آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          من هو الإسرائيلي رون آراد الذي حذر أبو عبيدة من تكرار مصيره؟ (الكاتـب : اسفة - )           »          324 - زواج مع وقف التنفيذ - جانيت هوج - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : TOMLEDER - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-19, 02:42 AM   #1

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
Rewitysmile10 جنون الحب والعشق (1) .. سلسلة قلوب معلقة *مكتملة*


جنون الحب والعشق


السلام عليكم
بشكر كل المشرفات والمسؤولين عن منتدى روايتى خاصة قسم وحى الاعضاء لاتاحت الفرصة وتواجدى معاكم
.... واتمنى السلسلة بتنوعها وو ىتنقلها بين الشخصيات تنال إعجابكم ..... سلسلة قلوب معلقة ... بجزائيها الثانى والثالث هي الأهم من نوعها بالنسبه ليا ككاتب .... بحاول أوصل منها وجهات نظر مختلفه ومواضيع هام تدور حول اخطاء العرب بصفة خاصة في بلاد المهجر وبالطبع تتناول بعض العائلات في وطنا العربي ... وصلتهم بالمغتربين هناك .....

السلسلة قائمة علي ثلاث اجزاء
الجزء الاول جنون الحب والعشق
نوفيلا صغيرة انا عن شخصى لا اعتبرها عمل ادبي له ثقلة ولكنها مجرد نوفيلا خفيفة للمزاح والضحك بفكرة بسيطة طظط

الجزء الثانى والأهم دقات محرمة
والتى تتناول اخطاء المغتربين وابتعادهم عن عاداتنا وتقاليدنا وايضاً الانطياع وراء قوانين الغرب المعارضة لأديان ..ضحايا الزواج العرفي وضحايا الزواج الثانى وانعدام الثقة بين الأطفال والآباء ....ونتائجها فيما بعد

الجزء الثالث شظايا القلوب ...سوف اتركه للمفاجأة لتستكشفوه بانفسكم .......

الجزء الاول والثانى سوف يتم طرحهم كاملتين ابتداء من اليوم بأذن الله ...
اما الجزء الثالث شظايا القلوب
سوف يتم تنزيل اربعة عشر فصل تباعاً يوم الاثنين القادم ... وبعدها سوف يكون كل يوم اثنين فصل جديد ... اتمنى تعجبكم السلسلة ... وأشوف ارائكم دمتم بود

بقلمي / نور بلاك


الفصول اسفل الصفحة



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 12-10-19 الساعة 10:33 PM
Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 02:57 AM   #2

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

أكملت كتابتها؛ وهي لا تعتبر عمل أدبي، بل مجرد نوفيلا خفيفة للضحك.



الفصل الاول

قالت لصديقاتها: "سوف أقوم بالتحدي، هذا الذي تهيم به الفتيات عشقا سوف ألفه حول إصبعي الصغير هذا، سوف أجعله يتمنى أن يرتشف من رحيقي ولن يطول أي شيء. أنا، صاحبة الستة عشر ربيعا، سوف أجعل هذا المغرور المدعي كالطفل الصغير الهش بين يدي هذه، سوف أجعله تحت قدمي كورق الشجر اليابس المتساقط".
قالت إحدى الصديقات: "احذري أن تقعي أنت بين يديه كسابقاتك".
ردت بغرور: "لست أنا عزيزتي؛ سترين، ورهاني عبوة واحدة من أرخص أنواع الشيكولاتة... كما أنه ليس نوعي المفضل عزيزتي؛ إنه ضعف عمري تقريبا، كما أنني أستمتع جدا بأن أرى ذلك النوع المغرور جاذب النساء ينهار، أنا أستمتع جدا بإذلالهم حبيبتي".
اتجهت فورا نحو هدفها ومسعاها بعيون بريئة لمن يراها، وحركات عفوية صغيرة واساله بريئة قصيرة عيون ترسل إشارات الحب في خجل فطري لمن يراها حتى يخدع بدون أن يشعر، حتى تجذب نظر ذلك الوسيم.
وبدون أن يشعر وقع في غرام تلك الصغيرة صاحبة أجمل عيون مغوية بالفطرة ولكن بريئة، محدثا وواهما نفسه: "هو الويل لي؛ أنا الذي لم تحركني امرأة قط أقع في غرام تلك الصغيرة حتى الجنون!".
جن جنونه وهو يرى صغيرته البريئة تحادث شابا من نفس عمرها تقريبا؛ فذهب مسرعا يجذب ذلك الشاب ويصرخ به: "لا تحادثها مرة أخرى".
سوف يحادثها، سوف يخبرها حتى تكون له هو فقط؛ هي ملكه وحده... ولكن ما إن تحدث حتى رأى لمعة خبث وانتصار، تحدثت وضحكاتها تملأ المكان: "مخطئ أنت؛ أنا صغيرة وطريقي طويل، وأنت في الثلاثين، كما أنني لن أسلم قلبي لرجل مغرور أبدا... أنا لم أحادثك عن أي حب؛ أنت مجرد رجل من الكثيرين في مجتمعنا يا هذا، كما أنك كنت مجرد رهان على عبوة صغيرة من أردأ أنواع الشيكولاتة؛ حتى تعرف معنى تحطم القلوب. إن كنت تظن أنك بكلامك هذا سوف يقفز قلبي بين أضلعي أو بأنه ستخرج إشعاعات قلوب حمراء من عيني كالحمقاوات من الفتيات-فأنت مخطئ يا هذا؛ فأنا لست كجميع الفتيات... اجعله درسا لك على يد تلك الصغيرة"، وذهبت وتركته حطام ومهان.
قالت لكل الأصدقاء: "هذا الذي لم تحركه أميرة بين النساء سيستدير كخاتم في إصبعي، ويشتعل نارا لو رأى شخصا معي... سترونه بيدي أضعف من ضعيف، وترونه ما بين أقدامي كأوراق الخريف!".
يا مستبده
الويل لي يا مستبده
الويل لي من خنجر طعن الموده
الويل لي كم نمت مخدوعا على تلك المخده
الويل لي من فجر يوم ليتني ما عشت بعده
تلك التي أسميتها تاج النساء اسفاه كانت يوما في دمائي
تباً لعينيها حسبتهما سمائي
أنا خانني صدقي و دمرني وفائي
الويل لي
ومددت كفي كي أصافح صدمتي
شكرا لجرح كانت فيه صحوتي
هذا الذي فعلته فيَّ حبيبتي
ثمناً لإخلاصي ومحبتي
الويل لي
أنت التي أسميتها تاج النساء
اقسي على قلبي ومزقيه لو أساء
إني أعاني إني أموت إني حطام
حاشاك عمري أن أفكر بانتقام
أحنيلك رأسي بحب واحترام
الويل لي
قسما بجرحي لن تري دمعا يسيل
سترين معنى الصبر في صبري العليل
أرأيت قبل اليوم عرساً للقتيل..؟
في ثورة الأحزان في صمتي الطويل
فتفرجي هذا المسا رقصي الجميل
الويل لي

الفصل الثاني
حمقاء أنت إن ظننت أني يا صغيرة سأتركك تنجين بفعلتك... سوف أنتظر، سوف أفعل المستحيل لتكوني لي؛ أنت تحبينني ولكن لا تدركين.
سوف أراقبك كأنفاسك من بعيد وأنتظرك حتى تكبرين.
بعد مرور أربع سنوات...
كان يراقبها كعادته، ولكن هذه المرة الوضع مختلف؛ من هذا الذي تبتسم في خجل له؟!
ذهب مسرعا يسأل وصدمه الخبر؛ أحدهم فاز بموافقتها على الزواج بعد أن رفضته للمرة التي لم يعد يدرك عددها.
يجب أن يحادثها؛ هي له، سوف يقنعها... هو تغير، هي لا تريد مغرورا متلاعبا وهو أصبح بعيدا كل البعد عن هذا... سوف يقنعها، هي قالت لن تسلم قلبها لرجل قط؛ إذا لم يملكها بعد، هي له.
"رحاب، أرجوك دعيني أحادثها فقط، لن أؤذيها أبدا، أرجوك"، قال محدثا صديقتها وابنة عمه.
"حسن سوف أحاول، لكن إن تأخرت أو حدث شيء سوف أخبر الجميع؛ أنا وافقت لأني أشعر بصدقك".
"مي، أريدك الآن خارج منزلك، أنا بالخارج في سيارة أخي".
دلفت للسيارة لتصدم بوجوده؛ انطلق مسرعا في مكان خال من البشر.
كانت مذعورة تسمرت عن الكلام لحظات لتقول بعد أن أفاقت من صدمتها وأدركت ما هي فيه بصوت حاد وصراخ: "أين رحاب؟، هذه سيارتها، هي قالت أنها تنتظرني. ماذا تفعل، وماذا تريد مني؟".
"اهدئي، لن أؤذيك... فقط أريد التحدث؛ أنا أبدا لن أريد الانتقام".
"يا إلهي، ظننتك نسيت... ماذا تريد مني؟".
"فقط الحديث، أن تسمعيني".
"لكن...".
"لا تقاطعيني، أرجوك... أنا تحملت، انتظرت اعترافك القاتل من فتاة صغيرة برهان تافه حطمني وأنا الذي كنت أرسم الخطط في عقلي بالصغيرة البريئة التي سوف أريها العالم على يدي، بأني سوف أحاصرها كنفسها من أجل أن تظل صغيرة بريئة... لكن الصغيرة صفعتني، الصغيرة أهانتني وبدلا من أن أحاول الانتقام أو أنسى- لم أستطع إلا مراقبتك حتى لا تؤذي شخصا آخر من الممكن أن يؤذيك... ابتعدت عن كل ما يزعجك في شخصي من أجل أن تبادليني مشاعري، أن تدركي خطأك وتعلمي بأنك تحبيني... حلمت وتخيلت ذلك اليوم بكل الطرق، ولكن بعد أن أوقفت حياتي يأتي الخبر بأن صغيرتي وافقت على أحد الأشخاص! لماذا هو وليس أنا؟! ".
بصوت جهوري وصراخ عال: "أجيبيني، لماذا هو وليس أنا؟؛ لقد قدمت القرابين آلاف المرات لك، لقد تذللنا لجميع عائلتك بما لا يليق بشخصي من أجل حمقاء صغيرة لتوافق أن تكون لي... أجيبيني، لماذا؟".
"لأنني أحببته، أحببته... أنا أخرجتك من ذاكرتي من يومها؛ كان حدثا وانتهى، أنا لم أفعله مع غيرك".
"لماذا أنا؟، لماذا؟".
"لأني أكره أمثالك، لأنك تستحق، لأني رأيت بعيني الفتيات اللاتي حطمتهن.
يا إلهي، لم أقصد؛ كان تهورا أحمقا من مراهقة، تحد لا أكثر... ظننتك سوف تنسى أو حتى لن تلتفت لي، لم أدرك أبدا أنك ستضعني في رأسك لهذا الحد! ظننت بأنك تريد تلقيني درسا لا أكثر".
أخرجها من السيارة مكبلا يديها، يهزها بجنون: "لماذا أحببتيه هو إذا؟، لماذا لست أنا؟!... ماذا ينقصني أنا؟، أهو السن كما قلت أم الفتيات؟ أنا تغيرت".
"أي سن؟!؛ إنه يصغرك بثلاث سنوات فقط! وأي تغيير؟ أنا لا أؤمن بهذا؛ اأنت سوف تظل أنت، لا تكذب على نفسك".
جاسر بصراخ: "أنت مجنونة، بماذا تتفوهين؟، متى تفيقين من أوهامك وجمودك وقسوتك؟ متى؟! اشعري بي!، أحببتك، أحببتك كما لم يحب رجل امرأة من قبل، تنازلت عن كبريائي من أجلك... عن أي انتقام تتحدثين؟، أنا أريدك، أريدك أن تحبينني؛ قولي أنك تحبينني أنا لا هو... انطقي، قولي أنك تزيدين في انتقامك".
أخذ صوته يخفت وتركها تنهار على مقعد السيارة، جلس تحت قدميها متحدثا: "أنت تراهنت، وصلني الحوار؛ أنا أوافق أن تتلاعبي بي، تجعليني خاتما أنفذ كل أوامرك، لكن أحبيني! ها أنا بين يديك أبكي كطفل صغير، لا يهم، لكن أحبيني.
ها أنا أركع عند قدميك، كرامتي وكبريائي تحت قدميك كما تمنيت، لكن أحبيني. لا تتزوجيه، لا تتفوهي بتلك الحماقات من فمك مرة أخرى؛ أنت تحبيني، أليس كذلك؟ أرجوك، قولي أن ما تحادثيني عنه مجرد تمثيل من مسلسل تحدياتك ورهاناتك، قولي أنك أحببتني ولكن تخافين أن تخسري ذلك الرهان التافه... أنا على استعداد أن أركع بين يديك بينهم جميعا،
ولكن كوني لي أنا، أحبيني أنا،
بادليني حبي المجنون لك".
أخذت دموعها تتساقط على رأسه المنحني بين يديها وعلى ركبتيه.
"يا الله، لم أقصد، أقسم لم أقصد؛ ظننته سينتهي ما إن تعلم الحقيقة. آسفة، لا أستطيع ولا أريد لك ذلك. آسفة، لا أستطيع؛ قلبي لم يعد ملكي... آسفة، آسفة، آسفة".
رفع لها عينين حمراوين غاضبتين: "وماذا سوف أفعل بأسفك هذا بالضبط؟ أجبييني".
لم يشعر بضغطه على ذراعيها،
"أنت تؤلمني".
نهض مسرعا وأغلق باب السيارة بعنف واتخذ مكانه وراء عجلة القيادة مسرعا بجنون.
صرخت بخوف: "ماذا تفعل، وأين تذهب؟... أرجوك، لا تؤذني؛ أنا لم أقصد... أرجوك".
ضحك بقهر: "أؤذيك! لا تخافي؛ ليس هناك من أحد سوف يؤذيك؛ فلو أستطيع إيذاءك لكنت آذيتك منذ يوم اعترافك المهين... أنا عشقتك بصدق يا فتاة، حد الجنون؛ ومن يعشق لا يؤذي. سوف أوصلك إلى بيتك كما أخذتك، كوني سعيدة؛ محظوظ هو أنك سلمتيه قلبك".
صمتت تماما غير مدركة النظرات القاتلة الخبيثة والعزيمه التي تنطلق من المجنون بجانبها.
الفصل الثالث
تحلت بالصمت التام والنظر إلى الطريق حتى لا تشعل جنونه
حتى يقوم بتوصيلها إلى منزلها. هي لا تثق بِه، ولكن ليس بيدها أي شيء لتفعله.
"المجنون، المجنون... ماذا يريد؟، ألا يتحلى ببعض العقل والكرامة! ظننته نسي، يا إلهي؛ أنا لم أقصد، كنت صغيرة السن متهورة... سامحك الله يا رحاب؛ ظننتك صديقتي، لماذا فعلت بي ذلك؟
يارب، اجعل أحدا يشعر بغيابي. يارب، اجعل هذا المجنون يفي بوعده".
أفاقت من تضرعها على صوت المجنون يصيح بها وتوقف السيارة: "انزلي، هيا تحركي".
"ماذا؟! أين نحن وأين أنزل؟، ولماذا هنا؟... أنت قلت سوف توصلني لمنزلي".
ضحك بصوت جهوري إلى أن دمعت عيناه وتحدث قائلا: "حمقاء يا فتاة، حمقاء صغيرة تافهة؛ هل صدقت ذلك التمثيل الرخيص بتمني السعادة لك مع الأحمق الآخر؟، هل صدقت بأني سوف أترك إهانتي وذلي بين يديك هكذا؟!". أكمل ضحكه المجنون وهو يشدها خارج السيارة وهي تصرخ: "اتركني، سوف أقوم بفضحك أمام الناس".
"أي ناس يا حمقاء! اصرخي أكثر؛ أنا أستمتع برعبك... أنت في الصحراء يا حمقاء حيث ليس هناك أي بشر. أقسم بحق كل ذُل أجبرت نفسي عليه يا مي من أجل أن أجعلك لي- سوف تدفعين الثمن، سوف تتمنين الموت ولن تجديه".
"ماذا؟، أنت قلت لن تؤذين".
"حمقاء!، وصدقت؟... أنت قلت بنفسك بأني متلاعب مخادع؛ كيف صدقتني؟، هل أنت غبية لتلك الدرجة؟!... تناقضين نفسك أم ماذا حمقائي؟".
دلف بها إلى بيت صغير مقفر من أي جيران، وحدى بتلك البقعة من الارض بنطرة سريعة على المكان وهو يقوم بجرها خلفه. أدركت أنها وقعت في براثن من لا يرحم، وبسبب لعبة من المراهقة لم تحسب حسابها أبدا.
يا إلهي، هو مثل ما قالوا: ثعلب خبيث ولا ينسى ثأرا له أبدا، لا يرحم ويمثل جيدا ليصل إلى ما يريد. ماذا سيفعل بي؟
رماها على الأرض بعنف متحدثا: "والآن قولي لي أنك تحبينه، انطقي يا مي؛ أريد أن أسمع القصة منك... كيف تراهنت علي؟، كيف وقعت في حب ذلك الأبله؟ وهل يعلم أي نفس تملك حبيبته البريئة وكيف تلعب بقلوب الرجال وتكسب رهان الشكولاتة؟ أخبريني يا مي، هل قمت بأكل شكولاتة إهانتي أم احتفظت بها لذكرى انتصارك؟".
صاح بصوت صادع يزلل المكان من حولها وعيون تنطق بشر شديد مرعب: "انطقي يا مي".
"يا إلهي، لقد ضعت".
"انطقي".
"لم أقصد، لم أقصد؛ كانت لعبة".
نظر لها من علو متحدثا:ً "أنا من أغويت جميع أنواع النساء- تأتي حمقاء صغيرة بمريول المدرسة تسخر مني!،أنا من قمت برعب أعتى الرجال تقوم صغيرة بإجباري أن أبكي تحت قدميها! وفي النهاية تقول لم أقصد؛ أنا أحب".
نظر لها نظرة أخيرة وقام بتوليتها ظهره مغلقا الباب جيدا ورجع إلي مكانها: "سوف تدفعين الثمن". قامت بالزحف على يديها برعب إلى الوراء وهو يقترب بعيون مليئة بالحقد ولسان يتحدث: "سوف تدفعين الثمن وتتوسلين حبي بين يدي يا مي دون أن تنالي أي رحمة، أعدك بهذا".
الفصل الرابع
صرخت بفزع وجنون: "لن يحدث".
قال وهو يقترب: "اصرخي؛ أنا أستمتع جدا بصوتك وسوف أستمتع أكثر بإذلالك كما فعلت معي بالضبط... سوف تشربين من نفس الكأس، أعدك... هذا وعد مني حبيبتي"، قالها باستهزاء مقتربا منها حتى وصل إليها رافعا إياها من ذراعيها بعنف "قفي مي، أين شجاعتك؟، أين ذهب لسانك؟... أين غرورك يا جميلة هه؟ أين (أنا لست كباقي الفتيات)؟، إذا لماذا ترتعشين خوفاً الآن؟!". قالها ملصقا إياها بالجدار خلفها، ترك إحدى ذراعيها ممسكاً بفكها بين يديه: "قولي في وجهي مي، كيف تستمتعين بإذلالي حتى أستطيع رده لك كاملا عزيزتي؟؛ أنا لا أحب أن أكون مدينا لأحد".
تحدثت مي ودموعها شلالات على وجهها، وجسدها يرتعش بالكامل: إن كنت تظن بأنك بفعلتك هذه سوف تجعلني أنحني إليك- فأنت واهم؛ حتى لو فعلت ذلك بي لن أكون لك، سوف أقتل نفسي على أن أكون لك... أنت واهم!".
نظر إليها متصنعا التفكير، وتحدث قائلا: "مازلت تكابرين ودموعك شلال على يدي، حقا أذهلتني صغيرتي... لكن لا يهم أنك تنوين على قتل نفسك؛ سوف أحرص على ألا يتم ذلك صغيرتي؛ فأنت حبيبتي، ملكي، وأنا لا أتخلى عن ممتلكاتي".
"سوف يقتلك أبي، سوف يقتلك خطيبي، لن يتركوك".
ضغط على فكها بجنون متحدثا من بين أسنانه: "ليس خطيبك، لا تتفوهي بالحماقات وتزيدي من جنوني يا فتاة... سوف أقتله أمامك؛ لم يخلق من يأخد مني شيئا، لم يخلق من يحاول. إذا كنت قد تركتك تتمعين بانتصارك الواهي فذلك لأني أردت ذلك؛ حتى تشعري بالانتصار وأنك الأقوى؛ حتى تقعي بين يدي بطيب خاطرك وينقلب السحر على الساحر".
"اتركني، اتركني" صرخت بجنون فتركها تتهاوى مرة أخرى على الأرض الباردة وهي تضم جسدها وتنجب بجنون. اقترب منها ويداه تنوي إمساكها مرة أخرى؛ صرخت بتوسل: :لا، أرجوك لا؛ إلا هذا، أتوسل إليك. أهذا ما تريد؟... لا، اقتلني أرجوك".
نظر إليها مطولا وفي عينيه نظرة غامضة متحدثا بصوت جهوري آمر: "انظري إلي". تحدث آمرا ممسكا بوجهها بين يديه: "انظري إلي وأنا أحادثك واسمعيني جيدا، رغم كل ظنونك بي لا أنكر أن معظمها صحيح، لكني لا آخذ امرأة عنوة قط، لا أجبر امرأة أبدا على علاقة معي".
ابتسم ابتسامة جانبية بشعة في عينيها: "كما أن الأمر ليس ممتعا عزيزتي وسوف تكرهين كل حياتك، وأنا لا أريد ذلك... كما أن ذلك الحقيقي أن تأت برضاك لي يا صغيرة، ولكن لا أنكر، لك في عقلي خطط أخرى من الانتقام... أما ذلك الذي يدور برأسك ليس مسعاي".
تحدثت مي صارخة: "أنت تحلم؛ لن أحبك قط وبالتأكيد أنا لا أريد لمساتك أبدا".
"خطأ يا مي، أنا أحذرك... لا تزيدي جنوني". تركها وتحرك نحو غرفة جانبية، ولكن نظر إليها نظرة أخرى ضاحكا بعبث: "ظننتك فتاة مؤدبة، مي... كيف تفكرين بأني سوف أفعل بك". وغمز لها وتركها مذهولة مرعوبة من ذلك المجنون؛ ما الذي سوف يحدث؟
"يارب ساعدني، يا الله ساعدني".
لم تنم ليلتها جالسة على تلك الأرضية الباردة القذرة، دموعها لم تتوقف لحظة؛ تفكر في فرصة للخلاص، ولكن كيف وهي في ذلك المكان المقفر؟ المجنون منذ دخل تلك الغرفة لم يخرج!
عقدت حاجبيها... المجنون، هل نام بسلام بعد كل هذا الرعب الذي دبه بأوصالها؟ فتحت عينيها المتورمة على صوت هسيس وزحف بطيء مرعب؛ نظرت أمامها لتجد ثعبانا! اتسعت عيناها برعب وهي تهب واقفة، تحاول الصراخ ولكن لا تجد لها صوتا، وما زال ذلك الشيء يتحرك نحوها. وجدت صوتها وصرخت بصوت مرعب بجنون.
في لحظة وجدت المجنون يخرج من الغرفة يصرخ بها: "ما بك يا حمقاء؟، لماذا هذا الصراخ؟... ألم تكتفي بالأمس؟، ماذا ألا تتعب تلك الحنجرة من الصراخ؟ يا إلهي، ماذا تمتلكين بالضبط: أصوات أجراس مزعجة أم أحبال صوتية؟!".
"انظر وراءك يا أحمق"، تحدثه بصراخ.
"ماذا عزيزتي؟، لا تقولي أنك وجدت صرصورا وأنت تموتي رعبا! لا تليق بك حركات الفتيات، لا أحب هذا".
تحدثت بتلعثم ورعب: "ث، ث".
"انطقي يا حمقاء".
"ثعباااااااااااااان، يا مجنون".
نظر إلى جانب السلم الموجود مقابلها ليجد ثعبانا طوله تقريبا ذراع؛ تسمر للحظة، مجرد لحظة وهو ينظر لها: "تحركي من مكانك حالا، فتاة غبية".
توجه ناحية الكائن بحذر والآخر يطلق هسيسا مرعبا. لا تدري ماذا حدث في لحظة لتفتح عينيها وتجد المجنون يمسك بذلك الثعبان من رأسه ويتحدث قائلا: سامحك الله؛ أرعبت حنفي حبيبي هكذا!".
تحدثه بذهول "ماذا؟، من حنفي؟".
جاسر مشوح بالثعبان: "حنفي هذا يا حمقاء، هل يوجد غيري وغيرك وغير حنفي هنا؟".
تراجعت للوراء برعب والمجنون يحادث الثعبان: "هل هكذا اتفقنا يا أبو الأحناف، ألم أخبرك من يومين أن عروسي البلهاء سوف تحضر واتفقنا على مغادرتك المنزل أنت وزوجتك".
صرخت برعب: "زوجته!".
"اخرسي مي، زوجته حامل وأنت سوف تتسببين في إزعاجها".
فغرت فمها برعب وذهول: "ماذا تقول؟ حنفي وزوجته!".
ليقاطعها قائلا
"وأطفاله، فهو لديه ستة، ولكنهم في المدرسة الآن، حنفي يحب العلم".
"ماذا، ماذا، ماذا؟... ما الذي تقوله يا مجنون، يا مجنون، يا الله أنت مجنون كليا. أرجوك، يكفي هذا؛ أنا أموت رعبا".
"ماذا حنفي؟، عائلتك غادرت وأنت كنت تودعني!... عاش أبو الأحناف، سوف أشتاق إليك. تعال أودعك بالخارج عزيزي".
هرولت هي إلى الغرفة والمجنون يتوجه إلى الباب الخارجي؛ تبكي وتندب حظها
واليوم الأسود الذي عرفت فيه رحاب، ولسان حالها يردد: "ماذا بعد؟، ماذا سوف يحدث لي؟".
خرج جاسر مسرعًا من الباب وذلك الشيء يتلوّى بين يديه، تحدّث قائلًا: "عليّ شكرك يا هذا؛ لقد ساعدتني في إرعاب المجنونة بدون تفكير مني، لكن آسف لأن عليّ قتلك؛ أنت من النوع السام وبالتأكيد إن تركتك سوف تؤذي أحدًا ما. آسف، لا أحب القتل حتى لو كان كائنًا مؤذيًا". وبحركة واحدة من حجر ضخم تمّت المهمة وقام بإلقائه بعيدًا وعيناه تلمعان بعزم من نوع آخرى؛ انتهى الهرج، يجب أن يتم ترتيب أفكاره وكيف سوف يواجه الجميع وجعل تلك البلهاء زوجة له.

نولا ٢٠٠٠ likes this.

Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 02:58 AM   #3

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الفصل الرابع

"آه لو أستطيع إيذاءك يا مي؛ كنت ارتحت من كل هذا، لكن أنا أسعى لقلبك كاملًا... يجب أن أستحوذ عليكِ كاملة: عقل وقلب قبل الجسد".
المجنونة صاحبة العيون التي سحرته، عينان بلون القهوة المحترقة، وشعر أسود حالك متوسط الطول، وجنتان مرتفعان بإغراء لإشباعهما تقبيلًا، لون خمري رائع، جسد ضئيل، وطول... أي طول؟،إنها قصيرة جدًا بالنسبة له. عقد حاجبيه، إنها لم تكمل مئة وستين سنتيمترًا حتى في الطول!
هو يعلم بأنها ليست أجمل النساء، ولكن سحرها شرقي بحت وذلك الطابع فوق شفتيها يغريه بجنون. هو فُتن بكل تفاصيلها، لقد رأى العديد من النساء الأجمل ويمتلكن إغراء أقوى،، لكن هي شيء آخر؛ هو يحبها، يريدها هي لا غير بالكامل تحت سيطرته له وحده. أما الآخر، هذا من تجرأ على الاقتراب وادعى حبها سوف يسحقه سحقًا بين يديه... عند هذه النقطة أفاق من شروده وعيناه تنضح بالقسوة.
قام بفتح هاتفه ليفاجأ بالعديد من المكالمات من ابنة عمه المجنونة رحاب؛ اتصل بها لترد وهي تهتف بغضب: "أين مَي يا جاسر، لقد قلت أنك تريد التحدث معها فقط لساعة وسوف تعيدها... سوف أبلغ الجميع، أقسم يا جاسر".
جاسر بهدوء: "وهذا ما أريده بالضبط، رحاب... أخبري الجميع بأن مَي ركبت سيارتي وباتت معي ليلة كاملة في مكان مجهول".
"ماذا تقول؟، ماذا فعلت بها؟!... تحدث، تحدث الآن، قل أين هي، دعني أحادثها".
"رحاب، أنا لست في مزاج جيد لصراخك؛ أخبري الجميع رحاب وأولهم ذلك الأحمق: من يريد أن يتزوجها، أخبريه بأنها معي. سلام".
صمت لدقائق وعيناه تلمع بالخبث والإصرار، اتصل بأحدهم.
"نعم، سيد جاسر".
"أريد كل المعلومات عن الشخص الذي أعطيتك اسمه بالأمس، أريد حتى أنفاسه كم عددها... هل تفهمني؟ أريد تلك المعلومات اليوم، لا تأخير".
"كيف هذا يا بيك؟".
"لا يخصني يا أستاذ؛ هذا عملك أنت لا أنا".
أغلق الخط محدثًا نفسه: "والآن المكالمة الأهم على الإطلاق".
"مرحبًا سيد علي، كيف حالك؟".
"جاسر، مرحبًا... أنا آسف ولكن لن أستطيع التحدث في أي عمل الآن؛ أنا في كارثة".
"أي كارثة، سيدي... أتعني اختفاء ابنتك؟".
رد بتوجس: "كيف عرفت بالأمر؟؛ أنا لم أخبر أحدًا".
رد ضاحكًا بسخرية: "لأنها معي، سيدي".
"ماذا تقول يا هذا؟"، صرخ بجنون: "ما الذي تقوله؟، ابنتي أنا معك!".
"نعم سيدي، معي... باتت ليلتها بصحبتي".
"اخرس يا حقير، ما الذي تقوله؟".
"أقول الحقيقة سيدي، لكن دعنا نكون منصفين- هي أتت مجبرة".
قاطعه جنزوري صارخًا "يا حقير".
جاسر بهدوء: "اسمعني ولا تقاطعني، جئتك طالبًا لها كثيرًا وأنت تحججت بصغر سنها، ووعدتني بأنها لي عندما تنتهي من دراستها... والآن لم تنتهي وها أنت تستعد لتزويجها من شخص آخر ظهر من العدم. وأنت تعتقد بأن المتيم الأبله سوف يقف صامتًا متفرجًا، ليس بيده شيء. عملك معي –علي بيك- لم يعطيك الخبرة ولا الدرس لتعرف مع من تتعامل؛ أنا لا أرحم ولا أترك ثأرًا لي ولا أترك شيئًا هو لي. ابنتك لي، اتصلت لأعلمك فقط لأن قلبي الطيب لا يتحمل حزنك وجهلك بابنتك"، قال جملته الأخيرة بصوت خبيث مستهزئ.
"لا تخف؛ ابنتك في الحفظ يا علي ، ولكن سوف أقوم بتربيتها من جديد قبل زواجنا؛ أنا لا أحب الزوجة المتمردة المجنونة المتلاعبة"، قالها وأغلق الخط بدون أن يسمع ماذا يقول الآخر؛ متوجها للمجنونة بالداخل ليبدأ بتعذيبها النفسي.
ضحك بخبث: "سوف أريك أياما سوداء يا ابنة علي، أقسم لك".
بعد أن غادر جاسر المنزل دلفت مي إلى الغرفة التي نام بها المجنون ليلته لتفاجأ بغرفة نظيفة جدا ومرتبة إلا من بعض الملابس التي كان يرتديها بالأمس ملقاة بإهمال على إحدى الكراسي.
"الحقير، هل تركني في تلك البقعه القذرة أرتجف خوفا وبردا وبات هنا في تلك الغرفه التي لا تنتمي لذلك البيت المهترئ؟".
عند تلك النقطة توقفت عن التفكير ليظهر الرعب في عينيها: "المجنون، هل فعلا يربي الثعبانين وهل حقا يوجد المزيد؟". ارتجفت من الرعب وجلست تتلفت حولها في كل مكان كالمجنونة وعيناها متسعتان في رعب جلي، جلست على السرير وضمت أرجلها إلى صدرها تحتضن نفسها وهي تتلفت وتنظر حولها... حدثت نفسها: "لا، أكيد لا يوجد شيء؛ الغرفة مرتبة جدا كما أنها بها رائحة طلاء جديد وأثاث يبدو أنه لم يلمس. وماذا بعد يا مي؟، ماذا ستفعلين؟؛ إنه ذئب لا يؤتمن ولا يصدق... هل حقا سوف يتركني بدون أن يلوثني؟، هل هو صادق؟ ولكن ماذا يريد؟، أنا لن أحبه أبدا. ماذا سوف يفعل أبي، آه يا أبي، أين أنت؟، هل تعلم أين أنا؟، هل سوف تنجح في الوصول لي".
"مي، أنت يا بلهاء، أين أنت؟". أفاقت من تضرعها على صوته الجهوري البشع في أذنيها، ماذا يريد المجنون؟، هل أتى بذلك الحنفي مرة أخرى؟... يا الله، أرجوك ساعدني.

الفصل الخامس

دلف جاسر إلى الغرفة ليجدها بتلك الجلسة على سريره؛ عقد حاجبيه بتفكير وعبث ونظر لها عابثا متحدثا: "مي، حبيبتي... هل بهذه السرعة ضعفت وأتيت تستجدين أحضاني... عيب يا مي، تحشمي وانتظري الزواج".
"ماذا؟، ما الذي تقوله بحق السماء؟... أي ضعف وأي استجداء؟!، هل أنت حقا مختل؟".
"لا داعي للخجل عزيزتي؛ هذا مطلب إنساني أن تحتاجي لأحضان حبيبك".
"أحبك برص يا مجنون، أنا أهون عندي أن يحتضنني حنش وأنت لا".
تصنع التفكير: "ماذا قلت؟، حنش!... إذا أمري بالله؛ لا أستطيع أن أرفض لك طلبا، أميرتي. حنفي، يا حنفي... عروسي تحتاجك".
هبت واقفة على السرير تصرخ: "ماذا؟، من حَنفي؟... ألم تخرجه إلى خارج المنزل؟".
"بلى، ولكن أنت تحتاجينه وهو يحتاج المنزل؛ إذا ليعود ونعيش جميعا سعداء".
هتفت صارخة: "أنت مختل".
"وأنت متلاعبة غبية حمقاء لا تحسب خطواتها جيدا، مراهقة بلهاء".
اصفر وجهها بشدة وردت متلعثمة: "أنا لست متلاعبة". اقترب منها خطوات لتبتعد أمتارا وتلتصق بظهر السرير؛ توقف هو: "إلى أين تذهبين؟، أنت هنا وحدك؛ لو أردتك لن يمنعني أحد. والآن، أنت لست ماذا؟!، أعيديها... إذا ماذا تسمين ما فعلتيه معي بالضبط؟؛ تدورين حولي في كل مكان لأصدم بوجهك مع ابتسامة خجلة وتلعثم وخدود تحمر... أسئلة بلهاء، ادعاء براءة كاذبة للفت نظري، تعمد أن تجعلي عينيك تخرج إشعاعات حب لعيني، خجل متصنع ظننته فطري، لتأتي في النهاية وتقولين أنه رهان!".
اقترب أكثر ممسكا بإحدى ذراعيها بقسوة؛ صرخت: "أنت تؤلمني، يدي لا تحتمل، اتركني". تحدث من بين أسنانه: "أنت لم تري الألم بعد، أقسم بحق كل تمثيل سخيف رخيص أذللت نفسي به من أجل أن أكتسبك- أن تدفعي الثمن. أنا من أذللت أعتى الرجال تأتي حمقاء صغيرة تجبرني على الركوع بين يديها واستجداء حبها!".
"إذا اتركني، أنا متلاعبة لا تليق بك؛ ماذا تريد؟ انساني، أخرجني من ذاكرتك وأنا سوف أنسى حتى اسمك".
ضغط على ذراعها بقسوة: "احلمي يا مي، أنا لا أترك ثأري ولا شيئا أريده. أنت لي وانتهى أمرك، ولكني سوف أعيد تربيتك لتليقي باسمي".
"لن أكون لك أبدا، أبدا".
ترك ذراعها ملقيا أياه بعيدا ووضع يديه في بنطاله: "تكرريها كثيرا عزيزتي، إذا دعينا نرى وننتظر حبيبتي من الذي سوف يكسب الرهان الحقيقي، يا بلهائي المدعية البراءة. والآن أنا أريد أن آكل".
"ماذا؟"، قالتها متعجبة من سهولة انتقاله في الأحاديث والأفعال، عقدت حاجبيها مع فروغ فمها؛ الآن كانوا يتحدثون عن الانتقام والملكية وهو يريد أن ياكل!
"أنت يا حمقاء، هل سوف تظلين فاغرة الفم هكذا؟، هذا مقرف؛ سوف تدخل إليه الحشرات".
أقفلت فمها سريعا باشمئزاز: "أنت مقرف، سوقي".
"تركنا لك الاتكيت يا ابنة الذوات، والآن اذهبي، أعدي شيئا لآكله لأستطيع التفكير لك في مصيبة جديدة في هدوء".
"نعم، تريدني أن أجعلك تتسمم لتصنع لي كارثة، حقا جاسر هل ذهبت لطبيب من قبل؟".
"أي طبيب؟ ولماذا؟".
قالت بحيرة: "طبيب أمراض نفسية؛ لتعرف مدى جنونك".
قال بلا مبالاة: "نعم، ذهبت وأخبرني بأني أمتلك أقوى عقل- بعد كسر إحدى ذراعيه، وطاقم أسنانه، وأحد أضلعه... لماذا تسألين؟".
نظرت له برعب: "هل تخبرني الصدق؟".
"نعم عزيزتي، لا تقلقي؛ أطفالنا سوف يأخذون أقوى عقل مني. والآن اذهبي إلى المطبخ واصنعي بعض الطعام لتستعدي لتنظيف المنزل بعد مغادرة حنفي وعائلته".
يا إلهي، كيف نسيت ذلك الحنفي؟... ردت: "جاسر، أرجوك أنا خائفة حد الرعب؛ أرجوك دعني أذهب من هنا. كيف أعيش وأنا مرتعبة، أرجوك".
"لا، لا خروج من هنا...احلمي. والآن أقسم إن لم تذهبي إلى المطبخ لتعدي الطعام يا مي لسوف ترين الجنون الحقيقي".
ردت باستسلام في الوقت الحالي لعلها تجد مخرجا: "أي مطبخ، جاسر بيك؛ أنا لم أرى أي شيء غير تلك الأرضية القذرة".
"لا تقلقي؛ سوف أذهب معك. المطبخ نظيف تماما، الاستقبال فقط هو الذي لم يتم تنظيفه. والآن اذهبي أمامي".
ذهبت في استسلام وهو وراءها، ولكن رِن هاتفه ليتوقف وهو يلمح ذلك الاسم الذي ينتظر منه المكالمة ليرد والضحك ملء فمه: "مرحبا ضرتي العزيزة".

الفصل السادس

(مرحبا ضرتي العزيزة)،
نطقها جاسر بصوت عابث مدو لتلتفت له مي باستغراب وتنطق باستنكار وتعجب: "ضرتي العزيزة!".
ليشير لها جاسر بالتزام الصمت، لتحاول هي النطق ليقوم بالاقتراب بحركة سريعة
واضعا يده على فمها ليكمل: "ماذا تريد، علاء؟ هل تريد الاطمئنان علينا؟؛ كل شيء بخير تماما ولكن هذا ليس الوقت المناسب لتتحدث إلى عرسان جدد".
ليرد علاء بغضب: "سوف أقتلك إن كنت لمست شعرة منها حتى يا حقير".
ليضحك جاسر بصوت عال عابث: "وكيف سوف تفعل هذا تحديدا يا دكتور القوارض؟، هل سوف تفعل بدفتر محاضراتك أم بجهاز طرد الفئران".
"أنت مجرم وسوف أبلغ عنك الشرطة".
فيرد جاسر: "كنت منذ قليل سوف تقتلني، الآن سوف تبلغ الشرطة لتواجهني! لم أتوقع تراجعك السريع، دكتور علاء. لكن قبل كل شيء، من قام بتسميتك هذا الاسم منتهي الصلاحية؟ هل كان يقرأ الغيب ليعلم أنك سوف تصبح دكتور قوارض؟".
ليتحدث علاء: "أنت مجرم مختطف، ما الذي تريده من خطيبتي؟".

