آخر 10 مشاركات
أبواب الجحيم-زائرة-ج1 من سلسلة دموع الشياطين-للآخاذة::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لنجعل اليوم يوم الاعتراف .....؟ (الكاتـب : ميكاسا أكرمان - )           »          لوحة ليست للبيع -ج2 من أهلاً بك في جحيمي- للكاتبة الآخاذة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : Omima Hisham - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-17, 06:00 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-19-

الغرفة الرخيصة التي حجزها لهما في الفندق بـ جوهانسبرج لم تكن تختلف كثيراً عن تلك التي في سان دوني .. عدا أن هذه كان بها سريرين لا سرير واحد .. إن لعظامه عليه حق .. وعظامه بدأت تشكو .. الأرض الصلبة التي يبيت فوقها منذ ما يقرب من الشهرين أفقدتها مرونة يبغى استعادتها
تذمرها كان واضحاً ولكنه بقى أسير شفتيها لم يغادرها .. كانت تحاول أن تتجنب عظة جديدة من عظاته التي لا تنتهى عن ظروفهما المادية السيئة .. ألقت بحقيبتها في عصبية فوق سريرها لتخرج ملابسها .. زفرت ساخطة عندما وقع نظرها على قميص نومها الأوحد الذى أحضره لها .. أمسكت به غاضبة وصرخت بصبر نافذ :
- وكأنني لن أغسل هذا أبداً .. لماذا لم تضع في الحقيبة بديلاً له ؟
زم شفتيه قائلاً :
- عذراً .. لم أكن أفكر في هذا حينها ..!
- عليك إذاً أن تكفر عن خطأك وتشترى لي آخر
ابتسم في عصبية وأومأ موافقاً .. فأردفت :
- أين الحمام ؟
- في الممر .. ليس بعيداً عن الغرفة
تطلع إليها بتمعن وأردف في تهكم :
- وليس هناك رجال يزعجونك هذه المرة
- تعال معي
- لماذا ؟
- سوف تنتظرني أمام الباب حتى أنتهى من تبديل ملابسي
فتح فمه ليعترض ولكنه ما لبث أن أخرج ملابسه هو أيضاً وأشار لها ساخطاً كي تتقدمه .. فهتفت مستنكرة :
- هل أفهم من ذلك بأنك لن تنتظرني ؟
- كيف تريدينني أن أنتظرك أمام حمام السيدات ؟
- وما المشكلة ؟
- ندى .. لا تثيري جنوني
ما أن عادا إلى الغرفة حتى ألقى بجسده المنهك فوق سريره وأطلق تنهيدة عميقة .. فتح فمه ليتثاءب في كسل وما كاد يغلقه حتى أغمض عينيه وغرق في سبات عميق .. تطلعت إليه مستنكرة قبل أن تبتسم وتسترخى فوق سريرها في شيد من القناعة تعجبت له ..
يبدو أنه لا مفر من التأقلم مع بؤسها ولو مؤقتاً حتى تتحسن الأوضاع
اكتفى نوماً واستيقظ أخيراً .. مضى بعض الوقت قبل أن يتنبه لوضعه ومكانه الجديد .. توقفت عيناه عندها لبعض الوقت .. كانت نائمة كملاك صغير لا يمت بصلة لشيطانة ظلت تسكنها طويلاً ..
تذكر المسابقة فانتفض على عجل وغادر الفراش .. عليه أن يذهب ليرشح نفسه قبل أن ينتهى موعد التقديم .. كان حريصاً على أن لا يزعجها ولكنها استيقظت ونهضت مذعورة تحمل عينيها الاتهام ذاته الذى حملته له في المرة السابقة .. لم تثق به بعد .. ويبدو أنها لن تثق به أبداً ..
قبل أن تفتح فمها أسرع يقول معاتباً :
- متى ستتعلمين الوثوق بي ؟
- ربما عندما تخبرني بمشاريعك مقدماً
صمت في حيرة ضاعفت ريبتها فأسرع يقول :
- هناك مسابقة للمصارعة الحرة ستقام قريباً
ظلت ترمقه في فضول لم يشبع بعد فأردف في تلعثم لم ينجح في التخلص منه :
- قررت أن أتقدم لها
- لا يبدو أنك قررت ذلك خلال هذه الساعات القليلة
تأملها صامتاً فأردفت وقد زاد البريق في عينيها :
- كنت تعلم ذلك من قبل .. لهذا اخترت أن نأتي إلى هنا ..؟!
- نعم
اتسعت عيناها مستنكرة فأردف ليدافع عن نفسه :
- وما المشكلة .. ؟ أنا لم أقصر في واجبى نحوك .. فلماذا تعترضين على ....
- ومن قال بأنني أعترض ؟
- هيئتك الغاضبة خير دليل
- فقط لأنك لم تكن صريحاً معي منذ البداية
- ربما لأنك من عالم آخر .. لم أتوقع منك التفهم لطموحاتي
رفعت رأسها في تهكم قائلة :
- عالم آخر .. ها قد تشاركنا عالمك البائس .. على أية حال .. لم يكن باستطاعتي أن أمنعك سابقاً ولا الآن .. ولكنك خبيث على ما يبدو
- أنا لست خبيثاً .. فقط كنت ....
مط شفتيه فى حيرة تلميذ فاشل وهو يبحث عن كلمات مناسبة يكمل بها عبارته .. فأردفت وهى تلوح بأصبعها في وجهه كمعلمة غاضبة :
- حذار أن تكررها وتخفى شيئاً عنى
هز رأسه مبتسماً قبل أن تتوتر عضلات فكه عندما اقتربت منه لتمسك بياقة قميصه في نعومة هامسة :
- وماذا لو فزت بهذه المسابقة وأصبحت بطلاً .. هل ستتركني حينها ؟
قبض على يديها وابتلع ريقه قائلاً :
- أقسمت مراراً بأنني لن أتركك أبداً
احتوته بعينيها .. لو ظلت تنظر إليه بهذه العيون الأحلى من العسل فلن يحقق شيئاً أبداً .. بل سيذوب ويتحول لهلام يتلاشى بعد قليل .. أبعد عينيه عنها مرغماً وأزاحها في لطف قائلاً :
- ينبغي أن أذهب الآن
- وماذا عنى ؟
- لن أتأخر
- سآتي معك
- إلى متى ستتعلقين بي بهذه الطريقة ؟
- وعدت للتو بأنك لن تتركن أبداً ..!
- نعم .. ولكن هذا لا يعنى بالضرورة أن أصحبك معي كطفلة أينما ذهبت
هتفت في حماسة وهى تهم بخلع ملابسها :
- لن أعطلك
أسرع يمسك بيديها صارخاً :
- حذار أن تبدلي ملابسك أمامي مجدداً .. اذهبي للحمام
- أخشى أن لا تنتظرني
- بل سأنتظرك


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 07:21 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-20-

