آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree34903Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-17, 01:28 AM   #4411

لواء الحق

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لواء الحق

? العضوٌ??? » 409129
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,000
?  نُقآطِيْ » لواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond reputeلواء الحق has a reputation beyond repute
افتراضي


المهم طمنتينا عليك برد والله قلبي كان يخفق من رسالتك لفيتو الله يعطيك العافية برد لا تطولي علينا بطلاتك الحلوة علشان ماتجينا الهواجس تعرفينا حساسات كثير ( فيس مستحي )

لواء الحق غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-17, 01:29 AM   #4412

ذات خمسة عشر

? العضوٌ??? » 411934
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 109
?  نُقآطِيْ » ذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond reputeذات خمسة عشر has a reputation beyond repute
افتراضي

كيف كنت بنرقد خلاص لكن رسالة برد فعلّت فضولي لأقصى الحدود ههههههه يا رباه انه الشوق

ذات خمسة عشر غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-17, 01:30 AM   #4413

Angle kiss
 
الصورة الرمزية Angle kiss

? العضوٌ??? » 412680
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Angle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond reputeAngle kiss has a reputation beyond repute
افتراضي

يالله واخيرا
وانا من عشاق تيم وماريا
ومتشوقة لبطلة الجديدة😊😘


Angle kiss غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-17, 01:31 AM   #4414

دات العشرون

? العضوٌ??? » 412013
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » دات العشرون is on a distinguished road
افتراضي

اننا خلاص قربت استسلم الحمد لله انو ما عندي دراسة يعني بنام اد ا بدي

دات العشرون غير متواجد حالياً  
قديم 25-11-17, 01:32 AM   #4415

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حبيباتي بأبدأ انزل الفصل والفصل طويل جدا فوق الـ 400 صفحه
والنت ماهو مضبوط معي مره رجاء ياحلوات لا أحد يرد لما أنتهي من تنزيل الفصل كامل
حتى ماتفصل الردود بين أجزاء الفصل

ومن باب الضمان بقفل الروايه حتى أنتهي من تنزيل الفصل كامل



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 25-11-17, 01:36 AM   #4416

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثاني عشر


المدخل~


بقلم/ Reeo


من ماريا لتييييم....
قلي ولو كذبا كلاما ناعما
وأهمس لي بأجمل الأشعار
قل أحبك وإن كنت غير صادقا
فأنا بتلك الكلمة...أشبه الأزهار
قل أحبك وأنا بحبك هائما
وأسقي الورود في قلبي بالأمطار
فأنا في فن المحبة طفلتا
تنساق خلف عشقك بأنبهار
ولكن أنتبه قد ينتهي الحب وينهار
وقلبي قد يأتي يوم ويسئم الأنتظار.

من تيم لمارييييا....
أعلم أني أتصف بالبرود
وأعلم بأن تركك بدون وعود
يجرحك يا أميرة الورود
وأن جرحكي بلا أي حدود
لكن لا تنتظري مني الجواب
ولا تسألي وتنقادي خلف سراب
فلن تجدي أجابة على صواب
فأنا أخشى توهانك في الضباب
وأنتي تبحيثين عن الأسباب

-يا طفلتيي-أستمعي ولا تسببي لنفسك العذاب


**********



لم تستطع استيعاب ما قالت الواقفة هناك عند الباب لتستطيع

تصديق بأن ما سمعته خلفها يكون صوت ذاك الرجل حقا !

لم تفكر في مظهرها بروب الحمام الزهري القصير وشعرها

المبلل وعيناها المحتقنتان بشدة ولا في المدة التي قضتها في

الحمام ليصل فيها إلى هنا بل في أن ذاك الصوت الذي سمعته

لن يكون من نسج خيالها مجددا وأن لا تكون عواطفها الغبية

لعبت بها مرة أخرى ... لكنها قالت زوجك هنا أي أنها حقيقة !

وقد تجلت لها سريعا ما أن اختفت الواقفة هناك وبعدما أشارت

بإبهامها غامزة لها وكأنها تذكرها بأن تكون قوية ليحل محلها

صاحب الجسد الطويل بملابسه السوداء .. بنطلونه المخفي حتى

نصف ساقيه في ذاك الحذاء الأسود الطويل والحزام الجلدي الأسود

المشدود حول خصره النحيل ... وصولا للقميص القطني الضيق

بالكتابة البيضاء العريضة على صدره والذي لن يكون سوى شعار

تلك المنظمة بالتأكيد فهل جاء من هناك إلى هنا !! هل ترك فعلا

عمله ليأتي ! إذا سيجد الحجة ليتهمها بالحمق وليبرر لنفسه

سبب تجاهل اتصالها ، وسيكون غضبا حقيقيا ذاك الذي جلبه إلى

هنا فورا ... وهذا ما علمته فور أن رفعت نظرها لعينيه الغاضبة

وملامحه القاسية رغم أن نظراته كانت تنتقل في تفاصيلها صعودا

وقد ارتجف قلبها بشدة ما أن التقت نظراتهما وشعرت بالألم يعتصر

ذاك الموجود بين أضلعها يئن بصمت فهي لم تراه منذ .... منذ

تركها في غرفة الفندق الساكنة تلك تحاصرها رائحته وأشيائه

في كل مكان .... بل منذ افترقا دون وداع ودون أن يشرح لها

سبب ما فعل لتجد نفسها هنا من دونه ومن دون كل شيء .


هربت بنظراتها منه ما أن ثبتت نظراتهما وهمست بخفوت

تقبض أصابعها على حزام روبها القصير

" يمكنك انتظاري في غرفة الضيوف حتى أرتدي ثيابي "

ارتجف جسدها وأغمضت عينيها بشدة ما أن ضرب باب الغرفة

بقوة ووصلها صوته البارد

" ويمكنك ارتدائها وأنا هنا "


" لااااا "

عضت طرف لسانها لا شعوريا ما أن رأت ذاك الغضب يشتد

في عينيه وليست تعلم كيف اندفعت تلك الكلمة منها ولا ما

فهمه هو وفسره من قولها لها ؟ وسيزداد موقفها سوء بالتأكيد

إن هو فهمه رفضا آخر له ولحقيقة ما يربطهما ، تراجعت للخلف

خطوة لا شعوريا ما أن تقدم نحوها بخطوات واسعة غاضبة

وراقبته نظراتها الوجلة وقد انحنى ورفع هاتفها من فوق السرير

وفتشه قليلا قبل أن يرفعه أمام وجهها وعلى شاشته أحرف

رسالتها تلك وأشار لتلك الكلمة تحديدا بإصبع يده الأخرى

والملتفتان بقفازين جلديين لا يظهر منهما سوى أصابعه

وقال بحدة

" هذه الكلمة لن أسمعها منك مجددا مارياا أتفهمين ما أقول ؟

... ط ل ا ق لن أطلقك أبدا وتحت أي سبب كان ... مفهوووم ؟ "

تجاهلت ارتجاف قلبها وتمزق مشاعرها ونظرت لعينيه وقالت

بضيق تكابد الدموع التي عادت للتكدس في عينيها

" من المفترض أن تحرر نفسك مني نهائيا يا تيم ... أنا أتحدث

عن واقع ما صرت إليه وما وجدت أنت نفسك فيه "

رمى يده جانبا وصرخ في وجهها بعنف

" أقتلك ماريا أم ما أفعل بك يا حمقاء ؟ "

رمى بعدها بذاك الهاتف مكانه السابق بعنف وأمسكها من ذراعها

وسحبها جهة الخزانة الخشبية الواسعة وأوقفها أمامها وقال بحدة

ناظرا لصورتها في مرآتها

" انظري لوجهك ولعينيك ... كل هذا لأني لم اجب على اتصالك ؟

أم لأني ألبي كل ما تطلبين فور أن تطلبيه ؟ هل أفهم فيما

أخطأت مثلا ؟ "

أسدلت جفناها بعيدا عن صورتهما تلك ... عن الفتاة الحزينة

والعينان الباكية وعن نصفها الآخر الغاضب الواقف بجانبها

والذي لو علم عن سبب بكائها ما صرخ بها هكذا ، رفعت يدها

وأمسكت رسغ يده الممسكة لذراعها بقوة وهمست بألم

" أنت تؤلمني "

أدارها ناحيته بقوة تطايرت معها خصلات شعرها الرطب مصطدمة

بوجهها قبل أن تنزل تباعا وقد تطايرت قطرات الماء منه مشبعة

برائحة الشامبو المميزة حتى وصلت وجهه وشدها من كلتا

ذراعيها وهزها منهما قائلا بغضب أشد

" أجل وسأولمك أكثر مارياا كلما كررت تلك الحماقات وفكرت بها ...

لن تتحرري من ابن كنعان إلا بموته ... إلا إن مااات وانتهى

أتفهمين ذلك ... يا زوجته ؟ "

عند تلك الكلمة انهارت آخر حصونها الهشة أساسا وفقدت

آخر ما تملكه من حصانة ضد الواقف أمامها فدست عيناها في

كفها وانهارت باكية فلن تفيد جميع محاولاتها لاستجداء أي ذرة

قوة متبقية داخلها فهي لم تعد تملك منها شيئا وباتت أضعف من

أن تقاوم انهيارها ذاك الذي بدأ بتحطيمها من قبل قدومه إلى هنا

فكيف الآن ؟ وها هي تثبت له مجددا هشاشتها أمامه واحتياجها

لأمانه لا لقسوته .. رسالة لم تحتج لفك ولا لتشفير ليفهمها

صاحب تلك الأنفاس الغاضبة التي بدأت تهدأ تدريجيا مع

ارتفاع تلك الشهقات الباكية فشدها فورا لحضنه شاتما بهمس خافت

" سحقا لك يا رجل "

فكيف نسي بأنها أنثى وأنها امرأة وليست رجلا ممن اعتاد على

الاحتكاك بهم واعتادوا هم على استيعاب غضبه وأساليبه القاسية

فيبدوا أن تيم الفتى الأخرق لم يفارقه أبدا كما أن تلك الطفلة

الحساسة البكاءه لازالت كما هي تنام الآن في حضنه وتسكب

دموعها فيه ، شد رأسها لصدره يغرس أصابعه في شعرها

الناعم الرطب هامسا

" هششش يكفي بكاء ماريا "

توقع أن كلماته تلك لن تجدي في شيء وأن الزمن لم يغير فيها

ذلك وذاك ما حدث فعلا ، أغمض عينيه فور أن شعر بقبضتيها

تشدان ظهر قميصه تطوق جسده بذراعيها بقوة وتدفن عبراتها

حيث أضلعه وضربات قلبه الثابتة فشدها له أكثر بذراعه الأخرى

قائلا بما يعتبره هو نبرة هادئة جاهد نفسه دهرا لاستجلابها

" ماريا لو أنك تحاولين فهمي فقط لما وصلنا لكل هذا ، ثم أيرضيك

أن اقتل بسببك وأنتي تراسليني بلقبي الحقيقي وتسجلين اسمي

في هاتفك كاملا ؟ هذا هو العقاب الذي تختارينه لي فقط لأني

أهملت اتصالك ؟ "

حركت رأسها نفيا ولازالت تدس وجهها في صدره ولازالت على

بكائها الذي لم ينقص شيئا فأبعدها عنه ومسح على وجنتيها بظهر

أصابعه المكشوفة من ذاك القفاز الجلدي الأسود وهمس بضيق

وقد حرك أصابعه أمام وجنتها حين رفضت تلك الدموع التوقف

" توقفي عن البكاء ماريا أو ضربتك الآن "

لم تستطع إمساك ابتسامة تغلبت على ملامحها الحزينة الباكية تلك

والتي سرعان ما تحولت لضحكة متقطعة تخللت أنفاسها المختنقة

بعبراتها تنظر له من بين تلك الدموع التي تملأ عينيها وتناقض

تماما تلك الضحكة المنخفضة المبحوحة فغرس أصابعه في

غرتها الرطبة وبعثرها وقد ارتفعت زاوية فمه بابتسامة صغيرة قائلا

" تبا لك ماريا أعدتني لحجور في ثوان معدودة "

ترقرقت الدموع دافئة في عينيها المحدقة به ولامست أصابع باردة

قلبها أوصلت ذاك التجمد الغريب لأطرافها وهي ترى تلك النظرة

التي أخفاها سريعا في عينيه فوحدها تعرف ما تعنيه بلدة حجور له ...

إنها ماضيه المتمثل في والدته .. صوتها .. ابتسامتها .. حنانها

ودفئ حضنها ، تمنت أن رفعت يدها ولمست خده .. أن كانت

أقرب له من أي وقت وأي شخص في تلك اللحظة لكنها كانت تعلم

بأنه سيرفضها سيرفض أن يظهر ضعفا هو نفسه لا يعترف به

لنفسه فلن تتخيل أن رجلا مثله قد يفعلها ، وذاك ما تأكد لها فور

أن رفع نظره لعينيها مجددا وقد اختفت تلك النظرة من تلك الأحداق

السوداء القوية الواثقة في لمح البصر كما ظهرت وكما توقعت تماما ،

طال الصمت بينهما وطالت نظرته تلك لعينيها درجة أن أفقدتها

أنفاسها فلم تفهم ما تخفيه نظرته تلك وعن ماذا تبحث تحديدا في

عينيها ؟ أمازال في دوامة الماضي البعيد ذاك رغم تبدل تلك المشاعر

في عينيه ؟ أيحتاج مثلها أن يتحدث عما يخالجه ... ما يتعسه وما

يشعر بأن الجميع لا يفهمه ؟ هل يفكر فعلا مثلها ؟ لا مطلقا لن

يكون كذلك وليس لها أن تتوقعه .


أبعدت شفتيها الزهرية وقررت قول أي شيء وإن كانت تجهل ما

سيكون لكنه أسكتها بلمسة من سبابته ممررا لها عليها ببطء هامسا

" هشششش "

قبل أن تنتقل أصابعه لشعرها غارسا إياهم فيه وشدها له وقد أحنى

رأسه ناحيتها وكاد يوقف قلبها من شدة صدمتها وهو يشرح لها

الأمر بالطريقة التي لم تتوقعها أبدا ... ليست تعلم كم قبلة كانت تلك ؟

... كم واحدة ! ... كم مرة ؟ وكم طال الأمر ؟ وكأنه قرر وبجنون

التهام تلك الشفتين بعنف رجولي مثير تحول للرقة تدريجيا درجة

أن أفقدها القدرة على الثبات رغم تمسكها بقميصه الذي كانت

تتمسك به بأصابعها الرقيقة بقوة وكادت أن تنزلق من حضنه

للأرض لولا ذراعه الملتفة حول خصرها ثبتها لجسده بقوة مما

جعل الأمر يزداد تهورا وهي تشعر بضغط أصابعه على خصرها

وخصلات شعرها يزداد شدها لدرجة آلمتها وخرج أنينها دون

شعور منها مما جعله يرفع رأسه سريعا ليتدفق الهواء لرئتيها

بقوة ودفعة واحدة ما أن أبعد شفتيه وقرر تحريرها من عبثهما

المجنون ذاك حتى كادت تشرق به وبدأت ذاك السعال يتصارع

وسط أضلعها وقد أخفضت رأسها تكتم أنفاسها تلك بظهر

أصابعها تغمض عينيها بشدة تشعر بأصابعه تخرج ببطء من

خصلات شعرها وبالأخرى تحرر خصرها ولم تسمع بعدها سوى

خطواته مجتازا لها ثم صوته قائلا بجدية وهو يفتح باب

الغرفة مغادرا

" اتصلي بي إن احتجت شيئا ولا تغضبي إن لم اجب ..