ليرد جاسر بعينين تبرقان غضبا: "ليس لك خطيبة، انطقها مرة أخرى لآتي إليك وأقوم بتحطيم أسنان القوارض خاصتك وتهشيم عينيك الأربعة".
"أين مي يا مجرم؟، أين خطيبتي؟، ماذا فعلت بها؟".
"قولها مرة أخرى هذا ليس جيدا لك؛ رصيدك ينقص عندي. اسمعني جيدا، قبل أن تقترب من شيء يجب أن تتأكد من يملك هذا الشيء؛ مي خاصتي، ملكي قبل أن تعرفك بعويناتك السخيفة بزمن. كما أني أريد أن أعرف ماذا سوف تفعل يا (نانوس) بدفتر محاضراتك وأبحاثك عن القوارض؟ حقا أريد أن أسألك، ألم تجد أي تخصص في كليه الزراعة غير القوارض؟".
"يا جبان، إن كنت رجلا كما تدعي؛ قابلني لا أن تختبئ كما الجبناء".
جاسر بصوت مستنكر بعبث اكمل: "عيلاء بيك، أنا أتحجج لزيادة رصيدك إلي. اسمعني جيدا، من الغباء أن تعتقد أنك سوف تقوم باستفزازي لكي أقوم بالظهور لك، أنت غبي؛ أنا أفعل ما أريد وقتما أريد، حتى تلك المكالمة لقد تعمدت أن يصلك رقمي لتقوم بها. لا تستعجل يا دكتور على مقابلة الوحش لأنك سوف تندم باقي حياتك إن تبقى منها شيء من الأساس".
لتقوم مي بالنجاح أخيرا في الإفلات من يده على فمها بعد أن قامت بعضه وتصرخ: "علاء، أنقذني أرجوك علاء... أنا هنا مختطفة، المجنون يربي ثعابين. علاء حبيبي أرجوك".
"مي، حبيبتي... أعرف سوف أجدك لا تقلقي وسوف يعاقب المجرم".
ليعيد جاسر مي إلى قبضته ويكبلها ويتحدث: "أقسم أن أول شيء سوف أفعله أن أحطم فمك الناطق... ليست حبيبتك، انطقها مرة أخرى لكي أمحيك من الوجود".




ويقوم بغلق الخط وإلقاء الهاتف بعيدا بجنون وعيناه تبرقان بغضب وشر؛ ليتحدث جازا على أسنانه: "حبيبك، وينقذك، وتقومي بعض يدي يا مي؟! تقولين له حبيبي أمامي يا مي! يبدو أني تساهلت معك كثيرا يا وقحة". ليكمل بصراخ مجنون: "تقولين لرجل غيري أنا- حبيبي! ويقوم بإنقاذك أيضا! ماذا، هل تعيشين في دور الأميرة المختطفة والتي سوف يقوم بإنقاذها الأمير وقتل الوحش؟".

"اتركني الآن، هل تظن أني سوف أرتعب؟، أنت تحلم؛ أنت لا تخيفني، أنت جبان كما قال علاء. إن كنت فعلا كما تدعي إذا اتركني وواجه أبي وواجهه لا أن تقوم باختطافي والاختباء كما المجرمين!".



ليقوم جاسر بتثبيتها على الحائط ورفع يديها فوق رأسها وتكبيلهما بيد واحدة ويعلق يده الأخرى في الهواء بتهديد متحدثا: "إذا أنا جبان -مي- ومجرم. إذا ما رأيك أن أكون أيضا نذلا وحقيرا وأتركك بعدها لعلائك وننتظر ماذا سوف يفعل؟، هل سوف يرضي بك؟ ما رأيك عزيزتي أن نحقق لك ما تنتظرينه منذ الأمس كي أكون أنا في نظرك حقيرا جبانا للنهاية وأنت تنالين العقاب الأمثل لما فعلت متلاعبتي، ويأخذك علاء هذا -إن قبل ببقاياك- الجبان؟".



لتصرخ مي وهي تحاول الإفلات بجنون: "اتركني، لن تستطيع، لن يحدث أبدا؛ أنا لست متلاعبة... وأنت مجنون، مختل، جبان".

ليصرخ بها: "حذرتك أكثر من مرة ألا تزيدي جنوني وأنت غبية، غبية لا تتعلمين من أخطائك. لعنك الله، اللعنة على اليوم الأسود الذي رأيتك فيه، بل في اليوم الذي حاولت محاولتك الوقحة لشد انتباهي". ليقوم بإلقائها بعيدا ليستدير إلى الخارج وهو يقول: "اسمعيني جيدا، لقد تركتك ليس لأني لا أستطيع كما تتفوهين بحماقة، ولكن لأني أحترم نفسي جيدا كما أخبرتك، ولأني لا أستطيع الآن حتى النظر إلى وجهك".

ليضيف: "خروج من هنا لن يحدث، محاولات واهية منك للهروب لا أنصحك؛ لن تستطيعي التحرك ولو حتى بضع خطوات. أما أحمقك الغبي لن تكوني له ولو على جثتي".

لترد مي: "إذا فلتذهب إلى الجحيم في أقرب فرصة".

ليرد عليها: "تأكدي بأني لن أذهب وحدي لأني سوف آخذك معي"، ويخرج مغلقا الباب خلفه.

وتجلس هي في نفس المكان تنظر أمامها بجمود ليتكرر نفس السؤال (ما النهاية، وماذا سوف يحدث؟)

الفصل السابع

خرج جاسر من المنزل مسرعا يتنفس بغضب جلي في عينيه، ظل يدور حول نفسه يتنفس ويزفر بصوت مرتفع محدثا نفسه: "هذا لا يجدي، لن أصل لشيء هكذا مع تلك البلهاء، كما يجب فعلا أن أعيد هيكلتها شاملة من جديد. الوقحة تقف وتتحداني وأيضا تصرح بحبه!". كز بغيظ على أسنانه: "يكفي يا مي، سوف أريك الجنون؛ يبدو أني تساهلت كثيرا معك".

التفت عائدا إلى البيت في خطوات واسعة ليفتح الباب ويجدها على نفس تلك الجلسة، نظر إليها عاقدا حاجبيه باشمئزاز متحدثا: "ألم تكتفي من تلك الجلسة يا قاموس النكد الأصيل؟، حقا أنت المادة الخام للنكد. النكد إن رآك سوف تنكدين عليه شخصيا".



لتنظر له باستغراب؛ كان منذ زمن قليل يغلي نارا، هل هو مصاب بانفصام شخصية؟!

"أنت يا هانم، انهضي لصنع الطعام، الآن آكل في وجود سموك".

لتنطق هي باستنكار: "ماذا؟".

"ماذا ماذا يا غباء؟، هل سوف نعيد الحوار من جديد؟"، ليصرخ بها: "انهضي حالا أمامي". لتنهض مسرعة في اتجاه ما يسير إليه وهو وراءها بابتسامة جانبية.

دلفت المطبخ لتجده مرتبا ومجهزا، ليس حديثا ولكنه نظيف وكاف لإعداد الطعام.

توجهت إلى المجمد وهي تسأله: "ماذا تريد أن (تتطفح)؟".

ليرد جاسر: "ماذا قلت؟".

"قلت ماذا تريد أن تتسمم".





"يا الله، مي أنت حقا مستفزة... حقا لا أريد شيئا من يديك؛ أنا حقيقي (أقرف)".



لتتخصر مي بيديها: "ماذا؟، أنت تقرف مني أنا!".



ليقلدها جاسر بل ويزيد بتقديم إحدى رجليه وتأخير الأخرى وهو يهتز: "نعم يا مولاتي، أنا (أقرف)؛ أنت حتى لم تسألي عن الحمام منذ الأمس وراحتك بشعة. ماذا مَي؟، هل فعلتيها على نفسك؟". ليمط شفتيه باشمئزاز وينطق: "حقا هذا مقرف؛ تفعليها على نفسك بهذا العمر!".



لتصرخ به: "ماذا تقول؟، أنت مقرف وأقسم أنك مجنون".



"إذا دعيني أريك الجنون، مي"، ليقترب منها لتبعد برعب: "ماذا تريد؟".

ليصل إليها ويكبلها وهو يقول: "بالتأكيد لن أريد مثلا احتضانك أو لا سمح الله وقدر تقبيلك، أنا أخبرك أنا (أقرف)". لتحاول الإفلات: "إذا ماذا تريد مني؟".

"سوف تعرفين الآن حالا". ليجرها خلفه ويفتح أحد الأدراج يبحث عن شيء ما وهي تتلوي: "اتركني، اتركني".



"لقد وجدته، هذا هو"، لتنظر له مي: "ماذا تفعل يا مجنون؟".

ليكبلها جاسر من يديها خلف ظهرها ويبدأ في لف حبل طويل على يديها ويقوم بإيصاله ولفه حول ساقيها وهي تصرخ أن يتوقف، وهو يضحك بعبث لتسأل: "ماذا تفعل؟".

ليرد جاسر: "سوف ترين". لينظر إلى السقف ويكلم نفسه بإعجاب: "هذا هو، كان عندي حق عندما امتنعت عن إزالته". كان (سلابا) حديديا متدل من السقف لتنظر له مي وهي تقول: "أنت لن تفعل ذلك".

ليرد جاسر بعبث: "جربيني".

"مسسسستحيل!".

"أنت قلت أني مجنون، مختل؛ إذا لماذا مستحيل ميويتي؟".

ليقوم بعدها بجلب أحد الكراسي تحت (السلاب) المتدلي ويقوم برفعها وتعليقها مثل الخراف وهي تصرخ به بجنون

لينزل جاسر من على الكرسي ويحدث نفسه بإعجاب جلي: "أحسنت جسور؛ هذا هو المنظر المرضي الوحيد لك".

ليقوم بعدها بالتوجه إلى المقود لإعداد بعض الطعام من أجل أن يأكل ليستطيع إكمال مهمة تربية (الأمورة).



بعد مدة ليست بالقصيرة يجلس جاسر على مائدة بالمطبخ موجها نفسه ناحية مي المتدلية من السقف وهي تصرخ تارة، وتندب حظها تارة، وتلعن رحاب تارة أخرى وهو على ابتسامته الواسعة مستمر في إعداد الطعام وبعدها تناوله في صمت تام.



أخيرا تحدث جاسر موجها كلامه لمي: "أتعلمين مي؟... لقد رأيت من العالم الأشياء المبهجة الممتعة الكثيرة، لكن أمتع من منظرك هذا لم أجد حبيبتي. أعتقد أني بعد الزواج سوف أجعل تلك عادتنا: أنا أعد الطعام وآكل وأنت معلقة في السقف عزيزتي".

لترد مي: "بالسم الهاري يا مختل".



"لا أنصحك مي؛ لو تسممت من سوف ينزلك؟... وحنفي يأتي من وقت لآخر للاطمئنان علي، لو وجدك هكذا أنا لا أضمن لك رد فعله".



لتسكت مي جازة على أسنانها: "لقد تعبت جاسر، من فضلك".

ليرد جاسر وهو يمطي شفتيه متصنعا التفكير ليرد: "لا؛ أنت أحلى هكذا ومؤدبة وتقولين من فضلك، ماذا أريد أكثر من ذلك؟ هذا أفضل للجميع. ولكن دعينا نقوم بمناقشة حضارية، مويا... هل حقا من كل عقلك كنت تريدين الزواج من شخص اسمه عيلاء ولقب عائلته قشوع؟، هل أنت مختلة عديمة التفكير هكذا؟ كما أنه -وياللكارثة- دكتور قوارض ودودة قز".

لترد مَي: "ليس بالأسماء يا هذا، كما أنه دكتور جامعي".

"اه نعم، يشرح دودة وفأرا ويحدث الطلبة عن خطورة القوارض على المزرعة السعيدة. حقا مي، ألم تفكري في أطفالك كيف سوف تستطيعين النظر في أعينهم كل صباح وأنت تقولين لهم (عيلاء قشوع). يا إلهي، مزيج أسماء مرعب حقا!".



لترد مي بصراخ: "يكفي أنه ليس مختلا ولن يعلقني في السقف".

"عزيزتي، تعلقين في السقف أم تواجهين العالم باسم حرم قشوع؟".



لتصمت مي لبرهة فقط متفكرة: حسنا، المختل مصيب في تلك النقطة. يا الله، ماذا أقول؟، هل سأبدأ في الانصات لمجنون مختل يعلقني في السقف ويأكل بدم بارد؟!

لتفيق على صوته الجهوري: "بلهائي -أي أنت-، هل تريدين بعض الطعام؟".

لترد مي: "وكيف هذا؟".

ليرد متصنعا البراءة: "سوف أرميه لك وأنت تلتقطينه".



لتصرخ هي بحنق: "أنت مجنون غليظ".

"لماذا عزيزتي؟، أنا أريد أن تتغذي لا أكثر".

"من فضلك أنزلني؛ أنا تعبت، لو سمحت".

"وأضيع على نفسي كمية الأدب والأخلاق التي رزقني بها.

يا بركتك يا جدي وبركة (سلابك)".

لترد باستغراب: "جدك!".

ليقول جاسر: "آه نعم؛ البيت لجدي من قديم الزمن، كان يأتي إلى هنا في حضرة من لا يعجبه من البشر. سوف أخبرك سرا بما أنك سوف تصبحين من العائلة، من يأتي مع جدي هنا لا نراه مرة أخرى، نرى فقط (السلاب) الذي أنت متعلقة به حاليا وحبال. الحمد لله لقد شبعت، سوف أذهب لأستحم؛ أنا لا أحب أن تكون رائحتي مثل أحدهم... مقرفة يا مي، تفعليها على نفسك وأنت في هذا العمر!".



ويتركها مذهولة مرعوبة؛ المختل يعلقها كالذبائح... مهلا لحظة، هل أخبرها لتوه أن جده كان يقتل البشر ويعلقهم في هذا السقف مثلها؟!

لتفتح عينيها برعب ولسانها: "يا (خيبتك) يا مي، يا (وكستك) يا مي يا خسارة شبابك يا مي... نهايتك على يد مختل مجنون يا مي. منك لله يا رحاب؛ أنت السبب منذ البداية".

نولا ٢٠٠٠ likes this.

Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 03:00 AM   #4

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الفصل الثامن


بعد مرور خمسة عشر دقيقة على انصراف المجنون وتركها معلقة في سقف المطبخ- كانت مي قد انهارت أي قوة لها على الاحتمال أكثر، سوف تموت حقا إن جلست دقيقة واحدة. حسنا، سوف تحاول أن تفعل هدنة مع المجنون حتى يقوم بإنزالها وبعدها سوف تنتقم منه شر انتقام.

هتفت بصوت وضعت به كل ضعفها وعيناها تزخر بالدموع الكثيرة: "جاسر، يا جاسر... أرجوك أنزلني. أين أنت؟، أرجوك سَوْف أفعل كل ما تريد لكن أنزلني".



ليأتي جاسر من الباب ويقف مستندا بذراعه عليه وينظر لها مربعا يديه على صدره متحدثا: "أي أحمق تظنينني مي لأصدقك مرتين حبيبتي؟، ماذا، هل استسلمت بسهولة هكذا؟".

لتزيد في نحيبها بصوت عال: "أرجوك جاسر؛ لقد تعبت حقا".

ليتنهد بصوت عال وهو يتقدم منها: "حسنا مي، لتعلمي كم قلبي طيب حنون".

لتحاول مي كتم غيظها مدعية تصديقه ليقوم جاسر أخيرا بإنزالها من السقف وفك قيدها لتنهار جالسة على الأرض تمسد يديها وكتفيها من التعب.

لينظر لها جاسر متحدثا ببراءة: "ماذا حبيبتي؟، هل جسدك يؤلمك؟".

لترد غير منتبهة لعينيه المتلاعبة: "نعم".

ليقترب منها: "إذا دعيني أقوم لك ب(مساج)".



لتقف مسرعة وهي تهتف: "ابتعد عني"، ولكن لسوء حظها لم تستطع رجلها حملها لتنقلب رأسا على عقب ويقف جاسر منفجرا في ضحك صاخب على منظرها هذا

ليقترب محاولا المساعدة لتلمح مي (كسرولة) ملقاة بجانبه يبدو أنه أوقعها ولَم ينتبه، لتمسكها سريعا وهو يحاول أن يجعلها تقف لتقوم بخبطه على وجهه بها وهي تهتف: "هذا أول انتقام منك".

ليبتعد جاسر سريعا وهو يمسد وجهه وأنفه ويسب ويلعن بها: "ماذا يا مجنونة، هل إلى هذا الحد تغارين من وجهي وتريدين أن تشوهيني". لتنظر مي إلى أنفه الذي تقريبا تهشم واحمر في الحال فبدا كالمهرجين وهي تضحك ويتجه جاسر سريعا إلى الحمام محاولا إيقاف نزيف أنفه، المجنونة تحاول قتلي!

تقف مي متأوهة بالألم لكنها جائعة أيضا تتحامل على نفسها قبل رجوع المختل وهي تهرول إلى أواني الطعام وهي تنظر لما هو موجود بها، لتحدث نفسها يبدو أنه يجيد الطبخ لتأكل الآن وبعدها سوف تريه الجنون الحقيقي. لتبدأ بأكل الطعام بنهم وأثناء انشغالها بالطعام يدخل جاسر وهو يضع لاصقا طبيا على أنفه وقطن لإيقاف النزيف في إحدى فتحتي أنفه وجبين احمر متورم ويهتف بها وهو (مخنف) قليلا من أثر الضربة: "ماذا تفعلين يا لصة الطعام؟، هذا الطعام لي وحدي".

لترد مي وفمها مليء بالطعام: "ماذا؟، هل أثرت الضربة على عينيك أيضا؟".

ليرد عليها: "أين خجل البنات يا رقيقة هانم؟، حاولي بلع الطعام حتى!".

"لماذا؟، أنت لا يعنيني حتى كيف تراني... لا فرق. أعدك سوف أتصنع الخجل مع أحد آخر لكن أنت لا تعنيني".

ليرد جاسر بصوت أكثر (خنفة): "أنت لا تتوبين!".

لتنفجر مي ضاحكة على مظهره وصوته بعد أن انتبهت له أخيرا: "أرجوك، أنصحك ألا تتحدث، مظهرك مهلك وصوتك (نشاز) أكثر من المعتاد".



ليرد جاسر وهو يقترب منها: "إذا عزيزتي نحن مناسبان لبعضنا جدا في حالتنا هذه... أنا أسامحك؛ أنت لم تقصدي، صحيح؟".



لترد مي: "لا، بل قصدت عزيزي".

ليضع جاسر يده على قلبه هاتفا: "هل قلت عزيزي؟، أخيرا اعترفت بحبي؟".

"ماذا؟، لا يا مختل، أنا لم أقل هذا أبدا".

ليبدأ بالاقتراب أكثر: "لا، بل سوف أعتبرها أول خطوة في طريق حبي حبيبتي".



لتشعر مي بالخطر قليلا مع مظهره (المُهلك) من الضحك ولكن عيناه بها نظرة غريبة، لتقوم بإمساك غطاء (الحلة) مهددة إياه بألا يقترب ليقوم برفع يديه في علامة استسلام وهو يبتعد خطوة للوراء متحدثا: "حسنا مي، يكفي تشويه ليوم واحد سوف أؤجل هذا لبعد الزواج عزيزتي".

لتهتف مي: "في أحلامك فقط جاسر".

ليرد عليها وهو يبتعد موليا ظهره: "تأكدي أن كل أحلامي أسعى جاهدا لتحقيقها مهما كان الثمن وأنت أهمهم، وسوف أحصل عليك حتى لو رغم أنفك وأنف والدك وعيلاء قشوع نفسه عزيزتي. ولكن أنت سوف تحبيني تأكدي من هذا، وهذا هو انتقامي ميوتي". ليغادر المطبخ ويترك مي غير عابئة بحديثه؛ حسنا لتأكل الآن وبعدها تفكر كيف تتخلص منه؛ الضعف الآن والانهيار لن يأتيا بنتيجة ترجى... لتفكر ماذا سوف تفعل للتخلص منه بدون أي خسائر لها.



خرج جاسر من المطبخ يحاول فتح هاتفه، - حمدا لله لم يتضرر من أثر إلقائه- ويتصل بأخيه لسؤاله ما هي آخر الأخبار في المدينة ليرد عليه أحمد أخيه: "جاسر!، وأخيرا يا رجل... أين أنت يا مجنون؟ هل تلك أفعال رجل ناضج؟".

ليتحدث جاسر متبرما من أخيه: "حسنا أحمد لا وقت للوم؛ ما حدث قد حدث، الآن دعنا في المهم... ما هي آخر الأخبار عندك؟".

"ليست جيدة على الإطلاق جاسر؛ والد مي مشتعل كالنيران صعبة الإخماد وذلك الدكتور خطيب مي يهدد ويتوعد ويقول أنك خاطفها والمدينة بأكملها علمت بذلك من تحت رأس ذلك العلاء وهو يتوعد لك بالشر".

ليرد جاسر متأففا: "دعنا من ذلك الكائن الآن؛ أنا لدي كل المعلومات عنه فهو كلام فقط لن يستطع فعل شيء، ما يهمني ماذا تقول المدينة؟".



"لن يعجبك ما يقولون جاسر، صدقني".



"أخبرني أحمد و(أنجز) لا تكون مثل الامرأة الندابة أرجوك".



أحمد بغيظ: "حسنا جاسر بك، بعضهم يقول أنك قمت باختطافها بسبب أمور مادية بينك وبين والدها، وبعضهم يقول أن بينكما قصة حب وأبيها يرفض تزويجها، وبعضهم..."، تلعثم أحمد في الكلام ليهتف جاسر: "ماذا؟، انطق".

"بعضهم يقول أنك أخطأت معها وأسفر الأمر عن طفل وأنت الآن تحاول مداراة الأمر والتخلص منها بهذا".



ليرد جاسر: "سوف أحطم كل من تحدث عنها؛ إنها زوجتي".

"ليست زوجتك جاسر؛ أنت لم تفكر في سمعتها قبل ما فعلت".

"لم أظن أن يقوم ذلك الحقير بنشر الأمر، سوف أقتل ذلك العلاء".



"جاسر، الآن دعنا من علاء هذا، ماذا سوف تفعل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ ماذا فعلت تلك الفتاة لتتسب لها بهذا؟".



"اسمعني جيدا، ما سوف أقوله لك يتم تحضيره وسوف أتصل بك تحضره وتأتي عند والد مي. أنا سوف آتي إلى المدينة، لا أريد أحدا أن يراك وأنت تأتي مع طلبي هذا سوف تأتي بسريه تامه ، اتفقنا؟".

"ولكن والدها سوف يقتلك وأنت صراحة تستحق".



ليرد جاسر: "لا تخف، لن يفعل شيئا... نحن الآن في مركب واحد. ، اسمعني جيدا الآن".

لينهي مكالمته وهو يحدث نفسه: "لم أودّ أن يتم هكذا ولكن ليس بيدي حل آخر، سوف أقتلك علاء أقسم؛ بسبب ما فعلت".




بعد أن تحدث جاسر مع أخيه أحمد كان يجب أن يتم بعض الترتيبات كما أيضا يجب أن يفكر كيف سوف يترك المجنونة وحدها، لن يأخذها معه فهذا لن يوصل لشيء إلا مزيدا من التعقيد وبالتأكيد لن يرضخوا له إن أخبرهم الحقيقة، نعم هو آسف للطريقة لكن لا هي ولا أبيها ولا ذلك القشوع جعلوا له طريقا آخر يسلكه.

استدار عائدا إلى البيت يبحث عن حمقائه وحبيبته، كيف بحق السماء وقع في حب تلك المتلاعبة المجنونة الصغيرة اللذيذة، نعم هو وقع بها لأنها لذيذة جدا جدا. حسنا يجب ألا يأخذه تفكيره الآن لينتظر قليلا فقط، بعض الوقت ميوتي وسوف أحاسبك على كل دقيقة جميلتي قد أضعتها مني. ليذهب جاسر إلى المطبخ مباشرة؛ فهو يتوقع أنها لم تتركه وتجلس مرعوبة خائفة ليفاجأ بأنها لم تترك أواني الطعام... لينظر لها باستغراب ليحدثها جاسر: "أما زلت تأكلين يا (مفجوعة)".

لترد مي بفمها المليء بالطعام: "ماذا يا هذا؟، هل تحاسبني على الطعام؟... أنا جائعة".

وتبدأ في الامتعاض: "(يعني خطف وكمان جوع؟)".



ليرد جاسر بذهول: "هل هذا كل ما تفكرين به؟ حقا ما زالت مفاجآتك تذهلني يا فتاة؛ أي أنثى مكانك كانت سوف تموت رعبا وانهيارا".



"لقد كنت مرتعبة بالأمس، هذا يكفي".



ليرد جاسر بلا اكتراث: "حسنا سوف نرى فيما بعد؛ فليس لدي وقت الآن للكلام الكثير، يجب أن أغادر الآن".

لتتوقف مي عن حشو فمها بالطعام وتسأله بتوجس: "أين تذهب؟، ألم تقل بأنك لن تتركني؟".



ليقترب منها جاسر وينظر لها غامزا بعينه: "ماذا ميوتي، هل ستفتقديني؟، لا تقولي بأنك لا تستطيعين البعد عني!". ليضع يده على قلبه قائلا: "قلبي لا يتحمل ميوتي، أنا أيضا سأشتاقك كثيرا".



لترد مي تلوي فمها بامتعاض: "ماذا؟ أنت تعرف أنك تهذي؛ لا أنا سأشتاقك ولا سوف أفتقدك"، لتكمل بتلعثم بعد أن أدركت أنها حقا سوف ترتعب من المكان حقا بمفردها: "أنا فقط... أعني أنا...".



"انطقي مي؛ ليس لدي وقت لك".

"أنا أخاف يا متخلف، أعدني إلى أهلي".

"لا، حمقائي وعروسي".

"لست عروسك"، اقترب جاسر ومد يده يضعها على وجهها قريبا، قريبا جدا: "ميوتي".

لتنظر له بغضب نافضة يده بعيدا عنها ناطقة: "في أحلامك فقط".

ليبتعد جاسر مقهقها بصوت عال: "أحلامي كلها حقيقة ميوتي، أخبرتك".

لينظر لها بطرف عينه: "وأنت حلم اقترب جدا جدا عزيزتي، وبيد قشوعك بنفسه. أتعلمين، يجب أن أشكر أحمقك".

لترد مي بتوجس: "ماذا تعني؟".

ليوليها جاسر ظهره وهو يغادر مبتعدا: "ليس لدي وقت ل(هدرك) مي؛ فأنا أجهز لهم صفقة في عمري حبيبتي. عندما أعود سوف نتحدث بدون قيود عزيزتي وإياك بالتفكير في المغادرة، أنا أحذرك... ميوتي، لا تنسي أبو الأحناف وعائلته بأكملها يحرسون الباب ".

بعد بعض الوقت غادر جاسر المنزل وجلست مي على أحد الكراسي بالمطبخ تتلفت حولها بكل اتجاه، نعم هي مرتعبة جدا وهذا المجنون لا ينوي لها خيرا... ما معني كلامه هذا؟، وماذا يريد، وعن أي حلم يتحدث؟، وكيف ساعده علاء به؟ لتفكر، نعم بدلا من هذا الرعب سوف تذهب لغرفة المجنون وتغلقها جيدا لحين يأتي هذا المختل فهي سوف تحاول إقناعه، نعم سوف تقنعه وتتكلم بهدوء فمن المحتمل أن يقبل بإعادتها.

الفصل التاسع

بعد مغادرة جاسر متوجها إلى المدينة وإلى بيت والد مي تحديدا- وهو يقوم بالاتصال بأخيه أحمد...

"نعم أحمد، كيف آخر الأخبار عندك؟... جيد، إذا الجميع في بيت السيد علي... حسنا هذا جيد، هل جهزت ما اتفقنا عليه؟، حسنا أحمد أنا سوف أصل بعد ساعة تقريبا... أريدك أن تأتي بعد وصولي بحوالي النصف ساعة".



"هل أنت متأكد جاسر؛ الوضع ليس مبشرا بالخيرف سوف يقتلونك حال رؤيتك حالا".

"لا، لن يفعلوا؛ فهم يريدون ابنتهم وهي ليست معي وفي مكان مجهول بالنسبة لهم. أنا في أمان، وأيضا لم يخلق بعد من يرهب جاسر جلال، أحمد هل نسيت من أنا؟".

"لكن هذه ابنتهم وأنت دمرتها تماما بفعلتك".

لينهي جاسر: "أحمد اسمعني، أعترف، نعم أنا أخطأت وأعترف بهذا لكن لولا ذلك الاحمق المدعي لم تكن الأمور سوف تصل إلى هنا كما أن تلك الغبية الصغيرة هي السبب".

"إذا أريد أن أعرف ماذا فعلت ولماذا أنت مصمم أنها السبب؟".

ليرد جاسر بضجر: "أحمد، أحمد... أخبرتك سابقا، أنت كثير الكلام حقا كامرأة (لتاتة)".

أحمد بغيظ: "حسنا جاسر بك العزيز، كما تريد... لولا اسم والدك أقسم لكنت تركتك وحدك".



"حسنا أحمد أراك قريبا، مع السلامة".

بعد ساعة يصل جاسر لبيت علي أبو مي ويقوم بضرب جرس الباب ليفتح له أحد الشباب ويسمع أصواتا مختلفه لرجال غاضبين، البعض متوعد والبعض الآخر غاضب والبعض مهدئ، ليسأله: "من أنت، وماذا تريد؟".

"أخبر الحاج علي بأن جاسر جلال -زوج ابنته- يريده الآن".

"ماذا؟، هل هذا أنت من اختطف ابنة الحاج؟... ليلتك سوداء".

"على رأسك يا فتى، ابتعد عن طريقي".

ليقوم بإزاحة الشاب والدخول إلى مجلس الرجال ليجد أحد الرجال يهتف: "ابنتك أتت لنا بالعار، ومهما كان مبررك يجب أن تقتل".



ليرد جاسر بصوت جهوري مرعب لأعتى الرجال مليء بالشر متوجها للرجل وممسكا به من رقبته ضاغطا عليه: "ابنة من يا هذا من تتحدث عنها؟، لم يخلق من يسب زوجتي وأنا على قيد الحياة". ليشير إلى والد مي: "إن كنت لا تستطيع الدفاع عن ابنتك فأنا قادر على الدفاع عن زوجتي".

لينظر له والد مي بصدمة؛ لا يعرف بالضبط ماذا يفعل، هو أقسم على قتله فور رؤيته لكن الآن مع الوضع المتأزم وخوفه على ابنته من هؤلاء الوحوش الأغبياء لا يعرف بالضبط ماذا يفعل... يقف مشلولا حتى عن التفكير.

ليهب علاء قشوع خطيب مَي متجها لجاسر بغضب: "زوجة من؟، ماذا تقول؟... هي خطيبتي وأنت قمت بسرقتها مني!".

ليترك جاسر الرجل بعد أن كاد يزهق روحه وينظر لعلاء نظرة شملته كله لينظر له جاسر بقرف

متحدثا: "وطالما أنت سبع الرجال، لماذا لم تدافع عنها وسط هؤلاء الأوغاد بدلا من جلوسك صامتا مثل النساء (الندابات)؟".

"احترم نفسك".

لينظر له جاسر بجنون: "ماذا قلت يا (كوكو) والدتك؟". ليتجه له ممسكا إياه من ياقة قميصه رافعه عن الأرض وموجها له لكمة، وأخرى، وأخرى... وعلاء يحاول التصدي له بدون أي جدوي!

ليتركه جاسر على الأرض لينهار لينظر لوالد مَي: "سيد علي، لماذا لم تدافع عن ابنتك؟ ألم تزوجها لي منذ عام مضى في العاصمة ووعدتني بإتمام الزفاف هذا العام؟ لماذا لا تتحدث سيدي ؟".



ظل والد مي ينظر إلى جاسر طويلا بغضب وعينين تطلقان كل أنواع الشرر، نعم يود أن ينكر وبشدة ويهجم على ذلك الشخص يقتله بيديه المجردتين ولكن بمجرد أن أزاح عينيه ينظر إلى ذلك الجمع من كان يصدر الأحكام على ابنته منذ قليل وذلك المدعي السخيف علاء من يدعي الحب لابنته وهو من قام بنشر الأمر دون وعي للعواقب، لا يعلم ماذا أحبت فيه ابنته بالضبط؟!

أعاد عينيه إلى جاسر ناطقا ومجيبا على سؤاله المدعي بأنه زوجه ابنته: "نعم يا جاسر حدث هذا، ولكن هل كل من يريد زوجته يأخذها هكذا على هذه الأصول؟".

"أعتذر سيدي وبشدة، ولكن أنا لم آخذها كما يدعي البعض وكما نشر هذا السخيف أولا خبر خطبتهم، وثانيا خطفي لها... هي وابنة عمي رحاب كانتا تسهران للدراسة في البيت آخر المدينة وتأخر الليل، هل أقوم بطرد زوجتي؟ وأيضا لا أكذب عليك أنا غاضب لتلك الإشاعة السخيفة التي ألقاها ذلك السمج"، ليقوم بركل علاء المرمي على الأرض في معدته ليتلوى علاء ويولول كالنساء لينظر له جاسر شزرا ثم ينظر إلى الجمع هاتفا بغضب: "هل مازال أحدكم لديه شيء يضيفه؟".

ليضيف أحدهم برعب: "لا، لا بني... تعقل؛ نحن من حقنا الاطمئنان على ابنتنا".



"لا، ليست ابنتكم... إنها ابنة أبيها وزوجتي".

ليرد أحدهم بصوت خافت: "إذا لماذا لم تعلنوا عن الزواج؟".



ليرد جاسر بصوت مرعب: "يبدو أن أحدهم لم يكتفي مما رآى ويريد تحطيم أسنانه... ولكني سوف أجيبك: شيء لا يخصك، وأقسم كلمة أخرى سوف أحرقكم جميعا. والآن انتهينا، غادروا".



علي والد مي: "ليس من حقك طرد أحد من بيتي جاسر، تحلى بالأدب قليلا".

"وليس من حق أحد رمي زوجتي بالباطل".



ليتوجه للجمع: "بعد إذن الجميع، لقد عرفتم كل شيء الآن؛ هل من الممكن التحدث مع جاسر على انفراد؟".

ليغادر الجميع ليوقفهم جاسر وهو ينظر لوالد مي بتحد قائلا: "ولكن انتظروا دعوة الزفاف قريبا جدا بعد، يومين على الأكثر؛ يكفي ما حدث إلى الآن، أليس كذلك سيدي؟"، ليتمتم علي بالمشيئة بخفوت.

بعد أن غادر الجمع التفت جاسر عاقدا حاجبيه بعد أن رآى ذلك المدعي عيلاء ما زال جالسا ينظر إليه بجنون وشر، تحدث قائلا: "ليس معنى هجميتك علي وهذا المسلسل الرخيص أني صدقت، أقسم سوف أفضحكم؛ مي خطيبتي".

"أستغفر الله، يبدو أني قسمي بقتلك سوف ينفذ الآن، أنت لا تكتفي".

ليقف علي بينهما وهو يحاول منع التشابك مرة أخرى قائلا: "جاسر، يكفي ما حدث إلى الآن، وأنت علاء غادر الآن بعد كل تلك الفضائح التي كنت سببا فعالا بها؛ يكفي ما حدث، ليس لدي بنات لك حتى وإن لم تكن زوجة أحدهم وإن بقت من غير زواج. من فضلك غادر الآن".

ليحاول علاء التحدث مرة أخرى ولكن يوقفه علي وجنون جاسر المستعد للهجوم فيتراجع في خوف ظاهر من هجومه مرة أخرى ليغادر وهو يسب ويلعن ويتوعد بأن الأمر لم ينتهي بعد وبأنه متمسك للنهاية بحقه ولن يتركه.



أخيرا خرج من بالبيت ليتحدث علي موجها كلامه لجاسر بغضب ممسكا بتلابيب ملابسه: "هل ارتحت الآن بعد فضيحتي؟، هل نلت انتقامك بدم بارد؟ أنت شخص لا يؤتمن، غادر، وأنا لا أئتمنك على ابنتي. قل لي مكانها الآن لآتي بها".

ليرد جاسر: "أنا أراعي غضبك سيدي ولكن أنت أعلنت الأمر بأنها زوجتي وانتهينا أمام الناس، وما الزواج إلا إشهار".

ليقوم علي بصفعه لينظر له جاسر بجنونه المعتاد واضعا يده على وجهه ولكنه لم يحاول حتى إنهاء الرجل عما يفعل؛ ليرد بثقة محاولا كبت غضبه: "أخبرتك، لك الحق فيما تفعل ولكن لنتحدث بالعقل قليلا سيد، ما حدث قد حدث والآن لم يسألك أحدهم عن عقد زواج وإن قلت سوف تخبرهم بأني طلقتها لن يصدق أحد وأيضا أنت تريد إثباتا".

لينظر له علي بغضب ولكن يحاول وزن الأمر برأسه قليلا بتعقل ليكمل جاسر: "أخي سوف يأتي الآن بمأذون من خارج البلد لنعقد القران في سرية وبعدها يتم الزفاف ليقتنع الناس فقط، وبعدها افعل ما تريد".

لينظر له علي: "يبدو أنك رتبت لكل شيء بحرفية تامة!".

"يجب أن تصدقني لم أعلم أن يصل الأمر إلى هنا".

علي بغضب: "إذا ما كنت تحسب بخطفك لها؟".

ليصمت جاسر تماما ليسأله علي بخفوت: "كيف هي ابنتي، هل فعلت شيئا بها؟".

لينظر له جاسر بعد أن تركه وابتعد عنه قليلا بصمت، نعم الرجل لم ينطقها ولكنه يفهم معني السؤال، ليهم بالرد ولكن يوقفهم طرق الباب وذلك الصبي يقول أن هنالك من يسأل عنه.

"بالتأكيد هذا أخي ومن أخبرتك عنه، ما رأيك سيدي في اقتراحي؟".

ليصرف علي الصبي قائلا بأن يدعهم يأتون.

ليتوجه لجاسر قائلا: "اسمعني جيدا، سوف يتم ما خططت له لحماية سمعة ابنتي لكن لن يستمر هذا الزواج أبدا مهما حدث ولو دفعت حياتي ثمنا لهذا".

ليرد جاسر باستسلام ظاهري: "كما تريد سيدي، لك ما تريد ولكن دعنا ننهي الأمر الآن ولكل حادث حديث".



لينظر له علي بعدم اقتناع أو تصديق؛ هو يعرف بل ومتأكد من مدى جنون من أمامه وماذا هو قادر على فعله، لقد جرب بنفسه ما هو فيه وابنته الآن.



بعد بعض الوقت تم أخيرا عقد القران ليكون أحمد اول من تحدث: "مبارك أخي عليك".

ليرد جاسر: "العاقبة لك أخي، مبارك سيد علي"، لينظر له علي بغضب لينطق المأذون لهم؛ نعم أغرب زيجة مرت عليه من تدقيق في السرية ومن غضب والد العروس ومن نظرات الانتصار تلك التي في عيني العريس،

"بارك الله لكم زيجة العمر"، لينطق علي: "(فال الله ولا فالك يا شيخ)".

لينظر له المأذون باستغراب، حسنا ليغادر هذا البيت المجنون، هل علي -والد العروس- يتمنى لابنته عدم التوفيق؟!



بعد مغادرة المأذون هم جاسر بالمغادرة ليوقفه علي: "إلي أين؟".

"إلى زوجتي، لقد أطلت هنا".

ليرد علي بغضب: "لقد فعلت ما خططت له، أريد ابنتي في بيتي الليلة حتى يتم تتميم العقد وإعلان موافقتها وإمضائها على العقد".

ليرد جاسر ببراءة: "كيف هذا؟، تريدني أن آتي لك بزوجتي الآن وفي ليلة عرسنا؟".

ليرد علي: "لا تستدعيني لقتلك الآن، أريد ابنتي فهي لم تصبح زوجتك بعد؛ يجب أن توافق".

"لا أنت ولا ابنتك أثق بكما، زوجتي ببيتي؛ لماذا آتي لك بها؟".



ليرد علي بقنوط: "لا تخف؛ ما حدث قد حدث... أريد ابنتي لتعلن موافقتها حتى يطمئن قلبي وأيضا تخرج من بيتي في زفاف لائق أمام الناس بالمدينة وبعدها تخرج لبيتك لبعض الوقت فقط، وما أن ينتهي كل شيء سوف تعود لبيتي وننهي تلك الزيجة السخيفة".

ليرد عليه جاسر: "لك ما تريد وسوف يتم الزواج في أسرع وقت كما أخبرنا الناس، والآن سوف أذهب وآتي بها... لكن عذرا سيدي، أي غدر منكم لن يكون ردي جيدا مطلقا".



"أنت لم تجعل أي اختيار لا لي ولا لها -على ما أعتقد-؛ أغرب عن وجهي الآن وأت بها".

ليغادر جاسر مسرعا وهو متجه إلى بيت الصحراء على فمه ابتسامة عريضة؛

"أخيرا مي أنت زوجتي وليريني والدك كيف سيحررك مني! ليبدأ الجنون عزيزتي بدون قيود، ولكن لننتظر يومين آخرين من أجل أبيك المبجل عزيزتي وبعدها سوف أريك أنت وهو"

الفصل العاشر

وصل جاسر أخيرا إلى البيت الذي يحتجز به مي، دخل البيت وهو يبحث عنها وابتسامته تتسع. ذهب إلى المطبخ مباشرة؛ فمع حبها للطعام الذي لاحظه من كثرة مراقبته لها خلال أربع أعوام وأيضا اليوم تأكد من أنه شعارها وهمها في الحياة، ولكن أين يذهب ذلك الطعام؟ لا يعلم.

بحث عنها فلم يجدها، فتوجه بقلق إلى غرفة نومه ليرتاح عندما وجدها هناك ولكن الحمقاء كانت تغط في نوم عميق؛ يبدو أن الطعام كتم على أنفاسها مع إرهاقها الليلة الماضية؛ فهي لم تنم أبدا فهو كان يراقبها بدون أن تشعر. ظل ينظر لها طويلا يراقبها في نومها، تبدو هادئة وكأنها ليست المجنونة طويلة اللسان التي يعرفها!

بعد بعض الوقت قرر إيقاظها فقد وعد والدها بأن يذهب بها إليه الليلة لتعد بعد يومين إلى بيته ولكن إلى الأبد هذه المرة. هم بأن يقوم بإيقاظها برفق لكن توقف؛ ولماذا الرفق فهي تستحق بعض المباركة منه بعد عقد قرانهما... ليتجه إلى براد في الغرفة صغير ويقوم بجلب إحدى زجاجات المياه المثلجة والاقتراب منها، ثم فتح الزجاجة على وجهها لتتدفق المياه مغرقة وجهها وشعرها وأعلى ثيابها.

