شامنا ....

[انجوانا]

مكتب عنبر هو معلم أثري يقع في حي المنكنة في منطقة دمشق القديمة شرق المسجد الأموي، ويقع بمسافة قصيرة عن الشارع المستقيم، وهو يعتبر المنزل الأكبر بالمقارنة بمنازل المدينة القديمة، بُني وصُمم في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي على يد السيد يوسف أفندي عنبر، وهو بناء متميز ومتقن البناء يعد نموذجاً للبيت الدمشقي، شكله مستطيل بمساحة 5000 متر مربع وهو مقسم لثلاثة أقسام، كل قسم له باحته الخاصة التي تحيط بها الغرف، ويبلغ مجموعها 40 موزعة على طابقين، صادرته الدولة العثمانية لتحوله إلى مدرسة للأولاد أو كما سُمي مكتب، يعد من أجمل البيوت الدمشقية القديمة التي لم يطرأ عليها أي تغير نتيجة العوامل الطبيعية والبشرية، وهو يعد صرح حضاري هام، ومركز تعليمي رائد كان له أثر كبير في النهضة العلمية والثقافية، وقد تخرج منه أبرز وأهم من تقلدوا المناصب في دمشق وبيروت. وهو الآن مقر لجنة حماية مدينة دمشق القديمة، وسُمِّيت المنطقة التي يقع فيها باسمه نظرًا لأهميته. كما صدر فيلم مكتب عنبر ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية «بصمة مكان» التي قدّمت بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.

[انجوانا]

بيوت دمشق

[العبادي]

الله .. الله

ما أجملَ الشامَ

سلمت يمينكِ إنجوانا


**

دمشقُ ..
أو الدار المسقية هذه لم ينقطع عنها نبض الحياة رغم تعاقب العهود عليها ووقوعها تحت السيطرة اليونانية تارة ًوالرومانية تارة .. والبيزنطية تارة أخرى !
ولكنها كانت قادرة دائما على هزيمة أعدائها ..
فقد أذعن الرومان ُلإرادة العظمةِ في دمشق فاتخذوها لتكون أولى المدن العشرة في الامبراطورية الرومانية الأكثر أهمية ( الديكابوليس ) !
ولم يَحُل جثوم الرومان على أنفاسها أن تنجب ( أبو لودور الدمشقي ) أعظم مهندس معماري في تاريخ الرومان ..
ومن شاء التأكد فعليه النظر إلى الجسر المدهش الذي مازال قائما على نهر الدانوب ..
أو ينظر الى تلك الأعمدة الضخمة ذات التيجان المزخرفة التي تنتصبُ شاهقة في الباحة المؤدية إلى الباب الغربي للجامع الأموي !
جاء اليها الرومان وذهبوا تاركين بعض العمارة ..
وجاء البزنطيون وذهبوا مخلفين بعض الكنائس والأديرة .. فحافظت عليها روح التسامح الدمشقي !
ولكن المجد الحقيقي لدمشق انها لم تنقطع عن عروبتها يوما عندما قامت عاصمة للدولة الأموية فاتصل شعاعها بألق العاصمة القديمة للملكة الآرامية ..
فكانت عربية في قديمها وجديدها ..
فالآرميون عربٌ شماليون .. ولغتهم السريانية هي اللغة العربية الشمالية !

دمشق .. من يوم ان كانت عاصمة الدولة الاموية وهي قلب الأمة العربية ..
تلمس ذلك في الاسماء التي تلقاك في كل مكان من دمشق :
ساحة الامويين ..
شارع المتنبي .
باب الفرج ..
باب السلام ..
الحميدية ..
الكِندي ..
فالعروبة هنا ليست معنى فارغا .. إنها تاريخ ممتد !