اتسعت عيناه في دهشة عندما عادت إلى الغرفة بعد دقائق معدودة وقد بدلت ملابسها بالفعل .. لم تفعلها يوماً بهذه السرعة ..!
وقفت أمام المرآة لتمشط شعرها .. رفعته لأعلى وهمت بتغطيته بآخر أشقر اللون فاقترب ليمسك بيدها قائلاً :
- لماذا ؟ لونه الطبيعي أفضل كثيراً
- أخشى أن يتعرفوا علىَ
- لا أحد يعرفنا هنا
تطلعت إليه في قلق فأردف في جدية :
- لا أريدك أن تخافي أحداً بعد الآن .. لا هنا ولا في أي مكان آخر
امتزج القلق في عينيها ببعض الألم وهى تغمغم وكأنها تحدث نفسها :
- قتلوا والدتي من قبل .. حتى خورشيد نفسه لم يستطع حمايتها
قطب حاجبيه وصمت لحظات ليستوعب ما صرحت به مصادفة قبل أن ينتزع المشابك من شعرها لينسدل فوق كتفيها قائلاً :
- هيا بنا
ساد الصمت طويلاً وهى تلاحق خطواته في عصبية دون أن تكف عن مراقبة كل من حولها في قلق .. سألها في هدوء :
- ماذا بكِ .. ألا زلت خائفة ؟
- أشعر وكأنني عارية .. لا مساحيق تجميل .. ولا شعر مستعار.. لم أعتد السير في الشوارع بهذا المنظر
- اعتبري نفسك ولدت اليوم من جديد
التفتت إليه في شك ورجاء .. فعاد يسألها في فضول :
- لم تخبريني بعد .. أين والدك من كل هذا ؟
تنهدت في أسى قبل أن تغمغم بعد فترة :
- قتلوه هو أيضاً
توقف عن السير وتسمرت عيناه فوق ملامحها في إشفاق جعلها تدمع مرغمة .. فراح يدور حول نفسه وكأنه يلتمس معونة يعينها بها .. داهمته رغبة في مواساتها بلغت حد المعاناة معها .. بحث طويلاً عن كلمات منمقة من تلك التي يتفوهون بها في مثل هذه الكوارث .. هتف فجأة :
- سأشترى لكِ بيتزا
ضحكت في مرارة قائلة :
- هل أشفقت علىَ بعد أن علمت بأنني يتيمة الأبوين ؟
تلعثم في حرج قائلاً :
- كلا بالطبع ..
أشار لأحد مطاعم البيتزا أمامه وأردف :
- تذكرت الأمر مصادفة .. عندما رأيت هذا المطعم .. كفى مشاكسة وانتهزي الفرصة قبل أن أحسبها وأبدل رأيي
- لست جائعة
- كيف هذا ؟ أنت لم تتناولي شيئاً منذ كنا في الطائرة
- دعنا نلحق بموعدك أولاً .. فلنؤجل البيتزا لحين عودتنا
تطلع إليها فى حيرة وما لبث أن أمسك بيدها وضغطها في مواساة صامتة وهو يواصل سيره .. فهمست :
- من الجيد أنك تمتلك قلباً يفوقك حجماً
- وأنت تمتلكين إحساساً أقصر قامة منكِ
- لست قصيرة جداً على أية حال
ما أن وصلا إلى مكان المسابقة حتى ارتجف قلبه كطفل صغير وانتقلت رجفته إلى أصابعه الملتفة حول يدها مما جعلها تلكمه بالأخرى وهى تهتف مازحة : 1 a
- كن أكثر صلابة
ابتسم وهو يعنفها :
- كونى أنتِ أكثر إحساساً وقدري مشاعري .. الفوز في هذه المسابقة يعنى لي الكثير
- لهذا عليك أن تكون أكثر صلابة .. احتفظ باهتمامك لنفسك ولا تظهره للمسئولين عنها حتى لا تبدو لهم متسولاً
تطلع إليها بشيد من الغضب فابتسمت قائلة :
- احتفظ بهذه التكشيرة لهم في الداخل
- شكراً للنصيحة .. والآن اصمتي
تابعت وكأنها لم تسمعه :
- ارفع صدرك لأعلى .. قليل من الكبرياء يليق بك
زفر بصبر نافذ فأردفت في استفزاز :
- رائع .. هذا ما أريده۔۔۔۔۔


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 07:30 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-21-

9- وماذا بعد ...؟!

كانت صدمة عاتية عندما أخبره أحد المسئولين بالداخل أن باب الترشح للمسابقة قد أغلق أمس .. إن أراد التقدم فعليه الانتظار حتى العام القادم .. حاول جاهداً أن يقنعهم بظروفه الطارئة التي منعته من التواجد في وقت أبكر بلا جدوى .. حتى تقدم سنوات عمره التي قد تمنعه من الترشح لهذه المسابقة مستقبلاً لم تؤثر في قرارهم الذى وجده متعنتاً إلى حد كبير ..
أطلق العنان لغضب أحكمه طويلاً فتحول إلى إعصار راح يجرف كل ما حوله ومن حوله .. خرج على إثر صراخه رجلاً أشقر الشعر والبشرة بصحبة آخر أسودهما من إحدى الغرف الجانبية التي كانت مغلقة .. ساد سكون لا يخلو من الرهبة قبل أن يتساءل الأشقر في غطرسة عن سر الضجة التي هزت جدران مكتبه ..
لم يكن في حاجة إلى ذكاء ليستنتج أن هذا الأشقر الغاضب هو كبيرهم .. ولكن من يكون هذا الأسود الصامت .. يبدو أن سواده لا يقتصر على ملامحه الخارجية فقط .. من الواضح أن قلبه وأفكاره بلون أدكن من وجهه العابس
حاول باسل أن يبدأ مع الأشقر حواراً عله يستجيب لمعاناته ويقدر حاجته الماسة للحاق بأخر محطات القطار .. لكن لغته الهزيلة لم تمكنه من التواصل معه طويلاً فأطلق تنهيدة يائسة تاركاً الشرح للمحيطين به
اقتربت ندا فجأة من الرجل وراحت تتحدث معه في طلاقة وما لبث حديثهما أن تحول إلى حميمية تعجب لها باسل .. كان يعلم التأثير القاتل الذى تتركه كلماتها الممزوجة بنظراتها الشهدية على كل من تتعامل معه .. جربه من قبل .. خورشيد أيضاً لم يسلم منه .. فهل يسلم منه هذا الغريب ؟!
انتابه الغضب عندما تمادى الرجل وداعب وجنتها مبتسماً .. قاوم رغبة تدعوه للبدء في جولة مفتوحة لمصارعة هذا الأشقر الكريه .. لو لم تكن هي الملامة وهى من تستحق العقاب لفعلها دون تردد ولتذهب المسابقة للجحيم
ولكن ما الذى يغريها لتملق أمثاله .. لماذا تميل دائماً للعجائز وكبار السن .. تارة خورشيد وتارة هذا الأشقر الوقح .. ؟! لم يرها يوماً تتقرب لشاب في مثل عمرها بهذا الصوت الناعس والأهداب المسدلة ..!
ربما قتل والدها في سن مبكر فولد فيها حرماناً لا يشبعه سواهم ..! 3 a
تضاعف غضبه عندما استدار الأشقر إلى زميله الأسمر مبتسماً فبادله الآخر ابتسامته في تهكم .. لو تفهم هذه المعتوهة بأنهما يسخران منها ومن اسلوبها المبتذل ما كانت حطت من قدرها وقدره لهذه الدرجة .. أهي ذاتها من حذرته من التسول منذ قليل .. لماذا لم تقدم لنفسها ذات النصيحة ؟
عاد الأشقر ليمسك بذقن ندى قائلاً في صوت دافئ استنفذ ما تبقى لـ باسل من رصانة :
- حسناً يا جميلتي سأمنحه الفرصة من أجلك
استدار إلى باسل بعدها وقال آمراً :
- اخلع ملابسك لنرى قوتك العضلية التي تتحدث عنها صديقتك
تطلع إليه باسل في تذمر ولكنه ما لبث أن شرع في خلع ملابسه رغبة في إرهابه لا نيل رضاه .. فهو لم يعد يرغب في الاشتراك بهذه المسابقة .. عندما انتهى من خلع ملابسه لم تكن لتلك السخرية في عيونهم أثراً .. بل تبدلت اهتماماً .. خاصة من ذلك الأسمر المتهكم الذى كان أشدهم سخطاً واستياءً
ابتسم الأشقر قائلاً دون أن يرفع عينيه عن باسل :
- ما رأيك يا أوسكار ؟
لم يبادله الأسمر حتى ابتسامته بل اقترب من باسل وراح يتفحص عضلاته في تمعن وكأنه يتأكد من حقيقتها .. وأخيراً هز رأسه راضياً .. فاتسعت ابتسامة الأشقر وهو يقترب من ندى هامساً بكلمات لم يسمعها باسل ولكنها زادته جنوناً بلغ ذروته عندما تلألأت عيناها سعادة لإطرائه .. ضحكت ملء شفتيها وشبكت أصابعها العشرة بأصابعه في حماسة وحميمية .. وكأنها تعرفه منذ زمن .. 5 a
هذا الوقح تطاول كثيراً .. وهى استعادت عهراً ظنها تخلصت منه مؤخراً .. هل قررت أن تتخذه بديلاً لـ خورشيد ؟
استدار ذلك الوغد ووجه حديثه إليه وكأنه لاحظ وجوده أخيراً :
- ادفع قيمة الاشتراك وسجل اسمك في الكشف .. من الجيد أننا لم نرسل الكشوف النهائية بعد
كان باسل قد انتهى من ارتداء ملابسه مجدداً .. اقترب ليسحبها بعيداً عنه قائلاً في لا مبالاة :
- ليس معي ما يكفى لتسديد قيمة الاشتراك
- ماذا ؟
تطلعت إليه ندى في شك ولكنه استمر في سحبها بعنف لمغادرة المبنى غير عابئ باعتراضها بينما صاح أوسكار على غير توقع :
- انتظر .. سأدفع أنا قيمة اشتراكك
- وأنا لم أعد أريد الاشتراك
صمت أوسكار في صدمة انعكست على وجه ذلك الأشقر لتشفى شيئاً من غليل باسل بينما أسرعت ندى تسحب ذراعها من قبضته وهى تصرخ به مستنكرة :
- هل جننت ؟ الفرص الحقيقية لا تتكرر أيها الثور الغبي
كاد أن يصفعها ولكنها تصرفت كالبرق .. وضعت يدها بين ملابسه وانتزعت محفظته لتخرج منها هويته .. قدمتها للموظف قائلة :
- سجل بياناته
استدارت بعدها إلى الرجلين الذين وقفا يراقبانها في مرح وابتسمت قائلة :
- متى تريدان منه الحضور ؟
هتف أوسكار في حماس :
- صباح الغد
كافأتهما بعشرات القبلات في الهواء قبل أن تسحبه كـ ثور حقيقي لتغادر المبنى غير عابئة بنظراته النارية التي تلتهمها في غضب
ربما كانت محقة بالفعل .. فالفرص الحقيقية لا تتكرر .. وأمامه فرصة حقيقية الآن .. وعليه أن يستغلها .. فهذه العاهرة أرخص من أن يضحى بفرصته من أجلها۔۔۔۔۔