مفهوم ماريا ؟ "

وما أن سمعت الباب اغلق رفعت رأسها للأعلى تسحب الهواء

لرئتيها بقوة ويدها على قلبها الذي لازال فاقدا السيطرة على

نبضاته المجنونة تعض شفتها بقوة وكأنها تحاول طرد شعورها

بملمس شفتيه فيهما ، ليست تعلم أي جنون ذاك الذي جرفهما

فجأة وبما تسمي ما حدث ؟ كل ما تعلمه بأن تيم الفتى الذي لم

يعرف يومها جواب سؤالها البريء عن السبب الذي يتزوج به

الرجال من النساء قد أصبح رجلا بالفعل مثلما تغيرت نظرته

لماريه الطفلة التي لم تكن تعني له أكثر من مصدر إزعاج

لا يهتم ولا لكونها أنثى بجميع تفاصيلها .

مررت أصابعها في شعرها وخطت خطوتين جهة السرير قبل أن

تنهار جالسة عليه لا يمكنها ترجمة ما هي فيه الآن سوى بأنها

وبكل حمق ازدادت شوقا إليه ، وضعت يديها على جبينها

وهمست بصوت مرتجف

" يا إلهي ما هذا الذي فعله بي ؟ "


*
*
*



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 03-12-17 الساعة 09:33 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 25-11-17, 01:40 AM   #4417

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رمى الملف من يده على الطاولة أمامه وأصابع يده الأخرى

تشتد تدريجيا على الهاتف الذي يثبته على أذنه يسمع بوضوح

الهمس المتداخل في الطرف الآخر ثم صوت التي قالت برجاء

" أمي أرجوك تحدثي معه فهو يبدوا مستاء جدا وأخشى أن يأتي

هنا وستسوء الأمور حينها أكثر "

شد على فكيه وتنفس بعمق فيبدوا أن ابنته تفهمه أكثر من

والدتها فهو كان بالفعل سيفعلها ولن يمسكه عن الذهاب هناك

إلا أن ترفض جميع اتصالاته وليس له أن يتوقع أي سوء هذا

الذي قد يصل له الأمر ، ساد الصمت في الطرف الآخر لبعض

الوقت قبل أن يصله صوتها البارد

" نعم "

صر على أسنانه يتمسك بآخر ذرة صبر يملكها وقال بجمود

" هل أفهم لما طردت الحرس من منزلك ؟ "

وصله سريعا ذات ذاك الصوت البارد المستفز رغم رقته

" منزلي ويحرسونني أنا و... "

قاطعها صارخا فيها من فوره ومحررا ذاك الوحش الغاضب

الذي كاد يدمر أضلعه

" غسق تحترميني رغما عن أنفك فأنا زوجك ، وإن لم يكن

كذلك فأنا ابن عمك والمسئول عنك أحببت ذلك أم كرهته "

وصله صوتها الحانق وكأنه لم يهددها قبل لحظات

" إن كان مطر الماضي المتحكم الآمر لازال مسيطرا عليك

فغسق لم تعد تلك الحمقاء أبدا ... "

" غسسسسققق "

صرخته الغاضبة تلك أسكتتها فورا ولوقت حتى ظن أنها قد

تجن وتفعلها وتغلق الخط في وجهه إلى أن وصله صوتها

الساخط هذه المرة

" هل أعلم فيما أخطأت مثلا تعاملني بهذه الطريقة وكأني طفلة في

عهدتك ؟ بينما أنا التي يحق لها أن تغضب لأن أحدهم يتجسس

عليها حتى أنه وصل لغرفة نومها "

قال من فوره متجاهلا ما قالت ونبرته لم تخلوا من الضيق والحنق

" هل أفهم أنا ما الداعي لتستنجدي بالقوات الوطنية وما دخل

ابن العقاد ذاك يكلف رجاله بحراسة عرشك مولاته "

لو كانت تقنية الاتصالات يمكنها نقل أشياء غير ترددات الصوت

لكان وصله دخان نيران غضبها وهي تصرخ باحتجاج

" لا أسمح لك باتهامي يا مطر فأنا لست بحاجة لحجج لأتسامر

مع الرجال ويعقوب العقاد إن كنت أريد الذهاب له لما بحثت

عن حجة ولكنت ذهبت له فورا ، ما علاقتي أنا إن كان السيد

عقبة هو من أقحمه في الأمر ... حديثي كان معه هو وليس

مع ذاك الرجل ولم أراه أو أسمع صوته "

توجه جهة النوافذ الطويلة المقوسة والمطلة على أهم معالم

تلك العاصمة وأجابها بالغضب ذاته قائلا

" أجل هذه هي النتائج سيدة غسق وأنتي السبب في كل ما يحدث

حتى الآن "

كانت نبرة صوتها ساخرة هذه المرة وإن لم تخلوا من الضيق

وهي تعلق سريعا

" آه نعم معك حق وجميع من تحدثوا مع رعد أنا السبب فيما

فعلوه وليس أنت "


ضرب بقبضته على الزجاج أمامه وشد أسنانه بقوة حتى كان

يشعر بها ستتحطم فهذا ما لم يكن يعلمه ورعد لم يخبره به أيضا

وهي تظن العكس لما تفوهت بهذا ، لن أغفرها لك يا رعد أبدا ،

همس من بين أسنانه

" غسق متى ستكونين في مكانك الطبيعي ؟ "

" أنا فيه الآن "

كان جوابها قويا ومباشرا فهمس من بين أسنانه مجددا وقد

أولى تلك الإطلالة ظهره

" لا تحولي الأمر لتحد يا غسق لأجعلك تعرفيه قريبا وقريبا جدا "

أغلق بعدها الخط دون أن ينتظر تعليقها ومرر أصابعه في شعره

للأعلى وصولا لقفا عنقه متأففا بغضب لا يظن أنه ثمة شيء

قد يخمده سوى أن يسجن تلك الجامحة العنيدة في قفصه للأبد

ليطمئن ، انفتح باب المكتب حينها ودخل منه الذي قال مبتسما

ما أن نظر له

" ما هذا الوجه العابس يا رجل ؟ اجزم أن ابنة شراع السبب "

دس هاتفه في جيبه قائلا ببرود

" شاب شعر رأسك ولازلت سخيفا "

ضحك ذاك ولم يعلق لحظة دخول صقر وابن شقيقته الذي

أغلق الباب ممررا يده له خلف ظهره فتنحى بشر جانبا ونظر

له مجددا وقال مبتسما

" بما أن أفراد عائلة الشاهين قد اجتمعوا فعليكم أن تعلموا

أنه ثمة حفيده لديكم بدأت تفوح رائحتها الزكية في البلاد ونظرا

لأن كل أولئك الضباط في الجيش سيقومون بحمامية منزل

والدتها فستبدأ وفود خاطبيها بالتوجه لكم وأنا أول من طلبها

منك لابني يا مطر بل وما أن وطئت قدماها أرض الوطن فلا

تنسى هذا "

كان جواب مطر الصمت التام محدقا بعينيه بينما افترسته

نظرات الصدمة للواقف عند الباب أما التعليق الوحيد فكان

من رابع أفراد تلك المجموعة والذي قال ضاحكا

" لكن مهر دميتنا الجميلة مرتفع جدا يا بشر ولن يقدر

ابنك عليه "

ضحك والتفت له من فوره قائلا

" أنتم حددوا الرقم فقط وسيكون لديها من قبل أن تتزوجه "

" تزوج ابنتك وهي في هذا السن يا مطر ! "

خرج الواقف عند الباب من صمته ليسرق نظرته الصامتة

تلك له بينما كان التعليق من خاله الذي التفت له برأسه

قائلا بضحكة

" ونحن لم نصدق ذلك لكنه أكده بنفسه وأمام شقيقته

وابنها كما أنه رفض أبناء شقيقته أيضا "


نقل نظراته المستغربة منه للذي لازال ينظر له بصمت

مكتفا ذراعيه لصدره ... نظرة لم يكسرها سوى حديث

بشر قائلا

" المهم أني أول من طلبها منك يا مطر "

عاد مطر بنظره له وقال ببرود

" وابنك مرفوض أيضا "

تأوه بشر باعتراض بينما لم يكن لدى أي منهم أي فرصة

ليعلق على الأمر ولا ليتحدث والأرض تهتز من تحتهم وألسنة

النيران والدخان الأسود تحكيها تلك النوافذ الطويلة ولا شيء

يعلوا فوق صوت ذاك الانفجار المدوي سوى أصوات الصراخ

التي بدأت تتسرب لهم مع كل ذرة هواء كما رائحة ذاك

البارود والدخان ليكتشفوا بأنها دقائق قليلة فقط تلك التي

فصلتهم عن الفاجعة وسجنتهم في دوامة صدمة ما حدث فجأة ...

كل ذلك وبكل حجمه ذاك حدث فقط في ثوان معدودة فأشباه

الموت أولئك كثر ما أن يضربوا يضربون مباشرة وفي

لمح البصر .

كان مطر أول من اجتاز تلك الصدمة وقد تحرك جهة الباب

هامسا من بين أسنانه

" سحقا للأوغاد "

فأوقفته أصابع بشر التي التفت حول ذراعه وأداره جهته

وقد صرخ فوق كل ذاك الصراخ والركض في الخارج

" لا تخرج يا مطر حتى يهدأ الوضع قليلا ، لا تعرض حياتك

للخطر يا رجل "

سحب ذراعه من بين أصابعه بسهولة ما أن شدها منه وقال

صارخا بغضب

" وفيما سيجدي اختبائي هنا كالنساء ؟ اتركني أعلم من فقدنا

على الأقل "

وما أن تحرك مجددا كان قاسم في وجهه هذه المرة وقد أمسك

بكلتى ذراعيه قائلا بجدية

" الوضع تعمه الفوضى في الخارج يا مطر وقد يكون من

فعل هذا يقصدك شخصيا وخروجك الآن قد يتم استغلاله في

مثل هذه الظروف ، أنت لن تهب الحياة لمن فقدها بخروجك "

أشاح بوجهه عنه وتنفس بغضب شاتما من بين أسنانه وقال

عمه من خلفه

" قاسم معه حق يا مطر والانفجار يبدوا في موقف السيارات

وليس في المبنى لنغادر ، اترك من في الخارج يتصرفون أولا

وكن واثقا في رجالك ، خسارتك في هذه المرحلة معناها أن

ترجع البلاد أسوأ مما كانت فلا تتهور "


شد قبضتيه بقوة واستدار للخلف وتحرك جهة مكتبه ساحبا

هاتفه اللاسلكي من حزامه لحظة ما انفتح الباب على اتساعه

فالتفت فورا ناحية الذي وقف أمامه يتلقف أنفاسه وقد قال

" حمدا لله أنكم تأخرتم قليلا ، سياراتكم كانت المقصودة

يا زعيم لولا لطف الله بنا جميعا "

قال مطر من فوره

" من مات يا تميم ؟ ما هو حجم الأضرار ؟ "

سحب نفسا طويلا وزفره بقوة قبل أن يقول

" لا ضحايا حتى الآن ... بعض الجرحى من الحراس وطقم

أطباء القصر الرآسي يتولون الأمر والإسعاف ستقوم بنقل من

حالتهم تستدعي الحاجة لذلك كما أن رجال الأمن والقوات

الخاصة يسطرون على الوضع سريعا وتم إخلاء هذا المبنى قبل

أي من مباني القصر "

تحرك حينها خارجا من هناك وثلاثتهم خلفه قبل أن يحيطوا به

رجاله في الخارج ومن كل جانب وكل واحد منهم على استعداد لأن

يخسر حياته ولا تخسر البلاد ذاك الرجل الذي علمهم الاحتكاك به

لأعوام طويلة بأن التضحيات من أجل ذاك التراب الغالي أثمن من

أن يقدم قبلها أي شيء لتزف له الأرواح دون تراجع ولا تفكير .


*
*
*

وقف ينظر باستغراب للتي أغلقت الباب وغادرت وكأنها

لا تراه أمامها فنظر حوله واكتشف حينها بأنه يقف في الجزء

المظلم من بهو المنزل لذلك يبدوا أنها لم تراه ولم تنتبه لهمسه

باسمها ! بل فهم الآن سر تلك النظرة الجامدة الخالية من أي تعبير

التي رمقته بها وكأنه لا يراها وهي تخرج من هناك ، توجه جهة

باب المكتب من فوره وفتحه ودخل ينظر لكل شيء حوله ،

لم تخرج شيئا في يدها أي أنها لم تاخذ شيئا من هنا إلا إن

كانت قد خبأته في ثيابها ، توجه فورا جهة الجهاز المخفي

هناك والموصول بجميع المقابض البلاستيكية في تلك الغرفة

والمصممة بتلك الطريقة الفريدة من نوعها ولا أحد يعلم بأنها

عبارة عن جهاز كشف بصمات حيث لا تفتح إلا لبصمات معينة

ومسجلة فيها وهم ( هو وجده ووالده ) وليس كذلك فقط

فهو يسجل أي بصمة غريبة عنه ، حرك إصبعه على شاشته

بسرعة وحرفية وابتسامة جانبية تزين شفتيه ما أن تذكر

الشخص الوحيد الذي تعرف على هذا الجهاز ما أن نظر

لمقابض المكتبة ولم يكن سوى ( تيم ) وفي زيارته الوحيدة

لهذا المنزل والمكتب فكم يذهله ذاك الشاب بذكائه ! انفتحت

امامه قائمة طويلة نظر لها فورا فلم تكن ثمة بصمات غريبة

فجميع أفراد عائلته سجلت بصماتهم فيه وحتى الخدم وإن لم

تكن تفتح لهم ، إذا هي لم تحاول أو تفكر في فتح أي شيء

هنا ولا حتى في لمسه إذا ما هذا الذي كانت تفعله في هذا

المكان ! لن يصدق أن امرأة مثلها ستدخل إلى هنا كحب استطلاع

فقط خاصة وأنه وجدها سابقا متسلله من جناحها المحكم الإغلاق

أي أنها ستكون تحفظ هذا المكان كاسمها ، غادر ذاك المكتب

أيضا بعدما يئس من إيجاد أجوبة لتساؤلاته ككل مرة فأغلق

الأنوار والباب خلفه وغادر حيث الجهة التي سلكتها فهذه

الطريق الأبعد عن جناحها فلما ستضطر للذهاب منها إن لم يكن

سببا واحدا وراء ذلك ؟ وقف مكانه واستدار حيث المكان الآخر

الذي كانت تنبعث منه الأضواء وكما توقع كانت غرفة الشاي

ذاتها التي دخلتها صباحا جلست في شرفتها ، دفع الباب الشبه

مفتوح ببطء ودخل فكان المكان فارغا تماما بينما تلك الستائر

الناعمة تتطاير كاشفة عن ذاك الجزء المفتوح من الباب الزجاجي

المقسم والمطل على تلك الشرفة التي كانت تحتل تلك الجهة بأكملها ،

تحرك من فوره حيث تتسرب تلك النسائم الربيعية القوية الدافئة

مقارنة بكل ذاك الشتاء البارد الذي غادرهم للتو ، أبعد طرف

الستارة بيده ووقف مستندا بإطار الباب يلف ساقا حول الأخرى

يده في جيب بنطلونه يراقب الجالسة في ذات مكانها السابق على

حافة الشرفة تنظر للحديقة المضاءة وتذكر فورا صديق جده ذاك

الرسام العجوز الذي سافر لليونان منذ عامين ليعيش مع ابنته

التي توفي زوجها ذاك الوقت ، كان يحب الجلوس على الكرسي

في تلك الزاوية تحديدا من الشرفة وقد قال له ضاحكا ما أن سأله

مرة عن السبب ( أنت شديد الملاحظة يا وقاص ، أتعلم أن هذه

الجهة من الشرفة تطل على أفضل منظر لتلك النافورة الحجرية

المميزة ؟ إنها روح الفنان يا وقاص ... والفنان الحقيقي لا يرسم

ما يعجبه أبدا كذاك المشهد مثلا بل يكتفي بالتمتع بالنظر له دائما(

ابتسم واتكأ براسه على طرف الباب ينظر للتي تتطاير خصلات

شعرها الذهبية الطويلة مع النسيم قبل أن يسرق نظره دفترها

الخاص بالرسم الموضوع على الطاولة فهل كانت هنا قبل

ذهابها لمكتب جده أم أنها تركته هنا مكانه منذ الصباح !!