لتشهق مي بفزع وتجد المجنون يعتلي السرير بجانبها ممسكا الزجاجة وعلى فمه ضحكة مستمتعة لتنتفض مي بفزع وجنون فيختل توازنها لتقع أسفل على عقب تحت السرير ليعلو ضحك جاسر باستمتاع تام ولا يستطيع إنهاء ضحكاته لتحاول مي الوقوف مرة أخرى وهي تصرخ بجنون: "ما الذي فعلته وتفعله، هل أنت مريض نفسي؛ كاد قلبي يتوقف... ألا يكفي أن أستيقظ على طلتك البهية".



ليتحدث جاسر وهو ما زال يضحك باستمتاع: "مظهر مهلك زوجتي العزيزة وأنت مثل (الفار المبلول)".



لتكز مي على أسنانها بغيظ: "أنا لست زوجتك يا متخلف".

لينهي جاسر ضحكته وينظر لها طويلا بتحد وهي تناظره بنفس التحدي ليقطع الصمت قائلا: "بلى عزيزتي، أنت زوجتي، وأنا عندما أيقظتك أردت فقط أن أميز أول استيقاظ لك وأنت زوجتي".

"احلم بهذا يا مختل؛ أنا لست زوجتك... هل ألحنها وأرقصها لك؟! ".

ليرد جاسر ببراءة: "هل أنت متعجلة حبيبتي هكذا على الانحراف الآن؟، لا مشكلة لدي. هيا، ارقصي لنحتفل بزواجنا حبيبتي، أنا لا أمانع".

لترد مَي بضيق: "لم أقصد هذا يا مختل"، وتضيف بهتاف مجنون: "وأنا لست منحرفة ولا أطيقك حتى".

ليقف جاسر مقتربا منها يجذبها إليه لتقع بين أحضانه لتحاول الفكاك منه بتخبط.

"لا تحاولي واسمعيني جيدا، أنا كنت عند والدك الآن وفي بيتكم تحديدا وتم الزواج عزيزتي، سواء قبلت أم لا أنا زوجك وأنت زوجتي، اعترفي بهذا لنفسك حتى تقصري علينا طريقا طويلا. أنت امرأتي أنا وانتهينا".

لتتوقف مي عن المقاومة وترفع رأسها إليه لتنظر إلى عينيه مباشرة: "أنت تكذب صحيح؟، أخبرني أنك تكذب؛ أبي لن يفعل بي هذا!".

"لا عزيزتي، أنا لا أكذب ووالدك زوجك لي وهو شاكر أيضا بعد أن لوث ذلك المدعي قشوع اسمك واسمي".

"ماذا، ماذا تقول أنت؟ علاء يحبني وأنا..."، ليضغط جاسر عليها بشدة لتتأوه بالألم وهو ينطق بشر: "إياك مي، إياك أن تقوليها؛ أقسم بأن أدفنك حية هنا. سمحت لك سابقا لأنك لست زوجتي أما الآن انتهي هذا؛ أنت زوجتي، تحملين اسمي، وهذا الحقير إن سمعت مجرد حتى اسمه على لسانك- أقسم مي أن أريك ما لا تتخيلينه في حياتك".

لترد مي بالألم: "ابتعد عني أنت تؤلمني، وأيضا أنا لا أصدقك".

ليتركها جاسر بضيق وهو يقول: "إذا استعدي؛ سوف آخذك لوالدك بنفسه ليخبرك بزواجك عزيزتي... كما أن الزفاف بعد يومين؛ استعدي لهذا".

لتنظر له مي بعدم تصديق وتهز رأسها وهي تحدث نفسها: "ليكن ما يكن، فقط ليأخذني من هذا البيت وعندها بالتأكيد سوف يتصرف أبي معه".

لتنظر له مي متحدثة: "أنا جاهزة الآن، هيا بنا".

جاسر باستخفاف: "ماذا حبيبتي، هل أنت متعجلة هكذا للتجهيز للزفاف؟ ألن تقاومي أو ترفضي أو تصرخي بأن زواجنا لم يحدث؟".

لتهز مي كتفيها بلا مبالاة قائلة: "لا، ولماذا أفعل؟... أنت سوف تأخذني لأبي وبالتأكيد أنت تكذب لإيهامي وأبي سوف يدافع عني وسوف ينتقم منك".

"حمقاء كعادتك عزيزتي، وهل تظنين بأني لو كنت أكذب سوف أعيدك لوالدك؟!". لينظر لها جاسر وهو يهز رأسه بيأس: "الكلام معك لا فائدة منه؛ أنت تأخذين لقب أكبر مخ صدئ بجدارة. هيا بنا".

لتذهب مي وراءه وهي فرحة بجنون؛ أخيرا سوف يفك أسرها والمجنون ليس زوجها، أكيد هو يكذب لإيهامها بشيء يريده، لتفكر لحظة: إذا لماذا يعيدها لوالدها ببساطة؟، هل من الممكن أنه صادق؟! لتهز رأسها بجنون، لا، لا، هو يكذب؛ أنا متأكدة.

........……………........................... ................،،،،،،،،،،،،،،،؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛))

بعد بعض الوقت تقف مي أمام أبيها تصرخ وتتخبط بأن هذا كذب وهذا الزواج ليس حقيقيا، ليحاول والدها تهدئتها وجاسر يقف عند الباب يضع يديه على صدره ينظر لها بملل؛ ينتظر هذا الجنون لينتهي.



"حبيبتي اهدئي قليلا؛ يجب أن تعلمي هذا ما وضعتينا ووضعنا به هذا..."، ليقطع كلمته: "زوجك...".

"ليس زوجي، ليس زوجي".

"للأسف بنيتي هو زوجك ويجب أن توافقي؛ مصلحة الجميع ومصلحتك وسمعتي بنيتي بين يديك وفي هذا الزواج".

"ما الذي تقوله إلي؟! أنا لم أفعل شيئا أبي!".

"أعرف، أعرف حبيبتي، ولكن الناس لا تعلم، وهذا العلاء لم يتوان بإخبار الجميع بخطف الحقير لك وبالطبع كعادة مدينتنا لم يكتفوا بنسج الأقاويل كما أني لا أثق بذلك الحقير؛ نحن نحتاج لهذا بنيتي، وافقي ليطمئن قلبي لهذا الزواج وبعدها سوف أخلصك منه، أعدك".

ليتأفف جاسر بضيق: "هل انتهيتم من سبي ولعني ونسج خططكم؟، أنا مازلت موجودا ولولا ورطتكم لكان ردي رد آخر".



لتنظر له مي شزرا عائدة بنظرها لوالدها تخاطبه: "أرأيت أبي من تريد مني الزواج والعيش معه؟، إنه مختل أبي؛ لقد لقد فعل بي أشياء مرعبة".

ليضغط أبيها عينيه بعجز: "وهذا ما أقصده بنيتي، أنت تحتاجين لهذا الزواج".

ليضيف بلهفة وخوف مما سوف يسمع: "ولكن أخبريني، ماذا فعل بك؟".

"إنه يربي الثعابين أبي، وهددني بهم وعلقني بالسقف، وأيضا أيقظني بالماء، لقد كدت أن تزهق روحي".

ليعقد أبيها حاجبيه: "وأيضا؟".



ليضيف جاسر: "أخبريه مي وطمئني أبيك، ماذا أيضا؟".

لتضيف مي ببلاهة غير مدركة ماهية ما يتحدثون عنه: "ألا يكفي هذا الرعب أبي؟، هل كنت تريده أن يضربني مثلا؟!".



"ألم يحدث أي شيء آخر".

لتهز مي رأسها بأن لا، لينظر علي مطولا لجاسر ليرفع جاسر حاجبه بنوع من التحدي قائلا: "ماذا كنت تريد أن تسمع بالضبط سيدي ليضيف لسجلي؟".

ليرد علي: "أرجو منك أن يظل الوضع هكذا حتى يتم الطلاق".



ليومئ جاسر برأسه دون جواب وهو يقول: "دعني الآن في الأهم، إتمام الزفاف أمام الناس وبعدها ما يحدث قد يحدث؛ هي زوجتي وانتهينا... اقنعها بالموافقة فقط؛ الزفاف بعد يومين كما اتفقنا سيدي"، لينصرف تاركا مي وأبيها بمصيبتهم الواقع المتمثلة في ذلك الجاسر.

"أريحي قلبي ابنتي، أنت زوجته أليس كذلك؟... وافقي حتى يطمئن قلبي ويكون العقد صحيحا".

لترد مي بقنوط: "وهل تركت أنت أو هو اختيارا لي أبي؟، ولكن أنت سوف تخلصني منه أليس كذلك؟".

"أعدك حبيبتي، أعدك بذلك".


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 03:02 AM   #5

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

بعد يومين تم الزفاف المجنون بداية من العريس إلى العروس، لقد أتى لها الأحمق بفستان زفاف مكون من طاقم مدرسي وحقيبة مدرسية وصمم عليها لارتدائه لتكون محط سخرية كل من حضر العرس وها هو يتجه بها لمكان تجهله كالعادة لينطق أخيرا بعد صمت طويل: "ما رأيك في فستان عرسك صغيرتي؟".



"ماذا أقول غير أنك سادي مجنون".



"لماذا حبيبتي؟، ماذا فعلت لك؟... أهذا شكرك لي على الزفاف الضخم؟".



"نعم، زفاف ضخم قمت بدعوة الجميع وأنا بتلك الملابس للسخريه مني".

"ماذا عزيزتي؟، أنا فقط دعوت أصدقاءك ليفرحوا معك ويأتوا لك بمزيد من الشكولاتة الرديئة"، نطقها بتلكؤ وسخرية.



"أقسم أن أنتقم منك جاسر على السخريه مني".

"وصلنا عروسي، ليلتك سوداء حبيبتي، أعدك بهذا". .

الفصل الحادي عشر

وصل جاسر أخيرا للمكان المقصود ليتوقف ملتفتا إلى مي وعلى فمه ابتسامة عابثة متشفية ناطقا: "ليلتك سوداء حبيبتي على يدي".

لتنظر مي إلى المكان بذهول وهي تتحدث: "ما هذا المكان بالضبط؟ وأين بالتحديد وصلنا؟".



"إلى بيتك حبيبتي".

"أي بيت؟، أنا لا أرى غير الظلام الدامس. أين نحن؟، المكان السابق كان أكثر عمارا".



"أعرف حبيبتي أنك افتقدتيه لكن أنا جهزت لك بيتا يليق بزوجة مثلك".

"مثلي!، كيف؟".

جاسر بصرامة: "انزلي واسرعي في ليلتك السوداء وسوف ترين بنفسك"، ليزفر بضيق: "مزعجة وكثيرة الكلام".



لتنزل مي من السيارة لتجد جاسر أمامها يمسك يدها ويجذبها بعنف كالمرة السابقة.

تمشي قليلا في طريق ترابي وبعدها ينحرف بها إلى طريق جانبي؛ خمنت أنها أرض زراعية لتجد بعدها بيتا صغيرا جدا يظهر من العدم متهدم وأيضا سقفه من جريد النخل أي أنه بيت ريفي، لا منازع على هذا.

ليفتح جاسر بابا ضخما ويدلف بها إلى الداخل ويغلق الباب، لتجد مصباحا بدائية صغيرة يقوم جاسر بإشعالها ويتوجه بعدها ليجلب لها ثوبا فلاحيا آمرا إياها بارتدائه.



لتتفحص مي البيت بصعوبة، آثاث قليل جدا يكاد يكون معدم وأيضا لم تراه إلا على شاشة التلفاز، أريكة صغيرة بدائية، وذلك الشيء الملقب ب(حصيرة)، وأيضا شيء فخاري تعرفه إنه للماء. وتتلف لتجد (بابور) صغير وبعض الأدوات البدائية.

أفاقها صوت المجنون: "ماذا عزيزتي؟، أعجبك عش الزوجية؟".



لتمط مي شفتيها بازدراء: "من ناحية عش فهو عش حقا؛ ما هذا بالضبط؟".



"بيتك حبيبتي، لكني سوف أوضح لك القانون ينص على بيت الطاعة أن يكون به أقل الأشياء التي تكفي للمعيشة".

مَي بذهول: "بيت طاعة!، لماذا؟ نحن تزوجنا اليوم!".



جاسر بضحك: "حمقاء، سوف أخبرك... بيت الطاعة للزوجة (الناشز)، وفي حالتك أنت لن تجعليني أقترب منك وأنا لن أجبرك، وأيضا متوقع أن تهربي لأبيك وأنا سوف أطلبك في بيت الطاعة".

ليكمل بابتسامة انتصار: "فأنا حبيبتي اختصرت كل ذلك الوقت وأتيت بك إلى بيت الطاعة مباشرة؛ فأنا لا أحب الوقت الطويل".



ليكمل بصوت جاد: "والآن يا امرأة، اخلعي الملابس السخيفة هذه؛ أتظنين أنك طفلة؟... وهيا سخني بعض الماء وضعي فيه الملح وتعالي دلكي رجلي بها".



"ماذا، ماذا، ماذا؟!".



"ماذا يا امرأة؟، هل علقت أم لا تفهمين؟".



فغرت مي فاهها بذهول من كمية المعلومات والترتيبات، الآن بيت طاعة وناشز وهروب!، هل يقرأ الطالع المجنون؟، وأيضا يريد أن يعيش دور سي السيد!



لتنتفض بفزع عندما صاح بها بصوت مرعب: "الآن تحركي".

لتبحث مي بعينيها ثم تقول جازة على أسنانها: "وأين سوف أغير ملابسي يا أحمق؟".

ليبتسم جاسر بخبث: "هنا حبيبتي".



"ماذا؟، لا، أنت مجنون؛ أنا لن أغير ملابسي أمامك".

"لماذا حبيبتي الناشز؟، أنت زوجتي ومن حقي... أنا لم أطل شيئا؛ على الأقل ارحمي قلبي ودعيني أشاهد فقط، أعدك سوف أنظر بمنتهى الأخلاق".



"نعم نعم، وأنت سيد الأخلاق والاحتشام! الآن خلصني؛ أريد أن أغير ملابسي".



جاسر بجدية: "الآن سأطفئ ذلك الضوء وغيري ملابسك؛ فتلك الغرفة الوحيدة مي، والحمام..."، لتتسع ابتسامة جاسر التي علمت بمعناها أنها وراءها كارثة.



"ذلك هو الحمام"، لتنظر مي بصعوبة ناحية يده لتجد ستارة ما ويبدو من ورائها فقط حمام بلدي قديم!

يكمل جاسر: "وهذا هو (الجاكوزي) حبيبتي"، لتنظر مي وتجد شيئا واسعا جدا من النحاس ويشبه (الطبق).



"نهار أسود يا جاسر؛ ما هذا ؟".

"بيت الطاعة، والآن هيا و(انجزي)".



بعد معاناة من تلفتها ناحيته والظلام استطاعت مي تغيير ملابسها إلى جلباب فلاحي جدا، مضحك وواسع عليها لتذهب بعدها مثلما أخبرها المجنون.

وبعد معاناة وبمساعدة المجنون استطاعت إشعال ذلك (البابور) وتسخين بعض الماء وذلك السخيف ينعتها بالفشل وأنها لا تعرف شيئا.



لتتوجه بعدها إلى إناء واسع وتصب الماء وتأخذه إلى جاسر الذي يجلس على الأريكة ولمعة الانتصار على وجهه لتضحك مي بخبث؛ ليلتك أنت السوداء يا جاسر، سوف ترى مني أمينة حقيقة.



مي بصوت يبدو عليه الانكسار: "أين أضع الإناء؟".

ليرق قلب جاسر قليلا من منظرها المُهلك من الضحك؛ هو لا يريد لها الانكسار هكذا، يريدها أن ترفض، يريدها أن تكون ندا له لا أن تستسلم سريعا هكذا... لكن لو رق الآن سوف تفعل ما فعلته قديما؛ يجب أن تتعلم الدرس وأيضا هي له، له وحده.

ليفيق على صوتها: "جاسر، الإناء ثقيل؛ أين أضعه؟".



"ضعيه هنا، أنا سوف أقوم بغسل رجلي بنفسي... اغربي عن وجهي".

مي بامتعاض: "وأين بالضبط سوف أغرب؟، إلى (الآوت الدور)، أم إلى الصالون، أم إلى...".

ليقاطعها جاسر: "اخرسي قليلا وإلا أقسم أن أجعلك تغسلين رجلي بنفسك، ووقتها لا تلومي إلا نفسك؛ فأنا لم أخلع الجوارب منذ الصباح".



لتنظر مي برعب متوقعة الرائحة العطرة؛ لتنسحب سريعا إلى ركن بعيد وهي تنتظر.

بعد مرور دقيقة واحدة سمعت صيحة الألم والسب بها فضحكت بتشف وانتصار؛ هذا هو يا (سي جاسر) أول الطريق، لنرى ليلة من سوداء!

ليصيح جاسر بجنون: "مي، سوف أعلقك يا مي مرة أخرى. آه يا رجلي، لقد تم سلق رجلي يا ابنة المجانين".



لترد مي بامتعاض: "من بعض ما عندكم جسوري، نحن متشابهان في هذا".



ليقف جاسر متوجها إليها لتهرب سريعا إلى ناحية المصباح وتقوم بإطفائها ليتخبط جاسر في الظلام ويصيح بالالم ؛ لقد تم صدم ركبته في رجل الأريكة وتارة يصطدم بشيء ما ملقى على الأرض ليقع على وجهه لترى مي بصعوبة تخبطه جراء إحدى الأضواء البعيدة المتسللة بصعوبة من شباك أعلى الحائط لتحاول كتم صوت ضحكتها بصعوبة على مظهره هذا ولكنها لا تستطيع بعد؛ فمظهره متكور على الأرض هكذا يصرخ من ألم الضرب المتكرر حقا مهلك وفوق احتمالها، لتنطلق ضحكتها مدوية مجلجلة.

ليستطيع جاسر تحديد مكانها بسهولة ولكنه يتظاهر بأنه تعب فيستقر على الأرض منبطحا لبعض الوقت بدون أن يصدر أي صوت ليخدعها، نعم هي من سوف تأتي إليه، ليمر بعض الوقت لتبدأ مي بالخوف قليلا؛ ماذا هل خبط رأسه أو جرى له شيء؟ لماذا توقف عن السب والبحث عنها؟ لتقترب منه بحذر شديد وتبدأ بهزه مخاطبة إياه: "جاسر، جاسر ماذا بك؟، هل مت؟ أرجوك لا تمت الآن، مت في الصباح حتى أستطيع أن أهرب فأنا أخاف الليل".



لتفاجأ بجاسر ساحبا إياها موقعها على صدره لتشهق بخوف فيقوم بلفها لتبقى هي تحته ويقف على يديه ووجهه مواجه لوجهها وينظر لها كأسد أوقع فريسته بدهاء: "ماذا مي؟ هل ظننت بأني سوف أموت سريعا هكذا؟، لا وكل خوفك أن أموت الآن لكن في الصباح أستطيع أن أموت بسهولة! ماذا عزيزتي ألن تحزني حتى بأنك ترملت في أول يوم زواج... أصيلة ميوتي، أصيلة!".



لترد مي محاولة كبت خوفها ومتظاهرة بعدم المبالاة: "لا، بصراحة أنا لا أهتم؛ كل ما يهمني بألا أبقى وحدي ليلا في هذا المكان".

لينظر لها جاسر طويلا: "حقا لا تهتمين!".

مي بثقة: "نعم".

"سوف تندمين مي لاحقا على هذا، والآن لنتحاسب حمقائي، هل جننت؟ الماء ملتهب لقد سلقت رجلي حرفيا حمقائي، وجسدي كله يؤلمني". لتتذكر مي مظهره لتنفجر في ضحك مجنون لينظر لها جاسر طويلا؛ ساحرة بضحكتها هذه، نعم هو مستعد ليتنازل عن غضبه مقابل هذه الضحكة العفوية الصاخبة، ليقترب منها بدون أن يشعر يريد فقط أن يلمس وجهها، فقط يريد قبلة.



لتتوقف مي عن الضحك عندما تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها وعنقها، ليضع فمه على خدها لتنظر مي له بذعر متحدثة: "إياك، ابتعد عني؛ أنا لا أريد، ابتعد"، ليفيق من دفعها له لينزل برأسه دافنا وجهه في عنقها أسفل رأسها ليبدأ بالتقاط أنفاسه مهدئا نفسه ليقوم بعدها بإبعادها بحدة قائلا: "أنا لا أريدك مِن الأساس، أخبرتك... أنت التي تملكين أفكارا منحرفة. والآن ابتعدي عني، اذهبي بعيدا أريد أن أنام".

لتقوم مي بالابتعاد عنه سريعا، لا تصدق أنه تركها بسهولة حقا!، هو ينكر ولكن هي ليست صغيرة، لقد شعرت به وبكل ما يعتمل داخله ولكن السؤال المحير: لماذا هو هكذا؟ رغم كل ما يفعل والذي تسبب لها به وإجبارها على الزواج منه- لا يحاول أذيتها جسديا حقا!



لتسأل نفسها: ماذا، هل يحبها حقا كما يدعي؟ لتنفض عن رأسها تلك الأفكار قائلة: "ماذا مي، هل سوف تبدئين بالتماس الأعذار له لمجرد تركه لك؟، هو قال لك اذللك الحقيقي عندما أنت توافقين بخاطرك وهذا لن يحدث أبدا، هو يرى فقط مي، تذكري ذلك، ويريد ذلك اقتنعي بهذا فقط ولا تفكري بشيء آخر".



بعد مرور وقت قليل يبدأ الهدوء التام ولكن حركة الهواء وبعض الأصوات مرعبة لها لتبدأ مي بالتحدث: "جاسر، جاسر".



ليتظاهر جاسر بأنه لا يسمعها لتبدأ بالاقتراب قليلا منه وهزه قليلا بيد خائفة، ليتحدث جاسر بنفاذ صبر: "ما الذي تريدينه الآن؟". لتتحدث مي بتلعثم: "هل سوف تنام على الأرض هكذا؟".

ليرد جاسر: "أرجوك لا تتظاهري بالاهتمام؛ لا يليق بك، ثانيا هذا لا يخصك. والآن اغربي عن وجهي ونامي".

لتقف مي متخصرة: "وأين أنام بالضبط يا جاسر بك، فغرف القصر كلها مشغولة!".



لينظر جاسر إلى هيئتها تلك، الغبية تستفزه وبعدها تبدأ بالرعب. كتم جاسر غضبه بصعوبة قائلا بغيظ: "تستطيعين أن (تنخمدي) على الأريكة جلالتك واتركيني أنام".

لتكمل مي بتلعثم: "بصراحة أنا خائفة". ليوليها جاسر ظهره قائلا: "وهذا هو المطلوب، وأيضا لا يعنيني. والآن اتقي شري واغربي عن وجهي في تلك الليلة السوداء".

لتذهب مي بصعوبة إلى الأريكة وتحاول النوم من تلك الأصوات المزعجة ولكن بعد وقت قصير تذهب في نوم عميق وبالطبع تأكد جاسر من ذلك من تلك الموسيقى الرائعة المنسابة من فمها المفتوح، ليحاول جاسر النوم بصعوبة من تلك السيمفونية المعذبة لأذنيه؛ سأل نفسه للمرة التي لا يعرف عددها: ماذا أحببت بك مي؟

الفصل الثاني عشر


في الصباح أفاق جاسر من نومه على صوت خبط شديد لأحد الأواني؛ قام يعتدل بصعوبة من أثر النوم على الأرض ليفتح عينيه وهو يحاول تمسيد رقبته بيده ويحاول النظر عبثا إلى مصدر الصوت، ليجد مَي بجلبابها الفلاحي المميز المُهلك من الضحك تتعثر به ولكن في أحد الجوانب (تخبط) في الأواني ليضيق عينيه وهو ينظر إليها؛ ماذا تفعل المجنونة من الصباح. ليهتف بصوت منزعج: "ماذا تفعلين مي، أنت لا تهمدين لا ليل ولا نهار. الشمس لم تشرق بعد!".

لتفاجأ به مي وتوقع أحد الأواني من يديها من أثر صوته ليدوي الصوت بجنون،

ليكمل جاسر بذات النبرة: "يا فتاح يا عليم، ماذا الآن؟ الصوت مزعج، ألا يكفي مظهرك هذا؟ كما أن هل يستمر الحال هكذا عندما تريني أو تسمعين صوتي تفزعي؟ ماذا، هل رأيت عفريت؟".

لترد مي بامتعاض: "وكيف لا أفزع، ألا ترى نفسك أو تسمع صوتك؟... أما ما أفعل أريد أن أسأل سيادتك: هل تنص قوانين بيت الطاعة على عدم وجود طعام؟".

"فعلا أنت تفاجئيني؛ أي طعام الآن؟".

مي بضيق: "أنا جوعانة منذ الأمس وأريد أن آكل ولا يوجد طعام، وأنا حقا الآن لا أريد أن أدخل معك في نقاش لا أجدي منه شيئا. سؤالي، هل يوجد طعام أم لا؟".

ليقف جاسر ويتجه أحد الأركان جالبا بعض المواد قائلا: "تفضلي، اصنعي بنفسك".

"ماذا؟، أصنع ماذا، وأين أصنع؟".

"على هذا (البابور)، وتصنعي ما أمامك".

ليقترب منها: "صباحك مبارك عروسي".

لتبتعد هي عنه خطوات قائلة بغيظ: "صباح أسود، زوجي الذي أكرهه".



"حقا مي أنت مستفزة جدا، حاولي من أجل مصلحتك فقط ألا تزيدي جنوني، من أجلك فقط عزيزتي".



"وكأنني أهتم!، ماذا ستفعل أكثر من ذلك؟".

ليرد عليها جاسر وهو يتجه إلى أحد الأركان، ما يبدو مثل خزانة ملابس صغيرة وبدائية قائلا: "الكثير والكثير جدا؛ فأنا لم أبدأ بعد. وصدقيني، ما يشفع لك عندي شيء واحد فقط".

مي بنزق: "ما هو؟".



ليتوقف جاسر عند الخزانة وينظر لها طويلا: "قلبي مي، قلبي؛ فللأسف الشديد أنا أحبك، وهذا ما لا أحاول أن أكذب به عليك، صدقيني".



"لو كنت كما تدعي كنت وفيت بوعدك الكاذب وتركتني أكمل حياتي بعيدا عنك؛ ألا يقولون أن الحب تضحية؟! ويكفي أن تراني سعيدة مع...".

لتتوقف عندما ترى عينيه تنضح بتحذير وشر؛ لتتوقف عن الكلام لينظر لها جاسر مطولا وبعدها يقول: "اسمعي جيدا حبيبتي، هذا في الأفلام والروايات الخيالية. أنا رجل شرقي عزيزتي؛ عندما أريد شيئا أسعى إليه بكل قوتي، وعندما أحب امرأة إذا فهي لي رغم أنف الجميع. ولن أذكرك مي مرة أخرى؛ أنت من جلبت لنفسك هذا حبيبتي؛ فأنت من أتقنت دور البراءة وقمت بإغوائي بطريقة خرقاء... جعلتيني أقدم على أشياء من أجلك لم أفعلها من أجل أحد، وبالأخير تريدين أن أتركك! احلمي حبيبتي، أنت ملكي وحدي وانتهى أمرك ويجب أن تتعاملي مع هذا".



لتشتعل عيون مي وتهتف بحماق: "أنا لست ملكك ولا ملك أحد إطلاقا، كما أني أحب خطيبي ولن أحبك أبدا ولن أسامحك".

ليقترب منها جاسر سريعاً جداً ممسكاً بها من ذراعيها بشراسه وعينيه تنضح بشر متحدثا بغضب وصوت أشبه بالصراخ: "أخبرتك ألا تنطقي اسمه، أخبرتك أنه غير مسموح لك حتى بأن يخطر خياله لك؛ أنت زوجتي وتقفين بمنتهى السفاقة وتخبريني في وجهي يا غبية".

لتحاول مي التخلص من يديه بخوف، ليقوم بإلصاقها ضاغطا عليها بثقل جسده كله ومقتربا منها بشر شديد وعيون تحمل كل الغضب: "أنت غبية حمقاء وأيضا بلا أخلاق؛ تقفين في وجهي مدعية حب رجل آخر! لو قتلتك الآن لن يلومني أحد، أتفهمين؟... أتعلمين ما يطلق على امرأة متزوجة تدعي حب رجل غير زوجها؟".

لترد مي وهي تحاول أن تداري خوفها: "أنا لست زوجتك؛ أنت أجبرتني وأجبرت الجميع. لا أسمح لك بنعتي بلا أخلاق، جاسر... أحذرك".

ليزيد ضغطه على جسدها كله وذراعيها حتى أحست بأن عظامها سوف تتحطم.

صائحا بها: "إذا ما رأيك مي بجولة صغيرة تجعلك تقتنعين بزواجنا وملكيتي لك، وبأنك لي وما أريده أفعله بك". ليقترب منها سريعا قبل حتى أن تستوعب ضاغطا على شفتيها بقبلة مجنونة ويداه تعبثان بأعلى ما تريده لتحاول مقاومته بشراسة؛ ليقوم بحركة واحدة بتمزيق ذاك الجلباب وحجزها بين جسده والحائط أكثر... لتقوم بدفعه بكل قوتها وهو مستمر في تقبيلها والضغط أكثر ليبتعد عنها فجأة وهو مازال ممسكا بها لينظر لها بإهانة: "هذا درس صغير جدا لعلمك؛ ما أريده أفعله مي بك؛ أنت زوجتي. وأقسم يا مي بالقضاء عليك إن سمعت اسم ذلك الحقير منك مرة أخرى". ليتركها ويغادر البيت سريعا وهي منهارة تماما. لتبكي بحرقة: "ما الذي حدث بالضبط؟، ما الذي فعلته لأستحق ذلك؟ الحقير يفعل ذلك؟!". لتنهار في مكانها مستندة على الحائط ضامة طرفي ملابسها إلى صدرها.

وكان حال جاسر لا يقل عنها سوءا، ما الذي حدث له ليفقد سيطرته هكذا؟ لكن هي السبب، عندما يحاول أن يرجع عن قراره ويحاول كسبها تقوم باستفزازه مدعية حب...، الحقيرة. ليضرب الحائط بيده من الغضب، ما الذي يحدث؟ هل سوف يخسر حقا لأول مرة في حياته تحدي؟ ولكن تلك الحمقاء الصغيرة ليست تحدي؛ هو يحبها حقا، يحبها ولا يعرف لماذا يريدها. يريد أن يبني حياة طبيعية معها ولا يريد غيرها. ليقف مشلول التفكير لأول مرة بحياته غير قادر على اتخاذ أي خطوة ليفيق على رِن هاتفه ليستعيد صوته الطبيعي بصعوبة وهو يرد على أخيه: "مرحبا أحمد".

"مرحبا بالعريس، صباح مبارك".

"صباح مثل وجهك صدقني، ماذا تريد؟".

"يبدو أن صباحك مشرق كعادتك أخي".

"أحمد، أخبرتك أكثر من مرة توقف عن دور المرأة (اللكاكة) وأخبرني ماذا تريد".

ليستغفر أحمد قائلا: "يبدو أن العريس مزاجه متعكر".

ليقول جاسر بتحذير: "أحمد".

"اهدأ جاسر؛ أريد أن أعرف أين أنت".

"لا يخصك".

"لقد اتصل والد مي ليسأل عنكم؛ يريد الاطمئنان على ابنته، كما أن والدتك تريد التحدث معك والعمل يحتاجك، أنت أهملته في الأيام السابقة

"ألا أستحق يومين أحمد؟، عطلة. أنت مكاني".

"تعال الآن لو أنت قريب لتنجز بعض الأمور وبعدها يمكن أن تذهب أي مكان".

"حسنا، سوف آتي بعد ساعة من الآن".

ليقوم جاسر بالعودة مجبرا إلى المكان ليدخل بصمت لينظر لمي على جلستها هذه وانهيارها بالبكاء؛ ليقف لحظات مراقبا لها بصمت وبعدها يتحرك ناحية الخزانة البدائية جالبا منها بعض الملابس ويشرع بتغير ملابسه. لتنتبه له مي أخيرا وتنظر له برعب وهو يخلع ملابسه لتقول برعب: "ما الذي تفعله؟".

لينظر لها باستهانة ولا يرد عليها وهو مستمر فيما يفعل. صمت تام وعيونها تلتقي بعينيه عندما قام بارتداء ملابسه، شعرت ببعض الراحة ليقترب منها وهو يجلس على ركبتيه يخاطبها: "اسمعيني مي، ما حدث منذ قليل لا يعتبر أي شيء، اعتبريه مباركة عروسي... لكن هذا آخر تحذير لك؛ لو تفوهت بهذا الكلام حتى بينك وبين نفسك لا تلومي إلا حالك. صدقيني، أنا إلى الآن أراعي صغر سنك وطيشك فقط".

ليكمل وهو يخبط رأسها بيده: "اقنعي هذا الصدئ بهذا وقدري موقفك كزوجة لي".

ليمسك بإحدى خصل شعرها ويشد رأسها إليه: "أنت زوجتي مي، زوجتي أنا ويجب أن تتعلمي الإخلاص لي حتى في تفكيرك وإن كنت تكرهيني كما تدعين".

ليتركها وهي تنظر له بخوف بدون حتى أن تتفوه بكلمة؛ فهي تريده فقط أن يبتعد،

ليكمل: "أنا الآن سوف أغادر، المواد لديك اصنعي بعض الطعام كأي زوجة طبيعية ولا تسأليني كيف؛ أنا لا أهتم... ما يهمني أن أجد الطعام عندما أعود، وأيضا غيري ملابسك سوف تجدين بعض الملابس الجيدة هنا فلا تعيشي في دور المظلومة المجبرة كثيرا أرجوك؛ فهذا مقرف".

:::::::::::::::::::::::::::::::::;;;;;;;;;;;;;;;;; ;؛؛؛؛؛؛؛)؛؛))))))؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛))))؛؛)))؛))))))))))))))))))))؛؛؛؛؛؛� �؛؛؛؛؛



بعد وقت طويل بدا لمي كالدهر في هذا المكان المقفر والمرعب- عاد جاسر لتشعر ببعض الراحة لتقول لنفسها: "يا لي من حمقاء؛ أكره وجوده وأطمئن به وهو من يفعل بي كل هذا".

ليدخل جاسر إلى البيت ويبدو على ملامحه الإرهاق

قائلا: "أين الطعام، هل جهزتيه؟".

لتقول مي محاولة تجنب جنونه: "نعم جهزته بصعوبة لأن...".

ليقطعها جاسر: "لا يعنيني، هناك طعام اجلبيه وانتهى".

لتجلب مي الطعام، بعض الأرز على ما يبدو لأن لونه أخضر، كيف هذا بالظبط؟ وبعض البازلاء مع اللحم. ليحاول جاسر أن يأخذ أول ملعقة من الأرز ليقوم مسرعا ليفرغ ما في فمه صائحا: "ما هذا مي؟".

"أرز".

"أتعلمين، لم أكن أعرف. أنا أسأل، ماذا وضعت مي؟".

"لا شيء، بهارات وليمون".

جاسر عاقدا حاجبيه: "ليمون في الأرز!، لماذا؟".

مي ببراءة: "أمي قالت من أجل أن يبقى جيدا".

"وكم وضعت بالضبط؟".

"كيلو ليمون من أجل أن يبقي أفضل وأطيب".

ليكز جاسر على أسنانه: "أقسم حمقاء، حمقاء".

ليحاول مرة أخرى مع اللحم والبازلاء ليجد اللحم غير ناضج تماما والبازلاء محترقة ليستغفر الله في سره: "ما هذا؟".

لتكمل مي بصراخ: "أخبرتك أني لا أعرف، وأيضا على ذلك الشيء بهذه الأدوات هذا مستحيل؛ يكفي ما عانيت منه أنا- جاسر".

ليرد عليها: "هذا بيتك، تعاملي مع هذا... انتهينا من هذا النقاش العقيم. والآن أنا لا أثق بك ولكن والدك يريد التحدث معك وأنا أتيت لك بهاتف ليبقي معك تستطيعين التحدث مع والديك في أي وقت". لتقوم هي بجذب الهاتف ليقوم جاسر بجذب يدها إليه قائلا بتحذير: "إياك مي".

"علمنا، بالتأكيد أنا لست كما تقول".

"أنت حمقاء أنا متأكد، ومن أجل ألا تقولي بأني لم أحذرك".

لتحاول مي جذب الهاتف منه مرة أخرى ليجذبها إليه لتقع بين أحضانه لتحاول أن تقف مرة أخرى بتوتر وتخبط ليتشبث بها أكثر مثبتا أياها إليه قائلا بصوت أجش: "أنا جائع والطعام كان بشع حبيبتي بدون مجاملة".

"اتركني".

"لا، لن أتركك"، ليكمل ناظرا إلى شفتيها التي مازالت تحمل لونا أزرقا من آثار هجومه: "أنا آسف لما حدث بالصباح، أنت السبب في هذا لم أكن أريد صدقيني أول قبلة لنا هكذا".



لتحاول مي القيام بتخبط: "اتركني جاسر، اتركني".

"أخبرتك لا، والآن أريدك ألا تخافي من هذه الناحية؛ أنا عند وعدي لك".

لتنظر له مي بشراسة: "آه نعم، أن تقوم بإذلالي... هذا في أحلامك".

ليقاطعها جاسر واضعا يده على قلبها قائلا: "أو بقلب مي، وهذا أفضل لي. أنا لن أكررها مي كل لحظة، أنا أحبك وأريدك زوجة بقبولك لا مرغمة".

ليضغط أكثر على صدرها ناحية القلب: "ولكني أريد هذا أولا حبيبتي".

لترد مي بتلعثم: "اتركني، اتركني أرجوك".

ليتركها جاسر مجبرا ويسلمها الهاتف لتحادث والدها: "مرحبا أبي، اشتقت إليك".

علي: "أنت بخير؟، طمئنيني".

لتنظر مي مطولا لجاسر قائلة: "نعم أبي لا تخف؛ أنا بخير".

بعد مكالمة استمرت لدقائق أغلقت الهاتف لتنظر لجاسر الذي يبدو عليه الإرهاق ويبدو أنه راح في نوم عميق لتنظر له طويلا بتأمل... نعم هو وسيم جدا، أوسم من علاء، قوي البنية، مجنون وعفوي، شرس وهمجي، ولكنها تشعر حقا بأن داخله طيب ويحبها. لتفيق على صوت آخر مخاطبا إياها: "أفيقي مي؛ هل تبررين له؟ هذا عدوك لا شيء آخر... أنت تحبين علاء". لتضغط بدون تفكير على رقم ما كاتبة رسالة (مرحبا علاء، أنا بخير. هذا هاتفي، لا تتصل سوف أقوم بالحديث معك في أقرب فرصة. أحبك... مي).



الفصل الثالث عشر







بعد مرور أسبوع من الزفاف في هذا البيت الريفي البسيط جدا- كانت مي قد وصلت قمة الغضب والتوتر؛ فالحال على ما هو عليه، مازال الشد والجذب بينها وبين جاسر على حاله بل أصبح لا يتركها إطلاقا إلا لو أرادت تغيير ملابسها،

والوضع أصبح صعبا جدا ما بين الطعام والشراب وحتى استخدام هذا الشيء المسمى بحمام، أشياء لم تراها إلا في التراث ولا تفهم كيف لإنسان أن يستطيع العيش هكذا كما أخبرها المجنون. حتى أنها لم تستطع أن تهاتف علاء كما وعدته ولكن الآن قد تركها وغادر لجلب شيء ما كما قال؛ سوف تستغل الفرصة لتهاتفه الآن.

طلبت الرقم وقام علاء أخيرا بالرد...

"مرحبا علاء".

"مي، أنا أنتظرك منذ أسبوع كما وعدتني في رسائلك".



"لم أستطع؛ جاسر لا يتركني إطلاقا".

علاء بغضب وصياح: "نعم نعم، جاسر زوجك! أنت خنت كل وعودنا، كيف لم تخبريني بزواجك منذ عام مضى؟ هل أنا لعبة تلهين بها أنت ووالدك يا مي؟ كيف تخبريني بحبك وأتقدم لخطبتك وأنت زوجة لهذا الهمجي؟".

"أنا لم أكن زوجته، لقد أخبرني بأنك أخبرت الجميع بهروبي معه وأبي أجبر على تزويجي له بسببك".

"أنا لم أفعل ذلك، هو يكذب؛ أنا دافعت عنك أمام الجميع، هو قال أنك هربت معه"، وتابع بصوت يفيض بالخبث لتصدقه الحمقاء: "وأنا أخبرت الجميع بأنه كاذب حتى أني ضربته حتى كدت أزهق روحه، ولكن هو هدد أبيك بشيء ما وجعل أبيك يوافق على هذا الزواج. أنا (قلبت) الدنيا وحاولت حبيبتي بكل طاقتي؛ أنا أحبك حبيبتي، كيف تصدقين ذلك بي؟".

"أنا كنت متأكدة علاء من ذلك، أنا أصدقك أنت وأريدك أن تصدقني، هو خطفني وأجبرني، أنا أحبك أنت".

"وماذا ينفع هذا الكلام الآن مي؟، ماذا أفعل أنا؟ أنت أصبحت زوجته حبيبتي؛ أنا أتعذب كل ليلة وأنا أتخيّله معك، لقد أصبحت زوجته!".



مي بلهفة: "وأنا أيضا حبيبي أتعذب، أتصدق المجنون أخذني لبيت في مكان مهجور به أشياء غريبة؟ أنا أتعذب علاء، أتعذب".