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 07:56 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-22-



تنبه على صوتها الغاضب ما أن ابتعدا عن المبنى :
- لم أكن أقصد أن تتمادى لهذا الحد .. كدت أن أصدقك أنا أيضاً
لم يلتفت إليها فتابعت في عصبية :
- ماذا لو لم تسعفني ذاكرتي بذلك الحل السريع لالتقاط هويتك ؟ لكنت خسرت كل أحلامك التي تتشدق بها
تطلع إليها وزفر صامتاً فأردفت في دهشة :
- لا تقل بأنك لست سعيداً ..!
غمغم في تهكم دون أن ينظر إليها :
- تكفى سعادتك
- نعم .. أنا سعيدة جداً .. وجائعة أيضاً .. أين البيتزا التي وعدتني بها .. لن أتنازل عن ......
قبل أن تكمل عبارتها كان قد أخرج كل ما يمتلكه من نقود وقدمها إليها قائلاً :
- ها هي نقودك .. اشترى بها ما شئتِ
- باسل .. ماذا حدث ؟
أبعد وجهه المكتئب ولم يجبها .. فعادت تثرثر في دهشة :
- ثم أن هذه النقود كثيرة جداً .. لماذا لم تدفع رسوم المسابقة بنفسك ؟
استدار إليها صائحاً :
- لأنني لن أشترك في هذه المسابقة .. أرنى إذاً كيف ستسحبينني غداً كالثور إلى هناك رغماً عنى 1a
ضحكت في مرح قائلة :
- أهذا إذاً ما يغضبك ؟ لأنني نعتك بالثور أمامهم .. لم أكن أقصد أهانتك .. كنت مستاءة من تهورك فحسب .. ثم أنني قلتها بالعربية ولن يفهمها سوانا
حدق فيها مستنكراً فاتسعت ابتسامتها واقتربت لتقبل وجنته ولكنه أزاحها عنه في تقزز قائلاً :
- لستُ كهلاً بما يكفى لأنال رضاكِ 4a
قطبت حاجبيها وتطلعت إليه في تساؤل فأردف في ضيق :
- ظننك اتعظت بعد كل ما حدث لـ خورشيد
- ما الذى تريد قوله ؟
- وكأنك طفلة لا تدرى ما تفعله ..!
- كنت أريد مصلحتك ليس إلا .. كل ما فعلته كان لأجلك
- ومن قال بأنني أريد مساعدتك ؟
- باسل ..!
أمسك بكتفيها وهزها في عنف صارخاً :
- بماذا وعدت ذلك الوقح حتى يقبل انضمامي للمسابقة ..؟ ما هو ثمن الفرصة التي منحها لي ؟
صفعته في قوة لم يتوقعها منها قبل أن تعدو لتصعد إلى إحدى حافلات الركاب التي توقفت في محطة بالقرب منها .. عندما استوعب الأمر كانت الحافلة قد أغلقت أبوابها وتحركت مبتعدة .. أسرع يشير ساخطاً لإحدى سيارات الأجرة وطلب من السائق تتبعها ..
ما أن توقفت الحافلة في محطتها التالية حتى طلب من سائق السيارة التوقف وأسرع يغادرها ليلحق بها .. هدأت رجفتها ما أن رأته لكنها أشاحت بوجهها عنه .. اغتصب ابتسامة وهو يمسك بذراعها هامساً :
- تعالى معي
- كلا .. لا أريد معرفتك بعد الآن
- ندى .. لن نتعارك هنا .. الركاب يتطلعون إلينا
- ابتعد عنى إذاً
عاودت الحافلة التحرك فعض على شفتيه غيظاً .. من الجيد أن الجالس بجوارها كان متفهماً فترك له مقعده مبتسماً .. بادله ابتسامته في امتنان وجلس مكانه مرغماً .. عبثاً حاول إقناعها بضرورة مغادرة الحافلة لكنها لم تلتفت إليه .. وكأن حواسها توقفت فجأة لم تعد تسمعه أو تجيبه .. حتى لسانها السليط خرس على عكس عادته وكأنه اكتفى بذاءة وأعلن توبته فجأة
تنفس الصعداء عندما علم أن المحطة التالية ستكون الأخيرة .. تطلع بصبر نافذ إلى المقاعد الخالية من حوله .. لم يعد هناك سواهما وزوج آخر طاعن في السن .. راح يعد الدقائق حتى توقفت الحافلة فكان أول من غادرها بينما كانت أخرهم .. ربما لتزيده غيظاً ..
رفعت رأسها وتجنبت النظر إلى وجهه وهى تتخطاه عمداً لتتوغل بين أشجار لا يعلم إلى أين تنتهى .. زفر بصبر نافذ وهم للحاق بها عندما أمسك أحدهم بكتفه من الخلف ملقياً على مسامعه بسيل من الشتائم والوعيد .. استدار ليلكمه ولكنه تراجع ما أن عرف هويته .. كان سائق سيارة الأجرة .. معذور لو ظنه لصاً هرب قبل أن يدفع أجرته
غمغم معتذراً ووضع يديه في جيوب ملابسه يبحث عن بعض النقود ليقدمها له ولكنه لم يجد إلا القليل من العملات المعدنية محدودة القيمة .. والرجل قد تبعه لمسافة طويلة وفى عزيمة يحسد عليها ..! 1a
تذكر أنه منحها كل ما معه فحاول اللحاق بها مجدداً ولكن الرجل عاود التشبث به كالعلقة .. هتف يناديها ساخطاً :
- ندى .. ندى .. أنا في حاجة ماسة لبعض النقود لأحاسب سائق الأجرة 1a
استدارت لتطلع إليه في شماتة قبل أن تعاود السير مجدداً .. فهتف فى مزيد من السخط :
- لا تكوني حمقاء .. ربما يسجنونني بهذه الطريقة 2a
صاحت دون أن تنظر إليه :
- حسناً يفعلون
أزاح الرجل العالق به في غضب أسقطه أرضاً وأسرع الخطى ليمسك بذراعها في حدة صارخاً :
- كفى مزاحاً ودعيني أسدد للرجل ماله
- ومن قال بأنني أمزح معك ؟! هذه نقودي وأنا لن أعطيها لك .. يكفى أن رصيدي في البنك باسمك
- أنا لا أريد رصيدك سأعيده لكِ .. فقط امنحيني الآن بعض العملات القليلة
حدقت فيه غاضبة قبل أن تخرج النقود على مضض .. سحبت القليل منها لتقذف به في وجهه قائلة في غطرسة :
- سدد دينك واشتر بما تبقى شطيرة رخيصة تشبع بها جوعك أيها المتسول
أغمض عينيه غيظاً قبل أن يلتفت ليتطلع غاضباً إلى السائق الذى لحق به مجدداً .. منحه نقوده متغاضياً عن نظرات التهكم التي ملأت عينيه ممزوجة بابتسامة ساخرة ذات مغزى رفضت رجولته أن تعترف به ..
لم يكن ينقصه سوى هذا المعتوه وظنونه الكريهة ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-17, 08:14 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-23-