[العبادي]

و .....
نوغل في دمشق فتمنحنا شوارُعها طُمأنينة واُلفة ..
ونخترقُ السوق فلا يفزعنا الزحام .. إذ أن دِعَةَ البشر على حالها تتجلى في وجوه هذا الخليط البشري من أبناء وبنات المدينة .. والريف .. والبادية .
إن التاريخ الماثل في حاضر دمشق تجده نابضا تحت ناظريك أنَّى توجّهت ..
وفي كل اطلالة عامة على المدينة التي تستطيع أن تحيط بها كاملة عندما ترتقي جبل قاسيون الذي تنام في حضنه دمشق ممتدة بين سفحه ومروج الغوطة التي يلوح حزامها الاخضر محيطا بالمدينة عندأطرافها البعيدة .
من قمة قاسيون سترى التاريخ :
مآذن ..
وقبابا ..
ومنائر ..
وسقوفا قرميدية !
أما جبل قاسيون نفسه فسيبدو لك كخلفية شامخة للوحة أخرى إن انتَ نظرتَ اليه من قلب المدينة !











وهذا مقطع للشاعر الفذ سعيد عقل

وقصيدته : نسّمتْ من صَوبِ سورية الجنوبُ


ويـــــــحــهُ ذاتَ تــلاقـينا عـــــلى ..
سُـندس الغـوطة والدنيا غـروبُ


قــال لي أشــــــــــــــياءَ لا أعرفها ..
كالعصــــــافير تُنائي وتـــؤوبُ


هو ســــــــــــمّاني أنا أغــــــــنيةً ..
ليت يدري أنه الـعـودُ الطروبُ







وهذه هي القصيدة كاملة لمن شاء أنْ يقرأ للشلعر سعيد عقل :

نســمت من صوب سوريا الجنوبُ .. قلتُ هلَّ المُشـــتهى وافى الحبيبُ
أشـــقرٌ أجملُ ما شَــــــعثتِ الشمس .. أو طــــيّرت الـــريحُ اللــعــوبُ
شِـــــعرٌ أغنــــــــيةٌ قلــــــــبي لــه .. وجبينٌ كالســـنا عــــالٍ رحــيبُ
أنـــا إن ســـــــــــــألتُ أيُّ مـضّني .. قـــالــت القامة حُــــبيك عــجيبُ
مـثـلما الســــــــــهل حبيبي يندري .. مــثلـما القمــــــة يعلو ويــغــيبُ
وبــــــــــــه مــن بردى تَــدْفَـــاقـه .. ومن الحرمون إشــــراقٌ وطيبُ
ويـــــــحــهُ ذاتَ تــلاقـينا عـــــلى .. سُـندس الغـوطة والدنيا غـروبُ
قــال لي أشــــــــــــــياءَ لا أعرفها .. كالعصــــــافير تُنائي وتـــؤوبُ
هو ســــــــــــمّاني أنا أغــــــــنيةً .. ليت يدري أنه الـعـودُ الطروبُ
من بلادٍ ســــــــــكرةٍ قـــــال لـهـا .. تربةٌ نـايٌ ونــــــــهرٌ عـــندليبُ
ويطـــيب الحـــــب في تلك الرُبى .. مثلما الســـيف إذا مُسّـــت يطيبُ

[انجوانا]

[نجمة المساء]

صباحكم . . ياسمين دمشقي . . يتناثر في أروقة قلوبكم . .



يؤسفني أني لم ألحظ هذا الموضوع الرائع . . إلا اﻵن

وما عساي أن أن أقول في ((الشام))!

الشام . . أرض الله المباركة . . التي لا تنقطع بركتها حتى تقوم الساعة . .
كما قال -صلى الله عليه وسلم- :
((اللهم بارك في شامنا))

وقال العلامة السعدي -رحمه الله- في قوله تعالى : ((ونجينه ولوطا إلى اﻷرض التي باركنا فيها للعالمين))
قال: هي الشام . .
وفيها ينزل المسيح -عليه السلام - : ((عند المنارة البيضاء بدمشق))
كما أخبر رسولنا -عليه الصلاة والسلام -
وفيها تقوم الملحمة الكبرى -في غوطة دمشق -
ويكتب الله النصر والعز للمسلمين . . بعد طول ذل وهوان . .

الشام . . قلب اﻷمة النابض . .
ومهوى أفئدة المؤمنين . .

يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ .. أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا

من بلاد الرافدين . .
من عاصمة الرشيد ومدينة المنصور . .
من ملوية سامراء . . ومن حدباء الموصل . .
من رياحين دجلة . . ومن منارات أبي حنيفة . .
من بساتين البصرة . . ومن جبال السليمانية . .
من قلب المستنصرية . . ومن ربوع اﻷعظمية . .
من شوارع الفلوجة . . ومن ينابيع الزبير . .
رسائل عشق وشوق . . بريدها الحب . . وحبرها مياه الفرات العذب . .

#أحبك يا شام . .

[نجمة المساء]

ابن الشام . . اﻷمير الدمشقي -نزار قباني - . .
وحبيبته . .

فرشتُ فوقَ ثراكِ الطاهـرِ الهدبـا .. فيا دمشـقُ... لماذا نبـدأ العتبـا؟

حبيبتي أنـتِ... فاستلقي كأغنيـةٍ .. على ذراعي، ولا تستوضحي السببا

أنتِ النساءُ جميعاً.. ما من امـرأةٍ .. أحببتُ بعدك..ِ إلا خلتُها كـذبا

يا شامُ، إنَّ جراحي لا ضفافَ لها .. فامسّحي عن جبيني الحزنَ والتعبا

وأرجعيني إلى أسـوارِ مدرسـتي .. وأرجعي الحبرَ والطبشورَ والكتبا

تلكَ الزواريبُ كم كنزٍ طمرتُ بها .. وكم تركتُ عليها ذكرياتِ صـبا

وكم رسمتُ على جدرانِها صـوراً ..وكم كسرتُ على أدراجـها لُعبا

أتيتُ من رحمِ الأحزانِ... يا وطني .. أقبّلُ الأرضَ والأبـوابَ والشُّـهبا

حبّي هـنا.. وحبيباتي ولـدنَ هـنا .. فمـن يعيـدُ ليَ العمرَ الذي ذهبا؟

أنا قبيلـةُ عشّـاقٍ بكامـلـها .. ومن دموعي سقيتُ البحرَ والسّحُبا

فكـلُّ صفصافـةٍ حّولتُها امـرأةً .. وكـلُّ مئذنـةٍ رصّـعتُها ذهـبا

هـذي البساتـينُ كانت بينَ أمتعتي .. لما ارتحلـتُ عـن الفيحـاءِ مغتربا

فلا قميصَ من القمصـانِ ألبسـهُ .. إلا وجـدتُ على خيطانـهِ عنبا

كـم مبحـرٍ.. وهمومُ البرِّ تسكنهُ .. وهاربٍ من قضاءِ الحبِّ ما هـربا

يا شـامُ، أيـنَ هما عـينا معاويةٍ .. وأيـنَ من زحموا بالمنكـبِ الشُّهبا

فلا خيـولُ بني حمـدانَ راقصـةٌ .. زُهــواً... ولا المتنبّي مالئٌ حَـلبا

وقبـرُ خالدَ في حـمصٍ نلامسـهُ .. فـيرجفُ القبـرُ من زوّارهِ غـضبا

يا رُبَّ حـيٍّ.. رخامُ القبرِ مسكنـهُ .. ورُبَّ ميّتٍ.. على أقدامـهِ انتصـبا

يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟ .. فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا

دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي .. أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟

أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم .. فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا

وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا .. متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟

سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً .. وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا

هل من فلسطينَ مكتوبٌ يطمئنني .. عمّن كتبتُ إليهِ.. وهوَ ما كتبا؟

وعن بساتينَ ليمونٍ، وعن حلمٍ .. يزدادُ عنّي ابتعاداً.. كلّما اقتربا

أيا فلسطينُ.. من يهديكِ زنبقةً؟ .. ومن يعيدُ لكِ البيتَ الذي خربا؟

شردتِ فوقَ رصيفِ الدمعِ باحثةً .. عن الحنانِ، ولكن ما وجدتِ أبا..

