شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   دعنى أضمد جراحك *مكتملة* (1) .. سلسلة جراح العشق الدامية (https://www.rewity.com/forum/t381336.html)

Enas Abdrabelnaby 22-06-17 12:54 PM

دعنى أضمد جراحك *مكتملة* (1) .. سلسلة جراح العشق الدامية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه الرواية تم تنزيلها فيما سبق وضاعت للاسف مع عضويتي القديمة عندما تعرض المنتدى للتهكير العام الماضى
وها انا اعود اليكم لاعادة تنزيلها



المقدمة

حين تتهادى نسمات الفجر بخجل بين الطرقات ......حين تتمايل أوراق الشجر فرحا بيلقى النسمات ....حين تبدأ الشمس بالبزوغ
.....حين ينجلي الليل ليطلع نهار جديد .
كان هناك من يقف في هذا التوقيت ينظر إلى الأفق البعيد ... غير آبه لما حوله من مظاهر
الجمال ...تشغل باله تلك الأفكار التى إستحوذت على حياته ...
بعض أفكاره تقوده إلى الإنتقام والثأر لما ذاق من ألالام ، ومرارة اليتم وقسوة ....وبعض أفكاره تقوده إلى نسيان الماضي والتطلع إلى
المستقبل ....ولكن يعود وينبذ تلك الفكرة من قاموسه ...
قاموسه الذي
أعد أفكاره الأساسية بنفسه ... وبعضا من أفكاره تقوده إلى مواجهة
صاحب مأساة حياته ولقائه رجل إلى رجل .... ولكن لن تجدي جميع
أفكاره ففكرة واحدة هي المسيطرة عليه وهى ما سينفذه ....
في مكان آخر قد يكون بعيد وقد يكون قريب لا فرق فالمسافات لا تقاس
بالكيلومترات فقط ...
فقد يكون أقرب شخص لك يمتلك قلبا أبعد ما يكون عن قلبك ...
كانت تقف تتأمل خلق الله و إبداعه ، دون أن تعير مشكالتها في الحياة أي أهمية فحين يظهر إهتمام فوق
جميع الإهتمامات تجعلنا ننسى أي إهتمام آخر .
.......................................











الفصل الاول

إستيقظت فتاة في مقتبل العمر على أذان الفجر الصادح في الأرجاء ....فإتجهت
لتؤدى فرض الله عليها بنشاط و همة ....و بعدما أتمت فرضها توجهت إلى غرفة
والديها لتوقظهم ولكن كالمعتاد تجدهم مستيقظين يتسامران بعدما انتهوا من أداء
فرضهم .
قالت الفتاة بمودة وابتسامة واسعة :
صباح الخير على أحلى بابا وماما في العالم .
أجابها والداها بمحبة :
صباح الخير يا بكاشة .
صاحت الفتاة بحماسة :
يالا إدعولى ربنا يوفقني في آخر امتحان ، علشان أخلص بقا وأرتاح .
ابتسمت لها والدتها بحنان :
ربنا يوفقك يا زهور .
جائهم صوتت من خلفهم يقول بتذمر مصطنع :
وأنا ماليش دعوة حلوة زى دي ولا إيه ؟!
نظرت لها والدتها بحب :
ربنا يوفقك يا ابني ويحقق أمانيك.
تدخل الأب ليقول جاذبا إنتباه ولده :
سيف .....هتنزل الشغل النهاردة ؟!
رد سيف بهدوء:
آه يا بابا هستمر لحد ما ألاقي شغل كويس .
هز الأب رأسه بقنوت :
ربنا يعينك يابنى .
إلتفت سيف لأخته قائلا بمزاح :
مش عاوز أقل من أمتياز ....فاهمة .
ردت زهور وهى تخرج له لسانها :
أنا جبتها3مرات وأنتَ ولا مرة سيف .
رد سيف متصنعا الإحراج :
أنا عشان ....مكنتش بزاكر مش أكتر ولا أقل .
أخرجت له زهور لسانها بشقاوة :
حد قالك متذاكرش .
قال سيف بغضب مصطنع :
مش يلا يا أمي علشان نفطر ، عصافير بطني بتصوصو ، وأنا لما ببقى جعان مش بسيطر على نفسى ، وممك أكل بنتك الحلوة دى .
ضحكت الأم بخفوت ونهضت لتعد لهم الفطور وهى تقول :
حاضر يا حبيبي .
لاحقته زهور بشقاوة :
شوفت أديك بتغير الموضوع عشان مالكش حجة .
أغمض سيف عينيه بيأس وهو يقول :
يا بت أسكتي بدل ما أديكي بوكس .... وتروحي الإمتحان متشوفيش حاجة.
خرجت زهور مسرعة وهى تخرج له لسانها مازحة ....حينها إلتفت الأب لإبنه قائلا :
سيف ....خالك جاي النهاردة علشانك .
نظر له سيف بحيرة :
ينور بس متعرفش في إيه ؟!
أجابه والده بخفوت :
أعتقد إنه جايبلك شغل .
صاح سيف بفرحة :
متأكد ؟!
اومأ له والده موافقا :
إن شاء الله .... ربنا يسهل الحال ويوفقك .
سأله سيف بتردد :
متعرفش الشغل في تخصص شهادتي ولا لأ ؟!
رد الأب بحيرة :
لا مقالش ، هنعرف لما يجى .
همس سيف بخفوت :
ربنا يسهل الحال .
وإلتفت مغادرا الغرفة بصمت .....عقله مشغول بتلك الوظيفة .
فهل ستكون مثل تلك الوظيفة التي يعمل بها ؟؟ ....أم هل ستكون في تخصصه الهندسة الميكانيكية؟؟
.................................................. .................................................. ...............................

في شركة مشهورة للمقاولات في بريطانية كان أحد الشباب يجلس على مكتبه شاردا
في تلك الفتاة التي أخذت عقله وقلبه من الوهلة الأولى بجمالها الذي أبدعت بإخفائه
تحت الملابس المحتشمة الفضفاضة ......وقد أسرت قلبه بأخالقها وإلتزامها .....
والذي أفقده صوابه هو أنها لم تكن مسلمة وإعتنقت الإسلام منذ فترة وجيزة .
يكاد يجن من الولع بها ....كل يوم يحاول أن يتقرب منها ... يحادثها ... يخبرها بأنه معجب بها ولكن إلتزامها يمنعه .
لا تعطيه فرصة ليقول لها بأنه يريدها زوجة له ...يريدها أم لأطفاله ....ولكنها تصده بأنها لن تتزوج الأن ....فهي تراعى
والدتها التي بلغ مننا الكبر منتهاه ....وكلما عرض عليها المساعدة بتكفلها هي و والدتها ترفض بشدة.
إنتفض من ذكرياته على صوت هاتفه .... فإلتقطه من جيب سترته بملل ليطلع على
اسم المتصل فيجده والده .
حين فتح الهاتف سمع والده يقول له :
السلام عليكم .
أجابه بملل واضح فى نبرة صوته :
وعليكم السلام .....في حاجة يا عماد باشا .
صاح به عماد بغضب :
إتكلم بأسلوب أحسن من كده يا ياسين ....بعد ما تخلص شغل تعالى على الجريدة ....سلام .
نظر ياسين للهاتف في يده بحنق ثم ألقاه على مكتبه .... لقد سأم الحديث مع والده المتكرر عن تلك الفتاة التي يمقتها بشدة ..والتي لا يدع له والده أي فرصة دون
التحدث عنها ...
ومحاولة إقناعه بها .
زفر بحنق شديد ...يريد أن يتخلص من موضوعها بسرعة ليتفرغ لفتاته الرقيقة
..ويحاول إقناعها بالزواج منه .
.................................................. .................................................. .............
في مكان آخر ...... تحديدا في شرم الشيخ
في حفلة مقامة على الساحل .
كان يجلس شاب بعيون مليئة بالخبث والثقة .... بين أصدقائه
ينظر إلى من حوله فتيات .... منهم من يرقص ..ومنهم يقف على الساحل برفقة الاصحاب يتسامرون .
....ومنهم من يرمقه بنظرات الإعجاب الواضحة .... فيبادلهم بابتسامة ساخرة تتلالأ

على زاوية شفته ...فهو موقن أنه محل إعجاب الفتيات ....فما عاد يأبه لهن .
لفت إنتباهه فتاة ذات جسد ممشوق ... ترتدي مالبس تكشف أكثر مما تخفى ...ذات شعر طويل وأشقر .......ترمقه بابتسامة إعجاب ... ثم لم تلبث أن إتجهت ناحيته حتى وقفت أمامه ومدت يدها لتصافحه قائلة بابتسامة ساحرة لم تأثر فيه :
شذى .
إلتفت لها يرمقها من رأسها إلى أخمص قدمها ..... يتفحصها بعيون تنهش جسدها بلا خجل ، فيصل بعد نهاية تفحصه إلى نتيجة مرضية وجسد يعجبه فمد يده ليصافحها قائلا :
مؤيد .
ابتسمت شذى بإنبهار مصطنع :
واو اسمك جميل لايق عليك على فكرة .
لم يرد عليها وإنما التفت إلى جسدها الممشوق يطالعه بنظراته :
و أنتِ أجمل .
لم يرد عليها سوى بكلمة واحدة مقتضبة :
مرسى .
سألها مؤيد بخبث :
إيه رأيك نتمشى على البحر شوية .
ردت شذى برقة :
ماشى .
سارا متجاوران على الشاطئ ، ومياه البحر تصطدم بقدمها برقة .
قالت شذى برقة هامسة :
البحر حلو أوي بليل .
نظر لها مؤيد قبل أن يقول بخفوت :
أنتِ أحلى .
ردت شذى ضاحكة :
و أنتَ اكتر واحد يعرف يكذب أوى ......قولى قلتها لكام وحدة قبلى ؟!
ضحك مؤيد بقوة وهو يحاول تذكر العدد ولكنه فاق حد تذكره :
كتيييييير .....من كترهم مش فاكر بصراحة .
تذمرت شذى قائلة :
أنتَ صريح أوى .
إلتفت إلى البحر الأسود أمامه :
يعنى أكدب ....بس أنتِ فعال قمر .
همست شذى برقة :
مرسى ....وانتَ حلو أوي .
مؤيد بغرور ذكورى :
عارف .
ضحكت شذى بضخب .
ده غرور ولا ثقة بالنفس .
رد مؤيد بغرور وصدرا مشدود :
الاتنين .
شعرت شذى بالضيق فقالت :
ينفع نمشى علشان تعبت
مؤيد:
زى ما تحبي
.................................................. .................................................. .........
في الحرم الجامعي
كانت زهور تسير مع زميلتها التى صاحت بمرح :
يااااه أنا مش قادرة اصدق انه خالص إفراج وأ
آخر يوم في الجامعة .
ردت زهور ضاحكة بمرح :
ده على أساس يا رغد إنك كنتي بتيجي أوي .
صاحت رغد بمرح :
أهم حاجة إن الواحد خلص خلاص ....و المهم في الموضوع أنى هروح أعيش مع بابا ....وابدأ أكون نفسي .....وألاقي النص التاني اللي مش عايز يجي .
قالت زهور ضاحكة :
الحلال سكته واقفة في الجامعة دي .
رد رغد بهزة وضحكة عالية :
آه فعلا .
صمتت رغد ثم سألتها :
إيه رأيك نخرج النهاردة ؟!
ردت زهور ببعض الإحراج :
لا مش هينفع .
فقالت رغد متذمرة :
خلاص خديني معاكي البيت .
ضحكت زهور بخفوت :
هو أنا خلفتك و نسيتك ...وبعدين ممكن يكون سيف رجع من
الشغل فخليها يوم تانى .
ظهر السعادة على وجه رغد ... بعدما علمت أن سيف في البيت .
فقالت رغد بتذمر مصطنع :
بس أنا عايزة أشوف ميساء .
ردت زهور بهدوء :
ميساء ممكن تكون في المستشفى دلوقتى .
تسائلت رغد بضجر :
هي ديما في المستشفى إيه الملل ده .....الحمد لله إني مهندسة مش دكتورة .
أجابتها زهور ضاحكة :
آه الحمد لله .
تنهد رغد بضيق حاولت إخفائه وهى تقول :
ماشى يا ستي .....بس احنا لازم نتقابل قبل ما أسافر .
ابتسمت لها زهور بمحب :
إن شاء الله ....أوعي تنسى صلاتك و وردك القرآنى .
ابتسمت رغد بامتنان :
مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه ....ثم إحتضنتها باسمة .
ابتسمت زهورلها بمودة :
ربنا يثبتك .
تنهدت رغد بابتسامة حزينة :
يا رب .....يلا أنا مضطرة أمشي سلام .
ودعتها زهور باسمة :
سلام .
إنصرفت رغد تفكر في حالها ، لقد دخلت الجامعة بحال وخرجت منها بحال آخر
...حين دخلتها لم يكن يهمها سوى الملابس .... وإتباع احدث صيحات الموضة
والميك أب .....ولكن تغير الحال حين رأته ......كان يقف وسط أصدقائه يمازحهم
ويضحك معهم .....كان شاب ذو لحية خفيفة وجسد رياضي ....ومالبس بسيطة
ولكنها لا تخفى وسامته بالعكس كانت تزيد من وسامته وجاذبيته .
لم تعرف ما حدث لها وهى تراه إنتبه لموقف قريب نسبيا ....كانت فتاة ترتدي
ملابس محتشمة ....وأحد الشباب يضايقها ..... فأسرعت الفتاة الخطى ولكن الشاب
تعمد وضع قدمه ...فتعثرت الفتاة واختل توازنها ولكنها لم تسقط أرضا ....حينها
إندفع على ذلك الشاب ولكمه في منتصف فكه .... ليسقط الشاب الآخر أرضا من قوة
الضربة التي تلقاها .....فنظر للشاب المسجى أرضا وقال بصوت جهوري :
اللي
يأذي أي بنت لازم يعرف إن في عقاب مستنيه .
كانت دائما تراقبه خلسة ....وتذهب إلى الندوات التي يقيمها هو وأصدقائه داخل
الجامعة أو خارج الجامعة .
تتذكر أنها تعرفت على أخته بالمصادفة .... وبدأت في التقرب منها ...ولكن أخته لم
تكن بأقل منه إلتزاما ....فبدأت تسمع إلى كلامها وتنفذه ....
كم كان في البداية تنفيذ
ما تسمعه منها صعب ، وتعرف كم تعبت معها أخته ولكنها في النهاية استطاعة بفضل الله أن تغيرها للأفضل .
وقد ساعدتها على إرتداء الحجاب ....بالرغم من أنه ليس مثل حجابها ولكنه أفضل بكثير
مما كانت ترتدي .
كم تتمنى أن يصبح زوجها سيف أخاها ....كم تحبه وتحب شقيقته التي تعبت معها زهور .
ولكن ليس بيدها شيئ لتفعله .
.................................................. .................................................. ....................................
وصلت زهور إلى بيتها بعد عناء المواصلات العامة ، طرقت الباب ففتحت لها أمها
التي قابلتها بابتسامة .....
دخلت إلى حجرتها وهى تشعر بتكسر في عظامها ....أخذت حماما دافئ ثم إستلقت على فراشها تفكر في حال صديقتها .... لقد كانت تعلم منذ الوهلة الأولى أن رغد معجبة بشقيقها سيف .....لقد إستغلت هذا الأمر
لتغيرها ... بدأ من ملابسها إلى فروضها إلى الحجاب .....لقد تعبت معها لتقنعها وفى النهاية أذعنت لها .
ولكنها خائفة من أن تكون فعلت ذلك من أجل التقرب من سيف فقط .....لكن ماذا عساها أن تفعل غير الدعاء لها بالثبات .
أخرجها من أفكارها صوت والدتها تقول لها :
زهور خالك جاى كمان شوية .
إنتفضت زهور من مجلسها بسعادة :
ياه ده واحشنى أوى ، بقالى فترة طويلة مشفتوش .
ابتسم والدتها ، وقالت لها بتعجل :
طب يلا قومي أجهزى .
فردت زهور :
من عيونى ... ماما مش محتاجة أي مساعدة ؟!
هزت والدتها رأسها بالنفى ، فنهضت بسرعة لتجهز نفسها لإستقبال خالها .
لا تعلم ما تخفيه لها الأيام ، وما سيجمعها بحلقة الوصل لماضى طى النسيان .