" هل تأكدت من أني لم أسرق من مكتبكم شيئا ؟ "

عاد بنظره لها سريعا ينظر لنصف وجهها المقابل له بصدمة ،

هي إذا رأته هناك فلما تصرفت إذا وكأنها لم تراه ! هل تعتبره

شخصا لا وجود له بذاك الشكل ؟ لو يفهم مرة واحدة هذه

المرأة كيف تفكر وفيما تحديدا ؟! عدل وقفته ودس كلتا يديه

في جيبيه وخطى نحو الخارج خطوتين وقال ونظره لم يفارق

ملامحها

" أنتي فرد من هذه العائلة يا زيزفون ويحق لك دخول أي مكان

في المنزل ومتى تشائين ، وتعلمين جيدا أني لا أعارض ذلك أبدا

ومنذ وقت "

اكتفت بالصمت والتحديق بعيدا ولم تعلق فتنفس بعمق وقال

" متأكد من أن زوجة والدي أخبرتك عن حفل العشاء فلما

ترفضين ما هو حق لك كفرد من أفراد العائلة ولم تذهبي معهم ؟ "

" ولما لم تذهب أنت ؟ "

رفع رأسه عاليا وحركه مبتسما فهذه المرأة حتى أجوبتها على

أسئلته أسئلة جديدة ! ورغم ذلك نظر لها وقال

" كنت سأصل متأخرا لأني كنت مشغولا هذا المساء وفي هذه

المجتمعات يعتبرىون ذلك افتقادا للباقة وسوء تصرف "

خرجت منها ضحكة صغيرة ساخرة ونظرت ليديها في حجرها قائلة

" بل الأغنياء منهم فقط ، إنهم تافهون حقا حتى أنهم ينجذبون

لمن يصل متأخرا دائما "

قال مبتسما وقد انحنى للدفتر الموضوع فوق تلك الطاولة

الزجاجية ذات الأذرع المصنوعة من الخيزران كما الكراسي

المحيطة بها

" هذا طبع البشر جميعهم يا زيزفون ينجذبون لمن يختلف

عنهم في كل شيء "

نزلت بقفزة صغيرة ونظرت له قائلة بابتسامة ساخرة

" لهذا تزوجت أنت بتلك المرأة ؟ "

استوى واقفا يحمل ذاك الدفتر في يده وقد تصرف وكأن سؤالها

مجرد أمر عادي لا أهمية له ولم يؤثر بمزاجه وقال بسخرية

مماثلة يقلب دفترها مغلقا ونظره عليه

" لو كانت امرأة غيرك لفسرت حديثها هذا غيرة منها "

وتابع بابتسامة مائلة وقد حول نظره لعينيها المحدقة به

" ثم إن فسرنا جميع العلاقات بمفهومك هذا فسيعني ذلك بأنك

الزوجة المناسبة لنجيب "

قالت بضيق ما توقعه تماما

" أيمكنك أن لا تقارنني بمشاريع حياتك الفاشلة "

حرك دفترها والهواء يتلاعب بأوراقه قائلا بابتسامة جانبية

" لم أغضب حين تحدثت عن زوجتي بل وتنتقدين اختياراتي

أيضا فلما يغضبك ما أقول ؟ "

قالت فورا وبسخرية لاذعة

" لأني أغار طبعا "

تاهت نظراته للحظات في ملامحها الفاتنة حتى في أوج حنقها

وغضبها وشعر بشيء ما في داخله يشبه الرغبة في الضحك

دون توقف وهو يتخيل فعلا أن تغار هذه المرأة من زوجته

أو من أي امرأة أخرى تقترب منه ... هنا ستنكون نهاية

الأرض بالتأكيد ، رفع دفترها بجانب وجهه وقال مبتسما

" لا أريد أن يصل حديثنا للشجار يا زيزفون فهل لي أن

أشاهد هذا ؟ والخيار لك طبعا "

نظرت له في يده قبل أن تشيح بنظرها جانبا وقد قالت ببرود

" لن تجد فيه أجوبة عما تبحث عنه إن كان ذاك غرضك "

قال بذات ابتسامته

" لا فأنا لا أبحث عن أجوبة أبدا بل أريد رؤية ما أبدعت فيه

أيضا من رسمت الجزء المفقود من تلك اللوحة "

تحركت من مكانها وقالت ببرود مجتازة له

" لكنك لن تجد حل لغز الجريمة فيها وستعتمد على ذكائك

هذه المرة يا وقاص "

تبعها بنظراته المصدومة حتى اختفت خلف تلك الستائر البيضاء ....

نادته باسمه وليس ابن ضرار ! وجريمة !! أي جريمة هذه التي

تحدثت عنها ؟ نظر للدفتر في يده وشعر بأنه يحمل سراً ما ..

سر آخر و ...... جريمة أخرى مدفونة ! لا هذه لن تكون كتلك

بالتأكيد هذه جزء من ماضيها هي .

رفع الغلاف ولا يعلم لما يشعر بتوتره يزداد تباعا وكأنه يواجه

حقيقة مخفية لأول مرة في حياته ولم يعرف جرائما بعدد شعر

رأسه ، رفع الورقة الأولى الفارغة وكان في مواجهة أولى

رسوماتها تلك ... كانت لامرأة لا بل لزيزفون في سن أكبر

قد تكون في الخامسة والأربعين !! مرر أنامله على

ملامحها ببطء ...

كانت وكأنها صورة حقيقية بدون ألوان ؟ هذا ابداع

منقطع النظير .... !! جدتها ... هذه جدتها بالتأكيد لقد

أخذت جميع ملامحها إلا هذه الابتسامة التي لم يراها على

شفتيها أبدا ولا أي واحدة من مثيلاتها ، كانت بملامح

مسترخية وابتسامة دافئة جدائلها قد استقرت في حجرها

من طولها ، أهذه هي المرأة التي جعلت جده ضرار السلطان

يتزوجها وسراً عن الجميع ؟ بل ويتركها في صمت كما

تزوحها ! رفع الورقة بسرعة وكأنه يهرب أيضا وبكل حمق

مما عانته تلك المتوارية خلف الماضي البعيد الأليم ، كانت

الرسمة التالية لرجل بلباس جيش عرفه سريعا ما أن نظر له

هذا ( عكرمة عماد الدين ) أحد رجال مطر شاهين ومن

مات بعد توحيد البلاد بعامين وبعد معاناة مع سرطان الرئة ...

يذكره جيدا فقد رآى صورته في الصحف كما أنه الرجل الذي

اهتم بزيزفون بعد وفاة جدتها ، يحار كيف لها أن تتذكر كل هذه

الوجوه والتفاصيل رغم صغر سنها ذاك الوقت !! هل توجهت

طاقتها الذهنية وقت مرضها لتخزين الصور ؟ قلب الصفحة

يريد معرفة باقي تسلسل حكايتها فظهر له وجه امرأة أخرى ...

هذه كانت بشعر أسود عكس جدتها التي كانت تظهر خطوط

رسمها بوضوح أنه شعر فاتح اللون كما عينيها تماما أما هذه

فسواد شعرها لا يضاهيه سوى عيناها وقد تدلى ذاك الوشاح

الأسود الخفيف على شعرها وكتفيها وكأنها اعتادت أن

تلبسه هكذا ...

كانت مبتسمة أيضا لكن ابتسامتها تلك كانت حزينة وشيء

ما في عينيها يشبه الدموع فمن تكون هذه ؟ أهي زوجة ذاك

الرجل أم ....... والدتها ؟

من منهما التي تولت رعايتها بعد موته ؟

ذاك هو الجزء المخفي عنه من الحكاية ، قلب الورقة مجددا

ليكتشسف حينها أن الصدمة الحقيقية كانت في الطريق إليه .....

هذا جده !! لا هذا ليس هو هذا أصغر منه بكثير لكنه يشبهه

تماما فكيف لها أن تعلم عن شكله من قبل أن تولد هي ؟

ثم عينيه ..! هذا لون عينيه ليس كجده لكن ملامحه ......!!

قبضت أصابعه لا شعوريا على تلك الأوراق وشعر بالعجز

أمام كل هذا فمن سيكون إن لم يكن هو ! ابنه إسحاق ... ؟

والدها !! لكن كيف لها أن ترسمه وهي لم تراه وقد قتل

منذ كانت جنينا في أحشاء والدتها ؟ حرك رأسه بعجز

ويشعر بأنه داخل متاهة وأصبح يخشى مما ستخفيه تلك الأوراق

أيضا لكنها سبيله الوحيد ليعرف ما عنت بقولها وما حدث معها

رغم توضيحها للأمر له وبأنه لن يجد من ماضيها وسبب حالتها

تلك شيئا هنا ، تنفس بعمق وهو يكشف عن الورقة الأخيرة

وحاجباه يعقدان ببطء وهو ينظر لتلك الرسوم التي لم تكن

لشخص هذه المرة بل لمنزل يحترق ... لا بل كان نصف

منزل تشتعل فيه النيران وأخشابه تتهاوى أما النصف

الآخر فكان .... ( ذئب ) يقف على قائمتيه الأماميتان ويرفع

رأسه للسماء ويعوي ، شعر بقلبه انقبض بقوة وبطريقة

غريبة وهو ينظر لذاك الحيوان والمنزل والنيران المشتعلة

وقد تذكر جملتها الباكية تلك في ذاك اليوم ( إنها تحترق تعالوا

أرجوكم ..... أوقفوه بسرعة فسيحرق كل شيء)


مرر أصابعه في شعره ونظر للأعلى أنفاسه القوية تخرج

متلاحقة وكأنها نيران تشب في صدره ..... ثمة جريمة

بالفعل ونار وأحدهم يحترق ثم موت ومتهم بريء ومجرم

قد يكون طليقا لكن من !! من التي احترقت ومن أحرقها ...

أكانت تلك هي الجريمة أم ..... ثمة من قتله انتقاما لها !!

تحرك من مكانه فورا بخطوات سريعة لم تتوقف حتى كان

أمام باب الغرفة الذي طرقه طرقات قصيرة منخفضة ومتتالية

كي لا تشعر به الموجودة في الغرفة المجاورة ولم تتوقف

طرقاته تلك حتى انفتح الباب وخرجت منه التي نظرت له

مستغربة وقد همست فورا " سيد وقاص ما ..... "

سحبها من ذراعها مبتعدان عن المكان وأوقفها أمامه

وقال ناظرا لعينبها

" من الذي كان يزور زيزفون ؟ ماذا حدث في ماضيها ؟

لابد وأنك تعرفين شيئا ... أي شيء وإن لم يكن مهما "

حركت رأسها بالنفي هامسة

" لست أعلم سيدي أقسم لك ... لم أراه يوما ولست أعلم

حتى إن كان شخصا واحدا أم عدة أشخاص فحتى زيزفون

نفسها تتكتم عن أمره وبشدة "

فتح الدفتر على صورة ذاك الشاب وأراها إياها وقال

" هذا هل رأيته سابقا ؟ "


نظرت لها بصدمه قبل أن تنظر لعينيه قائلة

" السيد ضرار ! "

حرك رأسه بالنفي ثم أخرج هاتفه من جيبه وفتش فيه قبل

أن يريها إياه قائلا

" وهذا ؟ "

نظرت للصورة لبرهة ثم نظرت له وقالت

" هذا مطر شاهين رأيته مرارا في الصحف والتلفاز لكني

لم أراه في غيرهما أبدا "

لوح بالدفتر في يده قائلا بضيق

" ومن سيعلم إن لم يكن أنتي ؟ عليا معرفة كل شيء ...

علينا إنقاذ زيزفون من ماضيها ومن نفسها ومن كل شيء

قبل أن تنتهي تماما "

ملأت الدموع عينيها سريعا وقالت بحزن

" ليته بيدي شيء لفعلته دون تردد لكني لا أملك لها إلا الدعاء

وظننت أن دعائي وضعك أنت في طريقها لتساعدها "

تنفس بعمق قبل أن يقول

" حسنا ماذا كانت ترسم سابقا ؟ عن ماذا تحكي لوحاتها

ورسوماتها في الماضي ؟ "

حركت رأسها نفيا قائلة

" لا شيء "

نظر لها بصدمة هامسا

" ما يعني لا شيء ! "

قالت من فورها

" كانت ترسم فقط ما كان يطلبه منها معلمها ذاك ولم ترسم

بنفسها شيئا أبدا إلا حين طلب منها هو أن تريه رسما

من تعبيرها لا علاقة له بدروسهم ولا بالأشياء التي يختار

أن ترسمها "

أومأ برأسه يحثها على المتابعة فقالت بتوجس

" كانت اللوحة لذئب "

نظر لها بصدمة شعر بأن أنفاسه توقفت معها قبل أن يورق

ذاك الدفتر ويرفعه أمام وجهها قائلا

" كهذا ؟ "

وضعت يدها على صدرها وقالت بحزن

" أجل لكن ليس هكذا كان يقف على صخرة مرتفعة وخلفه

قمر مستدير وتحت مخالبه أرنبا صغيرا وكان يعوي هكذا

رافعا رأسه للسماء وكأنه يسجل انتصاره على ذاك المخلوق

الضعيف ، لقد أثنى ذاك الرسام كثيرا على لوحتها تلك لأنها

لم تعتم ملامح ذاك الذئب رغم أن القمر كان مكتملا خلفه بل

أظهرتها بشكل متكامل ومميز ... فقط الأرنب والصخرة كانتا

معتمتين ، وقد أهدته تلك اللوحة ورفضت أن تبقى لديها "

نظر للدفتر في يده ولصورة ذاك الحيوان المفترس قبل أن

يسحب نفسا قويا لصدره مغمضا عينيه ... لا يريد أن تأخذه

أفكاره لذلك .. لا يريد ولا تخيله مجرد تخيل ، مد لها بالدفتر

قائلا بنبرة جوفاء

" أعطيه لها صباحا "

وغادر من هناك فور أن أخذته منه لا يجد تفسيرا واحدا لكل ذلك

ولا حتى لسبب رسمها الآن بينما كانت ترفض ذلك في الماضي !!