تلفّـتي... تجـدينا في مَـباذلنا .. من يعبدُ الجنسَ، أو من يعبدُ الذهبا

فواحـدٌ أعمـتِ النُعمى بصيرتَهُ .. فانحنى وأعطى الغـواني كـلُّ ما كسبا

وواحدٌ ببحـارِ النفـطِ مغتسـلٌ .. قد ضاقَ بالخيشِ ثوباً فارتدى القصبا

وواحـدٌ نرجسـيٌّ في سـريرتهِ .. وواحـدٌ من دمِ الأحرارِ قد شربا

إن كانَ من ذبحوا التاريخَ هم نسبي .. على العصـورِ.. فإنّي أرفضُ النسبا

يا شامُ، يا شامُ، ما في جعبتي طربٌ .. أستغفرُ الشـعرَ أن يستجديَ الطربا

ماذا سأقرأُ مـن شعري ومن أدبي؟ .. حوافرُ الخيلِ داسـت عندنا الأدبا

وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ .. قالَ الحقيقةَ إلا اغتيـلَ أو صُـلبا

يا من يعاتبُ مذبوحـاً على دمـهِ .. ونزفِ شريانهِ، ما أسهـلَ العـتبا

من جرّبَ الكيَّ لا ينسـى مواجعهُ .. ومن رأى السمَّ لا يشقى كمن شربا

حبلُ الفجيعةِ ملتفٌّ عـلى عنقي .. من ذا يعاتبُ مشنوقاً إذا اضطربا؟

الشعرُ ليـسَ حمامـاتٍ نـطيّرها .. نحوَ السماءِ، ولا ناياً.. وريحَ صَبا

لكنّهُ غضـبٌ طـالت أظـافـرهُ .. ما أجبنَ الشعرَ إن لم يركبِ الغضبا

. . .

[العبادي]

والشكر موصولٌ لكِ فأنتِ التي جئتٍ بالشام الغالية إلينا

**

( من بلاد الرافدين . .
من عاصمة الرشيد ومدينة المنصور . .
من ملوية سامراء . . ومن حدباء الموصل . .
من رياحين دجلة . . ومن منارات أبي حنيفة . .
من بساتين البصرة . . ومن جبال السليمانية . .
من قلب المستنصرية . . ومن ربوع اﻷعظمية . .
من شوارع الفلوجة . . ومن ينابيع الزبير . .
رسائل عشق وشوق . . بريدها الحب . . وحبرها مياه الفرات العذب . . )

ألا بُعداً وسُحقا لأولئكَ الذين فجّروا مسجد نورالدين محمود زنكي - طيّب اللهُ روحَه وأجزلَ مَثوبته - ومِئذنته الحدباء والتي تُعدُّ من أبرز معالم العراق الشقيق ..

**

ونتابع من الشام

هذه المرة مع غناء شباب وصبايا سورية

[انجوانا]

نجمتي الغاليه أسعدني مرورك العذب
وتعليقك الساحر الرقيق اللطيف ..وذوقك الانيق ...
الله يحفظك ويحفظ العراق وأهله ويرجع امن مستقر ...
شكرا من القلب ...❤

[hellen]

موضوع جميل أنجوانا فالشام لها المكان الكبير في قلبي عشت فيها خمس سنوات ومع ناسها الطيبين عوضونا عن غربت بلدنا وللأسف الشديد رجعنا تغربنا منها ايضاً وتركنا ناس بنحبهم ونتمنى لقائهم في يوم .. ادعي من الله ان يفرجها عن بلدي الأم وعن شامنا العزيز ..وكذلك للأخ العبادي الشكر موصول معلوماتك مفيدة وبتثري بلتوفيق لكم دومآ وأنشاءالله متابعة معكم ..

وكما ذكر الشاعر الكبير الجواهري ..

شممت تربك أستاف الصبا مرحا‏‏

والشمل مؤتلفاً والعقد مؤتلقا‏‏

وسرت قصدك لا كالمشتهي بلدا‏‏

لكن كمن يتشهّى وجه من عشقا‏‏

قالوا دمشق وبغداد فقلت هما‏‏

فجر على الغد من أمسيهما انبثقـا‏‏

ما تعجبون ؟ أمن مهدين قد جمعا‏‏

أم توأمين على عهديهما اتفقا؟‏‏

أم صامدين يرُبّان المصير معا‏‏

حبّاً ويقتسمان الأمن والفرقا‏‏

يهدهدان لساناً واحداً ودماً‏‏

صنواً ومعتقداً حراً ومنطلقا‏‏