"إذا حبيبتي ما الحل، أنا ما زلت لدي أمل فيك".



"لا أعرف، لكن أبي أخبرني بعض الوقت وسوف يحررني منه".

"أخبريني أين أنت وسوف آتي لأخذك حبيبتي".

"لا، سوف يقتلك ويقتلني؛ إنه مجرم. أنا أخاف عليك كما أني لا أعرف أين أنا بالضبط".

"لا تخافي، أنا كفيل به... أخبرتك بأني ضربته ومن أجل عينيك سوف أفعلها مرات...".



لتصمت مي كأنها توازن الأمر وتقارن بين هيئة جاسر وهيئة علاء، فالمقارنة مستحيلة! من يضرب من؟ لتخبر نفسها أن جاسر ضعف حجم علاء أساسا، لكن هي تثق بعلاء وتصدقه.

"مي حبيبتي، أين أنت؟".

"أنا هنا علاء، ولكن يبدو أن جاسر قد وصل... يجب أن أغلق الهاتف الآن".

"مي انتظري"، ليتابع بخفوت: "هل أنت زوجته؟".

مي بتعجب: "نعم علاء، أنا زوجته... أنت بنفسك قلت هذا!".

"مي، ركزي... هل أصبحت زوجته؟".



مي بإحراج: "يحب أن أغلق الهاتف، سوف أحدثك مرة أخرى عندما أستطيع".

علاء بصوت مجنون وصراخ: "أخبريني ولا تدعي الغباء إن كنت تحبيني كما تقولين".

"لا، لا". وتقوم بغلق الهاتف سريعا لتمحي كما كل مرة الرسائل والمكالمة وتقوم بإبعاد الهاتف سريعا وتحاول أن تبدو أنها منشغلة بشيء ما في المنزل، ليدخل جاسر وينظر لها عاقدا حاجبيه: "مي تنظف المنزل! لقد صدمت... منذ متي تهتمين أو أنك تفقهين شيئا عزيزتي".

"منذ أن ابتلاني بك ا".لله



"أستغفر الله، بدأنا في طول اللسان... يا ابنة أبيك أنا أحاول أن أكون زوجا جيدا معك وأنت لا فائدة ترجى منك على الإطلاق".



"إذا أرح نفسك وارحمني وطلقني".

تحرك جاسر مدعيا التفكير ناحية تلك الأريكة الوحيدة وبعد لحظات قال وهو يضجع عليها: "احلمي عزيزتي، احلمي؛ أنت ملكي وحدي ولن يحررك إلا شيء واحد مني".

مي بلهفة: "ما هو؟، أنا على استعداد لفعل أي شىء للتحرر".

"موووتي، أو موووتك مي".



مي بصراخ: "إذا أراحني الله منك سريعا".

جاسر بتململ من الحديث اليومي المكرر: "هل انتهيت من (وصلتك) الصباحية والمسائية؟، هل جهز الطعام؟ أريد أن آكل".

"نعم جاهز، سوف أضعه الآن".

ليعقد جاسر حاجبيه من الطاعة الغريبة والسريعة؛ يبدو أن المجنونة تحضر له مقلبا ما ككل يوم.

لتضع مي الطعام ويبدأ جاسر في تناوله بحرص ولكن مع وضع أول (لقمة) في فمه يدرك ماذا صنعت حمقاءه؛ ليواصل مضغ الطعام ويكمله بدون حتى أن يتفوه بكلمة.

لتعقد مي حاجبيها قائلة: "ما هذا بالضبط؟".

"ماذا حمقائي؟، هل ظننت أن بعض من الشطة سوف تجعلني أفزع وأصرخ وأتوقف عن تناوله... آسف إن خيبت ظنك؛ أنا أحب الطعام الحار بل يجب أن أشكرك على هذا".

لتخبط مي الأرض بقدميها كالأطفال مزمجرة بإحباط خطتها كما أرادت، لتكمل محدثة نفسها: "لا مشكلة جاسر، فلتنتظر الخطة التالية".

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛)؛؛)))))؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛)؛)))))))))؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛))))))))؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛

بعد أن انتهى من الطعام ذهب جاسر لتبديل ملابسه لتبتسم مي ابتسامة انتصار لنفسها ليرتدي جاسر إحدى ملابس النوم لينظر لنفسه ليجد أن ملابسه تم قصها وخياطتها من جديد ولكن من كل جزء قطعة مختلفة، ليفتح خزانة الملابس الصغيرة ينظر لجميع ملابسه يجدها على تلك الحالة.



ليصرخ بجنون: "ميييييييي"، ليستدير لها ويقترب منها ممسكا بها: "ماذا فعلت يا حمقاء؟، لم تتركي قطعة ملابس سليمة!".



لتقوم مي بضربه بقدمها على قدمه بكعب حذائها الذي قد جلبته خصيصا لتلك اللحظة هاتفة: "لا تناديني حمقاء مرة أخرى، وهذا جزاء بسيط لأرد به أفعالك مجنوني".



ليبتعد جاسر ممسكا بقدمه ويقفز على قدم مثل القرود ضاغطا على أسنانه، شاتما إياها بألفاظ وقحة لتضع مي يدها على أذنها مدعية الصدمة.



"مجنون وخاطف وأيضا وقح!".

ليحدثها جاسر وهو يقترب منها: "هل صدمت عزيزتي وخدشت براءة أذنيك؟ ماذا لو صدمتك أكثر؟".



لترد مي بتهكم: "وماذا سوف تفعل أكثر وأنت تقفز مثل (الشمبانزي)؟".



"الكثير عزيزتي، ولكن تذكري أنت من طلبت هذا"، ليقترب منها ممسكا بها لتحاول التخلص منه وتحاول ضربه مرة أخرى ليتفاداها جاسر ضاحكا: "ليس كل مرة عزيزتي، كما أيضا يجب أن تعلمي: لكل فعل منك سوف يكون عقاب مني". ليقوم بعدها بوضع ساقه أسفل قدمها وهي تحاول الرجوع للوراء لتقع على تلك الأريكة ويقع جاسر فوقها حاجزا إياها بثقله.



مي بصراخ: "احلم يا جاسر، أقسم إن لم تتركني سوف أقتلك؛ أنا أكرهك".



ليضحك جاسر وعيناه تلمعان بخبث: "ماذا حماقي، وما الجديد؟... أنت تكرهيني من قبل أن تعرفيني، كما أني أريد أن أرى كيف سوف تقتليني تحديدا، ولنجعله درسا لك حتى لا تكرري حماقتك حمقائي".

لتحاول مي الفكاك: "أا لست حمقاء، اتركني ولا تقل لي حمقاء".

"سوف أتركك، أعدك، ولكن بعد العقاب عزيزي... كما أني عطشان جدا حبيبتي، دعيني أرتوي وأتركك".

وقبل أن حتى تفهم كيف يريد الارتواء- كان ينقض عليها ملتهما فمها بفمه بقبلة مجنونة ليتركها بعدها تلتقط أنفاسها بصعوبة ودموعها تسبقها لتبلل وجهه وشفتيه لينظر لها جاسر مطولا ثم ينهض من فوقها ولكن لا يبتعد هذه المرة بل يحتويها بأحضانه رافعا إياها على ركبتيه، لتقوم مي ككل مرة بمحاربته ومحاولة التخلص منه ولكن كمن يزحزح جبلا ليضمها أكثر إليه قائلا: "آسف، أنا آسف حقا... أعدك ولا أوفي بوعدي، ولكن لم أعد أستطيع؛ قربك مني زوجتي بجانبي ولا أستطيع الاقتراب... افهمي بعقلك هذا؛ أنت زوجتي وأنا أحبك؛ ما مشكلتك لتتقبلي هذا حبيبتي؟".



لترد مي ببكاء: "وأنا لا أحبك، لماذا لا تستطيع أنت أن تتقبل هذا؟".

ليتنهد جاسر بكبت: "لأني أحبك لا أتقبل، لأني عندما رأيتك طفلة تأتي للفت نظري بحماقة وطفولية عرفت معنى النقاء، لأني حاربت وحاربت حبك حبيبتي ولكني وقعت في عشقك واختصرت بك جميع النساء، لأني عندما أحببتك صغيرتي ورغم كلامك الوقح لي- لم أستطع إلا أن أحبك أكثر وأراقبك أكثر وأبتعد عن كل ما يغضبك مني، لأني كل ما فعلته حتى الآن كان الطريقة الوحيدة من أجل أن أجعلك زوجتي ولي وأنا لدي أمل بأن يأتي يوم ما تنضجين وتعلمين بحبك لي، أنت تقولين بأني مجنون ولكن دعيني أخبرك بأنه من جنوني بأني أعتقد بأنك تحبيبنني ولكن جنونك وغرورك هما ما يمنعانك من الاعتراف لنفسك وإيهامها بما تدعين".

لتحاول مي الرد بتلعثم ليضع جاسر يده على فمها: "هششش، اصمتي فقط، لا تتحدثي الآن؛ لا تجعلي لسانك سابقا لعقلك وقلبك... فكري فقط، فكري جيدا في كلامي حبيبتي؛ فمن المحتمل ولو قليلا بأن تجدي الحل المريح للجميع".



ليخفف يديه من حولها ويتابع: "كان شيئا لم يكن، والآن تدعين الخجل والخوف ويبدو أنك استمتع بأحضاني".

لتقوم مي بفزع: "أنت وقح".

ليضحك جاسر بصوت مرتفع هاتفا: "مرحبا بعودة حمقائي، هذا هو ما أريد"، ليكمل غامزا بعينه: "نسيت أن أخبرك، لقد ارتويت جدا عزيزتي، مذاق شفتيك رائع، أيضا سوف أفعل كل يوم".

لتقوم مي بضربه بشيء ما ملقى على الأرض ليتفاداه جاسر بصعوبة وهو يكمل ضحكه على مظهرها بهذه الملابس وشعرها (المنكوش) بعشوائية.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛)؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



ليلتها لم تنم مي وهي تحاول الموازنة بين كلام جاسر وعلاء، هي تحب علاء ولكن من تصدق؟ أصبحت تائهة حقا!

ولكن هل ما تفعله صحيحا؟، هل محادثة علاء وهي زوجة رجل آخر شيء صحيح؟... بالتأكيد لا، ولكن علاء حبيبها، ليرد عقلها: وجاسر زوجي، ومثل ما قال غير مسموح لها وهي زوجة آخر بأن تفكر في أحد، ولكن هي تتواصل

لتصل لحل يرضي ضميرها وعقلها خصوصا بعد تأنيب ضميرها بأنها سمحت لعلاء بأن يسألها عن علاقتها بزوجها... ولكن هو حبيبها ويجب أن يطمئن، لترجع القول: ولكن هذا عيب مي وحرام، إذا لن تحدث علاء حتى تتخلص من جاسر كما وعدها والدها.

لتنظر لجاسر النائم على الأرض بجوارها بدون أي غطاء وتلك الليلة باردة، ولكنه ترك الغطاء لها كالعادة لتزفر بضيق؛ هو من يفعل بهما ذلك، لا تدري لماذا يتمسك بذلك البيت؟

بعد تفكير قامت متناولة الغطاء تدثره به، نعم هي مبررة لنفسها هي لا تريده أن يمرض في هذا المكان فهو الذي يعلم كيف يخرجها من هنا، أيضا سوف تنام بجواره ولكن بعيدا وسوف تستيقظ قبله ولن يعلم.

لتقوم بدس نفسها بجواره على الأرض ولكن بعيدا جدا محاولة سحب الغطاء قليلا ولا تدري لجاسر الذي ترتسم على شفتيه ابتسامة من فعل من تدعي كرهه والقوة، ليقترب منها ساحبا إياها بين ذراعيه لتشهق مي بخوف: "ماذا تفعل؟".

"اصمتي قليلا ولا تجادلي، لن أفعل شيئا... دعينا فقط الليلة ننام بسلام".

"لا، اتركني جاسر"

"أرجوك، أريد الليلة بعد فعلتك تلك بألا نتجادل؛ سوف ننام فقط بكل أدب، أعدك".



في الصباح استيقظت مي وهي تحاول النهوض لتصدم بصدر جاسر لتتذكر كيف خضعت له ونامت بين ذراعيه بسلام هكذا، نعم فهي تستحق فهي من أتت إليه بنفسها؛ فعلى ماذا الاعتراض؟ هذه المرة هو لم يجبرها، لتزفر بضيق: كيف نامت بين أحضانه هكذا وأيضا بدون أي مقاومة رضخت له؟!



ليفتح جاسر عينيه: "صباح الخير، لماذا العصبية منذ الصباح عزيزتي... أنا التزمت بكلامي؛ ماذا الآن؟ هل أكون طامعا لو طلبت صباحا جيدا يمر؟".



مي بضيق: "اتركني، كما أن طلباتك كثرت... هذا يكفي".



"يبدو صباحا ككل يوم، والآن لا تعدي شيئا، قومي بارتداء ملابسك؛ سوف نغادر هذا المكان".

مي وهي تنهض وتتحدث بتهكم: "وإلى أين هذه المرة؟ (عشش صفيح) كما يقولون؟!".

ليضحك جاسر بخفوت: "جهزي نفسك ودعيها مفاجأة مبهرة، أعدك".



"(اللهم طولك يا روح)، الله يستر يا مجنون".


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 03:04 AM   #6

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الفصل الرابع عشر



كانا قد خرجا من البيت منذ أكثر من ساعتين ونصف، الآن لم يحادثها جاسر بكلمة طوال الطريق، فقط ينظر أمامه إلى الطريق، لم يحاول حتى الالتفات إليها وهي آثرت الصمت التام. من وقت لآخر كانت تسترق النظر إليه، لا تعرف ماذا يحدث معها؛ كانت لا تطيق النظر حتى إلى وجهه! لماذا الآن عادت إلى ما كانت عليه عندما تحدت ذلك التحدي السخيف؟ نعم تشعر بذلك الشعور الذي كانت تشعر به، تريد فقط تأمله ولكن كانت ترفض؛ فالتحدي وكسب ما تريد أمام صديقاتها هو الأهم... بعدها فكرت أنه فقط شكله الجذاب هو ما يشدها إليه، طريقته، كلامه، وأيضا إلى ذالك السن السخيف الذي كانت تمر به... نعم هو هذا السبب وقتها لأنها الآن تحب علاء، نعم يجب أن تذكر نفسها الآن بأنها فقط تريد دراسته لا أكثر... لتعقد حاجبيها، هل يعقل أن تكون منجذبة لمجنون أجبرها على الزواج وافتعل فضيحة ليجبر أبيها على تزوجيها منه كما أخبرها علاء، لتتنهد بضيق: ما الذي يحدث؟ إنه لم تتجاوز معه أكثر من أيام! عودي لعقلك مي، والدك سوف يخلصك منه قريبا وتنسيه تماما.



ليقطع جاسر تأملها متحدثا: "ماذا زوجتي العزيزة، هل سوف تظلين طوال الوقت متذمرة؟ ما بالك حبيبتي، هل جننت؟... يبدو لي أنك تفتعلين المشاكل حتى مع نفسك. بماذا تفكرين لكل هذا العبث؟".

لترفع مي إحدى حاجبيها قائلة بتذمر: "ماذا الآن؟، حتى أفكاري سوف تقاطعها وتريد الحجر عليها؟".



ليمد يده يتلمس وجهها ليرفع أحد أصابعه مشيرا إلى رأسها ليرد ناظرا لعينيها: "نعم مي، أريد أن أعرف كل خاطرة وفكرة تمر هنا لعلي أستطيع ترتيب هذا العقل المليء بالفوضى حتى أستطيع إقناعه بحبي أنا، بأنك لي أنا وأنا وحدي".



لتشيح مي بوجهها بعيدا عنه؛ تحاول السيطرة على انقباض قلبها من كلامه لتنظر إليه بعد برهة ناطقة كعادتها بتهور بدون تفكير: "إذا تريد أن تعرف ما أفكر به تأكد أنه أمر واحد فقط ما يمر بخاطري من يوم معرفتك السوداء، وهو كيف الخلاص منك، فقط هذا ما أريد: إخراجك من حياتي وكأنك لم تمر بها".



ليعاود جاسر يده على عجلة القيادة قائلا كلمة واحدة فقط: "في أحلامك".



ليصمت برهة وكأنه يحاول السيطرة على أعصابه بضرب المجنونة حتى تفيق مما هي فيه، ولكن الصبر يا مي؛ من انتظرك أربع سنوات وأنت بعيدة سوف ينتظر أكثر وأنت ملكه وبجانبه".



ليتكلم بعدها بهدوء: "انزلي".

لتدرك مي أخيرا أنه أوقف السيارة بالفعل منذ زمن، كيف لم تنتبه؟ هل يشتت تفكيرها إل هذه الدرجة؟!



لتنطق بعدها: "إلى أين؟".

"وبعقلك الفذ العبقري تعتقدين إلى أين؟".

"معك لا أعلم؛ فدائما تبهرني".



ليمط جاسر شفتيه: "حمقاء، نحن بوسط المدينة أمام لافتات أحد المطاعم؛ بالتأكيد سوف ننزل لندخل سينما مثلا! انزلي مي أريد أن آكل طعاما حقيقيا؛ فمعدتي تعاتبني منذ يوم الزواج منك على كمية التلوث التي أدخلها بها".



"وهذا على أساس أنك توفر لي كل مستلزمات الحياة مثلا!".

ليحاول جاسر كبت غيظه قليلا: "اخرسي والتزمي الهدوء وحاولي فقط محاولة تمثيل دور الزوجة المؤدبة وأنت صامتة".



ليقوم هو بالنزول لتنزل معه مي ليدلفا إلى أحد المطاعم الشهيرة ليتوجها إلى إحدى الطاولات، بعدها يأتي النادل للسؤال ليرد جاسر: "أريد كل ما عندك من طعام جيد فأنا لم آكل منذ أسبوع إلا النفايات".



لينظر له النادل باستغراب؛ لا مظهره ولا مظهر من معه يوحي بأنه أحد المشردين وأيضا يأكل النفايات!

لترد مي وهي تكز على أسنانها: "أنا طعامي نفايات يا جاسر!".

ليحاول جاسر التظاهر بالتفكير لحظة ليقول بعدها: "أنا آسف"، ليكمل بعد برهة: "للنفايات طبعا؛ فهي بالتأكيد تغضب من تشبيه ما تصنعين بها".

لينظر لهما النادل كاتما ضحكته بصعوبة من هذا الحوار الشيق بنظره، لينظر له جاسر مخاطبا إياه: "هل انتهيت من استراق الحديث؟، يمكنك الانصراف لنستطيع الجدال بدونك... هيا اذهب واحضر طلبي أم تريد سحب كرسي والجلوس؛ فأنا لدي الكثير".

ليرد النادل ببعض الإحراج: "آسف، دقائق وسوف يكون كل شيء جاهز".

لترد مي: "مجنون".

ليلتفت جاسر إلى شيء ما لفت انتباهه ليرد بلا مبالاة بمي: "هذا بفضلك عزيزتي".

ليقوم بعدها ويتوجه إلى إحدى الطاولات وبعدها يأتي برفقة أحد ما يبدو صديقا له

ليعرفه عليها: "مازن صديقي، مي".

لتقوم مي مسرعة معرفة عن نفسها تقاطعه: "آنسة مي علي".



لينظر لها جاسر بعدم تصديق للحظة من هذا الجنون؛ الحمقاء إلى ماذا تهدف؟



ليقول لمازن: "نعم مازن، كما ترى زوجتي الآنسة مي علي".



ليميل مازن على جاسر ضاحكا: "لطالما تخيلت زوجتك جاسر، والآن أقول لك أجدت الاختيار ببراعة؛ فهي تليق بك"، لينطلق بعدها في ضحك صاخب

لتهتف مي بتهورها المعتاد: "ماذا الآن جاسر، هل تسخر مني أنت وصديقك؟ ألا يكفيني جنونك لتأتي بمن هو مثلك؟!".

"حسنا جاسر، سررت برؤيتك... سوف أذهب لطاولتي يكفيني هذا السب الآن، سوف نكمل لاحقا".

ليتوجه لمي: "سررت برؤيتك آنسسة مي علي- مرة أخرى، وأريد أن أهنئك على اختيارك الرائع لثوب الزفاف؛ فحقا قد أذهلت الجميع بالطاقم المدرسي والحقيبة المدرسية، كنت مبهرة حقا". لينصرف بعدها ملوحا لجاسر ولكن لم ينس أن يهتف: "كان الله في عونك صديقي، أراك لاحقا".

لينظر لها جاسر هاتفا بغيظ: "اجلسي آنسة مي، لنا حساب آخر... أقسم لن أمررها لك أبدا".

لتمط مي شفتيها: "افعل ما تريد، وماذا سوف تفعل أكثر مما تفعل بي؟"، لتشيح بوجها بعيدا عنه، ولا يقطع الصمت إلا صوت النادل عندما أتى بالطعام ليخاطبها جاسر: "هل سوف تأكلين أم سوف تمثلين الغضب؟"، ليكمل بعدها: "لا أظن؛ فأنت همك الوحيد الطعام".

ولَم تخيب مي ظنه أبدا؛ فقد التهمت ما أمامها كأنها آتية من مجاعة لينظر لها طويلا سائلا نفسه: "أين يذهب كل هذا الطعام؛ فبنيتها لا تدل على ذلك أبدا".

لتقاطع مي تفكيره بعد أن استشعرت بعض الإحراج قليلا: "لماذا تنظر لي؟".

ليرد جاسر بدون أي تردد: "أسأل فقط أين يذهب الطعام"، ويكمل: "لا تردي؛ يكفي فضائح، إن كنت انتهيت هيا بِنَا".

يذهب لدفع الحساب ويغادرون متجهين للسيارة ليعود إليها.

"والآن، إلي أين؟ هل سوف نعود لأحد معتقلاتك؟".

ليتنهد جاسر بتمهل ويرد بعدها: "مي، اسمعيني جيدا... دعينا نعقد صفقة وهدنة من جنونك، لا أريد المزيد من حماقاتك لأننا الآن سوف نذهب إلى منزل والدك لأني قد وعدته بأنك سوف تقومين بزيارته لبعض الوقت".

لترد مي بفرح غامر: "هل سوف تدعني أجلس عنده حتى تطلقني؟".

ليخبط جاسر على عجلة القيادة صارخا بها: "اخرسي قليلا، طلاق طلاق... أفهمي عقلك الغبي هذا؛ لن يحدث أبدا لا فائدة منك".

لترد مي بصراخ مماثل: "سوف يحدث؛ أنا أكرهك".

"وأنا أكرهك".

"إذا دعني، لماذا تقيدني بك؟".



"سأقضي على حياتك؛ أنت ملكي وسوف تظلين هكذا حتى أريد أنا. غبية حمقاء، ليس لديك أي عقل، أقسم إن لم أكن بالشارع يا مي لكنت أريتك ما لم ترينه"، ليكمل ضاغطا على حروفه: "آنسة مي علي".



ليشغل بعدها المحرك ضاغطا على عجلة القيادة وعيناه تقدحان شررا متمتما بغيظ: "ليس خطأك، آنسة مي؛ خطئي أنا... لأني حاولت معاملتك بلين آنسة. زوجتي أنا تعرف عن نفسها بآنسة أمام صديقي!". لينظر لها بعدها صارخا حتى أجفلها: "سوف أربيك آنسسة مي، سوف أربيك؛ افرحي بلقب آنسة طالما مازلت تملكيه".



لتنكمش مي على نفسها في مقعد السيارة مفكرة، نعم يبدو أن نوبة الغباء وعدم التفكير سيطرت عليها؛ ماذا دهاها لتعرف عن نفسها بذلك، ألم تجرب جنونه من قبل؟ يبدو حقا أنها تمادت وبدلا من أن تصمت حتى تصل لوالدها أثارت جنونه أكثر.



ليلفت انتباهها رنين هاتف جاسر لتنظر له وهو يحاول تهدئة نفسه وبعدها يفتح الخط لتسمعه يتحدث...



"مرحبا سيد علي... نعم نعم... لا آسف لن أستطيع كما وعدتك... أنا حقا آسف سيدي... نعم سوف نمر عليك ولكن ليس اليوم... نعم المدينة التي نحن بها الآن تبعد قليلا عنك ولن أستطيع اليوم فقد انشغلت بأمر ما... نعم أعدك في أقرب فرصة... لا لن أستطيع إخبارك أين نحن".



لتحاول مي التحدث لينظر لها جاسر بشر محذرا لتنكمش على نفسها أكثر وتلتزم الصمت، ليكمل جاسر: "نعم سيدي، لولا أمر طارئ قد حدث لكنت وجدتنا أمامك الآن... أعدك في أقرب وقت؛ أنت تعلم أنا لا أخلف وعودي أبدا... حسنا مع السلامة".



لتقول مي بخفوت: "ألن نذهب إلى والدي؟".

ليرد جاسر بحدة: "اخرسي".

ليكمل بتهكم: "آنسة مي".



بعد وقت قصير يصلا إلى بيت ضخم، نعم هي تعلم ذلك البيت جيدا؛ فهي قد زارت رحاب به في الماضي عدة مرات عندما كانوا يقومون بذلك التحدي الذي يبدو أنه سوف يلاحقها عمرها كله.



لتردد بينها وبين نفسها: "منك لله رحاب؛ أنت السبب في كل ما يحدث لي؛ دفعتيني لذلك التحدي وأيضا أوقعتني في ذلك الفخ... لن أسامحك أبدا رحاب، أبدا".



ليصف جاسر السيارة أمام باب البيت داخل الحديقة لينزل بعدها بدون أن يتفوه بكلمة ليقوم بخبط الباب بعنف جعل مَي تجفل من مكانها ليتجه إلى بوابة البيت بدون أن يخبرها، ماذا تفعل بالضبط؟!



لتأتي بعد وقت قصير والدته، فهي قد رأتها عدة مرات من قبل وأيضا يوم الزفاف فيبدو أن والدته ليست مثله؛ فهي لم يعجبها ما حدث يوم الزفاف.

لتخاطبها قائلة: "مرحبا ابنتي، لماذا لم تدخلي مع زوجك؟ لقد قال أنك محرجة، لماذا حبيبتي؟ هذا بيتك وأنا سعيده برؤيتك".

لا تعرف مي بماذا تجيب هذه السيدة الرائعة فهي تبدو طيبة، لا تعرف من أين لسيدة بهذه الطيبة والرقي بابن مثل الهمجي المجنون. لتفتح باب السيارة وتصافح السيدة مها لتجذبها السيدة إلى أحضانها بحنان قائلة: "لطالما تمنيتك لأحد أبنائي حبيبتي منذ أن رأيتك مع رحاب"، لتبعدها بعدها ضاحكة: "ولكن لم يخطر لي أن يكون جاسر هو من يغرم بك حبيبتي، يبدو أن تأثيرك رائع؛ لقد استغربت في بداية الأمر ولكني سعيدة مِما حدث؛ ففي النهاية تنازل عن عزوبيته وتزوج".

لتقوم بعدها بسحبها وإدخالها إلى البيت لتنظر مي حولها، يبدو بيتا عالي الذوق جدا من آثاث وتنسيق في كل شيء... إذاً من أين يأتي المجنون بتلك المنازل الغريبة التي أجلسها بها؟!

لتدخل بعدها إلى إحدى الغرف ما يبدو أنه صالون، لتجد رحاب وأخاه وجاسر جالسين يتحدثون في شيء ما؛ ليصمتوا جميعا عند دخولهم.



لتقول والدة جاسر: "ماذا هناك؟ ألن ترحب بزوجتك بني؟".



ليرد جاسر بفتور: "مرحبا زوجتي الآنسة مي".



لينظر له الجميع ثم ينفجرون بضحك هستيري ليحمر وجه مي، ليس خجلا ولكن غيظا من استهزائه بها، ليقطع أحمد الضحك ويقف مرحبا بها: "مرحبا مي، شرفت البيت أخيرا"، ليرد جاسر: "آنسة مي، أحمد لو سمحت".



لتنظر له مَي شزرا وتخاطبه والدته: "ما بك بني؟، يبدو أنك مرهق من السفر".

"لا أمي، ولكن مي لم تعتد على لقب مدام فتفضل آنسة؛ فأرجو أن يناديها الجميع آنسسة مي".



لتحاول والدته تلطيف الجو الذي تشعر أنه سوف يشتعل؛ فكما توقعت تماما أن ما بينهما لا يمت للقصة السخيفة التي قالتها رحاب بصلة... ونظرات ابنها المشتعلة وتحفز زوجة ابنها يؤكد ذلك.



مها: "شقتك جاهزة، خذ زوجتك لترتاح الآن قليلا وسوف أخبرك بموعد الغداء حبيبي".



ليقوم جاسر قائلا: "نعم، أعتقد أن هذا أفضل".



ليقوم جاسر بالخروج لتنظر مي إلى تلك الجالسة لتنظر لها بلوم شديد لتضع رحاب عينيها بالأرض لا تقدر على المواجهة ليقطع جاسر ذلك العتاب الصامت وهو يشد مي من يدها بعنف وراءه، لتهتف مي: "تمهل، ماذا تفعل؟". ليميل جاسر إلى أذنها: "اخرسي مَي والتزمي حدودك، أقسم إن نطقت بكلمة أمام العائلة سوف أعاقبك بدون رحمة".



لتصمت مي مستسلمة إلى سحبه لها ليصعدا بعدها إلى طابق ثالث من البيت يبدو أنه صمم ليكون شقة مستقلة، ليقوم بفتح الباب ودفعها للداخل ليقوم بغلق الباب بعدها ناظرا لها بعيون تقدح غضبا وشررا- هاتفا: "والآن مي، أريد أن أسمع من فمك الجميل هذا التعريف عن نفسك كما عرفت لمازن، وأيضا أريدك أن تخبريني كم أنت متلهفة للخلاص مني والطلاق، وَيَا ليت أن تخبريني يا مي بعد الخلاص مني ماذا سوف تفعلين؟ هل سوف تتزوجين؟!".



لترد مي بتلعثم وخوف: "أنا أعني... أقصد...".



"ماذا آنسة؟، هل أكلت القطة لسانك؟".



ليصرخ بها: "انطقي، أسمعيني".



لتحاول مي الضغط على فمها بقوة؛ فهو ما يأتي لها بهذا الجنون، ولكن طبيعتها تغلب لتهتف به: "أكرهك، أكرهك... ماذا، ألا تعرف؟ أنا أكرهك جاسر ولا أستطيع حتى الاعتراف بيني وبين نفسي بأنك زوج لي أبدا".



ليرد جاسر بخطورة مقتربا منها: "حسنا، هذا جيد صدقيني، أنا شاكر جدا لتهورك؛ لا تلومي إلا نفسك". ليقترب منها ممسكا بها: "والآن مي، هذا يكفي؛ أنت أخرجتني عن طبيعتي كثيرا من أجلك وأنت حتى لا تستحقين... دعيني فقط أعطيك السبب الكافي لكرهي جيدا؛ فبالتأكيد أنا لا أريد حبك من الأساس كما أخلصك من هذا اللقب الذي تفتخرين به؛ لتعرفي من أنت بالضبط".



لتحاول مي الصراخ ليطبق جاسر على فمها بيده: "اصرخي كما تريدين مي، لن ينقذك أحد؛ الطابق منعزل تماما ولن يصل أحدا أي صوت".

لتهتف مي من تحت يده: "لو آذيتني سوف أفضحك"، ليرفعها جاسر عن الأرض متوجها بها إلى غرفة ما صائحا بها: "أنت فضحتني بالفعل فما عادت تفرق".



ليدلف بها إلى الغرفة ليلقيها بعدها على سرير ضخم لتحاول الهرب من الناحية الأخرى وهي تنظر حولها على منفذ للخروج، ليقوم جاسر بفتح قميصه بحدة بعدها يتوجه لها صائحا بها: "اصرخي مي واهربي، أريد سماع صوتك آنسة".

ليقوم بعدها بإمساكها ورميها على السرير من جديد ملقيا نفسه عليها وهي تحاول بكل طاقتها ضربه تارة، ودفعه بجنون تارة، والصراخ والسب حتى أنها قامت بعضه ولكن هو يبدو كالصخرة لا يتحرك ولا يشعر؛ لتنزل دموعها بقهر وهو يطبق على فمها بعنف جاذبا إياها من شعرها لمحاولة إيلامها لا أكثر.

الفصل الخامس عشر





ظلت نائمة مكانها بجمود لا تتحرك، فقط تنظر إلى سقف الغرفة بفراغ وهي تتنفس ببطء وعقلها يعمل على ما حدث؛ يحلل كل شيء: هل حقا أخطأت؟ هل تمادت فيما قالته؟ ألا يجب أن تفكر حقا فيما يقوله لسانها قبل الحديث؟

لا تصدق حقا، لا تصدق ما حدث؛ لقد أوشكت على الهلاك بين يديه، لقد كادت أن تنتهي! لا تعلم كيف تركها أو حتى متى وما الذي حدث ليتركها... لقد كاد أن ينهي كل شيء ليتركها ببطء لينظر لعينيها، لقد رأت نظرة الألم واللوم في عينيه، لا تعرف كيف استطاع الدمج بينهما ليحادثها بينما هي تتوسّله يتركها، تذكره بوعده لها وكلامه بأنه لا يأخذ امرأة أبدا مرغمة ليرد قائلا: "ماذا يا شجاعة؟، أليس من الشجاعة أن تتحملي نتيجة أفعالك وأقولك؟".

ليكمل: "هذا يكفي؛ لقد سئمت واكتفيت من عقابك الذي أكره نفسي بعد فعله أكثر منك. اسمعيني جيدا، لن أتوسل حبك أبدا؛ انتهى احتمالي؛ أنت سوف تظلين زوجتي لأني أريد ذلك، والغبي قلبي الأحمق الذي اختارك أنت".



ليصمت برهة ويكمل: "اسمعيني جيدا، لن أكرر كلامي... الوجه الذي كنت ترينه لكسبك واحتمالك انتهى، أنت يجب أن تتعاملي باحترام مع الجميع"، ليقترب منها مرة أخرى ممسكا بفكها قائلا بحزم: "لسانك هذا تضعينه داخل فمك؛ لا أريده أن ينطق إطلاقا بالحماقات... إحراجي مرة أخرى سوف أقطع لسانك".

لينظر لها لبرهة بشعرها المشعث وعينيها المليئة بالدموع ليقطع تأمله صارخا بها: "مفهوم مي؟".



لتهز رأسها وهي مستمرة في البكاء- بنعم... لينفض يده بعيدا عن وجهها بعنف لينهض بعد ذلك تاركا الغرفة بأكملها لتسمع بعد دقائق غلق باب الشقة بصوت مدو.

ومن وقتها لا تقوى على النهوض حتى لتغير ملابسها الممزقة، فقط اكتفت بالاستلقاء تفكر: هل يئس حقا؟، ولماذا تركها؟

فلتحمد الله فقط على تركه لها، ليقاطع سكونها هذا جرس الباب لتقرر عدم الرد وتجنب أن يراها أحد وهي هكذا، ليستمر الطرق والجرس بإلحاح لتحاول النهوض لترى من؛ بالتأكيد ليس جاسر؛ فهو لن يحتاج إذنا للدخول!



لتنهض بتثاقل لتصدم بمظهرها أمام المرآة المواجهة لها، شعرها، وجهها، كلها؛ لتقيم نفسها وتنظر حولها سريعا على شيء ترتديه لتجد أحد قمصانه ملقى لتلتقطه لابسة إياه على بنطالها الجينز وتحاول ترتيب شعرها ومسح وجهها لتتوجه إلى الباب سائلة، من... لتجد رحاب هي من على الباب؛ لتفتح لها الباب سريعا ماسكة إياها من تلابيب بلوزتها وتدخل داخل الشقه غالقة الباب.

لتصرخ بها: "أخيرا يا خائنة، أنا تبيعيني رحاب لابن عمك؟ لقد رتبتوا كل شيء سويا!".

لترد رحاب محاولة الهدوء واحتواء الموقف؛ فهي تعرف تهورها وجنونها: "اهدئي مي واسمعيني".

لتقاطعها بجنون: "لا، لن أهدأ؛ أنت خنتني، أنت لا تعلمين ما يفعله بي...".

لترد رحاب بهدوء: "لقد أتيت لأعرف مَي وأسمعك وأوضح موقفي".





"أي موقف رحاب؟ أنك غدرت بي! أنك بعتني له! أنك أخبرته كل شيء عن الرهان؟!".



"أنا لم أحكي مي، أنت أخبرتيه وهو استطاع بسهولة الحصول على اعتراف من إحدى الفتيات المتحديات معنا في هذا الوقت وأنا ساعدته لأني استشعرت حبه لك مي، كما أنه وعدني بعدم أذيتك".



"وصدقتيه؟! لقد آذاني كثيرا...".

لتنفض رحاب يديها وهي تحاول أن تجاريها: "حقا مي، ماذا فعل؟ هل ضربك مثلا؟، هل أجبرك على شيء لا تريدينه؟، هل أخذ منك شيئا بغير حق؟... لقد حماك، نعم هو أخطأ وأنت أخطأت، كلاكما أخطأ مي، أنت لم تحاولي إعطاءه فرصة. أخبريني مي، كنت تبتعدين حقا -أنا أشهد- ولكن لماذا كنت تحاولين تقصي أخباره مني؟ لماذا عند خطبتك أردتيه أن يعلم؟".

"لا لم أقصد، كنت فقط أشعر بتأنيب وكنت أريد أن أتأكد أنه نسيني حتى لا يعود لانتقام مني".

لتقترب رحاب هاتفة قرب وجهها: "كاذبة، صديقتي كاااذبة".



"أنا لا أكذب، أنا أحب..."، لتصمت مي غير قادرة على متابعة الجملة.



"أكملي، تحبين من مي؟ أكملي".

"لا أحب أحدا، ولكنك خنتني".

"غبية يا مي؛ لم أخنك أبدا، ساعدته حقا لكن لم تكن خيانة، كان من حقه توضيح موقفه... لم أعلم أن تصلا إلى هذا الطريق. على كل حال، أنا آسفة".



"وماذا سوف أفعل بالأسف؟".

لتتنهد رحاب قائلة: "مي حبيبتي، حاولي عدم خسران كل من يحبك، حقا افتحي عينيك على الحقيقة قليلا، من أجلك مي وليس من أجل أحد آخر... وتذكري، زوجك يحبك؛ تحملك وصبر، ابتعد عما يزعجك. حاولي النظر لما بين يديك حتى لا تخسري كل شيء صديقتي، وأنا موجودة دائما إن أصلحت عقلك الصدئ هذا".

لتغادر بعدها تاركة إياها تفكر في كل ما يحدث.

::::::::::::::::::::::::::؛؛::؛؛؛؛؛:؛؛؛� �؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛:::::::::::::::::::::؛:؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛؛؛؛::::::::::::::؛؛::؛؛:::؛:؛:؛:؛؛: ؛/:؛؛::؛؛؛؛؛؛؛؛



لا تعرف كم مر عليها وهي جالسة على الأرض ضامة ساقيها إلى صدرها وهي تحاوطهما بذراعيها متكئة عليهم شاردة في كل شيء... كلام رحاب، أفعال المدعو زوجها، علاء الذي لا يكف عن وضع الرسائل وهو يرجوها أن تعلمه بمكانها، لا تعلم ماذا تفعل؟ تحلل كل شيء ولكنها متخبطة جدا بأفكارها، تفكر برد فعل جاسر: ماذا يقصد بكلامه هذا؟ هل حقا يئس سريعا منها؟ إذا لم لا يتركها؟، أو لماذا يحاول إرعابها وبعدها تركها؟ لماذا لا يكمل ما يبدأه؟ أهو حقا كما يقول يحبها؟

لتتنهد بتعب لترفع وجهها لتصدم به يجلس على أحد الكراسي بهدوء يتأملها؛ لترتعش حدقتيها ناظرة له.

لا تعرف ماذا تقول وهو لا ينطق؛ لتشيح بعينيها ليقوم بصمت ويغيب للحظات ثم يضع أمامها ما يبدو أنها ملابس لها، لينصرف بعدها بهدوء وكأنه لا يعنيه شيء ولا ما حدث!

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::



بعد مرور ثلاثة أشهر منذ ما حدث بقي وضع جاسر على ما هو عليه، لم يحاول الاقتراب منها أبدا -على الأقل وهي مستيقظة-، كانت تشعر به ليلا يأتي ليقف عند طرف السرير ليقف لبعض الوقت ثم ينصرف وكأنه يطمئن عليها، وفي بعض الأحيان الأخرى كان يقترب بنعومة ليقبلها على وجنتها أو رأسها ويظل لبعض الوقت ثم ينصرف لغرفته بدون أي كلام... أو عندما تجتمع العائلة يخاطبها ببعض الحالات، أو في بعض الأحيان يمازحها أمامهم، ولكن كالعادة تنتهي بأن يطول لسانها ليصمت تماما أحيانا، وأحيانا يجاريها حتى لا يحرجها أمام عائلته.

لقد جعلها تزور والدها أو أحيانا يأتي والدها، يقوم بكل ما تطلب ولكن يتحاشاها عند الانفراد في ملحقهم الخاص وكأنها لا تعيش معه.

"مي، أين ذهبت؟"، كانت حماتها تحدثها لترد مي: "أنا هنا لم أذهب لمكان".

"إذا لم لا تجاوبيني؟، هل سوف تسافرين مع زوجك أم معنا؟".



مي باستفهام: "إلى أين؟".



"إلى تلك المدينة الساحلية التي بها المشروع الجديد الذي سوف يفتتحه جاسر قريبا، ألم يخبرك؟".



"لا، لم يخبرني"، لتكمل مي بتلعثم: "بالتأكيد هو مشغول وكان سوف يخبرني قريبا بموعد السفر".