روابط الفصول

المقدمة والفصل الاول .. اعلاه

الفصول 2،3،4،5،6،7 اسفل الصفحة
الفصل الثامن
الفصول 9،10،11،12،13،14،15
الخاتمة


رابط التحميل
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


Enas Abdrabelnaby 22-06-17 09:34 PM

الفصل الثاني
جلس شاب في الثلاثينات من عمره في إحدى شركاته مطرق الرأس بشرود .....ثم لم يلبث أن رفع رأسه حين سمع احد موظفيه يتنحنحx قائلا :
_ أتفضل يا فندم ، الورق فيه كل اللي حضرتك طلبته .
xأسرع الشاب في إلتقاط الأوراق ثم صرف الموظف بهدوء ...بدأ بفتح الأوراق وهو يلتهم السطور بسرعة إلى أن أنتهى .....لتبقى ابتسامة خبيثة تتلألأ على زاوية شفتيه...
تمطأ في جلستهxقائلا لنفسه بشرود :
_ ياااه .....اخيرا .
إنمحت فجأة الابتسامة التي كانت تزيت شفته وهو يعود بذاكرته إلى ماضي .....إلى ماضي تألم فيه يتذكر صورة لوالده الحبيب ....وهو مسجى على الأرض غارقا في دمائه .....
يتذكر عينان لطالما لاحقته في كوابيسه لسنوات طويلة .....
إنتفض من ذكرياته عندما أوصلته إلى تلك العينان الدمويتان التي لا تعرف معنى الرحمة في قاموسهما .
.................................................. .................................................. ......... جلسا على شاطئ البحر بهدوء بعدما سارا لمدة طويلة ..... إلتفت مؤيد ينظر لها مطولا ....
شرد بذاكرته بعيدا ....إلى سنوات دراسته في الجامعة ....حينها قابل مرام كانت أول حب له في حياته ولم يدخل بعدها قلبه ....لم يكن حاله كما هو عليه عليه الآن بل كان مليء بالجد والتفاؤل لاستكمال أحلامه ....ولكنها دمرته فقضت على كل شيء جميل .....وفى النهاية أسدلت الستار على حياتها ....بشكل مؤسف ....لم يستطع وقتها استكمال دراسته الجامعية ...فقام بالسفر للخارج وأكمل دراسته هناك .....وعاد بالرغم من عدم رغبته في ذلك ......
عاد شخص غير الذي خرج من تلك البلد عاد غريبا عن نفسه .... سهرات وحفلات ....فتيات ومقابلات ....وخمور .
وبرغم معرفته أن ما يفعله خاطئ ويدمر حياته بالبطيء .....إلا أنه يفعله .
لا يعلم هل ستستمر حياته على نفس المنوال ... ...أم ستتغير ....
هو يشعر بل متأكد أن حياته موحلة ويكاد يموت مللاً منها ولكنه كالساقط في هوة لا يجد منقذا لهx.. إذا فليغرق براحة وسلام .
إلتفت لها قائلا والتسلية تلمع بعيناه :
_ بتبصيلى كده ليهx؟
ردت شذى مبتسمة :
_ عجبنى ....عندك إعتراض .
رد بشبه ابتسامة على شفته :
_ عارف دى سيبك منى وكلميني عن نفسك شويةx.
ردت شذى بضحكة رقيقة :
_ أنا شذى محمود عثمان ....بنت المحامى المشهور محمود عثمان .....خريجة إدارة أعمال .....جاية اقضي إجازة مع بابي ومامي .....شوفت كمية الملل .
كلمني انت شوية عن مؤيد .
رد مؤيد بهدوء :
_ أنا ياستى مؤيد عبد الرحمن الراجحي......أنا بشتغل في شركة الراجحي للمقولاتxوهى دى حياتى .. اللى برضوا مملة .
شذى :
_ واو هندسة لا أنا كده مش هستحمل كل ده ههههههه متعرفش أنى من أحلامي أنى ارتبط بمهندس وخاصة لما وسيم وحليوة كده زيك وغمزت لهxبرقة ..
ليصمت مؤيد وهو يتطلع إلى البحر أمامه بوجوم ....كل ما قالته صحيح ولكن ليست هي مقومات السعادة في هذه الحياة .....هو لديه المال والجاذبية كما قالت ولكن كل ذلك لا يرضيه ......قد يكون مريضا ولكن هذا هو الشعور المسيطر عليه دائما عدم الرضى ....
في قلبه جرح عميق ينزف كل يوم دائما يإستمرار دون أن يلاقى من يداويه.
تأملته شذى وهو شارد تشعر وكأنه شخص تحيطه هالة من الغرابة والغموض......يمتلك قدر كبير من الوسامة والجاذبية ولكن لما شروده .
أستفاق من شروده على نظراتها له .... نظرات غريبة ولكنه لم يهتم ولم يحاول قرأتها.
احمر وجه شذى خجلا وهى لا تعرف سره تحديقها به مطولا !!
أدارت شذى وجهها عنه ولم تتحدث ليقول مؤيد :
_ يلا عشان أروحك ......الوقت أتأخر .
بعد مدة وقفا متجاوران أمام منزلها ......بعد أن كان الصمت يغلفهما طوال الطريق شذى:
_ كان يوم جميل .
لم يرد مؤيد والتزم الصمت لتكمل شذى:
_ شكل اليوم معجبكش معايا.
قال مؤيد :شذى أنا مضطر أمشي دلوقتى .....سلام
ردت شذى بخفوت :
_ سلام
كاد مؤيد أن يغادر ولكنه التفت إليها سريعا وجذب منها هاتفها وقام بتبادل الأرقام ....ثم مده لها قائلا :أنا سجلت رقمي عندك ....في أي وقت تحتاجيني اتصلي
شذى:
_ مؤيد إحنا هنتقابل تاني .......صح ؟
أومأ مؤيد برأسه وهو يلتفت ليغادرx

دلفت شذى إلى غرفتها وعلامات الاستغراب بادية على وجهها .. ارتمت على السرير ....لتنظر إلى السقف بشرود وتتسائل .
هل هذا هو مؤيد الذي كانت تسمع عنه الأساطير ؟؟
هل هذا من أوقع الكثير من الفتيات في شباكه ؟؟؟
هل هذا هو الشخص الذي تحاول الانتقام منه؟؟
أتتراجع عن الانتقام وتتركه وشأنه ؟
أسرعت شذى تهز رأسها بعنف والأفكار تعصف بعقلها.....ما الذي تفكرين به ، لابد أنها إحدى الطرق التي يستدرج بها الفتيات .....كيف تفكرين ألا تنتقمي منه؟؟....
هل نسيت رفيقتك وصديقة عمرك لمجرد انه يحاول أن يخدعك .....ويوهمك بالحزن العميق الذي يظهر في عينه بمجرد شروده اخرج شذى من تفكيرها صوت هاتفها فالتقطته لترى من المتصل .....تصلبت جميع عضلات جسدها ما أن اطلعت على اسم المتصل.....ولكنها سارعت في الرد:
_ أزيك يا حسامx.
جائها صوت حسام حازما :تمام ......قوليلى عملتي إيه مع مؤيدx.
أجابته شذى:
_ أنا ماشية على الخطة اللي اتفقنا عليها .
قال حسام بتحزير :
_ تمام ....شذى مش هنبهك متتأخريش بره مع مؤيد تانى .......فاهمة
قالت شذى بقنوط :حاضر .....سلام .
حسام :سلام
ألقت شذى هاتفها على السرير وهى تشعر بالعجز الشديد ..
لماذا لا يبادلها الحب ؟؟
لماذا يؤلمها ويجرحها بهذي الطريقة ؟؟
عندما طلب مساعدتها في الانتقام من مؤيد ....لم ترفض بل وافقت على الفور ......لأنها تريد الانتقام لصديقتها في البداية ولأنها تريد أن تكون بجواره ......
هو يعلم تماما أنها تكن له الحب الشديد ... بالرغم أنها لم تفصح عن حبها له ...ولكنه يتظاهر بعدم معرفته .
جراح لم تلتئم ... ولا يبدوا أنها ستلتئمx
جرحا عميق في قلبها ....يسيل منه الدماء بغزارة ...
إلى متى ستتحمل جراحها ...وتقاومها ؟
.................................................. .................................................. .........
غادر مؤيد وهو لا يعلم لماذا تذكره شذى بمرام .....كلما نظر إليها أو تحدث معها شعر أن هناك شيء من مرام بها.....شيء يجهله أو يحاول أن لا يعرفه.
توقف بتفكيره عند اسمها ......
مرام اكبر مخادعة في حياته ... اكبر كذبه عاشها .....
أول من استغلته بتلك الهالة من البراءة المزيفة
شعر بضيق صدره كلما تذكرها .....تلك الأفعى لا تريد الخروج من عقله رغم موتها منذ زمن بعيد .....إلا أن عقله يأب أن ينساها ويخرجها منه
التقط هاتفه واتصل بأقرب صديق لهx
قال مؤيد :
_ ازيك يا حسام ....أخبارك إيه
أجابه حسام :
_ تمام يا مؤيد .....مش هتيجى إحنا سهرا نين سهرة تجنن في الشاليه بتاعي
جائه رد مؤيد سريعا :
_ نص ساعة وأكون عندكوا
بعد فترة كان قد وصل ... دخل معلقا بصوت عال جذاب ضاحكا :
_ اليوم خمور ونساء يا أصحاب الخير كله
بحث بعينه عن حسام إلى أن وجده يقف بعيدا ممسكا بكأس من الشراب
فإتجه إليه مؤيد قائلا :
_ أديني كاس .
ناوله حسام كأس وظل على هذا الحال لساعات يشرب ويشرب ....وهو لا يشعر بما حولهx
قال حسام أخيرا بهدوء :كفاية يا مؤيد هتتعبx .
اجابه مؤيد بصوتا ثمل :
_ ادينى كاس كمان أنا تعبان لوحدي......خليني أنسى .
إعترض حسام :
_ لا خلاص .......يلا يا مؤيد اطلع نام فوق مش هتقدر تسوق وأنتَ في الحالة دى .
وحينها لم يستطع مؤيد الاعتراض فقد كان في عالم آخر .
.................................................. .................................................. .............
استيقظ مؤيد وهو يشعر بصداع شديد اجتاح كل عقله....فإلتفت حوله يحاول معرفة أين هو......واخيرا استطاع في النهاية التذكر انه في شاليه رفيقة حسامx حاول النهوض عدّة مرات إلى أن استطاع أخيرا الوقوف على قدمه .....
خرج من الغرفة باحثا عن حسام إلى أن وجده في الحديقة .....فارتمى على اقرب مقعد بجواره .
قال حسام :
_ واضح انك تعبانx.
أجابه مؤيد :
_ جدا ....عندك حاجة قوية للصداع
قام حسام من مجلسه بهدوء وقبل أن يغادر التفت لمؤيد قائلا :
_ هجيبلك برشام للصداع و قهوة تظبطلك دماغك .
أومأ له مؤيد بضعف وجلس منتظر إياه إلى أن عاد حسام وفى يده حبتان مسكن وفى الأخرى كوب كبير من القهوةx.
ناوله حسام الدواء وقال :
_ اتفضلx.
تناول مؤيد الدواء وبدا بشرب القهوة علها تخفف من ذلك الصداع القوى .....بينما اخرج حسام من جيبه هاتف مؤيد ومده إليه قائلا :
_ خمس مكالمات من والدك .
رفع مؤيد إحدى حاجبيه تعجبا لماذا يريده والده ؟
قام مؤيد باتصال بوالده وما إن فتح والده الخط حتى بدا في الصراخ عليه والده :
_ انت مش نافع في حاجة خالص .
حاول مؤيد الفهم :
_ بابا في إيه ليه الزعيق ده كله
والده :
_ عشان أنا مخلف واحد فاشلx
صمت مؤيد ولم يرد بينما تابع والده :
_ قولى انت جاى ليه شرم.....مش عشان الفوج الاجنبى ....ليه موقعتش معاهم العقود .
مؤيد :بابا.....الشروط مش عجبانى
صرخ والده :
_ أنا مش قولتلك توقع معاهم العقودx
حاول مؤيد الاعتراض :
بابا......أنا مش طفل صغير ... أنا مش عجبانى الشروط
صرخ والده مجددا :
_ أنا غلطان لما اعتمدت على حيطه مايلة .....انت مش عارف أن احنا محتاجين صفقة زى الصفقة الأجنبية......بعد الخسارة اللي كنت انت السبب فيها .
صمت والده وصمت مؤيد فماذا يقول ....انه هو سبب فى خسارة الشركة لأموال طائلة بسببه....وبسبب إهماله
قال والده بتهديد :
_ مؤيد في خلال أربعة وعشرين ساعة لو مكنتش قدامى....هوقف الفيزا والفلوس اللي في البنك والعربية هتتسحب .....ومش هيبقى ليك شغل عندي سامع .
ولم ينتظر رده بل أغلق الخط مؤيد :
_ واضح إني لازم أسافرx
رد حسام :
_ خلاص نشوف أول طيارة للقاهرة ونسافر
مؤيد :
_ لأ خلاص خليك انت وأنا هسافر
حسام:
_ انت بتقول إيه إحنا أصحاب ......نبقى نعوضها المرة الجاية
قال مؤيد باستسلام :
_ تمام..... احجز انت وأنا هروح ألم هدومىx.
حسام :
_ ماشى .
غادر مؤيد ليظلم وجه حسام قائلا لنفسه:
_ استني يا مؤيد طول ما أنا معاك مش هوريك الخير
.................................................. .................................................. ..
كان يجلس في غرفته شاردا بكلام خاله ..... لقد عرض عليه خاله فرصة عمل ذهبية يتمناها اى احدx لقد عرض عليه السفر إلى ألمانيا والعمل في شركه كبيرة هناك بمرتب كبير وفي مجال تخصصه في الهندسة الميكانيكية ........
نعم كان حلمه مثل اى حلم شاب يريد أن يشق طريقه في هذه الحياة ........ويحقق أحلامه .......ولكنه لم يستطع منذ تخرجه أن يعمل في مجاله سوى مرة واحدهx كانت تلك المرة هي نقطة يكرهها بشدهx.
فقد كانت الشركة التي يعمل بها يملؤها الرشاوى .....التي لم يكن يستطيع تقديمها ولم يكن يريدx.
لم يستطع الاستمرار في تلك الشركة ....فقدم استقالته على الفور ولكن الآن سيستطيع استكمال أحلامه ..... ورفع مستوى معيشتهم ... لذا سيصلى استخاره .....وليفعل ما سيسره الله له
.................................................. .................................................. ......... اجتمع جميع أفراد العائلة على الغداء.......كما هي عادتهم ....كان الصمت يعمهم .....فلم يحاول احد قطع هذا الصمت الكئيب .....
الجميع يسلط أنظاره تجاه سيف....ينتظرون رده ......وهو لا يوجد على وجهه اى إمارات الرفض أو القبول .....
يجلس وكأن الأمر لا يعنيه بينما يجلس الجميع على أحر من الجمر ....منتظرين رده
بعدما انتهاء الغداء ......حانت أخيرا اللحظة التي سيعلن بها قراره
فقال والده :
_ سيف أظن انك فكرت كويس ....ها ردك إيه
أجابه سيف بهدوء :
_ بابا ......أنا موافقx
رد والده بهدوء:
_ ربنا يوفقك ....وأنا هروح اتصل بخالك عشان يجهز إجراءات السفر .....
ثم التفت مغادرا ليلتفت سيف لامه التي بدأت تدمع عيناها فقال بحنو :
ليه العياط يا ماما........هو انتوا مش هتشفونى تانى ولا إيه ....إن شاء الله هنزل إجازات .
والدته :
_ يابنى انت رايح بلد بعيدة وغريبة ......ازاى مش عايزنى أخاف عليك
رد سيف بمرح:
_ اوعى تكوني خايفة عليا من الفتنه يا سوسو .....متخافيش انت اللي في القلب مفيش حد هياخد مكانك متخافيش .
والدته :
_ سيف أنا بتكلم بجد
قاطعها سيف :
_ أمي أنا عارف انتى خايفة ليه .... متخافيش صاحب الشركة اللي هشتغل فيه مصري ... وأنا لازم اتعب عشان أوصل لحاجة كويسة ولا إيه ؟
ردت والدته بقنوط :
ربنا يوفقك .....
سيف:
ادعيلى يا أمي
عاد والده وهو ممسك بهاتفه ليقول :
سيف......خلال يومين هيكون كل حاجة جاهزة وتسافرx
والدته :
ليه يا حسن السرعة دىx
حسن :
صاحب الشركة مستعجل .....وعايزه يكون جنبه علشان يساعده
سيف:ماشى
والتفت مغادرا وهو يشعر بالالم يعتصر قلبه......لايريد مفارقة عائلته ......ولكن ما الحل ففى بلاده تموت الاحلام.......ولتحقيق احلامه لابد من السفر للخارج .
وقف امام باب غرفة اخته حزينا .......يستمع الى صوت بكائها لا يستطيع مواساتها الان .....فهو يريد من يواسيه .....فهو من سيرحل ويترك بلده التى تربى وعاش بها واهله الغاليين على قلبه .........فغادر بصمت
.................................................. .................................................x
بعد بكاء طويل سمعت صوت هاتفها ..... فالتقطته لتطلع الى اسم المتصل فتجدها صديقتها المقربة ميساء ......
تأوهت بخفوت إنها تحتاجها الان ، فميساء هى بلسم للجروح.......هى الزهرة المتفائله المبتسمة ..... دائما ما تشعرها ان الحياة بها املx.
فردت بسرعة :
ميساء وحشانى .
ردت ميساء ضاحكة:
وانت كمان وحشانى اوى ....عملت ايه فى الامتحانات
أجابتها زهور :
الحمدلله .....حليت كويس
ميساء:
ينفع اجى اتطفل عليكوا شوية ......لو سيف مش موجود طبعا
ردت زهور :متخفيش مش موجود..... تعالى بسرعة محتجاكى اوى
ميساء :
_ 10دقائق واكون عندك
أغلقت الخط مع ميساء وهى تشعر بالسرور والفرحة يتسللان الى قلبها .
ميساء هى جارتها وصديقتها المقربة ..... تكبرها بثلاث سنوات .......تشعر دائما بأنها الرفيقة والاخت الكبرىx رغم الالام التى تتحملها من زوجة ابيها ......الاانها دائما ما تضحك ......وتزيل هموم الاخرين .
مضت بضع دقائق وهى تنتظرها بشوق ....الى ان دق الباب اخيرا .......يعلن وصولها .....فأسرعت بفتح الباب بلهفه وما إن ظهرت امامها حتى ارتمت تعانقها بحرارة ميساء ضاحكة :
براحة شوية هتخنقينىx
زهور :
احسن تستهلى ........علشان بقالك فترة طويلة مبتجيش
ميساء:
أنت عارفة الشغل فى المستشفى ....والبيت ومرات بابا ......وبعدين انا سيبتك علشان تذاكرى وتجيبى تقديرx
زهور :ماشى يا ستى سماح المرادى
ميساء:هو احنا هنفضل نتكلم على السلم كده كتير
زهور :اتفضلى ......انا تسيت خالص وبعدين البيت بيتك
جلستا متجاورتان على سرير زهور........ بعدما قصت لها زهور سفر سيف.........وحزنها لانه سيفارقها
ميساء بهدوء:متغطيش عليه سبيه يعمل اللى هو عايزه ...خليه يعتمد على نفسه وينجح فى حياته ......واكملت بمرح هو انتى صغير ة علشان عايزة اخوكى
صمتت زهور وهى تفكر فى كلماتها .....لديها كل الحق....لابد من ان يبنى نفسه ليحقق احلامه وطموحه
ميساء:اقفى جمبه وسانديه......هو محتاج اللى يحمسه مش يكبته ويقلل من عازيمته
زهور :صح معاكى حق هو اختار وانا لازم اساندهx
ميساء بمرح :مش كفايه انا معاكى .....عايزة حد تانى ليهx
إلتفتت اليها زهور وإحتضنتها بإمتنان.... لطالما اذابت ميساء الحزن فى قلبها وحولته الى فرحة
زهور بمرح :احكيلى اخر الاخبارx ميساء:مفيييييش.......الحمد لله .......من المستشفى للبيت ومن البيت للمستشفىx
سألتها زهور بمكر :
يعنى مفيش حاجة كدة ولا كده
ردت ميساء بضحكة:لا مفيش حاجة كده ولا كدةx تذكرت زهور طلب رغدx زهور :ميساء........رغد عايزة تشوفك قبل ما تسافرx ميساء:خلاص خلاص اتصلى بيها وحددى معاد نتجمع فيهx
زهور:ثوانى هجيب الموبيل واتصل بيها
.................................................. .................................................. ................
وقفت تنظر الي ملابسها بملل....تنتقي منه ما ستأخذه معها وتضعه في حقيبة سفرها . سمعت صوت الهاتف وسط تلك الفوضى فبدأت بالبحث عنه هنا وهناك الي ان وجدته اخيرا .
فاشرقت ابتسامة على شفتيها ما ان علمت شخصية المتصل ودون تردد ردتx :السلام عليكم ازيك يازهور اوام ما وحشتك كده مش قادره على بعدى
زهور ضاحكه :وعليكم السلام هنعمل ايه بقا مالحب ولع ف الدره يا فخري ماعلينا عارفه مين معايا دلوقتيx
رغد تمثل التفكير :
مممم هاه عرفت اكيد سوماx
زهور :بالظبط يا حبيبتي بتجيبيها وهي طايره خدي عاوزه تسلم عليكيx
اخذت ميساء الهاتف قائله :
ازيك يارغد عامله ايه واحشانيx
ردت رغد باجمل ابتسامه :
الحمدلله ياحبي عاوزه نخرج بكره يابنات قبل ما اسافرx
اختفي الحماس من نبره ميساء مردده باحباط :
للاسف ماما اميره مديقة عليا الحصار شويتين تلاته ف الخروج فتعالي بيت زهور اقابلك فيه قولتي ايه
رغد :قولت تمام ياقمر ولايهمك المهم اشوفكوا يلا اما اروح اجهز بقية حاجتي سلام يا عزازيلx
ميساء ضاحكه : سلام يا امو دماغ متكيفة .