*
*
*



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-11-17 الساعة 01:26 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 25-11-17, 01:43 AM   #4418

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


عدلت ياقتها ورفعت خصلات شعرها الرطب خلف أذنيها فور

أن انفتح باب الغرفة ودخلت منه التي أغلقته خلفها وقد أمسكت

وسطها بيديها قائلة

" قضى وقتا طويلا هنا فهل تصرفت كما أوصيتك أم قضيتما

الوقت في الأحضان والقبلات "

نظرت لها بصدمة وقد شعرت بالدماء الحارة تصعد فورا

لخديها وهي تتذكر ما حدث وكادت أن تغص بريقها حين فردت

ساندرين كفيها وشهقت بصدمة قائلة

" ماريه يالك من بلهاء أقسم أن ذاك ما حدث فعلا ، ظننت ما أن

رأيته يدخل غاضبا أن تكوني أبردت حرقتي منه ... ذاك البليد "

وتابعت بضيق تتحرك في الغرفة بعشوائية

" المتعجرف المتحجر الأبله البارد لم تري كيف تحدث مع والدي

ببرود وهو يرحب به بسعادة ما أن فتح باب المنزل ووجده أمامه

لأنها المرة الأولى التي يدخل فيها قاطع الأرحام ذاك منزلنا "

ثم وقفت مقابلة لها مجددا وقالت تقلد نبرته الباردة وصوته الخشن

" أريد رؤية ماريااا "

وتابعت وقد عاد الضيق لنبرتها

" لم يكلف نفسه أن يحييه أو أن يجيب تحيته قطعة الحديد الباردة

ذاك الوقح الأخرق القاسي الحثا .... "

قاطعتها الجالسة أمامها والتي امتلأت عيناها بالدموع مجددا

وقد قالت بضيق مماثل

" توقفي ساندي لا يمكنك شتمه أمامي أكثر من هذا فيما يكون

فيه معه حق "

صرخت فيها بصدمة وقد فردت ذراعيها

" معه حق ماريه !! معه حق في أن يقلل احترامه لوالدي الذي

وإن لم يكن قريبه فهو أكبر منه ومن والده أيضا ؟ "

تدحرجت تلك الدمعة الحارة من عينها اليمنى محطمة أسوار

صمودها وقد صرخت مثلها تخنق العبرة ذاك الصوت الغاضب

" بلى معه حق يغضب ومن الجميع ... جميعهم تخلوا عنه

وعن والدته وقت احتياجه لهم ساندي ... وقت أن كانا يناما

جائعان ويلبسان أردأ الثياب ... حين كانا يعيشان في غرفة

تعافها الحيوانات بسريرين فقط لا بساط فيها ولا ليقيهما

برد الشتاء ... حين كان يرى والدته تموت أمامه بسبب مرض

تشفيه الأدوية ، حتى المال الذي خصصه ابن شاهين للأرامل

وكان يرسله لهما مضاعفا دون الجميع كان زعيم القبيلة يوصله

لعمي قيس وذاك الجشع يأخذه لنفسه ، من منكم يعلم ما قاساه تيم ؟

ما الدموع التي ذرفها لا يسمح لأحد بأن يراها وما المواقف

التي رفض فيها أن يبكي وداخله ينزف ألما ؟ هل فكرت يوما

أن تكوني مكانه ؟ هل تعلمي معنى أن يموت أحد والديك أمامك

بينما عائلته يستمتعون بحياتهم وكأنه ليس موجودا ؟ هل جربت

معنى المبيت جوعا لليال طوال ؟ البرد ... الحشرات ... الإهمال

وأنتي لست سوى طفلة ومسئولة عن شخص مريض هو كل

ما لديك في هذه الحياة ؟ أنا نفسي لست أعلم عن معاناة تيم إلا

القليل رغم كثرته ومتأكدة من أن ما أجهله كان أقسى من ذلك

بكثير فبأي حق ستحاسبونه الآن ... ؟ بأي حق ؟ "

أنهت سيل عباراتها الصارخة الغاضبة تلك تتلقف أنفاسها

الثائرة وسط عبراتها المتلاحقة والدموع تنسكب من عينيها

كحبات المطر قبل أن تشير بسبابتها لنفسها قائلة ببكاء

" حتى أنا زوجته أعجز عن تخفيف ذاك الألم الدفين في داخله

ولن أفعلها ما حييت ساندرين لأني أكثر من عرف تيم في أصعب

أوقات حياته وأعلم جيدا أن ما من أحد سيكسر ذاك الجليد لأنه

الستار لألمه لذكرياته .. لوالدته .. لطفولته القاسية ولكل الألم

الصارخ داخله فإن تخلى عنه سينتهي تماما ... سيتحول لمجرم

قاتل أو لمجنون فهل نستطيع تقبله هكذا ؟ .... لا بالطبع وأنا أول

من أعلن الهزيمة وأنا أطلب منه أن يطلقني "

همست الواقفة هناك بصدمة " يطلقك ؟! "

ثم سرعان ما حركت رأسها بعدم تصديق وتوجهت نحوها

وجلست بجوارها وضمتها لحظنها تواصل بكائها الصامت فيه

وقالت تمسح على شعرها الرطب

" يا إلهي ماريا لهذا جاء هنا وفعلها ولأول مرة ؟ حسنا

صديقتي الحلوة لن أتحدث عن حبيبك ذاك مجددا وسأحاول أن

لا أشتمه ... أعدك فقط أن أحاول فأحبيه كما تشائين "

وتابعت تمسك ضحكتها

" وتوقفي عن البكاء هيا كي لا تموتي وما سيخلصنا من

حبيب طفولتك ذاك حينها "

ابتعدت عنها وضربتها بقبضتها وهمست ببحة تمسح دموعها

" حمقاء "

ضحكت تلك من فورها وقالت

" ليس ثمة حمقاء في الوجود غيرك ترسل لرجل مثله تطلب

أن يطلقها ! "

وتابعت وقد عادت للضحك مجددا

" عليك أن تحمدي الله أنه لم يوجه مسدسه المخيف لرأسك

ويفجره فيه فهل بعد محاربته لأعوام ليبقي ذاك العقد الذي

يربطكما تطلبيه أنتي منه الآن وبكل دم بارد ! "

نظرت لها بعوبس وقد عادت الدموع لملأ مقلتيها الذهبية

الواسعة فرفعت يديها ومسحت بإبهاميها عليهما قائلة

" توقفي عن البكاء أيتها القطة الجميلة المبللة و ... "

قطعت جملتها وقد فغرت فاها الصغير بصدمة تنظر لها من

شعرها المبلل لوجهها وعيناها الدامعة وجفناها المحمران

ووجنتيها المحتقنة بالدماء نزولا لشفتيها الزهرية الناعمة

ووصولا لجسدها وروب الحمام الزهري القصير ملتفا حوله

وقالت بدهشة ما أن عادت بنظرها لعينيها

" آه بربك ماريه الآن فقط انتبهت بأنه دخل وأنتي بهذه الهيئة !

لا تقولي بأن هذا لم يحرك فيه ساكنا فسأقرأ عليه فاتحة

الكتاب حينها "

هربت بنظراتها منها وهمست ببحة

" غادري من غرفتي فورا "

ضحكت تلك من فورها وقالت

" في منامك أغادر قبل أن أعلم عن كل شيء "

رفعت الوسادة ورمتها بها قائلة بضيق

" قلت غادري ألا كرامة لديك أبدا ؟ "

بينما تلقت تلك الوسادة بسهولة وقالت بحماس وقد وضعتها

في حجرها

" هيا ماريه قولي أكانت قبلة أم حضن ؟ هيا أقسم لن أسأل

شيئا غيره "

نظرت لها بضيق فضحكت قائلة

" هيا ماريه هي كلمة واحدة ستنطقينها أريد الإطمئنان على

عقل زوجك إن كان سليما أم لا ... قوليها هيا "

تنفست بضيق وهربت بنظراتها لأصابعها التي كانت تلعب

بطرف الحزام وهمست

" بل كليهما "

فانقلبت الجالسة أمامها فورا على السرير خلفها صارخة

بضحكة وقالت

" لو أني رأيت ذلك فقط لأوثق تلك اللحظة التاريخية "

غادرت ماريه السرير قائلة بضيق

" هيا غادري لأغير ملابسي فها قد حصلت على مرادك

من هذه الزيارة "

رفعت المرتمية على السرير وشعرها الكثيف متناثرا حولها

يديها للأعلى وقالت بحالمية

" آآآه ربي ارزقني زوجا مثلها وسيما طويلا يهديني كل هذه

الثياب ولامبرغيني بلون عيناي وقبلات وأحضان وأنا أطلب

منه الطلاق ... لكن ليس باردا متعجرفا طبعا "

وعادت للضحك ما أن رفعت تلك الوسادة مجددا وبدأت بضربها

بها فسحبتها لتسقط معها على السرير تتبادلات الضربات

بالوسائد ضاحكتان


*
*
*

نظرت للتي أومأت لها مبتسمة فبادلتها الابتسامة وقالت

" من هذا الذي أخبروني أنه ينتظرني هنا ؟ "

أشارت لها الواقفة خلف الطاولة الطويلة المقوسة في قسم

الاستقبال بإبهامها لجهة معينة قبل أن ترجع للأوراق تحتها

منهية حديثها مع الواقفة أمامها بينما انتقل نظرها هي حيث

أشارت تنظر باستغراب لصاحب ذاك الجسد الطويل والبذلة

السوداء الأنيقة الواقف أمام اللوحة الجدارية الضخمة موليا

ظهره للمكان يدس يديه في جيبي بنطلونه ، شعرت بضربات

قلبها ترتفع بطريقة مرعبه ما أن مال ذاك الرأس ذو الشعر

الأسود الكثيف للجانب قليلا واتضح لها جزء من ملامحه ...

كيف نسيت من يكونون أصحاب هذه الأجساد المخيفة ؟ كان عليها

أن تعرف هذا دون تخمين فمن قد يثير الاستغراب والرهبة في

النفوس غيرهم وخاصة الواقف هناك ومن حدق بها تلك المرة

بتلك الطريقة وكأنها مجرمة قد تنهي حياة زعيمهم في أي لحظة ،

لكن ما الذي يريده ذاك الرجل منها وكيف عرف اسمها !!

تنفست بعمق تهدئ من ضربات قلبها وليست تفهم ما بها هكذا

وكأنها تلميذة مدرسة تواجهه مديرها لأول مرة ! تقدمت نحوه

بخطوات كانت تتباطئ تدريجيا حتى وقفت خلفه ما أن شعر

بوجودها وقد استدار ناحيتها في حركة واحدة فأخفضت نظرها

فورا وقالت بصوت منخفض

" عذرا .. هل طلبت رؤيتي ؟ "

وما أن أنهت جملتها تلك عضت باطن شفتها لا تفهم ما بها مرتعبه

من الوقوف أمامه ؟ بلى تعرف بسبب ضآلة حجمها المزرية هذه

فهي بالكاد تصل لصدره خاصة أنها ترتدي حذاءً أرضيا مريحا

وكم كانت تحسد غسق في مراهقتهما لأنها أطول من أغلب

فتيات صنوان وتستغرب كيف كانت تتذمر ابنة خالتها تلك من

كونها كذلك ! عليها أن تحمد الله فعلا فكيف كانت ستقف بجانب

زوجها وزعيمهم ذاك إن كانت بحجمها هي !! سيكونان أضحوكة

بالتأكيد .

رفعت نظرها قليلا لحركة يده وقد أدخلها في جيب بنطلون بذلته

الأنيقة الفاخرة وأخرج منه ورقة مطوية لأربع ومدها لها قائلا

بنبرة رجولية عميقة متزنة

" أعتذر إن كان قدومي أزعجك لكن ابن الزعيم شراع أوصاني

بأن أتم هذا الأمر وأردت أن أسلمها لك بنفسي "


نظرت لها بين أصابعه لبرهة قبل أن ترفع يدها وتمسك بطرفها

وتأخذها منه وقد دستها في جيب سترتها فورا ولم يستغرب

الواقف أمامها أن لا تسأل عن فحواها أو تفتحها فهي ستتوقع

بالتأكيد ما ستكون ، عجيبة حقا هذه المرأة حتى أنها لم تستنكر

إتمامه هو للأمر وإحضارها لها هنا وبنفسه ! وجد أنه لا مناص

له من التبرير فقال بذات هدوئه

" أعتذر حقا على كل هذا فأنا رفضت أن أترك للمحكمة مهمة

إرسالها مع أحد مبعوثيها لأني أعلم جيدا أي جواسيس وأذرع

للصحافة هم أولئك الموظفين ولم أجد مكانا أفضل من مكان

عملك لأوصلها لك "

قبضت أصابعها لا شعوريا على الورقة التي لازالت مع يدها في

جيبها ونظرها لم ترفعه به أبدا وقالت بشبه همس

" لست ممن يهتم لثرثرات ستتلهى الصحف بغيرها سريعا ولا

أن تصل هذه الورقة لمنزلي قبلي فهذا ليس عار تختبئ منه

المرأة ... وشكرا لك على أي حال "

ابتسم لا شعوريا يراقب تلك الملامح التي تجاهد لتخفيها عنه

وقد خطت خطوة للخلف فقال قبل أن تغادر

" لن أستغرب ذلك ممن حضت بتلك المكانة في هذه المملكة

وأحيي فيك ذلك بالفعل فقله هم من يديرون ظهورهم لماضيهم

بكل شجاعة وللأبد "

أنهى عبارته تلك وغادر فورا بخطوات أنيقة واسعة جهة الأبواب

الزجاجية للمبنى ونظراتها المصدومة تتبعه قبل أن تمسك جبينها

بأصابعها هامسة

" لا يا إلهي ... ماذا أخبر رماح هذا الرجل أيضا ؟! "

ارتجف جسدها ما أن شعرت بتلك اليد على كتفها والتفتت فورا

للتي غمزت لها بعينها وقالت مبتسمة

" هل يعلم ابن شراع أنك تقفين هنا مع ذاك الطويل الرائع

يا جليلة يونس ؟! "

نظرت لها بصدمة قبل أن تتحول نظرتها للحنق وتحركت من

هناك قائلة ببرود

" لا تبدئي أنتي بتسريب الشائعات يا حفصة .. يكفيني ما سيأتي

لاحقا "

ضحكت تلك من فورها وقد تبعتها وأمسكت بيدها وسحبتها

معها قائلة

" تعالي إذا فثمة مفاجأة لن تتوقعيها أبدا "

توجهت بها جهة مصعد الإدارة وصعدتا به ترفض أن توضح

لها أي شيء وكل ما قالته مبتسمة

" سنصل وتري ذلك بنفسك "

وما أن توقف بهما المصعد وانفتح بابه توجهتا فورا لردهة

الاستقبال الخاصة بقسم الإدارة المطلة على ذاك الممر وما أن

دخلتا هناك وقفت تنظر مستغربة للواقفة مع سكرتيرة ابنة خالتها

وأربعة من سيدات مجلس إدارتها وموظفتان من قسم المحاسبة

وكانت تلك الفتاة فقط الغريبة عنها ! تفحصت ملامحها سريعا

وهي منسجمة في الحديث مع إحداهن مبتسمة ... تبدوا في سن

صغيرة ... أجل صغيرة جدا و ... جميلة ، لا بل رائعة الجمال

وما أكثر النساء الجميلات لكن يبقى بينهن فئة هن الأجمل

ومتميزات عمن في مستواهن وفي كل شيء كما هو الحال مع

ابنة خالتها مديرة مملكتهم تلك ... هذه لا تشبهها في الملامح أبدا

لكنها تشعرك فورا بأنها تنتمي لها بل ... ولذاك الرجل ..