ما أن لحق بها هذه المرة حتى أمسك ذراعها في قسوة صارخاً :
- كفى هرولة على غير هدى .. ما الذى تريدينه الآن ؟
- أخبرتك أنني لا أريد منك شيئاً ولكنك غبى لا تريد أن تفهم
- إن لم تكفى عن وقاحة لسانك سوف أقطعه لكِ
- جرب أن تقترب منى وسوف أسجنك بالفعل هذه المرة أيها الثور المجنون
ازدادت قبضته قسوة فوق ذراعها حتى تدفقت دموعها رغماً عنها وهى تصرخ فيه موبخة :
- أترك ذراعي أيها المتوحش
- ليس قبل أن تعديني بالتعقل
- أنت المجنون وليس أنا
زمجر بصبر نافذ فأردفت وهى تجاهد لتخليص ذراعها من قبضته :
- أتركني أذهب
- إلى أين ستذهبين ؟
- لا شأن لك
- لا تنسى بأنني أقسمت على حمايتك
- وها أنا أحررك من قسمك .. حرر أنت ذراعي من قبضتك التي شوهته
حرر ذراعها في بطء فعاودت عدوها لتهرب منه وعاود اللحاق بها قائلاً :
- وماذا عن نقودك في حسابي ؟
- اعتبرها أمانة عندك
- وماذا لو لم نلتق مرة أخرى ؟
- في هذه الحال سوف يعوضني الله عنها .. لا تحمل همى 5a
رمقها في حيرة صارخاً :
- بالله كيف تكونين المذنبة والغاضبة في الوقت ذاته ؟!
- أنا هكذا .. متوحشة مجنونة لا تعاشر .. ابتعد عنى
- لا يمكن أن أتركك ما دمت في حاجة إلى مساعدتي
- أنا لا أحتاج إلى مساعدتك
- حسناً .. أنا المحتاج إلى مساعدتك إن كان هذا يرضيكِ
استدارت إليه وتمعنت في قسماته لبعض الوقت قبل أن تعاود السير بخطى متهادية هذه المرة .. صار بجوارها صامتاً .. لم تعترض عندما أمسك يدها وضغطها في حميمية .. بل شعرت بأمان لم تشعر به حتى مع خورشيد .. الأخير نفسه كان يعلم بأنه الأقدر على حمايتها .. أراده أن يبقى معها .. جعله يقسم على رعايتها ليضمن بأنه لن يتركها أبداً ..
أدركت من حركة أصابعه التي تمللت حول أصابعها بأن صبره قد بدأ ينفذ إثر تجاهلها له .. سوف يعود إلى توحشه خلال لحظات .. حاولت أن تبدو لا مبالية وهى تسأله :
- أين نحن الآن ؟
عبست ملامحه وهو يتطلع إلى ما حوله قائلاً :
- لا أعلم إلى أين أخذنا طيشك هذه المرة .. ولا أرى أحداً سوانا حتى نسأله
سحبت يدها من قبضته ودارت حول نفسها تتأمل المكان .. أشجار مورقة وارفة الظلال وزهور ملونة ومجموعة من المقاعد المتناثرة في تناسق فوق أعشاب تضئ نضارة .. هتفت في نشوة :
- المكان رائع .. حديقة عامة على ما يبدو
تركته يحاول استكشاف ما حوله واستلقت فوق العشب تتأمل السماء الصافية وسحبها القطنية .. لو كانت تمتلك أجنحة تمكنها من التحليق عالياً .. لشاركت هذه العصافير سباقها ولهوها .. ولتركت هذه الأرض بكل ما فيها من قلق وهم .....
تنبهت لظله الضخم الذى حجب الشمس عنها قبل أن يجلس بجوارها ويتأفف قائلاً :
- لن تمر الحافلة من هنا قبل ساعتين على الأقل .. هذا لو كنا سعداء الحظ
- وماذا لو لم نكن ؟
- ربما نضطر حينها للمبيت هنا
رمقته في تساؤل فأردف :
- المنطقة شبه خالية من السكان .. تستخدم كمنتزه ترفيهي عام .. عدا أيام الأعياد والعطلات الرسمية .. فوسائل المواصلات التي تأتى إلى هنا قليلة جداً .. تكاد تكون شبه معدومة
- كيف تأكدت من معلوماتك ؟
- تعثرت بإحدى الأسر القليلة التي تسكنها
- ولكنني أتخيل أشجارها تتحول أشباحاً في الظلام .. سأموت رعباً حتى الصباح
مط شفتيه قائلاً :
- سوف نتمسك بالأمل قدر استطاعتنا .. وإلا سيكون علينا السير لأقرب مدينة تصلها الحافلة
صمتت في تردد قبل أن تغمغم يائسة :
- ربما من الأفضل بالفعل أن نتمسك بالأمل .. فأنا جائعة جداً .. لا أملك طاقة تمكنني من السير هذه المسافة الطويلة 1a
أطلق تنهيدة طويلة وما لبث أن استلقى بجوارها ليتأمل السماء بدوره .. اقتلعت فجأة بعض الأعشاب من حولها وقذفت بها وجهه قبل أن تنهض كطفلة وتبتعد عنه ضاحكة
تمتم بسباب خافت قبل أن يبتسم قائلاً :
- إن كنت تحقدين علىَ فما ذنب العشب المسكين ؟
- العشب مسكين بالفعل .. لأنك تجلس فوقه
ضحك وكأنه أدمن شراستها .. فأردفت ساخطة :
- لمَ لا تنهض لتركض خلفي ؟
- لن أنهض مادام استرخائي يغضبك
- يا لك من ثقيل الظل ..!
راحت تفرغ غيظها بين مجموعة من الزهور الملونة على بعد أمتار منه .. انتقت الأحمر منها ونسقته في باقة جميلة حملتها وعادت تجلس بجواره في زهو قائلة :
- ما رأيك ؟
- جميلة .. ولكن لماذا اخترت الدم دوناً عن سائر الألوان الأخرى ؟
- ربما لأن الدم هو سر الحياة
ابتسم ولم يعلق فأردفت في شاعرية لم يعتدها منها :
- الأحمر أيضاً يرمز للحب والأحاسيس الجياشة
ظل يتأملها صامتاً حتى أزعجها فتابعت الثرثرة :
- أنا أعشق تنسيق الزهور .. وأحب الرسم أيضاً .. كما أنني موهوبة في تصميم الأزياء و...........
- واللغات
قطبت حاجبيها ونظرت له في فضول فأردف وهو يتمعن في ملامحها :
- كنت تتحدثين بطلاقة مع ذلك الأشقر .. تحدثتما طويلاً .. علانية وهمساً .. ولكنني لم أفهم شيئاً .. لغتي الضعيفة لم تسعفني
برقت عيناها قائلة :
- يزعجك هذا الأمر كثيراً .. هل تغار ؟
ارتبك قائلاً :
- كلا بالطبع .. ولماذا أغار ؟ 5a
رفعت ذقنها في كبرياء قائلة :
- ظننتك أصبت بالحماقة وتجرأت على الإعجاب بي
- كلا اطمئني من هذه الناحية .. فأنا لست أحمق
عادت تستفزه بعد قليل :
- ولكنك تريد أن تعلم فيما كنا نتحدث .. أليس كذلك ؟
حاول أن يبدو لا مبالياً ولكنه لم ينجح في كبح فضوله فهز رأسه مستسلماً .. هتفت فجأة في حدة :
- كنا نتحدث عنك أيها الأحمق
تجاهل تطاولها قائلاً :
- وماذا قلت له عنى ؟
- أخبرته بأننا .. أنا وأنت كنا في رحلة بـ باريس وأنك قطعتها خصيصاً لتتقدم لهذه المسابقة .. وبأننا تعاركنا لأجل ذلك حتى كدنا أن ننفصل .. وبأنه ليس عدلاً بعد كل ما حدث أن لا يمنحك الفرصة التي تريدها
الراحة التي سرت بين ملامحه أكدت لها بأن كل الاسترخاء الذى سبقها كان مزيفاً .. تماماً كاعتذاره الذى قدمه لها مرغماً منذ قليل .. همس وهو يداعب وريقات زهرة كانت تداعبها قبله :
- وماذا أيضاً ؟
- أوسكار ...
- ذلك الأسمر المتغطرس الذى كان معه
- نعم .. أخبرني جون بأنه مدرب محترف .. وبأنه شعر بالإحباط عندما وجد أن كل المتقدمين للمسابقة دون المستوى
- جون هذا هو الأشقر ؟
ابتسمت قائلة :
- وكأنك لم تسمع من كل عبارتي إلا اسمه ؟!
- فيما كنتما تتهامسان ؟ ما الذى أسعدك في حديثه لهذه الدرجة ؟
صمتت لتغيظه قبل أن تعاود الحديث إشفاقاً :
- لأن أوسكار أعجب بك وقرر تدريبك بنفسه .. وهذا من وجهة نظر جون يعنى أنك الفائز حتماً بهذه البطولة
ابتلع ريقه في عدم تصديق فاتسعت ابتسامتها قائلة :
- لو لم يكن واثقاً من قدرتك على الفوز .. ما كان ضمك للمسابقة على نفقته الخاصة أيها المحظوظ
أمسك فجأة بيدها وقبلها قائلاً :
- آسف لأنني أسأت الظن بكِ
- سبق واعتذرت لي
- هذه المرة اعتذاري عن قناعة
- اعتذارك في كلتا المرتين لا يعنيني
تأملها معاتباً فأردفت في ثقة :
- لا تنكر بأنك لازلت تظن بي سوءًا
ارتبكت ملامحه وتسمرت عيناه في عينيها لحظات قبل أن يلتقط باقة الورد التي انزلقت منها ليعيدها إليها .. خطفتها منه وهى تغمغم ساخطة :
- هذه باقتي بالفعل .. فلا تقدمها لي وكأنك من صنعتها لأجلى
ابتسم في حيرة تحولت إلى صدمة عندما أعادتها إليه قائلة :
- من حقي أنا فقط أن أقدمها لمن أريد
اتسعت عيناه وهو يحدق في الورود دون أن يجرؤ على مد يده ليأخذها منها .. فصاحت في دهشة :
- خذها
- أنا ..؟!
- ولمَ لا ؟ ليس لي سواك الآن 6a
هز رأسه في تفهم وهو يلتقطها منها قائلاً في تهكم :
- سبب منطقي لتهديني إياها
ابتسمت ولم تعلق .. فأردف في شيء من الخجل :
- لم تهدني فتاة وردة من قبل
- وها أنا قد أهديتك باقة كاملة .. أرجو أن تقدر سخائي مستقبلاً۔۔۔۔۔


