آخر أكثر آدمية ؟!
- ليلة واحدة فقط ..
ما أن اقتربت من عتبته حتى تسمرت أقدامها مجدداً وهزت رأسها في عدم اقتناع .. كادت أن تتراجع جزعاً لولا تجرأ وجذب ذراعها ليرغمها على الدخول معه عنوة .. حجز لهما غرفتين متجاورتين في الطابق الثاني والأخير في الوقت ذاته .. أوصلها إلى غرفتها واتجه لغرفته التي ما كاد يفتح بابها حتى سمع صرخاتها فألقى بحقيبته أرضاً وتوجه مسرعاً لنجدتها
ألقت نفسها مذعورة بين ذراعيه وهى تغمغم بصعوبة : 4 a
- لن أبقى في هذه الغرفة
- لماذا ؟
- أخرجني من هنا
- اهدئي واخبريني ماذا حدث
ابتلعت ريقها في انفعال قائلة :
- توجد حشرة كبيرة فوق الفراش
ابتسم في تهكم وأبعدها في رفق ليفتش الغرفة قبل أن يعود إليها قائلاً :
- أين هي هذه الحشرة .. لا يوجد شيء ؟
- هربت عندما صرخت
- صوتك أزعجها
تطلعت إليه مستنكرة وما لبثت أن ابتسمت لدعابته غير المتوقعة .. ربت على كتفها وتأهب لتركها ولكنها تشبثت بذراعه صارخة :
- أين ستذهب ؟
- نانا هانم .. بالله تحملي قليلاً
- مستحيل
- وماذا سنفعل إذاً .. هل لديك حل آخر ؟
هزت رأسها في مزيد من العناد فأخرج ما تبقى معه من نقود وسلمها لها قائلاً في عصبية :
- ها هي نقودك .. يمكنك أن تستأجري سيارة وتعودي إلى الفندق الفخم الذى أتينا منه للتو
- وماذا عنك ؟
- أنا سأبقى هنا .. الحشرات أرحم كثيراً من الوحوش الآدمية التي تلاحقنا
- وماذا عن قسمك لـ خورشيد ؟
تنهد بصبر نافذ قائلاً :
- نانا اسمعيني جيداً
- اسمى نانا هانم أيها الخرتيت
أمسك ذراعها في شيء من العنف قائلاً :
- لقد تحملتك أكثر مما ينبغي .. إن كنت لم تلحظي بعد فأنا لم أعد أعمل عندك .. حذار أن تسبيني مرة أخرى
جاهدت للتحرر من قبضته قائلة :
- أترك ذراعي أيها القذر
زفر في وجهها بضيق قبل أن يزيحها لتسقط فوق الفراش خلفها وأسرع ليغادر الغرفة غير مبالٍ بتأوهاتها ولا بسبابها ..
جلس فوق فراشه ودفن وجهه بين كفيه مكتئباً .. لم يكن يرغب في تركها ريشة بمهب الريح .. لم يكن في نيته الخنث بوعوده وقسمه حتى وإن كان خورشيد قد أرغمه عليه .. ليس من الرجولة أن يتركها وحدها بعد أن لمس هشاشتها بنفسه .. ولكنها هي من حررته من كل التزاماته نحوها بعنادها وطيشها ولسانها السليط .. فلتتحمل إذاً ما.........
فتح الباب فجأة ليجدها على عتبته.. تنهد في شيء من الارتياح قبل أن يسألها في نبرة خشنة:
- ماذا تريدين ؟
- أريدك أن تستمر في حراستي
- كلا
- سأدفع لك الراتب الذى كان يدفعه لك خورشيد كاملاً
- أنا لا أريد نقودك
تطلعت إليه في قلق فأشاح بوجهه عنها .. عضت على شفتيها حتى لا تبكى قائلة :
- وماذا عن قسمك لخورشيد ؟
- الفضل لكِ .. حررتني منه
- هل ستتركهم يقتلونني ؟
عقد ذراعيه حول صدره ولم يعلق .. لم يكن ينظر إليها ولكنها أدارت له ظهرها حتى لا يرى الدموع التي ترقرقت في عينيها وهى تغمغم في ألم :
- خورشيد كان يثق بك
ظل صامتاً فتحركت لتغادر غرفته باكية لولا أنه أمسك بذراعها قائلاً :
- إن أردت البقاء معي فليكن ذلك بشروطي أنا
قالت دون أن تستدير لمواجهته :
- وما هي شروطك يا باسل بك ؟
- أنا لست بك .. سأكتفى بأن تناديني باسل كما أطلقت علىَّ والدتي
غمغمت في شراسة فطرت عليها :
- باسل .. ولمَ لا مادامت الأسماء مجانية ؟
أجابها وهو يبتسم مرغماً :
- وكأنك ندى بالفعل .. ! كان الأجدر لو أطلقوا عليك عاصفة أو إعصار
استدارت إليه وسألته في جدية :
- كيف عرفت أن اسمى ندى ؟
- سمعته من موظف الفندق قبل أن نغادره .. وسوف أناديك به من الآن فصاعداً
- لم ينادني به أحد منذ زمن
- منذ أن بعت نفسك لخورشيد .. أليس كذلك ؟
تطلعت إليه في حدة وكادت أن تسبه لولا نظراته المحذرة .. عادت ترخى أهدابها مستسلمة بينما عاد يقول آمراً :
- هيا اذهبي إلى غرفتك
- مستحيل
- ما هو المستحيل ؟ ظننتك تعقلت
- لم أكن مجنونة لأتعقل ..