أجل إنها تشبهه أكثر ، اقتربت منهن حتى انتبهن لوجودها

وقد نظرت لها صاحبة تلك العينان الزرقاء الواسعة وابتسمت

لها من قبل أن تعرف من تكون ، ابتسامة رائعة وجميلة مثلها

فبادلتها إياها فورا وقالت بدهشة

" أنتي ابنة مطر شاهين بالتأكيد ؟ "

خرجت ضحكة رقيقة منخفضة من التي قالت فورا

" أنتي أول من لم تنادني هنا بابنة غسق ولابد وأنك السيدة

جليلة ابنة خالة والدتي المقربة "

ضحكت جليلة من فورها وتوجهت نحوها وقد فتحت ذراعيها لها

فاقتربت منها سريعا وتبادلتا الأحضان طويلا ضاحكتان على تعليقاتها

الهامسة بأنها باتت خطرا على والدتها وبأنها ستسرق الأضواء منها ،

وما أن ابتعدت عنها وضعت يدها على رأسها هامسة بابتسامة

" بسم الله مشاء الله ... العين حق وكم أخشى أن تصيبك حقا "


قالت مبتسمة ما أن أبعدت يدها عنها

" حسنا لست بذاك القدر ووالدتي أكبر دليل "

لحظة أن انفتح باب ذاك المكتب وخرجت منه التي نظرت ناحيتهم

نظرة لم يخفى فيها الضيق والعبوس أبدا فهمست لها جليلة ضاحكة

" ليس بعد عودة والدك وهو يتعمد مضايقتها طوال الوقت مسببا

عبوسها وغضبها الدائمين "

عبست ملامحها الجميلة وعلمت فورا أي مكالمة ستكون تلك

التي دارت بينهما وما كانت تتوقع غير ذلك وها هو موقفها

يزداد سوء ومهمتها في الحصول على غفرانها ستكون أصعب

وهي بهذا المزاج ، قالت جليلة مبتسمة في محاولة شجاعة لتبديد

ذاك المزاج السيء والواضح تماما لهم

" جاءت التي ستظهر عمرك الحقيقي يا غسق "

ضحكن موظفات ذاك المكان وعلقت ذات الخمسة وأربعين عاما

ضاحكة

" لابد وأن أبدأ مرحلة تأهيل أبنائي الثلاثة لعله يثمر واحد منهم

سريعا ونختطفها له "

بينما علقت الأخرى مبتسمة

" أنا لديا الشاب المؤهل سلفا ... ضابطا في البحرية ويملك

شركة سياحة ونحاول إقناعه بالبحث له عن عروس أيضا

فيبدوا أنه لم تستطع أي واحدة أن توقع به حتى الآن "

بينما تنهدت الواقفة هناك بضيق ونظرت حولها تتفقد جيوبها

تبحث عن هاتف ابنتها الذي يبدوا أنها تركته في الداخل فبعد أن

أغلق ذاك الرجل الخط في وجهها وأفار الدماء في رأسها بكلامه

واتهاماته تلك ليست تستبعد حتى أن تكون رمته على الجدار قبل

أن تخرج ، نظرت حيث ذاك النقاش الضاحك وكل واحدة تنصب

نفسها خاطبة للتي لازالت تنظر لها بحزن وكانت ستتحدث موقفة

لهن لكن التي دخلت مسرعة تتلقف أنفاسها لم تعطها أي مجال

للحديث وجميع الأنظار قد انتقلت ناحيتها بترقب بسبب تلك

الملامح الشاحبة والنظرات الشاخصة وقد قالت بأنفاس متقطعة

" ألم تسمعوا بما حدث ؟ "

بدأت نظرات الاستغراب بالتهام تلك الملامح قبل أن تخرج جليلة من

صدمتها أولا قائلة " ماذا هناك ؟ "

سحبت تلك نفسا قويا لتعيد اتزان تلك الأنفاس المضطربة وقالت

ويدها على صدرها

" سيارة مفخخة انفجرت أمام القصر الرئاسي وقيل أنها لحرس

الزعيم ابن شاهين والبلاد في حالة فوضى فلا أخبار عن مكانه "

اتسعت الأعين بصدمة والنظرات تنتقل منها للتي شهقت من

فورها قائلة ببكاء ويدها على صدرها

" أبي "

قبل أن يزداد ذاك البكاء حدة تمسك فمها وشهقاتها الباكية

الواحدة تلو الأخرى لتفهم الواقفة هناك عند الباب تمسك فمها

بصدمة أي حماقة تلك التي تفوهت بها دون أن تنتبه أو تعلم

عن هوية تلك الفتاة وكل واحدة ممن هناك قربها تحاول تهدئتها

وطمأنتها قبل أن تتحرك التي تغلبت على صدمتها أخيرا واستطاعت

تحريك قدميها وتوجهت نحو ابنتها وسحبتها لحضنها تدس بكائها

وعبراتها فيه وهمست تحضنها بقوة

" توقفي عن البكاء يا تيما هو كان يحدثني منذ قليل أي أنه

سيكون بخير "

لم يزدها ذاك إلا بكاء وقد قالت من بين عبراتها

" هو أخبرني صباحا أنهم سيغادرون لشرق الهازان في هذا

الوقت .. لن يموت يا أمي لن يتركني .. لا يمكنني استحمال ذلك "

شدت قبضتها لا إراديا ونظرت لابنة خالتها التي استطاعت فهم

رسالتها الصامتة تلك سريعا فنظرت للمتجمعات حولهم قائلة

" يمكننا العودة لما كنا نفعل سيداتي "

فتفرق الجميع فورا ولم يبقى غير ثلاثتهن فأشارت لجليلة بعينيها

فسحبتها من حضنها وحضنتها هي تحاول تهدئة بكائها المتواصل

ذاك وطمئنتها بينما ابتعدت التي أخرجت هاتفها من جيبها مولية

ظهرها لهما واتصلت بالرقم الذي أزعجها صباح اليوم قبل أن

يستغل ابنته ككل مرة ، تنفست بارتياح ما أن أجاب ذاك الصوت سريعا

" أجل يا غسق "

عضت طرف شفتها ومررت إبهامها أسفل ذقنها وصولا لحلقها

تحاول ضبط مشاعرها المضطربة وإخراج صوتها طبيعيا قدر

الإمكان قبل أن تقول

" مطر أنت بخير ؟ ما هذا الذي يحدث معكم هناك ؟ "

وصلها صوته فورا

" ما سمعتموه "

صرت على أسنانها بقوة وهمست من بينها بخفوت

" متعجرف "

قبل أن تقول بضيق

" مطر أنت لا شيء فيك تغير أبدا ... أجب هل كنت هناك ؟

هل تضررت ؟ "

كان صوته ساخرا هذه المرة وإن كانت قد تخللته نبرة مبتسمة

" لست أعلم إن كان سيسعدك ذلك أم لا فمكالمتك الرائعة تلك من

منع وقوع الأسوأ لي واطمئني فيبدوا أن المتعجرف مطر شاهين

باق لك لمدة أطول "

كتمت غضبها تكاد تحطم الهاتف بين أصابعها ، هل كان عليها

أن تقلق عليه فعلا وأن تشعر بذاك الغبي سيخرج من بين أضلعها

ما أن سمعت ذاك الخبر ؟ وبقي الآن أن يتهمها بذلك وبأنها

سارعت للإطمئنان عليه ، قالت من قبل أن يفكر في مهاجمتها بذلك

" ابنتك تبكي منهارة منذ علمت بهذا إن كان يعنيك فعلا أن

تطمئن عليك "

وصلها صوته سريعا

" أعطها الهاتف لأكلمها ، كنت أعلم أنه ليس ثمة امرأة غيرها

في الوجود قد يعنيها أن أكون على قيد الحياة "

شعرت بمزيج من الحقد والألم والغضب المنتقم وبألم طعنة الماضي

تجتاح صدرها من جديد فهمست بنبرة خالية من أي تعبير ودون

شعور منها

" بلى ثمة غيرها .. من تركت كل شيء خلفك و.... "

قطعت جملتها فجأة حين استفاقت لما كانت تتفوه به فأبعدت الهاتف

عن أذنها مصدومة وغاضبة من نفسها درجة الاحتراق في صمت

قبل أن تتحرك من هناك متجاهلة صوت ندائه الواضح

" غسق أجيبي ... غسق يا جبانة "

لم يؤثر بها ذلك مطلقا وهي تتحرك بآلية كالدمية المبرمجة حيث

التي مدت لها بالهاتف قائلة

" هذا والدك تحدثي معه لتصدقي أنه بخير "

مسحت دموعها فورا وأخذت الهاتف منها وما أن وضعته على

أذنها عادت تلك القطرات المالحة للتقاطر من عينيها مجددا

وقالت بعبرة

" أبي أهذا أنت ؟ هل أنت بخير ؟ "

همست بعدها بخفوت باكي

" حمدا لله .. كنت سأجن إن فقدتك "

كتفت الواقفة أمامها ذراعيها لصدرها وأشاحت بوجهها جانبا

وتنهدت بضيق بينما قالت التي كانت تنظر لها بحزن محدثة من

في الطرف الآخر

" بلى سأقولها وأعلم أن الوطن يحتاجك كثيرا لكننا نحتاجك أكثر

منه أبي .... كن بخير من أجلنا أرجوك "

" أجل أبي كن مطمئنا قسما لن أفعلها مجددا ولن أغادر إلا بعلمكما

كليكما وليس هي فقط "

" أحبك أبي اعتني بنفسك جيدا "

مدت لها بهاتفها ما أن انتهت مكالمته لها تمسح بيدها الأخرى

الدموع عن وجنتيها ومسحت يد جليلة على ظهرها وقد قالت مبتسمة

" حمدا لله على سلامته ، موته بالفعل خسارة للبلاد بأكملها "

قالت غسق ناظرة للتي عادت للهمس حامدة الله تمسح بقايا دموعها

ولازالت شهقاتها تعبث بأنفاسها القصيرة

" وأنتي عليك العودة للمنزل يا تيما وأنا سأكون هناك بعد ساعتين "

نظرت لها بحزن وكانت ستتحدث لكنها تراجعت في آخر لحظة

لوجود قريبة والدتها ومكتب سكرتيرتها المفتوح بحيث تستطيع

رؤية وسماع مايحدث خارجه

فهمست بحزن مغادرة من هناك

" حسنا "


*
*
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 25-11-17, 01:45 AM   #4419

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


خرجت من الحمام وتوجهت جهة التي كانت تمسك بالهاتف

وأخذت السماعة منها وأعادتها مكانها قائلة

" أمي ما الذي تريدين فعله ؟ "

وقفت تلك من فورها ونظرت لها قائلة بضيق

" ما كان علينا فعله منذ الفجر طبعا وهو مغادرة هذا المكان والبلاد "

أمسكت بيدها وقالت برجاء

" أمي لم يكن هذا اتفاقنا قبل أن نصل هنا ، اتركينا نبقى ليومين

فقط أمي أرجوك لا يمكنني المغا.... "

سحبت يدها منها بقوة قائلة بغضب

" بل لن نبقى هنا ليوم آخر ولن تغادري هذا الفندق أبدا ولن

تقابلي ابن شراع ذاك مجددا ، أقسم لولا رجال ابن شاهين الذين

أرسلهم لنا واحتراما له ما أتيت ، يعجبك جدا العرض الذي قدمته

أمامهم وأنتي ترتمي في حضن ذاك الرجل ؟ قسما لولا الحياء من

الناس الذين استقبلونا في منزلهم لكنت سحبتك من شعرك وخرجت

بك من هناك ، لم أكن أعلم أن ما يحدث في المسلسلات المكسيكية

سأراه واقعا أمامي يوما ما ! ومن بطلة المشهد ... ؟ ابنتي !!

لو كان شقيقك معنا لكان قطع عنقك وعنقي ، ألا يكفي أنه لم

يكن مقتنعا وما أجبره إلا طلب ابن شاهين حظورك دون نقاش "

ملأت الدموع سريعا عيني الواقفة أمامها وحركت يديها بعشوائية

قائلة بأسى

" لما تلقي باللوم عليا فيما تغلبت عليا مشاعري فيه ؟

أنتي وشقيقي والجميع يعلم من رماح وما كان يعني له ولي قبله

وأكثر منه فما كان سهلا عليا أن أراه أمامي في تلك الحالة وبعد

كل هذه الأعوام وأنا من علمت ذاك اليوم فقط بأنه فعل ما فعل من

أجل صديقه ولم يتزوجها فعلا "

وسرعان ما تدحرجت دموعها تباعا وضمت قبضتها لصدرها

قائلة ببكاء

" اشعري بموقفي أمي ، أعلم بأني أخطأت وتجاوزت حدود ديني

وتربيتي لكن حاولي أن تكوني مكاني أقسم أني ما أن رأيته أمامي

على ذاك الكرسي لم أعد أعلم ما فعلت وفيما كنت سأفكر أساسا ،

اتركينا نبقى ليوم واحد فقط أمي أرجوك وأراه وأتحدث معه

مجددا وفي وجودك "

نظرت لها نظرة فهمت فورا ما سيكون الجواب معها وقد

صدقت ظنونها سريعا حين قالت بغضب

" لو كان يعنيه أمرك ما تركك تغادرين منزل شقيقته ولكان

هو من سعى خلفك اليوم ليتحدث معك يا ناقصة العقل والدين "

وتابعت مغادرة من هناك ولم يؤثر بها تلك الدموع

ولا البكاء المؤلم

" وسنغادر من هنا فورا ... كلمة قلتها ولن تناقشيني فيها "

تبعتها بنظراتها الدامعة حتى دخلت الغرفة وضربت الباب خلفها

فجلست ورفعت سماعة الهاتف وطلبت الرقم الذي حفظته

عن ظهر قلب ما أن نظرت له البارحة ونظرها على باب تلك

الغرفة المغلقة فحتى هاتفها حجرت عليه والدتها عندها ، حمدت

الله أن أجابت من في الطرف الآخر سريعا فهمست ما أن

سمعت صوتها

" جليلة أريد أن أتحدث مع غسق سريعا أرجوك "


*
*
*
فتحت العلبة المخملية ذات اللون الأحمر القاتم وأخرجت منها

الخاتم المرصع بالألماس أولا وألبسته لها في أصبعها الرقيق

وقالت مبتسمة

" جيد على قياسك تماما يا يمامة "

وتابعت وهي تلف ذاك السلسال المماثل له في بريقه وجماله

حول عنقها لتتدلى ماساته الثلاث على صدرها

" نعلم أن عاداتكم لا تسمح بأن يلبس الرجل خطيبته هذا

ولا نحن مقتنعون بذلك لذلك أخذت مكان ابني وأتمنى أن

تعجبك يا يمامة "

وراقبت عيناها بحنان التي قالت مبتسمة تتلمس ذاك السلسال

بأصابعها ونظرها عليه

" إنه جميل حقا شكرا لك عمتي "

ابتسمت وأخرجت السوار وألبستها إياه أيضا قائلة

" هذا أقل بكثير من قدرك بنيتي وسنقوم بواجبك يوم زفافكما

فاعذروا أنتم تقصيرنا فما تسمى هذه بخطبة أبدا "

وتابعت وقد أشارت لكل العلب والأكياس المرتبة في الزاوية

" تلك الأشياء من أجلك أيضا وبعض الهدايا لعائلتك "