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-17, 09:57 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-24-



10- لعنة خورشيد


برقت عيناه واستمر في التطلع إليها حتى حاكت وجنتيها لون ورودها الحمراء .. فهمست لتتخلص من نظراته التي اخترقت عظامها :
- هل أفهم بأنك لم تعرف امرأة من قبل ؟
صاح بلا تردد :
- أبداً
- ولكنك قاربت الثلاثين من العمر ..!
- ربما لأن معرفتي بالنساء كانت تتعارض مع طموحي
- من قال ذلك ؟
- شفيق
تأملته في تساؤل فأردف موضحاً :
- مدربي في الخمس سنوات الأخيرة
- من حقك أن تفخر به
- سأحطم فكه عندما تتاح لي الفرصة
ضحكت في دهشة بينما تابع في جدية :
- وماذا عنك ؟
قطبت حاجبيها متسائلة فأردف في فضول :
- هل عرفت رجالاً قبل خورشيد ؟
رمقته صامتة لحظات قبل أن تلمع عينيها قائلة :
- كلا .. لم أعرف رجالاً سوى خورشيد
- ما الذى كان يربطك به ؟
صمتت غير مبالية بقسماته التي تحثها في إلحاح على إشباع فضوله .. فأردف مرغماً :
- أعلم أنك شرسة ومتوحشة حتى في دلالك .. ولكنك رغم هذا تبدين طفلة في أحيان أكثر .. وبراءتك تعذبني .. هل استغلها خورشيد للإيقاع بكِ ؟ لن ألومك لو كان قد فعل
تنهدت صامتة فأردف في إلحاح :
- أعلم أنه كان داهية ومستبد
- أنا لست عاهرة أيها الأحمق
- هل جمعكما عقد شرعي ؟
- لماذا تهتم لهذا الحد ؟
ارتبك قائلاً :
- مجرد فضول لا أكثر
نهضت لتبتعد عنه قائلة :
- وأنا لا أحب الفضوليين
تبعها وهو يهتف ساخطاً :
- كيف تلومينني على سوء ظني بكِ إن كنتِ لا تريدين إخباري بحقيقة علاقتك به ؟
- فلتعتقد ما شئت .. أنا لست مسئولة عن سوء ظنك بي
أمسك بكتفيها في رجاء قائلاً :
- ندى .. سوف أجن ما لم تخبريني
- أنت مجنون بالفعل
- أعدك بأن لا أبدى رأياً في علاقتك به .. حتى ولو كانت غير شرعية
- لا أريد أن أخبرك أيها المتطفل
- لماذا ؟ لن تجدى أحداً يهتم لأمرك مثلى
- أنا جائعة
- ماذا ؟
تركته مصدوماً محبطاً لتسترخي في ظل شجرة عتيقة .. اقترب وجلس بجوارها صامتاً .. كان يعلم بأنها عنيدة ولن تخبره شيئاً رغماً عنها .. على أية حال .. يكفى أن ماضيها يشعرها بالخجل ..
راقبها شارداً عندما نهضت فجأة لتطارد فراشة كبيرة ذات أجنحة ملونة .. ابتسم في مرارة وهى تتبعها في خفة ورشاقة من زهرة لأخرى حتى أطلقت صيحة انتصار ما لبثت بعدها أن عادت إليه تطبق كفيها وتهلل قائلة :
- أمسكت بها
- ما هي ؟
- الفراشة الجميلة التي كنت أطاردها .. ها هي بين كفى
- حرريها
- كلا .. سوف أحتفظ بها
- سوف تختنق
مطت شفتيها في لا مبالاة قائلة :
- سوف تموت في كل الأحوال
- يا لكِ من قاسية ..!
- يا لكَ من جبان ..!
أمسك كفيها وفتحهما رغماً عنها ليحرر الفراشة التي انطلقت من بينهما وطارت بعيداً .. لم يتركها حتى تأكد بأنها لن تستطيع اللحاق بها مجدداً .. راحت تلكمه في عنف ساخطة فأمسك بقبضتيها وهتف مبتسماً :
- يمكنني أن أطبق عليكِ وأخنقك كما فعلت بهذه الفراشة المسكينة
- لا تستطيع
- بل أستطيع .. ولكنني سأكون أكثر رحمة بك وأتركك تبتعدي
نهضت ولكمته بقوة وهى تعدو وتضحك قائلة :
- هيا .. أرنى قوتك أيها العملاق الجبان
نهض ثائراً ليلحق بها .. جسده الفارع أفزعها فضاعفت من سرعتها لتتمكن من الفرار منه .. استدارت بعد أمتار لتنظر إليه فوجدت نفسها أسيرة بين ذراعيه .. زمجر في توحش فشعرت بإحساس الفراشة التي أرهبتها منذ قليل .. تلوت في هيستيريا للتخلص من قبضته حولها حتى همدت قوتها بلا طائل .. رفعت عينيها إلى وجهه وتأوهت يائسة فاتسعت ابتسامته