Enas Abdrabelnaby 22-06-17 09:35 PM

الفصل الثالث

ما اجمل ان تعيش حياتك كوردة بها عطر جميل .....
تُسقى بطيبة القلب .....
تعيش بنور الامل وتحيا فى اناء من الاخلاق والقيم
*****
خرجت من المشفى بعد عناء يوم طويل فى العمل .....تنهدت بإرهاق .....وهى تفكر فى ان العمل هو عشقها الاول والاخير .....وهو وسيلتها للتخلص من الجلوس فى المنزل بجوار زوجة ابيها.......زفرت بضيق حين تذكرت مأساة حياتها والتى تتكون فى زوجة ابيها
التفتت تنظر الى ساعة معصمها لتتأكد من عدم تأخرها عن البيت ........ولان ببساطة حين تتأخر نصف ساعة .....تبدأ اتهامات زوجة ابيها عن سبب تأخرها .......فى كونها قد ترافق احد الشباب ......وينتهى الصراخ ببكاء زوجة ابيها وإدعائها انها تحبها وتخاف عليها .....وانها السبب فى عدم إنجابها ....ويبدا الصراخ من ابيها ألا تتأخر مرة اخرى وإلا سيكون العقاب سيئ .
لم تنتبه وهى تعبر الطريق ان هناك سيارة مسرعة كادت ان تصدمها .......ولكن يد قوية جذبتها من ذراعها بسرعة .....ولم تسطتع ادراك ما حدث إلا انها سقطت على الارض وذلك الذى أنقذ حياتها واقع الى جوارها .
مرت بضع دقائق قبل ان تفيق من صدمتها .... وتحاول النهوض ......الا انها لم تسطتع فقد كانت يد قوية تحيط بخصرها النحيل .... إلتفتت لصاحب اليد لتتعرف عليه فقد كان زميلها فى العمل ......زيادx.
كانت قريبة منه بدرجة لا تصدق ...... لقد كانت بين احضانه .....شعرت بالخجل الشديد و حاولت دفعه عدة مرات ......الى ان استفاق من تأمله لها وابتعد عنها بخجل .
وقف سريعا وهو يشعر بمن يراقبهماx نهضت ميساء بسرعة تنفض ملابسها ....وهى تشعر بإحراج من صاحب السيارة الذى كان يراقبهما بعدما اوقف سيارته ونزل منها ....لم يبد عليه اى خوف تجاهها .....كل ما ظهر على وجهه ابتسامه ساخرة رمقهما بها ثم التفت اليها :
ابقى خلى بالك يا انسةx
نظرت له مطولا .... كان شاب رياضى عريض المنكبين و ذو بشرته برونزيه يبدوا انها من تأثير الشمس ......شعره اسود وطويل وبعض خصلاته تساقطة على جبينه لتكمل وسامته ......ذقنه غير حليقه ولكنها منمقة بإحتراف ......
إرتفعت عيناها لا إراديا وكأنها مسلوبة الإرادة لتتلاقى اعينهما ......احست بأن عاصفة بهما جعلتها ترتجف فجأة ......
نظراته غريبة لا تعرف اى خليط من الندم ام إعتزار .....لاتعرف كل ماتعرفه انها غير قادرة عن ابعاد عينيها من عيناه .
كان هو ايضا يدقق النظر فيها ....بالنسبة له هى فتاه عادية تتميز ببعض الجمال الربانى غير المصطنع....ولكن ملامحها بها شئ غريب يجذبه لها .....
لايعرف لما دقق اكثر يحاول استكشاف وجهها الذى خلا تماما من من كل مساحيق التجميل ......
كانت بيضاء البشرة ذات وجنتات محمرتان بخجل .....وشفتان مكتنزتان شهيتان ....عيون واسعة تتلألأ بهما حجران من الزمرد ....الذى لم يستطع مقاومة النظر اليه والغوص بداخلها احس بهما البراءة والطيبة .
ظلا ينظران الى بعضهما وهما يشعران ان الزمن توقف بينهماx ......وكل منهما يحكى حكايته للأخر دون ان ينطقا بحرف واحد قطع تأملهما زياد قائلا بضيق :
أظن ان حضرتك المفروض تعتز للدكتورة ميساء
تأملها ببطئ قبل ان ينطق بإسمها بطريق ارسلت الرجفة الى اعماقها :
ميساء
ولكنه استفاق من تأمله لها بسرعة قائلا بثقة:
مش مؤيد عبدالرحمن الراجحى هو اللى يعتز ..... وبعدين الدكتورة هى اللى غلطانة ....كانت ماشية وهى سرحانه
نظرت له وكانت نظراتها مليئه بالعتاب ولا يعلم لما اثرت به وجعلته يريد الاعتزار لهاx فخفضت ميساء رأسها:
انا فعلا غلطانة ....انا آسفةx ودون كلمه اخرى كانت تسرع لتمر من جوار مؤيد مغادرة ....
تسللت رائحتها الى انفه بخبث ......ليشعر للحظه انه ثمل......وكأن رائحتها اسكرته من الوهلة الاولىx فالتفت ينظر اليها وهى تمضى بعيداx وبعدما اختفت عن مرمى نظره التفت الى سيارته مغادره ....ولكن لم ينس ان يرمق ذلك الرجل الذى انقظها بنظرة ضيق .....لا يعرف لما ولكنه شعر بضيق غريب حين رأها وهى بين احضان ذلك الرجل !
.................................................. ........................................
فى مطار بريطانيا ......كان يجلس شاب ينظر الى ساعة معصمه بفروغ صبر.......يتذكر شجاره مع والده بالامس .....لان والده يريده ان يحضر ابنة عمه من المطار ... ابنة عمه التى يمقتها بشدة ......
حتى بدأ بينه وبين والده شجار ......يتذكر احداث شجارهمx عندما قال له بضيق :
ليه انا اللى اروح اجيبها ......مش المفروض ان عمى هو اللى يروح يا مختار باشا
مختار:
عماد عنده اجتماع بكرة مهم ومش هيعرف يجبها من المطار ......واكيد مش هيبعت السواق وانت موجود
رد ياسين بحنق :وانا مالى .....انا مش خاطبها ولا جوزهاx
زفر مختار بغضب من ابنه :
واانت ابن عمها .....فاهم
إلتفت ياسين مغادرا وهو يغلى من الغضب والمشكله التى اوقعه بها والده
.....................................
زفر ياسين بحنق وهو ينظر الى ساعة معصمه مرة اخرى .....وهو يفكر مالذى يجبرنى لاتى واستقبل تلك الفتاه؟؟ ......
اكثر فتاة اكرهها اقفل الان لإستقبالها فى المطارx كيف لى ان امشى بجوارها بملابسها التى تكشف اكثر مما تخفى ........يتذكر اخر مرة ذهب لإصطحابها من المطار مع والدها .....تذكر كيف شعر بالإشمئزاز منها.... و نظرات من فى المطار تأكل جسدها وهى ولا يهمها .......ووالدها يسير بجوارها فخور بهاx
تنهد بضيق ....كيف يكون ذلك الرجل ابا ؟كيف سمح لنفسه ان يسير بجوار ابنته وهى ترتدى تلك الملابس !؟ لو كان هو زوجها لما كان تركها تفكر حتى بالنزول بتلك الملابس ......إلا ونالت منه ما يرضيها ...... حتى لا تفكر مجرد التفكير ان ترتديهاx
انتبه فجأة الى افكاره اين قادته ......فنفض رأسه بشده من تلك الافكار .....
فلترتدى ما تريد لن يهمه الامر بشئx فهو ليس ولى امرها ......لن يفكر مرة اخرى ان تكون تلك الفتاة زوجتهx
قطع شروده الإعلان عن وصول الطائرةx تنهد بضيق فسوف تبدأ "المسخرة " ظل قابعا منظرا ايها الى ما يقارب الربع ساعة ......ظل ينظر الى وجوه المسافرين فلم يجدها ......ثم لم يلبث ان الا ان شعر بيد رقيقه تنقر على كتفه فالتفت سريعا لصاحبة اليد وما إن رأها حتى علت الدهشة وجههx
مدت رغد يدها وهى تلقى عليه السلام :
السلام عليكم ......ازيك ياسينx
ظل بعض الوقت يدقق فى ملامح وجهها الذى تغير ......اصبح اكثر نوراً ...... وتورداً .... ملامحها هادئه كهدوء البحرx عينيها .....تأوه بخفوت وهو لا يعرف ما الذى تغير بها اصبحت اكثر جمالاً وبريقا بلون موج البحر ......وشفتان لم تصع عليهم احمر الشفاه فظهر لونهما الحقيقى الوردى الشهى
عضت على شفتيها وهى تشعر بالخجل من تفحصه لها ....وعدم رده عليها .....كادت تخفض يداها بإحراج ولكنه مد يده بسرعة ليلتقط كفهاx شعرت بنيار كهربى مر عبر يدها الى انحاء باقى جسدها .....فخفضت وجهها بخجل من نظراته وعضت على شفتيها .... لتكمل الصورة فى عينهx حاولت سحب يدها من يده ولكنه لم يتركها بالتشبث بها اكثرx احست بالإحراج .......لم لا يترك كفها انها حقا تذوب خجلا
كان يتفحص فى وجهها دون ان يشعر ......يرفض ترك يدها الصغيرة وهى ايضا لا يشعرx استفاق من شروده بها على نحنحتها وهى تحاول جذب يدها من يده .........فتركها بسرعة كالملسوعx وهو بنظر لها بدهشة اكبر ما الذى كان يفعله منذ لحظات .....لم يكن ابدا ينظر لخا بتلك الطريقة ما الذى غيرهx رد على سلامها بإقتضاب وهو يحاول فهم ما حدث لهx نظر ايها مرة اخرى .......انها ترتدى حجابx
ابتسم بشرود فهذا الحجاب يجعلها كالاطفال فى برائتها ووجنتاها كالزهور فى بداية تفتحهاx نظرت له رغد بطرف عينها :
ياسين .....احنا هنفضل واقفين هنا كتييرx انتبه من شروده انهما لايزالان فى المطار فتنحنح :
اه ..... اتفضلى
ابتسمت له ابتسامه رقيقة ثم سارت بجوارهx بعدما ليستقلا السيارة
نظرت الى الطريق من نافزتها وتنهدت بحزن فالان تبدأ رحلتها فى الحياة والإعتماد على نفسها .......
ارجعت رأسها تسندها الى جرسيها وهى تفكر فى الخمس سنوات التى تغيرت به حياتها مئة وثمانين درجةx تذكرت حبها لسيف الذي غير حياتها .......وحبها لشقيقته ورفيقتها المفضلة زهور .....ابتسمت عندما تذكرتها فهى صاحبة الفضل فيما وصلت اليه .....تتمنى لها الخير من كل قلبها فهى حقا تستحق لم تشعر بأن هناك من يراقبها يراقب وجهها وتغيره من الحزن للفرح ومن الفرح للحزن مرة اخرى ......شعر بتغيرها الكبير فهو لم يقابلها منذ ثلاث سنواتx انتق نظره الى ملابسها المكونة من بنطال من الجينز ليس بضيق ولا واسع لونه اسود وترتدى اعلاه تى شيرت وردى منقوش بالورد الوردى والاخضر وفوقه ارتدت جاكيت من الجينز واعلاهم طرحة من الستان بالون الاخضر الفاتح ....لفتها بإحتراف حول وجهها الصغيرx لم يستطع كتم سؤاله الذى الح عليه منذ رأها ولم يجد له إجابةx فسألها بتردد :
رغد .....اتحجبتى امتى ؟وليه !؟
احس بتشتتها وهى تحاول ان تبحث عن اجابة لسؤاله تنهدت بتوتر :
أمتى ......من سنة ونص .....اما ليه فحبة تكون الإجابة لنفسىx
رد عليها بإحراج :
اللى انتى شيفاه طبعاx
والتفت ينظر الى الطريق امامه بغيظ .....فهو يريد معرفة لماذا لبست الحجاب !!ولكنه لن يضايقها الان .....فهى تبدوا حزينهx
.................................................. .................................................. ..............
دخلت غرفة اخيها بحزن شديد .......فوجدته يجمع اغراضه ويضعها فى حقيبة سفره بهدوء .......فنظرت له والدموع تترقرق فى مقلتيها .....واسرعت لتلقى بنفسها بين احضانه وهى تشهق ببكاءx ضمها الى صدره بحنان وهو يربت على ظهرها برفق ......هى اكثر من سيؤله فراقها .....انها طفلته المدللى ....الصغيرةx من ستلجأ اليه حين تخاف من شئ.......من ستستعين به فى وقت حاجتها ......من ستلجأ اليه حين تريد مالاً ......من سيحضر لها الشكولاته التى تحبها وتعشقها ......زاد من ضمه لها بحنو وهو يسمع شهقاتها المخنوقةx
ربت على كتفها وهو يهتف بها :
خلاص يا زهور .....هتخلينى اغير رأى ومش هسافرx
ردت زهور ببكاء :
انا مش عيزاك تسافر افضل معايا
سيف بحنو :
مش هينفع يا زهور لازم اسافر .....انا اتخذت قرارى ........لازم احقق احلامىx
زهور :
وليه مروحش معاك مش انا مهندسة زيكx
رد سيف بضحكه مرحة :
لا انتى مش مهندسة زى انتى مهندسة معمارى ........وانا الفاشل مهندس مكنيكىx وبعدين الشركة اللى هشتغل فيها شركه فى الاختصاص الميكانيكى هتروحى تعملى انتى فيها ايهx
ردت زهور بتذمر :
مليش دعوة عايزة اروح معاكx
جلس على السرير واجلسها بجوارة وهى مازال يحتضنهاxقائلا بحنان :
ان شاء الله .......هرجع بسرعة علشان ابنى الشركه اللى نفسى فيها .......وانتى اللى هتصمميها ايه رأيك
زهور:ان شاء الله
هتف بها سيف بمرح :
لو فضلتى كده مش هجبلك شيكولاته وابقى شوفى مين هيجبهالكx
زهور بحنق :
هتجيب ولا اعضx
وقبل ان يرد عالجته بعضة فى ذراعه بوحشية .....فتأوه بألم وهو يحاول ابعادها عنه .......الى ان ابتعدت عنهx
فنظر الى زراعه الذى اصبح مزين بعضة مختلفة الالوانx
سيف :
يعنى انتى لازم تحطى التش بتاعك على قبل اما اسافر يا مفتريةx
نظرة له ببراءة .....فتنهد وهو ينظر لها "براءة الذئب فى عيناه "وكاد يهجم عليها يعلمها كيف تعضه بهذا الشكل الموحش ولكنها كانت اسرع منه وهى تقفز من مكانها وتصرخ منادية امهاx
زهور بصوت عالى:
مااااامااااااا فنتفض سف من صوت صراخها وهو يعلن إستسلامه ...... رافعا يده الاثنتين بإستسلام ........لتضحك بنصرx
زهور بنصر :
هتجبلى شيكولاته ولا لأ
ضحك سيف :
خلاص ........سماح هجيبلك شيكولاته
ردت زهور وهى تغادر الغرفة :ايوة كد...... ولم تكمل كلمتها ......فقد القى عليها مخده فاصطدمت برأسها .....
فكادت تقع ولكنها تمالكة نفسها بسرعة وهى تنظر اليه بغضب.........ثم لم يلبس ان حاكت دموع فى عينبها ببراعة واسرعت الى غرفة والديهاx فتنهد بمرح من تلك الشقية اخته
......................................
جلس رجل فى الخمسينيات من عمره على مكتبه وهو يشعر بالتعب ولإرهاق الشديد ........من كثرة الاعمال المتراكمه على عاتقه.........فكلما اشتكى صعوبة الاعمال وكثرتها وعدم استطاعته التركيز والعمل بجد بسبب كبر سنه ......فيرد عليه الجميع ان يلقى المسؤليه على ابنه البكر..........مؤيد ابنه الذى اتم الثانى والثلاثون من عمره وماذال فى مرحلة طيشه وعبثه من الشبابx كيف يحمل ذلك الطفل المسؤلية!؟ .......وهو غير مسئول حتى الان عن افعاله .......لقد تعب منه ومن افعاله المشينه التى تتساقط عليه كالامطار من كثرتهاx ارجع رأسه واسندها على الكرسى بإرهاق واضح ثم امتدت يده ليلتقط هاتفه ليتصل بإبنته الحبيبة
عبد الرحمن :ازيك يا حببتى عاملة ايهx فأتاه صوتها متحشرج من البكاءx
عبد الرحمن بقلق :سلمى......فى ايه يابنتى بتعيطى ليهx فلم يسمع الا شهقات بكائها فرتعد قلبه لسماعها فهى لم تكن كبكائها العادى فقد كان به الكثير من الالم والحرقةx
عبدالرحمن بقلق شديد :فى ايه يا سلم ردى علياx فلم يسمع صوتها ......فقد التقط زوجها الهاتف وهو يحتضنها حتى لا تقع
زوجها بصوت حزين :ازيك يا بابا عامل ايه ؟
عبد الرحمن :سلمى مالها يا ماجدx
رد ماجد بتردد:سلمى كويسة بس تعبانة شويةx
عبد الرحمن بصوت حازم :لو مقولتش فى ايه يا ماجد هاخد اول طيارة واجيلكواx
رد ماجد بصوت اثقله الحزن : عمى .......عامر ....عامر مات
رد عبد الرحمن بصوت غير مصدق:انت بتقول ايه .....انت اتجننتx
لم يستطع ماجد امساك دموعه اكثرx فرد عليه بصوت باكى:
عامر مات يا عمى .......مات خلاصx
فسمع عبد الرحمن صرخة ابنته .......فإضطر ماجد اغلاقالخط ليلتقط زوجته التى فقدة وعيها
بينما افلت عبد الرحمن الهاتف من يده ........ووضع وجهه بين يديه وهو لا يصدق ما سمعه للتوx لقد مات حفيد ..........حفيده الاول والوحيدx كيف لطفل فى الخامسة من حياته ان يموت ؟!كيف له ان لا يراه مرة اخرى؟!.....كيف لا يستطيع سماع ضحكته ؟! كيف وقد كانت اول كلماته جدو.....كيف ينسى سعادته وهو عائد من السفر برفقة والديه وما ان يراه حتى يرتمى فى احضانه ؟؟ احس بإلاختناق.....القى ربطة عنقه بضيق...ولكن إحساسه بالاختناق لم يقل بل زاد....واحس بتشوش الرؤيه امامه ولا يستطيع ان يأخذ انفاسهx نهض بتثاقل ليحاول العودة الى بيته لربما يختفى شعوره بالاختناق...ولكن بعد بضع خطوات لم يستطع الوقوف واعتمت الدنيا اما عيناه.....ليغيب عن الوعى سمعت السيكرتيره صوت وقوع شئ على الارض فأسرعت لفرفة المدير ....لتجده ملقى على الارض ووجهه يحاكى وجوه الاموات فى شحوبه فأسرعة بالاتصال بالإسعاف ...ثم مؤيدx
..................................................
فى مطار القاهرةx كانت العائلة مجتمعة لتوديع سيف والخال .......المسافران الى المانياx التفت سيف الى والدته وشقيقته :يعنى اسافر وانتوا كده ازاى بسx
الام ببكاء:خلى بالك من نفسك يا ابنىx
سيف بهدوء:حاضر حاجة تانى .......وانتى يا حببتى مش هتقولى حاجةx اسرعت زهور لإلقاء نفسها بحضنه باكية ......فحتضنها بإبتسامة حانية ارتفع الصوت يعلن وصول الطائرةx فإبتعد سيف عن اخته معانقا والده بحرارة .......ثم والدته التى اتخمته نصائح .......ثم التفت الى اخته جاذبا اياها الى لحضانه وهو يبتسمx
سيف بحنان :مش عايز امشى وانتى زعلانه كده .......طب خلاص مش هديكى الهدية الى جيبهالكx
فسألته زهور بسرعة :ايه ايهx
سيف: لا .....لا انتى بتعيطى مش هديهالكx فمسحت زهور وجهها بيديها الاثنتين :
ها خلاص انا مش بعيط هات التفت سيف الى حقيبته واخرج منها كيس هداية كبير مملؤ بأنواع عديدة من الحلوة ولكن اكثرها شيكولاته فقفزت زهور بفرحة :اي دهx ثم التفتت معانقة اخوها بسعادة وحزنx تنحنح خالهم :يلا يا سيف هنتأخرx ترك سيف اخته وودعهم جميعا ثم التفت مغادرا عازما على الإجتهاد فى عمله ليعد اليهم ويحسن احوالهم بعد فترة التفت حسن الى زوجته وابنته :يلا نروح .....خلاص هو ركب دلوقتىx فلتفتوا جميعهم مغادرين ساحة المطار شعرت زهور بأحد ما يراقبهم فلتفتت خلفها لتصتدم عيناها بعيناه.......احست برجفة غريبة اجتاحتها حين وقعت عيناها فى عيناه .......كانت نظراته غريبة جعلت جسدها يرتجفx اخرجها من شرودها صوت والدتها تدعوها للرحيل .....فألتفتت سريعا لا تعرف ما حدث لها .......اولما ينظر لهم هذا الشاب بإمعان .....كان يبدوا راجعا من سفرهx فقد كان ممسكا بحقيبة سفرة صغيرة فى يدهx ولكن نظراته لا تغادر عقلها .......تظرات ذئب وجد فريسة ويفكر كيف ينقض عليه..........او نظرات توعد تتوعدها بالأسوء القادم ...........لا تعرف كل ماتعرفه انها انجذبت اليه رغم غرابة نظراته
.................................................. .................................................. ............
ما ان سمع مؤيد خبر إغماء ابيه وانه فى الامشفى حتى انطلق بسيارته بسرعة الى المشفى ما ان دخل الى المشفى حتى سأل بسرعة عن والده فأخبروه انه فى الطوارى فتجه اليها بسرعةx وما ان دخل حتى وجد الطبيب يخرج من غرفتهx الطبيب :واضح ان المريض اتعرض لضغط نفسى جامد ....لحد مجاله جلطه فى القلب .....احنا هنعمل اللى علينا والباقى على ربنا ........ادعيله ثم التفت مغادرا تاركا مؤيد يشعر بحزن على والده وشقيقته فقد اتصل ماجد به يخبره بالمأسأه ويطلب منه الوقوف بجوار والده كى لا يتعب ......وبعدها مباشرتا تلقى الاتصال الذى يخبره فقد والده الوعى فى مكتبهx يشعر بالخزى والخجل من نفسه لقد طلب منه زوج اخته ان يبقى بجوار ابيه الى ان يأتوا .......الى هذة الدرجة هو ليس له اى اهميةx افاق من شروده وهو ينظر الى تلك التى دخلت غرفة والدهx لقد كانت من كاد يصدمها بالسيارة امس انها .........ميساءx تلك التى ظل يفكر بها طوال اليوم ولم يستطع إخراجها من عقله ......لا يعرف لما ولكنها استحوزت على جزء من تفكيره