كانت تود شكرها تود أن تحضنها بقوة وتبكي في ذاك الحضن

ليس من أجل كل هذا فقط بل ومن أجل تحرير شقيقها يمان من

سجنه هنا ودمار مستقبله من أجلها لكن الجالسة معهما

ومن لم يكن يعجبها شيئا مما يحدث أمامها قطعت عليها

أمنياتها تلك وبترت أحلامها البريئة كالعادة حين قالت ببرود

" ألست تري معي يا سيدة جوزاء أن يمامة صغيرة جدا على

الزواج وأن والدها لا ينصفها بإجبارها ؟ "

نظرت لها تلك الأحداق الرمادية الواسعة بصدمة وسرعان

ما أسدلت جفنيها عليهما ما أن بادلتها تلك بنظرة غاضبة

وقالت جوزاء وقد مسحت على يدها بين كفيها

" يمامة هلا تركتنا وحدنا قليلا "

وقفت من فورها وغادرت من عندهما حزنها الصامت يرافق

خطواتها الكسيرة وجل ما تخشاه وفكرت فيه وقتها بأن تلك

المرأة ستقتنع بحديث زوجة والدها ولن يتحقق حلم شقيقها أبدا

وسيموت ذاك الأمل الذي بات يشع من عينيه والذي لم تراه

فيهما سابقا ، ولم تكن لتعلم أو لتتخيل أن ما حدث وراء الباب

الذي أغلقته خلفها مختلف تماما وقد نظرت جوزاء للجالسة

أمامها وقالت

" بحسب حديث زوجي فوالدها وشقيقها قالا بأنها موافقة تماما

فما المشكلة في زواجهما ؟ "

قالت تلك من فورها وبامتعاض

" يمامه صغيرة ولن تستطيع تحمل مسئولية منزل وزوج ،

هذه أمور لا يعرفها الرجال "

قالت جوزاء ومباشرة أيضا

" الخدم في منزلنا ضعف عدد ساكنيه أي أنها لن تتحمل

مسئولية شيء أكثر من أن تستحم وتغير ملابسها "

زمت تلك شفتيها بحنق وقالت

" هذا شق فقط من حديثي "

قالت جوزاء من فورها

" الشق الآخر اتفق فيه أبان مع شقيقها وكوني مطمئنة

فلن يدخل ابننا بها قبل أن تكون مستعدة لذلك وبموافقتها

ورضا تام منها أيضا وهذا ما أتحمل أنا مسئوليته "

قالت التي شعرت بأنها حاصرتها فعلا

" إذا لا حاجة لأن يتزوجا قبل ذلك الوقت الذي تقولين عنه

ولتبقى مجرد خطبة "

تنفست جوزاء بعمق متمتمة بالتعوذ من الشيطان فهي لم تحب

هذه المرأة أبدا ما أن رأتها ولا تستبعد أن جميع ما قالته ابنتها

بثينة عن الفتاة هي السبب فيه وجل ما تخشاه أن تجعل زوجها

يغير رأيه في زواجها ، لكنها لن تخسر حربها أبدا وستخرجها

من هنا وإن دفعت من مالها لوالد الفتاة ليوافق ، رفعت ذقنها

وقالت بثقة

" وأنا اصر على زواجهما كي لا تفوتنا لغيره ولا مانع من الأمر

بما أن رجلا العائلة موافقان "

غزى الضيق بوضوح ملامح الجالسة أمامها والتي قالت فورا

" لا أصدق أن شقيقة الزعيم مطر شاهين تفعلها وتخترق

القوانين لتزوج ابنها من طفلة ! "

وقفت جوزاء ورفعت حقيبتها وقالت
" لتكوني مطمئنة فقط فقد تحدثت مع شقيقي في هذا ومطر بلسانه

قال بأن القوانين الوضيعة بالكامل ستتغير ومن ضمنها تحديد

سن زواج الفتيات وها نحن نراه ينفذ ذلك منذ أيام وقد بدأ

بقوانين الميراث والطلاق والمعاملات التجارية والقادم

سيكون أكثر حتى تلغى جميع تلك القوانين ، ويمامة بما أنها

موافقة ولم تصرح لي برفضها فلن تكون إلا لإبني فلن نجد

أفضل من فتاة هي شقيقة يمان ... رحم الله من أنجبته وربته "

نظرت بعدها جهة باب المنزل متجاهلة تلك النظرات الغاضبة

وقالت

" الخادمة التي جاءت برفقتي في الخارج وستبقى هنا حتى

تغادر مع يمامة لمنزلها لتقوم بكل ما تحتاجه وتحتاجونه

فخطيبها من طلب إرسالها لها "

وكان ذاك الأمر الوحيد الذي نطق به وبعبوسه الذي قابلها به

وقت مجيئها إلى هنا بسبب شجارهما صباحا ولم تعارض الأمر

وأحضرت الخادمة معها لأنها موقنة من أن أبان يعلم عن حياة

تلك الفتاة ما تجهله هي ولا تستبعد أبدا أن تكون خادمة لدى

هذه المرأة ، ما أن أنهت عبارتها تلك غادرت جهة باب المنزل

ودون حتى أن تكلف نفسها بتوديعها ولا أن تتبعها تلك للباب ،

فقط نظراتها الكارهة من رافقتها حتى خرجت وقد همست بحقد

" لن تستمر هذه الخطبة ولا على جثماني "

انفتح باب الغرفة على اليسار وخرج منها اللذان ركضا فورا

جهة كل تلك الأشياء المغلفة وقد تحررا من سجنهما أخيرا

وانفتح باب غرفة يمامة وخرجت منه ما أن سمعت صراخهما

الحماسي وضحكاتهما فصرخت فيهم الواقفة هناك بغضب

" لغرفتكما فورا ... وأنتي يا يمامة خلفهما ولا تخرجي حتى يناما "

تحركت التي لا حيلة لها في كل هذا ناحية التوأمان الواقفان

منتصف الصالة وأمسكت بأيديهما وتحركت بهما جهة الغرفة

التي خرجا منها على أصواتهما الطفولية المتذمرة رفضا لأن

لا يريا كل تلك الأشياء ، وما أن اغلق الباب خلفهم نظرت

لتلك الخادمة قصيرة القامة نحيلة الجسد التي أصبحت تقف

عند الباب بعد أن غادرت سيارة من جلبتها معها وأشارت لها

على الأشياء المكومة هناك قائلة بأمر

" أجلبي هذه واتبعيني "

امتثلت تلك لأوامرها فورا وحملت ما استطاعت حمله منهم

وتبعتها تسير خلفها بصعوبة حتى خرجتا من الباب الخلفي

للمنزل وتوجهت جهة باب حديدي فتحته وقالت تشير لها على

الغرفة المليئة بالتبن وعلف الدجاج

" ارميها هنا واذهبي لجلب الباقي ، أريدها جميعها هنا مفهوم "

دخلت بهم فورا ووضعتهم هناك وخرجت تنظر لها بخوف

وقد قالت

" أين أغراضك أنتي ؟ "

ارتجفت الخادمة بخوف وقالت

" حقيبة ثيابي لازالت أمام باب المنزل سيدتي "

" وهاتفك ؟ "

دست يدها في صدرها فورا وأخرجته ومدته لها قائلة

" ها هو سيدتي "

أخذته منها فورا لتضمن أنها لن تكون جاسوسة لسيدتها تلك

وتحركت جهة باب المنزل مجددا وتلك تتبعها قائلة

" ما أن تنهي عملك ستتوجهين للمطبخ فورا لتنظيفه وستقيمين

في غرفة يمامة لا مكان لك غيره ثم كلاكما من ذات المستوى "

تبعتها تلك بقلة حيلة تترحم على سيدتها التي لم تعمل عند

واحدة تشبهها سابقا وجل ما تتمناه أن يتزوجا سريعا ولا يطول

بقائها في ذاك المنزل ومع هذه المرأة .


*
*
*


وضع رماح جهاز التحكم الخاص بالتلفاز عند جانبه الآخر من

السرير فتنهد الجالسان قربه بيأس من أن يرضخ لطلب أي منهما

والكاسر يريد متابعة مباراة فريقه الانجليزي المفضل أما الجالسة

تتكئ على صدره ويريح هو ذراعه على كتفيها فقد يئست أيضا
من أن تقنعه لتشاهد مسلسلها وكان عليهما تحمل الاستماع

للمزيد من القنوات الإخبارية نزولا عند رغبة صاحب الغرفة

والذي قالها لهما وبكل برود

( كل واحد منكما يملك غرفة وتلفازا كحجم هذا فليذهب ويتابع

ما يريد )

لكن رفضهما لتركه وحيدا جعلهما يتنازلا عن رغبتهما

وإن مكرهين . ضمها الكاسر بذراعه وقبل رأسها المتكئ

على صدره حين لعبت أناملها بأصابعه وقد ضغطت عليها

لا شعوريا وملأت دموعها مقلتيها الزرقاء الواسعة وعضت

طرف شفتها ما أن ظهرت صورة والدها في الشاشة المسطحة
الواسعة المعلقة على الجدار يحيطونه رجاله وحرسه من كل

جانب ويسير بجانبه عمه صقر وفي الجانب الآخر كان

من نغص نومها البارحة وجعلها تفر لمنزل والدتها صباحا

ولأجل غير مسمى ليست تعلم هربا منه أم من نفسها وها هي

تكتشف الآن بأنها اشتاقت له أسرع مما كانت تتصور رغم ألم

اقترابها منه ، حاولت تشتيت نظراتها عنه لجميع من في تلك

الشاشة عداه لكنها كانت تعود وتنظر لتلك الملامح الرجولية

الوسيمة لا شعوريا وذاك المشهد يتكرر دون توقف ودون أن

يرحمها الجالس هناك بأن يغير القناة فحاولت التركيز مثلهما

فقط على صوت المحلل السياسي وصاحب المداخلة الهاتفية

وصورة والدها وذاك يقول بصوت جهوري مرتفع

( من الذي من مصلحته أن يختفي هذا الرجل سوى من

لا يريدون للبلاد أن تنهض بنفسها مجددا وأن تقام دولة

القانون والعدالة ، منذ اغتيال الزعيم شراع ونحن نعيش

كابوس عودة البلاد لما كانت عليه في الماضي حتى رأت

الأعين هذا الرجل البطل وقدماه تدوسان أرض الوطن مجددا ...

هل ستلد لنا البلاد مطر شاهين في كل مرة ؟ لا قطعا فلن

تنجبه أي امرأة وجميع النساء اثبتن عجزهن عن ذلك

ونحن نرى نماذج تخجل منها الحرائر وهم يرسلون البلاد

للهاوية بأيديهم ، متى عرفت البلاد جهازا لمكافحة الفساد

قد طال حتى كبار رجال الدولة ورجال الأعمال إلا الآن !

متى رأينا الكبار من رجال الجيش يحاكمون عسكريا

ويحاسبون إلا هنا ! الزعيم شراع كبلته سابقا الأحزاب

والبرلمانات واتخاذ أسلوب الاستفتاء على القوانين ورضخ

خوفا من الفتنة وحروب القبائل أما اليوم فمن سيرعب

هذا الرجل أو يقيده ؟ لا أحد ولا شيء إنه يضرب بيد من

حديد كل من يقف في وجه ، بالأمس كنا سنفقد حدود البلاد

وسندخل لمتاهة لن نخرج منها أبدا واليوم نراها مؤمنة أكثر

من الداخل بفضل عقل هذا الرجل الذي لم يغفل شيئا ، بالأمس

كاد المتمردون أن يقتحموا معسكر فزقين ومخازن الدخائر

والأسلحة الثقيلة والمطار العسكري التابع لها وتدخل البلاد

في حرب ودماء لن تتوقف قبل أعوام طويلة وما أن أشار فقط

بسبابته في وجوه قبائل تلك المنطقة مهددا سلموها له طوعا

وطردوا تلك الشراذم ، هل ترون صمت ابن شاهين عما يحدث

في بعض مدن صنوان خوفا منهم ؟ لا ورب الكعبة فهي القوة

في أوجها وهو من يفكر في السلم وحقن الدماء قبل كل شيء

ويوم سيقرر ضربهم بالحديد والنار لن يمسكه أحد ولا شيء ،

فمن من مصلحته أن يموت هذا الرجل غير المارقين عن

القانون أمثالهم ، أم سنلبس التهمة وبكل جهل للمتطرفين

الذين لم يعد لهم وجود منذ أعوام !

هل بتنا نفكر فقط وبكل جهل من سيحكم البلاد ومن الأحق

من غيره وعدنا لصنوان والهازان والحالك والأقاليم المتناحرة

من أجل شيء لن يحصل عليه ثلاثتنا إن بقينا على هذا الحال

وهذه الأفكار ؟ نرى اليوم البعض يحرضون غيرهم متحججين

بأن مطر شاهين يسعى لحكم البلاد وأن الحالك ستنهب كل شيء

أي كلام جاهلين هذا ! ... "

قطع الكاسر انسجامهم ذاك بأن مرر أصابع يده في شعره قائلا

بضحكة

" لما لا تغير هذه القناة ؟ نخشى أن تغتر علينا إحداهن بوالدها

إن استمعت لأكثر من ذلك "

ضحك رماح وقالت التي نظرت لصورته بفخر وحزن

" لن أحتاج لسماع ما يقال لأعلم من يكون مطر شاهين فأنا أكثر

من علم ما قدمه لأعوام لهذه البلاد يربط ليله بنهاره ويقدمها

على نفسه دون أن يطلب مقابلا أو ينتظره من أحد "

ساد الصمت التام من طرفهما فنظرت لهما قبل أن تنتبه أيضا

للواقفة عند باب الغرفة والتي دخلت وحملت جهاز التحكم

وأغلقت التلفاز قائلة

" للخارج كليكما فعليه أن ينام الآن ويرتاح "

وقف الكاسر من فوره وسحب الجالسة بجانبه معه من يدها قائلا

" بسرعة قبل أن تأمرنا بالنوم أيضا "

تبعته ضاحكة وقالت وهما يخرجان

" شرط أن نلعب شوط شطرنج آخر "

ابتسم رماح يراقبهما حتى اختفيا ونظر للتي كانت تبعد هاتفه

والأدوية عن السرير وقال مبتسما

" سبحان من جملها قلبا وقالبا ! ابنتك سيحار والدها لمن

سيعطيها من كثرة ما سيتهافت عليه خاطبيها "

غطت جسده باللحاف قائلة ببرود

" ابنتي صغيرة على كل هذا فلتنهي دراستها وتكبر أولا فهي

ستدخل الثانوية العام القادم فأي زواج هذا الذي تتحدث عنه ؟ "

قال بذات ابتسامته يراقب ملامحها الجميلة العابسة

" إن كنت مستاءة من أحدهم أو من أجله فلا تنفسي عن ذلك

بي فأنا لست صغيرا لتجبريني على النوم وأعيدي لي جهاز

التحكم فورا "

استوت واقفة ونظرت له وقالت بضيق

" الطبيب أوصى كثيرا على أن تنام جيدا لأنه الوقت الوحيد

الذي لن يكون مجهدا لعضلاتك يا رماح وأنت نمت متأخرا البارحة

واستيقظت باكرا فأين العشرة ساعات التي أوصى بها الطبيب

راحة لك ؟ أي ثمان ساعات في الليل وساعتين في النهار

أحببت ذلك أم لا "

تنهد مستسلما واستلقى يدفع جسده مستندا بمرفقيه فقبلت

جبينه وقالت مغادرة

" اطلبني فورا إن احتجت شيئا اتفقنا ؟ "

" غسق "

أوقفتها نبرته صوته الهادئة المترددة قبل ندائه باسمها

والتفتت له فورا فقال يتجنب النظر لعينيها

" هل سافرت جهينة ووالدتها ؟ "

شعرت بقلبها تمزق ألما على حاله وحال تلك الفتاة فأغمضت
عينيها لبرهة متنهدة بعمق ثم فتحتهما وقالت ناظرة له

" لا أعلم يا رماح ونزولا عند رغبتك لم أراها أو أستفسر عنهما "

أومأ برأسه موافقا دون أن يعلق بشيء وكانت ستتحدث رغم

أنها تعلم بأنها عبثا تحاول لولا أوقفها رنين هاتفها فأخرجته من

حقيبتها ونظرت للرقم باستغراب قبل أن تجيب قائلة

" نعم من معي ؟ "

أتاها الصوت الأنثوي الباكي فورا

" غسق أنا جهينة والدتي تريد أن نسافر رغم رفضي وإصراري

عليها وأنا لا أريد الابتعاد عن رماح ، غسق ساعديني

في هذا أرجوك "

نظرت للذي كان يحدق بالسقف ولا يعلم عما يدور بينهما

ولا مع من تتحدث ثم غادرت فورا جهة الباب وخرجت

منه هامسة

" حسنا يا جهينة كل شيء سيكون على ما يرام توقفي أنتي

عن البكاء ولا تسمحي لها بأن تأخذك وتغادر حتى أصل أنا

أولا وإن ربطتها بعارضة السرير اتفقنا ؟ "

سمعت تلك الضحكة الأنثوية المكتومة وسط ذاك البكاء المنخفض

وهمست من فورها

" حسنا ... أنتظرك فلا تتأخري أرجوك "

أنهت المكالمة معها وواصلت سيرها جهة باب المنزل بخطوات

سريعة فبما أنها فعلتها واتصلت بها بنفسها كما اشترط فلن

تتركها تغادر بها أبدا خصوصا بعدما رأت تلك النظرة الحزينة

في عيني شقيقها منذ قليل .