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-17, 11:47 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-25-


ارتجفت عندما تحول بريق النصر في عينيه إلى بريق آخر أكثر تدميراً قبل أن ينحني كالمسحور ليحكم قبضة شفتيه حول شفتيها .. استمر ينهل منهما طويلاً حتى همست بصوت مختنق :
- كفى
ابتعد عنها بالسرعة ذاتها التي قبضها بها بينما تحركت بخطوات واهنة لتجلس فوق أحد المقاعد المتناثرة حولها .. دفنت وجهها بين كفيها مستنكرة نزوتها غير المتوقعة ومع من .. مع باسل ..؟!
تنبهت إلى صوته على بعد خطوات منها قائلاً :
- لا أدري كيف فقدت السيطرة على نفسى لهذا الحد ..! ولكن أعدك بأن هذا الأمر لن يتكرر مستقبلاً
قالت بنبرة هادئة تعجب لها :
- ربما حان الوقت لنذهب
غمغم في تلعثم :
- نعم .. هيا بنا
جلسا يتمللان فوق المقعد الوحيد في تلك المحطة المهجورة .. يبدو أن الحظ أبعد ما يكون عنهما في هذه الساعة .. هل قرر القدر أن يمضيا ليلتهما وسط هذا العراء ؟ ثم ماذا عن معدتها التي أوشكت على ابتلاع نفسها جوعاً ؟
تطلع إليها في إشفاق وهو يراها تمسك ببطنها ألماً .. إن كان هو يجيد حشو معدته .. فوجبات العصافير التي تتناولها لا تصمد طويلاً .. جوعها يؤلمه أكثر من جوعه ولكن ما الذى يملكه ليفعله لها ؟!
لملمت الشمس شعاعها الأخير فالتفتت إليه قائلة :
- يبدو أن الحافلة لن تأتى .. ماذا سنفعل الآن ؟
- لو كان الأمر بيدي لقطعت المسافة سيراً إلى محطتها التالية
- أنا لن أستطيع
- أعلم
مضت فترة من الصمت قبل أن تسأله في يأس :
- هل سنبيت ليلتنا هنا ؟
- ما رأيك ؟
- لكنني أتضور جوعاً .. ثم ماذا عن موعدك مع أوسكار في صباح الغد ؟
- دعكِ من أوسكار الآن ولنهتم فقط بأمر معدتك
تطلعت إليه في امتنان أشبع بعضاً من جوعها .. أجفلت عندما سحبها فجأة قائلاً :
- تعالى معي
- إلى أين ؟
هتف وهو يشير إلى أضواء خافتة تنبعث من نافذة بعيدة :
- سنطلب المعونة
- هل تقصد بأننا سنبدأ التسول ؟
- نعم
- وماذا لو اعتقدوا أننا لصوصاً ؟
- هل لديك حل آخر ؟
- كلا
- اصمتي إذاً واتبعيني
عندما وصلا إلى المنزل المنشود كانت قواها قد خارت تماماً وكادت أن تسقط إعياءً لولا أحاط خصرها ليمنعها من السقوط مؤقتاً .. إنهاكها الشديد لم يترك له مجالاً للتردد فأسرع يطرق الباب .. وربما في شيء من العنف أيضاً
مضى الوقت من دون استجابة فعاود طرقه بعنف أكبر .. صرخت والتصقت به فزعة عندما فتح الباب فجأة لتطل منه فوهة بندقية تبعها صوت خشن لرجل أربعيني ذو ملامح أكثر خشونة :
- من أنتما .. وماذا تريدان ؟
ربت باسل على ذراعها ليطمئنها قبل أن يوجه حديثه إلى الرجل قائلاً :
- نحن غريبان هنا .. أتينا للتنزه في هذه المنطقة وكنا نريد العودة من حيث أتينا .. ولكن الحافلة تأخرت عن موعدها
ظل الرجل يرمقه صامتاً وكأنه ينتظر أن يسمع المزيد حتى يعرف ما المطلوب منه .. فأشار باسل إلى ندى في رجاء قائلاً :
- صديقتي مرهقة و.....
- كان يتوجب عليك معرفة المزيد عن المنطقة قبل أن تتورط في المجيء إليها .. لو سألت مسبقاً .. لكنت علمت أن وسائل المواصلات فيها محدودة جداً
- أعلم بأنني أخطأت ولكن ....
قاطعه الرجل في حسم قائلاً :
- عذراً .. لم أعتد أن أسمح للغرباء بالدخول إلى منزلي
هم أن يغلق الباب مجدداً ولكن باسل أزاحه ليمنعه من غلقه مما جعل الرجل يسارع بنزع صمام الأمان متأهباً للدفاع عن نفسه فعاودت الصراخ بينما أشار له باسل كي يهدأ قائلاً :
- مهلاً .. إن تكرمت فقط.. امنحنا بعض الطعام حتى نستطيع مواصلة السير لأقرب محطة تتوقف عندها الحافلة
تطلع إليهما الرجل في ريبة وما لبث أن أغلق الباب في وجهيهما دون مقدمات .. لم يمنعه باسل هذه المرة .. بل زفر في ضيق وهو يتطلع إليها في عجز لم يشعر بمثله من قبل .. الفزع الذى أصابها به ذلك الأبله من دون قصد زادها إنهاكاً فجلست مرغمة على بعد خطوات من المنزل .. مسح على شعرها في حنان محاولاً حثها على الصمود بعبارات واهية عن العزيمة والتحمل .. كلمات جوفاء لا معنى لها ولا صدى حتى في أعماقه .. خاصة وأن الطقس بدأ يزداد سوءاً......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-17, 11:58 AM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-26-




استمر في التحرك حولها كثور هائج بحثاً عن ملجأ بديل عندما فتح الباب مرة أخرى .. كان الرجل ذاته .. اقترب منهما وقدم لهما لفافة تفوح منها رائحة الطعام الساخن وهو يغمغم في نبرة أكثر إنسانية هذه المرة :

- هذا أقصى ما يمكنني فعله لكما .. أرجو أن تلتمسا لي العذر
تقبل باسل عطيته في امتنان وشكره مبتسماً على جزيل معروفه .. عاد الرجل إلى منزله وأغلق الباب فجلس باسل بجوارها وراح يطعمها حتى امتنعت عن تناول المزيد فبدأ في تناول طعامه هو أيضاً .. تعجبت عندما صنع شطيرة كبيرة واحتفظ بها بين ملابسه ..
غمغم مبتسماً لنظراتها التي تعلقت به :

- الرجل كان كريماً جداً .. أنا أيضاً شبعت

- هل شبعت بالفعل ؟

- بالطبع ..

رمقته في عدم اقتناع فأردف ليتخلص من نظراتها :

- إن كنتِ أفضل الآن يمكننا أن نبدأ السير

نهضت وتعلقت بذراعه ليلحقا بأقرب محطة تتوقف عندها الحافلة .. شعرت بأنها مشت مدناً قبل أن تغمغم في إنهاك

- وماذا بعد ؟ وكأن هذا الطريق لن ينتهى أبداً

- راودني الشعور ذاته عندما كنا في الحافلة .. فما بالك عندما يكون الأمر سيراً على الأقدام

- ماذا تقصد ؟

- بقدر تعاطفي معكِ .. أجدني شامتاً بكِ

لكمته في مرح وأسرعت تعدو لتغريه باللحاق بها .. فابتسم وسايرها عدواً حتى فعل بعد خطوات قليلة .. أضاءت عيناها الظلام وهى تضحك قائلة :

- أنت قوى جداً على عكس ما تتظاهر به

نظر إليها ولم يعلق فأردفت :

- تبدو ضعيفاً لدرجة الجبن أحياناً

- الضعف والجبن من وجهة نظري مختلفان عن اعتقادك بهما

تأبطت ذراعه وتطلعت إليه في فضول فأردف مبتسماً :

- لا يوجد أضعف من رجل عجز عن حكم نفسه وترويضها

- تتحدث كالفلاسفة .. إلى أي حد وصل تعليمك ؟

- بكالوريوس تجارة

ابتسمت قائلة :

- أنت جامعي إذاً ..!