لتنظر لها مها طويلا كأنها تقيم الوضع ثم تتحدث قائلة: "اسمعيني ابنتي، أنا لا أعرف ما بينكما ولكن بالتأكيد ما بينكما ليس طبيعيا؛ تحفزه الدائم، وردودك التي أحيانا لا تفكرين بها، توترك في وجوده".

لتحاول مي الرد لتقاطعها والدة جاسر: "اسمعيني مي ولا تجاوبي، أنا لا أريد أن أعرف؛ إن اكتفى ابني بالصمت فسوف أحترم ذلك لأني بصراحة قمت بسؤاله لكن... مي، أنا أريد أن أسألك ابنتي، انسي أني حماتك... هل تحبين جاسر؟".



لتصمت مي؛ لا تعرف ما تقول حقا؛ الآن لا تعرف ما بداخلها: صراع، وتشتت، لا تعرف أي صراع؟، هل هي بدأت تميل له؟ وهل ما تحاول رحاب زرعه داخلها بأنها تحبه ولكنها تكابر... ولكن علاء! لتتنهد بضيق لتقاطعها مها: "لم تجاوبيني وأعتقد الجواب معروف مي من ترددك؛ أنت لا تحبيه".

لتقاطعها مي: "لا، ليس هكذا".

لتتراجع مها في كرسيها قائلة: "إذا أخبريني كيف حبيبتي، السؤال بسيط والإجابة سهلة: نعم أم لا؟".



مي: "أنت لا تعرفين القصة كاملة".

لتكمل بحيرة: "أنا حقا لا أعرف؛ بداخلي تخبط وعجز عن تحديد الإجابة".



لتربت مها على يدها: "حاولي أن تعرفي حبيبتي؛ مهما طال صبر الرجل لابد له من نهاية".

"مرحبا"، لتجفل مي من صوت جاسر؛ متى أتى؟ وهل سمع شيئا؟

ليعقد حاجبيه بضيق قائلا: "ماذا زوجتي، هل رأيت عفريتا مثلا؟".

حسنا، أكيد لم يسمع!

ليتوجه لأمه مقبلا إياها: "اشتقت إليك غاليتي".

"وأنا أيضا حبيبي، كيف حالك؟".

"جيد، ولكن مرهق قليلا".

مها: "ماذا حبيبي، ألن تسلم على زوجتك؟".

ليعتدل جاسر قائلا بسخرية: "لا حبيبتي؛ القلوب تسلم على بعضها وأنا وحبيبتي مي قلوبنا دائما متصلة، صحيح مي؟".



لتكتم مي غيظها بصعوبة، ها قد بدأ في السخرية... حسنا جاسر لنرى رد فعلك.

لتقف متوجهة له تقف على أطراف أصابعها لتطبع قبلة على خده قائلة: "نعم حبيبي، ولكن لا يمنع من السلامة عليك".



ليقف جاسر مذهولا للحظات ثم يتوجه لأمه مخاطبا إياها: "من هذه، أمي؟ وأين زوجتي؟".

لتكمل مي: "أنا هنا حبيبي"، لتنحني بطريقة مسرحية: "تحت أمرك".



جاسر: "حسنا آنسة مي، مرحبا بك". ليميل عليها هامسا: "هل تحضرين مقلبا جديدا؟، أخبريني لأني ليس لدي وقت أو مجهود". ليغمز بعينيه: "إلا لو كنت اشتقت للعقاب؛ أنا مستعد ولكن لنتخطى المقلب أرجوك؛ أنا حقا متعب".



لتقاطعهم والدته: "ولماذا الهمس بني، اصعد شقتك وتحدثا بدون أعداء".



ليهتف جاسر بتمثيل واضعا يده على كتف مي مقربا إياها بعفوية ناحية صدره: "ها، أنا علمت يا خبيثة: تريديني أن أخسر أمي الحبيبة".



لتضحك أمه: "وأعتقد أنك تحب ذلك بني من أجلها، صحيح مي؟".



لتضطرب مي من حضنه العفوي هذا وتحمر بخجل لتدرك ما تأخر لفعلتها.



"ماذا حبيبتي، ألن تردي على أمي؟".



لترد بأدب على السيدة التي تحترمها: "لا حبيبتي، أنت حبيبة الكل هنا"، لتكمل بخفوت: "أنا أردت إغاظته فقط".

ليشدد جاسر في احتضانها ضاحكا بصوت عال: "إذا حبيبتي أغيظيني كل يوم أرجوك لأنه بصراحة أعجبني".



لتنفض مي يده عنها هاربة من أمامه ليهتف جاسر من ورائها: "طفلة مجنونة"،



لتقاطعه مها: "مهلك بني".



ليجلس جاسر بجوارها: "ومن قال أني لا أتمهل ولا أصبر! ولكن يبدو أن لا فائدة"، هامسا في سره بذلك.



"أين ذهبت حبيبي؟".

"العمل أمي لا أكثر".

ليكمل: "هل سوف تأتين للحفل؟".

"نعم حبيبي سوف آتي أنا ورحاب وأحمد قبل يوم واحد".

"وأنا لا، أنا سوف أسافر غدا".

مها: "وزوجتك؟".

"لا، دعيها تأتي معكم".

مها: "لماذا؟".

جاسر بشرود: "هذا أفضل، أمي".

"لماذا؟".

جاسر: "أقصد لأني لن أكون متفرغا وهي لن تحب الجلوس وحدها. أنا سوف أصعد الآن حبيبتي لأرتاح قليلا".

"حسنا بني كما تحب".

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



بعد منتصف الليل يدخل جاسر ككل ليلة ليطمئن عليها لتفاجئه مي بالنهوض وإشعال الضوء ليقف جاسر على بعد إنشات من السرير ينظر إليها: "لماذا أنت مستيقظة؟".



"ولماذا أنت في غرفتي؟".



"كنت أريد شيئا ما".

مي ببراءة: "وما هو، جاسر؟".



جاسر: "لا يعينك"، ليستدير متوجها للخروج ليستوقفه صوت مي هاتفة من ورائه: "لماذا لم تخبرني عن السفر؟، ألا تريدني مع العائلة؟".

ليلتفت لها جاسر: "كنت سوف أخبرك، سوف تأتين مع أمي ورحاب".



"ولكني لا أريد أن آتي معهم".



"كما تريدين، لا مشكلة".



لتكمل مي بصوت خافت متلعثم: "أريد أن أذهب معك".



ليستدير لها جاسر عاقدا حاجبيه؛ هل هو يوم الصدمات من حمقائه؟ ماذا تخطط بالضبط؟



ليخاطبها بحيرة: "لماذا؟".



مي: "لماذا ماذا؟".

"تريدين أن تأتي معي! أنت تكرهين وجودي حولك، أنسيت؟".



مي بحدة: "لا لم أنس، ولكني أريد أن آتي معك وأنا من تسألك لماذا لا تريد اصطحابي؟".

ليستغفر جاسر بصوت عال: "مي، أو آنسة مي، انهي تلك الليلة ولا إجابة لك عندي... لا أريد اصطحابك ولا حتى النظر بوجهك".



لتهتف كعادتها بتسرع: "نعم جاسر، لا تريد النظر بوجهي لكنك تأتي لتقبيلي كل ليلة!".



ليقترب جاسر منها واضعا يديه حولها مستندا على ظهر السرير قائلا: "إذا أنت تعلمين بتقبيلي كل ليلة ولا تعترضين!". ليغمز بطرف عينه: "ماذا حبيبتي، هل يعجبك الأمر؟".

لتحاول مي الابتعاد ووجنتاها تشتعلان بخجل فطري قائلة بتلعثم: "أنا...".



جاسر بصوت أجش: "أنت ماذا آنسة خجولة؟".



"أنا لا أعرف، لقد خمنت فقط".

ليبتسم لها ابتسامة جانبية ليكمل بصوت خافت جدا يدغدغ قلبها: "اممم خمنت! إذا ما رأيك أن أختطف قبلة الآن ولتضيفيها لقائمة تخميناتك آنسة مي زوجتي". ليقترب منها بدون إعطائها فرصة الرد، يقبلها بخفة قبلا متتالية على جانب فمها ليصل لشفتيها ليقتطف قبلة طويلة لتمسك مي بكتفيه كأنها تقربه منها ليتركها أخيرا.

تنظر له بتشوش لينهض متوجها إلى الباب: "تصبحين على خير، آنسة خجولة... ولا، لن تأتي معي، إذا أردت سوف أنتظرك بعد ثلاثة أيام مع أمي والبقية". ليغمز بعينه: "نامي مي وتأدبي من تخميناتك المنحرفة".



لتنظر مي للباب بتشوش؛ ما الذي حدث؟ لقد سلمت له وأيضا استمتعت بقبلاته! لا إنها تريد المزيد أيضا! لتخبط نفسها على السرير تغطي وجهها بالوسادة: يا إلهي، ما الذي يحدث لي؟!

الفصل السادس عشر

لقد اشتاق جدا، اشتاق إلى المجنونة بكل أفعالها الحمقاء، بكل رفضها له ولحبه المجنون بها. مرت ثلاثة أيام الآن على سفره وتركه لها مع والدته، لقد كان يتعمد ذلك لعلها تشتاقه أو تحدد ما تريد؛ بعد أن سمع حوارها مع والدته لديه أمل في حيرتها أن تكون له ما تريد... هو يريدها بجنون، يعلم أن طريقة زواجهما وإجباره لها ليست بالطريقة المثالية ولكن هل كان يوجد حل آخر؟ وأيضا مع تبجحها الدائم بحبها...

عند تلك النقطة كالعادة لم يسيطر على غضبه وخبط مكتبه بعنف ليقاطعه صديقه وشريكه في العمل مازن: "ماذا حدث الآن للغضب؟ ارحمنا أرجوك قليلا واهدأ؛ غدا يوم فاصل لنا".



جاسر: "لا شئ، ولا يعنيك".



مازن: "هل أنت متأكد؟ أنا هنا أسمعك وأستطيع إعطاءك النصائح في الزواج. أعلم أنك تحتاجها".



لينظر له جاسر بسخرية قائلا: "كنت اعطها لنفسك يا مازن بدل فضيحة انفصالك المدوية بعد الشهرين والنصف من زواجك!".



لتظلم ملامح مازن عند ذكره لزواجه المتسرع من تلك المغنية،

مازن: "إذا دعنا نفكر في حفل غدا والترتيب له".



"كل شيء جاهز، أنا الآن سوف أتوجه للمطار لاستقبال العائلة".



مازن: "لذلك أنت غاضب إذا؛ زوجتك آتية".



ليقاطعه جاسر بغضب: "ماذا تقصد؟".

ليرفع مازن يديه باستسلام: "لا شيء، اهدأ".



"نحن أصدقاء لكن لا تتدخل فيما لا يعنيك".

مازن: "حسنا لكن أنت قلت العائلة، من تقصد؟".



جاسر بخبث: "أحمد وأمي وزوجتي".

ليسأل مازن بتسرع: "ورحاب؟".



لتميل زاوية فم جاسر بابتسامة: "لماذا؟، وما يعنيك؟".



"لا أبدا، أسأل فقط؛ والدتك لا تتركها أبدا".



"مازن، أخبرتك أنت أخي وصديقي لكن رحاب ابنتي قبل أن تكون ابنة عمي؛ أنا من ربيتها بعد موت والديها... ابتعد عنها؛ عائلتي خط أحمر".

"ولكن...".

جاسر: "لا لكن، ابتعد فقط حتى لا تخسرني"، لينهي حديثه مغادرا.



؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛)))))؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛؛؛؛))؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

بعد ساعتين في ردهة الفندق...



لا تعلم لم هي متوترة هكذا منذ أن استقبلهم في مطار المدينة الساحلية؛ لقد استقبل الجميع بترحاب إلا هي. لا تعلم لم كانت تريده أن يحتضنها مثل الجميع، حتى رحاب استقبلها بأحضانه! لتسأل نفسها: ما هذا، هل تغير من رحاب؟ وعلى من؟ على جاسر؟! يا إلهي، لقد جنت تماما؛ هي لا تريده، ظلت تؤكد لنفسها ذلك



حتى قاطعها صوته يخبرها بأن الجميع قد صعدوا لغرفهم وجاء دورهما كي يصعدا لغرفتهما، لترد بتسرعها المعتاد: "أين رحاب؟".

جاسر: "لماذا، ماذا تريدين؟".



"سوف أذهب معها غرفتها".



ليرد جاسر بعدم مبالاة: "كما تريدين، تعالي معي أوصلك".



لتسأله مي باستغراب وتردد: "ماذا، هكذا؟! هل وافقت؟".

ليمط جاسر شفتيه: "نعم هكذا، ماذا تريدين مني؟ أن أقول، أستعطفك قليلا وأعترض... لا حبيبتي، انتهى هذا الزمن. لا يعنيني ما تريدين، أنت هي التي سوف تحدد ما تريد، كما أني لا أريد مشاكل؛ لقد حضرت لهذا المشروع طويلا جدا وأنا لست على استعداد لأخسره".



لتصمت مي تماما؛ لا تجد ما تقول، ليمشي جاسر بجانبها آمرا إياها بالتحرك وهو يحمل حقيبتها حتى وصلا للطابق الذي توجد به غرفهم جميعا، ليحدثها قائلا: "هذا الطابق خاص بمصعد للعائلة فقط، خصصته أنا ومازن لنا لا أحد يستطيع أن يصعد إلا إن سمحنا بذلك".



لتسأله مي باستفهام: "هل هذا الفندق لكم؟".



"نعم حبيبتي، نسيت أنك لا تهتمين بأي شيء يخصني... نعم هو ملكي أنا ومازن، والآن نقوم بافتتاح واحد آخر بجانبه لأننا في المستقبل نريد جعله منتجعا كاملا".



"اه نعم، هذا جيد لكم".



ليميل عليها ويلفحها بأنفاسه قريبا جدا من شفتيها هامسا: "لنا مي، لنا جميعا". لتحاول مي الابتعاد ليصطدم جسدها بباب أحد الغرف ليقترب جاسر أكثر منها قائلا بصوت أجش هامس: "اشتقتك جدا واشتقت جنونك حبيبتي".



"أنا.. أنا متعبة جدا، أين غرفة رحاب؟".

ليكمل جاسر: "اشتقت تخميناتك مي جدا جداا، أخبرك بسر؟". ليكمل بصوت مليء بالعاطفة: "اشتقت تقبيل شامتك فوق شفتيك جدا". ليقترب منها وهي تنظر له كالمسحورة، ليفتح الباب فجأة لتسقط مي رأسا على عقب كعادتها وتطل رحاب من الباب عاقدة حاجبيها قائلة: "ما الذي يحدث هنا؟".



لتنظر لمي التي لا يعرفون أين رأسها من ساقيها من أثر السقوط، لينظر رحاب وجاسر لها وهما لا يستطيعان التوقف عن الضحك، ليهتف جاسر وهو يضحك: "هذا عقاب جيد لاختيارك رحاب عني، أنا الآن راض جدا مي".

ليقترب منها محاولا مساعدتها على النهوض ليستطيع أخيرا تبين ملامحها وتصحيح وضعها وإيقافها، لتنظر له مي ببغض وغيظ منه ومن رحاب ومن عدم توقفهم عن الضحك لتقوم بعض يد جاسر التي ما زالت ممسكة بها ليهتف جاسر: "مجنونة، أقسم أنك مجنونة... ما الذي تفعلينه؟".



"ماذا حبيبي؟، أشكرك كما يجب".

لتقاطع رحاب حوارهما الذي تعلم جيدا أين ينتهي: "ماذا تريدان أنتما الاثنان الآن؟ أنا متعبة وأريد أن أرتاح".



ليقول جاسر: "مي حبيبتي لا تستطيع الابتعاد عنك وتريد أن تقيم معك"، ليكمل متصنعا الحيرة: "أنا لا أعرف رحاب، من زوجها؟ أنا أم أنت؟؛ فهي لا تنفصل عنك".

لتهتف مي بصدمة: "ماذا؟ ما الذي تقوله؟"، لتخاطب رحاب وهي تمسد على ظهرها من أثر الوقوع هاتفة بغضب: "أخبرتك رحاب بأنه مجنون وليس طبيعي، أخبرتك".



لترد رحاب: "لا يعنيني حقا؛ حلي مشكالك الخاصة بنفسك. ولا، أنا أرفض مشاركتك غرفتي؛ اذهبي مع زوجك أو اجعليه يأتي لك بغرفة لكن أنا لا أريدك معي... يكفي السيمفونية العذبة التي تطلقينها وأنت نائمة، أنا لم أنم جاسر منها لمدة ثلاثة أيام!".



ليرد جاسر: "نعم رحاب حبيبتي، أعرف؛ من أجل أن تعذري أخاك على ما يتحمله منها".



لترد رحاب متصنعة الأسى: "كان الله في عونك أخي؛ أعرف ما تتحمل".



لتقاطعهما مي: "أنتم عائلة مجنونة بالكامل وأيضا لستم جيدين، أنا لا أحبكم". لتغادر الغرفة لكن قبلها تضرب رحاب بشدة على كتفها.



ليغادر جاسر في أثرها قائلا: "أشكرك رحاب جدا".



"لا تشكرني؛ لا أحصل منكم غير الضرب وهتافها المجنون بكرهي".



ليغادر جاسر غامزا لها: "مازن سأل عنك، لكن رحاب احذري كما حذرته؛ لا تعطيه أملا في شيء مستحيل الحدوث". ليغادر الغرفة تاركا إياها في تفكيرها وقلبها الموجوع.





؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛



بعد بعض الوقت تقف مي بتردد في الغرفة لا تعرف ماذا تفعل أو تقول؛ لقد أتى معها الغرفة! لا تريد مصاحبته الآن في خضم مشاعرها وتفكيرها المضطرب به، بتخبط مشاعرها... لا تعرف هل اشتاقته حقا، ولكن هي لا تحبه فكيف تشتاقه؟ كيف تريد صحبته وكيف لا تريدها؟ لا تعلم؛ مشوشة جدا أفكارها الآن.

ليخرج جاسر من حمام الغرفة بعد وقت لتنظر له مي ببلاهة وهو لا يرتدي شيئا إلا (شورت) قصير وفي يده منشفة يجفف بها عضلات صدره، لا تستطيع حتى أن تغمض عينيها عما تراه أمامها؛ هذه مرتها الأولى التي تراه فيها هكذا!



لينظر لها جاسر بطرف عينه مبتسما ابتسامته الجانبية التي تزيده سحرا وجاذبية، قالت ذلك محدثة نفسها لتخفض نظرها سريعا بعد إدراكها لفمها المفتوح وعينيها الجاحظتان.



ليخاطبها جاسر متجنبا إحراجها: "ماذا مي؟ لماذا لم تنامي إلى الآن؟".



لتقول بتلعثم: "وأين أنام؟".



"على السرير".



مي: "وأنت؟".

"على السرير؛ أين سوف أنام؟".



"لا، أنت لن تنام بجانبي".



ليرد جاسر: "حبيبتي، أنت التي سوف تنام بجانبي وهذا من كرم أخلاقي، سوف أستضيفك... لا تنسي أنها غرفتي أنا وسريري أنا، وأعدك سوف ننام بكل احترام مثل أي أخوين حبيبتي".



مي باستغراب: "أخوين!".



ليمط جاسر شفتيه وهو يتوجه إلى السرير: "نعم أخوين حبيبتي، وهل ما بيننا غير الاحترام والأخوة؟ تعالي مي وانه ليلتك بدون مجادلة؛ أنا متعب وأنت متعبة وغدا يوم مرهق جدا لي؛ أرجوك من فضلك". لتنصرف مي بدون أي كلمة متوجهة إلى الحمام.





بعد بعض الوقت الذي يبدو أنه طال- خرجت مي من الحمام بمنامتها الطفولية للغاية برسومها الكارتونية من (توم وجيري) لتمشي ناحية السرير للنوم بتخبط وارتباك، لتنظر لجاسر: يبدو أنه نائم، لكن مع تجاربها السابقة معه لا تستطيع الجزم بذلك... لتسحب الغطاء بهدوء وتندس في جانب السرير محاولة تجنبه، وما إن اطمأنت لهدوئه حتى شعرت بالاسترخاء وأغمضت عينيها.



لتستشعر بعد برهة أنفاسه الحارقة لأعصابها تلفحها وهو يعلوها ويداه تحاوطها

لتفتح مي عينيها هاتفة: "كنت أعرف؛ أنت مخادع جدا... ابتعد عني".



ليقترب من أذنها هامسا: "عذرا حبيبتي لكنك مديونة لي وأنا لا أحب أن أترك حقي لأحد وبالخصوص عندما يكون حقي لذيذا جدا بنكهة الفراولة".



لتحاول مي دفعه بيديها واضعة يدها على صدره العاري لتسحب يدها سريعا قائلة بتوترها المعتاد في حضوره ووضعهما هكذا: "ماذا تريد؟، وعن أي دين تتحدث؟".



"لي عندك ثلاث قبلات بحق ثلاث ليال".



"ابتعد عني جاسر، أخبرتني بأنك سوف تفعل ما أريد".



"سوف أفعل لكن بعد تسديد دينك، وحتى لا تتعصبي اعتبريه تخمين أو أحلام". ليقترب من شفتيها يلثمها بخفة ورقة شديدة وبين نفس وآخر يهتف برقم العد بصوت خافت جدا:

"واحد...

اثنان...

ثلاثة...".

لينهي عده بتقبيل كل إنش في وجهها:

"أربعة... أشكرك لأنك أتيت إلى هنا". ليعتدل من إحاطتها

قائلا: "تصبحين على وجهي حبيبتي".



لتستدير مي إلى الجهة الأخرى بالعة ريقها بتوتر من أثر المشاعر التي عصفت بها، ليقترب منها مرة أخرى ساحبا إياها إلى أحضانه... لتحاول الإفلات بتردد بصوت أجش لينهيها: "هشششش، اهدئي حبيبتي؛ أخبرتك نحن أخوان محترمان".



"وهل هناك أخ يفعل أفعالك؟".



ليضحك جاسر بخفوت: "حسنا، لديك حق... ليس أخوين جدا -أعترف-".



لتصمت ويصمت تماما لتنطلق أصوات شخيرها عاليا ليضمها جاسر إليه: "مجنونة وبشخير لكني أحبك جدا جدا".

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::؛؛؛؛::: ::::؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛::::::::::::::::::؛؛؛ :::::::::::::؛::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::



في منتصف اليوم وقبل الذهاب إلى الحفل ببعض الوقت- تقف مي تتنفس بغضب من رحاب التي رفضت بشكل قاطع مساعدتها في التحضير للحفل، ليدخل عليها جاسر مخاطبها: "مي، لماذا لم تجهزي إلى الآن؟".



لتنفخ مي بضيق: "اتركني الآن، لا ينقصني إلا أنت".

"تأدبي مي وأنت تحدثيني وأخبريني ماذا بك؟".



لتقول مي بتردد: "أنا سوف أرتدي حذاء مفتوحا في الحفل".



جاسر بحيرة: "لا أفهم! ما المشكلة؟".



مي: "أريد طلاء أظافري".



ليرفع جاسر حاجبه: "إذا اطليها، ما المشكلة لا أفهم حقا؟".



لتنفخ مي بضيق قائلة: "أتصدق؟ من غيرك كنت لا أعرف ذلك! لا ينقصني إلا أنت. افهم، أنا لا أستطيع؛ لا أعرف ولَم أعتد؛ هناك من يساعدني دائما ورحاب لا تريد مساعدتي رافضة حتى الفكرة".



ليقترب منها جاسر ممسكا بزجاجة الطلاء قائلا: "اجلسي".



مي بغباء: "لماذا؟".

"سوف أساعدك أنا لكن ارشديني، ما الذي سوف أفعله؟".



"لا لا، مستحيل... ما الذي تقوله؟".

ليمسك جاسر كتفيها يجلسها على أحد الكراسي ويجلس هو القرفصاء قائلا: "لا تضيعي الوقت، ارشديني ماذا أفعل".



لتنظر له مي باضطراب وتعجب وحنق على نفسها؛ غبية، غبية يا مي، هل سوف يجعلك تستسلمين من أجل بعض تصنع اللطف؟ لتحاول التماسك قليلا وترشده ماذا يفعل.

بعد أن انتهى من الطلاء لها نظر بفخر لصنيعه قائلا بمزاح: "لقد أحسنت صنعا حقا؛ من الْيَوْم قرار: لن يساعدك إلا أنا".



لترد وهي مازالت حائرة في تصرفاته معها وفِي وجيب قلبها الذي أصبح يدق برعونة في حضوره: "شكرا لك، أنا ممتنة لذلك".



ليضع ما بيده جانبا ويقف من جلسة القرفصاء مائلا عليها يحاوطها بذراعيه وهي جالسة على كرسيها مدعيا الذهول والمرح: "مَي تشكرني! لا أصدق حقا، هذا يوم تاريخي".



لتبتلع ريقها من قربه هكذا وتجيبه بصوت خافت: "أنت تستحق بعد أن تخلت عني رحاب".



ليحرر يدا من إحطاتها ويرفع وجهها له من ذقنها قائلا بصوت دافئ: "أنت لا تحتاجين أحدا طالما أنا هنا، حتى لو في أمور الفتيات تلك سوف أحاول المساعدة".

ليعود لمرحه: "رغم أني لا أضمن النتيجة".



لتتسمر هي ناظرة له: جذاب، رائع، حنون عندما يريد، مجنون ومرح ويحبها كما أثبت كثيرا، يقولها بدون تردد مرارا على عكس معظم الرجال؛ إذا ما الذي يمنعها؟

لم تنتبه من شرود أفكارها إلا عندما لاحظت نظراته لها، ينظر لها وكأنه يقول لها: يكفي، يستجديها حبها بطريقة أخرى لم تستطع خفض عينيها عن عينيه مأخوذة بنظراته التي تُشعرها أنه لا يوجد أنثى على الأرض مثلها.

ليقترب منها أكثر، أنفاسه تلفح وجهها ليطبع قبلات رقيقة على وجنتيها ثم يصل لشفتيها يطبق عليهما برقة؛ لم تشعر بنفسها عندما رفعت يديها تحاوط عنقه ليقوم بمحاوطة خصرها رافعها عن كرسيها ويتعمق في تقبيلها ولكن ببعض الجموح والقوة، ليترك شفتيها ويقبل عنقها ووجنتيها وما يصل إليه منها، ليعود لشفتيها من جديد... لم تشعر بنفسها إلا وهي تبادله عاطفته بعاطفة مستسلمة لما يفعل بدون أي مقاومة.

يغمغم لها من بين قبلاته بكلمات عشق وحب وغزل لها، لم تشعر به وهو يفك أزرار ملابسها، ولكن قبل أن يتخذ أي خطوة يجفلهما معا طرق عنيف على باب الغرفة لتشهق بفزع محاولة الإفلات منه وهي تفيق من تلك المشاعر التي عصفت بها معه، ليشدها له رافضا إفلاتها يضع رأسه في عنقها ليقول وهو يلهث؛ يحاول تصنع المرح في نبرته المضطربة من جراء مشاعره: "ما بك؟ لا تخافي؛ تذكري أنك زوجتي يا آنسة، أي لا شيء مريب تخافين منه".

لتحاول الإفلات منه مدعية الغضب من خجلها مما حدث واستسلامها: "ابتعد عني حالا؛ أنا... أنا لم أفعل شيئا، أنت من تحاول استغلال الفرصة". ليتركها ببطء مع ازدياد الطرقات قائلا لها وهو يغمض عينه: "لن أحاول مجادلتك؛ يكفيني ما حصلت عليه مَي ولولا الأحمق الذي على الباب لكنت أطفأت نار جسدي ورويت ظمئي أخيرا منك".

لتشهق بخجل هاتفة: "وقح".

لتجلجل ضحكاته مداريا بها اضطراب مشاعره ليفتح الباب ينظر لمازن بغضب: "ماذا الآن، الحفل باق عليه أكثر من ساعتين؛ ماذا تريد يا غبي؟".



لينظر مازن لهيئته التي تبدلت: أزرار مفتوحة، شعر متبعثر، ووجه ملطخ باللون الأحمر؛ ليبتسم بخبث قالئلا: "كنت أعرف".

"ما الذي تعرفه بحق الله؟ سوق أقتلك يوما ما مازن".



ليضحك مازن: "رتب نفسك أولا؛ أول الوفود وصل... أمامك عشر دقائق لتعود كما كنت، ولا تنس مسح وجهك جيدا".





:::::::::::::::::::::::::::::::::::؛؛::؛:::؛:: ؛؛::؛:؛؛:::؛؛:::؛؛:؛::؛؛:؛:؛::؛؛



في الحفل تجلس بمفردها على إحدى الطاولات، تنظر بضيق وبعض الحزن والحنق على جاسر الذي يراقص المدعوة ولاء، تلك الشمطاء لم تتركه لو لحظة! إنها علمت بأنها أخت المدعو مازن ثقيل الظل؛ هو السبب في أن يتجنبها جاسر والجميع بعد أن استفزها ببعض الكلمات لترد عليه بتهورها المعتاد عندما سألها من تكون لتجاوبه بأنها أخبرته سابقا وأنه ثقيل الظل... وما زاد الصورة سوءا بأنها عرفت نفسها باسمها للجميع متجنبة ذكر أنها زوجته؛ ليقابل تعريفها بأن يعرفها بأنها صديقة رحاب فقط، ومن وقتها وهو يتجنبها وتلك السحلية ملتصقة بِه كالعلقة.

ما الذي حدث؟ هل هذا ردها على تأثرها بما فعل معها؟!



لتنظر له وهو يقول لتلك السحلية شيئا ما لتنفجر الأخرى في ضحك صاخب وتنظر للجميع منسجمين جدا ماعداها، حتى حماتها المصون. حسنا هذا ليس مكانها، لا أحد يريدها هنا، لتنسحب بهدوء خارج القاعة مبتعدة تمشي بلا هدف حتى تصل إلى الساحل تمشي بمحازاة الشاطئ لا تشعر بالمطر الذي يبللها من كل جانب لتحاول الدخول إلى البحر لكن يد تجذبها بشدة إلى الوراء... طبعا ومن غيره يفعل معها ذلك؟! لتحاول مسح عبرتها قبل أن تستدير له ليهتف بها: "هل جننت؟ ماذا تفعلين بالضبط؟".



لتحاول مي التحدث بصوت عادي حتى لا يتبين بكاءها: "لا يخصك جاسر، ارجع لحفلك ودعني الآن".



"لن أدعك آنسة مي، ماذا الذي فعلتيه بنفسك؟". لينظر لها يقيم وضعها: ملابسها مبتلة بالكامل، أطراف ثوبها مليئة بالرمال، و... وكأنها تبكي! هل زاد في تجنبه وعقابه لها؟



مي: "ما أفعله لا يخصك فأنا مجرد صديقة لرحاب"، لتخلص يدها جالسة على الرمال على أطراف الشاطئ متوجهة إلى البحر.

ليحلس بجانبها قائلا بهدوء: "حذرتك مي، وأنت أول ما فعلتيه كانت عادتك الحمقاء بتعريف نفسك: آنسة! ماذا أقول، زوجتي آنسة؟ أنت مستفزة وتجعليني أغضب بجنون، لا أعلم كيف أسيطر على أعصابي".



"صديقك استفزني، كما أنك تلتصق بالمدعوة ولاء طوال الحفل، أعتقد بأني قدمت لك خدمة حتى تستطيع التواصل معها جيدا... أتعلم؟، تليق بك كثيرا".



"أولا، صديقي أنت من أعطيتيه الفرصة لذلك مي...

ثانيا، كيف تقولين بأن بيني وبين ولاء شيء؟ أجننت؟ ولاء تكون...".

ليتوقف تضربه فكرة مجنونة ليعقد حاجبيه: "مي، أنت تغارين علي، هل يعقل هذا؟!".



لترد مي باستنكار: "ماذا؟ أغار أنا من تلك وعليك؟ هل جننت! اه لا، أنت مجنون بالفعل جاسر؛ أفق، أنا أكرهك وأبقى معك مجبرة ومنتظرة الخلاص".



ليقف جاسر ساحبا إياها من يدها: "حسنا، حقا أنا اكتفيت منك؛ غدا سوف أحجز لك على أول طائرة إلى والدك، مي".



"هذا أفضل؛ أنت لا تعرف مدى فرحتي بذلك".



"حسنا مي، وأنا أيضا صدقيني... والآن هيا معي".



"اتركني، إلى أين تذهب؟"

ليسحبها خلفه متوجها إلى الفندق بملابسهم المبتلة المليئة بالرمال وهي تهتف من ورئه بجنون، ليصعد بها من باب خلفي متجنبا الباب الرئيسي ليصلا إلى الغرفة ليترك يدها متوجها لمنتصف الغرفة يخلع ملابسه بعنف لتهتف مي: "ماذا تفعل؟ أنا لا أخاف منك؛ لعبة كل مرة تلك لا تليق جاسر".



ليرد جاسر عليها: "ومن قال أني أريد أن ألعب معك؟ أي لعب مي؟ أنا انتهيت حقا منك ولا أريد أي محاولات معك؛ أنت تكرهيني وأنا أيضا بدأت أشعر حقا بكرهي ينمو تجاهك؛ تحرميني، تثيرين جنوني، تجعليني دائما متحفزا وأنا حقا مللت وتعبت... أنا سوف أغير ملابسي وأذهب".



"ماذا تعني؟ هل كرهتني؟ حقا أنا سعيدة".

لترفع حاجبها وتضيف: "اه نعم، سحليتك موجودة الآن وها أنت ذاهب لها".



"سحليتي! ماذا تقولين أنت؟".

لتصرخ بِه مي بجنون: "المدعوة ولاء".

جاسر ببرود: "لا يخصك، اخلعي ملابسك وارتدي شيئا واجهزي؛ غدا سوف ترجعين المدينة لوالدك".



مي بعناد: "لا، لن أغير شيئا ولن أغادر ولا يخصك". ليقترب منها جاسر قائلا: "يخصني مي؛ اخلعي ملابسك الآن وغيريها؛ سوف تمرضين يا مجنونة".

مي بسخرية: "لا، صاحب أكبر قلب به حنية!".



"اخلعي ملابسك فأنا لا أيد مصيبة بمرضك الآن يا مي وإلا سوف أخلعها أنا عنك". لتهتف مي وهي متجهة إلى الحمام: "أكرهك".



ليرد جاسر: "وأنا أيضا".

بعد بعض الوقت تخرج مي من الحمام ترتدي (الروب) الخاص به بعد أن شعرت بهدوء الغرفة؛ لقد غادر... هي لا تعنيه، لقد كرهها حقا! لتعود للبكاء لتنظر أمامها لتصدم به يجلس على طرف السرير ومازال لم يرتدي ملابسه، يكتفي ببنطال قطني ممسكا برأسه بين يديه وينظر إلى أرض الغرفة، لتحاول التراجع إلى الحمام ليقول لها بصوت خافت: "لماذا كنت تبكين؟".

لتقول مي بصوت مبحوح: "لم أكن أبكي".



ليقف جاسر مقتربا منها: "لا، كنت تبكين... لماذا يا مي؟".



"أنا... أنا...". لتنفجر في البكاء مرة أخرى، ليقترب منها جاسر بتردد يحاول احتضانها ليصدم برد فعلها؛ فبدلا من أن تبعده مثل كل مرة تتشبث به وتدفن رأسها في صدره، ليحاول أن يرتب على ظهرها لتظل لدقائق هكذا لتقاطع بكاءها: "أنت كرهتني وكنت تتجنبني والجميع في الحفل، والآن تريد الخلاص مني سريعا جدا... لماذا؟".



ليتنهد جاسر قائلا: "أنت تستحقين التجنب مي بعد أن أحرجت الجميع، ولكن أنا آسف حقا؛ لقد قمت بزيادة الأمر قليلا". ليبعدها عن صدره ناظرا إلى وجهها: "ولا، أنا لا أكرهك ولا أستطيع؛ قلبي الأحمق يحبك... لكن حبيبتي لكل إنسان طاقة تحمل وأنا تعبت، أعلم بأني أجبرتك ولكن ماذا كنت أفعل؟ لم يكن أمامي حل آخر وأنت لم تعطني فرصة أبدا وإلى الآن لا تريدين إعطائي يا مي؛ هذا متعب جدا".



"أنا لا أعرف... أنا أشعر بالتخبط ولا أعلم ماذا أجيبك حتى".

ليقول مخاطرا بكل شيء؛ يعلم أنه ليس لديه قاعدة يركن إليها في مشاعرها ولكنه تعب حقا...

"الجواب بسيط يا مي لإنهاء تخبطك، هل تريدين العودة لوالدك أم المحاولة معي؟".



مي: "لا أعرف".



"(لا أعرف) لن تحل شيئا مي".

"فقط لا تذهب الآن وتتركني".



"لا، لن أتركك". لتنظر له مي سائلة: "أبدا؟".



لينظر لها جاسر بشعرها المبلل وروب الحمام الوردي، بعيني القهوة ووجنتيها المرتفعتان، وشفتيها التي تفقده صوابه؛ ليبتلع ريقه مبتعدا عنها يعطيها ظهره؛ شهية، كل ما بها يناديه... لقد تعب حقا؛ يريد أن يرس إليها، إلى متى يظل الوضع هكذا؟



لتقترب مي منه تلامس ظهره بخفة تعيد سؤالها ليلتفت إليها لترى عينيه المليئة بالشغف والاثارة لينظر لها قئلا: "أبدا يا مي، أبدا". ليقترب منها يضمها إليه يحاول لثم وجنتيها لترفع مي وجهها إليه تنظر له قائلة بتردد وخجل: "ابتعد جاسر"، ليقترب من شفتيها قائلا: "لم أعد أستطيع...". ليقبلها بشغف وقوة وعنقها ليرفع يده يحاول إبعاد روبها قليلا يقبلها بشغف لتذوب جراء يده من استسلامها، لتشعر بأن ركبتيها ما عادت تتحملانها ليرفعها إليه وهو يتعمق في تقبيلها لتساوي طوله؛ لتشعر مي به بعدها بلحظات يضعها برفق على الوسائد وهو مستمر في تقبيلها، لينضم إليها بعدها يعلوها ليترك شفتيها قائلا بصوت مثقل بالعاطفة هامسا: "مي، حددي والآن لأن لا رجوع أبدا بعدها... تبقين معي أم تغادرين؟".

لتنظر له مي بتشوش؛ ما الذي يقوله الأحمق الآن؟ لتجذبه هي إليها بخجل ردا على سؤاله ليعاود تقبيلها وتلمسها متأوها بعاطفه منفلته


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 03:05 AM   #7

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الفصل الثامن عشر



ظل ينظر لها وهي غافية بين أحضانه، لم ينم ليلته؛ لا يصدق إلى الآن... مي استسلمت له وعن رضا كامل! لم يشعر في حياته كلها بهذا الكم من السعادة؛ مجنونته الصغيرة! لم يدرك أن من الممكن أن تفعل به كل تلك الأفاعيل في مشاعره وجسده.

ضحك بخفوت؛ المجنونة في نقطة ما بدت له أنها تريد التراجع وهي تبعده عنها بضعف متحدثة بصوت هامس:"أنت أخبرتني أنك سوف تجعلني آتي لك برضاي حتى تذلني وتنتقم".

لكن هو فهمها: يبدو أنها أفاقت قليلا وانتابها الخوف والتردد الطبيعي لكل فتاه عند تلك اللحظة؛ حاول أن يهدئها ويضمها أكثر وهو يهمس لها من بين لمساته: "بل أنا من أطالبك بالانتقام مني بالطريقة التي ترضيك أنت حبيبتي؛ لم أقصد هذا أبدا، لا تخافي أبدا مني أنا لن أؤذيك أبدا".



لتحاول أن تتناقش ليزمجر فيها بخشونة يقبلها وينهيها عن أي مناقشة أو تردد

محاولا أن يبثها الأمان قدر استطاعته.



تحركت بين ذراعيه ببطء لتفتح عينيها تدريجيا لترى وجهه المبتسم لها وتشعر بعينيه تلتهم ملامحها لتخفض عينيها بخجل عندما تذكرت كل ما حدث؛ لا تقوى حتى على مواجهته... تشعر أنها تحلم؛ هل سلمت لجاسر عن كامل رضاها؟ هل حرك بها مشاعر لم تشعر بها من قبل؟ لقد دغدغ كل مشاعرها وأنوثتها بكلماته فكيف لا تستسلم له!

لتسمع صوته يهتف بها متصنعا الندم يقول: "كيف فعلت ذلك يا مي؟ أنت غررت بي، أليس لديك إخوة رجال؟ كيف سوف أواجه المجتمع بعد فعلتك؟ أنت أجبرتني على الانحراف".





لتفتح عينيها بصدمة: "ماذا؟ ما الذي تقوله؟". لترفع حاجبيها وهي



تنهض تواجهه وهو ما زال على وضعه مستريح على الوسائد



"من المفترض أن أقول أنا ذلك؛ هذا الذي يحدث عادة".



ليضحك بصوت عال واضعا يديه خلف رأسه قائلا: "كنت أعرف أنك سوف تفعليها فحدثت نفسي بأن أسبقك، كما أننا لسنا عاديين ميوتي".



لتنظر له بغيظ: "تمزح؟!"



لينظر لها متفحصا وهي تجلس مواجهة له متشبثة بتلك الملاءة كأنها سلاحها ليضحك ضحكة جانبية آمرا إياها: "اقتربي".



مي: "لماذا؟".



"قلت اقتربي مني الآن وإلا سوف أريك".



مي بعناد: "لا، وأرني ماذا سوف تفعل...".