modyblue 22-06-17 11:55 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .:chirolp_krackr::chirolp_krackr:

Enas Abdrabelnaby 23-06-17 12:31 AM

الفصل الرابع
يا غريب الروح للروح انت الملاذ
افرد لك من القلب بستانx
فان هجرتنى سرا اعتقتك جهرا
وإن فارقت دون وداع
اجبرتك على الابحار دون شراعx
اهداء الرقيقة :لمياءx
******************
خرجت من غرفة المريض بعدما تأكدت من انه مستعد لجراحة يوم غد.......كانت تسير حاملة فى يدها اوراق المريض لم تلاحظ ان هناك جسد ضخم سد الطريق امامها .....فاصطدمت به وتساقطت جميع الاوراق على الارض ......كادت تسقط هى الاخرى ولكنها لم تسقط ......احست بقبضتان من الفولاذ ممسكتان بيدها الاثنتين تمنعانها من الوقوع.......نظرت الى صاحب اليد وصدمت من صاحبها .....لقد كان هو .......مؤيد
ارتبكت ولكنها استعادت توازنها بسرعة قياسية وحاولت سحب يدها ولكنه صد كل محاولاتها بقوه
ما الذى افعله ؟؟
لماذا يمسكنى بهذى الطريقة ؟؟
هل تصنم ذلك الاحمق!؟
نظرت له نظرة حادة ......تحذره واستجمعت كل قواها لتنفض يده من يدها
لا يعرف ما حدث له لم تكن قوية بالقدر الكافى لإنتزاع يدها من يده ......ولكنه احس من نظرتها ان يدها شئ محرم عليهx .......وليس عليه الاقتراب منه .......وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة
انحنت بسرعة تجمع اوراقها وهى تكاد تقتل ذلك المؤيد .....
هل يلحقها ام هى مجرد صدفة !؟
ولما هو دون الناس من تتعثر به !؟
احست بجسمانه الضخم يهبط على الارض ويجمع معها الاوراق المتناثرة
ما إن انهوا من جمعها حتى وقفا الاثنان فى نفس اللحظة وكادت تصطدم رأسيهما ولكنها ابتعدت فى اللحظة الاخيرةx وهى ترمقه بغيظ
بعدما استقاما سحبت من يده الاوراق بسرعة وحده وكادت تمر من جواره لتكمل طريقها .....ولكنه وقف امامها بسرعة مانعا لها من استكمال سيرها......فرفعت نظرها اليه بحده ولكنه رفع يده بعلامة إستسلام
نظر لها مؤيد بإمعان:
اوعى تفكرى انى جاى وراكى مثلا
احتقن وجهها بحنق وكادت تكمل طريقها الا انه اشار بيده جاذبا إنتباهها الى الحجرة التى كانت بهاx مؤيد:
بابا ....المريض اللى جوة...... وكنت عايز اسأل الدكتور عنه......وبما انك الدكتورة اللى هتبقى مسؤولة عنه ......فأكيد هسألك انتىx
تنحنحت وقالت بروتينية :
والد حضرتك حالته كويسة ضغطه مظبوط .......يعنى اكيد بكرة هنعمل القسترة .....ان شاء الله
رد مؤيد بحزم:
حيبقى فى اى خطر على حياته
ردت ميساء بهدوء:
مدام كل حاجة مظبوطة .......يبقى ان شاء الله مفيش خطورة ......بعد اذنك لو مفيش اى أسئلة
فرد عليها بسخرية :لا ......اتفضلى
************************************************** *************
وقفتا متجاورتان امام باب الدار ......الذى تحفظان به القرأن ....وتُحفظان به الاطفال
التفتت ميساء صائحة لزهور :انا هموت من الحر مش يلا نروح بقا
ردت زهور بهدوء:وانا كمان بس استنى اكلم الاستاذة قبل ما نمشى .....عيزاها فى موضوع مهم اشارت ميساء تجاه باب الدار بنفاذ صبر:اتفضلى يا ستى .....بس ممتأخريش احسن اعملها وامشى واسيبك
لم تمضى سو بضع دقائق حتى وجدتها امامها وتجذبها من يدها تحثها على السير .....سارا بجوار بعضهما البعض كل واحده ساهمة العقل تفكر بمن قلب افكارها رأس على عاقب بلمح البصر بدون نقاشx ميساء تفكر فى ذلك المؤيد ....فى غروره وعناده .....ثقته الزائده فى نفسه.....والغموض اللامتناهى المحيط به
أما زهور فلا تشغلها سوى تلك العينين التى نظرتا اليها بشكل غريبx
عبرا الطريق بأذهان غير حاضرة ولم تلحظا تلك السيارة القريبة .
سمعت صوت سيارة قريبة فلم تستطع إدراك اى شئ.....سوى اصطدام جسدها الضعيف بشئ صلب ثم وقوعها على الارض..لتغيب عن الوعى
صرخة مذهولة شقت السكون ......انتفضت بذعر عندما وجدت صديقتها ملقاة على الارض ......وجرح فى رأسها ينزف بشدة
اسرع صاحب السيارة بالنزول منها ..... وإلتقاط جسد الفتاة المسجى ارضا بخفة ......حملها بسرعة وتوجة سريعا الى السيارة ولكن اوقفته صرخة شرسةx
صرخت ميساء بشراسة وهى تراه يحمل زهور الى سيارته ميساء بصراخ:
انت واخدها ورايح فينx
إلتفت اليها بحنق:
اكيد للمستشفى مش شايفة دماغها مفتوحةx
ردت عليه بغضب:اوعى تفتكر انك مش هتتحاسب على اللى عملتهx
رد عليها بهدوء ينافى عصبيه الموقف:
مش وقته لما تصحى صاحبة الشأن .... هتيجى معايا ولا لأ
اسرعت بإمائة وهى تنظر الى زهور الفاقدة للوعى .....هى لن تتركه ينجو بفعلته ولكن الاهم الان هو حياة صديقتها .....التقطت مدنتها الصغيرة الصفراء بسرعة وسجلت عليها رقم السيارة .......تحسبا لاى طارئ
لمحها بطرف عينه وهى تسجل رقم السيارة ولكنه لم يأبه فحياة تلك التى تجلس فى الخلف اهم الان
نظر الى ميساء نظرة صاعقة آمرا اياها بسرعة الصعود الى السيارة........فأسرهت فاتحة باب السيارة لتجلس بجوار تلك الهامدة بلا حراك