" أمي "

وقفت مكانها ممسكة بمقبض الباب ونظرت للتي أصبحت

واقفة خلفها مباشرة تنظر لها بحزن والدموع قد وجدت سريعا

مكانا لها في تلك الأحداق الواسعة حين همست ببحة بكاء

" استمعي لي أمي أرجوك "

كان قلب الأم داخلها أضعف من أن تقاوم ذاك الصوت الرقيق

الباكي مناديا لها بتلك الكلمة وتلك الدموع في عينيها لكنها

أخطأت ولا تريدها أن تستهين بالأخطاء أبدا بما أن المدعو

والدها أرسلها اليوم مجددا وكأن شيئا لم يكن ، أدارت المقبض

وفتحت الباب وقالت مغادرة

" عليا الخروج سريعا وسنتحدث لاحقا "

لكن تلك اليد لم تسمح لها بالخروج وقد أمسكت يدها

وقالت برجاء

" أمي عليك أن تستمعي لي أولا ولن تغادري من هنا حتى

أعلم بأنك لست غاضبة مني "

تنهدت بضيق قائلة " تيما أنتي متى ستتصرفين .... "

قاطعتها برجاء باكي لازالت تمسك يدها بقوة

" أقسم لم أكن أقصد أن أفزعك أو أزعجك قسما أني

ظننت أنه جدي هو القادم من فرنسا ومن سيسمح له والدي

بأن يقيم معنا في المنزل لذلك ذهبت دون أن أخبر أحدا "

شعرت بانقباض غريب في قلبها .. لا ليس غريبا فها هو الشعور

بتلك المرأة يزداد قربا ولا تفهم لما هي حمقاء هكذا لماذا ؟

كانت ترفض أن تسألها عن أي أمر يخص أي امرأة دخلت حياته

وهو هناك وليست تعرف كيف خرج صوتها حين قالت

" ومن تكون هذه التي أ.... من يكون هذا الشخص يا تيما ؟ "

رطبت شفتيها بلسانها وهمست وقد أسدلت جفنيها على تلك

الأحداق الزرقاء المغمورة بالدموع

" ابن عمة والدي واسمه ... قاسم "

" من !! "

تلك الصرخة المستنكرة من الواقفة أمامها جعلتها ترفع نظرها

لها فورا وقد فتحت فمها مصدومة ما أن صرخت بغضب

" هل تذكر ذاك الرجل الآن أن يأتي ؟ أين كان كل تلك الأعوام ؟ "

نظرت لها باستغراب من غضبها ذاك منه وهمست

" كان مع من كانوا في لندن و..... "

سحبت يدها منها وصرخت فورا

" سحقا لوالدك ولرجاله بأكملهم .. متى سيتعلمون أن ما يفعلونه

يدمر غيرهم نهائيا ؟ متى سيشعر أولئك المتحجرين ؟ هل تذكر

ذاك الشاب الآن أن له وطن وعائلة ؟ ماذا عن والدته التي

ماتت تناجي شوقها إليه ليست تعلم حتى إن كان ضمن الأحياء

أم الأموات "

فتحت فمها عدة مرات وأغلقته والدموع تملأ عينيها مجددا

ولم تعرف ما الذي آلمها تحديدا في كل ما قالت ؟ دعائها على

والدها وجدها وذاك الشاب معهما أم أن فردا آخر من عائلتها

بل وليس أي شخص ها هو ينال وسام كره والدتها الشديد له ،

مسحت عينيها سريعا قبل أن تفضحها دموعها وهمست تنظر

لها بحزن

" هو كان محتجزا في الهازان لقد كان مسجونا هناك ولم يخر.... "

قاطعتها وقد تحركت من هناك قائلة بضيق

" حجة أسخف من أن يقنع بها شخصا توارى تحت التراب "

راقبتها بحزن والدموع تملأ حدقتيها مجددا ولازال صوتها الحانق

يصلها بوضوح رغم خروجها

" لعل والدك أشبع غروره الآن وهو يصنع نسخا عنه في كل مكان "


*
*
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 25-11-17, 01:47 AM   #4420

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


" زهور يمكنك الجلوس مكانك "

تجاهلت ذاك الصوت الرجولي العميق مجددا وبقيت واقفة حيث

هي بعناد ترفض أن تتحرك من مكانها ، لم تتمنى الموت حياتها

كما تمنته اليوم وشعرت بأنها والجدار المقابل لها سواء فبأي حق

يعاملها هكذا كطفلة في مدرسته ثم وما أن ينهي سخريته وطلبه

منها يطلب منها الجلوس ؟ لن تتحرك من مكانها مهما كرر ذلك

كل حين وستتحمل ألم ساقيها مهما طالت المحاضرة وبعد خروجه

من هنا فليفعل بها ما هو أسوء من هذا إن رآها مجددا .

قرر أن ينهي المحاضرة أخيرا بعد قرابة الثلاث ساعات قضتها

واقفة حتى تخدرت قدماها اللتان لم تحركهما من مكانهما أبدا

وكأنه يتعمد أن يوقفها أكبر وقت ممكن أو أن يكسر عنادها

لتتعب وتقرر الجلوس ، وما أن بدأ بجمع أوراقه يتحدث عما

عليهم البحث عنه قبل محاضرتهم القادمة تحركت جهة حقيبتها

ومذكراتها وحملتهم وغادرت القاعة من قبل أن يخرج هو ليست

تهتم برأيه ولا ما سيكون عقابه القادم لأنه لن يطبقه عليها ،

غادرت الجامعة وركبت سيارتها وغادرت من هناك فورا وفي

ذات الطريق الذي جاءت منه حتى وصلت منزلهم ونزلت ضاربة

بابها بقوة ودخلت من فورها متوجهة حيث والدتها التي كانت

في المطبخ مع الخادمة والتي نظرت لها ما أن دخلت وقد نزعت

قفاز الفرن من يدها قائلة

" ما بك عابسة هكذا ؟ ثم أليس أمامك محاضرة أخرى حتى

الرابعة عصرا ! "

تنفست بقوة وغضب وقالت

" لن أذهب لتلك الجامعة مجددا "

نظرت لها والدتها بصدمة قبل أن تقول بضيق

" ما هذا الجنون يا زهور ؟ من التي أصرت على الدراسة في

كلية التجارة غيرك لتغيري رأيك الآن والفصل الدراسي

يكاد ينتهي ! "

نفضت يدها والحقيبة فيها قائلة بحنق

" لم أعد أريدها ولن أذهب هناك مجددا ولن أقابل ذاك الرجل "

" ما بها ابنتي غاضبة ؟ "

التفتت فورا للواقف خلفها ببذلته الرسمية الرمادية الأنيقة

يمسك حقيبته في يده وقد عاد للتو من عمله .. من رباها

منذ كانت طفلة وعاملها كابنته وليس ابنة لزوجته وهو من لم

يرزق بالأبناء من زوجته السابقة فطلبت الطلاق منه ، قالت باستياء

" أبي أريد تغيير دراستي أنت قلت أني أدرس ما أريد أليس كذلك ؟ "

اقترب منها وحوط كتفيها بذراعه وقال سائرا بها في الاتجاه الآخر

" ما هذا الذي يجعل زهرتي الجميلة تترك التخصص الذي تحبه

وقد عاندتني ووالدتها لتدرسه ؟ "

عبست ملامحها الرقيقة وعلمت ما سيكون رأيه من المقدمة التي

أتحفها بها وكأنه يذكرها بأنه وقف في صفها حين اختارت ما تريد

دراسته ، جلس وأجلسها قربه فرفعت شعرها القصير خلف أذنيها

وقالت ناظرة لعينيه برجاء

" إن أخبرتك بكل شيء أتعدني بأن تنصفني ؟ "

مسح بإبهامه تحت جفنها الواسع وقال مبتسما

" أعدك فهيا أخبريني ما سبب هذا القرار المفاجئ ؟ "

نظرت للتي وقفت أمامهما يداها وسط جسدها تنظر لها بحنق قبل

أن تنظر ليديها في حجرها وتنهدت بحزن وبدأت تسرد ما حدث

معها منذ البداية حتى اليوم وما أن انتهت نظرت للذي كان يستمع

لها بانتباه وقد قال مبتسما

" أنتي إذا السبب وراء مغادرة ماريه وإغلاق منزل عمها وجميع

أعماله واختفائه حيث لا أحد يعلم مكانه حتى الآن ؟ "

ابتسمت ببرآءة ورفعت كتفيها قائلة

" كنت أريد فقط أن تخرج ماريه من هنا والباقي كان

خارج مخططي "

ضحك وقال

" جيدا فعلت يا زهور "

" عبد الرحمن !! "

تحدثت الواقفة أمامهما بضيق تنظر له تحديدا فابتسم وعاد

بنظره للجالسة بجانبه وقال

" لكن قرار ترك الجامعة ليس صائبا يا زهور وأنا لن أوافق

عليه أبدا "


قالت بتذمر يائس

" أبييي "

شد شحمة أذنها وحركها برفق مبتسما وقال

" هل لي أن أفهم يا مشاكسة كيف تكون من فعلت كل ذلك

جبانة هكذا وتهرب من مواجهة استاذها "

لمست أذنها لا شعوريا ما أن أبعد يده وقالت بأسى

" بعد أن أخبرتك بكل ما فعله اليوم تقول هذا ؟ "

وقف وقال ناظرا لها

" أجل فأثبتي لذاك الشاب أنك أقوى من أن يهزمك ؟ أنتي

التي لم تعجزك مادة سابقا وكانت والدتك تلقبكما أنتي وماريه

بفأرتا الكتب تهزمي أمام مادة ليست سوى مادة قانون لا تمت

لتخصصك الأساسي بأي صلة ! "

كانت ستتحدث والسخط باد على ملامحها فسبقها قائلا

" اعتبري الأمر تحد وأثبتي له أنك أقوى من أن يهزمك فلن

يستطيع أن يخسرك المادة وأنتي متفوقة وأعدك أن أتدخل

إن لزم الأمر ذلك نهاية العام "

عبست ملامحها الحزينة وتمتمت بأسى

" لكني خسرت كرامتي أمام الجميع "

قال بذات ابتسامته المحبة

" بل حين رفضت العودة للمدرج أثبتي للجميع أن كرامتك

فوق كل شيء وأولهم استاذك ذاك "

زاد عبوس ملامحها حتى كادت أن تبكي وقالت

" لكن الأسوء أني خرجت من المحاضرة فور أن انتهت

وقبل أن يخرج هو لأني كنت عازمة على أن لا أرجع أبدا

لتلك الجامعة "

ضحك ووضع يده على رأسها ولعبت أصابعه بشعرها القصير

الناعم وقال

" لا أريدك أن تخسري أمام نفسك قبله يا زهور ولست

أصدق أن المشاكسة الشجاعة دائما تهرب من هذا ! "

أنهى كلماته تلك وغادر ووالدتها تتبعه تراقبهما نظراتها

العابسة اليائسة بعد أن فقدت الأمل في أن يقف في صفها ،

رفعت وسادة الأريكة وضربة بها وجهها متمتمة بقهر

" سحقا لي ولماريه ولزوجها ومحاميه الأخرق ذاك "


*
*
*
وصلت بهو الفندق ولازالت تضع النظارات الشمسية الكبيرة

على عينيها وبحثت بنظرها في الأرجاء حتى وقع على الواقفة

بعيدا تنظر أيضا لما حولها بحثا عنها ويبدو التوتر واضحا جدا

عليها فاقتربت منها سريعا وسحبتها من يدها حتى كانتا خلف

العمود الرخامي الضخم المذهب ورفعت نظارتها فوق حجابها

وقالت هامسة

" أين والدتك الآن ؟ ألن تشك بشيء ؟ "

حركت رأسها بالنفي فورا وقالت

" ما تزال في الأعلى ولن تشك أبدا فهي لا تعلم أني أملك رقم

هاتفك ولا هاتف جليلة وكل ما تعلمه أني هنا لطلب سيارة تقلنا

للمطار فهي قررت أن نسافر بالطائرة هذه المرة وكل ذلك كي

لا نبقى هنا لوقت أطول "

وسرعان ما ملأت الدموع عينيها وأمسكت بيدها قائلة برجاء

" لا أريد المغادرة قبل أن أراه يا غسق ، بل لا أريد أن أبتعد عنه

أبدا ، والدتي لا يمكنها فهم هذا وإن أخذتني من هنا فلن

أرجع مجددا "

شدت على يدها بيدها الأخرى وقالت ناظرة لعينيها

" جهينة عليك أن تعلمي أولا أن رماح قد يعيش مقعدا للأبد

بل وقد تزداد حالته لأسوء من هذا "

حركت رأسها وهمست والدموع تتقاطر من عينيها

" ليس يعنيني كل ذلك يا غسق أريد فقط أن نكون معا فلن

يعلم أي منكم ما يعنيه لي وهو الرجل الذي أحببته منذ أعوام

طويلة فكيف سيكون طعم حياتي وهو بعيد عني ؟ لقد جربت

ذلك سابقا وما أقساه "


رفعت يدها لوجهها تمسح دموعها من وجنتيها تكابد أيضا

الدموع التي ملأت تلك الأحداق السوداء الواسعة فهي قاست

ذلك مثلها تماما وتعلم ما معنى ذاك الشعور لكنها لا تمتلك صفة

الغفران التي امتلكتها هي وإن وجدت التبريرات مثلها ، ليست تعلم

لأن جرحها أعمق وأقسى أم أن حبها لذاك الرجل هو ما كان أشد

وأعظم من أن تغفر له !