تنهد بصبر نافذ فأردفت :
- غداً سأذهب إلى البنك وسأمنحك رصيدي كاملاً .. على الأقل أنا أستحق غرفة أكثر نظافة ورقى من تلك القذرة التي وضعتني فيها
- إن كنت تثقين بي .. بغض النظر عن ثقة خورشيد بي .. سوف تمنحيني هذا الرصيد لأحدد أنا كيفية التصرف به
- يا لك من مستفز ..!
تجاهل ثورتها قائلاً :
- يمكنك أن ترفضي إن شئت .. نحن لم نبدأ بعد
غادرت الغرفة غاضبة فزفر في ضيق .. يبدو أنه تمادى في فرض عضلاته عليها أكثر مما ينبغي .. ربما كان عليه أن يكون أكثر صبراً حتى تعتاد خشونته .. هل يلحق بها ؟ ولكن إن فعلها الآن فسوف تزداد همجية وفساداً ولن يستطيع ترويضها مجدداً ..
حاول أن يخفى سعادته عندما عادت إلى غرفته تجر حقيبتها خلفها .. تطلع إليها في تساؤل فقالت في حسم :
- سوف أبيت ليلتي معك في هذه الغرفة
- ماذا ؟
- ألا تريد أن توفر بعض النقود ؟
رمقها صامتاً وما لبث أن سحب بعض الأغطية من فوق السرير وألقى بها أرضاً استعداداً للنوم فوقها .. أشار للسرير الوحيد في الغرفة قائلاً :
- لا بأس .. نوماً هنيئاً .. ارتدى المعطف الصوفي فوق ملابسك إذا شعرت بالبرد ..
- الحسنة الوحيدة في هذا الفندق القذر هو أن المدفأة تعمل بشكل جيد
فتحت حقيبتها وأخرجت قميص النوم الوحيد الذى وضعه فيها .. أزرق اللون بأكمام قصيرة وذيل طويل وفتحة صدر ضيقة .. ابتسمت ساخرة عندما لاحظت أنه الأكثر احتشاماً بين كل أثواب النوم التي أحضرتها معها من مصر
حملته والمنشفة إلى الحمام لتغتسل وتبدل ملابسها .. عادت بعد قليل متبرمة واجمة .. تتمتم بسباب خافت لم يفهم منه شيئاً .. تطلع إليها في تساؤل لكنها استلقت فوق سريرها ودفنت وجهها في وسادته التي غطتها بالمنشفة الخاصة بها اشمئزازاً من مفرشها رغم نظافته الظاهرية
لم يلح في معرفة أسباب تبرمها .. من الجيد أنها صمتت .. ربما كانت حشرة أخرى هربت من صوتها المزعج ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-17, 01:27 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-15-

7- كانا أهون ....


انتظمت أنفاسها بعد وقت قصير فأيقن أنها استسلمت للنوم وراح يقلدها .. أغمض عينيه وتثاءب في كسل .. ذهبت أفكاره مرغماً إلى غرفته في فندق ( ( Le A في قلب باريس .. مرتبته اللينة وأغطيته الحريرية كانت حلماً لم يكتمل .. تنهد في حسرة .. لا بأس .. يبدو أن الأرض ستبقى بساطه لفترة أطول ..
لم يدر كم من الوقت مضى عندما استيقظ مذعوراً على صراخها .. نهض مهرولاً ليضيء المصباح قبل أن يتقدم منها ويمسك بكتفيها متسائلاً .. ارتمت فوق صدره وهى ترتعد هامسة بصوت مختنق :
- كانوا يطاردونني بضراوة .. يريدون قتلى أنا أيضاً
أحاطها بذراعه في لطف قائلاً :
- كان كابوساً فحسب .. أنت ف] أمان معي
ازدادت التصاقاً به قائلة :
- أحكم قبضتك حولي بكل ما أوتيت من قوة
ابتلع ريقه في توتر ونفذ ما طلبته منه متشنجاً .. لم يكن هذا هو ما تخيله سيحدث عندما يضمها في قبضته .. لم يكن يظن أبداً بأنه سيصبح الأضعف لحد يفقد فيه السيطرة حتى على نفسه .. ركلاتها ولسانها السليط كانا أهون كثيراً مما تفعله به الآن ..