وقفت تنظر الى الباب الذى اختفت خلفه صديقتها ......وهى تشعر بالذعر الشديد ان يصيبها اى مكروه انتفضت على صوت ذلك الشاب الذى صدم زهور بسيارته والذى لم يترك مكانه .........منذ احضرهما وهو سقف بجوار باب الحجرةx الشاب :
لو سمحت يا انسة ينفع رقم والدهاx
ردت عليه دون ان تعطيه ولو نظرة متجاهلة اياه :
انا كلمته وهو جاى مفيش داعى تتعب حضرتك وتاخد رقم تليفونه
رد عليها بهدوء:خلاص مش مهم طالما حضرتك اتصرفتى نيابة عنىx
بعد عشر دقائق خرج الطبيب من الغرفة .....فإلتف الاثنان حوله الطبيب بهدوء:
الحمد لله الخبطة جت سليمة ......الجرح اللى فى رسها سطحى مفيش خوف منه.......وإلتواء بسيط فى الرجل اليمينx
الشاب :الحمد لله
الطبيب :
على العموم هيتعمل محضر باللى حصل وهيتاخد اقوالها لما تفوق
هتفت ميساء بسرعة :
وانا هكون شاهدة....ان الاستاذ كان ماشى بسرعةx
الطبيب:ده طبعا هيساعدها لو كانت عاوزة ترفع قضية ......وممكن تدخلوا دلوقتى لو عايزين تطمنوا عليها .........بعد اذنكم والتفت مغادرا
اسرعت ميساء الى غرفة زهور ..... ..بينما جلس على احد المقاعد بجوار الغرفة .......ساهما فى الاشئ ما إن دخلت ميساء الغرفة.........حتى اسرعت تحتضن صديقتها وهى تبكى.......فربتت زهور على ظهرها بحنو زهور:
ليه بس الدموع هو انا حصلى حاجة .......منا زى الفل اهوx
ردت ميساء ببكاء:
كنت خايفة عليكى اوى
ربتت زهور عليها قائلا بحنان:
طب خلاص .......خلاص انا بقيت كويسةx نهضت ميساء وهى تشهق باكية وقائلة :سلامتك يا حببتى ......ثم التفتت الى حقيبتها التى القتها بإهمال على إحدى الكراسى ما ان دخلت .......واخرجت منها قلم واتجهت بسرعة الى زهور الناظرة لها بزهولx وبدات تخط على جبيرتها بعض الحروف وبعض الرسومات او لنقل شخابيط
لم تمض سوى بضع دقائق الى ان رأوا والدها يدلف الى الغرفة بسرعة وقلق زهور بلهفة:
بابا......ثم ارتمت على صدره
حسن:
يا حبيبة بابا........ايه اللى حصل
بدأت تحكى ميساء له ماحدث بسرعة وبإختصار ......وبعدما انتهت التفتت الى صديقتهاx ميساء بحماس:
انتى لازم تقدمى فيه بلاغx
وقطع كلامها صوت دقات هادئة على باب الغرفة ........فأذن له والدها بالدخول
دلف الشاب الى الغرفة بهدوء :
السلام عليكم ......الف سلامة عليكى يا انسة .......بجد مكنتش اقصد اللى حصل
ردت زهور السلام بخفوت ولم تكن نظرت اليه وحين رفعت عيناها لترى من صدمها ...... سمرها الذهول من هوية هذا الشخص ....
أيعقل ان يكون هو من رأته فى المطار !؟
أيعقل ايكون الرجل ذو النظرات الغريبة !؟
ران الصمت فى الغرفة الى ان قطعته ميساء مزمجرة:
أتفضل ادخل فى الموضوع يا استاذ وثول انك عايز.....
قاطعها والد زهور بحزم:
ميساء انا موجود
صمتت ميساء بحرج ........بينما تشابكت عيون زهور مع عيونه ولكن سرعان ما انزلت عيناها خجلا منهx الى ان الشاب ادار وجهه إلى والدها :
باعتذر مرة تانية بسبب اللى حصل ......وانا منكرش انى غلطان طبعا ......اى حاجة تطلبوها انا تحت امركم لو حبيت تعويض او تعملوا محضر
رد والدها بهدوء:
يا ....قاطعه الشاب بسرعة أدهم ........اسمى أدهم
حسن :
يا ادهم انت زى ابنى .....ومدام جت سليمه خلاصx هنعمل ايه بالعوض ولا المحضر .......حصل خير يا ابنى
رد ادهم بهدوء:
بس ده حقكم .......اطلبوا اى مبلغ وانا تحت امركم
حسن:
اذا عاوز تتأكد يا بنى من كلامى هسألك صاحبة الشأنx
فأسرعت زهور بالرد:
لا طبعا انا مش عايزة تعويض ......انا الحمد لله بخير
نظر حسن الى ابنته بفخر :
وادى يا سيدى قالتلك بنفسها خلاص مافيش داعى تتهب نفسكx
ادهم:
اذا كان كده فأنا مضطر امشى .......والف سلامة عليكى يا انسة مرة تانيةx ثم التفت الى والدها مصافحا اياه وقبل ان يخرج من الغرفة التفت الى ميساء:
ولو غيرتوا رأيكوا فى اى وقت وحبيتوا تعملوا محضر فرقم العربية مع الانسةx
واشار بعينه الى ميساء الواقفة بجمود .
*************************************
نظرت الى فيلا والدها الذى ستقيم بها الايام المقبلة وهى شاردة فيما ستكون ردة فعل والدها .......حين يلقاها بالحجاب وملابسها المحتشمة ..........
هل سيفرح ؟
بالتأكيد سيفرح !
دخلت الفيلا بعدما ودعت ياسين الذى انطلق الى عمله فإستقبلتها الخادمة واخبرتها بأن والدها قد عاد لتوه من العمل للقائها ....... فذهبت الى غرفة المكتب حيث يجلس والدهاx وجدته على كرسيه ويوليها ظهره فإقتربت منه بهدوء ووضعت يدها على عينيه رغد:
مين
عماد:
أكيد حبيبة بابا رغد
ثم نزع يدها بهدوء......فلتفتت له واستكانت بين احضانه بشوق .......فهو والدها الذى لا يحرمها من شئ ......ويغدق الدلال عليها بدون حساب
بعد عناق طويل التفتت تجلس على حافة المقعد وهو يمعن النظر اليها الاول مرة منذ حضورها .......انها ترتدى حجاب .... .نظر اليها بذهول
متى ارتدت الحجاب !؟
لماذا لم تخبره او تستشيره !؟
فسألها والدها بحدة :
انتى امتا اتحجبتى
فردت بسعاده:
ايه رأيك يا بابى .......حبيت اعملهالك مفاجأةx
فرد والها بعنف :
ايه القرف اللى انتى لبساه دهx
نظرت الى والدها بذهول ......لقد توقعت ان يشجعها يدعمهاx لكن لم تتوقع ابدا ابدا ردة الفعل العنيفة والرافضة بدون سبب
رغد بذهول :
بابا ده اسمه حجابx
فرد والدها بعنف :
يكون فى علمك مش عاوز اشوفك تانى بالشكل ده ......ثم اكمل ساخرا دا اللى كنت ناقصه بنتى تستشيخ ....مش كفاية اخوهاx
ونهض من مكانه تاركا إياها تنظر الى مكانه بذهول .......وبعد لحظات تحول الى قهر وقد بدأت الدموع تترقرق فى مقلتيها
************************************************** ************
نظر الى مبنى الشركة الضخم بعدما خرج من سيارة الاجرة التى استقلها ........تنهد بتوتر انه اول يوم له فى العملx ماذا ان سأله المدير عن شهادة خبرة .........ما هذا الغباء بالتأكيد خاله اخبره انها اول مرة يعمل بها بمجال تخصصه منذ تخرجه
دلف الى الشركه واستقل المصعد الى الطابق الخير ......ثم توجه الى غرفة سيكرتيرة المدير التى اخبرته ان المدير فى انتظاره بالداخل...... دلف الى غرفة المدير وهو يشعر بتوتره قد ازداد .
طالع مديره الذى هب واقفا ما ان رأه محييا اياه بروتينيه لم تخلوا من الدفء فى التعاملx المدير:
اتفضل يا بشمهندس سيف
نظر سيف الى ذلك الرجل الكبير فى السن حيث انتشر بشعره الشعيرات البيضاء .......وفى عينه الحنان والطيبة ولم تخلو من الحزم والجد .......يبدوا ان ايامه القادمة ستحمل معنى مفيد اخيرا مع العمل مع مثل هذى الشخصية الفريدة