أمسكتها من يدها وسحبتها جهة المصاعد قائلة

" هيا اصعدي وسألحق بك بعد قليل وعليك أن تتفاجئي برؤيتي

أيضا لا تنسي ذلك "

وراقبتها وهي تغادر بعينان اكتسحتها الدموع مجددا فهي ستسعى

كل جهدها لتسعد هذه الفتاة وشقيقها قبلها مهما فعلت ومهما
كان الثمن بما أن شرط رماح تحقق أخيرا


*
*
*

تلك الطرقات الخفيفة على باب جناحهما كانت ما كسر ذاك

الصمت القاتل سوى من الدموع الصامتة للتي كانت تجمع

أغراضهما في الحقيبة الصغيرة التي أحضرتاها معهما البارحة .

تبادلتا نظرة صامتة قبل أن تهمس والدتها متوجهة للباب

" لابد وأن السيارة جاهزة وأرسلوا أحدهم ليعلمنا عنها "

وقفت التي تركتها خلفها على طولها تمسح بقايا دموعها هامسة

بدعاء خافت أن تكون شقيقته تلك أعند من والدتها رغم شكها

في ذلك فلم يكسر يوما عنادها أحد ولا والدهم رحمه الله ولا

إبنها البكر وأقرب الناس لها ... وحده ابن شاهين من فعلها

الآن فهي كما الجميع لن تستطيع قول كلمة

" لا " لهذا الرجل .

فتحت والدتها باب الجناح وكم أملت بأن أملا جديدا قد يكون

فتح معه وهي تنظر للواقفة أمامه بل ولأجمل من رأت عيناها

قد لبست السواد كاملا والتي نقلت نظرها بينهما قائلة بابتسامة

رائعة تشبهها تماما

" أعتذر إن أزعجتكما "

نقلت نظرها لوالدتها حين التفتت لها برأسها فتبادلت معها تلك

النظرة المصدومة كما سبق واتفقتا رغم أنها استشفت الكثير

من الشك في نظرتها تلك قبل أن تعود بنظرها للواقفة أمامها

وقالت وقد تنحت جانبا

" أبدا بنيتي أمثالك لا يزعجون أبدا ... تفضلي "

وما أن خطت قدماها للداخل حتى تابعت التي أغلقت الباب

ونظراتها التحذيرية مسلطة على تلك العينان الدامعة

" كنا نجهز أنفسنا للمغادرة فطائرتنا بعد ساعتين لكن الوقت

أمامنا لنتوادع بالتأكيد "

عبست تلك الملامح الحزينة الباكية ما أن وقفت غسق بينهما

تخفيها عنها فأومأت لها برأسها مبتسمة ومشجعة فهي إن كانت

تعرف والدتها فليست تعلم عنادها هي وحصولها دائما على

ما تريد ، التفتت سريعا للتي أصبحت خلفها وقالت مبتسمة

" إن فاتت هذه الطائرة فثمة العشرات غيرها بالتأكيد ولا مشكلة

أبدا في ذلك فهل نجلس ونتحدث قليلا يا خالة "

أشارت لها بيدها فورا على الصالون الأنيق قائلة

" بالتأكيد تفضلي "

فتحركت هناك من فورها لحظة ما نظرت تلك لابنتها قائلة

" اجمعي باقي الأغراض من الغرفة يا جهينة "

نظرت لها فورا وباستياء ولم تستطع قول شيء بسبب نظرة

التهديد في عينيها فلم تكن تتوقع أبدا أن تبعدها عن حديثهما !

وكان عليها أن لا تستغرب ذلك فهي بالتأكيد ستفكر بأنها قد تؤثر

على حديثها سلبا لذلك ما كان أمامها سوى أن تنصاع لأوامرها .

وما أن اغلق باب الغرفة خلفها حتى جلست والدتها ونظرت

للتي قالت بهدوء

" يبدوا أنك غادرت منزلي مستاءة ليلة أمس ولن تغادري البلاد

وفي خاطرك ما يكدرك منا أبدا "

نظرت فورا ليديها في حجرها وشعرت بالخجل من نفسها فحتى

إن كانت أكبر منها وفي مقام والدتها فهي تبقى ابنة الرئيس

السابق للبلاد ومن كانت زوجة لذاك الرجل العظيم ووالدة

ابنته بل ومالكة هذه المدينة وكل ما فيها تتنازل لتعتذر منها

هي وتراعي خاطرها وتفكر أساسا إن خرجت من منزلها مستاءة

أم لا !! قالت ونظرها لازال على يديها ولتختصر على كليهما

المقدمات

" جهينة هي ابنتي الأنثى الوحيدة ولست أكره لها ما تحب أبدا ،

كنت أتفهم دائما أسباب رفضها الزواج حتى الآن وكل ذاك الحزن

الذي رافقها لأعوام حتى أنها اعتزلت الناس لفترات طويلة ولن


أحب لابنتي إلا ما يسعدها فلا أريد لها أن تتخذ قرارا تندم عليه

لسنين طويلة وأن تنجرف خلف عواطفها فتعيش نصف امرأة

لباقي عمرها "

شدت الجالسة أمامها قبضتيها لا شعوريا وشعرت بالألم لحجم

الإهانة التي وجهتها لشقيقها وإن كانت لم تقل ذلك بشكل مباشر ،

لكنها تغاضت عن كل ذلك وقالت بذات هدوءها

" لن يرضى أحد بذلك لابنتك يا خالة وأولهم رماح وما كنت

لأكون هنا لو كنت أعلم بأن ذاك سيكون مصيرها معه "

لاذت المقابلة لها بالصمت دون أن تعلق ولا أن ترفع نظرها

بها فتنهدت بعمق وعلمت أن مهمتها لن تكون سهلة أبدا ،

قالت تراقب ملامحها وجفناها الواسعان المسدلان وقد اكتحلا

بسواد فاحم

" لو كان لك ابن أو شقيق في حالته لما تمنيت له إلا الأفضل ،

واتباع عواطفنا لا يعني دائما أننا سنؤذي أنفسنا "

رفعت نظرها بها حينها وقالت بجمود

" لديا ابن مصاب بسمات التوحد ولن أفكر يوما في أن أظلم

امرأة لتكون خادمة له وإن كانت مجنونة بحبه "

أغمضت عينيها وتنفست بعمق تذكر نفسها بأنها في سن والدتها

وأن تحترمها مهما قالت وتقدر طريقة تفكيرها في مصلحة ابنتها

قبل أن تفتحهما وتنظر لها قائلة

" وضع رماح مختلف تماما يمكنه ممارسة حياة طبيعية

جدا ثم هو .... "

سكتت قليلا قبل أن تقرر قول ما كانت ترفض قوله نزولا عند

رغبة شقيقها

" هو قد يسير مجددا وإن بشكل جزئي وهذا ما أكده الأطباء

لكنه من يرفض العملية "

لاحظت نظرة عدم اقتناع في عينيها فتقدمت في جلستها حتى طرف

الأريكة ومدت يديها وأمسكت بيدها وقالت برجاء

" رماح يحتاج لمساعدتنا جميعا وجهينة أولنا فهل يرضيك

أن يبقى هكذا وبيدك الحل ؟ "

أبعدت نظرها عنها وقالت

" تعلمين بأن شقيقك من يرفضها فلنذهب في حال سبيلنا

أفضل لنا فظروفنا لن تسمح ولا بالبقاء هنا ليومين آخرين "

ابتسمت وقد شعرت ببصيص أمل وإن كان ضئيلا وقالت من

فورها وقد تركت يدها

" أي ظروف هذه التي ستمنع بقائكم في بلادكم ؟ من يفضل

أن يتغرب عن وطنه ومجتمعه وأهله ؟ "

تنهدت الجالسة أمامها بحزن وقالت تنظر لأصابعها

" ابني البكر يعمل هناك وهو من يعول أسرته وعائلتنا ،

هو مطارد في قضية ثأر قديمة فقد أصاب زميلة برصاصة

بالخطأ حين كان مع جيش ابن راكان في الماضي ، عائلة

المقتول أعفوا عنه لكن شقيقه من والده طالب بإخراجنا من

المدينة وقال بأنه لن يبحث عنه لكن إن رآه أمامه فسيقتله

لذلك غادرنا البلاد بأكملها لنحافظ على حياته وهو يرفض

العودة والحديث عن الأمر خاصة أنه لم يحضى بأي فرصة

للتعليم ولا شهادة لديه ويعتمد على عمله اليدوي هناك

لدفع إيجار المنزل وإعالتنا جميعنا ويرفض أن تعمل أي

واحدة منا عملا تهان فيه وأي أعمال هذه المشرفة التي

سنحضى بها ! فحتى جهينة أوقفت دراستها منذ أعوام بسبب

تكاليف رسوم المدارس لأننا لسنا من البلاد "

شعرت بالحزن على قصتها وما عانت هذه العائلة فالإبن الأكبر

مطرود وحياته مهددة بالخطر والآخر مريض هذا غير تردي حالهم

ماديا ومعنويا بالتأكيد ، قالت من فورها

" السكن والوظيفة جميعها مشاكل يمكن حلها وبسهولة فالمنازل

هنا تقدم مجانا أو بأسعار رمزية للأسر المحتاجة حتى يتحسن

وضعها وتنتقل لأماكن أخرى وتكون ملكا لها ، كما يمكن إيجاد

وظيفة لكل واحد منكم وسأتكفل شخصيا بابنك المريض فثمة

مراكز هنا لمن هم في مثل حالته ، أنا لن أطالبك بأن تذهب ابنتك

لشقيقي ولا أن تفرض نفسها عليه أريد فقط أن نمنحهما فرصة ...
فرصة أخيرة ليقررا مصيرهما فإما أن يقتنع رماح أو أن تغير

ابنتك رأيها فيه ولن تظلم أبدا أقسم لك يا خالة وكرامتها من

كرامتي لن تهان ولن تجرح يوما "

لاذت بالصمت للحظة واحترمت هي ذلك وتركتها مع أفكارها

لتقرر وجل ما تتمناه أن تنجح في مهمتها فإقناع هذه المرأة

ومهما كان صعبا هو أيسر من إقناع شقيقها رماح ، قالت

التي نظرت لها مجددا

" ابني لن يقبل أبدا أعرفه عزيز نفس بل وسيغضب مني ومنها

إن نحن فقط تحدثنا معه في الأمر ولا تفكري بأنك قد تقنعيه

بالتحدث معه فالنتيجة ستكون ذاتها وسيغضب من جهينة

تحديدا فحتى قدومنا إلى هنا كان رغما عنه ولولا إرسال الزعيم

ابن شاهين رجاله وأوامره الصارمة لندخل البلاد معهم

ما وافق أبدا "

نظرت لها بصدمة قبل أن تهمس

" مطر من فعل ذلك ؟ "

أومأت برأسها بنعم وقالت

" أوامره وحدها التي ما كان ليستطيع رفضها أبدا ... بل من

كان ليتخيل أن يطرق رجاله باب منزلنا يوما ؟ "

أشاحت بوجهها جانبا وتنهدت بضيق .. هل على ذاك الرجل

أن يخرج لها في كل شيء ؟ جليلة ... مؤكد هي من لجأت له

في هذا لكن كيف وصلت له ؟ آه أجل وقت قدومة لاجتماعهم

لا تفسير آخر للأمر ، نظرت لها مجددا وقالت

" اتركيني أحاول التحدث معه وإن عبر الهاتف ، بل وسأسافر

وأراه شخصيا إن كان ذلك سيقنعه "

حركت رأسها بالنفي متنهدت بحزن وقالت

" لن يجدي ذاك نفعا صدقيني فحتى حين اقترحت عليه أن نخبر

رجال ابن شاهين يوصلوا له طلبنا بحل قضية الثأر لأننا كنا خارج

البلاد وقت حرر الهازان وتولى جميع تلك القضايا المشابهة رفض

ذلك فورا وقال بالحرف الواحد

( لسنا بحاجة لأن نتسول عطف من هم مسئولون عنا أمام الله

قبل الناس )

فلا تتوقعي أبدا أن يوافق "

وقفت على طولها تشد قبضتاها بقوة ونظرت فورا جهة التي

كانت تنظر لهما من شق الباب المفتوح قليلا .. نظرة باكية

حزينة مكسورة فظهرت صورة شقيقها أمام عينها فورا ونظرته

الحزينة الشاردة تلك حين علم أنها قد تكون غادرت البلاد ، أغمضت

عينيها وتنفست بعمق هامسة بخفوت

" من أجلهما يا غسق ... من أجلهما "

أدخلت يدها في جيبها وأخرجت هاتفها وتحركت حتى باب الشرفة
وفتحته ووقفت خارجا تتكئ بظهرها على الجدار ونظرها على

الحديقة المقابلة لتلك الفنادق والأطفال يتراكضون حول النافورة

التي تلاعبهم برذاذ قطرات الماء المتناثرة منها وكأنها تستمتع

بأصوات ضحكاتهم الصغيرة المتداخلة .

ضربت بطرف حذائها على الأرض بتوتر تستمع لصوت رنين

الهاتف في الطرف الآخر ، تكره أن تتحدث معه مجددا بعد مكالمته

تلك واتهامه لها وتكره أكثر أن تطلب ذلك منه لكن لا مفر لها من

هذا فالثمن سيكون سفر تلك الفتاة وللأبد وعيش شقيقها وحيدا

رافضا حتى المحاولة للمشي مجددا ، كتمت تنفسها الذي سحبته

قويا وبدأت تخرجه ببطء فور أن فتح الخط وسمعت تلك النبرة

العميقة المبحوحة

" أجل يا غسق "

زمت شفتيها بضيق تسمع بوضوح صوت الريح لتحركه في

سيارة ما أي أنه لن يكون لوحده فيها بالتأكيد ، هذا الرجل لن

يتوقف عن التبجح بأنها ما تزال زوجته وتعلم بأنه لا يفعلها

إلا لمضايقتها ، حررت شفتيها وقالت

" تبدوا مشغولا لكن ثمة أمر مهم علينا التحدث فيه "

وصلها صوته القلق فورا

" ما بها تيما ؟ هل هي بخير ؟ "

قالت من فورها

" هي بخير الموضوع يخص رماح وجهينة ولا يقبل التأجيل أبدا "

سمعته يحدث أحدهم قائلا

" توقف هنا يا قاسم "

تنهدت بضيق ما أن سمعت ذاك الاسم ونظرت جانبا وهي تسمع

ذاك الصوت الرجولي القريب

" ماذا حدث ؟ ما بها ابنتك ؟ "

سمعت صوت باب السيارة وهو يفتح وصوت مطر قائلا

" لا شيء "

ساد الصمت من ناحيته قليلا ومن صوت الأمواج الواضحة

علمت أنه عند الخط الساحلي لبحر بينبان جهة غرب الحالك

ليسلكوا طريقهم لغرب الهازان كما سبق وقالت ابنته فشعرت

بتلك الغصة المؤلمة في قلبها والدموع تملأ عينيها السوداء

الواسعة محدقة بالسماء ولم تستطع مع انكتام أنفاسها أن

تقول شيئا .


*
*
*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.