مدت يدها لتصافحه وأردفت :

- فنون جميلة

- تشرفت بمعرفتك

استمرا في الثرثرة والضحك بصوت مرتفع علهما يقتلان الملل الذى بدأ يتسلل عنيفاً بينهما .. أنهكت وراحت تجر أقدامها في إعياء حتى جلست فجأة في منتصف الرصيف .. جلس بجوارها من دون تردد فهتفت مبتسمة :


- هل تعبت أنت أيضاً ؟

- ليس بعد .. ولكن لا بأس من بعض الراحة

فردت جسدها لترقد فوق الرصيف .. تثاءبت في كسل وأغمضت عينيها قائلة :

- ماذا سيحدث لو غفونا هنا قليلاً ؟ لم ننل قسطاً وافراً من النوم منذ فترة طويلة

شعرت بكونها ثرثرت كثيراً ولكنه ظل ساكناً وكأنه لم يسمعها فنهضت لتنظر في وجهه قائلة :

- ظننتك نمت بالفعل .. بماذا تفكر ؟

أجابها في جدية :

- أفكر في استئجار إحدى الشقق المفروشة .. الإقامة في الفنادق سوف ترهقنا مادياً وجسدياً أيضاً .. خاصة وأننا قد نضطر للإقامة هنا فترة طويلة.....

- ألن يكلفنا هذا مبلغاً كبيراً ؟

- ليس أكبر مما ننفقه على الفنادق والوجبات الجاهزة

- هل تقصد بأننا سوف نطهو وجباتنا في المنزل

- بالطبع

- وهل تجيد الطهى ؟

- نعم .. وسوف أعلمك

- وكأنني سأطهو لكَ..!

- سأطهو لكِ أنا أيضاً

- لا أريدك أن تطهو لي .. الوجبات الجاهزة أكثر ضماناً

- وما الذى يضمنها .. محتوياتها مجهولة المصدر أم النظافة المطلقة للقائمين بإعدادها ؟

- يا لك من مزعج .. !

ابتسم صامتاً فنهضت وشدته بالقوة حتى طاوعها إلى جذع شجرة عملاقة نبتت منذ زمن على يمين الرصيف قبل أن تعاود الجلوس قائلة :

- استند بظهرك هنا وافرد ساقيك لأضع فوقهما رأسي .. الأرض صلبة وغير مريحة

- حسناً .. ولو أنني أعلم أن رأسك أصلب منها

عادت تهمس بعد قليل :

- مرر أصابعك فى شعرى حتى أغفو أسرع

ضحك وهو ينفذ ما طلبته منه قائلاً :

- يا لكِ من قطة مدللة ..!

تنهدت قائلة :

- خورشيد كان يفعل ذلك دائماً

أبعد أصابعه في عصبية كاد معها أن يقتلع شعرها من جذوره فصرخت وهى تنهض لتوبخه :

- هل جننت ؟

- حذار أن تذكري اسمه أمامي مجدداً

- لماذا ؟

- لأنني .. لأنني .. يكفى ما فعله بكِ لأكرهه

تطلعت إليه متفحصة وعادت تسترخى كما كانت .. أسندت رأسها مجدداً فوق ساقيه وهى تشير إليه محذرة .. فعاد يمرر أصابعه بين خصلاتها في نعومة هامساً :

- أحياناً أتمنى أن تكون وفاته شائعة غير حقيقية

- أحقاً ؟

- نعم .. حتى أعاود قتله بنفسي عندما تتاح لي الفرصة
سالت دموعها ونهضت لتبتعد عنه .. رمقها في دهشة وتسمر في مكانه يراقبها وهى تركض ساخطة .. لم يكن خبيراً في الحب ولكنه سمع كثيراً عن لعنة الحب الأول .. ويبدو أن علاقتها بذلك الطاغية لم تكن تقتصر على الجسد وحده .. لماذا تغضب هكذا لأجله ما لم تكن قد أحبته بالفعل ؟!

هل مات خورشيد وترك لعنته حية في قلبها ؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-17, 12:04 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-27-


11- لن تنسى ...

عاود السير بخطوات واسعة حتى لا تختفى عن عينيه فتتعرض لمكروه .. وصلا أخيراً إلى محطة أخرى للحافلة .. ولكنها بدت مهجورة كسابقتها .. فردت جسدها على المقعد الوحيد الموجود فيها وألصقت وجهها بظهره المرتفع .. لم تلتفت له عندما لحق بها بل غطت رأسها بذراعها وكأنها لا تريد رؤيته ولا حتى طيفاً يصيبها ظله .. أزاح ساقيها قليلاً ليفسح لنفسه مكاناً بجوارها متوقعاً أن تهاجمه كعادتها ولكنها ظلت ساكنة حتى غفت بالفعل ..

استند برأسه على ظهر المقعد واستسلم لغفوة هو أيضاً .. شعر بها بعد فترة تحرك قدميها في تملل خلف ظهره فاستيقظ جزعاً قبل أن يدرك حقيقة الوضع حوله .. تمطى في كسل وراح يحرك عنقه مراراً ليتخلص من تصلب أصابه بسبب نومه بهذا الشكل المزعج

سحبت قدميها واعتدلت في جلستها وهى تجاهد لتتحاشى نظراته التي تسمرت فوقها في مزيج من الغضب والعتاب .. قال أخيراً :

- هل كنت تحبينه لهذا الحد ؟

- نعم .. وحذار أن تتحدث عنه بالسوء ثانية

لوى شفتيه في تهكم ولم يعلق .. ما الذى يأمله منها لمجرد كونها أهدته باقة من الورود مصادفة ؟

فقط لأنها لم تجد سواه لتهديها له ...

تأخر الوقت وتبدد معه الأمل الأخير في العثور على حافلة ركاب تنقلهم من حيث أتيا .. عليهما الانتظار هنا حتى الصباح .. وضع يده في ملابسه ليخرج الشطيرة منها وقدمها لها قائلاً :

- تناولي هذه حتى تشعري بالدفء

تمعنت في ملامحه التي اضاءها القمر قبل أن تنكس رأسها صامتة .. تنهد قائلاً :

- هل سأبسط يدى هكذا للأبد

- لا أريد .. تناولها أنت

- لست بجائع

- لكنك لم تتناول شيئاً يذكر منذ الصباح

- تناولت ما يكفيني .. هيا خذيها يدى بدأت تؤلمني

- ما دمت مصراً .. دعنا نتناولها معاً

- حسناً .. اقتربي

تقدمت في حماسة لتلتصق به فراح يطعمها في سعادة مكتفياً بتقبيل الشطيرة بعد كل قضمة تخطفها منها .. وكأنها لاحظت بأنه بالكاد يمسها بشفتيه فهتفت ساخطة :

- أيها المخادع .. أنت لا تأكل شيئاً

ابتسم في حنان هامساً :

- ستمتلئ معدتي عندما تأكلينها أنتِ

ابتلعت ريقها في ارتباك وازدادت التصاقاً به لتسند رأسها على صدره قائلة :

- هيا ابتلع ما تبقى منها بسرعة لتحكم قبضتك حولي .. أشعر بالبرد

توقفت أنفاسه لحظات قبل أن يبتلع قطعة الشطيرة دون أن يتذوقها .. فتح أزرار معطفه الطويل ليخبئها داخله ففعلت ضاحكة .. راحت تدلك يديها في صدره فأشعلته كعادتها دون أن تدرى .. همس في انفعال :

- لا أثر للبرد الآن

هزت رأسها موافقة فراح يمرر أصابعه بين خصلاتها ويبث أنفاسه الملتهبة فيها حتى غفت تماماً .. ازدادت قبضته ضغطاً وحناناً وهو يضمها في تملك ورجاء .. تطلع إلى السماء في أمنية لم يجرؤ على النطق بها .. ابتسم عندما خيل إليه أن نجومها تزداد بريقاً وتوهجاً .. وكأنها تغمز له مهنئة ...!