Enas Abdrabelnaby 23-06-17 12:32 AM

الفصل الخامس
احيانا .... لا يعود بوسعنا ان نفتح صفحة جديدة ....
لان دفتر تسامحنا السميك قد نفذ ببساطة....
وعندما لا يغفر لك قلب طيب فى اصله فلا يعنى ذلك اسوداده انما يعنى ان اخطأك فاق عفوه اوليس العفو مقدورناx بالمقدرة
*****
جلس فى شرفة غرفته ممسكا فى يده سيجارا ساهما فيما فعل وما سيفعل .....لقد خطا الخطوة الاولى على سلم الانتقام .... والان بداية التخطيط للخطوة الثانية .....
هل سيقدر الرجل على تذكر من هو ام لا .....
هل ستفشل الخطة .....
وهل سيقبل بتزويجه ابنته الوحيدة......
ها هى اللعبة تسير وفق تدبيره ولم يعد هناك الكثير للوصول لمبتغاه ...خطوة خطوة يصل للهدف وإن كان البعد عنه اميال .
.................................................. .................................................. .............
خرجت من غرفة العمليات بارهاق واضح ......لتجد ذلك المؤيد الذى بدا يثير اعصابهاx ولكنه لم يكن وحيدا ...فقد كان معه فتاة شابة تبدوا فى السادسة وعشرون من عمرها ترتدى الاسود من اخمص قدمها الى اعلى رأسها وبجوارها وقف شاب فى الثلاثنيات من عمره يربت عليها وهو محتضنا اياها بذراعيه وكان ذلك المؤيد بقف موازيا لهما ......ويرمقهما بجمود شديد وما ان لمحوها حتى وقفوا امامها فى لهفة يسألونها عن الرجل المسن
فأجابت بروتينية معتادة:
الحمد لله العملية نجحت ......وهيطلع دلوقتى على العنايةx
فسألتها الشابة بلهفة:
طب انا ينفع اشوفهx
ردت ميساء بهدوء:
لما يتنقل العناية بس مش اكتر من خمس دقائق
تدخل مؤيد:
أنا اللى هدخل يا سلمى .....بلاش انتى علشان متتعبيشx
التفتت سلمى الى مؤيد بحدة:
لا انا اللى هدخل لباباx
إعترض مؤيد بحزم :
سلمىx
فأجابت عليه بنظرة ساخرة ......انه اخر شخص يدخل الى والدها ....وهو السبب الرئيسى لما حدث لوالدهx
ميساء:
أتفضلى معايا يا مدام ......بس مش اكتر من خمس دقائق
التفتت مغادرة دون ان تنظر الى مؤيد نظرة واحدة......وهو الذى كان يرشقها بأسهم عينيهx
.................................................. .................................................. .......
عادت الى منزلها بعد عناء يوم فى العمل فى المشفى اول ما ادركته للوهلة الاولى ان محكمة ستبدأ فى الدقيقة واللحظةx فقد تكونت المحكمه امامها من والدها وزوجته العزيزة
سألها والدها:
ميساء اتأخرتى ليهx
ردت ميساء بخفوت :
بابا المواصلات كانت واقف.... ولم تستطع اكمال جملتها لان زوجته العزيزة قاطعتها بحده:
انت كل مرة تقولى نفس الكلام .... المواصلات مبتتأخرش تلت ساعاتx
ردت ميساء ببرود:
كلامى مع بابا .....مش معاكى انتى
صرخ والدها بعنف:
ميساء احترمى سهى ....دى فى مقام والدتكx وردى على سؤالى اتأخرتى ليه
ردت ميساء بلامبالاة :
أنا مش شايفة انى اتاخرتx
والتفتت مغادرة الى غرفتها ......ولكن احست بأن حقيبتها قد سحبت منها بسرعة وخفة .... فألتفتت سريعا لتجدها زوجة ابيها .....وقد بدأت بالفعل من تفحصها الى ان وصلت يدها الى الهاتف المحمول ......الذى بدأ تتفحصه هو الاخرx وتفتش فى سجلات المكالمات ..... فإنتفض قلب ميساء بذعر من أن تعرف من اخر شخص اتصلت به ......حاولت سحب الهاتف من سهى ولكن قد فات الاوان لذلك فقد رأت سهى الاسم
شهقت سهى بفرح ونصر وهى تصيح الى والدها :
شايف يا عبد العزيز اخر رقم اتصلت بيه
التفت عبد العزيز الى ابنته بغضب عارم بعدما اطلع على الاسم والذى كان متوقعا له......كان اسم خالتها الوحيدة سألها والدها بعنف:
انت اكيد كنتى عند صفاء .......صح
ارتعدت من صوت صراخه ولكنها وقفت امامه بصلابة لم تعتدها ولا تعرف من اين واتتها ردت عليه بحزم:
أنا معملتش حاجة غلط يا بابا
امسكها والدها من شعرها بعنف:
أنا مش منبه عليكى متروحيش عندها ... وانت برده مبتسمعيش كلامىx
حاولت انتزاع يده من شعرها ولكن لم تستطع بينما وقفت سهى تطلع الى المشهد امامها بفرحة عارمة .....وقد قررت ان تضيف بضع كلمات تجعل زوجها يشتعل اكثر على ابنته
سهى بخبث:
أكيد يا عبد العزيز بتروح علشان ابن خالتها سليم ......اكيد فى بينهم حاجةx
جذبها والدها بعنف من شعرها :
الكلام ده صح ......انتى ليكى اى علاقة بسليم ابن خالتك
لم تتحدث والتفت بالصمت.....وهى تحاول فكاك يده
فصاح عبد العزيز بغضب:
مفيش شغل لحد ما تتعلمى الادب .......ولا خروج من البيت .......وانا هتصرف مع صفا بنفسىx
صرخت ميساء بشراسة:
بابا خلتى ملهاش ذنب انا اللى رحتلها وانا اللى اتصلت بيهاx
جذبها والدها الى غرفتها ......واشار لها محزرا وقائلا بضيق:
هشام ابن اخت سهى هيتقدملك رسمى وهتوافقى ولو غصب عنك .......ثم اتبع كلامه ..انا مش عاوز اشوفك دلوقتى ادامى
ثم التفت مغادرا......تاركا اياها تسكب دموعها فى صمت وهى خائفة ان يتسبب والدها بفضيحة لخالتها الوحيده والحبيبة.......كما فعل منذ بضعة سنوات
تحسست شعرها بقهر .....وارتمت على سريرها بجسدها بانهاك .....حاولت لسنوات عديدة ان تفهم سر العداوة بين والدها وخالتها ولكن فى النهاية تصل الى حائط مسدود......فكل ما تعرفه وتتذكره انها عندما كانت فى السادسة من العمر .......كانت تلك الافعى تحمل فى احشائها اخ لها ...... وقتها تشاجرت سهى و خالتها ......و هى لا تتذكر تفاصيل الشجار .......او ما سببه كل ما تتذكره هو انتهاء هذا الشجار بسقوط زوجة ابيها على السلم .... والذى اصبح فيما بعد قلادة حملتها لها زوجة ابيها ......وهى تردد دائما انها السبب ، لا بل هى وخالتها
ولكن كل ما تذكرته يومها انها كانت مختبئة خلف باب الشقة تسمع الصراخ الذى يزداد دون ان تتحرك ......فكيف هى السبب لا تعلم . تصاعد الصوت المعتاد الذى يلى كل شجار ......صوت بكاء وعويل زوج ابيها وهى تردد كالمعتاد ......انا خائفة عليها ..... زى بنتى اللى مجبتهاش بطنىx .......ثم ينقطع العويل قليلا لتبدا فترة الهستيريا هى السبب .......هى السبب
وضعت الوسادة على راسها بتعب مما تعانى ......وبدأت بتذكر كلام والدها هل يعنى والدها ما قال ....هل سيزوجها الى ذلك المدعو هشام
اخذها من تفكيرها الصمت الغريب الذى يدعوا الى الريبة فى الخارج ......فلم تكن سهى تكف عن الهستيريا الا بعد ساعاتx
فجأة تعال صراخ زوجة ابيها باستغاثة ... فانتفضت بذعر وذهبت سريعا الى الصالون لتفاجأ بوالدها مسجى ارضا ......و وجهه شاحب كالموتىx
هرولت اليه سريعا و امسكت معصم يده لتكتشف ان نبضه ضغيف للغاية ....او يكاد يكون منعدمx
ارتدت حجابها بسرعة وحاولت افاقته ولكن دون جدوى .......بحثت عن هاتفها بسرعة الى ان وجدته ملقا ارا محطما تماما .......
زفرت بحنق وبدأت تبحث عن هاتف والدها الى ان وجدته اخيرا بعد طول بحث......ثم لم يلبث ان اتصلت بالاسعاف وقد تفاقم خوفها بسبب شحوب والدها الذى ازدادx
نظرت الى زوجة ابها التى رمقتها ببرود :
انت السبب فى اللى هو فيهx
والتفتت مغادرة غير أبه بالمسجى ارضاx ولكنها قالت قبل أن تغادر :
روحى انتى مع بباكى وانا هاجى وراكم .... اصلى مش بحب اركب عربيات الاسعاف ....
واكملت طريقها بلامبالاةx
نظرت ميساء الى ابيها بعيون مليئة بالدموع .....وهى تترجاه ان يسامحها ولا يتركها وحيدة
سمعت زهور صوت سيارة الاسعاف فإنتفضت بسرعة تنظر لمن هى آتية .....وصدمت عندما علمت انه والد ميساء فأسرعت تخبر والدها ......والذى بدوره اصر على الذهاب مع ميساء وبقائها هى بالمنزل لحين عودتهمx
شعرت زهور بالحزن الشديد على صديقتها ودعت الله ان يشفى والدها فهى ليس لها سواه
.................................................. .................................................. ...................................
جلس مؤيد على تابوت السيارة منتظرا احد اصدقائه ممسكن بيده سيجار ينفثها بشراهه ........وعقله يسبح بمن اخذته منذ الوهلة الاولى ......تلك الميساء اسم يثير به احاسيس غريبة ربما يدركها للمرة الاولى او يكتشف انها لديهx
اخرجه من شروده صوت هاتفه وما ان اطلع على الاسم حتى علت الدهشة وجهه وريثما تحولت الى السخرية والاستمتاعx
شذى :
ازيك يا مؤيد عامل ايه ......كل ده متتصلش بيا حتى تطمن عليا .....ومرة واحدة سافرت من غير ما تقولى
رد مؤيد بهدوء:
براحة شوية .....انا كويس ومتصلتش بيكى علشان كان عندى ظروف واضطريت اسافر علشان نفس الظروفx
قالت شذى بمرح:
هبقى رخمه لو سألتك ايه الظروف دىx
مؤيد:
لا مش هتبقى رخمة .....الظروف يا ستى هى ان والدى فى المستشفى وابن اختى توفى
شهقت شذى بخزن:
البقاء لله ......وربنا يشفى والدكx
صمتت قليلا ثم اتبعت قائلة بسرعة منتهزة والفرصة :
قولى اسم المستشفى اللى انت فيه علشان اجى اطمن على والدك
مؤيد:
مفيش داعى تتعبى نفسك وتيجىx
ردت شذى بسرعة :
لا طبعا لازم اجى
وتحت اصرارها اخبرها باسم المشفى ثم اغلق الخط معها على وعد بلقتاء قريبx .....
تفحص حسام مؤيد الذى انهى اتصلاله للتو وهو فى حالة شرود ......كل بضعة دقائق سيجار تنتهى وسيجار تبدأ الى ان وضع حسام يده على علبة السجائر يمنعه من سحب المزيد منهاx
نطر مؤيد الى صديقه الذى ادرك للتو انه حضر منذ مدة فقال بضيق :
نعم .....عاوز ايه
رد حسام بهدوء:
اذا كنت بتفكر فى حاجة قولى افكر معاك بدل السجاير دىx
اومأ له مؤيد فاستكمل حسام كلامه :
تعالا نقعد فى كافيه المستشفىx
تبعه مؤيد بصمت .....وهو الان بحاجة الى حسام صاحب العقل المدبر فى مثل هذه الامور سيستفيد منه كثيرا
فى الكافيهx نظر حسام الى مؤيد الصامت المتردد ......يشعر بغرابته هو اكثر من يفهم مؤيد ولكن الان يكاد يكون غريب عنه أو اول مرة يراه ......
لقد كان مرتبك متوترا على غير العادة عندما يتحدث عن فتاةx
قص له مؤيد كل ما مر به مع ميساء......ولكنه لم يخبره عن شعوره فى كل موقف معهاx مؤيد:
انا عاوزها
رد حسام ساخرا:
اظن من كلامك ان البنت ملهاش الا طريق واحد وهو الجواز
رد مؤيد بصدمة:
جواز ......ثم اكمل كلامه جواز عرفى ماشى
رفع حسام احدى حاجبيه باستنكار:
أظن انك متاكد اكتر منى انها مش هتقبل الا بالجواز علنىx
رد مؤيد بسرعة :
انت عارف انى مليش فى السكة دى
نظر له حسام بسخرية واضحة :
اه انت ليك فى السهرات الخروجات البنات الشرب لكن جواز.........مش موجود فى قاموسك
رد مؤيد بعنف:
وانت عاوزنى اتجوز واحدة تخونى ......وانت اكتر واحد عارف ان مفيش اى بنت محترمة
إستند حسام بظهره للكرسى وهو يرمق مؤيد ببرود :
وانا علشان خبرة بقولك البنت دى مش سكتك.......سيبها فى حالهاx
نهض مؤيد بعنف وهو يدرك انه لن يصل لحل يرضيهx
فالتفت عائدا الى غرفة والده بينما ظهرت ابتسامة نصر وخبث على وجه حسام .... الذى بدأ يخطط لخطة جديدة محورها تلك التى سرقت قلب مؤيد ...... ميساء
...........................................
انتظرت والدها بخوف طيلة اليوم .......وبين كل دقيقة ودقيقة تنظر الى ساعة الحائط ......لقد تأخر ما الذى حدث........هل اصاب مكروه والد صديقتهاx قطع شرودها صوت مفتاح الباب ......فتجهت بعكازهابسرعة الى والدهاx التقته بلهفة :
بابا قولى ميساء عملة ايه و والدها كويس ولا لأ
نظر لها والدها بحزن :
للاسف يا بنتى قضاء ربنا
إنتفضت بذهول وحزن:
طب....طب ميساء فين لازم اكون معاهاx
احتضنها والدها بينما كانت تتشبث به وهى تبكى بحزن:
متخفيش انا مسبتهاش الا لما اعمامها حضروا .... وهى دلوقتى فى طريقها لبلدها علشان يدفنوا والدها
مسحت زهور عينيها وهى تذكر الرحمة لوالد صديقتهاx اكمل والدها :
انا كنت عاوز اروح معاهم بس السكر على عليا وتعبت ......ومقدرتش اروح مكان
انتفضت بذعروهى تلاحظ تعب والده وهو على ما يبدوا غير قادر على الوقوف ..... فقادته سريعا الى غرفة الجلوس .......اجلسته وجلست بجواره على الاريكهx
والدها :
ادعيلها يا بنتى ربنا يقويهاx
ردت زهور بحزن:
يارب......بابا انا عاوزة ازورها ......هى هتعيش هنا ولا فى البلدx
رد والدها :
معرفش يابنتى مقدرتش اسالها علشان كانت تعبانةx
صمتت زهور بحزنx وكاد والدها وان ينهض ولكنه التفت الى زهور وهو يرمقها بابتسامة حزينة:
كبرتى يا زهرتى وبقيتى عروسة
ابتست بتلقائية ما ان لمحت ابتسامتهx ولكنها احست بلغز ما فى الجمله:
يعنى ايه يا حج .....منا جمبك علطول ......اشمعنا النهاردةx
احتضنها والدها بحنان :
علشان بنتى هتبقى عروسة
نظرت زهور الى والدها بذهولx اكمل والدها كلامه:
عارفة الشاب اللى خبطك بالعربيةx
ردت زهور باستغراب :
اه مالهx
رد والدها بفرحة:
اتصل بيا وانا نروح النهاردة وقالى انه عاوز يتقدملك
شعرت بوجهها يتحول الى طماطم طازجة ......واحست باحتراق وجنتها خجلا ........فاطرقت بوجهها ارضا بحياء وخجل و ذهبت بسرعة الى غرفتها وهى تشعر بان دقات قلبها اصبحت لحن صاخب ، لا تستطيع اخفاضه او السيطرة على سرعته