هدأت أنفاسها أخيراً بعد أن كادت أنفاسه هو أن تتوقف .. همس وكأنه يخشى أن يفزعها مجدداً :
- هل أنت أفضل الآن ؟
هزت رأسها صامتة .. هم أن يحررها ولكنها تشبثت به في استماتة .. رفعت عينيها الدامعتين إليه في توسل قائلة :
- أقسم بأنك ستظل تحميني للأبد
ابتسم في مرارة قائلاً :
- أقسمت على ذلك بالفعل
- أقسم مرة أخرى
هز رأسه في حيرة ولكنه أمام نظراتها الهلعة التي تعلقت به لم يجد مفراً إلا أن يعيد على مسامعها :
- أقسم بأنني سأظل في حمايتك حتى تحرريني أنت من قسمي
تنهدت في ارتياح قائلة :
- وأنا لن أحررك أبداً
ابتسم مرغماً وهو يضمها إليه في حميمية ويقبل شعرها في جرأة صدمته فأسرع يبتعد بوجهه عنها مذهولاً .. استكانت كرضيع فوق صدره غير مدركة بما تحركه فيه من مشاعر لم يكن يعلم بأنها تسكنه .. عبثت بأزرار القميص القديم الذى يرتديه كمنامة وتحركت أصابعها فوق عضلاته المنقبضة تلتمس المزيد من الأمان والطمأنينة وتبثه هو مزيداً من التوتر حتى كاد أن يجن فأمسك بأصابعها لتكف عن العبث بأعصابه المحترقة ...
رفعت عيناها إليه في براءة يستطيع أن يقسم صادقاً بأنها ليست مفتعلة .. ابتسم في توتر قائلاً :
- الطقس بارد جداً
وضعت أصابعها فوق وجنتها وهمست :
- ولكن أصابعي ليست باردة إلى الحد الذى يجعلك ترتجف بهذه الطريقة ..
ابتلع ريقه ولم يعلق فأردفت وهى تريح رأسها أكثر فوق صدره :
- عذراً لأنني أيقظتك .. كنت خائفة جداً
- هيا عودي إلى النوم .. أمامنا غداً رحلة طويلة
- سوف أنام هنا حتى الصباح
- هنا أين ؟
- هكذا
ضحك في عصبية عندما أغمضت عينيها واستكانت كعصفور صغير فوق عضلاته العريضة .. ظل يتأملها مستنكراً لفترة طويلة .. تبدو كطفلة صغيرة بلا مساحيق تلوثها جلداً وخلقاً وتضيف إلى عمرها سنوات لم تعشها بعد ...
وكأنها نامت بالفعل .. ولكن كيف سيتمكن هو من النوم بهذه الطريقة ؟!
أخيراً .. أطلق تنهيدة طويلة ومد ذراعه يلتقط بطانيته من فوق الأرضية .. فردها لتغطيهما معاً قبل أن يحكم قبضته حولها من جديد ويستند إلى ظهر سريره شارداً حتى استسلم للنوم بعد عناء.....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 01:57 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-16-


استيقظ مبتسماً على صوت العصافير التي غزلت لها عشاً بالقرب من نافذة الغرفة .. وكأنها تغنى لأجله .. عاد يبتسم في خجل وهو يحاول التحرر من جسدها المستكين فوقه دون أن يوقظها .. استطاع أخيراً إبعادها عنه .. غطاها كطفلة صغيرة ونهض يمارس بعض التمرينات الخفيفة يحرك بها فقراته التي تشنجت ألماً بسبب رقدته غير المريحة۔۔۔۔۔
بدل ملابسه ليذهب إلى المطار ويحجز تذاكر السفر .. سيعود إليها قبل أن تستيقظ .. كتب لها ورقة صغيرة ليخبرها بخطته الصباحية حتى لا تنزعج .. هم بمغادرة الغرفة ولكنه ما أن فتح الباب حتى فتحت هي عينيها فابتسم قائلاً :
- صباح الخير يا ندى
لم ترد تحيته بل نفضت عنها الغطاء وغادرت فراشها لتتعلق بذراعه قائلة :
- أين ستذهب وتتركني ؟
- لماذا ترتعدين مجدداً ..؟ أقسمت مراراً بأنني لن أتركك
- أنت كاذب كنت تنوى الهرب لولا استيقظت أنا في الوقت المناسب
زفر في ضيق وناولها الورقة التي كتبها لها ليخبرها عن وجهته .. قرأتها في عدم اهتمام قائلة :
- انتظرني .. سآتي معك
- لا داعٍ لترهقي نفسك .. سأعود سريعاً
- هل نسيت أنني أريد الذهاب للبنك
مط شفتيه وجلس في استسلام على حافة الفراش قائلاً :
- حسناً .. اذهبي لتبدلي ملابسك
- سأبدلها هنا
اتسعت عيناه استنكاراً بينما تابعت في لا مبالاة :
- الحمام أخر الممر .. هناك الكثير من الرجال بالخارج
- وماذا عني ؟
هزت رأسها قائلة :
- أدر ظهرك .. أو اغمض عينيك
رفع حاجبيه ساخطاً فأردفت بصبر نافذ :
- هيا لا تضيع المزيد من الوقت
رمقها في غضب وأسرع يغادر الغرفة مغلقاً الباب بعنف خلفه ...