لينهض جاسر ممسكا إياها ليقوم بتعديل وضعها جاعلها تحته وهو يعلوها واضعا يديه حول رأسها قائلا: "سوف أفعل ذلك حبيبتي عند كل لا تقوليها". ليقترب يلثم شفتيها ووجنتيها المحمرتين بخفة.



لتهتف به بغيظ: "أنت غليظ جدا".



: "لا يهم، المهم أنك الآن معي لا يفصل بيني وبينك غير تلك الملاءة السخيفة والتي سوف أنزعها الآن".



لتقول مي: "إياك؛ سوف أصرخ".

ليضحك بصوت عال قائلا قبل أن يميل إلى شفتيها مرة أخرى: "لقد فات أوان ذلك مي".





بعد وقت طويل...

هتفت مي بعد أن اعتدل المجنون: "أكرهك جاسر".



ليضحك وهو يضمها إليه: "لا يهم أن تكرهيني طلما كرهك لذيذ هكذا".



لترد مي من بين أسنانها: "أنا المخطئة".



"نعم حبيبتي، الفتاة دائما المخطئة؛ هي من تسلم... ولكن لا تقلقي سوف أتزوجك، أعدك".



لتضحك مي وهي تضربه على صدره: "أنت حقا مجنون".



ليرفع وجهها إليه قائلا لعينيها: "بك، نعم مجنون جدا بك... وأقسم بأني لا أعرف لماذا!".

لتهتف به مي تداري تأثرها: "أنت غليظ جدا".



"نعم، ولكني أحبك جدا جدا حبيبتي".



ليقطع كلامهما رنين هاتفها؛ لتستدير مي تجلبه من جانب السرير لتنظر له بتوتر وخوف لينظر لها جاسر باهتمام قائلا: "ماذا حبيبتي، ما بك؟ ألا تريدين الرد؟".

لتجيبه بتوتر: "لا لن أجيب؛ إنها... إنها صديقة غير مهمة و..و...وأيضا لحوحة جدا ولا أريد التحدث معها مرة أخرى". لتغلق الهاتف نهائيا.

لينظر جاسر إلى توترها، حسنا هناك شيء ولكن لن يضغط عليها؛ كل شيء بوقته.

لتجلس لبعض الوقت شاردة؛ تفكر وتحسم أمرها، إنه علاء من كان يحادثها، تريد أن تخبره بكل شيء... هي سوف تنهي تلك القصة؛ لقد ارتضت بوضعها القائم مع جاسر زوجها؛ سوف تنهي ترددها وتسلم بالأمر، هذا أفضل للجميع... سوف تبدأ صفحة جديدة، ولكن كيف تخبره بأنها حادثت علاء أكثر من ثلاث أو أربع مرات؟ سوف يقتلها، هي تعرفه مجنون ولكن يجب أن تخبره وسوف تشرح له، كانت مجبرة ومتخبطة لعله يفهم شيئا.

لتعود لاضطرابها؛ جاسر ويفهم، وعلاء... هل جننتي يا مي؟ هذا مستحيل!



سوف يقتلك ويقتله، لتتنهد بقنوط ليقاطعها جاسر من شرودها وهو يلمس أعلى كتفيها: "ما بك؟ ولم كل هذا الشرود؟ هل صديقتك تلك تزعجك أو تسبب لك المشاكل؟ أخبريني لو أردت".



لتنظر له بتأمل؛ هل سوف يفهم؟ لتهز رأسها: مستحيل؛ لقد اتهمها قبلا بالوقاحة لمجرد أنها قالت أنها تحب علاء، فكيف إن عرف بالمكالمات والرسائل؟!

ليعود للمسها وانتشالها من شرودها: "إن كنت غير مستعدة لا بأس في أي وقت أنا جاهز لسماعك... أنا أريد أن أكون لك الصديق والزوج والحبيب، لطالما أردت ذلك حبيبتي، تذكري ذلك". ليضع يده على قلبها: "وأريد هذا بشدة، لي مي، لي وحدي بدون حيرة أو تردد، كما...". ليكمل مشيرا لعقلها مكملا بمرح: "كما أريد لهذا أن يتوقف عن الجنون -لو سمحت-، على الأقل أمام الناس، أما بيننا أرجوك اطلقي كل جنونك".

لتومئ برأسها علامة الموافقة بصمت ليرن تلك المرة هاتف الغرفة ليفلتها متناولا الهاتف مجيبا: "من؟... آه نعم أحمد، ماذا تريد؟".



ليهتف أحمد به: "أين اختفيت منذ الأمس تاركا الجميع؟ هل هذا أسلوب للعمل؟".



ليرد بهدوء: "لا يخصك أين اختفيت، وأيضا أي عمل؟ لقد كان حفلا وقد رحبت بالجميع ومن المفترض أنك ومازن مكاني".



احمد: "ولكن الجميع سأل عنك وأنت مختف منذ الأمس، واتصلت بك على هاتفك كثيرا".



"لا أعلم أين هاتفي أحمد، أعتقد أني نسيت أن...". ليصمت هاتفا ببرود: "هَل تحقق معي؟ أخبرتك لا يخصك، والآن ماذا تريد؟".



ليرد أحمد بتردد: "اه نعم، هناك أحد الأشخاص يصمم على مقابلتك".



"قابله أنت أو مازن؛ أنا لا أستطيع".



"لا يا جاسر، هو يريدك أنت، ولا أعتقد أنك تريد لأحد أن يتحدث معه غيرك".

ليعقد جاسر حاجبيه: "لماذا؟ ومن هو؟".



أحمد: "فقط تعال إلى مكتبك الآن في أسرع وقت، هو موجود أمامي الآن".



"اعطني بعض الوقت وسوف أكون عندك سيد غامض، انتظرني".



لينهي المكالمة ناظرا لتلك المتوترة، ماذا بها؟ كان كل شيء جيدا قبل تلك المكالمة... ليذهب لأحمد ويعود لها ليعرف كل شيء.



ليحدثها قائلا: "آسف حبيبتي، كنت لا أريد تركك ولكن يبدو أن شيئا مهما قد حدث".



لتقول مي: "لا تذهب، أرجوووك".



ليقترب منها قائلا بصوت ضاحك: "ماذا حبيبتي، هل أصبحت لا تطيقين البعد عني؟ لا أصدق!". ليضع يده على قلبه بطريقة مسرحية: "قلبي الصغير لا يتحمل مي".



لتقترب منه بدون تفكير واضعة يديها على صدره العاري ناحية لقلب كما يفعل معها قائلة: "لا، قلبك كبيروأنا به، أليس كذلك؟ دائما وأبدا كما قلت".



ليمسك بيديها مقبلها: "نعم حبيبتي، أنت به دائما وأبدا وهذا وعد مني، ولكن يجب أن يكون قلبك هكذا أيضا".



لتنظر له غير قادرة على الكلام أو الرد؛ تريد أن تخبره، هي حقا تشعر الآن بمدى غبائها؛ هو دائما كان هناك وهي من كانت تدفنه دائما بإنكارها ورفضها الدائم له.



لينظر لها... لا، لن ييأس الآن؛ لقد قطع الكثير معها وهو قادر على إنهاء ذلك التخبط والحيرة. ليتحرك ناحية الحمام وهو يقول: "حبيبتي، تستطيعين العودة للنوم حتى أعود"، ليمازحها: "فأنت متعبة، أليس كذلك؟". لتضربه بإحدى الوسائد هاتفة: "غليظ"، ليضحك وهو يختفي...



بعد بعض الوقت لم تتحرك من جلستها؛ تنظر له وهو يرتدي ملابسه ويستعد للمغادرة غير قادرة على أن تخفض عينيها كأنها تريد حفظ تفاصيله لينهي استعداده متوجها إليها ليميل طابعا قبلة على جبهتها هامسا: "سوف أعود سريعا؛ ارتاحي قليلا الآن ولا تفكري كثيرا". لتومئ بصمت، لماذا تشعر أن الآتي أسوأ وليس ورديا كما يعد!

::؛:::::::::::؛::::::::::::؛؛؛؛؛::::؛؛؛: :::::::::::::::؛؛:::::؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛:؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛



يدخل جاسر إلى مكتبه في الفندق متوجها لمكتبه ليصدم بمن يجلس على الأريكة الجلدية لينظر له ببرود محاولا السيطرة على غضبه، ليكمل طريقه ويجلس على مكتبه قائلا: "ماذا هناك، وما الذي بك إلى هنا يا دكتور علاء؟أعتقد أن ليس بيننا أي شيء لزيارتك هذه!".



لينظر له علاء مبتسما بخبث غير مبال بمازن الجالس معهم بعد مغادرة أحمد: "لا سيد جاسر، بيننا الكثير والكثير، بيننا شيء مهم جدا أنت أخذته غصبا عني وأنا أريد استرداده؛ خصوصا إن كان هذا اليء يستنجد بي يوميا لنجدته منك... حتى أنها أخبرتني أن آتي إلى هنا لأكون بجانبها".



لينهض له جاسر بغضب ممسكا به من أعلى قميصه يجبره على النهوض قائلا بشر: "أنت لن ترتاح إلا أن أقتلك بيدي الحرة، اصمت والتزم حدودك وإلا أقسم أنك لن تخرج من هنا إلا محمولا على ظهرك".

ليكمل علاء غير مبال: "اهدأ يا سبع الرجال الغاضب؛ قبل أن تقتلني كان أولى بك أن تحترم نفسك وتترك من تكرهك وتهاتفني كل يوم لإنقاذها ومواساتها كل ليلة... وطالما أنت رجل هكذا وبكل هذه العضلات"، ليكمل هامسا: "لماذا تنام بغرفة أخرى؟ ولماذا إلى الآن زوجتك لم تصبح زوجتك الفعلية؟ يا للخسارة، عضلات فارغة...". وقبل أن يتم كلمته كان جاسر ينقض عليه بجنون يوجه له اللكمات والركلات بجنون وهو يقول: "اصمت يا حقير يا قذر، كاذب، حقير، حاقد".

ليهتف علاء بجنون مثله من أثر الضرب: "ماذا، ألا تصدق؟". ليحاول مازن في ذلك الوقت فض الاشتباك ومنع جاسر من المواصلة ليستطيع بصعوبة أن يفلته ليهتف جاسر وهو يلكم مازن: "اتركني؛ سوف أقتل الحقير، ألا تسمع ما يقوله؟".



ليخرج علاء في نفس الوقت هاتفه مشغلا تسجيلا صوتيا لمي وهو يسألها إن كانت زوجته وهي تجيبه بلا، وأيضا عن حبها له، وبعض الكلمات المتقطعة عن أنها مستحيل أن تسلم له وصوت ضحكتها، وبعدها لن تكون إلا لعلاء وأنها تحاول الخلاص منه، وبعض كلمات متفرقة تتهمه بالضعف الزوجي.

ليبهت جاسر تماما تاركا مازن المصدوم من هول ما يسمع ويجلس على أحد الكراسي للحظات ثم يهب من كرسيه متوجها إلى باب مكتبه خارجا متجها إلى مي.



ليتصنع علاء الاهتمام وهو يتصنع بأنه سوف يذهب قائلا: "المجنون، ماذا سوف يفعل بها؟ حبيبتي، أنا أخاف عليها منه". ليوجه له مازن لكمة تلو الأخرى، لكمات متتالية ليتركه بعدها قائلا: "اخرج حالا يا حقير من هنا... ولا يعنيك، كأنك تهتم حقا؟!".

ليرن هاتف علاء في نفس الوقت لينظر للرقم بفرحة هاتفا لنفسه: "في وقتك تماما مي". ليتصنع الخوف ويخرج فورا ليرد عليها، لترد مي: "علاء أخيرا، أرجوك أن... أريد الحديث أرجو أن تتفهمني". ليكمل علاء بخبث: "دائما حبيبتي"، لتهتف مي: "علاء...". ليسمع بعدها صوت جاسر هاتفا بجنون: "مييييي..."، لتقطع المكالمة.

الفصل التاسع عشر







دخل جاسر يقتحم الغرفة بجنون والشر يتطاير من حوله بعد ما سمعه من الحقير... ألم، وغضب، وشرر ألم به؛ هل كان مخدوعا بها؟ هل لم يفهمها؟ هل راهن عليها وهي لا تستحق؟... أتى ليفهم لعل الحقير كاذب، ولكن كيف هذا صوتها، هو صوتها لن يخطئ أبدا.

أتى ليجدها تهاتف الحقير ليقاطعها بصوت عال خطير:

"ميييييييي...".



ليتوجه لها وهي تقف في منتصف الغرفة لتجفل ويسقط الهاتف من يدها وملامحه تحمل من القسوة ما عصف بها وجعلها ترتعد لتنطق متمتمة برعب: "يا إلللهي!".



لتحدث نفسها بخوف: "هل سمعها؟ هل سمع اسم علاء منها؟، سوف توضح له، سوف تقول أنها أرادت أن تنهي كل القصة".



ليقترب منها ممسكا بكتفيها بقسوة وهو يهزها بجنون صائحا بها: "لماذا، فقط لماذا؟، لقد حذرتك، لقد أخبرتك يا خائنة يا حقيرة".



لتحاول الإفلات منه برعب وهي تتمتم ببعض الكلمات بتخبط، تحاول أن تشرح له، تحاول أن تنفي التهمة عن نفسها: "افهمني جاسر، أرجوك... سوف أشرح لك، لا تقل لي ذلك؛ أنا... أنا...".



ليقاطعها بهدر عنيف وهو يهزها: "تفهميني ماذا يا حقيرة، بأنك كنت تكلمين عشيقك! ماذا؟ هل تشرحين له ما حدث بيننا؟".



لتقاطعه هاتفة برعب وذعر من اتهامه: "لا، أنا لست خائنة، ليس عشيقي... هل جننت؟ أخبره بماذا؟".



ليكمل بنفس النبرة: "تخبريه بما حدث مي، ألا تعرفين ما حدث؟ تخبريه كما أخبرتيه بوقاحة بأنك لن تكوني إلا له، بأنك لم تصبحي زوجتي يا شريفة".



"لا، ماذا تقول؟ أنا... أنا...". لتجحظ عيناها برعب عند تذكرها سؤال علاء وهي أجابته بحماقة وتهور لتكمل دون حساب كلامها: "كيف علمت هذا؟ كان...".



ولكن قبل أن تكمل كلامها كان جاسر يتركها بعنف كأنه ما عاد يطيق لمسها ليخفق قلبه بالألم؛ ماذا كان ينتظر؟ أن تنفي مثلا! لقد سمع صوتها بأذنيه!



لتتراجع مي خطوة للوراء تحاول الاتزان بعد تركه لها بعنف هادرة بتوسل: "جاسر، أرجوك اسمعني، سوف أشرح لك".



ليقترب منها جاسر رافعا يده يصفعها بعنف على خدها، لتقع أرضا واضعة يدها على خدها ورأسها ناحية الأرض تنظر بذهول وعدم تصديق؛ ما الذي يحدث؟ كيف علم؟، هل جاسر ضربها الآن؟ هل لن يسمعها؟ يجب أن تشرح.

لتنظر له بعيون مليئة بالاستعطاف والألم ويدها على خدها واليد الأخرى مستندة على الأرض لتوازن جسدها الملقى... كان يبدو الآن بوضعهم هذا كالعملاق، كالوحش؛ جاسر لن يتركها على قيد الحياة.



لتهتف به: "أرجوك اسمعني؛ من حقي أن أشرح... أنا كنت مجبرة، متخبطة، أنا...".



لينظر لها باشمئزاز لينزل على الأرض جالسا القرفصاء ممسكا بها بذراع واحد يشدها بعنف قائلا بصوت خافت خطير: "ماذا تشرحين بالضبط؟ كيف كنت تبثينه حبك كل ليلة! كيف كنت تعدينه بأنك له فقط! كيف كنت تخبريه وتسخرا مني بأني غير قادر على إتمام الزواج؟ بأني عضلات فارغة كما ادعى عشيقك؟ هل تريدين توضيحا مثلا كيف كان يصبرك كل ليلة وأنت تشرحين له طبيعة علاقتنا الزوجية؟ وبأن كل طرف في غرفة منفصلة! أخبريني فقط، ماذا تريدين أن تشرحي يا قذرة؟".



لتهتف به بذعر: "ما الذي تقوله؟ لا لا، هذا لم يحدث، من أين أتيت بهذا الكلام؟".



ليقف وهو يجذبها معه لتقف على ساقيها بترنح ليكمل بنبرته الخافتة ساخرا: "من حبيب القلب، البطل الهمام الذي أتى لكي ينقذ أميرته المعذبة من الوحش... الوحش الضعيف الذي لم يقدر على إتمام زواجه لترتمي الأميرة الحقيرة في أحضان عشيقها؛ يصبرها كل ليلة ويكون بجانبها".



لتهز مي رأسها بصدمة: "مستحيل، علاء لن يقول ذلك؛ لأنه...".



وقبل أن تكمل كان جاسر يرفع يده يصفعها بجنون مرة أخرى، ولكن لم يترك ذراعها أبدا لتترنح من أثر الضربة مرة أخرى وتشعر بأن قدميها لا تستطيع حملها، ليهتف جاسر أمام عينيها الجاحظتين قائلا: "حقيرة، وضيعة، خائنة، كان يجب أن أعرف؛ إذا كنت طفلة في السادسة عشر وتلاعبت بي أنا شخصيا، فكيف... لن تستمري بتمثيلك يا قذرة، أنا أشمئز حتى من النظر إلى وجهك؛ خائنة، متلاعبة، وسوف تظلين هكذا طوال حياتك".





لتتحدث بجنون وعيناها تهدر بالدموع: "جاسر، دعني أشرح لك؛ أنا لم أقل هذا، أنا فقط...".



أوقفها جاسر هادرا بها: "علاؤك حبيب القلب كان يسجل لك وقد سمعت صوتك وضحكاتهما وسخريته يا مصونة".



لتهز مي رأسها ومازالت الصدمة تؤثر بها؛ لا تردد غير: "مستحيل، مستتتتتحيل".

ليزيحها جاسر بقسوة ناحية الجدار لتخبط رأسها وجسدها بالألم لتتأوه بصوت عال، لينظر لها بنظرة تصغير واحتقار ليتوجه بعدها يقلب الغرفة راسا على عقب ومي تهتف بانهيار ودموع وهي ما زالت تبكي بالألم أن يسمعها فقط، ولكن هو بدا لها أصم وهو يقلب الغرفة، لا تعرف عن ماذا يبحث!

ليتوجه لها ممسكا بها مرة أخرى يهتف بجنون: "أين وضعتيه؟ أين هو؟".



لتسأل مي: "ما هو؟ لا أفهم".



"الكاميرا أو أي مكان تستخدميه للتصوير".

مي: "كامير ماذا؟ وتصوير ماذا؟ أنا لا أفهم".

لتكمل بنحيب: "اعطني الفرصة؛ أنا أريد الشرح".

ليكمل كأنه لم يسمع كلمتها الأخيرة: "كاميرا يا مي تصورين بها ما حدث بيننا، أنا الآن متأكد أنه بترتيب منكما". ليقترب من وجهها يكلمها بسخرية وشر: "ماذا عزيزتي، هل خاب ظنك وأثبتت لك بأني قادر على إتمام الزواج؟... هل كان اتفاقكما تصوير ضعفي مثلا لاستخدامه ضدي؟".

ليكمل متصنعا الحسرة: "يا للخسارة، سوف يخيب ظن علاء كثيرا؛ فحبيبته قدمت تضحية كبيرة، أصبحت مستهلكة مني".



لتنظر له مي من بين دموعها وصدمتها، ما الذي يقوله؟ أي اتفاق، وأي كاميرا، وأي خطة".



لتحاول مرة أخرى التحدث: "جاسر اسمعني، هذا لم يحدث، لم أتفق مع أحد، أنا... أنا فقط أدركت حبي لك، أدركت بأني لا أريد إلا أنت. أنا... أنا أبدا لم أخطط لشيء".



ليهدر بها بصراخ: "كاذبة، كاذبة، كاذبة، حقيرة، خائنة، متلاعبة... أنت.. أنت".



ليتركها تنهار أرضا ليكمل: "لا تستحقين حتى أن ألوث يدي بدمك أنت،

لقد أقسمت على قتله وقتلك ولكنكم لا تستحقون أن ألوث يدي بدمكما".



لينظر إليها وهي منهارة تبكي بجنون، وهي تحاول استعطافه بأن يسمعها... يريد قتلها، فقط قتلها في تلك اللحظة، لا يريد حتى سماع صوتها.



ليتحدث قائلا: "أنا لا أطيق حتى النظر لوجهك".



ليغادر مسرعا ناحية باب الغرفة ولكن قبل أن يغادر يستدير لها: "أريد عند عودتي أن أجد الكاميرا التي صورت بها؛ فأنا -على خلافك أنت وعلاء حبيب القلب- حتى ولو كنت رجلا ولكني لست عديم النخوة ولست حقيرا".

ليتركها منهارة في جلستها على الأرض تبكي بحسرة وجنون، تنعي حظها كيف أوقعها مع حقير كعلاء، كيف ادعت حبه في يوم من الأيام وكيف تستطيع أن تشرح له، وماذا يقول؟ حدثت نفسها، أنا لم أقل ما يقول، لم أشكك به أبدا، أنا لم أسهر الليالي مع علاء وغيره!

كيف يقول هذا؟ كانت مرتين! لتكمل بانهيار لنفسها، كانت مرتين أحادثه، جاسر صدقني، والمرة الثانية أجبرت على الرد.



لقد اكتشفت أني كنت أنتظرك أنت كل ليلة حبيبي... لتصرخ والألم يلم بصدرها وعقلها وجسدها.



::;::;:;;;;::;::;:::;;::;:;::::;;;::::::::;;;:;;;; ;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;:::;:;:





لينزل جاسر مسرعا؛ لم يشف غليله من الحقير الآخر، ليجد مكتبه خاويا إلا من مازن ليصرخ به: "أين هو، مازن؟ أين ذهب؟".



يشفق مازن على حالة الجنون التي لم يرها على صديقه قبلا ليحاول تهدئته

قائلا: "اهدأ جاسر قليلا؛ الجنون والغضب لن يحلا شيئا، لقد غادر، ذهب يا جاسر... دعه؛ إنه لا يستحق صديقي".



ليهدر بِه جاسر: "ماذا؟ مازن هل جننت؟ تتركه يذهب! يجب أن أقتله؛ لقد تجرأ على حرمتي أنا".



"اهدأ قليلا ودعنا نفكر بالأمر".

ليجلس جاسر على أحد الكراسي وكأنه كان نارا مشتعلة وانطفأ، ليمسك رأسه بين يديه ليتمتم بصوت خافت: "لقد كسرت هامتي، مازن... لقد استُبيح عرضي واسمي، ومن قبل من؟ زوجتي التي راهنت عليها نفسي! يا الله، مازن، سوف أجن... لا، ليست هي تلك مِن كانت تتحدث، ليست هي يا مازن لا أصدق".



مازن: "اهدأ، بالتأكيد ليست هي، هناك خطأ... اذهب وافهم بهدوء. لو كانت هي لن يخاطر بنفسه وبها ويأتي، إنه حاقد يا جاسر؛ يريد أن يهد الهدوء الذي بينكما".



ليرفع جاسر إليه عيونا مليئة بالألم: "ومن أخبر بالهدوء؟ ماذا تعرف أنت".



"أعرف أنها كادت تجن وأنت تراقص ولاء بالأمس، رأيت نظرت الألم والحسرة في عينيها، رأيت دموعها، رأيتكما عند الشاطئ، ولا أعتقد اختفائك كان عبثا! لا أعتقد أنها ممثلة بارعة هكذا لتمثل دور الحب والزوجة لك وهي كما هذا الحيوان يتهمها وأنت تريد التصديق، هناك خطأ؛ لا تهدم حياتك الآن، اذهب واسألها، افهم يا جاسر".





ليخفض جاسر رأسه إلى الأرض ويداه مازالتا ممسكتان برأسه ليحدث نفسه: ماذ يقول لصديقه؟ أنها اعترفت بأنها حادثته وأيضا سألته من أين علم؟ بأنها هي لا غيرها من كانت تتحدث؟ ليشرد لبعض الوقت ومازن مازال على اقتناعه ليقف جاسر فجأة؛ نعم، هذا هو الحل الأفضل، لا حل آخر لينهي تلك القصة التي أخطأ من البداية في الجري وراء قلبه الأحمق بها.

ليخرج من المكتب مرة أخرى متوجها لها ليدخل الغرفة ليجدها على وضعها مازالت ملقاة على الأرض تغطي وجهها وهي تبكي بعنف ليصرخ بها آمرا: "يكفي هذا يا بريئة، يكفي دموع تماسيح... في غضون عشر دقائق لا غير تكونين جاهزة للخروج معي".



لتنظر له من بين دموعها سائلة بخوف: "إلى أين؟ ألن تعطني فرصة؟ فقط اسمعني".



ليهدر بها بعنف رافعها من ذراعها بعنف: "اخرسي ولا تتفوهي بكلمة، نفذي فقط".



ليسأل بعدها هاتفا متحدثا مع أحد ما قائلا: "أريد تذكرتين إلى المدينة الآن بأي ثمن حتى لو طائرة خاصة، لا يهمني... قلت الآن في غصون النصف ساعة... لاقِني في المطار".



:؛::؛::؛:::::::؛؛::؛::؛:؛:؛:؛؛:؛::؛:� �؛:؛:::؛؛::::::::::::؛؛:؛؛::؛؛؛:؛::::: ؛؛:؛



بعد حوالي الخمس ساعات من أخذه لها من غرفة الفندق واصطحابه لها إلى المطار علمت بأنه متوجه لمدينتهم، والآن وبعد أن وصلت السيارة إلى وجهتهم أدركت أن جاسر يريد الذهاب إلى أبيها لتحدث نفسها، هذا جيد؛ لعله يريد التحدث أمام أبيها، سوف تشرح له كل شيء، هذه فرصة لعله يتفهم، لعلها تستطيع أن تنفي التهمة عن نفسها. طوال رحلتهم لم يحدثها بكلمة واحدة، وعندما تحاول التحدث كان ينهيها بنظرة تحذير وشراسة من عينيه فقط تجعلها تخاف وتنكمش على نفسها.



لتصل أخيرا لبيت والدها ليأمرها بالنزول لتتشبث بعناد وجنون بالرفض، ليكز على أسنانه قائلا وآمرا: "انزلي يا محترمة أم تريدين أن أجرك جرا لبيت والدك وتتسببين في المزيد من الفصائح لي وله"، ليهدر بها: "انزلي حالا".



لتنزل من السيارة وهو ينزل معها لتحاول لمسه قائلة: "أرجوك جاسر دعنا نتحدث قبل إقحام والدي، أرجوك أنت وعدتني".

لينهيها مبتعدا عن مرمى يدها بتقزز آمرا: "اصمتي، لا أريد سماع صوتك".



ليدلف إلى الداخل بعد أن فُتِح لهما الباب ليستقبلهما والدها لتنهار باكية فور أن تراه لتهتف بجنون: "أبي، أرجوك، أتوسلك دعه يسمعني... أبي، أنا لم...".

ليصرخ جاسر بها: "اصمتي، إياكِ والتفوه بكلمة".



ليتوجه لوالدها: "سيد علي، عند الزواج من ابنتك التي أجبرتك أنا عليه -وصدقني أنا نادم جدا- اشترطت عليّ الزواج لفترة، وأنا أتيت اليوم لتنفيذ شرطك".



لينظر له والدها قائلا بتوتر: "لماذا بني؟ أنا ظننت أن الوضع بينكما أصبح جيدا واعتقدت أنه سوف يستمر بالتحسن".



ليتحدث جاسر: "أنت قلت، ظننت، وأنا لست مسئولا عن ظنك... آسف أني أعطيتك أملا كاذبا"



"لكنك بني تحبها وكنت تقول ذلك، ما الذي حدث ولماذا؟".



لينظر له جاسر بألم قائلا: "لأني ندل وحقير ومتجبر ومجنون وسادي، وأيضا سارق ومفرّق قلوب، سيدي".



"بني، اهدأ... ما الذي تقوله، وماذا تقصد؟ هذه القررات لا تؤخذ هكذا، أنتم لم تتِموا الأربعة شهور زواج؛ إذا ماذا حدث؟ آخر مرة حادثتها كان الوضع مستقرا".

لتهتف مي تقاطعهما: "أنا أخطأت أبي ولكن ليس كما يعتقد". لتكمل برجاء تتوجه إليه: "أرجوك جاسر اسمعني حبيبي".

ليزيح يدها عنه بقرف ويبتعد خطوة، لتنظر له بألم ويدها معلقة في الهواء، وينظر والدها لهما؛ لا يفهم ولا يصدق ما يحدث أمامه، مي تترجى جاسر الذي كان يسعى حتى لو لكلمة منها، ماذا فعلتِ ابنتي بتهورك وجنونك؟ رغم كل عيوبه هذا الرجل الحقيقي الذي أستطيع الاطمئنان عليك معه.



ليوجه كلامه لجاسر قائلا: "اهدأ بني قليلا وتعقل واحكِ لي ما حدث؛ دعنا نحد حلا للمشكلة".



ليرد جاسر بصوت وضع كل جهده ليخرجه هادئا باردا، واضعا يديه في جيب بنطاله: "أخبرتك سيد، لا شيء... تستطيع القول بأني مللت وبأني لا أريد أن أكمل فقط؛ كل منا طريقه مختلف".



لينظر لمي التي تهز رأسها بالنفي متمتمة بصوت هامس للغاية: "لا، أرجوك لا تبعدني، اسمعني أرجوك".



لينظر لأبيها وينقل نظراته بينهما ليخرج يديه من جيبه ويحرك شفتيه بالكلمة ولكن يبدو أنه غير قادر على نطقها، لتخرج أخيرا ثلاث كلمات متتالية كأنه يرمي حملا ثقيلا:

"سيد علي، ابنتك طالق مني".



لتصرخ مي بعدها بجنون: "لا، لا". ليستدير بعدها مغادرا فورا وهي تهتف بجنون: "كاذب، لا أنت لم تقُلها، لقد وعدتني جاسر، جاسر لقد وعدتني".

ليمسك بها والدها يحتضنها ويوقفها من الخروج وراءه لتصرخ بجنون محاولة إيقافه، لتصمت مرة واحدة هاتفة: "يا إلهي، أبي، لقد طلقني حقا!". لتستمر في ترديد الكلمة بجنون مرات متتالية بصوت ذاهل خافت.


Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 03:08 AM   #8

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

الفصل العشرين



عند نطقه الكلمة من فمه شعر بخروج قلبه معها، صراخها يدوي في أذنيه، اتهامها له بالكذب... خرج لا يعرف إلى أين يتجه ولا يستطيع النظر أبدا إليها؛ تتهمه بالكذب! أنا الكاذب أم أنت مي؟ لقد حاولت، حاولت معك بكل الطرق، لقد طعنتِني مي، لماذا؟ لماذا؟ ظل يصرخ بالكامل بجنون وهو يضرب عجلة القياده بعنف؛ لم يكن هناك حل آخر، لا علاج للثقة يا مي، كان خطئي من البداية؛ الثقة بك وإقناع نفسي بأني قادر على جعل قلبك لي، لقد انتهى كل شيء ولا رجوع... ليستمر يردد السؤال لنفسه بجنون وكأنها أمامه: لماذا الآن؟ لماذا يا مي بعد إعطائي الأمل؟



:::::::؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛:::::::::::: د:::::::::::::::::::::::::::::::



بعد مرور شهرين



تجلس في غرفتها التي تقريبا لم تغادرها منذ ما حدث، فقط تشعر بالفراغ والخواء... لقد قصت على أبيها كل شيء وكل ما حدث ليصمت أبوها وقتها ولَم ينطق، فقط نظرات حسرة وخواء. لم يعاتبها وقتها، فقط الخذلان الذي شعرت به من ناحيته لتسأل نفسها: هل هذا ما شعر به جاسر؟ الخذلان... ولكن أبي لم يراني بين يديك كما رأيتني جاسر، لم يسمع، لم يشعر بما شعرت أنت به من ناحيتي، أبي لم يسمع اعترافي بحبي لك؛ لماذا لم تسمعني؟ كان من حقي الدفاع عن نفسي، لتصدر حكما وتخرجني من حياتك عند أول خطأ لي! أين وعودك يا جاسر وكلامك؟

لتتذكر كيف أرسل لها ورقة الطلاق بعد أسبوع واحد من تركه لها، تذكرت محاولة أبيها بمحادثته ليغلق التحدث فيما حدث بشكل نهائي مخبرا أباها أنه لم يكن يريده أن يعلم ولكن مي بغبائها فضحت الأمر متعللا بأنه يهتم بسمعته لا أكثر، ليقطع عليها أفكارها طرق للباب لتنهض بتثاقل شديد ناحية الباب... ومَن غير والدها أو أحد أفراد العائلة الشامتين بها من طلاقها سريعا؟ لا تريد أن ترى أحدا، لا تريد.

لتفتح الباب ببطء لتنظر للقادمة ببعض المفاجأة؛ رحاب! لتنظر لها وتتركها بدون أي كلام لتترك الباب وتدلف إلى الداخل كأنها لم تراها.

لتدخل رحاب وراءها مغلقة الباب، تخاطبها ببعض العصبية: "لماذا، فقط أخبريني لماذا فعلتي ذلك؟ هل أنت بلا عقل؟ أخبريني؛ هدمتِ حياتك بيدك، كنت بجانبك، لماذا لم تخبريني حتى؟".



لتنظرها لها مي بصمت، لم ترَها منذ ما حدث، فقط بعض الاتصال التي لم اجلها مي والرسالة اليومية تسألها عن حالها أو عن ما حدث.



لتتحدث مي ببرود: "ما الذي أتى بك الآن رحاب؟ كنت أحتاجك بجانبي قبلا؛ لماذا الآن؟ ما الذي تريديه مني؟".



لترد رحاب ببعض التوتر: "لم أستطع قبلا؛ لقد، لقد...".

لتكمل مي عنها: "منعك جاسر"، لتضحك بسخرية: "بالتأكيد خائف أن ألوث أخلاقك".

لترد رحاب عليها باستنكار: "ما الذي تقولينه بحق الله؟ أي تلوث؟ هو حتى لم يخبر أحدا أبدا بما حدث أو السبب، جعل كل الأسباب فيه... مي، لقد أخبر الجميع أنه لا يريد أن يكمل ظلم نفسه من أجل أن تخرجي أنت البريئة وهو يتمزق. جاسر لم يمنعني، فقط أخبرني أنه من الأفضل ألا آتي إليك، وأنا لم أقتنع بسبب الطلاق؛ لذلك لم آتِ حتى أعرف ما الذي حدث".



لترد عليها مي: "كنت تستطيعين سؤالي رحاب".



"وماذا عن مكالماتي ورسائلي التي لا تجيبيها؟".



لتسألها مي: "رحاب، من أين علمت إن كان لم يتحدث؟".



لترد رحاب ببعض التلعثم: "من صديقه مازن، وقبل أن تتهميه؛ لم يخبره بالطبع لقد كان مازن موجودا عند مقابلة الحقير وادّعائه عليك، ومازن لم يقتنع وأيضا يريد مساعدة جاسر ومساعدتك، لا أعرف لماذا، هو حدثني عندما يئِس من جاسر لفهم كلامك".



لترد مي ببعض الصدمة: "يا إلهي رحاب، مازن كان موجودا! يا الله، الحقير لم يراعي أي شيء".



لتقترب منها رحاب تجلس بجانبها: "اتركينا منه وأخبريني بما حدث، كل شيء".

لتبدأ مي بقصّ كل شيء من البداية لتنهي حديثها تسأل رحاب: "هل صدقتِني رحاب؟".

لترد رحاب عليها: "بالطبع أصدقك؛ أنت لن تقولي هذا الكلام، أنا أعرفك، ولكن هذا لا يمنع خطأك الكبير؛ لقد ضربتيه في كبريائه وكرامته".



لتسألها مي بخفوت به بعض الرجاء: "كيف حاله رحاب؟".



رحاب: "جيد يا مي، يأكل، يعمل، يمارس حياته الروتينية بملل لا يليق به، يرفض التحدث مع أحد بشكل نهائي، أصبح منزويا عن الجميع... إنه ينزف ببطء، وحيد يا مي، ماذا تريدين أن تعرفي أكثر؟".

لتجهش مي في البكاء متحدثة بصوت عالٍ: "يا إلهي رحاب، لقد أصدر حكمه على كليْنا بدون أن يسمعني، لقد حطمني رحاب... رحاب، أنا أحبه حقا، لا أريد أحدا غيره... أنا أريده أن يسمعني، يصدقني؛ كنت أشعر بالتخبط والحيرة، كنت خائفة من مشاعر أقاومها منذ مراهقتي. ماذا أفعل؟ ساعديني رحاب".



لتحتضنها رحاب مهدئة إياها قائلة: "اهدئي؛ هذا ما أتيت من أجله، أن أساعدك، ومازن سوف يساعدنا... لكن أردت أن أعرف، هل أنت مستعدة؟".



لتهتف مي بها: "بالطبع مستعدة، وأريد أن أحادثه؛ يجب أن أدافع عن نفسي، يجب أن يفهم رحاب".



"هل ستتحملين رد فعله إن رآك؟".

لتجيب مي بإصرار: "نعم سوف أتحمل؛ فقط أريد إثبات كذب اتهام هذا الحيوان عليّ وأن يصدقني هو".



رحاب: إذا يا مي سوف آتي إليك صباحا؛ سوف تذهبين إليه في عمله، هذا المكان الوحيد الذي لن يستطيع أن يرفض رؤيتك أو سماعك فيه، لكن يجب أن تكوني قوية، يجب أن تستغلي فرصتك جيدا".

مي: "حسنا رحاب لا تخافي، فقط أريد أن أصل إليه".

لتضيف رحاب: "إذا اتفقنا عزيزتي، موعدنا صباحا".



::::؛؛؛:::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::

في الصباح أمام عمل جاسر...



انتظرت مي مع رحاب إلى أن تأكدت من وجوده بمفرده بمساعدة مازن،

لتتوجه إلى مي مخاطبة: "لقد صرف مازن السكرتيرة والطابق خالٍ؛ توجهي إلى مكتبه كما أخبرتك مي، هذه فرصتك، أخبريه كل شيء، كل ما في قلبك عزيزتي... يجب أن يسمعك مهما كان الثمن".



لتهبط مي من السيارة تتوجه كما أخبرتها رحاب لتجد مكتبه لتفتح الباب ببطء شديد تنظر بداخل الغرفة بحذر لتجده يجلس على مكتبه منهكما في عمل ما حتى لم ينتبه إليها عندما دلفت داخل الغرفة مغلقة الباب خلفها ببطء.

ظلت تنظر له قليلا؛ لقد اشتاقته كثيرا، اشتاقت جنونه، اشتاقت محاولاته في كسبها... كم كانت غبية!

ليرفع عينيه أخيرا متحدثا: "أنت لا تتغير مازن، لن تتوقف عن عادتك في التس...".



ليتوقف عن التحدث وهو ينظر لها ببعض الصدمة ليسيطر على أعصابه قليلا مدعيا البرود وعدم الاهتمام، لكن نبرة العصبية في صوته تفضحه، ليخاطبها: "ما الذي أتى بك إلى هنا؟ ألم ننتهي من تلك القصة؟".

لتجيب بهدوء وتمالك أعصاب: "أريد أن أتحدث معك جاسر".



جاسر: "لم يعد هناك ما يربطنا أو يستدعي الحديث، أعتقد بأني أوضحت رغبتي أكثر من مرة مع والدك".





لترد مي عليه بِذات النبرة: "لا جاسر، ما زال بيننا الكثير وأنا من حقي أن أدافع عن نفسي أمامك، يجب أن تعرف الحقيقة كاملة، يجب أن تعطِني الفرصة". ليعلو صوتها: "أنت أصدرت حكمك بدون أن تستمع لدفاعي عن نفسي، حتى المحكوم عليه بالإعدام يدافع عن نفسه جاسر ويستمعون له، وأنا أطالب بحقي، أطالب بوعودك التي أطلقتها في عدم تركي مهما حدث، في أن تتفهم وتستمع كصديق... أين وعودك سيد جاسر؟ أين هي؟"، لتفلت أعصابها: "أنت كذبت عليّ جاسر، أوهمتني وكذبت علي لتتخلص مني عند أول مشكلة تواجهنا".



ليقف متوجها إليها بجنونه المعتاد قائلا من بين أسنانه: "وهل لديك الجرأة لتأتي وتتهمينني بالكذب؟ أنت حقا وقحة مي".

لتقاطعه هي أيضا بنفس نبرته: "أنا لست وقحة، أنا أدافع عن نفسي، عن حقي، وأنت يجب أن تسمعني مهما حدث، ولو قتلتَني هنا لن أتحرك بدون إيضاح الحقيقة، وبعدها أترك لك المجال لتصديقي أو لا".



ليقترب منها يمسكها من مرفقيها قائلا: "وما الذي تقولينه بالضبط عن خيانتك مي؟ لقد سمعت صوتك! لقد رأيتك تهتفين باسمه أمامي! ما الذي بقي للتوضيح؟".

لتقاطعه متألمة من إمساكه بها: "الحقيقة جاسر، الحقيقة... وأنت لن تخيفني، ويجب أن تسمع: لم أخنك؛ أنا لست خائنة أبدا".