Enas Abdrabelnaby 23-06-17 05:50 PM

الفصل السادس

تمردى عبر عن نفسك بلا ارتباك كن ذاتك الحقيقيه لا ذاتك التى تتصنعها لارضاء من حولك التمرد يليق بيكىx فأنت لست سوى انثى بريه انفضى تراب الضعف عنكx فكبرياء عينك كالاسود يليق بك احيانا يتمرد علينا كل شئ..ولا يبقى فىx صفنا سوى زفرة عنيده من قلب تمرد منذ زمن...!!
لمياء
*******************
نظر سيف حوله بإنبهار الى الالات والمعدات الحديثه المستخدمه فى صناعه السيارات
عقد العزم على ان يصبح من المهندسين ذى المكانه العاليه لدى الجميع
قطع شروده صوت وسيم ....ذلك الشاب اللبنانى والذى يعمل مديرا لاحد الاقسام... وهو والقسم الذى سيعمل به لمده قصيرة
وسام :نورت المصنع يا بشمهندس
رد سيف بإبتسامه :منور بإصحابه
وسيم :احكيلى كيفا مصر واهل مصر
رد سيف بضحكه صغيرة :كويسين
رد وسيم بإبتسامه :اى منيح كتير التفت وسيم ينظر الى المصنع وهو يقول : ايش رأيك نبلش سوى فى تفقد المصنع
اجابه سيف بهمه :طبعا
بدأ سيف بالتعرف على المعدات والالات بمساعده وسيم
انتبه سيف بأن الجميع يعمل بجد ونشاط.... ليس للتخاذل معنى لديهم
حنى وسيم الشاب المرح .....لم يمزح مرةً واحده منذ بدوا فى العمل
بعد سير طويل فى ارجاء المصنع .....اوصله وسيم الى غرفه مكتبه ....وبدأ بإخراج اوراق كثيرة تحتوى على العديد من التصميمات التكنيكيه الصغيرة وبعد شرح مطول لتبك التصميمات بدأ سيف العمل
نظر سيف الى الاوراق الكثيرة امامه فإزدادت عزيمته على المضى قدما فى تحقيق احلامه
***********************
جلست بغرفتها تفرك يداها بتوتر ....قلق ..... خوف من اللخظه القادمة
حتى هذه اللحظه لا تصدق بأنه تقد لخطبتها... حين اخبرها والدها دهشة ....صدمت.....خافت لا تعلم لما شعور الخوف يتسلل الى قلبها حين تعود وتفكر بالامر
ولكن شعور اخر بالراحه يطفوت على جميع احاسيسها
انتفضت من مكانها حين استمعت الى جرس الباب...... معلنا وصوله
ردد الاذكار التى تعرفها ......وبعض ايات القرأن
لتحاول مجرد المحاوله .....تخفيف توترها الذى ازداد وهى تستمع الى صوته الهادئ يلقى السلام على والدها ووالدتها
وقفت خلف باب غرفتها ......اقتربت بوجهها الى ان الصقته تماما بالباب
استمعت الى صوته الهادئ الرزين وهو يتحدث بكل عقلانيه .....يشرح له تفاصيل حياته
سرحت بصوته الرجولى القوى ....واشرقت ابتسامه بلهاء على وجههاx افاقت على صوت والدها وهو يخبره بأنه سيذهب ليحضر العروس
ابتعدت بسرعه عن الباب وهى تتنفس بصعوبه ..... نظرت الى وجهها المحتقن بالمراة .....وقد عاد لها التوتر اضعافا مضاعفهx سمعت دقات هادئه على باب غرفتها فأدرطت بانه والدها
شهقت طالبه الهواء .....وهى على وشك الاغماء من كثرة التوتر
سمحت لوالدها بالدخول .....فلمحت ابتسامه رضا على شفتيه
اقترب والدها منها بحنان وعلى وجهه ابتسامه مشجعه هونت عليها الكثير
سألها والدها بحنان :جاهزة يا زهرتىx اومات له برأسها دون ان تستطيع الكلام
اصطحبها الى الخارج وهو ممسكا بكفها .... وكأنه يبث بها القوة ....الى ان وصلا لحجرة الصالون فجلست فى كرسى مجاور لكرسيه
اشار لها والدها بأنه سيجلس فى نهايه الغرفه ولن يتركهما وحدهما
اطرقت بوجهها حياء وخجلا.....بينما احست بإلتفاتته لها
سمعت صوته الهادئ يلقى علسها السلام .... فأجابت بهمهمات من المفترض بأنها اجابة على سؤاله
فأكتفى بإبتسامه ساخرة ....استطاع اخفائها بسهوله
سمعت صوته مرة اخرى عوها الى النظر اليه ورئيته .....حتى تتاح له الفرصه بأن يراها
فكان ردها مجرد رفع رأسها مجرد سنتيمترات
تنهد بنفاذ صبر وهو يشغر بأنه لن يخرج من تلك الجلسه العقيمه بأى فائدة
ولكنه اكمل المسرحيه باداء نجومى وهو يخبرها عن حياته ....عمله ....هواياته .... وعئلته المكونه من والدته فقط
بينما كان ردها مجرد ايمائات صغيرة ....تعلن بها سماعها لكلماته المختصرة
طرق عليها سؤالا الح عليها لم يكن بحسبانهاx .....فكل الاسئله التى اعدتها ذهبت فى مهب الريح ما ان جلست بالقرب منه
سألته زهور سريعا قبل ان تفقد شجاعتها :هو حضرتك ليه عاوز تتجوزنى
رمقها بنظرة هائهة.....غير متفاجأةx فقد طان متوقعا لهذا السؤال
رد عليها بهدوء :لانك انتى اللى من نظرة واحده شغلتى تفكيرى ....حسيت انك نفس مواصفات البنت اللى حلمت تكون زوجتى
نظرت له بخواء.... فلم تكن اجابته هى الاجابه المرضيه التى تصورته .....ولكن لا بد بأنه لم يرد التمادى احتراما لوالده ولانها لم تصبح زوجته
ابتلعت هذا العزر بخواء وهى مستغربةً من نفسها وتفكيرها
اخرجها من شرودها صوته العميق يسألها ان كان هناك المذيد من الاسئله .....فأكتفت بهزة من رأسها رافضهx وخرجت سريعا من الصالون وهى تشعر بمشاعر غريبه تجتاحها للمرة الاولى
*********************
جلست بإذعان منتظرة ان تأذن لها السكرتيرة بالدخول الى غرفه المدير
من ينظر لها يعلم للوهله الاولى حجم حزنها فقد كان وجهها لةحه من الاسى والحزن
تنهدت بحزن فقد كانت ايامها السابقه مثل الكوابيس فوالدها لم يرضخ لفكرة ارتدائها الحجاب بل اصبح اكثر عنفا ....غضبا ....وسخريةً
وهى بالمقابل اصبحت اكثر قربا من الله .... عبادتها ليست كسابقاتها .....فقد كانت تدعوا وتبتهل لله كى يهديه
خرجت من شرودها على صوت السكارتيرة تأذن لها يالدخول للمدير
تشبثت بحقيبتها بقوة وهى عاقدة العزم ان تثبت لمن حولها .....انها جديرة بالعمل
فمنذ محادثه ياسين بالامس عن امكانيه العمل بشركته.....اجابها بتهكم ان تحضر غدا بأوراقها
انفعلت من اسلوب حديثه معها..... وكأنه يرسل لها اجابه واضحه انا هناك من هم افضل منها يجب ان يأخذوا الوظيفه بدلا عنها
زفرت بضيق....ياسين هو اكثر من يستهين بقدراتها.....دائما ما يعاملها وكأنها فتاة تافهة مدلله ليس لها اى اهميه
دخلت الغرفه بهدوء لتصدم بوجود عمها.... وما ان لمحها حتى هب واقفا لتحيتها....احست بالخجل الشديد من نفسها فهى لم تذهب لزيارته منذ حضورها الى إيطاليا
الا ان عمها لم يتركها لخجلها طويلا .....اسرع جاذبا اياها لاحضانه بحنان لم تشعر الا بخط من الدموع الساخنه تحرق وجنتها .....وبعد لحظات احست بيده تربت على ظهرها بحنو
فأبتسمت من بين دموعها فهو دائما ما كان الحضن الدافئ لها ولمشكلاتها كانت تركض اليه باكيه حين يتشاجر والداها فيحتضنها بحنان .....كان هو المشجع والناصح لها
نظرت له بحزر وهى تحاول الاستعلام من ملامحه اهو مؤيدا لحجابها ام معارض
سألها عمها بمرح :كده برضوا يا رورو متزورنيش من او ما جيتى
ردت رغد بحزن حاولت اخفائه :معلش يا عمو كنت مشغوله
بعد عناقا طويل استلقت بجوار عمها واومأت لياسين بتحيه فرد عليها بإقتضاب واضح
ابتسم عمها بسعادة :الشركه نورت
ردت رغد بخفوت :منورة بصحابها يا عمو
سألها عمها بفرحه :بس ايه الجمال ده يا رورو
نظرت له رغد بسعادة :عموا انت فرحان انى لبست الحجاب
نظرت له بإمتنان وهى تجد اخيرا من يدعمها ويقوى ساعدها
تنهد عمها بحزن وهو يلمح الحزن فى حدقتاها .....يعلم جيدا سبب حزنها فقد اتصل به شقيقه منذ بضعه ايام يصرخ بفضب ساخط من ابنته وما آل له حالها.....حينها انتابه الخوف عليها واعتقد بأن الامر خطير ...... ولكن اجابه اخاه انها ارتدت الحجاب وبأنه يشعر بأنها ليست ابنته من شدة تغيرها
لقد فرح كثيرا بخبر ارتدائها الحجاب ..... ولكنه لم يتوقع ردة فعل اخاه وهو يطلب منه مساعدته فى اقناعها بخلع الحجاب
يتذكر الشجار الذى دار بينهما وهو يرفض مساعدته .....واخبره بأن يتركها وشأنها ولكن لا حياة لمن تنادى .....فوالدها يعتقد بأن خلع الحجاب تحضر ....فهو يميل الى الحريه الاوربيه نظرا لكون والدته ايطاليه الاصل
سألها ياسين بجمود عن اوراقها .....فأسرعت بإخراجها من الحقيبه وقد نست تماما سبب حضورها
نظرت الى ملامح وجهه المتجهمه وهو يطالع اوراقها بملل واضح
تحدث ياسين ببرود :هتدربى شهر مع البشمهندس محمد
اومأت له برأسها .....ولكن والده امره بحزم : انت اللى هتدربها
رفع ياسين عينه بسرعه وقد اشتعلتا بالغضب بعدما سمع بأمر والده
قال ياسين بغيظ :انا هنا المدير ....يعنى مش بدرب حد
ارتف حاجب والده بإستياء :انت هتناقشنى ... انا اللى اقوله يتسمع
نقلت رغد نظرها بينه وبين ابن عمها بتوجس
قالت رغد بهدوء :عموا انا مش عاوزة اتعب ياسين انا هدرب مع اللى قال عليه
حاول والده الاعتراض ولكنها قاطعته بهدوء : انا عاوزة ابدأ تدريب من دلوقتى لو ينفع
رمق عمها ولده بنظرة ناريه :زى ما تحبى .... بس احسن تبدأى من بكرة
ردت بهدوء :ان شاء الله .....انا مضطرة امشى دلوقتى
استقام عمها محتضنا اياها :رورو لازم تيجى تزورينى فى البيت
اومأت برأسها وهى تلقى عليهما التحية ثم استدارت راحله
وهى حانقه مهددة ومتوعده لذلك الياسين .... لقد احرجها وبشدة امام عمها .....حتى انه لم يقيم مكانه لوالده .....ستريه انها كفئ ليست تلك الفتاة التى رسمها فى مخيلته وصدقها
بعد خروجها من الغرفه التفت الى ابنه يقول بغضب مكبوت :اسمع يا ياسين لو اذيت بنت عمك ولو بكلمه تانى انا مش هسامحك ..... ولينا كلام تانى على اللى حصل النهاردة
هب واقفا بحدة .....ودون كلمه اخرى التفت مغادرا
********************
نظر ياسين الى باب غرفه المكتب بوجوم
لم يشغل عقله بالتفكير فيما حدث كثيرا .... بل رفع سماعه الهاتف الداخلى. يطل من سكرتيرته طلب البشمهندسه سيدرا
تأوه بدون صوت وهو يضع سماعه الهاتف..... منتظرا ان تمر الدقائق بسرعه ليجدها امامه ويشبع عيناه بالنظر لها
مرت الدقائق ببطئ على العاشق المنتظر الى ان دق الباب بهدوءx فسمح له بالدخول سريعا
دخلت الغرفه مطرقه الوجه بحياء....فتطلع الى هيئتها طويلا .....مرتدية فستانا من الدنيال يظهر بوضوح نحافتها وصغر حجمهاx وفوقه ارتدت حجابا طويل باللون الوردى يماثل لو وجنتاها
احست بتفحصه لها فزفرت بحنق .....فأكثر ما تكرهه بحياتها ان يتفحص شخصا بها بتلك الطريقه الفجه.....عليها ايقافه عند حده رفعت وجهها ترمقه بصرامه .....فأخفض عيناه بإرتباك
تنهدت بغضب وهى تشعر ان لحظات الصمت بينهما قد طالت .....فلم تعد تتحملها
الا انه لم يمهلها الكثير من الوقت لتفكر فيما عليها فعله.....بل وكأنه يقرأ افكارها فبسرعه استعاد جديته وهدوئه وهو يلقى عليها اوامر بشأن المشروع الجديد
بعدما انتهى انصرفت بهدوء كما دخلتx محدثا زوبعة من الاعاصير بداخله
زفر بغضب مكبوت وهو يلقى ما بيده ....هى تسير غضبه بشدة ....بسبب رفضها المتكرر له وهذا يشعره بالاهانه الشديدة
ليس الركض خلف النساء من هواياته .... فهو يمقت هذا الدور وبشدة.....ولكن ماذا يفعل بقلبه الاحمق والذى اوقعه بهوة لا يستطيع الخروج منها
***********************
نظرت ميساء الى الحقول الممتدة امامها بهدوء غريب
فهى منذ وفاة والدها لم تذرف دمعه واحده عليه .....مما جعل من حولها فى البدايه يشفقون عليها ولكن مع الايام تتحول الشفقه الى ازدراء
وبالطبع لزوجه ابيها يدا فى هذا الامر..... فقد كانت عكسها تماماx خلال الاسبوعين الماضيين ....كانت تبكى وصرخ على زوجها الراحل والجميع ينظر لها بإشفاق .....وينظرون الى ابنته بإزدراء
ولكن ماذا بيدها ان تفعل ....حاولت والله وحده يعلم بأنها حاولت البكاء.....الصراخ ولكن صوتها يأبى الخروج ودومعها تأبى كسر سجنها والخروجx ماذا عساها انا تفعل.....لقد حاولت اقناع نفسها بأنها اصبحت يتيمه ولكن لا فائدة
ولكن كان هناك صوتا يصرخ من اعماقها ... بانها كانت بالفعل يتيمه .....ما الجديد
فتخبره بأنها فقدت والدها.....فيرد قائلا بأنه لم يكن له وجود بحياتها من الاساس
فتتألم من الداخل .....فوالدها لم يكن بحياتها منذ زمن
تنهدت بتعب.....عليها العودة سريعا الى منزلها فقد تعبت الاحوال هنا وقد بدأ اقاربها فى رميها بسهلم لا ترحم من الاتهامات
بعدما علموا مل حدث قبل وفاة والدها ..... من السيدة اللطيفه التى تبرعت شاكرة بإخبارهم
هبت واقفه لتتجه سريعا الى غرفه المكت الخاصه بعمها
تنهدت ببرود وهى تستعد لمواجهة عمها الاكثر شراسه من بين عمومتها
طرقت الباب بحزر....لتسمع صوته القوى يسمح لها بالدخول
دخلت الغرفه بهدوء لتصدم بوجود سهى .... ومن الواضح على ملامحها اللهفه الشديدة لشئ ما
القت السلام بإقتضاب ....وهى تفكر بالعودة من حيث اتت وندتأتى بوقتا لاحق الا ان عمها لم يمهلها وهو يطلب منها الجلوس لان هناك امرا غايه فى الاهميه يجب مناقشتهx فجلست بإذعان
تحدث عمها بهدوء :كنت هبعت حد يندهلك
نظرت له ببرود والقت لمحه سريعه على وجه سهى لتدؤك ان الامر فى غايه الاهميه
ردت ببرود اعتادته فى الايام السابقة :اتفضل يا عمى
صدح صوت عمها وهو يطلب من احد محاميه ادخال محامى العائلة
نظرت ميساء بشك الى من حولها ....عمها..... المحامى ...وسهى
طلب عمها من المحامى قراة وصية والدها
علت الدهشه ملامحها .....وصية...!! اية وصيه يتحدثون عنها....هل حقا ترك والدها وصية قبل مماته ...!؟ ولم لم يخيرها ....!!x القت نظرة سريعه على سهى لتعلم بأنها تعرف بأمر الوصيهx ولكن لما اخفى الامر عنها ....؟؟
توقفت عن التفكير وهى تستمع الى وصية والدها
كتب والدها فى وصيته ......بأنه ممتن كثيرا لتعب سهى معه فى تربيه ابنته الوحيدة والوقوف بجواره فى ازماته....وحزنه الشديد لعدم استطاعتها منحه طفلا منها .....وانها تستحق اكثر مما سيعطيها من الميراث
لقد حدد له قطعه ارض تفوق التى حددها لابنته بثلاث اضعاف ......والاكثر من ذلك جنونا انه طلب منها البقاء مع ابنته الى ان تتزوجه
نظرت الى الجميع امامها بصدمه بعد انهاء المحامى من قرأة الوصيه
والدها لم يخصها بكل ذلك .....بمشاعر حب او عطف....او اى مشاعر اخرىx فكل شئ خص به زوجته سهى
نظرت سهى الى من حولها بعيون باكية
ودون كلمه غادرة غادرة الغرفه بهدوء.....وكأن تلك الوصيه من شخص لا يعنيها
استلقت على فراشها تشعر بالامبالاة ....هى لا تبحث عن ارض ....او مالx فقط انتظرت منه كلمه والحده تبدد الظلام الذى بداخلها تجاهه
ولكن كل الكلمات ذهبت الى سهى .....اغمضت عيناها وهى لا تشعر بأى احساس تجاه تلك الورقة المنقوشه ببعض الحبر
***********************
سأل مؤيد عنها الى ان علم ان والدها قد توفى منذ اسبوعين.....احس بالالم يمزق صدره هو لا يعلم ما مصدره
ولكن هذا الالم ينتابه كلما فكر بأنها وحيدة..... حزينه ....ضائعه دون اب او ام
فقد علم ان والدتها متوفاه منذ كانت صغيرة فلم يكن لها سوى والدها .....اما الان فمن له
لا يعلم لما يتسلل اليه شعور بأنه لن يتركها وحيدة وسيظل بجانبها
زفر بضيق من نفسه .....تلك الفتاة غيرت به شئ لم تستطع اجل وافضل منها فعله لا يعرف ما غيرته ولكنها غيرت الكثير
اطرقت بوجهه قليلا يحاول استنتاج ما تغير ! ولما تغيرx ولكن صوت هاتفه اخرجه من شروده
رد بهدوء قبل ان يطالع الاسم ....فوصله صوت انثوى رقيق....حاول التعرف على صاحبته ولكنه لم يتذكر....فردت برقه هامسه بإسمها .....ليدرك بأنها شذى
سألته شذى بضيق مصطنع :كل ده يا مؤيد متسألش عليا
رد بهدوء :معلش يا شذى
قاطعته بسرعه :مش كل مرة تقولى كان عندى ظروف .....اظن ان بباك خرج من المستشفى
رد مؤيد بخفوت :انا كنت مشغول بالشركه .... علشان بابا مش هيعرف يديرها وهو لسخ فى السرير
قالت شذى برقه :مؤيد انتى وحشتنى لازم نتقابل
افطرت شفته عن ابتسامه ساخرة وهو يجاربها فى الحوار ببراعه :تمام بكرة نتقابل فى النادى
ردت شذى بسعادة مصطنعه :اوك....هستناك
القى بهاتفه فى جيب سترته بإهمال .....ثم التقط هاتفه ومفاتيحه وبعض اوراقهx واتجه الى شركه صديقه
**********************
دخل مكتب صديقه .....فأشتقبله بجديه معتادةx جلس مؤيد اماه بينما التقط صديقه الاوراق يطالعها بجديه واهتمام
تحدث مؤيد بهدوء :ها الشغل تمام
رد صديقه بعمليه :الصفقه كويسه بس هعمل شةية تعديلات
سأله مؤيد :ادهم ....فى ايه شكلك متضايق
رد ادهم دون ان ينظر اليه :انا هتجوز
نظر له مؤيد بصدمه .....ثم اطلق ضحكه عاليه وهو يرجع برأسه للخلف بينما رمقه ادهم بغيظ
ساله ادهم بغضب : فى ايه يا بنى ادم ..... بتضحك على ايه
كتم مؤيد ضحكته بصعوبه بالغة وهو ينظر الى وجه ادهم الغاضب
علم مؤيد من نظرة واحده بان فى اشد مراحل غضبه لذا لا يجب عليه التهور
سأله مؤيد بخبث :ومين دى بقا اللى خلتك تغير رأيك وتتجوز
نظر له ادهم ببرود وهو يخرج سيجارا ويشعلها : واحدة شوفتها عجبتنى وهتجوزها
رفع مؤيد حاجبه بإستنكار : عجبتك....؟!!
لم يرد على سؤاله .....بل التقك اوراق الصفقه يكمل عمله بكل جدية
بينما وقف مؤيد يرمق صديقه بإستغراب .... هو اكثر من يفهمه .....لذا من الافضل الذهاب لان ادهم لن يبوح بكلمه اضافية
***********************
جلست بشرفتها تحاول تفسير مشاعرها الغريبه ....والتى للمرة الاولى تدركها
مشاعر معقدة من السعادة والفرحه والحزن امتزجه بالقلق والضطراب
حين جلست معه فى الرقية الشرعيه احست بسعادة غريبة .....ولكن حديثه معها ارسل اليها جمود غريب ....حاولت تفسيره ولكنها لم تستطع
ولكن الشعور الطاغى على مشاعرها هو القبول
نهضت تؤدى فرضها ثم لحقته بصلاة استخارة كما اعتادت فى الايام السابقة ....لييسر الله لها الامر
بعد انتهايها ....توجهت الى غرفة والدهاx طرقت الباب بهدوء ليأتها صوت والدها الهادئ يسمح لها بالدخول
القت السلام بهدوء وهى تنظر الى والدها بإحراج فأشار لها بيده بان تجلس بجواره
حثها والدها على الحديث بهدوء :ها يا زهرتى
اخفضت وجهها بحياء وخجل وهى تكلب منه مقابلة اخرى
احتضنها والدها بحنان وهو يذكر لها ما سمعه عنه .... انه شاب طموح .....ذكى ....ولة ارادة صلبه
لديه مجموعه من لدالشركات اسسها بنفشه .... دون مساعدة احد
والده متوفى منذ صغره .....فيدأ الاعتماد على ذاته مبكرا
احست ببعض السعادة تتسرب الى قلبها.... وهى تتعرف من والدها على كفاحه منذ صغره وتأسيسه لتلك الشركات بذاته
قطع حديثهما صوت هاتف والدها فإلتقته يتكلع الى اسم المتصل
لمحت زهو اسمه يضئ شاشه الهاتف فنظرت لوالدها بخجل
تحدث والدها بهدوء :السلام عليكم.....ازيا يا ابنى
رد ادهم بصوت رجولى قوى :وعليكم السلام .. الحمد لله.....انتى اخبارك ايه
رد والدها :بألف خير
سأله ادهم عن راى العروس فأجابه والدها بأنها ترغب بجلسه اخرى
فطلب ادهم تحديد موعدx فاجابه والدها :تيجى تنورنا الخميس الجاى ... ان شاء الله
رد ادهم :ان شاء الله.....مع السلامه
اغلق معه والدها ثم التفت الى ابنته التى اتأذنته بخجل ان تذهب الى غرفتها .....فاذن لها
بعدما خرجت زهور من الغرفة.....نظر الى الباب الذى خرجت منه للتو براحه
فقد بدأ يطمئن على ابنته الوحيدة ..... بعد قلق داهمه لسنوات عديدة
*********************
بدأت بترتيب ملابسها فى حقيبة السفر خاصتها.....استعدادا للعودة الى القاهرة
بعد شجار طويل ليه امس انتهى بسماح عمها بالسفر ولكن مع زوجة ابيها كما طلب والدها فى وصيته
يبدوا انها اخطأت حين اعتقدت بأنها نجت من سهى.....لكن والدها قديها بوصيته
والادهى ان ذلك القيد لن يفك الا حين تتزوج
**********************
فى النادى
جلس مؤيد برفقة شذى يتحدثان بمرح.... وهى تقص له ما حدث معها فى رحلتها بعدما تركها
نظر لها مؤيد بضيق .....تلك الثرثارة اتخمت عقله بأحاديثها الممله عن نفسها
منذ بضع ساعات وهى لا تتحدث سوى عن نفسها.....لدرجه جعلته يتمنى لو لم يعرفها
حين سأم احاديثها الممله جذبها اليه من معصمها فسقطت على صدره القوى .... محتضنا اياها بذاراعيه
تحدث مؤيد بخبث :مش كفايه كلام
ردت شذى بضيق :مش هينفع كده يا مؤيد .... انت ناسى اننا فى النادى
رد مؤيد بفروغ صبر :تعالى نقعد فى مكان تانى .....وانا عندى اماكن كتيير
ابتعدت شذى بسرعه :مؤيد انا مش هروح مكان .....احنا هنا احسن.....قدام الناس وانا مش بحب الاماكن المشبوهة
رفع مؤيد احدى حاجيبه بغيظ :تمام اللى تشوفيه
مضت بضع لحظات من الصمت.....ليجدها هبت واقفه وسحبت حقيبتها
قالت شذى ببرود :مؤيد ....صداقتنها مجىد صداقه بريئه فمتحاولش تبوظها
التفتت مغادرة دون ان تنتظر رده....بينما رمقها بجمود
ارجع مؤيد ظهره للخلف ....وهو يفكر بمن سرقت تفكيره من بضع نظرات
يشعر بالالم من احلها فمن فَقَد شخص غزيز عليه يعلم مرارة الفقدان
بعد جلسه طويلة مع نفسه .....قرر التصالح اخيرا وترك اللهو والعبث
ليبدأ صفحه جديدة بيضاء عنوانها ميسائتهx صفحة بيضاء تليق بتلك الزهرة المتوردة والتى ستغير حياته للافضل
*************************