*****
التفت إليها عندما التصقت به فجأة بينما يسيران على جانب من الطريق المزدحم .. كانت قد غطت شعرها بقبعة صوفية ووضعت نظارة داكنة فوق عينيها .. هو نفسه لم يكن ليتعرف عليها .. يكفى كونها بلا مساحيق .. ولكنها رغم ذلك كانت ترتعد خوفاً
سألها في شيء من العتاب :
- ماذا بكِ ؟
أجابته في توتر وهى تتطلع إلى الوجوه الكثيرة التي تتحرك حولها :
- أخشى أن يكتشف أحدهم هويتي
- اطمئني حتى خورشيد نفسه لم يكن ليكتشف هويتك
- أتظن ذلك ..؟!
- نعم .. على أية حال بعد ساعات قليلة سنغادر فرنسا كلها إلى وجهة لا يتوقعها أحد .. وهناك لن تحتاجي للتنكر مجدداً
حولت عينيها إليه في رجاء قبل أن تتأبط ذراعه في تلقائية نقلت كل توترها إليه فتوقف عن السير وتعلقت عيناه بوجهها في صدمة .. فهمست في ذعر وهى تزداد التصاقاً به :
- باسل هل لاحظت شيئاً مريباً ؟
- كلا
- لماذا توقفت إذاً ؟
جاهد ليتحكم في انفعالاته قائلاً :
- أبحث عن وسيلة نقل توصلنا للمطار
- سيارة أجرة
- الأفضل أن نأخذ الأتوبيس .. هناك محطة قريبة في الجهة المقابلة
ما كاد يتنفس الصعداء لكونها تركت ذراعه وحررته من فيض الكهرباء التي سرت به منذ لمسته حتى عادت تطبق على كفه لتجذبه عدواً إلى الجهة الأخرى .. تحرك معها مسلوب الإرادة يتلطم في خضم من المشاعر لم يستوعبها لكثرتها ربما .. وربما لأنه لم يصادفها من قبل۔۔۔
الشعور الوحيد الذى استطاع تفسيره .. هو ذلك الإحباط الذى انتابه عندما تركت يده ما أن وصلا إلى المحطة ...
وقفت تنتظره على بعد أمتار من شباك حجز التذاكر في مطار شارل ديغول .. شبكت أصابعها في توتر وهى تنقل عينيها بينه وبين الموجودين حولها في هلع يبلغ ذروته كلما اقترب أحدهم منها أو نظر إليها مصادفة .. أين خورشيد الآن ليرى ذلك الفزع الذى يلاحقها أينما ذهبت ؟
سقطت دموعها لا إرادياً وهى تتذكر أيامهما الأخيرة معاً .. هو أيضاً كان يعلم بأن صفقة الألماس هي الأخطر على الإطلاق .. المخاطر أحاطتها بكل الجهات .. بدءاً من الشرطة والقانون وصولاً لأفراد العصابة التي استقل عنها ليعمل بمفرده ويفوز بنصيب الأسد من كل صفقاته ..
بقدر صلابته كان مرتعداً خائفاً .. لم يكن يجيد إخفاء مشاعره عنها .. فهي الوحيدة التي تفهمه كما يفهمها .. لكم رجته أن يعيد التفكير بشأن هذه الصفقة الملعونة ولكنه أصر على المجازفة غير عابئ بتوسلاتها ولا حتى بتحذيراتها .. فقط وعدها بأن تكون صفقته الأخيرة .. صفقة العمر كما أطلق عليها .. وبعدها سيلحق بها إلى فرنسا ليعوضها عن كل الخوف والمعاناة التي عاشتها بسببه ..
والقدر لم يمهله ليتمم هروبه الكبير .. الموت كان أسرع من الشرطة في القبض عليه .. كان أسرع حتى من أفراد العصابة الذين بدأوا في مطاردته بغية الانتقام منه ....