لتكمل بدون إعطائه فرصة: "لقد كنت متخبطة، لقد كنت ثائرة من إجبارك لي بتلك الطريقة، من جنونك ورقتك في نفس الوقت... جاسر، لقد كنت أتنازع بين نفسي، أرسم صورة لكرهك، لتأتي أنت ببعض الكلمات تمحيها لتلك الصورة؛ ليتخبط قلبي وعقلي أسيرا لكلمات... كنت أريد النجاة وقتها جاسر وخُيّل لي بأن علاء هو الطوق لقلبي منك". لتشعر بعينيه تطلقان شررا ويديه تضغطان عليها أكثر عند ذكر اسمه لتهتف بدون أن تتراجع تكمل ما بدأت: "لم أخنك، حدثته أول مرة وأيضا أرسلت له رسالة بكامل إرادتي ولكن داخلي ينازع جاسر؛ قررت بعدها ألا يحدث ليلحقني برسائله، خفت أن تكتشف الأمر بعد أن أرسل لي رسالة بأن يتوجه إليك إن لم أرد... كنت مجبرة، حادثته بعد مرة أو اثنين لا أكثر حديثا مختصرا ومجبرة صدقني، أنت يجب أن تصدقني".



ليضحك بسخرية قائلا: "خطبة رائعة مي، يجب أن أنحني إليك احتراما، هل أنت حمقاء أم تظنين أني الأحمق وسوف أصدقك؟؛ إن كان كما تقولين، كيف علم بعد إتمام زواجنا؟ كيف علم بنوم كل منا في غرفته؟"، ليضغط على أسنانه: "لم عندما سألتك على الهاتف قلتِ صديقتي؟ كيف علم بمكانك؟ لماذا حادثتيه بعد أن كنت في أحضاني تدّعين استسلامك لي".



لتحاول الإفلات منه ليمسك بها بحزم رافضا تركها بصمت ليصرخ بها: "أجيبي، ألم تريدي الدفاع؟؛ تحدثي مي".



لتصرخ به هي الأخرى وعيناها تذرفان الدموع: "سوف أجيبك جاسر... أعلم بأني غبية وأخطأت عندما اتصلت به أول مرة، كنت أنت على باب البيت وهو يلح بالسؤال؛ ارتبكت وتهورت وجاوبته، كنت أعتقد بأني أنتقم من أفعالك بي وأتخلص من جهة في تطويل المحادثة؛ كنت خائفة أن تكتشف الأمر. أما عن غرفنا، المرة التي أجبرني على الإجابة كانت ليلا، سألني كيف أجيب وأين أنت، أقسم لم أقصد أبدا؛ تحدثت بدون انتباه أنك في غرفتك الخاصة. أما عن محادثتي الأخيرة، كنت أحاول أن أنهي كل شيء، خيّل لي غبائي بأني قادرة على إنهاء الأمر، كنت سوف أخبره بأنك زوجي الذي لا أريد سواه، كنت سوف أخبره أن يبتعد عن طريقي جاسر؛ كيف علم طريقي؟ لا أعرف، أقسم لا أعرف".

ليخفت صوتها بالألم: "لم أخبرك لأني خفت جاسر؛ بأنك لن تتفهم، خفت من جنونك، خفت أن أخسرك بعد أن أدركت حبي لك، بعد أن تأكدت بأني لا أريد سواك، بعد أن علمت بأني لم أحب إلا أنت منذ مراهقتي وكنت أكتم صوت قلبي تاركة لعقلي حرية التصرف... أنت كنت منطقة خطرة بالنسبه لي؛ رأيت تلاعبك بالكثيرات جاسر، من تفوقني جمالا ودهاء ورغم ذلك وقعن في فخك وتركتهن ببرود، علاء كان لي منطقه آمنة -لعقلي فقط-، أوهمت نفسي بحبه فقط لأتخلص من طيفك لكن بعد أن رأيت معاملتك لي وإصرارك على حبك لي أدركت بأني لا أريد إلا أنت، علمت بأني لم أحب سواك جاسر".

لتجهش في البكاء بصوت متألم وهو ينظر لها ببرود ولكن قلبه يؤلمه بشدة على حالتهما سويا، لتضيف: "أنت يجب أن تصدقني يا جاسر، أقسم لك هذا ما حدث، لو كنت كاذبة إذا لم أتعب نفسي من الأساس وأهتم بتوضيح موقفي لك، أنا أخطأت -أعلم- خطأ كبيرا ولا يُغفر، ولكن أقسم لك كانت لحظات تمرد وجنون وتهور. لم أخنك، أنا لست خائنة، لم أشكك بك أبدا ولا أعلم من سمعت أو كيف قيل هذا الكلام".



ليترك يديها مبتعدا عنها خطوات ليجيبها: "ولكني أعلم مي كيف أتمّ الحقير الأمر".



لتنظر له بصدمة: "ماذا تعلم؟".



ليجيب ببرود اكتسى وجهه: "نعم أعلم منذ أكثر من شهر؛ لقد صمم مازن على علم الحقيقة، لا أكذب عليك أن لم أهتم ليأتي بهاتف الحقير، ومن حسن حظك كان يحتفظ بالمكالمات الأصلية والتي تم تعديلها... محادثات مي بينك وبينه قبل الزواج مني، حتى كان يسجل لك، ومحادثات بعد الزواج، لقد تم تعديل وقص الحديث بحيث يظهر كما أراد هو. نعم مي أنا أعلم الآن بأنك صادقة لكن هذا لا ينفي خطأك أبدا؛ لقد حذّرتك وحذرتك وراهنت نفسي وعقلي على الثقة بك وأنت لم تحفظي الثقة مي".



لتقاطعه مي هاتفة بصوت مستنكر: "كنت تعلم جاسر منذ أكثر من شهر وما زلت تتهمني بالخيانة! كنت تعلم وجعلتني أخبرك!".



ليرد ببرود: "أنت أردت التحدث وأنا أردت التأكد والسماع منك إذا نحن متعادلان الآن".

لتقترب منه بأمل مخاطبة عينيه وقلبه قبله: "لا يهم، لا يهم جاسر، المهم أنك صدقتني، المهم بأنك تصدق حبي لك".



لينظر للرجاء في عينيها طويلا... قلبه يصرخ به أن يحتضنها، أن يغفر، أن يحاول معها؛ مي هنا بين يديه تترجى غفرانه وحبه. ليتحدث بألم إليها: "اسمعيني جيدا مي، زواجنا كان خطأ كبيرا منذ بدايته وكانت تلك النتيجة التي وصلنا إليها؛ تهوري أنا وجنوني بكِ جعلاني أرتكب جريمة في حقك وحق نفسك؛ زواج كان رغم أنفك وأنف أبيك، ثقة مزيفة في قلبي وأمل بأن تحبيني، بأن تتوقفي عن أخطائك مي".



لتقاطعه مي مقتربة منه أكثر: "ولكني أحببتك، لم أحب سواك جاسر، لا أريد إلا أنت... حبيبي، أنا هنا التي تترجاك"، لتكمل بنحيب: "أعدني إليك جاسر، أرجوك".



ليقترب منها هو الآخر يمسك وجهها بين يديه: "اسمعيني مي جيدا... أنا أحببتك، لا بل عشقتك مي، لأربعة أعوام حبك ينمو في قلبي، أنتظر كلمة حب منك، أراقب في صمت، ابتعدت عن كل ما أزعجك بي، فعلت ما أستطيع يا مي

لكن لا حياة أسرية بدون ثقة، لا حب بدون ثقة يا مي، لا أستطيع الغفران أو النسيان. اسمعيني جيدا... على مقدار الحب يأتي الألم، وأنت طعنتني يا مي بخنجر سام. الحقيقة ولا غيرها، لا تنفي كذبك علي، لا تنفي خطأك في حقي وحق نفسك... أنا الآن لا أحملك أنت الخطأ وحدك مي؛ أنا أيضا أخطأت في إجبارك على القبول والاستسلام لي".

لتقاطعه وهي تنظر لعينيه هامسة: "أنت لم تجبرني أبدا، أنا اكتشفت حبي لك وأحببتك أكثر". لتضع يديها على يديه الممسكة بوجهها: "أنا أريد العودة إليك؛ أنا اشتقتك جاسر، أنا أموت ببطء؛ لقد كسرت قلبي بإبعادي عنك كشيء سهل التخلص منه".



"لا أستطيع يا مي؛ أنت قلت هناك ما كسر بكِ وبي، وما كسر لا يمكن إصلاحه؛ أنا لا أستطيع الغفران يا مي، صورة الحقير وهو يتبجح أمامي لن تفارقني وأنت من أعطيته الفرصة. ابتعدي يا مي وابحثي عن حياتك بعيدا عني؛ أنا لا أمل لي أبدا معك مرة أخرى".

ليبعد يديها من فوق يديه ويبتعد خطوات عنها

معطيا ظهره: "ما بيننا انتهى يا مي، أنا أتفهمك الآن -إن كان هذا يريحك- لكن لا غفران ولا رجوع أبدا يا مي، مهما حدث لا أستطيع".



لتهتف من ورائه بفقدان سيطره : "أنت قاسٍ، حجر لا تشعر؛ أنا غفرت و نسيت ما فعلته وأنت لا تريد أن تعطِني حتى فرصة الاقتراب وإثبات حبي لك".

ليرد عليها: "أنا لم أخنك يا مي".



لتصرخ به مي: "أنا لم أخنك، لم أخنك جاسر، أنت غبي، أقسم بأنك غبي".



لتضيف بنوع من الهوس : "أنت محق، أنت محق؛ يجب أن أتابع حياتي... جاسر، يجب أن أنساك".

لتخرج من الغرفة باندفاع ؛ فجاسر وضع كلمة النهاية: لن يسامح أو يغفر، إذا لترَ الجنون والخيانة جاسر والألم.



لتسحب هاتفها بعزم تتصل على علاء لتحدثه باقتضاب: "نعم... كنت اتصلت على أبي وأرسلت رسائل تطلب الغفران والزواج مني... أنا أوافق وسامحتك علاء... يوم انتهاء عدتي تستطيع أن تأتي لعقد القران".

الفصل الوحد والعشرون


بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف...



تمشي في الغرفة ذهابا وإيابا تشد شعرها بجنون، تصرخ برحاب الواقفة أمامها بتصلب وغضب هي الأخرى.



"لم يأتِ رحاب، لم يأتِ إلى الآن رحاب... الحقير بالخارج وأبي صمم أن يتم القران رافضا أي توسل لي بألا يتم الزواج. رحاب، يا إلهي ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أكون للحقير ولا حتى لغيره؛ أنا في كارثة!".



لترد رحاب بغضب عليها: "تستحقين مي؛ لقد حذرتك وأنت لا فائدة من عقلك المتخلف. أخبرتك أني عندما أبلغته لم يهتم يا مجنونة، لم يرد حتى كأن الأمر لا يعنيه... لقد حذرتك أن تنهي هذا الزواج فورا، أخطأت، أنت لا تتعلمين".

لترد مي ببعض الجنون والهذيان مما تشعر به: "لقد رسمت الخطط في عقلي الأحمق بأنه سيأتي ويجبرني على الرجوع، بأن يرفض ما يحدث، بأن يعلم بأنه لا يستطيع رؤيتي مع غيره. يا إلهي رحاب، كان يجب أن أكون الآن معه، كان يجب أن أكون الآن زوجته من جديد". لتبدأ بالبكاء: "لم يهتم رحاب، لقد كرهني، لا يريدني".

لترد رحاب: "لا أعرف يا مي، لا أعرف... الآن فكري في الكارثة التي تحدث بالخارج؛ لقد حاولت إقناع والدك بنفسي لكنه رفض مي، هو مصمم على رأيه بأنك تستحقين نتيجة أفعالك وهو يكفيه فضائح منك حتى الآن؛ لقد حاول أن يثنيكِ عن قرارك ولكن حماقتك تعدّت الجنون".

مي: "يجب أن يكون هناك حل، هذا القران مستحيل أن يتم يا

رحاب.. اعطني هاتفك الآن".



لترد رحاب بتساؤل: "لماذا، ما الذي تريدينه؟".



"أنت تضيعين وقتي، اعطني الآن".



لتُخرج رحاب هاتفها تسلمه لها، لتخطف مي الهاتف وهي تضغط أرقام الهاتف بتوتر ليأتيها صوته في الحال، وقبل أن تنطق كان يصرخ هو الآخر: "رحاب، هل تم القران؟ أخبريني".



كان يتحرك هو الآخر كالأسد الحبيس في قفص ولا يستطيع الخروج، يريد أن يذهب؛ يحطمها ويحطمه، يكسر عظامها ويخنقها بيديه... ولكن عقله وكرامته تأبى ذلك، ترفض أن يذهب إليها، عقله أمره بأنها خطت النهاية بيديها ولا رجوع أبدا، أثبت له بأنه محق؛ لا غفران او ثقة تستحقها... ولكن لماذا يشعر بقلبه يتمزق؟ لماذا يشعر بأنه على وشك الإصابة بجلطة قلبية؟

لم يستطع أن يتحرك من غرفته؛ يريد أن يراها ولكن هل يذهب ليرى بعينيه سعادتها وهي تُزف لآخر؟

ليسمع صوت هاتفه ليجد رحاب، ليرد بلهفة متسائلا عنها، هل أصبحت له كما أردت؟ ولكن يأتيه صوت مي ترد على سؤاله بهتاف مجنون وكأنها فاقدة السيطرة على نفسها: "لم يتم، لم يتم جاسر... أنقذني أرجوك، أنا حمقاء غبية، أرجوك جاسر إن كنت أعني لك أي شيء كما ادّعيت يجب أن تنقذني من هذا الزواج".

ليرد صارخا بها: "أنقذك! أنقذك من ماذا؟ أليس هذا حبيب القلب الذي وافقت على الارتباط به بنفسك؟ لم تنتهي عدتك إلا منذ يومين!".



لتبادله الجنون: "وكأنك تهتم! لم تأتِ ولَم تردني!".



ليصرخ بها: "لأني لا أسامحك وأخرجتك من حياتي، لن أغفر لك أبدا؛ لقد أثبت كل شيء، كاذبة، كاذبة أنت".



لتحاول المهادنة معه؛ فهو الوحيد الذي يستطيع إيقاف كل شيء: "جاسر، أرجوك هذا ليس وقت حساب، افعل ما تريده بي لاحقا ولكن أنا أتوسلك أن تنقذني". لتكمل ببكاء وشهقات متتالية: "أرجوك حبيبي، لا أحد يستطيع إيقاف ما يحدث إلا أنت، سوف أقتل نفسي إن أصبحت زوجة الحقير، كنت أريدك أن تتألم، كنت أريد إيقاظ غيرتك وجنونك لتأتي لي".



ليزفر بضيق وحنق من كتلة الغباء تلك، لتهمس هي بخفوت: "جاسر، أنا أحبك أنت، أنت من أطلب منه الحماية وأستجير بك؛ هل سوف تردني؟".



ليهرول مسرعا للخروج والتوجه إلى سيارته وهو يصرخ بها: "غبية، غبية، ذكريني أن أقتلك بعد انتهاء الأمر".



لتضحك من بين دموعها: "سوف أذكرك لكن فقط أسرع، أرجوك"، لتضيف بصوت هادئ: "كنت أعلم بأنك لن تخذلني".



ليقابل هدوءها بصراخ: "ليس من أجلك، لكني لا أستطيع عدم مساعدة أحد لجأ لي، ولكن لو تركت الأمر عليك سوف أرميك إليه بنفسي حتى أنتقم منك". ليصرخ بها مجددا: "غبية، تقعين في نفس الأخطاء، أنت لا تتعلمين أبدا".



لترد بهدوء: "لن تستطيع يا جاسر و أنا لا أستطيع؛ أنت لي وأنا لك، أنا لا أستطيع أن أكون إلا لك... لكن حبيبي أسرع أرجوك".



وقبل ان تسمع الرد منه تأتي رحاب التي خرجت لترى ما يحدث في الخارج هاتفة بمي: "لقد تم القران يا مي".



لتصرخ في الهاتف برعب: "جاسر، لا لا لا، يا إلهي ما العمل؟ لقد تم يا جاسر، لقد تم... سوف أقتل نفسي، أنا لا أهدد، ماذا أفعل؟ أخبرني، لا أستطيع، أنت السبب؛ لقد انتظرتك، انتظرتك كثيرا، لقد تأخرت، لن أسامحك أبدا".



ليصرخ هو بجنونه: "أنا الذي سوف يقتلك بيديه، لن أسامحك أبدا يا مي على فعلتك أبداااااااا... أنا هنا يا غبية، لقد وصلت".

ليخرج من السيارة وهو يتجه إلى الباب يطرقه بعنف

معلقا الهاتف معها ليفتح له أحد ما الباب ليتحرك سريعا ووجهه ينضح بالشر والجنون، ليدخل الغرفة التي يتم بها الزواج ليجد علاء وعلى وجهه ابتسامة سمجة لتتحول إلى انتصار وتشفٍّ عند رؤية هيئة جاسر ووالدها يجلس بجانبه، لينظر له بهدوء عند رؤيته وبالطبع المأذون والشهود، ليخاطب المأذون بصراخه: "هذا الزواج باطل، طلقها منه الآن؛ هي لا تريده، لقد طلبت النجدة مني".



ليقف علاء متحديا وهو يتحدث بأسلوب مستفز: "اصمت يا هذا، ما الذي أتى بك إلى هنا؟، أليس لديك كرامة بعد ما حدث؟". ليتوجه إلى المأذون يخاطبه: "هذا زوجها السابق لذلك يفتعل المشاكل غير مدرك لحقيقة أنها لا تريده وفضّلتني عليه".

ليكمل باستفزاز و بطء: "هي ز و ج ت ي الآن رغم أنفك وأنف الجميع، اختارتني بنفسها منذ البداية".



ليتوجه له جاسر ممسكا به من مقدمة ملابسه: "كاذب؛ هي لا تريدك وطلبتني كي أنقذها منك يا حقير، سوف أقتلك هنا في مكانك... طلقها الآن".

ليهتف به علاء وهو يحاول أن يفلت من قبضته: "هي زوجتي رغم أنفك وأنفها، أنت الكاذب كعادتك، ولكن هذه المرة أتيت متأخرا جدا؛ هي الآن زوجتي، ألا تفهم؟ أليس لديك كرامة، لقد كانت تحادثني".

لكن قبل أن ينطق كان جاسر يضربه بعنف موجها له لكمات متتالية على وجهه ومعدته، ليدخل مازن وأحمد أخوه فجأة وهما يمنعانه عن علاء بصعوبة.



لتدلف مي ورحاب بعدها لتنظرا إلى المشهد، المأذون والشهود في حالة ذهول، وأبوها يجلس بهدوء يراقب المشهد بصمت وكأن الأمر لا يعنيه... أما علاء متكوم على أحد الأرائك بوجه مدمى، وجاسر يحاول الإفلات من مازن وأحمد وعيناه تقدحان شررا متطايرا... أحمد ومازن اللذان اتصلت بهما رحاب ليبقيا قريبين من بيت مي لأنها كانت متأكدة من أن جاسر سوف يأتي، حسنا لقد تصرفت جيدا حتى الآن ووصلا في الوقت المناسب.



لتسمع صوت جاسر يتحدث بجنون وصراخ آمرا علاء: "طلقها وإلا سوف أقتلك تلك المرة، ها هي أمامك اسألها إن كانت تريد الزواج منك أم لا. هذا الزواج باطل من الأساس".

ليرد والد مي أخيرا: "لا، هذا الزواج صحيح؛ أنا ولي الأمر وزوّجتها له وانتهينا. أنت ما الذي أتى بك الآن؟ ألم تقل بأنك لا تريد أن تكمل وهذا الموضوع أغلق؟ ما الذي حدث الآن، وما الجديد؟".

ليرد جاسر وهو يتخلص من مازن وأخيه، يتوجه إلى مي الواقفة بجانب رحاب تضم معطفا ترتديه بيديها بتوتر وعيناها بهما رجاء صامت له...

ليجيب والدها بعد أن وقف بجانبها: "لقد استنجدت بي وهي لا تريد هذا الزواج، أليس كذلك مي؟". لتومئ بصمت ليصرخ بها جاسر: "أجيبي، ليس وقت خرسك الآن".



لتتحدث بصوت خافت: "أنا لا أريد علاء ولا أريد الزواج وطلبت منه إنقاذي؛ أنا أحب زوجي يا مولانا ولا أريد سواه".



ليرد المأذون: "إذًا بنيتي إذا كنت تحبينه لماذا تريدين الطلاق؟".

لتسرع بنفي: "لا، لا ليس هذا". لتقترب من جاسر مشيرة له: "زوجي هذا، جاسر يا سيدنا، أما هذا الشخص لا أعترف به زوجي ولا أريده".



ليسأل المأذون جاسر: "هل رددتها بني أثناء العدة الشرعية؟".



ليجيب جاسر ببعض التردد: "لا، لم أردها مولانا، أنا فقط...".

ليقاطعه المأذون: "إذا بني هي ليست زوجتك، هي زوجته هو"، ليشير إلى علاء المتكوم من أثر الضرب غير قادر بعد على الوقوف مجددا.



ليتجه جاسر إليه مرة أخرى يرفعه عن الأريكة آمرا إياه: "طلقها الآن، طلقها".

ليرد علاء: "لا أبدا، هي لي وزوجتي رغم أنف الجميع".



ليهم جاسر بضربه مرة أخرى لينهيه المأذون قائلا: "اهدأ بني؛ حتى إن طلقها الآن لا يحسب طلاقا لأنه طلاق المجبر وهذا لا يقع أبدا".

ليتركه جاسر مرة أخرى بعنف ليخبط علاء على الأرض ليصرخ بضعف، لينظر له جاسر شزرا قائلا لمي بسخرية وألم: "هذا الرجل الذي كنت تريدين ربط حياتك به! مبارك مدام مي؛ أنت زوجته الآن؛ تستحقين ما يحدث لك، ماذا أفعل الآن؟".

ليقترب منها ممسكا بها وهي تبكي بألم ليهزها من ذراعيها: "غبية، حمقاء، متهورة... كيف استطعت؟ مبارك عليك يا مي علاء قشوع".

لتقترب منه هي لترمي نفسها عليه وتجهش في البكاء، ليحاوطها بذراعيه بعد أن غلبه قلبه أخيرا لتتغير نبرته تماما، يخاطبها بحنوٍ: "اهدئي، سوف أجد الحل، أعدك لن أتركك، بالتأكيد هناك حل دائما، لقد وعدتك ثقي بي حبيبتي سوف أخلصك منه".



ليضمها أكثر إليه وهو يتأوه بألم متحدثا لها بصوت مسموع للجميع: "لقد حطمتِنا معا، لماذا حبيبتي؟ لماذا؟".



لتزيد في وتيرة بكائها، تتحدث بتقطع: "كنت أريدك أن تسامحني، أن تأتي لي ولَم أجد طريقة غير هذه؛ ظننتك سوف تتحرك سريعا ليس الآن. يا إلهي، جاسر لقد ضعت حبيبي؛ أرجوك أنا لا أستطيع إلا أن أكون لك؛ تصرف لا يعنيني كيف، فقط تصرف".

ليشعر بمن يجذب مي من بين ذراعيه وهو غافل منهكم معها ليجده علاء يصرخ: "ابتعد عنها؛ هي زوجتي لا تمسسها، وأنت يا مي سوف أنتقم منك".



ليتوقف جاسر لدقيقة يشعر بالعجز ومي تنظر له باستجداء ذابح، وعلاء رغم ما به ينظر بنصر للجميع، ليتحدث ببطء متلذذ بعجزِ الجميع: "زوجتي وملكي يا جاسر، أصبحت لي وحدي شرعا وقانونا وسوف أنتقم منكم على كل شيء". ليحاول أن يقربها منه لتقاوم هي بجنون ليقترب جاسر منها يحاول مساعدتها، وأثناء مقاومتها يفتح المعطف الذي كانت تحرص طوال الوقت على ارتدائه وضمّه، ليجذبها من خصرها من يد علاء ناحيته من تحت المعطف ليشعر بشيء غير طبيعي بها، وقبل أن يعبر حتى أو يصرخ علاء مطالبا بها.



يهدر صوت أبيها فجأة: "هذا يكفي، تلك المهزلة يجب أن تنتهي".

لينظر إلى علاء يحادثه: "هذا الزواج باطل حقا، وبالتأكيد أنا لن أُعطِ ابنتي لشخص مثلك".



ليهدر به علاء: "وكيف هذا؟ أنت زوّجتني إياها، هي زوجتي رغم أنفك".



ليكمل أبوها مشيرا للجميع بالصمت وعدم الاعتراض، ينظر لمي التي تتشبث بجاسر بقوة وجاسر الذي يبدو عليه بعض الصدمة وعدم التصديق- ليضحك بسخرية: "يبدو أن الأحمق اكتشف الأمر".



ليكمل أبوها: "احترم نفسك علاء والزم حدودك؛ هذا الزواج باطل ومستحيل أن يتم".



ليكمل: "كيف تتزوج امرأة لم تتم عدتها الشرعية؟".

علاء: "لقد أتمّتها منذ خمسة أيام، هل تريدون التلاعب بي".



ليرد أبوها بحزم: "اخرس واسمعني. هي حامل بطفله؛ كيف أزوجها لك أو لغيرك؟".

لتكمل رحاب وهي ترى صدمة الجميع وجاسر الذي يهز راْسه بعدم تصديق وذهول؛ يبدو أنه ينكر ما كان قد بدأ يشك به منذ لحظات وهو يتلمّس خصرها بدون أن يشعر.

"لقد لاحظت ذلك كما الجميع، نعم هي حامل، لقد شك عمي بالأمر وأنا تأكدت بنفسي، والحمقاء -وهي تستحق اللقب عن جدارة- تظن بأنها تستطيع إخفاءه؛ لذلك عند اتخاذها للقرار المتهور لم نحاول منعها أو حاولنا لكن ليس بقوة عازمين أمرنا أن نجعله درسا للجميع، مي جاسر ليدركوا مدى حماقتهم وتسرعهم في إصدار الأمر".



لتكمل وهي تشير لعلاء ببعض الاشمئزاز: "وطبعا أن يعلم هذا الكائن ويدرك مقدار أفعاله الحقيرة بصدمته الآن وهو يشعر بالخسارة بعد ظنه بأنه فاز بالأمر".



ليقاطعهم صوت جاسر هادرا بمي يسألها: "هل أنت حامل حقا أم هذه لعبة؟".

لتعود يده إلى موضعها يتلمسها ببعض الصدمة ليخفى صوته وهو يتحدث ببعض عدم التصديق بتساؤل: "كيف هذا؟ هل حقا أنت حامل؟ أجيبيني".



ليصرخ صوت علاء: "أرأيتم؟ هو لا يصدق، وبالطبع كيف تكون حامل؟ هل تريدون خداعي؟".

ليكمل الحقير بتشفٍ: " كيف هي حامل من شخص لم يتمم زواجه بها؟ إن كانت حامل فهذا الطفل ليس..."، وقبل أن يكمل كان مازن يتحرك ناحيته يلكمه على فمه بقوة شديدة هادرا به: "كنت أريد فعل هذا منذ رأيتك؛ لن أرحمك اليوم".



لينظر لجاسر الذي أبعد مي ويتوجه لعلاء لينهيه مازن: "لا، حل مشاكلك، هذا الحقير لي أنا ولا تقلق سوف افعل كل اللازم معه". ليشير جاسر ناحية مازن بأن يتوقف لحظة ليتحرك ناحية علاء الذي ارتد إلى الوراء واقعا على الأرض مرة أخرى ليجلس القرفصاء ممسكا به من طرف قميصه بتقزز: "أقسم يا علاء أن أجعلك تندم يا حقير لو سمعت منك كلمة أخرى عن زوجتي أو عني سوف أدفنك حيا وليس لديك دية. لسانك هذا تضبه هو وعقلك المريض، وسوف تنهي هذا العقد الذي لا فائدة منه الآن بدون أي اعتراض".

ليتركه وهو يعتدل ينفض يديه ليخاطب مازن: "هو لك صديقي، لكن تأكد أولا من إنهاء الأمر".

ليرد المأذون الذي كان يشاهد كل هذا الجنون، الآن فقط يدرك رغبة والد الفتاة في ادعاء العقد لتربية الجميع...

المأذون: "ليس هناك عقد من الأساس، زواجه منها باطل وأنا أعلم ذلك؛ لقد اتفق معي والدها وأفهمني الأمر من البداية؛ إذا لا داعي لفك عقد لم أثبته لدي من الأساس".



لينظر له جاسر ببعض الصدمة ويتوجه لمي الصامتة تماما تنظر بصدمة مماثلة لصدمته مما يحدث، هل كان التوتر والجنون الذي عاشته تلاعب بها وبأعصابها؟ هل أبوها يدرك كذبها وحملها؟ ورحاب الغاضبة دائما تلومها- كانت تعرف! حسنا الآن تشعر ببعض من شعور جاسر.

لتتوسع عيناها بصدمة جاسر لتنظر إليه؛ حسنا هي تعرف نظرته تلك، الخيبة وشعور بالخيانة. ليتحدث سريعا موجها الكلام لها: "تلاعب وخداع! تكررين الأمر مرة أخرى... لا فائدة منك أبدا، تتلاعبين بي يا مي! أنت لا تتوبين. دموعك رجائي خطة مرة أخرى، أنت مصنوعة من ماذا؟ مادة تلاعب خام أم ماذا؟ أجيبيني. وأنا الأحمق كالعادة صدقتك وأتيت لأنقذك وأنت حتى لا تستحقين".

لترد وهي تهز رأسها تنفي بجنون وخوف أن يعودوا للصفر من جديد: "لا لا لا، جاسر صدقني، أنا أخبرتك التلاعب الوحيد أني كنت أريد استفزازك ولكني أقسم لك لم أعلم كل هذا، أنا حتى لم أعرف أنهم يعلمو...". لتتلعثم بالنطق وهي تضم يديها على بطنها بغريزة وتكمل: "بطفلي؛ أنا لم أخبر أحدا، أردتك انت أن تكون أول من أخبره. أقسم لك صدقني أنا حتى لا أعلم كيف عدتي لم تنتهي، أن لا أعلم إلا العدة ثلاثة أشهر وعشر أيام فقط".



ليرد جاسر ببعض الاستنكار وعدم التصديق: "كيف لم تعرفي تحديدا؟ وهل أنت صغيرة مثلا أو...".

لتقاطعه هاتفة بسخرية: "وكيف لي أن أعلم؟ أنا لم أُطلق من قبل سيادتك بطفل في أحشائي- لأكون ملمة بالأمر... كل ما أعلمه عن الأمر فقط معلومات بسيطة ولَم اهتم بالبحث بالأمر".



ليتوقف وهو يلتفت لأبيها الذي يخاطب الجميع بالانسحاب وتركهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم، ليتحرك الجميع ومازن وأحمد يجرون علاء جرًّا ممسكين به من رجليْه؛ بعد كم الضرب الذي تعرض له لا يستطيع حتى النهوض.





لتنظر له مي ببعض الشعور بالذنب مما حدث لتحادثه: "آسفة لما حدث ولكن أنت لم تعطني أي فرصة أو خيار إلا إثارة جنونك وغيرتك، وعندما تورطت لم أجد غيرك لإنقاذي... سامحني أرجوك، أنا تعلمت الدرس".



فيرد عليها ببعض السخرية: "نعم نعم، تعلمت ولذلك من أول محاولة ذهبت جريا توافقين على الزواج منه".

لتقاطعه مي: "هل أنت غبي؟ ألم تسمعني ولو لحظة؟ ألم تفهم ما قلته؟ أردت إثارة جنونك فقط لتعود لي".



ليقاطعها هو متسائلا: "متى علمتِ بالطفل مي؟".

لترد بتلعثم: "قبل أن آتي إلى مكتبك بأسبوع واحد".



ليكمل تساؤله: "لماذا لم تخبريني ؟".

لتنظر له ببعض الرجاء أن يتفهم: "لأني أردت أن تعود لي أنا، أردت أن تسامحني قبلها... كنت أريد إخبارك في وقت جيد ومبهج، ليس هكذا!".



ليرد وهو يهز رأسه ببعض التفهم، ولكن مازال عقله يعمل؛ لا فائدة ترجى، هي لن تتغير، متهورة مندفعة مجنونة وأيضا دائمة الطعن لكن...



ليقترب منها وهي لم تخيب أمله عندما أتت مسرعة تندفع إلى صدره ليرفع يديه بتردد يضمها إليه، لينزل يديه يضعها على خصرها الذي به امتلاء خفيف ولكن يكفي لاكتشاف الأمر بالنسبة له فهو يحفظها عن ظهر قلب.

ليحدثها بخفوت: "حمقاء أنت".

لتهز رأسها بأن نعم.



ليكمل هو، يقاوم اشتياقه وجنونه بها: "والآن اسمعيني مي جيدا ويكفي تهور... ليس من أجلي أو أجلك بل من أجل هذا الطفل الذي تحملينه بأحشائك. بعد كم أفعالك حقا انا ليس لدي استعداد للغفران بعد حبيبتي. أحبك نعم ولن انظر لغيرك أبدا، والآن أيضا تحملين طفلي ولكن فقط اعطني بعض الوقت فمن المحتمل أن أستطيع أن أتناسى ما حدث. حسنا أنا الآن بعد سماع خبرك الجميل كنت رتبت على سفر إلى الخارج؛ لم أستطع فكرة البقاء ببلد واحد معك وأنت زوجتي".

أغمض عينيه يحاول السيطرة على أعصابه ليكمل: "أرجو أن تتفهمي نزاعي الآن، أنا في صراع بين قلبي وعقلي وكبريائي يا مي، هل تذكرين قولك: أشعر بالتخبط؟ حسنا هذا ما أشعر أنا به. حافظي على نفسك والطفل من أجلي حبيبتي وافهميني؛ ربما يوما ما نستطيع أن نتغلب على كل ذلك، حسنا حبيبتي؟".

لترد هي وهي ترفع له عينيها التي أغرقت صدره بدموعها: "جاسر، أرجوك افهمني، أحتاجك وأشتاقك".

"وأنا أيضا أحتاج أن تفهمي حبيبتي صراعي".



لتهز رأسها بقنوط وترفع عينيها لعينيه هامسة له: "قبلني جاسر".

لينظر لها ببعض التردد، لترد بألم: "هل طلبي صعب لتك الدرجة؟ هل أصبحت لا تطيق لمسي؟ هل...".

ليقطع كلامها ممسكا بوجهها بين يديه يقبلها بجنون واشتياق ليضيع معها في تلك القبلة، لينزل إحدى يديه يضعها على بطنها يتلمسها ببعض الإثارة، ليضم بعدها جسدها إليه أكثر ويتعمق معها أكثر وهو يميل بها إلى إحدى الأرائك وهو يهتف من بين قبلة وأخرى: "اشتقتك، اشتقتك جدا".

لتضمه هي أكثر هاتفة بجنون: "أنا أحبك، أحبك... أنت زوجي لا غيرك والد طفلي".

وكأن كلماتها نبهته ليقف مفزوعا ويتركها كأنه أدرك لعدة حقائق: وجوده في منزل والدها في غرفة الضيوف، ووضعهما الذي لا يقبل هو حله ببساطها هكذا، وسفره المحدد غدا.

لينظر إليها قائلا ببعض التردد: "حسنا مي هذا يكفي واسمعيني، لن أعود في كلامي؛ أنا سوف أسافر غدا وأنت حافظي على الطفل جيدا وعلى نفسك إن كنت تريدين حقا أن تثبتي حبك لي كما تقولين، وادعِ الله أن ينزل في قلبي بعض الغفران وإيقاف عقلي عن التفكير". ليقترب منها نحو الأريكة يميل إلى رأسها يقبله ويخرج مسرعا بعدها كأن شياطين الأرض وراءه.



لتصدم مي لحظات لتخبط الحقيقة عقلها: مسافر، وتركي، وغفران، وصراع! اه يا غبي، حسنا جاسر لنلعبها بطريقتك حبيبي.

حسنا لا حل إلا في إقناع أبيها بالأمر وبالطبع مازن الذي حدثها أنه يريد مساعدتها بأي طريقة. لتبتسم لنفسها ببعض الخبث والشر: "حسنا سيد جاسر، لتذُق من كأسك".

الفصل الثاني عشر والأخير

في الصباح الباكر استيقظت ببعض التوتر مما هي مقدمة عليه، أو هي لم تنم من الأساس بعد تلك الليلة المزعجة وما حدث بها. بعد خروج جاسر الأحمق استدعت مازن ورحاب وشرحت لهما ما تريد لأن جاسر لم يسامحها وايضا يريد المغادرة ليستطيعا أخيرا تفهمها وإقناع أبيها الذي رضخ لرجائها ولكن شرط أنها آخر فرصة لها وتترك بعدها اي محاولة بجاسر، لتزفر بضيق وتدعي في سرها أن تنجح خطتهم.



بعد ارتداء ملابسها خرجت مع أبيها لتجد مازن ورحاب في انتظارهما لتنظر بضيق لمن معهم شاتمة في سرها: "كان ينقصها تلك السحلية، ما الذي أتى بها إلى هنا؟".

لتحول سؤالها لمازن ورحاب سائلة: "من تلك؟ ولماذا أتت معكما؟ ألم نتفق على السرية؟".



لينظر لها مازن ببعض السماجة؛ هو مدرك تماما أن تلك ال(مي) لا تحب ولاء أخته بل ومن الممكن تشعر ببعض الغيرة بعد الحفل الكارثي.



ليرد عليها: "هذه ولاء أختي وسمعتني وأنا أتحدث مع أحمد لإقناعه وأتت لتشاهد العرض".



لترد مي باستنكار: "أي عرض؟ هل أنت مجنون؟ أنا المخطئة لثقتي بك".



لتقطع رحاب شدهم هذا؛ فهي تعلم حب مازن في إطلاق جنون مي وكره مي لمازن وتعلم أنها مجبرة على التعامل معه فهو القادر الوحيد على مساعدتهم.



رحاب: "هيا الآن لا وقت للجدال، طائرة جاسر بعد ساعتين ونصف من الآن، يجب التحرك حالا لنصل في ميعادنا مع أحمد لنكون قريبين منه".

ليتحركوا جميعا في سيارة كبيرة ومغلقة من كل جانب بزجاج معتم.



بعد بعض الوقت يتحدث مازن مع أحمد: "حسنا احمد نحن هنا الآن، في أي وقت سوف تنفذ؟".

ليرد أحمد: "انا الآن أسعى لإقناعه بشرب بعض القهوة قبل أن يدخل لإكمال الاجراءات ولكنه كعادته نزق معي للغاية وأشعر بأنه متوتر على غير عادته".



مازن: "حسنا توتره نعرف لماذا حاول ان تستغل توتره لصالحك وكلمني فور التنفيذ".

ليغلق الهاتف ويعم الصمت على الجميع ما بين متوتر وخائف ومتردد

لتقطع ولاء الصمت تهتف بسعاده بلهاء معبرة عن مدى حماسها لمشاركتهم خطة العصابات هذه، لتلكمها مي بدون أي تردد تأمرها بأن تصمت.

لينظر لها الجميع بصدمة لتهتف مي: "ماذا؟، إنها مزعجة وحمقاء، أستغفر الله، هل هذا (ثقي بي أنا أريد ان أساعدك) سيد مازن؟".

ليرد مازن مصدوما من تلك الفتاة ناكرة الجميل: "يا مدام نحن نساعدك، بدلا من (شكرًا) تفعلين بِنَا هذا؟ لقد لمست الأعذار الآن للأحمق الآخر في الهروب منك".

ليصمت بعدها لبرهة ويضيف: "أنتما تستحقان بعضكما البعض".

ليقطع الجو المشحون بالجدال اتصال أحمد يأمرهم بالإسراع ليزفر مازن مهدئا نفسه قائلا أن الأمر بدأ داعيا الله ان يلْطُف به مما قد يفعله جاسر به إن عرف بأنه المنفذ لفكرة زوجته الحمقاء.

نولا ٢٠٠٠ likes this.

Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 03:09 AM   #9

Nor BLack
 
الصورة الرمزية Nor BLack

? العضوٌ??? » 455746
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 593
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Nor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond reputeNor BLack has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

بعد ساعتين كانوا وصلوا وجهتهم...



لينهت أحمد ومازن وانفاسهما مقطوعة من حمل جاسر إلى المكان المقصود

ويتوجه مازن إلى مي يخاطبها: "الآن انتهي دوري مي الباقي لك، نجاحك أو فشلك هو بيدك؛ هذا ما استطيع مساعدتك به".



ليهتف احمد بمي ببعض الخوف مما يحدث إن علم جاسر بمشاركتهم: "مي، أرجوك لا تخبريه بأمرنا".

لتقول مي ببرود: "بلى أحمد سوف أقول بصراحة: أنا لا احبك ولا أحب مازن".



لترد رحاب: "أعاننا الله عليك يا مي، اذهبي مي إلى المنزل واغلقي الباب جيدا كما اتفقنا وحاولي مي سعادتك بيدك، اسرقيها يا مي أو اخطفيها ولكن يجب أن تحصلي عليها".

ليرد مازن بمزاح: "من غير توصية رحاب فهي اختطفته بالفعل".



مي: "ألم اخبرك دمك ثقيل ولا أحبك مازن؟ حقا أول شرط على جاسر أن يقطع علاقته بك". لتنصرف مغلقة الباب في وجه الجميع بعد أن ودعت اباها فقط مؤكدة أنها بخير ولن يحدث شيء معه أبدا؛ إذا لم يؤذها وهي لحالها هل سوف يؤذيها الآن وهي تحمل طفله؟



لتلتفت رحاب سائلة مازن: "لماذا ساعدتها؟ لا أفهم أسبابك إلى الآن مازن وتصمم على عودتهم؟".

ليرد مازن بعد أن غامت عيناه: "هو يحبها وهي تحبه؛ لماذا لا نساعدهما حتى لايخسرا حبهما؟ تستطيعين القول بأني لا أستطيع الحصول على حبيبتي لأنها قاسية القلب؛ فاحاول مساعدة من لديهم قلب، ومي رغم جنونها متمسكه به".