استيقظ في الصباح الباكر على تغريد الطيور ورقصها في سعادة فوق الأشجار من حوله .. داعب شعرها حتى فتحت عينيها في كسل وتطلعت إليه في عبوس طفلة استيقظت مرغمة .. قبل جبينها وبين عينيها حتى ابتسمت وابتعدت لتخرج من معطفه .. احتضنت نفسها لتتخلص من القشعريرة التي سرت في جسدها قائلة :

- يا إلهى .. شعرت بالبرد فجأة

هو أيضاً شعر بالبرد ولكنه خلع معطفه ليدثرها به رغم اعتراضها .. خلعته عنها بعد قليل وأعادته إليه قائلة :

- ما رأيك في الركض قليلاً ؟

- هيا بنا

وصلا بعد فترة قصيرة إلى محطة ركاب جديدة .. لم تكن عامرة ولكنها كانت أكثر صخباً هذه المرة .. تطلعا إلى أول شاب وقع عليه بصرهما في سعادة من لم ير بشراً منذ سنوات .. ضحكا عندما أسرع الشاب يركض هرباً من جنونهما .. هتفت مبتسمة :

- جسدك الضخم هو ما أرهبه

- جسدي أم نظراتك الهيستيرية نحوه ؟

- ليست نظراتي بالطبع

توقفا عن العراك عندما لمحا الشاحنة عن بعد فأطلقت صيحة انتصار أسرعا بعدها ليواصلا الركض للحاق بها .. تنفس الصعداء أخيراً وهو يسترخى فوق مجلسه بجوارها .. رمقته بابتسامة واسعة وهى تهتف :

- كانت ليلة لا تنسى
- نعم .. لن تنسى أبداً.......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-17, 12:11 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-28-


*****
استقبله العاملون في مركز التدريب بالهتاف وكأنهم كانوا ينتظرون وصوله على أحر من الجمر .. أبلغوه أن أوسكار سأل عنه مراراً حتى يأس من مجيئه وانتابه الغضب .. أوصاه أحدهم بالحفاظ على علاقته به وأن لا يحاول إثارته مجدداً كى لا يخسره .. فرعاية أوسكار حلم لكل مصارع خاصة لو كان مبتدئاً مثله .. أسرع بعدها إلى غرفته ليعلمه بحضوره فلم يمض وقت يذكر حتى خرج لاستقباله بوجه عابس .. تقدم منه بخطى حيوان مفترس وما لبث أن أمطره بوابل من اللكمات أصابته الأولى لفرط صدمته فحطمت فكه .. ولكنه نجح في صد ما تلاها فى مهارة نالت استحسان كل من حوله بمن فيهم ذلك الفهد العجوز الذى تيقن من صفحه عنه عندما سأله ساخطاً :
- لماذا تأخرت ؟
- ظروف طارئة
- لن أسألك ما هي هذه الظروف .. ولكنني لا أريدها أن تتكرر
أومأ باسل برأسه موافقاً فتقدمه بخطوات واسعة مشيراً له كي يتبعه .. قاده إلى قاعة تدريب فسيحة احتوت العديد من الأجهزة والمعدات الرياضية الحديثة التي لا تتناسب أبداً مع مستوى المسابقة المتواضع
دار باسل حول نفسه وراح يتأمل ما حوله في إعجاب صريح قبل أن يتنبه إلى عيني أوسكار المسلطة فوقه .. تنحنح في شيء من الحرج ووضع يده في جيب سترته ليخرج مبلغاً من المال قدمه إلى أوسكار قائلاً :
- قيمة الاشتراك في المسابقة .. شكراً لاهتمامك
غمغم أوسكار في عدم اهتمام :
- احتفظ بنقودك .. سوف أخصمها من قيمة الجائزة
ابتسم باسل ممتناً لثقته بينما أردف أوسكار :
- والآن هيا .. استعد لنبدأ التدريب
أطاعه باسل في حماسة .. شعر بالسعادة وهو يواصل حلماً جميلاً لم يغادر مخيلته يوماً رغم الصعاب .. مضت فترة من التمرينات العنيفة التي أظهر فيها ليونة وصلابة أرغمت أوسكار على التصفيق إعجاباً قبل أن يشعر بدوار مفاجئ اضطره للجلوس على أرضية القاعة .. تأمله أوسكار في قلق قائلاً :
- ماذا بك ؟
- دوار مفاجئ لا أكثر
- ماذا أكلت هذا الصباح ؟
- لا شي
- أتقصد بأنك لم تتناول فطورك بعد ؟
- لم يكن هناك وقت
هتف به أوسكار موبخاً :
- يا لك من أحمق ..! حذار أن تفعلها ثانية
لم يكن في حالة تسمح له بالتعقيب فأغمض عينيه صامتاً .. تحسس أوسكار جبينه المتصبب عرقاً فزادته برودته جنوناً .. قاده إلى فراش في إحدى زوايا القاعة وأمره بالاسترخاء فوقه قبل أن يغادرها في عصبية ..
عندما عاد إليه يحمل وجبة غذائية كبيرة .. وجده قد استسلم لغفوة أقرب للغيبوبة .. أيقظه في رفق داعياً إياه لتناولها كاملة حتى يستعيد عافيته التي بددها بحماقته .. خلف قناعه المتغطرس كان يخفى حناناً يضاهى حنان العم فتحي واهتمامه
ما أن وضع قطعة من الدجاج المشوي في فمه حتى اكتشف بأنه كان جائعاً بالفعل .. فهو لم يتناول شيئاً يذكر منذ أمس .. اقتصر كل طعامه على قطعة الخبز الصغيرة التي من بها قاطن المنطقة المنعزلة
تطلع إليه أوسكار في استنكار قائلا :
- ماذا فعلت بنفسك أيها الأحمق المستهتر .. ألا تدرى أن صحتك هي رصيدك في هذه المهنة .. كيف تغامر بها ؟!
رفع إليه وجهاً بدأ يتعافى وابتسم قائلاً :
- أصبحت أفضل الآن .. يمكننا أن نكمل التمرين
- مستحيل .. عليك أولاً أن تحصل على قسط وافر من النوم .. ربما يجب أن أتولى مراقبتك بنفسي حتى أتأكد من كونك تتناول وجباتك بانتظام .. وبكميات مناسبة أيضاً حتى أضمن عدم تعرضك لنوبات مشابهة
- آسف لأنني أزعجتك
تجاهل أوسكار اعتذاره قائلاً :
- يمكنك النوم هنا .. هذا فراشي الخاص .. سوف أطلب من العاملين أن يخصصوا آخر لأجلك
- كلا .. أشكرك .. لا يمكنني ترك ندى بمفردها
- ندى .. تلك الفتاة الشجاعة التي كانت بصحبتك أمس ؟
- نعم
- عليها أن تقدر ظروفك إن أرادت الاستمرار معك
- المشكلة أنها لا تعرف أحداً سواي في جوهانسبرج
ربت أوسكار على كتفه قائلاً :
- باسل .. أنا أعدك لشيء أكبر كثيراً من هذه المسابقة الهزلية .. تأكد من أنك ستحسم كل المباريات لصالحك وفى الجولة الأولى .. وسوف يعلم الجميع بأنك الفائز من أول صورة دعائية تجمعك بهؤلاء الهواة ..
- أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي دائماً
ربت أوسكار على كتفه في قوة قائلاً :
- خلاصة القول هو أن مثل هذه المسابقات تقام خصيصاً لاصطياد أمثالك .. إن كنت تفهمني جيداً .. فعليك ببعض التضحيات
تفرس باسل في ملامحه طويلاً .. يبدو أن هذا الرجل يثق في قدراته أكثر مما يثق هو بها .. لا يريد أن يخذله ولكنه في الوقت ذاته لا يستطيع أن يضحى بها .. فهي بالكاد قد بدأت تشعر معه بالأمان....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.