شهقت وتراجعت في فزع عندما لمس أحدهم ذراعها فجأة .. وضعت يدها على صدرها لتهدأ أنفاسها المضطربة بينما هز باسل رأسه وتنهد مستنكراً قبل أن يغمغم معتذراً :
- عذراً .. لم أكن أقصد أن أسبب لكِ كل هذا الخوف
ابتلعت ريقها صامتة وتعلقت بذراعه ليغادرا المطار .. رجفتها هذه المرة قللت من نشوته .. شعوره بالالتزام نحوها وضرورة تخليصها من الخوف الذى يلازمها فاق أي إحساس آخر داخله 1 a
قال بعد فترة :
- الطائرة سوف تقلع في تمام السابعة .. سنذهب الآن إلى البنك لتنهى إجراءات حسابك .. بعدها نتناول شيئاً ونعود إلى الفندق لنستريح قليلاً ونستعد للسفر
في فرع البنك الدولي قدمت طلباً لسحب رصيدها كاملاً .. لم يكن المبلغ كبيراً فقد اعتادت أن تمتلك أضعافه قبل تلك الكارثة التي حلت بها .. ولكنها رغم ذلك جلست تنتظر الموافقة بقلق وصبر نافذ .. ماذا لو علموا عن علاقتها بـ خورشيد .. ربما لن يكتفوا حينها بمصادرة المبلغ فحسب .. قد تتعرض للمساءلة القانونية هي أيضاً ..؟ هل يمكن أن تدخل السجن بدلاً منه ؟
- ندى مصطفى .. ندى مصطفى
تنبهت عندما ربت باسل على ذراعها ليوقظها من شرودها قائلاً :
- ندى .. ندى .. موظف البنك يناديكِ
هزت رأسها في قلق ونهضت لتذهب إلى مكتبه .. هم باسل أن يتبعها ولكنها استوقفته قائلة :
- كلا .. انتظرني هنا
- هل أنت على ما يرام
- نعم .. فقط لا أريدهم أن يكتشفوا أننا معاً
قطب حاجبيه قبل أن يومئ برأسه متفهماً .. عاود الجلوس مستسلماً لوجهة نظرها إلى أن خرجت إليه بعد قليل تحمل حقيبة بلاستيكية .. أشارت له بطرف عينيها فتبعها إلى زاوية متطرفة .. سلمته مظروفاً كبيراً يحتوى المبلغ الذى سحبته للتو قائلة :
- احتفظ بجزء منه يكفى نفقاتنا حتى نصل جنوب أفريقيا ثم ضع بقيته في حساب جديد باسمك
قال وهو يتطلع إليها متفحصاً :
- أي وقت تريدين فيه أن تستقلي بنفسك عنى اخبريني فقط .. وأقسم بأن أعيد لك نقودك كاملة 2 a
ربتت على كفه وهمست بابتسامة باهتة :
- أعلم ۔۔۔۔۔
ربما لم يكن هذا المبلغ ليمثل لها شيئاً لو لم يعد هو كل ما لديها حالياً .. كان يمكنها أن تنفقه في أيام معدودة لو شاءت .. لكنه بالنسبة لـ معدم مثله كان ثروة حقيقية لم يحلم أن يمتلكها يوماً .. على الأقل في المستقبل القريب ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 09:20 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-17-


ما أن ابتعدا عن البنك خطوات قليلة حتى صاحت به :
- أنا جائعة جداً
ابتسم في إشفاق قائلاً :
- حسناً .. ها نحن عائدان إلى الفندق
- لن آكل شيئاً من طعامه
- سأشترى لكِ من المطاعم هناك ما تريدينه
- ولماذا لا نشترى من هنا ؟
- الأسعار هنا مبالغ فيها
- يكفى أنها نظيفة
زفر بضيق ولم يعلق فأردفت ساخطة :
- معك نقود كثيرة فلا تكن بخيلاً
- أنا لست بخيلاً .. قليل من الحرص واجب حتى نجد مصدراً آخر للنقود
أشارت إلى مطعم على بعد خطوات منهما وهتفت كطفلة :
- فقط واحدة من هذه البيتزا الساخنة .. رائحتها الشهية زادتني جوعاً
- لو طاوعتك في الإنفاق سوف نتسول بعد شهر واحد
- ولو طاوعتك أنا فسوف نموت قبل أن ننفقها
غمغم محذراً :
- ندى ...
قبلت وجنته في توسل هامسة :
- باسل .. أريد بيتزا من هذا المطعم
ابتلع ريقه في انفعال هامساً بصوت مختنق :
- هذه المرة فقط
اتسعت ابتسامتها وهى تهز رأسها موافقة قبل أن تتأبط ذراعه إلى المطعم الفاخر .. اشترى واحدة .. قدم لها العلبة وسحبها للخارج فهمست متذمرة :
- إلى أين ؟
- ستتناولينها في الخارج
- ولماذا لا أتناولها هنا ؟
- لأن هذا سيضيف علينا المزيد من التكلفة لا طائل منها
قادها رغماً عنها إلى أحد المقاعد المتناثرة على الرصيف وجلس بجوارها منتظراً كي تنتهى من طعامها ولكنها وضعت الصندوق على فخذيها وظلت تتطلع إليه ساخطة .. هتف في دهشة :
- ماذا حدث ؟ لماذا لا تأكلين ؟
- تريدني أن آكل هنا كالمتسولين ؟!