Enas Abdrabelnaby 23-06-17 06:17 PM

الفصل السابع

جلست فى شرفة غرفتها تحاول تفسير مشاعرها الغريبة التى وللمرة الاولى تدركها
مشاعر معقدة من السعادة والفرحةوالخوف والقلق.....والاضطراب الشديد
حين جلست معه بالرقة الشرعية احست بسعادة غريبة .....ولكن الحديث معه ارسل اليها جمود غريب ....حاولت تفسيره ولطنها لم تستطع
ولكن الشعور الذى متأكدةً منه وهو القبول
نهضت تؤدى فرضها ثم لحقته بصلاة الاستخارة كما اعتادت فى الايام السابقة..... لييسر الله له امرها
بعد انتهائها توجهت الى غرفة ابويها دقت الباب بهدوء....ليأتها صوت والدها الهادئ يسمح لها بالدخول
القت السلام بخفوت وهى تنظر الى والدها باحراج ....فأشار لها بيده ان تجلس بجواره
حثها والدها على الحديث:ها يا زهرتى
اخفضت وجهها بخجل وهى تطلب مقابلة اخرى ....بعدما احست بالقبول تجاهه
احتضنها والدها بحنان وهو يخبرها ما سمعه عنه انه شاب طموح ...ذكى....ذو ارادة صلبة لديه مجموعة شركات اسسها بنفسه دون مساعدت احد
والده متوفى منذ كان صغيرا....فبدأ الاعتماد على ذاته مبكرا
احست ببعض السعادة تتسرب الى قلبها...وهى تتعرف من والدها على كفاحه منذ كان صغيرا .....وتأسيسه لتلك الشركات بذاته
اخرجهما من حديثهما صوت هاتف والدها فألتقطه ينظر الى اسم المتصل
لمحت زهور اسمخ يضئ شاشة الهاتف فنظرت الى والدها بخجل
والدها :السلام عليكم ازيك يا ابنى رد بصوته الهادئ:وعليكم السلام....الحمد لله ياعمى ....انت اخبارك ايه والدها:بألف خير
سأله ادهم عن رأى العروس فأجابه والدها بأنها ترغب بجلسة اخرى
فطلب ادهم تحديد موعد فأجابه والدها :تيجى تنورنا الخميس الجاى.... ان شاء الله رد بهدوء:ان شاء الله .....مع السلام
اغلق معه والدها ثم التفت الى ابنته التى استأذته بالذهاب الى غرفتها فأذن لها
بعدما خرجت زهور من الغرفة ....نظر الى الباب الذى خرجت منه للتو....براحة
فقد بدا يطمئن على ابنته الوحيدة.....بعد قلق داهمه لسنوات عديدة ***********************
بدأت بترتيب ملابسها بحقيبة الصفر خاصتها وهى تعد حالها للعودة للقاهرة
بعد شجار طويل ليلة امس انتى بسماح عمها لها بالعودة ولكن مع زوجه ابيهاx كما طلب والدها فى وصيته
يبدوا انها اخطأت حين اعتقدت انها انتهت من زوجة ابيها ......ولكن والدها قيدها بوصيته
والادهى ان ذلك القيد لن يفك الا حين تتزوج
تنهدت بحزن وهى تعد اغراضها بسرعة لكى تعود الى بلدها فلم تعد تستطع تحمل ما تلقاه من نظرات واتهامات
************************** فى النادى
جلس مؤيد برفقة شذى يتحدثان بمرح .... وهى تقص له ما حدث معها فى رحلتها بعدما عاد للقاهرة دون ان يخبرها
نظر مؤيد الى تلك الثرثارة بحنق .....يكاد رأسه ينفجر من كثرة تلك الاحاديث التى اتخمت عقله
منذ بضع ساعات وهى لاتتحدث سوى عن نفسها ....لدرجة جعلته بديتمنى ان يعود به الزمن كى لا يتعرف عليها
حين سأم مؤيد احاديثها جذبها من معصمها لتسقط على صدره العريض محتضنا اياها بذراعيه
سألها مؤيد:مش كفاية كلام ردت شذى بضيق وهى تحاول الابتعاد عنه: مش هينفع كده يا مؤيد ....انت ناسى اننا فى النادى
رد مؤيد بفروغ صبر :تعالى نقعد فى مكان تانى .....وانا عندى اماكن كتير
ابتعدت شذى بسرعة:مؤيد انا مش هروح مكان ....هنا احسن ...قدام كل الناس لانى مش بحب الاماكن المشبوهة
رد مؤيد بغيظ حاول اخفائه:تمام اللى تشوفيه
لم تمض سوى بضع دقائق ليجدها سحبت حقيبتها ونهضت من جواره
شذى:مؤيد.....صداقتنا صداقة بريئة ..... فمتحاولش تبوظ منظرك فى نظرى
والتفتت مغادرة دون ان تنتظر ردة فعله بينما نظر لها مؤيد بجمود
ارجع مؤيد ظهره للخلف وهو يفكر بمن سرقت تفكيره من بضع نظرات
يشعر بالالم من اجلها فمن فقد شخص عزيز عليه يعرف مرارة الفقدان
بعد جلسه طويلة.....تصالح فيها مع نفسه وقرر ترك اللهو والعبث من حياته
ليبدأ صفحة جديدة عنوانها تلك الميساءx صفحة بيضاء تليق بتلك الزهرة المتوردة التى ستغير حياته للافضل
***************************
طيلت طريق العودة الى القاهرة تعمدت الاتختلط بزوجة ابيها
الى ان وصلا الى منزلهم.....فرتبت ملابسها بعجل لتتوجه سريعا الى منزل صديقتها لتفيض لها ببعض همومها
استقبلتها زهور بفرحة عارمة ثم جذبتها سريعا الى غرفتها
جلست ميساء بجوار زهور على سريرها تقص لها حاله الجمود التى تعانيها منذ وفاة والدها
تخبرها بوصيته وما اشعلته من نيران بداخل قلبها
تخبرها عن ذكره لزوجته بكل الحب والتقدير وانه لم يخصها بأى مشاعر ولو مشاعر ابوية
ظلت زهور تستمع لها وهى تربت على ظهرها بحنان
حثتها زهور على البكاء ولكن اجابتها ميساء: مش قادرة .....حاولت اكتر من مرة بس مش بقدر
احتضنتها زهور بحنو تحاول ازالت بعض همومها
بعد بضعة دقائق نهضت ميساء تتطلع الى زهور بمكر:فى حاجة متغيرة فيكى.....حصل ايه وانا مش موجودة ....اعترفى
ضحكت زهور بخجل :لا مفيش حاجة ....كل اللى حصل حاجة بسيطة جدا
امعنت ميساء النظر بها :متأكده انها حاجة بسيطة جدا ردت زهور بخجل:انا اتقدملى عريس
صاحت ميساء بفرح وهى تحتضنها:مبروك
ردت زهور بضحكة:هو انا بقولك انى وافقت... كل ما فى الامر انى حاسة بقبول تجاهه.... وربنا ييسر الامر
سألتها ميساء بلهفة :حد اعرفة ضحكت زهور وقالت من بين ضحكاتها :اه تعرفيه ارتفع حاجب ميساء بإستنكار:طب بتضحكى ليه
ردت زهور بتمهل:فاكرة الشاب اللى خبطنى بالعربية وكنتى هتقتليه
لم تستوعب ميساء فى البداية صلته بالعريس وظهر عدم الفهم على ملامحها الرقيقة
لتنقلب الى ملامح شيطانية وهى تدرك من هو العريس
سألتها ميساء بتمهل:اوعى تقولى انه البنى ادم ده
اومات زهور برأسها .....وهى لاتكف عن الضحك ....فقد اخبرتها ميساء بما حدث حين فقدت الوعى
سألتها ميساء بشراسة:انتى حاسة بقبول ناحية الادهم ده
ردت زهور ببرائة:اه .....ده على فكرة انسان محترم اوى..... وبدأت تقص لها ما سمعته من والدها عنه
بعدما انتهت احتضنتها ميساء بحنان وهى تدعوا لها ان يتمم الله على خير .....فقد استشعرت من حديث زهور عنه انها معجبة به
*************************
مر اسبوعان على عملها بشركة ابن عمها الجليل ....والذى لا يترك فرصة الا ويهذء منها
تنهدت بحنق وهى تلملم اوراقها فى استعداد لدخول معركة مع ذلك الياسين
وقفت امام باب مكتبه .....اخذت نفسا عميقا ثم دقت باب غرفته .....لتسمع صوته الذى لا يكف عن الصراخ يدعوها للدخول
دلفت للمكتب بهدوء واول ما لمحته للوهلة الاولى فتاة صغيرة الحجم نسبيا تقف منكمشة على نفسها .....وبالطبع ذلك يعود الى الصارخ الذى من الواضح انه اصابه الجنون من كثرة الصراخx . انتفضت من شرودها على صوت صراخه المعتاد:ايه الزفت ده يا انسة .....ده مش شغلx ده يبقى لعب عيال
نظرت الى الفتاة التى انكمشت على نفسها اكثر وترقرقت الدموع فى عينيها
انها بسكويته .....وذلك الغول يعاملها ببشاعهx صرخت بياسين الذى لا يكف عن الصراخ: خلااااص....خلاص ....فى ايه انت بتعامل الموظفين ليه بالطريقة السئة دى
استنشقت بعض الهواء لتكمل صارخة :حتى لو غلتطت .....الغلط بيتصلح ....لكن متعملش الموظفين على انهم عبيد ليك
نظر لها والواضح ان الشرر يتطاير عيناه وسألها بصوت مخيف هادئ:انتى ازاى تتكلمى معايا كده .....انتى مش عارفة وضعك فى الشركةx .....اوعى تفتكرى انى هعدى اللى حصل ...
قاطعته بحده :انت ملكش سلطان عليا .... وان كان على الشغل فالله الغنى
كادت ان تغادر ولكنها التفتت له...... وبكل قوها القت الاوراق التى تحملها على مكتبه ..... ثم انصرفت تاركه وحش يكاد يفتك بمن حوله
**********************
وقفت امام المرأة تمشط شعرها الاسود الغجرى الطويل
بعد لحظات تحول وجهها الى الاحمر القانى ما ان تذكر ما يعنيه لها يوم غد
فهو يوم عقد قرانها على ادهم
تأوهت بخجل وهى تتذكر كيف مرت الايام بسرعة غريبة وكيف ردت بالموافقة عليه بعدما جلسا سويا للمرة الثانية وبدأت بسُألهx عن عدد الاجزاء التى يحفظها من القران .... عن فروضه اليومية.....
فاجابها بحفظه القرأن الكريم كله .....و مداومته على فروضه اليوميه......ولكن عدم استطاعته الصلاة بالمسجد بسبب ظروف عمله
سألته عن مفهومه عن الزواج .....
فرد انه يريد اطفال ينشأهم نشأة صالحة ويكونوا له خير عون .....وزجة صالحة تسانده فى تربيتهم
نالت كل اجاباته اعجابها وبشدة لا تنكر بأنها انتظرت يوم عقد القرأن بفارغ الصبر .....يوم يصبح زوجها ......وحلالها
تنهدت برقه وهى تلقى بجسدها على السرير تتخيل وتتخيل يوم غد لترتسم ابتسامة خجولة على شفتيها
"وما احلى طعم الشوكلاته بعد عناء طويل "
*****************************
استعت بسرعة غريبة طيلة اليوم كل شئ يدور بسرعة من حولها ......وهى تقف بالمنتصف لا تعرف ما تفعل
حتى جاءت اللحظة المنتظرة .....لحظة عقد القرأن
جلست بغرفتها تستمع الى صوته الهادئ الرزين والذى انتشر فى الارجاء بسبب مكبر الصوت الموجود بالمسجد
حزنت بشدة حين اخبرتها والدتها ان والدته لن تحضر عقد القران .....فهو ليس لديه غير والدته التى اخبرها عنها ....فحين اعتذرت تسرب الخوف والقلق الى قلبها ....من ان تكون والدته غير راضية عن الزيجه ماذا ان لم ترحب بها والدته ورفضتها ....هل سيتخلى عنها من اجلها !؟.....
اختفت كل مخاوفها حين سمعت صوته الهادئ يقول:قبلت زواجها
احاسيس كثيرة داهمتها فى تلك اللحظة خوف ...توتر ..اضطراب ...فرح ...سرورx ولكن السعادة هو الشعور الطاغى على كل مشاعرها
***************""**
وقفت ميساء على بعد من صديقتها تنظر الى الفرحة المرتسمة بشتى الالوان على وجهه
ضحكتها السعيدة التى بددت الضيق بداخلها من كون ذلك الادهم زوج لصديقتهاx دعت الله ان يوفقها معه
التفتت الى فتاة صاحت بمرح بأن العريس قادم ....وكل واحدة تستر نفسها
انتابتها فكرة خبيثه .....وهى تلتقط عبائتها لترتديها بسرعة وعجل وتتوجة الى زهور
جلست بجوارها فنظرة لها زهور بإستغراب وهى متوقعه الكرسى مخصص ل ادهم .....لا ميساء
اجابتها بإختصار على اسأله عينها :هقعد معاكى
ارتفع حاجب زهور بإستغراب ولكنها لم تعلق .....فمن الضجه فى الخارج يبدوا ان ادهم وصل
دخل ادهم ووالدها . ....فجلس على كرسى باليمين وجلست زهور بالجهة الاخرى وبالمنتصف ميساء
نظر ادهم الى ميساء ببرود .....لتبادله بإبتسامة سمجه .....فلم يعقب
****************************
لملمت اوراقها فى استعداد لدخول معركة مع ذلك الياسين
و ذلك يعود الى الصارخ الذى من الواضح انه اصابه الجنون من كثرة الصراخ
فهو يوم عقد قرانها على ادهم
لا تنكر بأنها انتظرت يوم عقد القران بفارغ الصبر .....يوم يصبح زوجها ......وحلالها
وما احلى طعم الشوكلاته بعد عناء طويل "
قبلت زواجها
احاسيس كثيرة داهمتها فى تلك اللحظة خوف ...توتر ..اضطراب ...فرح ...سرورx ولكن السعادة هو الشعور الطاغى على كل مشاعرها
ضحكتها السعيدة التى بددت الضيق بداخلها من كون ذلك الادهم زوج لصديقتها
وهى متوقعه الكرسى مخصص ل ادهم .....لا ميساء
نظر ادهم الى ميساء ببرود .....لتبادله بإبتسامة سمجه .....فلم يعقب

حورية في بحار لاحزان 23-06-17 06:28 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هو الرواية بجد تحفة وحلوة وكتير حزنت لان تعبك راح بس انشاء الله راح تكملي تنزيلها ومارح تروح مرة اخرى

حورية في بحار لاحزان 23-06-17 06:29 PM

ايه يا مؤيد انشاء الله تجد البداية التي تريدها






موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 11:09 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.