لتنظر له رحاب ولا ترد إلا ب: "هيا بِنَا، لقد تم ما علينا والآن الباقي لهما".

متجنبة أي تعليق منها على كلامه؛ يكفيها ما تشعر به من الألم.





عند مي...

لتدخل للغرفة تنتظره ان يفيق لتضحك لنفسها بانتصار وهو مقيد جيدا من اليدين والارجل أيضا، لقد اختطفت جاسر... لتعلو ضحكتها محدثة نفسها: "هو معلمي الأول، إن لم تستطع كسب الحبيبب- اختطفه. يا إلهي لقد اختطفت المجنون! حسنا جسوري اشرب من نفس الكأس حبيبي". نعم تشعر ببعض التوتر لكن فرحتها بانتصارها كبيرة جدا، لتجلس بجانبه تنتظر استيقاظه.



::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::



بعد بعض الوقت



يفتح جاسر عينيه بتثاقل شديد ورأسه يلف ويدور ليحاول رفع يديه لكن لا يستطيع ليحاول مرة اخرى ولكن أيضا شيء يقيده، ليفتح عينيه سريعا يحاول إدراك ما حدث لينظر لسقف غرفة ما، هل هو مختطف ومقيد؟ ليضيق عينيه وهو يستدير بوجهه يتفحص الغرفة. مهلا لحظة، هو يعرف تلك الغرفة، هذا البيت الذي اختطف به مي أول مرة! كيف أتى إلى هنا؟ ولماذا هو مقيد؟ وقبل أن يحاول الفهم كان الباب يفتح لتطل منه مي تمسك طعاما بيدها وترتدي... مهلا لحظة، هي لا تردي شيئا، مجرد بنطال قصير وبلوزة بدون أكمام ضيقة جدا. ليشعر بالصدمة من الوضع كله وعقله يعمل: بيت وقيد واختطاف، ومي ترتدي أشياء غريبة، وأيضا تأكل! وهذا هو الواقع الوحيد، يبدو انه من هلوسته بها بدا يهذي. ليغمض عينيه بشدة، حسنا سوف يفتحها الآن ويجد نفسه على متن الطائرة، كل هذا هلوسة وقلق على مجنونته من تهورها لا أكثر ليشعر بأنفاسها على وجهه قريبة جدا منه وهي تهمس بنعومة شديدة: "حمدا لله على سلامتك حبيبي، أخيرا استيقظت". ليفتح عينيه ينظر لها وذهوله وصدمته مازالا على وجهه وهو يحدث نفسه: هذه هلاوس جاسر تماسك يا رجل سوف تفقد عقلك.

لتضيف بتبرم أمام عينيه: "انتظرتك كثيرا ولكن شعرت بالجوع ذهبت لآكل لأجدك استيقظت وأنا لست بجانبك... لا جسوري أنا غاضبة منك". لتميل له أكثر تقبله على خده قائلة: "ولكني غيرك، سوف أسامحك. جاسر، هل أصابك خرس حبيبي؟ انطق قل شيئا". لتهزه بيديها: "هيا حبيبي ما بك؟".

ليفيق من صدمته قليلاً يحدثها من أثر الصدمة بتقطع: "كيف، ماذا، أين؟ ما هذا بالضبط؟ ما الذي يحدث هنا؟".

لتهتف بمرح: "أخيرا يا رجل سألت، كنت سوف افقد الأمل".

لتجيب بفرحة عامرة بإنجاز عظيم: "لقد اختطفتك حبيبي".

ليرد بذهول: "ماذا". ليهتف وصدمته ترافقه: "ما الذي تقولينه بحق الله؟ وكيف حدث هذا؟". ليعقد حاجبيه: "اختطفتني يا مجنونة! ما الذي تقولينه وكيف حدث هذا؟ أنا كنت بالمطار، كيف اتيت؟".



لترد عليه: "مهلا سوف أجيبك". لتحرك نفسها لتجلس على بطنه وهي تواجهه

ليهتف بها: "ما الذي تفعلينه، هل جننت؟".



لترد بتبرم: "اصمت جاسر، أنت في وضع لا يسمح لك بأي اعتراض، تذكر حبيبي انت مختطف ومقيد جيدا؛ اصمت واسمع".



لتبدأ بقص خطتها عليه بفرحة واستمتاع واتفاقها مع مازن ومشاركة الجميع وتخدير أحمد له وترتيب مازن بادعاء ان المسافر أصيب بغيبوبة، وترتيب المنزل وتجهيزه لهم -والذي يعرف مازن وأحمد به- وإيجاد مفتاحه معه هو وسرقة أحمد له صباحا... لتنتهي وهي تميل عليه تلثمه بخفة وهي تسأله رأيه ليصرخ بها: "ماذا؟ هل تزدادين جنونا وحماقة كل يوم مي؟ ما الذي تقولينه؟ هل جننتم؟".

ليبدأ بالتحرك بجنون لتحدثه هي بإغاظة: "مهلا جاسر واحترس، وضعي لا يحتمل جنونك، احذر حبيبي من تهورك فإن سقطت سوف يتضرر طفلك".

ليثبت مرة أخرى آمرا إياها: "فك قيدي حالاً مي لأستطيع خنقك والذهاب للأحمقين الآخرين، كيف استطعت إقناعهم؟".

لترد بتبرم: "اهدأ جاسر بك، وأنا لن أفك قيدك أبدا لدي كل شيء هنا وأنت لن تتحرك حتى تردني لعصمتك وأيضاً تنسى كل شيء وتسامحني".



ليهتف بها: "احلمي مي، هل تظنين أن هذا سوف ينجح؟ أنا لن أردك أبدا ولن أسامحك".



لترد هي ببعض التلاعب: "لقد نجح معي حبيبي إذا سوف ينجح معك". لتتصنع الهيام وهي تكمل: "وقد وقعت في غرامك حد الجنون حبيبي، كما أني سوف أرد نفسي بنفسي حبيبي لن أنتظرك".



ليرد بسخرية: "وكيف سوف تفعلين ذلك مي؟".



لتميل إليه تلامس وجهه وعلى وجهها ضحكة خبث وتلاعب وتتحدث ببطء: "سوف أغتصبك جاسر".



لتجحظ عيناه بذهول: "ماذاااااا؟!".



لترد ببطء وهي مازالت على وضعها: "لقد علمت أن كل الأمر يحتاج فقط...". لتغمز بعينيها بوقاحة: "أنت تعلم... إذا إن كنت لا تريد أن تفعلها سوف أفعلها أنا؛ فقلبي وطفلي يستحقان حبيبي ما سوف أفعل. كانوا يقولون إن كنت تريد سعادتك فاختطفها رغم أنف الجميع، وفي حالتي أغتصبها حبيبي".

لينظر لها وهو على وضع الذهول واتساع عينيه حتى أنها تشعر بأن مقلتيه سوف تخرجان من مكانهما لتكتم ضحكتها بصعوبة من مظهره.

ليحدث جاسر نفسه: "يا إلهي لقد جنت تماما، هذا كثير. والدة طفله المصون خطفته وتخطط لاغتصابه!



ليحاول تمالك أعصابه قليلاً ومجاراة حمقائه سائلها: "حسناً مي خطة ممتازة، ولكن كيف سوف تفعلينها؟ بعض الفضول فقط يتملكني؛ علمياً حبيبتي هذا مستحيل".

لتتراجع قليلاً ببعض الحيرة وتهز رأسها تجيبه: "حقيقة لا أعرف جاسر كيف".

جاسر: "إذا أنت خططت لاغتصابي دون علم الطريقة!".

لتضع يديها بشعرها بحيرة وهي تحرك يديها به مدعية التفكير لترد ببعض الإحباط: "لا أعرف ولكن سوف تساعدني وتعلمني كيف".

ليتكم ضحكته وهو يسايرها: "إذا حبيبتي تريدين اغتصابي وأيضاً مساعدتك لإتمام الأمر".

لتهز رأسها بسعادة: "نعم حبيبي، وأعلم أنك لن تخذلني، أنا أحتاج حقاً أن تردني وأنت ترفض؛ فهذا الحل الوحيد، فقط علمني كيف وأنا سوف أقوم بالأمر".

لتضيف: "فأنا لست نزيهة مثلك وسوف أخبرك أني لا آخذ شيئا عنوة... أنا سوف آخذك وعنوة جاسر".



ليهتف بها: "أنت جننت وفقدت السيطرة تماما، تحشمي يا امرأة قليلاً، أين الحياء؟".

لترد عليه بتأكيد: "لا حياء حبيبي؛ هذا مستقبلي ومستقبل طفلي وأيضاً مستقبلك ولكنك تنكر الأمر مثلي تماما.ً أنت اختطفتني وها أنا اختطفتك إذا نحن متعادلان، لشعورك بالذنب من تلك الجهة نحن متعادلان، أما خطئي فأنا دفعت ثمنه جيدا وتعلمت الدرس وأيضا كان في مصلحتك؛ فأنا تأكدت من حبي وعشقي لك. أرجوك جاسر دعنا نتخطى هذا".



لينظر لها ببعض الحيرة، حسنا يبدو أنه ضغط عليها كثيرا، لقد جنت تماماً أضعافا مضاعف. كان في بداية الأمر يشعر بالطعن والغدر وعدم الغفران، ولكن بعد كل ما حدث وبالأمس أراد تركها قليلا والابتعاد للتأكد من مشاعرها من ناحيته

حتى لا تكون مندفعة وتشعر فقط ببعض الإعجاب أو حب حبه لها لتنساه بعد بعض الوقت وتبدأ في الندم، هو يعلم تقلبها جيدا؛ أرادها أن تتأكد لتكون النتيجة أن تجن تماما.ً

لتقطع استرسال أفكاره: "جاسر، اين ذهبت؟.. رد علي".

ليرد عليها: "ماذا أقول حبيبتي؟ انت جننت تماماً. فك قيدي مي".

لتهز رأسها بنفي مؤكدة: "مستحيل هذا لن يحدث جسوري إلى أن تردني أو كما أخبرتك أرد ونفسي إليك".

لتنهض: "ولكن بعد أن أفكر كيف وأيضاً أنتقم منك بنفس طريقتك".

"وكيف هذا؟". لتغادر الغرفة: "سوف ترى حبيبي". لتخرج وتغيب بعض الوقت لتأتي ممسكة بيديها صندوق صغير لتسأل جاسر: "حبيبي هل تتذكر حنفي؟".

ليعقد حاجبيه: "من حنفي هذا؟".

لتشهق مي بادعاء الصدمة: "حنفي جاسر، هل أحد ينسى أصدقاءه؟ لقد خيبت املي بك. حنفي وعائلته واطفاله".

"تقصدين الثعبان؟".

لترد بانتصار: "نعم حبيبي هو".

ليرد ببعض التوجس: "حسنا مي ما الذي ذكرك؟ وأيضاً أريد أن اخبرك، لقد كنت أريد إرهابك، ليس هناك وجود لحنفي او غيره، أنا صدمت به مثلك ولكن وظفت الأمر لإرعابك فقط".



لتهز رأسها مدعية التفهم وهي تخرج ما بالصندوق لتطل من يديها كيس مخرم به فأر، لتقول لجاسر: "أنا اعلم رعبك من الفئران والفوبيا التي لديك، إذا أعرفك على برعي الذي سوف أضعه في ملابسك يمرح قليلاً وأكون أنا فكرت في طريقة لي". لتغمز له بعينيها ليصرخ بها: "يا مجنونة يا حمقاء إياك مي أنا أحذرك، لن أرحمك... ابتعدي بهذا الشيء". لتضحك مي وهي تقترب منه بجنون.

:::::::::::::::::::::::؛:::: ::::::::::::::::::::::::::



في صباح اليوم التالي لم ينم الا في وقت متاخر فحمقائه صممت علي عدم فك قيده وايضاً تنام ملتصقة به تتحرك في نومها لتثير جنونه لاحتضانها وفعل ما تريد لكن يجب ان يصمد قليلاً

لقد اقنعها بصعوبه عن العدول عن فكره وضع الفار في ملابسه حسناً يشعر بها الان فهو كان يشعر بالرعب الشديد لا يخاف او يهاب اي شئ الا ذالك الشئ المقزز الاعين

لتتحرك اخيرا معلنه استيقاظها حسنا. ما الذي سوف يراه الان منها المجنونه ما الذي تفكر به يبدو انها سوف ترد له كل شئ فعله بها

لتفتح عينيها تعتدل لتقبله علي وجنته بصوت كسول صباح الخير حبيبي

ليتجنب الرد عليها

وهو يامرها بتسلط فكي قيدي مي هذا كثير احتاج الذهاب للحمام والآن لا تذديها يكفي هذا اي شئ يذيد عن الحد يتقلب لضده

لترد ببعض التردد انا

اخاف جاسر منك ان فككت قيدك ان تنتقمي مني وتتركني وتخرج



ليزفير بضيق لا تخافي لن اذيكي ابدا مع انك تحتاجين تكسير عظامك وايضاً لن أتركك هنا واخرج لا تخافي هي مي

حسناً جاسر ولكن عدني

أعدك يا مي خلصيني



لتعتدل تدخل يديها بين ملابسها لتجحظ عينيه المجنونه تخب المفتاح في



لتأتي بالمفتاح وتبدا في فك القيود وهي تخبره الباب مغلق جيدا ولن تستطيع الهرب والمفتاح معي وبما انك لن تقترب مني فا لن تستطيع الحصول عليه

ليرد عليها بخبث هل هو في نفس المكان

لترد بنعم وانا لا أمانع حصولك بنفسك عليه

لتنهي من فك قيوده كلها ليبداء هو بالنهوض وهو يمسد

أيديه وساقيه يشعر ببعض التشنج ويتجه الي حمام الغرفه بدون ان يكلمها حتي لتشعر هي ببعض الاحباط حسناً التزم بوعده حتي الحظه ولكن لقد ظنت شئ اخر بان يحن اليها او حتي تحرك. مشاعره ناحيتها لتبداء في ترتيب الغرفه والسرير



تركها وذهب كي يستعيد نشاطه قليلاً هو يشتقها جدا مجنونته تتمسك به اذا ليضرب بعرض الحائط كل شئ المهم انها هنا معه تعلن تمسكها به وعشقها المماثل لعشقه لها ليخرج لها اذا وينسي كل شئ لتبقي بين احضانه ليخرج ويراهم تعبث بعصبية ووجهها متبرم تلفظ ببعض العبرات حسناً يبدو انها تسبه ليقترب منها يضمها اليه ويضع وججه في عنقها يلثمها ويشتم راحتها بآثاره لقد اشتاق لكل شئ بها ليهم من بين قبلاته



لقد ردتتك الي عصمتي وملك يمني حبيبتي



ليأتيه ردها



شهقه خرجت منها وهي تشعر به يطوق خسرها ويرفعوا من علي الارض ظهرها له ليضع وجهه في عنقها يتشممها بالذه

لتغمض عينيه متفاعله معه بدون صوت لن تنطق حتي لا تقطع هذه الحظه

لينطق هو بان ردها اليه ويكمل يا مجنونه اشتقتك جدا



لترد بصوت خافت لهذا كنت تريد تركي ليتركها علي الارض مره اخري بالاحباط تريد قَص لسانها



ليدرها اليه وهو يخرج نفس عميق

قالاً لها اسمعيني كنت غاضب جدا من أفعالك لكن ما وصلت له اخيرا باني فقط اريد التأكد من مشاعرك حبيبتي. هي لي بدون تردد لتنظر بتسائل له وتأكدت

ليقترب منها يحتضنها وهو يبتسم حسناً اختطاف وتخطيطك

لي ليغمز لها بعينه

بالتأكيد تأكدت

والآن ما رايك بعد نوم مقلق وتعمد اثارتك لي ان نختبر نظريتك

لتسائله وهو يقبلها بهدوء اي نظريه

ليضحك بخبث اغتصابي فانا سوف أساعدك

لتدفن وجها في صدره ليرفع وجهها اليه منهي الامر لا مي التزمي بوعودك اغتصابي يعني ان تبقي راسك مرتفعة حبيبتي ليبداء في تقبيلها قبل متفرقه ناعمه بهدوء شديد لتقابله هي بنفس الهدوء ليميل بها وهو يخبرها مدّا اشتياقه لها

لتبعده هي واضعه يديها بين جسدها وجسدها

اذا سامحتني ليرفع رأسه ناظرا اليها غبيه حبيبتي هل هذا وقت كلامك ليبداء في الابتعاد عنها وهو يزفر بحنق لتجذبه هي اليها وهي تهتف به اين سوف تذهب سوف اقتلك ليس كل مره لتبداء بدفعه بغضب وجنون و وهو يسايرها لخوفه من وضعها من بذل مجهود ليستلقي علي السرير ويجذبها من يديها اليه لتبقي فوقه ليحتضنها وهو يقبلها بشغف ويهتف بها حمقاء غبيه ولكني أعشقك و احبك لتبادله هي نفس جنونه بها

وتقابل لهفته بلهفه اكبر بدون قيود

بعد ساعتين من الجنون الصاخب الذي مرو به

يستلقي جاسر وهو يحتضنها علي صدره يداعب شعرها

مي حبيبتي

لترد بخفوت نعم

هل انتي بخير اعني

انتي والطفل اسفه لم أتحكم في نفسي

لتقطعه بهدوء لا تخف نحن بخير حال الان طلما بجانبك



ليرد وهو يبتسم لها مبارك حبيبتي رجوعك لي لكن يجب ان يتم أيضاً عند مأذون شرعي

مي. لا يهم لا يهم المهم لدي باني زوجتك. ليعتدل يشرف عليها انت زوجتي وحبيبتي لكن أرجوكي دعيني اكسب ثقتي بكي مره اخري حسناً حبيبتي

لتاؤم بصمت نعم أعدكً جاسر اقسم لك لقد تعلمت درسي جيدا انا لك وانت لي انا احبك

ليبتسم لها وانا أيضاً أعشقك يا مَي

لتهتف فجائه

اتعلَّم انا اريد الرقص معك انا أحب فرقه موسيقي رائعه

تضيف بفرحه

أغنيه سيب بصمتك ليا

لرد جاسر بغبث لقد تركتها حبيبتي بالفعل

مَي ما هي الذي تركتها جاسر ليضع يده علي جنينها ويضيف بمرح بصمتي حبيبتي وقريبا العالم كله سوف يعرفها

لتهتف به وقح كالعاده لكن لا يهم

سوف ترقص معي صحيح

ليبتسم لها اي شئ حبيبتي اطلبيه

انا تحت امرك وطلبك مجاب

لتسائله بفرحه هل سوف ترقص معي

لياوم لها بالطبع اتركني

ليعترض

مره اخري يا مي اتركني

لتقبّله علي فمه قبله خاطفه

لا تتلائم جاسر اريد ان انهض من اجل اتي بها

لينهض من موضعه الذي يحاصرها بِه

وتلتقط هي الروب المرمي علي الارض لترتديه وتاتي بالهاتف أمره ايه بالنهوض لينهض

لتصدعه أغنيتها وهي تطالبه بحتضانها والرقص

لينظر لها بغرابه

مي هذه أغنيه وطنيه حبيبتي

لتهز كتفيها بعدم لا مباله اعرف وأحبها وأريد الرقص معك بها

لا تدقق كثيرا

ليهز رأسه بتفهم وضحك صاخب معلقاً



نعم حبيبتي لديكي كل الحق ومهو الشئ الطبيعي في قصتنا من الأساس حتي اعترض علي أغنيه فهي لم تجي علي أغنيه وطنيه كاول أغنيه لنا معنا

ليضمها وهو يتراقص بها وضحكهم يملاء المكان

الخاتمه




يقف يبتسم بانتصار وعينيه تلمع بجنونه المعتاد في وسط مخزن تابع لبيته



وأمامه يتدلي احمد ومازن معلقان من أرجلها ورأسهم ناحيه الارض يصرخ به احمد ومازن مستمر في صمته وكان شي لا يعنيه



احمد. انت فقدت السيطره علي عقلك تماما وصلت بك يا جاسر ان تختطفاً عبر العصابات وتفعل بِنَا ذالك تعلقاً في السقف كالخراف



ليرد عليه جاسر. انا أخذ حقي فقط أنتم من بداتم في التخطيط كالمجرمين وتعطلوني عن عملي وخطفي وتقيدي



ليرد احمد صارخ به كانت فكرت زوجتك ومبررا كنّا نحاول الإصلاح بينكم وانقاذ زواجك وابنك من هروبك



جاسر وهل الإصلاح يا أستاذ احمد بخطف اخيك وتقيده وتركه لمراه حتي لوًكانت زوجتي ومن اخبرك ان هذا في مصلحتي وإني سوف ارض بذالك الان



ليرد احمد. ولكنه كان في مصلحتك وزوجتك متمسكة بك وتحبك



ليقترب منه جاسر صارخ به أقنعتني هل لو اتاكم احد اعدائي وادعا حبي ومصلحتي سوف تسلموني له كيف سوف اثق بكم الان



لياقطعه مازن اخير خارج عن صمته

مازن اولا كانت زوجتك وليس احد اعدائك راينا بأعيننا حبك لها وحبها وتمسكها بك وايضاً لقد تم النجاح في مخططها اَي اننا خدمنكم ليكون هذا جزءاً



جاسر لا يعنيني ما تم بعد ذالك يعنيني ان اثق بكم اكتر من نفسي وخذلتوني ويجب ان انتقم منكم حتي لا تكرروها مره اخري



لينفخ به مازن بنفاذ صبر هاتف به اذا لماذا لما تعاقب صاحبه الفكره



ليضحك جاسر وهو يرد بخبث ومن قال اني لما أعقابها يكفيها فقط انه مضت علي قيدها الابدي بي طوال حياتها وهي في قمه سعادتها



ليرد مازن بامتعاض حسناً جاسر بك وماذا بعد لقد اكتفيت من جنونك قسماً بالله أنزلنا الان

ليضحك جاسر بصخب وهو يرد لا لم ينتهي عقابكم

سوف افعل بكم ما فعلته بعلاء



ليرد احمد برعب ماذا تقول هل جنتت سوف تفعل باخيك وصديقك ذالك الشئ



ليرد جاسر وهو مستمر في ضحكه و يميل علي احمد يربت علي راْسه المتدلي لا تخف يا احمد انت اخي أعدكم بعد العلاج الازم سوف تستطيعو الزواج والإنجاب

ام علاء لا اعتقد لقد فقد الأمل به ليخرج هاتفه ويلتقط الصور لهم وهو يردد سوف تسعد مي للغايه برايتكم هكذا فهي رغم ما فعلتوه لها تكرهكم جدا ولا اعرف السبب وسوف تشمت بكم

ليكمل وهو يغمز ولا تخافو لن أصور باقي العقاب حتي تتعلمو الدرس لا تثقو بامراه أبدا خصوصا لو امراه أحبتني



ليغادر متجه الي مي وهو يضحك بصخب واحمد ومازن يصرخاً به



::::::::::::::::::::::::::::؛:؛::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::



ليدخل جاسر الي شقته ينادي علي مي بصخبه المعتاد



لترد عليه تعال الي هنا انا امام التلفاز ولا أستطيع النهوض ليدخل لها ويجدها كاعادتها مؤخرا تفرد جسدها علي احدي الأرائك وتضع طبق ملي بالطعام علي بطنها المنتفخ للغايه ليحدثها وهو يرفعها قليلا ليضع رأسها علي ساقيه بدل الاريكه



جاسر حبيبتي لم تملي بعد من تلك العاده يكفي مي سوف تنفجري انا أشك بهذا الانتفاخ بانه من الطعام وليس ابنتي



لترد عليه مي بامتعاض ولا مبلاه وهي تلتقط الطعام



هل تحسب علي الطعام جاسر لقد جرحتني

ليجبيها بنبرتها واضح حبيبتي واضح



دعينا الان من درسنا اليومي في مراعات مشاعرك التي ليس موجوده من الأساس



لتحاول الهتاف به كاعدتها ليضع امام أعينها صوره احمد ومازن وهما معلقين من السقف



لتلمع عينيها بفرح وشماته بهم وتنهض مزيحه الطعام لتحتضن جاسر بفرحه

ليضحك علي مظهرها ويحدثها

هل لهذي الدرجه يسعدكم وضعهم



لترد بجذل نعم نعم حبيبي للغايه



ليعقد حاجبيه وهو يقول مي ظننتك تمزحين انهم اخي وصديقي كيف تكرهيهم هكذا لقد سعادوكي انتي غير مهتمين برد فعلي



لترد مي عليه وهي تضع يديها علي وجهه تحيطه بها

انا احبك انت فقط وهذا يكفيني كما اني لا اكرهم ولكني سعيده بما حصل لهم لعده أسباب أهمها انهم يسخرون مني طوال الوقت

لتعبث بطفوليه احمد يلقبني بالكره يا جاسر هل يرضيك



ومازن يلقبني بام سحلول المجنون وايضاً لن انسي سخريته مني



ليضمها اليه وهو يضحك انتي بالفعل شبيها بالكره حبيبتي لتضرب في صدره اخرس جاسر انت السبب



لتكمل وهي تخبره بقنوط من مظهرها انا بالفعل جاسر اشعر باني أشبه الدب وليس الكره

لينظر لها جاسر بمنتهي الجديه قالاً حبيبتي حقاً لن أجاملك انتي تشبيه الدب القطبي في بياته الشتوي بملابسك هذه والطبق الذي تحتضنيه ليل نهار كجزء منك لا ينفصل. ولكني أعشقك في كل أشكالك



لترد هي بغضبه وهي تضربه علي صدره انت غليظ ولا تعرف حتي المجاملة أحدثك عن مشاعري لتاكدها لي يا احمق

ليمسك يديها وهو يميل بها ويضحك بصخبه من اثارت جنونها دائما يعشق ذالك الجنون والوصال معها

جاسر حبيبتي الحمقاء الدبه انا أخبرتك. للتو اني أعشقك يا امراه في كل حالتك واتشوق لابنتي التي تجعلك منتفخة هكذا وأريد ان اخبرك انها جعلتكي اكثر اثاره يا حبيبتي



لترد عليه مي بتبرم انت غليظ وقح

ليميل اليها جاسر وهو يخبرها من كان الوقح عند هاتفه باغتصابه من ثلاث أشهر

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::� �؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛� �؛؛؛

بعد شهرين في حديقه منزل جاسر يقام حفل خطوبه

لاحمد وولاء



تجلس مي بتثاقل غريب والالم تحاول ان تداريه وهي ترجع الامر لوقوفها الطويل الْيَوْمَ لتميل اليها مها حماتها تسألها بقلق عن وجهها المرهق وتعبها الظاهر

لتحاول مي طمنتها انه لا شئ ويتبقي أسبوعين لولادتها لا داعي للقلق هكذا

مها هل انتي متاكده ابنتي مظهرك واضح عليه الإرهاق والتعب ان شبه متاكده انك في وضع ولاده انا اعلم حبيبتي لترتب مي علي يديها وهي تأكد لا تخافي حبيبتي اذهبي فقط لضيوفك ولا تقلقي علي انا بوضع جيد وان شعرت بشئ سوف اخبرك

لتذهب مها وهي تتجه الي ضيوفها وهي أكيده من حدثها

لياتي بعد قليل جاسر متوجه اليها يخبرها بأنها يجب ان تذهب لتهنئ العرسان لتذهب بعدها للراحه فهو قلق أيضاً من وضعها من الصباح

لتنهض مي بثقل وهي تشعر بان الالم ظهرها يذاد لتحاول مدارته بتبرمها المعتاد من عدم رضها عن ولاء الشبيه بسحليه ليجريها جاسر ظنن منه اني ينسيها ارهاقها



جاسر مي حبيبتي لا اعلم وجه اعتراضك وعدم حبك لها لقد وضحت لكي أكثر من مره انها تحب احمد من الصغر وانا ليس اكتر من اخ كبير لها ما مشكلتك



مي دمها ثقيل لا احبها أخبرتك وانا غير راضيه عن ارتباطهم

جاسر راضيه أو لا حبيبتي هو يحبها وهي تحبه وانا اخ لهم يجب ان تتعاملي مع الوضع فهي اصبحت قريبتك الان ويجب ان تحبيها



لتهتف به وهم يقتربو لا لن احبها ولن انسي بأنك رقصتها وانا اجلس اشاهدكم وحدي



ليحاول تمالك أعصابه بان لا يخبرها ماذا كانت تفعل ان ذاك لا يريد الرجوع لصفحه أغلقها هو بداء معها من يوم ان ردها اليه واعتبرها بدايتهم ليحاول التحدث معها ينهيها



ليفجاء بها تصرخ بالالم وهي تضغط علي يديه وتميل الي الأسفل ممسكه ببطنها هاتفه انا ألد جاسر

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::



لا يعلم كيف وصلو تحدياً الي المستشفي أو متي كل ما يعلمه ان حملها وهي تصرخ ومازن يصرخ به باتبعه للسياره

ينظر اليها الان في الغرفة وحولهم الجميع ولاء رحاب أمه ويبقي احمد ومازن بالخارج الجميع صمم انه سوف يبقي ليدخل والدها بعد قليل لتحتضنه وهي تبكي فهي منذ وصولهم وتأكيد الطبيب بأنها حاله ولاده ولكن لا يبدو انها علي استعداد بعد وهي تبكي تاره وتشتم تاره وايضاً تدعي عليه وعلي رحاب لا يعلم لماذا رحاب ولكن لا يهم المهم انها اذدادت جنون كالعاده



ليقترب منها يحاول تهداتها لتهتف به

مي. اه لم أظنك هكذا انا صدمت بك

ليرد عليها جاسر وهو رافع حاجبيه ماذا ما الذي فعلته الان



مي تأتي بي لصديقك اه أين طبيبتي اريد طبيبتي الخاصة



ليرد جاسر وهو مصدوم اتيت بكي لصديقي من صديقي هل تقصدي الطبيب يا مجنونه



مي نعم الطبيب انت تريد تسلمي لصديق



ليهتف بها يا مجنونه ما الذي تقوليه الذي يسمعك يقول باني اتيت بكي لشئ سئ

لتهتف بصراخ وبكاء اه لا انا لا يعنيني كلامك انا اريد طبيبتي فهي رحيمه بي اما أصدقائك لا اثق بهم سوف يقومو بارهاقي وايضاً قتلي



لتجحظ عينيه وهو يحاول تمالك أعصابه إهدائي مي وتوقفي عن جنونك من يقتل من يا مجنونه انتي حبيبتي وأم طفلتي انا اتيت بكي لمن اثق به سوف يفعل كل جهده لكي وللمولود



لتهتف مي بشراسه انا لا أحب ابنتك تلك الطفيلية قامت بنفخي والتغذية علي جسدي ولان تمزقني لتخرج هي للحياه



لينفجر جميع من في الغرفة ضحك بعد ان سيطرو عَل ضحكهم بصعوبة

وجاسر مازال علي صدمته من مفاجأتها وكلامها



جاسر تكرهين ابنتك التي بداخلك اَي امراه انتي بحق الله



مي اخرس جاسر لا ينقصني محاضراتك الان



ليستغفر جاسر وهو يحاول ان يذكر نفسه بأنها تتألم فقط ولا تعي ما تقول

ليدخل الطبيب وهو يحاول ان يشرح بارتباك واضح فهو رأي جنونها منذ قليل وهي تهتف انها لا تريده ان يتابع حالتها ان وضعها لا يصلح به ولاده طبيعية فالرحم لم يستعد بعد وايضاً الطفل ضخم ويجب الولاده القيصرية

لتهتف به مي مالذي يعنيه هذا بالظبط ليحاول ان يفهما اكثر ولكنها لا تستمع وهي توجه اتهامها لجاسر

أرأيت الم اخبرك يحاولو قتلي يريدون شق بطني اه يا حسرتك علي شبابك يا مي

لتجحظ عيني الطبيب مخاطب جاسر من يقتل من جاسر ولماذا انا لأفهم انا احاول صدقني ان اجعلها تتجنب الالم سريعا لانه مهما انتظرنا لن يصلح لها الا الولاده القيصرية



لتفتح مي فمها تنوي ان تتهم الطبيب ولكن تهاجمها نوبه الالم اخري لتصرخ باعلي صوتها وهي تتشبس بجاسر

لينظرها لها الطبيب وهي يخاطبها اهدائي وحدي نفسك أرجوكي واخرجيه واسمعي إرشادي يجب ان نجهزك من الان لا حل اخري الالم سوف يقوي اكثر هذا الطبيعي وسوف تمري بالتجربتين انصحكم باخد القرار حالاً

لتحاول مي اخراج أنفسها وموجت الالم تهدئي قليلاً لترفع عيني ملتهبتين شرستين لرحاب هاتفه بها



مي. رحاب سوف أقتلك صدقيني

رحاب وما الذي فعلته انا الان

لتخبرها مي وهي تهاجمها بالكلمات وتصرخ بصوت عال تردد ما أخبرتها به رحاب وهي في شهر السادس



اكثري من علاقتك الزوجيه بجاسر يا مي حتي تكون ولادتك طبيعية وسهله وانا كالحمقاء دئما سمعت كلامك ولَم أجني غير ارهاقي وها انا أولد بعمليه جراحيه يا كاذبه دئما



لتجحظ عيني رحاب بذهول وهي تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها



وتغطي وجهها متمتمه ياللهي اقتلوني الان أرجوكم احد يكمم فمها ويقتلها



ليردّد جاسر حسنا لا مزيد من الصدمات الْيَوْمَ لن افجاء

ولكن عزيزتي هل تخبريني ان تقبلك وشغفك كان من اجل ولدتك فقط وليس حباً بي وايضاً. بتوصيه من صديقتك

لتلتف له مي صارخه ليست صديقتي انها أبنت عمك وأشك إنكم اتفقتم علي



لتهتف ولاء وهي تصفق ببلاهة حسنا هذا ممتع احلي من اَي فيلم كوميدي

لتنظر لها مي وعينيها تقدح شررا حسنا ليتها تستطيع الوقف الان لتفرغ كل المها بها لتحاول تمثيل الهدوء وهي تخبر ولاء بان تأتي اليها فهي لا تأتمن احد من الموجودين



لتقترب منها ولاء وهي غير مدركه لنيه مي

مي لو سمحتي أرجوكي عدلي الي الوسادة لتميل اليها ولاء بجانب وجهها

لتقترب منها مي وتمسك بجانبي رأسها تفجاها لتغرز اسنانها في وجنت ولاء بشراسه ليحاول جاسر جذبها ومي تزمجر وولاء تصرخ من الالم ليخلصها جاسر اخيراً ويجذبها الي أحضانها يكتنفها وهو يصرخ بها هذا يكفي مي ما هذا الجنون يكفي سوف تضرين نفسك والطفله يكفي



لتتمسك به وتنطفئ فجاة قاله بصوت ينضح الالماً انا أتألم يا حبيبي جدا جدا الم حارق في ظهري وبطني وكل جسدي اشعر بكل عظامي تتكسر خلصني أرجوك



ليضمها اليه اكثر غير مبالي بولاء الصارخه وهي تركض للخارج ولا رحاب التي تضع وجهها في كفها وتخبط رأسها في الحائط غير قادره علي مواجه احد وأمه التي تكتفي بان تنظر لهم وتنفجر في الضحك من وقت لآخر حمد الله ان حماه العزيز غادر لخارج الغرفة عير قادر علي روايتها تتألم والطبيب فادي صديقه ينظر للوضع وهو صامت بعد ان اخبرهم بتلك المعضلة ولاده قيصرية لا يريد لها ذالك ولكن يجب ان ينهي المها شددها اليه وهو يسألها هل هداتي الان حبيبتي دعينا نري رأي الطبيب حتي ننتهي الا تريدي ان تحملي طفلتنا



لم تجبه بغير ان انا أتألم لتصرخ من نوبه مخاض اخر تضرب ظهرها ليعاود ضمها اليه بتشدد ليسألها بعد ان هدأت من الصراخ هل انتي أفضل



لترفع عينيها اليه تجيبه بإرهاق جاسر أرجوك هل تظن لمجرد احتضانك لي ذال الالم أفق نحن ليس في فيلم عربي هنا انا أتألم ولم يزل شئ وهذا الاحمق لا يفعل شئ غير الأخبار السيئه أخبرتك اريد طبيبتي



ليرد عليها جاسر متصنع المرح حبيبتي مرهفت المشاعر المراعيه انتي حقاً غير مراعيه لقد فصلتيني عزيزتي عن اَي تعاطف اتجاهك هل يجب ان تكوني صريحه هكذا

لترد مي جاسر أرجوك خلصني لم أعد احتمل انا أوافق لكن أرجوك اجعله يسرع قليلاً ليهتف جاسر بالطبيب لقد سمعتها هيا الان ابداء بسرعه

ليخرج فادي متواجها لتجهيز كل شئ

وتتشبث مي بجاسر تخبره لا تتركني جاسر أرجوك ابقي معي ان أريدك حتي في غرفه العمليات لتبداء في البكاء وهي تتشبس به انا خائفه

ليشدد جاسر في احتضانها اكثر وأكثر مخبرها لا تخافي ان بجانبك لن أتركك أبداً انا معك فقط اهدائي ويكفي جنون حبيبتي



::::::::::::::::::::::::::////////////::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



بعد ساعه من تجهيزها ونقلها لغرفه العمليات يقف جاسر بقلق واضح وهو يأتي ويذهب في الممر بعد ان رفض صديقه ان يجعله يدخل معها مخبره بان البنج كامل وذالك ليس في مصلحتها ومصلحته وهو يأكد بانه سوف يرعها



لتنطق أمه محاوله تهداته

مها اهداء بني سوف تكون بخير لا تقلق

لينظر لها جاسر ومن قال قلق عليها أمي انا قلق علي الطبيب والممرضات مما قد تفعله به ان فاقت

لينفجر الجميع في الضحك علي رده معدا ولدها الذي يقف بصمت وقلق وينظر له بعتاب من سخريته من الموقف ليقترب منه جاسر همسا انا أسف حقا

ليرد علي. علي ماذا تعتذر بالظبط

جاسر علي كل شئ جعلتك تمر به ولكن عذري الوحيد اني أحببتها حقاً كما لم أحب احد من قبل وآسف ان أخبرتك ان عاد الزمن كنت سوف افعل ما فعلت نادم اعترف ولكني لا أستطيع تخيل انها ليست لي

ليربت والد مي علي كتفه وهو يقول وهذا يكفيني ان لن اتمنن احد عليها الا انت وحبك لها هو ما يشفع لك عندي وايضاً انا متاكد ان لا احد يحتمل جنون ابنتي غيرك

ليبتسم له جاسر ابتسامه قلقه ليهمس ابيها لا تخف انها قويه

ليأكل جاسر اعرف وهذا ما يريحني قليلاً لتفتح غرفت العمليات ويخرج منها فادي ليتجه له جاسر سريعا هاتفاً طمني

فادي اهداء قليلا يا رجل ليست المراه الأوله التي تلد



جاسر خلصني لا وقت محاضراته

فادي مبارك لك هما بخير ابنتك وزوجتك ولكن نحاول الان جعلها تفيق ونطمئن عليها تمام كل شئ بخير وسوف اتي لك بابنتك الان بعد ان يطمئن طبيب الأطفال عليها ليكمل هل تريد الدخول بنفسك



جاسر بالطبع هل تسال

ليعطيه فادي بدله معقمه يرتديها سريعاً ويدلف معه ليتوجه اليها فورا غير ملقي حتي نظره علي ابنته يريد الاطمئنان عليها أولاً



ليقوم باحتضان وجهها يقبل جبهتها ووجنيها وهي تبداء بالافاقه

تفتح عينيها بثقل وتغمضها مره اخري عدت مرات



ليخبره طبيب التخدير لا تقلق هي بخير حال فقط اثر المخدر عليها هي فاقت الان ولكن يجب ان يمر بعض الوقت لتستعيد وعيها الكامل

ليميل اليها يهمس لها أفيقي حبيبتي اريد ان اري عينيكي أرجوكي احتاج ان اطمئن لترمش بعينيها وتعيد غلقها من جديد

ليكمل همسه بضحك قليلا وهو يقاوم دموعه بصعوبة

مي من انا حبيبتي

لتفتح عينيها ونجيب بنعاس. عزرائيل



لتتوسع عيني الموجودين في الغرفه ولكن جاسر ياكد الان هي فعلا بخير وقد فاقت أين ابنتي

لتعطيه أحد الممرضات قطعت لحم حمراء ضخمه للغايه علي انها طفله حديثه الولاد ليعقد جاسر حاجبيه بأدرك وهو يقربها منها يلثمها ويهمس في اذنيها الان علمت صغيرتي أين يذهب الطعام



افتحي عينكي وتطمئنني انها زرقاء مثلي وليست عيني قهوه محترقه مجنونه كاولدتك يكفيني واحده منكم لا اريد اثنان

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛::



بعد ساعات طويله تم نقل مي بها الي الغرفه وقد فاقت تمام

تجلس تسند الي جاسر الذي يرفض تمام ان يتركها لتأتي ولادته تناوله ابنتهم لتحملها مي تقربها الي صدرها وهي تضحك بجذل وعيون لامعه قاله

انها ضخمه جاسر وجميله جدا الان عرفت سر انتفاخي



ليضمها جاسر وهو يحتوي ابنته معاها ماذا انها جميلك مثلك حبيبتي وهذا يعني اني احبك اكثر



لتنظر له وهي تبتسم ماذا نسميها

لتلمع عيني جاسر بلوم وإغاظة ام سحلول بالطبع هذا تعويض لمازن لما حدث له

زمجرت بشراسه تخبره

سوف أقتلك جاسر إياك ان تجراء لتفتح الصغيره عينيها في نفس الحظه لينتبه جاسر

وهو تقريباً يصرخ عيني قهوه. يا الله لقد ضعت



تمت





Nor BLack غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 08:07 AM   #10

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
كوميديا .. رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.