- المتسولون لا يأكلون هذه البيتزا
رمقته في عناد فأردف بشيء من القسوة :
- متى ستدركين أن وضعك تغير الآن .. نانا هانم ماتت مع خورشيد .. أنت الآن ندى .. الفتاة التي يجب أن تكافح لكى تعيش .. إن كان الله قد منَّ عليك ببعض النقود .. فاعتبريها فرصة حتى تستطيعي تدبر حياتك مجدداً .. عليك أن تشكريه على رحمته بك لا أن تبددي نعمته بتهورك
دمعت عيناها ووضعت الصندوق جانباً وهمت بالنهوض فأمسك بها قائلاً :
- لا تكوني طفلة .. هيا اجلسي وتناولي طعامك
- كلا .. لم أعد جائعة
زفر بصبر نافذ قائلاً :
- وماذا نفعل بهذه البيتزا ؟
- كلها أنت
- أنا لا أريدها
- أعطها لأحد المتسولين .. أو القها في صندوق القمامة لم يعد الأمر يعنيني
- بعد كل ما دفعناه ثمناً لها ؟!
نهضت في لا مبالاة ورفعت رأسها في كبرياء قائلة :
- هيا لنعد إلى الفندق
تحركت بالفعل لتذهب ولكنه اعترض طريقها ووقف يتطلع إليها في حيرة فهتفت في غضب :
- أنت أهنتني .. لم أعتد أن يذلني أحد بهذه الطريقة .. حتى ولو كنت قد أصبحت فقيرة فجأة .. فهذا لا يعنى أن تحول حياتي جحيماً بحديثك المستمر عن مصيبتي .. على الأقل امنحني بعض الوقت لأتأقلم معها كي لا أجن ..
غمغم في تلعثم :
- أنا ......
صرخت به في مزيد من العصبية :
- أنت لا تفهم معاناتي .. لا تقدرها حق قدرها .. لم تجرب أن تخسر كل شيء في لحظة واحدة .. مع العلم أن لا شيء لكَ حتى تخسره
ابتسم في مرارة قائلاً :
- ومن قال بأنك خسرت كل شيء .. لازال لسانك السليط كما كان بل وأسوأ أيتها المتعجرفة
لمعت عيناها وهى ترمقه في مزيد من الغضب .. فأمسك رأسها العنيد بين كفيه ليطبع فوق جبهتها قبلة اعتذار هامساً :
- أنا لم أقصد إهانتك
تحولت نظراتها إلى عتاب صامت تلاشى بعد فترة فعاودت الجلوس ولكنها لم تلمس صندوق البيتزا .. ابتسم وهو يتناوله ليقدمه لها بانحناءة قائلاً :
- تفضلي نانا هانم ..
أخذته من يده في تذمر وما لبثت أن غمغمت في لهجة آمرة :
- أين علبة المياه الغازية ..؟ لن أستطيع أن أبتلعها بدونها
رفع حاجبه استنكاراً قبل أن يضحك قائلاً :
- عذراً نانا هانم لقد نسيت
رفعت ذقنها قائلة :
- أعذارك كثرت جداً .. هيا اذهب واحضرها
عاد بعد قليل يحمل علبة مياه غازية قدمها لها قائلاً :
- طلباتك أوامر يا نانا هانم .. ولكن أرجو أن تنتهى سريعاً من وجبتك حتى نستعد للسفر
فتحت الصندوق واستنشقت رائحة البيتزا في نشوة قبل أن تقضمها متلذذة .. أشارت إليه كي يشاركها طعامها قائلة :
- لماذا لا تأكل ؟
- البيتزا لا تناسبني
- جربها .. ستروق لك
- كلا
- لماذا ؟
- كفى عن الحديث و تناولي طعامك حتى نذهب
كشرت واستمرت في تناول طعامها صامتة بينما جلس هو يراقب المارة في صبر نافذ حتى قالت أخيراً :
- ها أنا قد انتهيت
- هيا بنا إذاً
نهضت لتتبعه عندما لاحظ أنها بالكاد انتهت من نصف البيترا فقط .. فقال معاتباً :
- لماذا لم تكمليها ؟
- شبعت
- البيتزا معظمها نشويات سريعة الهضم .. بهذه الطريقة ستشعرين بالجوع قبل أن نصل الفندق
مطت شفتيها وهزت كتفيها في حيرة فأجلسها مجدداً وحاول أن يطعمها رغماً عنها ولكنها أطبقت شفتيها في إصرار فهتف ساخطاً :
- بالله يا ندى .. قليل من الإحساس بالمسئولية ..!
- ماذا تريدني أن أفعل .. حتى وإن طاوعتك فمعدتي لن تطاوعني
- أسنانك سوف تطاوعك
- وماذا لو أصابني مغص وتقيأت بعدها ؟
- كلا لن يحدث
رمقته مستنكرة واستمرت تهز رأسها في عناد ولكنه لم ييأس بل أمسك بشريحة من البيتزا وقربها من فمها مبتسماً مدللاً كمن يطعم طفلاً صغيراً مشاكساً .. ذكرها بلا قصد بما كان يفعله معها خورشيد كلما أراد أن يرغمها على تناول طبقها كاملاً .. بادلته ابتسامته في حنين وقضمت قطعة من شريحة البيتزا شاردة قبل أن تتنبه لواقعها وتزيح يده لتضع ما تبقى منها في فمه بدلاً من فمها
كان قد تذوق البيتزا من قبل مراراً ولكنها لم تكن لذيذة بهذا القدر .. هذه أشهى بيتزا تذوقها في حياته .. بل أشهى ما تذوقه من طعام على الإطلاق .. أيكون ثمنها المضاعف هو ما منحها هذه النكهة المميزة أم أن الشهد بها تسرب من شفتيها عندما قضمتها قبله ؟
ظل يتطلع إليها حتى ابتلع شهدها كاملاً ولعق شفتيه مسحوراً بها .. نهض فجأة وجمع ما تبقى منها قائلاً في توتر :
- سأحتفظ بها لك عندما تشعرين بالجوع مجدداً
- هل تظنني سأكلها باردة ؟!
زفر وهو ينظر إليها في غيظ قائلاً :
- سوف نسخنها .. هيا بنا ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 05:45 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-18-


8- مدللتى ...

ما أن وصلا إلى سان دوني حتى أسرع يشترى لنفسه بعض الشطائر الرخيصة وراح يلتهمها بشراهة في طريقهما إلى الفندق .. قطبت حاجبيها وهى تطلع إليه قائلة :
- هل هي شهية لهذا الحد أم أنك جائع جداً ؟
- الاثنان معاً
قدم لها إحداها قائلاً :
- جربيها
- من أي شيء صنعت ؟
- لحوم متبلة
استمرت في النظر إلى الشطيرة بشك قبل أن تغامر وتأخذها من يده ولكنها ما كادت تتذوقها حتى أعادتها إليه وهى تلهث صارخة :
- حارة جداً .. كيف تأكلها ؟
زمجر معترضاً وهو يقضم شطيرته في تلذذ قائلاً :
- بأسناني .. هكذا
ضحكت في مرح طفولي أوقف شهيته لحظات وهو يتأملها صامتاً قبل أن يبعد عينيه عنها ليبتلع طعامه ويتصنع الجدية قائلاً :
- سوف تعتادين عليها بمرور الوقت
- مستحيل .. هنيئاً لك بها
أغلق باب غرفتهما في الفندق ونظر في ساعته قائلاً :
- أمامنا ثلاث ساعات كاملة قبل أن نغادر إلى المطار .. يمكننا أخذ غفوة لساعتين على الأقل
هزت رأسها موافقة قبل أن تهم بتبديل ملابسها أمامه للمرة الثانية فأسرع يمسك بها قائلاً :
- اذهبي إلى الحمام وبدلى ملابسك هناك
- أخبرتك أن نظرات الرجال تخيفني
اتسعت عيناه في غضب وهم أن يوبخها لولا أردفت قبل أن يتكلم :
- ولكنك محق .. فأنا في حاجة للاغتسال
رمقها مستنكراً وهى تلتقط المنشفة والملابس على مضض لتذهب إلى الحمام .. بقى ساكناً لفترة حتى بعد أن غادرت الغرفة قبل أن يخلع ملابسه ويلقى بها على الأرض غاضباً .. وماذا لو لم تكن تريد أن تغتسل .. ماذا تظن به هذه المعتوهة وهى تتعرى أمامه وكأنه رفيقتها في الغرفة ؟
زفر بضيق عندما لاحظ انعكاس صورته في المرآة وما لبث أن اقترب منها وراح يتطلع إلى نفسه متذمراً .. ما جدوى كل هذه العضلات المفتولة إن كانت المرأة الوحيدة التي حركت مشاعره لا ترى فيه رجلاً ؟!
ولكن .. ماذا سيحدث لو لاحظت رجولته وتأثرت بها .. وإن حتى عشقته .. كيف سيبادلها هذا العشق .. هل بإمكانه أن يعشقها هو أيضاً ؟!
لم يعرف امرأة من قبل .. فكيف يبدأ معرفته بهن مع عاهرة .. مهما بدت صغيرة وجميلة مثلها ؟!
ربما رحمة له أن لا تراه أبداً ..!
عندما عادت إلى الغرفة كان قد استكان فوق أرضيتها متظاهراً بالنوم .. لاحظته صامتة قبل أن تحول عينيها في تقزز إلى الفراش الذى تركه لتتنعم به وحدها .. أغمضت عينيها واستلقت فوقه مرغمة .. لم يمض وقت يذكر حتى انتظمت أنفاسها فأدرك أنها غفت .. أطلق تنهيدة طويلة وسحب الغطاء فوق رأسه ليجبر نفسه على النوم مثلها
*****
حلقت الطائرة عالياً تحمل معها أحلامه التي تعطلت طويلاً حتى ظنها أوهاماً لن تتحقق أبداً .. تنهد فى نشوة واستدار ليتطلع إليها .. كانت قد التصقت بالنافذة الصغيرة بجوارها وتعلقت عيناها بالسحب شاردة ..
علم من نظراتها ما أن صعدا إلى الطائرة أن التذكرة الرخيصة التي حجزها لها بين هؤلاء الصعاليك لم ترقها .. لا تشبه شيئاً من التميز الذى اعتادته بين ركاب الدرجة الأولى .. أفضل ما في الأمر هو أن تذمرها توقف عند نظراتها المستنكرة وقسماتها الممتعضة ولم تعترض شفهياً ..
من الجيد أن تبذل بعض الجهد وتحاول التأقلم مع وضعها الجديد ..
استند على ظهر مقعده وترك أفكاره تأخذه بعيداً عنها .. عندما يصلان إلى جوهانسبرج سيذهب ويرشح نفسه للمسابقة .. لا شك في كونه سيجد مدرباً يهتم بأمره هناك فهو يمتلك بنية عضلية رائعة بقول جميع من تعامل معهم سابقاً .. حتى شفيق نفسه لم يستطع أن ينكر هذا الأمر رغم حقده الدفين .. 3
إن كان كل المتقدمين لهذه المسابقة يشبهون سلماوي .. ذلك التافه الذى اختاره شفيق ورشحه بديلاً له .. فسوف يكون الأجدر للفوز بها .. يكفى أنه هزمه بلا عناء يذكر في أكثر من مباراة ودية تشاركا فيها من قبل .. يبدو أن ذلك الخبيث شفيق كان يمتحن قدراتهما مسبقاً .. ولكنه رغم ذلك رشح الخاسر في النهاية وكأنه يريد الانتقام منه ..!
تذكر القطع الذهبية التي أخفاها في حقيبة ملابسه قبل أن يترك الصندوق كله في أمانات الفندق .. سيكون عليه أن يتصرف فيها سريعاً حتى يوفر قيمة الاشتراك في المسابقة .. عليه أيضاً أن يهتم بطعامه كثيراً خلال الفترة القادمة حتى يضمن سلامة بنيته .. وسيكون في حاجة إلى المزيد من التمرينات التي توقف عنها مؤخراً لأسباب خارجة عن إرادته ...
تنفس في عمق .. الأمر ليس مستحيلاً .. لن يكون أصعب من تلك المعجزة التي أتت به إلى هنا على غير توقع .. ذلك الحظ الذى لازمه مؤخراً ليته يستمر حليفاً له حتى النهاية ..!
تنبه لمضيفة الطائرة التي اقتربت منهما مبتسمة لتقديم وجبة عشاء خفيفة .. ما أن انصرفت حتى قالت ندى للمرة الأولى منذ ساعات مضت :
- يمكنك تناول وجبتي أيضاً فأنا لست جائعة
- لابد أن تأكلي شيئاً .. انتقى من الوجبتين ما شئت ..
- وماذا عن قطعة البيتزا التي سخنتها لي قبل أن نغادر الفندق مباشرة ؟
كشر قائلاً :
- أخبرتك أن البيتزا لا تصمد طويلاً .. ما رأيك .. ربما تفضلين هذه المعلبات الصغيرة ؟
رفضت بإيماءة من رأسها ولكنه لم يبال باعتراضها بل أخذ شريحة من الخبز وفرد فوقها بعض المربى والزبد وقدمها لها مبتسماً حتى قبلتها منه .. اتسعت ابتسامته وهى تتذوقها في تردد قبل أن تقرر أخيراً أن تبتلعها .. راح يتناول بعدها شطائر الجبن بشهية كعادته .. لم تعترض عندما قدم لها شطيرة أخرى .. تقبلتها أسرع هذه المرة وتناولتها في شهية وكأنها تحاول تقليده فضحك في مرح وعاد يلتمس لخورشيد ملايين الأعذار في تدليله لها ..
عندما جاءت المضيفة بالحلوى .. وجد نفسه يطعمها بلا وعى فاستجابت سريعاً .. بدت سعيدة وكأنها تفتقد هذا النوع من الحياة .. لا بأس .. وهو لن يبخل عليها به مادام في استطاعته أن يوفره لها ..؟!
مر طيف خورشيد أمامه فجأة .. كثيراً ما رآه يفعل ذلك معها .. كان هو أيضاً يطمعها بشوكته مستمتعاً بابتسامتها التي تأسر العقول وتحول أعتى الرجال لحمقى يتسولون رضاها .. أغمض عينيه في ألم وما لبث أن قدم لها الطبق لتتناول منه ما شاءت .. ولكنها لدهشته امتنعت عن تناول المزيد وأعادته إليه كطفلة غاضبة ...
شعر بالحماقة وهو يقاوم رغبة ملحة تدعوه لتدليلها مجدداً ..!



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 19-07-17 الساعة 08:23 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.